حسان بابتسامه كلها شوق بص لاوضه ليل وقال .. امتى يا سعاد يا اختى امتى ؟ امتى تعرف انى بحبها وعاوزها وشريها ؟ وهاخليها اميرة . تفتكرى ليل هاتوافق عليا لما تعرف انى عاوز اتجوزها . وللاسف ليل كانت خارجه من اوضتها وحسان وسعاد بصوا لبعض اوى بصدمه ..
ليل باستغراب .. فى ايه بتبصوا لبعض انتم الاتنين كده ليه شوفتوا عفريت ! سعاد لسه هاتنطق حسان سبقها وقال .. ابدا ابدا مفيش حاجه دى سعاد لسه صاحيه من النوم وافتكرتنى انا اللى جهزت السندوتشات للعيال وقولتلها انك انتى اللى عملتلهم لما صحيتى من بدرى .
سعاد مش عاجبها طريقه اخوها فى الكلام مع ليل وبتمصمص فى شفايفها وعيونها على ليل وبتبصلها من فوق لتحت وقالت .. انتى لسه لابسه هدوم البيت ليه ان شاء الله يا هانم .. مش ناويه تروحى تفتحى الكشك يا بت انتى ولا ايه .. اللى كان بيفتحه وبتتكلى عليه مات يا اختى وخلاص ومفيش غيرك دلوقتى اللى هاتفتحيه بداله طول النهار علشان نصرف على البيت وعلى اخواتك الصغيرين .. وكمان الاكل والشرب وفواتير الكهرباء والمايه ولا انتى ناسيه .
ليل باستغراب بصت لسعاد وقالت .. انتى عوزانى اروح افتح الكشك وابويا لسه ميت امبارح .. انتى اكيد اتجننتى .. انتى مفكرانى ايه مش بحس زيك .. انا واحده من لحم ودم وهاموت من الحزن والوجع على ابويا وانتى ولا كأنه كان جوزك فى يوم من الايام ولا حتى عامله حساب عشرة ولا اى شىء خالص حتى حسيسينى انك زعلانه عليه يا شيخه .
سعاد عفاريت الدنيا اتنتطط اودام عينها وقالت انا مجنونه يا بنت ال ... ولسه هاتقرب من ليل وتمد ايديها عليها لولا حسان وقفها .. فقالت .. جن اما يلهفك يا قليله الادب .. انا مجنونه انااااا يا بنت عبد الرحمن .. اما وريتك يا ليل المجنونه دى هاتعمل فيكى ايه .. وغصب عنك بقى هاتسمعى الكلام وهاتروحى دلوقتى وتفتحى الكشك ايه رايك بقى .. جنان بجنان يا ليل ووورينى هاتقدرى تعملى ايه يا حيلتها واه مش زعلانه على ابوكى وحمدت ربنا وقولت هم وانزاح من على قلبى .. عمره ما ورانا يوم عدل وش الفقر ده .. قطيعه تاخده مطرح ما راح استريحتى يا اختى .
ليل مصدومه من كلام سعاد وقالت .. حسبى الله ونعم الوكيل فيكى حسبى الله ونعم الوكيل.
حسان .. يا سعاد يا اختى استهدى بالله ليل متقصدش الكلام اللى انتى فهمتيه ده هى اكيد كانت عاوزة تقول... وقبل ما يكمل كلامه ليل بكل قوة وتحدى قالت .. لا اقصد كل كلمه انا قولتها ومن هنا ورايح مش هاعمل اى حاجه هى تطلبها منى .. انا كنت زمان بسكت واستحمل واشيل فوق دماغى علشان خاطر ابويا الله يرحمه لكن من دلوقتى مش هاسكت يا سعاد واعلى ما فى خيلك اركبيه ودخلت اوضتها وشدت عبايه سوده من بتوعها وراحت ناحيه باب الشقه وفتحته وخرجت من غير ما حد فيهم ينطق ورزعت الباب وراها .
سعاد بتبص لاخوها باستغراب وعيونها بطلع شرار وقالت .. شوفت البت بتقول ايه ومش هاممها كلامى وطلع لها ضوافر وهاتخربشنا .. اما وريتك يا ليل مين هى سعاد.
حسان عيونه لسه على الباب مكان ما خرجت ليل وقال .. سيبك من كلام الهبل بتاعك ده المهم دلوقتى هى خدت بعضها وراحت على فين يا سعاد طمنينى يا اختى بدل ما تتفش من عمايلك معاها ؟ سعاد .. هو ده كل اللى همك يا حسان السنيورة ليل راحت على فين ! ده بدل ما كنت جبتها من شعرها تحت رجلى وقولتلها عيب تتكلمى كده مع سعاد اختى يا موكوس ..يا ابوا رياله ياللى هاتموت عليها يا معفن انت
حسان شوح بايده لاخته ودخل الاوضه وخرج على طول وهو ماسك تشيرت بيلبس فيه وقعد على اقرب كرسى ولبس الجذمه بتاعته بسرعه وخرج من غير ما ينطق ولا كلمه . سعاد بتمصمص فى شفايفها وبتقول .. الواد ده حصله ايه لا يكون البت اللى ما تتسمى ليل دى عملاله عمل علشان يحبها كل شىء جايز برضه .
وفى كليه الاعلام جامعه القاهرة كان زين خلص المحاضرة للطلبه وخد بعضه وخرج من القاعه واول لما خرج لمح شاهى واقفه مبتسمه على بعد مترين تلاته وعيونها عليه بكل دلع واغراء .. فاكمل طريقه وخرج من الباب الرئيسي للمبنى واتوجه لعربيته وسمع صوت حد بينده عليه .. استاذ زين .. استااااذ زين .. فالفت نفسه علشان يشوف مين بينده بالشكل ده وسط الطلبه دى كلها فاشاف شاهى جايه على بعد بخطواط سريعه وبتقرب منه .. فكانت نظرته ليها كفيله انها توقف مكانها متكملش خطواتها منه وهو كمل طريقه تانى وفتح باب عربيته وركب ومشى على طول .
شاهى بكل غيظ وعصبيه قالت .. حيواااان وانا اللى كنت جايه علشان اعتذر ليك ماشى يا زين يا جبالى انا هاوريك ازاى تعاملنى بالمنظر ده وتهنى كده اودام الكل .. انا هاوريك اما خليتك تندم على معاملتك دى معايا مبقاش انا شاهى العاصى . ضحى وزمايلها جم وقربوا منها وباستغراب ضحى بصت لشاهى وقالت .. انتى بتكلمى نفسك ولا ايه يا شاهى .. وبعدين انتى ايه اللى هببتيه فى المحاضرة ده .
شاهى بعصبيه انتبهت لضحى وزمايلها وقالت .. اخيرا شرفتى يا هانم انتى وهى وهى لسه فاكرين شاهى .. محدش منكم قدر يخرج ورايا لما الحيوان ده طردنى ويطمن عليا او حتى يقوله معلش المرة دى ومش هاتتكرر تانى .. فضلتوا تتفرجوا عليه وهو بيطردنى من قلب المدرج..
ضحى بضحك ردت وقالت .. متفكرنيش هههههه ده كان منظرك يا شاهى فظيع وهو بيهزقك وطردك اودام الطلبه دى كلها وانتى ولا قدرتى تقولى نصف كلمه وخرجتى على طول مع انى نبهت عليكى امبارح انه مش بيرحم اللى بيوصل بعده وبيجى متأخر والطلبه كلها عارفه كده عنه وانتى اللى اتاخرتى وخلتيه يهزقك بالمنظر ده اودامهم كلهم . منى زميلتها ردت وقالت .. يا لهوى يا شاهى ده الطلبه كلهم دلوقتى مالهمش سيرة غير اللى حصل بينك وبين استاذ زين .. حتى بصى عليهم كلهم واقفين بينموا عليكم ازاى !
هاله زميليتهم ردت وقالت ... ياااااه عليه وعلى جماله وحلاوته حتى وهو عصبى بيبقى قموووور اوى .. يا بخت الانسانه اللى هو هايحبها وتحبه شاهى بابتسامه خبيثه وعصبيه ردت وقالت .. خلاص يا اختى انتى وهى نقطينا بسكاتكم .. انا كنت مفكرة انى لما اوصل متأخر بعده هالفت نظره ليا اكتر وياخد باله منى وما توقعتش ابدا انه هايكون همجى ومستفذ بالمنظر ده .. بس حصل خير لسه الايام بيننا وهاوريكوا زين ده وهو عامل زى الخاتم فى صباعى .
ضحى بضحكه عاليه استفذت شاهى ردت وقالت .. زين الجبالى خاتم فى صباعك انتى .. لا لاااا يا شاهى قولى كلام غير ده .. ده واحد بيكره صنف البنات كلهم ومعروف عنه كده من ساعه ما بنت عمى كانت طالبه هنا فى الكليه من كام سنه وكانت بتحكيلى عليه وعلى شخصيته . لانى بحب افلامه جدا من زمان ومتبعاها كلها اول باول . وكمان قالتلى انه كان مرتبط بواحده زميليتهم فى الكليه وكانوا فى حكم المخطوبين والمل عارف بكده وكانوا حددوا خلاص ميعاد الخطوبه بس سابوا بعض مش عارفه ليه .
شاهى بغيظ وبرخامه قالت .. وانا اللى هاغير الفكرة دى عنه وعن شخصيته وهاخليه يموت عليا وبكرة تقولوا شاهى قالت .. وكمان هافضل وراه لحد ما اعرف حكايه خطوبته دى ايه .. وايه سبب انهم سابوا بعض ومكملوش مع بعضهم .
ضحى ضحكت وقالت .. الايام بيننا لما نشوف مين اللى هايكسب فى الاخر .. المهم تعالوا بينا يالا نروح على الكافيتيريا علشان انا جعانه جدا جدا .. قبل ما ميعاد المحاضرة التانيه تبدا . شاهى تليفونها رن وطلعته من شنطتها وشافت اسم المتصل فابصت لضحى وقالت اسبقونى انتم على الكافيتريا هاخلص تليفونى واجلكم . وفعلا ضحى خدت البنات وراحت على الكافيتريا وشاهى راحت قعدت على عربيتها وردت على التليفون . عمو يوسف حبيبى .. فينك .
وفى مكان تانى خالص هادى وبعيد عن الناس والهيصه كانت ليل قاعده اودام قبر باباها ومامتها وبتتخيل انهم قاعدين معاها وبيكلموها وبعيون كلها دموع مدت ايديها على قبر ابوها وقالت .. كده تمشوا وتسيبونى لوحدى فى الدنيا دى كلها .. كده ليل تهون عليكم .. اعيش ازاى من غيركم يا بابا.. ماما لما ماتت وسابتنا زعلت وحزنت عليها مع انى كنت لسه صغيرة ومش فاهمه اوى يعنى ايه موت .
واطمنت ساعتها انك معايا فى الدنيا دى وانك سندى وضهرى وملناش غير بعض .. لكن تيجى دلوقتى وتسيبنى انت كمان يا بابا .. انا بموت من جوايا ومحدش حاسس بيا وموتك كسرنى يا ابووويا.
طول عمرى حاسه انى وحيده ومليش حد خالص ولا قريب ولا غريب ولا اهل زى باقى البنات .. وكنت دايما اسألك فين اهل ماما وفين اهلك يا بابا .. ترد وتقولى احنا مقطعوين من شجرة وملناش حد خالص .. حتى بعد ما ماما ماتت بكام سنه وروحت اتجوزت واحده تانيه تخيلت ساعتها انها هاتعوضنى حنان وحب وعطف امى وهايبقى لينا اهل واسرة طلعت انسانه مفتريه وعديمه الرحمه وملهاش قلب حتى مع عيالها .
ااااااااااه يا بابا .. ااااه يا ماما سيبتونى ليه اتعذب من بعدكم .. كنتم خدونى معاكم .. يمكن عندكم فى رحمه وعطف مش موجوده هنا بين البشر .. وبكل حزن ودموع قالت ياااااارب ارحمنى وارحمهم .. يارب عوضنى عنهم كل خير . وفجاه حست بايد بتتمد على كتفها وسمعت صوت بيقول .. قومى يا بنتى .. قومى متعمليش فى نفسك كده .. اطلبلهم الرحمه والمغفرة قومى يا ليل .
ليل رفعت رأسها ومسحت دموعها علشان تشوف مين الشخص اللى بيكلمها . واتفاجات بالاسطى حسن وهو واقف جنبها وماسك فى ايده رخامه مكتوب عليها اسم ابوها وازازة مايه . ليل بكل حزن بصتله وقالت .. عم حسن .
حسن بكل حنينه طبطب على كتفها وقال .. اه يا بنتى عمك حسن .. انا جيت علشان احط على القبر الرخامه دى واسقى الصبار اللى اودام القبر وصحيت من بدرى وروحت لبتاع الرخام وطلبت منه انه يعملها وفضلت معاه لحد ما خلصها وجبت شويه اسمنت ومايه علشان احطها .. بس انتى هنا من امتى وايه اللى جابك من بدرى كده يا ليل يا بنتى .
ليل مسحت وشها وقامت وقفت ومدت اديها وخدت منه الرخامه وقالت .. انا هنا من شويه حسيت انى مخنوقه وقولت اجى هنا واقعد اتكلم مع ابويا وامى شويه يمكن استريح . انت اللى كتر خيرك يا عم حسن انك افتكرت تعمل الرخامه دى فعلا كان عنده حق ابويا الله يرحمه لما كان بيقول انك اخوه مش مجرد صاحب او جار وخلاص . كان طول عمره بيشكر فيك وكان بيحكيلى اد ايه انت ساعته زمان ووقفت جنبه انت ووالدك الله يرحمه .
الاسطى حسن بحزن اتنهد وقال .. ربنا يعلم انا كنت بحبه واعزه اد ايه وبعتبره اكتر من اخويا اللى من دمى ولحمى .. ساعات يا بنتى الاخوات قلوبهم مش بتبقى حنينه على بعضهم زى طيبه وحنيه ابوكى الله يرحمه معايا ومع عيالى . وياما ابوكى هو كمان وقف جنبى وساعدنى الله يرحمه . ليل بحزن ردت وقالت .. الله يرحمه يا عم حسن.. وكويس انى موجوده علشان اساعدك ونركب الرخامه دى يالا بينا . وفعلا عجنوا شويه اسمنت ومايه ولصقوا الرخامه على القبر وسقوا الزرع اللى كان موجود وخدوا بعضهم ومشيوا وكل واحد راح فى اتجاه .
حسن راح على ورشته وليل رجعت على البيت بعد ما اقنعها الاسطى حسن انها يومين كده و تفتح الكشك وتشغل وقتها فيه علشان تبعد عن سعاد ومعاملتها الوحشه ليها وكمان علشان تبعد عن حسان اللى شكله ناوى يقعد معاهم فترة طويله .. وقررت ليل انها هاتفتح بعد التلت ايام بتوع العزا الكشك وتقعد فيه لما عرفت فعلا من كلام الاسطى حسن انه كده احسن ليها وانها بكده هاتبعد عن البيت وعن قرف ومعامله سعاد ليها ووجود ورخامه حسان معاها فى نفس المكان .
عدى يومين على الحال ده وبدات سميحه تجهز شنطه السفر ليها ولزين وكمان عمر واختها سماح جهزت شنطها هى وشاهندا بنتها والكل جهزوا نفسهم وركبوا عربياتهم. شاهندا فضلت انها تركب مع عمر علشان تسليه طول الطريق وكمان علشان معامله زين الوحشه ليها دائما. وزين كان معاه مامته وخالته اللى فضلوا يرغوا من ساعه ما ركبوا مع بعض فى حاجات كتير، وزين كان منتبه للطريق طول الوقت وبعد حوالى ربع ساعه طلعوا على الطريق الصحراوي فى اتجاهم للاسكندريه عروس البحر الابيض المتوسط . بسمائها الصافيه وبحرها ورملتها الجميله وكورنيش البحر الرائع وقت المغربيه .
وبعد حوالى ساعه وربع فى الطريق الصحرواى سميحه طلبت من زين انه يقف فى اقرب استراحه جايه تقابله علشان محتاجه تدخل الحمام هى واختها وكمان يفكوا رجلهم شويه من قاعده العربيه علشان ركبتها كانت تعباها . وفعلا زين ركن بعربيته فى اقرب استراحه علشان والدته وخالته سماح ومسك موبيله واتصل على عمر وبلغه علشان هو كان سابقه بشويه وبلغه انه هايستناه فى الاستراحه .
وفعلا بعد خمس دقايق كان وصل عمر وركن عربيته ونزل هو وشاهندا اللى طلبت انها تروح تضبط مكياجها وكمان تطمن على مامتها وخالتها .. وعمر هو كمان قال لزين اللى فضل فى عربيته انه هايروح يشترى شويه مسليات وشيكولاته وحاجه صاقعه تسليهم فى باقى الطريق . وبعد عشر دقايق بالضبط كان عمر رجع وجاب حاجات كتير يتسلوا بيها هو وشاهندا . وبعدها بشويه كان وصل الكل وركبوا العربيات تانى ومشيوا فى طريقهم . عمر كان مشغل الكاسيت بتاع عربيته على اغانى شعبيه بصوت عالى وده اللى كان مفرح شاهندا جدا وخلاها تغنى معاه وتقول
بنت الجيران شغلانى انا عنيا وانا فى المكان فى خلق حواليا مش عاوز حد ياخد باله من اللى انا فيه شوفت القمر سهرنى لياليا وهاموت عليكى ربى العالم بيا سيبى شباكك مفتوح ليه تقفليه بهوايا انتى قاعده معايا..
عنيكى ليا مرايا يا جمال مرايا العين خليكى لو هامن تمشى هناديكى انتى ليا انا ليكى احنا الاتنين قاطعين تسيبينى اكره حياتى وسنينى هاتوه ومش هلاقينى اشرب خمور وحشيش
عمر نظراته كلها على شاهندا فى مرايه العربيه وهى بتغنى وفرحان انه قدر يرجع لها ابتسامتها وفرحتها من جديد وبصوت عالى التفت لشاهندا وقال
وفضلوا على الحال ده لحد ما دخلوا اسكندريه ووصلوا اودام قصر كبيرة على البحر بطراز جميل يدل على فخامته. وكان فى الاصل ملك ابوا سميحه وسماح وسماح اتجوزت و عاشت فيه بعد موت باباها ومامتها . الشباب ركنت العربيات ونزل الكل ودخلوا على القصر والشغالين بدؤا يحولوا الشنط لجوا .
ليل من خنقتها مقدرتش ترجع البيت وراحت وفتحت الكشك وده اللى خلى الاسطى حسن يستغرب بس محاولش انه يسألها عن السبب وسابها براحتها .. وكل شويه كان بيروح ويطمن عليها .
الليل كان ليل والاسطى حسن كان خلص شغله هو والصانيعى بتاعه وقفله باب الورشه وبعدها خد بعضه و راح علشان يطمن على ليل اللى كانت سهرانه فى الكشك هى كمان وكمان علشان يساعدها وهى بتقفله ويوصلها قرب البيت بتاعها لانه كان بيخاف انها ترجع لوحدها فى وقت متأخر زى كدا وخصوصا ان البلد بتاعتها لجوا شويه وبعيد عن الطريق الزراعى ده . وفعلا قفلوا الكشك والاسطى حسن وقف توكتوك وركب هو وليل لان عربيته كانت فيها مشكله فى الفرامل وسابها اودام الورشه .
وبعد عشر دقايق بالضبط كانوا وصلوا اودام البيت بتاع ليل ونزلت من التوكتوك وشكرت الاسطى حسن وقالت .. تعبتك معايا يا عم حسن .. كتر خيرك يا راجل يا طيب ربنا يديك الصحه .. انا مش عارفه لولا وقفتك معايا دى كنت هاعمل ايه .. ولولا انك بتهون عليا موت ابويا والعيشه المقرفه بتاعتى دى كان زمانى عملت فى نفسى حاجه .
الاسطى حسن .. متقوليش كده يا بنتى ابوكى الله يرحمه كان دايما بيوصينى عليكى .. وانا وعدته انى اخلى بالى عليكى .. وبعدين انتى زى بنتى بالضبط يالا يا حبيبتى ادخلى بدل ما الهانم اللى جوا دى تسمم بدنك بكلمتين ملهمش اى لازمه وزمانك تعبانه وعاوزة تستريحى .. زمانك واقفه طول النهار على رجليكى فى الكشك وبتشوفى طلبات الزباين .. يالا تصبحى على كل خير واشوفك بكرة باذن الله.
ليل بحب ابتسمت و ردت وقالت .. فعلا والله ده انا هلكانه تعب وجعانه نوم .. يالا وانت من اهل الخير يا عم حسن ودخلت على جوا وحسن طلب من سواق التوكتوك انه يمشى بعد ما اطمن انها دخلت على طول .
واول لما ليل دخلت وقفلت الباب وراها اتصدمت لما شافت سعاد واخوها حسان قاعدين بيتفرجوا تانى على التلفزيون وميتين من الضحك .. والدنيا حواليهم زى الزريبه .. من كتر قشر الفاكهه اللى مرمى فى كل حته وقشر اللب والسودانى كمان وكأنها ليله عيد بالنسبه ليهم .
ليل بتعب وارهاق بصت لهم بقرف وقالت .. ايه المزبله دى اللى انتم قاعدين فيها دى ! انتم عايشين فى زريبه ولا ايه منك ليه . ده انتم ولا دم ولا احساس ولا حرمه ميت حتى حرام عليكم .
سعاد مكمله فرجه على التلفزيون وبتضحك هى واخوها وعملت نفسها مش سامعه اى شىء ولا هممها اى حاجه من كلام ليل وبكل بجاحه كمان مدت ايديها لى ليل بشويه لب علشان تقعد معاهم وحسان كمان مد ايده ليها بصباع موز وقشره .
ليل اتعصبت واترفزت من بجاحتهم دى وبكل ما فيها زقت ايديهم هما الاتنين باللب وبالموز بعيد عنها واللب اتنطر فى كل مكان وكمان الموز وقالت .. انتم معندكوش دم ليه يا ناس انتم .. ايه القرف اللى انتم قاعدين فيه ده .. وكمان معليين التلفزيون على الاخر وانا ابويا لسه مكملش على موته كام يوم .. يا عالم حرام عليكم اتقوا الله الجيران تقول عليكم ايه . حسبى الله و نعم الوكيل فيكم حسبى الله و نعم الوكيل .. يارب خدنى وريحنى من القرف ده .
سعاد بكل غيظ وعصبيه قامت وقفت وحطت ايديها فى وسطها وقالت .. جرى ايه يا بت انتى مش هاتلمى لسانك الطويل ده شويه ولا ايه ! ولا تحبى اجيبك من شعرك وامرمط بيكى الارض دلوقتى واخلى اللى مايشترى يتفرج عليكى زى ما بتقولى .. ما اللى يقول يقول انا ميهمنيش حد يا اختى انتى فاهمه .. ويلا غورى من وشى وغيرى لبسك ده وتعالى لمى الزباله دى كلها وجهزلنا العشاء كمان ..
ولو مش عاجبك عيشتنا يا ماما الباب يفوت جمل .. اللى كان ليكى هنا مات وكنت مستحملاكى علشانه وخلاص اتكل على الله وانا مش عاوزة وجع دماغ كل شويه وحد يقولى اعمل ايه ومعملش ايه يالا غورى من وشى احسن ويمين الله لا هاقطع جتتك على المسى من كتر الضرب يا ليل..
حسان قام وقف وحاول يسكت اخته بس مقدرش عليها فقال .. جرى ايه يا سعاد اهدى بقى خلاص ليل اكيد ما تقصدش هى زمانها جايه تعبانه من شغل الكشك ومعرفتش هى بتقول ايه .
ليل بكل عصبيه بصتله بقرف وقالت .. لا يا حسان انا اقصد كل كلمه انا قولتها وفعلا انتم معندكوش ريحه الدم ولا بتحسوا اصلا .. وانا مش عارفه انت ايه اللى مقعدك هنا مع جوز حريم لوحدهم بعد موت ابويا ما تخلى عندك شويه من الاحمر وتغور ما طرح ما جيت يا اخى .. كتكم القرف وراحت على اوضتها ورزعت الباب وراها . سعاد بكل غيظ كانت عاوزة تروح وراها وتكمل لولا حسان شدها من درعها وقال ..
ما تتلمى بقى يا شيخه جبتلنا الكلام من حته بت ولا تسوى وفعلا انا ايه اللى مخلينى قاعد معاكم بقرفكم وخناقتكم وهمكم ده .. انا من الصبح هاخد بعضى وارجع على شقتى واتحرقوا انتم الجوز وخد بعضه وفتح باب الشقه وخرج ورزع الباب وراه . سعاد بكل عصبيه بصت لباب اوضه ليل وقالت .. الله ينكد عليكى يا بعيده كنا قاعدين فرحانين وبنضحك وبهزر وجيتى نكدتى علينا كتك الهم .. وراحت على اوضتها واترمت على سريرها جنب عيالها علشان تنام .
وحسان راح قعد وسهر مع صحابه على القهوة وفضل يشرب ويشرب زى ما هو متعود لحد ما بدا يدوخ ويكح جامد من كتر الشرب ودخان الشيشه اللى ملى المكان حواليهم وكان عدى حوالى تلت ساعات والفجر كان قرب ياذن فقام ورجع على البيت تانى ووصل لحد باب الشقه وطلع المفتاح من جيبه وفتح لانه كان معاه مفتاح سعاد ادتهوله من يومين .
واول لما دخل كان المكان هادى والكل نايم . وعيونه بتلف فى كل حته لحد ما راح لاوضه اخته بشويش واتاكد انها نايمه هى والعيال فخرج براحه وقفل الباب وراه ووقف اودام اوضه ليل وحاجات كتير جت فى دماغه والشيطان بدأ يخيله حاجات مش تمام . فبدا يقلع القميص اللى كان لابسه وكمان البنطلون والشراب والجذمه وبعيون كلها شهوة وقذارة مد ايده على اوكرة الباب بشويش ودخل بكل هدوء على اطراف رجليه وقفل الباب وراه.. ووووووو...
قرب بشوييييش من السرير اللى كانت نايمه عليه ليل وبرق بعيونه لما شافها كده وشاف شعرها المفروض جنبها وكانت لابسه بيجامه نصف كم فقرب بكل هدوء وقعد جنبها براحه على السرير وفضل يتأمل فيها وفى جمالها وفى حلاوتها اللى مجنناه ولمح تانى السلسله الصغيرة اللى فى رقبتها على شكل قلب على طول وكانت لبساها من سنين مش بتقعلها خالص فمد ايده بشويش ولسه هايلمسها..
اتفاجأ باليل اللى فتحت عيونها وبرقت واتصدمت لما شافت حسان جنبها على السرير فاصرخت باعلى صوتها وقالت بتعمل ايه هنا يا حيوااان يا قذر وصرخت تانى ان حد ينجدها او ينقذها منه .. بس للاسف حسان كان اسرع منها وبسرعه حط ايده على شفايفها علشان متصرخش و متصحيش سعاد اخته او تلم الجيران عليهم وتفضحه وقال..
اهدى يا ليل .. اهدى ارجوكى انا بحبك وهاتجوزك.. انا بحبك يا ليل .. بحبك وهاخليكى اسعد واحده فى الدنيا دى كلها .. ليل انا بعشقك ولسه هايمد ايده علشان يقطع البيجامه اللى كانت لبساها من عليها لانه مكنش فى وعيه .. ليل زقته جامد وشتمته وهو اقرب اكتر واكتر وشدها من شعرها وكان عاوز يبوسها بالعافيه لحد ما قدرت ليل انها تذقه بعيد عنها وقالت .. ابعد يا حيوان .. ابعد يا قذر بعيد عنى اتقى الله .. الحقوووووونى الحقونى .
وهو ما صدق انه يمسكها ويتملك منها وحاول يضمها لحضنه ويبوسها وهى تصرخ وكل ما تصرخ يحاول يكتم بوقها بايده . لحد ما ليل لمحت اقرب حاجه ليها و كانت جنبها على الكوميدينو هى الفازه فامسكتها بسرعه وبعزم ما فيها ضربته على راسه اكتر من مرة لحد ما سابها غصب عنه وغرق فى دمه .
حسان بصدمه اول لما شاف الدم نازل من راسه بصلها بكل غيظ وقال .. انتى عملتى ايه يا مجنونه ووقع عليها .. ووقعوا هما الاتنين على الارض . وقبل ما ليل تنطق كان حسان غرقان فى دمه وفقد الوعى .
وكل ده وسعاد نايمه هى وعيالها ومحدش حس بيها خالص ولا بتوسلاتها او اى حد يلحق ينقذها من الكلب ده . فقامت ليل بسرعه من الارض وذقته بعيد عنها وهى بترجف من كتر الخوف والرعب اللى شفته ودقات قلبها السريعه وحاولت تتمالك نفسها على اد ما تقدر لما شافت الدم مغرق الدنيا خالص وحسان مش بيتحرك .. فاشدت عبايه سوده من بتوعها ولبستها وكمان طرحه وبسرعه خرجت من اوضتها ومن الشقه كلها ودموعها مغرقه وشها.
اول لما خرجت من البيت كله فضلت تجرى وتجرى وتجرى فى الشارع زى المجنونه مش عارفه راحه فين بس المهم انها تبعد على اد ما تقدر عن المكان ده كله .. الشوارع كانت فاضيه وضلمه وصوت الكلاب كان بيرعبها ويخليها تزود سرعه جريها اكتر واكتر لحد ما لقت نفسها من كتر الجرى وصلت لبيت الاسطى حسن . وقربت من الباب وفضلت ترن فى الجرس علشان حد ينقذها بسرعه .
ولحسن الحظ الاسطى حسن كان بيصلى الفجر واستغرب جدا وهو بيصلى لما سمع صوت الجرس والخبط اللى على الباب ده وفى توقيت زى كده .. فسلم من الصلاه وقام من على المصليه وهو بيقول .. استرها يارب .. استرها يارب . حاضر يا اللى بتخبط .. ميييين ! ووصل للباب وفتح بالمفتاح واتصدم اول لما شاف ليل اودامه بالمنظر ده ! لييييييل..
وللاسف ليل من كتر خوفها والجرى اللى جريته اول لما حسن فتح الباب وقعت على الارض واغمى عليها . الاسطى حسن بصدمه وبقلق قال ! لييييل .. ليل .. مالك يا بنتى .. قومى وفوقى .. الحقينى يا ام ايه .. الحقينى بسرعه . وجت مراته بسرعه وهى مخضوضه وبتقول .. فى ايه .. ومين اللى واقعه على الارض دى يا حاج . الاسطى حسن بتوتر رد وقال .. مش وقته يا ام ايه المهم ساعدينى اشيلها انا وانتى لجوا .
وفعلا فى ثوانى شالوها مع بعض هما الاتنين ورفعوا ليل من على الارض ودخلوا بيها على اقرب سرير فاضى . حطوها بشويش وغطوها بالكابرته وبسرعه ام ايه راحت ناحيه التسريحه اللى فى الاوضه وجابت ازازة برفان من بتوع الاسطى حسن علشان يقدروا يفوقوها وفعلا بعد كذا محاوله بدات ليل تفتح عيونها بشويش فطلب الاسطى حسن من مراته انها تعمل بسرعه كوبايه ليمون لى ليل .
وفعلا قامت ام ايه وهى مش مستوعبه اللى بيحصل اودام عنيها وبتناجى ربنا وبتدعيه انه يسترها و بسرعه راحت على المطبخ علشان تجهز كوبايه الليمون . ليل اول لما فتحت عيونها وشافت الاسطى حسن اودامها عيونها دمعت وبدات تعيط جامد وبدات تقول .. سيبنى .. سيبنى .. سيبنى يا... الاسطى حسن بتأثر وخوف على منظر ليل وحالتها قال .. اهدى يا بنتى.. اهدي يا ليل .. متخافيش يا بنتى انا عمك حسن .. ايه بس اللى حصلك ومين عمل كده فيكى وخلاكى تخرجى فى الوقت ده وبالمنظر ده .. اهدى يا بنتى انا جنبك متخافيش .
ليل بدات تهدى خالص اول لما اطمنت وحست بخوف وقلق الاسطى حسن عليها وفضلت تتلفت حواليها وافتكرت الحيوان حسان وهو عاوز يتهجم عليها فقالت بخوف ورعب .. الحيوان .. الحيواااااان ودموعها كانت مغرقه وشها وصعبت على الاسطى حسن جدا وفضل يهديها ويطمنها لحد ما وصلت ام ايه وهى جايبه كوبايه الليمون . ومد ايده ليها وخد منها الكوبايه وقعد جنب ليل على السرير وحاول يشربها بشويش الليمون .
هى رفضت فى الاول بس بعد محيلات الاسطى حسن ليها وكمان مراته قعدت ليل نصف قاعده وحاولت تتمالك اعصابها وتمسك كوبايه الليمون .. بس للاسف ايديها كانت بترجف من كتر الخوف والتوتر والرعب اللى هى شافته . فقعدت جنبها ام ايه مرات حسن ومسكت منها كوبايه الليمون وبدات تشربها واحده واحده . لحد ما هديت خالص ورجعت انكمشت فى نفسها زى الاطفال ونامت وغطاها الاسطى حسن وخرج هو ومراته من الاوضه .
ام ايه باستغراب بصت لجوزها وقالت .. هو فى ايه ! وايه اللى عمل فيها كده ! وخلاها تخرج من بيتهم فى وقت زى ده ؟
الاسطى حسن اتنهد وبكل استغراب رد وقال .. العلم علمك يا ام ايه .. نسيبها تستريح من اللى هى شافته ومرت بيه ولما تفوق وتصحى نبقى نسألها حصل ايه بالضبط .. ولو اللى فى دماغى صح .. انا اللى هاجيب لها حقها من الحيوان ده .. اللى لا يعرف لا دين ولا ضمير ولا عشرة ولا حلال ولا حرام ابدا ابداااا
قومى نامى انتى واستريحى وانا هاكمل الصلاه واحصلك كمان شويه . وفعلا قامت ام ايه وسابت الاسطى حسن يكمل الصلاه اللى كان قطعها لما سمع رن الجرس .
النهار كان بدا يطلع وكل اللى فى القصر صحيوا علشان يجهزوا نفسهم ويروحوا يزورا المقابر بتاعه العيله ويقروا الفاتحه لجد زين . سميحه وسماح كانوا قاعدين تحت وبيجهزوا حاجات ياخدوها معاهم المقابر . عمر وشاهندا كانوا صحيوا من بدرى ونزلوا كمان البحر ولعبلهم شويه .
اما زين بقى كان يادوبك لسه خارج من الحمام بعد ما خد دوش سريع ولبس قميصه وبنطلونه وسرح شعره وحط برفانه وقرب من الشباك اللى فى الاوضه وشاف المنظر الجميل للبحر وكمان شاف عمر وشاهندا وهما قاعدين يلعبوا بالرملة زى الاطفال الصغيرة . وبعدها خد بعضه ونزل على تحت وصبح على مامته وخالته . زين بابتسامه بسيطه زى عاويده .. صباح الخير يا حلوين .
سميحه بحب وحنيه ردت وقالت .. صباح النور يا حبيبى .. طولت يعنى فى النوم شويه النهارده .. ده عمر وشوشو من اول ما طلع النهار وهما على البحر . سماح بابتسامه جميله ردت وقالت ..والله يا سميحه يا اختى شاهندا كانت عاوزة تصحى زين من بدرى علشان يروح معاهم على البحر وانا اللى مردتش وقولت انه زمانه تعبان من السفر سيبه براحته شويه وعواضوها يوم تانى كلكم .
زين رد على خالته وقال .. نعوضها تانى ايه بس يا خالتو .. احنا اول لما نوصل من المقابر هاوصلكم وارجع انا على القاهرة على طول .. عندى شغل كتير مهم .. وعمر لو عاوز يفضل مع ماما خليه ويبقوا يرجعوا براحتهم لكن انا استحاله اقعد .
سميحه باستغراب .. معقول يا زين هاتمشى كده على طول .. ده احنا لسه واصلين امبارح يا حبيبى وملحقناش نقعد مع بعض .. ولا نغير جو يومين تلاته على البحر كلنا زى ما اتفقنا .
زين اتنهد وقال .. يا ماما انا بقول انا اللى راجع على القاهرة وخليكم براحتكم يومين تلاته اسبوع زى ما تحبوا .. لكن انا ورايا شغل كتير وحضرتك عارفه انى مش بقدر اقعد هنا اكتر من يوم واحد او يومين بالكتير .
سميحه عملت زعلانه وبحزن بصت لاختها وقالت .. ما تقوليلوا حاجه يا سماح عجبك كلامه ده يعنى .. هو كان لحق يستريح من مشوار امبارح ويقولى ارجع تانى على القاهرة النهارده . سماح ردت على سميحه وقالت .. يا اختى يا حبيبتى هو انا برضه اللى هاقولك دماغ زين عامله ازاى .. انا عرفاه وحفظاه اكتر منك يا سميحه .. سيبيه براحته يا حبيبتى.
متضغطيش عليه .. مع انى والله نفسى يفضل قاعد معانا هنا كتير اسبوع اسبوعين شهر ونرجع زكرياتنا كلنا هنا وهما صغيرين .. لكن هو عارف ظروفه كويس اوى ومش عاوزة اضغط عليه .. بس علشان خاطرى قضى معانا النهارده وامشى براحتك اخر الليل حتى يكون الجو اتعدل شويه يا حبيبى . زين ابتسم لخالته وقال .. حاضر يا خالتوا اللى تؤمرى بيه و شوفتى يا ست ماما .. موحه حبيبتى فهمانى وعارفه دماغى كويس اوى ازاى اكتر من حضرتك .
سميحه بغيظ عملت نفسها زعلانه و ردت وقالت .. ماشى يا استاذ زين .. انتم كده على طول مع بعضكم وفعلا كتير بحس ان سماح عرفاك اكتر منى استريحت دلوقتى .
زين قرب من مامته ومد ايده ليها وباس ايديها وقال .. يا حبيبتى يا روح قلبى ربنا يخليكم ليا انتم الاتنين بس فعلا والله يا ماما عندى شغل كتير وعمر زى ما انتى شايفه اهو مش فالح غير فى لعب العيال بتاعه ده والف والسهر وسايب الشركه كلها على اكتافى .. علشان خاطرى متزعليش نفسك .
سميحه .. خلاص يا حبيبى مش زعلانه المهم تقعد وتتغدا معانا وتسافر بعدها زى ما انت عاوز . دخل عمر وشاهندا من بره وبصوت عالى بيقول .. جايبين سيرتى ليه يا بشر .. اعترفوا فى ايه وبتتكلموا عليا ليه سميحه بصتله من فوق لتحت واتصدمت من منظره اللى كان متبهدل جدا وكان لابس شورت وتيشيرت كت وكاب على راسه وكان جسمه كله رمله من الشط .
فضحكت سميحه وبصت لزين وقالت .. عندك حق والله يا زين .. مش فالح غير فى لعب العيال الواد ده ومش هايعقل ابدا .. الكل فضل يضحك لحد ما وصلت الشغاله وبلغتهم ان الفطار جاهز . وطلع عمر هو وشاهندا على اوضهم وخدوا شور وغيروا لبسهم ونزلوا وقعد الكل وفطروا مع بعض فى جو عائلى جميل.
تليفون سميحه رن ومسكته وابتسمت اول لما شافت اسم المتصل وردت وقالت .. عمى حبيبى اللى وحشنى جدا ونفسى اشوفه والله. الحاج صفوان عم سميحه رد وقال .. بنت اخويا الغالى .. كيفك يا سميحه وكيف عيالك وسماح وبنتها وحشتونا اوى اوى . سميحه بفرحه ردت وقالت .. وانت كمان والله يا عمى .. والحاجه انعام كمان وحشتنى ونفسى اشوفها . وازى صلاح وعصام وحسين والاحفاد كلهم .. وحشونى والله يا عمى صفوان ونفسى اشوفهم .
الحاج صفوان رد وقال .. وانتم والله يا سميحه يا بتى وحشتونا كتير .. ولولا المشوار بعيد وانا تعبان شويه كنت جيت النهارده وحضرت معاكم زكرى اخويا المرحوم . بس اوعدك صحتى تتحسن شويه واجيب بعضى واجى على طول واطمن عليكم . سميحه .. الف سلامه عليك يا عمى وربنا يديك الصحه وطوله العمر ويخليك لينا .. سلامى للحاجه انعام وكل اللى عندك .
الحاج صفوان .. يوصل يا سميحه يا بتى سلمى على كل اللى عندك .. وانا كام يوم كده واجيلكم بنفسى واطمن عليكم . وقفلت سميحه مع عمها الحاج صفوان كبير عيله السيوفى فى اكبر محافظات الصعيد .
سماح ابتسمت وقالت .. فيه الخير عمى صفوان والله .. مفيش سنويه تعدى لبابا من غير ما يجى او على الاقل يتصل بينا ويطمن علينا .. يعرف فى الاصول جدا اذا كان هو الحاجه انعام مراته ولا عياله . وحشونى والله كلهم وبالذات الواد عدى ابوا لسان طويل ده ..وبصت على عمر وقالت .. عمر وعدى دول زى بعض بالضبط هزار وضحك ومقالب تموت من الضحك .
سميحه ابتسمت وردت وقالت .. تعالوا ناخد بعضنا شويه كده ونروح نزورهم ونقعد عندهم كام يوم لانهم فعلا وحشونى انا كمان وبالذات جو الصعيد الجميل . والسرايه اللى ياما لعبنا وجرينا فيها من واحنا صغيرين . خلصوا كلامهم وقاموا بعد ما فطروا ركبوا عربياتهم وراحوا على المقابر .
وعند سعاد فى الشقه كانت يادوبك لسه صاحيه من النوم الضهر وعيالها لسه نايمين جنبها .. فقامت وراحت على الحمام واتشطفت وغسلت وشها وخرجت واتفاجأت لما شافت اوضه اخوها مفتوحه وهو مش نايم على سريره اصلا من باليل . وخرجت وشافت باب اوضه ليل مفتوحه فقربت منها واتصدمت اول لما شافت حسان نايم على الارض وغرقان فى دمه .
وبصرخه جامده قالت .. ياااااااا مصيبتى .. وجريت على اخوها وفضلت تفوقه لحد ما فتح عيونه وشاف سعاد اودامه وفضل يدور على ليل ويقول .. هى فين ! لييييييل فين ؟ هى فين ؟ سعاد بصدمه وقلق وخوف على منظر اخوها اللى غرقان فى دمه وجسمه اللى عريان يادوبك لابس شورط ردت وقالت .. اوعى تقول ان البت ليل هى اللى عملت فيك كده نهارها اسود .
حسان قام واتعدل ومسك دماغه مكان الخبطه وقال .. اااه هى اللى عملت فيا كده وانا مش هاسيبها غير لما اخد اللى انا عاوزه منها برضاها بقى غصب عنها خلاص مش هاتفرق معايا بنت اللذينه دى .
سعاد بصدمه ردت وقالت .. يا خبتك يا اخويا يا خبتك .. انت ايه اصلا اللى دخلك ليها اوضتها يا موكوس انت لحد ما عملت فيك كدة .. مش قادر تاخد اللى انت عاوزه .. خده منها برضاها واعدل دماغها بكلمتين بدل ما تعلم عليك بالمنظر ده كده وكويس ما صرختش ولمت الناس علينا .. وبعدين هى غارت فين بنت الايه دى .. اياك متكنش راحت تبلغ عنك وتخلى الحكومه تيجى تخدك .
حسان بخوف بصلها وقال .. انتى بتقولى ايه .. تبلغ الحكومه عنى .. دى مجنونه فعلا وتقدر تعملها .. انا هاقوم امشى من هنا بسرعه واروح استخبى شويه عند اى حد من المقاطيع صحابى .. سلام يا اختى .. سلام يا سعاد .. وانا هاعدى كام يوم كده لحد ما الدنيا تهدى وهابقى ارجع .. المهم انتى متقوليش انا روحت فين لاى حد حتى لو الحكومه نفسها سألتك عنى .. سلام يا اختى .
سعاد ردت وقالت .. البس هدومك الاول يا منيل انت هاتخرج الشارع بمنظرك ده .. و ابقى طمنى عليك بالتليفون وعدى على الصيدليه يخيطولك دماغك دى . حسان .. ماشى ماااشى المهم متنسيش .. انتى متعرفيش انا فين ولا روحت فين . سعاد ردت وقالت .. متخفش يا اخويا يالا روح بسرعه على الصيدليه بدل ما دمك يتصفى وانا هاضبط كل حاجه هنا متقلقش . وفعلا لبس حسان هدومه بسرعه وخد بعضه وخرج من الشقه .
وعند الاسطى حسن فى بيته .. ام ايه مراته كانت صحيت وجهزت الفطار لجوزها اللى فضل طول الليل قاعد قريب من الاوضه اللى نايمه فيها ليل من كتر خوفه عليها .. وكمان لعيالها قبل ما الاسطى حسن يروح ورشته وكمان علشان ليل اللى لحد دلوقتى كانت لسه نايمه ومش حاسه باللى بيحصل حواليها .
وكانت ام ايه تدخل كل شويه تطمن عليها بنفسها بعد ما طلب منها حسن انها تخلى بالها منها لانها بنت صاحب عمره اللى كان بيعتبره اخ ليه ومهما كان هى بنت يتيمه وملهاش حد خالص غيرهم .
ام ايه بكل حنيه ردت وقالت .. انت برده هاتوصينى على ليل يا ابوا ايه .. دى زى بناتى بالضبط وصعبانه عليا جدا . الاسطى حسن رد وقال .. فيكى الخير يا ام ايه ربنا يخليكى لينا يارب ويسترها على ولايانا . وكل شويه كانوا بيدخلوا ويطمنوا على ليل وفضلوا انهم يسيبوها تنام براحتها ولما تصحى ميحولوش يسألوا عن اللى حصل معاها غير لما تهدى خالص وتحكى هى بنفسها ليهم .. وشويه واتجمعوا وقعدوا كلهم وفطروا وبعدها نزل الاسطى حسن على ورشته واكل عيشه .. بعد ما وصى تانى مراته وبنته ايه على ليل .
عدى كذا ساعه وزين بدا يجهز شنطته علشان زى ما وعد خالته ومامته انه هايتغدى ويسهر معاهم وآخر الليل يرجع على القاهرة . وعمر طلع على اوضته ينام شويه لانه صحى من بدرى هو وشاهندا ونزلوا البحر ده غير مشوار المقابر. وشاهندا كانت قاعده فى جنينه القصر بتقرأ روايه رومانسيه ومندمجه فيها جدا .
اما سميحه وسماح فكانوا قاعدين مع بعض بيجهزوا شنط كتير هايوزعوها على الفقراء والمحتاجين على روح والدهم بمناسبه ذكراه وطلبوا من السواق انه يوصلهم هو ويطمن بنفسه عليهم . وكمان وهما راجعين من المقابر راحوا دار الايتام اللى كان بيمتلكها جوز سماح قبل ما يتوفى وبعد وفاته سماح تولت المهمه دى وكملت المسيرة فاراحوا ووزعوا هدايا كتير ومبالغ ماليه على الأطفال .
وفى بيت الاسطى حسن ليل كانت بدات تفوق وفتحت عنيها واستغربت المكان اللى هى موجوده فيه لحد ما بدات تفتكر كل اللى حصل وقذارة حسان معاها . فقامت من السرير وحست بوجع شديد فى جسمها فاتنهدت جامد ولمت شعرها بالتوكه وقربت من باب الاوضه وفتحت وخرجت واول لما خرجت ابتسمت اول لما شافت مرات الاسطى حسن قاعده على سجاده الصلى وبتصلى وبتدعى ربنا وبنتها عبير قاعده بتتفرج على التلفزيون .
الاسطى حسن كان عنده بنتين (ايه وعبير) ايه كانت طالبه فى اخر سنه فى كليه الاداب وكانت جميله وقلبها ابيض وبتحب ليل اللى كانت ساعات بتشوفها فى الكشك عند ورشه باباها . اما عبير كانت فى الفرقه التالته كليه تجارة . جميله جدا وبسبب جمالها ده للاسف خلاها شخصيه متكبرة ومغروة ولو صادفت وراحت لابوها الورشه وقابلت ليل تتجاهلها تماما . عكس ليل اللى كانت بتحبها هى وايه اختها جدا وبتعتبرهم زى اخواتها بالضبط .
ليل بخجل ابتسمت ابتسامه بسيطه وقالت .. اذيك يا عبير اخبارك ايه يا حبيبتى . عبير بمنتهى قله الذوق ردت وقالت ..كويسة وقامت ودخلت على اوضتها وقفلت الباب وراها . ام ايه كانت خلصت الصلى وقامت وبكل حنيه وطيبه ابتسمت لي ليل وقالت .. اهلا يا ليل يا حبيبتى نورتينا والله و يارب تكونى عرفتى تنامى كويس من صوت التلفزيون.. تعالى اتفضلى يا بنتى اقعدى البيت بيتك يا حبيبتى وثوانى ويكون الفطار جاهز . يااا ايه .. يا ايه.. ليل صحيت تعالى اقعدى معاها لحد ما أجهز الفطار.
ليل بكل خجل وكسوف ردت وقالت .. ما تتعبيش نفسك يا خالتى .. انا مش جعانه والله . ايه كانت فتحت باب اوضتها وخرجت وجريت على ليل بكل حب وقالت .. اخير يا لولو صحيتى .. متعرفيش انا فرحت اد ايه لما صحيت من النوم وعرفت انك عندنا .. البيت كله نور بيكى يا حبيبه قلبى.
ليل ابتسمت وقالت .. اهلا بيكى يا ايه والبيت منور بصحابه .. انا اسفه لو كنت عملت ليكم اى ازعاج . ام ايه بعتاب ردت وقالت .. اخص عليكى يا ليل .. انتى زى بنتى بالضبط والاسطى حسن عمك وبعدين ازعاج ايه اللى بتقولى عليه يا حبيبتى بس .. انتى تنورينا فى أى وقت.
قومى يا حبيبتى ادخلى واتشطفى كده وخديلك دوش وايه هاتجبلك لبس من عندها عقبال لما اروح انا واجهزلكم الفطار انتى وايه .. لانها مرديتش تفطر لما عرفت انك لسه نايمه . ايه بحب وطيبه ابتسمت وقالت .. اه يالا يا لولو ادخلى على الحمام وخدى شاور سريع وانا هاجبلك احلى بيجامه عندى ونقعد نفطر مع بعض لانى ميته من الجوووووع.
وبعدها نقعد انا وانتى ونحكى كل اللى عندنا . احنا بقالنا فترة كبيرة مقعدناش مع بعض وحكينا ويادوبك لسه راجعه امبارح من عند خالى .. روحت اشوفه واطمن عليه . ومن ساعه عم عبد الرحمن الله يرحمه وانا زعلانه عليه اوى .
ليل اتنهدت وقالت .. ربنا يرحمه والف سلامه على خالك .. واتنهدت جامد وقالت انتى متعرفيش انا اتكسرت ازاى من بعده يا ايه وحسيت فعلا انى يتيمه من غيره . ايه بحزن .. الله يكون فى عونك حبيبتى المهم قومى ادخلى الحمام وبعدين نتكلم .
وفعلا دخلت ليل الحمام وشويه وخرجت بعد ما اتشطفت واتوضت وبكل خجل قربت من المطبخ اول لما سمعت صوت ايه وامها بيهزروا فابتسمت وقالت .. تحبى اساعدك يا خالتى فى اى شىء .
ام ايه بكل حنيه ردت وقالت .. تعالى يا ليل يا حبيبتى تعالى ادخلى انتى من هنا ورايح زي ايه وعبير بناتى بالضبط ومش عاوزاكى تحسى ابدا انك غريبه فى وسطنا .. انتى متعرفيش امك الله يرحمها كانت غاليه عندى اد ايه كانت ونعم الناس الطيبين والحنينين وصحبتى كمان وياما كنا بنقعد مع بعض انا وهى ونحكى كتييير وابوكى كمان عمك حسن كان بيعتبره زى اخوه بالضبط الله يرحمه .
ومن هنا ورايح اعتبرى البيت بيتك يا حبيبتى . ايه بهزار بصتلهم هما الاتنين وقالت .. مش يالا بقى يا جماعه انا ميته من الجوع حرام عليكم .. يالا يا ست ليل الاكل هايبرد وانتى لو فضلتى تسمعى لأمى من هنا لبكرة مش هاتبطل كلام .
ليل ابتسمت وام ايه بغيظ بصت لبنتها وقالت .. اه يا مقصوفه الرقبه .. كده برضه يا ايه .. يعنى انا رغايه .. انا هاسمحك بس المرة دى علشان خاطر ليل يالا خدوا بعضكم وروحوا على التربيزة وافطروا يا حابيبى . وانا هاعمل لكم الشاى . وفعلا راحت ايه وليل على التربيزة وقعدوا يفطروا ولاول مرة من سنين طويله تحس ليل انها فى وسط عيله وكمان حست بالامان والطيبه والحنيه اللى افتقدتهم من ساعه موت امها وزادت كمان اكتر بموت ابوها .
الوقت عدى وام ايه ولا حتى ايه نفسها حاولوا يسألوا ليل عن اللى حصل معاها وخلاها تيجى وش الفجر عندهم وهى بالحاله دى وكانوا دايما بيحاولوا انهم يخرجوها من الحزن والخوف والشعور باليتم اللى كانوا فى نظرة عيونها . لكن للاسف نظرات عبير ليها كانت مختلفه وده اللى كان مخليها محرجه ومكسوفه وكان محسسها انها ضيفه تقيله .
أيه وليل كانوا قاعدين مع بعض وبيتكلموا عن دراسه أيه فى الكليه ومشروع التخرج بتاعها وعن حلم ليل اللى متحققش بعد الثانويه العامه انها تدخل كليه اعلام وتبقى صحفيه كبيرة رغم تفوقها وحصولها على مجموع كبير جدا بس للاسف مقدرتش تكمل فى الظروف اللى كانت عايشه فيها مع سعاد وفضلت انها تساعد ابوها فى الكشك .. وفجاه تليفون أيه رن فاستاذنت انها تقوم ترد على زميليتها فى الشباك لان شبكه المحمول وحشه جدا عندهم .
فقامت فعلا ايه وسابت ليل لوحدها وسط احلامها اللى مقدرتش تحققها وفاقت على صوت عبير العالى وهى بتتكلم مع امها فى اوضتها بخصوص ليل . عبير بقله ذوق علت صوتها بقصد وقالت .. بقولك ايه يا ماما الشقه مش واسعه للدرجه دى علشان تسيبى لست ليل هانم اوضه لوحدها وانا مش هاسيب سريرى ولا اوضتى لاى حد عاوزة تنوميها نوميها فى اى حته تانيه غير اوضتى ..
او تنام هى مع أيه فى اوضتها مش ست ايه بتحبها اوى كده تشيلها هى بقى لكن خروج من اوضتى مش هاخرج .. ليل دى انا مش بطيقها اصلا ولا بحبها ولا عمرها نزلت من زورى . فافكك منى بقى ومتجبيش سيرة انى اسيب اوضتى دى لحد .
ام أيه بخجل زعقت لبنتها وقالت .. وطى صوتك يا بنتى عيب عليكى كده لا ليل تسمعك .. اخس عليكى أخس طول عمرك بت حقوده وغلاويه ومش بتحبى ليل ابدا .. حرام عليكى دى بقت يتيمه وملهاش حد غيرنا ويا عالم سعاد مرات ابوها عملت فيها ايه وخلتها تخرج وش الفجر من الشقه بالمنظر ده . ( أرحم ترحم )يا عبير واتقى الله يا بنتى وتعالى على نفسك شويه علشان خاطر ابوكى حتى انتى عارفه هو بيحبها اد ايه وكان بيعتبر عمك عبد الرحمن زى اخوه .
عبير ردت وقالت .. بقولك ايه يا ماما انا قولت اللى عندى واياك اشوفها دخلت اوضتى ونامت فيها .. وسابت امها وخرجت بكل غضب وراحت على اوضتها ورزعت الباب وراها .
الام اتنهدت جامد وقالت .. ربنا يهديكى يا بنتى انا مش عارفه بس طالعه قلبك اسود كده لمين .. لا حول ولا قوة الا بالله . وخرجت من اوضتها وراحت تشوف ايه وليل وخافت لا يكون حد فيهم او ليل بالذات سمعت صوت عبير وهى بتزعق جوا .. بس للاسف ملقتش ليل قاعده مكانها وفضلت تدور عليها فى الشقه كلها وبصوت عالى .. يا ايه .. ياااا أيه الحقينى يا بنتى ليل فين ! ليل راحت فين ؟
ليل للاسف كانت سمعت كل الكلام بتاع عبير مع أمها ودموعها نزلت وفى ثوانى لبست عبايتها وخدت طرحتها ونزلت بشويش من غير ما اى حد يحس بيها نهائى منهم . فضلت ماشيه كتير مش عارفه تروح فين ولمين.. اتاكدت فى اللحظه دى فعلا انها وحيده ويتيمه وملهاش حد ابدا أبدا فى الكون ده كله .
فكرت انها ترجع بيت ابوها وتعيش مع سعاد واخوتها وتستحمل كل شىء وتوقف حسان ده عند حده وتطرده من الشقه .. لكن رجعت فى كلامها لما افتكرت كل اللى هو عمله معاها وخافت اكتر واكتر ولغت فكرة رجوعها تانى لبيت ابوها .. فارفعت عيونها للسماء وقالت يارب .. ماليش غيرك انت يااااارب اقف معايا و ارحمنى من العذاب اللى انا فيه ده يااارب .
وكملت طريقها وفضلت ماشيه وماشيه كتير والدنيا بدات تليل لحد ما لقت نفسها وصلت عند المقابر .. هل المكان ده هو الوحيد اللى رجلها جابتها عنده بالصدفه ؟ ولا يمكن علشان روح ابوها وامها موجوده فيه .. ولا علشان هدوء المكان وبعده عن الناس ومشاكلهم جبها لحد هنا !
فاسألت نفسها كتير وقربت من تربة ابوها وامها وقعدت اودامها وفضلت تدعى ليهم بالرحمه وتتكلم معاهم كانهم معاها وكمان تشتكى وجعها بكل حزن ووجع والحاله اللى بقت فيها من بعدهم وكانت ميته من العياط ومدت ايديها على السلسله اللى فى رقبتها وكانت بتاعه مامتها واللى باباها عبد الرحمن لبسها ليها من بعد موت امها ووصى ليل انها متقلعهاش ابدا من رقبتها لانها من ريحه امها الله يرحمها .. ومن كتر الدموع والحزن غمضت عيونها ونامت اودام التربة من غير ما تحس او لانها اطمنت وحست بالامان لمجرد انها حاسه بوجودها قرب ابوها وامها .
وفى اسكندريه زين كان معاه تليفون مهم وبعد ما خلصه راح لعمر وبلغه انه لازم ينزل معاه على القاهره لان فى اجتماع مهم فى الشركه الصبح بدرى مع المؤلف بتاع السيناريو الجديد ولازم يكون موجود بداله معاهم لانه عنده محاضرة مهمه فى الكليه ومش هايقدر يحضر الاجتماع ده . عمر بعد ما زين خلص كلامه بصله برخامه وقال .. يا سلام ما انت كنت هاتحضر الاجتماع بنفسك ايه اللى جد فى الموضوع يعنى وشقلب الدنيا كده وطلعت ليك منين المحاضرة بتاعه الكليه دى بس يا عم زين .
زين بكل برود رد وقال .. لسه عميد الكليه بنفسه مكلمنى على الموبيل وبلغنى بكده وان رئيس الجامعه بنفسه هايكون موجود فى الكليه .. وبعدين كفياك كده يا عم عمر ورانا شغل كتير الفترة الجايه دى وعاوزك تفوق شويه لنفسك وتسيبك من لعب العيال ده وتكون معايا .. انت هنا من امبارح اهو وغيرت جو ولو عاوز ترجع تانى ابقى ارجع بعد ما تحضر الاجتماع .
او شوف ماما لو هاتفضل قاعده كام يوم مع خالتو ابقى تعال وخدها يا عم الرايق انت . وكمان علشان نقدر نجهز ونستعد هانعمل ايه فى الفيلم الجديد . سميحه جت على صوت عيالها وبصت لهم باستغراب وقالت .. جرى ايه يا ولاد صوتكم عالى كده ليه ! فى ايه فهمونى !
عمر بمسكنه وحزن بصلها وقال .. البيه ابنك عاوزنى ارجع معاه على القاهرة قال ايه عنده محاضرة مهمه من بدرى فى كليه الاعلام وعاوزانى احضر انا بداله الاجتماع بتاع المؤلف ومدير اعماله بخصوص السيناريو الجديد . سميحه اول لما فهمت الموضوع ردت وقالت .. انت عارف زين كويس يا عمر وعارف ان الشغل اهم حاجه عنده .. وبعدين ما كان هايسيبك معايا هنا كام يوم ويرجع هو لوحده على القاهرة .. لكن بدام جاله محاضرة فى الكليه ومهمه كمان يبقى تعال على نفسك شويه يا عم عمر وارجع على القاهرة مع زين ويا سيدى يومين تلاته وهاترجع علشان تاخدنى .
عمر برخامه بصلهم هما الاتنين وقال .. دافعى يا اختى دافعى عن حبيب قلبك .. وبص لزين وقال ماشى يا استاذ زين هاتمشى امتى علشان اطلع اجهز هدومى زين رد وقال .. نصف ساعه بالضبط وهاكون ماشى بعربيتى .. واعمل حسابك انك هاتسيب عربيتك هنا مش معقول يعنى هاترجع لوحدك وانا لوحدى كل واحد بعربيته .
عمر باستغراب .. يا سلام ولما ارجع بعد كام يوم علشان اخد ست الكل هاجى ازاى يا زكى انت زين ابقى ارجع بالطيارة يا بيه وبص فى ساعته وقال .. النصف ساعه بقت تلت ساعه .. انجز ويالا هات شنتطك وتعال مستنيك تحت يا استاذ .
وفى مكان تانى خالص فى قريه من قرى الصعيد العريق وبالتحديد فى سرايه كبيرة وعاليه ملك الحاج صفوان السيوفى كبير القريه وكمان عايش فيها عياله التلاته واحفاده كلهم . كان قاعد الحاج صفوان وبيتكلم هو والحاجه انعام مراته عن سنويه اخوه اللى كانت النهارده وللاسف مقدرش يروح زى كل سنه ويحضر مع بنات اخوه اليوم ده علشان التعب اللى ماسكه بقاله كام يوم . وكمان بلغها انه اتصل بسميحه بنت اخوه من بدرى قبل ما يروحوا على المقابر وسلم عليها واطمن منها على عيالها واختها سماح .
الحاجه انعام بكل طيبه ردت وقالت .. تعيش وتفتكر يا حاج .. ربنا يرحمه ويغفرله هو وجميع موتانا يارب .. كان ونعم الناس هو ومراته ام سميحه الله يرحمها ومهما تعدى السنين لا يمكن يقدروا ينسوهم .. ولولا اللى حصل لبنتهم هدى زمان جايز كان زمانهم عايشين فى وسطنا دلوقتى .
الحاج صفوان رد وقال .. مالوش لازمه الكلام ده دلوقتى يا حاجه الله يخليكى وبلاش نقلب فى القديم .. كله نصيب وقدر ومكتوب محدش بأيده اى شىء . الحاجه انعام اتنهدت وقالت .. اللى تشوفه يا حاج فعلا بلاش نقلب فى القديم وربنا يرحمهم كلهم .. بس والنبى يا حاج عاوزين نبقى ناخد بعضنا ونروح بنفسنا نطمن عليهم لان بقالهم كتير اوى ولا جم هنا زى زمان وقضوا اسبوع ولا اتنين معانا ولا حد مننا راح لهم واطمن عليهم ..
مفيش غير صلاح وعصام اللى كل كام شهر بيروحوا بنفسهم ويطمنوا على سميحه وعيالها وكمان بيروحوا لسماح اسكندريه .. وبالمرة نفسى اروح وازور سيدنا الحسين والسيده زينب بقالى سنين مرحتش زورتهم.
الحاج صفوان رد وقال .. باذن الله يا حاجه هانبقى نروح ونطمن عليهم كمان كام يوم كده اعملى حسابك علشان انا وعدت سميحه بكده وهابقى اوديكى زى ما انتى عاوزة تزورى سيدنا الحسين والسيده زينب ونصلى هناك وندعى ربنا .. ودلوقتى هاروح اتوضأ علشان المغرب قرب يأذن واخد بعضى واروح على الجامع علشان صلاه المغرب واشوف العيال اللى فوق دى محدش نزل منهم ليه لحد دلوقتى علشان يصلوا معايا واتسند على حد منهم لحد الجامع .
الحاجه انعام بحزن ردت وقالت .. يا حاج علشان خاطرى صلى هنا بدام مش قادر تروح الجامع بدل ما تتعب اكتر .
الحاج صفوان رد وقال .. ومن امتى بصلى فى البيت يا حاجه غير للشديد القوى .. متخافيش انا كويس وربنا هايقوينى . وقبل ما يقوم من مكانه الحاج صفوان كان نازل من فوق عياله التلاته صلاح و عصام وحسين وكمان أحفاده قصى ابن عصام .. وفارس ابن حسين .
الحاجه انعام ابتسمت وبصت للحاج صفوان وقالت .. اهو عيالك واحفادك جم اهم علشان يروحوا معاك على الجامع .. قوم واتوضأ يالا المغرب بيأذن اهو . الحاج صفوان باستغراب بصلهم وقال .. وفين مقاصيف الرقبه عدى وفهد مش هايروحوا يصلوا معانا ولا ايه ! ولا بيلفوا زى عاويدهم فى البلد وبيخططوا لاى مصيبه من بتوعهم !انا مش عارف بس العيال دى طالعه لمين؟
الحاجه انعام قالت .. بكرة يعقلوا يا حاج ده كلها كام شهر ويبقوا أبهات وعيالهم تعمل فيهم اللى هما بيعملوه فينا دلوقتى وياخدوا بالجذمه منهم كمان . الكل ضحك وقبل ما حد يتكلم كان داخل عدى وفهد من بره ولبسهم متوسخ جدا ومتشحم . الحاج صفوان بصلهم وقال .. اهو اتفضلوا مش قولتلكم بيعملوا اى مصيبه وهايجوا .
الحاجه انعام باستغراب بصت لهم وقالت .. ايه اللى انتم مهبيبينه فى نفسكم ده يا بهيم منك ليه ؟ عدى بخفه دمه المعتاده قرب من جدته الحاجه انعام ووقف اودامها وقال .. هانكون عاملين ايه بس يا نعومتى يا قمر انتى .. كل وما فيها العربيه اتعطلت بينا على الطريق واحنا جايبن وفضلنا نصلح فيها اكتر من ساعتين انا والواد فهد وفى الاخر معرفناش فيها ايه ولما زهقنا اتصلنا بالمكانيكى يجى ياخدها ورجعنا بتكتوك ادى كل الحكايه يا نعومتى .
عصام ابوه قام وقرب منه وقال .. يا واد لم لسانك الطويل ده واحترم وجود جدك وجدتك ايه نعومتى اللى بتقولها دى يا بهيم انت .. قوم اتنيل انت وهو وغيروا لبسكم ده وحصلونا على الجامع .. قووووم منك ليه وبسرعه جرى عدى وفهد من اودام عصام وهما بيضحكوا وطلعوا على فوق علشان يغيروا وينزلوا للصلاه .
عدى حوالى ساعه على ليل وهى نايمه اودام تربة ابوها وامها لحد ما فجاه فتحت عيونها بكل رعب وخوف على صوت الكلاب وهى بتعوى قريب منها .. واترعبت اكتر لما شافت الدنيا ضلمه جدا جدا حواليها يا دوبك ضوء القمر .. فقامت ووقفت وبصت حواليها على امل انها تشوف أى شخص جنبها وقلبها بدأ يدق جامد اوى من كتر الخوف اللى حست بيه ولسه هاتلف نفسها علشان تمشى بسرعه من المكان ده..
اتصدمت اول لما شافت كلبين سود كبار واقفين على بعد كام متر منها وعيونهم عليها فخافت جدا جدا وغصب عنها جريت بسرعه من كتر الخوف وللاسف الكلاب بدات تجرى وراها وهى بدات تصرخ جامد ان حد يقدر ينقذها لكن المكان كان فاضى خالص وبعيد عن الناس والطريق وفضلت تجرى والكلاب تجرى وراها حوالى خمس دقايق لحد ما قدرت تبعد عنهم و قربت من الطريق السريع بكل خوف ورعب ... وفجأه ومن غير اى انتباه منها عدت الطريق من غير ما تبص ولا يمين ولا شمال وجت عربيه سريعه جدا جدا وخبطتها خبطه كبيرة لدرجه انها اترمت على بعد كام متر من العربيه وخبطت فى الرصيف.
وبسرعه وقفت العربيه ونزل زين وعمر وجريوا على البنت اللى خبطوها بدون قصد بالعربيه . زين كان اسرع من عمر وشاف بنت نايمه على الاسفلت غرقانه فى دمها وراسها بتنزف دم كتير وكمان ايديها ورجلها . عمر برعب بص لزين وقال .. هى ماتت ولا ايه .. وبعدين هى ازاى تجرى كده من غير ما تاخد بالها ان فى عربيات سريعه جايه وايه اللى جايبها فى المكان ده دلوقتى؟
زين بكل قلق وخوف من المنظر اللى اودامه بص بكل غضب لعمر اخوه وقال .. انت لسه هاتسأل هى عملت ايه وأيه اللى جابها هنا يا حمار انت .. ساعدنى بسرعه خلينى اشيلها ونحطها فى العربيه قبل ما الناس تتلم علينا وتبقى مصيبه ونروح فى داهيه .. اخلص يا عمر بسرعه خلينا نلحق البنت قبل ما تموت اياك نلحقها . وفعلا عمر بكل خوف ساعد زين وشالوا ليل بشويش وحطوها فى العربيه من ورا وركبوا ومشيوا بسرعه من المكان .
وفى بيت الاسطى حسن اللى يا دوبك كان لسه واصل من الورشه تعبان وهلكان من كتر الشغل دخل وهو مبتسم اول لما بنته فتحت ليه الباب وخدت منه شنط الفاكهه الكتير اللى جايبها معاه وهو راجع وقعد على اقرب كرسى وقال .. السلام عليكم ازيك يا أيه يا بنتى عامله ايه يا حبيبتى ؟ وازى ليل طمنينى عليها اخبارها ايه دلوقتى ؟ ابتسمت ايه ابتسامه بسيطه وقالت .. ليل الاب باستغراب بصلها وقال .. فى أيه يا أيه يا بنتى ليل مالها انطقى
ام ايه كانت جت على صوته من المطبخ بكل توتر وخوف وقالت .. اصبر بس يا حاج واستريح وخد نفسك انت راجع اكيد تعبان من الشغل وانا هاقولك كل حاجه .
الاسطى حسن بكل قلق بصلهم هما الاتنين باستغراب وقال ... مالها ليل انطقوا انتم الاتنين .. اوعى يكون حد زعلها ومشيت زعلانه اوعى يا ام ايه تكونى ضغطى عليها علشان تعرفى ايه اللى حصلها وخلاها تستنجد بينا وش الفجر .. دى ملهاش حد غيرنا .. او يكون حد من بناتك داس لها على طرف وكلمها وحش .
ام ايه بخوف ردت وقالت .. والله ما حصل يا حاج حاجه خالص من اللى انت بتقول عليه ده كل وما فيها البت عبير اللى تتشك فى قلبها كنت بتكلم معاها بشويش فى اوضتها ولما كلامى معجبهاش علت صوتها وقالت كلام ملوش اى لازمه عن ليل وقعدتها هنا فازعقت ليها جامد وهزقتها ولما خرجت علشان اشوف ليل واطمن عليها لقيتها خدت بعضها ومشيت .
الاسطى حسن بقى يضرب كف فى كف وقال .. لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .. هى دى الامانه اللى امنتك عليها يا ام أيه كده برضه محافظتيش عليها وعيونه جت على أيه وبصلها وقال .. وانتى يا أيه يا عاقله يا كبيرة يا هاديه كنتى فين لما ليل صاحبتك خدت بعضها وخرجت ومشيت وهى زعلانه و مشفتهاش .
أيه لسه هاترد وتفسر لابوها اللى حصل بالضبط بس هو كان اسرع منها وخد بعضه وفتح باب الشقه ونزل على طول وهو ببقول .. استرها يارب استرها يارب. أم ايه بحزن بصت لايه وقالت .. اكيد هايروح يشوفها عند اللى ما تتسمى سعاد مرات ابوها .. واكيد هايعمل مشكله معاهم .. ربنا يسترها ويعديها على خير . عبير بكل برود خرجت من اوضتها وقالت.. انا مش عارفه هو مهتم بيها اوى كده ليه ست ليل دى ما تمشى ولا تغور فى داهيه هو ماله بيها يعنى كانت من بقيت عيلتنا..
الام بكل حزن وغيظ فى نفس الوقت قربت من عبير ومسكتها جامد من دراعها وقالت .. انتى ايه يا شيخه حرام عليكى .. قلبك اسود كده ليه ولمين .. يا بت اتقى الله بقى وارحمينا بكلامك اللى يسم البدن ده كتك القرف .. يا ويلك ويا سواد ليلك من ابوكى واللى ممكن يعمله معاكى لما يرجع لو ملقهاش عند سعاد .. وزقتها جامد وسابتها وخرجت وقفت فى البلكونه تبص على جوزها وهو ماشى فى الشارع بيدور على ليل وكأنها عيله وتايهه .
زين كان وصل بعربيته اودام باب المستشفى وبسرعه بلغ المسعفين انه معاه حاله حرجه وفى ثوانى جم المسعفين وشالوها بشويش على النقاله ودخلوها على الطوارىء على طول . وفى الوقت ده زين كان خرج موبيله واتصل على الدكتور حسام صاحبه وبلغه باللى حصل معاه هو وعمر وهما راجعين من اسكندريه ولحسن الحظ حسام كان فى المستشفى وقفل مع زين الموبيل واتوجه بسرعه على اوضه الطوارىء .
وقبل ما يدخل حسام للطوارىء زين وعمر كانوا واقفين اودام الباب وزين اول لما شاف حسام جرى عليه وقال .. ارجوك يا حسام ادخل بسرعه وطمنى انا هاتجنن من كتر الخوف والقلق والتوتر وخايف لا يكون حصلها حاجه البنت دى .. انا مش عارف بس ده كله حصل كده ازاى فى ثانيه .
حسام .. اهدى يا زين وانا هادخل واطمنك متقلقش عليها بعد اذنك . وفعلا دخل حسام بسرعه للطوارىء وقفل الباب وراه وفضل زين واقف على اعصابه خايف لا يحصل لها حاجه وتموت ويكون هو سبب لكده .. وكمان عمر كان واقف متوتر ومش قادر يستوعب كل اللى حصل معاهم ده .
حسام اول لما دخل بدا يكشف عليها واتصدم من شده الخبطه اللى هى اتخبطتها ومكنش متخيل انها حادثه كبيرة بالمنظر ده وطلب شويه تحاليل واشاعات سريعه وبعد حوالى نصف ساعه كان خرج علشان يطمن زين وعمر اللى كانوا واقفين على اعصابهم بره . واول لما الباب اتفتح وعيون الاتنين كانت مركزه على حسام اللى كانت ملامحه مش مفهومه وغامضه فاقربوا منه وبالذات زين اللى بكل قلق بص لحسام وقال .. خير يا حسام البنت حصلها حاجه ولا ايه ؟
حسام بقلق .. اطمن يا زين هى لسه عايشه بس... زين باستغراب بصله وقال .. بس ايه يا حسام طمنى .. لو الحاله خطيرة للدرجه دى وعاوزة تسافر بره انا هاسفرها على طيارة خاصه. حسام رد وقال .. يا زين الحاله فعلا خطيرة جدا وجايز تموت فى اى لحظه انا مكنتش متخيل ان الحادثه كبيرة كدا .. انا لازم ارجع لها علشان هاتدخل عمليات فورا وربنا يسترها .
الاشاعات اظهرت ان حصل شرخ فى الجمجمه ونزيف داخلى على المخ ده غير كسر فى ايديها اليمين وشرخ فى القدم اليسرى والكدمات اللى فى كل جسمها تقريبا . ادعولها انها تقوم بالسلامه بعد اذنكم . ورجع حسام لجوا وقفل الباب وراه وساب زين وعمر فى حاله صدمه من اللى عرفوه .
الاسطى حسن كان وصل لحد بيت ليل وخبط جامد لدرجه ان سعاد وهى جوا فى المطبخ اتخضت من شده الخبط وقالت .. حاضر ياللى بتخبط مسروع كده ليه الدنيا مش هاتطير اصبر جايه اهووو .. وفتحت واتصدمت اول شافت الاسطى حسن اودامها . فابصتله من فوق لتحت وقالت .. نعم عاوز ايه يا راجل انت فى وقت زى ده..
الاسطى حسن زقها بايده ودخل لجوا وفضل ينده ويقول .. يا ليل .. يا ليل .. انا هنا يا بنتى اطلعى يا ليل وتعالى معايا يا بنتى انتى مالكيش مكان هنا وبيتى هو بيتك وانتى ملزومه منى من هنا ورايح تعالى يا ليل .
سعاد بكل برود وغلاسه وقفت اودامه وحطت ايديها فى وسطها وقالت .. حيلك حيلك .. ليل مين وبتاع مين اللى بتنده عليها هنا دى .. ليل مختفيه من امبارح باليل خرجت ومعرفش راحت فين ولحد دلوقتى مرجعتش .. واتفضل بقى من غير مطرود انا ست وحدانيه والجيران هاتقول ايه عليا لما يشفوك خارج من هنا دلوقتى..
حسن بكل عصبيه بصلها باستغراب وقال .. هى برضه اللى خرجت باليل ومتعرفيش راحت فين .. ولا انتى اللى اكيد عملتلها حاجه ولا سميتى بدنها بكلام ملوش لازمه زى عاويدك زى ما عبد الرحمن كان بيشكيلى منك دايما وعلى معاملتك القاسيه مع البنت اليتيمه اللى ملهاش اهل دى ولا حد خالص .. ولا يمكن اخوكى عملها حاجه وانتى مش عارفه ورخم عليها اصله معفن ومش راجل ويعملها .
هنا سعاد وشها جاب ميت لون اول لما جاب سيرة اخوها فخافت وكشت فى نفسها وبان عليها التوتر والخوف . الاسطى حسن كمل كلامه ليها وقال ..انا هاوديكم فى ستين داهيه لو ليل مظهرتش النهارده انا هاروح ابلغ عنكم الشرطه يا عالم يا مفتريه يا كفرة يا اللى متعرفوش ربنا ولا عندكم دين ولا ضمير ولا عشرة ولا حلال وحرام .
وبصلها بكل كره لدرجه انها خافت جدا من نظراته دى وخد بعضه وخرج من الشقه كلها وسابها مرعوبه . وهى اول لما خرج جريت وقفلت الباب وراه وراحت مسكت تليفونها واتصلت على اخوها حسان وبلغته بكل اللى حصل وتهديد الاسطى حسن ليها .
وفى المستشفى زين وعمر كانوا واقفين على اعصابهم اودام اوضه العمليات ومستنين الدكتور حسام يخرج ويطمنهم على البنت اللى خبطوها بالعربيه بدون قصد . واستمرت العمليه لأكتر من اربع ساعات متواصله وكل لما الوقت يعدى زين يحس بإحساس غريب اول مرة يحسه من كام سنه لما افتكر قعدته فى نفس المستشفى لاكتر من كام شهر بين اربع حيطان ... وزكريات كتير افتكرها بكل حزن . وفجأة باب اوضه العمليات اتفتح وخرج دكتور حسام اللى كان باين عليه التعب والارهاق فابسرعه قرب عليه زين وعمر وزين باهتمام .. طمنى يا حسام اخبار العمليه ايه والبنت حالتها ايه .
حسام بتعب رد وقال .. اطمن يا زين العمليه نجحت الحمد لله وعدت على خير المهم ال 48 ساعه الجايين دول مهمين جدا بالنسبه ليها .. احنا دلوقتى هاننقلها على الرعايه المركزة لحد ما حالتها تستقر ويعدوا اليومين دول على خير بدون اى مضاعفات . وساعتها هاقدر اقولك انها هاتبقى بخير وكويسه .. البنت دى فيها شىء غريب وربنا بيحبها جدا علشان كده وقف جنبها والعمليه عدت على خير غير اللى كنت متوقعه .
زين خد نفس طويل وقال الحمد لله وان شاء الله الساعات الجايه هاتبقى كويسه .. انا مش عارف من غيرك يا حسام كنت هاعمل ايه متشكر جدا ليك يا صاحبى . عمر ابتسم ورد وقال .. الحمد لله ده انا كنت مرعوب عليها وقولت ممكن تموت وهروح فى داهيه .. وفعلا تعبناك معانا يا حسام كتر خيرك .
حسام بصلهم هما الاتنين وقال .. تعب ايه بس يا ابنى انت وهو ده شغلى واطمنوا هى باذن الله هاتبقى كويسه .. وبعد اذنكم بقى علشان هاروح اغير لبسى ده واستريح شويه ومن فضلكم وقفتكم دى ملهاش أى لازمه فارجعوا على الفيلا وانا هاتابع معاكم بالتليفون .
زين ابتسم ورد وقال .. شكرا ليك مرة تانيه يا حسام وفعلا انا هلكان جدا انا كمان ولازم اروح دلوقتى واستريح لان عندى حاجات كتير مهمه بكرة ولازم اكون فايق لها .
عمر بهزار رد وقال .. ومين سمعك يا استاذ مفيش حد تعبان ولا هلكان زيى انا .. وكمان ميت من كتر الجوووووع . انا مش عارف بس انا سمعت كلامك ليه ورجعت معاك وسيبت الشمس والهوا والرمله و البحر . واقضى الليل كله فى المستشفيات..
زين برخامه رد وقال .. طيب يالا يا ظريف خلينا نرجع على البيت ونستريح وتاكل براحتك يا مفجوووع .. لان فعلا انا محتاج فنجان قهوة من ايد دادة زينب . وفعلا خدوا بعضهم ونزلوا على تحت وركبوا عربيتهم ووصلوا لحد الفيلا .. ونزل عمر على طول من غير ما ينتظر زين انه يركن فى الجراج. ودخل زين الجراج وركن عربيته ولسه هاينزل لمح حاجه غريبه فى العربيه؟