logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .






look/images/icons/i1.gif رواية عروس الثأر
  04-02-2022 01:24 صباحاً   [22]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية عروس الثأر للكاتبة سارة علي الفصل الخامس والعشرون

كان أيهم يركض داخل رواق المشفى وسالي تركض خلفه.. وصل اخيرا الى غرفة العناية المشددة حيث ترقد دارين هناك.. تصنم في مكانه وهو ينظر إليها من خلف الزجاج العازل بينما هي ممددة على السرير لا حول لها ولا قوة... ظل ينظر إليها بصمت وعدم استيعاب، لم يتصور يوما أن يصل الحال بينهما الى هنا، انه على وشك ان يفقدها.. يفقد دارين الفتاة الوحيدة التي أحبها ورغما عن كل عيوبها وماضيها ما زال يحبها..

هل انت بخير..؟!
سؤال سالي القلق جعله يفيق من افكاره ليلتفت نحوها ويسألها:
أين الطبيب..؟! اريد رؤيته..
أجابته بجدية:
انه في غرفته، في الطابق السفلي.. تعال معي لإوصلك إليه..
اتجه بسرعة خلفها نحو الطابق الذي تقع به غرفة الطبيب، دلف الى داخل الغرفة بعدما طرق الباب وسمح له الطبيب بالدخول تتبعه سالي...
مساء الخير..

قالها أيهم وهو يقف امام الطبيب الذي أجابه بينما يشير ناحية الكرسي كي يجلس عليه:
مساء النور، تفضلا...
جلس أيهم على الكرسي وجلست سالي على الكرسي المقابل له ليقول أيهم بسرعة:
كيف حال دارين..؟! أخبرني من فضلك...
تنهد الطبيب وقال بأسف:
وضعها صعب للغاية، لقد نزفت الكثير من الدماء و..
قاطعه أيهم بنفاذ صبر:
سأنقلها الى مشفى أخر..

هز الطبيب رأسه وقال بجدية:
لن يفرق هذا في شيء، المشفى هنا مجهز بكامل المعدات والامكانيات التي تحتاجها..
ما معنى هذا..؟! ألا يوجد أمل..؟!
سأله بنبرة مرتعبة من سماع جواب قد يقتله:
كلا، يوجد امل ولكن..
صمت الطبيب قليلا قبل ان يكمل بصراحة تامة:
لن اكذب عليك، الأمل ضعيف..
زفر أيهم أنفاسه بقوة وقال بترجي:
انقذها ارجوك، افعل اي شيء كي تعيش...

كانت يتحدث بنبرة متوسلة وهو على وشك البكاء، وجد الطبيب نفسه يسأله بحيرة:
ماذا تقرب لها أنت..؟؟
أجابه أيهم بثقة رغم توتر سالي الواضح:
خطيبها...
أومأ الطبيب برأسه متفهما ليكمل أيهم بجدية:
هل يمكنني أن أراها...؟!
هذا صعب..
قاطعه أيهم برجاء خالص:
فقط قليلا، أعدك أنني لن أتأخر..
خمس دقائق فقط لا غير..

اوما أيهم رأسه بلهفة ثم نهض من مكانه ليخبره الطبيب:
دع الممرضة تعطيك ملابس التعقيم...ارتديها وادخل اليها، وكما أخبرتك لا تتأخر عندها...
حسنا، لن أتأخر.. اطمئن..
قالها أيهم وهو يتجه خارج الغرفة تتبعه سالي، اتجه نحو احدى الممرضات وقال:
لقد سمح لي الطبيب برؤية خطيبتي التي ترقد في غرفة العناية، من فضلك أعطيني ملابس التعقيم كي أرتديها وأدخل إليها..
حاضر تعال معي..

بعد حوالي عشر دقائق كان أيهم يقف أمام غرفة العناية المركزة يقدم قدما ويؤخر الأخرى، لا يعرف لماذا يشعر بخوف كبير من رؤيتها..؟! وكأنه يودعها بهذه الطريقة...
ضغط على اعصابه بقوة محاولا أن يتحلى ببعض القوة والهدوء ففتح الباب وولج الى الداخل بخطوات مترددة... وقف أمامها أخيرا ينظر الى وجهها الشاحب بشدة وملامحها المستكينة... جسدها النحيل المغطى بغطاء المشفى.. أثر الجرح الكبير على معصمها...

لم يشعر بنفسه إلا والدموع تغطي وجهه بالكامل، دموع جعلت رؤيته لها تتشوش... لم يستوعب ما يراه... دارين تموت تدريجيا بسببه... بسبب حبه..
مسح دموعه بسرعة كي يتنسى له أن يراها ثم قال بلهجة باكية متوسلة:
أفيقي من فضلك، أفيقي ولا تتركيني وحيدا.. دارين، انا لا أساوي شيئا بدونك.. افهمي هذا واستيقظي.. أنا احبك...
كانت كلمات قليلة لكنها تحمل معنى كبيرا..معنى انحفر داخله..

مسك كف يدها بأنامله المرتجفة ليشعر ببرودته الطاغيه، انحنى نحوه وطبع قبلة دافئة عليه وهم بالتحرك بعيدا لكنه فوجئ بكفها يضغط على كفه فهي شعرت بوجوده حولها...
التفت نحوها غير مصدقا لما حدث، هل ضغطت على كفه بيدها..؟!
دارين، هل انت بخير..؟!

قالها بعدم تصديق لكنها لم ترد ليجري خارج الغرفة ويصيح على الطبيب..
تقدم الطبيب منه ليقول أيهم بلهفة:
لقد امسكت بيدي، وضغطت عليها...
ابتسم الطبيب وقال:
هذه بداية مبشرة، ولكن هذا لا يعني أنها سوف تستيقظ..
شعر أيهم بالإحباط الذي ظهر واضحا عليه ليزيت الطبيب على كتفه ويقول:
ولكن هذه ردة فعل جيدة وتبشر بالخير..
ستعيش، باذن الله سوف تعيش..
قالها أيهم بإيمان وثقة..

ماذا قلت يا ليلى؟!
كان هذا سؤال شاهين الذي أخذ ينتظر جوابا من ليلى والتي بدورها التزمت الصمت التام دون رد..
نظرت ليلى إليه بطريقة غامضة أربكته ثم ما لبثت أن سألته بفتور:
لماذا..؟!
ماذا يعني هذا السؤال..؟!
قالها بحيرة من سؤالها الغريب لتوضح له أكثر:
لماذا أنا يا شاهين..؟! نحن من يومين كنا لا نطيق بعضنا أصلا.. مالذي تغير الأن وبهذه السرعة..؟!

كانت تتحدث بعصبية شديدة لم تفهم هي نفسها سببها أما هو فرد بهدوء واضح:
أعرف أننا كنا لا نطيق بعضنا منذ يومين، ولكن الأمور تتغير يا ليلى.. انا معجب بك كثيرا وأرغب بالإرتباط بك رسميا..
نظرت إليه بعدم اقتناع فهمه على الفور ليكمل بجدية:
أنا أفهم أنك لن تتقبلي ارتباطنا سويا بهذه السرعة، لكن أنا أريد فرصة كي أقترب منك وأثبت لكِ أنني أريدك بحق وأنني مناسب لك.. وأنا لا أستطيع أن أقترب منك وأثبت لك هذا إلا بإرتباطي بك...

كانت تدرك أن معه كل الحق فيما قاله، فهم يعيشون في بلدة محافظة ولا يستطيعون أن يلتقوا ويخرجوا سويا ويقتربون من بعضيهما إلا بالإرتباط رسميا، لكنها غير مستعدة له بحق ولا تظن أنها سوف تستعد له يوما ما..
اتمنى أن تعطيني فرصة يا ليلى.. فرصة أثبت من خلالها حسن نيتي..
لا أعلم ماذا أقول لك.. لا أعلم حقا.. ولكنني غير موافقة..

قالتها بحسم وهي تنهض من أمامه وتتجه خارج المطعم ليخرج المال من جيبه ويضعه على الطاولة قبل أن يلحق بها وهو يصيح بإسمها:
ليلى، انتظري من فضلك..
التفتت ليلى نحوه أخيرا وهي تتأفف بنفاذ صبر لتسأله بضيق ظهر جليا في صوتها:
نعم، ماذا تريد..؟!

أجابها وهو يقترب منها:
لماذا تفعلين هذا بي.؟! تتركيني وترحلين بهذه الطريقة وكأنني أسأت إليك..
قالت ليلى بنبرة قوية حازمة:
لأنك اخطأت يا شاهين، أخبرتني منذ يومين أنك تريد أن تصبح صديقا لي واليوم تطلب يدي..
وما المشكلة في هذا..؟!
سألها بإستغراب لترد بحدة:
لان كل شيء يحدث معي يثير إستغرابي، أنت بالذات تثير دهشتي بتصرفاتك الغريبة.. فجأة تعاملني ببرود وفجأة تتحول الى صديق والأن تريد أن تخطبني.. ألا تلاحظ أنك غريب حقا في طريقتك..؟!

صمت ولم يرد لتكمل:
مالذي تغير خلال يومين كي تعجب بي وتقرر الإرتباط بي...؟!
الأمور تتغير بسهولة وبسرعة يا ليلى.. لماذا أنتِ مستغربة من كل هذا..؟!
نظرت الى السماء بنفاذ صبر ثم عادت بأنظارها المتحفزة نحوه وقالت:
أنا حرة، أستغرب كما أشاء.. طلبك مرفوض يا شاهين.. والأفضل لك ألا تكرره مرة اخرى..
ثم همت بالتحرك بعيدا عنه لكنها عادت وتذكرت أنها تريد قول شيء أخر لتستدير نحوه مرة اخرى وتهتف:
ها وايضا اعتبر أمر صداقتنا ملغي..
ثم تحركت بعيدا عنه تاركة إياه يتابع أثرها بحيرة وتخبط..

في صباح اليوم التالي..
استيقظت الاء من نومها لتجد الفراش خاليا بجانبها، وضعت كف يدها فوق مكانه الخالي وأخذت تبتسم بحب وهي تتذكر تفاصيل ليلة البارحة بكل ما حدث فيها..
نهضت من فوق سريرها وارتدت الروب الاسود الخاص بقميص نومها ثم اتجهت نحو الحمام ودلفت الى الداخل لتغسل وجهها وتنظف أسنانها قبل أن تخرج من الحمام وتقرر تغيير ملابسها...

غيرت ملابسها بسرعة وسرحت شعرها ووضعت القليل من المكياج على وجهها...خرجت من الغرفة واتجهت الى الطابق السفلي لتجد المكان خاليا..
خرجت الى الحديقة لتجد كاظم هناك يجلس على الطاولة التي تتوسط الحديقة ويدخن سيجارته بصمت...

اقتربت نحوه بخطوات متمهلة ليشعر هو بها فيلتفت نحوها.. قالت الاء:
صباح الخير..
صباح النور..
أجابها بإبتسامة وأكمل بتعجب:
استيقظت مبكرا اذا...
ردت بجدية:
انا دائما ما استيقظ مبكرا... أم إنك نسيت..؟!
أتذكر أنك كنت تحبين الإستيقاظ متأخرا عندما جئت الى هنا..
جلست بجانبه وقالت:
نعم، ولكنني اعتدت على الاستيقاظ صباحا..
تتغيرين بسرعة..

قالها كاظم بإعجاب لم يستطع اخفاؤه لترد بإبتسامة هادئة:
لولاك ولولا وجودك في حياتي ما كان ليحدث كل هذا التغيير..
رد عليها بإعتراض:
كلا يا الاء، لولا إنك في داخلك تتمتعين بما هو جيد ما كنت لتتغيري..٠
صمتت ولم ترد، فقط اكتفت بإبتسامة خفيفة ليقول بجدية:
ألن تعدي لنا الفطور..؟!
نهضت من مكانها فورا وقالت:
حالا..

إلا أنه أوقفها بسرعة:
انتظري، امزح معك.. سنخرج سويا ونفطر في احد المطاعم القريبة...
حقا..؟!
أومأ برأسه وهو يكمل:
هيا غيري ملابسك لنذهب بسرعة..
حسنا..
قالتها وهي تركض مسرعة الى داخل المنزل وتحديدا الى الطابق العلوي لتغير ملابسها...

هبطت بعد فترة قصيرة وهي ترتدي ملابسها المكونة من بنطال جينز ازرق طويل فوقه بلوزة حمراء طويلة تصل الى منتصف فخذيها...
لم يستطع كاظم أن يخفي أعجابه الشديد بها وبلبسها واحتشامها ثم ما لبث ان أمسك كف يدها واتجه بها الى المطعم...
جلسا سويا هناك ليقول كاظم:
هل أعجبك المكان..؟!
أجابته بجدية:
إنه رائع، يكفي إنه بطل على البحر..

ابتسم بود بينما أكملت بجدية:
ما رأيك أن نذهب لزيارة أهلي...؟!
حسنا سنذهب، ولكن انتظري الى الاسبوع بعد القادم.. فالاسبوع القادم خطبة ميرا ويجب أن نحضرها..
اومات براسها موافقة وقالت:
معك حق..
الاء، ماذا سيحدث بشأن شركتك وأعمالك...؟!
ارتبكت قليلا وهي ترد:
لا أعلم، أنا حائرة أيضا بشأنهم...

صمت كاظم قليلا يفكر فيما تقوله، يشعر أنه مضطرب وحائر.. هل يحرمها من عملها الذي عملت به طويلا أم يسمح لها بالإستمرار به...
هو لا يريد أن يظلمها ولكنه لا يحب أن تعمل، هذه طبيعته وطريقة تفكيره التي لن تتغير ابدا..

خرجت فرح من غرفتها متجهة الى خارج الفيلا حيث قررت الذهاب الى المشفى واجراء تحليل الدم كي تتأكد بشأن شكوكها...
وجدت أسما أمامها والتي ما إن رأتها حتى سألتها:
إلى أين..؟!
أجابتها فرح:
الى الشركة..
أومأت أسما برأسها وقالت ببرود:
حتى هناك لا تتركينه وشأنه...

لم ترد عليها فرح بل تركتها ورحلت متجهة خارج الفيلا.. استأجرت تاكسي واتجهت الى المشفى، هناك اجرت تحليلا للدم وجلست تنتظر النتيجة.. ظهرت النتيجة بعد عدة ساعات وكانت ايجابية.. لم تصدق فرح ما تراه رغم أنها كانت شبه متأكده من كونها حامل.. ظهرت السعادة بوضوح عليها..
خرجت من المشفى وهي تكاد تطير من الفرحة.. لا تصدق أنها تحمل طفله داخل أحشائها..

قررت أن تذهب إليه في الشركة وتخرج معه من هناك وتخبره بحملها..
رغبتها في معرفة ردة فعله طغت على كل شيء..
وبالفعل استأجرت تاكسي وذهبت الى هناك...
كان مكتب السكرتيرة فارغا فانتهزت الفرصة ودلفت الى المكتب لتتجمد في مكانها مما رأته، كانت السكرتيرة هناك بين أحضانه يقبلان بعضيهما..


look/images/icons/i1.gif رواية عروس الثأر
  04-02-2022 01:25 صباحاً   [23]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية عروس الثأر للكاتبة سارة علي الفصل السادس والعشرون

خرجت من غرفة مكتبه وهي تبكي قهرا، الدموع اللاذعة تغطي وجنتيها بغزارة، كان يركض خلفها ينادي عليها غير آبه بنظرات موظفيه...
وصل إليها أخيرا يجذبها من ذراعها نحوه لترتطم بصدره بينما يهتف بها: فرح اسمعيني اولا..
ماذا تريد..؟! ألا يكفيك ما فعلته..؟!

قال بلهجة متوسلة وبكائها يمزق قلبه:
اقسم بالله لم أخنك، لقد فهمت الموضوع بشكل خاطئ..
كنت تقبلها، رأيتك بعيني..
كانت تتحدث بإنهيار ليجذبها معه متجها بها خارج الشركة وسط همهمات الموظفين..
ركبت فرح السيارة وركب هو بجانبها والتفت نحوها يقول بترجي:
دعيني اشرح لك..
لن تشرح لي أي، خذني الى المنزل حالا...
زفر أنفاسه بقوة وقال:
فرح انت حقا فهمتِ الموضوع بشكل خاطئ، هناك شيء مهم يجب أن تعرفيه..
قاطعته بإباء:
لا أريد سماع أي شيء منك، هل فهمت..؟!

ضرب أدهم المقود بقبضته ثم قاد سيارته متجها الى المنزل...
وصل إلى هناك بعد ربع ساعة، هبطت فرح بسرعة من السيارة بينما ركنها هو في مكانها وخرج منها مسرعا للحاق بها...
فرح انتظري..
قالها وهو يسير خلفها راكضا قبل أن يجذبها نحوه مرة اخرى وهو يقول:
دعيني اشرح لك، اسمعيني لمرة واحدة...
تقدمت أسما منهما وهي تدندن بإحدى الأغاني قبل أن تعقد حاجبيها وتسألها:
ماذا يحدث هنا..؟! هل تتعاركان..؟!

نظر أدهم إليها وقال:
أمي هذا ليس وقتك ابدا..
بينما قالت فرح مشيرة إليها بضيق:
فلتفرحي يا حماتي، ابنك المصون يخونني..
والله تأخر كثيرا هذه المرة..
قالتها أسما بتهكم لتضرب فرح الأرض بقدميها وهي تتجه نحو الغرفة بينما لسانها يهتف:
انتم عائلة مجنونة بحق..،
سار أدهم خلفها وقال وهي يدخل الى الغرفة:
انت لم تفهمي أي شيء..

كنت تقبلها يا أدهم.. لقد رأيتك بعيني...
قالتها وهي تشير بأناملها نحو عينيها ليقول بجدية:
نعم كنت أقبلها، ولكن ألن تسأليني لماذا..؟!
ما إن قال نعم حتى انقضت عليه تضربه على صدره بقوة وهي تهتف ببكاء:
أيها السافل الحقير، كيف تفعل بي هذا..؟!
أمسكها من ذراعيها موقفا إياها عما تفعله وهتف بها:
يكفي، إنها خطة مني للإيقاع بها...
نظرت إليه بعدم استيعاب قبل أن تهتف بذهول:
ماذا يعني خطة للإيقاع بها..؟!

تنهد بنفاذ صبر وأكمل:
هذه الفتاة جاسوسة تعمل ضدنا، لقد أرسلت لما من قبل أحد منافسينا بحجة أنها تريد العمل كسكرتيرة وأنا وظفتها لدي ومثلت الإعجاب عليها حتى أوقعها في شباكي...
صمتت وطال صمتها حتى قالت أخيرا:
هل تظنني بلهاء لأصدق كلام كهذا..؟!
والله هذا ما حدث، على العموم اسألي أسامة اذا لم تصدقيني..
وما علاقة أسامة بالأمر..؟!

سألته بحيرة ليرد بهدوء:
هو من اقترح عليَّ فعل هذا...
منحته ابتسامة ساخرة وهي تقول:
وماذا اذا كنت قد اتفقت مع أسامة على قول هذا أمامي...؟!
فرح كفي عن الظن بس بهذا الشكل السيء..
انهارت باكية مرة اخرى ليقترب منها محاولا احتضانها والتخفيف عنها:
حبيبتي اهدئي أرجوك...

إلا أنها دفعته بعيدا عنها وقالت بنفور:
ابتعد عني ولا تلمسني..
فرح ليس هكذا..
قالها أدهم لتعيد ذراعيها أمام صدرها وتهتف ببرود:
بل هو هكذا، الخطأ مني لأنني وثقت بك و..
أكملت بنبرة متشنجة:
وأحببتك، لكنك استغليتني...
شتم بصمت وقال:
اللعنة عليك يا أسامة وعلى أفكارك القذرة..

أخذت تبكي بحرقة بينما هو يشعر بألم شديد بسبب بكائها ليجد نفسه يخرج من الغرفة وهو يصيح بأعلى صوته:
أسامة، أين أنت..؟؟
قابله أنس وهو يتناول الشيبس ليسأله بفضول:
ماذا حدث..؟!
أين أسامة..؟!
أجابه أنس:
لا أعلم، لقد خرج منذ الصباح الباكر..
سأجده، سأجده وأقتله..
قالها بعصبية شديدة تاركا أني يتابع أثره بحيرة..

ما ان دلف أسامة الى المنزل حتى وجد أدهم أمامه والذي جذبه من ذراعه وجره خلفه بينما أسامة يصيح بعدم فهم:
ماذا تفعل يا أدهم..؟! ماذا حدث..؟!
أجابه أدهم وهو يرتقي به درجات السلم نحو الطابق العلوي:
بسببك أصبحت أنا رجل خائن، سوف تشرح لفرح كل شيء..
توقف أدهم أخيرا عند باب الغرفة وهو يمسك أسامة بقوة من ذراعه، طرق على الباب بخفة ليأتيه صوت فرح وهي تقول:
ادخل..

فتح الباب وولج الى الداخل وخلفه أسامة ليجدا فرح جالسة على السرير والدموع تغطي عينيها...
زفر أدهم أنفاسه بضيق من مظهرها الباكي ثم ما لبث ان قال:
فرح اسمعي أسامة، هو سيشرح لك كل شيء..
نظر أسامة إليه بحيرة وقال متسائلا:
ماذا سأشرح لها..؟!

جذبه أدهم من ذراعه نحوه وهتف به بنبرة قوية:
إشرح لها كيف طلبت مني إغواء السكرتيرة كي تقع في غرامي..
قال أسامة بهمس:
حسنا ولكن هذه أسرار عمل، كيف تطلب مني الإفشاء بها..؟!
تحدث يا أسامة..

قالها أدهم بلهجة عصبية حادة ليقول أسامة مشيرا الى فرح:
هذه خطة يا فرح، خطة اقترحتها على أدهم كي نوقع بتلك الحقيرة.. إنها جاسوسة تعمل لدى أحد منافسينا..
ومالذي يجعلني أصدق كلامك هذا..؟!
قالتها فرح من وسط بكائها ليرد أسامة بسرعة:
انا لا أكذب يا فرح، أدهم لا يمكن أن يخونك.. ثقي بي..
اقترب أدهم منها وضمها إليه وهمس لها:
هل صدقتني الأن..

أشاحت فرح وجهها بضيق بينما انسحب أسامة من المكان تاركا لهما حرية الحديث..
فرح يا عمري، والله لم أفكر في خيانتك حتى.. والله كانت خطة..
ازداد بكائها ليقول بتوسل:
ارجوك افهميني ولا تصدقي أنني من الممكن أن أخونك..
ولمِ لا..؟! لمَ لا تخونني..؟! أنت فالنهاية لا تحبني يا أدهم ومن الممكن أن تخونني..
أشار إلى نفس قائلا بعدم تصديق:
أنا يا فرح.. أنا لا أحبك..

أومأت برأسها وقالت بحسرة شديدة:
لا داعي للكذب يا ادهم، أنت لم تنطقها ولو لمرة واحدة حتى.. لم تنطقها وكأنك تستخسرها بي..
كان أدهم يتطلع إليها بصدمة، لا يصدق ما تقوله.. هل أذاها الى ذلك الحد..؟! هل جرحها دون قصد..؟! لكنه يحبها.. ربما أدرك هذا متأخرا لكنه يحبها بل يعشقها بجنون..

اقترب منها بينما هي تحتضن جسدها الذي يهتز بسبب بكائها بذراعيها، مسك ذقنها بأنامله ورفع وجهها نحوه ليهتف بصدق وحب حقيقي:
أحبك فرح، والله أحبك.. أحبك بل أعشقك..
هزت رأسها نفيا غير مصدقة ما يقول لتهتف من بين دموعها الحارقة:
لا تكذب يا أدهم، انت لا تحبني...

هز رأسه نفيا وقال معترضا على حديثها:
أقسم لك أنني أحبك بشدة، أحبك الى درجة لا تتخيليها...
نظرت إليه بشك لينحني على الأرض أمامها ويمسك بكف يدها مكملا اعترافه بالحب على مسامعها:
انا أحبك، لقد أحببتك منذ أول لقاء جمع بيننا، لكنني أدركت هذا متأخرا..
ثم طبع قبلة على كف يدها وقال:
صدقيني حبيبتي، صدقيني وثقي بي...
كفكفت دموعها بأناملها ثم قالت بنبرة متحشرجة:
حسنا، انهض اولا..
نهض من وضعيته تلك وقال وهو يحتضن وجهها بين كفيه:
هل صدقتني الأن..؟!
أومأت براسها دون أن ترد ليطبع قبلة على جبينها ثم يحتضنها بقوة وهو يشعر بأن إعترافه هذا أراحه كثيرا..

بعد مرور ثلاثة أيام..
كانت ليلى تجلس على سريرها تفكر في شاهين الذي لم يكف عن محاولاته طوال الأيام الفائتة الحصول على موافقتها...
لا تعرف لماذا تشعر بأن ثمة شيء غير مريح يخص ما يحدث..؟!
حقا لا تفهم سبب هذا الشعور.. ولا تفهم سبب اختياره لها هي بالذات دونا عن غيرها.. زفرت أنفاسها بقوة وهي تفكر بأن الموضوع أخذ حجما أكبر مما يستحقه وأنه بات يشغل تفكيرها بشكل مزعج..

سمعت صوت طرقات على باب غرفتها يتبعها دخول والدتها الى الغرفة وهي تسألها بإبتسامة:
هل يمكننا التحدث قليلا..؟!
أومأت ليلى برأسها وقالت وهي ترسم على شفتيها إبتسامة خفيفة:
بالطبع، ماذا حدث..؟!
تقدمت والدتها منها وجلست أمامها وقالت:
تبدين مشغولة بشيء ما.. أشعر بهذا..
صمتت ليلى ولم ترد لتكمل الأم بنبرة حائرة:
تحدثي يا ابنتي، ماذا هناك..؟!

وجدت ليلى أن تشارك والدتها ما تفكر به أفضل لها بكثير.. علها تنتشلها من حيرتها وتساعدها في اتخاذ القرار المناسب..
شاهين خطبني يا أمي..
صمتت الأم لوهلة تحاول استيعاب ما قالته ليلى وقد تذكرت بالفعل ذلك المدعو شاهين والذي يعمل مع ابنتها، تحدثت اخيرا بنبرة هادئة جادة:
حقا..؟! وأنت ما رأيك..؟!

أجابتها ليلى بسرعة وبديهية:
بالطبع غير موافقة، لكنه يصر على أخذ موافقتي إجبارا عني..
كيف يعني..؟!
سألتها الأم بحيرة لترد ليلى بصدق:
يحاول معي طوال الوقت كي أوافق على عرضه ويتقدم لوالدي.. رغم إنني رفضت عرضه بوضوح..
حسنا، ولكن لماذا رفضتِ عرضه فورا..؟!

هبت ليلى من مكانها وقالت بينما هي تتجه نحو لنافذة المطلة على حديقة المنزل:
ماذا تقولين يا ماما..؟! بالطبع سأرفض.. أنا لا أفكر بالزواج حاليا..
يعني أنت لا ترفضينه هو دونا عن غيره، بل ترفضين فكرة الزواج نفسها..
أومأت ليلى برأسها لتكمل الأم بجدية:
ولكن أنت تظلمين نفسك بهذه الطريقة، أنتِ ما زلت صغيرة يا ابنتي والعمر أمامك.. لا يجب أن تضيعي عمرك هباءا بسبب زيجة فاشلة يجب أن تنسيها..
ماما أنا مرتاحة هكذا وسعيدة بوضعي الحالي ولا أريد الإرتباط بأي شخص كان..

قالتها ليلى بإصرار لترد الأم:
ولكن قد تكون حياتك مع زوج يحبك ويحترمك أفضل لك..
تشدق فم ليلى بإبتسامة ساخرة وهي تكرر كلام والدتها بتهكم:
زوج يحبني ويحترمني..
نعم يا ليلى، يحبك ويحترمك..

عادت ليلى واقتربت من والدتها، جلست بجانبها وقالت بنبرة قوية:
ومن قال أني سأحصل على زوج يحبني ويحترمني..؟! من الممكن أن يكون شاهين رجل سيء مثل جابر.. أليس هذا ممكنا..؟!
ليلى حبيبتي، لا يجب أن نحكم على الشيء من بعيد دون تجربة.. أنت يجب أن تقتربي منه وتفهمي عليه.. تجربين الإرتباط به كي تحكمي على نتيجة هذا الإرتباط.. ليس كل الرجال مثل جابر، افهمي هذا..

أغمضت ليلى عينيها تحاول منع دمعة خائنة تريد التسلل على وجنتها بينما ربتت الأم على كتفها وقالت بحنان بالغ:
أنا أريد مصلحتك يا ابنتي، كوني واثقة من هذا..
منحتها ليلى إبتسامة هادئة وقالت بوداعة:
أعلم هذا يا أمي..

نهضت الأم من مكانها وقالت:
سوف أتركك الأن كي تجهزي نفسك قبل ذهابك الى العمل، ستذهبين الى عملك، أليس كذلك..؟؟
أومأت ليلى برأسها وقالت:
بالطبع سأذهب..
ربتت الأم بكفها على شعرها ثم تحركت خارج الغرفة لتفكر ليلى في حديث والدتها وتشعر أن معها كل الحق فيما قالته فهي لا يجب أن توقف حياتها بناء على تجربة فاشلة، نهضت ليلى من مكانها وقد دب الحماس فيها للعمل ثم غيرت ملابسها واتجهت الى عملها..

تقدمت ليلى داخل المزرعة لتجد الفلاحين يعملون هناك على قدم وساق..
اقتربت من أحدهم وسألته بحيرة:
أين المهندس شاهين يا علاء..؟!
أجابها علاء:
لم يأت منذ الصباح سيدتي..
أومأت ليلى برأسها متفهمة وهي تفكر بحيرة في الشي الذي جعل شاهين يتغيب عن المجيء الى المزرعة..

اتجهت الى داخل مكتبها وجلست عليها وبدأت تحاول العمل على بعض الحسابات، ورغما عنها اتجهت افكارها نحوه، مالذي جعله يتغيب عن المزرعة على غير العادة..؟!
توقفت عما تكتبه وهي تزفر أنفاسها بضيق، لقد باتت تفكر فيه كثيرا وهذا شيء خاطئ.. نهضت من مكانها وأخذت تدور داخل غرفة مكتبها وهي تضع يديها حول خصرها..

هي حائرة وبشدة.. هل تتصل به..؟! أم تتركه يغيب كما يريد..؟!
قررت أخيرا وحسمت أمرها، سوف تتصل به بحجة العمل وحاجتها له ببعض الأمور.. أخرجت هاتفها من جيب تنورتها وأجرت إتصالًا سريعا به لكنه لم يرد عليها...
حاولت أن تتصل به عدة مرات لكن دون فائدة فهو لا يرد على الهاتف بشكل أغاظها..

تأففت وهي تتجه خارج المكتب ومعها هاتفها، وصلت الى المزرعة لتصيح على علاء والذي اقترب منها وسألها:
تفضلي سيدتي، ماذا هناك..؟!
سألته:
ألا تعرف لماذا السيد شاهين لم يأت الى العمل اليوم..؟!
هز رأسه نفيا وهو يجيبها:
كلا لا أعرف، احتمال أن يكون مريضا أو شيء من هذا القبيل..

عقدت ليلى ذراعيها أمام صدرها وقالت بجدية ؛
هل تعرف عنوانه..؟؟
أومأ علاء برأسه وقال:
بالطبع أعرف..
لنذهب إليه اذا ونطمئن عليه..
حاضر..
قالها علاء بإذعان قبل أن يتحرك مع ليلى متجهين الى منزل شاهين...

وصلا الاثنان الى هناك بعد حوالي عشر دقائق لتقول ليلى موجهة كلامها لعلاء:
ادخل انت يا علاء واطمئن عليه..
ثم اردفت وهي تنظر الى تلك السيارة السوداء العالية الواقفة أمام منزله:
يبدو أن لديه ضيوف لهذا لم يأت..
هبط علاء من السيارة واتجه الى داخل المنزل، ضغط على جرس الباب ليفتح له شاهين الباب قبل ان يهتف بتعجب:
اهلا علاء، خير ماذا حدث...؟!

أجابه علاء:
لقد جئت لاطمئن عليك وأعرف سبب عدم مجيئك الى العمل..
ابتسم شاهين وقال:
أشكرك يا علاء، انا بخير... فقط سأسافر الى المدينة..
حقا..؟! هل ستترك العمل لدينا..؟!
سأله علاء بإحباط ليومأ شاهين برأسه وهو يجيبه:
نعم، لقد انتهى عملي هنا..
هز علاء رأسه بحزن ثم ودعه وخرج من لمنزل متجها الى ليلى التي تنتظره داخل سيارتها..

ركب السيارة وقال بأسف:
لقد ترك العمل لدينا وسيعود الى المدينة..
ماذا..؟!
قالتها ليلى بعدم تصديق قبل أن تكمل بحيرة:
هل أنت متأكد مما قلته..؟!
هو من أخبرني هذا بنفسه..

هبطت ليلى من السيارة واتجهت الى المنزل، ضغطت على جرس المنزل ليفتح شاهين لها الباب وينظر إليها بعدم تصديق...
ليلى، ماذا تفعلين هنا..؟!
سألته وهي تفرك يديها الاثنتين بتوتر:
هل حقا ما سمعته..؟! ستترك العمل لدينا..؟!
ابتسم وقال:
نعم، ألم يكن هذا ما تريدينه..

نظرت إليه وقالت:
نعم ولكن،
صمتت ولم تكمل بينما سألها شاهين بحيرة:
ولكن ماذا..؟!
هزت ليلى رأسها وقالت:
لا يهم، أردت إخبارك فقط أنني لا اريد رحيلك كما تظن.
ما ان انهت جملتها حتى سمعت صوت فتاة تخرج من احدى الغرف وهي تحمل بيدها بلوزة وتقول:
شاهين، هذه البلوزة قديمة للغاية ولا تحتاجها..
ابتلع شاهين ريقه بتوتر بينما نظرت ليلى الى الفتاة بعدم تصديق قبل أن تنسحب من أمامه وهي تلعن نفسها للمرة الألف لأنها ذهبت اليه وتحدثت معه..

استيقظ أيهم من نومه على صوت رنين هاتفه، حمل الهاتف مسرعا ونظر الى المتصل ليجدها سالي..
ابتلع ريقه بتوتر وقد بدأ الأفكار السوداء تأخذ طريقها نحو، لماذا تتصل به باكرا..؟! هل حدث شيء سيء لدارين..؟! لقد تركها لأول مرة منذ ثلاثة أيام كي يستريح قليلا.. هل يعقل أن تتركه وترحل..؟!

أجاب على الهاتف بأصابع مرتجفة ليأتيه صوت سالي الباكي:
دارين استيقظت يا أيهم، تعال بسرعة..
رمى الهاتف على السرير وقفز من مكانه واتجه نحو خزانة الملابس ليرتدي ملابسه بسرعة..
ارتدى ملابسه على عجلة وحمل هاتفه ومفاتيح سيارته وهبط نحو الطابق السفلي متجها خارج الفيلا غير أبها بصراخ والدته التي لم تستوعب بعد متى جاء ابنها ومتى رحل..

قاد سيارته بسرعة كبيرة ووصل الى المشفى ليهبط من السيارة ويتجه الى حيث ترقد دارين...
تقدم الى داخل الغرفة التي ترقد بها بلهفة، لهفة تقابل نظراتها الصامتة الحزينة..
اقترب منها ووقف بجانبها يهمس بعدم تصديق:
دارين، لقد استيقظت أخيرا..

ثم أكمل وهو يمسح على وجهها برقة:
أنت بخير، أليس كذلك..؟!
لم تجبه بل ظلت ملتزمة الصمت.. الصمت فقط لا غير..
دارين حبيبتي، طمئنيني عنك..
لماذا فعلت بي هذا..؟! لماذا تخليت عني يا أيهم..؟!
قالتها أخيرا بصوت مبحوح وملامح شاحبة ليجذبها نحوه ويحتضنها بقوة وهو يردد بأسف:
سامحيني يا دارين، سامحيني حبيبتي..

إنهارت باكية بين أحضانه، لا تصدق أنها عاشت بعدما حاولت الإنتحار، لقد فشلت في قتل نفسها..
نظرت إليه وهي تمسح وجهها بكفيها بعدما ابتعد عنها:
كل شيء حدث بسببك، لو لم تتخل عني ما كان ليحدث كل هذا..
أعلم هذا، ولكنني ظننتك أقوى من أي شيء...
ابتسمت بمرارة وقالت:
أنت لا تفهم اي شيء..

عارضها بقوة:
بلى أفهم، وأعتذر عن كل ما فعلته.. سامحيني دارين.. سامحيني لأنني أذيتك وجرحتك.. دارين انا احبك وسأعوضك عن كل ما حدث..
تشنجت ملامح وجهها وهي تقول بلهجة باكية:
لم بعد ينفع..
لا تقولي هذا.. أنتِ هنا وأنا ما زلت هنا.. سننسى كل ما حدث ونبدأ من جديد..
ليت ما تقوله ممكن، ليته فقط.

كانت تتحدث بيأس غريب، يأس لم يدرك سببه فقال بترجي:
دارين حبيبتي افهميني، اذا كنت تقصدين الماضي وعملك١ هذاك فأنا سامحتك لأجله... أما اذا كنت تتحدثين عن شيء اخر..
أومأت برأسها وقالت بحسم:
للاسف نحن لا يمكن ان نكون سويا يا أيهم، لا يمكن إبدأ..
صرخ بها بنفاذ صبر:
لماذا..؟! لماذا لا يمكن أن نكون سويا..؟!
تلكأت الكلمات على شفتيها وهي تقول:
لأنني لست عذراء..


look/images/icons/i1.gif رواية عروس الثأر
  04-02-2022 01:25 صباحاً   [24]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية عروس الثأر للكاتبة سارة علي الفصل السابع والعشرون

اعتلت الصدمة ملامح وجهه ما إن استمع لما قالته، حاول أن يتفوه بأي كلمة لكن صدمته طغت على أي كلام قد يقال..
بينما أخفضت هي وجهها نحو الأسفل والدموع اللاذعة تغطيه بالكامل...
تحامل على نفسه أخيرا بعدما استوعب ما قالته، هي ليست عذراء..
حبيبته التي انتظرها طويلا لم تكن عذراء..
وجد نفسه يسألها بأمل تولد في داخله للحظة:
هل كان إجبارا عنك..؟!

شهقت بقوة وهي ترفع بصرها نحوه قبل أن تهز رأسها نفيا ليغمض عينيه بوهن للحظات قبل أن يفتحها ويسألها بصوت يائس:
متى حدث هذا..؟!
أجابته بخفوت:
منذ اسبوع...
كيف..؟!
سألها بصوت متحشرج لتجيبه من بين دموعها:
كنت ثملة وحدث ما حدث..

ابتسم ساخرا ثم قال بمرارة شعر بها:
ثملة، هكذا بكل بساطة...
أومأت برأسها ثم كفكفت دموعها بأناملها وقالت:
اسفة أيهم، لم يكن علي إخبارك فورا.. لكنني لم أستطع أن أكرر خطأي السابق وأخبئ عنك سر مهم كهذا..
من هو..؟! أجيبيني...

قالها وهو يقبض على كتفيها ويهزها بعنف لتنهار باكية وهي تجيبه:
مدير أعمالي الجديد، والله كنت ثملة حينما حصل ما حصل..
اخرسي.. اخرسي أيتها الحقيرة..
قالها بعصبية شديدة وهو يبتعد عنها ويلهث بقوة..
أيهم افهمني ارجوك..

كانت تتوسله أن يمنحها فرصة أخيرة..فرصة تتمناها.. فرصة حصلت عليها مسبقا وأضاعتها بكل غباء...
ضحك وقال بلهجة بائسة:
فرصة..؟! تريدين فرصة..
أومأت برأسها ليكمل بصوت خالي من أي مشاعر:
انا اسف يا هذه، لا يمكنني أن أسامحك، لا يمكنني أن أكون حمارا أكثر...
شهقت باكية بقوة ليقترب منها ويهمس بقسوة:
هذا أخر لقاء بيننا يا دارين، اتمنى ألا أراك في حياتي بعد الأن...
ثم تركها وحيدة ورحل..

دلف أيهم الى المنزل وملامحه يسيطر عليها الوجوم...
اتجه الى صالة الجلوس ليجد أسامة وأنس مع والدته جالسين سويا...
نظر الى والدته بنظرات صامتة مخذولة لتتطلع إليه والدته بحيرة قبل أن تنهض من مكانها وتسأله وهي تقترب منه:
هل أنت بخير..؟!
هز رأسه نفيا دون رد ليتطلعا أسامة وأنس إليه بقلق.. كان يبدو تائها ضعيفا على غير العادة..
ماذا حدث يا أيهم..؟!
سألته والدته بقلق ليجيبها:
متعب قليلا، سوف أصعد الى غرفتي وأنام..

تحرك مبتعدا عن الجميع متجها الى غرفته في الطابق العلوي.. هناك القى بجسده على السرير وأخذ ينظر الى السقف بعينين حزينتين..
سمع صوت طرقات على باب الغرفة يتبعه دخول أسامه والذي اقترب منه وجلس بجانبه قائلا:
ماذا هناك..؟! لماذا انت منزعج للغاية..؟!
اعتدل أيهم في جلسته وقال:
لقد انفصلت عن دارين نهائيا..

كان أسامة يعلم بمشاعر أيهم نحو طالبته تلك الاب تدعى دارين ولكنه لا يعلم أي تفاصيل تخص انفصالهما الأول..
لماذا..؟!
سأله أسامة ليجيبه أيهم بجدية:
نحن غير مناسبين لبعضنا، هكذا فقط..
زفر أسامة أنفاسه وقال:
تبدو حزينا للغاية يا أخي.. هل إنت متأكد من كون هذا السبب الوحيد..؟!
لم يشأ أيهم أن يخبر أسامة بالسبب الحقيقي لانفصالهما فأومأ برأسه دون رد..

شعر أسامة بعدم رغبة أيهم في البوح بالسبب الحقيقي فهو يعرف ويدرك جيدا أن أيهم منغلق على نفسه وحياته الشخصية..
لم يصر أسامة على معرفة السبب وإحراجه فأحاط كتفيه بذراعه وقال بلهجة مرحة:
حسنا لا تحزن يا أيهم، سيعوضك الله خيرا عنها..
منحه أيهم ابتسامة خافتة لم تصل إلى عينيه وقال:
ان شاءالله...
حل الصمت بينهما وقد شرد أيهم بها من جديد يلعن نفسه لأنه أحبها هي دونا عن غيرها..

جلست فرح على سريرها تقلب في هاتفها بينما أدهم يقف أمامها عاقدا ذراعيه أمام صدره ينظر إليها بترجي طالبا منها أن تحدثه ولو بكلمه واحدة..
ألن تقولي شيئا..؟!
لم يجد ردا منها فأقترب نحوها وقال بتوسل:
فرح تحدثي معي..
والنتيجة واحدة، لا رد..
فرح لا تثيري جنوني...

بدأ صوته يعلو تدريجيا لتنهض من مكانها وتتجه نحو النافذة بعدما وضعت سماعات الهاتف داخل اذنها..
زفر أنفاسه بقوة وأخذ ينظر إليها بقلة حيلة.. ماذا سيفعل الأن معها وكيف سيتصرف..؟!
إنها تقاطعه ولا تتحدث معه بشكل يثير أعصابه..
لقد اعتاد عليها وعلى أحاديثها وشقاوتها التي بات يعشقها بجنون..
ليته فقط اعترف لنفسه بهذا مبكرا، ما كان حينها سيخسرها اطلاقا..

لكن لا هو لن يخسرها مهما حدث، سوف يحاول معها حتى تسامحه ويعودان كما كانا...
اقترب منها وقال بعدما مسك كتفيها بكفيه وأزال السماعات من أذنيها:
حبيبتي، أعترف أنني اخطأت ولكنني شرحت لك سبب ما حدث...ارجوكِ سامحيني...
التزمت فرح الصمت ولم ترد عليه بينما أدارها أدهم نحوه وأخذ ينظر إليها بشوق وشغف... اللعنة إنه يشتاقها بجنون..

ابتعدت عنه عائدة نحو سريرها ليهتف بها بضيق:
فرح..!!
قالت بلهجة غاضبة:
ماذا تريد..؟!
اقترب منها بعدما أخذ نفسا عميقا ثم رفع ذقنها بأنامله متأملًا عينيها الزرقاوين وقال:
أحبك..
رفعت حاجبها وقالت بلا مبالاة:
شكرا..
فرح أنا أقول لك أنني أحبك..
وأنا أقول لك شكرا..

تأفف بنفاذ صبر بينما حملت هي كتاب موضوع على الطاولة وأخذت تقلب به ليهتف بقلة حيلة:
يبدو أنه لا يوجد أي حل أمامي، سأضطر الى الإنسحاب يا فرح...
خرج من الغرفة تاركا إياها تتابعه قبل أن تتنهد بصمت..

بعد مرور ساعتين..
وقفت أسما أمام غرفة أيهم تنظر الى الباب بتردد، لقد وصلتها الأخبار وعلمت بما فعلته دارين..
لم تتوقع أن تحاول فتاة مثل دارين الانتحار لكنها فاجئتها بما فعلته...
طرقت على الباب أخيرا ودلفت الى الداخل لتجد أيهم يقف في الشرفة يدخن سيجارته بصمت..
اقتربت منه وهي تشعر بالضيق فهو لا يدخن إلا نادرا، يبدو إنه يعاني بحق..
وقفت بجانبه مستندة بكفيها على سور الشرفة، ظل الصمت حائلا بينهما حتى قطعته هي بقولها:
حبيبي، كيف حالك..؟!

بخير..
أجابها بهدوء غريب لا يشبه تلك النيران المندلعة داخله لتلتفت نحوه وتهتف بعد لحظات:
أيهم، أعلم أنني جرحتك دون قصد، لكن أنا فقط أردت أن أفتح عينيك على الحقيقة..
قاطعها:
أمي لا داعي لهذا الكلام، انسي هذا الموضوع تماما، ...
نظرت إليه بحزن وقالت:
لكنك لم تنسه يا أيهم، ما زلت تعاني بسببه.. حزنك وانعزالك عنا طوال الوقت بسبب ما حدث...

زفر أيهم أنفاسه بقوة وقال:
انا فقط بحاجة لقليل من الوقت، اتمنى أن تفهمي هذا..
أفهمك حبيبي ولكن انا قلقة عليك...
ابتسم لها وقال وهو يربت على كف يدها:
لا تقلقي، سأكون بخير...
هل يوجد شيء أخر تريد قوله..؟!
سألته والدته بجدية ليرد عليها:
الحقيقة قررت أن أنتقل من جامعتي الى جامعة اخرى..
كما تريد، اذا كان هذا سوف يريحك فإفعله..
ابتسم أيهم لها وقال بإمتنان:
شكرا..

تطلعت والدته إليه وقالت بحب:
أيهم يجب أن تعلم بأنني أحبك وأخاف على مصلحتك أكثر من أي أحد، قد أكون عصبية قاسية بعض الشيء ولكن هذا كله لأجل مصلحتك أنت وإخوتك..
ابتسم لها وطبع قبلة خفيفة على وجنتها لتربت هي على وجهه وترحل..

أوقف أدهم سيارته أمام أحد محلات المجوهرات، هبط من سيارته واتجه الى داخل المحل، استقبله صاحب المحل ورحب به بحرارة قبل أن يطلب أدهم منه أن يريه أحدث المجوهرات الموجوده عنده..
وبالفعل عرض عليه صاحب المحل مجموعة من المجوهرات الراقية ليختار أدهم عقد ماسي رقيق من بينهم مع سوار من نفس التصميم...

اشتراهما أدهم وخرج من المحل وهو يشعر بالسعادة والترقب لردة فعل فرح ما إن يقدمها لها، وفي طريقه الى المنزل قرر أن يقف أمام أحد محلات الورود ليشتري لها باقة من الورد..
وصل أدهم الى القصر ليهبط من السياره وهو يحمل هداياه بسعادة بالغة...
دلف الى الداخل ليقابل في طريقه أني الذي قال وهو يصفر:
أوووه ما كل هذا..؟! يبدو أن أحدهم يجاهد لتصحيح أخطائه..

اخرس..
قالها أدهم وهو يرميه بنظرات مشتعله جعلت الأخير يتخذ جانبا ثم اتجه نحو الطابق العلوي ليمر من جانب صالة الجلوس فتنادي عليه والدته حينما رأته يحمل أغراض معه..
تأفف أدهم بضيق وهو يفكر بأن والدته سوف تفتح تحقيقا معه، سار على مضض نحوها وهو يحمل الهدايا لتسأله والدته بضيق:
هذا كله لأجلها...
أجابها أدهم بجدية:
نعم ماما، إنه لأجل فرح...
وما المناسبة..؟!

لا توجد مناسبة معينة، رأيتها وأعجبتني فقررت أن أشتريها لها..
جيد، لا تنسى الليلة عيد زواجي ويجب أن تكونوا متواجدين في القاعة مبكرا..
لا تقلقي، لن انسى..
قالها أدهم وهو يخرج مسرعا من عندها هربا منها...
اتجه الى الطابق العلوي وتحديدا نحو غرفته.. فتح باب الغرفة ودلف الى الداخل وهو ينادي على فرح:
فرح، حبيبتي ابن انتِ..؟!

خرجت فرح من الحمام وهي تضع يدها على بطنها بعدما تقيأت في الداخل..
اقتربت أدهم منها بسرعة وقال بلهفة:
ماذا حدث يا فرح..؟! هل أنت بخير..؟!
أومأت برأسها دون رد، تمددت على السرير وهي تتدثر جيدا في الغطاء ليقول أدهم بقلق حقيقي:
اخبريني ماذا حدث معك..؟! هل تقيأتِ..؟!
أومأت برأسها دون رد ليقول بسرعة:
سوف أتصل بالطبيب..

كلا لا يوجد داعي، انه مجرد دور برد..
قالتها بسرعة موقفك إياها هنا يفعله لينظر لها بشك ويقول:
هل أنتِ متأكدة أنه مجرد دور برد..؟!
أومأت برأسها والإرتباك سيطر عليها لتجده ينظر إليها بصمت قبل أن يحتضنها فجأة بقوة...
وضعت فرح كفيها على ظهره محيطه إياه بذراعيها بينما شدد أدهم من أحتضانها وهو يردد:
سامحيني حبيبتي، سامحيني أرجوكِ...
كيف هنت عليك وقبلتها يا أدهم..؟!

قالتها فرح وهي تجاهد كي تخفي دموعها بينما شدد أدهم من احتضانها وهو يهتف بصدق:
لم أرغب بهذا ولكنني كنت مجبر على مسايرتها...
ثم أبعدها قليلا عنه وأحاط وجهها بين كفيه وقال:
فرح أنا أحبك أنت، أنتِ كل ما يهمني.. افهمي هذا...
طبع بعدها قبلة طويلة على جبينها لتقول فرح:
أحبك...
رد عليها بإبتسامة:
وأنا أعشقك...

ثم نهض من مكانه وحمل الهدايا التي كان قد وضعها على السرير، اتجه بها إليها لتنظر إليه فرح بفضول قبل أن يمد يده بالهدايا اليها...
أخذتها منه وفتحت علبة المجوهرات لتندهش من جمال تصميم العقد والسوار...
ابتسمت بحب قبل أن تهتف برقة:
إنه رائع يا أدهم، أشكرك كثيرا..
حقا أعجبك..؟!

أومأت برأسها وهي تلمس العقد بأناملها ليتنهد براحة وهو يقول:
لقد شعرت بأنه يشبهك، رقيق وناعم مثلك..
نظرت إليه بحب قبل ان تندس بين أحضانه ليربت عليها وهو يفكر أن سعادته إكتملت أخيرا..

أغلقت ألاء هاتفها وهي تتنهد بضيق لتجد كاظم يخرج من الحمام وهو يجفف شعره، تطلع إليها فشاهد الوجوم مرسوما على ملامحها فسألها:
ماذا حدث يا الاء..؟! تبدين واجمة..
أجابته الاء بجدية:
إنها والدتي، اتصلت بي تسألني اذا ما سوف أحضر حفل عيد زواجها، تضايقت كثيرا حينما علمت أنني لن أستطيع الحضور..
ولماذا لم تخبريني من قبل عن هذا..؟!
سألها بضيق لترد بهدوء:
لم أكن مهتمة بالحضور من الأساس، كما انني انشغلت بما حدث في الأيام الماضية ونسيت موعد الحفل..

لكن والدتك معها حق، يجب أن تحضري حفلة مهمة لها كهذة..
تطلعت الاء إليه بعدم تصديق، هل كاظم من يتحدث معها..؟!
هل أنت جاد فيما تقوله..؟!
سألته بدهشة فشلت في اخفائها ليومأ برأسه وهو يقول بإيجاب:
بالطبع جاد..

ثم أردف بجدية:
جهزي أغراضك سنذهب الى المدينة اليوم..
نهضت من مكانها واقتربت منه تقول:
ولكن ماذا عن خطوبة ميرا..؟! ألن نحضرها..؟!
بلى سوف نحضرها، لنذهب يومين ونعود...
حسنا كما تحب..
قالتها بإذعان وهي تتجه نحو الخزانة لتخرج بعضا من ملابسها ثم التفتت نحو كاظم وقالت:
سأجهز ملابسك ايضا..
كما تريدين..

جهزت الاء ملابسهما ووضعتها في الحقيبة ثم ارتدت ملابسها وتجهزت بالكامل لتجد كاظم في انتظارها...
حمل كاظم الحقيبة وسارت هي خلفه خارج غرفة نومهما، ودعا والدة كاظم وأخواته ثم رحلا سويا الى المدينة...

دلفت ليلى الى المنزل وهي تشعر بضيق لا تعرف سببه..
وجدت ملك أمامها والتي سألتها:
ماذا حدث يا ليلى..؟! لماذا عدت مبكرا على غير العادة..؟!
أجابتها ليلى وهي تتجه نحو الطابق لعلوي حيث غرفتها:
لا شيء، متعبة قليلا...

دلفت ليلى الى غرفتها وأغلقت الباب خلفها، جلست على سريرها مستنده بظهرها عليه تحتضن جسدها بذراعيها..
دلفت ملك الى الداخل واقتربت منها وهي تسألها:
وشاردة ايضا، ماذا حدث يا فتاة..؟! هيا أخبريني..
زفرت ليلى أنفاسها وقالت بضيق:
لم يحدث شيء مهم يا ملك...
ابتسمت ملك وقالت:
بلى حدث، لا تكذبي علي..
نظرت ليلى إليها بصمت بينما أكملت ملك بجدية:
هيا أخبريني ماذا حدث..؟!
شاهين..
مابه..؟!

سألتها ملك بحيرة لتسرد ليلى على مسامعها ما حدث بدئا من خطبته لها انتهاء بذهابها اليه ورؤية تلك الفتاة عنده..
كانت ليلى تتحدث بعصبية مكتومة وقد لاحظت ملك هذا فإبتسمت بصمت لتسألها ليلى ببرود:
لماذا تبتسمين..؟!
أجابتها ملك بصراحة:
لأنك تتحدثين بعصبية واضحة..
أنا..!! ابدا..

قالتها ليلى وهي تشير ألى نفسها بإصبعها تحاول إبعاد تلك التهمة عنها لتضحك ملك بقوة ثم تقود:
للاسف ضيقك من هذا الأمر واضح..،
لا تبدئي الأن يا ملك..
قالتها ليلى وهي تشيح بوجهها بعيدا عنها لترد ملك بإعتذار:
حسنا انا اسفة، دعينا تتحدث في الموضوع بهدوء ونفهم سبب وجود تلك الفتاة عنده وسبب سفره المفاجئ..
عقدت ليلى ذراعيها امام صدرها وقالت بلا مبالاة مفتعلة:
لا يهم، ليذهب الى الجحيم حتى، هذا الامر لا يعنيني..

ليلى لا تكذبي على نفسك وعليّ، الأمر يعنيكِ وبشدة..
تطلعت ليلى إليها وقالت بضيق:
لا تقولي هذا يا ملك، شاهين لا يهمني وما يحدث معه لا يخصني..
طالما أنه لا يهمك، لماذا عدا مبكرا من العمل وأنت متضايقة ولماذا تتحدثين بكل هذا الغضب..؟!
نظرت إليها ليلى وقالت بعد لحظات:
أنا لا أتحدث بغضب، كما إنني لم أعد من أجله.. أنا فقط مرهقة قليلا...
حسنا كما تشائين، يبدو إنك مصرة على إنكار اهتمامك به..
قالتها ملك وهي تنهض من مكانها وتخرج من غرفتها تاركة ليلى تتابع أثرها حتى اختفت تماما لتزفر أنفاسها بضيق...

كان شاهين ينظر الى هاتفه بتردد، يريد الإتصال بها وتبرير موقفه لكن يخاف أن تحرجه ببرودها ولا مبالاتها..
وبالرغم من أنه رأى الضيق واضحا عليها إلا إنه لا يرغب بإحراج نفسه..
زفر أنفاسه بضيق وهو يفكر في حيرته تلك التي لا تنتهي، لمَ عليه أن يعاني الى هذه الدرجة للحصول على ما يريده..؟!
اقتربت منه نفس الفتاة التي كانت معه وهي تحمل بيدها كوب من الشاي، سألته وهي تجلس بجانبه وترتشف قليلا من الشاي:
ألن تتصل بها..؟!

تطلع إليها وقال بوجوم:
كلا لن أتصل..
ولكن يجب أن تشرح لها من أكون..
قالتها الفتاة بجدية ليرد شاهين:
اعلم هذا ولكنها من الممكن أن تحرجني وتدعي عدم اهتمامها بمعرفة هويتك...
تطلعت الفتاة اليه بحيرة وقد شعرت ان معه كل الحق، فقد تحرجه ليلى بعدم اهتمامها بما سيقوله...
حسنا لا تتضايق..
لست متضايق..

قالها شاهين بإقتضاب لترد الفتاة بتساؤل:
هل ما زلت مصر على العودة الى المدينة وترك القرية...؟!
أومأ برأسه دون رد لتنظر إليه بشك قبل أن تنهض من مكانها وتتجه الى غرفة نومها...
اما شاهين فأخذ يفكربليلى وسبب تمسكه بها، انه يريدها وبشدة وكان سيفعل اي شيء كي يحصل عليها ولكنها تصده بشدة الأمر الذي يجعله بتراجع عما اراده..

جلس مازن أمام والدته التي كانت تتابع احدى مسلسلاتها المفضلة بتركيز شديد..
تنحنح مصدرا صوتا يدل على وجوده لتنظر والدته إليه وتسأله:
خير يا مازن.. ماذا هناك..؟!
أمي أنا قررت، لن أتزوج بماري...
اتسعت عينا الأم بعدم تصديق قبل أن تهتف بسعادة بالغة وهي تكاد تقفز من مكانها:
حقا يا مازن..؟! لن تتزوجها..؟!
أومأ مازن برأسها وأجابها بتأكيد:
حقا يا أمي..

ولكن ماذا حدث..؟! ألم تكن ترغب في زواجك منها..؟!
سألته الأم بحيرة ليرد بعد تردد:
لأنني اكتشفت أنني لا أحبها..
أطلقت الأم تنهيدة طويلة وقالت:
وأخيرا، لقد كنت يأست من إدراكك لهذا..
ابتسم بإحراج بينما أكملت الأم:
لا بأس يا بني، قرارك تأخر قليلا ولكن لا بأس..

حك مازن ذقنه وقال:
في الحقيقة انا اكتشفت ايضا أنني أريد الزواج بفتاة اخرى...
وضعت الأم كف يدها موضع قلبها وقالت بتوجس:
هل هي أجنبيه ايضا..؟!
ابتسم وقال:
لا تقلقي يا أمي، هي ليست أجنبيه، إنها هنا من القرية..
من تكون..؟!
سألته بترقب ليرد:
ميرا ابنة خالي...

بهتت ملامح الأم الذي قالت بعدما استوعبت ما قاله ابنها:
ولكنها مخطوبة يا مازن..
أومأ برأسه وهو يقول:
أعلم أن خطوبتها بعد أيام قليلة، ولكن بإمكانها أن تفسخها، أمي أنا أريدها كما أنني ابن عمتها وأقرب شخص لها..
ثم أردف بقوة:
هي لم ترتدي خاتمه بعد، بإمكانهم ان يتراجعوا عن هذا القرار..
نظرت والدته إليه بحيرة ولم تعرف ماذا تقول، هل توافقه على كلامه..؟!

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 4 من 9 < 1 2 3 4 5 6 7 8 9 >




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 1775 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1278 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1333 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 1145 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 2095 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، عروس ، الثأر ،












الساعة الآن 09:28 PM