رواية همس الذكريات للكاتبة سحر فرج الفصل التاسع والعشرون
شادى دخل على جاسر المكتب واستغرب أنه جه: واستغرب اكتر من منظره اللى كان فيه وكميه الحزن اللى في عيونه. شادى: ايه يا ابنى مالك: وايه اللى جابك: وايه البؤس اللى انت فيه ده. مالك يا صاحبى. جاسر: بشويش عليا يا شادى انا مش مستحمل اى حاجه. اقعد كده علشان انا محتاجك اوى وعاوز اتكلم معاك في موضوع ضرورى. شادى: وانا تحت امرك يا صاحبى وجنبك احكيلى فيك ايه.
جاسر بدأ يتكلم ويطلع كل اللى حاسس بيه من ساعه اول مرة شاف فيها ريهام وكل المواقف اللى حصلت بينهم لحد اخر حاجه لما أغمى عليها في المستشفى: واد ايه هو حس بالذنب من ناحيتها وأنه كان السبب في كده وتدهور نفسيتها وصحتها اودام عنيه. والحزن اللى سببهولها.
شادى: يااااااااا يا جاسر: كل ده من غير ما انا اعرف: ومن غير ما انت تحكيلى اللى جواك يا صاحبى: مع أنى كنت حاسس ان فيك شىء متغير بس ما كنتش اتوقع كل ده يحصل. جاسر: المهم يا شادى اعمل ايه: وهى مش عاوزة تسمعلى ولا كلمه: ومش قادر اعترف ليها بحبى ولا بعشقى ليها. مش عاوزة تدينى اى فرصه. قولى اعمل ايه: ومش عاوز اتعبها اكتر من كده معايا: ولا عاوز اشوف نظره الحزن والرعب اللى في عيونها منى تانى.
شادى: الصراحه يا جاسر انت زوتها اوى معاها: ونسيت كل الظروف اللى هى عدت بيها: يا راجل ده لسه معداش سنه على موت جوزها وبنتها: كنت عاوز منها ايه يعنى تخدك بالحضن. جاسر: انا خلاص هابعد عنها واريحها منى خالص: ومش هافكر فيها تانى خالص: وهاقفل على قلبى ومش هافكر فيها تانى ابدا. مش عاوزها تتألم تانى بسببى يا شادى.
شادى: انا مش بقولك كده علشان يكون ده ردك: انا بقول اللى حصل ده مكنش وقته خالص: المفروض كنت تفتح معاها حاجه زى كده على الأقل بعد ما يعدى سنه على موت جوزها: حتى يكون جرحها لم شويه: مش تيجى انت من غير قصد وتفتحه اكتر. جاسر: خلاص يا شادى قفل على الموضوع ده: انا هاحاول انساه: وخلينا في شغلنا وبس. شادى: انا مش عاوزك تزعل منى: انت عارف انا بحبك اد ايه: وسيب الايام هى اللى هاتقربك منها يا صاحبى.
جاسر: أن شاء الله: قولى بقى ايه اخبار الشركه النهارده وعملت ايه في الاجتماع. في شقه شادى كان حسام عمال بيلعب في اوضته وامل كانت في المطبخ بتجهز الاكل قبل ما شادى يوصل. ام شادى: بتعملى ايه يا بنتى مش عاوزانى اساعدك في حاجه. أمل: شكرا يا طنط انا قربت اخلص اهو ويادوبك هاروح اغير لبسى قبل ما شادى يجى. الام: ماشى يا بنتى الله يقويكى: وانا هادخل اشوف حسام بيلعب بايه.
أمل: ماشى يا طنط وانا طفيت اهو على الاكل وهاروح اغير بقى. وفعلا خرجت امل من المطبخ بس للاسف نسيت موبيلها على التربيزه وكان بيرن. والام راحت ومسكته علشان تديه لامل في اوضتها بس عرفت ان اللى بيتصل بتكون سوزان طليقه جاسر: مع أن شادى محزرها مليون مرة انها تكلمنا. الام خدت الموبيل وراحت أدته لامل: وعرفت ان سوزان اللى بتتصل: وخافت لأمه تقوله على كده وأنها لسه بتكلمها.
أمل: ماشى يا طنط شكرا: انا مش عارفه هى عاوزة ايه: انا بقالى كتير مش بكلمها: اكيد في حاجه. الام: ماشى يا بنتى خلى بالك علشان جوزك ميعملش ليكى مشكله. ومشيت وسابتها. أمل ردت على سوزان وقالت: عاوزة ايه يا بنتى انتى كنتى هاتودينى في داهيه و حماتى هى اللى كانت ماسكه الموبيل. سوزان: خلاص يا اختى بشويش عليا: وايه يعنى تعمل اللى تعمله. امل: يا سلام يا اختى ولما تقول لابنها أنى بكلمك اروح انا في داهيه.
سوزان: ولا داهيه ولا حاجه انتى عجبك اوى عيشته دى. أمل: بقولك ايه يا سوزان قصرى وشوفى انتى كنتى عاوزة ايه علشان شادى زمانه جاى. سوزان: هاكون عاوزة ايه يعنى غير أنى اعرف اخبار البيه جاسر. انا: مفيش جديد يا اختى والبركه فيكى كره كل صنف الحريم بسببك. من رايى شوفى حد كده يكون ابن حلال واتجوزيه. سوزان: مش قادرة يا امل انا لسه بحبه.
امل: عليا انا يا سوزان: ولا انتى من ساعه ما عرفتى أنه بقى مبسوط وغنى وعنده اكبر شركه في مصر وانتى هاتفقصى عليه تانى. سوزان: خلاص يا اختى: اقفلى قبل ما البيه شادى يوصل: يالا سلام. أمل: خفى عليا شويه يا سوزان انا مش عاوزه مشاكل مع شادى لو عرف أنى بكلمك. سوزان: ماشى يا بتاعه شادى سلام.
جه الليل وريهام روحت الفيلا وبعد ما اتعشت مع ابوها وامها واختها وقعدت شويه: واتفقت مع ابوها أنه هايسافر معاها لحضور السنويه وان سحر كمان راحه معاهم. الام: هاجى يا بنتى معاكم انا كمان: علشان ما تبقيش لوحدك في يوم زى ده. ريهام: لا يا ماما انتى صحتك تعبانه ومش هاتكونى اد المشوار ده علشان طويل عليكى: وبعدين سحر وبابا وصلاح وهند كلهم هايكونوا معايا. ما تقلقيش. منه: طيب اجى انا يا رورو معاكى.
ريهام: لا يا قلبى خليكى مع ماما وخلى بالك منها وعلشان خاطر عمر كمان لو سأل عليا تكونى معاه. منه: ماشى يا حبيبتى. شويه وريهام قامت واستأذنت علشان تلحق تجهز الشنطه لزوم السفر. طلعت ريهام على اوضتها وغيرت لبسها وجهزت شنطه سفرها. وبعدها نامت على سريرها وبدأ تفكر في اللى حصل معاها في المستشفى ودخول جاسر عليهم هى وسحر.
بس حست بأحساس غريب جدا جواها: لما قرب منها جاسر قبل ما يغمى عليها: وعيونه جت في عيونها: احساس اول مرة تحسه من ساعه موت اسلام الله يرحمه. هى مش عارفه حست الاحساس ده ليه وفى التوقيت ده بالذات: لكن كل اللى شاغلها نظره الحب والصدق اللى كانت جوه عيون جاسر حاولت تبعد الاحساس والفكرة دى من دماغها بس للاسف ما قدرتش: وغصب عنها فضلت تفكر في جاسر: وفى محاولته وياها اكتر من مرة أنه يتكلم معاها.
وبدأت تسأل نفسها مليون مرة هو عاوز منها ايه: وليه مهتم بيها للدرجه دى. لحد ما نامت من كتر التفكير في جاسر واحساسها اللى حسته كان سببه ايه. في الاوضه اللى جنبها كانت منه عماله ترغى هى وحازم على الموبيل. منه: بقولك ايه انت بقيت قليل الادب على فكرة وبتطلب حاجات غريبه: لم نفسك يا حازم احسنلك: بدل ما هاقول لجاسر اخوك او طنط.
حازم: انا: انا قليل الادب: فين ده: ده انا مؤدب خالص اهو: كل ده علشان بقولك شفايفك حلوة ونفسى ادوقها. منه: تانى يا حازم مفيش فايده فيك خالص. يا ابنى لم نفسك عيب: راعى مشاعرى واحاسيسى انا بكسف. حازم: اموت انا في الكسوف ده. بس نفسى تبلى ريقى بكلمه حلوة وتدلعينى وتروقينى كده. عاااااوز احس انى عريس يا جدعاااااان. منه: يخرب بيتك وطى صوتك هاتفضحنا: امك واخوك يقولوا علينا ايه بس.
حازم: محدش ليه دعوة: بتكلم انا والموزة بتاعتى: وكلها كام شهر وهاتكون مراتى حبيبتى: وساعتها: يا لهووووى هاعمل فيكى عمايل. اصبرى عليا بس يا منه يا بنت ام منه. منه: يا خوفى منك انت يا بوووق. حازم: انا بوق برضه: خليكى فاكرة الكلمه دى كويس اوى يا منه. منه: هههههه ماشى: يالا سلام بقى عاوزة انام: علشان هاصحى بدرى بكرة وهاخلى بالى من عمر علشان ريهام مسافرة البلد علشان سنويه اسلام الله يرحمه.
حازم: الله يرحمه: هاتى بوسه طيب عبر التليفون: اظن دى مفيهاش حاجه. ادب اهووو. وفجاه دخل عليه جاسر اخوه وقاله: بتكلم مين يا حازم دلوقتى: اكيد خطيبتك. حازم: اهلا جاسر باشا: ماشى يا منه: عاوزة حاجه يا حبيبتى: علشان جاسر جه وشكله عاوز حاجه. منه: لا شكرا: سلم على جاسر: وتصبحوا على خير. حازم: جاسر منه بتسلم عليك. جاسر: الله يسلمها. حازم: يالا سلام يا روحى: وتصبحى على خير يا قلبى.
حازم: اهلا يا هندسه: اخبارك ايه: انت تعبان ولا ايه. جاسر: لا ابدا: اصل مكنش جايلى نوم وقولت اجى اقعد معاك شويه حازم: تنور يا حبيبى تعال اقعد جنبى ونحكى زى زمان: واحنا نايمين في سرير واحد.
فضلوا يتكلموا مع بعض عن ايام زمان وساعه ما ابوهم كان عايش واد ايه هو وحشهم. ووحشهم لمه تربيزة الاكل اللى كانت بتجمعهم مع بعض في رمضان وفى العيد الصغير والكبير: وفضلوا يتكلموا لحد من راحوا في النوم مع بعض وفى في نفس السرير.
طلع النهار وصحى الكل عند ريهام. وكانت واخده اليوم ده اجازة من المستشفى. خرجت ريهام للجنينه علشان تسقى الورد والأزهار اللى زرعتها بنفسها. واللى زرعتها مخصوص من كام سنه علشان تصنع منهم اجمل العطور والبرڤانات والكريمات اللى هى بتستعملهم ليها شخصيا.
من وهى لسه طالبه في ثانويه عامه حلت الفكرة ونفذتها: وبعد ما زرعتهم وعملت منهم بعض التركيبات اللى نتج منها اجمل ريحه: والكل كان بيتبهر من جمالها: ومحدش كان بيصدق أن ريهام هى اللى بتصنعها بنفسها. وفعلا سقت الزرع وجمعت بعض منه وراحت على اوضتها تعمل التركيبه الخاصه بيها. في السرايه كان الكل صاحى من بدرى وبيجهزوا نفسهم لوصول صلاح وريهام والكل.
وجهزوا احلى وأطعم اكل صلاح بيحبه. والكل كان في انتظارهم بكل شوق. عدى كذا ساعه وريهام بدأت تلبس لبسها وجهزت حالها وخدت شنتطها ونزلت على تحت: وباباها كان خلص لبسه وكان مستنينا في الريسبشن تحت. منه كانت مع عمر في اوضته بتلعب معاه: وكانوا عمالين يجروا ورا بعضهم علشان ما يشوفش ريهام وهى مسافرة ويشبط فيها. ريهام جالها تليفون من صلاح أنه وصل اودام الفيلا هو وهند والبنات.
وسحر كذلك وصلت بعربيتها ودخلت وسلمت على أم ريهام وباباها: وقرروا أنهم يسافروا بعربيه سحر. وفعلا ريهام خدت شنتطها وحطها في عربيه سحر وسلمت على امها وودعتها: وبعدها راحت وسلمت على صلاح وهند والبنات: وابوها كذلك سلم عليهم. وشويه وركبوا مع سحر وبدؤوا يتحركوا بالعربيات.
جاسر كان لسه في الشركه بعد ما كل الموظفين مشيوا: حتى شادى نفسه رجع على شقته. وفضل هو في الشركه لوحده يخلص شويه شغل ناقصين: وكل لما كان يفكر في ريهام يلخم نفسه في الشغل اكتر. عدا كذا ساعه: ووصل صلاح وسحر بعربياتهم اودام السرايه. والكل كان في استقبالهم. الحاج ادهم ومعتز والحاجه سهام وسماح واولادها. لكن عمر كان لسه ما رجعش من شغله: ومكنش يعرف اصلا أن سحر هاتيجى مع ريهام السنويه.
الحاجه سهام فضلت تبوس فيهم كلهم وترحب بيهم وخدت احفادها في حضنها: ورحبت بسحر جدا. لأنها كانت شافتها وهى في المستشفى وعرفاها وعارفه انها البنت اللى بيفكر فيها عمر ابنها وحكلها عنها. الحاجه سهام: نورتى يا ريهام يا بنتى وانتى كمان يا دكتورة سحر: اهلا بيكى يا حبيبتى: الدار كلها نورت بيكم. ريهام: الله يخليكى يا حاجه سهام، دى منورة باهلها. سحر: شكرا يا حاجه ربنا يخليكى: وانا اسفه أنى جيت فجاه كده.
الحاجه سهام: ما تقوليش كده يا بنتى البيت بيتك. وتيجى في اى وقت. هند: احم. احم. نحن هنا يا حاجه. الحاجه سهام: انتى زعلتى ولا ايه يا مرات ابنى: هو انا برضه اقدر انساكى. الحاج ادهم بضحك: كيفك يا هند يا بنتى وكيف احوالك يا بنت الغالى. هند: الحمد لله يا عمى: انا بخير طول ما حضرتك ومرات عمى بخير. فضلوا يتكلموا كلهم شويه عن الترتيبات اللى هايعملوها علشان السنويه: وبعدها راحوا علشان الاكل كان جاهز.
وبعد الاكل سماح خدت ريهام وسحر على اوضهم. وهند وبناتها طلعوا على اوضتهم. والحاج ادهم وصلاح ولده ومعتز فضلوا يتكلموا شويه عن حال البلد واللى بيحصل فيها. هند غيرت لبناتها وغيرت هى كمان وناموا من كتر التعب والمشوار. الحاجه سهام طلعت علشان تستريح من اليوم الطويل اللى هى شفته لتجهيز كل شىء. ريهام وسحر فضلوا يتكلموا كتير عن جاسر وعن خوفه على ريهام لما أغمى عليها: لحد ما ريهام نامت من التعب والتفكير.
سحر فضلت تتقلب كتير في السرير مش جايلها نوم خالص لحد ما فجاه موبيلها رن. واتفاجأت بان اللى بيتصل هو عمر بذات نفسه. سحر خدت الموبيل وراحت وقفت في البلكونه علشان ما تصحيش ريهام ووطت صوتها خالص وردت عليه. سحر: الوووو عمر: مساء الخير يا سحر: انا اسف لو صحيتك من النوم: انا حبيت اطمن عليكى. سحر: مساء النووور يا عمر. لا ابدا انا مش نايمه. ده انا عندى نبطشيه في المستشفى النهارده وسهرانه ومش جايلى نوم.
عمر: ربنا يقويكى: اخبارك ايه طمنينى. وفجاه وهى هاترد عليه شافت حشرة ماشيه على هدومها فخافت و من خوفها الموبيل اتزحلق من أديها تحت في جنينه السرايه وبقى كذا حته. سحر. اتصدمت من اللى حصل ومعرفتش تتصرف ازاى. وحاولت تصحى ريهام وتقولها على اللى حصل. بس للاسف ريهام كانت في سابع نومه وما صحيتش. عمر فضل يقول الووو. الووووو وبعدها قفل الخط.
سحر قررت انها تنزل بشويش وتجيب الموبيل من الجنينه بنفسها من غير ما حد يحس بيها من أهل السرايه. فتحت باب الاوضه بشويش ونزلت على السلالم وفتحت الباب الرئيسى للسرايه وراحت تحت البلكونه اللى وقع عندها الموبيل. وفعلا شافت الموبيل تلت حتت اودمها ووطت علشان تجيبه بس للاسف حست بحد بيحط أيده جامد على كتفها من ورا: وده اللى خلاها تصرخ جامد عاااااااااااااا.
فجاه وهى بتتكلم مع عمر شافت حشرة غريبه ماشيه على ايديها: من خوفها الموبيل وقع تحت البلكونه واتكسر: راحت على ريهام تصحيها علشان تساعدها ويجيبوا الموبيل. بس للاسف ريهام راحت في سابع نومه من التعب وما ردتش على سحر.
سحر قررت انها تنزل هى وتجيبه: وفعلا فتحت باب الاوضه بشويش ومشيت براحه علشان محدش يحس بيها: ونزلت السلم وراحت على الباب الرئيسى للسرايه: وفتحت الباب وراحت مكان البلكونه علشان تشوف الموبيل: اللى لقيته تلت حتت على الأرض. نزلت على الأرض علشان تجيبه: وفجاه حست بحد حط أيده جامد على كتفها. سحر: عاااااااااااااا ولفت وشها وهى مرعوبه واتفاجأت أنه عمر هو اللى عمل كده.
ومن كتر خوفها اللى حست بيه اترمت في حضنه دفست رأسها في صدره. عمر اتفاجأ بيها وبوجودها في السرايه عنده وقال: سحر انتى ايه اللى جابك هنا: وبتعملى ايه في بيتنا. سحر من كتر الخوف مش قادرة تتكلم خالص وده اللى حس بيه عمر وهى في صدره وجسمها كله بيرجف. عمر: اهدى ارجوكى يا سحر ومتخافيش لو سمحتى: انا عمر جنبك متخافيش. سحر فاقت على كلمته ليها وهو بيقولها انا عمر وانكسفت لما اترمت في حضنه جدا. وبعدت عنه.
سحر، : انا اسفه جدا مكنش قصدى والله: انا من كتر خوفى اللى حسيت بيه انا لقيت حد لمس جسمى فاترعبت: وخوفت اوى: علشان كده اترميت في صدرك: ارجوك ما تفهمنيش غلط. عمر: اهدى يا بنتى خلاص مفيش حاجه لده كله. اللى انا مستغربله انك هنا وفى بلدنا وفى بيتنا: وانتى لسه بتقوليلى على الموبيل انى في نبطشيه في المستشفى.
سحر بخجل: حبيت اعملهالك مفاجأه. أنى هنا في بلدكم. وجيت مع ريهام والاستاذ صلاح علشان سنويه اسلام الله يرحمه. عمر: اه صح انا نسيت والله من كتر الشغل أنهم جايين النهارده: بس متوقعتش أن انتى هاتيجى مع ريهام. سحر: اصل ريهام كانت تعبانه جدا اليومين اللى فاتوا ومحبتش اسيبها في يوم زى ده لوحدها. عن اذنك بقى قبل ما حد يحس بينا ويشوفنا في الوقت المتاخر ده واقفين هنا كده.
ولسه هاتمشى وتسيبه قرب عمر منها ومسك ايديها وقال: استنى الاول هنا: انت. ايه اللى وقع الموبيل هنا كده. سحر: مش وقته يا حضرة الضابط بعدين هابقى اقولك: عن اذنك. وفعلا مشيت سحر وسابته في حيره من اللى حصل. شويه طلع على فوق في اوضته علشان ينام من كتر التعب اللى بيشوفه في شغله.
طلع النهار والشمس نورت اوضه مكتب جاسر اللى فضل سهران طول الليل بيخلص كل الشغل اللى متعطل: وبيحاول بالشغل ده أنه ينسى ريهام علشان ما يتعبهاش اكتر من كده معاه: لأنه حس بالذنب من ناحيتها بكده وأنه السبب في تدهور نفسيتها وصحتها الفترة الأخيرة دى. قام من على كرسى المكتب اللى نام عليه من كتر التعب: وحاول يفرد ضهره معرفش من تكسير جسمه بسبب نومه عليه.
دخل غسل وشه في حمام مكتبه وخد مفاتيح عربيته ونزل من الشركه ورجع على الفيلا. فتح الباب واتفاجأ بوجود والدته بتصلى الصبح. قعد على الكنبه عقبال لما امه خلصت الركعتين وقرب منها. وباس رأسها وايديها. الام: ايه ده انت كنت فين يا ابنى على الصبح كده. انت ما نمتش في اوضتك ولا ايه.
جاسر: صباح الفل الأول يا ست الكل: انا فضلت في الشركه كان ورايا شغل كتير متأخر وفضلت اشتغل لحد ما النهار طلع ولقيت نفسى نايم على كرسى المكتب. الام: يا حبيبى يا ابنى: ليه كل ده يا جاسر: انت مش عاجبني بقالك فترة وشكلك مهموم وكأن ميتلك ميت: مالك بس يا حبيبى.
جاسر: ابدا يا امى ما تشغليش بالك انتى وخلى بالك من صحتك: لان صحتك اهم حاجه في الدنيا بالنسبه ليا: عن اذنك هاطلع اخد دوش سريع واغير لبسى وارجع تانى على الشركه. الام: اصبر يا ابنى ناملك شويه واستريح وكلك لقمه وبعدين روح على الشركه. جاسر: ماليش نفس لحاجه خالص وفى شغل مهم لازم يخلص لزوم مشروع شرم الشيخ: يالا عن اذنك يا حبيبتى.
وفعلا طلع جاسر على اوضته: و امه زعلت على شكله ومنظره: ونفسيته اللى مش عجباها بقالها فترة: وذقنه اللى رباها ودى اول مرة تحصل من ساعه موضوعه مع سوزان وطلاقه ليها. في سرايه الحاج ادهم السراوى الكل كان صحى من بدرى. وسحر وريهام دخلوا خدوا شور وغيروا لبس النوم. و لبسوا لبسهم اللى هاينزلوا بيه على تحت. وقبل ما ينزلوا حكت سحر لريهام كل اللى حصل باليل بينها وبين عمر.
ريهام: يا لهوى عليكى يا سحر كل ده يحصل من غير ما تصحينى. سحر: اصحى مين يا ماما انتى: ده انا حاولت كذا مرة اصحى فيكى وانتى نمتى زى الفسيخه. اكيد الحقن المهدئه اللى كنت ادتهالك لسه مفعولها موجود. ريهام: ايوا يا عم: ماشيه معاكم. سحر: اتلمى يا اختى على الصبح: ده انا مكسوفه جدا من نفسى ومش عارفه هاوريله وشى ازاى بعد اللى حصل ده. ريهام: طيب يالا ننزل ونشوف هاتوريله وشك ازاى.
سحر قربت منها وضربتها بالمخده اللى كانت على السرير: وقالت لها يالا يا هانم: انا كان مالى انا بده كله: ما انا كنت قاعده في بيتنا. خدوا بعضهم وخرجوا من الاوضه وبدؤا ينزلوا على تحت علشان الفطار. وفعلا نزلوا على تحت والكل كان موجوده وفى انتظارهم.
عيون عمر جت في عيون سحر: وده اللى خلا وشها يحمر جدا من الكسوف: والحاجه سهام لاحظت ده. لان عيونها كانت عليهم هما الاتنين بالذات وفرحانه من جواها أن ابنها اخيرا بعد الفترة دى كلها هايبدا يحب. صبحوا على الكل: والكل رحب بيهم وراحوا على السفرة علشان الفطار. ريهام وسحر قعدوا جنب بعض: وكان قاعد قصادهم عمر اللى كان فرحان جدا لوجود سحر في وسطهم. الحاج ادهم: ايه يا عمر يا ولدى مش ترحب يالست الدكتورة سحر.
عمر: احم. اه طبعا يا حاج. اهلا وسهلا بيكى يا دكتورة سحر: البلد كلها منورة بيكى. سحر بخجل. اهلا بيك يا استاذ عمر. والبلد منورة بصحابها. الحاجه سهام: اه فعلا والله يا عمر يا ولدى. البلد كلها منورة بيهم. وبالخصوص الدكتورة سحر. سحر: ربنا يخليكى يا حاجه ده من ذوق حضرتك. فضلوا يتكلموا وهما بيفطروا كتير وبعدها قاموا وشربوا الشاى قبل ما الناس تبدأ تيجى لزوم الذكرى السنويه للمتوفين.
ريهام استأذنت علشان تروح تزورهم في المدافن. ريهام: بعد اذنك يا حاج ادهم هاروح انا وسحر وهند نزورهم في المدافن ونقرأ ليهم الفاتحه. الحاج ادهم: طبعا يا بنتى خدى الحاجه سهام وياكم وروحوا وتعالوا على طول ما طولوش هناك كتير. عمر فجأه: خليكى انتى يا حاجه وانا هاروح معاهم علشان اخلى بالى منهم. الحاج ادهم: ماشى يا ولدى روح انت وخلى بالك منهم وتعالوا على طول قبل ما الناس تيجى.
وفعلا: قامت ريهام وسحر وهند: بعد ما سابت عيالها مع سماح عقبال لما ترجع. ركبوا العربيه مع عمر هما التلاته: وبعد شويه وصلوا للمدافن. ريهام اول لما وصلت راحت على مدفن اسلام الله يرحمه وقرأت ليه الفاتحه: وجنبه على طول كان مدفن ام اسلام وبنتها فريده: بس اول لما وقفت اودامه الدموع نزلت من عيونها وبدأت تعيط جامد وافتكرت كل لحظه قضتها مع بنتها. هند وسحر حاولوا يهدوها ويخففوا عنها. لحد ما هديت خالص.
عمر طلب منهم أنهم يرجعوا على طول زى ما والده طلب منه. وفعلا ركبوا العربيه ورجعوا على السرايه. علشان ريهام وهند ما يتعبوش اكتر. بدأت الناس تيجى وتقدم من جديد واجب العزاء من جميع البلاد المجاورة. عدى كذا ساعه واليوم بدأ يخلص والليل جه. وبدؤوا يجهزوا نفسهم للرجوع على القاهرة. وفعلا سلموا على الكل وركبوا العربيات. وكانت الحاجه سهام مجهزة للكل حاجات كتير من خير البلد زى.
الفطير المشلتت وعسل وفاكهه كتير ولبن وقشطه وكل خير الصعيد. والكل شكرها على تعبهم وركبوا عربيه صلاح وسحر ورجعوا على القاهرة. بس للاسف نفسيه ريهام كانت تعبانه وافتكرت اسلام وفريده وده اللى خلاها حزينه ومجروحه طول الطريق. وصلوا الفيلا ونزل ابوا ريهام وشكر سحر على تعبها معاهم. ريهام دخلت الفيلا بعد ما سلمت على سحر وشكرتها على وقفتها جنبها. . سحر: ما تقوليش كده يا بنتى احنا اخوات.
ريهام: ربنا ما يحرمني منك ابدا يا قلبى. وشكرا ليكى جدا: وسلمى كتير على طنط. سحر: ماشى يا حبيبه قلبى يوصل: يالا سلام علشان هلكانه وعاوزة اناااام. نيجى عند جاسر اللى كان نايم في سريره وغصب عنه كان عمال يفكر في ريهام: بعد محاولات كتير أنه ما يفكرش فيها تانى: بس غصب عنه بدأ يفكر فيها: واعترف لنفسه انها وحشاه جدا جدا: وبالذات نظره عيونها.
وفجاه دخل عليه اخوه حازم وقاله: ايه يا عم انت عمال اخبط عليك من بدرى مش بترد ليه. جاسر: هااااااا بتقول حاجه يا حازم. حازم: لااااااا انت مش هنا خالص: في ايه يا ابنى مالك وايه المنظر اللى انت فيه ده. جاسر بتنهيده كبيرة، : لا ابدا مفيش حاجه: انت كنت عاوزنى في حاجه. حازم: احم احم الصراحه اه يا هندسه: كنت عاوز اتكلم معاك في موضوع كده ضرورى. جاسر: قول يا حازم في ايه. حازم: عاوز اتجوز منه بسرعه.
جاسر: تتجوز: وليه الاستعجال ده بس. اصبر كام شهر كده. حازم: يا عم ما احنا كنا متفقين بعد سنويه جوز اختها ريهام. واديها جت من السفر من شويه وحضرت السنويه: والصراحة بقى انا عاوز منه تكون معايا على طول: انا بحبها اوى يا جاسر والله. جاسر: هى سنويه جوز ريهام كانت النهارده.
حازم: اه يا عم: انا بكلمك في ايه وانت بتقولى ايه: دى لسه منه مكلمانى وقالتلى أن ريهام لسه وأصله من البلد وحضرت السنويه: ونفسيتها وحشه اوى من ساعه لما رجعت. جاسر كان سرحان في كلام حازم: ماشى يا حازم روح دلوقتى وسيبنى افكر في الموضوع ده وابقى أكلم حماك واشوف رأيه ايه. حازم بفرحه: ماشى يا هندسه ربنا يخليك ليا: وكنت عاوز اقولك على حاجه كده واشوف رايك فيها كمان.
جاسر بتأفف: اخلص في ليلتك دى وقول عاوز ايه. حازم: كنت بقولك ايه رايك نعزم على أهل منه وناخدهم ونروح الشاليه بتاعنا اللى في شرم الشيخ ونقضى فيه اسبوع كده: وبالمرة يغيروا جو: وريهام اخت منه نفسيتها تتعدل شويه. جاسر بفرحه اول لما جاب سيرة ريهام: اه تصدق فكرة حلوة اوى: اعرض عليهم الفكرة وشوف هايقولولك ايه: وبالمرة تحضروا حفله افتتاح الفندق اللى احنا شغالين فيه الايام دى في شرم.
حازم: الله فكرة حلوة والله: اطيييير انا بقى واكلم منه على الموبيل واشوف هاتقولى ايه. جاسر: ماشى وابقى رد عليا علشان الحق اجهزلكم تذاكر السفر. حازم: ماشى. يالا سلام يا هندسه. راح حازم على اوضته وقال لمنه على موضوع شرم الشيخ ده: وفرحت جدا جدا وافتكرت الكام يوم اللى قضوهم في رحله الكليه واد ايه كانوا اجمل ايام.
حازم: ايه رايك: اجى بكرة واقول لعمى. وبالمرة ريهام وعمر يغيروا جو شويه من الحزن اللى هما فيه ده. منه: اه ياريت يا حازم: وانت اول لما تقول لبابا علشان خاطر ريهام تغير جو: هايفرح اوى وهايرضى على طول. حازم: اوك يا قطه: هاتى بوسه بقى علشان الفكرة الحلوة دى. منه: عااااااااا انت مش بتزهق ياد انت: اتلم احسنلك: بدل ما اغير رأيى واقول مفيش شرم الشيخ دى خالص.
حازم بقرف: خلاص يا عم انت: بطل تقفش كده على طول: ما كنتش كلمه. منه: ايوا كده اتعدل: و يالا سلام لما اروح اشوف اخبار ريهام وأديها فكرة عن الرحله دى. حازم: ماشى يا باشا: سلام. وفعلا قفلت منه مع حازم و راحت على اوضه ريهام اختها اللى كانت نايمه على سريرها: وبتفكر في حاجات كتير شغلاها. منه: اناااااااا جيييييت ريهام: اهلا يا منوش تعالى. منه: بتفكرى في ايه يا رورو.
ريهام: ابدا يا حبيبتى: اصل عمر صعبان عليا اوى: بقاله كتير قاعد في البيت: حتى النادى مش بيروحه بقاله كتير: وانا مش فاضياله خالص بسبب شغل المستشفى. منه. : عاااااااااااااا عندى فكرة حلوة اوى: وعلشان كده جتلك دلوقتى: علشان تحاولى تقنعى بابا بيها. ريهام باستغراب: فكرة ايه دى.
منه: حازم لسه مكلمنى دلوقتى وقالى أنه هايجى بكرة لبابا ويقوله أنهم عازمنا على الشاليه بتاعهم اللى في شرم الشيخ: ونقضى كام يوم هناك: ايه رايك يا رورو. ريهام: انتى بتقولى ايه: ازاى نسافر في الظروف دى. وكمان نسافر كلنا مع بعض وكمان كذا يوم: انتى اكيد مجنونه. منه: مجنونه ليه: ما احنا كلنا هانكون مع بعض بابا وماما وامه وأخوه وانتى وعمر. ريهام: كمان اخوه: لا انتى اكيد مجنونه.
منه: ليه بس يا رورو: مفيهاش حاجه: دول ناس محترمه جدا. ريهام: ماليش دعوة بالموضوع ده: منك لبابا انتى وهو. منه بدلع على اختها وترجى: وحياتى عندك يا رورو علشان خاطرى: مش انتى لسه بتقولى عمر زهقان وصعبان عليكى. ريهام فكرت في عمر فعلا وصعب عليها: وقالت: ربنا يسهل. لما افكر. منه: حبيبتى يا رورو: انا عارفه أن قلبك ابيض ومش هاتزعلينى وهاترضى علشان خاطر عمر يغير جو ريهام: هوينى بقى عاوزة انام وبطلى رغى.
منه: اشطى يا روحى سلام. مشيت منه وقفلت الباب وراها: وبدأت ريهام تفكر في كلام منه: وان فعلا هى محتاجه تغير جو جدا وعمر ابنها كمان: وفجاه الموبيل بتاعها رن. ريهام بصت عليه علشان تشوف مين ولقت رقم غريب اول مرة تشوفه. ريهام: الوووووو. ؟، : مفيش رد ريهام: الوووووو ؟، : مفيش رد برضه يا ترى مين اللى بيتصل على ريهام في الوقت ده.
رواية همس الذكريات للكاتبة سحر فرج الفصل الحادي والثلاثون
فجاه ريهام سمعت الموبيل بيرن بصت على الشاشه علشان تشوف مين اللى بيتصل: بس لقت رقم غريب اول مرة تشوفه. ريهام: الووووووو ؟.. ريهام: الوووووو ؟.. لكن مفيش حد بيرد عليها. لكن هى سامعه أنفاسه العاليه. ودقات قلبه: فقفلت الموبيل لأنها شكت أنه يكون جاسر.
في اوضه جاسر كان نايم على سريره وماسك موبيله وحس بيها وسمع صوتها اخيرا اللى كان وحشه جدا جدا: وما صدق افتكر أن عنده خطوط جديده من زمان مركونه في الكوميدينوا اللى جنب السرير: فاول لما حازم خرج وقفل الباب وراه: طلع خط منهم وحطه في الموبيل: لمجرد بس أنه يسمع صوت حبيبته: ومش حبيبته بس لاااااا معشوقته: اللى حبها وعشقها لمجرد بس أنه بص في عيونها وحس بيها وبالحزن اللى جواهم: وقاله دق ليها: وغير فكرته اللى كانت جواه عن صنف الستات كله.
جاسر: يااااااااا يا ريهام: لو بس تدينى فرصه اقدر اقولك فيها بحبك اد ايه: او تسمعينى بس مرة واحده: حاولت انساكى وشغلت نفسى بشغل الشركه: بس للاسف مقدرتش: انتى عملتى فيا ايه يا ريهام: حرام عليكى تظلمينى وتظلمى نفسك. حرااااام. وفضل كده فترة طويله يفكر في ريهام لحد ما راح في النوم.
في مكان تانى خالص وعلى أطراف القريه اللى عايش فيها جبل. كان الكل متجمعين في المخزن اللى بيخزنوا في السلاح اللى بيجيبوه. جبل: ايه الاخبار: شلتوا كل حاجه مكانها واطمنتوا على الاقفال كويس. خلف: اه يا جبل بيه خلاص خلصنا اللى سياتك أمرت بيه كله. جبل: انا مش مطمن وحاسس بحاجه غريبه بتحصل بقالها يومين: عاوزك تفتح عنيك كويس: وتخلى بالك من اى حد يقرب من المخزن.
خلف: اللى تؤمر بيه يا جبل باشا: وهاحاول ازود الحراسه شويه على المطرح كله. جبل: ماشى يا خلف انا هامشى دلوقتى ومش هاوصيك. خلف: ما تقلقش يا جبل بيه اطمن. وفعلا جبل ركب عربيته و رجع على القصر بتاعه.
ريهام فضلت تفكر في المكالمه اللى جتلها وشكها أنه يكون جاسر هو اللى بيتصل من رقم تانى: وفضلت تتكلم مع نفسها: وكان عندها فضول اوى لمعرفه كده: و يا ترى عاوز منها ايه: وايه الجرأة والثقه بالنفس الكبيرة اوى اللى دايما بيتكلم معاها بيها دى. وفضلت على الحال ده لحد ما راحت في النووووم. طلع النهار واشرقت شمس يوم جديد، لتنير الأرض بضوءها وحرارتها وتعلن عن صباح يوم ملىء بالدفء والامل.
الكل صحى في الفيلا عند ريهام وكانوا متجمعين على السفره لتناول الإفطار. ريهام: مش بتاكل ليه يا عمر يا حبيبى. عمر: مش عاوز يا مامى. ريهام قربت منه وقالت: ليه بس يا حبيب قلب مامى. عمر: ماليش نفس خالص ومخنوق اوى: ونفسى اخرج زى زمان: ونتفسح زى ما بابا كان بيفسحنا كلنا انا وفريده. ويودينا البحر ونلعب على الرمله. ريهام بصت لمنه: وشكت انها هى اللى اتكلمت معاه في حاجه او على موضوع شرم الشيخ.
منه: بتبصيلى كده ليه: والله ما قولتله اى حاجه من اللى اتكلمت معاكى فيها. الاب: خير يا بنات في ايه وموضوع ايه: ومالك يا عمر يا حبيبى. منه: ابدا يا بابا: عمر شكله مخنوق ومدايق: ونفسه يخرج ويتفسح. ريهام بحزن على منظر ابنها وكلامه: طيب علشان خاطر مامى كل اى حاجه دلوقتى وانا أن شاء الله هاخد اجازة ونخرج زى زمان يا قلبى. الاب: خديه يا بنتى وأخرجوا علشان هو فعلا شكله مش عاجبني بقاله فترة.
وفجاه قام عمر من على السفرة وجرى طلع على اوضته فوق. الكل استغرب من اللى هو عمله: وده دليل على أنه فعلا مخنوق ومدايق من كتر القاعده في البيت. قامت ريهام وراه بسرعه علشان تحاول تكون جنبه وتوعده بخروجه حلوة اوى. الاب: الله يكون في عونك يا بنتى: ده انتى اللى فعلا مش عجبانى وشكلك دبلان جدا وحزين. الام: مش بالساهل اللى حصل لريهام يا حاج الله يكون في عونها وربنا يصبر قلبها.
منه: الصراحه يا بابا عندى فكرة حلوة اوى وحازم خطيبى لسه قايلى عليها امبارح باليل وهايجى النهارده علشان يقول لحضرتك. الاب: فكرة ايه يا منه اللى بتتكلمى عليها وحازم جاى علشان يكلمنى فيها.
منه بتوتر: الصراحه يا بابا حازم جاى علشان يعزمنا كلنا على كام يوم نقضيه معاهم في الشاليه بتاعهم اللى في شرم الشيخ: وبالمرة علشان ريهام وعمر يغيروا جو الحزن اللى هما فيه ده بقالهم اكتر من سنه: اديك شايف حضرتك نفسيتهم ومنظرهم عامل ازاى. الام: فعلا يا بنتى: هما لازمهم تغير جو شويه: شكلهم يقطع القلب.
الاب: الصراحه مش عارف اقول ايه: بس شكل بنتى وحفيدى يصعبوا على الكافر: انا ماليش في موضوع السفر والمصايف والخروجات ده: بس فعلا هما محتاجين حاجه زى كده: وبالمرة ريهام تستريح من شغل المستشفى ده: اللى مخليها بعيده عن ابنها لحد ما نفسيه الولد تعبت كده. منه بفرحه: افهم من كده يا بابا أن حضرتك موافق على الفكرة دى.
الاب: اهدى بس يا منه: لما خطيبك يجى بنفسه ويقولى: وساعتها نفكر: ونشوف ريهام هايكون رايها ايه. منه: ماشى يا بابا اللى تشوفه حضرتك.
عدى كذا ساعه: وفى الفيلا عند حازم كان بدأ يلبس ويجهز نفسه علشان يروح عند منه ويتكلم مع باباها: وبعد لما خلص قابل جاسر اللى كان راجع من الشركه وعنده امل أن حازم راح وقال لحماه على موضوع شرم. جاسر: ايه الاخبار يا ابنى انت: فضلت مستنى منك تليفون علشان تقولى عملت ايه مع حماك في موضوع شرم الشيخ ده: وسياتك ما كلمتنيش.
حازم: معلش يا هندسه اصل يا دوبك لسه صاحى من النوم من شويه وكلت لقمه ولبست اهو ورايح. جاسر: نعم يا اخويا: لسه صاحى من النوم: وانا اللى في الشركه من صباحيه ربنا من الساعه سبعه: انا الكلام ده ما ينفعنيش بعد كده: انت هاتنزل الشركه امتى: يا بيه يالى عاوز تتجوز وبسرعه كمان. حازم: خلاص يا هندسه حقك عليا: اصل فضلت طول الليل اتكلم انا والموززززة بتاعتى ويا دوبك نمت لما النهار طلع ولسه صاحى.
جاسر بعصبيه: بقولك ايه يا حازم فوووق لنفسك بقى واعتمد على حالك: ده لو عاوزنى اكلم حماك فعلا في موضوع الجواز ده: واعرف مصلحتك كويس. حازم: خلاص والله يا جاسر: من بكرة هانزل الشركه: بس اوعدنى تتكلم مع ابو منه وفى اسرع وقت يا اخويا. ام جاسر جت على صوتهم وقالت: في ايه يا ولاد وبتتكلموا في ايه: وانت يا استاذ لابس كده ورايح على فين؟
جاسر: ابدا يا ست الكل: مفيش حاجه. ده حازم رايح عند خطيبته وبالمرة هايقول لابوها أنهم يجوا معانا شرم الشيخ كام يوم كده ونغير جوه كلنا. الام: بجد والله: يااااريت والله يا ابنى: ده الواحد بقاله كتير جدا مارحش الشاليه ده: وبالمرة نغير جو هناك: والعرسان يقربوا من بعض شويه.
حازم: اشطى عليكى يا حاجه: ما تلبسى في السريع كده وتيجى معايا هناك: وبالمرة تقنعيهم بالموضوع ده: علشان انا قلقان من رأى ابوها واختها الكئيبه دى. جاسر بغضب ضربه في كتفه جامد وقاله: لم لسانك ده يا زفت: مين دى اللى كئيبه يا حمار انت. حازم وامه بصوا لبعض على رد فعل جاسر وبعدها. حازم جرى بعيد عنه واستخبى في امه وقال: ايوا بقى يا معلم: وانت محموق اوى كده ليه عليها: هو حصل ولا ايه يا عدو المراه.
جاسر قرب منه وحاول يمسكه و يجرى وراه: بس حازم كان أسرع منه وجرى على تحت وخرج من باب الفيلا: وهو بيجرى قال لأمه انا هستناكى في العربيه البسى بسرعه وتعاليلى هناك. جاسر: ماشى يا حازم انت هاتروح منى فين. الام: اهدى يا ابنى حصل ايه بس لده كله: اخوك ومجنون: ماتأخدش عل كلامه: بس قولى: انت فعلا اتعصبت اوى كده ليه اول لما قال على ريهام كده.
جاسر بنفخ: لااااا. انا هاغور خالص من وشكم انتم الاتنين. وخد بعضه وراح على اوضته. الام لنفسها. : فعلا طلع عندى حق: وإحساسى مضبوط: وقلبى عمره ما غلط ابدا: ربنا يجعلها من نصيبك يا جاسر يا ابنى.
وصل حازم بعربيته هو وامه عند منه في الفيلا: بعد ما عدى جاب شويه حلويات وبوكيه ورد علشان يدخل بيهم: ودخلوا على جوه ورحبوا بيهم: والكل كان فرحان بوصولهم. ام ريهام: اهلا وسهلا يا حاجه ام جاسر نورتينا والله. ازيك يا حازم. ام جاسر: اهلا بيكى يا حبيبتى وحشتينى والله وقولت اجى اقعد معاكم شويه. حازم: الحمد لله: ازيك يا طنط وازى صحتك. الاب: اهلا وسهلا بيكم: ازيك يا حاجه: ازيك يا حازم يا ابنى.
ام جاسر: اهلا بيك يا ابو ريهام. ازى حضرتك. حازم: الحمد لله يا عمى بخير والله واحشني: وكنت جاى اعزم حضرتك انت وطنط والدكتورة ريهام وكابتن عمر: نقضى كام يوم في شرم الشيخ: وبالمرة نغير جو كلنا: والدكتورة ريهام وعمر الصغير علشان شكله مش عاجبني: وعلشان نحضر حفله افتتاح المشروع الجديد بتاع الشركه: بتاع جاسر اخويا: ده بعد اذن حضرتك طبعا.
الاب: والله يا ابنى انا معنديش اعتراض: ونفسى فعلا ريهام وعمر يغيروا الجو الحزين اللى هما فيه ده: فاريهام قاعده اهى: وشافت منظر ابنها من الصبح عامل ازاى. ريهام: يا بابا لزومه ايه بس السفر: انا هاخده وأخرجه في اى مكان هنا وخلاص. ام جاسر: ولو قولتلك علشان خاطرى انا يا ريهام يا بنتى: نقضى كام يوم مع بعضنا كلنا احنا وانتم.
ريهام بتنهيده كبيرة: والله يا طنط مش عاوزين نتعبكم معانا: واذا كان على عمر ابنى: انا هاحاول أخرجه وافسحه هنا زى زمان. ام جاسر: عمر ناقصه حاجات كتير يا بنتى غير الخروج والفسح: عمر محتاج لمه العيله كلها على بعضها. والكام يوم اللى هانقضيهم مع بعضنا كلنا: هترجعله تانى ضحكته وابتسامته: ومتنسيش يا بنتى أنه اتحرم من ابوه واخته في لحظه.
ريهام بسكوووت للحظات وتفكير في كلام ام جاسر: قالت: خلاص يا طنط انا موافقه: ده بعد اذن حضرتك يا بابا. الاب: وانا موافق طبعا يا بنتى: بدام ده لمصلحه عمر حفيدى ونفسيته. حازم ومنه في نفس واحد: الحمد لله اخيرا. الكل بصلهم وضحكوا على طريقتهم الطفوليه دى. حازم: هاتصل بقى بجاسر اخويا علشان يلحق يحجزلنا تذاكر الطياره ونعرف السفر امتى بالضبط علشان نجهز نفسنا.
وفعلا مسك موبيله وجاب رقم جاسر اخوه وبلغه باللى حصل ومواقفه ابوا منه وريهام كمان على السفر. جاسر فرح جدا بالموافقه وطلب من مدير مكتبه حجز تذاكر السفر على طول.
عدى يومين والكل استعد للسفر بعد ما ريهام خدت اجازة من شغلها في المستشفى: وجهزوا شنطهم ولبسوا: واكتر واحد كان فرحان عمر طبعا. حازم اتفق مع منه أنه هايعدى عليهم بالعربيه علشان يوديهم على المطار. وفعلا وصل للفيلا هو جاسر مع بعض علشان يخدوا الباقى. سلموا على بعض كلهم: لكن ريهام كانت لسه فوق بتجيب باقى شنطها. ركب مع حازم ابوا منه ومراته ومنه. وام جاسر ركبت مع جاسر وخدت عمر معاها لحد ما ريهام تنزل.
الاب لجاسر وحازم: ثوانى يا ابنى هاطلع اشوف ريهام اتاخرت ليه وارجع: علشان ميعاد الطيارة. حازم: خلى حضرتك يا عمى هاطلع انا على طول واجبها واجى. جاسر بالهفه: لااااا خليك انت يا حازم هاطلع انا بسرعه واجى: ده بعد اذنك يا عمى. الاب: ماشى يا ابنى: بس مش عاوز اتعبك معايا والله. جاسر: ولا تعب ولا حاجه: ثوانى واجبها واجى. وفى لحظه كان دخل جاسر للفيلا من جوه وبدأ يدور عليها وفى لحظه.
كانت نازله من على السلم وشايله شنطه صغيرة وطالعه زى القمر. جاسر قرب منها وهى اتفاجأت بوجوده لوحده جوه الفيلا. جاسر قرب اوى منها وعينه جت في عيونها اللى بيعشقها. فضل يبصلها اوى اوى: كأنه بيملى عيونه منها: ويشبع من ريحتها اللى بيعشقها: وقالها: ازيك يا ريهام. ريهام بكسوف: الحمد لله: ازى حضرتك يا استاذ جاسر. جاسر. : وحشتينى اوى: وكان نفسى اشوفك.
ريهام بتوتر وخجل: وبعدين معاك: تحب اغير رأيى وارجع في كلامى ومفيش سفر. جاسر: خلاص خلاص انا اسف. هاتى الشنطه ويالا بينا ومن هنا ورايح مش هتكلم خالص: المهم تكونى قصاد عيونى دايما: واحس بيكى وبقربك ليا. ريهام: طب يالا بينا لو سمحت علشان ما نتأخرش عليهم اكتر من كده. وفعلا خد من أيديها الشنطه وخرجوا على بره وركبوا العربيه.
في مكان تانى خالص كانت رجاله كتير جوه المخزن بيخدوا الأوامر من خلف: وبيحاول يوزعهم على كل المكان علشان يرقبوه كويس. فجاه وصل جبل بعربيته اودام المخزن والكل رحب بيه. جبل: ايه الاخبار يا خلف دلوقتى: عملت اللى قولتلك عليه. خلف: ايوا يا جبل بيه نفذت كل اوامرك بالحرف الواحد. جبل: عفارم عليك يا خلف. المهم تخلى عيونك مفتوحه دايما. خلف: مفتوحه يا جبل بيه اطمن.
وفجاه وبعد وصول جبل بحوالى ساعه: وصلت الشرطه بشويش اودام المخزن: ووزعوا نفسهم كويس حولين المكان. للاسف رجاله جبل حسوا بيهم وبدؤا يضربوا النار في كل مكان. جبل بسرعه هو والرجاله اللى معاه طلعوا سلاحهم وبدؤا يضربوا نار هما كمان. الشرطه ضربت نار على الرجاله اللى بره كلهم وموتتهم. جبل حس بالخطر وحاول يهرب من باب خلفى للمخزن بعد ما اتفق مع خلف أنه يحمى ضهره عقبال لما يخرج.
لكن للاسف كان دخل عمر والعساكر والضباط اللى معاه المخزن وبدؤوا يقبضوا على كل الموجودين. وعرفوا المكان اللى خرج منه رئيس العصابه هو وخلف. عمر طلب منهم أنهم يفضلوا في المخزن وهو اللى هايروح ويجيبه بنفسه. قرب من المكان اللى راح فيه جبل ومشى بشويش لحد ما شاف اتنين من ضهرهم عاوزين يخرجوا من باب صغير تحت الارض. عمر: سلم نفسك انت وهو: المكان كله محاصر.
جبل بذهول سمع صوت عمر ابن عمته ووقف على طول: لكن خلف الحمار لف نفسه ومسك سلاحه في اتجاه عمر: وده اللى خلى جبل في لحظه يجرى بسرعه ووقف اودام عمر: لكن للاسف الطلقه كانت خرجت من السلاح بتاع خلف: ووقع عمر وجبل على الأرض والدم ملى المكان.