logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .







look/images/icons/i1.gif رواية عروس الثأر
  04-02-2022 01:12 صباحاً   [10]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية عروس الثأر للكاتبة سارة علي الفصل الحادي عشر

بعد مرور ثلاثة أيام...
استيقظت من نومها بفزع، لقد تكرر تفس الكابوس معها، باتت تلك الكوابيس تزوها بسكل دائم منذ ثلاثة ايام، ألا يكفيها انها لا تنام سوى ساعات قليلة، وكأن ما ينقصها ان تزورها تلك الكوابيس اللعينة...
كانت كوابيس لذلك الحقير وهو يضربها ويجلدها من جديد...

نهضت من فوق سريرها وهي تحتضن جسدها بذراعيها ثم اتجهت نحو الشرفة الخارجية بعدما فتحت الباب الخاصة بها ووقفت فيها تتنفس الهواء النقي في ساعات الفجر الاولى من هذا اليوم...
اليوم سيخرج والدها من المشفى اخيرا بعدما تعافى من تلك الجلطة التي كادت ان تؤدي بحياته...
حمدت ربها ان الامر مر على خير، وان الامور بدأت تعود لطبيعتها...
لكن ذلك الشعور االذي يملأ روحها لم يذهب ابدا...
شعور بالاختناق وعدم الراحة...

شعور يسيطر عليها بشكل مستمر...
اغلقت باب الشرفة ثم اتجهت الى الحمام وتوضأت...
مدت سجادة الصلاة على ارضية الغرفة وبدأت تصلي بخشوع تام...

انتهت من صلاتها لتجد نفسي تتربع على الارض وتدعو ربها ان يهدي بالها ويريح قلبها...
لا تعرف كيف بكت ولما، كل ما تعرفه ان الدموع اخذت مجراها على وجنتيها دون ان تدري...
انتهت من دعائها وصلاتها لتتجه نحو سريرها وتتمدد بنية النوم وفي داخلها خوف كبير من ان تحلم من جديد بنفس تلك الكوابيس البشعة...

وقفت فرح أمام المرأة تسرح شعرها، ربطته جيدا ثم نهضت من مكانها واتجهت نحو ادهم النائم على الكنبة بعمق تتأمله عن قرب...
شردت في ملامح وجهه وهي تتذكر كيف تصرف معها ومع عائلتها في الفترة الأخيرة برجولة بحتة تليق به...
لقد عاونهم كثيرا ووقف بجانبهم خلال الثلاث أيام الفائتة بشكل فاجئها هي شخصيا...

ابتسمت بشرود وهي تتذكر العديد من الاحداث التي حصلت، هي تعرف بأنه يتصرف بعفوية تامة ولم يقصد شيئا من تصرفاته تلك...
قررت ان توقظه من نومه ثم تراجعت وهي ترى الارهاق واضح عليه لذا قررت ان تخرج من الغرفة وتتركه نائما حتى يأتي ميعاد وصول والدها...
خرجت من الغرفة واتجهت الى المطبخ لتجد والدتها مستيقظه تعد طعام الافطار...
القت تحية الصباح عليها ثم بدأت تساعدها في اعداد الطعام...

وقفت بجانب والدتها واخذت تقطع الخيار حينما سألتها والدتها: أين زوجك؟!
اجابتها فرح وهي تقطع الخيار: تركته نائما...
ثم اردفت متسائلة: ماما، هل انتِ بخير؟!
توقفت الام عما تفعله ثم التفتت نحو ابنتها وقالت بنبرة غالبتها الدموع: كلا لست بخير، انا لست بخير يا فرح، وضع والدك الصحي ووضع اختك يجعلني في اسوأ حالاتي...

ماما لا تفعلي هذا بنفسك، أبي سيكون بخير ان شاء الله، وليلى ستتحسن...
انها تعاني يا فرح، تعاني لوحدها دون ان تتحدث...
قالتها الام بدموع حارقة لتحتضنها فرح وهي تقول بألم: نحن جميعا سنقف بجانبها ونساعدها في تخطي ما حدث...
ابتعدت الام من بين احضان ابنتها ثم اخذت تمسح دموعها بأناملها...

قالت اخيرا: اتمنى ذلك، حسبي الله ونعم الوكيل عليك يا ام جابر انتِ وابنك، كل ما حدث بسببكما...
صمتت فرح ولم تعلق بينما عادت الأم لتكمل تحضير الطعام حينما دلفت ملك الى الداخل ملقية تحية الصباح عليهما...
ماذا يحدث هنا؟!

سألتهما ملك وهي تتمعن النظر في ملامح والدتها الحمراء بسبب البكاء لترد فرح نيابة عن والدتها: ماما كانت تبكي قليلا، بسبب ما حدث لوالدي وليلى...
اتجهت ملك نحو والدتها واحتضنتها من الخلف وهي تقول بحب وترجي: لا تفعلي هذا يا ماما أرجوك ِ، لقد اصبح والدي بخير والحمد لله وليلى ستصبح بأفضل حال باذن الله...
ان شاء الله...

قالتها الام بتمنى وهي ترفع عينيها عاليا نحو السقف لتطبع ملك قبلة على خدها وتقول بمرح: حبيبتي يا ماما، ماذا اعددت لنا على الفطور؟!
اجابتها الام وهي تبتسم بضعف: اعددت لكِ كل شيء تحبينه...
ثم اردفت وهي تشير نحو الثلاجة: اخرجي عدة بيضات من الثلاجة واعدي البيض المقلي...
فعلت ملك ما أمرته به والدتها حيث اخرجت عدة بيضات من الثلاجة وبدأت في تحضيرهن...

اما فرح فخرجت من المطبخ واتجهت الى الطابق العلوي وتحديدا عن غرفتها هي وليلى...
طرقت على الباب مرتين ثم دلفت الى الداخب لتجد ليلى جالسة على السرير محنية الرأس...
اقتربت فرح منها بسرعة وسألتها بلهفة: ليلى حبيبتي ما بك.؟! أنتِ تبكين أليس كذلك؟!

رفعت ليلى وجهها الباكي نحو فرح لتحتضنها الاخيرة وهي واقفة بلهفة قبل ان تقول: ارجوكِ لا تبكين، اعرف ما تمريت به ومدى صعوبته، لكن لا تبكي، لا يوجد شيء يستحق ان تبكي من اجله...
مسحت ليلى دموعها بظاهر كفها وقالت بصوت مبحوح: بلى يوجد، يكفي ان والدي اصيب بجلطة قلبية بسببي...
ما هذا الذي تقولينه يا ليلى.؟!

انا لن اسامح نفسي بتاتا على ماحدث...
قاطعتها فرح: وما ذنبك انت؟! انت لست سوى ضحية، لا تحملي نفسك فوق طاقتها يا ليلى، ولا تزيدي من ألامك...
هذه الحقيقة يا فرح، كل ما حدث بسببي انا..
وهل ضرب ذلك الحقير لك بسببك ايضا...
قالتها فرح بعصبية كبيرا ثم لعنت نفسها وهي ترى مدى انهيار ليلى في البكاء بعدما قالته...
ليلى انا اسفة، لم اقصد...

هزت ليلى رأسها عدة مرات نفيا وقالت بعدها: لا داعي لأن تعتذري، انت لم تقولِ شيئا خاطئا...
ثم أردفت بمرارة: انا اتألم للغاية بسبب ما حدث، ما زلت اتذكر تلك اللحظات البشعة كأنها تحدث الان معي، انا كدت ان اموت بسبب ما حدث، وما زلت أشعر بأنني سأموت من الالم والوجع الذي أحمله بقلبي...

هطلت الدموع من عيني فرح وهي تسمع ما تتفوه به اختها بينما أكملت ليلى: انا اتذكر ما حدث معي في كل لحظة، حتى في نومي تأتيني الكوابيس لتذكرني به...
عادت فرح واحتضنتها بقوة وأخذت تردد بصوت خافت: كوني قوية يا ليلى وتجاوزي ما حدث، من اجلك على الاقل...

دلفت فرح الى غرفة نومها وهي تحاول اخفاء دموعها لتنصدم بأدهم أمامها وقد خرج لتوه من الحمام الملحق بالغرفة وهو يرتدي بنطاله فقط...
صباح الخير...
قالها غير منتبه لدموعها وهو يتجه نحو المرأة ليسرح شعره لتجيبه بصوت مبحوح: صباح النور...
التفت نحوها وسألها: هل انتِ بخير.؟!
اجابته وهي تمسح دموعها: نعم...
فرح، ماذا حدث؟! لماذا تبكين.؟!

سألها وهو يقترب منها لتجيبه ببكاء صريح: أبكي لأجل ليلى، أنها تعاني بشدة...
شعر بالشفقة من أجلها ولم يعرف كيف يتصرف معها او يواسيها...
لم يشعر بنفسه الا وهو يحتضنها بقوة لتشهق باكية بين احضانه، توقفت عن بكائها اخيرا لتمسح وجهها في صدره العاري فيرتجف جسده لا اراديا بسبب لمسات وجهها تلك...

رفعت بصرها نحوه وهمهمت بصوت منخفض خجول: انت لن تضربني، أليس كذلك؟!
بدت له كطفلة مفزوعة من امر مخيف، لعن ذلك الحقير الذي تسبب بكل هذا الخوف لها...
لن اضربك ولن أسمح لأي شخص أن يضربك طالما حييت...
ابتسمت من بين دموعها ليجد نفسه يمسح دموعها بأنامله...

كسا الاحمرار وجهها بينما استمر هو في ذلك حتى وصل بأنامله نحو شفتيها...
اخذ يلمسها برغبة واضحة جعلت الحرارة ترتفع داخل جسدها قبل ان ينحني نحوها بنية تقبيلها...
هم بتقبيلها فلم تشعر بنفسها الا وهي تركض بسرعة بعيدا عنه...

دلف كاظم الى غرفته ليجد الاء مستيقظة باكرا تلملم اغراضها وتضعها داخل حقيبة سفر كبيرة...
ماذا تفعلين يا الاء؟!
اجابته وهي تغلق سحاب حقيبتها: أجهز اغراضي، فأنا سأسافر الى المدينة...
انتِ لن تسافري الى هناك الا في حالة واحدة...
وهي؟!

سألته بلا مبالاة وهي تتجه نحو الحمام ليرد بما جعلها تتصنم في مكانها: أن تكوني طالق...
التفتت له اخيرا بعد لحظات صمت طويلة لتجده يراقبها بملامح باردة...
ابتلعت ريقها ثم قالت قاطعة الصمت المطبق بينهما: انت تمزح، أليس كذلك؟!
اجابها بصرامة: انا لا امزح يا الاء، انت لن تخرجي من هنا وتذهبي الى المدينة الا في حالة واحدة تعرفينها جيدا...

قالت بذهول منه ومن صرامته: ولكن هذا ظلم، الشركة بحاجة لي، وانت تعلم هذا...
أخبرتك أنني سأخذك الى هناك حالما انتهي من اعمالي...
ضغطت على شفتيها بقوة حتى لا تتفوه بما لا يحمد عقباه ثم قالت: انت حقا رجل مستبد...
هذا انا يا الاء، وعليكِ ان تعتادي على أطباعي ان كنتِ تريدين الاستمرار معي...
قالها ببرود لا متناهي لتضرب الارض بقدميها وتتجه خارج الغرفة وهي تسبه في داخلها...

اجتمع جميع افراد العائلة على مائدة الافطار...
كان الجميع يتناول طعامه بصمت تام حينما تحدثت مريم قائلة: متى سيخرج ابي من المشفى؟!
اجابها مازن: بعد ساعتين من الان، ما ان انتهي من طعامي حتى أذهب وأجلبه من هناك بعد ان انهي اجرائات الخروج...
اومأت مريم برأسها متفهمة بينما تحدث أدهم قائلا: هل تأكدتم من امكانية خروجه من المشفى؟!
نعم، الطبيب طمأننا عليه وعلى صحته...

تنهدت فرح براحة وقالت: الحمد لله، ماما يجب ان نعد الكثير من الطعام للغداء، بالتأكيد سيأتي جميع افراد العائلة لرؤيته اليوم..
ما ان انتهي من الفطور حتى انهض واجهز كل شيء...
قالتها الام بجدية قبل ان تردف: انتِ ساعديني في الطبخ بينما ملك ومريم ينظفان المنزل...
تطلعت ملك الى مريم بملامح ممتعضة قبل ان تمط شفتيها بضيق بينما ابتسمت مريم بتهكم على منظر اختها التي تكره اعمال المنزل بشدة...

رن هاتف أدهم فنهض من مكانه وم
حمل هاتفه واتجه خارج غرفة الطعام بعدما استأذن منهم...
اجاب على الهاتف بصوت منخفض قائلا: اهلا شيرين، كيف حالك؟!
جاءه صوت شيرين القلق تسأله: انا بخير، انت كيف حالك؟!
اجابها: انا بخير، لقد سافرت الى القرية بسبب ظرف طارئ

نعم اعلم هذا...
شعر ادهم برغبتها في قول شيء ما فسألها: هل تريدين قول شيء ما.؟!
اجابته بعد صمت قصير: ادهم مشتاق لك كثيرا، يريد رؤيتك بشدة...
وقبل ان يرد عليها كانت تخبره بجدية: اسمعني، انا اعلم أنك مشغول للغاية ولا أريد أن أزيد من مشاغلك، ولكن انت من طلبت مني ان اخبرك بكل شيء يحدث معه...

وما زلت اطلب منك هذا، يجب ان اعرف كل شيء عنه، اسمعيني جيدا، عندما اعود الى المدينة سأاتي اليك فورا، وأراه واتحدث معه...
تنهدت بصوت مسموع قبل ان تقول بإمتنان: أشكرك يا أدهم، أشكرك كثيرا...
ابتسم براحة وقال: لا داعي للشكر يا شيرين، ما أفعله هو واجب علي، فلا داعي لأن تقدمي الشكر والعرفان لما افعله...



look/images/icons/i1.gif رواية عروس الثأر
  04-02-2022 01:13 صباحاً   [11]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية عروس الثأر للكاتبة سارة علي الفصل الثاني عشر

وقفت فرح امام النافذة تتطلع الى الحديقة الخارجية بشرود حزين بينما أدهم يجلس على الكنبة ويراقبها...
مرت ثلاثة ايام تعافى بها والدها وسوف يخرج اليوم من المشفى، ثلاث ايام تعرف بها على هذه العائلة وشاركهم حزنهم وهمومهم، هو لم يعتد على شيء كهذا من قبل، لأول مرة يرى ترابط كبير كالذي رأه بينهم، ترابط غريب لم يتوقع أن يراه يوما...

نهض من مكانه وسار متقدما نحوها ووقف خلفها، التفتت نحوه وأخذت تتأمله بصمت...
والدك سيأتي بعد قليل، لا يجب أن تستقبليه بوجه شاحب...
ردت بنبرة واهنة: أعلم، ولكن الأمر ليس بيدي، انا منزعجة للغاية لما حدث مع ليلى وأبي...

تحدث بنبرة جادة: عزيزتي لقد مر الأمر على خير الحمد لله، فلا تضخمي المواضيع، كما ان ليلى الان بحاجتك لتقفي بجانبها وتسانديها...
أفهم هذا جيدا، وأنا أحاول بالفعل أن اقف بجانبها وألا اظهر حزني لها...
هذا أفضل ما تفعلينه...

حل الصمت بينهما مرة اخرى، كلاهما متوتر بشكل غريب لم يعهده من قبل، وكلاهما صامت...
تحدثت فرح اخيرا قاطعة هذا الصمت: أدهم، انا ممتنة لك كثيرا، لقد وقفت بجانبنا طوال الأيام الفائتة، و...
قاطعها بسرعة: لا داعي للشكر يا فرح، لقد قمت بواجبي...
منحته ابتسامة خافتة قبل ان يدلف مازن الى الداخل ويقول موجها حديثه لأدهم: هيا يا أدهم، لنذهب الى المشفى...
هيا بنا...

خرج الاثنان من المكان لتظل فرح لوحدها، جلست على الكنبة وحدها تفكر بصمت، قطع حبل أفكارها دخول ملك الى المكان والتي ما لبثت ان اقتربت منها وجلست بجانبها تقول بتذمر: لقد تعبت من التنظيف...
لا تتذمري كثيرا يا ملك...

ردت ملك بضيق: المنزل كله فوق رأسي، كما انه نظيف ولا يحتاج الى التنظيف...
قالت فرح بجدية: اليوم سيأتي الجميع ليطمئنوا على والدي، هل تريدنهم أن يجدوا المنزل بأسوأ حالة...
التفتت ملك نحوها وقالت بملل: المنزل نظيف يا فرح، أنتم فقط من تمتلكون وسواس النظافة...
أشاحت فرح وجهها بضيق فهي لا ترغب في الدخول بنقاش عقيم مع ملك...

بينما في هذه الأثناء دلفت ليلى الى صالة الجلوس وجلست على الكرسي المقابل لهما بصمت تام...
تطلعن كلا من فرح وملك إليها بنظرات حائرة، كانت واجمة بشكل واضح، تنحنحت ملك مصدرة صوتا بينما تحدثت فرح: هل تحبين أن أعد لكِ طعام الإفطار يا ليلى؟!

كلا شكرا، لا اريد..
ردت ليلى بإقتضاب غريب جعلت فرح تزم شفتيها بعبوس...
ليلى، هل أنتِ بخير؟!
سألتها ملك فجأة لترد ليلى بتهكم: نعم، بخير للغاية...
تطلعن كلا من فرح وملك الى بعضيهما لتقول ليلى فجأة: اليوم سيخرج والدي من المشفى أليس كذلك؟!
اومأت فرح برأسها وأجابتها: نعم، لقد ذهب كلا من مازن وادهم ليجلبونه من هناك...

نهضت فرح من مكانها واقتربت من ليلى، جلست بجانبها واحتضنتها وقالت لها بعدما قبلتها من جبينها: كوني بخير، لأجلنا...
أدمعت عينا ليلى التي لم تستوعب الموقف بعد ثم ما لبثت ان قالت بنبرة متحشرجة: سأحاول...
عديني أنكِ ستكونين بخير...

قالتها فرح بتأكيد لترد ليلى: سأكون بخير باذن الله...
احتضنتها فرح بقوة بينما أخذت ملك تتابع الموقف بعينين دامعتين قبل ان تنهض من مكانها وتتجه خارج المكان وتحديدا نحو غرفتها فهي لا تريد أن تراها ليلى وهي تبكي...

وصل كلا من حميد زهران مع أدهم ومازن الى المنزل...
ما ان وطأت قدمه أرض المنزل حتى أطلقت زوجته الزغاريط واخذن بناته يرمين عليه الورد والحلوي...
اقتربت نجلاء زوجته منه وضمته بقوة وقالت له بصوت باكي: ليحفظك الله لنا يا أبا مازن...
ربت حميد على ظهرها بحنان بينما عيناه كانتا مسلطتين على ليلى التي اقتربت بسرعة نحوه وضمته ليقبل جبينها ويهمس لها بقلق: كيف أصبحت الان حبيبتي...

اجابته بصوت مبحوح: بخير، بخير طالما انت بخير...
جاء دور فرح التي ركضت نحوه واحتضنته بقوة ليقبل شعرها بحنو بالغ ثم تبعها كلا من ملك ومريم...
جاءت بعدها اخته الوحيدة حنان وبناتها وكذلك اخوانه وزوجاتهم...
جلس الجميع في صالة الجلوس بعدما انتهوا من القاء التحية عليه...

بدأ الجميع يتحدثون في شتى المواضيع المختلفة بينما نهض كلا من فرح وملك لإعداد طعام الغداء...
نهضت الاء والتي جاءت مع زوجها واتجهت خارج المكان لإجراء مكالمة تليفونية فقرر أدهم أن يتبعها ليتحدث معها...
انتهت الاء من مكالمتها لتستدير نحو الخلف فتجد أدهم ورائها...

رفعت حاجبها بتعجب من وجوده بينما قال أدهم بسرعة: كيف حالك.؟!
أجابته وهي تتطلع إليه بإستغراب: بخير، لماذا تسأل؟!
رد بجدية: اختي واطمئن عليها، أين الغريب في الموضوع؟!
أجابته ببرود: ليس من عادتك أن تسأل علي أو تهتم لأمري حتى...
هل هذا جزاء من يفعل خيرا معك؟!

قالها ساخرا لترميه بنظرات كارهة قبل ان تتحرك امامه متجاوزة اياه الا انه قبض على ذراعها موقفا اياها...
تطلعت اليه بنظرات مشتعلة ليقول بجدية: .
أريد الحديث معك قليلا، ألا يمكن؟!
عن أي شيء تريد الحديث؟!
سألته بتململ ليجيبها: عنك وعن أحوالك، كيف تعيشين هنا، وكيف يتعامل زوجك معك؟!

بأفضل حال، هل تكفيك هذه الإجابة لتطمئن علي؟!
قال بنفاذ صبر منها ومن حدتها معه: الاء كفي عن طريقتك السخيفة هذه...
ردت عليه بتحذير: إياك ان تتحدث معي بهذا الشكل مرة اخرى يا ادهم...
سألها أدهم مندهشا من طريقتها معه: لماذا تتعاملين معي وكأنني عدوك؟!
ألست كذلك؟!

سألته ببرود لتتسع عيناه بصدمة قبل ان يهمس بعدم تصديق: أنتِ حقا تعتبرينني عدوك، هل ترينني هكذا يا الاء؟!
صمتت ولم ترد ليزمجر بها بعصبية: أجيبي على سؤالي، هل تعتبرينني عدوا لكِ؟! هل ترينني هكذا.؟!
أجابته بقسوة ليست بغريبة عليها: نعم أنت كذلك بالنسبة لي...
سألها بإنفعال: لماذا؟! كل هذا بسبب ذلك الحقير، هل ما زلت تفكرين به؟! هل ما زلت تريدنه؟!
لا أريد سماع اي شيء يخصه، هل فهمت؟!

هتفت بها بنبرة حادة قبل ان تكمل: كما ان هذا ليس بالوقت المناسب للحديث عن أشياء كهذه...
هم أدهم بالتحدث لكن صوت فرح وهي تنادي كليهما على الغداء قاطعه...
سارت الاء أمامه بخطوات واثقة بينما اتبعها ادهم وهو يفكر بما يحدث مع اخته وعلاقتهما التي تزداد سوءا مع مرور الوقت...

مر اليوم بسرعة...
انشغل الجميع بإستقبال الضيوف والترحيب بهم...
حتى جاء الليل ورحل جميع الضيوف...
دلفت فرح الى غرفتها بعد يوم مرهق وطويل، كان ادهم جالسا على السرير يعمل على حاسوبه الشخصي حينما هوت بجسدها على السرير...
تنهدت بصوت عالي متعب قبل ان تهتف: يا الهي، لقد انتهيت...
تأملها ادهم بشفقة ثم ما لبث ان قال بجدية: لماذا لا تجلبون خادمة تساعدكم في اعمال المنزل؟!

اجابته فرح وهي تعتدل في جلستها: أبي لا يقبل بهذا، لا يحب أن يدخل احد غريب منزلنا...
ثم اردفت متسائلة: انت لم تتناول سوى بضع لقيمات صغيرة على العشاء، هل تشعر بالجوع الان؟!
اجابها: كلا، ولكن انتِ لم تتناول اصلا شيئا منذ الغداء...

ردت بلا مبالاة: انا معتادة على تناول القليل من الطعام...
فرح، انت تهملين طعامك كثيرا، يجب ان تهتمي بغذائك اكثرر...
حملقت به بدهشة حقيقية، هل لاحظ أنها لا تتناول سوى القليل من الطعام؟! هل بات يهتم بها حقا؟!
لماذا تنظرين الي هكذا؟!

سألها متعجبا لترد بسرعة وصراحة: لم أعهدك مهتما بي الى هذا الحد...
ابتسم لها وقال: انتِ ما زلت لا تعرفي عني الكثير من الاشياء...
منحته ابتسامة خافتة قبل ان تجده يقول لها بجدية: والان اذهبي وتناولي طعام العشاء، لا يجب ان تنامي بدون ان تتناولي شيئا...
بشرط، ان تتناوله معي!
موافق...
نهضت من مكانها وركضت مسرعة خارج الغرفة لتعد الطعام بحماس...
بينما اخذ هو يراقب أثرها بشرود تام وهو يفكر بأمر هذه الفتاة العجيية التي باتت تشغل حيزا كبيرا من تفكيره واهتماماته...

دلف كاظم الى غرفته ليجد الاء تعمل على حاسوبها الشخصي، تأملها قليلا وهو يفكر بأنها لا تفعل شيئا سوى العمل على حاسوبها الشخصي...
اقترب منها ووقف قبالتها وقال ؛
الاء، اريد الحديث معك من فضلك...
تفضل...

قالتها وهي تبعد انظارها عن حاسوبها الشخصي ليقول بجدية: لماذا لا تساعدين والدتي وسلسبيل في اعمال المنزل؟!
فرغت فاهها بدهشة مما قاله ثم قالت ببرود: انا لست بخادمة هنا لأساعد في اعمال المنزل..
احتقنت ملامحه غضبا بشكل أخافها ثم قال بنبرة حادة قليلا: هل تعنين بأن امي واختي خادمات كونهن يقومن بأعمال المنزل؟!

نهضت بسرعة من مكانها وقالت: بالتأكيد لا، انا لا اقصد، انا فقط لا احب ان اقوم بأعمال المنزل...
قاطعها بصرامة: مشكلتك، انتِ واجب عليكِ أن تعاوني امي وسلسبيل في تنظيف المنزل والطبخ...
ولكن انا حقا لا اعرف...

قالتها بصدق ليرد بإستهزاء: طبعا انتِ اصلا لا تجيدين سوى العمل على الحاسبة فقط...
رفعت ذقنها عاليا وقالت: نعم فأنا أرقى من أن أقوم بأشياء بسيطة كالطبخ والتنظيف...
رد بتحذير: اولا انتبهي على كلامك، ثانيا طالما انتِ زوجتي فأنتِ مسؤولة عن الطبخ والتنظيف هنا، وليكن بعلمك من الان وقادما انا لن أتناول الطعام سوى من يد زوجتي...

قالت بعصبية وتسرع: هل صدقت بأن زواجنا حقيقي لتطلب مني شيء كهذا؟!
ماذا تقصدين.؟!
اجابته ببرود: ما اقصده انكِ ليس زوجي بحق حتى تطلب مني شيء كهذا...
هل أنت ِ واعية لما تتفوهين به يا الاء؟!
ابتلعت ريقها وعقدت ذراعيها امام صدرها محاولة ان تبعد التوتر عنها ليقول بتحدي: اذا انا الان لست زوجك بحق، حسنا لأكون زوجك بحق اذا...
ماذا تقصد؟!

سألته بعينين محتارتين لتجده يفك ازرار قميصه ويقول بجدية: سوف أكون زوجك بحق...
كاظم لا تجن...
خلع قميصه ورماه ارضا ثم اقترب منها وقال: لا تخافي يا الاء، انا لن افعل شيء يؤذيكي، انت زوجتي وما سيحدث هو الطبيعي...
تراجعت الى الخلف وقالت: اذا اقتربت مني فأنني سوف اصرخ وأجمع جميع من في المنزل عليك...
تجرئي وإفعليها وحينها سأقص لسانك...
كاظم لا تقترب...

قالتها بتوسل وهي تتراجع اكثر حينما وقعت على السرير فهبط هو فوقها محيطا اياها بجسده هاتفها بها: انتِ من أشعلتي النار بي وأنتِ من عليه إخمادها...
والله لم اقصد...
قالتها بدموع لاذعة ليهتف بها بصرامة: هش، اخرسي، انتِ لن تثيري شفقتي بهذه الكلمات...
ثم حاول الاقتراب منها وخلع بيجامتها عنها لتهتف به بما جمده تماما: انا لست عذراء...



look/images/icons/i1.gif رواية عروس الثأر
  04-02-2022 01:13 صباحاً   [12]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية عروس الثأر للكاتبة سارة علي الفصل الثالث عشر

ابتعد عنها فورا ما ان سمع ما قالته...
بينما اعتدلت هي في جلستها وأخذت تتطلع اليه بنظرات مذعورة...
لأول مرة يراها هكذا...
خائفة...
مما يجعله متأكد من أن ما قالته صحيح لا يقبل خطئا...
كيف؟!
سألها بهدوء مخيف لتبتلع ريقها بتوتر بالغ دون ان ترد...

قبض على ذراعيها الاثنتين بشكل قوي ثم رفعها عاليا من فوق الفراش قبل ان يهتف بصوت حازم: كيف.؟! أجيبيني يا ابنة الهاشمي، أجيبيني...
اجابته بدموع حقيقية: كنت صغيرة، في الجامعة...
توقفت عن حديثها ليهتف بها بنفاذ صبر: اكملي...
كان اغتصابا...
افلتها من ذراعيها لتسقط على السرير...
لماذا لم تخبريني.؟!

سألها بنبرة جامدة لترد عليه بصوت متحشرج: لا اعلم، لقد كنت خائفة من إخبارك و...
صرخ بها: انتِ لا تعرفين الخوف.، انتِ لا تعرفين سوى الكذب والخداع...
انهارت باكية مرة اخرى امامه بينما اشاح هو بوجهه بعيدا عنها...
ظلت تبكي لفترة طويلة...

بينما هو واقف امام النافذة موليا ظهره لها...
توقفت اخيرا عن البكاء ونهضت من مكانها واقتربت منه، حاولت ان تلمسه فهتف بها بصرامة: لا تلمسيني...
كاظم انا...
اخرسي...
اضربني يا كاظم، إفعل بي اي شيء، عاقبني كما تشاء، فأنا أستحق...
انا لم أضرب إمرأة في حياتي ولن أفعل...

حل الصمت المطبق بينهما للحظات قطعها هو حينما قال: من الان فصاعدا انتِ محرمة علي، لن المسك او اقترب منك حتى، وسوف يظل ما بيننا طي الكتمان حتى تمر عدة شهور وأطلقك...
صمتت ولم تقل شيئا، حاولت أن تتحدث، أن تقول اي شيء، لكنها لم تستطع، شعرت بأن لسانها انعقد داخل فمها، بأن هناك شيء اكبر واهم من ان تفصح عنه، فقررت السكوت...

عادت فرح الى الغرفة وهي تحمل الطعام، دلفت الى الداخل لتجد أدهم قد غط في نوم عميق، وضعت صينية الطعام على الطاولة واتجهت نحوه تتأمله عن قرب، رغبة قوية تولدت في داخلها بأن تلمس وجهه، لا تعرف لماذا ولم تفسر سببها، مدت يدها لتلمس وجهه لكنها تراجعت في اخر لحظة، شعرت بإحمرار شديد يغزو وجنتيها فأثرت الابتعاد عنه حتى لا يشعر بها...

جلست أمام الطاولة وبدأت تتناول الطعام بلا شهية فقد فقدت شهيتها فجأة...
تركت الطعام بعد لحظات واتجهت نحو السرير وتمددت بجانبه...
اغلقت الضوء واغمضت عينيها لتشهق بقوة وهي تشعر بحسده يحيط جسدها وشفتيه تقبل شفتيها، استجابت له لا اراديا وبادلته قبلته في بادئ الامر...
وبعد لحظات حررت نفسها من بين ذراعيه وابتعدت عنه بعدما منحته شغف اللحظة للحظات...

اعتدل ادهم في جلسته وفتح ضوء الغرفة ليجده مولية ظهرها اليه...
فرح، ماذا حدث؟!
سألها بتردد لتجيبه بجدية: لا شيء، انا فقط متعبة واريد النوم...
وبالفعل تمددت على السرير بنية النوم لتجده يقترب منها ويقبض على ذراعها قائلا: لن تنامي حتى تخبريني ماذا يحدث.؟! لماذا ترفضينني كلما اقتربت منك؟!

انتفضت من مكانها وقالت: سؤالك غريب يا ادهم، تتحدث وكأنك لا تعرف الجواب...
كلا لا اعرف...
رمته بنظرات ساخرة قبل ان تهتف به: ألست أنت من طلبت ان يكون هذا الزواج صوريا؟! ألست انت من رفضت ان تلمسني او تقترب مني؟! مالذي تغير الان؟! لماذا؟!
قالت كلمتها الاخيرة بصراخ لتتشنج ملامحه دون رد، هو نفسه لا يعلم سبب رغبته بها، لقد عاهد نفسه ألا يقترب منها او يلمسها طوال فترة زواجه منها، ولكن هناك شيء ما تغير، شيء لا يعرف ثمته...

في صباح اليوم التالي
كان أيهم يسير متجها نحو قاعة المحاضرات حينما لمح دارين تقف مع شاب يراه لأول مرة تضحك وتتحدث معه، اندلع الغضب في عروقه ووجد نفسه يتجه نحوها بملامح متحفزة، وقف بينهما وقال موجها حديثه لدارين التي انصدمت به امامها: اريد الحديث معك لوحدنا قليلا...
سارت خلفه بعدما استأذنت من الشاب الواقف معها، وقفت امامه لتجده يقول بلهجة عصبية: من هذا وكيف تقفين معه هكذا؟!

عفوا؟! ماذا تقصد؟!
سألته بعدم فهم ليرد بغضب: لا تتغابي الان علي، سألتك سؤال واضح، أجيبيني عليه...
بأي حق تسألني سؤال كهذا؟!
سألته بتعجب وغضب ليرد ببرود: هذا ليس موضوعنا، انتِ كنتِ تتحدثين مع هذا الشاب بطريقة مثيرة للانتباه وتضحكين معه بصوت عالي غير مبالية بنظرات الجميع حولك...
طريقتي انا مثيرة للانتباه، وطريقتك ماذا عنها؟!

دارين لا تستفزينني...
قالها بعصبية ونفاذ صبر لترد بجدية: انت لا يحق لك أن تسألي عن الشخص الذي كنت أتحدث معه!
بلى يحق لي..
قالها عنادا بها لترد بذقن مرفوع: ' لماذا؟! لماذا يحق لك شيئا كهذا؟!
لأنني أحبك...
تجمدت الكلمات على شفتيها، لم تستطع ان تنطق بحرف واحد، ولم تستوعب ما قاله حتى...

اما هو فإنصدم مما قاله، لم يتوقع نفسه ان ينطق بشيء كهذا، ان يعترف لها بشيء لم يستوعبه هو نفسه...
لكنه لن يراوغ ولن يتراجع...
نعم احبك، لذا فأنا يحق لي ان أسألك وأمنعك عن الحديث معه ايضا...
أيهم!
قالتها بنبرة مصدومة ليرد عليها بقوة: لا تحاولي ان تثبتي العكس...

وجدها ترفع ذقنها بشموخ عاليا وتهتف بقوة هي الاخرى: حتى لو كنت تحبني فهذا لا يعطيك الحق ان تتدخل بحياتي...
رماها بنظرات ساخرة لتزم شفتيها قبل ان تزفر أنفاسها بضيق وتركض بعيدا عنه هاربة منه ومن عشقه الذي تمكن منها...

استيقظت فرح صباحا لتجد الفراش خاليا بجانبها، لم تنم حتى ساعات الفجر الاولى فطوال الليل كانت تفكر بأدهم وبما حصل بينهما...
نهضت من فوق سريرها وغيرت ملابسها ثم خرجت من غرفتها واتجهت الى الطابق السفلي لتجد والدتها واخواتها يتناولن الفطور لوحدهن...

صباح الخير...
قالتها وهي تجلس على الكرسي الخاص بها ثم ما لبثت ان سألتهن: أين ابي وأدهم ومازن؟!
اجابتها ملك: أبي وادهم خرجا باكرا وذهبا لبيت جدي، ومازن في الحديقة...
ولكن ابي ما زال متعبا، كيف يخرج من المنزل؟!
اجابتها والدتها: حاولت ان امنعه لكنه عاندني...

اومأت فرح رأسها بتفهم بينما أخذت ملك تثرثر قائلة: لا تقلقوا عليه، صحته افضل الان، فرح انت ستبقين هنا عدة ايام اخرى، أليس كذلك؟!
اجابتها فرح بجدية: لا أعلم، لم اسأل أدهم بعد عن مدة بقائنا...
ابقي قليلا معنا...
قالتها ليلى التي كانت تلتزم الصمت طوال الوقت لتندهش فرح منها، لم تستوعب بعد ان اختها الصامته تحدثت اخيرا...
ابتلعت فرح صدمتها وقالت بنبرة عادية: حاضر، سوف أبقى لعدة ايام اخرى...

رن جرس الباب في هذه الاثناء فنهضت فرح من مكانها بعدما قالت لهن: أنا سأفتح الباب...
ثم اتجهت خارج المكان نحو الباب الخارجي لتجد ميرا امامها بعدما فتحت الباب..
ميرا، كيف حالك؟!
بخير...
اجابتها ميرا وهي تبتسم بتردد لتقول فرح بسرعة: هيا تفضلي...
دلفت ميرا الى الداخل تتبعها فرح، اتجهت نحو غرفة الطعام ليرحب الجميع بها، طلبت منها فرح ان تتناول الفطور معهن لكنها رفضت في بادئ الامر لتوافق اخيرت تحت الحاحهم...

بعدما انتهى الجميع من تناول فطورهم خرجت ميرا من غرفة الطعام واتجهت نحو الحديقة لتجد مازن هناك...
تأملته وهو يقف في منتصف الحديقة واضعا يديه في جيوب بنطاله ويتطلع نخو السماء الشديدة الزرقة...
سارت نحوه فشعر بها ليلتفت نحوها فيتفاجئ بها امامه...
ميرا، ماذا تفعلين هنا؟!

زمت شفتيها بعبوس مفتعل وقالت: ألم يسعدك وجودي هنا؟!
اجابها معتذرا بسرعة: بالتأكيد يسعدني، انا فقط تفاجئت...
ثم اردف بجدية: كيف حالك؟!
ابتسمت قائلة: بخير، وانت كيف حالك؟!
تنهد بصوت مسموع ثم قال: احاول ان اكون بخير...
مازن، لا تحمل نفسك فوق طاقتك...

قالتها بحرص شديد عليه وعلى صحته ليقول: ليت الجميع يفكر بي مثلك...
ابتسمت بخجل ثم قالت بعدها: تبدو مهموما للغاية، ماذا حدث الان؟!
اجابها: يعني وضع ليلى وطلاقها، مرض والدي، و ميري...
ما بها ميري؟!
سألته بضيق خفي ليرد بملل: هي لا تقدر وضعي وما أمر به...
كيف يعني؟!

سألته بحيرة ليرد موضحا عليها: تريد مني أن أتفرغ لها طوال الوقت، تضايقت كثيرا حينما لم اسافر اليها، اخبرتها بما حدث لكن هذا لم يشفع لي عندها...
ولكن عليها ان تتفهم وضعك وتقدره..
المفروض...
قالها مازن ساخرا لترد ميرا: لا تحزن نفسك لأجلها، لا يوجد شيء يستحق ان تحزن نفسك...
انا لست حزين لأجلها يا ميرا، انا حزين بسبب ما حدث مع ليلى وابي...

افهمك، ولكن ما حدث قد حدث، الحمد لله أن عمي ااصبح بخير، وليلى سوف تتحسن قريبا...
اتمنى هذا...
قالها مازن بامل لتبتسم ميرا له بحنان وتقول: لا تقلق يا مازن، كل شيء سيصبح بخير، صدقني...
تأملها مازن قليلا بنبرة صوتها اللطيفة وملامحها الناعمة ليبتسم اخيرا براحة قبل ان يشكرها بامتنان: اشكرك ميرا، اشكرك كثيرا...

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 3 من 9 < 1 2 3 4 5 6 7 8 9 >




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 1532 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1126 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1165 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 967 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 1735 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، عروس ، الثأر ،











الساعة الآن 09:22 PM