logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 4 من 14 < 1 6 7 8 9 10 11 12 14 > الأخيرة




look/images/icons/i1.gif رواية قلوب مقيدة بالعشق ترنيمة غرام
  20-01-2022 11:26 مساءً   [25]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية قلوب مقيدة بالعشق للكاتبة زينب محمد الفصل السادس والعشرون

_ ايه حامل!.
حرك مالك رأسه بإيماءه خفيفه وجلس على الاريكه واضعًا وجهه بين يديه يتنهد بحزن..تحرك فارس أمامه بعدما استوعب تلك الصدمه قائلًا بعتاب: بس انت يا ماالك مقولتليش انك تممت جوازك منها!.
رفع مالك وجهه يرمقه بحزن: وكان هيفرق في ايه، لو كنت قولتلك!.

جلس فارس بجانبه، وهو يجز على أسنانه بغيظ: مكنتش نصحتك النصيحه المهببه دي، ياعني انا السبب في كل ده.
_ متجبش اللوم عليك، اللوم عليا أنا بس، أنا المذنب الوحيد في الحكايه دي، ولازم اتحمل نتيجه أخطائي.
ابتلع فارس ريقه ليقول بتفكير: طيب بص انت أصلًا في موقف لا تحسد عليه، بس انت لازم تفكر صح وتحسب كل خطوه كويس..
رمقه مالك بإستفهام ليقول بعدم فهم: خطوه!، مفيش قدامي حاجه غير ان اواجه أمي بالحقيقة.
حرك فارس رأسه برفض ثم قال: غلط، انت لو قولت لماجي، يبقى بتحارب في كل الجهات، وفي الاخر هتخسر كل اللي حواليك..
نظر مالك له بحيرة فقال: طب اعمل ايه؟!.

اقترب فارس منه قائلًا بهدوء: ندى عرفت الاول صح، يبقى حارب معاها هى بس لغايه ما تسامحك وبعدين ماجي علشان تكون ضامن ندى في ايدك...
نظر مالك أمامه يحدق في الفراغ قائلًا: تفتكر ندى ممكن تسامحني بعد اللي عملته فيها!.
ربت فارس على يد صديقه قائلًا بابتسامه: هتسامحك طول ما انت بتحارب علشانها وقلبك متمسك بيها، وبعدين هى طيبه أوي وبيور جدًا وواضح انها بتحبك..
ابتسم مالك قائلاً: بتحبني لدرجه مش عاوزه تكسر صورتي في عيون أمي..

اسطرد حديثه وهو يشير على نفسه قائلًا: وانا كسرتها بكل سهوله..
_ كلنا بنغلط يا مالك، مفيش حد مبيغلطش، وأغلطنا متوافته، الفرق هنا في اللي يصلحه ويحارب علشان ميتكررش تاني .
التفت مالك بوجهه نحو صديقه قائلًا: انت شايف ان مواجهش أمي دلوقتي .
هز فارس رأسه واسطرد يشرح وجهه نظره: اه لان ندى تستحق انها تشوفك بتحارب علشانها الاول، لو قولت لماجي اهتمامك كله هايبقى معاها علشان تراضيها..
أنزل مالك رأسه أرضًا يفكر بصمت...قطعه فارس قائلًا بغيظ: بس ايه رأفت وسمير دول يا أخي الواحد على كبرهم يقول ناس عاقله طلعوا ولاد ...
تنهد بضيق: يالا اهو مات بلاش الواحد يغلط، قطع حديثه طرق الباب ثم دخول يارا...

_ مالك..
رفع مالك وجهه: تعالي يا يارا...
وقف تنظر لفارس بإستحقار ثم وجهه حديثها لمالك: بقولك بما انك جيت وظهر لينا بنت خاله، بفكر أكلم سراج اعزمه على الغدا، واهو بالمره يجي يظبط معاك معاد للجواز.
رفع فارس حاجبيه باستهجان، ولكن نظراته بقيت تحمل بين طياتها تحدِ غريب...تجاهلت يارا نظراته ووجهت نظرها لمالك تنتظر منه جواب...
_ يارا هو انتي مش عارفه تهدي شويه لغايه ما ارتاح من شغلي مستعجله على ايه؟!.
_ سراج كل يوم بيكلمني وعاوز يتمم خطوبتنا بقى بالجواز..

ظهر صوته أخيرًا معترضًا بشراسه: بيكلمك... وخطوبتك!.
حول بصره لمالك يسأله بإستنكار: هو انا فاتني حاجه في اليومين اللي انا سافرتهم..
صاح مالك متذكرًا: بصحيح انا نسيت أسالك على مليكه، خلصت اللي كنت مسافرله..
هز فارس رأسه قائلًا بضيق وخاصه من تلك الواقفه التى تتأهب لمعرفه سبب سفره: آه خلصت، متخلفه مورطه نفسها مع ناس كتير اوي صاحب البيت وعيال صحابها شمال، وليها ورق في سفاره مش مظبوط خلصت ده كله وسبتلها فلوس تخلص بقيه مشاكلها...
ربتت مالك على يده قائلًا: كويس دي بردوا من ريحه ياسمينا ووصيتها...

انتفضوا غلى غلق الباب بقوة حولوا بصرهم نحوه، فقال فارس: مالك انت هتوافق على المهزله دي..
نهض مالك وهو يتجه لباب غرفته وقبل ان يخرج قال: عاوزني اعمل ايه وانت شايفها كده..
خرج مالك وقبل ان يغادر فارس تمتم بشرود: متبقوش تزعلوا بقى من اللي هيحصل.
هبط مالك على الدرج يبحث عنها وجدها تصعد بسرعه كبيره وهى تضع يدها على فمها وتركض صوب غرفتها بسرعه.. قطب جبينه بقلق فأوقفها: في ايه مالك..
ابعدته عن طريقه بصعوبه: اوعى..

التفت ينظر في أثرها بقلق، صعد خلفها ثم اتجه لغرفته تزامنًا مع خروج فارس..
_أي ما تحاسب... رايح فين..
هتف مالك بقلق: ندى باين عليها تعبانه هاروح اشوفها !.
ضيق فارس عيناه بتفكير: ده اللي هو ازاي!.
جز مالك فوق أسنانه وهتف بغيظ: وهو ده وقته يا بارد انت!، بلكونه واحده ما بيني وبينها ابعد بقى..
ابعده مالك عنه بضيق واغلق باب غرفته خلفه باحكام..

اما فارس هتف بمكر: بلكونه واحده..ندى دي شكلها هتشوف أيام عنب.
دلف مالك غرفتها يبحث عنها بلهفه وجدها تخرج من المرحاض وتحتضن بطنها بتعب ووجه شاحب.. اقترب منها يساعدها على الجلوس..وقفت تنظر له بغضب وهتفت بين أسنانها: اطلع بره.
تجاهل غضبها ثم قال بلهجه بارده او حاول ان تكون هكذا: انتي تعبانه دلوقتي، بلاش تقاوحي تعالي ارتاحي..
ابتعدت عنه لتقول باشمئزاز: ده على أساس ان راحتي بين ايدك مثلًا، خليك عارف انك بتزود تعبي أكتر...

تخطته متجهه صوب فراشها، شهقت بصدمه عندما وجدته يجذبها نحوه والتصق ظهرها بصدره العريض، حاوطها بيده القويه والاخرى امتدت تخلع حجابها وتلقيه أرضًا بعنف هامسًا بالقرب من أذنها فسرت قشعريره بجسدها جعلتها تنتفض نتيجه لانفاسه الحاره التى تلفح جلدها ببطئ: اوعى تفتكري ان هستحمل نظراتك ليا كتير، واوعى تفتكري ان هاسيبك تبعدى عني بردوا كتير...

حاولت الالتفات له لكى تصفعه بكل قوتها حتى يستفيق من غروره ذلك...ولكنه يده القويه منعتها من ذلك..
_ لو مبعدتش عني دلوقتي هاصرخ والم كل الي في البيت عليك..وابقى وريني هتهرب ازاي!.
لثم عنقها بقبلات متمهله متمتمًا بحب: وأهرب ليه، بالعكس انا هافرح اوي يا حبيبتي..
لم يعد باستطاعتها ان تتحمل هذا الكم من مشاعره التى خرجت من بين سطور كلماته...حاولت الابتعاد عنه قائلة: لو سمحت ابعد..ابعد بقى !.
انتبهت على طرق الباب وصوت عمرو يظهر من خلفه: يالا يا ندوش الفطار جاهز..

جعلها تستدير نحوه ثم احكم قبضته عليها فقال وهو يرتب خصلات شعرها بيده الاخرى: الحمار اللي بره ده مالكيش دعوة بيه ماشي..
نجحت أخيرًا في فك نفسها والابتعاد عنه،جذبت حجابها من الارض بسرعه ترتديه بأهمال وهى تخرج من الغرفه وقبل ان تفتح الباب قالت بشراسه: الحمار اللي بره ده معرفش ليه انت متبقاش زيه وتتعلم من حبه واخلاصه..
اغلقت الباب خلفها ثم وقفت تحاول تنظيم انفاسها بعد تلك المعركه التى خاضتها مع خصم قوي.. احكمت حجابها بهدوء لمحته يخرج من غرفته اتجهت صوب الدرج بسرعه قبل ان يمسك بها..

تنهدت للمرة المائة بصمت وهى تتابع ملامحه الهادئة وهو مستغرق في نومه، تحفظها عن ظهر قلب قديمًا والان هى تتحقق منها بهدوء بعدما طرأ بعد التغيرات البسيطه كذقنه النابت مثلًا ونحافه وجهه التى اعطته منظرًا شرسًا وحادًا،ورغم حدتها الا انها مازالت تحمل الطيبه والامان.. مدت أصبعها تلمس وجهه في خفه.. بعد ما قررت الخضوع لقلبها وتفعل ذلك.. ابتدت من حاجبيه المسترخيان، وانفه الدقيق وصولًا الى شفتاه تذكرت قبلتهم في شقته القديمه ابتسمت بحنان وسعاده وهى تغلق عيناها كالبلهاء تتذكرها مرارًا وتكرارًا لم تعلم سبب ابتعاده عنها وقتها حاولت الفهم لم تستطيع ان تصل الى اجابه وتخجل هى لو فكرت ان تسأله مثلًا...نست أمر إصبعها الموضوع فوق شفتيه وغرقت بتفكيرهااا، انتبهت على قبلاته فوق باطن إصبعهاا، عضت على شفتيها بخجل وابعدته وهى تنظر له ببلاهه: مش عارفه ايه اللي جابه هنا..

صدرت عنه ضحكه صغيره وهو يجذبها نحوه أكثر متحدثًا بمكر: اممم بس انا عارف..
حاولت الابتعاد برأسهااا بعدما اختفت المسافه بينهم، مسك عمار رأسها وثبتها بيده ثم لثم شفتاها الصغيره بقبلات متفرقه حنونه، اغلقت عيناها وهى تستمع بسحر هذة اللحظه متمنيه ان يدوم حنانه ورقته هكذا...تحولت قبلاته من متفرقه حنونه الى طويله متطلبه..مدت يدها وحاوطت رقبته..وكأنه ليس هو المتطلب الوحيد، بل هى أيضًا تتطلب وتتطلع الى حنانه وعشقه أكثر.. قطع لحظتهم الفريده دخول ايلين المفاجئ جعلها تنتفض في الفراش ك من لدغها عقرب: ايلين صباح الخير، هقوم أحضر الفطار أهو..

تحركت بسرعه وخطوات مبعثره وهى تحاول ارتداء خفاها واتجهت صوب الخارج.. وقفت ايلين تطالعه باستفهام: انت كنت بتعمل ايه في عيون مامي يا عمار...
أعتدل في جلسته وهو يجذب سترته الملقاه باهمال على حافه الفراش ليقول بمكر: بنفخلها فيهم..
هزت الصغيره رأسها بتفهم، صرخت بحماس عندما وجدته يرفعها عاليًا: فين صباح الخير بتاعتي والبوسه بتاعتي بردو..
طبعت قبله على وجنته ثم قالت بابتسامه يشرق لها القلب والعين: صباح الخير..
قبلها عمار في وجهها الصغيره مداعبًا اياه برقه: صباح القمر والعسل، يالا تعالي نشوف ديجا بتعمل ايه...
تعلقت برقبته وهى تقول بحماس: ايوه يالا علشان تعملي عصير فرواله.

اتجه بها صوب المطبخ وضعها على الطاوله والتفت هو بظهره يسند على أساس المطبخ يتابعها بصمت
توترت خديجة من نظراته لها التفت نحوه وقالت: ما تخرجوا بره لغايه ما أخلص..
عقد ذراعيه ثم قال: ليه يا ديجا خلينا يمكن محتاجه مساعده...
ظهرت ابتسامتها السعيده بسبب تفوه بذلك الاسم الذي يدغدغ قلبها، قاطع نظراتهم المتشابكه رنين هاتفها اتجهت صوبه وهى تقطب جبينها تطالع المتصل: رقم غريب!.

اتجه صوبها يجذب الهاتف منها مجيبًا بصوته الرجولي القوي: ألو؟!.
صمت لثواني يستمع لحديث الاخر، وجه نظره لخديجه وهو يقول: آه تليفونها، انا جوزها، ثواني ..
اعطاها الهاتف وهو بقول بخفوت: ندى جارتك..
ابتسمت بسعادة وهى تقول: ندى .. هات.
اجابت بلهفه: انتي فين ده كله يا وحشه، كده متسأليش وتليفونك مقفول..
اجابت ندى بصوتها الحزين: اممم شريحه اتكسرت وحظى رقمك متسجل على تليفوني..

هزت خديجه راسها بتفهم: وده رقمك الجديد..
_ لا رقم خالتي.
_ خالتك!، مالك يا ندى صوتك ماله؟!.
انفجرت ندى بالبكاء وتخبرها بما حدث لها...اتجهت خديجه صوب غرفتها تغلق الباب خلفها وتستمع لها بدقات قلب عنيفه لما تسمعه من صديقتها...
امتعض وجه عمار ثم قال: من الواضح انا اللي هدبس واعملك العصير ...

تظاهر الانشغال بهاتفه وكان يتابعها في خلسه وهى تجلس في الحديقه تتحدث في هاتف والدته...انتبه على حديث فارس له: مالك تعال اقعد معانا هتتبسط أوي...
كتم ضحكته الماكره بصعوبه..تجاهل مالك حديثه بقوله المقتضب: لا.
حول بصره نحوها يتابعها في صمت، ولكن التقطت أذنها حديث أخيه لهم..
_ زي ما بقولكوا ندى هى اللي سابته ..
نهض من مكانه واتجه نحوهم... جلس بجانب فارس وهو يسأل اخيه: بتقول ايه يا عمرو.

هتفت ليله بسخريه: عمرو بيقولنا مين اللي ساب التاني ندى ولا طلقيها..
ابتسم فارس وقال: اسمع بقى استنتاجات عمرو اخوك...
هتف عمرو مؤكدًا حديثه بخفوت: والله زي ما بقولكوا كده يا جدعان... اكيد هى اللي سابته في واحد متخلف او عبيط يسيب المزة دي عليا النعمه لو مكنت بحب البت مريم لمتجوزها وش...
بصق فارس المياه من فمه بعد ما كان يرتشف ليبلل وجع حلقه من كثره الضحك..سعل بشده واحمر وجهه، اما مالك ف كشر عن انيابه لقتل هذا المتخلف أخيه..
فارس بصوت مكتوم: أسف يا جماعه..

وانتابه حاله من الضحك لم يستطيع السيطره عليها..رمقه عمرو بغرابه: ايه ياعم اللي قولته خلالك تضحك كده..
ضربه مالك خلف رأسه بقوة: على خبيتك، بيضحك على خبيتك..
حك عمرو الجزء الواقه بين نهايه شعره وكتفيه بألم: اه ايدك يا مالك تقيله.. قفايا ورم.
جلست ماجي بجانبهم وتابعت ندى بقلق: ده كله ندى بتتكلم ...
سألها متأهباً: وهي بتكلم مين ؟!
اجابته بعبوس: واحده اسمها خديجه كانت جارتها..

نظر فارس ومالك لبعضهم، انتبهوا على حديث يارا: هى اطلقت ليه يا ماما مقالتش.
هزت ماجي كتفيها وقالت: معرفش، مقالتش شكلها موجوعه أوي، ربنا يسامحه لو كان أذاها..
اغلق مالك عيناه بألم لحديثهم الذي يضرب صدره وقلبه بقوه..
ليله بفضول: انتي محكتيش ايه القصه اللي خلتكوا تبعدوا عن خالتو، طول عمرنا نعرف ان في مشاكل، بس ايه هى ؟!

تنهدت ماجي وهى تتوسط لتسرد تلك القصه التى عرفها مالك من سمير ولكن هنا الفرق استمع لحديث والدته وهى تسرد مشاعرها الحزينه وما فعلوه بأختهااا
انتهت من سردها فقال مالك:وانتي ليه عمرك ما طلبتي مني اساعدك وادور عليها..
أجابته ماجي موضحه: كنت بخاف لو كلمت خالك او جدتك تحكيلهم وماما تخاصمني تاني، وكمان كنت هاشيلك هم غير هم شغلك واخواتك، فضلت ان ادور في دايره معارفي..

نظر لها وتعلقت عيناه بها، شعر بها ولاحظ تشنج جسدها وأدرك بكائها ود لو يقطع تلك المسافات بينهم ويحتضنها معتذرًا عما فعله.. اما هى ف كانت تسرد على خديجة ما حدث لها وعندما انتهت قالت بقهر: شفتي يا خديجه اللي حصلي، شفتي..
_ دى قصه ولا في الاحلام، ربنا يصبرك بجد.
مسحت ندى دموعها وهتفت: قوليلي اعمل ايه، قوليلي اكمل ازاي معاهم وهو موجود محاوطني من كل مكان، مش قادرة أبص في عيونه ولا قادره استوعب اللي عمله فيا..
صمتت خديجه للحظه ثم قالت: طيب اهدى وحاولي تفكري بهدوء، طيب انتي ليه مش عاوزاه يقول لمامته، او انتي تفضحيه او انتي تقولي لخالتك وتوريها حقيقه ابنها.
_ هاكسر قلبها...

_ لا يا ندى انتي مش عاوزاه تقوليلها علشان انتي بتحبيه أوي وخايفه عليه..بصي مش هاقدر اقولك ابعدي واكسريه زي ما كسرك ..
صمتت لبرهه وعادت تُكمل حديثها: لان انت زمان غلطت وكسرت بقلب عمار، ودلوقتي بتمنى انه يسامحني ونكمل مع بعض حياتنا... كلام العقل بيقول انك تهدى وتفكري صح هتقدري تكملي بابنك لوحدك ياندى، يا ما تاخدي وقتك وتربيه وتسامحيه علشان البيبي اللي يستاهل يتربي في بيئه كويسه..
عادت لبكائها مجددًا: اهو ده لوحده حاجه مش فاهمه ولا حاسه بيه ولا عارفه افرح ولا ازعل..
_ يمكن علشان حامل في الاول بس..المهم كلامنا في التليفون مينفعش لازم أشوفك..
تنهدت ندى وهى تقف تتجه اليهم: هنتفق أكيد على معاد ونتقابل...سلام.

صمتوا جميعهم عندما دخلت اعطتهم خالتها الهاتف ثم قالت بصوت مجهد: هطلع أنام عن أذنكو..
راقبتها يارا وهى تصعد فهتفت بخفوت: شكلها مجروحه أوي..
حدق بها فارس، ف لكزه مالك في يده وهو يهمس: معلش قطعت وصله تأملك في أختى ومعمليش أي اعتبار ولا احترام، اتفضل قوم روح.
أشار له فارس مستنكرًا: انت بتطردني يا معفن وأنا الي جايلك مخصوص من أمريكا..
ضغط مالك بقدمه بقوة على قدم فارس وهتف بغيظ: قوم يا بارد امشي عاوز اطلع لندى..
همس فارس بتحذير: هقوم ولو سراج ده جه في اي وقت ومبلغتنيش وربنا لاجاي اخطف اختك والجدع فيكوا يمنعنى ..
نهض فارس وهو يرمقها بتحدِ قبل ان يغادر ويودعهم..

مالك: انا هطلع اريح شويه في اوضتي..
يارا: مقولتليش اخلي سراج يجي امتى؟!.
قبل ان يصعد الدرج التفت ورمقها بضيق قائلًا بغيظ من غباء أخته: خليه يتفضل بكره بليل يا يارا..أما نشوف أخرتها..
جلست يارا تتنهد براحة: انشاء الله أخرتها خير..
وجهت نظرها لهم فوجدتهم يرمقونها بغضب، نهض عمرو قائلًا: هاروح أكلم مريم..

وقف بالشرفه ينظر بضيق ممزوج بالمكر عندما وجد باب شرفتها مغلقًا .. دلف غرفته مره أخرى وبحث عن مجموعه مفاتيحه في أحد ادراجه.. ابتسم بمكر عندما وجد غايته جذب المفتاح وذهب صوب الشرفه.. فتح الباب ببطئ وجدها تقف امام المرآه تمشط شعرها بعنايه وأبدلت ثيابها الى منامه صيفيه بشورت قصير وستره صيفيه خفيفه..
فزعت عندما وجدته يقف خلفها يتأملها بحب..
_ انت بتعمل ايه هنا؟!، انا قافله الباب بنفسي...

اقترب مالك منها ببطئ وهو يتفحصها ويملى عيناه برؤيتها المحببه لقلبه ويروى عطش قلبه لهاا: مفيش حاجه تقدر تبعدني عنك.
زمجرت من بين أسنانها لبروده، اتجهت صوب الباب تدير المفتاح بعصبيه لتخرج من الغرفه: ماشي انا هغير الاوضه دي ..
امسك يدها بقوة واغلق الباب مجددًا، حاولت الانفلات من بين قبضته القويه، ولم تنتبه لخصلاتها المتمرده التى كانت تداعب وجهه فيبتسم هو باشتياق.. تمسك بها بقوة أكثر مستمعًا بها وبتمردها...
_ طيب أهدى علشان انتي حامل.

التفت له برأسها ترمقه بسخريه: طبعًا خايف على ابنك، ما هو مش أكيد على أمه يعنى..
حك أنفه بعنقها وهو يلثمه بقبلات متفرقه: حلو الاحساس ده، ابن وانتي أمه، انا مبسوط أوي..
انزلقت بجسدها للاسفل واستطاعت التخلص منه، اتجهت صوب الفراش تجلس على حافته تحاول تنظيم انفاسها..جلس بجانبها يمسد برقه على خصلات شعرها، نفضت يده بعيدًا لتقول بحرقه: مالك بجد مش طايقه لمستك ليا، بتفكرني بكل حاجه عملتها فيا..
وقبل ان يتحدث ظهر صوت ماجي وهى تحاول فتح الباب: ندى ... ندى قافله الباب ليه ؟!.
التفت له ندى هامسه: يالا روح زى ما جيت.

رفع أحد حاجبيه مستنكرًا: لأ وهقوم افتحلها.
جذبته من مرفقه بسرعه ودفعته داخل الشرفه: لأ وانا مش عاوزه اعرفها ان انا ارتبطت بواحد زيك لاني استحاله ارجعلك، يبقى الموضوع ده يموت ما بينااا.
كادت ان تغلق باب الشرفه في وجهه، ف عاق أغلاق الباب وطل بنصف جسده يجذبها نحو بسرعه ليقبلها بقوة، حاولت التملص منه ف حاولت دفعه بعيدًا.. ابتعد لرغبتها وهو يقول بتحدِ: مفيش حاجه هتموت مابينا طول ما ده...
واشار على قلبها: بيحبني.

وانتقل بيده يشير نحو قلبه: وده بيعشقك..
طبع قبله أخرى خفيفه على ثغرها وأغلق الباب خلفه..
وقفت هى متسمره تنظر لباب بصدمه من حاله المشاعر التى انتابتها وجعلت حصونها تنهار أمامه...



look/images/icons/i1.gif رواية قلوب مقيدة بالعشق ترنيمة غرام
  20-01-2022 11:27 مساءً   [26]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية قلوب مقيدة بالعشق للكاتبة زينب محمد الفصل السابع والعشرون

القت بجسدها فوق الفراش وهى تتحدث في الهاتف قائلة باشمئزاز: يابنتي دا واحد بارد قال ايه بيقولي الصبح مش هتعزمينا على ميلادك يا ليله..
وقامت بتقليده، ضحكت صديقتها على طريقتها: يخربيتك يا ليله انتي بهدلتيه بكلامك..
اعتدلت في جلستها وهتفت بنبره حاده: الواد زياد وصاحبه الرخم ده لو مبعدوش عني هقول لمالك أخويا يشلوحهم...
هتفت الاخرى بهيام: الله مالك القمر ياريت تقوليله علشان يجيلك المدرسه...
ابتسمت ليله وهتفت بمزاح: امشي يا اندر ايدج ..يالا هقفل علشان اجهز نفسي علشان عريس أختى، متنسوش الحفله كمان يومين يالا اهى اتأجلت بسبب عريس يارا...سلام...

أغلقت الاتصال وعبث بهاتفها قليلًا، وجدت رساله من مازن
( كل سنه وانتي طيبه، مقدرش مقولكيش وده أهم يوم عندي، هديتك انا شايلها لما تقرري أشوفك هعطيهالك، بحبك )..
ابتسمت بسعادة واغمضت عيناها بحب، مدت أصابعها الصغيرة ترسل له رساله أيضًا ولكن دخول يارا المفاجئ أفزعها..
_بسم الله الرحمن الرحيم، ايه في ايه، في حد يدخل كده..
اقتربت يارا بسرعه منها وكأنها ستنقض عليها: انتي يابت عازمه فارس ليه هو انتي هتعملي عيد ميلادك انهارده مش كان من يومين!..
اعتدلت ليله في جلستها وأسندت ظهرها على الوساده لتقول بلهجه بارده: اه ماما قالت هنحتفل بيه معاكوا انهارده وكمان يومين لاصحابي وبعدين فيها ايه دي!، هو من امتى عدى عيد ميلاد ليا وأبيه فارس محضرهوش.

تقدمت منها يارا وجذبتها من مرفقها قائلة بغيظ: انتي يا بارده متعرفيش ان سراج جاي انهارده يحدد معاد جوازنا، ازاي تعزميه وتخليه يجي، عمرو قالي انك اتصلتي وعزمتيه...
أبعدتها ليله عنها لتقول: على فكره عيد ميلادي بعد ما المحروس يمشي، علشان انا مبطقوش ومش حابه أصلًا يحضر عيد ميلادي...
صمتت لبرهه وعادت تُكمل حديثها بسخريه: وبعدين متمثليش أوي كده، انتي هتموتي وأبيه فارس يجي علشان يبوظلك الليله..واجهي نفسك بحقيقتك...
زمجرت يارا من بين أسنانها على تلك الوقحه التى واجهتها بالحقيقه التي دومًا ترفض الاعتراف بها...

وقفت تهز نفسها بعصبيه بالغه وهى تشير له بيدها: هات المفتاح يا مالك لو سمحت...
راقبها بعيونه وهو يجلس بإريحيه على الفراش ويستند بظهره على الحائط، تفحصها بدقه وخصوصا تلك الهزه التى تملكت من جسدها، ظهر على ثغره شبه بسمه وقحه، لمحتها هى فاتسعت عيناها حرجا لتتوقف فجأه وهي تقول بعصبيه خافته: على فكره مينفعش اللي انت بتعمله ده، انت حابسني من الصبح هنا، عاوزه أخرج..

استند على مرفقه ليقول ببرود: عاوزه تخرجي ليه، القعده معايا أحسن..
ودت الصراخ بوجهه لعله يتركها ف هو يحبسها من الصباح بغرفتها جربت جميع الحلول حتى تخرج، حتى فكرت بالخروج من غرفته فوجدت الباب مغلق، عادت تجر خيبتها خلفها...وبقيت هكذا تحاول اقناعه بشتى الطرق ان يعطيها المفتاح ولكن رأسه يابسه بدأت تتذمر أكثر لحاجتها لطعام، ولكن لن تفصح عن ما بداخلها حتى لا يجدها ماده للسخريه منها...ضغطت على شفتيها عندما لاح بذهنها فكره لم تريد هى اللجوء اليها ولكن ما باليد حيله، ف الحروب مباح بها كل شئ، حسنًا من الواضح انه يجب استخدمها لذكائها الانثوي مع هذا الثعلب المكار...

خلعت حجابها وانسدل شعرها كالشلالات حول وجهها وجسدها..راقبه بعيناه عندما وجدها تصعد على الفراش وتقترب منه بعيون ماكره وابتسامه حاولت ان تكون صافيه... اتسعت عيناه عندما وجدها تجلس بجانبه...شئ ما بداخلها يحثها على الهرب عن ما تفعله ولكن هذا المتعنت العنيد لا ينفع معه الا هذة الطريقة..اقتربت بوجهها تحت نظراته الصادمه وهمست في دلال: النونو جعان.
رفع أحد حاجبيه مستنكرًا: النونو..

هزت رأسها في حزن مصطنع وهى تقول: جعان أوي هات المفتاح..ولا انت عاوزنا نموت من الجوع علشان ترتاح مننا يا أبو قلب قاسي..
استوعب حديثها أخيرًا فقرر مشاكستها واستغلال الموقف...حاوطها بيده يقربها أكثر منه ويده الاخرى تبعد خصلاتها المتمرده عن وجهها قائلًا بمكر: لا ازاي احنا عيونا لنونو وام النونو كمان..

ابتسمت بسعاده ك طفله استطاعت الفوز بلعبتها فقالت بحماس حاولت ان تخفيه: هات بقى المفتاح..
هز رأسه بنفي ببطئ وهو يقول: علمونا في كليه الشرطه اننا نستغل الموقف، وبما ان الموقف ده مش هيتكرر كتير فانا لازم استغله، وانا استغلالي أوي يا نودي.
عقدت حاجبيها بعدم فهم وهى تبتعد قليلًا عنه، فأكمل هو حديثه بوقاحه: المفتاح قصاد طلب يا كده يا مفيش...

رفعت أحد حاجبيها مستنكره حديثها عندما بدأت خطتها تنكشف أمامه واصبح هو يساومها وليست هى، حاولت أخفاء مشاعرها التى تحثها على قتله او مثلا غرس أسنانها بيده حتى تنفس عن غضبها الذي يتفاقم بداخلهااا..
_ وايه هو الطلب..

ابتسم بمكر وهو يقول: انا مش هاقول بوسه والكلام الفارغ ده علشان عيب وكده وأنا ماليش في قله الادب، انا بقى عاوز حضن..
نظر لها يستعطفها ك طفل يحاول استعطاف والديه..كتمت توبيخه بداخلها بأعجوبه وأرسلت ابتسامه صفرا وهى تقول: وماله..
عانقته ودفنت وجهها بعنقه، ف لفحت انفاسها الدافئه عنقه..أثارت لديه بركان حاول اخماده في حضرتها حتى لا يهجم عليها ويقبلها عنوه..تنهد وهو يضغط بيده على جسدها مستمعًا بهذة اللحظه..اغلق عيناه ببطئ وابتسامه هادئه تترتسم ببراعه على ثغره...ولكن لم تدوم طويلًا عندما شعر بأسنانها تنغرس بشراسه في كتفه...
_ اي يا مفتريه...

ابتعدت عنه وهى تلقتط احدى الوسادات تضربه بها هاتفه بغضب: هات المفتاح...
خرجت ضحكاته مرتفعه شيئًا ما وهو يتفادى ضربتها الضعيفه...هاتفًا بتحدِ: أبدًا انا هحبسك طول النهار..
انهكت قواها وهى تلقي الوساده أرضًا هاتفه بتذمر وهى تفصح عن ما حاولت اخفاءه: انا جعانه...
غمز لها من طرف عيناه: اممم ياعني مش النونو..

هتفت بإحراج وهى تنهض: على فكره بقى انا كان عندي قدره اتحمل الجوع لفتره طويله بس من وقت ما حملت وانا مش عارفه بقيت أجوع ليه..على عموم هبقى أسال الدكتور انهارده...
هتف مستنكرًا وهو ينهض ليقف أمامها: دكتور!، وانا معرفش..
رمقته بتعالي: وانت تعرف ليه؟!.
أشار على نفسه ويجز فوق أسنانه بضيق: على أساس اني أبو اللي في بطنك وجوزك حضرتك..
رمقته باستهجان: قصدك طليقي، باعتبار ما سيكون..

جلس على حافه الفراش وهو يقول بتحدِ: والله!، طيب ابقى وريني هتخرجي ازاي...
تقلصت ملامحها بغضب طفولي جاءت بأن تفتح فمها استمعت لصوت صراخ، رمقته بقلق وهى تتجه نحو الباب..
_ في حد بيصرخ بره!..
أجابه ببرود خافت وهو يتجه صوب الباب: يارا أكيد بتتخانق مع ليله عادي ماما هتفض الخلاف ده..

ظهر صوت ماجي خلف الباب وطرقت طرقات خفيفه: ندى اصحى يالا من النوم علشان نلحق نروح لدكتور، اصحى يا قلبي لغايه ما افض الخناقه دي..
انتظر لثواني ثم فتح الباب بالمفتاح وهو يقول: يالا افطري كويس لغايه ما أروح البس...
وقفت تنظر له بتعجب، راقبته وهو يخرج من الشرفه بعجاله..اخرجت تنهيدة من صدرها قوية وقررت ان تتجرأ وتطلب من خالتها تغير غرفتها...

مسدت ماجي على شعر ليله بحنان وهى ترمق يارا بغضب شديد: خلاص يا ليله متزعليش...
مسحت ليله دموعها المزيفه وهى ترمق يارا بانتصار: قوليلها متشدنيش من شعرى تاني..
_ حاضر، اخرجي يالا علشان اتكلم مع يارا قبل ما أمشي..
خرجت ليله ف أشارت يارا عليها بغضب: شوفي بتبصلي ازاي وهى خارجة، انتي ازاي يا ماما متخليهاش تعتذر مني..

تقدمت ماجي منها وعقدت ذراعيها أمامها قائلة: وانا أخليها تعتذر ليه هى كانت قالت حاجه غلط!، هى بس واجهتك بالحقيقه اللي انت بتخبيهااا.
نفخت يارا بعصبيه لتقول: حتى انتي يا ماما..على فكره بقى لو انتي بتقوليه صح، يبقى هاتجوز ازاي سراج، خلاص هو هيحدد جوزانا مع مالك انهارده..
ضيقت ماجي عيناها بتركيز وهى تقول: ياعني افهم من كده ان خلاص قررتي تكملي حياتك مع سراج وتطلعي فارس من حياتك..
هزت يارا رأسها وهى تتجه للخارج تحاول كبح دموعها هتفت بنبرة حزينه: لازم اطلعه من حياتي لانه من الواضح مش راضي يقول على سبب جوازو منها، وانا مش هتنازل غير لما أعرف، يبقى من الافضل أبعد وأسس حياة تانيه ...

مضغت ندى احدى اللقيمات بهدوء وهى تفكر كيفيه الهروب من حصار مالك لها..قطع تفكيرها دخول ليله...
_ عامله ايه يا نودي..
هزت ندى رأسها لتقول بابتسامه: كويسه...كل سنه وانتي طيبه..
وقفت ليله تبتسم بسعاده: وانتي طيبه يا قلبي...
عضت ندى على شفتيها من الداخل ثم قالت بحرج: هو مفيش أوض تانيه غير اللي انا قاعده فيها دي يا ليله!.

التفت ليله بنصف جسدها بعدما اطمنت على كعكة عيد ميلادها ...: أه في الاوضه الكبيرة اللي تحت جنب الجنينه.
ظهر شبح بسمه على وجهها ولكن اختفت بسبب حديث ليله الخافت: بس هقولك على سر متقوليش لحد، الاوضه اللي تحت دي فيها عفاريت..
رددت ندى بعدها بخوف: عفاريت..!
اؤمات ليله وهى تجذب أحد الكراسي وجلست بالقرب من ندى: اه والله، لما بننزل تحت انا ومريم وعمرو نتفرج على فيلم بيحصل حاجات غريبه في الاوضه وانا ومريم بنطلع نجري..

_ طيب ليه موطيه صوتك، وليه أصلًا ده سر!..
قطبت ليله جبينها وهى تقول: علشان ماما مش عاوزني أقول.. بتقولي متخوفيش اي ضيف عندنا كده عيب..
ابتلعت ندى ريقها وهى تتخيل نفسها تنام بسلام في هذه الغرفه الملعونه ويظهر لها شبحًا ليلًا، هزت رأسها برفض وكأنها ترفض التخيل من الاساس، مقررة ان تلتزم غرفتها..في نهايه الامر مالك أفضل من الاشباااح.
استفاقت من شرودها على يد ليله التى تلوح امامها: ايه روحتى فين، انتي بتسالي ليه؟!.
_ مفيش عادي من باب الفضول..

دلفت ماجي وهى تقول بعجاله: يالا يا ندى علشان نلحق نروح ونرجع علشان أهل سراج وعيد ميلاد الهانم..
ابتسمت ليله وهى تقول: وانتي طيبه يا ماما يا عسل.. على طول محترماني ...
ضحكت ندى على خفه دمها، نهضت من مكانها: اه يالا..
تقدمت خلف خالتها وبداخلها متأهبه للاطمئنان على تلك النطفه بداخلها وسماع نبضات قلبه...
هتفت ماجي: على مهلك وانتي بتنزلي السلم..ايه ده مالك؟!.
رفعت ندى وجهها بسرعه...

_ رايح فين يا حبيبي؟!.
وضع يده في جيب سرواله هاتفًا بهدوء: معاكو عند الدكتوره..
ضيقت عيناها وقالت: وانت مين قالك..
أشار على ندى الواقفه خلفها ترمقه بضيق: ندى..
تفاجئت ندى وقالت بتلعثم: هو سألني رايحين فين وكده.
فتح مالك باب السياره لوالدته: يالا علشان منتأخرش..
دخلت ماجي اولًا، ثم تقدم مالك وفتح باب السيارة الخلفي لندى التى رمقته بكره شديد هامسه: بكرهك..
همس هو أيضًا: بحبك..

زفرت بحنق وهى تجلس بالخلف تتابع قيادته المتمهله وحديث والدته له.. لم تكن تريد حضوره من الاساس، حتمًا سيشتت انتباها، وهى تريد ان تصب كامل تركيزها نحو طفلها..حولت بصرها نحو الطريق تتابعه بملل وبداخلها يتذمر على كل شئ..
أخيرًا وقفت السيارة امام المشفى،ترجلت مع خالتها نحو موظفه الاستقبال..وقفت خلف خالتها ومالك..تستمع الى حديثهم برتابه...
_ لو سمحتى عاوزه دكتور كويس أوي يتابع حمل بنتي..
ابتسم مالك للموظفه وهو يقول: دكتورة.
رفعت ماجي أحد حاجبيه وهى تلتفت له: دكتور لو سمحتي..
هتف مالك من بين أسنانه: دكتورة..

نظرت ماجي له متعجبه اما ندى ف كانت تقف بالخلف تتتابع حديثهم وبداخلها تقفز من السعاده..
حسمت الموظفه الامر وهى تقول: في دكتوره هدى فاضيه دلوقتي لو عاوزين..
التفت مالك لها وتحدث وكأنه الامر والناهي في هذا الامر تحت تعجب ماجي: ماشي مكانها فين..
أشارت له الموظفه: اخر الطرقه شمال.
حرك والدته التى مازالت ترمقه بتعجب،وصلوا أمام الغرفه...طرقت ماجي الباب وهمت بالدخول فوجدت مالك يدخل خلفهم...
_ ادخلي انتي يا ندى وانا جايه وراكي..

دلفت ندى أولاً.. جاء مالك ان يدخل خلفها وضعت ماجي يديها على صدره: في ايه يا حبيبي مالك..داخل فين؟!
هتف ببلاهه: جوه عند الدكتورة..
ضحكت ماجي وهى تضع يديها فوق جبينه: لا مش سخن، يبقى فيك ايه..
هتف ببلاهه: فيا ايه؟!
رمقته بغرابه شديدة: في انك مش طبيعي، تدخل فين يا مالك، البنت داخله تكشف عند دكتورة نسا وتوليد وانت ابن خالتها يبقى داخل بصفتك ايه...
قطب حاجبيه متذمرًا: ياعني مش هادخل..
اغلقت الباب في وجهه: لا طبعًا مينفعش..
ضرب الارض بقدمه بعصبيه: يادي النيله، حتى أمي طلعتلي في البخت.

جذبها من خصلاتها بعنف ليقول بشراسه من بين أسنانه الصفراء: بقولك كلميها يا وليه علشان مضربكيش أكتر من كده..
هتفت ببكاء وهى تحاول التخلص من قبضته اللعينه: أعمل ايه والله اتصلت عليها تليفونها مقفول..
القى جواله في وجهها ليقول: اتصلي على جوزها وقوليله يديكي خديجه وكلميها...
ابتلعت ريقها بصعوبه بعدما جف حلقها من كثره البكاء والصراخ وهتفت برجاء وكأن لها رجاء في قلب عديم الرحمه: بلاش يا على قدام جوزهاا، بلاش..
ابتسم بشر: ده عز الطلب يكون قدامه..

مد يده وضربها ضربات خفيفه حاده على وجهها: يالا اتصلي..علشان مدخلش على عيالك اللي جوه دول وادور فيهم الضرب.
مسكت الهاتف بأصابع مرتعشه ووضعته على أذنها وتتمنى بداخلها ان يكون هو الاخر مغلقًا، ولكن ليس ما يتمناه المرء يتحقق..اجاب عمار: ألو..
نظرت لزوجها وهتفت بصوت مرتجف: عاوزه خديجه يا عمار..
همس على من بين أسنانه: خلي صوتك عادي يا وليه..
هزت رأسها باستسلام، وصلها صوت خديجه القلق: ماما، ازيك..
هتفت والدتها بنبره حاولت ان تكون عاديه: قافله تليفونك ليه؟.
_ معلش فصل شحن..

أشار لها على بعيناه بأن تدخل في صلب الموضوع: فكرتي في الموضوع!.
توترت خديجه في الحديث وقالت: بعدين هبقى نتكلم في موضوع ده..سلام، هبقى أكلمك من تليفوني..
أغلقت خديجه الاتصال...فأعطته منى الهاتف: بتقول بعدين...
ابتسم على بشر وهو يقول: مش مشكله، بعدين بعدين...
حول بصره نحوها وجذب جوالها وقام بكسره بغيظ...وقفت منى تنظر له بصدمه: ليه كده..

توجه نحو الباب وهو يفتحه ليغادر: علشان متفكريش تتصلي عليها وتحكيلها..والشارع مش هتشوفيه غير لما المحروسه بنتك توافق وتيجي هنا، اعتبري نفسك محبوسه انتي وعيالك، ولا أهل ولا أصحاب..
غادر واغلق الباب خلفه بالمفتاح..جلست منى بإنهاك على أحد الكراسي ودخلت في نوبه بكاء ككل مرة، تندب حظها التعيس مع شبه رجل..

تجاهلت نظراته لها منذ اتصال والدتها لها.. وانشغلت بترتيب المنزل..تسمرت مكانها عندما وجدته يسألها: والدتك كانت عاوزه ايه؟!.
ابتلعت ريقها بتوتر..التفت له وتقدمت منه متسائلة: ليه مبتقولش خالتي؟!..
أرسل لها عمار نظراته الغامضه: متتعوديش تحطي سؤال قدم سؤالي..
هزت كتفيها وهى تحرك رأسها بنفي: لا أبدًا بس انا لاحظت كده؟!.
أجابها ببرود: متفتحيش في القديم يا خديجه، علشان أنا بحاول أنساه.

اقتربت منه أكثر وهى تنظر في عيناه مباشرةً: عمار انت ليه غيرت معاملتك معايا، فجأه من يوم ليله كل حاجه اتغيرت...
اختصر تلك المسافات بينهم وأمسك يديها وقلبهم حتى جعل باطنهم له وبدأ بتحريك أصابعه بباطن يديها بهدوء ف سرت بجسدها قشعريرة ومشاعر متضاربه من بين الانغماس فيها فرط مشاعرها التى تريد الاستمتاع بذلك الاحساس الدافئ او السيطرة عليها لتعرف ما يثير فضولها لايام منذ ان لاحظت تغيره المفاجئ..قررت الانصياع لعقلها والتركيز بحديثه الغامض...

_ مفيش بحاول أديكي فرصه، علشان مترجعيش وتقولي معاملتي القاسيه هى السبب..
قطبت ما بين حاجبيها تحاول فهم حديثه: مش فاهمه!.
ازداد من مداعبه باطن يديها بإصبعه ليقول: مش فاهمه، يعني انتي عاوزه تفهمي أكتر علشان مثلًا مخبيه حاجه عني..
سحبت يدها من يده وفركتها بتوتر: لأ مش مخبيه، ولو سمحت يا عمار بطل تكلمني كده علشان مش عارفه اتعامل معاك.
_تقصدي ايه؟!.

اعتدلت في جلستها ونظرت أمامها نحو التلفاز قائلة بضيق: طريقتك غامضه وكلامك بيحسسني انك مش صافي معايا..
مد يده يمسد على شعرها من الخلف بحنان، اقترب بجسده منها يحتضنها ويقربها لاحضانه: بالعكس انا صافي معاكي جدًا..يمكن دي أكتر لحظه انا صافي فيها..
متضايقش..

التفت برأسها نحوه تستشف صدق حديثه، تشابكت عيونهم في حديث طويل قطعه هو عندما طبع قبله صغيرة بجانب شفتاها: قومي اطمني على ايلين..
هزت رأسها بخجل وقامت بخطوات مرتبكه نحو غرفه ايلين..استمع لصوت غلق الباب جذب جواله وبداخله يتمنى ان يكون جواله الحديث سجل هذة المكالمه باعتبارها ميزة فيه.. وضع الهاتف على أذنه واستمع لحديثهم قطب حاجبيه وهو يفكر:موضوع ايه؟!، ياترى ناوين على ايه؟.!.

وضعت يدها على بطنها وهى تتحسسها بسعاده أخيرًا شعرت به، أخيرًا أدركت ذلك الاحساس المبهم الذي داهمها عند معرفتها بخبر حملها..والاجابه تتلخص في نبضات قلبه،نبضات قلبه التى عندما سمعتها ابتسمت بسعاده..وعدت نفسها ان تحافظ على صحتها من أجله.. من أجل تكوين معه عائله حقيقيه..فتح باب الشرفه ودخل منه مالك رغم أغلاقها لباب بإحكام.. التفت له تقول بضيق: انت بتدخل ازاي وانا ببقى قافله من جوه...
أشار لها على المفتاح وهتف بعبوس: معايا مفتاح ..

راقبته وهو يجلس على الفراش..ابتسمت بتسليه وقررت مضايقته
_ ايه زعلان علشان مدخلتش معانا عند الدكتورة.
مط شفتيه ساخرًا: شايف السعاده هاتنط من عنيكي..
ضحكت بشماته: طبعًا..
والتفت تُكمل زينتها..رفع عيونه يتابعها بنظراته، ارتبكت منه وقالت بتذمر..
_ هو في ايه؟!، لو سمحت بص الناحيه التانيه!.

رفع أحد حاجبيه ثم تحدث بإستنكار: ابص الناحيه التانيه ليه، وانتي واقفه قدامي، ما ابص عليكي احسن..
تقصلت ملامحها بضيق طفولي: انت بتتكلم كده ليه؟!، ايه الاسلوب ده .
استند على مرفقه قائلًا بخشونه: ظابط، عاوزني اتكلم ازاي!.
_ على فكره بقى انا المفروض..

بترت حديثها ثم زفرت بحنق من ذلك المستفز، التفت مره اخرى للمرآه وقررت استكمال زينتها متجاهله نظراته التي بدت وكأنها سهام تحرق قلبها المسكين وتجعله رماد لعشق مزيف!، وعند ذكر مزيف ابتسمت بسخريه بداخلها، قائله بهمس: وربنا طلعت أكبر مغفله في البلد، لا بلد ايه ده في المجره نفسها...
انتهت من أحمر شفاها ثم اخرجت تنهيده قويه من صدرها، فرفع هو حاجبيه مستنكرًا تنهيدتها، وبدخله يفكر جديًا من الاولى بإخراج تلك التنهيده هى ام هو، وعند ذكر هو فاطلق تنهيده قويه، متمنيًا بعدها أن يعانقها بقوه حتى تطفئ تلك النيران التى بدأت تشعل صدره من جديد..

راقبها بعيناه وهى ترتدى حجابها بإهمال، وتلك الخصلات المتمرده تتمرد من خلف حجابها وعلى وجهها، فأعطاها ذلك المنظر هاله جميله تخطف قلب من يراها...
وقبل أن تضع يديها على مقبض الباب، خرج صوته حازمًا: ارجعي تاني امسحى البتاع ده، ولمي شعرك كويس، ومفيش شعرايه تبان منه...
التفت اليه بنصف جسدها قائله باستهجان: نعم!.
تقصلت ملامحه بضيق واضح وهذه المره كان صوته قوي يحمل بين طياته تحذيرات، ان تخطاتها سترى جحيم "مالك الفيومي "على حق!..
_ اللي قولته يتنفذ يا ندى.

آه كم تعشق تلك النبره منه، حينها فقط تتأكد انها تستحوذ بشكل كبير على قلبه وعقله، ويبدء من جديد ان يتبخر ذلك الرماد ويتحول الى عشق حقيقي له مذاق رائع، تبتسم له قلوب المحبين ..
تجاهلت مشاعرها الجياشه التى كادت ان تفضحها وتقدمت نحو الباب بعناد مقرره بداخلها ان تثير غيرته فقالت بعناد أكبر: مالكش دعوة، مفيش لسه حد تحت، وبعدين ليله هتصورني بكاميرتها..

اقترب منها في لمح بصرها وجعلها تلتصق بالباب هاتفًا بشراسه حبيب كادت تفتك به غيرته: محدش هيصورك كده يا ندى، وبعدين عمرو تحت..
مد أصابعه يزيل احمر شفاها ف تلوت بين يديه... أثارت حركتها تلك لديه مشاعر يحاول التحكم بها.. زمجر من بين اسنانه ليقول بغيظ: وربنا انت شكلك عاوزني اتنيل واعمل كده.

أمسك رأسها وقربها منه وقبلها بقوه، حاولت دفعه بعيدًا عنها حاولت مره واثنان وثلاث ولكنه احكم تقيضها بجسده القوى أنهكت قواها واستكانت بين يده..فتحولت قبلته لرقيقه يحاول بث عشقه وجنونه بها بينها.
ضغطت بيدها على مقدمه ثيابه تحاول أخذ انفاسها بعدما اختفت بفعل هجومه المفاجئ.

ابتعد عنها عندما سمع صوت ترحيب والدته بسراج ووالدته...حاول ترتيب خصلات شعرها للخلف حتى يتضح لها وجهها وشفتاها المتورمه...تعلق نظره بها وهمس: البسي طرحتك كويس مفيش شعرايه تبان منك، ومتحطيش حاجه على شفايفك..ماشي..
هزت رأسها باستسلام كالمغيبه، أرسل لها ابتسامه صافيه وهو يطبع قبله صغيرة على وجنتها هامسًا بعدها: بحبك..

تجمع العائلة ومن بينهم شريف ومريم.. وأيضًا فارس الذي كان يجلس باردًا يرسل ابتسامات مستفزة للابله سرااج..
_ خلاص بدام اتفاقنا نقرأ الفاتحه والجواز الاسبوع اللي جاي..
رفع مالك أحد حاجبيه قائلًا: مش بسرعه كده ولا ايه يا يارا!.
رفعت وجهها الحزين وكأنها ليست العروس، تحاول ايجاد اي نظرات من فارس لها ولكن وجدت عيناه خاليه من اي مشاعر وابتسامه مستفزة تحتل ثغره، تنهدت بصمت ثم قالت: كده أفضل يا مالك انا وسراج فاهمين بعض كويس...

رجعت بعيونها تنظر له لترى تأثير حديثها عليه، وجدته يضع ساقًا على الاخرى وكأنه يستمتع بحزنها وبحديثها..حولت بصرها لمالك قائلة.: بس ياريت تكون حفله على الضيق ياعني الاقارب وبس..
اعترضت والدة سراج قائلة: لا يا حبيبتي انا عاوزه فرح وهعزم قرايبي..آه ده ابني الوحيد ولازم افرح بيه.
أخيرًا ظهر صوته بحديثه الذي فاجئ الجميع به وليس هى وحدها: حقك يا طنط طبعًا ويارا بردوا بنتنا، الفرح عليا يا جماعه يارا زي أختى ولازم اعمل معاها أحلى واجب...

رفع مالك حاجبيه يحاول استيعاب حديث صديقه..ف مال فارس قائلًا بجديه خافته: أصل زهقت منها، خليها تتجوز.
أراد سراج مضايقته قائلًا: ياعني اسيب موضوع جوازنا انا ويارا عليك.
ضحك فارس وقال: عيب عليك رقبتي سداده ليا أصحاب كتيرة شغالين في الموضوع ده هيخلصوا بسرعه..
نظروا جميعهم لبعضهم متفاجئين منه..وقفت يارا وقالت ب لهجه مهزوزه: عن اذنكوا.
صعدت لغرفتها في عجاله قبل ان يخونها صوت بكائها ويرتفع اكثر من ذلك..أدركت ماجي ان ابنتها ستنزوي كعادتها في غرفتها فقالت: معلش يا جماعه أصلها تعبانه من الصبح..

وقفت والدة سراج وهى تجذب سراج من مرافقه قائلة بضيق من عدم تقدير العروس لهم: اه الف سلامه يالا يا سراج، ابقى اتصل عليها واطمن عليها بكره..
ودعتهم ماجي على الباب.. وجاء خلفهم شريف: همشي انا ياماجي اروح اريح انتي عارفه لسه راجع من الشغل على هنا..هزت رأسها بتفهم..
نهض فارس أيضًا وهو يقول: هتواجه امك دلوقتي..خلاص فكرت.

هز مالك رأسه وهو يتابع ندى وهى تصعد مع ليله لغرفه يارا: اه امي بتعمل حاجات غريبه وعجيبه ببقى هولع من جوايا، هواجها علشان أعرف افضى لست ندى.
فارس: طيب سلام.
جذبه مالك من يده: مش مرتحالك معرفش ليه؟!.
فارس بلامبالاه:عادي على فكره انا جريت وراها كتير وهى بقى براحتها حقيقي زهقت.
أجابه مالك ببرود: براحتك.
غادر فارس أيضًا وتبقى مالك وماجي..كادت أن تصعد خلف يارا...ولكن أوقفها مالك: ماما عاوز اتكلم معاكي ممكن...
جلست ماجي أمامه لتقول: ممكن طبعًا يا حبيبي..

أمسك يدها وطبع قبله بسيطه فوقهم: توعديني انك تفهميني .
مسدت على شعره بحنان: وانا من امتى مفهمتكش، اتكلم وقول اللي انت عاوزو..
اخرج تنهيده قويه من صدره وقرر البوح بكل شئ: ماما أنا...



look/images/icons/i1.gif رواية قلوب مقيدة بالعشق ترنيمة غرام
  20-01-2022 11:27 مساءً   [27]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية قلوب مقيدة بالعشق للكاتبة زينب محمد الفصل الثامن والعشرون

جلست ليله بجاور يارا تواسيها قائلة: خلاص يا يارا متزعليش بقى هاعيط وربنااا.
اقتربت ندى أكثر قائلة بصوتها الهادئ والرقيق: طيب يا يارا ليه موافقة تتجوزي واحد وانتي بتحبي فارس .
هتفت من بين شهقاتها: علشان أهرب منه ومن حبه ومن كل ذكرياتي معاه، انا تعبت منه وتعبت من نفسي ومن كل حاجة...
صمتت تأخذ أنفاسها..عادت تهتف بيأس: انا نفسي اهج واسافر او أموت وأخلص..
حاولت ندى تهدئتها فقالت: طيب يا حبيتي بدام بتحبيه أوي كده، ليه تبعدي عنه..

هتفت يارا ببكاء: انتي ترضي تتجوزي واحد كسرك زمان والمفروض يجي ويتقدم وتكوني فرحانة وطايرة من الفرح وقاعدة بتتخيلي حياتك معاه وفجأة من غير أسباب تتفاجئي انه هايتجوز واحدة غيرك والمفروض انها تكون صاحبته وفي مقام أخته ولما تيجي تسأليه يقولك مينفعش اقول السبب، انا ابني حياتي معاه على أساس ايه، اسامحه ازاي، ادواي جرح قلبي ازاي...

تذكرت ندى حديث مالك عن ياسمينا وفارس وتذكرت ايضًا رفضه هو الاخر لاخبارها بسبب زواجهم، تعجبت أكثر من صداقة فارس ومالك المستمرة رغم انه جرح أخته...
انتفضوا جميعهم عندما دلف عمرو كالثور الهائج الذي يود ان يقتلع رأس أحدهم هاتفًا بغضب: ليله...
اقترب منه بسرعة يجذبها من مرفقها وأوقفها أمامه وهو يضع امامها هاتفه: ايه ده يا سافلة.. ايه الصور دي..
انتفضت يارا وندى يحاولون تهدئته عندما رأوا ارتجاف ليله: _ انت فاهم غلط...
صفعها بقوة على وجنتها: بس يا حقيرة، غلط ايه، انتي خونتي ثقتنا فيكي...
وانقض عليها يحاول صفعها مرة أخرى..فاندفعت ندى تبحث عن مالك بلهفة و يارا تقف بالمنتصف تمسك يده...

مالك: ماما عاوز اتكلم معاكي ممكن...
جلست ماجي أمامه لتقول: ممكن طبعًا يا حبيبي..
أمسك يدها وطبع قبلة بسيطة فوقهم: توعديني انك تفهميني .
مسدت على شعره بحنان: وانا من امتى مفهمتكش، اتكلم وقول اللي انت عاوزو..
اخرج تنهيدة قوية من صدره وقرر البوح بكل شئ: ماما أنا...
قاطعه صراخ ندى بأسمه: مالك الحق.

اندفع بسرعة نحوها يصعد الدرج وخلفه ماجي ..اشارت ندى له على غرفة ياراا وهرب الكلام منها ..صراخ ليله جعله يتحرك بسرعة يدفع الباب ..احتدت ملامحه عندما وجد عمرو يضربها ..اندفع نحوه وجذبه بعيد هاتفًا بغضب وصوت جهور: انت اتجننت ازاي تعمل كده، بتمد ايدك على أختك.
احتضنتها ماجي بقوة قائلة بحدة: حسابك عسير يا عمرو ..

هتف عمرو بعصبية وغضب: عسير ايه وفري العسير ده لبنتك اللي خانت ثقتنا وماشية تحب في واحد ..اتفضلوا الصور اهي مع مازن ابن صاحبتك..
وضع الهاتف في يد مالك بقوة قائلاً: بص اتفرج اللي بتعدني عنها بتعمل ايه؟..
قلب مالك الصور بصدمة، فابتعدت ليله عن ماجي تلتصق بالجدار بخوف شديد وعرفت انها ستموت لا مجال للهرب ..راقبته بعيونها بخوف وقلب ينبض برعب ..اقتربت ماجي من مالك ورأت الصور ف شهقت بصدمة ورفعت عيناها نحو ليله وضعت يدها على فمها من الصدمة .. رفع مالك وجهه أخيرًا وتقلصت ملامحه بغضب تشنج جسده وبرزت عروقه التي انتفضت بقوة .. اقترب منها وأشار لها بصوت غليظ: تليفونك هاتيه..وافتحيه .

اقتربت من الفراش تجذبه..فتحته وأعطته الهاتف باصابع مرتعشة الجميع بدوأ يراقبو مالك في صمت مخيف...
ألقى الهاتف جانبًا وهو يقول بلهجة حاسمة مخيفه: كله يطلع بره..
تعلقت عيناها بماجي تحاول الاستنجاد بها ولكن رمقتها ماجي بخيبة أمل وغادرت الغرفة تمنع مقلتيها من البكاء..
غادرت يارا وعمرو تنفيذًا لامر مالك، اما ندى ف بقيت.. نظر مالك لها قائلًا بحزم: هو انا مقولتش كله بره..
تقدمت منه غير عابئة لوجهه وملامحه المخيفة وهمست: متضربهاش لو سمحت.

ألقت بحديثها وخرجت هي الاخرى تغلق الباب خلفها .. تحركت ليله يمينًا ويسارًا بخوف تحاول ايجاد مهرب من غضب مالك وخاصة عندما وجدته يقترب منها .. في نهاية الامر رفعت يدها وحاولت حماية وجهها منه .. وارتعشت خوفًا منه رفع يده وأبعد يدهاا ناظرًا في عيناها مباشرةً يحاول البحث عن ليله أخته البريئة غير الاخرى التي تقف بمنتصف الشارع والنادي مع شاب بلا حياء..
_ قوليلي يا ليله احنا قصرنا معاكي في ايه علشان تعملي كده..

تفاجئت عندما وجدته هادئًا يتحدث بلهجة قوية تخرج القسوة من حروف كلماته...هتفت بنبرة مهزوزة أسفة: انا أسفة ..انا..انا..
_ انتي ايه قوليلي اديني سبب يخلي بنوته زيك اهلها مدينها الثقة الكاملة .. تعمل كده..
ابتعلت ريقها وحاولت ان تبرر: آسفة، انا عارفة اني غلطت، انا متجاوزتش حدودي معاه...
قاطعها بحدة: مجرد انك تكلميه في تليفون ده تجاوز أصلاً، مجرد انك تقفي معاه في النادي او في الشارع حتى لو قدام الناس ف ده تجاوز أصلًا .. هزيتي ثقتي فيك وانتي لسه صغيرة امال لما تكبري هاتعملي ايه، احنا هانثق فيكي ازاي..

وضعت وجهها بين يديها وبكت: انا أسفة ...
رفعت وجهها عندما لاحظت صمته الطويل فقالت بنبرة مهزوزة: لو انت عاوز تضربني زي عمرو..
ابتعد عنها وهو يتجه للباب قائلًا: انا مبضربش بس عندي حاجات كتير توجع زي مثلًا ان لسانك ميخاطبش لساني أبدًا.
فتح الباب ف وجد ندى أمامه..ابتعد عنها متجهًا لغرفة عمرو..دخلت بسرعة تبحث عن ليله وجدتها تجلس على حافة السرير وتبكي بانهيار ..اقتربت منها ندى بلهفة قائلة بخوف: عملك حاجة !.
رفعت ليله وجهها وقالت من بين شهقاتها: خاصمني، وأكيد ماما هاتعمل كده .
عانقتها ندى ومسدت على ظهرها بحنان: طيب اهدى وان شاء الله كل حاجة تتحل..

_ ياعني ايه خصمتها مضربتهاش ليه؟!.
خرج صوت عمرو معترضًا، رمقه مالك بغضب: الضرب ده للناس الجبانة الهمجية، وانت واحد منهم، لما تمد ايدك على اختك بالمنظر ده..
هز عمرو رأسه مستنكرًا: اه المفروض ان احضنها واقولها اتجوزيه عرفي يا حبيبتي..
نهره مالك بغضب: اخرررس يا حيوان متتكلمش معايا كده ولا عن اختك بالطريقة دي فاهم، ويمين الله لو شوفتك بس بتمد ايدك على واحدة من اخواتك لاقطعهالك بايدي.

تقدم منه عمرو بغيظ وعلامات الجنون بدأت تظهر على وجه: انت عاوز تجنني، انت مالك في ايه.. بتتعامل ببرود كده ازاي..
هتف مالك بنبرة حادة مرتفعة: مش برود يا باشا، الضرب مش حل انت مش واخد بالك انها ممكن تنفر منك وتخاف، هاتعمل الغلط بعد كده وتخاف تيجي تقولك وده كله ليه علشان أخوها واحد همجي ايده سابقة عقله، مبيفكرش صح ويوزن أموره ..اختك يا محترم باين مع كلامها مع مازن انها كانت رافضة كلامهم وكل اللي بينهم مسجات وبس .. وفي رسالة مبعوته ليها حد بيهددها، مفكرتش مين بعتلك الصور دي وبعتهالك ليه..

رفض عمرو الاعتراف بخطائه وقرر التعنت، هز مالك رأسه بيأس: ابعتلي رقم اللي بعتلك الصور دي .. وابعد عن الموضوع ده خالص، انا عايش ومموتش يا عمرو ومش هاسمحهالك تمد ايدك على اختك تاني..
وقبل ان يغادر الغرفة قال بسخرية: قبل ما تعاتب على أختك، عاتب نفسك وبص كده على موضوعك انت ومريم من زواية تانية هاتلاقي مريم بتعمل نفس اللي ليله بتعمله مفيش فرق، قولي بقى كده لما أختك الصغيرة تشوفك كده وبتتعامل عادي مش هاتفكر تقلدك يا مؤدب يا محترم ..ده اخر تحذير ليك وعالله اشوفك بس بترفع ايدك على حد من اخوتك..
غادر الغرفة وأغلق الباب خلفه بقوة، احمر وجه عمرو من احراجه .. جلس على الاريكة يتنفس بغضب شديد..

_ ماما اهدي بقى خلاص علشان خاطري، عيلو وغلطت وان شاء الله مالك زمانه بيفوقها بكلامه..
هتفت ماجي ببكاء وهي تشير على نفسها: انا غلطت في ايه، علشان تكسرني بالشكل ده..
زمت يارا شفتاها في ضيق: ماما كلنا بعدنا عنها وكل واحد انشغل في حياته ومحدش اهتم بيها ولا حتى اخدنا بالنا منها..اللوم علينا كلنا.
_ ليله كبيرة وواعية يا يارا، وفاهمة ان ده غلط علشان كده خبت وعملت كده، انا مصحباها وبحاول اعملها كل اللي هي عاوزاه مديها الثقة الكاملة تقوم تعمل كده، تخون ثقتي كده.

_ ليله حساسة أوي وممكن تنهار انا خايفة عليها بلاش نقسى عليها كلنا، خلينا نحاول نقف جنبها معلش يا ماما..
هزت ماجي رأسها برفض: لا قوليلها ماما زعلانة منك ومتكلمنيش خالص لغاية ما اهدى واكلمها ... سيبني دلوقتي علشان محتاجة انام..
هزت يارا رأسها باستسلام وغادرت الغرفة تبتسم بداخلها بسخرية على حالها وعلى اتعس يوم تمر به ..دلفت غرفتها وجدت ليله تتوسط الفراش..
_ ممكن انام معاكي..

جذبتها يارا لاحضانها قائلة: خايفة من مين؟عمرو ولا مالك..
هتفت بحزن: محدش بس عاوزه انام جنبك.
أخذتها يارا بحضنها ومسدت على رأسها بحنان قائلة: نامي وبكرة كل حاجة وليها حل..

جلست بتعب على فراشها، يوم طويل ملئ بالاحداث، لاشك انه شخصية زوجها ظهرت أكثر اليوم، ابتسمت بحنان لموقفه مع ليله ..لوهلة شعرت بالفخر به وبتصرفه مع ليله واحتوائه الموقف ..تبتسمت كالبلهاء وضعت يديها على بطنها وقالت بحب: بابي كان قمر انهارده في كل حاجة ..
_ طيب متخدوش بابي جنبكو علشان عاوز ينام...
رفعت وجهها بصدمة وتبدل حالها في لحظات: ايه ده انت مش هاتبطل تتسحب كده..

رقد بجانبها وانحنى بجذعه نحو بطنها قبلها قبلات رقيقة ثم اعتدل يجلس بجانبها يفرك عيناه: عاوز انام..
رمقته بإستنكار: مش في سريري عندك أوضتك، بقالك سنين بتنام فيها وجاي دلوقتي عاوز تنام هنا!..
حاوطها بيده رغم رفضها قائلًا بهدوء: المشكلة انك هنا، وطول ما أنتي هنا أنا مش هاعرف انام في اوضتي..
ابتعدت عنه وهي ترفع رأسها بكبرياء: أبدًا..

نظر لها باستعطاف مصطنع: علشان خاطري ..طيب علشان خاطر النونو..
زفرت بحنق جذبت وسادة ووضعتها في المنتصف: المخدة دي بيني وبينك..
أكملت حديثها ورفعت يديها في وجهه تحذره بحدة جعلته يكتم ضحكاته بصعوبة: اياك تتخطها واول مرة وأخر مرة، ناقص في مرة نتقفش بسببك.
رقد في الفراش وهو يجذب الغطاء: يالا نامي علشان اليوم كان طويل عليكي.

رقدت هي الاخرى واعطته ظهرها متظاهرة بتأففها لانه يرقد بجانبها وبداخلها يقفز فرحًا لاول مرة ستنام بلا تفكير في ذكريات مضت أرهقت قلبها بجراحه فوجوده يكفي بأن يمحيها، بحثت عن أسم لهذه الحالة التي تنتابها في وجوده لم تجد غير العشق، نعم هي عشقته وأحبته لدرجة انها تحاول مع نفسها لتغفر له عن ما فعله وكل ليلة في نفس المعاد يدور صراع قلبها وعقلها معًا وهي في المنتصف بينهم عقلها ينهر قلبها عن حبه الذي يتوغل فيه ويستوطن به وقلبها يحاول ايجاد المبررات لفعلته..

ولكن اليوم اختفى هذا الصراع وانتصر قلبها وذلك لوجوده بجانبها فقط رائحته وصوت أنفاسه، اقترابه منها بين كل لحظة واخرى وهي تتجاهله بتحريك جسدها للابتعاد عنه، جعل قلبها المسكين ينتصر على عقلها واخماد ذلك الصراع الليلة فقط، صرخ جسدها بالراحة تحركت كالقطة في الفراش تبحث عن صاحبها حتى تنام بأحضانه، حركت رأسها في الوسادة أكثر محاولة منها الاستغراق في النوم، تفاجئت عندما وجدته يجذب الوسادة ويلقيها بعيدًا ثم جذبها والتصق بها، مد يده تحت رأسها وجعلها هي الوسادة بدلاً من تلك اللعينة التي بحثت بها عن الراحة.. جاءت بان تخرج حروف الاعتراض منها ..همس بصوته المجهد: خلاص نامي بقى، مبعرفش انام وحد بيتحرك جنبي كتير..

_ ده سريري على فكرة ...
_ وانتي مراتي على فكرة ...
التفت بنصف جسدها لتقول بنفاذ صبر: بص نام لما نشوف أخرة الليلة دي ايه!.
اعتدلت في نومتها واحتضنت وسادتها ومازالت رأسها على يده غرقت في سبات عميق، اما هو فالنوم لم يذق جفنيه من كثرة التفكير .. ليله ورسالة التهديد المرسلة لها ..يارا وحزنها الذي انفطر قلبها بسببه تذكر وعده لياسمينا بعدم اخبار اي حد بسر زواجها من فارس او مرضها، وعمرو وكلامه القاسي له...

وأخيرًا هو .. هو يحمل عبئًا يخنقه يوميًا ..استمع لاذان الفجر ..عرف ان والدته ستؤدي فريضتها الان ..وجده أنسب وقت للتحدث معاها.. فقرار اخبار والدته لا رجعة فيه ..نهض بخفة من جانبها حتى لا يوقظهاا، ذهب لغرفته وادى فريضته ثم اتجه نحو غرفة والدته وبالفعل وجدها تجلس على الفراش تسبح على سبحتها الخاصة بها وعيناها تمتلئ بالدموع ..اقترب منها وجلس بجانبها يطبع قبلة رقيقة على يدها
_ عاملة ايه دلوقتي!.

مسحت دموعها بيديها ونظرت له لتقول ب لهجة معاتبة: عارف يا مالك انا حاسة ان معرفتش أربي..انا فشلت في تربيتكوا..
ابتسم بقلق وقال: ليه واو الجماعة !.
هزت رأسها وهي ترمقه بحزن: انت أولهم أصلًا..
أشار على نفسه متعجبًا: أنا!.
هزت رأسها والتزمت الصمت تتجنب النظر له..اعتدل بجلسته اكثر ليقول: طيب ممكن تقوليلي في ايه؟!.
حولت نظرها له وهي تقول ب لهجة معاتبة: مخبي عليا حاجة..

ضيق عينيه بتفكير، من الواضح ان والدته تعرف شيئًا، حسنًا من الافضل اخبارها بكل شئ حتى تكون نقطة في صالحه: آه مخبي عليكِ حاجة واظن ان قبل ما يحصل اللي يحصل كنت هاقولك، يعني انا مش بقولك دلوقتي علشان كلامك دلوقتي!.
صمت لبرهة وأكمل حديثه بلهجة قوية: انا متجوز ندى والي في بطنها ابني..
فاجئته عندما هتفت بهدوء: عارفة ..
اتسعت عيناه بصدمة قائلًا: عارفة وعادي كده..

تركت سبحتها جانبًا وقالت: كنت مستنية ابني يجي يواجهني ويحكيلي وكنت هازعل أوي لو هي اللي قالتلي ..انت بقى ايه اللي اخرك كده ؟
قاطعها ليقول بعدم فهم: لا ثواني، انتي عارفة ايه بالظبط!.
عقدت ذراعيها أمامها لتقول: مثلًا اتفاقك مع رأفت ! .
هتف متعجبًا: أوووو، ايه ده اللي هو ازاي يعني!.
رفعت حاجبيها مستنكرة: انت فاكر، انت بس اللي بتفهم وظابط، لا خاف من أمك بقى..
_ على فكرة انا محتاج تفسير؟!.

هزت رأسها بنفي قائلة بحدة: انا اللي محتاجة تفسير عن كل حاجة !.
تنهد ثم قال:في أول الحكاية كنت خايف ارفض ابقى بحكم على أنسانة بالموت او الاذى وخصوصًا ان انا عارف شغلنا ازاي وايه المخاطر بسببه، بس بعد ما شوفتها حبتها ومقدرتش اسيطر على نفسي ولا على عقلي...
هتفت باستهجان: طيب ليه خبيت عننا!، الا قولي يا مالك انت قولتلها عننا ايه موتنا ولا قولت ايه!.
زفر بخفة وقال برجاء: ماما أرجوكي كفاية اللي فيا، وكفاية عذاب ضميري..
هتفت بنبرة حادة: طيب انت جايلي ليه وتحكيلي بدام انت مش عاوزني اتكلم في اللي فات!.

_ علشان أريح نفسي واهدم الكدبة اللي عايش فيها دي، علشان اعرف اتعامل مع مراتي كويس واقدر اخليها تسامحني، وعلشانك بردوا..
أراحت ظهرها للخلف وقالت: كنت يوم ما جبت ندى هنا كنت مخنوقة ودخلتلك الاوضة علشان اتكلم معاك، لقيت البلكونة مفتوحة بحسبك جوه دخلت ادور عليك ملقتكش جيت أخرج سمعت صوتك من بعيد اتحركت جنب اوضة ندى كانت البلكونة متواربة وسمعتكوا وشوفتكوا ..وقتها اتجننت جريت على اوضتي بحاول استوعب الكلام اللي سمعته من الصدمة وقعت محستش بنفسي، لما فوقت حسيتك بتهرب مني بنظراتك، حسيت ان انا محتاجة اهدى وافكر افتكرتك وانت بتقول ( رأفت وسمير ضحكوا عليا..) دورت في اجندة أبوك وجبت رقمه ونزلت الصبح قبل ما تصحو قابلته..
سعل بخفة وضم شفتيه في ضيق ليقول: بعدين...

( فلاش باك )...
_ كان غصب عني والله كنت بحاول اساعد صديقي!.
هتفت بغضب: انك تخبي بنت أختي عني، وتكذبوا، وتحاول تبعدها عني بكل الطرق، لدرجة انك تجوزها ابني ومتخليهوش يقولي وانا بقى افضل الف في دايرة ومعرفش أوصلها، انهى غصب ده يا باشا، انت زي ما تكونوا بتحاولوا تكسروني..
هتف سمير مبررًا: احنا بنحاول نخبيها عنك علشان والدتك واخوكي، انتي عارفة كويس لو يعرفوا بوجود ندى هايعملوا ايه...
هتفت بسخرية: هايعملوا ايه!، هايقتلوها مثلاً، حد قالك على أمي وأخويا انهم قتالين قتلة ..

هز رأسه باستنكار: والله مش بعيدة اللي يخلي ام تخاصم بنتها سنين رغم محاولاتها انها توصلها يبقى مش بعيد واللي اخ يقنع امه واخته انهم يخاصموا اختهم علشان شخص مات يبقى قلبه مات ومش بعيد يأذيها...
حاولت ان تتفادى اي حديث قد ينكأ جراحها فقالت: عمر اللي بتقوله ما يبرر الجريمة البشعة اللي عملتوها في حقي وحق ابني وحق بنت أختي المظلومة في الحكاية دي كلها..

زم شفتيه بضيق واضح ليقول: مدام نهلة انتي بتعاتبيني في قرارات ناس ماتت، انا كل ذنبي ان حاولت اساعد صديقي..
اشارت عليه قائلة: لا انت لسه قايلي انك السبب في الفكرة دي!.
_ قولتلك كنت بحاول اساعده..
هزت رأسها بإيماءة وقالت بتحذير: ابعد عن ندى ومالكش دعوة بيها، وانا كفيلة أوي ان احميها من اي حد..
وقبل ان تغادر كان هو يقول:
_ مدام نهلة ...مالك كمان مظلوم في القصة دي، احنا لعبنا على وتر الشهامة عنده، أرجوكي تخرجيه بره حساباتك، لانه ميستاهلش أبدًا انك انتي كمان تقسي عليه، كفاية عليه ندى خليه يحارب في اتجاه واحد بلاش اتجاهين..
( باااك ).

انتهت من سردها قائلة: وبس سبتك فعلا تحارب في اتجاه واحد واستنيت أشوف هاتيجي امتى وتعترفلي ..والحمدلله انك مطولتش أكتر من كده!.
هتف بسخرية: يعني كلامك مع فارس على ندى وعند الدكتورة كنتي بضايقيني...
هزت رأسها بتأكيد: كنت بعلمك الادب.
رفع احد حاجبيه مستنكرًا: تعلميني الادب !.
اقتربت منه بوجهها وهي ترفع حاجبيها بتحدِ: ايه كبرت عليا!.

حرك رأسه بنفي وقبل يدها: لا طبعًا، احنا عندنا كام ماجي هي واحده بس،وتعمل اللي نفسها فيه..
رق قلبها له، هذا هي عادتها، يخطأ وتسامحه بمجرد ان يجلس أمامها هكذا ويتحدث معاها، اعترفت بضعفها أمامه ..لم تستطيع منع ابتسامتها من الظهور فقالت بلهجة ماكرة: طب وانا قدرت تضحك عليا بكلمتين، ندى بقى هاتخليها تسامحك ازاي..
قبل جبينها قائلًا: ربنا يخليكي لينا..انتي..

بترت حديثه قائلة بنبرة حاسمة: لا ماليش دعوة هو انت كنت دخلتني من الاول علشان اساعدك..
قطع حديثهم دخول عمرو المفاجئ، رفعت ماجي وجهها صرخت بخوف: مين عمل كده في وشك.
نهض مالك بقلق يختصر المسافة بينهم قائلاً: مين ضربك كده ؟ انت روحت لمازن اتعاركت معاه ؟
هز رأسه بنفي وهو يضع يده على وجهه قائلًا بعبوس: روحت لشريف وقولتله على كل حاجة، وزي مانتوا شايفين .
نهرته ماجي بتوبيخ: انت مجنون ولا عبيط ياله، ايه اللي انت عملته ده!؟.

_ هو انا هافضل زي الحرامي كده، انا عاوز اتجوزها واخلص، الراجل المجنون حلف ما انا متجوزها، كلميه وقوليلي اي حاجة ..
هتفت بغضب: هو انتوا تعكوا الدنيا وتيجوا تقوليلي اتصرفي ؟ لا بقى انا ماليش دعوة ..ربنا يسامحك يا عمرو هاودي وشي فين من شريف، زمانه ييقول عليا ايه ؟ طب البت الغلبانة دي مفكرتش فيها ؟
هتف مالك ساخرًا: زمانها بتتحاسب ..ندعيلها بقى..

ضيق عمرو عيناه المتورمة بفعل تلك الكدمات التي تحطيها من جميع الجهات: مش انت السبب سخنتني بكلمتين خلتني أروح اقوله، اتصرف بقى..
_ طيب انت اتهببت وقولتله ايه!؟.
اتجه صوب الاريكة بخطوات بطيئة: مفيش قولتله ان انا بحب مريم وعمري ما اعتبرتها أخت وعاوز اتجوزها ..وعينك ما تشوف الا النور متهايلي مكنتش عارف الضربة بتجيلي منين..
لكزته ماجي في كتفه ف تأوه عمرو: تستاهل انت ياله أكتر واحد تاعبني في اخواتك..

هتف عمرو بصوت مرتفع:_ ماليش فيه جوزوهالي..
نهره مالك بحدة قائلًا: بس ياله وطي صوتك ده .
همس بصوت منخفض: طب جوزهالي، علشان منتحرش او أقتل شريف..
ودت ماجي ان تخنقه على فعلته الحمقاء تلك، ف دارات حول نفسها قائلة بتفكير: هاخرج من الورطة دي ازاي، شريف طول عمره أخ عزيز الله يخربيتك يا عمرو على اللي عملته فيا ..مش كفاية أخوك الكبير..

رفع عمرو حاجبيه قائلًا بغمزة خفيفة: ايه ده انت عامل مصيبة زي!..
وقفت ماجي تقول بسخرية: آه، مش مالك متجوز ندى ...
اتسعت عيناه بصدمة: ايه، اتجوزتها من ورانا انت لحقت يا شبح.
زفر مالك بضيق قائلًا: ماما ازاي تقولي للمتخلف ده.
عقدت ماجي ذراعيها قائلة: لا وانت الصادق متجوزها من قبل ما نعرفها أصلًا .

صفق عمرو بيده قائلًا بصياح: شبح بردوا..
صمت لبرهة مفكرًا: بس ازاي..
هز مالك رأسه بيأس: لا انا هاروح انام..
_ خد تعال بتهرب ليه؟!.
غادر مالك الغرفة، ف جلست ماجي بجانبه تفكر في ايجاد حل لاقناع شريف، قاطع تفكيرها عمرو قائلًا ببحة يغلبها الفضول: ماما مالك متجوز ندى ازاي ؟ يعني ده ابنه ؟ طب انتي عرفتي ازاي ؟!، قوليلي مش قادر اتنفس .

دلف غرفتها وجدها تجلس على حافة الفراش تهز ساقيها بعصبية، هتف مالك متعجبًا: ايه ده مش كنتي نايمة ؟!.
وقفت امامه قائلة بعصبية: وقلقت عطشانة قومت علشان اجيب ميه لقيتك في اوضة خالتو وسمعتها وهي بتقول لعمرو انك متجوزني، انت حكتلها.
رقد على الفراش قائلًا بنبرة باردة: آه حكتلها، مضايقة ليه عاوزني اخبي ليه!.
_ علشان مش ناوية أكمل حياتي معاك..

أرسل اليها ابتسامة مستفزة: بس انا ناوي..
في لحظة جذبها وأجلسها على ساقه، وأحكم قبضته عليه: المفروض تفرحي.
مدت يدها تبعده عنها قائلة باستهجان: أفرح!، لا طبعًا.. لو سمحت ابعد وقوم نام في أوضتك ..كده اخواتك هايعرفوا هايقولو ايه لما يلاقوك في اوضتي..
_ هايعرفوا !، بكرة الصبح كلهم هايباركولك، عمرو ده فضيحة..
_ طب قوم في أوضتك..
دفن وجهه في عنقها قائلًا بهمس دغدغ قلبها: اي مكان انتي فيه يبقى مكاني...

كورت يديها تحاول السيطرة على مشاعرها التي بدأت في الاستيقاظ مجددًا بعدما حاولت اخمادها فقالت بلهجة حادة: على فكرة براحتك نام هنا، وانا أصلًا من بكرة هامشي وارجع بيتي..
ابتعد عنها قليلًا ينظر في عيناها مباشرةً قائلًا بلهجة قوية: مالكيش بيت تاني غير ده يا ندى، واول مرة واخر مرة اسمع منك الكلام ده، علشان مزعلكيش..
تقلصت ملامحها في غضب منه ومن لهجته، فتدراك حديثه ووعده لنفسه بأن يهاودها حتى تهدأ ويرق قلبها له..فقال بنبرة هادئة: متزعليش، بس انا بزعل لما بتقولي كده، ندى اياً كان فترة زعلك مني متقوليش هاسيب البيت، اقعدي هنا وازعلي براحتك وانا هاسيبك تهدي .

_ طب سبني يالا اهدا..
احتضنها بقوة: بكرة الكلام ده من بكرة هانفذه، يالا نامي ولا اجبلك مية..
ابتعدت عنه وهي تتجه نحو الشرفة: نام انت هنا، وانا هنام في أوضتك..
دلفت للغرفته بسرعة عندما وجدته ينهض خلفها أغلقت الباب خلفها من الداخل فقال من خلفه بضيق: ماشي حظك ان الباب ده مبيتفتحش من برة.
ضحكت بسعادة عندما شعرت أخيرًا انها انتصرت علية فقالت: احلام سعيدة..

زفر بقوة من خلف الباب ثم اتجه صوب السرير يلقي بجسده عليه محدقًا في السقف براحة عندما مرت مواجهته لوالدته بسلام.. نظر للحائط الفاصل بينه وبين غرفته فقال بصوت يغلبه النعاس: عقبالك انتي كمان .
اغلق عيناه ليسقط في سبات من فرط تعبه، اما هي فانتشرت في غرفته تعبث هنا وهناك بين ثيابه شهادته وصوره، تبتسم تارة وتحزن تارة رفعت وجهها متسائلة في حيرة بعدما شاهدت جميع صوره مع ياسمينا وفارس من الصغر: يا ترى ايه سبب جواز ياسمينا من فارس، هو سر حربي يعني علشان يخبوه.
فركت عيناها عندما غلبها النعاس مجددًا وسقطت على الفراش غافية وحولها مجلد صوره..

تحركت بسرعة كبيرة في الفراش وكأنها تحارب شيئًا ما باحلامها تهمس بكلمات غير مفهومة وصوتها يختنق ..لاحظ حركتها الكثيرة فتح عيناه بصعوبة وجدها على حالتها تلك..
_ خديجة فوقي..خديجة..فوقي..
شهقت شهقة قوية وكأن انفاسها اختفت فتحت عيناها تبحث عنه هامسة باسمه: عمار..
احتضنها ومسد بطول ذراعها برقة: انا اهو في ايه مالك ؟

دفنت نفسها بداخله وتشبثت بثيابه هاتفة برجاء: اوع تسيبني، اوعى تبعد عني..
ربتت على رأسها بحنان قائلًا: عمري ما هاسيبك...
صمت لبرهة قائلًا بنبرة حارب كثيرًا لاخراجها من جوفه: اوعي انتي تسيبني..
رفعت بصرها له ترمقه بحب، مد طرف ابهامه ومسح دموعها هاتفًا: انا مرجعتش علشان اسيبك يا خديجة، انا معاكي بس بلاقي نفسي، وبعيد عنك ببقى واحد تاني .. بس انتي اوعي تتخلي عني زي زمان..

تذكرت عرض أبيها ومكالمات والدتها لها، فقررت بداخلها انهاء ذلك الامر واخبارهم بأنها لن تترك عمار مرة أخرى، لن تخذله لو على موتها...مسكت يده وتشابكت أصابعهم مع بعضهم البعض لتقول هي: انا بحبك اوي يا عمار، وعمري مااعمل كده عمري ..انا صحيح اتجوزت وسمعت كلام ابويا زمان علشان انقذ امي من السجن، بس حافظت على نفسي علشانك..

كررت هذة الجملة للمرة الثانية أمامه، قطب حاجبيه متسائلًا بهمس: حافظتي ازا...
بتر جملته عندما وجدها تخفض بصرها خجلًا، رفع وجهها بطرف ابهامه قائلًا بعدم تصديق: بجد يا خديجة انتي لسه...
هزت رأسها باستيحاء منه لتقول بنبرة مرتبكة: حتى لو مكنتش رجعت وكنت اتجوزت واحدة تانية غيري مكنتش هاتجوز تاني لا يمكن كنت اسلم نفسي لحد تاني، عمار أنا معارضتش ابويا علشان ايلين بس، انت السبب الاول، وجودك في قلبي السبب الاول..

لم يجعلها تُكمل جملتها بل انحنى سريعًا نحو شفتيها ينهل منهما ما يشاء ف حبيبته حافظت على نفسها لاجله وحاربت ابيها لاجله وليس ايلين كما اعتقد طوق جسدها بذراعيه وضغط عليها بشدة، هامسًا من بين قبلاته: مفيش حاجة هاتبعدني عنك تاني أبدًا ..انا مش بس بحبك... انا بعشقك لدرجة الجنون.
طوقت عنقه بيدها الصغيرة تجذبه نحوها متمنية ان لا تنقطع لحظتهم الفريدة تلك .. وسكتت شهرزاد عن الكلام المباح وأخيرًا نال عمار جائزته بعد عناء طويل في محاربته لنفسه ولعشقه.

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 4 من 14 < 1 6 7 8 9 10 11 12 14 > الأخيرة





الكلمات الدلالية
رواية ، قلوب ، مقيدة ، بالعشق ، ترنيمة ، غرام ،











الساعة الآن 08:19 AM