logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .






look/images/icons/i1.gif رواية عروس الثأر
  04-02-2022 01:26 صباحاً   [25]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية عروس الثأر للكاتبة سارة علي الفصل الثامن والعشرون

جلست نجلاء والدة مازن أمام زوجة أخيها مريام وابنتها ميرا، تنحنت قائلة:
متى سيعود محمد من عمله..؟!
أجابتها مريام:
بعد قليل..
بينما قالت ميرا:
ماذا تحبين أن تشربي يا عمتي..؟!
ابتسمت نجلاء بحنو وقالت:
أي شيء حبيبتي...
سوف أعد لك مشروب الشوكولاته الساخن..
حسنا..

قالتها نجلاء بإبتسامة لتنهض ميرا من مكانها وتتجه مسرعة الى المطبخ لتعد لها المشروب الدافئ بينما قالت مريام:
أنرتِ البيت يا نجلاء..
شكرا يا مريام..
حل الصمت بينهما للحظات قبل أن تقطعه نجلاء:
مريام لقد جئت هنا لأجل مازن...
ما به مازن..؟!

سألتها مريام بحيرة لتجيبها نجلاء:
إنه يحب ميرا ويريد أن يخطبها...
اتسعت عينا مريام وقالت بدهشة:
يحب ميرا ويريد أن يخطبها...
أومأت نجلاء برأسها لتهتف مريام بعدم تصديق:
ألم يكن يحب تلك الفتاة الاجنبية ويريد الزواج بها...؟!
توترت ملامح نجلاء وهي تجيبها بحرج:
جميعنا كنا نظن هذا، حتى هو ولكن..
صمتت قليلا وأكملت:
لقد اكتشفت مؤخرا أنه يحب ميرا ويريدها..

صمتت مريام ولم تقل شيئا، في داخلها كانت غير مقتنعة بما تقوله نجلاء اخت زوجها فبالرغم من حبها لها ولأولادها إلا أنها لا تثق بمازن ولا بمشاعره... متى أحب ابنتها وكيف..؟!

دلفت ميرا بعد لحظات وهي تحمل صينية تحتوي على ثلاثة اكواب من مشروب الشوكولاته، قدمت الأكواب لعمتها ووالدتها ثم جلست بجانب نجلاء تتحدث معها وتسألها عن أحوال بناتها حينما دلف محمد الى الداخل..
ألقى التحيه وقبل اخته من وجنتيها ثم جلس أمامها لتقول نجلاء بجدية:
محمد أريد الحديث معك في موضوع هام..
ماذا هناك يا نجلاء..؟!

سألها محمد بحيرة وترقب لترد نجلاء وهي تنظر الى ميرا التي شعرت بشيء ما وراء زيارة عمتها ورغبتها في الحديث مع والدها:
مازن يطلب يد ميرا يا محمد، إنه يريدها..
حل الصمت المطبق بين الجميع، ارتبكت ميرا كليا وهي تنهض من ماكانها تنوي الاتجاه الى غرفتها لكن نجلاء أوقفتها وهي تقول:
لا يا ميرا لن تذهبي، يجب أن تسمعيني اولا..

عمتي ارجوكِ..
قالتها ميرا بتوسل لتمسكها نجلاء من يدها وتهتف بترجي:
اسمعيني اولا..
اجلسي يا ميرا واسمعي كلام عمتك..
قالها محمد بجدية وقوة لتومأ ميرا برأسها وتتجه على مضض نحو الكنبة وتجلس بجانب عمتها...
انا أعلم أن مازن تأخر في طلبه، لكنه كان متردد قليلا ومشوش...
قالتها نجلاء بخجل لتقاطعها ميرا بحزن:
لم يكن مشوش يا عمتي، هو فقط كان مشغول مع حبيبته الاجنبيه..

قالت نجلاء بسرعة:
هي لم تعد حبيبته، اقصد يعني إنهما انفصلا بعدما تأكد مازن من عدم وجود اي مشاعر عنده تجاهها..
تطلعت ميرا اليها بدهشة وقالت متسائلة:
ومتى تأكد من هذا..؟!
اجابتها نجلاء بصدق:
حينما وافقت على خطبتك من حازم، لقد تأكد حينها أنه لا يحب ماري بل بحبك انتِ..
أشاحت ميرا وجهها بعيدا عن عمتها وقالت بألم:
كلا يا عمتي هو لا يحبني...

قاطعتها نجلاء بجدية:
بلى يحبك يا ميرا، انا اعرف ولدي جيدا، انه لا يحب الكذب.. لو لم يكن يحبك ما كان ليخطبك..
تدخل محمد في الحوار قائلا:
ولكن ماذا عن حازم..؟! ماذا سنقول له..؟!
قالت ميرا:
ومن قال أني موافقة على مازن يا أبي...؟!

ثم تحركت مسرعة خارج صالة الجلوس ليشعر والديها بالإحراج، حاول محمد أن يتحدث مبررا تصرف ابنته لكن نجلاء أوقفته بإشارة منها:
لا تبرر يا محمد.. ميرا معها كل الحق فيما فعلته، لكن اسمح لي أن أصعد اليها واتحدث معها..
بالطبع اذهبي اليها..

نهضت نجلاء من مكانها واتجهت الى الطابق العلوي حيث غرفة ميرا..
طرقت على الباب ليأتيها صوت ميرا سامحة لها بالدخول فولجت الى الداخل لتجد ميرا واقفة امام النافذة تنظر الى خارج المنزل بشرود...
اقتربت منها ووضعت كف يدها على كتفها وقالت:
مازن يحبك يا ميرا، وانتِ تحبينه..

التفتت ميرا نحوها وقالت بصوت مبحوح:
كلا هو لا يحبني..
والله يحبك يا ميرا، صدقيني يا ابنتي...
صمتت ميرا ولم ترد بينما أكملت نجلاء:
اعطيه فرصه واحدة ليثبت حبه لك وتمسكه الكبير بك...
لم تقتنع ميرا بكلامها فكرامتها رغما عنها تأن بقوة...
انا احبه عمتي لكنه لا يستحق مني ولو مقدارا صغيرا من حبي له..

قالتها ميرا اخيرا ببكاء معترفة لنجلاء بمدى حبها لإبنها لتحتضنها نجلاء وتربت على ظهرها بحنان...
ابتعدت ميرا من بين أحضانها تكفكف دموعها لتهتف نجلاء بجدية:
ما رأيك أن تتحدثي معه يا ميرا..؟! اعطيه فرصه كي يشرح لك وجهة نظره..
تطلعت ميرا اليها وقالت بعد تردد:
موافقة..

كانت ميرا تجلس في حديقتها بتوتر تنتظر قدوم مازن ليتحدث معها، لقد اتصلت به والدته وطلبت منه أن يتحدث بنفسه معها ليوافق على الفور ويخبرها أنه قادم في الحال...
شعرت ميرا بالبرودة تكسو أطرافها ما إن وجدت مازن يدلف بسيارته الى كراج منزلها... هبط مازن من السيارة وتقدم بثقة نحوها قبل أن يقف أمامها ويهتف بإبتسامة سعيدة:
مرحبا ميرا..

تعجبت ميرا من سعادته تلك فيبدو أنه متأكد من موافقتها بينما أجابته ببرود:
مرحبا...تفضل..
جلس أمامها بإسترخاء لتهتف به وهي تنهض من مكانها:
ماذا تريد ان تشرب..؟!
أجابها وهو يوقفها بإشارة من يده:
لا اريد أي شيء، اجلسي ودعينا نتحدث..
منحته نظرة هادئة قبل أن تجلس أمامه ليهتف بها:
والان أخبريني، لماذا طلبتي مقابلتي..؟!
لماذا تقدمت لخطبتي..؟!

سألته ميرا بعجلة ليرد بهدوء:
توقعت هذا السؤال منك، وسأجيبك عليه بصراحة تامة، لأنني احبك..
منحته ابتسامة خافتة لم تصل الى عينيها وهي ترد بضيق:
بهذه البساطة، ألم تكن مغرم بتلك الفتاة الأجنبية..؟!
لقد كنت موهوما بهذا، انا احبك انتِ يا ميرا.. اكتشفت هذا مؤخرا حينما وجدت نفسي على أبواب خسارتك.. قد أكون اناني في نظرك ولكنني صدقيني احبك وبشدة...
لعقت شفتيها بلسانها وقالت بصدق:
لا أعلم، أحاول ان أصدقك ولكن..
مسك مازن كف يدها وقال:
صدقيني هذه هي الحقيقة..

وجدت ميرا نفسها تبوح بما يقلقها:
لقد كنت أمامك طوال الوقت يا مازن، لماذا لم تفكر بي إلا الأن..؟!
ربما لأنني حمار..
قالها ساخرا من نفسه لتبتسم رغما عنها بينما يكمل هو:
ولكن هذا الحمار يحبك بحق، صدقيني...
وماذا عن حازم..؟! ماذا سنقول له..؟!
احتل الغضب ملامح وجهه بشكل فاجئها ليهتف بها بحزم:
اولا لا تنطقي اسمه، ثانيا موضوع حازم سنحله انا ووالدك.. لا تقلقي، والان ماذا قلت..؟!

تطلعت اليه وقالت بتردد:
لا أعلم، حقا ما زلت غير واثقة فيك..
ميرا، ثقي بي..
نظرت إليه وقالت بعد صمت قصير:
سأوافق بشرط..
عقد مازن ذراعيه أمام صدره وقال:
ماهو..؟!
اجابته بجدية:
أن تستمر خطوبتنا حتى تخرجي من الجامعة...

ولكن لماذا..؟! هناك ثلاث سنوات قبل تخرجك من الجامعة...
هزت كتفيها وقالت بإصرار:
هذا شرطي الوحيدة للموافقة عليك..
تنهد مازن وقال:
موافق..
بينما ابتسمت هي بإختصار فأمامها ثلاث سنوات تتأكد فيهم من حب مازن وإخلاصه لها دونا عن غيرها...

جلس أدهم وفرح في صالة الجلوس، كان كلا من أسامة وأنس يجلسان هناك أيضا..
تحدث أدهم متسائلا:
أين أيهم..؟! إنه مختفي طوال الوقت..
اترك أيهم في حاله يا أخي..
قالها أنس بحزن مفتعل ليضربه أسامه على ذراعه بينما سأل أدهم بقلق:
ماذا حدث مع أيهم..؟! أخبرني..
هم أسامة بالرد لكن أنس سبقه وهو يقول:
لقد انفصل عن حبيبته الى الابد.. حبيبته اسمها دارين..طالبة لديه.. تعمل عارضة ازياء...
نظر إليها أسامة وقال بتعجب:
أنت لا تستطيع أن تضم لسانك داخل فمك..؟!

هز أنس رأسه وقال ببساطة:
كلا، لا استطيع..
تنهد أدهم وقال:
هل صحيح ما قاله أنس يا أسامة..؟!
أومأ أسامه برأسه لتقول فرح بشفقة:
مسكين..
تقدمت في نفس اللحظة أسما نحوهم وهي تقول بعجلة:
متى سوف تبدئون في التجهز للحفلة..؟! وأنتِ يا فرح، ألن تأتي معي الى صالون التجميل..؟!

تعجبت فرح من طلبها أن ترافقها الى صالون التجميل، همت بالرفض لكنها تراجعت عن هذا وهي تفكر بأنها فرصة للإقتراب من حماتها...
بالطبع سأتي..
جيد، وأنتم.. ماذا عنكم..؟!
هل سنذهب الى صالون التجميل ايضا..؟!
قالها أنس بسخرية لترمقه أسما بنظرات باردة قبل أن تقول:
اقصد متى ستتجهزون للحفل، لم يبق سوى القليل عليه...
سنتجهز حالا..

قالها أدهم وهو يشير الى اسامة قائلا:
هيا انهض وتجهز من اجل حفل زواج باباه وماماه..
بينما هز أسامة كتفيه وقال بملل:
بل تجهز انت اولا..
كادت أسما أن ترد عليهما لولا قدوم الاء وكاظم الى الداخل...
حبيبتي وأخيرا عدتِ...؟!
قالتها أسما وهي تقترب منها وتحتضنها بسعادة بالغة ثم حيت كاظم ورحبت به بحرارة..
همست فرح بجانب اذن أدهم:
يبدو أن والدتك من النوع التي تحب تدليل صهرها وتعذيب كنتها..

ابتسم أدهم وقال:
يبدو أنها كذلك بالفعل..
تقدم أدهم من كاظم ورحب به ثم سلم على الاء ببرود، رحب أسامة وأنس بألاء وكاظم قبل أن يجلس الجميع في صالة الجلوس...
كيف أحوالك حبيبتي..؟! كنت سأتضايق بشدة إن لم تحضري الحفل..
ابتسمت الاء وقالت:
لم استطع ألا أحضر..

نهضت أسما من مكانها وقالت بسرعة موجهة حديثها لألاء:
هيا يجب أن نذهب الى مركز التجميل.. ستأتين معنا أليس كذلك..؟!
هزت الاء رأسها نفيا وقالت:
كلا ماما سوف أتجهز في غرفتي...
كما تشائين حبيبتي، وانتِ فرح، سوف تأتين أليس كذلك..؟!
أومأت فرح برأسها وقالت:
نعم سأتي معك..

ثم اتجهت مسرعة الى غرفتها لتجهيز نفسها، أشار أسامة الى الاء وكاظم قائلا:
أمامكما القليل من الوقت لتجهيز أنفسكما...
مطت ألاء شفتيها وقالت بضيق:
لا أفهم لماذا تصر والدتي على إقامة هذا الحفل بشكل سنوي..؟!
رد أنس بملل:
ألا تعرفين والدتك..؟! إنها تهوى إقامة الحفلات الفخمة والتباهي امام الجميع..

تطلعت الاء الى كاظم وقالت:
ما رأيك أن نستريح في غرفتي قليلا قبل الحفل...
حسنا، اذهبي انتِ اذا أردت قبلي فأنا اريد الحديث مع أدهم قليلا...
نظرت إليه الاء بتعجب لكنها لم تقل شيئا بل اكتفت بإيماءة من رأسها ونهضت من مكانها متجهة الى الطابق العلوي حيث غرفتها...
اما كاظم فطلب من أدهم أن يتحدثا لوحديهما فأخبره أدهم أن يذهبا سويا الى الحديقة الخلفية للقصر...

وهناك وقف كاظم بجانب أدهم ينظر الى المكان حوله بصمت ليسأله أدهم:
كيف حال الاء يا كاظم..؟! هل هي بخير..؟!
تطلع كاظم إليه وقال:
بخير..
حقا..؟!

أومأ كاظم برأسه ليتنهد أدهم ويقول:
الاء شخصية صعبة قليلة لكنها حنون.. تظهر أمامك قوية ومتسلطة لكنها طيبة من الداخل..
التفت كاظم نحوه وقال:
لستِ بحاجة لأن تشرح لي كل هذا، انا أدركت هذا بالفعل..
نظر اليه أدهم بتعجب فكاظم يبدو متغيرا قليلا، يتحدث عن الاء بعينين لامعتين وطريقة تجعله يشعر أنه يكن لها مشاعر خاصة...
يبدو أنكما متفاهمين بشكل كبير..
قالها أدهم محاولا اخفاء دهشته ليومأ كاظم برأسه ويقول:
نعم، للغاية..

ثم أكمل بجدية:
كل شيء يسير على ما يرام..الاء تغيرت كثيرا، أصبحت شخصية مختلفة..
صمت أدهم ولم يرد فقط اكتفي بالتحديق به بحيرة محاولا أن يصدق ما يقوله كاظم...
اما كاظم فإسترسل في حديثه قائلا:
أنا أعلم كل شيء يا أدهم، سبب خلافكما وتوتر علاقتكما..
اتسعت عينا أدهم بدهشة لم يستطع أخفائها ليومأ كاظم برأسه مؤكدا كل حرف خرج منه...
سأله أدهم بعدم تصديق:
كيف..؟!

أجابه كاظم بجدية:
الاء أخبرتني بكل شيء...
حاول أدهم أن يستوعب ما يقوله كاظم، إنه يعلم كل شيء حدث مع الاء..
تعلم كل شيء وقبلت الاستمرار معها..؟!
نظر كاظم إليها بنظرات غاضبة وقال بحدة غير مقصوده:
الاء مجني عليها يا أدهم وليست جانبه، إنها ضحية.. بالطبع سأبقى معها..
حاول أدهم تصحيح ما قاله فقال بإعتذار:
انا لم اقصد ما قلته، ولكن انا مستغرب من تقبلك لتلك الحادثة رغم أنني أعرف مدى اختلاف طريقة تفكيرك عنا...

ابتسم كاظم وقال بأسف:
وانا ايضا لم أقصد أن أتعصب عليك، حسنا قد أكون رجل ريفي معتد بنفسه يقدس رجولته وشرفه فوق كل شيء لكنني أستطيع في نفس الوقت أن أميز بين الصح والخطأ، وأستطيع ألا أظلم الاء..
ابتسم أدهم وقال بفخر:
لا تصدق مدى سعادتي بكلامك هذا، لقد اطمئنيت على الاء حقا، انها الان مع الرجل الصحيح...

ولكن هنا شيء اخير يقلقني ويضايقني..
قالها كاظم بجدية ليسأله أدهم:
شيء ماذا..؟!
علاقتك بألاء يا أدهم، يجب أن تتصلح.. أنتما أخوة ولا يجب أن تبقيا هكذا...
زفر أدهم أنفاسه بقوة وأخذ ينظر الى كاظم بنظرات متشنجة وهو يدرك ان معه كل الحق فيما قاله..

كانت الاء تجهز نفسها للحفل حينما سمعت طرقات على باب غرفتها لتسمح للطارق بالدخول، ولج ادهم الى الداخل وهو يرتدي حله سوداء أنيقة لتنظر إليه الاء بتعجب من قدومه إليها بينما قال أدهم بجدية:
هل لي أن أتحدث قليلا معك..؟!
أومأت الاء برأسها ليجلس أدهم على سريرها ويشير لها أن تجلس بجانبه..

جلست بجانبه وأخذت تتطلع إليه بحيرة ليهتف أدهم بتردد:
انا اسف يا الاء، اسف على كل ما حدث بسببي..
تطلعت اليه الاء بعدم تصديق، هل هذا ادهم..؟! انه يعتذر منها..
ماذا تقول أنت يا أدهم..؟!

قاطعها بسرعة:
اسمعيني اولا، أعرف أنه لا يوجد مبرر لما حدث بسببي، ولكنني بالفعل تعبت.. تعبت يا الاء من كل الكره الذي تضمرينه لي..
اعترف أيضا أنني كنت أنانيا مغرورا، لم أكن الاخ المثالي بالنسبة لك، لكنني تغيرت وتغيرت كثير من الأمور في حياتي...
بسببها، أليس كذلك..؟!
كانت تقصد فرح فأومأ برأسه وأكمل:
نعم بسببها، لقد غيرتني فرح بشكل كبير وجعلتني أتخلص من غروري وأنانيتي..

ابتسمت وقالت:
لست أنت وحدك من تغير يا أدهم، انا ايضا تغيرت.. يبدو أن أبناء زهران نجحوا في تغييرنا...
سامحيني الاء.. سامحيني واغفري لي ذنبي في حقك...
تطلعت الاء اليه بصمت للحظات.. لحظات سألت نفسها بها، هل هي قادرة على الغفران ومسامحته...؟!

تذكرت الماضي، علاقتها مع أدهم، لطالما كان أخيها المفضل الذي يشبهها في كثير من الأشياء...
ابتسمت على ذكرياتهما سويا وحاولت أن تبعد الذكريات السيئة عنها، لن تتذكر اي شيء سيء بعد الان فيكفيها ما حدث الى الان..
سوف تنسى كل شيء وتسامح أدهم مثلما سامحها كاظم وغفر لها...
سامحتك يا أدهم... سامحتك يا أخي..
قالتها وقد تشكلت الدموع اللاذعة داخل عينيها ليحتضنها أدهم بقوة...


look/images/icons/i1.gif رواية عروس الثأر
  04-02-2022 01:27 صباحاً   [26]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية عروس الثأر للكاتبة سارة علي الفصل التاسع والعشرون والأخير

حل المساء وبدأ الحفل...
حضر الجميع الحفل بإستثناء أيهم الذي أصر على عدم الحضور...
سار الحفل بشكل رائع فالجميع كان سعيد خاصة الاء وأدهم اللذان تصالحا اخيرا ووصلا الى سعادتهما المفقودة...
انتهى الحفل وعاد الجميع الى المنزل...
كان أيهم يراقبهم وهم يلجون الى داخل القصر وضحكاتهم تسبقهم...

ورغما عنه شعر بغصة داخله وهو يفكر أنه الوحيد الذي لم يجد سعادته بعد..
ابتعد عن النافذة وعاد يجلس على سريره ويشرد من جديد...
أفاق من شروده على صوت الباب يفتح يتبعه دخول أدهم وأسامة وأنس إليه...
قفز أنس نحوه وجلس بجانبه يهتف:
من حسن حظك أنك لم تأتِ، كان حفلٌ مملا بحق..
ابتسم أيهم بهدوء ليكمل أسامة بمرح:
لكنه مليء بالسيدات الجميلات...

رفع أيهم حاجبه وقال بمشاكسة:
وهذا أكثر ما يسعدك..
تقدم أدهم منه وسأله:
كيف حالك يا أيهم..؟!
بخير..
قالها أيهم بنبرة جادة ليجلس أدهم بجانبه ويهتف به بقوة:
أعلم أن ما تمر به صعب ولكن كن واثقا أن هذا أفضل لك، طالما القدر هو من اختار نهاية كهذه فهي أفضل نهاية لك..

أومأ أيهم برأسه دون رد ليكمل أدهم بجدية:
لا تتعب نفسك بالحزن والتفكير، تذكر دائما ان الله سيختار لك الافضل..
أخذ أسامة يصفق بيديه بينما أنس يصفر قبل أن يهتف بسخرية:
سوف تفر الدمعة من عيني بسبب كلامك..
اما أسامة فقال:
الله عليك يا شيخ أدهم، ونعم التربية...

تطلع إليهما أدهم بنظرات محذرة قبل أن يقبض على أنس من ياقة قميصه ويهتف بقوة:
انت بالذات اخرس قبل أن أفضح اعمالك السوداء...
ابتلع أنس ريقه وسأله بتوتر:
ماذا تقصد..؟!
تطلع إليه أيهم وسأله:
ماذا فعل هذا المحتال يا أدهم..؟!

رد أدهم بجدية:
رأيته يرمي بورقة تحوي رقم هاتفه الى احدى فتيات الحفل..
ماذا..؟!
صرخ بها أسامة بعدم تصديق ليقول أنس:
والله يكذب...
أنس..
صاح به أدهم بتحذير ليقول أيهم بأنفعال:
هل جننت يا هذا..؟! كيف تفعل شيء كهذا..؟! هل تريد فضحنا..؟!
حاول أدهم تهدئته قائلا:
لا تقلق، لقد انقذت الموقف... أخذت الورقة قبل أن تنتبه عليها الفتاة..

نظر أسامة إلى أنس بنظرات مؤذنه بينما أشاح أنس وجهه بضيق، نهض أدهم من مكانه وقال:
أنا سأذهب، اذا احتجت اي شيء يا أيهم فأنا موجود..
أشكرك يا أدهم، انا فقط افكر في أن أعمل في الشركة بجانب التدريس...
حقا..؟! انه شيء جيد...
ابتسم أيهم أخيرا وقال:
سأحتاج الى مساعدتك في هذا الأمر.
لا تقلق، انت فقط قرر وباشر وسوف تجدني في جانبك...
نهض أنس من مكانه وقال:
تصبحون على خير جميعا...
وفعل أسامة المثل ليخرج الثلاثة من عند أيهم تاركين إياه لوحده يفكر في كلام ادهم...

في صباح اليوم التالي...
استيقظت ليلى من نومها على صوت رنين هاتفها، عقدت حاجبيها وهي تجيب على الهاتف قائلة بلهجة مستغربة فالرقم كان غير مسجل في الهاتف:
مرحبا، من معي..؟!
أجابتها الفتاة:
مرحبا، انا منى اخت شاهين، اريد أن ألتقي معك اليوم لأحدثك في موضوع هام...
اندهشت ليلى مما سمعته، هل تلك الفتاة كانت اخته..؟!
ابتلعت دهشتها وقالت:
حسنا، أين سنلتقي..؟!

أجابتها الفتاة:
بعد ساعة في مقهى الحي الشعبي...
حسنا...
أشكرك كثيرا..
قالتها الفتاة بإمتنان لتجيبها ليلى:
العفو..

ثم اغلقت الهاتف واخذت تنظر أمامها بحيرة قبل أن تنهض من فوق سريرها وتغير ملابسها استعدادا لمقابلة تلك المدعوة سجى ورغما عنها كانت تشعر بالترقب والفضول..
بعد ساعة دلفت ليلى الى المقهى لتجد الفتاة هناك..
اقتربت منها وألقت التحية عليها قبل أن تجلس أمامها...
اولا أشكرك كثيرا لأنك وافقت على مقابلتي..
ابتسمت ليلى بإحراج وقالت:
العفو، انتِ حقا اخت شاهين..؟!
أومأت منى برأسها وقالت:
نعم أخته..

ثم اردفت بجدية:
لقد أردت الحديث معك بخصوص شاهين... واتمنى أن تتقبلي حديثي..
نظرت ليلى إليها بترقب بينما استرسلت منى في حديثها قائلة:
شاهين يحبك يا ليلى، هو جاد للغاية في مشاعره ويريد الارتباط بك..
ارتجف قلب ليلى ما ان سمعت ما قالته منى رغم انها كانت تتوقع ما قالته بل وتنتظره...
اكملت منى:
لقد تحدثت معك دون علمه فقط لأنني أشعر بحزنه وضيقه من رفضك له..

هو لا يعلم أنكِ معي الأن..
قالتها ليلى بدهشة لتهز منى رأسها نفيا وتقول:
كلا لا يعلم، واتمنى ألا يعلم أبدا.. اسمعيني يا ليلى، شاهين رجل جيد يحبك بحق...
متى..؟! متى أحبني ونحن لم نعرف بعضنا سوى منذ عدة أسابيع قليلة..؟!
الحب ليس بعدد الأسابيع والاشهر يا ليلى، الحب يأتي فجأة، صدقيني...
نظرت إليها ليلى بعدم اقتناع لتكمل منى بجدية:
اعطيه فرصه كي يثبت حبه لك..
تنهدت ليلى وقالت:
أنتِ ربما تعلمين أنني مطلقة وأنني لست بحاجة لتكرار تجربة فاشلة من جديد..
ولماذا تحكمين عليها بالفشل..؟!

صمتت ليلى ولم ترد بينما اكملت منى بإصرار:
اعطي شاهين فرصة واحدة يا ليلى ولا تظلميه...
توترت ملامح ليلى وقد عادت الذكريات السيئة إليها من جديد، ذكريات جمعتها بجابر الذي أذاها وحطمها بشكل كبير...
شعرت منى بحيرتها وتخبطها فأكملت بجدية:
انا لا أريد أن أضغط عليكِ ولكن انا أحب أخي ويهمني ان أراه سعيدا مع المرأة التي أحبها واختارها...

لم ترد ليلى عليها حيث ظلت ملتزمة الصمت لتسألها منى بعد لحظات:
ماذا قلت يا ليلى...؟!
موافقة..
لا تعرف كيف وافقت بهذه البساطة وأعطته فرصة، لكن هناك شعور غريب داخلها يجعلها ترغب في اعطاء شاهين هذه الفرصه، وشعور اخر يخبرها أنه يستحق تلك الفرصة منها...

دلفت منى الى شقة أخيها لتجده جالسا يتابع التلفاز، اقتربت منه وجلست بجانبه تسأله:
كيف حالك..؟!
سألها بحيرةً:
أين كنت..؟!
أجابته بعد صمت قصير:
كنت مع ليلى...
التفت نحوها وسألها بعينين مدهوشتين:
ليلى..!! ماذا كنت تفعلين معها...؟!
أجابته بجدية:
كنت أحاول إقناعها إنك تحبها وتريدها بحق...

وماذا قالت..؟!
سألها شاهين بلهفة واضحة لترد بجدية:
وافقت أخي، وافقت على الزواج بك..
قفز شاهين من مكانه وقال بفرحة عارمة:
حقا..؟! حقا يا منى..؟!
أومأت منى برأسها ثم احتضنته وهي تهتف بسعادة:
مبروك حبيبي..
طبع قبلة على جبينها وهتف:
شكرا حبيبتي، عقبالك..
اتفقت معها، سنذهب الى خطبتها غدا..
بهذه السرعة..؟!
قالها شاهين بعدم تصديق لترد منى:
خير البر عاجله..

انتِ افضل اخت يا منى...
احتضنته بقوة بينما شدد هو من احتضانها...
ابتعدت عنه منى وهي تهتف به:
لن ننشغل بتبادل الاحضان وننسى موعد الغد يا عريس، يجب أن تتجهز جيدا يا شاهين..
أومأ برأسه وقال:
معك حق، وانتِ أيضا يجب أن تتجهزي..
لقد اشتريت فستان راقي منذ يومين، سأرتديه غدا...

جيد..
غمغم بخفوت بينما أكملت منى بجدية:
أنت لن تخبرها أليس كذلك..؟!
قال شاهين على الفور:
ابدا يا منى، إياك ان تخطئي وتخبريها او تلمحي لها بشيء..
كما تريد..
قالتها منى بعدم اقتناع بينما اخذ شاهين ينظر الى الامام بسعادة فحلمه بليلى سيتحقق أخيرا...

دلفت دارين الى شقتها بخطوات واهنة، لقد خرجت أخيرا من المشفى..
تقدمت الى الداخل بعدما أغلقت الباب خلفها وجلست على الكرسي بحزن..
اخذت تتأمل الشقة بملامح بائسة، كم سعت الى امتلاكها..؟! وكم تمنت ان تحصل يوما على سكنا مستقرا..؟! وهاهي حصلت على ما تريد لكنها خسرت شيئا أهم، خسرت شرفها وأيهم..

ابتلعت غصة داخل حلقها وهي تتذكر أيهم، ليتها انفصلت عنه دون أن تخبره الحقيقة، لقد طعنته في قلبه حينما أخبرته بما فعلته...
اخذت الدموع تهطل من عينيها بغزارة، دموع تندب خلالها حظها العاثر...
سمعت صوت جرس الباب يرن فمسحت دموعها بسرعة واتجهت نحو الباب افتحه لتجد مدير أعمالها امامها..
تطلعت إليه بنظرات نارية مشتعلة ثم قالت بلهجة عصبية:
ماذا تريد..؟!

دفعها ودلف الى الداخل لتبقي الباب مفتوحة وهي تسير وراءه تسأله بأعصاب مشدودة:
لماذا جئت الى هنا وماذا تريد مني..؟!
التفت نحوها يتأملها بملامح ساخرة، كانت تبدو ضعيفة ومرهقة...
كانت تختلف عن دارين الذي اعتاد على رؤيتها واثقة، طموحه ومرحة..
جئت لنتحدث من أجل العمل..
أي عمل يا هذا..؟! بيني وبينك لا يوجد عمل..

قاطعها بقوة:
بلى يوجد يا دارين، انا مدير اعمالك أم نسيت..؟!
قالت بنبرة كارهة:
وأنا لا أريدك ولا أريد أن أعمل معك...
زفر أنفاسه وقال بنفاذ صبر:
مالذي تريدنه اذا..؟! اسمعيني لقد جئت لك بعرض عمل جديد، هناك منتج يريد رؤيتك، سيمنحك بطولة احد الافلام السينمائية..
رمقته بنظرات مشمئزة وقالت:
اخرج من شقتي...
فكري...هذه فرصة لك لتدخلي عالم الفن..
اخرج من شقتي..
كررتها بنبرة حازمة ليقول:
حسنا سأخرج ولكن فكري فيما أخبرتك اياه، إنها فرصة لن تعوض..
ثم تركها ورحل لتجلس على الكرسي تبكي بإنهيار..

كانت ميرا تقف أمام المرأة تتطلع الى فستانها الذي سترتديه في خطبة ليلى والذي سيقام في نفس يوم اعلان خطبتها من مازن..
تأملت الفستان الزهري بملامح سعيدة حينما سمعت صوت طرقات على باب غرفتها، اتجهت لتفتح الباب وهي ما زالت ترتدي الفستان ظنا منها أن الطارق والدتها.. فتحت الباب لتتفاجئ بمازن يقتحم غرفتها ويغلق الباب خلفه..

صرخت ميرا بعدم تصديق:
مازن، ماذا تفعل هنا..؟!
أجابها مازن وهو يتأمل الفستان بإعجاب واضح:
جئت لأراكِ...
هكذا ببساطة..
قالتها ميرا وهي تحيط خصرها بكفيها ليومأ برأسه وهو يقلدها:
نعم، هكذا ببساطة..
سألته بتوجس:
هل رأك أحدهم وأنا تدخل هنا..
أجابها بثقة:
لا تقلقي والديك ومصطفى في منزلنا ولا يوجد سوى الخادمة...

زفرت أنفاسها وقالت بضيق:
وانت تستغل غيابهما لتراني..
ماذا افعل يا ميرا..؟! إنهم لا يسمحون لي برؤيتك..
قالها بحزن مصطنع لتزم ميرا شفتيها وتقول بعبوس:
لكن هذا خطأ يا مازن، لا تكرره من فضلك..
كما تريدين حبيبتي..
قالها مازن بحب لتتوتر ميرا وتحمر وجنتيها خجلا...
شعر مازن بخجلها فقال مغيرا الموضوع:
ولكن ما هذا الفستان الرائع..؟!
ابتسمت وقالت وهي تنظر الى الفستان بفرحة:
هل أعجبك حقا..؟!

أومأ برأسه وهو يجيبها:
إنه رائع للغاية..
جلس على السرير وقال لها وهو يسحبها بجانبه:
تعالي واجلسي بجانبي، انا مشتاق لك كثيرا..
مازن لا تفعل هذا ارجوك..
قالتها وهي تبتعد عنه ليزفر أنفاسه بضيق قبل ان يقول بهدوء:
سأطلب من خالي أن نعقد قرارننا يوم الخطبة، حتى أقترب منك كما اشاء... وأراكِ وقتما احب..
تطلعت إليه ميرا وقالت بدهشة:
هل انت جاد فيما تقوله..؟!
اوما برأسه لتقول بإعتراض:
ولكن أنا غير موافقة..

يا فتاة افهمي، بوجود عقد زواج بيننا سيكون بإمكاننا ان نخرج سويا متى ما أردنا.. ستصبحين انتِ حينها زوجتي وحلالي...
نظرت إليه بعدم اقتناع ليقول بترجي:
وافقي يا ميرا لأجلي...
حسنا كما تريد..
قالتها ميرا بإذعان ليحتضنها مازن وهو يفكر أنه من السهل جدا إقناعها...

مساءا...
كانت الاء تجهز حقيبة سفرها هي وكاظم حينما اقترب منها الاخير وسألها:
الاء، هل انت جيدة..؟!
التفتت نحوه تسأله بحيرة:
نعم، انا جيدة.. هل حدث شيء ما..؟!
هز رأسه نفيا وقال بتردد:
نحن يجب أن نتحدث في امر هام..
أمر ماذا..؟!
سألته الاء مستغربة ليقول كاظم بهدوء:
سنتحدث بشأن عملك...

وقفت أمامه تنظر اليه بترقب ليقول بجدية:
أنا أعرف أن عملك مهم للغاية بالنسبة لك...
نعم هو مهم بالنسبة لي، لكنك أهم من أي عمل...
ماذا تقصدين..؟!
سألها بحيرة لترد بجدية:
اذا كنت تريد مني أن أترك العمل فسوف أتركه يا كاظم..

حقا..؟!
سألها بدهشة لتومأ برأسها وهي تكمل:
حقا..
احتضن وجهها بين كفيه وطبع قبلة على شفتيها قبل أن يهتف بسعادة:
انتِ أجمل وأفضل امرأة رأيتها في حياتي..
ضحكت بخفوت بينما أكمل هو:
ولكن مع هذا انا لا أريد أن أحرمك من عملك الذي تحبينه..
ماذا تقصد..؟!
سألته بحيرة ليرد بجدية:
ما رأيك ان تعملي لدينا في القرية في نفس المجال الذي كنت تعملين به هنا..؟؟
كيف..؟!

مثلا لماذا لا تفتحين مركز تجميل تديرينه انتِ..؟!
لمعت عيناها وقالت:
انها فكرة رائعة، أحببتها حقا..
رائع سندرسها جيدا ما إن نعود الى القرية..
شكرا كاظم، شكرا كثيرا.
قرصها من وجنتها وقال:
لكن ما سأفعله لن يمر مرور الكرام، اريد مقابل...
وما هو المقابل سيد كاظم..؟!
اجابها وهو ينظر الى عينيها:
اريد طفل منك يا الاء..
احمرت وجنتيها وكادت الدمعه تفر من عينيها وهي تهمس بعدم تصديق:
تريد طفل مني أنا..؟!
أومأ برأسه واحتضنها لتشهق قاىلة:
وأنا أريد أيضا، اريد بشدة...
ضحك بقوة وشدد من احتضانها قبل ان يقول:
ماذا ننتظر اذا..؟! لنجلبه بأسرع وقت..
لتشاركه الاء ضحكاته...

جلس أدهم أمام والده وقال بجدية:
بابا أنا أريد التنازل عن حصتي التي أخذتها مسبقا في الأسهم...
تطلع الأب اليه بدهشة وقال:
حقا..؟! ولماذا تريد التنازل..؟!
اجابه ادهم بجدية:
سأكتفي بحقي الشرعي فقط، فأنا لست بحاجة لهذه الأسهم..

ابتسم الاب وقال بإمتنان:
لا اعرف ماذا اقول لك.. ولكنني أشكرك كثيرا، لقد أزحت عني حملت ثقيلا لا يحتمل.
ابتسم أدهم براحة هو الاخر ونهض من مكانه متجها الى غرفته..
دلف الى الداخل ليجد فرح أمامه ترتدي قميص نوم احمد قصير بالكاد يغطي منتصف فخذيها وشعرها البني مسترسل على جانبي وجهها...
اقترب منها وهو يهتف بعدم تصديق:
ما هذا الجمال كله..؟!

احتضنته وقالت:
هذا الجمال كله لأجلك..
ضحك بخفوت وقال:
كم أنا رجل محظوظ...
أريد أن أخبرك بشيء هام..
شيء ماذا..؟! تحدثي..
نظرت إليه قليلا ثم أمسكت بكف يده ووضعته على بطنها قبل ان تهتف وهي تنظر الى عينيه مباشرة:
انا حامل..

تجمد كليا محاولا استيعاب ما سمعه قبل ان يبتسم وتتحول ابتسامته الى ضحكات صاخبة وهو يحتضنها بقوة...
أحاطت وجهه بكفيها وسألته:
هل أنت سعيد..؟!
للغاية، انا سعيد للغاية...
طبعت قبلة على وجنته ليهتف:
احبك، احبك يا فرح...
وانا أعشقك..
يتبع في الخاتمة
الفصل التالي
رواية عروس الثأر للكاتبة سارة علي الفصل الثلاثون الخاتمة


look/images/icons/i1.gif رواية عروس الثأر
  04-02-2022 01:27 صباحاً   [27]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية عروس الثأر للكاتبة سارة علي الفصل الثلاثون (الخاتمة)

بعد مرور عدة أشهر..
وقفت أمام المرأة تتأمل بطنها المنتفخ قليلا بسعادة بالغة، اقترب منها وأحاط بطنها بكفيه مقبلا رقبتها بحب خالص لم يكنه يوما سوى لها..
ابتسمت وهي تربت على خده ليهتف بفرحة بالغة:
وأخيرا سنعرف جنسه اليوم..
التفتت نحوه تحيط رقبته بذراعيها وتقول بلهجة عذبة:
هل ستحزن إن كانت فتاة..؟!
بالعكس أنا أريدها فتاة..
تعجبت فرح مما قاله فسألته بحيرة:
تريدها فتاة..؟! لماذا..؟!

أجابها وهو يمسك كف يدها يرفعه نحو فمه ويطبع قبلة عليه:
لإنها ستكون جميلة وحنونة كوالدتها...
ضحكت بخفوت وقالت:
لنذهب الى الطبيبة اذا فأنا متحمسة للغاية لنعرف جنسه...
هيا بنا..
قالها أدهم وهو يمسك بكف يدها ويجرها خلفه، قابلا في طريقهما أسما والتي قالت بسعادة لم تستطع إخفاؤها:
سوف تعرفون جنسه اليوم، أليس كذلك..؟!

أومأت فرح برأسها وهي تربت بكفها على بطنها بينما قالت أسما بدعاء:
سيكون صبي ان شاءالله..
لا فرق عندي سواء كان صبي او بنت..
قالها أدهم بجدية لتهتف أسما وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها:
لكنه يفرق عندي..
تنهدت فرح وقالت:
المهم أن يأتي سليما بصحة جيدة..

ان شاءالله..
قالها أدهم وهو يسحبها خلفه متجها الى الطبيبة..
في الطريق الى الطبيبة كانت فرح تقلب في الرسائل الموجوده على مجموعتها مع أخواتها حيث كان الجميع مترقب لمعرفة جنس الجنين..
قالت فرح وهي تغلق الهاتف:
سوف أصاب بالصداع من كثر رسائل اخواتي، كل دقيقة يؤكدون عليَّ أن أخبرهم فورا بجنسه..
ابتسم أدهم وقال:
الجميع متحمس، حتى أيهم البارد..

ضحكت وقالت:
يا إلهي، لا أفهم لمَ كل هذا الحماس..؟!
إنه أول حفيد لدى العائلتين، لا تنسي هذا..
معك حق..

اوقف أدهم سيارته امام المشفى الذي توجد به الطبيبة، هبط الاثنان من السيارة واتجها الى عيادة الطبيب، دلفا بعد حوالي ربع ساعة من الانتظار لتستقبلهما الطبيبة بإبتسامة مرحبة قبل أن تطلب من فرح التمدد على السرير..
بدأت الطبيبة في عملها بينما أدهم يتابع الشاشة الصغيرة الذي يظهر فيها الجنين بوضوح..

هل تريدون معرفة جنسه..؟!
سألتهما الطبيبة بجدية ليرد أدهم بسرعة:
بالطبع...
استعدوا اذا..
ضغط أدهم على يد فرح التي رفعت رأسها قليلا لتهتف الطبيبة:
مبارك لكما، سوف تنجبين فتاة جميلة باذن لله..
أدمعت عينا فرح بينما احتضنها أدهم وهو يهتف بسعادة:
ألم أخبرك أنها فتاة...؟!
ثم طبع قبلة على جبينها وهو يهتف لها بحب:
مبارك لك حبيبتي...
المهم ليس أن تحصل على السعادة، بل المهم كيف تحافظ عليها..

كانت الاء تجلس أمام عيادة الطبيبة النسائية تنتظر دورها بفارغ الصبر، لقد أجرت جميع الفحوصات التي طلبتها منها الطبيبة وهاهي تنتظر الدخول إليها لتعرف نتيجة تلك التحاليل..

لقد مرت عدة أشهر على زواجها من كاظم ولم يحدث عندها حمل، منذ تلك الليلة التي اخبرها بها كاظم أنه يريد طفلا وهي تسعى جاهدة لتحقيق رغبته...
أفاقت من أفكارها على صوت السكرتيرة تطلب منها أن تدخل لتنهض من مكانها وتتجه الى الداخل، اعطت نتائج التحاليل الى الطبيبة بعدما جلست أمامها...

أخذت الطبيبة تقرأ النتائج بتركيز شديد، ما ان انتهت منهم حتى قالت بلهجة هادئة:
تحاليلك جميعها سليمة سيدة الاء...
تنهدت الاء براحة وقالت:
حقا..؟!
أومأت الطبيبة برأسها وقالت:
نعم، حقا..
لماذا اذا لم أحمل الى الأن..؟!
كم مر على زواجك..؟!
خمسة أشهر..

ابتسمت الطبيبة وقالت:
ما زال هناك وقت كبير أمامك، لا تقلقي..
زفرت الاء أنفاسها بإرتياح بينما أكملت الطبيب بجدية:
لكن مع هذا يجب أن يقوم زوجك بإجراء الفحوصات للتأكد من سلامته، هذا اذا كنت مستعجلة على الحمل والانجاب..
حسنا..
قالتها الاء بإذعان بينما كتبت لها الطبيبة مجموعة مقويات قد تعزز فرصتها في الحمل...

كان مازن يجلس بجانب ميرا يريها صور مجموعة من الشقق الحديثة كي تختار واحدة منهم لهما...
ولكن يا مازن ما زال الوقت مبكرا على اختيار شقة لنا..؟!
قالتها ميرا بجدية ليقول مازن:
انا أرغب بأن نختار شقتنا من الان ونؤثثها أيضا..
تطلعت إليه بعدم اقتناع ليقول بجدية:
أريد أن يكون كل شيء كاملا قبل الزفاف..
تتحدث وكأن زفافنا بعد شهر، ما زال أمامنا عامين قبل الزفاف..
هز مازن كتفيه وقال:
حتى لو، انا اريد أن نجهز كل شيء من الأن...

صمتت ميرا وأخذت تنظر اليه بحيرة بينما هو يقلب في صور الشقق، إنه يفرض عليها كل شيء ويسير كل شيء كما يريد...
وهي توافق بسهولة وبساطة، في البداية لم تكن تهتم لأمور كهذه لكن الأن باتت تهتم وبشدة...
أحيانا تفكر أن تصارحه بما يدور داخل خلدها من ضيق شديد بسبب تحكماته وفرض رأيه عليها ثم تعاود التراجع عن هذا...

نهضت من مكانها فجأة وقالت:
سأذهب وأساعد ماما في اعداد طعام العشاء..
أومأ برأسه دون أن يرد حيث كان تركيزه بأكمله منصب على الصور التي أمامه..

أوقف شاهين سيارته أمام منزل حميد زهران، نظر إلى ليلى وقال:
سوف أشتاق لك كثيرا..
ابتسمت وقالت بحب:
وأنا أيضا، لن تتأخر هناك.. أليس كذلك..؟!
أجابها وهو يزيح خصلة من شعرها جانبا:
بالتأكيد لا، اسبوعين وسأعود...
حسنا أراك سالما باذن الله..
قالتها بخجل من نظراته ليقترب منها ويطبع قبلة على وجنتها قبل ان يهتف بها:
أراكِ سالمة حبيبتي...
هبطت ليلى من السيارة واتجهت مسرعة الى داخل المنزل وهي تشعر بقلبها ينبض بعنف، إنها تعيش أسعد أيام حياتها مع شاهين، لقد أحبته دون أن تدري...

اما شاهين فأخذ يقود سيارته متجها الى المدينة، هناك وصل الى منزل عائلته والذي كان عبارة عن فيلا ضخمة يعيش فيها والديه وأخته منى...
دلف بسيارته الى الداخل ليجد الثلاثة في استقباله، هبط من سيارته واتجه نحو والديه وسلم عليهما ثم حيا اخته منى بحرارة...
جلس الأربعة في صالة الجلوس يتحدثون في حال شاهين ووضعه في تلك القرية...

فجأة دلفت فتاة الى الداخل واقتربت منهم وهي تلقي التحية عليهم قبل أن ينهض شاهين على مضض لتحيتها، حياها شاهين ببرود ليهتف الأب بمرح:
ما بك يا بني..؟! هل هكذا يحيي الرجل خطيبته..؟!
ارتبك شاهين واحتضن الفتاة مقبلا إياها من وجنتيها قبل أن تجلس الفتاة بجانبه وهي تهتف بسعادة:
كيف حالكم جميعا...؟!

اجابها والد شاهين:
بخير حبيبتي، ماذا عن أبيك..؟! كيف حاله..؟!
أجابته وهي تبتسم:
بخير، يود أن يراك..
سأزوره قريبا...
تطلعت الفتاة الى منى وسألتها:
كيف حالك منى..؟!
ابتسمت منى بود وأجابتها:
بخير يا شاهندا...
هيا أخبراني أنتما الاثنان، متى ستتزوجان..؟!
لمعت عينا شاهندا بينما توتر شاهين وهو يقول:
ما زال الوقت مبكرا على هذا الموضوع..

شعرت شاهندا بالإحباط لكنها أخفته بسهولة وهي تقول:
معك حق يا شاهين، ما زال الوقت مبكرا..
زمت الأم شفتيها بعبوس بينما نهضت منى وقالت موجهة حديثها لشاهندة:
تعالي معي، سوف أريك الفساتين التي اشتريتها في رحلتي الأخيرة لفرنسا..
نهضت شاهندا وسارت معها بحماس بينهما أخذ شاهين يتابعهما حتى اختفيا تماما من أمامه..

وقف كامل زهران بجانب كاظم يتابعان العمل الذي يقوم المزارعون به..
تحدث كاظم قائلا بجدية:
أظن أننا سننتهي من هذا المشروع قريبا...؟!
أومأ كامل برأسه وقال:
معك حق...
انتبه كاظم لسيارة سوداء عالية تتقدم من المزرعة التي يقفان أمامها...
أشار كاظم لكامل قائلا بعدما وجد فتاة تهبط من السيارة وتتقدم منهما:
هناك فتاة تتقدم نحونا..

التفت كامل ينظر الى الفتاة والتي كانت ترتدي بنطال جينز ضيق فوقه قميص ازرق ذو أكمام طويلة ومعهما حذاء اسود اللون ذو عنق طويل يصل الى ركبتها...
تقدمت الفتاة نحويهما وقالت بنبرة جادة:
أنتما السيدان كامل وكاظم زهران...؟!
أومأ الاثنان برأسيهما لتردف الفتاة معرفة عن نفسها:
انا جيلان عبد الرحمن، المهندسة الجديدة هنا..

انت اذا المهندسة الجديدة..؟!
قالها كاظم ثم رحب بها لتسأله بفضول:
انت السيد كاظم، أليس كذلك..؟!
أومأ كاظم برأسه لتقول بإبتسامة:
لقد سعدت بمعرفتك...
ثم نظرت الى كامل الذي كان يرمقها ببرود بطرف عينيها تنتظر منه أن يرحب بها لكنه لم يفعل، لكزه كاظم من ذراعه ليتنحنح كامل قائلا بإقتضاب:
اهلا بك..

شعرت جيلان ببرود وعدم رغبته في تحيتها فقالت بجمود:
اهلا سيد كامل..
ثم أردفت موجهة حديثها الى كاظم:
متى سأبدأ عملي..؟!
أجابها كاظم بجدية:
الآن اذا أردت..
بالطبع أريد..
قالتها جيلان بحماس ليقول كاظم بخبث:
سوف أترك كامل يشرح لك طبيعة عملك.، فأنا لدي موعد مهم..
تطلع إليه كامل بنظرات متشنجة بينما قد فهمت جيلان اللعبة وابتسمت بتهكم قبل ان تقول:
جيد، لا تقلق علي.. سوف أتعلم بسرعة..
رائع، عن اذنكما...
تحرك كاظم بعيدا عنهما وهو يبتسم في داخله على منظر كامل المضحك بينما أخذت جيلان ترمق كامل بنظراتها الباردة والتي قابلها بأخرى أكثر برودة منها..

فتاة، إنها فتاة يا أمي..
كان هذا صوت صراخ ملك التي ركضت مسرعة نحو الطابق السفلي حيث توجد والدتها وأختيها كي تبشرهما بهذا الخبر السعيد..
حقا..؟!
قالتها نجلاء بفرحه عارمة بينما قالت مريم:
الحمد لله كما تمنيت...
اخرجت ليلى هاتفها من حقيبتها وقالت بسرعة:
سوف أتصل بها...

في نفس الوقت دلف مازن الى الغرفة وهو يهتف بصوت عالي:
يا قوم، لدي مفاجئة لكم...
تطلع الأربعة إليه بترقب ليدلف شاب وسيم طويل الى الداخل لتصرخ ملك على الفور:
مروان...
بينما قفزت مريم نحوه واحتضنته بقوة...
أدمعت عينا الأم بينما اقترب مروان منها واحتضنها بقوة...
وأخيرا عدت يا مروان.. وأخيرا يا حبيبي..

قبل مروان كفيها وجبينها ثم قال بلهجة جذلة:
اشتقت لك يا أمي، اشتقت لك كثيرا..
ابتعدت والدته من بين أحضانه ليحتضن ليلى وملك...
بعدها جلس بينهم يحدثهم عن أخر أخباره وأوضاعه في امريكا..
لن تسافر مرة أخرى الى هناك.. أليس كذلك..؟!
سألته الأم بأمل ليومأ برأسه ويقول:
لن أسافر مرة اخرى..
ضحكت ملك وقالت بفرحة:
يبدو أن فرحتنا اليوم فرحتين...

ماذا تقصدين..؟!
سألها مروان بحيرة لترد ملك بشقاوة:
فرح ستنجب انا ملك الصغيرة..
حقا..؟!
قالها مروان بإبتسامة واسعة بينما رفعت ليلى حاجبها وقالت:
ملك..؟!
أومأت ملك برأسها لتردف مريم بضيق:
تقصدين مريم، سوف تسميها مريم..
كلا، سوف تسميها ملك...ا

أخذت الفتاتان تعاندان بعضيهما تحت أنظار الجميع الضاحكة ليهتف مازن أخيرا قاطعا شجارهما:
لا تتشاجران، سوف نسميها نجلاء على اسم والدتي...
حتى تقتلنا السيدة أسما..
قالتها ليلى بتهكم ليضحك الجميع بقوة بينما أخذت الأم تنظر إليهم بسعادة وهي تفكر بأن عائلتها اجتمعت حولها اخيرا...

جلس كاظم بجانب والدته التي أخذت تحدثه قائلة:
يا بني، اسمع كلامي واذهب بها الى الطبيب.. سوف يمر عام على زواجكما وزوجتك لم تحمل بعد..
رد كاظم بجدية:
لا داعي للإستعجال يا أمي، كل شيء سيأتي بأوانه..
ولكن...
قالتها الأم ليقاطعها كاظم:
لا داعي لفتح الموضوع هذا يا أمي كي لا نجرح الاء...
زمت الأم شفتيها بضيق بينما تقدمت سلوى اخت كاظم منهما وقالت:
كاظم أريد الحديث معك قليلا..
تطلع كاظم إليها بحنو وقال:
تحدثي يا سلوى، ماذا هناك..؟!

جلست سلوى أمامه وأخذت تفرك يديها الاثنتين بتوتر قبل أن تهتف بتردد:
أريد السفر الى المدينة، لقد وجدت عملا هناك...
عمل ماذا..؟!
سألها كاظم بدهشة بينما لطمت الأم على صدرها وقالت:
تسافرين وتتركينا يا سلوى..
محاسبة في شركة..
ولكن بإمكانك أن تعملي هنا معنا..

قالها كاظم بجدية لتومأ الأم برأسها بينما لعقت سلوى شفتيها وقالت:
ولكنني أريد العمل في هذه الشركة، إنها شركة كبيرة ومهمة..
شعر كاظم بالحيرة، هل يسمح لها أن تسافر الى هناك..؟! هو يشعر بضيقها وحزنها الواضح منذ طلاقها ولكن سفرها الى المدينة سيكون صعبا...
تطلع إليه ليجدها تنظر إليها بنظرات مترجية لم يستطع خذلها فقال:
ستذهبين الى هناك ولكن سوف تسكنين في منزل خالتي..
موافقة..
قالتها سلوى بسرعة ثم ابتسمت بفرحة دون تفكير ليشعر كاظم بالسعادة فهذه المرة الأولى التي يراها تبتسم بها منذ طلاقها...

أريد الذهاب الى ذلك الحفل يا جدتي..
قالتها تيماء بتوسل لتزفر الجدة أنفاسها وهي تقول:
المكان بعيد يا تيماء، إنه في إحدى القرى البعيدة..
أعلم هذا، ولكن أنا مللت من الجلوس في البيت وبحاجة للتغير قليلا..
تطلعت الجدة إليها بشفقة، هي تفهم رغبتها في الخروج والتطلع الى العالم الخارجي ولكنها تخاف عليها وبشدة...
ارجوكِ يا جدتي، جمان ستتضايق كثيرا إن لم أحضر عيدميلادها...
تنهدت الجدة وقالت:
متى العيد ميلاد...؟!

أجابتها تيماء بعدم تصديق:
هل وافقت..؟! إنه مساء الغد.. صديقاتي سيذهبن الى هناك منذ الصباح الباكر ويبقون لمدة يومين هناك..
تطلعت ا لجدة اليها وقالت على مضض:
حسنا موافقة..
قفزت تيماء من مكانها بسعادة وأخذت تقبلها عدة مرات قبل أن تتجه الى غرفتها لتحضير ملابسها..
...
في صباح اليوم التالي...
كان عمر يقود سيارته داخل القرية متجها الى منزل أقربائه حيث اليوم عيدميلاد جمان قريبته وقد طلب منه أخيها طارق أن يجلب لهم الكيك والعصائر فهو مشغول في عمله في المشفى كما أن مازن ومروان مسافران الى المدينة...
أوقف سيارته أمام المنزل وهبط من سيارته ليحمل علي الكيك والعصائر ويتجه بها الى الداخل..
ضغط على جرس الباب لتفتح له جمان الباب وهي تبتسم قائلة:
عمر اهلا بك..

دلف عمر الى الداخل وهو يحمل الأغراض معه بينما أخبرته جمان أن يتبعها ويضعها في المطبخ بعدما حملت جزءا من الأغراض...
وضع عمر الأغراض على الطاولة لتقول جمان بإمتنان:
شكرا كثيرا يا عمر..
ابتسم لها وقال:
العفو يا جمان وكل عام وانتي بخير...

ابتسمت جمان بينما سار عمر خارج المطبخ ليتفاجئ في طريقه بفتاة ترتدي فستان أحمر قصير وتدور حول نفسها بينما الفستان المنفوش يتطاير حولها...
تصنم عمر في مكانه محاولا إستيعاب ما يراه، كانت تبدو كجنية خرجت من احدى الأساطير لتتوقف الفتاة بعد لحظات عن دورانها وتنصدم بوجوده أمامها..
كادت أن تقع لولا أنه إتجه نحوها وأمسكها بسرعة كي تستعيد توازنها...
استعادت توازنها أخيرا لتنظر له بخجل وتقول:
شكرا..
ابتسم لها وقال:
العفو..

في نفس الوقت خرجت جمان من المطبخ لتقترب نحويهما وتنظر اليهما بفضول قبل أن تقول:
تيماء، عمر.. ماذا حدث..؟!
حاولت تيماء ان تتحدث فخرجت الكلمات متقطعة ليقول عمر بهدوء:
كادت أن تفقد توازنها وتقع لولا انني أمسكت بها..
تقدمت جمان نحوها وسألتها بقلق:
هل أنت بخير..
أومأت تيماء برأسها بينما تحرك عمر مبتعدا عنهما بينما صورة صاحبة الفستان الأحمر لم تفارق خياله..

دلفت الى داخل الشركة بخطوات واثقة، كانت ترتدي فستانا احمرا بسيطا للغاية وشعرها البني مرفوع على شكل ذيل حصان قصير...
اتجهت نحو موظفة الإستعلامات وسألتها عن مكان تقديم الوظائف لتخبرها ان تذهب الى الطابق السادس حيث مكتب السيد أدهم...
اتجهت بسرعة الى المكان المنشود لتتفاجئ بعدد كبير من الفتيات ينتظرن هذه الوظيفة، تبخرت ثقتها كليا وهي تشعر بأنها ستدخل تحدي خسارتها معروفة فيه... هي بحاجة لهذه الوظيفة اكثر من أي شيء ولكن كيف ستحصل عليها...؟!

اقتربت من السكرتيرة وأعطتها بيانتها ثم جلست على احد الكراسي تنتظر دورها..
اما في الداخل فكان أدهم يجري المقابلات مع الموظفات وأيهم بجانبه يتابع ما يحدث دون أن يتدخل، هو ما. زال جديدا في العمل ويحاول أن يتعلم من أدهم الكثير...

تقدمت احدى الفتيات منهما بعدما خرجت الفتاة التي كانت هنا، كانت فتاة قصيرة ترتدي فستان احمر طويل بسيط وشعرها بني غامق قصير...
ملامحها عادية اقرب للطفولية..لم يهتم أيهم بها كعادته بينما قال أدهم بصوته الجاد:
ما اسمك..؟!
أجابته بثقة:
داملا شاكر..

أخذ أدهم يسألها عن العديد من الأشياء التي تخص عملها لتجيبه داملا بثقة أعجبته، ثقتها بنفسها وبما تقوله جذبت أنظار أيهم أيضا فأخذت يتطلع اليها بتعجب فكيف لفتاة قصيرة وناعمة مثلها ان تمتلك كل هذه الثقة...
انتهت المقابلة وخرجت داملا من عندهما وهي تشعر براحة غريبة ورغما عنها ابتسمت وهي تتخيل أنها ستحصل على هذه الوظيفة...

في احدى شركات الانتاج الكبرى...
دلفت دارين الى مدير هذه الشركة والذي استقبلها بحفاوة فاجئتها...
جلست دارين أمامه وهي تشعر بتوتر شديد بينما قال مدير الشركة والذي يدعى فادي:
انا سعيد للغاية كونك ستنضمين إلينا يا أنسة دارين..
ابتسمت دارين وقالت بإحراج:
انا الأسعد..
هل أعجبتك قصة الفيلم..؟!

أومأت برأسها وقالت:
إنه فيلم جميل، أحببت قصته لولا وجود بعض المشاهد الجريئة فيه..
تنحنح فادي وقال:
هذه المشاهد لا بد منها، إنها أساسية في الفيلم..
زفرت دارين نفسا قويا وقالت:
أفهم هذا ولكن ألا نستطيع التخلي عن مشاهد القبلات والأحضان، إنها تبدو مزعجة بالنسبة لي..
نهض فادي من مكانه وتقدم نحوها جالسا أمامها، تحدث بلهجة ودودة:
أنستي، إنها مشاهد عادية تقوم بها أي ممثلة..

ثم أردف بنبرة ذات مغزى:
أنت كنت تعملين كعارضة للملابس الداخليه، يعني يجب أن تكوني متصالحة مع جسدك وتتقبليه كما هو..
احمرت وجنتا دارين رغما عنها بينما اكمل فادي:
أنت تأخذين دور أساسي في الفيلم، فأنتِ البطلة الثانيه فيه...كما إنك ستقفين أمام نجم كبير مثل تيام الشافعي...هذا لوحده يجعلك تحلقين عاليا وتحققين شهرة في وقت قياسي..
لم تستطع دارين ان تقول شيئا فالرجل كلامه صحيح وهي اذا كانت تريد الشهرة السريعة فعليها أن تتنازل عن أشياء كثيرة..

ماذا قلت..؟!
سألها فادي لترد:
موافقة..
ابتسم بسعادة قبل أن يقول:
ولكن قبل أن نوقع العقد هناك شيء مهم يحب أن نتفق عليه..
منحته دارين نظرة متسائلة ليردف فادي:
يجب أن تغيري اسمك...
ماذا...؟!
أومأ فادي برأسه وأكمل:
يجب ان نختار اسم فني لك..
لم تستوعب دارين ما قاله الا حينما هتف بعد لحظات:
أماليا، أماليا خطاب.. نجمة جديدة تضيء سماء الفن..

كانت شيرين تطعم ابنها الصغير وهي تدندن ببعض الأغاني حينما رن جرس الباب فنهضت من مكانها وهي تقول:
يبدو أن عمك قد جاء يا أدهم..
اتجهت نحو الباب وفتحته لتنصدم مما رأته أمامها..
أياد..
قالتها شيرين بعدم تصديق ليقول الأخير وهو يبتسم بشقاوة:
نعم أياد الهاشمي، بشحمه ولحمه يا شيري...
تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 4 من 9 < 1 2 3 4 5 6 7 8 9 >




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 2072 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1523 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1549 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 1396 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 2607 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، عروس ، الثأر ،











الساعة الآن 03:01 PM