وراح لسريره وفرد جسمه ومن كتر الارهاق والتعب اللى مر بيه كان مفكر انه هينام على طول لكن للاسف حصل عكس كده خالص وعاد زكريات كتير مرت بحياته بيحاول يمحيها باى طريقه من ماضيه ومش بيقدر للاسف خالص وخصوصا فترة ارتباطه بالبت اللى حبها فى الكليه بجنون وكانت سبب رئيسى فى كره للبنات كلها وكمان الحادثه بتاعته اللى هو مر بيها من حوالى ست سنين وكانت السبب الرئيسى فى كشفت البت دى على حقيقتها .
وفضل يتقلب يمين وشمال فى السرير علشان يبعد افكاره وزكرياته دى عنه لكن للاسف بدا يفتكر البنت دى لما شافها لاول مرة فى المدرج وهو واقف بيشرح للطلبه .. ساعتها كانت بنت جميله ورقيقه ولفتت انتباهه واعجب بيها جدا وهى كمان بدلته الاعجاب ده وتخيل انها حبته بجد زى ما هو حبها..
وبعد فترة قرب منها واعترف لها بحبه ده وفرحت هى ساعتها جدا وعلشان هو يعرف فى الاصول كويس جدا قال لمامته وحدد ميعاد معاها ومع البنت دى علشان يروح يقابل اهلها هو وجده صفوان ووالدته واخوه عمر .. وفعلا حددوا الميعاد و راحوا واتقدموا واهلها رحبوا بيهم جدا وقروا الفاتحه ولبسها خاتم الماظ .. واتفقوا ان الجواز هايكون بعد كام شهر من دلوقتى لما تخلص البنت دى امتحانات السنه النهائيه ليها فى الكليه ويكون زين جهز الجناح الخاص بيهم فى الفيلا عند مامته .
وفى اخر يوم ليها فى الامتحانات قرر زين انه يروح لها الكليه وياخدها ويفرجها كل التجهيزات اللى خلصها فى الجناح الخاص بيهم وكمان يعزمها على العشاء . وللاسف نزل من الشركه وهو فرحان جدا انه اخيرا هايتجوز الانسانه اللى قلبه حبها و عشقها وركب عربيته وطلع بيها باقصى سرعه وللاسف من شده السرعه دى على الطريق الدائرى كاوتش العربيه انفجر واتقلبت العربيه بزين كذا مرة ومش بس كده جت عربيه نقل كبيرة و سريعه وخبطت عربيه زين كام متر اودام وهى مقلوبه .
واصعب شىء من ده كله لما كان نايم بين الحياه والموت فى المستشفى عند حسام وسمع الدكتور الاستشارى وهو بيبلغ والدته وعمر وخطيبته والحاج صفوان انه ممكن يكون عاجز ومشلول طول حياته بسبب الحادث ده . وساعتها للاسف خطيبته اتصدمت و بعدت عنه لما عرفت موضوع الشلل ده واتخلت عنه فى اصعب وقت هو كان محتاجها تكون جنبه وتقويه وتسانده .
وكان كل لما يسأل عليها والدته تبلغه انها مريضه او تعبانه او مسافرة مع اهلها بره او مش قادرة تيجى فقلبه حس ان فى شىء لحد ما يوم بعد يوم عرف الحقيقه المرة دى من عمر اخوه وعرف انها بعدت عنه وسابته لما سمعت كلام الدكتور انه جايز يعيش بعد الحادثه دى عاجز ومشلول..
ولان زين كان عنده ايمان بربنا كبير وتحدى اقوى عمل كل اللى يقدر عليه وعمل اكتر من عمليه كبيرة وعلاج طبيعى ومع اسراره الكبير فضل على الحال ده كام شهر فى المستشفى عند حسام لحد ما ربنا شفاه نهائى ورجع افضل من الاول ومن ساعتها كره كل البنات اللى كان بيشوفها وبقى يحتقرهم . اتنهد زين جامد من الزكريات المؤلمه اللى افتكرها دى وهو نايم فى سريره وقال .. كلكم زى بعض .. كلكم زى بعض فاشد الخداديه الصغيره اللى كانت جنبه ومد ايده وحطها على راسه علشان يقدر ينام ويبطل تفكير فى الماضى .
وعند شاهى العاصى فى الفيلا الضخمه بتاعتهم كان فيه ناس كتير وبودى جردات واغانى وانوار وحفله كبيرة اوى فيها كل أصحاب باباها ومامتها واصحابها هى كمان بمناسبه عيد جواز باباها ومامتها اللى اتعودوا انهم يعملوه كل سنه فى نفس اليوم ده .
شاهى كانت لابسه فستان شبه عريان بحماله رفيعه جدا وفوق الركبه بكتير وعماله ترقص هى وأصحابها على الموسيقى الساخبه . مامتها كانت قاعده على تربيزة كبيرة هى واصحابها وبيتكلموا عن احدث موديلات الفساتين فى باريس وصيحات الموضى العالميه . وجوزها كان فى مكتبه معاه تليفون مهم جدا من بره عن الصفقه الجديده للشركه بتاعته ومن صوت الدوشه وهيصه الحفله اللى بره دخل مكتبه وقفل عليه علشان يقدر يسمع و يتكلم براحته .
وبعد ما خلص مكالمته خرج ورجع حفلته تانى وراح قعد مع اخوه وبعض اصدقاءه .. اخوه كان المنتج الشاب المعروف يوسف الشريف 38 سنه ويعتبر اخوه الصغير اللى معظم عمره عاشه فى بلاد بره بعد وفاه والده ووالدته ورفض انه يعيش عند اخوه الكبير واتخرج من اكبر الجامعات الاوربيه ونزل مصر وفضل انه يعيش لوحده بعد رجوعه بعيد عن عاصى اخوه الكبير .
يوسف بدأ يحكى لكل الموجودين عن بدايه تصوير فيلمه الجديد اللى من إخراج المخرج الكبير زين الجبالى .
عاصى ابوا شاهى بصله باعجاب وقال .. ايه المفاجآت الحلوة دى يا استاذ يوسف .. هو انا آخر من يعلم ولا ايه ! على العموم الف مبروك عليك الفيلم الجديد يا حبيبى .. وحلو اوى انه من اخراج زين الجبالى .. انا اسمع انه مخرج كبير جدا وليه اعمال ناجحه وهادفه رغم صغر سنه .. وكويس انه وافق بسهوله على اخراج الفيلم بتاعك يا يوسف .. انا اعرف انه مش بسهوله انه يوافق على اى فيلم وخلاص .
يوسف بصله باستغراب وقال .. ومين قال ان الفيلم اللى هانتجه ده فيلم اى كلام .. انت تعرف عن اخوك كدة برضه يا عاصى ولا ايه . واكبر دليل على كده ان زين وافق على إخراجه بعد ما قرأ السيناريو كله .. بعد ما درسه كويس جدا مرة واتنين وتلاته واتاكد انه فيلم كويس وهايكسر الدنيا بأذن الله .
عاصى بابتسامه مد ايده و ولع السيجار بتاعه وبص لاخوه يوسف وقال .. يا حبيبى انا مش بقلل من الفيلم بتاعك بالعكس انا فرحان ليك جدا ويارب يكسر الدنيا زى ما انت متوقع .. انا بتمنالك النجاح دايما يا حبيبى .. انت اخويا الصغير وبعتبرك ابنى قبل ما تكون اخويا .. انت ناسى انى انا اللى مربيك ولا ايه من صغرك بعد ما ماما وبابا ما ماتوا واحنا صغيرين . انا بسمع بس عن زين الجبالى ده انه مش بيوافق على أى عمل غير بصعوبه .
يوسف .. ربنا يخليك ليا يا حبيبى .. وانا عمرى ما هانكر وقفتك جنبى وتشجيعك ليا ابدا . واحد من أصدقائهم رد وقال فعلا يا يوسف .. انا عمرى ما شوفت حد بيحب اخوه زى ما انت بتحب اخوك كده يا عاصى .. ربنا يخليكم لبعض يارب وتفرح بيه بقى وبجوازه.
يوسف ضحك وقال .. جواز ايه بس وبتاع ايه هو انا ناقص نكد وزعل وعكننه .. ورايح فين وجاى منين ؟ وكلمت دى ليه ؟ وبتضحك لده ليه ؟ الكل فضل يضحك على طريقه يوسف وهو بيتكلم لحد ما جت شاهى وهى مبتسمه وقربت من يوسف ولفت ايديها حاولين كتافه من ضهره وهو قاعد وقالت ... يا ترى عمو حبيبى بيضحك اوى كده ليه !
يوسف مد ايده على ايديها ولفها ناحيته وقال .. حبيبه عمو الشقيه .. اهلا يا شاهى .. انا سايبك من زمان براحتك مع اصحابك بترقصوا .. وكل ده وانا قاعد منتظر اشوفك انتى هاتيجى تسلمى عليا امتى يا بكاشه .. لحد ما سياتك حنيتى عليا وجيتى اخيرا اهوه . شاهى بضحك ردت وقالت .. حبيبى اللى واحشنى والله وبقالى شهر بحاله معرفش عنه حاجه اخبارك ايه يا عمو ومختفى فين الوقت ده كله اعترف يا استاذ ؟
يوسف ابتسم ورد وقال .. هاكون فين يعنى يا حبيبتى غير فى شغلى وفى الفيلم الجديد اللى بدات تصويره النهارده . شاهى .. واااااااو تصوير الفيلم الجديد .. من ورايا .. يا سلام يا اخويا مش كنت واعدنى فى الفيلم ده انى هاحضر معاك اول يوم تصوير .. ليه الخيانه دى بقى يا استاذ .. انا زعلانه منك ومخصماك يا يوسف.
عاصى باباها رد وقال .. بنت عيب كده اتكلمى مع عمك كويس . شاهى بدلع ردت وقالت .. بقولك ايه يا سى بابا .. انا ويوسف احرار مع بعض وياريت سياتك ما تتدخلش بينا اوك يا سى بابا ولا رايك ايه يا يوسف
يوسف بيضحك وبص لاخوه وقال .. شاهى عندها حق يا عاصى .. انا وهى احرار مع بعض .. واعملى حسابك يا حبيبتى على اخر الاسبوع الجاى هاخدك معايا تحضرى تصوير الفيلم الجديد وتتعرفى على ابطاله وكمان على المخرج بتاعه .. ايه رايك يا قمر؟
شاهى بفرحه ردت وقالت.. وااااااو يعيش يوسف .. يعيش يوسف الشريف عمووو حبيبى .. وقربت منه وباسته فى خده وجريت على اصحابها علشان تبلغهم بكده وتغيظهم .. ومشيت قبل ما تعرف مين هو المخرج اللى مش مخليها على بعضها بقالها كام يوم
الليل كله عدى والشمس بدات تشرق وليل نايمه على سريرها فى المستشفى سهرانه طول الليل وبتفكر تعمل ايه او تروح لفين بعد ما تطلب من الدكتور حسام انها تخرج من هنا ولو خرجت معقول ترجع البلد بتاعتها تانى ؟ وهاتقدر تعيش مع سعاد مرات ابوها والحيوان اخوها اللى اسمه حسان ده بعد اللى كان عاوز يعمله معاها ؟ معقول تتخلى عن كل ذكرياتها فى بيتها مع باباها ومامتها وكمان اخواتها الصغيرين اللى مش عارفه هايكون مسيرهم ايه مع واحده زى سعاد دى .
ومش معقول كمان ترجع على بيت الاسطى حسن بعد الكلام اللى هى سمعته من بنته عبير مع امها . حاجات كتير بتفكر فيها ومش قادرة تاخد قرار او تحدد بالضبط هى هاتعمل ايه .. مع مصير مجهول وشعور بالوحده والضعف واليتم مسيطر عليها .. وفضلت على الحال ده لحد ما غمضت عيونها وراحت فى النوم وبعد فترة طويله بدات تفوق لما حست بدخول دكتور حسام والممرضه جايين يطمنوا عليها وكمان يدوها علاجها .
دكتور حسام بوش بشوش مبتسم بصلها وقال .. صباح الخير وصح النوووم يا كسلانه .. معقول كل ده نوم .. الساعه داخله على 8 صباحا وانتى لسه نايمه . قومى قومى يا شيخه خلينا نطمن عليكى ونشوف اخبارك ايه .
ليل بابتسامه حزينه قامت عدلت نفسها وقالت .. صباح النور يا دكتور حسام .. انا مش كسلانه ولا حاجه انا لسه يا دوبك نايمه لما النهار طلع .. مكنتش عارفه انام خالص من كتر التفكير والارق اللى كان عندى معرفتش انام خالص . حسام باستغراب .. ليه كده معقول منمتيش طول الليل كنتى نبطشيه زيى ولا ايه يا ليل ؟ولا اوعى تكونى تعبانه ولا حاجه ؟!
ليل بخجل ردت وقالت .. الصراحه يا دكتور حسام انا زهقت جدا جدا و عاوزة اخرج بقى من المستشفى دى وكفايه اوى لحد كده انا من امبارح ونويت انى اطلب منك كدة .. لانى بدأت اتخنق من نومه السرير دى ومش متعوده على كده خالص .. فأرجوك يا دكتور حسام اكتبلى على خروج بقى علشان ارجع على بلدى وكتر خيركم اوى لحد كده .. انا الحمد لله بقيت كويسه وكله بفضل حضرتك ووقفتك معايا .
الدكتور حسام باستغراب رد وقال .. ايه الكلام اللى انتى بتقوليه ده يا ليل .. انتى لسه تعبانه وخارجه من حادثه كبيرة وعمليه اصعب ولازم تستريحى فترة كافيه بعدها .. وقبل كده قولتلك ده شغلى ومش محتاج انك تشكرينى عليه كل شويه .
ليل بحزن وخجل ردت وقالت .. بس يا دكتور حسام انا زهقت واتخنقت جدا والصراحه انا حاسه انى حمل تقيل عليك وعلى استاذ زين وعمر كمان .. ومش عاوزة احرجكم معايا اكتر من كده والافضل انى ارجع مكان ما جيت .. وانتم تعيشوا حياتكم زى ما كنتم قبل ما تشوفونى .
حسام رد وقال .. متقوليش كدة يا ليل .. انا مش بعمل اى شىء اكتر من شغلى اللى متعود عليه طول حياتى و اللى هو اهم حاجه عندى وبعشقه .. ومعاملتى واهتمامى مع كل المرضى بالشكل ده مش معاكى انتى بس .. وبالنسبه لزين ولعمر .. كل اللى بيعملوه معاكى ده شىء عادى خالص . لو فيه اى شىء مزعلك او مدايقك ارجوكى تقوليلى وتحكيلى عليه وانسى انى الدكتور المعالج بتاعك واعتبرينى مجرد اخ او صديق .. فهمانى يا ليل .
ليل عيونها اتملت بالدموع ومدت ايديها اليمين وحطتها على عيونها وبدات تعيط بحرقه وكأنه فتح الجرح اللى هى بتحاول تداويه بس للاسف فتحه الدكتور حسام بدون قصد .. وده اللى خلاه يستغرب من حالتها دى جدا وطلب من الممرضه انها تسيبهم لوحدهم شويه وفعلا خرجت الممرضه وقفلت الباب وراها وقرب دكتور حسام وشد كرسى من ركن الاوضه وقعد جنب سرير ليل وقال .. ممكن تبطلى عياط وتمسحى دموعك دى .. وممكن تقوليلى يا ليل انتى حكايتك ايه بالضبط ؟ وانتى منين بالتحديد وفين اهلك واخواتك ؟
وليل ما صدقت ان حد يطلب منها كده ويحاول يسمعها فامسحت دموعها وبدأت تحكى وتقول .. انا هاقولك كل حاجه . انا كنت بنت وحيده وعايشه مع امى وابويا و عندى دلوقتى 23 سنه وكام شهر . امى ماتت من سنين طويله كان عندى ساعتها حوالى 11 سنه كنت صغيرة ويا دوبك لسه فى المرحله الابتدائيه .
عرفت ساعتها انى اتحرمت من اكبر نعمه فى الحياه وهى الام .. زعلت كتير عليها ورغم كل اللى ابويا عمله ساعتها علشان يعوضنى فقدانها .. لكن للاسف مقدرش لان حب وحنيه وحنان الام محدش يقدر يعوض مكانها حد ابدا ولو كان الاب نفسه .
لحد ما بعدها بحوالى سنتين او تلاته بابا اتجوز واحده بدلها علشان تهتم بينا احنا الاتنين وتاخد بالها منى انا بذات وتكون بديله لامى .. لكن للاسف مكنتش بتحبى خالص وبتغير من حب وحنيه ابويا ليا .. وطول ما هو قاعد كانت تعمل نفسها انها كويسه معايا وتعاملنى حلو اوى اودامه ومن وراه كانت مطلعه عينى وتزعقلى وتضربنى جامد ..
ومكنتش عوزانى اكمل تعليمى بحجه انى اساعدها فى شغل البيت واخلى بالى من اخويا الصغير وكمان اساعد ابويا فى الكشك بتاعه اللى كان على الطريق الزراعى .. بس ابويا رفض خالص انى اسيب مدرستى وطلب منى انى اكمل دراستى بس للاسف صحته كانت بدات تتبهدل وتدهور بسرعه وانا فى الثانويه العامه من كتر السهر والشغل فى الكشك ايامها وقررت ساعتها انى اخلص امتحاناتى لحد هنا ومكملش دراستى فى الجامعه زى ما كنت بحلم وبتمنى ساعتها انى ادخل كليه الاعلام .. علشان اقدر اساعد ابويا فى الشغل .
وعدت السنين وانا عايشه دايما فى شخط وزعيق ونكد وحزن من سعاد مرات ابويا لحد ما صحت ابويا كانت بتتبهدل يوم بعد يوم من كتر طلباتها وكان مش بيشتكى ولا يبين لينا ده ابدا وبالذات ليا لكن كنت بشوفه بعيونه واشوف تعبه وضعفه وهزلانه اللى كان واضح عليه جدا .. وكان بيحاول دايما انه يدارى وجعه والمه .. لحد ما فى يوم وانا راحه استلم بداله شغل الكشك لقيته مرمى على الارض وفاقد الوعى وبسرعه وديته المستشفى بس للاسف مات وساعتها اتأكدت انى بقيت وحيده فى الدنيا دى وبقيت يتيمه الام والاب.
وكملت ليل وحكتله على كل اللى حصل من الزفت حسان معاها ومعامله سعاد ليها بعد موت ابوها واللى حصل فى بيت الاسطى حسن وكمان اللى حصل ساعه الحادثه .
ليل بدموع مغرقه وشها بصت للدكتور حسام وقالت .. هى دى حكايتى كلها يا دكتور حسام .. ومش عارفه اعمل ايه او اروح فين بعد ما اخرج من هنا .
حسام كان متأثر جدا وحزين من كلام ليل واللى حكته واتنهد وقال .. يااااااه يا ليل كل ده انتى عيشتيه ومريتى بيه فى سنك الصغير ده ؟! الله يكون فى عونك يا بنتى والله .. وفكر وقال .. طيب فين اهل والدك او اهل والدتك ليه مروحتيش لحد منهم وعيشتى معاهم بعد موت ابوكى الله يرحمه .
ليل بحزن ردت وقالت .. من صغرى وانا بسأل نفس السؤال ده لابويا ولأمى الله يرحمهم وكانت الكلمه الوحيده والاجابه اللى بسمعها منهم .. احنا ملناش حد خالص ومقطوعين من شجرة .. بس كنت بلاحظ رغم صغر سنى ساعتها حزن كبير فى عيون امى لما كنت اسأل السؤال ده ليها هى بذات وكأن فى سر كبير هى مخبياه ومش قادرة تقوله ليا .. بس ساعتها كنت لسه مجرد طفله وخدت الموضوع عادى لكن لما كبرت استغربت جدا اللى كان بيحصل مع امى وسألت ابويا تانى وقالى نفس الكلمه انه مقطوع من شجرة هو وامى وملهمش اهل خالص .. لحد ما اتعودت على كده ومسألتهوش تانى .
بس عمرى ما قدرت انسى منظر ابويا وهو قاعد جنب امى على السرير ساعه وفاتها وكان بيقولها .. سامحينى يا حبيبتى .. سامحينى انى كنت أنانى وحرمتك من كل اهلك وبعدتك عنهم سنين طويله .. سامحينى يا حبيبتى .
حسام باستغراب بصلها وقال .. بس غريبه الموضوع ده واكيد كان ليها اهل وبعدت عنهم .. وعلى الاقل خالص يكون ليها شخص او اتنين .. اب او ام اخ او اخت او عم او خال اى حد .. واتنهد جامد بكل حزن وبص لى ليل وقال ..
على العموم يا ليل حكايتك دى اثرت فيا جدا والله يكون فى عونك .. علشان كده محدش سأل عليكى ولا جالك ساعه الحادثه واطمن عليكى . المهم من دلوقتى اعتبرينى زى اخوكى بالضبط واى شىء تطلبيه انا هنفذه على طول .. ومش عاوز اشوفك بتعيطى تانى ابدا من هنا ورايح ومفيش خروج من المستشفى غير لما اطمن عليكى خالص .. ونشوف هاتقررى أيه فى الاخر .. ومن رأيى انا اوعى ترجعى بيت ابوكى ده تانى وتعيشى مع مرات ابوكى واخوها الحيوان ده.
وليكى عليا اشوفلك مكان تعيشى فيه هنا وشغل كمان فى المستشفى لو حبيتى يا ستى ايه رايك يا ليل ؟
ليل مسحت دموعها كلها وابتسمت وردت وقالت .. ياريت يا دكتور حسام ياريت تشوفلى اى شغل اقدر اعيش منه حتى لو هنا فى المستشفى .. ومتشكرة جدا انك سمعتلى وخدت من وقت حضرتك .
حسام قام وقف وابتسم وقال .. مفيش شكر بين الاخوات من هنا ورايح .. انتى سامعه ولا لا ومتخافيش يا ستى انا خلصت نبطشيتى وجيت اطمن عليكى قبل ما ارجع على بيتى .. خدى علاجك وكلى كويس ويالا سلام بقى لانى تعبان و مدشدش وهلكان وهنام وانا واقف من كتر التعب وخلى بالك من نفسك ولو عزتى أى شىء بلغى الممرضه بيه سامعه يا ليل واتفقنا.
ليل ابتسمت من قلبها وردت وقالت .. اتفقنا وشكرا ليك يا دكتور حسام . وخرج حسام من اوضه ليل وراح على مكتبه علشان يغير لبسه ويروح على بيته . وليل قامت من سريرها بشويش وراحت على الحمام علشان تغسل وشها من العياط اللى عيتطه وتغير لبسها .
زين كان صحى من نومه وجهز نفسه علشان ينزل على طول ويروح لى ليل على المستشفى وخلص لبسه وحط برفانه وخد موبيله ومفاتيح عربيته من على التسريحه ولسه هايمشى افتكر انه نسى يلبس ساعه من بتوعه فافتح درج التسريحه واختار ساعه مناسبه من مجموعه ساعاته المميزة اللى بيختارها بعنايه من اغلى الماركات العالميه وكمان لمح السلسله اللى كان لقاها فى عربيته وتوقع انها بتاعه ليل فحطها فى جيبه علشان يديهالها وقفل الدرج وفتح باب اوضته وخرج ولسه هايمشى فكر يروح لعمر اوضته ويصحيه علشان يحصله على الشركه عقبال لما هو يروح لى ليل بس رجع فى كلامه ونزل على تحت على طول علشان يخلى دادة زينب تجهزله فنجان قهوته المعتاد علشان كان مستعجل جدا .. ولما سمع صوت دادة زينب فى الطبخ دخل لها على طول وعيونه بتدور عليها لحد ما شافها .
زين بكل أدب واحترام بصلها وقال .. صباح الخير يا دادة من فضلك جهزيلى فنجان قهوتى بسرعه علشان مستعجل شويه .
زينب ردت عليه الصباح وقالت .. صباح النور يا زين يا ابنى .. تعال الاول انا مجهزة الفطار على السفره اهو افطر الاول عقبال ما اجهزلك فنجان قهوتك مش معقول تشرب قهوة كده على طول من غير ما تاكل اى شىء .. ولا عاوز مامتك تزعل منى وتقول انى مش واخده بالى منكم وهى غايبه. زين ابتسم لها وقال .. لا ما متقلقيش يا دادة هى عارفه انى ساعات بعمل كده وهى موجوده حتى .. وكويس انك فكرتينى كنت هنسى اقولك . دادة زينب باستغراب بصتله وقالت .. خير يا ابنى نسيت تبلغنى بايه ؟
زين رد وقال .. اعملى حسابك يا دادة ماما راجعه من اسكندريه النهارده هى وخالتو سماح وكمان ست شاهندا جهزى نفسك وجهزيلهم اوضهم وكمان الاكل اللى بيحبوه وبالذات ماما .. وبسرعه بقى يا داده انا هاجيب شويه حاجات من مكتبى عقبال لما تجهزى انتى القهوة . وفعلا زين راح على اوضه المكتب وزينب بدأت تجهز ليه فنجان القهوة . عمر كان صحى ودخل خد الشور بتاعه وغير لبسه ولبس ونزل من فوق وشاف اوضه المكتب مفتوحه وتوقع ان زين جوه فاكمل نزول السلم وخبط خبطتين صغيرين على الباب بهزار ودخل على طول .
عمر بابتسامه عريضه بصله وقال .. سيدى يا سيدى على الناس النشيطه اللى صاحيه من بدرى .. وانا اللى قولت انى صحيت مرة من نفسى قبلك .. صباح الفل يا باشا .
زين ابتسم ورد عليه الصباح وقال .. كويس انك صحيت ولبست كمان .. انا عندى مشوار مهم هاروحه قبل ما اروح على الشركه وموقع التصوير .. اسبقنى انت وجهز لكل شىء وانا ساعه واحده وهاكون عندكم فى موقع التصوير و يكونوا هما جهزوا كل شىء وبذات الكاميرات وكل الابطال مخلصين مكياجهم . ماشى يا عمر انا متكل عليك .
عمر رد وقال .. اشطى يا هندسه هانفذ كل اللى انت طلبته . زين ابتسمله وخد كل اللى كان عاوزه من المكتب وقام وقف ودخلت دادة زينب بفنجان القهوة وبسرعه زين مد ايده وخده منها وشكرها وشربه وهو واقف على طول واستأذن وخرج . عمر باستغراب بص لدادة زينب وقال .. هو مستعجل اوى كده ليه ! ومستناش نفطر مع بعض ليه الاخ ده ؟
دادة زينب ردت وقالت .. هو شكله وراه مشوار مهم مستعجل عليه وكان منبه عليا انى اعمله القهوة واطلع اصحيك على طول علشان ما تتاخرش على الشغل .. وكويس انك صحيت ولبست كمان .. انا مجهزه احلى فطار على السفره تعال يالا يا حبيبى علشان تلحق تفطر قبل ما تروح شغلك .. ده حتى زين مرديش يفطر من استعجاله ده وشرب قهوة على معده فاضيه زى ما انت شوفت .. وانا بقى هاروح اجهز كل شىء وكمان احلى غدا للست سميحه قبل ما يجوا .
عمر رد وقال .. لا لاااا انا مش هافطر انا كمان ورايا مشوار مهم قبل ما اروح على الشركه انا كمان ولازم امشى يا دادة .. سلااااام اشوفك على الغداء بقى يا بطه زينب ضحكت على كلمه بطه اللى متعوده تسمعها من عمر وقالت .. ليه كده بس يا عمر يا ابنى انت كمان .. بقى اجهز ليكم احلى فطار انتم الاتنين وأملا السفره اشكال والوان ومحدش يفطر خالص كده منكم
عمر اداها ضهره وهو خارج من الباب وقال .. معلش يا بطوط تتعوض فى فطار تانى يا قمر .. يالاا بااااى باااى يا قطه . وخرج عمر على طول باستعجال وركب عربيته هو كمان واتحرك فى خلال ثوانى. بعد حوالى نصف ساعه زين كان راكب عربيته ويادوبك وصل اودام المستشفى اللى فيها ليل وركن ونزل على طول ومد ايده وخد علبه الشيكولاته اللى جبها وهو جاى فى الطريق ودخل للباب الرئيسى للمستشفى وطلع على فوق .
ووصل اودام باب اوضتها وخبط بشويش بس محدش رد عليه .. فخبط اعلى من المرة الاولى وللاسف برضه محدش رد عليه .. فتوقع انها ممكن تكون نايمه ومش سامعه خبط الباب ففتح الباب بشويش وهو بيقول انسه ليل وللاسف اتفاجاه انها...؟
مش موجوده فى سريرها زى ما كان متوقع وفى الحظه دى تخيل انها مشيت من المستشفى خالص من غير ما يتأسف لها على اللى حصل منه اخر مرة كان موجود عندها هنا .. فاتنهد جامد وزعل انه ملحقهاش وفتح الباب اكتر جايز تكون فى الحمام و عيونه بتلف فى كل ركن من اركان الاوضه على امل انها ممكن تكون موجوده لحد ما فجأه خد نفس كبير وابتسم و شافها بتصلى قريب من البلكونه الصغيرة اللى كانت فى آخر الاوضه وبعيد عن الباب وكانت ساجده على المصليه وبتدعى ربنا بكلام كتير مقدرش يفسره .. وحس باحساس غريب جدا مقدرش يفهمه فى اللحظه دى فابتسم وخرج من الاوضه تانى وقفل الباب وراه بشويش وفضل انه ينتظر بره لحد ما هى تخلص الصلاه .
وبعد اقل من خمس دقايق باب الاوضه اتفتح وشاف ليل متفاجأه بيه و مبتسمه ابتسامتها الحزينه اللى اتعود انه يشوفها بيها وده اللى كان بيستغربله جدا ونفسه يعرف ايه سبب حزنها ده .
فابتسم هو كمان وقرب منها وقال .. اولا حرما وربنا يتقبل منك باذن الله .. ثانيا صباح الخير واسف انى جيت من بدرى كده علشان اطمن عليكى .. ثالثا وقبل اى شىء انا اسف على اللى حصل منى امبارح وياريت تعذرينى وتتقبلى اعتذارى ليكى وياريت متكنيش زعلانه منى يا انسه ليل .. رابعا بقى وابتسم ومد ايده وقال اتفضلى حاجه بسيطه جبتهالك وقدم لها علبه الشيكولاته .
ليل استغربت زين وكلامه ومعاملته الكويسه دى وكمان اعتذاره ليها عكس اللى حصل منه امبارح وعلامات استفهام كتير؟ فابتسمت وقالت .. صباح النور يا استاذ زين .. ومالوش لازمه الاعتذار ده خالص انا مش زعلانه منك ابدا بالعكس انا اللى المفروض اعتذر ليكم على تعبكم معايا وأشكركم كمان على كل اللى بتعملوه معايا ده وعلى العموم حصل خير و اتفضل ادخل مش معقول هانفضل نتكلم واحنا واقفين على الباب كده .
زين ابتسم ودخل وقال طيب والشيكولاته ! ليل مدت اديها وخدتها منه وشكرته وقربت من التربيزة اللى فى وسط الاوضه بين الكرسين وحطتها وراحت قعدت بشويش على سريرها وزين قعد على الكرسى اللى كان جنب السرير .
ليل كانت محرجه ومش عارفه تبدا اى كلام وده اللى لاحظه زين وبدا هو بالكلام وقال .. يا ترى اخبارك ايه دلوقتى وصحتك عامله ايه .. لانى بصراحه ما اتصلتش بحسام امبارح علشان اطمن عليكى لانى كنت مشغول جدا فى الشركه وكمان التصوير .. حتى النهارده متصلتش بيه لانى جيت من بدرى زى ما انتى شايفه وقولت اجى اطمن بنفسى .
ليل بخجل ردت وقالت .. انا الحمد لله بخير وبقيت افضل من الاول بكتير وبدأت اقوم من السرير واتحرك شويه زى ما دكتور حسام طلب منى وباخد العلاج بانتظام .. علشان كده انا شايفه ان قعدتى فى المستشفى ملهاش اى لازمه وكفايه تعبتكم معايا كلكم لحد كده حضرتك والدكتور حسام وكمان عمر . وفجاه سمعوا اللى بيقول ... يا ترى جايبين فى سيرتى ليه على الصبح يا بشر !
زين اتفاجاه هو وليل بعمر اللى جه وكان شايل شنطه كبيرة اوى فى ايده اليمين وشنطه تانى صغيرة فى ايده الشمال وقرب من سرير ليل وهو بيضحك وقال .. قوليلى بقى يا ست ليل .. جايبه فى سيرتى ليه يا هانم ؟
زين اللى اتكلم بنرفزة نوعا ما قبل ما ليل ترد على عمر وقال .. قولى انت يا استاذ انت ايه اللى جابك هنا دلوقتى انا مش قايلك تروح على الشركه على طول وبعدين هاقبلك فى موقع التصوير عقبال ما اخلص مشوارى اللى قولتلك عليه.
عمر ضحك وهرش فى شعره وقال .. ياعم زين براحه عليا شويه هافهمك كل حاجه .. انا قولت اعدى اطمن على ليل زى كل يوم واجيب لها الفطار بالمرة وافطر معاها لانها مش بترضى تاكل من اكل المستشفى غير بالعافيه وكنت على طول بعدها هاروح على الشركه .. بس قولى انت ايه اللى جابك هنا دلوقتى ومن بدرى كده يا باشا.
زين بتوتر وغيظ معرفش سببه ايه رد وقال .. انا كمان قولت اجى اطمن عليها وعلى صحتها وكمان اعتذر لها على طريقه كلامى معاها امبارح وكنت هامشى على طول على الشغل . وبدام انت جيت وانا اطمنت على الانسه ليل هاقوم انا اسبق على الشغل عقبال ما تفطروا مع بعض انتم الاتنين وبعدها تنزل على طول وتحصلنى على موقع التصوير يا استاذ فاهم. وعيونه جت على ليل وابتسم وقال .. حمد الله على سلامتك مرة تانيه وكويس انى اطمنت عليكى وهاستاذن دلوقتى علشان ورايا شغل كتير محتاجه اى شىء يا انسه ليل ؟
ليل بخجل ودقات قلبها سريعه متعرفش سببها ايه ووشها احمر ردت وقالت .. متشكرة جدا يا استاذ زين مش محتاجه حاجه واسفه جدا انى بشغلكم معايا والله .
عمر بيضحك اوى وده اللى استغربله زين فسأله وقال .. يا ترى يا عم الظريف ممكن تقولنا سياتك بتضحك على ايه دلوقتى علشان تضحكنا معاك . عمر بضحك قال .. انا بضحك عليكم انتم الاتنين .. وبيقلد ليل وهى بتقول ((استاذ زين )) وسياتك بتقول ((انسه ليل))..
فى ايه يا جدعان ملهاش لازمه الرسميات والالقاب دى ما تقولها ليل على طول زى ما انا بقوووول وهى كمان تقولك زين مفيهاش حاجه يعنى الرسميات دى . وبعدين ما انا بقولك يا ليل وانتى بتقوليلى يا عمر .. اشمعنى الالقاب دى بينكم انتم .
زين حس بخجل ليل وكسوفها فقام وقف وبص لعمر برخامه ووعيد ومن غير اى تعليق على كلامه قال انا نازل وحصلنى على طول .. وعيونه جت على ليل اللى وشها كان احمر جدا من الخجل ومتوترة وقال .. سلام يا ليل هابقى اجى مرة تانيه واطمن عليكى وخرج من الاوضه خالص بكل هيبه ووقار .
عمر رجع يضحك تانى وقال ايوا كده يا معلم زين وبيقلده وبيقول ( سلام يا ليل ) وجرى قرب من ليل وهى قاعده على السرير وقال بزمتك وانا راضى زمتك يا ليل مش كده احلى من الرسميات بتاعتكم دى . ليل ضحكت اوى من قلبها على طريقه كلام عمر ودمه الخفيف قالت .. هاموت من كتر الضحك يا ابنى انت حرام عليك مش قادرة انت كدا على طول بتموتنى ضحك .
عمر رد وقال يا بنتى انا عمر الجبالى عايش حياتى بالطول والعرض ومش بحب الحزن ده ابدا ولا الرسميات مفيش احسن من البساطه فى كل شىء وبعدين بدام انتى معترفه انى بضحكك اوى كده من قلبك عدى بقى الجمايل يا ست ليل . وبعدها اتعدل عمر فى قاعدته على السرير وشد الشنطه الكبيرة اللى كان جايبها معاه وقام وقف وفتحها وبص لى ليل وقال .. حزرى فزرى الشنطه دى فيها ايه واوعى تقولى فيها فيل زى فيلم طاقيه لخفه بتاع عبد المنعم إبراهيم؟
ليل ضحكت وباستغراب بصت للشنطه وقالت لا متخفش مش هاقول فيها فيل .. وفضلت تفكر شويه وقالت .. هايكون فيها ايه يعنى يا عمر مش عارفه قول انت ! عمر لسه ماسك الشنطه فى ايده ومش عاوز يطلع اللى جواها وبصلها وقال .. مش هافتحها غير لما تقولى انتى فيها ايه ؟ ليل ردت وقالت .. يا ابنى اخلص بدل ما تتاخر على زين مش بيقولك تنزل على طول وتروح على الشركه .
عمر افتكر كلام زين وخاف فعلا انه يتأخر على ميعاد التصوير وقال امرى لله وفتح الشنطه وهو بيقول .. فعلا عندك حق . طيب غمضى عينك الاول علشان اطلع بسرعه اللى جوه الشنطه .
ليل اتنهدت جامد وقالت .. يا لهوى عليك يا عمر وعلى حركاتك لازم يعنى وحطت ايديها على عيونها وقالت ..اهو يا سيدى اياك نخلص بقى. عمر فتح الشنطه الكبيرة اللى فى ايده وطلع دبدوب كبير اوى شكله حلو جدا وبص لى ليل وقال .. تقدرى تفتحى يالا . وفتحت ليل عيونها وبصت على الدبدوب اللى فى ايد عمر وغصب عنها عيونها اتملت بالدموع وفى نفس الوقت كانت فرحانه .
عمر استغرب دموعها فى توقيت زى كده فاسألها وقال .. فى ايه يا بنتى ده انا جايبلك دبدوب لزومها ايه الدموع اللى انا شايفها دى ؟ ليل بحزن مسحت دموعها اللى نزلت غصب عنها وابتسمت لعمر وقالت .. اصل اول مرة حد يفتكرنى ويجيبلى هديه فعلشان كده مبقتش عارفه افرح ولا احزن وغصب عنى دموعى خانتنى شكرا ليك يا عمر .. انا مش عارفه ارد جميلكم ووقفتكم معايا دى ازاى .. ولو فضلت اشكركم من هنا لاخر لحظه فى عمرى مش هاقدر اوفى جميلكم عليا وانت بالذات .
عمر صعبت عليه ليل جدا فساب الدبدوب على السرير جنبها وقرب منها وقال .. يا ليل متقوليش كده مفيش بينا شكر ولا جمايل ابدأ ربنا يعلم انا بقيت بعزك اد ايه .. وكان نفسى من زمان يبقى ليا اخت وسبحان الله من ساعه ما شوفتك وقربت منك حسيت انك زى اختى بالضبط .. وعلشان كدة يا هانم .. مش عاوز اشوف الدموع دى من هنا ورايح .. مش عاوز اشوف غير الابتسامه على وشك يا اختى .
ويالا بقى علشان نفطر بسرعه انا وانتى .. علشان شكل زين كده هايرفدنى نهائى من الشركه ويستريح منى .. وهاقعد انا وانتى الظاهر كده على باب اى جامع ونشحت مع بعضنا ونقول ( لله يا محسنين لله يا محسنين .. حسنه قليله تمنع بلاوى كتيرة ))
ليل ضحكت جامد من طريقه كلامه وعمر اول لما شافها بتضحك من قلبها كده .. بصلها وقال .. ايوا كده مش عاوز اشوف غير الضحكه الحلوة دى من هنا ورايح ماشى يا باشا .. ومسك الشنطه اللى فيها الاكل وراح حطها على التربيزة اللى فى وسط الاوضه وبدا يطلع منها السندوتشات اللى كان جايبها معاه وقعد فطر هو وليل وقبل ما يخلص سندوتشه اللى كان فى ايده بياكل منه قام وقف واستاذن علشان يمشى على الشركه وساب ليل بتكمل اكلها براحتها ووعدها انه هايعدى عليها بعد ما يخلص شغله .
وفى اسكندريه كانت سميحه قاعده فى اوضتها بتتكلم مع الحاجه انعام وبتطمن عليها وعلى صحه عمها الحاج صفوان وكل اللى فى السرايه . سميحه سألت مرات عمها وقالت .. عامله ايه يا حبيبتى وازى صحتك وصحه عمى الحاج صفوان زعلت اوى لما قالى انه تعبان شويه آخر مرة كلمنى فيها .. فقولت اتصل بيكى واطمن عليه منك يا حاجه .
الحاجه انعام بكل طيبه وحنيه ردت وقالت .. سميحه حبيبه قلبى اللى وحشانى جدا ونفسى اشوفها هى واختها اخبارك ايه يا بتى وازى سماح . سميحه ردت وقالت الحمد لله بخير يا حاجه والله طمنينى انتى على عمى وكل اللى عندك . الحاجه انعام .. دايما بخير يا بتى وربنا يخليكم لبعض ويفرحكم بعيالكم .. واطمنى يا حبيبتى عمك الحاج صفوان بخير هما شويه تعب صغيرين وهايروحوا لحالهم .
واول لما نطمن عليه باذن الله هانجيب بعضنا ونيجى ونزوركم .. وبالمرة نزور سيدنا الحسين والسيده زينب .. مشتقالهم اوى يا سميحه يا بتى ونفسى ازورهم واصلى فى رحابهم وادعى ربنا كتير .
سميحه ردت وقالت ..تنوروا القاهرة كلها يا حاجه انعام ياريت والله ده انا لسه كنت بتكلم مع سماح باليل واتفقنا اول لما زين يخلص الشغل اللى فى ايده نجيب بعضنا كلنا ونيجى نقضى كام يوم عندكم زى زمان ونغير جو وسط الزرع والهواء النضيف . طمنينى اخبار ولاد عمى ايه صلاح وحسين وعصام وحريمهم وعيالهم وبالذات الواد عدى ابوا لسان طويل ده .. وحشنى هزاره وضحكه ومقالبه مع اخواته وولاد عمه يارب يكونوا بخير كلهم .
الحاجه انعام ابتسمت وردت وقالت .. كلهم بخير يا بتى اطمنى .. والواد عدى لسه زى ما هو مش بيبطل هزار وضحك ومقالب فى ولاد عمه .. وبينى وبينك هو اللى بيملى السرايه ضحك وبيدى روح ليها .. وهدى مراته على وش ولاده اهى هى وباقى البنات ربنا يكملهم على خير ويقوموا بالسلامه ويهديه يا بتى .
سميحه بفرحه ردت وقالت .. ما شاء الله يا حاجه عملوها كلهم مرة واحده فرح وملك وهدى وسلمى ربنا يقومهم بالسلامه يارب . الحاجه انعام ابتسمت وقالت .. يارب يا بتى ياااارب .. بس كده انتى نسيتى ضحى مرات سليم حفيدى ابن نعمه الله يرحمها . سميحه ردت وقالت .. فعلا نسيتها اعذرينى يا حاجه وسلميلى عليهم كلهم لحد ما اشوفهم قريب واطمن على سلامتهم .
الحاجه انعام .. يوصل يا بتى وسلمى على اختك وبنتها وعيالك ربنا يفرح قلوبكم بيهم قريب يارب وتشوفى احفادهم .. وقفلت الموبيل مع سميحه ودخلت على المطبخ علشان تشوف هنيه الشغاله خلصت الغداء ولا لا قبل ما الرجاله والشباب ماترجع من شغلهم فى المصنع .
سميحه بعد ما قفلت الموبيل بدات تجهز نفسها علشان السفر . واختها سماح وكمان شاهندا كانوا خلصوا لبسهم وخدوا بعضهم وخرجوا من اوضهم ونزلوا على تحت لحد ما سميحه نزلت ليهم وخرجوا بره فى جنينه القصر ووقفوا اودام العربيه شويه لحد ما الشغالين حطوا الشنط فى العربيه وبعدها على طول ركبوا واتحركوا بيها فى طريقهم على القاهرة .
سميحه مسكت موبيلها ورنت على زين اللى كان يادوبك واصل مكان التصوير وكان واقف مع يوسف الشريف منتج الفيلم وكمان بيكون عم شاهى . فاستاذن زين منه علشان يقدر يرد على مامته وفتح عليها وقال .. صباح الفل يا ست الكل. سميحه بحب ردت وقالت .. صباح النور يا حبيب قلبى .. انا قولت اتصل واطمن عليك انت والواد عمر وبالمرة اقولك اننا اتحركنا من القصر وفى طريقنا للقاهرة .
زين ابتسم ورد وقال .. توصلوا بالسلامه ان شاء الله .. وانا هاخلص شغل متأخر شويه انا و عمر علشان عندنا تصوير .. اتغدوا انتم براحتكم متستنيناش .. وانا بلغت داده زينب بوصولكم علشان تعمل حسابها. سميحه بحب ردت وقالت .. يا حبيبى طيب ما تستأذنوا وتيجى انت واخوك وتتغدوا معانا .. انتم وحشنى اوى يا زين يا حبيبى وبعدها ارجعوا تانى على التصوير .
زين رد على والدته وقال .. يا ست الكل انتى عارفه انى طول ما فى موقع التصوير مش بقدر اكل اى شىء غير لما اخلص اللى عليا الاول .. بس هاحاول على اد ما اقدر انى اجى واتغدى معاكى يا حبيبتى علشان خاطرك .. ولو مقدرتش هابعت عمر ويتغدى معاكم بنفسه .. وعلشان خاطرى ما تزعليش منى يا امى .
سميحه بحزن ردت وقالت .. ماشى يا حبيبى ربنا معاك وبعدين انا عمرى ما اقدر ازعل منكم ابدا .. ربنا يخليكم ليا يا حبيبى . سماح قاعده جنب سميحه فقالت .. سلميلى عليه يا سميحه وقوليله انك وحشنى اوى انت والواد عمر . شاهندا وهى سايقه العربيه .. وانا كمان يا خالتوا سلميلى عليه لو سمحتى .
سميحه بلغت زين بسلام خالته وشاهندا وهو كمان بلغها انها تسلم عليهم وقفلت معاه . وزين راح قعد جنب يوسف وبدؤا تصوير المشاهد مع ابطال الفيلم وكان موجود ناس كتير جدا من مصورين ومهندسين صوت وعمال فى الموقع وبعد حوالى نصف ساعه كان وصل عمر هو كمان وقرب منهم وقعد جنبهم بكل هدوء بيتابع وبينفذ كل اللى كان بيطلبه زين منه على اكمل وجه .
عند الاسطى حسن فى ورشته كان قاعد على كرسى اودام المحل بتاعه وكان حزين ومكسور جدا وماسك كوبايه الشاى فى ايده وعيونه منزلتش من على الكشك بتاع صاحب عمره عبد الرحمن ابوا ليل وهو سرحان وحزين وبدا يفتكر اول يوم شاف فيه عبد الرحمن وقابله من سنين طويله وساعتها شافه وكان بينزل فى كراتين وعلب كتير للكشك الجديد اللى استلمه من ديوان المحافظه اللى تابع لها القريه اللى راح وعاش فيها بعد ما قدم ورق وطلب كشك وهما وافقوا على طلبه وبعد شهرين استلمه .
حسن ساعتها كان شاب فى اواخر العشرينات وكان شغال فى الورشه اللى كان ابوه بيملكها ساعتها . ابوا حسن اول لما شاف عربيه نقل صغيرة بتنزل فى بضاعه كتيرة وعبد الرحمن كان بينزل هو والسواق لوحدهم .. نده على حسن ابنه وطلب منه انه يساعد عبد الرحمن جاره الجديد وينزل معاه باقى البضاعه .. وفعلا راح حسن وقرب من عبد الرحمن وقال .. صباح الخير .. انا حسن ابن الحاج محمود صاحب الورشه اللى اودامك دى والحاج شافك بتنزل فى البضاعه الجديده لوحدك وقالى اجى اساعدكم .
عبد الرحمن بكل احترام ابتسم ورد عليه وقال .. اهلا بيك يا حسن .. انا عبد الرحمن ولسه واخد الكشك ده من المحافظه وقولت ابدا اجيب بضاعه واملاه .. ومتشكر جدا ليك وللحاج محمود مش عاوز اعطلكم عن شغلكم . حسن ابتسم ورد وقال .. متقولش كده يا عبد الرحمن ولا تعب ولا حاجه ياعم انت .. ولا مش عاوزنا نبقى اصحاب واخوات .. وبعدين الجيران لبعضهم . عبد الرحمن بكل احترام رد عليه وقال .. لا طبعا احنا صحاب واخوات من دلوقتى يا عم لكن مش عاوز اتعبك معايا واعطلك عن شغلك والحاج هناك لوحده .
حسن يا عم هو اللى قالى اساعدك لما شافك لوحدك .. وكفايه كلام كتير بقى وخلينا نكمل نزول باقى البضاعه ربنا يجعله فتحه خير عليك وعلى اهل بيتك ان شاء الله .. وبعد تلت ساعه بالضبط كانوا خلصوا نزول البضاعه كلها وعبد الرحمن شكر حسن جدا وراح شكر الحاج محمود بنفسه واتعرف عليه ومن ساعتها حسن وعبد الرحمن بقوا اكتر من الاخوات .
وقربوا من بعض جدا وبالذات بعد وفاه الحاج محمود ووقفه عبد الرحمن الجدعه ساعتها مع حسن فى محنته . ومن اللحظه دى بقوا ايد واحده فى كل شىء فى الفرح وفى الحزن واسرار كل واحد فيهم بقت مع التانى . وفى يوم من الايام كانوا سهرانين اودام ورشه حسن بيشربوا كوبيتين شاى مع بعضهم وفجاه حسن بص لعبد الرحمن وسأله وقال .. الا قولى يا عبد الرحمن انت اصلك منين بالظبط وحكايتك ايه .. يعنى من المحافظه دى نفسها ولا من حته تانيه .. اصل الصراحه عمرك ما جبت ليا سيرة خالص عن كده رغم الكام سنه اللى عدوا دول وانا مردتش اسالك بدام انت ما قولتليش .. وعمرى ما شفت ليك حد من قرايبك او قرايب مراتك معاك هنا .
عبد الرحمن اتنهد اوى وبص لصاحبه وقال .. ربنا يعلم يا حسن يا اخويا انا بقيت بحبك اد ايه من اول لحظه جيت فيها هنا وانا بعتبرك اكتر من اخويا والله وحمدت ربنا انه بعتك ليا انت والحاج محمود الله يرحمه فى التوقيت اللى انا جيت فيه البلد دى .
انا مليش حد خالص فى الدنيا دى من بعد موت ابويا وامى ولا اخ ولا اخت .. وخد نفس بألم وحزن وكمل كلام وقال .. ابويا مات وانا لسه عندى اربع سنين وكان مجرد عامل بسيط فى مصنع وبعد موته عشت انا وامى لوحدنا فى اسكندريه وامى تعبت وشقيت واتبهدلت علشان نقدر نعيش انا وهى وتوفر لينا الاكل والشرب علشان انا كنت ساعتها صغير ومش هاقدر اشتغل واريحها من التعب ده كله .
لحد ما بقى عندى تسع سنين وساعتها كنت فى رابعه ابتدائى وفى يوم من الايام كنت راجع ساعتها من المدرسه ودخلت الشارع اللى فيه البيت بتاعنا واتصدمت اول لما شوفت ناس كتير ملمومه وناس بتجرى فى كل مكان وهيصه ومطافى واسعاف ودوشه كتييير . ساعتها وفى اللحظه دى بالتحديد افتكرت امى وخوفت لا يكون حصل لها حاجه . رميت شنطتى وجريت بسرعه وللاسف زى ما توقعت لقيت بيتنا اللى كنا ساكنين فيه مجرد كوم تراب وحجارة .
اتصدمت وجريت اقرب من البيت اللى بقى تراب وفضلت اصرخ واعيط واقول امى اامى اااااامى ناس كتير شدتنى ومنعتنى انى اقرب اكتر من البيت اللى اتهد فوق روس الناس وهما عايشين جواه . فضلوا يطبطبوا عليا ويهدونى وقالولى اطمن اكيد امك محصلش ليها حاجه واكيد شويه كده وهاتطلع من تحت الانقاد دى كلها وهاينقذوها اطمن .. بس من جوايا حسيت انى مش هاشوف امى مرة تانيه .
فضلت قاعد فى الشارع اودم البيت اللى بقى كوم تراب ساعات طويله وعندى امل انها تطلع وأجرى عليها واترمى فى حضنها بس للاسف حصل العكس وخرجت فعلا بس للاسف كانت فارقت الحياه وسابتنى لوحدى يتيم الاب والام ومن بعدها خدنى حد من الجيران وودانى وعشت عند راجل طيب جدا كان شيخ فى الجامع وعايش هو ومراته بس ومعندهمش عيال .. وفضلت معاهم ورفضت ساعتها انى اكمل دراستى ونزلت اشتغلت فى سنى ده حاجات كتير هنا وهنا .
وعدت السنين وبقيت شاب كبير وكنت شغال سواق عند راجل غنى اوى من بهوات الاسكندريه وفضلت معاه حوالى تلت سنين لحد ما فى يوم ! اتنهد جامد وظهر عليه الحزن فبصله حسن وقال .. كمل يا صاحبى حصل ايه لما اشتغلت عند الراجل ده ؟ عبد الرحمن اتنهد وكمل كلامه وقال .. الراجل ده كان اسمه برهان السيوفى من عيله كبيرة اوى فى الصعيد وكان واخد قصر كبير اوى على البحر وعايش فيه هو ومراته و بنات التلاته و...
حسن بفضول بصله وقال كمل يا عبد الرحمن حصل ايه مخليك حزين كده الراجل ده عملك ايه فهمنى ! عبد الرحمن رد وقال .. للاسف يا حسن الراجل معمليش اى حاجه بالعكس ده كان طيب وكريم جدا معايا وعمره ما حسسنى انى شغال عنده وللاسف انا اللى خنت الامانه و حبيت بنته وهى كمان حبتنى ولما حاولت اطلب ايديها من ابوها اتصدم ورفض واتحول لواحد تانى خالص انا معرفهوش وظهر العرق الصعيدى اللى جواه وقالى انى مجرد سواق عنده واستحاله انه يجوزنى بنته .
وطردنى من شغلى وهى منعها انها تخرج خالص من البيت علشان متشوفنيش . ونفسيتى ادمرت ساعتها وكنت هاموت من كتر حزنى وبعدى عنها لحد ما فى يوم من الايام قررت انى اروح لها وأحاول اشوفها باى طريقه علشان وحشتنى اوى .
وفعلا فضلت كذا ساعه واقف على بعد عند سور القصر على امل انى اشوفها من بعيد او اطمن عليها لحد ما فجأه لمحتها بتتمشى هى واختها سميحه فى الجنينه وفضلت اراقبهم من بعيد لبعيد لحد ما اختها سميحه دخلت لجوا القصر وهى كملت تمشيه لوحدها لحد ما قربت من سور القصر ولمحتنى وجريت عليا وعيونها كلها شوق وحب ومليانه دموع وده اللى وجع قلبى عليها وعلى الحاله اللى هى وصلت ليها .
واطمنت عليها وفضلنا نتكلم كتير وروحتلها اكتر من مرة فى نفس الميعاد ده وفى الاخر قررت انا وهى اننا نهرب ونتجوز لاننا بنحب بعض بجنون و مش هانقدر نستغنى عن بعض وللاسف مفكرناش فى اللى هايحصل نتيجه الهروب ده و...
فى الاخر كنا حددنا الميعاد اللى هانهرب فيه وقولتلها ان اول حاجه تعملها انها تسيب رساله لابوها وامها قبل ما تخرج من القصر وتقول فيها انها هاتنتحر بسبب رفض ابوها جوازها منى وانها مش هاتقدر تعيش من غيرى ولا لحظه واحده وان الموت ليها هو الحل الوحيد . وفعلا نفذت كل اللى انا قولتلها عليه بالحرف الواحد وخرجت من القصر بمنتهى الهدوء من غير ما حد يشعر بيها نهائى .
وانا كنت واقف مستنيها على بعد شويه جنب البحر وقريب من القصر فى نفس الميعاد اللى كنا حددناه انا وهى .. وفضلت واقف كتير بنتظرها بكل شوق ولهفه وشويه بدات اقلق واتوتر واتأخرت ساعتها كتير لدرجه انى فقدت الامل انها تيجى وفكرت ان ممكن يكون حد شافها من اهلها او قولت انها غيرت رايها وفضلت ابوها وامها واخوتها عنى وعن حبها ليا .
وفى آخر لحظة لما قررت انى امشى وابعد عن المكان وعنها هى بالذات لقيتها جت من على بعد وهى بتجرى فافرحت جدا بيها وجريت عليها وضمتها لحضنى وخدت نفسى ساعتها وحسيت ان الدنيا هاتبدأ تفتح ايديها ليا وانى اخيرا هلاقى الحب والسعاده اللى اتحرمت منهم طول حياتى . ومن غير اى كلام ما بينا ساعتها بسرعه مشينا من المكان قبل ما اى حد يلمحنا ويبلغ ابوها بهروبها معايا .
لحد ما بعدنا خالص عن القصر واطمنا وقفنا شويه ناخد نفسنا وبدأنا نكمل بقيت الخطه اللى كنا متفقين ننفذها بعد هروبها . ساعتها هى كان معاها شنطه خروج صغيرة فيها البطاقه بتاعتها وبعض المتعلقات الشخصيه اللى تخصها . فاروحنا لاقرب ماذون وكتبنا الكتاب وبقت مراتى على سنه الله ورسوله وعلشان نكمل لعبتنا اللى بدأناها رجعنا على البحر تانى وسبنا الشنطه الصغيرة بتاعتها اللى فيها كل شىء يخصها و اشارب صغير وسيبناهم قريب من البحر على اساس ان اللى يلاقيهم يقول انها نزلت البحر وغرقت فيه .
وعلشان نأكد الموضوع اكتر واكتر طلبت منها انها تبعد شويه عن المكان ده وتستنانى عند الشاليه اللى على بعد كام متر من البحر ومتخليش أى حد يشوفها وتراقبنى فى صمت .. وفعلا راحت وانا حاولت اغرق لبسى بالمايه كانى كنت فى البحر . وبعدها عملت نفسى بنهج جامد وقربت من راجل كبير فى السن كان متعود يقعد قريب من المكان ده بيبيع حلويات للاطفال ومناديل وعوامات ولعب كتير وعملت نفسى انى كنت بتمشى على البحر وشوفت واحده دخلت المايه وكانت بتغرق وللاسف اختفت .
فجريت بسرعه ونزلت المايه وراها وحاولت انى ألحقها وانقذها لكن للاسف مقدرتش والظاهر عليها غرقت وان المتعلقات دى بتاعتها كانت موجوده على الشط . الراجل ساعتها اتصدم من كلامى وجرى ناحيه البحر علشان يشوفها ويتأكد وللاسف مكنش فى اى حد واتاكد فعلا انها غرقت . وسيبت الحاجه بتاعتها معاه واستأذنت منه بحجه انى مسافر بلاد بره ويادوبك الحق ميعاد الطيارة بتاعتى ومعنديش وقت انى افضل معاه لما الشرطه تيجى وتحقق وسيبت معاه الشنطه والاشارب .
وخدت بعضى بسرعه وروحت ليها عند الشاليه وخدنا بعضنا ومشينا من المكان كله نهائى قبل ما حد يشوفنا وروحنا عند موقف العربيات بتاع المحافظات وقلنا نركب ونروح أى محافظه تانيه بعيد عن هنا بسرعه وركبنا عربيه فعلا كان فاضل لها شخصين بس وركبناها وجبتنا البلد دى . وكان معايا مبلغ محوشه بقالى سنين ساعتها خدت بيه الشقه اللى عايش فيها انا ومراتى دلوقتى . ورغم الظروف الصعبه اللى مرينا بيها انا وهى استحملتنى وصبرت عليا كتير .
وعمرها ما اشتكت ولا حسستنى انها ندمانه على اللى احنا عملناه رغم عيونها الحزينه دايما .. الا انها كانت بتحاول على اد ما تقدر انى اكون سعيد وفرحان . ووعدت نفسى انى اكون ليها اب وام واخ وزوج علشان اعوضها حرمانها من اهلها وبعدهم عنها . وادينا متجوزين بقالنا كذا سنه ولسه ربنا مرزقناش بحته عيل نفرح بيه انا وهى . واشتغلت حاجات كتير وفى الآخر فكرت.
وقدمت فى المحافظه على الكشك ده لحد ما قابلتك انت والحاج محمود الله يرحمه . ومن ساعتها واحنا عايشين مع بعض ومنعرفش حاجه عن اهلها نهائى وبحاول انى اسعدها و اعوضها حرمانها منهم على اد ما اقدر . فاااااق الاسطى حسن من شروده وقال .. الله يرحمك يا حبيبى سامحنى يا عبد الرحمن سامحنى مقدرتش احافظ على الامانه اللى انت وصتنى عليها . سامحنى يا صاحبى .. يا ترى انتى فين يا ليل يا بنتى . يارتنى كنت اعرف مكان لاهلك وانا كنت روحت ليهم وقولتلهم انك بنت هدى بنتهم .. لكن للاسف كل اللى اعرفه اسم جدك برهان السيوفى .
سميحه كانت وصلت الفيلا هى وسماح وشاهندا ودخلوا على جوا وداده زينب كانت فى استقبالهم ورحبت بيهم . وطلبت من ميرفت بنتها انها تطلع الشنط لفوق فى اوضهم وتنزل على طول علشان تكمل باقى تجهيز الغداء والسفرة معاها .
سميحه رنت على عمر اللى رد على طول وبلغته انهم وصلوا الفيلا وانه يبلغ زين لانها بترن عليه وموبيله مغلق . عمر فرح جدا لما سمع صوت والدته وقال .. ست الكل وحشتينى يا سوسو والفيلا فاضيه من غيرك يا قمر . سميحه بكل حنيه ردت وقالت .. يا سلام يا اخويا اضحك عليا بكلمتين حلوين من بتوعك .. لو كنت وحشتك فعلا كنت اتصلت بيا واطمنت عليا انا وخالتك وبنت خالتك يا استاذ .. ده انت بقالك يومين مكلمتنيش فيهم ولا طمنتنى عليكم انتم الاتنين من ساعه ما سافرتوا ورجعتوا القاهرة .
عمر .. حقك عليا يا ست الكل والله مشغولين ومطحونين جدا من ساعه ما رجعنا من عندكم . سميحه باستغراب ردت وقالت .. يا سلام يا اخويا هايكون ايه اللى شاغلكم للدرجه دى يعنى .. طيب زين واتعودت على كده منه طول ما هو عنده شغل وفيلم جديد وانتى حجتك ايه يا استاذ عمر ؟ عمر رد وقال .. يا حبيبتى بدأنا تصوير الفيلم الجديد من يومين وكمان موضوع الحادثه اللى عملناها واحنا راجعين من اسكندريه واخد وقت مننا برضه لما بنروح المستشفى ونطمن على ليل .
سميحه بصدمه ردت وقالت .. يا لهوووووى حادثه ايه يا عمر اللى بتقول عليها دى طمنى يا ابنى انتم كويسين .. وزين اخوك كويس .. انت فيك حاجه انطق يا عمر متقلقنيش .
عمر رد وقال .. اهدى اهدى يا ماما مفيش حاجه اقسم بالله وزين كويس وانا كويس كل اللى حصل اننا خبطنا بنت كانت بتعدى الطريق ومش واخده بالها وهى الحمد لله بقت كويسه دلوقتى وبنروح لها المستشفى وبنطمن عليها يوميا انا وزين وموصين عليها الدكتور حسام كمان . سميحه خدت نفس وقالت .. بتتكلم بجد يا عمر يا حبيبى انتم بخير ومفكوش اى شىء ولا بتضحك عليا علشان اطمن وخلاص عليكم .
عمر .. والله يا امى احنا كويسين وهانخلص باقى تصوير المشاهد اللى فاضله وهاتتأكدى بنفسك لما نوصل اننا بخير .. يالا سلام بقى علشان زين عمال يبصلى بغيظ علشان برغى فى الموبيل ومش معاهم فى تصوير المشاهد ولما نرجع نكمل كلامنا .. سلمى على خالتو سماح وعلى البت شوشو . يالا سلااام يا حبيبتى .
وفعلا قفل عمر مع امه وسميحه قفلت الموبيل وحطته جنبها على الكنبه وسماح خدت بالها منها وسمعت كلام عن حادثه وبنت ومستشفى فسالت سميحه باستغراب وقالت .. خير يا سميحه حادثه ايه اللى بتتكلمى عنها! زين وعمر بخير طمنينى بسرعه عليهم ؟
سميحه خدت نفس واتنهدت جامد وبان على ملامحها القلق وردت على سماح وقالت .. اسكتى يا سماح يا اختى .. عمر بيقولى انهم وهما راجعين من اسكندريه عملوا حادثه وخبطوا بنت كانت بتعدى الطريق وهى مش واخده بالها وجابهوها المستشفى هنا عند دكتور حسام صاحب زين لو فكراه لسه .
سماح بصدمه ردت وقالت .. يا خبر معقوول .. المهم زين وعمر بخير ولا جارلهم حاجه طمنينى عليهم ؟
سميحه ردت وقالت، اطمنى يا حبيبتى عمر بيقولى انهم بخير والظاهر ان البنت اللى خبطوها هى اللى اتعورت علشان كدة جابوها المستشفى، واكيد بنت صغيرة فى السن علشان كده كانت ماشيه ومش واخده بالها من العربيات وهى بتعدى .. انا عارفه بس ليه راحوا من الطريق الزراعى ده . سماح بأطمأنان .. الحمد لله انهم بخير .. وبعدين يا اختى مش انتى قولتى ان زين قالك ان الطريق الصحراوى كان فيه إصلاحات وشغل كتير علشان كده راحوا من الزراعى. الحمد لله والمهم انهم بخير .
سميحه بصت لاختها و قالت .. الحمد لله وان شاء الله هابقى اخليهم يودونى ليها المستشفى واطمن بنفسى عليها وربنا يستر واهلها ميكونوش بلغوا الشرطه وزين وعمر يدخلوا فى س و ج . سماح ردت وقالت .. ربنا يستر ان شاء الله وهايعديها على خير تلاقيها حاجه بسيطه مش مستاهله القلق ده كله .
شاهى كانت قاعده فى الفيلا لوحدها زهقانه ومش لاقيه حاجه تعملها وكان لسه بدرى على الخروج والسهر اللى هى متعوده عليه . وباباها مشغول فى شغله كالعاده ومامتها فى النادى او مع صحبتها فى حفلاتهم اللى مش بتخلص . فقررت انها تتصل بعمها يوسف وتشوفه هو فين وتطمن عليه وبالمرة تسأله لو هو موجود فى فيلته تروحله وتغير جو شويه او تطلب منه ان هو يجيلها ويسهروا مع بعض .
شاهى فعلا اتصلت على يوسف ورد عليها بعد شويه وقال .. شاهى حبيبه قلبى اخبارك ايه يا روحى . شاهى بدلع ومياسه ردت وقالت .. يا سلام يا اخويا لو كنت فعلا حبيبه قلبك وعاوز تعرف اخبارى كنت اتصلت عليا واطمنت بنفسك مش انا اللى كل مرة بتصل بيك .. انا مخصماك .
يوسف .. أيه ده ! أيه ده انا مقدرش على كده ابدا والله يا حبيبتى كل وما فيها انى مشغول زى ما قولتلك فى الفيلم الجديد وادينى هنا فى موقع التصوير من الصبح لحد ما هلكت وتعبت جدا حتى الاكل مش عارفين ناكل كلنا من كتر الشغل .
شاهى بفرحه ردت وقالت .. ايه ده انت فى موقع التصوير دلوقتى يا عمووو . خلاص ابعتلى اللوكيشن وانا اجيلك على طول واتفرج عليكم وانتم بتصوروا والنبى يا عمو هلشان خاطرى . يوسف رد وقال .. حبيبتى اهدى اهدى شويه .. ده احنا فضلنا حاجات بسيطه ونروح خليكى يوم تانى يكون افضل وابقى قضيه معايا من اوله علشان تتفرجى براحتك .
شاهى بزعل مصطنع .. لا يا سى عمو انا عاوزة اجى دلوقتى ومش مشكله انكم قربتوا تخلصوا ماليش دعوة .
يوسف رد وقال .. يا حبيبتى ده مشوار عليكى والوقت هايضيع منك فيه لحد ما توصلى خليكى لبكرة يكون افضل ونروح مع بعض انا وانتى واعرفك على كل ابطال الفيلم والفنانين المشتركين فيه والمخرج والمؤلف والمصورين كمان لو حبيتى . شاهى بزعل ردت وقالت .. ماشى يا سى يوسف لما اشوف اخرتها معاك ايه .. بس خلص وتعال قضى معايا السهرة النهارده وبالمرة امشى معاك الصبح على التصوير ومش هاسمحلك باى اعذار اتفقنا يا عمووو.
يوسف كان لسه هايرد بس شاهى كانت اسرع وقالت .. مستنياك ما تتأخرش .. باااااى . وقفلت الموبيل وراحت تستعد علشان تجهز السهرة ليها هى وعمها يوسف .
وعند ليل فى المستشفى حسام كان معاها وبيطمن عليها وعلى صحتها . دكتور حسام بصلها وقال .. عال عال الحمد لله بقينا افضل بكتير وكل الجروح والكدمات بدات تخف وتختفى كمان . ليل بابتسامه ردت وقالت .. يااااااه اخيرا اعترفت يا دكتور حسام انى بقيت كويسه.. انا بقالى يومين وانا بقولك الكلام ده وحضرتك مش مصدقنى .
حسام رد وقال .. عارف يا ستى انك كويسه وما شاء الله أحسن كمان بكتير من اللى كنت متوقعه من حالتك دى بس مكنتش عاوزك تستعجلى وتسيبينا على طول كدة بعد ما اتعودنا عليكى وعلى وجودك معانا فى المستشفى .. بس الظاهر انتى اللى زهقتى مننا وعاوزة تسيبينا وتمشى بسرعه .
ليل بخجل لا والله ابدأ كل الحكايه انى مش عاوزة اتعبكم معايا اكتر من كده واحس انى تقيله عليكم . حسام خلص كشف عليها وطلب من الممرضه شويه حاجات تعملها وبص لى ليل وقال .. ماشى يا ستى ومش كل شويه هاقولك انك مش تعبانا ولا حاجه وبعدين مش احنا اتفقنا اننا هانبقى اخوات وعلشان افرحكم كمان انا بحاول اشوفلك شعلانه حلوة معانا هنا فى المستشفى وكمان سكن .. فاصبرى عليا بس يومين بالكتير وهابلغك باللى وصلتله .
ليل فرحت وابتسمت وقالت .. بجد يا دكتور حسام انا مش عارفه اشكرك ازاى .. ربنا يخليك يارب . حسام رد وقال .. من هنا ورايح مفيش شكر بين الاخوات وعلى العموم انا هانزل دلوقتى واسيبك علشان عندى عمليه كبيرة يالا سلام ولو عزتى أى شىء بلغى الممرضه بيه .
ليل ابتسمت وقالت .. ربنا معاك . وخرج حسام وقفل الباب وراه وساب ليل نايمه على سريرها بتفكر فى كل الكلام اللى اتقال ده وانها اخيرا هاتشتغل وهاتبعد عن كل اللى كان بيزعلها ويحزنها .
زين كان فى موقع التصوير وقاعد هو ويوسف بيخلصوا شويه مشاهد فى الفيلم وبعد ما خلصوا تصويرها .. بص لعمر وطلب منه انه ياخد بعضه ويرجع هو على البيت يتغدى مع والدته وخالته ويعتذر بالنيابه عنه انه مقدرش يتغدى معاهم بسبب ظروف الشغل . وفعلا عمر ما صدق زين يطلب منه كدا فخد بعضه وركب عربيته ورجع على الفيلا . واول لما عمر دخل الكل فرح لما شافه وسلم عليهم كلهم وحضن والدته وخالته وباسهم .
سميحه بتبصله اوى وهو قاعد جنبها وعماله تلفه يمين وشمال علشان تطمن انه سليم ومش متعور وقالتله .. طمنى عليك يا حبيبى انت كويس واخوك زين كويس ؟! عمر مش معاها خالص وعمال بيهزر هو وشاهندا ومش واخد باله من كلام امه خالص لحد ما شاهندا نبهته وقالت .. يا ابنى خالتو بتكلمك رد عليها الاول يا بايخ انت وطمنا عليكم.
عمر برخامه بص لشاهندا ورد وقال انا بايخ طيب ايه رايك بقى يا ست شوشو مش هاطمنكم على حد فينا وابقوا تعالوا قابلوني بقى ان قدرتم تعرفوا مننا حاجه بخصوص الحادثه دى . وقام وقف وقال باااااااى انا طالع اغير لبسى تكونوا جهزتوا الغدا.
سميحه بعصبيه بصتله وقالت .. ما تبطل بواخه يا واد انت وطمنا عليكم وبعدين فين اخوك مجاش معاك ليه زى ما وعدنى علشان يتغدى معانا ؟ عمر نفخ وقعد تانى وقالها امرى لله وادى قعده .. يا ستى احنا بخير وكويسين واقسم بالله مفهمش اى حاجه حصلت معانا . كل وما فيها زى ما قلتلك فى التليفون ان كان فى بنت بتجرى بسرعه ومش مركزه وخايفه من حاجه او بتجرى على حاجه وعدت الطريق بسرعه فى لمح البصر من غير ما تاخد بالها ومن سرعه العربيه فى اللحظه دى زين خبطها واتعورت وشيلناها وودناها على المستشفى عند حسام .
ادى كل الحكايه اللى عاملين عليها الشغلانه دى ومجوعنى لحد دلوقتى وهاموووووت من كتر الجوع وغمز لشاهندا وقرب منها اوى وهمس لها وقال يرضيكى عمر ابن خالتك يموت من كتر الجوع شاهندا زقته بكل غيظ وقالت .. لم نفسك يا حيوان انت . عمر قام وقف وبصلها وقال .. انا طالع اخد شور واغير لبسى انزل الاقى الاكل جاهز يا هانم انتى فاهمه ولا تحبى افهمك بمعرفتى يا قطه ولسه شاهندا هاتقوم وتمسكه بكل غيظ وترد عليه او تضربه كان هو اسرع منها وجرى بسرعه وطلع على فوق .
ليل بعد ما حسام نزل كانت قاعده على سريرها بتقرأ فى مجله كانت الممرضه جبتها ليها علشان تسلى نفسها بيها شويه . سمعت خبطه على الباب واباسمت وافتكرت ان عمر جه زى ما وعدها . فاسمحت للى بيخبط يدخل واتفاجأت بزين هو اللى جه وعلى وشه ابتسامه جميله اول مرة تشوفها منه . زين ابتسم وقال .. تسمحيلى ادخل.
ليل بخجل ردت وقالت .. اه طبعا اتفضل يا استاذ زين . زين مبتسم وبيبصلها اوى وقال .. انا خلصت شغل بدرى وقولت اعدى واطمن عليكى قبل ما ارجع البيت . ليل ابتسمت بخجل وردت وقالت .. انا الحمد لله كويسه ومعلش انى بتعبك معايا انت وعمر مكنش ليه لزوم انك تيجى دلوقتى زمانك تعبان من كتر الشغل وعاوز تستريح .
زين رد وقال .. يا ستى ولا تعبان ولا حاجه المهم انى اشوفك كويسه وبخير اودامى . وسكت شويه وعيونه عليها وقال .. ليل ممكن تقوليلى حكايتك ايه بالضبط ؟ وايه اللى كان مخليكى فى المكان اللى كنتى بتجرى فيه او خايفه لما خبطك بالعربيه ! وايه الحزن اللى انا شايفه دايما فى عيونك ده .
ليل استغربت سؤال زين ومكنتش متخيله ابدا انه يسألها حاجه زى كده .. على طول شيفاه مكشر وعصبى وبيتكلم بالعافيه .. وعمرها ما تخيلت انه يحاول يقرب منها ويعرف حكايتها ايه . زين بيبصلها باستغراب وحاول يفوقها من السرحان اللى هى فيه وقال .. روحتى فين لو مش عاوزة تحكيلى اى شىء مفيش مشكله خالص انا مش هازعل ولا هادايق صدقينى .
ليل حست براحه غريبه وأطمئنان وابتسمت وقالت .. لا طبعا متقولش كده ومفيش مشكله خالص انا هاحكيلك كل شىء . وفعلا بدات ليل تحكى كل حاجه بالضبط لزين زى ما حكت للدكتور حسام وكان زين بيسمعها وبيتأثر بكل اللى هى بتحكيه . ليل دموعها كانت مغرقاها وهى بتحكى كل التفاصيل لزين وفضلت تحكى وتحكى لحد ما وصلت عند الحادثه واللى حصل فيها وقابلته هو وعمر .
زين قلبه وجعه اوى عليها وعلى حكايتها .. وبالذات لما شافها بتعيط بالمنظر ده فقام وقف وقرب منها وعيونه عليها بكل حزن فامد ايده مسك أديها اللى كانت على وشها بتدارى بيها دموعها ومد ايده هو ومسح دموعها وعيونهم لاول مره تيجى فى عيون بعض . وقال ارجوكى يا ليل انسى كل اللى انتى مريتى بيه فى حياتك ده بحلوه وبمره .
بخيره وبشره . وابتسم ابتسامه تدوب الحجر بكل رقه وقال من هنا ورايح مش عاوز اشوف الدموع دى تانى خالص انتى فاهمه .. من هنا ورايح عاوز اشوف الابتسامه والفرحه فى عيونك ومسك اديها وباسها بكل حنيه وغصب عنه قرب وقرب اكتر من ليل ووو...