رواية قلوب مقيدة بالعشق للكاتبة زينب محمد الفصل التاسع والعشرون
جلست على مائدة الافطار بصمت بعدما ابتسم لها الجميع، وكأنها الملكه اليزبيث منذ ان علمو بأمر زواجها من عمرو وهم يعاملونها كالملكه، بحثت عن قطع الجبن الكريمي ف هى تشتهيها بنهم في هذة الفترة، بللت شفتها السفلى وهى تشير عليها: يارا هاتى الجبنه ديه.. أمسك مالك الصحن ووضعه أمامها قائلًا: خدي..
عبست بوجهها قائلة بتذمر طفولي: خلاص مش عاوزه.. كتم الجميع ضحكهم بصعوبه على منظر مالك لها، رفع أحد حاجبيه معترضًا: لا هتاكليها.. وضع الصحن أمامها مرة أخرى، وهو يقول بمزاح: متخليش حاجه في نفسك يا ماما، عاوز ابني يكون مقلبظ. رفعت وجهها بكبرياء: لو سمحت متكلمنيش.. جذب كرسيها نحوه وألصقه به ليقول لهم: طيب معلش بقى هأكل مراتي يا جماعه..
مازالت تشعر بالحرج منهم بالرغم ان الجميع اصبحوا علي علم بمعرفتهم بزواجها من مالك ولكن رغم ذلك تخجل كثيرا ولكنها تجاهلت ذلك الشعور و همست بضيق: بس يا مالك.. تبسمت ماجي بحب ماذا تريد اكثر من ذلك ابنة اختها الغاليه تحمل قطعه في احشائها من ولدها، حقًا الصبر مفتاح الفرج، تنهدت براحة تامة ثم قالت: سيبها يا مالك تاكل براحتها. غمز لها مالك وهو يقول: مانا سايبها هى اللي بتدلع..
وضعت قدمها الصغير تضغط بقوة فوق قدمه بغيظ، اما هو فكتم ضحكه بصعوبة..أبعدت قدمها ووجدت من الافضل ان تتناول طعامها في صمت..وجه مالك حديثه ليارا بجدية: يارا لو سمحتى بلغي ليله تنزل علشان تروح معايا مشوار!.. عبست ماجي بوجهها: مشوار ايه؟!.
_ مشوار كان لازم يحصل من يومين بس انا سبت الامور تهدا، وهى كمان تهدا علشان تعرف غلطها كويس.. هتفت يارا برجاء: اه ياريت يا مالك، دي مبتاكلش وعلى طول بتعيط، لو سمحتى يا ماما خفوا عليها شوية.. تجاهلت ماجي رجائها واكملت تناول فطارها في صمت حزين. _ عمرو انت كمان هتروح معانا، جهز نفسك.
في الاونه الاخيرة شعرت بكثير من التغيرات في شخصيتها لم تعرف سببها رجحت في الاغلب هرمونات الحمل العجيبه...لم تكن فضوليه هكذا، ودت ان تسأله عن ذلك "المشوار " التفت بوجهها له فقابلت عيونه ذات العسل الصافي غامزًا لها: في حاجه !.. أرسلت له ابتسامه صفراء وهتفت من بين أسنانها: لأ.. نهض من مكانه قائلًا: طيب يالا يا عمرو، وانتي يا يارا بلغي ليله تحصلنا على العربيه.. وقبل ان يغادر انحنى بجذعه العلوى يطبع قبله على رأسها هامسًا بحب: كُلي كويس واشربي اللبن.. رفعت وجهها ترمقه بضيق طفولي: واغسل ايدي ولا لأ.
همس وهو يغادر: غلسه. تجاهلت توبيخه الذي اخترق أذنها رغم خفوته، والتفت تُكمل طعامها وجدت عمرو ينظر لها وابتسامته واسعه: اشربي اللبن.. نفخت وجنتها فهذا العمرو يربكها بنظراته وضحكاته.. امسكت الكوب وارتشف منه وهى تشير له: بشربه..
انفجر عمرو ضاحكًا فنظرت له ماجي بغيظ: ليك نفس تضحك يا بارد وانت في مصيبتك دي. هز كتفيه بلامبالاه: يعني أعمل ايه اكتر من اللي عملته، المواجهه دي كانت لازم تحصل يا ماما واهى حصلت. زمجرت ماجي من بين أسنانها لتقول: ومريم يا بارد، مش خايف عليها أبوها يضربها، شريف مبيتفاهمش.. هتفت يارا بنبرة ساخرة يملؤها الحقد: هما الرجاله كده مبيفرقش معاهم البنات المهم مصلحتهم وبس . رمقها من الاعلى قائلّا: يارا بقولك شيلي بوزك من موضوعي علشان يسلك..
صرخت بوجهه قائلة: بوزي، والله انك قليل الادب. وقفت ماجي تنهره: امشي يا طويل يا أهبل، امشي.. أشار بيده قائلًا بحنق: عيب كده والله، انا ماشي من وشك يا يارا يا نحس.. تفادى وساده ألقتها يارا نحوه بقوة..: مجتش فيا..مجتش فيا.. أمسكتها ماجي قائلة بهدوء: خلاص يا يارا، اهدى انتي حتى عروسه وفرحك فاضل عليه اربع ايام اهدى..
هتفت بعصبيه بالغه: يوووة منا عارفه ان زفت عروسه انا ليه حاسه انك بتزليني يا ماما.. اشارت ماجي على نفسها مستنكرة: أنا!، وانا هزلك ليه، ده جواز مش لعب عيال، لو اتجوزتي انتي وسراج وجيتيلي تعيطي علشان تطلقي بعينك، لان انا معنديش طلاق فاهمه.. صمتت لبرهه ووجهت حديثها لندى الجالسه تتابع حديثهم باهتمام: الكلام ليكي انتي كمان يا ندى .. انتهت من حديثها وصعدت نحو غرفتها..جلست يارا بغضب تهز ساقيها بعصبيه: يوووه والله كرهت نفسي.. _ تكرهي نفسك ليه..ده قرارك والمفروض تكوني فرحانه فعلًا بجوازك، بصحيح ليه مختارتيش فستان فرحك.. هتفت يارا بسخرية: فارس بعتهولي امبارح بليل..
قالت ندى بتعجب: فارس!. هزت يارا رأسها بحزن: آه هو بعتهولي ومتسغربيش أوي كده، هو بيعتلي رساله ان انا مبقتش فارقه معاه. حاولت ندى استيعاب مواقف فارس، لم تستطيع،فقالت بخفوت وهى تقترب من يارا: طيب اجرجر مالك في الكلام واعرف منه السر.. حركت يارا رأسها برفض قائلة: لو صاحب الشأن نفسه مش عاوز يقول يبقى براحته.. هزت ندى كتفيها قائلة: خلاص براحتك. تابعت ندى اكمال طعامها، ساد الصمت بينهم..حمحمت يارا في حرج لتقول: هو انتي هتعرفي تجرجري مالك في الكلام. اتسعت ابتسامه ندى قائلة: عيب عليكي.
تململت بفراشها بحثًا عنه، لم تجده، فتحت عيناها بصعوبة حولت بصرها في ارجاء الغرفه...انتبهت على طرق الباب وصوت الصغيرة من خلفه، جذبت ردائها في عجاله وارتدته قائلة: حاضر يا ايلين.. فتحت الباب فظهرت الصغيرة بوجهها العابس: ده كله نوم يا مامي!.. جثت على ركبتيها أمامها قائلة بأسف: حقك عليا..امال فين عمار.
_ نزل الشغل وقالي متصحيش مامي خديجة علشان تعبانه، وعملي سندوتش بس انا جعانه تاني.. طبعت قبله على وجنتها وهتفت: عيوني روحي اتفرجي على التلفزيون وانا هجبلك الفطار والعصير حالًا. تحركت الصغيرة نحو التلفاز، اما خديجة فجذبت هاتفها وأجرت اتصالًا به: عمار. _ عيونه. احمرت وجنتها خجلًا عندما تذكرت ليله أمس وهى يغدقها بكلماته الدافئة العاشقه..ولمساته الحنونه لها ف تجعلها تنصهر بين يديه كالحديد...ابتسمت بدلال أنثوي لا يليق الا بها و قالت بنبرة رقيقه: انت خرجت الصبح لية؟!. تخيلت ابتسامته وهى تحتل ثغرة فتظهر ملامحه الجميلة وتظل هى كالبلهاء تتأمل ملامحه بحب .. _ علشان عندي شغل مهم، لما اجاي هحكيلك ليه.. _ ماشي متتأخرش.. _مقدرش اتاخر على روحي..بحبك.
لجم لسانها من فرط خجلها..وتوترت نبرتها وهى تودعه وتغلق الهاتف..وضعت يدها على قلبها هامسة: بقالي يومين هموت من السعادة..اتعودي بقى يا خديجة.. انتبهت على حديث الصغيرة وهى تتذمر بالخارج، وضعت الهاتف جانبًا وبدأت في اعداد الطعام لها بهمه ونشاط، صدح رنين هاتفها،طالعت المتصل فانقبض قلبها عندما وجدتها والدتها، أجابت بنبرة ثابته: أيوا يا ماما..
رفعت حاجبيها متعجبه عندما وجدت والدتها تتحدث وكانها أله وتقول: فكرتي ف كلام ابوكي يا خديجة، سبناكي يومين تهدى. زمت خديجة شفتاها بضيق وقالت ب لهجه حاسمه: ماما انا الموضوع ده مبفكرش فيه من الاساس، لا انا مش هتخلي عن عمار تاني، قولي لبابا انا كويسه انا وجوزي بيحبني ميخافش عليا. اغلقت والدتها الاتصال فجأه في وجهها، تعجبت خديجة اكثر، حاولت الاتصال بها فكان جوالها مغلق، همست لنفسها بتفكير: يمكن فصل شبكه!..
صفعه قوية هبطت على وجنتها، أوقعتها أرضًا لشدتها وبسبب جسدها الهزيل الذي لم يعد يحتمل أي شئ، جاءت ليلى بأن تتحرك وتفادي والدتها بجسدها الصغيرة ولكن سبقها و نهرها بحدة: ارجعي يابت اقفي جنب الحيطه.. رجعت الصغيرة بخطوات مرتعشه للخلف وهى تنظر لوالدتها بقهر، عرفت القهر بعمرها وأدركت مرارة مذاقة.. تابعت بعيونها الباكية حديث والدها اللاذع: فاكرة انها كده بتعصيني الكلبة تبقى بتحلم، هجبها غصب عنها ورجليها فوق رقبتهة مهما عملت وهى كمان اللي هتطلب منه الطلاق .
حاولت منى الاعتدال بجسدها قائلة برجاء: بالله عليك يا على سيبها مع جوزها.. انحنى بجذعه يمسك كتفها بقوة: تبقى بتحلمي والله ما اسيبها في حالها، بتلوى دراعي بجوازها منه،أبدًا انا هعرف ازاي اكسرها وأكسره..وانتو خليكوا مرمين هنا لغايه ما الهانم تشرفكوا.. حاولت منى التفكير للخروج من ذلك المأذق واخبار خديجة بحديثه فقالت وهى تحاول مهاوداته: طيب طيب، انت شوف اللي تعمله، بس العيال ملهمش دعوة عاوزة انزل اجيب شويه طلبات..
قاطعها عديم الرحمه والانسانيه وهو يتجه نحو الباب يفتحه: عندك جبنه وعيش كلوهم واحمدوا ربنا ان انا سايبهم.. اغلقت عيناها بيأس من قسوته واستمعت لصوت غلقه للباب بمفاتيحة جيدًا، اقترب منها الصغر يحتضونها بجسدهم الضعيف والصغير، انفجرت بالبكاء وهى تضمهم لصدرها بحنان قائلة: حسبي الله ونعم الوكيل.. هتفت ليلي بحزن: ماما تيجي نصوت والجيران يسمعونا ويفتحو الباب ونروح لخديجة نستخبي عندها..
مطت شفتاها بسخريه جانبًا وهى تقول: الجيران!، هما فين دول، دول شالو من قلوبهم الرحمه وبيسمعوني كل يوم بصوت وبستنجد بيهم وهما ولا هنا. ربت الصغير بيدة على رأسها قائلًا في حنو: لما اكبر هقبض عليهم وعلى بابا كمان علشان بيضربك. نظرت للاعلى تناجى ربها بدموعها ووجهها الحزين: ليا رب كريم...
شردت بعقلها بعيد ثم نظرت للنافذه بوجهها الشاحب وتابعت الطريق بصمت ومقلتيها تتلألأ بهم الدموع مجددًا، يومان ولم تخرج من غرفتها ولا تتحدث مع أحد سوى يارا وندى..ندى جميلة وحنونه تشبه حنان والدتها التى افتقدته لاول مرة، لم تتوقع عواقب فعلتها، حاولت التحدث مع مالك ولكن تجاهله لها في كل مرة يحطم قلبها المسكين...تبدلت ملامحها كليًا وأيضًا عيناها اصبحت هزيله منكسرة.. انتبهت الى حديث مالك عندما أوقف السيارة امام النادى...
_ يالا انزلوا.. توترت وهى تهبط من السيارة تنظر حولها..وقف مالك أمامها قائلًا: ادخلي يالا.. هتفت بنبرة مهزوزة: جايبني هنا ليه!.. رمقها مالك بنظراته الغامضة: هتعرفي بعدين، يالا.. تحرك عمرو خلفهم يحاول فهم أخيه، توقف عندما وجد أخاه يقول له: تعال يا عمرو معايا..وانتي اقفي هنا يا ليلة واتفرجي.
هزت ليله رأسها بتوتر ووقفت جانبًا تتابع أخاها وهو يتجه صوب زملائها، همست بتعجب: زياد.. وقف مالك أمام زياد وأشار عليه باستحقار: انت زياد ياله.. تراجع زياد للخلف خطوتين بعدما علم بهوايتهم فقال بنبرة حاول ان تكون ثابته: آه انا . جذبه مالك من تلابيبه قائلًا بنبرة غاضبة: طيب يا روح امك لما تكون عاوز تبعت حاجه يا غبي متبعتهاش من رقمك علشان هجيبك من قفاك حتى لو كنت نايم في حضن الوالدة..
ابتعد طارق زميلة للخلف بخطوات خائفه وخاصة عندما رأى ملامح وجه مالك. _ أنا معملتش حاجة.. قيض مالك بيدة على جيب سروالة قائلًا بلهجه قاسية: مش ده تليفونك اللي في جيبك أطلعه دلوقتي، واشوف الي عليه وماله نطلع.. مد مالك يدة بقوه وجذبة وهو يشير له بغضب: مش ده تليفونك الوسخ اللي صور الصور العبيطه دي.. طب أهو.. وألقاه تحت قدمه وضغط علية بقوة فتهشم تحته تحت نظرات زياد المرتجفه، حاول الجميع فهم الحديث الغامض بينهم..فقرب مالك زياد منها وهو يجذبه من ياقه قميصة هامسًا بنبرة مرعبه بأذنه: ليله الفيومي خط أحمر، لو فكرت تتعداه تاني هجيبك قالع ملط عندي في السجن علشان تتربي صح.
أبعده عنه وهو يضربة ضربات حادة على وجنته: فاهم ولا مش فاااهم. هز زياد رأسه مرتعشًا بخوف: فاهم. نفضه مالك بعيدًا عنه بقوة، ف سقط زياد أرضًا يتابع ذهاب مالك..حمد ربه في سره ان مر حديثهم دون ان يتهور ويضربه مالك، تنهد بخفه وهو يتمتم: الحمد ... قطعه عمرو وهو يجذبه ليوقفه أمامه: معلش، مالك أخويا زعلك.. رمقه زياد متعجبًا وبوءبوء عيناه يتحرك في مقلتيه بسرعه..اغتصب عمرو ابتسامه سمجه على ثغرة قائلًا: يبقا مزعلكش، أزعلك أنا بقى..
لكمه عمرو بوجهه بقوة فتراجع زياد للخلف يبحث عن اصدقائة فوجدهم جميعهم ابتعدوا ومنهم من هرب. رمقه عمرو بسخرية وهو يضرب كف بكف: عيال سيس بصحيح. ذهب خلف مالك واتجه صوب ليلة فاستمع لحديث أخية: _ هو ده الي كان بيهددك وهو ده اللي كان بيصورك، كان عاوز منك ايه!. _ كان بيحاول يقرب مني، بس انا كنت بصدة .
هز مالك رأسه بتفهم: اهو يتربي علشان يبقى يحاول يأذيكي تاني، وتاني مرة لو حصل وحد ضايقك تيجي تقوليلي انا او أخوكي واحنا هنكون في ضهرك. اؤمات برأسها وهى تخفي عيونها المحرجة منهم..كتمت شهقتها عندما استمعت لصوت مازن من خلفها.. _ السلام عليكم. التفت برأسها تطالعه بصدمه..ف أبعدها مالك عن طريقة قائلًا بلهجه ساخرة: طيب والله كويس طلعت راجل وجيت أهو.. تهجم وجه مازن ليقول بنبرة تحمل بين طياتها العنفوان: أنا على فكرة راجل، وبحب ليل...
قاطعه مالك ب لكمه في وجهه، ف ترنح مازن للخلف وكاد ان يفقد اتزانه فاستند على حائط بجانبة.. _ أول حاجة متقولش على أختى قدامي انك بتحبها، لانك يا محترم لو بتحبها مكنتش هتخليها تغلط وتكلمك من ورانا لان اللي بيحب بيحافظ وبيخاف على سمعت البنت.. أشار لليله وهو يقول: انا مش قولتلك قبل كده كتير اجاي واخطبك، وانتي بتقولي لأ عاوزة تكملي دراستك، انا راجل وبخاف عليها وكنت عاوز اتجوزها.. أشار له مالك قائلًا: كلمني أنا، متوجهش كلامك ليها، وبعدين هى صح، خطوبه وجواز ايه هى في ثانوي ودراستها أهم.. هتف عمرو بثبات وتحدِ: خلاص استناها..
حاوطها عمرو بيدة قائلًا بتحدِ مماثل: استنى براحتك، لغايه ما تخلص دراستها وتكتفي منها وقتها تبقى تتفضل في بيتها وتخطبها قدام أهلها غير كده معندناش..وبعدين احمد ربنا ان الموضوع عدى كده، وعملنا حساب للست الوالدة و المعرفة اللي بينا..المعرفة اللي انت خونتها. نكس مازن رأسه في خزى، أرسل مالك ابتسامه رضا لاخية وحديثه الموجوع الذي أصاب الهدف بصميمه، فقال مؤكدًا على حديث أخيه الاصغر: زي ما عمرو قالك المرادى عدت علشان المعرفة اللي بينا، المرة الجايه مضمنش رد فعلي.
التفت لعمرو قائلًا: خد ليله وروح انت على العربية. اؤمى عمرو له وامتثل لامر أخية، اما مالك ف اقترب عمرو يقول بنبرة هادئة: قريت كل رسايلك ووقتها كنت بتمنى اقتلك، بس لما هديت عرفت انك بتحبها..لو انت راجل زي ما بتقول اوعدني انك متكلمهاش وتشيلها من دماغك، لغايه ما تخلص دراستك وهى تخلص دراستها وتتفضل تخطبها في النور قدمنا.. هتف مازن ب لهفه ونبرة صادقة: اوعدك..طبعًا بدام في النهاية ليله هتكون ليا..
رمقة مالك بغضب، ف صحح مازن حديثة: اقصد ياعني خطيبتي. ربتت مالك على كتفيه قائلًا بنبرة راضيه هادئة: كويس، كويس أوي، يبقى اختفي بقى من وشي، ومشوفش وشك خالص، وان جت عينك في عيونها للحظه اعتبر الاتفاق ما بينا لاغي، وليله هتكونلك أبعد من القمر..سلام.
هتفت ماجي وهى تجذب حقيبتها: متأكدة يا ندى انك مش عاوزة تيجي معايا. هزت ندى رأسها وترقد في زوايه الاريكه: آه جسمي واجعني مش هاقدر انزل والف معاكوا. طبعت ماجي قبلة بأعلى رأسها: ماشي يا حبيبتي خلي بالك من نفسك..ومن حفيدي. تقدمت ماجي صوب الباب قائلة: يالا يا يارا..فارس مستنينا. هتفت يارا بحنق: هتسبيني اتجلط لوحدي. ضحكت ندى بخفة: الله يكون في عونك..
تقدمت يارا خلف ماجي وهى ترسم على وجهها الجمود والقوة حتى لا تظهر امامه ضعفها وحزنها.. استقلت بالخلف وتجاهلت الحديث معه او حتى النظر له، بالرغم من صراعها بأن تنظر له وتبحث في عيونه عن حبيبها غير الذي يتعامل ببرود ومن منطلق الاخوة، أخوة!، لم تبتلع هى هذا المنطق الذي اتبعه فارس في الاونه الاخيرة..انشغلت بتفكيرها ولم تستمع لحديثه وهو يقول: يالا يا عروسة انزلي، سراج مستني بقاله كتير.. رمقته باستحقار وهبطت خلف والدتها تدخل لمحل الساغة تختار شبكتها..وقفت امام المجهورات بعيون حزينه بائسه ترى جميعهم متشابهين ليس لهم بريق، لمحته بطرف عيناه يقف يتحدث مع سراج بلهجه عادية واحيانًا يضحك فقررت مضايقتة: ما تقولي رأيك يا فارس اختار ايه في شبكتي..
تقدم بجانبها وهو يقول بابتسامه باردة: طبعًا استني انقيلك. اتسعت عيناها بغيظ منه، رأته يختار لها طقم وقال: ايه رايك في دة.. نظرت له بعيون حزينه قائلة لسراج: هاخد ده يا سراج. تفحصه سراج بدقة وصاح بعدها: تصدق يا ابو الفوارس حلو، هناخده.. همست بصدمه يتخللها استنكار: ابو الفوارس!. جذبه فارس واعطاه للبائع: هناخد ده وانا اللي هحاسب. هتف سراج معترضًا: لا أبدًا دي شبكه عروستي...
_ ودي شبكه أختى ودى هديتي ليها علشان تفضل ذكرى حلوة معاها. رفعت ماجي احد حاجبيها لهذا الحوار الذي لم يدخل عقلها أبدًا..اما والدة سراج تدخلت تهمس لسراج: خليه يا عبيط يحاسب دي زي اخته بردوا، والطقم شكله غالي.. _ ميغلاش عليها يا ماما.. لكزته والدته بيدة: ياخويا اتنيل.. رسمت ابتسامه على وجهها قائلة بصوت مرتفع: وماله يا سراج، استاذ فارس زي أخوها.. هديه مقبوله يا حبيبي. حول فارس نظره اليها وهتف: نفسك في حاجة تاني يا يارا.. تراجعت وجلست بجانب والدتها بيأس وخيبه أمل: لأ اكتفيت.
جلست تتابع التلفاز باهتمام وتأكل قطع البطيخ الصغيرة بتلذذ، في الاونه الاخيرة أصبحت تشتهي كل شئ.. قطع انتباها قرع جرس الباب..نهضت بخطوات بطيئة تفتح الباب،وجدت رجل في العقد الخامس وسيدة عجوز تستند على يدة.. هتفت السيدة وهى تتفصحها من رأسها الى اخمص قدمها: انتي مين..ماجي فين. أشارت ندى على نفسها مبتسمه: انا ندى بنت اختها، خالتو مش هنا...حضرتك مين.. نظر أحمد لوالدته بغضب قائلًا بنبرة حادة: بنت نسمة ومحمود.
هتف عمرو باهتمام: ها هنروح لشريف يا مالك.. هز مالك رأسه قائلًا: آه وعالله تفتح بوقك يا عمرو وتتكلم، سيبني انا اتكلم واخلص الموضوع.. اشار عمرو على فمه بالصمت: مش هفتح بوقي خالص..احنا هنطب عليه صح. كتمت ليله ابتسامتها... ف لكزه مالك بغيظ: انا ياله هنزلك والله، لم لسانك المتبري منك ده ماشي. غمغم عمرو ببعض الكلمات: والله مستحمل معاملتهم القذرة دي علشانك يا مريومتي..
رواية قلوب مقيدة بالعشق للكاتبة زينب محمد الفصل الثلاثون
مسحت دموعها بقوه وهي تقول بقهر وغيظ لفعلة هذا الاحمق: ربنا يسامحك يا عمرو على اللي عملته.. ربتت ليله على يدها بحنو قائلة: معلش هو لو مبيحبكيش مكنش عمل كدة. نظرت لها مريم بغيظ قائلة: بيحبني ايه!، في واحد عاقل يجي لأب واحدة يصحية بليل من عز نومه ويقوله انا بحب بنتك وعمري ما اعتبرتها اختي، ده كلام يا مريم..ده أخد ضرب من بابا مخدوش في حياته، طيب يعمل حسابي يخاف عليا.. كتمت ليله ضحكاتها لتقول: هو عارف ان عمو شريف بيحبك أوي وعمره ما يأذيكي.
ضمت مريم شفتاها بضيق لتقول بنبرة حزينه: بس الكلام بيأذي وبيوجع ألف مرة يا ليله من الضرب... اغلقت ليله عيناها في ألم وهى تتذكر حديث مالك لها فقالت بنبرة هامسة تحمل بين طياتها الحزن: صح الكلام بيوجع ألف مرة . لم تنتبه مريم لحديثها وظلت تندب في ما عمله المجنون عمرو فقالت بغيظ من بين أسنانها: يبقى يقابلني لو بابا وافق على جوازنا..هو أصلًا جاي ليه.. أجابتها ليله بهدوء: مالك جايبه يعتذر لبابكي ويحاول يحل الموضوع.. هزت رأسها بيأس هاتفة: بابا عمره ما يوافق أبدًا على جوازنا...
_ عمي احنااااا... نهره شريف بحدة وهو ينظر لعمرو نظراات قاتلة: انتوا ايه يا مالك، بقى دة عمرو اللي وثقت فية واستأمنته على بنتي، وقال ايه انا في شغلي ومطمن ان عمرو بيعاملها زي أخته..يقوم يقرطسني ويحب فيها من ورايا..انا عمري ما كنت مغفل بالشكل ده.. تملك الغيظ منه فقال بنبرة شبه ساخرة: والله معرفش انا عملت ايه في بنتك لقيتها ناقصه ايد ولا رجل ماهى زي ما هيااا. نظر شريف لمالك قائلًا بلهجه غاضبه: خليه ميتكلمش علشان مقمش وأكمل عليه.
أشار له مالك بأن يغادر قائلًا من بين أسنانه: قوم انزل استني في العربيه. نهض وغادر على مضض، اما مالك نهض وجلس بجانب شريف قائلًا بنبرة هادئة رزينة: انت لو فاكر انك عاوز تبعد مريم عننا او انت تبعد عننا احنا مش هنسمحلك أبدًا على فكرة، احنا طول عمرنا بنعتبرك اخو ابويا مش صديقة، انت جزء من عيلتنا.. هدأ شريف نوعًا ما فقال: وانا هبعد لية؟!، ربنا يعلم معزتكو عندي قد ايه، مفيش أهل ليا وانتو أهلي. عاتبه مالك بطريقة لطيفة: كويس أوي، امال مبتردش على أمي ليه!؟.
هتف شريف بنبرة صادقة معاتبة: زعلان منها علشان مفكرتش تصارحني. حاول مالك تصحيح موقف والدته: أبدًا ماما متعرفش انه هيعمل كدة، هى بس كانت بتحسبهم اخوات بس عمرو فجأها انه بيحب مريم، هو كمان كان بيعتبرها أخت بس شويه بشوية حبها مفيش سلطان على القلب.. حرك شريف رأسه بنفي ليقول بنبرة قوية: لا يا مالك الباشا قالي انه عمرها ما اعتبرها أخت، وكلكو كنتو عارفين. اغلق مالك عيناه غضبًا من أخية وتهوره الغبي، فحاول ان يتخطى هذة النقطه ليقول: عندك حق في كل حاجة، محدش بيلوم عليك من الاساس بس احنا مش عاوزينك تبعد عننا..
جذب شريف سجائرة وأشعل سيجارة قائلًا: وابعد عنكوا ليه!. شعر مالك بالراحة عندما وجوده هادئًا ف تشجع وقال: مانت رافض جوازهم.. اؤمى شريف ليقول بنبرة قاسية لا تتحمل الجدال بها: أيوه فعلًا و لو أخر واحد هيتجوزهاا. حاول مالك اقناعه بشتى الطرق فقال بنبرة ماكرة: عم شريف بلاش عليا انا الكلام ده، انا عارف كويس انك مش عاوز تجوز مريم لأي حد علشان بتحبها أوي، بس هى بنت ومش هتخلل جنبك، ومسيرها هتتجوز وعمرو يبقى أنسب واحد!..
ابتسم شريف مستنكرًا: يا سلام أنسب واحد من ناحية ايه!، ده لسه بيعمل ماجستير يعني ولا شغال ولا نيلة، ولا حتى عندة شقة . _ خلينا نسيب حكايه الشغل والشقة على جنب، لان انت عارف كويس عمرو دكتور وكمان هيسافر بعثه في كنداا، والشقة رصيدة في البنك ميراث أبويا يجبلة شقتين مش شقة واحدة ..
صمت لبرهه يستكشف ملامحه فوجدها هادئة، تشجع وأستكمل حديثه: هقولك ليه بقى أنسب واحد، لان مريم لو اتجوزت أي واحد طبيعي هيشغلها ويبعدها عنك، لكن عمرو لأ لأنه عارف كويس مريم بالنسبالك ايه، ولو حابب يتجوزو ويقعدوا معاك هنا تمام... قطعه صوت عمرو الواقف بزواية في جانب باب الشقة: انت بتقرر عني لية، انا هخدها معايا كندا.. تفاجئ مالك والتفت بجسدة يرمقة بغضب: انت ممشتش.
التفت شريف له وأشار حتى يأتي، تعجب مالك وعمرو معًا..جلس عمرو مجددًا أمامه ولا يخلو وجهه من علامات التعجب والاستنكار وخاصه عندما استمع حديث شريف: كلامك صح انا مش هلاقي أنسب حد من عمرو لمريم، ابن ناس ومحترم بيحبها.. ضغط على أسنانه في كلمته الاخيرة، استكمل حديثة: انا موافق على خطوبتهم، يتخطبوا عمرو يسافر ياخد البعثه ينزل يتجوزهااا. هتف عمرو معترضًا: ايه!، هو انا مسافر شهر ولا اتنين، انا مسافر على أقل سنتين وممكن تتمدد لتلات سنين.. ابتسم شريف بسماجة قائلًا: هو كدة عجبك أهلًا وسهلًا مش عاجبك الباب يفوت مية جمل وبنتي في حضني . _ طيب انا ممكن اقعد معاك هنا، مش هتجوزها في شقه تانيه..
هز شريف رأسه برفض قاطع: أبدًا، عجبك كده تمام معجبكش قولتلك الباب يفوت قطعه عمرو بغيظ: ميه جمل فهمت وعرفت..موافق بس اكتب كتابي . _ لأ. سعل مالك بخفه وحاول أن يعطي اشارة لعمرو حتى يصمت، فقال هو بهدوء: المفروض يكتب كتابه لان لو مسك ايدها وصلها...تبقى حلاله. رفع شريف أحد حاجبية وقال بنبرة تحمل الحدة والصرامة: ومين قالك أصلًا ان انا هسمحله يوصلها او يقعد معاها او حتى يمسك ايدها... لو خطبها هتقعد هى هنا وانا في النص وهو الناحية التانية.
_ اتفرج.. أشار عمرو لمالك باستهجان، فنظر له مالك نظرة أخرسته، ثم حول بصره لشريف: اللي انت شايفه في مصلحتهم المهم يتخطبواا..ابقى رد على ماما بقى،علشان زعلانه انك زعلان منها.. نهض شريف يودعه قائلًا: لا والله ماجي طول عمرها أختي.. تنهد بقوة ليقول معترفًا: مكنتش عاوز أرد علشان عارف انها هتقنعني زيك كده، بس بعتتك في الاخر.. احتضنه مالك وربتت على ظهره: عم شريف احنا ميهونش علينا زعلك أصلًا ومعلش عمرو خانه التعبير مش أكتر، المهم رد علينا بقى علشان فرح يارا في نهايه الاسبوع وعاوزينك معانا .
_ طبعًا، سلميلي على ولدتك وانا هاكلمها.. _ الله يسلمك، ناديلي ليلة لو سمحت. اتجه شريف صوب غرفه ابنته، اما مالك فغادر الشقة وجد عمرو يقف بجانب السيارة يضرب قدمه أرضًا بغيظ،وما ان رأه مالك حتى انفجر: ده اللي ربنا قدرك عليه، اللي انت شايفه، ده هيعذبني يا مالك انا عارفه وربنا .
لكزه مالك في كتفه ليقول بغيظ مماثل: ما انا كنت قاعد متنيل وبقعنه طبيت انت زي القضى المستعجل،وبعدين احنا فين وكنا فين يا غبي، كويس أوي اننا اقنعناه بالخطوبه..امك بقى عليها الباقي تقنعه بكتب الكتاب . هتف عمرو بحنق: ماشي، لما نروح نقولها..
جلست أمامهم تفرك يدها من فرط توترها، تستقبل نظراتهم لها، استطاعت تفسير نظرات جدتها لها خليط من المشاعر الحنونه والقاسية والدافئة والمشتاقة، اشفقت عليها بعدما شعرت بقوة حرب المشاعر بداخلهاا..اما خالها ف تحاشت النظر له بسبب نظرات الكره والحقد لها وكأنه يكرها لمجرد انها أبنه أبيها، تساءلت في نفسها ما هذا الحب الافلاطوني حتى يجعل من رجل مثله يحمل هذا الكم من المشاعر القاسة الجافه..حتى وان كانت تلك المشاعر التى يحملها هى لابنه أخته..دبت جدتها عصاها أرضًا ف جعلتها تنتفض، ابتسم أحمد باستنكار ووجه حديثه لوالدته: شايفه ماجي بتعمل ايه من ورانا .
أشار على ندى ورمقها بكره..قالت والدته بخفوت: مش وقته يا أحمد. نهض أحمد يجذب والدته قائلًا: مش وقته ليه، يالا انا مش مستحمل اقعد هنا لحظة.. تجمعت الدموع في مقلتيها بسرعة وتسارعت انفاسها..رق قلب جدتها على مظهرها الطفولي وهى تنظر لاحمد بحزن..انتبه على صوت فتح الباب..دلفت ماجي وقعت عيناها على والدتها وأخيها كتمت شهقتها بصعوبة وهمست بصدمة: ماما.. أحمد.
نهضت ندى تركض للاعلى بعدما شعرت بألام حادة في بطنها وصدرها وضعت يدها على فمها تحاول منع حلقها من ان يتفرغ ما بداخل بطنها بصعوبة.. راقبتها ماجي بعيون خائفه وهى تركض للاعلى، ف اقتربت من أحمد توجه حديثها له بغضب: انت زعلتها، قولتلها ايه.. التوى فمه ساخرًا فقال لوالدته: شايفه بنتك فرحانه أوي بمجيتنا وبتستقبلنا أحسن استقبال.. حدثته والدته وحاولت تهدئته: اهدى يا أحمد لغايه ما نفهم منهااا.
اقتربت ماجي منها تحتضنها بقوة قائلة بنبرة مشتاقة: وحشتيني يا ماما، وحشتيني أوي. بدلتها والدتها العناق بحرارة قائلة: وانتي كمان يابنتي، الف مبروك ليارا، كلمتنا وعزمتنا... صمتت لبرهه وأسطردت حديثها بعتاب: مع انها مجتش منك. ابتعدت ماجي عنها قائلة بحرج: والله كنت هعمل كده، بس انشغلت شوية معلش اعذروني.. ربتت والدتها على يديها قائلة: ولا يهمك أحمد لما يارا كلمته أصر ينزل علشان يكون جنبها انتي عارفه غلاوة ولادك عنده قد ايه . ابتسمت ماجي له وعانقته: فرحتني أوي انك جيت.. بادلها عناقها بفتور قائلًا: متشكر...
راقبت حديثهم من الاعلى بعيون باكية وقلب مقهور، دلفت لغرفتها وتتردد بأذنها حديث جدتها وهى تخبرها عن حب خالها لاولادها، هذا يعني انها المنبوذة، القت بجسدها فوق الفراش تبكي بقهر على حالهاا، ماذا أخطأئت حتى يكرها خالها وجدتها..قطع أميال ومسافات حتى يلبي طلب ابنه اخته اما هى بمجرد ان وقعت عيناه عليها شعرت بأنه يريد ان يقتلها..خرج صوت بكائها تدريجيًا فحاولت خفضه بكتمها لوجهها في الوسادة، أطلقت لنفسها العنان وظلت تبكي حتى زهقت روحهاا، رفعت وجهها تبحث عنه وحده هو من تريده الان تريد عناقه حديثه الحنون لها، مشاعره الدافئة التى تذيب ذلك الجفاء الذي يسيطر على قلبها وحده من يستطيع تطيب جرحها القاسي الذي استوطن قلبها..
رفعت أناملها تجذب الهاتف تجرى اتصالًا به ولكنها عادت وبكت عندما سيطر عليها تفكير بأنه سيتجاهلها مثل خالتها التى لم تصعد حتى الان وتتطمئن عليها، من الواضح ان علاقتهم قوية وهى الخاسرة، او ستتقابل منه الخذلان مثلما خذلاها في السابق، وجدت من الافضل ان تبتعد وتتركهم في حالهم،وتلملم هى شتات نفسها وحدها.. نهضت ببطئ نحو خزانتها تلملم ثيابها وعيناها لم تهدأ من ذرف الدموع..
وقف يطالعه بصدمه لم يصدق أبدًا ان هذا فارس الذي اوسعه ضربًا من قبل لاجلها، احتلت ابتسامة ماكرة على ثغره ف أستكمل حديثة: بس زي ما قولتلك حسيت ان انا هقف في طريقها وهى بتحبك ومتمسكه بيك، يبقى لازم انسحب، اسيبها تكمل حياتها بهدوء . فتح سراج فمه لم يستوعب عقله تغيره المفاجئ ولا علامات الحزن التى ترتسم على وجهه ببراعه، ف قال غير مصدقًا: انا الصراحة مش مصدق، انت تقريبًا كنت هتقتلني علشانها فجأه كده..
أشار له فارس بأن يصمت وتحرك يمينًا ويسارًا يشرح وجهه نظرة: ليك حق، بس انا تعبت من كتر ما بحاول معاها وهى بترفضني، كنت فاكر الاول انها بتحبني، بس لما سافرت يومين أمريكا ريحت دماغي من التفكير فيها واقتنعت انها خلاص بتحبك.. تهلهلت أسارير سراج فقال بنبرة فرحة: يعني خلاص انت هتسيبك منها، وانا هتجوز يارا..
هز فارس رأسه بإيجاب وحاول اخفاء علامات الشر بعيناه قائلًا: انا مبسوط علشان اختارت واحد زيك انا زمان جرحتها ومتسألش فيها ومن حقها تعيش وتدواي جرحها..انا فرحان جدًا وهكون معاك خطوة بخطوة لا أقولك سيب كل حاجة عليا ومالكش دعوة انا عارف تربيبات الفرح صعبه واهو اعتبرها هديه او تعويض عن اللي عملته فيك. احتضنه سراج قائلًا بسعادة: شكلنا هنكون صحاب. _ أماااااال...
تنهد سراج عندما انتهى من سرد سبب تغير فارس معه ليارا قائلًا: وبس ياستي هى دي كل الحكاية، حس انه انتي بتحبيني ومتمسكه بيا وسابلك حرية الاختيار بس بجد طلع راجل ومحترم ودمه خفيف، بقالنا يومين بنتقابل وبقينا أصحاب جدًا. هزت رأسها تحاول استيعاب حديث سراج، توسعت عيناها غير مصدقة لما سرده عليها هامسة بتفكير: فارس. هبطت السيارة تهمس بكلمات غير مترابطة وحالة من الذهول تعتلي وجهها: فارس..سراج..بحبه . لم تنتبه لنداء سراج من داخل السيارة متعجبًا من حالتها تلك: يارا...انتي كويسة، يااارا.
دلفت الى منزلهم تفاجئت بجدتها وخالها، اتجهت نحوهم تحتضنهم شوقًا لغيابهم الطويل، تلقاها أحمد واحتضانها بسعادة: أهلًا بعروستنا الحلوة. قطع حديثهم نزول ندى ووجها الحزين وعيونها الحمراء وجفنيها المبتل بفعل بكائها..وقعت عيناها على عناق يارا وخالها اهتز قلبها وكادت ان عيناها ان تخونها وتهبط دموعها امامهم منعتهم بصعوبة، تحركت صوبها ماجي وهى تجعد جبينها: رايحة فين يا ندى. هتفت بنبرة مرتعشة: بيتي.
أمسكتها ماجي من مرفقيها قائلة: هو انتي مش وعدتني انك هتقعدي.. همست ندى بنبرة مهزوزة: لو سمحتي سيبني على راحتي.. _ رايحة فين يا ندى.. رفعت وجهها بسرعه تطالعه عندما استمعت لصوته القوي، التفت ماجي بجسدها قائلة بلهفه: مالك الحق ندى عاوزة تسيبنا وتمشي.. اقترب منها مالك ولم يرحب بجدته وخاله الواقفين يتابعون بصمت..مد يده وحاوط وجهها قائلًا: مين زعل ندى وخلاها تعيط..
تفاجئت منه مثلما تفاجئ الجميع، الوحيدة التى لم تتفاجئ هى ماجي لانها تعرف تمام المعرفة مدى حب ابنها لها وكيف استوطن عشقها قلبة وحولة في بعض صفات شخصيته، لهذا جعلها تتغاضي عن فعلته الحمقاء بشأن ندى وبشأنها هى أيضًا... مسح دموعها بطرف ابهامه بعض القطرات التى مازالت تتعلق بجفنيها قائلًا: يالا نطلع فوق نتكلم.. أخذها تحت صدمتها وصعد بها نحو غرفته محتضن اياه بتملك ولم يلتفت للحظه واحدة ورحب بخاله وجدته.. ما لبث ان اختفى من أمامهم حتى قالت شهيرة والدة ماجي: هو اية حكايه ابنك بيها بالظبط!. هتف عمرو وهو يقترب منهم: مراته..
صدرت ضحكات أحمد الساخرة: اتفرجي جوزت ابنها كمان ومفكرتش تعزمنا وعارفه ببنت نسمه من زمان ومخبيه.. همت ليله بالتحدث، فنهرتها والدتها بعيناها محذرة الا تتحدث، وتولت هى أمر اخبارهم: ولا مخبيه ولا حاجه يا أحمد، عرفت ندى من فتره ومجتش فرصه اقولكوا ومالك حبها واتجوزها..كان جواز بسيط ياعني وبعدين انت عارفه كويس حساسيتكوا من الموضوع. نظروا ابنائها لبعضهم مصدومين من حديث والدتهم متعجبين لاخفائها كيف تزوج مالك بندى.. اتجهت ماجي نحو الغرفه الملتصقه بالحديقة تفتحها: تعالي يا ماما أدخلي يالا علشان تريحي..
استندت شهيرة بتعب على يد أحمد تحثه على التحرك: يالا انا تعبانه عاوزة اريح.. اتجه أحمد على مضض مع والدته نحو الغرفه وقبل ان يدخل قالت ماجي بلهجه تحذيرية: أحمد لو سمحت ندى حامل وبلاش تضايقها بكلامك، البنت ملهاش دعوة بماضي زمان، ياريت تخرجها برة حسابات المفروض كانت ماتت واتقفلت. رمقها باستنكار قبل انا يدخل للغرفة: والله خايف اكمل شوية اتفاجئ باختك عايشة.
هزت ماجي رأسها بيأس منه..أغلق الباب في وجهها بقوة ذرفت بضيق، رغم مرور السنين أخاها لم يتغير، ولن ينسى مطلقًا ان محمود هو السبب الاول والرئيسي في موت نادية حبيبته ولم يلقى على نفسه اللوم ولو للمرة واحدة. التفت نحو اولادها تحدثهم بخفوت: مش عاوزة كلام كتير، محدش يقولهم على جواز ندى من مالك ازاي وامتى عرفنا ندى ولا اي حاجة حكتها أظن انتوا شايفين الاجواء متوترة ازاي..
هزوا رأسهم بتفهم واتجه كل واحد الى غرفته ما عدا ليله التى وقفت تنظر لولدتها باستعطاف قائلة بهمس: وحشتيني يا ماما.. التفت ماجي نحو الدرج تتجاهلها مقررة استكمال عقابها لها ولكن تراجعت عندما استمعت لنبرتها المنكسرة: والله يا ماما عرفت غلطي، وفهمت والله ما اتجاوزت معاه في الكلام ولما كنت بشوفه كان في النادى او المدرسه بس والله يا ماما كان كلامنا عادي وفي أخر مرة قولتله ميكلمنيش تاني..وهو احترم رغبتي. التفت والدتها لها ترمقها بعتاب، ف أخفضت ليله بصرها بخجل، تقدمت والدتها منها لتقول: ماشي يا ليله هسامحك المرة دى علشان هى أول مرة تغلطي غلط بالوقاحه دي، بس لو اتكرر متتوقعيش ردة فعلي أبدًا..
احتضنتها ليله تحشر نفسها بها قائلة بسعادة: ابدًا والله عمرها ما تتكرر... وقف عمرو في نهايه الدرج قائلًا بنبرة تحذيرية: لازم متتكررش لانها المرة التانيه هيتكسر راسها نصين. رفعت وجهها ترمقه بحزن وتذكرت ضربه لها، ابعد نظره عنها وهو يهبط الدرج وبداخله يأنبة على ضربة لها: متبصليش كده انا ليا حق ازعل لان انا طول عمري بعاملك كانك بنتي مش اختى ومش حارمك من حاجه تقومي تخبي عليا.. _ مانا لو كنت حكتلك كنت هتضربني زي ما ضربتني..
أدرك الان حديث اخاه له واقتنع به..زم شفتاه في ضيق مما فعله قائلًا: لكل فعل رد فعل وده كان رد فعلي علشان وقتها معرفش ايه حصلي،المهم انا مسامحك انا كمان. داعب شعرها بيده مبتسمًا، فقالت ماجي: وانتي كمان سامحي عمرو علشان ضربك... نظرت له ليله بتفكير وعادت لها روح المداعبه: اسامحك ولا لأ.. اممم افكر، هسامحك علشان الله يكون في عونك بردوا من عمو شريف. هتف ماجي متعجبة: شريف.. حاجة حصلت تاني. _ ابيه مالك اقنع عمو شريف بخطوبة مريم وعمرو..
هتف عمرو راجيًا: وانتي بقى تقنعيه بكتب الكتاب، مش راضي ومقفل دماغه، هيطلع عيني في الخطوبة انا عارف. هزت ماجي كتفيها قائلة وهى تصعد نحو غرفتها: ماليش دعوة..والله انا لو منه مانا مجوزهالك أصلًا. _ خدي يا ماما، مالكش دعوة ازاي...تعالي بس. صعد عمرو خلفها.. اما ليلة ف تنهدت براحة وفرح اليوم زالت جزء من غمتها.. والجزء الباقي متعلق بمالك..ابتسمت بمكر عندما أدركت من س يساعدها بذلك.
في الغرفه الخاصه ب ندى _ مشوفتش كان بيعاملني ازاي، ولا نظراته ليا، طيب انا ذنبي ايه، انا اتحرمت من امي وابويا، وحتى انتو اتحرمت منكو، انا اللي تعاقبت مهنش عليه يحضني، يفرحني انه شافني، حتى هى فضلت قاعدة في مكانها تبصلي بس زي مايكون خايفه تحضني منه... اخبرته بما في جوفها وهو يحتضنها يمسد على ظهرها بحنان بالغ.. صمتت تأخذ انفاسها وتحاول تنظيم شهقاتها اثناء البكاء فقال مالك: سيبك منهم يا حبيبتي لو مش عاوزين يعترفوا بيكي براحتهم، هما طول عمرهم مكنوش جزء اساسي في حياتنا، واحنا متعودين على غيابهم زينا زيك.
اعتدلت في جلستها تقابل عيناه قائلة بحزن: لا يا مالك هو بيحبكوا وبيحب يارا أوي، حضنها قدامي وقالها كلام حلو.. جذبها لحضنه بتملك: ومين قالك ان انا هخليه يحضنك ولا يقولك كلام حلو، الحضن ليا والكلام الحلو ليا بردوا مش لحد غيري.. لم تستطيع منه ابتسامتها في الظهور قائلة: انت بتقول ايه انا فين وانت فين. أشار على قلبها ليقول: انا هنا..
واستكمل وهو يشير على قلبه: وانتي قاعدة هنا ومتربعه كمان..ومش سايبه مكان لحد. فلتت ضحكه منها وهى تمسح دموعها كالاطفال، طبع قبله على يدها وهى على وجهها ليقول: اوعى تفكري تسيبي بيتك تاني علشان خاطر حد، هو وجوده مؤقت في حياتنا وحتى لو كان دايم..ندى مش هقولك تاني ان مالكيش بيت غير ده.. عادت تبكي مجددًا: مش هستحمل معاملتهم..ولا اشوفهم بيتجاهلوني..
هتف بحنق: من وقت ما حملتي في الواد ده وانتي بقيتي عيوطه أوي، اقفلي الحنفية اللي جوه دي. ضربته في كتفه بقبضتها الصغيرة تنهره بحدة زائفة: بس بقى اتكلم جد علشان انا بتكلم جد.. اقترب منها يطبع قبلات على صفحات وجهها هامسًا بعشق: مفيش جد طول ما انتي عاوزة تسيبني وتسيبي بيتك.. ابتعدت بوجهها نحوه تحاول السيطرة على مشاعرها قبل ان تخضع لسلطه عشقه بعدما اغدقها بقبلاته وأنفاسة اللاهبة التى تلفح صفحات وجهها بلا رحمه غير مراعيًا لقلبها المسكين الذي يتلوى كالمسكين داخل صدرها ..
قالت بعبوس مصطنع: مين قالك ان قررت اسامحك واقعد معاك.. التوى فمه ساخرًا: نفسي فيه وأقول أخي... فلتت منها ضحكات مرتفعه قائلة من بينهم: انت ايه عرفك بالكلام ده.. اعتدل في جلسته وهو يخبرها ضاحكًا: فارس دايمًا بيقولها على يارا اختى لما ترفض تتخطبله..وحقيقي انا حسيت بيه والله، البنات دول عالم عجيبه وغريبه.. تذكرت حديثها هى ويارا صباحًا فقالت بمكر وهى تقترب منه: هو ايه اللي غيره كده.. اخفى ابتسامته وهو يقربها منه بجدية: مين ؟!، فارس!.
هزت رأسها في دلال، ابعد خصلات شعرها عن وجهها قائلًا: علمي علمك، انا أصلًا متفاجئ منه ومن صحوبيته هو سراج... مدت أصبعها تلامس وجهه وتحركه على ملامحه قائلة: طيب هو كان اتجوز ياسمينا ليه!. _ انتي بتحاولي تغريني وناسية ان انا ظابط ومدرب على ثابت النفس.. قطبت ما بين حاجبيها بغيرة: يعني ايه جابوا بنت تعملك كده.. _ وأكتر من كده..
قرصته في يده تنهره: بس..اسكت. سعل بخفه ليقول بجدية زائفة: لا قولتلك هما علموني معملش حاجه لوجه الله من غير ما اخد قبلها مقابل..ف أنا ياستى طلباتي بسيطة اوي وعميقة من جوها.. تذكرت احكامه الوقحة من قبل..ف صاحت بحنق: مش عاوزة اعرف متشكرة... نهضت تتجه للمرحاض، أراح ظهره على السرير قائلًا ببرود: انتي حرة..
دلفت للمرحاض واغلقت الباب خلفها مبتسمه كالبلهاء منه، وحده من يستطيع تهدئتها واشعال الحب والامان بقلبها..لاشك انها فرحت لتمسكه بها ومحاولة مراضتها، بالفعل بدأ في اصلاح خطائه ويجب عليها اعطاءه فرصة ليس من أجله او أجلها فقط، ولكن من أجل من تحمله باحشائها يستحق ان يعيش حياة أفضل،غير التى مرت بها لعلمها بمدى مرارتها وقسوة فقدان الاهل والسند..
تناولت الدواء منه وأراحت ظهرها فوق الفراش قائلة بتعب: الحمد لله.. جلس أحمد مقابلها على الفراش الاخر هاتفًا بغضب: شفتي ماجي وعامليها، شفتي.. هتفت شهيرة بوهن: متلومش عليها يا أحمد دي مهما كانت لحمنا..ايه عاوزها ترميها في الشارع. نهض أحمد يحدق بها في صدمه: كنت عارف انك كمان هتحنيلها وتقعدي هنا معاهم وتسبيني اسافر لوحدي، طبعًا ما أنا اللي هكون منبوذ.. تلألات الدموع بعيناها قائلة بنبرة تحمل من بين طياتها الندم: من امتى وانا اتخليت عنك، انا بعدت عن بلدى وحياتي وبنتي وخاصمت بنتي التانيه علشان خاطرك.. ماتت وانا مخصماها..
جلس أحمد امامها يتحدث بنبرة مهزوزة ل تعلقه بوالدته: هتسيبني وتقعدي معاهم هنا. هزت رأسها بنفي قائلة: لأ هروح معاك زي ما جيت معاك..بس يابني حاول تفكر تتجوز انا مش عايشلك العمر كله، وانت العمر بيجري بيك. نهض يعطيها ظهرها ليقول بنبرة خافتة ومسح تلك القطرة الساخنة التى هبطت من عيناه والهبت قلبه من جديد: انا قولتلك عمري ما هتجوز، اللي كان نفسي اتجوزها ماتت.. وانا قلبي مات بعدها..
_ براحتك، بس علشان خاطر اللي ماتت متعاملش اللي من لحمها ودمها معامله وحشة مش قادر تصفلها ابعد عنها، واحنا كده كده مسافرين تاني .. جلس بإنهاك أمامها قائلًا بحزن: انا يعني هعملها ايه، هقتلها مثلًا ولا ازقها اوقعها اخليها تسقط.. اغلقت عيناها قائلة بوجع حاولت اخفاؤه في نبرتها: اوقات الكرة بيتحكم من قلوبنا وبيخلينا نعمل حاجات متوقعناش عمرنا اننا نعملها، ابعد عنها يا أحمد متحاولش حتى تأذيها بكلامك..علشان كمان منكسرش بخاطر مالك ولا خاطر يارا وفرحها... وبداخلها همست بحزن: وخاطرها هى في الاول..
بعد مرور اربع ايام جاء موعد زفاف يارا وسراج..تابعت الطريق بعيناها بحزن الان اقحمت نفسها في حياة لا رجعه بها، لم تصدق وقاحته وهو يقلها بنفسة لفندق الذي يقيم به الفرح..راقبته من الخلف وجدته هادئًا باردًا يمازح ليله الجالسه بجانبه.. وضعت يدها على قلبها تحدثه بداخلها.. اهدأ ايها القلب اللعين لم يستحق أبدًا ان تعشقه هكذا، انت تستحق الافضل دائمًا.. وقفت السيارة جانبًا.. هبطت منهاا قائلة بنبرة باردة: يالا يا ليلة اتأخرنا علشان نلحق نخلص.. _ باي يا ابيه نشوفك بليل في الفرح.. _ باي يا قمر.
سارت بجانب ليلة قائلة بفضول: ايه قالك هيجي الفرح.. هزت ليلة رأسها قائلة بسعادة: آه طبعًا . لكزتها يارا في كتفها بغيظ: انتي فرحانه كده ليه؟!. رمقتها ليله بمكر وهى تحمل فستانها: الله مش فرحك يا يويو لازم اكون فرحانه.. دلفا الى المصعد فقالت ليلة: هو انتي مكلمتيش سراج خالص واطمنتي ان هو جه.
هتفت يارا ببرود وهى تستند بظهرها للخلف: لا مكلمتوش من وقت ما كنا بنختار الشبكة، كنت قافله تليفوني أصلًا مش عاوزة اكلم حد ولا حد يكلمني...وبعدين هيكون فين ياعني هتلاقيه في اوضته من الصبح بيجهز.. وصل المصعد للطابق المنشود: أحسن حاجه انه غير الاوتيل وخلاه ده، أحسن من الاوتيل اللي كان مختاره في الاول. هتف يارا بلامبالاه: اي زفت وخلاص.
_ عمرو وزعت كل الدعاوي على اللي قولتلك عليهم . ارتدى عمرو حذائة قائلًا: آه متقلقيش أخدتهم من فارس ووزعتهم.. _ تمام يالا انزل علشان تاخدنا انا وجدتك وخالك ونروح القاعة. هندم بدلته ونظر لنفسه باعجاب: عليا نعمه قمر..يالا يا حجه.. _ ربنا يشفيك.. شريف وافق على كتب الكتاب بس قبل سفرك بيوم. توقف عمرو فجأة قائلًا بفرح: ايه بجد!. هزت رأسها بلامبالاه: اه والله، يالا بقى..
_ توقف مرة اخرى قائلاً بغيظ بعدما استوعب حديثها: قبل سفري بيوم، والله!، وانتي سكتي. توقف هى الاخرى قائلة: احمد ربنا انه وافق أصلًا انا مش عاوزة اصدمك انه قال خطوبتك منها وكتب الكتاب في يوم واحد.. شهق بغيظ: ادعي عليك باية يا شريف.. _ اخرس يا حيوان.
وقفت تطالع نفسها في المرآه بعدما ارتدت فستانها الذي اختاره هو بنفسه، أسود قاتم به لمعه خفيفة يخفي تفاصيل جسدها بحرص مدت يدها تضيقه من الخلف فظهر بروز بطنها الصغيرة امامها وتذكرت حديثه لها... _ يمين الله ما يحصل انا البسك فستان أحمر أبدًا.. التفت تطالعه بنبرة غاضبة وهى تدور حول نفسها: وانت مالك.. _ طب اسكتي علشان مودكيش الفرح بنقاب. هتفت بعند: انا هالبسه، واستحاله البس الفستان الكئيب ده.
أشار لها متعجبًا: ده كئيب، انتي مبتفهميش ده الاسود سيد الالوان..بصي هاديبقى حلو اوي وهو عليه طرحه سوده وجزمه سودة.. صاحت في حنق قائلة: هو انا رايحة عزااا، ده فرح يارا اختك وبنت خالتي.. اختصر المسافة بينهم في لحظات وهو يحتضنها: واخت جوزك بتنسي أهم حاجه.. هزت كتفيها وهى تحاول الابتعاد عن قبضته: هالبسه بردوا.. _ عاوزة تلبسية تنفذي طلباتي، استني اقولك عليها..اول طلب... _ باااس مش عاوزة أعرف، هالبس الاسود ده خلاص..
عادت من ذكرياتها وهى تضحك بخفه عليه..جذبت طرحتها ذات اللون الاحمر ترتديها... _ الله مش قولنا طرحه سودة.. التفت له وجدته يقف يستند بجانب جسده على باب الشرفة وقميصة أحل أزراره كلها فظهرت عضلات جسدة من تحته.. ابتلعت ريقها بتوتر حتى لا تتأثر لمظهرة الجذاب هذا واتجهت صوبه تتحدث معه بنبرة هادئة: مالك لو سمحت مترخمش عليا انهارده.. أشار على وجنته قائلًا: انتي عارفه هتعملي ايه وانا أوافق.
ابتسمت وهى تقرب رأسها منه تطبع قبلة دافئة على وجنته، كادت ان تبعتد خطف ثغرها في قبلة سريعة هامسًا: بحبك.. أرسلت له ابتسامه صافية، تريد الاعتراف بمسامحته ولكن عقلها رافضًا لذلك، متى سينتصر قلبها على عقلها، متى سنتهى ذلك الصراع بينهم..التقطت عيناها سيارة عمرو وهو يغادر المنزل..التفت مالك بجسدة ينظر نحوهم .. _ اخدهم وراح يالا بينا احنا كمان.
حركت رأسها بايماءه بسيطة واتجهت صوب المرآه ترتدى حجابها..تذكرت خالها ومعاملته الجافة لها، تجنب الحديث معاها، هو حتى لا يوجه اي كلام، اما جدتها فكانت حديثها القصير معاها يتلخص في غياب خالها فقط، لا شك ان حزنت من تلك المعاملة منهم ولكن كان حزنها يتبخر فور عودة مالك وجلوسه بجانبها على فراشها وتلقى بهمومها وأحزانها له وهو يتلقاها بصدر رحب مخففًا عليها بقبلاته وكلماته الحنونة، حقًا اغدقها في تلك الايام بحنانه الذي جعلها تتشوق له وتتشوق للحظاتهم الفريدة معًا...
دارت حول نفسها بسعادة بالغة وهى تقول لعمار: الفستان حلو يا عمار.. رفعها عمار عاليًا وهو يشاركها ضحكها: طبعًا يا برنسيس.. أبعدت خصلات شعرها بيدهتا الصغيرة عن وجهها قائلة: يعني أنا زي سندريلا... داعبها بقبلاته الحنونه لها: وأحلى منها... وقفت خديجة متذمرة بفستانها الفضي الفضاض بأوامر من عمار: طيب وأنا... التفت لها وانزل الصغيرة متجهًا لها، وانشغلت الصغيرة بارتداء حذائها ذو الربطة الرفيعه.. _ انتي جميلة بس هتكوني أجمل لما تتحجبي..
وضعت يدها على رأسها بخجل قائلة: انا بفكر في الموضوع ده كتير. دفن وجه في عنقها يطبع قبلات مطوله عليه هامسًا من بينهم: ومستنيه ايه، البسي الحجاب يالا، انا مبقتش استحمل وانتي بتخرجي بشعرك قدام الناس. احتضنت وجهه بحب وعيون تلمع بهم خيوط السعادة: بكرة ننزل انا وانت ونجيب لبس يناسب المحجبات، ماشي. دفعها لداخل الغرفه قائلًا بمكر: الفستان ده عاوز يتظبط تعالي اظبطه بنفسي. ابتعدت للخلف لتقول من بين ضحكاتها: بس يا مجنون ايلين برة..
اغلق الباب خلفة بهدوء واحكم غلقه بالمفتاح..قائلًا بخفوت: مشغوله في جزمتها والرباط بتاعها.. تراجعت أكثر حتى وقعت على الفراش: الفرح يا عمار هنتأخر.. غمز لها بوقاحة احمرت لها وجهها: هظبط الفستان في ثواني.. انحنى بجذعه العلوي يحاوطها بيدة يقربها منه يلثم ثغرها في قبلات مجنونه عاشقه متطلبة ينهل من شهدهم ما يريد..ف من أرهقت قلبه بعشقها بين يده الان وملكه وحده..
رفعت يارا وجهها تطالعهم بصدمه ومقلتيها تتلألأ بها الدموع: يعني ايه الكلام ده!. وضعت ماجي يدها على رأسها بحزن: يا فضحتك يا ماجي، يا فضحتك، ده مفيش حد من معازيمه تحت..يافضحتك يا ماجي. جذب شريف الورقة يقرأها مرة ثانية ( أسف مش هقدر اتجوزك امي مش راضية.. سراج). هتف شريف متعجبًا: ازاي الكلام ده !.
خرج صوت احمد مستنكرًا: طبعًا لازم يعمل كده، ازاي معرفتوش من الاول انه مش عاوزها، انا مشوفتش مرة جه في الاربع ايام اللي قعدتهم، مشوفتوش مرة اتصل عليها وهى قافلة تليفونها، مستنين ايه يعني.. زمجر مالك من بين أسنانه وهتف بكلمات بذيئة متوعدًا لسراج: وحياه امة لاجيبه من قفا أمه، انا رايحله.. اندفع صوب باب الغرفه يفتحها بغضب..فاتجهت يارا تبكي وتحتضن ندى: الحيوان فضحنى..
وصل نهاية الردهه مختصرًا خطواته في خطوات واسعة قابل فارس الذي كان يقف يهندم بدلته السوداء _ شوفت سراج الكلب عمل ايه.. تحدث وهو يتجه صوب باب المصعد يفتحه منعه فارس قائلًا بنبرة هادئة: اهدا بس.. وقف مالك امامه يهتف بغضب: اهدا ايه وزفت ايه، الكلب ساب اختي يوم فرحها والله لاقتلة، انت عارف يعني ايه عريس يسيب عروسته يوم فرحها.. هتف فارس ببرود وهو يعدل من وضعية خصلات شعره المتمردة: مش لما يكون العريس أصلًا .
تراجع مالك عدة خطوات قائلًا بعدم فهم: يعني ايه.. اشار فارس له على نفسه بسعادة: يعني انا العريس. نهره مالك بحدة: فارس مش وقته بطولاتك ولا حتى هزارك. _ انا مبهزرش، انا العريس، الدعاوى اللي متوزعه على ناس مكتوب فيها فارس مش سراج، القاعة انا اللي حاجزها، فستان الفرح انا اللي شاريه، حتى هدومك اختك جت على بيتي أنا.
فتح مالك فمه مصدومًا من حديث ذلك المجنون، ف عاد فارس واستكمل حديثه الذي لا يستوعب عقل بشري مشيرًا في الاتجاة الاخر: وطبعًا ده كله كان بمساعدات اخواتك.. حرك مالك رأسه ببطئ نحوهم وملامح وجهه تنفر بغضب وجدهم يتحركون للخلف بخطوات مرتبكة خوفًا من ردة فعله..
دلف الى سيارة زميلة وهو يقول: ها عملته!. اعطاه الورقه قائلًا: المحضر اهو جاهز وميخرش المية فاضل بنتك تيجي بكرة وتمضي عليه وتشهد عليه في القسم، علشان المحروس يتظبط.. ابتسم بشر قائلًا: متقلقش كل حاجه متظبطه وهتيجي غصب عنها..
حذرة صديقة قائلًا: بس متتأخرش علشان بكرة نبطشية محمد فاضل وده بقى بيحب يدقق في التفاصيل أوي..اما سالم باشا ف ده بقى حبيبي.. _ لا بكره من الصبح هنكون عندك، سلام.. أمسكه زميلة من مرفقه قائلًا بتهديد: علي الموضوع ده لو باظ اسمي ميتجبش فية علشان مزعلكش مني ماشي. أرسلة له ابتسامه صفراء: ياعم ربنا ميجبش زعل..سلام أشوفك الصبح.
رواية قلوب مقيدة بالعشق للكاتبة زينب محمد الفصل الحادي والثلاثون
رمقته والدته بغيظ شديد، ثم حولت بصرها للاتجاه الاخر وهى تحرك فمها يمنيًا ويسارًا اعتراضًا على خيبه أبنها.. هتف سراج بحنق: على فكرة بقى انا مربوط المفروض متبصليش كده. التوى فمها بسخرية قائلة: على خيبتك يا موكوس.. استمر حنقه من والدته ومن كل شئ، ذلك الوقح المكار اتقن التمثيل عليه وأقنعه بإنسحابه من حياة يارا وهو صدق بكل بلاهه، الان هو مكبل الايدي في غرفة في أحد الاحياء النائية ورجلان ذو اجسام ضخمه يقفان خارج الغرفة تنفيذا لاوامر ذلك الماكر، أغلق عيناه وهو يتخيلة بجانبها بفستانها الابيض، متذكرا حديثة له..
_ بس كده يا فارس باشا نربط الحجة كمان.. هز رأسة نافيًا وهو ينظر في ساعته: لأ الحجة زي أمي بردوا. هتف سراج بغضب: ولما هى زي أمك تعمل فينا كده، تخطفنا وتربطني ومتخلنيش اروح فرحي.. ابتعد سعد عنه وهو يقف بجانب فارس مشيرًا علية: اقطم ياض، كلم فارس باشا باسلوب أحسن من كده، ده باشا البشوات كلهم. ربت فارس على كتف سعد قائلًا: متشكر يا سعد...
ثم وجه حديثه لسراج قائلًا باستفزاز: انهى فرح ده بقى، انت شايل ايدك من كل حاجه وسايبلي كل حاجة اتصرف.. حرك سراج رأسه موافقًا على حديثة بعصبيه شديدة: ايوه لان صدقتك وضحكت عليا.. نظر فارس لسعد قائلًا: واحد اشترى شبكه وحجز قاعه، اشترى الفستان وعمل كل حاجه يبقى مين العريس.. أشار عليه سعد قائلًا: انت.
ابتسم فارس له ثم وجه حديثه لسراج وهو يقترب منه، حتى وصل اليه وانحنى بجذعه العالي قائلًا بنبرة مستفزة: انت أهبل ازاي تصدق لو للحظه ان انا ممكن اسبهالك يا عبيط، يارا دي ملكي، انا سايبها بمزاجي تتخطبلك تعمل اللي تعمله بس هى ملكي، يمكن انت مش مستوعب اللي بينا، او مش مستوعب اللي انا بعمله لانك محبتش، انت عامل زي العيل الصغير اللي شاف لعبه حلوة وعاوز ياخدها، بس صاحبها جه واداله على دماغه علشان يتعلم الادب وميفكرش بس انه يقرب منها، وانهارده يا عبيط يارا هتبقى مراتي..المحك بس وانت بتقرب منها وربي وما اعبد هقتلك وهقطع راسك اخليها عبرة لاي حد يفكر يبصلها..
أمسكه من ياقه قميصه قائلًا بغضب جامح: فاهم ولا مش فاهم.. هتفت والدته وهى تبتلع ريقها بخوف على ابنها: فاهم يا ابني، والله فاهم، خلاص فكه وانا هاخده وامشي ومش هنروح الفرح ولا اي نيلة هى جوازه شؤوم. ابتسم فارس قائلًا ببرود: صح يا حجه، صح... عاد من ذكرياته على حديثها الموبخ له: شورتك مهببه على دماغك يا حمار، رايح تحب واحدة واحد مجنون بيحبها.. هتف سراج من بين اسنانه متوعدًا: والله ما هاسيبه واروح ابلغ عنه..
هتفت والدته بتحذير: واد يا سراج اتلم أصل والله ابلغ عنك انت، الواد ده نابة أزرق ومجنون ابعد عنه خاف منه، وبعدين هى كانت الكونتسه يعني، نطلع بس من هنا واجوزك أحسن منها. هتف متذمرًا: بس أنا عاوز ياراا، ومش هتنازل عنها . نهضت والدته توبخه بعصبية: اتنيل على عينك وعين أهلك، انت ناسي انه هددك انه هيحكي لاعمامك وهما طبعًا ما يصدقوا وهياكلو حقك، سراج انت ولا ابني ولا اعرفك لو فكرت في البت دي تاني، لغايه موضوع الورث واعمامك وانا اللي هقف في وشك.
حك فكه بعدما لكمه مالك في وجهه بعدما قص عليه ما فعله، وقف أمامهم يطالعهم بقوة وكأنه ليس مذنب..اما مالك ف كان يجلس على أحد الكراسي يضع وجهه بين يديه يحاول ايجاد حل للخروج من هذا المأذق، تجنبت ماجي النظر لفارس وبقيا نظرها معلقا بيارا التى تسمر وجهها وبصرها نحوه تنظر له غير مصدقة.. انزوى عمرو وليله بأحد جوانب الغرفه خائفين من ردة فعل مالك.. احتارت ندى الوقوف بجانب يارا المصدومة او زوجها الغاضب.. جلست مريم بجانب شريف تتابع وجوههم بصمت.. ساد الصمت بطريقة مخيفة في المكان..حتى قرر أحمد قطعه ..
_ طيب وبعدين والناس اللي تحت ظروفهم ايه.. أجابة فارس ببرود: ننزل للناس ونعمل الفرح.. تحدثت شهيرة بضيق: يابني اللي في مكانك المفروض يسكت وميتكلمش. رفع فارس أحد حاجبية قائلًا بإستنكار: وليه بقى ان شاء الله عملت ايه غلط. وقفت يارا أمامه قائلة بغضب: يعني انت تخطف خطيبي وتبوظ فرحي ومش عارف عملت ايه.. _ مش هرد عليكي، علشان مزعلكيش..
اندفع مالك نحوه في لحظه فوقف أمامه شريف وندى: انا اللي هازعلك بجد.. تحدث شريف وحاول تهدئه الوضع: خلاص يا مالك، مالوش لزمه الكلام ده، اللي حصل حصل، ودلوقتي الفضيحة اللي بجد لو العريس اللي هو فارس منزلش، دعوات الفرح باسمه وكل حاجه باسمه خلاص بقى ينزلوا ويتجوزوا مفيهاش كلام دي. دبدبت يارا بقدمها أرضًا بغيظ: يعني ايه يا عمو اللي انت بتقولة ده..
وقف احمد قائلًا بهدوء يتخلله ضيق: اللي بيقوله شريف صح، ماجي اقنعي بنتك انها تمم الجوازة الفضيحة اللي بجد هتحصل لو منزلوش. نفض مالك يده من يد شريف بغضب ثم اتجه نحو فارس يجذبه للخارج قائلًا بصرامة: محدش يجي ورانا. وفور خورجهم التفت فارس له يرمقه بغضب: انت مش صاحب جدع، عاوز تضربني انا بدل ما تضرب اختك وتديها قلمين يظبوطها ايه يا مالك كنت عاوز تجوزها لسراج بجد.
ضربه مالك بقبضه يدة في صدره ليقول: انا مش جدع، دلوقتي مبقتش جدع، انت اللي مش قادر تفهم ان صحوبيتنا حاجه واختى حاجه تانيه، وانا متعودتش أغصب على اختى حاجه هى مش عاوزاها وبدام كانت عاوزة سراج تتجوزه وتتحمل اي حاجه بدام ده قرارها..
أبعد فارس يده بغضب قائلًا: خلاص خلعت ايدك مالكش دعوة بقى، سراج مبقاش موجود بح، وانا اهو والفرح معمول على اسمي يبقى تتجوزني انا . شدد مالك على خصلات شعره بحنق: وكأنك ادتني حل تاني، ماهو مفيش قدامي حل الا ده، بص يا فارس هاتتجوز يارا، وبعد الفرح هاتروح معايا لغايه ما تهدا وتتقبلك ماشي!.
رفع فارس حاجبية مستنكرًا حديث مالك ولكن بعد دقيقه من التفكير قال: موافق. نفخ مالك بضيق وقال: وحقيقي هفرح فيك لما سراج يبلغ عنك وتتسجن وانا بقى مش هطلعك منها.. هز فارس كتفيه بلامبالاه: براحتك، هيقولوا ايه بقى شوف صاحب مالك باشا أهو مسجون شوفوا هيقولوا عليك أيه. انفتح الباب بقوة وظهرت يارا بوجهها الباكي: مالك انت موافق على اللي هما بيقولوه جوه.. اؤمى مالك وكاد ان يتحدث بهدوء، حتى صرخت باكية مشيرة على فارس: شوف بيلعب حواجبه ازاي...والله ما هاتجوزه أبدًا ولو على جثتي..
حاوطها فارس بيدة ورسم ابتسامه رائعه على وجهه وهو يطالع وجوه الناس: اضحكي انتي في عزا. هتفت من بين أسنانها بغيظ: ابعد ايدك عني.. ضغط بقوة على جسدها قائلًا: عيب تكلمي جوزك كده عيب..
اغلقت عيناها بغضب منه ومن عائلتها ومن كل شئ، خطط هذا الخبيث لكل شئ ولم يشك به أحد حتى هى، وعدها قديمًا بأن ستكون على اسمه والان هو ينفذ وعده وهى اصبحت ملكه، لاشك انها هدأت قليلًا عندما أخبرها مالك انها ستعود معهم الى منزلها..فتحت عيناها وتابعت رقصه مع اخواتها الاغبياء الذي شاركون تخطيطه القذر، انقلب الفرح في لحظات وأصبح حاله من الهرج الكل يرقص وتوالت فقرات الفرح وهى كما هى تجلس تتابع بعيون غاضبة..حتى والدتها مبتسمه تتلقى تهاني اقاربها واصحابها ونسيت فعلته..شهقت بصدمه عندما وجدت ليله تجذبها لتشاركهم الرقص _ اوعي يا ليلة يا غبية...
وقفت ليله وتحدثت بصوت عالي بسبب ارتفاع الموسيقى: ده انتي اللي تبقي غبيه لو عديتي فرحك كده، افرحي يا يارا اللحظات دي مبتكررش تاني، وبعدين في حد يبقى معموله فرح بالجمال ده وميفرحش.. احتضنتها ندى من الخلف قائلة برقتها التى لم تتخلى عنها رغم مصائبها: كلام ليله صح..افرحي وبعدها نكدي عليه بعدين.
نظرت لهم بحيرة وفي لحظات تجمع حولها اصدقاء ليله وبعض اصدقائها التى لم تدعوهم من الاساس، رمقت ليلة بعدم فهم فقالت بسعادة: انا اللي عزمتهم.. تلقت التهاني منهم وبدؤا في تحريكها للرقص معهم، تحركت معاهم في بادئ الامر كالعروس الخشب التي يحركونها كيفيما يشاؤا وبعدها بدأت تستمع بتلك اللحظات التى لن تتكرر مرة أخرى، عاقها فستانها كثيرا رفعته متذمرة منه.. تفاجئت عندما وجدته يحتضنها من الخلف هامسا في أذنها: اختارته كده علشان عارف انك كنتي هتنطلقي في الرقص..
حاولت ابعاده بعدما شعرت بالخجل من نظراتهم فقال هو مشاكسًا كعادته: صحابك هيكلوني بعينهم، لو سبتك هقف في النص وهرقص معاهم، انتي حرة. لم يفشل دومًا في رسم ابتسامه صافية على ثغرها، التقطها المصور زافرًا متمتمًا بحنق: أخيرًا ضحكتي..
أدار ظهره لهم بعدما وجد صديقة الوقح يحتضن اخته امامهم غير مراعي لشعوره..لم يستوعب عقله انها أصبحت زوجه فارس، ولم يتخيل انها ستصبح زوجته بهذة الطريقة من الاساس..لم يستطيع منع ابتسامته عندما تذكر حديثه وهو يخبرة بمخططه ومساعد اخواته المجانين له...أين كان هو في كل ذلك، أيعقل انه انشغل بندى لهذة الدرجة..التفت بجسدة يبحث عنها بعيناه المشتاقة لحضرتها، فتقابلت مع خاله...تحفز جسده عندما وجد خاله يتقدم منه حتى وقف أمامه قائلًا ساخرًا: ايه بدور عليها..مشوفتكش كده بتدور عليا علشان تقعد مع خالك اللي غايب بقاله سنين.
أجابة مالك ببرود: انت اللي بتبعد عني مش أنا. مط أحمد شفتيه لامام قائلًا: ما أنت بتبقي طول الوقت معاها وانا بقى مبقعدش في مكان هى فيه.. ردد مالك جملتة الاخير باستهجان: هى فيه!، بتتكلم عنها ليه كده، على فكرة دي مراتي وانا مش ناوي أبعد عنها ولا أسيبها ف بلاش كلامك ده معايا عليها لان انا مبستحملش عليها الهوى... وبدام انت مش طايق تقعد معاها في مكان رغم ان انا مش فاهم عدواتك معاها مبنيه على ايه، بس اشطااااا يبقي احنا كده مش هنتجمع من الاساس، لان هتلاقيني طول الوقت معاها وجنبها...عن أذنك.
تركه مالك متعجبًا من عدواة خاله لزوجته..حتى وان كانت أبنه محمود ف ماذا يُعيني هذا!، هز رأسه ساخرًا من خاله، من الواضح انه يجب عليه ان يخضع لعلاج نفسي سريعًا فكر للحظات بأن يقنعه بذلك ..بحث بعيونه عنها وجدها تستند على أحد الكراسي، اقترب منها بلهفه: مالك، انتي تعبانه. رفعت وجهها تبتسم له قائلة بصوت مجهد: لا عادي دايخة بس. أجلسها مالك قائلًا بتحذير: ممكن بقى تقعدى شوية علشان متتعبيش..
هزت رأسها بإيجاب، وضعت يدها على بطنها بتملك بعدمت لاحظت نظرات أحمد لها..سألت مالك بتوتر: هو قالك انه بيكرهني صح، علشان انت مضايق أوي منه.. حدق بها في صمت بعدما لاحظ ان اجابته ستأثر عليها جدًا، تحدث بهدوء: لا مقاليش كده، قالي انه محتاج وقت علشان يتقبلك، قولتله خد وقت اللي انت عاوزه وبراحتك، بس لازم تتقبلها لانها جزء اساسي مننا، وبقت الهوا اللي بتنفسه..
اتسعت ابتسامتها له وتوردت وجنتها من حديثه الذي يدغدغ مشاعرها، حاوطها بيدة قائلًا بهمس في أذنها: الجميل لسه مش راضي يرضى عني بقى، انتي وحشتيني.. ارتفعت حرارة وجهها من حديثه المبطن، ضغطت على شفتاها السفلي وهى تبعد نظرها عنه، واجابتها كانت الصمت..لم ينتظر هذة الاجابة قط منها، ولكن ما باليد حيلة عليه ان يتحلى بالصبر، ف هى تستحق ذلك..
جلست بجانب مريم تقبلها بحنان: عقبالك يا مريومه، عقبال فرحك. هتفت مريم بخجل وخصوصًا من نظرات أبيها: الله يخليكي يا طنط ماجي.. هتفت ماجي برجاء: شريف لو سمحت ممكن تخلي مريم تقف مع البنات. اشار لها شريف بعد دقيقه من التفكير، اندفعت مريم نحوهم تشاركهم لحظاتهم السعيدة، اقترب شريف من ماجي قائلًا بمزاح: بس ايه ده يا ماجي انا صدقت انك مكنتيش تعرفي باللي عمله فارس.
اتسعت عيناها تحذرة قائلة بصوت منخفض: بس يا شريف ماما تسمع. نظر شريف بطرف عيناه لشهيرة وجدها تبتسم له، حياها برأسه والتزم الصمت، ركز ببصره على مريم وعمرو... اما ماجي فتنهدت براحة عندما مر الامر على خير دون اي خساير، ودون ان يفتضح أمرها، صحيح لم تشاركه مخططه ولكن صمتت عندما علمت به، وتجاهلت كل شئ يفعله وخاصه عندما أخبرها فارس..
( مش عاوزك تشاركيني، كل اللي طالبه منك انك تعملي نفسك مش واخده بالك بس، بنتك مش هتبقى لحد غيري). ماذا تريد الام اكثر من رجل يحارب باستماتة وشراسة من أجل ابنتها، ماذا تريد الام أكثر من رجل تقرأ عشق ابنتها في عيونه ولا يخفيه بل يصارح بحبه بكل أريحية، حققت ما يريده وتظاهرت بانها لا تعرف شيئًا..
انقضى الفرح بعد منتصف الليل، بعدما اهلكوا جسدهم بالرقص...ظهر التعب على وجوههم وهم يتوجهون الى سيارتهم...جاءت يارا بان تستقل سيارة مالك فاوقفها فارس قائلًا: الناس هتقول ايه لما يلاقوها بتركب عربيه اخوها..تعالي يالا في عربيتي. أشار لها مالك بان تتبعه، سارت خلفه بحنق وهى تصعد بصعوبة في السيارة..تحرك فارس ببطئ في بدايه الامر وجميعهم خلفه، ولكن بعد لحظات انطلق كالسهم بسرعه رهيبه...وعلى وجهه ابتسامه سعيدة..
_ مبرووك يا حبيبتي.. بلعت ريقها وهى تقول بتوتر: انت رايح بيتك صح. حرك رأسه بايماءه وهو يتابعهم من الخلف يحاولون اللحاق به: انا ابقى أهبل لو مخدتكيش بيتي وقفلت عليكي بالضبه والمفتاح... صرخت بغضب في وجهه: بكرررررهكك يا فارس.
اما في سيارة مالك ف حاول تخطى السيارات أمامه للحاق بذلك المجنون..هتفت ندى بتعب: مالك متسرعش بدوخ، وهارجع. _ هو ده وقته يا ندى.. اندفعت بالبكاء: اعمل ايه تعبانه.. هدأ من سرعته قائلًا بهدوء: خلاص أهو، خلاص اهدى.
وصل فارس امام منزله وهبط قائلاً: يالا يا يارا انزلي.. تشبثت بالكرسي قائلة بعند: لا. هز كتفيه ببرود قائلًا: براحتك.. انحنى بجذعه يحملها عنوه، عائقه فستانها ورفضها له ولكن تغلب عليهما وصعد بها الى شقته رغم محاولتها للابتعاد عنه..القاها على الاريكه بقوة ثم احكم اغلاق باب الشقة قائلًا ببرود: نورتي بيتك يا روح قلبي..ده انت هطلع عليكي القديم والجديد..
انتفضت للخلف ليس منه ولكن من طرقات مالك على الباب بقوة: افتح يا فارس، افتح يا جبان، وهات أختي. جاءت بان تندفع نحو الباب تفتح لاخيها جذبها فارس وأدخلها غرفته وأغلق الباب عليها رغم توعدها له بالقتل، ثم اتجه صوب باب الشقه يستند بجانب جسده عليه قائلًا ببرود: مش هفتح، وانا مش جبان، انا بس بتفادى اي خناقه هتحصل ما بينا.. دفع مالك الباب بجسده قائلًا بغيظ من افعال صديقة الحمقاء: افتح ياله، افتح بقولك. _ لأ، يارا مش هتطلع من بيتي، هو انا عامل كل ده علشان اسيبها تروح معاكوا..
جاء ان يتحدث قطعته ندى قائلة بصوت مختنق: مالك هو مش هيأذيها عامل كل ده علشان خاطرها، سيبهم يمكن تتصلح أمورهم .. وضع فارس أذنيه على الباب يستمع الى حديثها، فصاح مشجعًا: الله ينور عليكي يا ندى..قوليله. هتف مالك بشراسه: بس انت. حول مالك نظره لها، قائلًا بقلق: في ايه!، مالك؟!. أشارت على عنقها قائلة بنبرة مهزوزة: بتخنق طول ما أنا هنا، بفتكر كل لحظه مرت عليا..عاوزة امشي.
تملك الحزن منه لنبرتها تلك، هز رأسه موافقًا قائلًا بهدوء: انزلي انتي وانا جاي وراكي. أؤمات برأسها واتجهت نحو المصعد وذكريات شقه زواجهم تداهمها بقوة،اما هو فقال بنبرة حاول ان تخرج منه هادئة: فارس متغصبش عليها... قطعه فارس وهو يفتح الباب قائلًا: انت عارف كويس ان عمري ما أعمل كده.. _ متخلنيش اندم ان جوزتهالك، متضايقهاش لو سمحت.. أؤمى فارس برأسه: متخافش..
تقدم منه أحد رجاله: وبعدين يا معلم؟!، ده طول أوي ومتصلش!. أجابه سعد وهو يشعل سيجارة: فارس باشا براحته ان شالله الجثتين دول يفضلوا معانا للصبح. _ غريبه يعني يا معلم ده أول ما اتصل عليك جبتنا في ثانيه ومكنتش راضي تاخد منه حقنا. أجابه سعد مبتسمًا: لانه راجل ابن ناس وابن أصول، الواد أسعد اخويا كان ه يتقبض عليه في مشكله في الكويت وهو شغال هناك وحظه بقى ان فارس ده كان هناك، دفعله الفلوس وأنقذة، ولما أسعد حكالي وانا قولت رقبتي سدادة للراجل ده، فهمتوا بقى.
حركوا رأسهم بإيماءه متفهمين موقفه، رن جوال سعد طالع المتصل وجده فارس: ايوا ياباشا. _ سيبه يروح وهدده ان لو فتح بوقة، أعمامه هيكونو عنده قبل ما يروح. عبث سعد في شاربه قائلة: متحملش هم ولا هيقدر يفتح بوقة أبدًا. _ بلغه وقوله، انها خلاص بقت على اسمه، وخليه يبعد أحسنله. _ حاضر ياباشاا.
اغلق سعد الاتصال ودلف الى الغرفه..فقالت والدة سراج بلهفه: ايه يابني هنمشي.. _ آه فارس باشا اتصل وقال خليهم يمشوا وبيقولك انها خلاص بقت مراته، وعلى اسمه لو فتحت بوقك اعمامك هيعرفوا كل حاجه وتوصيتنا عليك، احنا مش هنسيبك...
التفت برأسه نحو والدة سراج: يعني يا حجة قولي على ابنك يا رحمن يا رحيم... نهضت والدة سراج قائلة: و ربنا ما يقرب منهم أبدًا، فكه خلاص. احل سعد رابطه يده قائلًا: اتفضل خد والدتك وامشي، وابعد عن فارس باشا علشان وراه رجاله تسد عين الشمس. تحرك سراج وغادر هو والدته وبداخله يغلى وما ان وطأت قدماه خارج البناية حتى انفجر قائلًا: والله ما هسيبه و هروح دلوقتي وابلغ عنه..
اوقفته والدته قائلة بغضب: هتقولهم ايه يا حيلتها، هتقولهم خطف خطيبتي اللي هي بقت مراته، ولا هتقولهم على الرجاله اللي لو لمحوك عند باب القسم هايضربوك، ولا هاتقولهم على الي عمله فيك وادلنا دعوات غلط وحجزلنا قاعه تانيه، عارف هيقولك ايه هيقولوا امشي يا مغفل،عارف ليه علشان القانون لا يحمي المغفلين اللي زيك. أشار لها سراج بغضب مماثل على البناية: لا هقولهم على الشقه اللي خطفنا فيها..
نظرت حولها قائلة: هى فين دي هيصدقوك ازاي، دي حته شقه مهجورة في عماره مهجورة في مكان مفيهوش حد أصلًا فين الشهود حتى، ده حتى التيران اللي فوق لابسين حاجات على وشهم، يعني انت مش عارفهم..اتنيل يا سراج وخليك في خيبتك، لو جبتلي سيرة البت دي او جوزها المجنون انت حُر... تركته وذهبت لسيارته المصفوفه أسفل البناية..مشيرة له بأن يفتحها، اتجه خلفها على مضض وهو ينظر بحنق لها .
خبأت وجهها بالغطاء تخفي نفسها بعيدًا عن نظراته التى تحرق قلبها، مد يده يبعده عنها مبتسمًا: بتخبي نفسك ليه؟. توردت وجنتها بخجل: منك، متبصليش كدة. اقترب بوجهه منها هامسًا امام شفتاها: اماال ابصلك ازاي يا ديجا. وضعت يدها على وجهها قائلة بضيق مزيف: انا زعلانه، كده متخلناش نروح الفرح، ايلين زعلت، وزمان ندى زعلانه مني . ضحك وهو يشاكسها: الله مكنش براضكي. شهقت بخجل تنهره: عمار، بس.
دفن وجهه في عنقها قائلًا بخفوت: اعترفي انك بتحبني. هتفت مشاكسة وهى تبتعد عنه: اعترف انت الاول. رفع حاجبيه ليقول: هو انتي مستكبرة تقوليها الاول. ضيقت عيناها عندما وجدته يمد يده عند خصرها يدغدغها في مرح: تعالي هنا، انا هاخليكي تقوليها الاول.. انزلقت في الفراش تبحث عن مهرب منه وسط ضحكاتها المرتفعة تتوسل له: خلاص يا عمار...بجد..خلاص بحبك والله.
جذبها واجلسها على ساقها قائلًا بهمس عاشق: انا اللي بحبك وبحب كل حاجه فيكي، وبحب اسمع صوت ضحكتك. حشرت نفسها بداخله قائلة: ربنا يخليك ليا عمار، انا مش مصدقة نفسي من الفرحة، أخيرًا انا بقيت معاك وبيجمعنا بيت واحد. ابعد خصلات شعرها المتمردة على وجهها حتى يتأمل ملامحها التى يعشقها ويعشق النظر لها:لا صدقي، لاني عمري ما كنت هسيبك لحد غيري ابدًا... منعت دموع الفرحة بان تهبط على صفحه وجهها وتفسد سعادتهم، عانقته بحب وهى تهمس له بكلماتها الخجولة الحنونه التى تبث بين حروفها مدى حبها وعشقها له.
دلفت غرفته يبحث عنها وجدها تجلس على الاريكة تنظر الى فراشه بعيون باكية غاضبة،منذ ان دخلت غرفته وبدأ عقلها بتصور مشاهده مع زوجته الراحلة، شعرت ببركان من الغضب ينفجر بصدرها، جثى أمامها على ركبتيه ومسح دموعها ليقول بعتاب: لدرجاتي بتعيطي مش عاوزة تكوني مراتي يا يارا وانا اللي حلمت ليالي باليوم ده.
نظرت له بعتاب مماثل: ولما انت بتحلم باليوم ده ازاي تجبني في اوضه انت وهى كنتوا في يوم من الايام فيها، رد عليا يا فارس، اذا كان وانا بعيد عنك كنت بتحرق وانا بتخيلكوا مع بعض، دلوقتي وانا في اوضتها وعلى سريرها، عاوزني اتعامل عادي، لا يا فارس مش هقدر، متطلبش مني أي حاجه لو سمحت. رفعت فستانها وخرجت من الغرفة تجر خلفها القهر والحزن وخيبه الامل..اما هو فجلس أرضًا ونظر لفراشه بصمت وتذكر ذكري يندم عليها..نعم الان ندم انه قطع على نفسه وعد لم يتخيل انه سيكون السبب الرئيسي في تدمير حياتة...
( فلاش باك ).. دلف الى غرفته بإنهاك وتعب بعد يوم طويل عريض قضاه في الخارج حتى يقلل جلوسه مع ياسمينا بقدر الامكان وخاصة بعدما صدر منها عدة افعال غريبة، رفع وجهه يبحث عن فراشة حتى يلقي بجسدة علية يبحث عن الراحة..اتسعت عيناه بصدمه عندما وجدها تقف في زواية الغرفة بفستان عاري تنظر له بحب، التفت بظهره قائلًا بنبرة غاضبة: ايه ده يا ياسمينا، غطي نفسك.
اقتربت منه بجسدها الرائع رغم فقدانها وزنها، ووجها الشاحب، لامست ظهره بأصابعها، ف انتفض بسبب لمستها ليقول بنبرة مرتفعة: ياسمينااا. هتفت بنبرة يغلب عليها بحة غريبة: انا بحبك، ونفسي أكون مراتك بجد حتى ولو للمرة واحدة. اتجه يغادر الغرفة قائلًا: مش هقدر، مش هقدر لو سمحتى متتكررش تاني وخليكي في اوضتك، واوعى تلبسي كده تاني قدامي.
جلس في الصالة وأشعل التلفاز ورفع صوته حتى يفصلة عن زحمه افكارة ومشاعرة الغاضبة والمستنكرة فعلتها تلك...أشعل سيجارة خلف الاخرى بعصبيه وجسدة ينتفض غضبًا منها، لن يصل زواجهم الى هذة المرحلة حتى ولو على جثته...جلست امامه بعيون منتفخه حمراء بعدما ارتدت ثياب أكثر حشمة بناءًا على رغبته.. _ انت ليه عاوز تحرمني من اللحظات الحلوة اللي بتنماها.. هتف بصوت مختنق: وانتي ليه مش عاوزة تفهمي انه انا مش هقدر اعمل كده، كفاية اوي اللي حصل ومتتمنيش للحظه انه يحصل أكتر من كده، ياسمينا احنا جوازنا على الورق وبس.
هتفت بنبرة منكسرة: حاول. صرخ بوجهها بغضب لقد طفح به الكيل: بس كفاية، متتكلميش كده، ارحميني. اطفأ سيجارته بعصبية وفرك يده في وجهه حاول تهدئه نفسها وخاصة عندما استمع لشهقاتها.. _ ياسمينا انا... قاطعت حديثه عندما أشارت له بأن يصمت، مسحت دموعها بقوة وتحول ملامح وجهها من الضعف لشئ أخر لم يستطيع تفسيرة، وضعت المصحف الشريف بين يده قائلة:اللي بيني وبينك ربنا وكتابه المجيد..
قطب ما بين حاجبية متعجبًا حديثها، فأكملت حديثها: لو قولت لاي حد وخصوصًا يارا على الي بينا وبالذات سبب جوازك مني، لو سمحت مش عاوزة حد في مماتي يقول عليا كلمه وحشة، اي نعم انا هكون ميته ومش حاسة بس فيه ربنا فوق وانت ماسك كتابه. _ انا وعدتك قبل كده!. هتفت بنبرة قاطعه: لأ، ده يفرق علشان ربنا ما بينا.. _ لو ده اللي هيريحك أوك، مفيش حد هيعرف اللي بينا وبالنسبه بقى لمالك..
نهضت بوجه مرفوع وبنبرة يتخللها الكبرياء: عمل كدة زيك بالظبط..عن اذنك. عاد من شروده عليها وهى تقف على أعتاب الغرفة تنظر له بضيق: تعال افتحلي الاوضه اللي مقفولة دي، مش طايقة أقعد هنا. نهض بخطوات بطيئه ساخرًا بداخله آه لو تعلم تلك الغبية ان الغرفة التى تريد ان تمكث بها هى الغرفة التي مكثت بها ياسمينا من قبل..وان هذة الغرفه التى تطيق المكوث بها هى الغرفة التى لم تطأ قدم ياسمينا بها الا مرة واحدة ولم تتكرر مرة أخرى..
فتح لها الغرفة قائلًا بضيق: بقالها كتير مقفولة، ابقى اخلعي فستانك ونضفيها.. تركها ودلف الى غرفته وأغلق الباب في وجهها بقوة..دبدبت قدمها أرضًا بغيظ من ذلك المستفز ... دلفت الى الغرفة وجدتها مرتبة صغيرة يغلب علليها الغبار وذلك لقفلها لمدة طويلة...وقفت امام المرآه تمتم بكلمات غاضبة وهى تزيل طرحتها البيضاء من على رأسها وألقتها أرضًا، مدت يدها وحاولت فتح سحاب الفستان فشلت، كررت عدة مرات وحاولت وفي كل مرة تفشل زفرت بحنق وهى تبحث عن أي شئ يساعدها لم تجد، لن تستطيع التحمل بهذا الفستان الضخم..قررت ان تتنازل عن كبريائها وتطلب منه المساعدة..طرقت باب غرفته بهدوء وانتظرت ثواني حتى فتح لها..وقعت عيناه على شعرها الاسود ولمعته الفريدة وقصره التى أهلك قلبه، ابتلع ريقة وهو يهبط بنظرة على ملامحها لاول مرة يراها هكذا بدون حجاب..
احمر وجهها خجلاً عندما رأته جذعه العلوى عاري التفت واعطته ظهرها قائلة بتوتر: افتح بس السوسته مش كلها حته صغيرة وانا هكمل. الصق نفسه بها ومد يده يجر السحاب للاسفل ببطئ شديد حبست انفاسها عندما شعرت بانفاسة تلفح جانب وجهها اغلقت عيناها بقوة وهى تقبض بيديها على الفستان تحاول السيطرة على مشاعرها وعدم الانجراف خلفه، لم تنتبه الى يده التى انزلت السحاب كاملاً فظهر ظهرها المرمري أمامه، مد أصبعه ومرره عليه ببطئ اغلق عيناه مستمعًا بها وبملمس جلدها ونعومته تحت يده..ابتلعت ريقها بصعوبة تحاول التحرك والابتعاد عنه ولكن قدمها لم تساعدها..شهقت عندما وجدته يجذبها نحوة ويديرها بسرعه مقبلًا ثغرها بنهم شديد مبتلع اي اعتراض قد يخرج من جوفها بداخله.. مدت يدها تبعده عنها بضعف نعم هى تعترف بضعفها امامه، وخصوصًا ان كانت تلك قبلتهم الاولى..
لم يعرف كم من الدقائق مرت عليهم وهم هكذا وهو ينهل من شد شفتاها ما يروى قلبه وصدره، انتابه قشعريرة أول مرة يشعر بها وخاصه عندما وجدها تبادل قبلاته الهوجاء بقبلات ناعمه، الصقها بالجدار خلفه وزاد من هجومه العاشق عليها، تشبثت بصدره عندما شعرت باختفاء أنفاسها.. ابتعد عنها عندما لاحظ حاجتها للهواء والتنفس، لم يبتعد الا انشاً واحدًا وتعلقت عيناه بها وبشفتاها المتورمه بفعل هجومه المفاجئ عليها ..
حاولت فتح عيناها للخروج من تلك الهالة التى غرقت بها، لم تتوقع ان تكون قبلتهم الاولى ستكون بهذة الحرارة والحب، ولم تتوقع ان تبادلة قبلته تفاجئت من نفسها، شعرت بالخجل ماذا سيقول عليها من الافضل الهروب من أمامه حتى تستطيع السيطرة على قلبها ودقاته التى أقسمت انه يسمعها بوضوح كطبول الحرب..وتحاول ايجاد يارا القوية غير هذة التى كانت تتلوى كالغزال بين قبضته.