رواية حياة مطلقة الجزء الثاني بقلم سارة رجب حلمي الفصل الخامس عشر
هانى رجع بيته وهو متحمس يبلغ سهر انه راح لشريف واعترفله باتفاقه مع هيثم، بس لقاها نامت، فنام جنبها وهو حاسس لاول مرة براحة الضمير، بغض النظر عن رد فعل شريف واللى ممكن يعمله فيه، بس شعور راحة الضمير شعور جميل وجديد على هانى، برغم انه عارف ان شريف ممكن ينتقم منه اشد انتقام، بس برضو عنده أمل يسامحه، غمض عينه وعلى وشه ابتسامة طالعة من قلبه.
حس هانى بحركة وإضاءة جاية فى عينه، فتحها ببطئ لقى سهر واقفة تلبس لبس خروج. هانى: إيه ده، هو الساعة كام ؟ سهر: 6 ونص. هانى: صاحية بدرى كده ليه ؟ سهر: زى كل يوم يعنى، عشان على مابخلص لبس وبفطر واركب مواصلات واوصل الشركة بتبقى يادوب 8 وساعات بتأخر كمان.
هانى: لا مانتى خلاص مش هينفع تروحى الشركة تانى، غيرى هدومك وتعالى نامى ياشيخة ده الجو سقعة. سهر: وانت ليه قررت إنى مش رايحة الشركة تانى ؟ هانى: مش قرار ده اجبار. سهر: مين اللى هيجبرنا ؟، انت خايف هيثم يروح يقول لشريف يعنى ؟ هانى اتعدل وقعد على السرير: مش خايف من حاجة، انا اللى روحت حكيت كل حاجة امبارح بالليل لشريف، وطبيعى مينفعش تروحى. سهر: انت بتتكلم بجد ؟
هانى: ايوا، جيت عشان افرحك لاقيتك نايمة. سهر: برافوا عليك ياهانى، قد ايه انا فخورة بيك اوى دلوقتى. هانى: ربنا يخليكى ليا يا سهر، كل يوم بتأكد من انك ست محترمة وتستحقى تتشالى فوق الراس. سهر وطت راسها فى الارض: بعد اللى عملته !، ده انا حتى فوقت متأخر. هانى: وانا كمان فوقت متأخر اكتر منك، بس المهم اننا عندنا ضمير مسمحلناش نكمل فى الغلط، ووقفناه الحمدلله من غير مانضر حد.
سهر: ازاى بقى، لولا كلامى عن مادلين مع حياة مراته، اكيد ماكانتش هتروحله الشركة وتظبطه كده. هانى: انتى ماقولتلهاش روحى يا سهر، ماتحمليش نفسك ذنب حاجة مالناش يد فيها غير كلمتين قولتيهم. سهر: بس كمان انا حسيت بفرحة لما عرفت انها اجهضت، انا مخنوقة من نفسي اوى انى فرحت كده. هانى: فى دى لازم تعذرى نفسك، لو كان معاكى اطفال، كنتى عمرك ماهتحسي بكده ابدآ، شيفاها معاها اتنين وحامل فى التالت غصب عنك فرحتى لما عرفتى انه راح.
سهر: مينفعش، ده احساس قذر، نفسي يروح من دماغى وميتكررش ابدآ، انا مش بالوحاشة دى. هانى بيهزر معاها: خلاص بقى يا سوسو، ولا اقولك خليكى متضايقة كده، بتبقى قمر وانتى زعلانة. سهر ابتسمتله بسعادة على انه عمل الصح وحاسه انه مبسوط بكده، فحضنته وطبطبت عليه: ربنا يخليك ليا ياهانى ويرزقنا بالذرية الصالحة اللى تملى علينا بيتنا من غير مانحتاج من حد فلوس.
كلماتها جميلة ودخلت قلبه بمجرد ما سمعها بس رجعت تأنيب الضمير اللى كان بيحس بيه تانى، لإنه اخفى جزء من الحقيقة عن شريف، عشان يستغل ده ماديآ، وبكده مايعتبرش انقذ شريف من ايد هيثم ! سهر: هاانى !، بكلمك ؟ هانى: هه، نعم، معاكى. سهر: لا واضح انك معايا اوى، مالك سرحت فين ؟ هانى: ولا حاجة يا حبيبتى ولا حاجة انا معاكى اهو.
حياة وصلت الولاد للمدرسة، وفضلت تتمشى فى الشوارع بملل وزهق، بتتنفس بعمق وبتتمنى لو تفقد الذاكرة وتنسى كل اللى حصل وكل اللى عرفتهم فى حياتها، وتبدأ الجديد فى حياتها على نضافة، من غير ذكريات مؤلمة وناس بيحاولوا يفضلوا فى حياتها بالعافية، عشان يفضلوا مفكرينها بايام عذابها، أاه بتحب شريف، بس هو بقى من ضمن الناس اللى لما تفتكرهم تفتكر العذاب..،
حياة مدركة ان فى البعد عنه عذاب برضو، بس اختارت تجرب البعد يمكن عذابه يكون أخف، والحلو فيه اكتر، الشغل بهدلة وعذاب، بس الفلوس اللى هتيجى من بعد البهدلة دى هيبقى ليه حلاوتها وطعمها الجميل، بصت فى ساعتها بملل بتترجى الوقت يعدى وتبدأ شغلها، اللى هيرحمها شوية من التفكير القاتل ده، لقت ان فاضل نص ساعة وتبدأ اول ايامها فى الشغل فى محل ملابس عم فهمى.
عدت النص ساعة دى عليها مابين مستمتعة بالنور والهوا النقى والناس اللى رايحة وجاية حواليها وبين تعبها من التفكير اللى مابيتوقفش. راحت وقفت قدام المحل فى انتظار عم فهمى، شافته جاى من بعيد، راحتله. حياة: صباح الخير يا عم فهمى. فهمى: صباح الفل يا حياة يابنتى، والله كنت فاكرك مش هتيجى. حياة: ليه كده ؟
فهمى: اصل اللى بيسألوا على الشغل وبعد كده يطنشوا كتير اوى. حياة: يمكن مش محتاجينله قدى. فهمى: ربنا يوسع رزقنا جميعآ يابنتى، ثوانى هفتح المحل. وقفت حياة تنتظره، لحد مافتح ودخلوا مع بعض جوة المحل.
راحت على مفاتيح الكهربا وفتحتها، وبدأت ترتب فى كل اللى شايفاه محتاج ترتيب. فهمى: بتعملى ايه يابنتى، ده مش شغلك، انتى شغلك الحسابات وبس. حياة: لأ ماتحجمنيش ياعم فهمى، سيبنى براحتى، ده لو مش عايزنى اعتبر المحل، مجرد مكان شغل. فهمى: بارك الله فيكى يابنتى، هو لسه فى حد بالطيبة دى.
حياة ابتسمت: فيه ياعم فهمى، حضرتك بالطيبة دى، ده كفاية كلمة بنتى اللى بتقولهالى، وانا ماسمعتهاش من وانا صغيرة اوووووى. فهمى: بما ان لسه مفيش حد جه، اقعدى واحكيلى حكايتك، انا بصراحة نفسى اسمعها من ساعة ماشوفتك امبارح ولاقيتك شابة صغيرة، واستغربت انك بتقولى عندك عيال وفى المدرسة كمان، واستغربت اكتر انك عايزة تشتغلى وتصرفى عليهم كمان، فين جوزك ؟ حياة: دى حكاية طويلة اوى.
فهمى: احكى لحد مالزباين تبدأ تيجى. بدأت تحكيله حياة فى حكايتها اللى اتعجب منها فهمى واشفق على حياة من العذاب اللى شافته. فهمى: ياااااه معقول، كل ده شوفتيه فى سنك الصغير ده ؟ حياة: ده انا كمان إختصرت عشان ماضيعش وقت واصدعك معايا ههههه.
فهمى: بس انتى بتظلمى جوزك، المفروض تسامحيه يابنتى، مفيش راجل بيعتذر ويعيط قدام مراته كده الا لما يكون صادق فى احساسه وكلامه. حياة: انا عارفة، وكمان حسيت بصدقه فى كلام كتير قاله، وانا متأكدة انه كويس ومش طبعه الخيانة، بس انا عارفة ان الحياة معاه مليانة ألم وعذاب فى حاجات تانية، اللى محدش واخد باله منه، وفاكرننى نسيته، بس انا عمرى ماهنساه، لما كنت لسه متجوزاه جديد، وشك فيا انى ليا علاقة بصاحبه وعاملنى وحش وبعد عنى فترة عشان استقبلته وهو مش موجود..،
مع ان البيت مليان خدم وولادى كانوا موجودين ماكناش لوحدنا يعنى، وتصرفاته معايا فكرتنى بتصرفات جوزى الاولانى، ولما اجهضت اتقلب عليا واهملنى واهمل عيالى وسمعنى كلام صعب، انا مش بقالى كتير متجوزاه، بس فالكام شهر دول عمل معايا حاجات كبيرة ماتتغفرش، وواثقة ان مسألة الخيانة دى لو عدت ورجعنا هقابل معاه حاجات صعبة توجعنى برضو، وانا اكتفيت وخلاص مابقتش عايزة رجالة فى حياتى من النهاردة. فهمى بشفقة: والله اللى عانت زيك، لازم تفكر كده واكتر، اللى انتى فيه ده مش معناه ان طبعك اتغير، انتى لسه حلوة زى مانتى، بس فاض بيكى من كتر الظلم اللى شوفتيه.
دخلت زبونة للمحل فاضطروا يوقفوا كلامهم، وقامت حياة تشوفها محتاجة ايه ورفضت ان عم فهمى هو اللى يقوم. شريف راح الشركة وهو ناوى انه يفهم ايه اللى بيدور حواليه بالظبط، وايه الاوراق اللى ممكن هيثم يبقى عايزها من عنده، وتهمه لدرجة انه يدفع فيها مبلغ كبير لهانى ومراته.
كل ده ماقدرش يمنعه من التفكير في حياة، اللى كان لسه معاها بالليل وبرغم كده وحشته وبقى نفسه يشوفها. اتصل بمكتب نهلة وطلب منها تروحله مكتبه. نهلة: خير يا أستاذ شريف ؟ شريف: حياة عاملة ايه ؟ نهلة: الحمدلله كويسة. شريف: طيب خدى المبلغ ده وهاتيلهم كل حاجة يحتاجوها وبزيادة ومن غير ماتعرفيها طبعآ إنى اديتك حاجة.
نهلة: هو انا مستنية حضرتك توصينى عليهم وتدينى فلوس !، انا الحمدلله مش مخلياهم ناقصهم حاجة، وده أصلا مش عاجب حياة وأهى راحت دورت على شغل ونزلته النهاردة لاول مرة عشان متخليش حد يصرف عليها خالص، وكمان تنقل من بيتى. شريف: إنتى بتقولى إيه !، حياة اشتغلت ؟، اشتغلت فين ؟، وازاى انا معرفش حاجة زى كده، أنا لسه جوزها. نهلة: انا مكنتش اعرف ان حاجة زى دى هتضايق حضرتك. شريف: اشتغلت فيييين ؟
نهلة: معرفش للأسف، مالحقتش أعرف منها، لان ايهاب جه وكانت لسه بتحكى وماقالتش فين، بس هو تقريبآ محل ملابس. شريف: مرات اكبر رجل اعمال فى البلد شغالة فى محل ملابس !، اتصلى بيها حالآ واعرفى مكانها. نهلة: لو سمحت يا أستاذ شريف انا مش عايزة مشاكل مع حياة وكده هتفقد الثقة فيا ويمكن تمشي من عندى وهى لسه مش معاها فلوس تروح فى حتة بس هتمشي برضو وانت عارف زعلها.
شريف: كل ده مايهمنيش، اتصلى بيها حالآ اعرفيلى مكانها، ماتقوليش ان انا اللى عايزه عشان لو عرفت مش هتديهولك. نهلة: حضرتك هتخلينى يبقى عندى حذر بعد كده فالكلام معاك، مش هينفع خالص اضحك عليها عشان اعرف عنوان شغلها واديهولك تروحلها والله اعلم يحصل ايه بينكم قدام الناس.
شريف: مش هيحصل حاجة بيننا، انا مش هتحايل عليكى كتير، هاتيلى العنوان بأى شكل اتصرررفى. نهلة: انا نفسي حضرتك تخرجنى من الموقف ده وماتدخلنيش فى مشاكل معاها، انا مش عايزة اخسر حياة، انا ماليش غيرها هى وابنى. شريف: ماتخافيش يانهلة، مش هتخسريها، هعرفها انك مالكيش دعوة وانا اللى ضغطت عليكى.
نهلة: طيب هى هتستأذن بعد شوية عشان تجيب الوللد من مدارسهم، ممكن حضرتك تروح وكإنك رايح بالصدفة كده وتقابلها، وحياة مش بتكدب اكيد هتقولك على الشغل وساعتها حضرتك اتكلم براحتك. شريف بص فى ساعته وحسب الوقت اللى حياة هتكون وصلت فيه بالولاد للبيت. خد مفاتيحه وموبايله من على المكتب ومشي. وصل قدام بيت نهلة وفضل مستنيها جوة عربيته.
بعد شوية ظهرت قدامه وهى معاها الولاد التلاتة حمزة وسما وآدم، إستناها شريف لحد ماتطلعهم وتنزل تانى، وشوية ونزلت، نزل من عربيته. شريف: حياة. حياة بصتله وهى متفاجئة بوجوده. حياة: نعم. شريف: انتى رايحة فين ؟ حياة: ليه السؤال ده ؟
شريف: انتى هتردى عليا السؤال بسؤال !، الزعل اللى بيننا حاجة وانك لسه مراتى وليا حقوق عليكى ده حاجة تانية. حياة: بس انا طلبت الطلاق. شريف: طب ردى على سؤالى انتى رايحة فين ؟ حياة: هو انت اصلا جاى هنا ليه ؟، ماتقوليش عديت بالصدفة مثلا !
شريف: انتى خلاص طريقتك كلها بقت استفزاز، انتى اشتغلتى ؟ حياة: هههههه، ايوا كده هات من الاخر بدل مابقالك ساعة بتسأل انتى رايحة فين. شريف: ادينى جبت من الاخر. حياة: وبعدين!
شريف: ولا قبلين مفيش شغل، اطلعى على فوق يلا يا اما تقعدى مع الولاد وماتروحيش فى حتة يا اما تلمى هدومك وهستناكى لحد ماتخلصى. حياة:والمفروض انى اسمع كلمتين زى دول فأعتبر نفسي سيبت الشغل فى كل الحالات، ومش بعيد كمان اطلع اجيب الهدوم والولاد واقولك يلا. شريف: وايه المشكلة فى ان ده يحصل؟، انا جوزك وده من حقى عليكى.
حياة بعصبية: انت مالكش حقوق عليا، زى مانا مش مستنية منك حقوق، الطلاق وطلبته، ومستنياه يتنفذ غير كده مش معترفة بأى حاجة تانى، بعد اذنك متأخرنيش عن شغلى. شريف: مش هتروحى فى حته، انتى مجنونة؟، عايزة مرات شريف منتصر الناس يقولوا عليها شغالة فى محل هدوم، ده انتى سايبة هدوم فالفيلا تفتح موول مش حتى محل زى اللى رايحة تشتغلى فيه.
حياة: وانا مش عايزة من المول اللى بفلوسك حاجة، ومبسوطة بمحل صغير اشتغل فيه والفلوس اللى هقبضها منه تبقى بتعبى ومجهودى محدش بيمن عليا بيها. شريف بذهول: انا عمرى حسستك انى بمن عليك بفلوس ؟ حياة: انا بتوقع منك كل حاجة واى حاجة، وده مش بعيد كان ممكن يحصل. شريف: انا هفضل استحملك كده لحد امتى؟
حياة: مطلبتش منك تستحملنى، انا بطلب تطلقنى. شريف: وانتى فاكرة لما تزهقينى باسلوبك كده هطلقك؟ حياة: والله ده اسلوبى معاك، من غير مافتكر ولا احط حاجة فى دماغى. شريف: اسلوبك مينفعش ومش عاجبنى، ومش هتحمله تانى، وكلمتى تتنفذ،اتفضلى اطلعى مفيش شغل ولا زفت. حياة: انا استأذنت ساعة عشان اجيب الولاد من المدرسة واحطلهم الاكل وارجع شغلى تانى وانت كده اخرتنى وعدا اكتر من الساعة، بعد اذنك.
شريف اتعصب ومسكها من دراعها: مش هتروحى فى حتة ومتستحليش الدلع ده اكتر من كده. حياة مبتسمة بدموع نازلة من عينيها: هههههه دلع !، أنا بحب ادلع معلش استحمل. سابته حياة ومشيت بعد ما شدت ايدها منه بقوة.
وشريف ماقدرش يمنعها لانه كان مدرك ان غلط فى حقها للمرة الألف، حياة عمر قلبها ماعرف معنى الدلع، حتى على ايده، ولما مصممة تروح تشتغل فى محل ده اكبر دليل على انها انسانة شقيانة ومبتفكرش فى الرفاهية مش دليل على الدلع، بس ده مش معناه انه موافق على شغلها شغلة زي دى وهياخد موقف لو صممت عليها.
رجع الشغل وطلب نهلة وراحتله وسط تعجب من الناس حواليها لانه طلبها قبل مايسيب الشغل ولما رجع طلبها تانى وده على عكس العادة لانها فى العادى مالهاش تعامل مع مكتبه خالص، بس ماكانش همه اى حاجة من كل ده مبيفكرش غير فى حياة ومشاكله معاها اللى خلته ينسى كل الأسباب اللى راح الشركة عشانها النهاردة. نهلة: نعم يا أستاذ شريف.
شريف: وصلى لصاحبتك انى كنت مستحمل منها كل اللى كانت بتعمله وكنت مستعد استحمل اكتر عشان كنت شايف نفسي غلطان بس بعد اللى عملته ده، بقت مشاركة فى الغلط، ولازم ترجع عن اللى بتعمله، عشان متصرفش معاها تصرفات مش هتعجبها ابدآ. نهلة: حاضر. شريف: كل كلمة قولتها توصلها، كللل كلمة. نهلة: حاضر.
خرجت نهلة من مكتبه وهى متضايقة لبشاعة الحال اللى وصلوا ليه، واستغربت من عند حياة بالطريقة دى. نهلة فى سرها: يعنى هو حد يلاقى اللى يقوله ماتتبهدلش وبرضو يبهدل نفسه ! فهمى: مالك يا حياة من ساعة ماجيتى وانتى متغيرة. حياة: قابلت جوزى وماكانش عايزنى اجى. فهمى: ماكنتيش جيتى. حياة: نعم.
فهمى: ماينفعش متسمعيش كلامه طول مانتى على ذمته. حياة: وانا مابقتش عايزة ابقى على ذمته. فهمى: ربنا يهديكم لبعض يابنتى، بس برضو تسمعى كلامه طول مانتى لسه مراته، يلا خدى بعضك وروحى. حياة: لا والله مش هينفع، ده اول يوم ليا، اعتبر حضرتك معرفتش حاجة.
فهمى: انتى زى بنتى، وانا لو بنتى فى موقفك مش هخليها تقعد ثانية فى حتة جوزها مش راضى عنها. حياة عيطت: ارجوك ماتجيش عليا زيهم، ماتخلنيش امشي ارجوك، سيبنى حتى اكمل اليوم وهمشى حاضر. فهمى: خلاص يابنتى اهدى، اللى تشوفيه. ولما خلص يوم الشغل روحت البيت، وكانت نهلة فى انتظارها. نهلة: انتى ايه اخرتها معاكى ؟ حياة: عايزة ايه يانهلة، انتى مش روحتى خلصتى ضميرك وقولتيله انى اشتغلت؟
نهلة: والله ماكنت اقصد اعرفه، هو بيعرض فلوس فقولتله انك مش عايزة منى مساعدات لدرجة اشتغلتى عشان تصرفى بنفسك على ولادك، لاقيته اتعصب وعايزنى اكلمك اعرف عنوان الشغل، وانا رفضت فراحلك قدام البيت عشان لما ترجعى بالولاد، وده مش موضوعنا بقى يا ست حياة، اعمليلك أخر عشان الموضوع بيكبر بينكم يوم عن يوم.
حياة: أخرى الطلاق، وخليه يريح نفسه. نهلة: شريف المرة دى مختلف يا حياة، ومش ناوى على مصالحة وهدوء زى الاول، ارجوكى بلاش تخسريه. حياة: عايزة اجرب الحرية شوية، وكفاية عليا وجع، خلينى اخسره واكسب نفسي. نهلة: ده اخر كلام عندك ؟ حياة: ايوا ده اخر كلام عندى.
خرج شريف من جوة: شكرآ يا نهلة انك سألتيها وخلتينى اسمع اجابتها بودنى، بدل ما كنت عمال اوهم نفسي انها بتتصرف كده قدامى عشان كرامتها، بس من ورايا بتقول كلام تانى. اتخضت نهلة من وجوده، وبصت لحياة: والله ماعرف انه هنا، انت ازاى هنا انت مش مشيت ؟
(فلاش باك) نهلة وصلت البيت وكانت فى انتظار رجوع حياة، رن جرس الباب وراحت فتحت. شريف: أنا آسف يانهلة انى جيت وانتى لسه مارتحتيش، بس كنت محتاج اقعد مع حياة. نهلة: هى لسه مجتش، اتفضل ارتاح لحد ماتيجى. شريف: طيب، ممكن بعد اذنك تجبيلى كوباية مياة، عطشان جدآ. نهلة: حاضر.
سابته نهلة على الباب عشان تجيبله مياة فدخل واستخبى جوة البلكونة. طلعت نهلة بالمياة ومالقتش شريف، واستغربت وقالت انه يمكن اتحرج يستناها ومشى وهيجى لما تبقى تيجى، قفلت الباب ودخلت وحصل اللى حصل ده.
(عودة للحاضر) سليم: لما دخلتى تجبيلى مياة، دخلت البلكونة. حياة: يعنى وصلت لهدفك ؟ شريف: انتى طالق ياحياة. شريف خرج من شقة نهلة، وسط ذهول من نهلة وحياة، برغم انها كانت عايزة ده يحصل الا انها اتصدمت وحست بوجع فى قلبها وهى بتسمع الكلمة دى، قعدت على الكرسي بألم، مش مصدقة ان ده حصل فعلآ.
نهلة بدموع حزينة على صاحبتها: ايه مالك بقى !، مش هو ده اللى كنتى عايزاه ! بكت حياة من قلبها وهى مش عارفة هى ليه حاسة بوجع كده، مش هو ده فعلآ اللى كانت عايزاه ؟ نهلة: انا مش مسمحاكى انك دمرتى حياتك كده. دخلت نهلة اوضتها وحياة لسه تحت تأثير الصدمة وعدم التصديق، بتبص حواليها ومش مصدقة انه كان فعلآ هنا وطلقها !
رواية حياة مطلقة الجزء الثاني بقلم سارة رجب حلمي الفصل السادس عشر
شريف صحى من نومه، وهو مش قادر يصدق ان ده حصل فعلآ، هو بجد طلق حياة ؟، ازاى قدر يعمل كده؟، ازاى هى استفزته ووصلته لكده؟، وياترى هى عندها حق ولا ظلمته وظلمت نفسها.
(فلاش باك) خرج من شقة نهلة وقفل الباب وراه، كان هيمشي بس ماقدرش، كان عايز يعرف حياة هيبقى رد فعلها ايه على كلمة الطلاق اللى قالها وخرج. فضل شوية مش سامع حاجة، وبعدها سمع نهلة وهى بتقولها زعلانة ليه مش ده اللى انتى كنتى عايزاه، وبعدها سمع حياة بتعيط، ونهلة بتعيط زيها وبتقولها مش مسمحاكى على حياتك اللى دمرتيها، صمت فضل لدقايق، وبعدها حياة بدأت تتكلم كان مرة يسمع ويفهم كلامها ومرة لأ..
حياة بتكلم نفسها بعد دخول نهلة اوضتها: ازاى عايزنى اكمل معاك، مش هقدر ومش هعرف بعد اللى شوفته، انا شوفتك فى وضع وحش مع واحدة، لو كنت سمعت من حد كان هيبقى اسهل من انى اشوف بعينى، لا مش هقدر(بكاء وكلمات غير مفهومة) ازاى هلمسك بعدها وهستحمل!، مكنتش هستحمل والله انا بقيت قرفانة من كل حتة فيك هى لمستها، ايدك كتفك رقبتك شفايفك، انا شوفت بعينى مش سمعت بس، صعب صعب مش هينفع قلبى اتوجع، ده حاجز مش هينفع معاه غير الطلاق، كان ممكن ارجع بس هفضل فاكرة المشهد فى كل حاجة بيننا حتى لو مقولتلكش انى فاكرة بس هبقى من جوايا بتألم. رجعت حياة لبكائها اللى قلب شريف ماقدرش يتحمله، وقرر يمشى.
(عودة للحاضر) شريف اتصل بإيهاب. شريف: ايهاب، تعالى. ايهاب: آجى فين!، الشركة؟، طب مانا رايح طبعا. شريف: تعالالى الفيلا. ايهاب: ليه؟ شريف: لما تيجى هتعرف. قفل معاه السكة وهو حاسس إنه بيحلم والمسألة مسألة وقت ويفوق من الحلم ويرجع لحياته مع حياة تانى. دخل إيهاب بيت شريف ولقاه قاعد فى انتظاره وكان فى حالة سيئة جدآ. ايهاب: مالك يا شريف انت تعبان ؟
شريف: اتطلقنا. ايهاب: ليه كده ياشريف؟، هى اكبد كانت هتقول كده تانى وكان عليك الصبر. شريف: انا مش هعرف اعيش من غيرها يا ايهاب، مش هعرف. ايهاب: حاول تهدا يا شريف، مفيش فى ايدينا حاجة نعملها غير تتكلموا مع بعض، وتحاولوا ترجعوا لبعض. شريف: هى رافضة اى محاولات، مخها المرة دى حجررر.
ايهاب: هى تعبت اوى، وده طبيعى يحصل بعد مجهود سنين فى محاولة التخلص من العذاب، وكل مرة بتفشل. شريف: طب اعمل ايه عشان تنسى اللى حصل وترجعلى؟ ايهاب: انت مستعجل اوى يا شريف على كل حاجة، يوم ماجيت وانا هناك صممت تدخلها وقولتلك بلاش وبرضو دخلت ومن قبلها صممت انى اروح مع ان نهلة مفهمانى الوضع، ودلوقتى مصمم تاخد منها اجابة تريحك، فى وقت هي نفسيا مش متظبطة خالص، وادى استعجالك ادى لطلاق ياشريف، طلااااق مش حاجة سهلة.
شريف: يعنى انت شايف انى اصبر؟، يعنى هاجى اصبر بعد ماطلقتها؟ ايهاب مش قدامك غير كده. بصله شريف بنظرات حزينة وبعد كده بص للفراغ، وقرر يعمل بنصيحة ايهاب. حياة واقفة بتظبط هدومها قدام المراية. نهلة: هتودى الولاد وترجعى؟
حياة: ارجع ليه، انا عندى شغل. نهلة: هتروحى برضو ومش هتعملى خاطر لشريف؟ لفتلها حياة بعصبية شديدة، نهلة اتفاجئت واتخضت منها. حياة: برضو حتى بعد ماطلقنى هتقولى شريف!، خلاص مابقتش مراته، يبقى ازاى اقعد من الشغل عشان خاطره! نهلة: اهدى، بس اعملى خاطر لإسمه وسمعته، مهما كان ده شريف اللى كان مستعد يعمل عشانك اى حاجة.
حياة بعصبية اكبر: إسمه وسمعته إييييه، هو انا بشتغل رقاصة!، محدش يتدخل فى حياتى تانى، مش عشان قاعدة عندك هتقوليلى كلام ينرفز كل شوية. حياة طلعت من الاوضة وخدت الولاد اللى كانوا واقفين خايفين من اللى بيحصل بين امهاتهم، ونزلت توصلهم مدارس، وزى امبارح بعد مادخلتهم المدارس فضلت تلف فالشوارع، بس المرة دى كانت مكسوفة من نفسها اوى، مش مصدقة ان دى بقت تصرفاتها، وانها قالت الكلام ده لنهلة اللى مالهاش غيرها فى الدنيا، وبتعتبرها اخت وأم وكل حاجة، حست بندم شديد، ولقت ان لسه قدامها وقت على مايجى عم فهمى، فقررت تروح تقابل نهلة وتعتذرلها، اتصلت بيها.
حياة: نهلة، انتى فين ؟ نهلة: انا وصلت الشركة، فى حاجة؟ حياة: طب انا هاجى اقابلك وابقى اطلعيلى برا بعيد شوية وهبقى اقولك انا فين لما آجى. نهلة: طيب مستنياكى. حياة ركبت مواصلة توصلها عند شركة شريف، ولما بقت قريبة من الشركة، اتصلت بنهلة وقالتلها، ونهلة خرجتلها.
حياة: أنا اسفة يانهلة، والله ما اقصد ولا كلمة من اللى قولتهولك ده، انا مابقتش عارفة انا حصللى ايه الايام دى بس. نهلة: ولا كإن حصل حاجة ياحبيبتى، انتى اكتر من اختى، ولازم استحملك فى ظرف زى ده واتقبل ان اعصابك تعبانة. ابتسمتلها حياة بود، وكان فى عينين ملونة باللون الرمادى، واقفة تتابع حياة بغل وحقد حقيقيين، وماقدرتش تكتم الغل ده فى قلبها اكتر من كده فنزلت من عربيتها وراحتلهم.
مادلين شاورت على نهلة: انتى شو اسمك، بعتئد إنك عم تشتغلى هون. نهلة بغضب: انتى عايزة ايه ؟يخصك فى ايه بشتغل هنا ولا لأ، جاية تلقحى جتتك علينا زى القضا المستعجل كده ليه! مادلين: كيف بتتجرئى ؟ نهلة: لا انتى ماشوفتيش الجرائة على اصولها، تحبى تشوفيها ولا هتلمى نفسك وتغورى من هنا ؟
مادلين: راح تدفعى تمن كل كلمة غالى، ورفدك بيكون على إيدى، شريف حبيبى ماراح يقبل اهانتك لﻹلى. ساعتها مشيت حياة وسابتهم يتخنقوا مع بعض، وجريت وراها نهلة، حاولت توقفها وتفهمها انها بتعمل كده عشان تغيظها بس. وقفت حياة فعلا بس عشان تحضن نهلة اللى برغم انها زعلتها، الا انها ماسكتتش لمادلين. نهلة: ارجوكى متصدقيش كلام الكلبة دى، انا متأكدة ان شريف بريئ من كل كلمه بتقولها. حياة: مابقتش تفرق خالص، كل شئ انتهى خلاص، بعد اذنك اتأخرت على شغلى.
رجعت لمكان المحل تانى. فهمى: اتأخرتى ليه كده يا حياة يابنتى، انا قولت يمكن اتصالحتى انتى وجوزك وفرحت. حياة بابتسامة وجع: لا انا وجوزى ماتصالحناش، انا وجوزى اتطلقنا. فهمى: لا حول ولا قوة الا بالله، خراب البيوت مش سهل يا بنتى، خراب البيوت مش سهل. حياة: اللى ربنا هيكون، لو لينا نصيب فى بعض تانى، هنرجع يعنى هنرجع.
ايهاب وصل الشركة متأخر، ونهلة شافته وهو داخل، لفت انتباهها ان مشيته اتحسنت اوى عن الاول، فابتسمت بسعادة ونادتله، وخدت بالها انه بيمشي من غير عكاز خالص بدل ماكان ماشي باتنين. نهلة: حمدالله على سلامة رجلك، انت اتحسنت كتير. ايهاب: الحمدلله. نهلة: اتأخرت ليه ؟
ايهاب: شريف كلمنى وروحتله، نفسيته زى الزفت انا خايف عليه. نهلة: ماتخافش، هيتجاوزوا الازمة وانا متأكدة انهم هيرجعوا. ايهاب: ياريت. نهلة: عايزين نشوف حل فالزفتة مادلين دى. ايهاب: عملت ايه؟
نهلة: حياة كانت معايا برا الشركة جت تاخد منى حاجة، ومادلين شافتها جت تضايقها وتقول كلام معناه انها على علاقة بشريف. ايهاب: انا دلوقتى بفتكر ايام ماكانت لسه عارضة علينا المشروع وشريف كان قلقان منها، وانا اللى كنت عمال اقول ايه الافورة دى كلها، زى مايكون قلبه كان حاسس ان من تحت راس المشروع ده هيطلق حياة ويخسروا علاقتهم ببعض. نهلة: منها لله الحية دى. هيثم: هما خلاص اتطلقوا انتى عايزة منها ايه بقى !.
مادلين: ولا شي، بس لاقيتها موجودة حد الشركة خوفت تكون جاية تتصالح شريف، وبعدين انا كنت بعدنى ماعرفت انهم طلقوا الا بعد مادخلت الشركة. هيثم: بصي انا مش مصدق اى حاجة من كلامك بس هعديها بمزاجى، وماتنسيش انى جبتك مصر عشان غرض معين تنفذيه ومالكيش دعوة بحاجة تانية، وخطوة طلاق حياة وشريف تمت، ناقص الخطوة التانية وهى ان الشركة تخرب على دماغه، ودى مش عارف هعملها ازاى بعد اللى حصل مع الزفت هانى، وكمان الاستاذ شريف مش بيوافق على اى تعيينات الفترة دى، واخاف نكشف ورقنا لحد من جوة شركته، يكشف خطتنا كلها ويعمل وطنى.
مادلين: مابعرف، بس ماتنسى انه نحنا طولنا فالمماطلات، ومعطلين كل شي، ولأسباب مابتتصدق. هيثم: بس ظروف شريف مش مخلياه ياخد باله. مادلين: هيدا الشى صحيح لو كان ملتزم بالشغل، كان انكشفنا.
هيثم: طب ياريت تركزى فالموضوع ده وتشوفيله حل سريع، وحطى فى بالك حاجة مهمة، هيثم ياخد الست اللى تعجبه حتى لو تلزم راجل تانى، بس الست، هيثم يااااااااخد مايتاخدش منه يا مادلين. مادلين بتوتر: ليش هيك عم تحكى!
هيثم: عشان ماتتجننيش وتفتكرى ان الطريق بقى فاضى ليكى بعد ماطلق وتروحى تحاولى معاه فى جواز وتستغلى انه عاطفيآ متدمر وماهيصدق واحدة ملونة زيك تفتحله حضنها. مادلين بيأس: ماتقلق، بعرف انه انت قدرى اللى ماراح اعرف اخلص منه. هيثم: برافوا عليييييكى. فى بيت هانى وسهر.
كانت سهر واقفة بتحضر الغدا وفجأة وقعت على الارض، قام هانى جرى عليها وشالها وداها عالسرير وهو مذهول انه حصلها كده لاول مرة. اتصل بالدكتور واداله عنوانهم وبلغه يجى حالآ، خصوصا لانه بيحاول يفوقها ومابتفوقش. الدكتور: خليها تعمل التحاليل دى. هانى: تحاليل ايه؟ الدكتور: سكر وحمل وصورة دم كاملة. هانى: حمل!، معتقدش متجوزين من 6 سنين وعندنا مشاكل فى الخلفة.
الدكتور: نتيجة تحليل الحمل بتطلع وانت واقف، خليها تعمله عشان تبقى متأكدة اننا لازم ندور فى حتة تانية خصوصا ان ضغطها كويس. بعد مافاقت وقدرت تمشى، خدها وراحوا على مركز التحاليل وعملت تحليل الحمل وكانت المفاجئة الكبرى، ان سهر فعلآ حامل، ماكانوش مصدقين نفسهم من كتر الفرحة لدرجة ان هانى حس ان هو اللى هيغمى عليه، فاليوم ده روحوا البيت وفضلوا يصلوا لحد مالصبح طلع عليهم بين صلاة وقراية قرآن ودموع مالهاش أخر. هانى قرر انه مش هيخبى حاجة تانى عن شريف اللى بقى لازم كل حاجة تبقى واضحة قدامه، خرج وهو قاصد بيت شريف، ووصل هناك ودخل طلب مقابلة شريف وبعد شوية شريف نزل.
شريف: انت ايه اللى جابك هنا ؟، اطلع برا بيتى مش عايز اشوف وشك تانى. هانى: لازم تسمعنى يا شريف. شريف: كلب زيك لما يهوهو صوته بيزعج اللى حواليه، ومحدش بيسمعله. هانى: انا عارف انه من حقك تقول اكتر من كده بس انا متعشم انك تسامحنى، لو ايهاب مكانى كنت...
قاطعه شريف: اوعى تنطقها، ايهاب عمره مايبقى مكانك ابدآ، وده الفرق اللى بينك وبينه طول عمركم، وعشان كده كنت بفضلوا عليك دايما وانت كنت بتغير منه دايما، وادى الأيام بتثبتلك ان كان عندى حق فى انى محبش اقرب منك من زمان وافضل ايهاب عنك. هانى: عندك حق فى كل كلمة، بس ادينى فرصة انا بجد اتغيرت، والله ربنا اللى يعلم انا قد ايه اتغيرت، وبعدين لو انا ماتغيرتش كان ايه اللى هيجيبنى ليك اعرفك. شريف: وانا ايش عرفنى، مايمكن خطة بينك وبين الزبالة هيثم، اللى لسه حسابه معايا تقيل.
هانى: والله مافى اى خطط بينى وبينه، زى ماقولتلك المرة اللى فاتت حصل، كان عايز يدخل لمراتى اوضتها. شريف: تستاهل يعمل اكتر من كده، مش انت اللى عايز تتعاون معاه بعد اللى عرفته، استحمل وساخته بقى. هانى: طب سامحنى، فى حاجات مهمة لازم اقولهالك ومش هعرف طول مانت بتعمل كده. شريف: اتكلم انطق، انا مش هسامحك بالسهولة دى. هانى ابتسم: حقك ياشريف، خد وقتك بس بلاش نخسر بعض. شريف: هتقول ولا هتماطل كتير؟ هانى: مادلين تبقى مع هيثم.
شريف حس ان الخبر ده نزل عليه زى الصاعقة، مش قادر يصدق حجم الصفعات اللى بيديهاله هيثم واحدة ورا التانية، وليه؟، ولا عشان ايه؟، مش لاقى سبب لكل الحقد والرغبة فى الأذية دى. ضحك على نفسه من اعماق اعماق قلبه، لما افتكر انه فى يوم من الأيام حس انها افضل من حياة، وانها بتهتم بيه اكتر منها، وبتسامحه على غلطه فيها وحياة مش بتسامحه زيها برغم اللى بينهم من حب وعشرة.
فضل يضحك ويضحك لحد ماهانى افتكره اتجنن من الصدمة، هو مش مصدوم فى مادلين لانها مش مهمة عنده فى حاجة، هو مصدوم من نفسه انه كان مغفل اوى كده، ازاى برغم كل شكه فيها فالأول ماخدش باله انها مزودة عيار المحبة من اول مرة شافته فيها وكإنهم عشرة عمر كبيرة، ازاى مشكش للحظة واحدة، وهو عارف انها جاية من امريكا ومعاها الجنسية زيها زى هيثم بالظبط، بس ازاى هيشك وهو عارف انه مسجون على ذمة قضية قتل مرة واحدة، مش اى قضية هبلة عشان يطلع منها بسهولة كده.
فضل يضحك اكتر وبزيادة على الدنيا السخيفة اللى خليته يوم عن يوم بيخسر حاجة فالتانية ومع كل حاجة بيخسرها بيكتشف انه كان مغفل واتخدع فى حد ماكانش يتخيل منه يعمل كده. هااا ناقص مين تانى لسه متغيرش ولسه وراه حقيقة انا معرفتهاش ؟ قال شريف الجملة دى وسط دموع بتنزل من عينه على مدى حماقته وغبائه اللى لسه متأكد منهم حالآ.
خسارته لحياة كانت محور أحزانه، وباقى الحاجات دى كلها قشة وقسمت ضهره. فؤاد: كل ماببقى متوقع منك تبقى مبسوط اكتر، بلاقيك زعلان اكتر من اليوم اللى قبله، فى ايه يا كئيب، ده انت المفروض اتحسنت فى فترة صغيرة وده شئ يطير من السعادة، مش تقابله بالبؤس ده ! ايهاب: زعلان على شريف صاحبى، هو ومراته انفصلوا. فؤاد: معلش بكرة يا اما هيتجاوز اللى حصل ويتأقلم، يا اما هيرجعوا. ايهاب: يا سلااااام، ايه البساطة دى كلها !
فؤاد: وهنصعبها على نفسنا ليه!، بذمتك فى حل تالت؟ ايهاب: مفيش حل تالت، بس لو انت مكانه اكيد مكنتش هتاخدها ببساطة كده، صحيح عملت ايه مع مايا. فؤاد: قعدتها فى بيتها تانى. ايهاب: مع انك محبتهاش بس اللى حصل منها جرحك وانتقت اهو.
فؤاد: مش حكاية انتقام، بس هكافئها مثلا عاللى عملته؟، خاينة وادتها بالجزمة وبس، وبعدين انت فى صف صاحبك ولا ضده، ماهو صاحبك هو ال خان مش مراته. ايهاب: اقصد الوجع نفسه مش الخيانة بالتحديد.
فؤاد: لا الخيانة بالتحديد صعبة جدآ فوق ماتتخيل، وانا بشفق على مراته اكتر منه بكتير، هو غلط وكان لازم يتعاقب، واهو اخد عقابه، بس المشكلة بقى لو مراته هى كمان كانت بتتعاقب زيها زيه فالبعد ده، ماهى على كلامك كانت بتحبه اوى واكيد مش سهل عليها تطلق منه وهى بتحبه اوى. ايهاب: الاتنين حالهم يضايق بجد، ربنا يصلحلهم الحال.
رواية حياة مطلقة الجزء الثاني بقلم سارة رجب حلمي الفصل السابع عشر
شريف ماقدرش ينام طول الليل من كتر تفكيره فى هيثم ونادين وازاى يقدر ينتقم منهم ويديلهم الضربة قبل مايلحقوا يضربوه هما، بعد طول تفكير قرر يتصل بهانى. شريف: عايز تثبتلى ندمك ووفائك ليا؟ هانى: اكيد طبعآ، قولى اعمل ايه وانا أعمله حالآ.
شريف: أول حاجة عايز عنوان الكلب هيثم، وعنوان مادلين كمان، طول الفترة اللى فاتت دى وانا مجاش فى دماغى أبدآ ممكن تكون ساكنة فين ولا كان يهمنى، بس واضح انى من دلوقتى لازم أهتم بأدق التفاصيل. هانى: هيثم عارف عنوانه طبعآ، بس مادلين لأ إدينى وقت اعرف واقولك.
شريف: ماشي، ولو تعرف تعمللى تحريات عن الاتنين، بيروحوا فين وبيقابلوا مين ومهتميين بإيه الفترة دى غيرى طبعآ، ولو طولت تعرف بياكلوا ويشربوا ايه، اعرفلى ومتستخسرش أى معلومة. هانى: الموضوع هيبقى صعب شوية عليا خصوصآ إن علاقتى بيه باظت ومينفعش اروحله او ابقى متواجد عنده بشكل مباشر. شريف: مفيش حاجة تبقى صعبة عليك يا حضرت الظابط، دى شوية تحريات هبلة من صميم عملك.
هانى بتوتر: ماهووووو. شريف: ماهو ايه تانى، ياترى لسه عندك ايه معرفوش ياعم هانى. هانى: انا اترفدت من الداخلية من سنة. شريف: كماااان !، انت ايه يا اخى، هو انا كل ماقلبى يبدأ يروق من ناحيتك، تقوم راميلى مفاجئة جديدة، وياترى فى ايه كمان؟، هتطلع ماسمكش هانى أصلآ! هانى: لا عيب عليك، دى أكيد وانت عارف كده عشان كنا مع بعض فى المدرسة.
شريف: كانت معرفة منيلة. هانى: الله يسامحك ياشريف. شريف: هو انت هتتقمصلى!، ايوا معرفتك كانت معرفة منيلة بنيلة انت والزفت التانى، خدت منكم ايه غير المؤمرات وخراب البيوت. هانى: والله انا ما أذيتك فى حاجة ياشريف، قبل ماسببلك اى أذى جيت وحكتلك. شريف: وانا هصدق صدق نيتك وأخلاصك لو ساعدتنى اجيب حقى. هانى: حاضر انا مش هتأخر عنك، بس استنى بس، هقولك الخبر ده. شريف: ربنا يستر.
هانى: ههههههه لا خبر حلو، سهر حامل. شريف: ما شاء الله ألف مبروك، شوفت ربنا كريم ازاى، واهو من غير فلوس حرام. هانى: اه والله الحمدلله، انا متأكد ان ربنا أكرم سهر على وجه الخصوص لانها رفضت تعمل اى حاجة عايزها هيثم، مع ان الفرصة كانت قدامها كتير. شريف: ربنا يقومهالك بالسلامة وتفرح بالبيبى ان شاء الله.
خلصوا المكالمة، وشريف افتكر لما عرف بحمل حياة، وقد ايه كان مبسوط وكان مستنى اليوم اللى يشوف ابنه فيه قدام عينه، افتكر غبائه فاللى عملوا معاها بعد إجهاضها، كان ممكن الوقت اللى ضيعوا معاها فى الزعل، يحصل فيه حمل جديد ويفرح بيه زى الاول ويعوضه عنه، مستغرب من نفسه ومن تصرفاته أيامها، وكإنه ماكانش هيخلف تانى، بس لو كان يعرف ساعتها انه هيجيله يوم زى ده مش طايل فيه ضفر حياة..،
كان أكيد هيتقبل ساعتها إجهاضها، ندمان انه ساعتها مطبطبش عليها وطمنها ان ربنا هيعوضهم، مش مستوعب انه كان بالقسوة دى كلها فى اكتر وقت كانت ضعيفة فيه ومحتاجاله يكون جنبها وتحس منه بالدعم، بيتمنى لو ترجعلوا تانى ويعوضها، بس افتكر زماااان ايام ماكانوا بيحبوا بعض وفجأة سابها عشان مامته هددته ولما قرر يرجع لقاها اتجوزت، دلوقتى بقى متأكد إن حياة ضحية أفكاره الغلط ومن سنين السنين، جوازتها دى كان هو السبب فيها، قعدتها دلوقتى بعيالها عند صاحبتها، ومالهاش بيت كده، هو برضو السبب فيها، والله أعلم لسه إيه تانى هيكون هو السبب فيه.
بعد ماهانى قفل المكالمة مع شريف بص لسهر اللى قاعدة جنبه ومبتسمة. هانى: وشك مابقاش مبطل يبتسم. سهر: ودى حاجة كويسة؟ هانى: دى حاجة تفرح أوى ياسهر، لو كان بإيدى إنى أخليكى تحملى من أول يوم اتجوزنا فيه، ماكنتش هتأخر، عشان تكونى مبتسمة دايمآ وفرحانة كده. سهر: ربنا ليه حكمة من كل حاجة، واكيد لو كان الحمل حصل على طول وبسهولة كده ماكنتش هحس بقيمته، وكان هيبقى حاجة عادية بتحصل لكل البنات وخلاص. هانى: ربنا يكملك بعقلك.
سهر: عارف انا نفسى فى ايه؟ هانى: أى حاجة نفسك فيها قوليلى وتجيلك لحد عندك. سهر: حياة. هانى: خير؟، إيه نوع الطلب؟، انا أحط إيدى على الطلب أنفذ على طول. سهر: هههههههه، لأ بجد، نفسي أروح لحياة.
هانى: عايزة تغيظيها ولا إيه، ليه كده يا سهر، ده احنا كنا لسه بنندم على كل اللى عملناه وبننوى نية خالصة مانتصرفش تصرفات حرلم تانى. سهر: فى إيه انت خلاص قررت ان كلامك صح، انا نفسي اروحلها لانها انسانة جميلة ونقية اوى، وكانت بتدعيلى دايمآ بمنتهى الصدق، عايزة أفرحها إن دعوتها اتحققت ومن غير عمليات ولا دكاترة ولا ادوية.
هانى: طب اصبرى اشوف حاجة زى كده هتضايق شريف ولا لا، وهخليكى تروحيلها، بس كمان عايزين نحافظ عالحمل، وماتخرجيش قبل 3 شهور زى كلام الدكتور. سهر: الدكتور قال ارتاح ماقالش اتحبس. هانى: احنا اللى اتحرمنا من العيال واحنا اللى بنحلم بيوم مانشوف لنفسنا طفل مش الدكتور، احنا هنخاف عليكى وعلى البيبى اكتر من ألف دكتور ماعاشش معانا عذاب الحرمان.
سهر: عندك حق يا حبيبى، انا رأيي من رأيك. هانى: خلاص يبقى ابدئى اخرجى وروحى مكان ماتحبى بعد اول 3 شهور، بس برضو بحرص. سهر بسعادة: حاضر.
بعد مرور شهرين، كل هدف شريف خلالهم التفكير فى انتقامه من هيثم ومادلين وازاى يقدر ينتقم منهم، ومساعدة هانى ليه بكل المعلومات اللى يقدر عليها. وحياة اللى قدرت يبقى معاها مبلغ ولو بسيط يساعدها فى دفع ايجار شقة تنقل فيها هى وأولادها، والنهاردة بس بدأت تلم فى الشنط بتاعتها هى وولادها. نهلة: تانى مرة بتعيشينى نفس الموقف.
حياة بهزار: ده انتى بتعايرينى بقى عشان اتطلقت مرتين وجيتلك هنا. نهلة: انا بتكلم بجد يا حياة. حياة: بالله عليكى بلاش الجد، خلينا نهزر أحسن. نهلة: كل مرة بتيجى تعشمينى انا وآدم بيكى وبولادك وفجأة تسيبينا، ماتخليكى حرام عليكى الوحدة اللى انا فيها وحشة اوى ومابصدق الاقيكى معايا، ونسهر نرغى مع بعض يوم الاجازة وبنوقف نعمل الاكل مع بعض، يبقى ليه تمشي؟
حياة: لما احس انى اقدر ابقى معاكى فى مكان واحد من غير مابقى عبئ عليكى انا وعيالى هاجى تانى. نهلة: نفس الاسطوانة المشروخة. حياة: كان نفسى اقولك التالتة تابتة، بس ده معناه راجل، وشعار المرحلة لا رجال بعد اليوم، ولا إيه يا نهولة. وغمزتلها حياة بعينيها.
حياة: نفسي بجد تفهمى موقفى وهتعذرينى، انا مش هعرف ابقى الانسانة اللى بحلم بيها، وانا فى حد بيصرف عليا وعلى عيالى ومعيشنى فى شقته التمليك، مهما كنت رافضة لكده ومش حابة اتقل عليكى، بس برضو مش هبقى حاسة بحقيقة الوضع غير لما اكون لوحدى واعتمد على نفسي. نهلة: انتى فيكى صفة غريبة اوى، مش عارفة هى عيب ولا ميزة، انك بتقدرى تقسي على اقرب الناس ليكى وعلى نفسك عادى جدآ وبسهولة، لمجرد انك شايفة ان فى كده الصح، مش مهم الصح ده بيوجع ولا لأ، المهم انه صح.
حياة: اكيد دى ميزة، ضيعت سنين من عمرى وانا متقبلة الوضع اللى انا فيه، بسبب انى مش لاقية حتة أروحها، بس لما خدت القرار ومشيت، اكتشفت ان ربنا مابينساش حد، فاتعلمت ان فى القسوة وفى مواجهة الصعاب راحة، احسن من قلة الحيلة، لإنها بتعذب أكتر بكتير. نهلة: مش قادرة اقتنع ان كل ده معناه انك تمشي وتسيبينا.
قربت منها حياة ومسكت ايديها: معلش يانهلة، والله انا حاسة زيك واكتر، بس زى ماقولتلك مواجهة الصعب ساعات كتير بتريح، وعايزاكى توعدينى انك ماتقوليش لشريف على مكانى مهما سأل وحاول يعرفه. نهلة: يعنى انتى شاكة انه لسه بيفكر وهيحاول يعرف مكانك، وكمان مش عايزانى اقوله؟
حياة: انا بحط كل الاحتمالات، وماينفعش يعرف مكانى وانا عايشة لوحدى فى منطقة محدش يعرف فيها اذا كان ده كان جوزى ولا صاحبى، مش عايزة الناس تتكلم عليا، خصوصا ان بعد ماهيجى ويروح مش هنستفاد حاجة حياة خدت ولادها وشنطها ونقلت فى السكن الجديد، اللى بقت تزورها فيه نهلة دايما، وعم فهمى كمان اللى سما وحمزة بقوا يقولوله يا جدو، لإن حياة بقت بتعتبره أب فعلآ.
فى خلال الفترة دى رجل ايهاب اتحسنت بنسبة 95% ومازال مستمر فى العلاج، فى الفترة اللى شريف حزين جدآ فيها، كان ايهاب بدأ يرجع تانى مقبل على الحياة وقادر يظهر قدام الناس بمنتهى الراحة من غير الخجل اللى كان بيحس بيه زمان، ويوم عن يوم كان بيحاول يتقرب من نهلة، وحس بطريقة ملحوظة انها بتبادله نفس الشعور، بس ماحدش فيهم صرح بحاجة وخصوصآ ايهاب اللى كان شايف انه قليل عليها ومينفعش يتجوزها وهو عاجز بالشكل ده.
لكن دلوقتى الوضع اتغير، وهو ده وقت الكلام على المكشوف. راح لشريف الأول ياخد رأيه ويتأكد إنه مش هيزعل من انه ياخد خطوة مع نهلة وهو وحياة منفصلين. شريف: ماشاء الله يا ايهاب، اللى يشوفك دلوقتى يفتكر ان عمرك ماتعبت برجلك قبل كده. ايهاب: ماهو انا كنت يعنى لما اتكلمنا ساعة لما كنت لسه تعبان.
شريف: ههههههههه، ايه اللغبطة دى كلها، انا فاهم تقصد ايه كويس، تقصد لما فاتحتك فى موضوع نهلة وكنت ساعتها لسه مش عارف تمشي على رجلك وساعتها قولتلى ان مش هينفع تاخد خطوة معاها الا لما تخف عشان تبقى قادر تسعدها، وطبعا دلوقتى ماشاء الله خفيت وعايز تتقدملها صح؟ ايهاب: طبعآ صح، انت فاهمنى اكتر من نفسي.
شريف: ومستنى ايه، خد الخطوة فورآ. ايهاب: يعنى انت مش هتبقى زعلان... قاطعه شريف: ماتكملش الهبل اللى بتفكر فيه ده، ازعل ايه بس، انا مستنى اليوم ده من زمان وده اليوم اللى هيفرحنى ويخرجنى من كل أحزانى. ايهاب بسعادة: ربنا يخليك ليا يا أعز الناس. شريف: ويخليك ليا يا هوبة.
ايهاب: ها عملت ايه فى موضوع الكلاب دول. شريف: لحد دلوقتى مش عارف امسك عليهم نقطة ضعف، ربنا يسهل بقى. ايهاب: طب ما كفاية انك تثبت ان مادلين نصابة ومفيش منتجعات هتتبنى وكان كلام واراضى وهمية ومفيش فلوس وعقود مضروبة. شريف: هههه طب ما هيثم خرج من قضية قتل بحالها، هيبقى صعب عليهم يخرجوها من قضية نصب خفيفة زى دى؟ ايهاب: هى دى قضية نصب خفيفة؟!
شريف: بالنسبة للقتل اه خفيفة وهبله كمان وتطلع منها فى ثانية. ايهاب: منهم لله ولاد الأبلسة دول. خرج ايهاب من عند شريف وقرر يروح لنهلة، ويفاتحها فى الجواز. نهلة: اهلآ وسهلآ يا إيهاب اتفضل. ايهاب: اتمنى ماكنش جيت فى وقت غير مناسب. نهلة: لا انت تنور فى اى وقت، بس هنسيب الباب مفتوح وآدم هيبقى معانا. ايهاب: زى ماتحبى، انا كنت جاى عايز.. نهلة: عايز ايه؟
ايهاب: بصي مبعرفش اقول مقدمات كتير، انا عايز اتجوزك يانهلة. نهلة حست بخجل شديد خلى الدم يطلع فى خدودها ومابقتش عارفة ترد عليه لإنه فاجئها اوى بالكلمة اللى قالها من غير مايلمح قبلها حتى. ايهاب: ها قولتى ايه يا نهلة؟ نهلة سكتت تانى. ادم: انا موافق، مع ان حضرتك ماقولتليش وانا راجل البيت هنا وماما دايمآ بتقولى كده.
ايهاب: ههههههههه انت احلى راجل بيت يا آدم، واكيد رأيك يهمنى، بس كنت بعرف رأى ماما الاول عشان هى الكبيرة صح ولا ايه؟ ادم: صح يا عمو ايهاب، وافقى يا ماما وافقى. نهلة: آدم، بس. ايهاب: بس ليه، ارجوكى يا ماما وافقى، قصدى يانهلة. ابتسمت نهلة بخجل وهزت راسها بمعنى موافقة. ايهاب: اللى انا فهمته صح ؟ نهلة: أه.
ابتسم ايهاب بسعادة اول مرة تدخل قلبه بعد سنين من الاحزان، وقرر هو ونهلة ان فرحهم يبقى اخر الاسبوع. يوم فرح نهلة وإيهاب، الفرح فى قاعة كبيرة بتطل على النيل. لبست نهلة فستان فرح جميل وظهرت فيه بأحلى صورة ليها، وكإنها مسبقلهاش الجواز، الفرحة كانت ظاهرة على وشها، وحاسة ان مفيش حد فى الدنيا سعيد النهاردة قدها، كانت قاعدة فى اوضتها قبل ما ايهاب يجى ياخدها، وحياة كانت قاعدة معاهت وهى لابسة فستان فضى جميل.