فى صباح يوم جديد مليء بالبهجة؛ أعدت ورد نفسها للسفر الى الاسكندرية لحضور حفل خطوبة صديقتها ريم وهي في غاية الحماس والفرحة لها، في حين في فيلا ليث، كانت فجر قد أعدت حقيبة كاملة من الملابس والأشياء الخاصة بها لترتديها في خطوبة ريم.. دلف اليها ليث بتساؤل قائلا =بتعملي ايه.. =بجهز هدوم البسها في خطوبة ريم. =متعمليش حاجة فيه خدم كتير اوي تحت هيساعدوكي بسهولة ماترهقيش نفسك.. =خايف عليا اوي!
=فجر، انسي اللى فات كله انا فعلا خايف عليكي ومش بتصنع. وسيبك من اى حاجة انا جهزت هدوم جديدة وكل حاجة جديدة ليكي وهي تحت هتتحط ف العربية على طول. =انت شايف هدومي مش اد المقام متناسبش ليث بيه الشرقاوي.. اقترب منها وقبل يديها بدفيء قائلا =لا بالعكس بس هدومك كلها ضيقة وانا عايز حاجات بسيطة وواسعة لكن لو هنيجي للحق ف انا إللى ما اناسبش اميرة زيك. انا عامل الوحش وانتِ الجميلة.
=انت بتعمل كدة ليه. متغير ليه انا مش متعودة عليك كدة. ارجع لطبيعتك علشان خاطرى. متعيشنيش في امل وتاخده منى في الاخر. هتقلب كل دة صح. هتعذبني تاني! = يا فجر علشان خاطرى متقوليش كدة، لاني انا فعلا عايز اتغير معاكي. متخافيش مني يا فجر. واسمحيلي اعوضك عن اللى شوفيته مسح دمعه هربت من مقلتيها، وجذبها الى الطاولة ليجلسان معاً وبدء يطعمها في فقامت بإبعاده عنها قائلة بصرامة.
=لا مش عايزة. انا مش مشلولة هأكل نفسى. تنهد ليث بنفاذ صبر وتركها تاكل براحتها، لا تُنكر سعادتها من تصرفات ليث الجديدة ولكنها كانت خائفة. وحزينة في الوقت نفسه سعادة جاءت بعد عذاب منه ف لم يكُن لها طعم، وخائفة لان شيء قوي بداخلها يؤكد لها ان ليث سيفعل معها شيء قاسي.. بعد مرور بعض الوقت؛ انتهت فجر من تناول طعامها وشعرت بالشبع، ف اعطاها ليث العصير تتناول منه بهدوء فقالت بتوتر =بس انت مكلتش..
اقترب منها مُقبلاً شفتيها بحب وحنان قائلا =يُعتبر اني كدة أكلت. يلا بينا؟ قالت بخجل وهي تنهض بسرعة =اه يلا بينا. بس ينفع نعدي ع ورد ناخدها معانا. =ماشى يا ستى اللى تؤمري بيه. شعرت في نفسها بسعادة وفرحة لتعامله معها ولكنها ستظل على موقفها ولن تستسلم بسرعة، وللاسف خوفها ما زال قائمًا، انتهوا من كُل شيء وتركوا الفيلا وغادروا الى سكن ورد ليأتوا بها.
دقت سلمى على الباب فقام عمر بفتحه وهو يتثاوب، تفاجيء بوجودها امامه وهو عاري الصدر، اولته ظهرها بسرعه بخجل شديد، في حين اغلق هو الباب بسرعة شديد من كثرة الاحراج ولعن نفسه بشدة؛ قام بإرتداء شيء على السريع وخرج لها مرة أخرى وقال بإحراج =معلش يا دكتورة مكونتيش اعرف إنك انتِ.. =تمام ولا يهمك يا باشمهندس. والدتك صحيت ولا لسه؟
=ايوة صحيت. تعالى فطريها وتاخد الأدوية وجهزي نفسك انتِ وهي وانا نخرج عندي كام مشوار هعمله تمام..؟ =تمام ماشى. دلفت سلمى الى غرفة والدة عمر وظلت تمزح معها بطريقة كوميديا، راقبها عمر لفترة من الزمن، هي بسيطة الجمال، مجنونة، خجولة، بها العديد من الصفات، لكنه رحل بسرعة قبل ان تؤدي به مشاعره لطريق يعلمه جيدًا.. اتصل بأحمد قائلا بتساؤل =انت فين يابنى. =رايح اخد ورد الإسكندرية. =دة ليه.
=بص يا عمر بصراحة انا مش حابب اكذب عليك لان خلاص الموضوع أتقفل ؛ خطوبة ريم النهاردة. صمت عمر للحظة من الوقت تنهد فيها ؛شعر بإختناق رهيب يجتاح صدره! فقال مُحاولاً الهدوء =ربنا يوفقها في حياتها. انا هقفل انا دلوقتي. أغلق الهاتف واخذ جاكيت وخرج من المنزل؛ رُبما هي مشاعر لحظية بسبب تقربها منه في لحظة، ليس حباً متأصلاً مشاعر جاءت ورحلت. حياتنا عُبارة عن مجموعه من المشاعر نعيشها. ولكنهُ كان يشعر بالضيق.
توقف احمد بسيارته امام سكن ورد واغلق الهاتف بعدما انتهى من حديثه مع عمر؛ هبط من السيارة ثُم اخذ إذن وصعد للأعلى ودق على منزل ورد التي فتحت بعجله ظانة انها فجر.. تفاجأت بوجود احمد امامها ضغطت على شفتيها قائلة =احمد. بتعمل اى هنا؟ =كُنتِ قايلة انك رايحة اسكندرية. وانا عندي كام حاجة هناك اعملها ف قولت اوصلك ف طريقي بدال ماتتبهدلى في المواصلات. =بس فجر كانت هتيجي تاخدني..
=مش مهم نمشى كُلنا سوا. هاتي الشنط. هزت رأسها وشعرت ببعض الفرحة في قلبها لرؤيته ف كانت تود رؤيته قبل الرحيل ولكنها ما زالت غاضبة من تصرفة الاخير معها. أو الاصح غاضبة من المشاعر التي بدأت تتحرك بداخلها. هبطوا الى الاسفل ليتفاجئوا بوجود ليث وفجر، قال ليث بإستغراب =بتعمل اي هنا؟ =ابداً. كُنت جاي اخدها بالمرة، عندي شوية شغل في الإسكندرية. =شغل! شغل ايه دة. =شغل خاص ومهم انت متعرفهوش.
=طبعاً طبعاً فهمت انا شغلك دة. تابعت ورد قائلة =طيب لو ينفع يعني انا وفجر سوا ف عربية لانها وحشتني اوي. كاد ليث ان يرفض فهو يضمن امانها معه فقط ولكنه لم يريد ان يمنعها عن شيء تحبه فقد قرر فتح صفحة جديدة وان يتغير معها وان يفعل اشياء جيدة لأجلها ولأجل طفلها.. قال بنبرة حنونة.
=طيب احنا هنبقي وراكوا بالعربية التانية، خلي بالك من نفسك فيه الاكل اللى هتحتاجيه كلى واشربي عصير كويس. حسيتي بتعب بأي حاجة او احتاجتِ حاجة كلميني على طول.. قالت في نفسها =خايف عليا اوي بروح امه. ف قالت بضيق =لا شكرا مفيش داعي الخوف دة كله انا كويسة. تركته ودلفت إلى السيارة بغرور، بينما تحمل ليث كلامها وهذا صعب جدا قال بصرامة للسائق =سوق براحة ماشى..
نظرت ورد الى احمد كي يهتم بها نفس اهتمام ليث لا تعلم لماذا ولكنها انتظرت منه اي شيء ؛ الا انه خلف توقعاته قائلا =انت ميتخافش عليك ابداً يا وحش. قالها وودعها بيديه ودلف الى السيارة ؛ بينما رددت ورد بلاهة =وحش!
دلفت الى السيارة وهي تلعن احمد ؛دارت مناقشات بين الفتيات والرجال واخبروا بعضهم بكُل شيء حصل في الايام الماضية، وكثيراً ما تصادفت السيارات فينظر ليث لفجر بحنو واهتمام ولهفة ولكنها نظرتها جامدة جدا وباردة، رغم انها كانت تتمني لو تبادله الابتسامة ولكنها لا تستطيع..
نهضت ريم من فراشها وابدلت ملابسها بعباءة رقيقة تعمل بها في أنحاء المنزل؛ فقد غسلت كُل الأشياء ونظفت وقامت بالمسيح وجعلت من الصالون تحفة فنية، بينما قامت خالتها بالاهتمام بالاطعمة مع بعض جيرانها.. رن هاتف ريم لتُجيب قائلة =ايوة يا ادهم. =صباح الخير يا ريمي. عاملة ايه؟ =كويسة بنضف اهو. وانت فين؟ =لسه خارج من عند الحلاق. بعتلك الواد على بالفستان اتكوي واتظبط علشان تلبسيه.
=فستان ايه بس يا ادهم انا عندي كتير اوي مكنش فيه داعي.. =مينفعش حبيبتي تلبس اى حاجة وخلاص ف يوم زي دة، بعدين دي ليلة في العمر ويارب بس يعجبك، وفيه كام بنت هييجوا عندك علشان الميك آب مع انك بطبيعتك احسن لكن متحطيش كتير وده علشان ليلة واحدة مش عايز احرمك من حاجة، ولا تحسي اني بتحكم فيكي. ابتسمت قائلة =خلاص ماشى. خلي بالك من نفسك. في رعاية الله. =مع السلامة يا ريمي.
أقفلت الهاتف وضمته الى صدرها وهي تبتسم براحة، فجأة جاء لديها اشعار من عمر عبر الواتساب ؛فقد غفلت ان تحظر رقمه الثاني من عندها؛ كانت الرسالة مُبارك يا ريم. ربنا يوفقك في حياتك وتبقي سعيدة ومبسوطة. واتمني نتقابل مرة تانية ونفضل على الاقل احباب ومنبقاش اعداء، عُمر. ابتسمت بتنهيدة حارة بداخلها وردت قائلة.
ربنا يبارك فيك يا عُمر. ويكتبلك الخير مع انسانة ترتاح معاها. ونتقابل بعد سنين وهستضيفك ف القناة اللى هفتحها لكن دلوقتي خلاص مينفعش ف لازم أنهي العلاقة دي احتراماً للراجل اللى معايا دلوقتي . ارسلت الرسالة وقامت بحظرهُ ثُم أقفلت الهاتف وركضت تقوم بتجهيز باقي الأشياء في حين على الطرف الاخر ابتسم عُمر براحة لاول مرة وقرر ان ينسي ريم ويُركز في حياته كُل منهم اختار طريقه وانتهي الامر..
نهض من على المقعد الموجود امام النيل، وذهب بسيارته إلى منزله ليأخُذ سلمي ووالدته ويخرجونْ معاً. ضرب الطاولة بيديه بغضب قائلا =اه يا ولاد الكلب يا ولاد الكلب انا تلعبوا عليا لعبة رخيصة. يا ولاد الكلب. ده انا هقتلكوا واحد واحد.. =اهدي يا عارف علشان نعرف نفكر.. =لا الموضوع مفيهوش تفكير. انا لازم اخلص من فجر وليث للابد.. قام بالإتصال بمساعدة الشخصي قائلا =تعالالي على مكتبي حالاً..
كانت سالى تغلي من نار الغيرة، الان هي في خطر في الاول كانت تضمن حب ليث لها الشديد وعدم تقربه من جنس انثي، الان فجر خطر عليها ستسلب منها الشخص الذي كان ذليل في حبها، قالت بغضب شديد في نفسها =لازم اخلص منك يا فجر، لازم اخلص منك.. دلف المساعد الشخصي ب عارف قائلا =اؤمرني يا عارف بيه.. =اسمعني كويس وركز معايا هقولك تعمل ايه بالظبط معاهم..
رواية جحيم الليث للكاتبة سامية صابر الفصل الحادي والعشرون
=ايوة يا دكتورة. انتوا جاهزين؟ قالها عمر وهو يقف في اسفل البناية فقالت سلمي بهدوء =ايوة يا عمر جاهزين. تقدر تطلع دلوقتي علشان ننزل والدتك.. =حاضر طالع بالفعل صعد عمر الى الاعلى وفتح باب الشقة ليتفاجيء بوجود سلمي امامه في اجمل هيبة لها ؛ ترتدي فُستان طويل أسود اللون وفوقه حِجاب رقيق مع بعض مساحيق التجميل الرقيقة، كما أنها تمتلك جسد جميل يجعلها انثي بحق، كانت حقاً جميلة جدًا.. تنحنح عُمر قائلا.
=ايه القمر دة يا ست الكُل!؟ ابتسمت والدته قائلة =طول عمرك بكاش يا واد ياعمر.. قبل يديها بحب وقال =يلا بينا ياست الكٌل بالفعل قام بتدوير كُرسي العجل التي تجلس عليها واتبعتهم سلمي وهي تبتسم ؛ وصلوا الى السيارة وجاءت سلمي لتدلف في الخلف مع والدته فقالت والدته =احم. لا يا سلمي يا بنتي اقعدي قدام مع عمر اصلي بحب اخد راحتي ويمكن متعرفيش تقعدي مابينا..
هزت سلمي رأسها بحرج وجلست في الامام وهي تضبُط حجابها، رمقها عمر لثواني ثُم قاد بهدوء بينما ابتسمت والدته قائلة في نفسها بأمل =يارب استرها مع ابني واكتبله الخير وهاتله بنت الحلال يارب واشوفه مبسوط كدة قبل ما اموت..
وصلوا الجميع إلى الاسكندرية بعد العصر ؛ واصطفوا السيارات امام العمارة التي تقطُنْ بها ريم، هبط ليث بسرعة واتجه الى فجر يساعدها في الهبوط من السيارة لكنها لم تمد يديها اليهِ وصعدت بنفسها مُتجاهلة وجودة بالفعل.. قالت فجر بتنهيدة =احنا هنطلع لازم نبقي مع العروسة انتوا اقعدوا على القهوة أو اي حاجة عقبال الخطوبة بليل. او معلش نسيت انك مش بتقعد على قهاوى.. رمقها ليث بنفاذ صبر قائلا وهو يجز على اسنانه.
=كفاية يا فجر والزمي حدودك معايا. اظن اني العروسة مش هتحتاجكم دلوقتي ابداً ممكن تيجوا بليل.. =لا مش جاية. انا هروح دلوقتي. قالت ورد ببرود =اظن كفاية ضغط عليها هي تعبانة اصلا اوي. قال احمد وهو يسحب ليث الذي يقف بعند امام فجر =يلا بينا يا ليث.. التفت كلاهما في نفس اللحظة يبتعدان عن بعض بغرور وكبرياء وعند ؛ صعدت فجر مع ورد التي قالت لها وهي تضحك =احسن خليه يتعذب ويدوق الويل كده ويعرف قيمتك.
=دة انا مش هرحمه اصلا ومش هضعف قدامه خالص. =صراحة دة لازم تضعفي قدامه اصلا. =اتلمي يا ورد هاا =اوه بنغير اهو! لم تجيب فجر وظلت صامته في حين ظلت ورد تُداعبها، على الطرف الاخر قال ليث بضيق =انا تعبت منها ومن عنادها. =بصراحة مقابل اللى عملته فيها تعمل اكثر من كدة. واظن انك لسه مشوفتش حاجة منها. =انت معايا ولا معاها مش فاهم!
=انا مع الحق. هي مش هتلين بسرعة لازم تفضل معاها وتتحايل عليها يا ليث برضك الستات بتحب كدة.. =اه يافجر اه يا اللى تعباني. =لا وانت الشهادة لله مش تاعبها خالص.. رمقه ليث بنظرة صارمة فتراجع احمد للخلف صامتاً بقلق وتوتر.. عانقوا بعضهم البعض بحب ولم يخلوا من الاحضان والتقبيل، ف تلك السنة الوحيدة التي لا يجتمعون فيها بطريقة صحيحة حلت على رأسهم مشاكل كثيرة للاسف..
بدأو يغيرون ملابسهم في غرفة ريم، ثُم جلسوا قاموا بترتيب الملابس وادوات الميك آب ؛ وقاموا بمساعدة العروس في اشياء عديدة وساعدوا في الطعام وترتيب اشياء كثيرة جداً ؛ مر الوقت على تفاعلهم وسط الاشياء.. بينما ذهب احمد وليث الى العريس بعدما علموا عنوانه وتحدثوا وتقبلوا بعضهم بالفعل، وذهبوا إلى الحلاقين رتبوا نفسهم من جديد وقاموا بإرتداء افضل البدل، وقف ليث يربُط الجرافته ووقف احمد بجانبه قائلا بضيق.
=ماتحبش الواد دة اوي. لانه خد مننا حبيبة صاحبي =الموضوع اتقفل خلاص. والجواز قسمة ونصيب وعمر هيلاقي نصيبه بعدين مفيش حد هيبقي زي عمر عندنا ابداً دلف اليهم ادهم بإبتسامة بشوشة بادله احمد بضيق فهو لا يطيقه من اجل صديقه.. بينما في منزل العروس، انتهت ريم من ارتداء الفستان الخاص بها ذو اللون النبيتي وميك آب خفيف مع حجاب من نفس لون فستانها، كانت جميلة جدًا ورقيقة في ملابسها وشكلها ؛ عانقتها ورد بكوميديا.
=والله وعشت وشوفتك عروسة يا بت يا ريم. مسحت دمعه منها بطريقة كوميديا فقالت فجر بخبث =عقبال ما نشوفك انتِ واحمد يا ورد. ارتبكت ورد بشدة قائلة =احمد انتوا بتقولوا ايه مفيش حاجة م الكلام دة يعني. =ياابت على ماما ظلوا يغلثوا عليها بشدة حتى ضحكت رغماً عنها فقالت ريم بحماس =وانتِ يا فجر خلاص كدة في بطنك نونو. الله هبقي خالتو. ملست فجر على بطنها بإبتسامة حزينة، ف ربطوا على كتفها وقالت ريم.
=متزعليش نفسك. بكرا الحياة تحلي سيبيها على ربنا. =كلام ريم صح يا فجر ؛ رغم اني مضايقة من ليث بس باين عليه بيحبك وبيحاول يتغير عذبيه وخُدى حقك منه بس بعد كدة قربي منه وافهمي ليه بيعذبك وبيعمل كدة.. =لا لا يا فجر اطلقي منه دة ميستاهلش ضفرك ازاي يعمل كدا اصلا! =شش خلاص يا بنات يلا بس علشان العريس زمانه على وصول.
بالفعل نهضت ورد ترتدي ملابسها فستان رقيق وحجاب وكذالك فجر التي تألقت في الفستان الخاص بها غالي وذو ماركة عالية من جلبهُ لها كان ليث، وقفت امام المرآه تتأمل نفسها، كانت جميلة رغم ملامحها الباهته لكنها عادت افضل من الاول بكثير.
سمعوا صوت سيارات في الأسفل عالية، وكان قد آتي أدهم برفقة أحمد وليث كانت الثلاث فتيات تُراقب ما يحدث في الأسفل؛ حتى صعدوا كانت ريم تشعر بالتوتر بينما ورد كانت تنظر لنفسها كثيراً قبل ان يراها احمد ؛ في حين جلست فجر بتوتر لا تريد رؤية ليث وفي الوقت نفسه تريد..
دلف ادهم الى الشقة بحماس استقبلته خالتها وبعض الاقارب ودلفت والدته خلفه وهي تُزغرط بفرحة لأبنها ولكن كان هم ادهم رؤية ريم حتى لمحها كالحورية تقف بعيدًا ركض نحوها قائلا بلهفة وهو يتأملها.. =ايه الجمال دة..؟ ابتسمت ريم في خجل شديد قائلة =كفاية يا ادهم الناس بتبص علينا..
ظل يتحدث اليها بكلام معسول وهي في غاية الخجل ؛ بينما ذهب احمد الى ورد التي تقف تُرتب بعض الاشياء التقط بعض الاطعمة من اعلى الطاولة قائلا =ايه الاخبار. =نعم! انتظرت ان يُعقب على جمالها لكنه لم يفعل بل قال =بصراحة تحفة اوي =بجد؟ =اه والله طعمها حلو اوي الكيكة دي انتِ اللى عملاها ولا جاهزة؟ =احمدددد غور من وشييي قالتها وهي تبتعد بوجه مكفهر، في حين انفجر هو في البكاء وركض خلفها ليُصالحها..
بحث ليث بعينيه عن معذبته ولكن لمح طيفها تجلس على الفراش في احد الغرف دلف إلى الغرفة بتسلل، واقفل الباب خلفه فنهضت هي بسرعة قائلة بضيق =بتعمل اي يا ليث اقفل الاوضة. يوه افتحها.. =شوفتي كلمة الحق اللى طلعت الاول =ياليت علشان خاطرى افتح الاوضة هتخلي شكلي وحش قدام الناس افتح.. =الله! مش انا جوزك؟ =مش كنت مش جوزي. ونايمة معاك في الحرام =فجر!
=فجر ايه وزفت ايه. افتح الباب وكفاية استغلال وضغط عليا وعلى اعصابي انا مش عايزاك ايه م راضي تفهم ليه.. =فجر حاسبي علي كلامك. =مش هحاسب. ايه هتضربني وتعذبني والمرة دي هتتهمني في اي بقا؟ نظر لها بهدوء تام ثُم التفت وفتح الباب وخرج منه الى الخارج، هبطت دمعه منها مسحتها بسرعة وهي تشجع نفسها انها تفعل الصح في تعذيب ليث معها..
بدأت مراسم الخطوبة، وضع أدهم الخاتم في ايدي ريم والجميع يُصور وفي فرحة واشتغلت الاغاني العشبية يليها زغاريد الجميع ورقص العروسين معاً، كان يمسك يديها ويرقُص معها يتغنى ببنت الجيران ويُعبر عن حبه لها..
وهي ترقص في فرحة وخجل في نفس الوقت، كانت ورد سعيدة جدا وكم تمنت حينها ان تعثر على من يحبها بحق يفعل لأجلها كٌل ذالك؛ في حين احمد لم يكترث كثيراً فهو لا يؤمن بالزواج او الاصح خائف ان يأخُذ تلك الخطوة.. بينما كانت فجر تصور العروسين وتنظُر ل ليث بين كل فترة والاخرى وهو يقف بصرامة وجمود ولا يتحدث..
رفعت الكاميرا تصوره خلسه وتتأمل الصور وهي تضحك من قلبها ؛ هي الأخرى اصبح لديها اضطراب في المشاعر تجاه ليث.. شعرت فجأة بالدوخة وكادت تقع لولا يد ليث التي التقطتها وسحبها خلفه بغضب شديد جلب لها عصير لتشربه قائلا =اشربي يا فجر.. اخذت العصير وارتشفت منه ببطيء ثُم وضعته على الطاولة برفق، جذب معصمها خلفه للخارج وهي تقول =سيب ايدي. حصل ايه..؟ =الخطوبة خلصت خلاص آن ترتاحي بقا. =لأ لسه يا ليث انا.
لم يمهلها الفرصة وذهب بها الى الشقة المجاورة واغلق الباب خلفه قائلا =حاولي تنامي او ترتاحي انا مش هسمح ليكي تتعبي اكثر بسبب الخطوبة.. =انت دخلت بينا بيت الناس! = لأ دي شقة مفروشة. بتتأجر وانا أجرتها يومين علشان ترتاحي اكيد مش هننام في الشوارع. =وسع ليا يا ليث انا لازم اروح اساعدهم و.. =ورد صاحبتك هناك مش محتاجين وجودك في حاجة.. =ليث سيب ايدي.. قربها لقلبه اكثر واكثر وقال وهو ينظُر لعينيها.
=يا فجر ارجوكي كفاية. هبطت الدموع من عينيها وهي تضربه في صدره قائلة =كُنت فين. كُنت فين وانا مرمية زي الكلبة يهينوا ويضربوا فيا وانا مظلومه ووحيدة. اتمنيت تبقي موجود. ادتني امل واخدته مني ليه ليه ليه، ليه عملتلك اي حرام عليك يا ليث دة انا حبيتك ووثقت فيك حرام عليك.. ظلت تضربه في صدره وهي تبكي وتنهار وذكرياتها لا تغيب عن عيونها اطلاقا..
ضمها إلى قلبه بقوة شديدة جداً احتضنها بغضب من نفسه وتأنيب ضمير قائلا =انا اسف يا فجر، اسف يا حبيبتي اسف. اسف والله اسف، كان غصب عني والله كان غصب عني.. اقترب من شفتيها يُقبلهما بحب وحنان شديد وهي تبكي بين يديهِ برجفة لكنها هدأت بعض الشيء ورفعت كفيها واحتوت وجهة ليث بين يديها ؛ تُبادله القبله وتبكي في نفس الوقت؛ مُعلنه استسلامها لليث، بينما هو يحتضنها بحب واهتمام، لكن ماذا يُخبيء لهم القدر بَعد؟!
رواية جحيم الليث للكاتبة سامية صابر الفصل الثاني والعشرون
جلست والدة عمر على الطاولة بهدوء ثُم سحب عُمر الكرسى ل سلمى لتجلس عليه وجلس هو بجانب والدته، وظلوا يتحدثوا ويضحكوا.. حتي لمح عمر احد الشباب ينظرون الى سلمى من الاسفل للاعلى بنظرات غريبة وشهوة، شعر عمر بالغضب والضيق فقال ل سلمى بضيق =قومي يا سلمى تعالى مكاني جمب امى.. هزت رأسها بحيرة ثم جلست بجانب والدته ف أصبحت محجوبة الرؤية عنهم، حتى قالت بعد قليل =هقوم اروح الحمام وجاية. =ماشى.
بالفعل ذهبت إلى المرحاض وبدأت في ترتيب ملابسها لتتفاجىء بمن آتي خلفها واقفل الباب قائلا وهو ينظر لها =بقولك ايه انتِ عجبانى اوي.. =انت انت عبيط بتعمل ايه هنا اطلع برا بدال ما أصوت والم عليك الناس.. =لا الشغل دة مش هياكل معايا. امشي بالحلاوة كدة والا.. =والا ايه يا روح امك.. قالها عمر الذي اتي من الخلف وانهال عليه بالضرب حتى فقد القدرة على التحرك وظلت سلمى تترجاه، انتهى من ضربه والتفت لها قائلا بتساؤل.
=انتِ كويسة يا سلمي؟ =اه اه خلينا نمشى من هنا.. مسك يديها يبث فيها الامان والدفيء فهو شعر بخوفها الشديد رغم تماسُكها؛ وشيء بداخله يدفعه لتمئنتطها، وخرجوا الى الخارج تاركين الاخر ك الكلب غارق في دمائه.. ظل احمد يلف حول ورد حتى امسك معصمها ورد قائلا بهدوء =طيب تعالي بس انا عايز اقولك حاجة! =سيبك ايدي يا احمد مينفعش كدة، بعدين انا مش فاضية ليك اصلا هحط الاكل للضيوف..
=قولتلك هقولك حاجة وارجعي اعملى اللى انتِ عايزاه.. ذهب بها الى الشرفة وقال لها بتنهيدة حارة =شكلك كان حلو اوي النهاردة.. =نعم متحترم نفسك يا بنى. =يعنى انتِ مثلا مكونتيش منتظرة انى اقولك كدة؟ =لاء طبعاً. وابعد بقا من سكتى. =يابنتي ماتوقفي تكلميني.. =يا نعم تاني. =ايه رأيك فيا طيب؟ =زي ما انت يعني مفيش جديد.. =انتِ بقا بتحلوي، الا انتِ جاية من السماء ولا الارض.. =هيء هيء، من عند طنط.
كاد أن يتحدث الا انه لمح تلك الفتاة التي تدعي روان وهي تتحرك امامه التفت الى الناحية الأخرى قائلا بصدمة =احية البت روان بتاعت الفيسبوك. دي م الاسكندرية صح. لو شافتني مش بعيد اروح في داهية لازم اختفي.. التفت الى ورد قائلا =طيب مع السلامة انتِ ياورد.. =فيه ايه! انطق! وشك قلب فجأة وعايزني امشي ليه، اوعي يكون اللى ف بالى! =هو بغباوته.. قامت بضربه بقسوة في كتفه قائلة بغضب.
=كل دي نسوان. الله يخرييتك مش عاتق حتى بنات الاسكندرية.. =والله ده كان في الماضى. خرجيني من هنا قبل ما نروح في داهية.. =امشى قدامي يا احمد. بالفعل استطاع الخروج قبل ان يراه احد بينما نفخت هي الهواء بغضب وعادت الى ريم مرة أخرى. انتهت الخطوبة بسعادة وفرحة وانتهي كل شيء، بعدما انتهي كل شيء، افترشت ريم الفراش بجانب ورد فقالت لها بتساؤل =فين فجر..؟ =مش بترد من بدري ومختفية. يبقي اكيد مع سي ليث.
=ام كرامة وسخة من ورانا ع ليث ع طول مش بتسمع الكلام.. =سيبيها يا ريم، الحب مفيهوش كلام.. =اه وايه كمان. جرالك ايه ياورد.. =انا حاسة اني معجبة ب احمد.. =ياخوفي من اسم احمد. احمد يا ورد! =غصب عني والله، فيه حاجات غريبة بتحصل وانا قلقانه اوي. =دة بتاع نسوان. =ياستي ما انا كمان نسوان الاه! ظلت ريم تضحك علي صديقتها قائلة =ربنا يهدي الحال. =وانتِ عاملة ايه مع ادهم، وعمر؟
=انا بس مرتاحة اوي شعور غريب اوي، انا معجبة ب أدهم من زمان ايام زمان بس كنت نسيت الموضوع كان ايام المراهقة، بس حاسة دلوقتي بمشاعر جديدة بس مش عايزة اتسرع، لكن اليوم دبلته رسمي ف ايدي. عمر مكنش حاجة كبيرة لكن رغم ذالك حاسة بالذنب تجاه.. =إنسي اي حاجة وأفرحي وبس. عانقتها ريم في حب قائلة =كِبرنا يا ورد، وبنحب وبنتخطب، بكرا نفسي نتجمع كلنا في بيت واحد كدة، ومعانا عيالنا وجوازتنا ونهاية جميلة..
=الله اعلم. مش كل القصص نهايتها سعيدة. ولكن هنحاول نسعد نفسها بنفسنا، وأهو بنحلم تبقي سعيدة.. =يارب.. قام بإخفائها داخل احضانه وملس على شعرها بحنان واهتمام بينما هي شاردة في عالم اخر ؛ قال لها بحنان ودفيء =فجر.. لم تُجيب عليه فهي نادمة لاستسلامها له، وفي الوقت نفسه هي عاشقة وبشدة، شتان ما بين العقل والقلب.. قلبها بين ذراعيه ليكون وجهها مُقابل لوجهه، قال بحب.
=انا اسف لو اجبرتك على حاجة. لو اذيتك في يوم من الايام وزعلتك وخليتك تعيطي وتتوجعي. انا اسف يا حبيبتي. حقك هيرجع الكٌل هيعرف مين هي مرات ليث الشرقاوي حقك ف البلد ووسط اهلك. اكيد مش زي الاول بس هعوضك على كل لحظة عيشتيها بألم.. قبل يديها ووجهها وكُل إنش في وجهها قائلا.
=غصب عني، كلام حاجات كتير أدت بيا لطريق السوء هي فرصة واحكة وهصلح كٌل حاجة والله. ايامي القديمة وتجربة سالي وخيانتها ليا وجعتني، انا بكره الخيانة يا فجر وبسببها عيشت جاحد أوعي في يوم تخونيني، وانا أوعدك اني من اللحظة دي هبقي ليث تاني خالص هعوضك عن كُل حاجة. عانقها أكثر داخل احضانه لتكون ك القطة بين يديّ الليث، رُبما بدء يتحول الجحيم الى جنة، لكن هل فيه فرصة لذالك؟!
تمسكت فيه بشدة وهي تبكي بقهر تلعن نفسها وحياتها فهي خانت ثقته وتعاهدت مع عدوه مثلها مثل سالى لا تفرق كثيراً ولن يكتمل ذالك الحُب والاهتمام مرة أخرى.. القي عارف بالهاتف الخاص به بالارض بغضب قائلا =راح فين دة كمان.. =حصل ايه تاني يا عارف.. =الاستاذ ليث مش ف الفيلا ولا هو ولا الحرم المصون.. =سألت بواب الفيلا. خلي حد منهم يسأل بس ك انه معاه شغل لليث مش عصابة.. =اتصلي بحد فيهم وقوليله انا ماليش خُلقْ..
هزت رأسها وهي تتحدث إلى احدهم وتُخبره بما يفعل، ثُم تلقت الرد بعد قليل حتى اغلقت الهاتف وقالت ل عارف =ف خطوبة صاحبتها ف اسكندرية، وهييجوا على بكرا كدة.. =هنستناهم لما ييجوا. =لاء غلط. ليث لما ييجي هيبقي صعب تهاجمه. انت عارف الحرس حواليه في كل مكان. في حين انه هناك هيكون لوحده ممعهوش حرس تقدر وقتها تهاجم.. =عايزاني اروحله اسكندرية يا سالي!
=بالظبط يا عارف، دة الحل الوحيد اللى تقدر تغفل ليث ويكون بعيد عن الحرس والانظار تماماً =وهعرف مكانه ازاي. =انا هقولك.. بدأت تروى لهُ ماذا سيفعل بالظبط. في صباح يوم جديد.. رن هاتف ريم صباحاً لترد بنُعاس =أيوة. =صباح الخير يا ريمي.. =صباح النور يا أدهم. خير بتتصل بدرى كدة ليه. =عايز اشوفك ضروري. هنقضي اليوم مع بعض خدت اذن من خالتك، انتِ عارفة طيارتي بليل. =دة بجد هتمشى خلاص.!
=بلاش زعل بقا احنا قولنا ايه المرة دي مش هغيب كتير. اه وابقي هاتي صاحبتك معاكِ احمد حابب يشوفها. =اممم. ماشي نازلة مع السلامة. اغلقت الهاتف وظلت توقظ ورد النائمة في ثُبات، حتى نهضت معها وأرتدوا أفضل الملابس لديهم ونهضوا.. بينما في الشقة الأخرى، لاعب ليث أنف فجر التي استيقظت بنُعاس قائلة بإبتسامة عذبة =ليث.. =يا عيون الليث. قومي يا حبيبتي صباح الخير. =صباح النور. على فين؟
=خارجين كُلنا، وصحابك معانا لان ادهم مسافر.. =ايه دة بجد هتفسحني في اسكندرية. =هفسحك في العالم كله ان شاء الله بس يلا قومي يا كسولة.. نهضت راكضه الى المرحاض لتُبدِل ملابسها بينما ابتسم ليث بشدة على طفولتها، نهض من مكانه واخرج ملابس لها على ذوقه فستان أسود طويل وحجاب أحمر لطيف على فُستانها الرقيق، تأمله بهدوء واسع ومُناسب..
خرجت بعد قليل وهي تضع فوطه حول جسدها، قام بمساعدتها في ارتداء الملابس ثُم قام بتمشيط خصلات شعرها الغِجرية، ثُم أغلق لها السحاب وساعدها في ارتداء حجابها، قالت وهي تبتسم ك طفلة وتلعب في الجرافته الخاصة به =انا كدة هتعود على الدلع.. =اتعودى يا ست فجر. احنا عندنا كام فجر بس؟ خليني أعوضك شوية عن اللى عملته.. مال على شفتيها يُقبلهما بحب قائلا =انا بقول نقعد ف البيت ومنروحش ف حتة ولا ايه رايك..؟
=يلا يا لييييث.. ركضت الى الخارج ك طفلة نالت حريتها بينما اخذ هو جاكيت حتى لا تبرد في الخارج وخرجوا معاً، جلست الثلاث فتيات في سيارة وقادها سائق والرِجال جلسوا في سيارة واحدة معاً تلبيةً لرغبة البنات في بقائهم سوياً..
ذهبوا الى عدة مناطق منها الملاهي ولكن رفض ليث ركوب فجر الالعاب الصعبة ف اكتفي بسيارات السباق وكانت في اشد سعادتها وهو ايضاً كان سعيد كأنهُ لم يذق السعادة من قبل ؛ في حين ركبت ورد واحمد الالعاب الاكثر خطورة وظلوا يصرخون في استمتاع، وركبت ريم مع ادهم في لعبة لطيفة للعُشاقْ وحولهم موسيقي هادئة، انهم عصافير الحُب..
بعدها ذهبوا الى مطعم رقيق في الإسكندرية، وجلسوا حول طاولة كبيرة يأكلون ويتحدثون بمرح وسعادة، وحرص أدهم على اطعام ريم مما جعلها تشعر بالخجل، وحرص ليث على جعل فجر تأكل من اجل صحتها، بينما رمق احمد ورد قائلا لها =تحبي اأكلك ف بوقك؟ =بس ياض انت، هو انت شايفني مشلولة ولا ايه. بعدين انا مش بحب المحن ده.. =احنا اسفين يا عم جعفر. اطفحي. =كك طفح.. =لسانك مترين.
رمقته بغيظ وأكملت طعامها، حتى إنتهى كٌل منهم من طعامه وخرجوا الى الخارج يتمشون امام البحر والماء يتلاعب مع الأرضية وصوت الامواج مع صوت فيروز كان عالم اخر.. وكل منهم يمسك بيد حبيبته فيما عدا احمد الذي حاول ان يمسك يد ورد فقالت بغضب وهي تتراجع =ايدك يا با لتوحشك.. =يابنتي كُنت هشدك للعربية تخبطك، الحق عليا اني خايف عليكي.. =هيء هيء متشكرين يا ابو الرجولة.. =اللهم الصبر من عندك..
التفت ليث اليهم قائلا وهو يبتسم ويضم فجر اليه =كفاية كدا يا جماعة. انا وفجر هنمشى بقي لاننا لفينا كتيير. قال ادهم وهو يغمز له =اه اه طيب بالسلامة انت يا ليث.. تفهم احمد الوضع فهما يعلمان ان ليث محضر مفاجأة ل فجر، حاولت فجر الاعتراض الا انها خشت بسبب نظرات ليث المُحذِرة لها.. قالت ورد وهي تمط شفتيها بإبتسامة =هبقي اجي وراكي.. =ايه دة مش هتيجي معايا؟
=لا لا وراكي يلا بس انتِ امشي انا هستغل الفرصة أعمل كذا حاجة تاني ف اسكندرية. نظرت ل ليث بطفولية واستعطاف ولكن لا فائدة، ف اضطرت الإستماع الى اوامره، ومشت معه بعدما ودعت صديقاتها على التلاقي مرة أخرى في القاهرة ان شاء الله، جلس الباقي على كراسي الشاطيء وطلبوا حُمِص الشام.
مر اكثر من ساعة ونصف، ولكن فجر مازالت عابسة بملامحها لانها رحلت ولم تنتظر فترة اطول، لاعب وجنتيها وهو يبتسم ثم اخذها في احضانه وكأنها طفلته المدللة.. توقفت السيارة عند سوبر ماركت كبير، فقال لها =هنزل اجيب اكل ولا اي حاجة ليكي.
هزت رأسها في هدوء ف هبط هو من السيارة ليدلف الى السوبر ماركت استغرق بعض الوقت ولكنه كان في غفله عن من يراقبونه من كل مكان من فترة طويلة، خرج من السوبر وهو سعيد ورفع رأسه ليصطدم ب من يمسك فجر بقسوة في احد الاركان ويصوب تجاهها مُسدَّس، نطق بإسمها عالياً بخوف =فجررر ولكنه تلقي ضربه فوق رأسه قاسية ليقع صريع بين ايدي الرجال..