logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .







look/images/icons/i1.gif رواية عروس الثأر
  04-02-2022 01:14 صباحاً   [13]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية عروس الثأر للكاتبة سارة علي الفصل الرابع عشر

ليلى جدي يريد رؤيتك...
كانت هذه كلمات ملك المقتضبة التي ألقتها في وجه ليلى قبل ان تخرج من غرفتها لتنهض ليلى من فوق سريرها وتتجه بسرعة نحو الخزانة لتغير بيجامتها...
ارتدت ملابسها ورفعت شعرها عاليا ثم خرجت من غرفتها وسارعت في الذهاب الى جدها الذي كان ينتظرها في صالة الجلوس...
دلفت الى صالة الجلوس واتجهت نحو الجد الذي استقبلها بإبتسامة وقبلت يده ثم جلست بجانبها وقالت: اهلا بك جدي...

ربت الجد على كفي يديها وقال: اهلا بك حبيبتي، كيف حالك؟!
اجابته بنبرة واهنة: بخيرر...
تأملها الجد قليلا، كان التعب واضحا عليها...
اسمعيني يا ليلى، اعلم أن ما حدث معك وما مررت به لم يكن سهلا على الاطلاق...
اومأت برأسها دون ان ترد ليردف بجدية: ولكن انا أثق بحفيدتي، أثق بقوتها وقدرتها على تجاوز كل هذا والبدأ من جديد...

ابتسمت بضعف وقالت: اتمنى هذا يا جدي...
ليلى ابنتى، انتِ اقوى من مشكلة كهذه...
هزت رأسها عدة مرات وقد بدأت الدموع تتجمع داخل عينيها...
ابكي يا ابنتي، ابكي وارتاحي...

هطلت دموعها من عينيها بسرعة وكأنها كانت تنتظر ان يطلب احد منها أن تبكي، بدأت شهقاتها تظهر بوضوح ليحتضنها الجد بسرعة ويربت على ظهرها...
توقفت عن بكائها وأخذت تمسح دموعها باطراف أناملها وهي تتحدث بنبرة مجروحة: لقد تعرضت لجرح وإهانة كبيرتين يا جدي...
شعر الجد بالألم والضعف أمام دموع حفيدته، هو لا يستطيع أن يفعل شيئا لها الان...
انسي يا ابنتي، انسي كل ما مررت به...

ثم اردف بتوعد: وذلك الحقير سأتصرف معه على طريقتي...
لا تفعل له شيئا يا جدي...
هل ما زلت تحبينه؟!
قالها الجد مذهولا مما يسمعه منها من رفض ان يؤذي جابر لتبتسم بتهكم قبل ان تقول بمرارة: احبه، وهل رجل مثله يستحق الحب يا جدي؟!
كلا يا ابنتي، بالتأكيد لا...

حل الصمت المطبق بينهما قبل ان يقول الجد: ماذا قررت الان؟! ماذا ستفعلين.؟!
اجابته بضياع حقيقي: لا اعرف، هل تصدقني لو قلت لك أنني لا اعرف ماذا سأفعل؟!
فكري يا صغيرتي، انتِ بحاجة لأن تفعلي الكثير من الأشياء التي قد تساعدك في تخطي ما حدث...
سألته ليلى بحيرة: مثل ماذا.؟!

اجابها بعد تفكير: ما رأيك أن تعملي؟! العمل سيساعدك في تخطي ما حدث ونسيانه...
وماذا سأعمل؟!
صمت لوهلة يفكر في عمل مناسب لها ثم ما لبث ان اجابها: تعالي اعملي في المزرعة...
وماذا سأعمل بها.؟!
تتابعين العمال وتراقبينهم، وغير ذلك من اعمال الحسابات...

تمتمت بحيرة: اخاف ألا أنجح بأعمال كهذه يا جدي، أنا درست العلوم، دراستي تختلف عما تطلبه مني...
ستنجحين يا ابنتي، ثقي بي...
دب الحماس فجأة فيها فقالت بلهفة: حسنا، انا موافقة...
جيد، متى تريدين ان تبدئي في عملك؟!

لا اعلم، أخاف ان يتحدث الناس عني بسوء اذا بدأت العمل خلال فترة عدتي...
قالت جملتها الأخيرة بنبرة حزينة وقد عادت الذكريات السوداء تتدفق اليها...
ومنذ متى ونحن يهمنا كلام الناس؟! ستعملين متى ما تريدين...
حقا؟!
سألته بترقب ليومأ برأسه قبل ان يحتضنها ويطبع قبلة على جبينها...
فكري وبلغيني، متى تريدين ان تبدئي العمل..
حاضر...
انا سأذهب الان...

نهض من مكانه متكئا على عكازته لتقول ليلى بسرعة: ابقى معنا على الغداء يا جدي...
لا استطيع يا ابنتي، لدي ضيوف مهمين سيأتون على الغداء...
سار الجد خارج من صالة الجلوس تتبعه ليلى حتى أوصلته الى الباب الخارجي للمنزل وودعته...

مساءا...
دلف أدهم الى غرفة النوم ليجد فرح تقف أمام النافذة مولية ظهرها له...
ما ان شعرت بوجوده حتى التفتت نحوه تتأمله قليلا قبل ان تقول بسخرية: قل مساء الخير على الاقل...

مساء الخير...
قالها باقتضاب وهو يخرج هاتفه من جيبه ويعبث به...
وقفت أمامه بعد لحظات وهي متخصرة تراقبه بنظرات مشتعلة ليرفع وجهه نحوه يطالعها بنظرات جامدة قبل ان يهتف ببرود: هل توجد مشكلة ما؟!
اجابته بنبرة هازئة: انا من يجب ان يسأل سؤال كهذا...

ماذا يحدث يا فرح؟! لماذا تتحدثين معي بهذا الشكل؟!
ضغطت على شفتيها بقوة قبل ان تجيب بصوت جاهدة ليخرج هادئ: اسأل نفسك، لقد خرجت منذ الصباح الباكر، دون ان تخبرني حتى...
قاطعها بسرعة: خرجت مع والدك، لم أخرج مع شخص غريب...
حتى لو، انت تتصرف معي بطريقة غريبة، كأنك لا ترغب بالحديث معي، او الاقتراب مني...

أليس هذا ما كنا عليه قبل ان نأتي الى هنا؟! ألم تكن هذه طريقة تعاملنا مع بعضنا؟!
ابتلعت غصتها داخل حلقها وشعور كبير بالإهانة سيطر عليها، لقد جرحها بكلماته تلك...
صحيح، معك حق...
قالتها بنبرة متهزهزة قبل ان تتجه نحو الجانب الااخر من السرير وترمي بجسدها فوقه...
ثم وضعت الغطاء على جسدها و أعطته ظهرها وأغمضت عينيها...
التفت أدهم نحوها وقال فجأة: فرح، انا لم اقصد شيئا سيئا مما قلته...

ابتسمت مع نفسها بسخرية بينما أكمل هو بجدية: لا تفهمي كلامك بشكل خاطئ، انا فقط لا اريد ان اضعك في موقف محرج مثلما حدث البارحة...
اعتدلت فجأة في جلستها وقالت: اذا اهنئك، لقد احرجتني وبشدة...
تطلع اليها قليلا قبل ان يهتف فجأة: تصبحين جميلة للغاية حينما تغضبين...
اتسعت عيناها بدهشة مما يقوله لتهتف بعدم تصديق: هل هذا وقت مزاحك يا ادهم، انا اتحدث بجدية معك...
قال ادهم ببساطة: وانا أتحدث بجدية معك...

رمته بنظرات قاتلة قبل ان تعاود النوم في جهتها...
ليتمدد هو بدوره على الجهة المخصصة له ويغمض عينيه بنية النوم...
بعد لحظات قليلة تحدثت فرح قائلة: ادهم...
نعم...
هل غفيت؟!'
لو كنت غفيت ما كنت لأجيبك الان، أم أنني احدثك مباشرة من حلمي الثاني..
سخيف...
ماذا قلت ِ؟!

ردت: قلت كم إنك رجل فكاهي دمك خفيف...
ابتسم في داخله قبل ان يهتف بها: ماذا كنت تريدين؟!
اجابته: كنت أريد إخبارك بأنني سأبقى هنا لعدة ايام اخرى، ليلى تريدني أن أبقى معها..
لا يعرف لماذا ازعجه ما قالته، ولم يجد تفسيرا له..
وجد نفسه يقول عل مضض: كما تريدين...
ادهم...
نعم...
قالها ثم اردف بتذمر: ألن ننام اليوم؟!
هل أحببت من قبل؟!

كان سؤالها مفاجئا وغير متوقعها لكنه اجابها عليه بصراحة مطلقة: كلا، لم أحب ابدا من قبل...
ابتسمت براحة وهي تفكر بأن قلبه لم ينشغل يوما بأي أمرأة...
اغمضت عيناها وقد ارادت ان تريح عقلها من التفكير قليلا...
لكنه سألها هو بدوره: وماذا عنك.؟! هل احببت من قبل؟!
هزت رأسها نفيا وقالت: كلا، لم احب اي احد من قبل...
لماذا.؟!

اجابته: ربما لأنني لم أجد الشخص المناسب والذي يستحق ان احبه...
التفت بوجهه نحوها لتلتفت بوجهها هي الاخرى فتتقابل عيناها بعينيه، ابتسمت بخجل بينما أخذ هو يتأمل عينيها الساحرتين بعمق...
ظلا هكذا لفترة طويلة حتى غرق الاثنان في نوم عميق، وكلاهما يفكر بالأخر، ويرى الاخر من منظور مختلف عما سبق ورأه فيه...

في منزل كاظم زهران...
دلف كاظم الى المنزل ليجد والدته تجلس في صالة الجلوس تتابع التلفاز...
اتجه نحوها لترفع رأسها نحوه وتتأمله بقلق، كان يبدو متعبا ويحمل ثقل الدنيا كله فوق رأسه...
جلس بجانبها ملتزما الصمت لتقول له: كيف حالك يا بني؟! هل انت بخير؟!
اجابها بعد تنهيدة ثقيلة: لست بخير يا امي، انا متعب للغاية...
ماذا حدث يا بني.؟!
سألته بقلق شديد ليجيبها كاذبا: مشاكل في العمل...

ربتت على كف يده بحنو بالغ قبل ان تهتف به: لا بأس يا بني، العمل هكذا لا ينتهي، ما رأيك أن تأخذ لستراحة قصيرة منه.؟! اذهب وسافر مع زوجتك، انتما لم تقضيا شعر عسل سويا بعد...
وكأنها سكبت جرحا فوق الملح، ها هي تذكره من جديد بسبب خذلانه وتعاسته، تلك المسماة زوجته...
هي السبب في كل شيء، لقد خدعته، جرحته، طعنته بالصميم...
شعرت والدته به فقالت بتردد: هل حدث شيء سيء بينكما؟! هل انتما متخاصمان.؟!
اجابها نافيا بسرعة ما قالته: كلا، نحن بأفضل حال...
اذا ماذا حدث؟!

اجابها: كما اخبرتك، مجرد مشاكل في العمل لا غير...
ثم نهض من مكانه وقال: انا سأذهب لأستريح قليلا قبل العشاء...
حسنا يا بني، اذهب وارتاح قليلا، انت تعمل منذ الصباح، كان الله في عونك...
اتجه نحو غرفته وهو يدعو الله ان لا يراها فهو لا يريد رؤيتها الان...

ولكن لسوء حظه ما ان فتح الباب حتى وجدها في وجهه، ابعد انظاره بسرعة عنها واتجه نحو السرير ليجلس عليه بعدما اخرج هاتفه وأخذ يعبث به...
تنحنت الاء مصدرة صوتا يدل على وجودها ليرفع بصره نحوها على مضض ويسألها بعدما وقفت امامه: ماذا تريدين.؟!
اجابته بجديةة: أريد الحديث معك...
ماذا هناك؟!
اجابته بتساؤل متردد: متى سنسافر الى المدينة من اجل الشركة؟!
لن نسافر الى هناك...
ماذا؟!

صرخت بعدم تصديق قبل ان تقول: ولكنك قلت لي بأننا سنسافر سويا الى هناك..
رد عليها ببرود قاتل: الان تغير كل شيء، انا لن اسافر الى هناك، وانت لن تسافري ايضا...
ثم اردف بحزم: كلها عدة أشهر ونتطلق، وحينها ستعودين الى هناك والى الابد...
اغاظتها كلماته تلك فقالت بإنفعال: انت تمزح بكل تأكيد، العمل لا يوجد به مزاح يا كاظم، هذا عملي ولا استطيع ان اتركه اكثر من الان..

لا ترفعي صوتك..
هتف بها بصرامة لتبتلع ريقها بتوتر قبل ان ينهض من مكانه ويقول: بأي حق تحاسبينني على وعودي لك بينما انتِ نقضتِ جميع العهود التي بيننا؟!
أنا، متى نقضت ما بيننا؟!
رد عليها: كذبك علي، خداعك لي، ألا يعتبر من العهود التي نقضت بيننا؟!
أجابته بنبرة متقطعة: انا لم اقصد، صدقني...
قاطعها بحدة: لا اريد ان اسمع منك اي شيء، انت لن تذهبي الى المدينة، واذا ذهبتِ الى هناك اجبارا عني فإعتبري نفسك طالق...
ضغطت على شفتيها بقوة ورفعت أنفها عاليا وهي تجاهد حتى لا تبكي امامه...



look/images/icons/i1.gif رواية عروس الثأر
  04-02-2022 01:14 صباحاً   [14]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية عروس الثأر للكاتبة سارة علي الفصل الخامس عشر

في صباح اليوم التالي
استيقظ من نومه وهو يشعر بإنتعاش غريب، ربما لأنه اعترف اخر بما كان يؤرقه لفترة طويلة، قفز من فوق سريره وسارع لأخذ حمام بارد قبل ان يتجه الى الجامعة، فهو يريد رؤيتها والحديث معها، لا يريد ان ينتظر أكثر من الان، سوف يعرض الزواج عليها...

ارتدى حلته الرمادية بعدما خرج من الحمام ثم سرح شعره سريعا وخرج من غرفته متجها الى الطابق السفلي، وهناك وجد والديه وأنس وأسامة يتناولون طعام الافطار، القى تحية الصباح ثم اخذ قطعة من التوست ووضع عليها القليل من المربى قبل ان يقول بسرعة: انا ذاهب، ارائكم مساءا...
اوقفه صوت والدته وهي تقول مؤنبة: تذهب هكذا دون ان تتناول فطورك...
ليرد بسرعة وهو يرفع قطعة التوست امامها: ها انا اتناول فطوري يا امي...

وهل تسمي هذا فطورا؟!
يبدو ان والدته لا تريد تركه اليوم، وهو لا يريد ان يتأخر...
أشارت اسما نحو البيض وقالت: تناول البيض على الاقل، انه صحي للغاية...
قال اسامة بسخرية: ولا تنسى ان تشرب الحليب...
رمته اسما بنظرات حادة بينما قهقه أنس عاليا قبل ان يقول: يا ماما كفي عن التعامل معنا كأطفال صغار، أيهم بالذات لا يصح التعامل معه بهذه الطريقة...
استغل ايهم حديث أنس فقال بسرعة: معك حق يا أنس...
ثم أشار لوالدته قائلا: انا ذاهب يا امي، اراكِ لاحقا..

خرج مسرعا من المكان واتجه إلى الكراج، ركب سيارته وقادهاا متجها نحو الجامعة، كان يسابق الزمن كي يصل قبلها، وصل بعد حوالي ثلث ساعة، ركن سيارته في المكان المخصص لها ثم سارع بالاتجاه إلى مكتبه، وفي طريقه إلى هناك كان يحرك بصره يمينا ويسارا عله يلمحها، وعندما لم يجدها قرر إرسال احد الموظفين إليها ليخبرها عن رغبته في رؤيتها..

كان جالسا على مكتبه ينتظرها أن تأتي، فُتِحت الباب ودلفت الى الداخل ليعتدل في جلسته بينما اتجهت هي نحوه وقالت بلهجة جادة: نعم، لقد أخبرني الموظف أنك تريدني...
اجلسي اولا...
شعرت دارين بالتوتر والغرابة في ان واحد، جلست على أحد الكراسي وضمت يديها الى بعضيهما وقالت بتردد: تفضل...
دارين انتِ تعرفين ان هناك الكثير بيننا، الكثير مما يجب ان نتحدث به...

كان يتحدث بلهجة عملية للغاية استغربتها هي كثيرا، هذا الرجل من المفترض انه يحبها، فلما يتحدث معها بهذه اللهجة الباردة.؟
انا لا افهم عما تتحدث بالضبط...
قالتها مدعية الغباء أمامه ليرد بلهجة متأنية قليلا: أظن أنكِ تعرفين تماما عما اتحدث، لذا عليكِ أن تعلمي شيئا مهما، أنني جدي للغاية فيما قلته...
ابتلعت ريقها بخوف، يبدو أن الأمر سيصبح أكثر جدية، وهي غير مستعدة لشيء كهذا اطلاقا...

حمحمت قائلة بلهجة مغايرة: في الحقيقة انا لا أفكر الان بالارتباط، يعني مازال مبكرا الحديث في أمر كهذا...
ابتسم بطريقة ألهبت قلبها، هذا الرجل يثير بها مشاعر غريبة، مشاعر لم تتخيل يوما أن تشعر بها...
أعرف هذا يا دارين، لكن ما يهمني أن أعرفه، اذا كان المبدأ مرفوض تماما، أم إنه مؤجل فقط...
لقد وقعت بالفخ، لقد أوقع بها دون أن يشعر...

رطبت شفتيها بلسانها ثم ردت بقلة حيلة: مؤجل...
تنهد براحة فهي لا ترفضه بل يشعر أنها تود أن تقول انها تبادله مشاعره...
حسنا دارين، انا سأنتظرك، سأنتظرك طويلا، حتى تكوني مستعدة للارتباط...
احمرت وجنتيها خجلا لا اراديا وقد أخذت تفكر في وضعها المؤلم وكيف ستخبره عنه...

كانت ميرا تتناول فطورها مع والدتها ووالدها حينما تحدث والدها قائلا بنبرة جادة: ميرا، هناك موضوع اريد الحديث معك به...
ابتلعت ميرا لقمتها ووجهت انتباهنا الى والدها وكذلك فعلت والدتها ليقول الاب بنبرة هادئة: هناك شاب تقدم لخطبتك...
شحب وجه ميرا كليا وشعرت ببرودة شديدة في أطرافها، لقد حدث ما خشيت منه كثيرا، أما والدتها فقالت بفضول: ومن هو العريس؟!
اجابها وهو يرمي ميرا بنظراته: حازم ابن كمال صديقي...

تذكرته ميرا على الفور، كيف لا وهو ابن اعز اصدقاء والدها.، كان تلاحظ نظراته نحوها لكن لم تعرها اهتماما، حيث انها فكرت اذا ما اعترف لها في يوم من الأيام فسوف تصده بكل تأكيد...
لكن طلبه فاجئها للغاية...
تطلعت والدتها إليها وسألتها: ما رأيك يا ميرا؟!
ردت ميرا بسرعة: انا غير موافقة...
لماذا يا ميرا؟!

سألها والدها بتعجب من رفضها القاطع لترد بجدية: انا لا أفكر بالزواج الان، ما زلت صغيرة على الزواج...
تطلع والدها الى والدتها يحاول أن يفهم منها شيئا لكن والدتها هزت كتفيها بطريقة تدل على عدم معرفتها بشيء...
تحدث الأب بنبرة هادئة لكن قوية: اسمعيني يا ابنتي، حازم شاب محترم، من عائلة معروفة، مناسب لنا من جميع النواحي، انا لن اجبرك عليه بكل تأكيد، لكن لا يجب ان ترفضيه هكذا على الفور، يجب أن تفكري جيدا...
ولكن...

همت بقول شيء ما لكنه قاطعها بسرعة: فكري جيدا قبل ان تأخذي قرارك...
ثم نهض من مكانه واتجه نحوها، قبلها من جبينها ثم تحرك خارج الغرفة لتشرد ميرا في كلام والدها...
آفاقت ميرا من شرودها على صوت والدتها تنادي عليها: ميرا...
نعم...

سألتها والدتها: بماذا تفكرين؟!
صمتت ميرا ولم تجب لتقول والدتها إليها: إنه لا يفكر بك يا ميرا، ولا يراك، لا تشغلي بالك بمن يفكر بغيرك...
عم تتحدثين؟! انا لا أفهمك!
ردت والدتها بنصف عين: هل حقا انك لا تفهمينني.؟!
اومإت ميرا رأسها بتوتر شديد فهي غير مستعدة بمواجهة والدتها الان بموضوع مازن، ليس الان على الاقل...

ميرا، انا والدتك، اقرب شخص اليك، أفهمك من نظرة واحدة، لقد لاحظت كل شيء، وفهمت، انتِ تحبينه، بل غارقة به...
اخفضت ميرا وجهها المحمر خجلا ارضا لترفعه والدتها وتقول: لا تخجلي يا صغيرتي، جميعنا قد نمر بشيء كهذا، جميعنا نتعرض لهذا...
ضغطت ميرا على شفتيها بقوة قبل ان تهتف بنبرة متحشرجة: لكني لا يفهم علي، ولا يشعر بي، لا اعلم ماذا يجب أن أفعل.!
لا تفعلي اي شيء...

تنهدت الام بصوت مسموع قبل ان تهتف بجدية: انسيه يا ميرا، هو لا يراك سوى اخا صغيرة يمزح معها قليلا، يساعدها في أمورها الدراسية، يشاركها بعضا من همومه التي تناسب عمرها، لكن شيئ اخر لا يمكن أن يحدث!
تدفقت الدموع من عينيها بغزارة وهي تفكر في مدى صحة كلام والدتها، كل ما تقوله صحيح، نعم هو لا يشعر بها، ولا يراها سوى اخت...
لا تبكي يا صغيرتي.!

قالتها ألام بحزن حقيقي على ابنتها قبل ان تهتف بقوة: كوني قوية يا ميرا، تغلبي على مشاعرك وحاربيها...
ثم اردفت: وتذكري فإنك لن تأخذي في هذه الدنيا سوى نصيبك...
اومأت ميرا برأسها وهي تمسح دموعها بأطراف أنامله لتحتضنها الام بحب وتربت على ظهرها بحنان، هي تعلم أن ابنتها تحبه للغاية، منذ الصغر، وحتى الآن، مثلما تعرف تماما ان نسيانه صعب، صعب للغاية...

خرج كلا من فرح وادهم الى القرية يسيران بها في شوارعها كي يجد أدهم الفرصة المناسبة للتعرف عليها، كانا يسيران في الشوارع والاسواق، كان أدهم لأول مرة يرى جو القرية عن قرب وقد استشعر به بالكثير من الراحة والأمان...
توقفت فرح أمام احدى محلات بيع الاكسسوارات وأخذت تقلب في الأغراض التي يعرضها...
اختارت العديد من قطع الاكسسورات بينما جذب انتباه أدهم قلادة طويلة قليلا مرسوم عليها اسم فرح...

حمل القلادة واتجه بها نحو البائع و اشتراها بينما كانت فرح ما زالت تقلب في اغراضها، بعد لحظات اشترت فرح العديد من الاكسسوارات وذهبت بها نحو البائع...

قدر البائع لها المبلغ فهمت بإخراج المال من حقيبتها وإعطائها له، لكن يد خشنة منعتها من هذا ونظرات مشتعلة أخافتها بينما يخرج صاحبها أمواله من محفظته ويعطيها للبائع، خرج الاثنان من المحل التفت أدهم نحو فرح ويقول بضيق واضح: هل جننت،؟! كيف تدفعين انتِ المال؟! ماذا كان سيقول الرجل عني.؟!
انا اسفة، لم أنتبه لما افعله...
ابتسم ساخرا قبل ان يقول بجدية: انتبهي الى تصرفاتك جيدا مرة اخرى يا مدام..

قلت اسفة، لا تكبر الموضوع من فضلك...
قالتها بعصبية غير مقصودة ليقول أدهم بتحذير: لا ترفعي صوتك مرة اخرى يا فرح...
شعرت بأنه معه الحق هذه المرة ايضا فهي قد تحدثت معه بصوت عالي قليلا، اعتذرت منه بخفوت قبل ان تسير امامه متجهة نحو المنزل...

في أثناء توجههما نحو المنزل رن هاتف أدهم فأخرجه من جيبه وما إن رأى اسم المتصل حتى اغلقه بسرعة، التفت بعدها نحو فرح وقال مشيرا إلى احد الكافيهات الموجوده حولهما: ما رأيك أن نتناول شيئا ساخنا قبل العودة إلى المنزل؟
وافقت فرح على ما قاله ليذهب الاثنان الى داخل الكافيه ويطلبان القهوه...

أخذا يتناولا القهوة بصمت تام قطعه أدهم وهو يسألها: تبدين متضايقة من شيء ما...
اجابته وهي تهز رأسها نفيا: ابدا، انه ارهاق بسيط بسبب ما مررنا به...
هز أدهم رأسه بتفهم قم قال: لا بأس، سينتهي كل هذا على خير...
أتمنى هذا...

ارتشف أدهم القليل من فنجان قهوته ثم قال: كم يوم تنوين البقاء هنا...
اجابته بعد تفكير استمر للحظات: حوالي اسبوع...
شعر أدهم بأنه كثير لكنه لم يعلق فهو يريد أن يتركها على راحتها...
انت متى ستذهب؟!
اجابها بجدية: مساء اليوم...
لماذا لا تبقى معي ونعود سويا؟!

لدي الكثير من الأعمال التي تنتظرتي، لا يمكنني تركها أكثر من الان...: .
اومأت برأسها مفتهمة قبل ان تقول: هل نذهب الان؟!
نهض ادهم من مكانه وقال: هيا بنا...
حملت فرح حقيبتها ونهضت من مكانها واتجهت خلفه،، سار الاثنان عائدين الى المنزل...
دلف الاثنان الى الغرفة الخاصة بهما لترمي فرح بجسدها على السرير وهي تقول بتعب: لقد تعبت للغاية...

ابتسم أدهم عليها وقال: تعبتِ من خروجنا لوقت قصير كهذا...
اعتدلت في جلستها وقالت: بالتأكيد لا، انا تعبت من كثرة التفكير بما يحدث حولنا...
اقترب منها وجلس بجانبها قائلا: لا تفكري كثيرا، كل شيء سيمر بسلام، ثقي بهذا...
ليتني امتلك ثقتك هذه...

ابتسم عليها ثم ما لبث ان نهض من مكانه وأخرج القلادة من جيبه، تأملته وهو يتجه نحوها ويلبسها القلادة دون ان يأخذ رأيها، شعرت بلمسات اصابعه على رقبتها فارتفعت الحرارة داخل جسدها...
اغلق أدهم القلادة ثم أدار فرح نحوه و تأملها بملامح معجبة قبل ان يهتف: تليق بك كثيرا هذه القلادة.!
ابتسمت بهدوء ثم قالت: اشكرك كثيرا...

خرجت الاء من غرفتها واتجهت نحو المطبخ، وجدت والدة كاظم وسلسبيل تعدان طعام الغداء...
صباح الخير...
القت التحية عليهما بإبتسامة واسعة لتتطلعن الاثنتين إليها بتعجب من اتساع ابتسامتها قبل ان تجيبانها على تحيتها تلك...
هل تحتاجان الى مساعدتي؟!

تطلع كلا منهما الى بعضيهما بعدم تصديق مما يسمعانه، فهي طوال فترة زواجها لم تتكرم و تعرض عليهما شيء كهذا...
ردت سلسبيل بهدوء: كلا، لا داعي لأن تتعبي نفسك...
لكن الاء كانت مصرة على مساعدتهما فقالت بإصرار: ولكن أنا أود أن أساعدكما، اطلبا مني اي شيء...
تحدثت والدة كاظم: ولكن يا ابنتي انت لا تجيدين الطبخ من الاساس...
نعم ولكن ارغب بالتعلم...

تأملتها سلسبيل بملامح باهتة قبل ان تهتف بها: تعالي واغسلي الخضروات، ثم اعدي السلطة...
اومأت الاء برأسها بإبتسامة ثم اتجهت نحو أكياس الخضار وحملتها وأخذت تغسل ما في داخلها أمام انظار والدة كاظم واخته المندهشة...
اعدت الاء السلطة ثم قالت بسرعة الى سلسبيل: سأذهب لأرتب المنزل...
لحظة...
قالتها سلسبيل وهي تتجه نحوها قبل ان تأمرها: امسحي الأرضية جيدا، دعيها تلمع...
ابتسمت الاء على مضض ثم قررت أن تمسح ارضية المنزل جيدا وتجعلها تلمع...

أخذت الاء تؤدي مهمتها بشكل جيد ولكنها شعرت بالتعب بمجرد انتهائها من مسح ارضية غرفة واحدة، شعرت بمجهود كبير يبذل، وأخذت تسب كاظم الذي لم يتكرم ويجلب خادمة تقوم بهذه الأعمال...
وبالرغم من تعبها واجهادها كانت مصرة على اكمال ما بدأت به...
وفي المساء عاد كاظم الى المنزل واتجه إلى غرفته ليجد الاء جالسة على السرير واضعة رأسها بين يديها...

تأملها بحيرة قبل ان يهتف بنبرة عادية هذه المرةة: الاء، هل انت مريضة؟!
رفعت وجهها الشاحب نحوه وهزت رأسها نفيا ليقول بتعجب: إذا ما بك؟!
اجابته وهي تنهض من مكانها: لا شيء...
ثم ما لبثت ان صرخت بألم ليقترب منها بسرعة ويتسائل: ماذا حدث؟! لماذا تصرخين هكذا؟!
اجابته ببكاء: ظهري يؤلمني للغاية...
هل وقعت عليه؟!

هزت رأسها نفيا واجابته: كلا، فقط نظفت البيت...
اتسعت عيناه بعدم تصديق قبل ان يقول ساخرا: وتمزحين ايضا...
هزت رأسها نفيا وقالت: والله هذا ما حدث، لقد أجهدت كثيرا بسبب تنظيفي للمنزل، حتى اسأل سلسبيل اذا لم تصدقني...
شعر كاظم بأنها صادقة فيما قالته خصوصا وأثر الإجهاد واضح عليها، تنهد ثم قال: نامي على ظهرك ولا تتحركي...

ثم خرج من الغرفة مسرعا لتنفذ الاء ما قاله هو وهي تدعو الله ان يزول الألم عنها...
عاد كاظم وهو يحمل معه مرهم خاص لعلاج حالات تشنج وألم العضلات...
اعطاها اياه وقال: ادهني ظهرك بهذا، سوف يخفف الألم عليك...
حاولت الاء ان تنفذ ما قاله لكنها لم تسيطر على وضعيتها فانتظرته حتى يخرج من الحمام وتطلب منه ان يضع المرهم لها...
كاظم، هل تساعدني في وضع المرهم على ظهري؟!

قالتها بإحراج حقيقي لكنها مضطرة فهي لن تستطيع النوم بسبب ألم ظهرها، زفر كاظم انفاسه بضيق قبل ان يقترب منها، جلس خلفها ورفع الجزء العلوي من بيجامتها ليظهر ظهرها العاري أمامي، لم يهتز نهائيا وهو يضع ألمرهم على ظهرها بينما ارتجف جسد الاء لا اراديا بسبب لمساته الناعمة على ظهرها...
شعرت بشعور غريب في داخلها، شعور لم تستسغه اطلاقا، حاولت ابعاده عنها لكنها لم تستطع، انتهى كاظم من عمله ثم نهض من مكانه واتجه نحو الكنبة تاركا الاء تتابع بعينيها وهي تشعر وتخاف من تغير الكثير من الاشياء حولها...



look/images/icons/i1.gif رواية عروس الثأر
  04-02-2022 01:15 صباحاً   [15]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية عروس الثأر للكاتبة سارة علي الفصل السادس عشر

كانت الاء تجلس على السرير مستندة بظهرها على مخدتين وتضع حاسوبها الشخصي على فخذيها تعمل عليه...
اما كاظم فكان يجلس على الكنبة و بجانبه مجموعة ملفات يعمل عليها بتركيز شديد...
سمع الاثنان طرقات على باب غرفتهما فنهض كاظم من مكانه واتجه نحو الباب وفتحها ليجد عمر اخيه امامه وهو يقول له: أدهم الهاشمي عندنا، يريد ان يودع اخته قبل ان يذهب الى المدينة...

ما ان سمعت الاء كلماته حتى ابعدت الحاسوب عنها ونهضت من مكانها بحذر شديد قبل ان تتجه نحو الخارج بظهر محني قليلا...
تأملها كاظم قليلا كانت ترتدي بيجامة محتشمة كعادتها فتحرك من امام الباب سامحا لها بالخروج...
خرجت الاء وهي تضع يدها على ظهرها وتحركت نحو صالة الجلوس لتجد ادهم هناك ينتظرها...
نهض ادهم من مكانه ما ان رأها وسألها بقلق ملحوظ: ماذا حدث؟! لماذا تمشين هكذا؟!

اجابته كاذبة: وقعت من على ظهر الحصان...
اومأ برأسه متفهما ثم عاد وسألها: هل ذهبت الى المشفى؟!
اجابته كاذبة مرة اخرى: نعم، كل شيء سليم، مجرد رضوض خفيفة...
حسنا، لقد جئت لأودعك قبل عودتي الى المدينة، وايضا لأسالك اذا ما كنت تحتاجين شيئا مني...
ردت الاء باقتضاب: شكرا، لا احتاج اي شيء...

توقع ادهم جوابها هذا فلم يعلق عليه بينما دلف كاظم الى الداخل بعدما غير ملابسه والقى التحيه عليه...
رد ادهم تحيته وطلب منه ان يهتم بألاء ثم اخبره انه سيذهب الان، اصر كاظم عليه ان يتناول طعام العشاء معهم لكن ادهم رفض هذا فهو لا يريد التأخر أكثر من هذا ثم تحرك خارج المنزل...

التفتت الاء نحو كاظم وقالت: انا سأذهب لأساعد خالتي وسلسبيل في اعداد العشاء...
حملق كاظم بها بإندهاش في بادئ الامر ثم اومأ برأسه دون ان يرد...
اتجهت الاء الى المطبخ لتعد طعام العشاء فوجدت سلسبيل تجهز الطعام لوحدها...
سألتها الاء: أين خالتي؟!

اجابتها سلسبيل: والدتي في غرفتها، ليست من عادتها ان تعد طعام العشاء معي...
حمحمت الاء بحرج فهي لم تنتبه من قبل على ان سلسبيل وحدها من تعد طعام العشاء..
بدأت الاء تساعدها في اعداد العشاء، وبعدما انتهى الاثنان من اعداده، تناولت الطعام العائلة بأكملها...
والغريب ان الاء نهضت وساعدت سلسبيل في غسل الصحون بعدما انتهوا من تناول الطعام تحت انظار الجميع المندهشة...

دلف كاظم الى الغرفة وهو يفكر بأمر الاء وسبب تغيرها، مالذي يجعلها تتغير على هذا النحو؟! منذ متى وهي تهتم بمساعدة سلسبيل في تنظيف المنزل واعداد الطعام.؟! ومالذي يجبرها على فعل شيء كهذا؟! هل تحاول ان تجذب انتباهه بهذه الطريقة؟! لكنها ليس من النوع الذي يتنازل ويفعل ما يجذب انتباه شريكه ويجذبه نحوه، فهو من خلال خبرته ادرك شخصيتها تلك التي من المستحيل ان تقوم بشيء كهذا...

افاق من افكاره تلك على صوت الباب يفتح والاء تدلف الى الداخل، تأملها وهي تتجه نحو الحمام على الفور لتخرج بعد لحظات وهي تجفف وجهها بالمنشفة، تأملها بتمعن وهي تمسك المشط وتسرح به شعرها...

كانت جميلة للغاية بعينيها الزرقاوتين وأنفها الرفيع وفمها المنتفخ العريض، شعرها بني اللون بإحمرار واضح، جسدها طويل ورفيع يشبه اجساد عارضات الازياء، نفض تلك الافكار عن رأسه فهو لن يفكر بالتأكيد بألاء وجمالها، لكن ما اثار استغرابه اكثر ان الاء باتت ترتدي البيجامة طوال اليوم مثلها مثل اخته عكس مل اعتادت ان تفعل، حتى اليوم ذهبت الى اخيها وهي ترتدي البيجامة وهذا امر لم تعتد على فعله من قبل...

استيقظ ادهم من نومه مبكرا ثم نهض من فوق فراشه واستحم وارتدى ملابسه...
خرج من غرفته واتجه نحو صالة الجلوس ليجد والدته هناك تتناول فطورها لوحدها...
صباح الخير...
ما ان سمعت والدته صوته حتى نهضت من مكانه وهي تفتح بسعادة: حبيبي...
ضمها اليه بحب وهو يهتف متسائلا: كيف حالك؟!
اجابته وهي تشدد من احتضانه: بخير حبيبي...

ثم اضافت وهي تجلس على الطاولة بجانبه: انت كيف حالك؟! وكيف حال الاء؟!
اخبرها ادهم عما حدث مع الاء من وقوعها من فوق الحصان فشهقت بقوة غير مصدقة لما تسمعه قبل ان تهتف بخوف: وكيف اصبحت الان؟!
اجابها ادهم وهو يحاول طمأنتها: جيدة...
تنهدت الام براحة قبل ان تردف بجديةة: سوف اتصل بها...

الا ان ادهم قال لها: لا تتصلي الان، ما زال الوقت مبكرا وهي بالتأكيد ما زالت نائمة...
اومأت الام برأسها متفهمة واعادت الهاتف الى مكانه ثم اردفت متسائلة: متى ستعود زوجتك من هناك.؟!
اجابها وهو يرتشف القليل من الشاي: ستبقى قليلا بجانب اختها، فهي بحاجة لها بعد طلاقها..
قالت الام ساخرة: متذ متى وزوجتك تعمل كدكتورة نفسيه.؟!
لم يرد أدهم عليها بينما اردفت الام قائلة: لو تعلم من زارني مساء البارحة...

من؟!
كاميليا وابنتها...
هز أدهم رأسه لتكمل بجديةة: لقد سألت عنك كثيرا، كانت تبدو مهتمه بك...
كاميليا...
ابنتها...
قالتها مصححة قبل ان تكمل بنبرة ذات مغزى: لو تراها كم اصبحت جميلة ورقيقة...

لم يرد ادهم بل اكتفى بإيماءه من رأسه وفي هذه الأثناء دلف اسامة الى الداخل ليتنفس ادهم الصعداء فهو قد تخلص من حديث والدته عن ابنة كاميليا...
نهض ادهم من مكانه واحتضن اسامة الذي اخذ يربت على ظهره وهو يهتف: لقد اشتقت لك كثيرا يا هذا...
ثم اردف بمرح وهو يضربه على بطنه: لقد سمنت يا رجل، يبدو ان طعامهم هناك لذيذ للغاية..
نعم انه لذيذ...

مطت الام شفتيها وهي ترتشف قليلا من كوي الشاي خاصتها، جلس اسامة بجانب ادهم وجاء بعدها كلا من الاب وايهم وأنس، سلموا على ادهم وجلسوا ليتناولوا طعامهم في جو حميمي خالص، نهض أيهم بعد لحظات وهو ينظر الى ساعته ليهتف بتعجل: لقد تأخرت على الجامعة، يجب ان اذهب حالا فلدي محاضرة بعد قليل...

ثم رحل مسرعا ليهتف اسامة: ما قصة أيهم؟! طوال الوقت مستعجل على الذهاب الى الجامعة..
رد أنس عليه: أنه يكذب، ليس لديه اي محاضرات اليوم...
تطلعت الام اليه بدهشة قبل ان تهتف متسائلة: ومن أين عرفت؟!
اجابها بفخر: لقد رأيت دفتر مواعيده، اليوم لا يوجد لديه اي محاضرة...
لقد ظهرت الرؤيا، ابنك عاشق يا أسومة...

قالها أسامة وهو يبتسم بسعادة لتتطلع الام الى الاب الذي هز كتفيه دلالة على عدم معرفته بشيء...
بينما اخذ ادهم يفكر في مدى صحة هذه المعلومة، فأيهم بارد وغامض وليس لديه اي علاقات مسبقة بجنس حواء، تحدثت اسماء قائلة بحيرة: معقول ما تقوله يا اسامة، أيهم عاشق، لا أصدق هذا..

ثم اردفت بتوجس: ومن تلك الفتاة التي يعشقها، يا الهي اتمنى ان يتزوج بفتاة تليق بنا، لا اريده ان يفعل ما فعله أخويه السابقين...
شعر ادهم بالانزعاج من كلام والدته لكنه لم يعلق بينما نظر اسامة الى انس واخذا يضحكا بصمت سويا اما الام فأخذت تفكر بجدية بأيهم وتلك الحبيبة المجهولة...

دلفت فرح الى غرفة ليلى لتجدها جالسة على سريرها شاردة لم تنتبه حتى لدخولها إلى الغرفة...
جلست فرح بجانبها وقالت بصدمة من شرودها الغريب: ليلى...
شهقت ليلى بقوة واضعة كفي يديها على صدرها هاتفه بإنفعال وخوف: فرح، متى أتيت.؟!
أجابتها فرح وهي تحدق بها بقلق: قبل لحظات، هل انت بخير؟!

اومأت ليلى برأسها لتردف فرح بجدية: ليلى حبيبتي، تبدين حزينة وشاردة طوال الوقت، ماذا حدث؟!
تطلعت اليها ليلى بحيرة قبل ان تهتف بحسم: جابر حاول الاتصال بي...
ماذا.؟! وماذا يريد منك ذلك الحقير؟!
اجابتها ليلى بجديةة: لا اعلم، لم أجب على اتصالاته...
شعرت فرح بالأسى لما يحدث من اصرار ذلك الحقير على عدم ترك ليلى وشأنها...

حاولت ان تتحدث قائلة بنبرة متعقلة: لا تجيبي عليه نهائيا يا ليلى، اياك ان تتحدثي معه او تجيبي عليه...
اومأت ليلى برأسها متفهمة دون ان ترد بينما اخذت فرح تتطلع اليها بقلق، هي وحدها من تشعر بكم الفوضى التي توجد بداخلها، مدى حيرتها وحزنها...
هي تعرف ليلى اكثر من نفسها وتفهم عليها...
ليلى اسمعيني، انت لست ضعيفة ابدا، انت قوية للغاية، ويجب ان تفكري جيدا في كل شيء...
لقد عرض جدي علي ان اعمل في المزرعة...

رائع، وماذا قلتِ؟!
سألتها فرح بسرور لترد ليلى بابتسامة خافتة: وافقت بالطبع...
يا الهي انه خبر جميل للغاية...
متى ابدأ العمل برأيك؟!
تطلعت اليها فرح بتفكير قبل ان تهتف بجدية: اليوم...
اليوم.!
اومأت فرح برأسها وأكملت: نعم اليوم، يجب ان تطرقي الحديد وهو حار...
ثم اضافت بعدها: ولكن دعينا نفعل شيئا مهما اولا...
شيء ماذا؟!

اجابتها فرح بجدية: ما رأيك ان نركب الفرس اولا؟! منذ مدة طويلة لم نقم برحلة على ظهره؟!
دب الحماس في ليلى التي نهضت من مكانها وقالت: موافقة..
لنغير ملابسنا اذا...
قالتها فرح وهي تتجه نحو الخزانة تخرج منها ملابس الخروج وفعلت ليلى المثل...
ارتدت الفتاتان ملابسهما وخرجتا من المنزل واتجهتا الى اسطبل الخيل...

اخرجت كلا منهما الحصان الخاص بها وركبتا عليه ثم بدأتا في التحرك وسط المزارع الشاسعة...
مر الوقت بسرعة حتى عادتا الى الاسطبل وأعادتا الخيل الى مكانه قبل ان تعودان سيرا الى المنزل...
هل ستذهبين الى العمل اليوم؟!

سألتها فرح وهي تسير بجانبها لترد ليلى بعد تفكير: كلا، سأذهب غدا، فاليوم متعبة للغاية...
كسولة...
قالتها فرح وهي تمط شفتيها لترميها ليلى بنظرات متوعدة قبل ان تقهقه فرح عاليا وتركض امامها تتبعها ليلى وهي تركض خلفها تحاول الامساك بها...

جذب كامل كرسيه وجلس امام كاظم الذي كان يتابع اعماله...
تحدث كامل قائلا: ومتى سوف ننتقم من جابر الحقير؟! لقد مر الكثير من الوقت على فعلته الدنيئة...
تأمله كاظم بنظرات هادئة وهو يفكر بأن كامل معه كل الحق، لقد انشغلوا بما حدث مع عمه ونسوا أمر ذلك الحقير...
لكن عليهم ان يأخذوا بثأر ليلى منه ويؤدبونه على فعلته...
نهض كاظم فجأة وقال: اليوم، اليوم يا كامل..

نهض كامل من مكانه وبسرعة وقال: سأتصل برجالي، وأخبرهم ان يجلبوه الى المصنع القديم...
حسنا، ولنسبقهم نحن ونذهب الى هناك...
قالها كاظم وهو يتجه خارج مكتبه يتبعه كامل الذي اخذ يجري اتصالاته مع رجاله مشددا عليهم ان يتقنوا عملهم ولا يجذبوا انتباه احد وهم يجلبونه الى المصنع القديم...

بعد حوالي ساعة كان جابر معلق في سقف المصنع وكلا من كاظم وكامل يقفون امامه يتأملونه بملامح غاضبة متوعدة...
تحدث كاظم قائلا: ألم تعلمك والدتك أن الرجل بحق لا يضرب امرأة؟!
اجابه جابر بنبرة عالية: انزلني ايها الحقير، انزلني بسرعة، والا سوف افعل ما لا يعجبك...
وترفع صوتك ايضا، سوف اقتلك بيدي هاتين...
قالها كامل بعصبية وهو ينوي الانقضاض عليه ليوقفه كاظم وهو يقول مهدئا اياه: اهدأ يا ابن العم...
ثم اشار الى احد رجالة ليجلب له حزام رجالي...

ابتلع جابر ريقه وهو يتأمل الحزام قبل ان يقترب كاظم منه وهو يقول بنبرة ثابتة قوية: نحن سنفعل بك ما فعلته بليلى، ولن نزود اي شيء اخر...
وقبل ان يتحدث جابر نزل كاظم بحزامه عليه، ثم أخذ يضربه بالحزام مرارا وهو يقول بحقد: تتقاوى على إمرأة ايها العاهر، تضرب امراة يا حيوان...
اقترب كامل منه واخذ الحزام قائلا: لقد جاء دوري يا ابن العم...
ثم بدأ بضربه هو الاخر وهو يرميه بكلمات بذيئة، انتهى كامل من ضربه ليبصق عليه قبل ان يتركه لرجاله ليأخذوه ويرموه امام منزله...

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 3 من 9 < 1 2 3 4 5 6 7 8 9 >




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 1532 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1126 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1165 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 967 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 1735 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، عروس ، الثأر ،











الساعة الآن 09:18 PM