logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .






look/images/icons/i1.gif رواية جبروت صعيدي
  11-02-2022 07:36 صباحاً   [7]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية جبروت صعيدي للكاتبة سامية صابر الفصل الثامن

دلف حسن الى الغرفة التي يجلس بها عمران والحاج يونس ثم جلس امامهم، قال يونس بغضب شديد
=مكنش العشم يا حسن، تضرب مراتك يا ولدي؟ انا ربيتكم على كدا؟ الانثي مخلوق ضعيف ورقيق لازم تعاملها بحب واحترام مش ضرب واهانه نسيت وصية الرسول ولا كلام ربنا دي امانه يا ولدي!
تنهد حسن بأرق قائلا.

=من اليوم اللى مهرة دخلت فيه حياتى وهي باظت، مبقتش عارف رد الفعل اللى هظهره اصلا، هتعمل ايه لو اكتشفت انى مراتك مدمنة مخدرات؟ انا سكت على حاجات كتير اوي يابا وتعبت..
=انت اللى قبلت بالجوازة دي تبقى تستحمل، وتخليها تبطل كُل القرف والكلام دا يا بنى، بس مش بالضرب والاهانه..

=هو دا الموضوع اللى قررت اكلمكم فيه، انا هغير حياة مهرة، وهربيها من الاول وجديد، بس محدش يدخل بينى وبينها اطلاقا مهما عملت محدش يدخل، انا هبدأ بعلاج الادمان والباقي ييجي في بيتى.
=بس توعدنا متضربهاش تاني!
=ان شاء الله.
تركهم ثم خرج فقال يونس وهو يربط على كتف عمران.

=حسن طيب بس عصبي وجبروته فوق كل حاجة، انا اتوقعت يعمل الاسوء بس هو كدا صابر ومن حقه، لكن وعد محدش هيتعرض لبنتك مرة تانية دي في عينينا برضوا..
=ماشي يا حاج يونس. بس انا بقترح عليك تشوفلى بيت في البلد يكون كويس كفاية قعدة هنا لحد دلوقتي
=لاء دا انتوا منورينا، ولا شوفت حاجة مننا وحشة؟
=معلش بس كدا افضل.
=حاضر بس بيتى دايما مفتوح ليكم.
=دا العشم برضوا.
اعطتهُ العمه ليرتديها بضيق فقالت وهي تبتسم.

=هتيجي بدري يا فاروق؟
=بتسألى ليه يا ثريا، انتِ عارفة انا محبش حد يسألني ابدا.
=انا على طول بسألك! ومن غير ما أسال انت اللى بتقولي!
=بعد كدا ما تسأليش اوعي.
=طيب خلاص اسفة اهدي..
حاولت الاقتراب منه ابعدها عنه قائلا بإحتجاج
=مش وقته مش وقته يا ثريا..
تركها ثم خرج من الغرفة، امسكت جبينها بألم شديد حابسة دموعها بقوة تقول.

=مبقيتش فاهماك ولا قادرة افهم معاملتك معايا ولا ليه بتعمل كدا، اتغيرت اوي يا فاروق فعلاً المشاعر بعد الجواز بتتبخر، والحب بيبقى سراب. والشخص اللى حبيناه بيبقي حد تاني خالص..
تنهدت بحيرة ثم خرجت من الغرفة الى الاسفل لترى اعمالها واشغالها التي لا تنتهي بينما ذهب فاروق الى منزل عمه فقد طلبت وفاء رؤيته والغريب انهُ لم يستطيع الرفض على الإطلاق..

انتهى حسن من ترتيب كُل شيء خاص ب مهرة واعطاه للخدم ليضعوه في السيارة، نطق بنبرة عالية
=مُهرة، مُهرة فوقي!
ظل يفيقها حتى استيقظت واخيراً، نهضت بألم قائلة
=فيه ايه..
=قومي البسي. علشان خارجين.
=هنروح فين.
=ممنوع تسألي، معاكي 10 دقائق، هستناكى في العربية تحت..
تركها ثم خرج بمنتهى البرود، تنهدت بحيرة وهي تجز على اسنانها قائلة.

=انسان متخلف، الواحد مش فاهمه، يخاصمني حبه ويصالحني حبه، كإنى لعبه في ايده، يارب أخلص من اللعبة دي..
نهضت وارتدت فستان طويل ورقيق باللون الشجر البنفسجي، ثم حجاب خفيف فوق رأسها رغم انها لا ترتديه ولكن خشيت من حسن وتحكماته، انتهت وهبطت الى الاسفل ثم الى الخارج السيارة دلفت اليها لتجلس بجانبه وهو في منتهى البرود ولم يعطيها أدني اهمية، قال وهو يشير للسائق
=اطلع.
=هنروح فين يا حسن.

رمقها بطرف عينيه بصرامة، لتعتدل بهدوء وتلتزم الصمت..
فى صباح اليوم التالي.
ظلت ثريا جالسة على طرف فراشها في غرفتها وقد أشرقت الشمس عليها وفاروق لم يأتي طوال الليل وهاتفه مغلق، مسحت دموعها بكف يديها للمرة المليون وهي ترتجف قائلة
=يارب احفظه يارب ميكونش فيه حاجة يارب. دا انت عمرك ما عملتها يافاروق تغيب طول الليل ليه احفظه يارب احفظه..
رن هاتفها واخيراً برقم فاروق ردت بسرعة وهي تقول.

=فاروق حبيبى انت كويس؟ انت فين؟
ردت وفاء وهي تتلوع في كلماتها
=معلش يا ثريا يا ختي بس انا مش فاروق انا وفاء، اصل فاروق قضي اليوم امبارح معايا اصلى كنت قاعدة لوحدي في الحقل وهو قعد معايا وقام نايم بقا من كتر تعبه وانا بصحيه لاقيتك رانه عليه قولت اطمئنك، كان بودي اصحيكى بس هو نايم يلا لما يصحى هخليه يكلمك.
=انتِ مجنونة ولا ايه انتِ بتقولي ايه! انا جوزي بايت عندك ازاي يعني فهميني، صحيه اديهولي..

=مالك؟ خايفة اخده منيكي..؟
=انتِ بتقولي اييه.
ضحكت ضحكة رنانه ثم اغلقت في وجهها وهي تنظر إلى فاروق النائم على الفراش عاري الصدر قائلة
=خلاص يا ثريا، انتهيتي خلاص..
نامت برفق بجانبه وهي تستدعي النوم، بينما عند ثريا شعرت بأنها فقدت عقلها من غيرتها وشكها، وعندما يتملك الشك من المرآه لا يوجد مجال لأي شيء حينها..
نهضت ارتدت ملابسها على عجلة وقررت الذهاب إلى وفاء وزوجها وبالفعل خرجت من القصر.

تقلب فاروق على جنبيه ليفتح عينيه بتركيز ليري انه ليس في غرفته نظر بجانبه ليجد وفاء بجانبه فزع وهو ينهض من مكانه قائلا
=ايه دا ايه دا استغفر الله العظيم يارب، وفاء وفاء قومي الله يخربيتك قومي البسي هدومك..
=جرا ايه يا بن عمى. هتعمل فيها شريف دلوقتي، نسيت عملت ايه امبارح..
ابعد وجهة عنها قائلا بصدمة
=عملت؟! هو انا عملت ايه مش فاهم حاجة! مش فاكر اي حاجة..
فجأةً استمع لصوت زوجته تضرب الخادمه بالخارج قائلة.

=ابعدي عنى بقولك انا هشوفهم..
دلفت الى الداخل بصدمه لتري زوجها في وضع مع وفاء لا يتناسب، امسكت رأسها قائلة
=ايه دا، انا بحلم صح. بحلم مستحيل مش انت اللى تعمل فيا كدا دا حلم وحش لا دا كابوس. انت متعملش فيا كدا ابدا لاء..
خلعت نعلها ثم قالت
=ليلة ابوكي سوداء معايا..
انهالت على وفاء وجاءت بها من شعرها وانهالت عليها بالضرب والسب، امسكها فاروق بصعوبة يبعدها عنها قائلا.

=انتِ اتجننتى ولا ايه يا ثريا، اهدي اهدي بطلى ضرب فيها..
=انا اتجننت لما سكت على اهانتك والقلم اللى خدته منك، اتجننت علشان رضيت بكرامتي تتهان علشان خاطر الحب يا شيخ ينعل الحب اللى خلانى اتذل واتوجع بالطريقة دي دا انا فصلت سهرانه وتعبانه وبعيط علشانك وخايفة عليك وانت بتخوني.!
تابعت وهي تمسح دموعها بقهر
=طلقني يافاروق طلقني خلاص مبقاش فيه كلام ولا عشرة ما بينا..

=انتِ اتجننتى باين عليكِ مفيش بيننا طلاق ولا كلام فارغ من دا وارجعي البيت ولما ارجع لينا كلام تاني..
=مش هرجع بقولك خلاص، مش راجعة وانت هتطلقني مش هقبل اكون مع واحد خان حبي وقلبي بدم بارد..
قالت وفاء بغضب
=طلقها دي ما تستاهلكش شوف بتقل ادبها ازاي ومش عامله احترام ليك. وانت اصلا مغلطش، ليك حق مثنى وثلاث ورباع..
=اخرسي يا بنت حافظة مش فاهمة، اخرسي بدال ما هاجي اطلع على جسمك البلاوي الزرقاء كلها..

قالتها ثريا بغضب فقال فاروق بعصبية
=خلاص بقا اخرسي انتِ عايزة ايه طلاق؟ انتِ طالق يا ثريا خلاص الحكاية انتهت اتفضلي اطلعى برا..
مسحت دموعها كبرياءً قائلة
=هترجع يا فاروق، هترجع وتندم ومش هتلاقينى. مش هتلاقى حبك القديم خالص..

تركته وخرجت وهي تبكي بقهر على خيانتها وقلبها الذي هُينْ بسبب الحب، لقد كسرها اليوم، بينما جلس هو على الفراش واضعاً يديه على رأسه بألم يُفكر بينما ابتسمت وفاء بإنتصار وهي تعدل نفسها..
دلفت فتحية والحاج يونس الى غرفة المكتب لتقول بحيرة
=ماتقول يا بنى جامعني انا وابوك من بدري كدا ليه؟
قال ياسين وهو يبتسم
=اقعدي بس يا ماما علشان خاطري وانا هفهمكم انا عايز ايه.
بالفعل جلسوا وهو جلس امامهم قال بتنهيدة.

=انا قررت أتجوز..
زغردت فتحية بحب وفرحة قائلة
=لولولولي يا الف نهار ابيض، كويس يا بني ربنا يتمملك بخير ايوا كدا فرح قلبي بيك وخليني اشيل عيالك، أنقيلك بقا انا العروسة؟!
=لاء يا ماما انا فيه في دماغي واحدة.؟
=مين؟ أنا اعرفها؟
=ايوا. عطر بنت الحاج يونس!
قالت فتحية بصدمة
=يالهوي..! المطلقة ومعاها بنت! انت اتجننت يا بني دا انت عازب هتتجوز واحدة مطلقة انت شكلك اتجننت!

=يا امي انا بحبها وعايزاها، وميهمنيش بقا مطلقة ولا مش مطلقة، انا عايزاها وخلاص.
=حب ايه وزفت ايه، ما تتكلم يا حاج يونس..
نطق يونس بهدوء
=اولا دى حياة ابنك وهو حر فيها، وثانيًا البنت كويسة وزي الفل ميعبهاش حاجة سيبك من كلام الناس ومطلقة او لاء كل ست من حقها تتجوز لو اطلقت طالما مش مخالف لاوامر ربنا..
قالت فتحية بغضب وهي تنهض.

=دا على جثتي لو اتجوزتها اسمع يا ياسين لو اتجوزت البنت دي لا انت ابني ولا اعرفك دا البنات على قفا مين يشيل ما جتش على المطلقة دي..
تركته ثم خرجت بغضب وهي تتمتم
=والنبي لأمشيهم من الدار دي، قال يتجوزها قال على جثتي.
بينما في الداخل ربط يونس على كتفه قائلا
=شغل امهات يا ياسين متزعلش نفسك، مع الوقت هنقنعها ونخليها تحبها وتوافق كمان. امك قلبها طيب.
=يارب يا حاج يارب.

دلفت عليهم في تلك اللحظة عطر وهي تبكي قائلة
=ياسين الحقني..
=عطر. ايه دا فيه ايه بتعيطي ليه؟
=جمال رفع دعوة بحضانه ميرا..
فتحت عينيها بارهاق والم قائلة
=احنا فوق الست ساعات في العربية انا تعبت اوي، احنا فين كدا؟
=القاهرة..
=قاهرة! جايين نعمل ايه هنا؟ وليه مقولتليش وانا هناك..
توقفت السيارة امام احدي مستشفيات لعلاج الادمان، ما ان لمحتها هزت رأسها برفض قائلة
=لاء لاء. لاء.

فتحت السيارة بالقوة وهبطت منها ليركض خلفها حسن بقوة وهي تركض باكية تمسح دموعها بألم شديد، ان تعالجت ستتذكر الماضي بتفاصيله ف المخدر ينسيها قليلا مما تُعانى..
امسكها بقسوة لتصطدم بصدره ضغط على عنقها لتقع صريعه بين يديه واخر ما تراه كان هو ثم حملها ودلف بها الى المستشفي..!


look/images/icons/i1.gif رواية جبروت صعيدي
  11-02-2022 07:36 صباحاً   [8]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية جبروت صعيدي للكاتبة سامية صابر الفصل التاسع

الزمن يمُر بسرعة البرق، والوقت لا ينتظر أحدًا، عساك تندم على أفعال ارتكبتها بصفة الخطأ في الماضى.
فى المستشفي بعد مرور نصف ساعة، استفاقت مُهرّة وهي تضرب في كُل شيء حولها صارخه في الاطباء والممرضيين قائلة
=بقولكم مش هتعالج انا مش هتعالج من اي حاجة فاهمين ولا لاء، مش هتعااااالج.
دلف حسن اليها في تلك اللحظة فهو الوحيد القادر على تهدأتها، أمسك معصمها بقوة شديدة يهزها بعنف قائلا.

=هتتعالجي هتخفي. هتخفي يا مُهرة هتبقي انسانه تانية مختلفة..
=بقولك مش عايزة انا مش عايزة. انت مش فاهم حاجة مش فاهم انا بهرب من حياتي بالمخدرات سيب ايدي يا حسن والا هموت نفسي..
اجتمع حوله الاطباء ساعدوه علي تقييدها واعطائها مُخدِر للراحة على أن تبدأ رحله العلاج في الغد
مَر ثلاثة أشهر على تلك الاحداث، تطورت الاحداث كثيراً بالفعل!

تطلقا فاروق وثريا ورحلّت الى منزل اهلها رغم المفاوضات لعاودتها من كلتا العائلتين لكنها رفضت لكبريائها وقررت ان تبقي مع والدها المريض وترعى أعماله ك انثي قوية، وامام تلك التطورات تزوج فاروق ب وفاء وهذا الذي رفضه الجميع ولكن لم يبالي وتزوجها في النهاية لأجل ابنه الذي رفض وجود زوجة اب، وتزوجها دون فرح وإكتفوا بكتب الكتاب، ولكن انهار البيت واصبح فوضي بعد رحيل ثريا..

بينما انتقل عمران ببناته الثلاثة في منزل في نفس شارع يونس، وتقبل الجميع رغبة زواج ياسين من عطر الا والدته ولكن لم يتم الزواج بعد، ف القضية ما زالت مستمرة في اخذ ابنتهُ، واليوم هو الذي سيُحدد فيه الحكم النهائي.
ظلت علاقة عهد وباسل على حدها رؤية من بعيد فقط ولكن بدء باسل ان يتغير ويبتعد عن اصدقائه بعد كلام والده القاسي معه..

أحب يونس الصغير الطفلة ميرا كثيراً وتعلق بها واصبح واصي عليها وهي تعلقت به ولكن الخناقات الطفوليه لم تنتهي بينهم بعد..
أما مهرة، خضعت للعلاج من الادمان تحت قوة وجبروت حسن ف لم تستطيع الهروب بأي شكلٍ من الأشكال، حتى ان اليوم اليوم الاخير لها في المستشفى، فقد تعافت واخيراً حقاً وهو كان بجانبها في كل لحظة، قوةً ما تُملي عليه انها مسؤولة منهُ!

كانت جالسة في الحديقة تنظر للفراغ بصمت وهدوء، اليوم عادت لوعيها للحياة، كان تعافيها من المخدر امر مستحيل لكنهُ حدث بالفعل..
هي الان واعية بكُل شيء حولها أكثر، هي انسانه جديدة ولدت اليوم، هبطت دمعه خفيفة من عينيها دون أن تُدِرك ذالك..
لتشعر بحسن الذي يجلس بجانبها ويمدَ لها منديل رقيق التقطتُه تمسح دموعها وهي تري هذا الرجُل بوضوح تلك المرة، بملامحه الشرقية القوية ونظرت عينيهِ وجبروته..
نطقت بتنهيدة.

=حسن..
=احم. انتِ كويسة؟
=ايوا بخير..
=طيب يلا بينا لازم نرجع البلد النهاردة.
=انا خلاص خفيت؟
نهض وهو يقول
=ايوا يلا يا مهرة.
=بس لسه دا مخفش.
اشارت على قلبها بألم شديد نهضت تقف امامه بنفس الطريقة السابقة عصفورة مقابل ذئب اي شيء وحشي، قالت بتنهيدة عميقة
=طلقني، اظن الحكاية انتهت وانا خفيت خلاص الحمدلله مبقاش فيه داعي ارجع معاك والكلام الفارغ دا كله، طلقني يا حسن..

=خفيتى من الادمان بس واضح انك لسه عقلك مخفش، انا معنديش حاجة اسمها طلاق على الإطلاق انا لسه هربيكي من الاول وجديد، ولسه هاخد حقي وحق اللى عملتيه فيا.
قالت بغضب شديد
=انت بتعمل كدا ليه وبتتحكم فيا وفي كُل حاجة، انا مش عايزة أرجع معاك عايزة اطلق..
=خلصتي؟ ورايا علشان تغيري هدومك ولو نطقتي بحرف تاني هتشوفى الوش التاني، اتقي شر الحليم اذا غضب!
=اووف، بكرا تطلقني غصب عنك.

ضربت قدمها في الارض بغضب ثم سارت خلفه بضيق منه ومن جبروته الذي لن يتغير علي الإطلاق، مما اضطرها لتبديل ملابسها والعودة معهُ..
فى المحكمة.
جلست عطر وهي ترتعش بخوف قائلة
=انا خايفة اوي يا ياسين، هموت من الخوف بجد، مش قادرة حقيقي، افرض خدها مني هموت يا ياسين هموت بجد..
=متخافيش يا عطر. انا جنبك وان شاء الله ميرا هتبقى معانا.
نطق الطفل يونس بغضب.

=انا مش هسمح لحد يبعدها عنى يا خالتي، متخافيش ميرا هتبقى معانا غصب عن اي حد..
دخل القاضي مع المستشارين وجلسوا معاً ثم قال بصوت عالى والجميع قلبه مضطرب
=حكمت المحكمة حضورياً، أن وصية الطفلة تُنسب لأُمها مع مُراعاة الشروط الموجودة في القضية، والمراقبة على حياة الطفلة مع والدتها..

صرخت ميرا وهي تحتضن والدتها ويونس الذي ابتهج بقوة، بينما حمد ياسين ربه فهو استجاب له ويسر لهُ الامر واخيراً، بينما جحظ جمال عيناهُ بغضب وغل قائلا
=ماشى يا عطر، متفرحيش أوي كدا مش هخليكي تتهني أبدًا..
ترك المحكمة وخرج، بينما خرج ياسين مع عطر والاطفال في فرحة، فقال بهدوء
=بالمناسبة الحلوة دي ناخد الاطفال نتفسح شوية، بعدين نروح ناكُل، وأظن كدا مفيش مانع من جوازنا..
ابتسمت بخجل قائلة
=ياسييين..

=قلب ياسين ونور عيونه وحياته كلها
=بس بقا علشان الأطفال..
=اطفال مين انا متعلم الكلام دا من ياسين اصلاً..
قهقهت بخفة وهي تمشي بجانبه بخجل فقال بصوت عذب
=كان يوم حُبك أجمل صُدِفة، لما قابلتك مرة صُدِفة، ياللى جمالك أجمل صُدِفة، كان يوم حٌبك أجمل صُدِفة..
رفعت نظرها اليه وهي تبتسم وقلبها يخفق يبدو أنها هي الاخري بدأت تعشق ياسين وحبه واهتمامه بها ووقوفه بجانبها، عوضها الله عن ما رآته في جوازتها الاولي..

التجربة الاولي ليست بالضرورة تكون الاخيرة، رُبما نعطي نفسنا فرصة للعيش مرة أخرى..
جلست الحاجة فتحية أمام الشيخ عوض الله أخيها وهو شيخ القرية، حكت لهُ كُل شيء بخصوص ثريا وفاروق قائلة
=كل حاجة بقت وحشه من غيرها، متوقعتش اني يحصل كدا دي كانت شايلة البيت على كتفها كدا يا حاج، والواد ابني كان بيحبها معرفش ايه اللى غيره بالطريقة دي من ناحيتها وأتجوز العقربة وفاء بعد ما كان مش بيطيقها ولا بتنزل من زور..

=بصي يا اختي السحر والاعمال موجودة في القرآن الكريم وحسب اللى حكيتيه، فهي ممكن وليعاذُ بالله تكون لجئت للسحر وعلشان كدا حصلهم كدا بس نقدر نفكه والمياة ترجع لمجاريها..
=بالله بصحيح؟ طيب ازاى قولي.
=إسمعينى كويس.
جلست ثريا على مكتب أبيها تعمل بدلاً عنه وتحسب حسابات الغذاء الذي باعته هذا الأسبوع، ماهي الا دقائق حتى دخل عليها فاروق قائلا بصوت عالي
=ثرياااا.

رفعت نظرها بصدمة اليه ثم حاولت ضبط اعصابها وإشتياقها لزوجها الحبيب، وقالت بصوت قوي صلب
=اولا تستأذن قبل ما تدخل مكان زي دا، وثانيا اسمي ام يونس متنطقش اسمي كدا في العلن، وثالثا خير عايز ايه..
=انا مش جاي افتح محاضرة معاكِ، انا جاي اقولك انتِ ليه عليتى الاسعار كدا ولا هي بتيجي لحد عندي وتعلي..
=زيك زي باقي الناس اللى بتاخد مننا، وهي كدا عاجبك اشتري مش عاجبك عندك الف واحد بيبع غيري تقدر تشتري منه..

=بقا هي كدا؟
نهضت تقف امامه قائلة
=ايوا يا فاروق هي كدا..
=وما أدتيش عثمان بأقل الثمن؟ ولا علشان هو حب زمان!
=حب زمان ايه وزفت ايه وبعدين وانت مالك انا حرة اعمل اللى انا عايزاه بس هريحك انا مش بفكر فيه اصلا انتوا صنف وسخ وانا قرفت منه..
=أحسن برضوا. ولعلمك انا هشتري من برا وأحسن منك..
تركها وخرج ثم وقف قليلا ينظر لها، فقد اشتاق لها ولكن هو بين القُرب والبُعاد وكأن هُناك قوة إلهية تُحركهُ..

بينما جلست هي على المكتب وحاولت كبح دموعها للمرة التي لا تُحَصي!
مالت مُهرَّة برأسها على كتف حسن تنام بهدوء، بينما شعر هو بشيء غريب عندما اقترب منه، تلك الفترة يشعُر بشيء يُراود قلبه عندما تقترب منهُ، ولا يُنكر حزنه عليها وعلى حالتها، وفرحه عندما تعافت، مشاعره غريبة وكأنهُ شخص مُحب، ولكن جبروته وقوته يرفضان هذا بقوة، اذا رضخ لحبها سيخسر كثيراً لذالك يعاملها بقسوة وقوة..

فتاة بحجم صغير تجذبه نحوها ككتلة نيوتنْ.
جذب أذنه صدوح أغنية أول مرة تحِب يا قلبي، وحينها لم يستطيع الأ ينظر اليها، ثم عدَّل وضعيه رأسها للخلف برفق وهدوء وهي نائمة كالملاك الرقيق..
فتحت عينيها فجأة في تلك اللحظة وهي تتثاوب قائلة
=اوف لسه موصلناش!
ابتعد عنها يُمثل الانشغال، فقالت وهي تبتسم.

=الله الأغنية دي بحبها جدا، ليه بيقولوا الحب قسية ليه بيقولوا شَّجن ودموع، اول حُب يَمُر عليا قلب الدُنيا فرح وشموع، بتحبها؟
=لاء..
=انت على طول كدا مش بتحب اي حاجة خالص؟
=اسكتي يا مُهرة
=أوف طيب.
دلفت الحاجة فتحية الى ثريا التي تجلس وقالت لها
=ثريا بنتي.
=اما حبيبتي تعالي يا غالية
عانقتا بعضهم البعض في حب ووداد وجلعتها تجلس وطلب لها عصير، وبعد كلام الحب والاشتياق نطقت فتحية.

=مش ناوية ترجعي لبيتك بقا يا بنتي؟
=خلاص يا ما الموضوع إنتهي خلاص، المهم طمنيني عنكم..
=من غيرك ولا نسوي، البيت فوضي ومالوش لازمة، ربنا يرجعك لينا بالسلامة.
صمتت ثريا بحُزن وضيق فقالت فتحية وهي تبتسم
=مهرة راجعة النهاردة بعد ما خفت.
=بالله صحيح الف حمدالله.

=وانا قولت اعمل حفلة بسيطة على الضيق كدا نفرح بقالنا ياما مفرحناش وقولت للبت عهد أصلها شاطرة في امور الزينة تظبط القصر، وجاية اطلب منك تيجي تقضي معانا الليلة دي..
=لاء يا ما اسفة مش هقدر أجي
=علشان خاطري لو ليا خاطر عندك، تشوفي ابنك وتقعدي معايا انتِ بنتي قبل ما تكوني مرات فاروق، بس مش هضغط عليكي فكري وشاوري عقلك وانا هستناكي يا بنتي
=حاضر ياما.
=يلا مع السلامة يا حبيبة امك..

عانقتها ثم رحلت بينما جلست ثريا تفكر هل تذهب أم لاء.؟
وقفت عهد تُعلَّق الزينة بهدوء وهي تُدندِن حتى تدحرج بها الكرسي فوقعت ارضا تتاوه بقوة ثم نهضت وهي تمسك ظهرها بصعوبة قائلة
=آآآه يا ضهري. آآآه محدش لقطني ليه محدش مسكني ليه. هااه؟ ولا دا في الروايات والافلام بس..
استمعت لقهقه من يقف خلفها وكان باسل الذي وقف ينظر لها وهو يضحك، تلاقت معه بعد شهور عدم لقاء آخر لهم، قالت ببرود.

=بتضحك على ايه فيه ارجوز هنا وانا معرفش؟
اقترب منها قائلا بهدوء
=فيه الاحلي من الارجوز..
=عايز ايه باسل؟
=جاي اعتذر. وافتح صفحة جديدة، انا عرفت انك مظلومه وانى قليت أدبي عليكِ، انا اسف يا عهد..
=أفكر، تعالي ساعدني بدال ما عمال تضحك وتهزر.
=حاضر.
نهض معها يُساعدها برفق وحاول أن يجعلها تضحك بالنكت السخيفة الخاصة به فهو مخطيء، ولذالك يُحاول يصلح خطأه..


look/images/icons/i1.gif رواية جبروت صعيدي
  11-02-2022 07:37 صباحاً   [9]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية جبروت صعيدي للكاتبة سامية صابر الفصل العاشر

وقفت الحاجة فتحية تُرتب الاطعمة في المطبخ بهدوء وهي تقول بألم في قدمها
=يالا يا بنات شهلوا شوية.
تذكرت حينها ثريا وحاولت الا تبكي وان تتماسك، ولكنها شعرت بمن يحتضنها من الخلف
=وحشتيني يا توحة..
=ثريا يالهوي يا بنتي انتِ جيتي ولا بيتهيألي.
=مقدرتش ما أجيش واسيبك في مناسبة زي دي.
=أصيلة وبنت أصول يا بنتي..
بالفعل شمرت عن ساعديها ووقفت تساعد فتحية في إعداد الاطعمه ويضحكان مثل الماضى.

بينما في الخارج انتهت عهد من الزينة بأكملها قائلة لباسل
=انا ماشية هروح أغير واظبط نفسي وأرجع.
=متعمليش حاجة نفس الخِلقة هتتغير مثلاً؟
=احترم نفسك
=عيوني.
بالفعل غادرت لكي تُبدل ملابسها وصعد هو الاخر ليغتسل ويُبدِل ملابسه، بينما هبط فاروق الى الاعلي بعدما أبدل ملابسه ولكنه غاضب فهي ليست نظيفة أو مكوية بطريقة جيدة، من يوم التي رحلت ثريا وهو لا يستطيع الارتداء بصورة صحيحة قال بغضب.

=عيشة زي الزفت انا مبقيتش فاهم ولا عارف أعمل إيه..
دلف الى المطبخ من الخلف ليتحدث مع والدته ظنًا أن الخدم في الامام، تفاجيء بمن تقف تُبدِل ملابسها بعبائه ثانية وتَضِبُط شعرها، إنها ثريا حبيبته وزوجته، شهقت وهي تراه امامها وتراجعت للخلف وهي تضع العباءة فوقها بغضب قائلة
=انت مجنون ازاي تدخل هنا من غير ما تخبط!
=والله انا داخل بيتي هخبط على بيتي.
=اطلع برا يا فاروق لو سمحت، اطلع برا..

بالفعل خرج وترك لها حرية المساحة فشعرت هي بالخجل الشديد وانتهت بسرعة من ارتداء ملابسها وحجابها ثم خرجت لتري وفاء التي تهبط ببرود وتقف بجانب فاروق بغرور، لم تعطيهم أي اهتمام وأكملت عملها، بينما قالت وفاء بعصبية
=ايه جاب العقربة دي تاني؟
=معرفش يا وفاء بس مش عايز كلام ولا خناق خلى الليلة تعدي علي خير..
خرجت فقالت لإبنها
=مش عايزاك تمسها بكلمة، أو تعملها حاجة فاهم هي هتقضي الليلة دي وتمشى.
تابعت لوفاء.

=وانتِ اياكي تمسيها بحرف انتِ فاهمة ولا لاء؟
=جرا ايه يا حماتي هي من باقي عائلتك ولا ايه دا انا حتى بنت اخو جوزك!
=على الاقل هي غيرك مش عقربة وحية، وجت تساعدني مش زيك مش بتمدى ايدك في حاجة والله الغني عنك يا ختي..
قال فاروق بضيق
=المفروض كنتي تقوليلي قبل ما تجبيها ياما انتِ عارفة الوضع.
=البيت بيتى كمان يا ولدي!
=مقصدتش ياما بس.
=خلاص يا فاروق اسكت خالص اقعد علشان اخوك ومرته زمانهم جايين.

بعد نصف ساعة، جاءت عطر برفقة ياسين ومعهم ميرا ويونس الصغير فبعدما أوصلهم انتظرهم ثم جاء بهم مرة اخري ومعهم وعمران وعهد قاموا بالقاء التحية علي بعضهم البعض، وجاء الحاج يونس بعدما أدي فريضته وجلس مع عمران كالعادة يلعبون طاولة..

وهبط باسل بعدما أبدل ملابسه ليرى عهد في أفضل حال لها حقا جميلة ولطيفة، نظر لها بهدوء وابتسامة، مختلفة عن باقي ما عرفهم وتلك الفترة هي في عقله كثيرا، ولا يعلم سبب لذالك رُبما لانه بدأ يبتعد عن السوء رويدًا..
فى حين دلفت عطر تساعد النساء في الاطعمة كانت فتحية غير مرتاحة ف ربطت ثريا على كتفها قائلة.
=بصي للروح يا توحة مش لاي حاجة، يمكن ربنا يحطنا في نفس الموقف دا، ولا ايه؟
تنهدت فتحية قائلة.

=عندك حق وهي بت كويسة برضك يلا على بركة الله.
=اوعي تحبيها أكثر مني!
=هو انا اقدر احب حد اكثر منك؟! دا انتِ بنتي.
عانقتها بحب وهي تبتسم ثم اكملوا عملهم.
بينما في الخارج، خرجت عطر تُرتب الطاولة والمفرش ذهب اليها ياسين وقال لها بلُغة فُصحيَ
=جميلة انتِ بشكلٍ أعمق ممّا أحتمل، بشكل يُشعرني
بأنّي آسف تجاه شيء ما كُلّما نظرتُ إليكِ.
ابتسمت عطر قائلة.

=كفاية كلام من دا يا ياسين العائلة بتبص علينا عيب، بعدين ممكن أفقد توازُني وقتها
=أبوس ايدك بلاش مش هقدر أشيلك.
=قصدك اني تخينة؟
=اه.
=ايه.
=ها. لاء انتِ قمر.
=ماشي يا ياسين ماشي والله لأوريك..
=طيب طيب إهدي، انا بهزر معاكِ. صح عايز افتح موضوع الجواز النهاردة تاني مع ابوكي بم اني الأجواء هتبقى لطيفة.!
=انا خايفة اوي يا ياسين.

=مبقاش فيه حاجة تخوف كل الصعب عدي، بعدين ميرا بقت معانا ومفيش حاجة تمنع جوازنا اصلاً. المهم انتِ إية؟
=هفكر.
=نعم لاء ربنا معاكي بقا.
=خلاص خلاص استني، كلم بابا وانت هتعرف جوابي.
=أما نشوف يا عم التقلان.
ابتسمت بمرح وبادلها هو الابتسامة بحُب هاديء.

بينما في الخارج، وصل حسن برفقة مُهرة، وهبطا معاً الى الداخل وتجمع الجميع في دائرة واحدة بعدما نبأهم باسل بقدومهم فتجمعوا ليفاجئونهم، ما ان دلفوا القوا عليهم زينة جميلة قائلين بصوت واحد
=حمدالله على السلامة يا مُهرَّة.
تفاجئت مهرة بتلك الفعلة ثم دمعت عينيها واقتربت تحتضن والدها بقوة لاول مرة من بعد طفولتها، عانقها بحب وادمعت عيناهُ قائلا
=حمدالله على السلامة يا حبيبتي وياقُرة عيني..

مسحت دموعها وهي تنتفض ثم احتضنت شقيقتيها معاً وهي تبكي بقهر ربطوا على كتفها بحب ومنعوا نفسهم من البكاء هم الاخرون، وعانقت فتحية وثريا والجميع وهي تبتسم ثم قالت وهي تمسك البالون الكبيرة المكتوب عليها حمدالله على السلامة يا مهرة .
=شكرا ليكم بجد مش عارفة اقول ايه، انا للمرة الاولى أحِس اني عندي أهل الف شكر ليكُم كلكم.
قالت فتحية وهي تبتسم.

=يالا ياولاد يالا ناكل عملالكم اكل يرم عضمكم. والاصح ثريا اللى عملاه.
قال باسل بإبتسامة
=ايوا كدا نورتي البيت يا قمري، والله وحشنى أكلك، بدال أكل الموتي اللى كنا بناكله دا.
رمقتهم وفاء بغضب ثم صعدت الى الاعلي بعصبية مفرطة وهي تتوعد للجميع بالاسوء، فقال باسل
=أحسن العقربة رحلت نقوم نفرح بقا..
قال فاروق بضيق
=بااسل احترم نفسك.
اقترب منه باسل قائلا بصوت خفيض.

=انت غلطان فيه حد يسيب لهطة القشطة علشان ياخد عقربة، دى حتى عقربة.
بالفعل ذهب الجميع الى الطاولة يجلسون في دائرة لطيفة وجميلة، ووضعت ثريا الطعام للجميع فيما عدا فاروق الذي تذمر قائلا
=على فكرا محطتيش ليا!
=اظن مراتك تبقى تحطلك يافاروق بيه.
ضحك الجميع خفية على تعذيب ثريا لفاروق وغضبه الشديد منها، جلست بجانب يونس الصغير لتعطمه، فقبل يديها وأكل لقمة صغيرة قائلا.

=خلاص يا ماما انا مش هقدر اكل منك تاني، علشان أأكل ميرا.
قال ياسين بضيق
=ابعد أبنك عن بنتي يا فاروق
نطق فاروق بضحك
=ياعم انت تطول يونس ابنى يتجوز بنتك..
قالت عطر بتذمر
=معلش بقا انا بنتي ست البنات.
قالت ثريا وهي تبتسم
=وابني راجل ملو هدومه..
قالت فتحية وهي تضحك
=خلاص يا ولاد كلهم حلوين بس يكبروا الاول، المهم شد حيلك بقا يا حسن انت ومهرة عايزين أطفال كتير يملوا علينا البيت كدا..

أصابت الكُحه حسن ثم قال وهو يتنهد
=أحم، انا كلت.
نهض ببرود تام من على الطاولة، ليضحك الجميع على خجله بينما حاولت هي عدم التركيز، وبدأت الاحاديث يبن شد وجذب وسعادة وألفة بينهم..
بعد الطعام، جلس ياسين بجانب عمران ومعه والده ووالدته وقال بهدوء
=ياعمى قدام امي وابويا، انا طالب منك أيد عطر للمرة المليون وهفضل أكرر طلبي ورغبتي لحد ما توافق، وأظن دلوقتي مفيش عوائق، ميرا بقت معانا.

لم تتحدث فتحية فهي قررت أن تترك لإبنها حرية الاختيار بعد الضغط عليها طوال الفترة الماضية كما أنها بدأت تحب عطر وتتقبلها..
فقال عمران وهو يبتسم
=معنديش اي مانع، شرف ليا أناسبكم للمرة التانية.
قال يونس وهو يهمس له
=وأدعي متبقاش الاخيرة.
=آآآه منك يا راجل انت، عيالك خلصوا على بناتي.
ضحكوا معاً بسعادة ليقول يونس
=زيادة الخير خيرين.
ف نطق ياسين بحماس
=نقرأ الفاتحة بقا ونتفق.
قال عمران بضحك.

=ابنك مستعجل أوي يلا على بركة الله.
بالفعل بدأو قراءة الفاتحة معًا، بينما في الخارج يقف الاربع فتيات يسترقون السمع لهم فقالت عهد بحماس
=هيييه مُبارك يا عطر بيقرأو فتحتك..
عانقتها مهرة وهي تقول
=مُبارك يا قلبي ربنا يتمم بخير ويسعدك ولعلها المرة اللى فيها الخير ليكِ.
=يارب يجماعه يارب.
عانقتها ثريا هي الاخري وباركت لها بحب، كانت ليلة سعيدة واختتمت بقراءة فتحة عطر وياسين. نطق ياسين بحماس.

=كتب الكتاب الشهر الجاي كويس؟
=انت مستعجل ليه يا بني؟
=ياعمي رمضان داخل علينا، ومش هعرف أتجوزها وهفضل مستني كتير، انا جاهز وهي جاهزة يبقي ليه لاء..
=خلاص على خيرة الله.
دلفت عطر اليهم ثم احتضنت والدها بحب وحماتها وقبلت يد حماها بينما قال ياسين بإبتسامة عذبة
=مُبارك عليا انتِ
قبل يديها بحب ثم ابتعدت هي عنه بخجل ولكن بداخلها سعادة تكفى لسنين طويلة.

بدأو يلتقطون الصور معاً في فرحة وسعادة حتى تركتهم ثريا وإستأذنت للرحيل، ذهب خلفها فاروق قائلا بنحنحه
=ثريا استني.
=نعم!
=انا ممكن أوصلك.
=لاء مش عايزة. وياريت متحاولش تتكلم معايا تاني عن إذنك.
تركته وغادرت بينما ظل هو واقف قليلا ثم دلف هو الاخر ف لا يحق له أن يتحدث اليها.

بينما مهرة وخرجت الى الخارج ووقفت تستنشق الهواء، حياتها تغيرت كثيرا من الجحيم للسعادة، بدت كواحدة اخري، من حول حياتها وجعلها هكذا هو شخص واحد حسن، كان اكثر شخص أذاها، واكثرهم نفعها..
كانت اكثر شخص تكرهُ، ولكن الآن بدأت مشاعرها تتغير نحوه بقوة كبيره، لكنها في حاجة لعلاج قلبها، والشيء الوحيد لعلاجه الحب، الحب الحقيقي ابتسمت بخفة وهي تتخيل أن يعشقها ذالك الصعيدي ذو الجبروت ثم قالت وهي تضرب جبهتها.

=حسن! دا اخر حد المفروض كُنت أفكر فيه.
تابعت وهي تضغط علي شفتيها
=يعنى ايه حٌب؟!
شعرت بمن يضع يديه على كتفها التفتت بسرعة ولهفة قائلة
=حسن!
ولكنها صُعِقت مما رأت كان فرغلي، توترت بقوة قائلة
=ا. انت؟!
=ايوا انا فرغلي يا ست مهرة، إبن عم جوزك المصون، انا قولت اجي اشوفك وازورك بم انك خفيتي وبقيتي كويسة، وبصراحة اتوحشناكى من اخر عملية معاكي..

=اسمعني كويس انا اتغيرت وبطلت الشغل المقرف دا، ف مالكش دعوة بيه وابعد عني، ولا تحاول تلمحلى بالكلام دا بعد كدا فاهم ولا لاء..
=مش عيب تنسي العمليات اللى ما بينا ولا ايه!
=عمليات ايه؟
قالها حسن الذي وقف أمامهم بشك، بينما هي أحمر وجهها وشعرت بالخوف الشديد من معرفة هذا الشيء ايضا لن يُسامحها عليه على الإطلاق..

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 2 من 7 < 1 2 3 4 5 6 7 >




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 2072 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1523 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1549 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 1396 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 2607 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، جبروت ، صعيدي ،











الساعة الآن 02:59 PM