دخلت تقى إلى شقتها وجدت والدتها تشاهد التلفاز. تقى بمرح: السلام عليكم ازيك يا سموره. سميره والدتها: وعليكم السلام ازيك يا حبيبتي. جلست تقى بجانب والدتها وهى تقول: الحمدلله انتى عامله ايه يا سموره اخدتى الدواء بتاعك ولا لأ. سميره: الحمدلله يا حبيبتي اخدت الدواء، روحى انتى بقى غيرى هدومك على ماجهز الغدى. تقى: حاضر هقوم اهه.
فى بيروت دخلت نور إلى غرفة رهف وجدتها تبكى. نور بحزن: يا حببتى كفايه عياط بقى. ارتمت رهف إلى أحضان صديقتها وهي تقول ببكاء: مش قادره يا نور مش قادره استحمل. نور بابتسامه مطمئنة: بصى يا حبيبتى أكيد ربنا له حكمه في كده ده ابتلاء لازم تصبرى عليه ربنا عايز يختبر قوه إيمانك لازم تصبرى فرجه قريب إن شاء الله. ثم تابعت نور كلامها بمرح: وبعدين ده انا عندى ليكى خبر تحفه. نظرت لها رهف: خبر ايه.
نور بحماس: بصى يا ستي أنا كلمت صحبتى اللى حكتلك عنها وهيا قالت لاخوها وأخوها عرف يوصل لمازن اخوكى. رهف بفرحه: بجد ومازن عرف ولا لأ. نور: لا هوا مقالش لمازن على حاجه المهم أنا حجزتلك تذكره طيران انهارده بليل. رهف بدهشة: بسرعه كده طب هخرج من هنا ازاى. نور: انتى بس اسمعى كلامى وأن شاء الله بكره الصبح هتبقى فى مصر. رهف: طب قولى هنعمل ايه. نور: ركزى معايا بليل على الساعه 10 كده بيكون حمدى نام ولا لسه.
رهف: لا بيبقى بره بيمشى على الساعه 9 كده وبيرجع البيت على الساعه 2 أو 3 على ما بيخلص السهره بتاعته. نور: حلو اوى كده البوابه اللى فى الجنينه ورى الفيلا عليها حرس. رهف: لا مش عليها حراس بس دى مقفوله مش بتتفتح. نور: يعنى متعرفيش المفتاح بتاعها فين. رهف: مش عارفه ممكن يكون فى المكتب بتاعه تحت.
نور: طب بصى حاولى تجيبيه والساعه 10 تكونى مجهزه نفسك وشنططتك هستناكى قدام البوابه دى تمام بس والنبى أهدى كده وبلاش تتوترى. رهف: حاضر أن شاء الله خير. نور: طيب أنا همشى بقى سلام. رهف: سلام.
فى شقة مازن شاهين كان يجلس مازن وادهم وذياد وأحمد. ادهم: بقولك يا مازن انتا مش ناوي تاكلنا ولا ايه. مازن وهو يشير إلى المطبخ: شايف المطبخ اللى هناك ده. ادهم: اه. مازن: وشايف التلاجه اللى هناك دى. ادهم باستغراب: اه مالهم. مازن ببرود: قوم كده زى الشاطر اعمل اللى انتا عايزه. احمد بضحك: لا جامده دى يا معلم. ادهم وهو يحدف الوسادة على مازن بغيظ: ده انتا بارد يا اخى مش عايز منك حاجه. مازن: واد يا ذياد.
ذياد: ايه واد دى متحترم الشهر اللى بينا. مازن: بس يا عم شهر ايه بس المهم بكره تجيب امك وابوك واحمد معزومين عندى واللى مسمعش اسمه مش محسوب هاه واخد بالك ياللى فى بالى. ادهم: خلاص يا عم مش جاى أنا عندى شغل اصلا. احمد: بس قولى يا مازن ايه التضحيه دى عازمنا مره واحده. مازن وهو يضحك: ايوه عشان تعرف أن قلبى قلب خسايه. ادهم: طب ياعم الخسايه انت هتأكلنا ولا لأ جعااااااان. ذياد: جعااااااان متقوم تاكولنا احسن.
مازن: خد يا عم التليفون اهه اطلب اللى انتا عايزه عشان تعرف بس أن أنا طيب. ادهم: ايه ده انتا هتأكلنا دليفرى لا يا عم مليش فى الاكل ده انا هروح لامى تاكلنى سلام أنا ماشى. احمد وهو ينهض: وانا كمان همشى عندى شغل الصبح. ادهم: طب يلا هتيجي معانا يا ذياد ولا قاعد شويه. نهض ذياد: لا أنا هاجى سلام يا مازن. مازن: سلام اشوفكوا بكره. وذهب ادهم واحمد وذياد.
فى تمام الساعة التاسعة والنصف في منزل رهف فريد نزلت رهف من غرفتها إلى مكتب حمدى بعدما تأكدت من خروجه من المنزل بحثت عن المفاتيح حتى وجدتها فى إحدى ادراج مكتبه. صعدت إلى غرفتها و اخذت اغراضها فسمعت صوت هاتفها. رهف: الو. نور: ايه يا بنتى أنا برة يلا انزلى. رهف: طيب نازله اهه. نور: لقيتى المفاتيح. رهف: اه لقيتها. نور: طيب سلام. رهف: سلام.
نزلت رهف إلى الحديقه الخلفيه للفيلا و فتحت البوابه وجدت نور تنتظرها فى السياره. نزلت نور من السياره لتساعد رهف فى حمل الحقائب. رهف: يلا بسرعه قبل ما حد ياخد باله. نور: طيب يلا. أغلقت رهف البوابه خلفها و ذهبت لتركب السياره. بعد قليل أمام المطار كانت رهف تودع نور ببكاء.
نور: خلاص بقى متعيطيش المهم اول ما تنزلى من الطياره ترمى الخط اللى معاكى و تجيبى خط جديد و تتصلى بالرقم ده، ده رقم مروه صحبتى هيا هتستناكى قدام المطار هناك وهى عارفه عنوان اخوكى يلا يا حبيبتى خلى بالك من نفسك و متنسيش اول ما توصلى تكلميني. رهف: حاضر و انتى كمان خلى بالك من نفسك سلام. رحلت نور و دخلت رهف إلى المطار لتكمل إجراءات السفر. وبعد ساعات كانت رهف فى مصر.
و من هنا عزيزى القارئ سوف تبدأ قصتنا الحقيقة وتنتظر رهف حياه جديده مليئة بالمغامرات.
في مطار القاهرة نزلت رهف من الطائره و اشترت رقم جديد و اتصلت بمروه صديقه نور. خرجت رهف من المطار وجدت مروه تنتظرها ذهبت لها رهف. رهف: السلام عليكم أنا رهف. صافحتها مروه: حمد الله على السلامه عامله ايه. رهف: الحمد لله بخير. مروه: طيب يلا عربيتى هناك اهه. بعد قليل وقفت مروه أمام المبنى الذى يسكن به مازن والتفت إلى رهف. مروه وهى تشير إلى المبنى: هى دى العماره هوا قاعد فى الدور التالت.
فى شقة مازن شاهين. مازن ببرود: الا قولى يا ادهم هوا مش أنا طردتك امبارح وقولتلك متجيش معاهم جاى ليه. ادهم بستفزاز: هوا أنا مقولتلكش أن أنا فقدت الذاكره ونسيت ايه اللى حصل امبارح واحنا هنا. مازن: ايه ده بجد يبقى أنا لازم أوجب معاك وفكرك باللى حصل يلا حبيبى اطلع بره. محمد بضحك: يابنى انتا وهوا مش هتعقلوا ابدا. احمد بمزاح: يا بابا ربنا يبعد عنهم العقل. ادهم ومازن فى نفس واحد: آآآآمين. ذياد: عيال تافهه.
ابتسم مازن بخبث: ما بلاش انتا بتقول علينا عيال تانى ده انتا... وقبل أن يكمل حديثه سمع صوت الجرس. ذياد: ايه ده مين اللى جاى دلوقتى. مازن: محسسنى أن احنا الفجر ايه الغريب فى أن حد ييجى اوعى كده خلينى افتح. فتح مازن الباب فتوسعت عينه بصدمه. مازن: رهف؟! لم تتحمل رهف أكثر من ذلك وارتمت فى أحضان شقيقها وظلت تبكى فادخلها مازن اللى الشقه وظل محتضنها اللى أن هدأت وابتعدت عنه ببطء.
مازن: وحشتينى اوى، مالك يا حبيبتي بتعيطى ليه. كانت رهف ترتدى دريس اسود وعليه خمار اسود و وجهها احمر بشده من أثر بكائها. رهف ببكاء: وانتا كمان وحشتنى اوى. مازن: عامله ايه وماما علياء عامله ايه مجتش يعنى معاكى. رهف: مامى ماتت. مازن بصدمه: ايه بقالها اد ايه. رهف: بقالها شهر. مازن بحزن: الله يرحمها هيا كانت تعبانه قبل ما تتوفى. رهف: لا هيا جتلها صدمه عصبيه سببتلها جلطه.
مازن: وهوا ايه اللى سببلها الصدمه دى أنا عايز اعرف ايه اللى حصل من بعد موت بابا فريد انتو الإتصال انقطع عنكو نهائى من بعدها. رهف: هقولك من بعد وفاة بابا، وحكت له رهف كل شيء بداية من تهديد حمدى لوالدتها وتزوج والدتها منه حتى هروبها. مازن بغضب: والله العظيم ما هرحمه هدفعه تمن كل دمعه نزلت منك. رفعت رهف عيناها ونظرت إلى محمد ونهى وأولادهم. مازن: أنا نسيت اعرفكم ببعض.
ونظر إليهم: ده ذياد صاحبى وظابط فى المخابرات، وده ادهم اخوه دكتور قلب، وده بقى احمد اخوهم الصغير شغال مع اونكل محمد والدهم فى شركه المعمار بتاعته، ودى طنط نهى والدتهم. ونظر إلى رهف: ودى بقى رهف اختى كنت حكتلكم عنها قبل كده ودكتوره جراحه ودرست فاشون برضوا. نهى بابتسامه: اهلا بيكى حببتى اتشرفت بمعرفتك. رهف: شكرا لحضرتك.
مازن وهو يشير إلى إحدى الغرف: روحى يا حببتى ارتاحى الاوضه هناك اهه اكيد تعبانه من السفر. ذهبت رهف إلى الغرفة وجلست على الفراش واتصلت بصديقتها. رهف: السلام عليكم. نور: وعليكم السلام رهف حبيبتى عامله ايه. رهف: الحمدلله بخير. نور: حمد الله على سلامتك. ابدلت رهف ملابسها بعد أن أنهت مكالمتها مع صديقتها وذهبت لتنام.
فى الخارج نظر مازن إلى ذياد وهو يقول بغضب: ذياد أنا عايز اعرف كل حاجه عن الكلب اللى اسمو حمدى ده. ذياد: متقلقش كل اللى أنتا عايزه هيتعمل. محمد: يلا احنا هنمشى بقى يا مازن وبكره هات اختك وتعالى تمام. مازن: تمام ماشى سلام.
فى صباح يوم جديد فى مصر استيقظت رهف ونظرت فى هاتفها وجدت الساعه العاشره صباحا نهضت وتوضأت وصلت فرضها وخرجت من الغرفه سمعان صوت فى المطبخ فذهبت وجدت مازن يعد الفطور. رهف: صباح الخير. التفت لها مازن بابتسامه: صباح النور على القمر عامله ايه. رهف بحزن: الحمد لله.
امسك مازن يدها و اجلسها على السفره وهو يقول: بصى يا رهف أنا عارف انا اللى حصلك صعب جدا اى حد يتحمله وانا مش هسكت لحد ما اجبلك حقك من الكلب اللى اسمو حمدى ده بس أنا مش عاوزك تشيلى هم عاوزك ترجعى تانى رهف اللى ضحكتها كانت بتبقى ماليه البيت انتى هنا فى امان ومحدش هيقدر يقربلك لو ايه حصل ماشى يا حبيبتي.
رهف بدموع: ربنا يخليك ليا فعلا ماما كان عندها حق لما قالتلى أنا محدش هيقدر يحمينى غيرك بس أنا عايزه اطلب منك طلب. مازن: اامرى. رهف: كنت عايزه انزل اشتغل. مازن: بس كده حاضر يا ستى هكلم ادهم وتشتغلى معاه فى المستشفى بتاعته. رهف بابتسامه: شكرا... قاطعها مازن بمزاح: بس يا هبله يلا كلى عشان اونكل محمد عازمنا انهارده. رهف: حاضر. تناولوا الفطور وارتدوا ملابسهم وذهبوا إلى منزل محمد العونى.
جلس الجميع وكالعادة لم يخلوا الجو من مشاكسات مازن وادهم. مازن وهو يحدث رهف ويشير على ادهم: ده بقى يا ستى عدوى اللدود ارخم كائن على وجه الارض. ادهم: ماشى يا عم مقبوله منك بس عشان مش عايز أقل منك قدام اختك. ابتسمت رهف بتوتر فلاحظت نهى توترها فقالت وهى تنهض: طيب أنا هقوم أحضر الاكل تحبى تيجى معايا يا رهف. نظرت رهف لمازن فابتسم لها مطمانا إياها فذهبت رهف معها. ادهم: يا بنى هيا اختك على طول ساكته كده.
مازن بحزن: أنا عايز اقولك أن رهف طبيعتها عكس كده خالص رهف دى كانت على طول بتضحك وتهزر بس مشكلتها انها رقيقه جدا بتتاثر باى حاجه وتعيط على اى حاجه يا بنى دى كانت بتعيط على كرتون سيمبا. فضحك الكل على كلمته. احمد: طب هيا ازاى اختك فى الرضاعه وانتا اكبر منها بتلت سنين.
مازن: ماما علياء والده رهف كانت صاحبه امى جدا وكانو جيران كمان فلما أنا اتولدت كانت ماما علياء لسه والده بقالها اسبوع بس الطفل مات بعد ولادته بكام ساعه فبعد موت امى أنا كان عندى يوم فماما علياء هيا اللى رضعتنى وربتنى. ذياد بستفزاز: بس للاسف الست الوالده شالت التربيه كلها لأختك وانتا طلعت ناقص تربيه. حدف مازن المخده على ذياد وهو يقول: اهه يا اونكل أنا ساكت وهوا اللى بيستفزنى.
محمد بضحك: معلش حقك عليا أنا اقعد يا ذياد بقى. مازن وهو يحدث ادهم: ادهم رهف كانت عايزه تنزل الشغل وانا مش هأمن عليها مع حد غيرك. ادهم: متقلقش فى عنيا خليها تنزل من بكره وانا بنفسي هشرف على شغلها. خرجت نهى وهى تقول: يلا الاكل جاهز. مازن: عمللنا اكل ايه يا طنط. نهى: مش معقول مشمتش الريحه. ادهم: لا يا ماما اصل هوا اعمى مبيشمش. مازن: انتا يا فاشل اسمها اعمى مبيشمش.
احمد بمزاح: ايوه صح يا ادهم اسمها اطرش مبيشمش. ذياد بزهق: متخلصونا بقى من الحوار الاهبل ده عامله اللى عملاه يعنى هوا انتا بتعتق. مازن: ده انتا عيل بارد. محمد بصوت عالى حتى لا يبدأوا فى المشاجره: يلا يا ولاد على الاكل.
عاد مازن ورهف اللى المنزل وأثناء انتظارهما المصعد دخلت تقى اللى المنزل. مازن: انسه تقى ازيك. تقى بابتسامه: الحمدلله حضرتك عامل ايه. مازن: الحمدلله. ونظر اللى رهف وهو يقول: دى رهف اختى ودى يارهف انسه تقى ساكنه فوقينا. تقى: اهلا. رهف بهدوء: اهلا بيكى. تقى: بس مشفتهاش قبل كده. مازن: اصلها كانت مسافره ولسه راجعه. وصل المصعد فصعدو وذهب كل منهم إلى شقته.
لاحظت رهف شرود مازن منذ دخولهم فذهبت وجلست بجانبه وهى تقول برقه: انتا كويس. مازن بضياع: مش عارف كل ما اشوف البنت دى بحس بحاجه غريبه قلبى بيدق دقه غريبه. رهف بابتسامه: يبقى بتحبها. مازن وهو يتذكر ما حدث فى الماضى: ايه لا طبعا مستحيل. رهف: مالك يا مازن فى ايه.
مازن: هحكيلك عشان مش قادر، من سنتين جت بنت تشتغل معانا في الجهاز كانت لسه تحت التدريب حبيتها اوى كانت حياتى كلها ليها هيا بس و فى مره كان عندنا مهمه فى الأقصر كنا متفقين أن بعد ما نرجع من المهمه دى هنعمل خطوبتنا واحنا فى المهمه وأثناء الاشتباك كان فى حد مخطط انواع يقتلنى بس فجاءه لقيتها جت وحضنتنى كنت مفكرها خايفه عشان دى اول مهمه ليها بس طلعت بتحمينى واحدا الرصاصة مكانى.
كان بيحكى لها وعيونه لم تتوقف لحظه عن البكاء. رهف بحزن: كان اسمها ايه. مازن: نورسين. رهف: بص أنا مش هقولك متحبهاش ولا انساها بس عيش حياتك الماضى خلص وانتهى ومعنى أن قلبك دق لغيرها يبقى انتا تقدر تحب غيرها وتعيش. مازن: أنا عارف بس خايف احب تضيع منى هيا كمان. رهف: متخفش خلى املك فى ربنا كبير وكل واحد وليه عمر. مازن: ونعم بالله بصى بقى أنا كلمت ادهم وهوا قالى انك تنزلى الشغل من بكره تمام.
رهف: تمام أنا هقوم انام تصبح على خير. مازن: وانتى من أهل الخير.