رواية ورطة مع السعادة للكاتبة رضوى جاويش الفصل السابع عشر
كم كانت مفاجأة مدوية تلك التي رتبها لها الحاج حسن بعد رحيله، لقد نقل ملكية شقته لها، لكن، لما فعل ذلك..!؟، اخبرها المحام السمج ذاك الذى كاد ان يفقد ياسين صوابه انه وحيد لا أقرباء او ورثة له من اى درجة و كان يعتبرها كأبنته فقرر ان يورثها شقته اما كل ما تبقى مما يملك فقد تبرع به للأطفال الأيتام و المرضى..
همست متنهدة في حزن و هي تتذكر تلك الصدمة التي شملتهما هي وياسين عندما أمرها المحام بتوقيع أوراق الملكية، كادت تفقد وعيها حرفيا و فغر ياسين فاه للحظات حتى استوعبا الامر، اه يا حاج حسن، لطالما كنت ذاك الاب الذى فقدته و حتى بعد وفاتك لازلت ذاك الاب الذى كنت احتاج، هي حتى الان لم تدرك الحكمة من ان يهبها الحاج حسن شقته.. لا تدرك لما فكر بذلك من الأساس..!؟.
لكنه على أية حال قد حل لها مشكلة كانت ستواجهها منذ عودتها من زيارة عمة ياسين فقد قررت ان بقاءها و أياه اصبح غير مطلوب و لا مرغوب من ناحية عمته التي تراها غير مناسبة لتلك الخطط التي تضعها لمستقبل بن اخيها، ابنها البكر كما تدعوه دوما.. كما ان بقاءها بجواره سيضيف على عذابها المزيد من العذاب، عليها الرحيل حتى ولو لم يكن هذا الرحيل بعيدا عنه بقدر ما يجب لكنه بعيد قدر استطاعتها..
ستنتقل لشقة الحاج حسن، لقد قررت ذلك منذ استعادت رشدها و بدأت التفكير في تلك الشقة كملك لها فعلا و لها مطلق الحرية في التصرف فيها و ها هي تفعل.. انتظرت حتى سمعت صوت باب الشقة يقفل إيذانا بخروجه و تنفست بعمق في محاولة لتشجيع نفسها للمضى فيما قررته و العمل على تنفيذه.. فتحت باب حجرتها و بدأت في سحب تلك الحقائب التي أعدتها للرحيل في سرية تامة..
فتحت باب الشقة و اتجهت لشقة الحاج حسن و فتحتها و هي تسمى الله فتحت الباب و أدخلت الحقائب و عادت لشقة ياسين تضع ورقة مطوية على تلك الطاولة بجوار الباب و أخيرا خرجت و هي تلقى بنظرة أخيرة على تلك الشقة التي لها معزة خاصة في نفسها..
أغلقتها في سرعة لإنهاء تلك اللحظات المؤلمة و اندفعت تدخل شقة الحاج حسن، شقتها الان وتغلق بابها خلفها تتطلع الى جوانبها المظلمة و عيونها تدمع تأثرا و دعاء يتردد في جوف صدرها لصاحبها، هي لم تدخل تلك الشقة الا مرة واحدة عندما أصر الحاج حسن على اعدادالافطار يوم عقد قرانها على ياسين..
ضغطت أصابعها على زر الإضاءة و توجهت للردهة و أضاءت جمع الأنوار، الشقة لا تختلف كثيرا عن شقتها المقابلة غير انها لاتزل تشعر بالرهبة و الوحدة فيها..
قررت ان تلقى بكل مشاعرها الان خلف ظهرها و تبدأ في احياء الشقة لتصبح صالحة للعيش فيها من جديد، على الرغم من ان الحاج حسن لم يكن يهمل نظافتها و كانت تأتيه تلك السيدة المدعوة ام سالم لتقوم على نظافتها، بدأت في فتح النوافذ حتى يدخل الهواء النقى و جالت في أنحاء الشقة لتستأنس بها و تألف أركانها..
ستعمل على نقل معداتها و أدوات عيادتها لهذه الحجرات لتبدأ في العمل من هنا كما كانت مقررة في الشقة السابقة، ستجعل الشقة مكان للسكن و العمل معا..
استغرقها العمل على تنظيم و تنظيف الشقة من جديد و أخيرا دخلت غرفة النوم، خطت داخلها في رهبة و كأنها ترى طيف الحاج حسن في كل ركن، بدأت في التنظيف و ما ان وقعت نظراتها على الطاولة الصغيرة جوار الفراش حتى لفت انتباهها ظرف موضوع أسفل لمبة الإضاءة الليلة على تلك الطاولة..
تناولتها في وجل و فتحت الظرف الذى وجدت على جانبه الاخر كلمات بخط الحاج حسن المنمق الى ابنتى العزيزة، مى أخرجت ورقة مطوية فضتها في تردد و ضربات قلبها تتسارع و بدأت الدموع تلمع بمأقيها حتى انحدرت على خديها، جففت عيونها حتى تستطيع قراءة السطور التي تهتز أمامها الان، و بدأت في القراءة..
مى، عند قراءتك لهذه السطور سأكون انا في عالم اخر مختلف عن عالمكم، سأكون في رحاب الله حيث الحق و الراحة و النعيم باذنه.. أعلمى أننى تركت لك تلك الشقة وهى أعز ما املك، تركتها كانما اتركها لابنتى التي لم يرزقنى الله أعز منها.. اعرف انكِ تتسألين الان، لما تركت تلك الشقة لكِ..!؟، و هل في هذا صالحكِ..!؟.
نعم، تركتها حتى تتخلصى من القيد الذى قد يربطكِ بياسين، تركتها حتى تكونىِ حرة في اتخاذ قراركِ بانهاء علاقتكما او استمرارها دون اى ضغوط من اى نوع، تركتها حتى تبتعدى قليلا حتى تقررى، هل اصبح ياسين جزء لا يمكنكِ الاستغناء عنه في حياتكِ بعيدا عن الشقة التي تربطكما، ام ان الشقة هي الأساس في تقاربكما..!؟.
تركتها لكِ حتى يدرك هو أيضا كل تلك الأمور، و يبدأ في التفكير بعقلانية بعيدا عن تأثير بقاء كل منكما في مجال الاخر.. ابنتى، دعواتى لكِ دوما بالراحة و السعادة، و لا تنسينى من دعاءكِ و ارسلى لى الرحمات دوما، حتى تظل عملى الذى لم ينقطع من الدنيا، فانت الولد الصالح الذى سيظل يدعو لى.. استودعتك الله الذى لا تضيع عنده الودائع.. ابوكِ، حسن الصراف.
ضمت مى الخطاب لصدرها و انهارت باكية على اطراف الفراش، لا تعلم كم ظلت تبكى و تترحم على ذلك الرجل الطيب الذى عوضها الله برحمته عن غياب ابيها في حياتها و افتقادها أياه.. انتفضت تمسح دموعها عندما علا صوت رنين جرس الباب و تلك الطرقات و التي لا تعرف منذ متى تتعالى و ام تسمعها... اندفعت تفتح الباب بلا تفكير حتى طالعتها صورة ياسين أمامها تسد عليها مداخل الضوء و الهواء..
صرخت تخرج كل غضبها في هتافها: - ماذا هناااك..!؟. انتفض في وجهها راغبا في اغاظتها: - سلام قول من رب رحيم، تنفس بعمق مدعيا الذعر و أخيرا هتف مرحبا يا ام سالم، ادخلى و ارسلى لى الدكتورة مى لامر هام...
جزت على أسنانها غيظا، ايشبها الان بأم سالم تلك السيدة متوسطة العمر و التي كانت تأتى للحاج حسن كل فترة لتنظف له الشقة وتقوم على خدمته، وإعداد بعض المأكولات له قبل ان تأتى مى و تقوم بهذا الدور معظم أيام الشهر التي تغيب فيها تلك السيدة الطيبة..
وضعت كفها على رأسها في نفاذ صبر لتكتشف وجود ذاك المنديل الذى تعقفه على جبينها كفلاحين فيلم الأرض و وجهها الذى اصبح كلوحة فنية من الغبار بتلك الاثار التي ترتسم عليه في عدة مناطق متفرقة و التي تحولت الى اثار طينية من اثر الدموع التي حاولت مسحها قبل فتحها الباب لتزيد الطين بلة.
ألقت نظرة جانبية على مظهرها العام في تلك المرآة الحائطية التي توازى مكان وقوفها لتؤكد في نفسها، هو لم يخطئ، انا بالفعل أشبه ام سالم كادت تبتسم رغما عنها، دوما ما يستطيع نزع ضحكاتها من قلب دموعها، هكذا فكرت وهى تتطلع اليه راغبة في معرفة سبب مجيئه الى بابها.. هتفت متصنعة الضجر: - دكتور ياسين، لا رقت لدى لمزاحك، ما الذى أتى بك يا ترى!
هتف ساخراً وهو يبرز بوجهها تلك الورقة التي تركتها عند مغادرتها: - هذه، هل هكذا تتركين شقتكِ دون اذن من زوجكِ..!؟. همست محاولة تمالك أعصابها: - دكتور ياسين، لقد أعلمتك برحيلى بالطريقة التي رأيت انها افضل للجميع، كما يجب ان تعرف ان ما كان يربطنا اصبح من السهل إنهاءه.. همس متسائلا: - و شقتكِ..!؟، و أدواتكِ و أجهزتكِ..!؟.
أكدت بصرامة: - الشقة لنا فيها حديث اخر، اما اجهزتى فسأرسل الفنيين لنقلها الى هنا حيث سأبدأ في العمل باذن الله.. قال بنبرة حانقة: - لقد رتبتِ كل شيء، دوما بارعة، قادرة، ومستقلة.. نظرت اليه بلا تعليق ليمزق هو جواب أخطارها أياه برحيلها و يندفع من أمامها لشقته التي دفع بابها في حنق حتى اصطدم بالحائط و قبل ان يهم بأغلاقه هتف صارخاً: - أرجوكِ ضيفى صفة هامة جداا لصفاتك الأسطورية، انكِ حمقاااء..
و أغلق الباب في عنف مستعيرا عادتها لتنتفض هي مع صفق الباب بهذه القوة و تعود للداخل و هي متعجبة من رد فعله، و هي تتساءل في تعجب، لما نعتها بالحمقاء..!؟.
لم يعد باستطاعتها تحمل المزيد، انه سيدفع بها لا لترك الشقة محل نزاعهما بل ستترك له البناية بأكملها و تهرب..
كم من المرات طرق بابها بأسباب واهية متحججا مرة بنقص الملح و مرة بعدم وجود السكر و مرة بعض الشاي و مرة رغبته في معرفة كيفية صنع صينية البطاطس و مرة ومرة، بل مئات المرات، و في كل مرة تفتح الباب ليطالعها بابتسامته المغيظة تلك و نداءه المقيت ذاك جارتى العزيزة ، الذى لا ينفك يردده في كل مرة و مع كل طلب سخيف..
دق الان جرس الباب لتندفع هائجة تقسم ان تقتله، لقد أفقدها صوابها بالفعل، فتحت الباب بعنف صارخة: - الرحممممة، هذا يكفى، اقسم.. قاطعها ياسين مبتسما بهدوء: - الفنيون هنا و كانوا يسألون عنكِ من اجل اجهزتكِ، ياااجارتى العزيزة.. ضمت قبضتيها في غيظ وودت لو اتيحت لها الفرصة لتلكم وجهه بأحدى قبضتيها لكنها نظرت خلفه لتجد الفنيين يقفوا بالباب في نفاذ صبر لبدأ عملهم..
تناولت مفتاح شقتها و خرجت مغلقة بابها و دخلت شقة ياسين يتبعها الفنيون و هو معهم، اشارت لبعض الأجهزة حتى بدأوا العمل بها و ما ان انتهوا حتى طلبوا مكان نقلها الجديد فاندفعت تفتح باب شقتها و تشير اليهم أين يمكنهم إعادة تركيبها.. نقل الفنيون الأجهزة لشقتها و هو تبعهم.. نظرت له مستفسرة: - شكرا لك دكتور ياسين، لن نعطلك اكثر من هذا، يمكنك العودة لشقتك و..
هتف بنبرة صارمة: - لن اعود لأى مكان حتى ينتهى الفنيون من عملهم، لن ادعكِ وحدكِ حتى يرحلوا.. هتفت معترضة: - لكن.. هتف معترضاً بدوره: - ليس هناك لكن، انتهى، سأرحل عندما يرحلون، وبالمناسبة، عيادتك اجعليها للنساء فقط.. صرخت الان معترضة بشدة: - ليس من شأنك بالمناسبة، انا أعالج المرضى اى كانوا، و لن انال اى أوامر منك في هذا الشأن..
نظر اليها نظرة مطولة قبل ان يقول في نبرة هادئة: - حسنا، دع اى رجل يدخل هنا و صدقينى، سأكون اول من يعرف مما يعانى لأجعل له الألم مضاعفا، و بدل من ان يخرج هنا بعد جلسة علاج طبيعى و قد عادت عظامه لوضعها، سيخرج هو وعظامه كلها مفككة.. جزت على أسنانها غيظا و حنقا و أخيرا هتفت من بين أسنانها: - اذن لا تتعامل مع النساء بالمثل، اذا كان الامر كذلك..
انفجر ضاحكاً: - حااضر، اذا ما حدث و بدأ الرجال في حمل ووضع الأطفال سأفعل بكل سرور، و حتى هذه اللحظة التاريخية لن استطيع التعامل الا مع النساء اما انتِ فبإمكانك التعامل مع اى من كان، و الأفضل طبعا النساء.. لا رجال بعد اليوم، مفهوم يا جارتى العزيزة!؟.
كادت ان تصرخ معترضة الا ان الفنيين انتهوا من عملهم و بدأوا في الرحيل ليكون هو اخر من يخرج من باب شقتها يلوح لها بكفه مودعاً و على وجهه ابتسامته تلك التي تصيبها بالجنون.
رواية ورطة مع السعادة للكاتبة رضوى جاويش الفصل الثامن عشر
شهر كامل قد مر منذ أعلنت عن افتتاح عيادتها للعلاج الطبيعى، و كم كانت كبيرة دهشتها عندما بدأ المرضى في التردد على العيادة حتى أضحت في غضون أسابيع العيادة الأشهر على مستوى المنطقة التي تقطن بها.. و الأعجب ان معظم رواد العيادة من المرضى من النساء، و القلة من الرجال كبارالسن الذين تخطوا الستين على اقل تقدير.. ابتسمت في سرها فهى على اى حال لا تريد احتكاك بجارها العزيز الذى قلت مرات ظهوره.
المعتادة عن السابق مما اشعرها بالراحة و في نفس الوقت بشعور غريب بدأ يؤرقها و يدفعها هي نفسها لتراه او تستمع حتى لأخباره.. نادت نبيلة تلك الممرضة التي عينتها حتى تتولى إدارة العيادة ومواعيد المرضى و ترتيب دخولهم لغرفة الكشف و مواقيت جلسات العلاج دخلت نبيلة بعد ان سمعت جرس الاستدعاء لتساءلها مى: - هل لازال هناك المزيد من المرضى..!؟. ردت نبيلة: - لا يا دكتورة، كانت تلك اخر مريضة منتظرة بالخارج..
تنهدت مى: - حسنا، هيا حتى لا تتأخرى في العودة لأولادك، و انا سأتولى باقى الأمور.. ابتسمت نبيلة: - جزاك الله خيرا يا دكتورة، سأرحل على الفور.. رحلت نبيلة و أغلقت مى الباب خلفها بأحكام و كذلك الأنوار و عادت لغرفتها ترغب في حمام دافئ يزيل عنها إرهاق اليوم..
نزلت تحت المياه الدافئة في استمتاع و ما هي الا لحظات حتى انقطع التيار الكهربائى لتقف مصدومة لثوان غير قادرة على التصرف، و أخيرا خرجت ترتدى مئزرها تتحسس طريقها حتى تجد شمعة تضئ بها تلك العتمة التي تحيطها و فجأة دق باب شقتها فانتفضت صارخة، الا ان جاء صوت ياسين من الخارج هاتفاً: - مى، هل انتِ بخير..!؟.
وصلت بصعوبة للباب و فتحته ليطالعها ممسكاً كشافا كهربائيا يشع نور على وجهها جعلها تغلق عينيها فينحرف به بعيدا عن محياها و يكرر سؤاله: - هل انتِ بخير..!؟. هزت رأسها: - نعم، انا بخير، أشكرك... ناولها الكشاف، : - خذى، اجعليه دوما بجواركِ.. تناولته منه ممتنة: - و انت..!؟.
همس مؤكدا: - لا عليكِ، الظلام لا يقلقنى فقد اعتدت عليه و استطيع التعايش معه، لطالما عانينا منه في تجوالنا مع تلك المنظمة الصحية التي كنت متطوعا فيها، لقد أجرينا مئات من العمليات الجراحية على ضوء اقل وهجا من ضوء شمعة.. همست مبهورة: - حقا..!؟، فلطالما كان هذا الجزء من حياته مفقودا و لا تعلم عنه شيئا.. ابتسم مجيباً: - نعم، حقا..
ثم سأل مستفسرًا: - هل ستستطيعى البقاء بمفردكِ في وجود الكشاف ام، تفضلى بقائى!؟. قالت محاولة ادعاء الشجاعة: - انا لا أخاف الظلام.. قهقه دون ان يعلق بكلمة مما شجعها لتستكمل حديثها قائلة: - لكن لابأس من وجودك بالطبع. و كمن كان في انتظار تفوهها بتلك الكلمات حتى اندفع داخل شقتها يغلق الباب خلفه.. و هو يتناول منها الكشاف الضوئي هاتفاً في سعادة: - لا يوجد اجمل من صنع كوب من الشاي و تناوله على ضوء القمر.
شرع في اعداد الشاي بالفعل لتهتف هي ضاحكة: - لكن لا قمر في السماء الليلة، انها نهاية الشهر العربى.. هتف متحسرا: - خسارة، فالقمر عندما يكون بدرا تكون ليلة عيد في الصحراء، و كأن الشمس تشرق في المساء، كانت جاكلين تعد لتلك الليلة طقوسا خاصة.. سألت في فضول متهور: - من جاكلين..!؟.
قهقه مفسرا: - طبيبة كندية تعرفت عليها في احدى القوافل الطبية التابعة للمنظمة الصحية التي كنت تابع لها، كانت مغرمة بحياة الصحراء و رحلات السفارى و ليلة اكتمال القمر بدرا كانت بالنسبة لها عيدا له طقوس خاصة لا تفوتها مهما كانت الظروف.. شبكت ذراعيها امام صدرها متسائلة: - يبدو انك تعرفت على العديد من، كانت تود ان تقول النساء لكنها استدركت قائلة، العديد من الشخصيات و من جنسيات مختلفة..!؟.
اومأ وهو يَصْب الشاي في أكوابه التي أعدتها هي: - نعم، الكثير من الشخصيات و الكثير من الجنسيات، و غمز بعينيه مستكملا، و الكثير من النساء أيضا..
صرخت في نفسها داخليا: - ما الذى جعلها تفتح الباب لذلك الوقح..!؟، حسنا، كان يكفيها ان تأخذ الكشاف و تشكره و تبقى وحيدة يأكلها الغيلان حتى ولا تضطر لصحبته التي تكاد تدفعها لأرتكاب جريمة الان، و خاصة وهو يضع كوب الشاي الساخن بين كفيها و يدفعها برفق لتجلس على احدى المقاعد في الشرفة و لا يكتفى بل يتناول احدى قطع الملابس المعلقة من على احد الأحبال المخصصة لنشر ملابسها و يضعها على شعرها المبلل..
ليهمس وهو يضعها على شعرها بنبرة كادت تفقدها أتزانها و ينسكب بعض الشاي على مئزرها: - لقد نسيتى غطاء رأسكِ، اعتقد هذا سيفى بالغرض.. رفعت نظراتها لتقابل نظراته التي كانت تتفرس في ملامح وجهها الطفولية و نظراتها المضطربة تجاه عينيه، لحظات مرت و ذاك الرابط الروحى العجيب بين نظراتهما لم ينقطع.
كان كل منهما يحكى لصاحبه قصة لا يعلمها عن مشاعر مجهولة للاخر لا يدركها الا صاحبها، و فجأة، عاد التيار الكهربائى و كأن بعودته انقطع ذاك الرابط و بدأ كل منهما ينتبه لحاله، ليتنحنخ هو في احراج و يستأذن في عجالة مندفعا خارج شقتها متحصنا بشقته بعيد عن ذاك السحر الذى أصابه منذ لحظات امام عينيها..
اندفعت نادية بجوار زوجها خالد هاتفة: - ماذا تقول..!؟، هل جُننت..!؟.. صاح خالد: - بل استعيد عقلى الذى اضعتيه انتِ و صديقتكِ.. صاحت نادية مستفسرة: - ماذا تقصد..!؟. قال محاولا ادعاء الهدوء: - كلتاكما وضعتما ما تفتق عنه فكركما الجبار فيما يخص الشقة و ياسين، لكن لم تفكر احداكما أين رأيه هو في الموضوع..!؟. هتفت محتجة: - من قال هذا، ان مى تفعل كل ذلك لاجله، و قررت ما قررت أيضا من اجله!؟..
هتف حانقاً: - خطأ، بل اكبر خطأ، وانا لن أشارك في هذا الخطأ ابدا، و طالما أنتِ و صديقتكِ تصرفتما بما أملاه عليكما عقليكما، حسنا، انا أيضا لى رأى في الموضوع.. هتفت نادية بفضول: - ما هو..!؟. اغاظها خالد هاتفاً: - انه رأى لا يُقال، بل يُفعل..
دق جرس باب شقة ياسين ليفتح فيطالعه عِوَض حاملا ظرف كبير به بعض الأوراق مكتوب عليه، خاص، يسلم للدكتور ياسين. تسلمه ياسين و أغلق الباب في حيرة من شكل الظرف و ما قد يحويه، فتح الظرف في عجالة و فض الأوراق احداهما تلو الأخرى و ما ان انتهى و طالعته اخر الأوراق حتى هتف في سخط و اندفع للشقة المقابلة، شقة جارته العزيزة التي لم يكن بحاجة ليدق بابها فالباب مفتوح لان مواعيد العيادة الرسمية قد حانت..
ولحسن الحظ لم يأتِ اى من المرضى حتى الان، فاندفع الى داخل غرفة الكشف و أغلق الباب خلفه في عنف جفلت له الممرضة التي نهضت في فزع عند رؤيته لدخوله المباغت و لولا معرفتها بانه زوج الدكتورة مى لكان لها معه شأن اخر.. انتفضت مى في ذعر عندما وجدت ياسين على هذه الحالة من الثورة يندفع الى داخل غرفة الكشف بتلك الهمجية فصرخت في تحدى: - ماذا يحدث..!؟، كيف..
قاطعها هو بان ألقى الأوراق التي بحوذته على سطح مكتبها وهتف بدوره: - انتِ من عليه اخبارى بما يحدث..!؟.
تناولت الأوراق في تردد و ألقت عليها نظرة متفحصة قبل ان تتنفس بعمق و تدعى ان لا شيء هام يستدعى كل هذا الحنق الذى يظهر جلياً على وجهه الان: - ما الذى تحويه تلك الأوراق جعلك بهذه الثورة..!؟، انا أتنازل لك عن نصيبى في الشقة محل النزاع لأننى قررت الرحيل و العودة للعمل خارج مصر من جديد و طالما رحيلى لا يجوز دون موافقة الزوج، فقد قررت التنازل عن نصيبى في الشقة في مقابل طلاقى، اعتقد انها صفقة رابحة لكلينا..!؟.
هتف ياسين معترضاً: - و من الذى يقرر ما الرابح بالنسبة لى، انتِ أيضا..!؟. هتفت مى في محاولة لضبط النفس قدر الإمكان امام إعصار غضبه الذى تراه في تصاعد مستمر: - انا أحاول إيجاد حلول وسط.. صرخ ياسين: - دون موافقتى، تتصرفين دون موافقتى او حتى رغبتى، ماذا اسمى هذا..!؟ ردت مى مدعية الهدوء: - سمه رغبة في الخلاص من وضع غير مرغوب فيه..
اندفع ياسين ليحشر نفسه خلف المكتب حيث تجلس لتنتفض هي لقربه المخيف: - أي وضع تقصدين..!؟، و اقترب اكثر هامساً بغيظ مخيف. : - هذا الوضع.. و جذبها لاحضانه عنوة و في غمرة غضبه و بلا وعى لثمها، قبلة أودعها كل قهره و غضبه و عذابه الفترة الماضية، أذاقها فيها احساسه المرير بالرفض منها و رغبتها في الهرب و الابتعاد عندما كان موقنا انها تبادله نفس مشاعره التي لم تتحرك لأنثى منذ سنوات بعيدة..
ابتعد دافعا أياها بحنق و ألتقط أنفاسه في تلاحق فاضح لكل مشاعره قبل ان يندفع خارجا وهو يهتف فيها بصوت متحشرج: - انتِ زوجتى و لا رحيل لكِ لأى مكان دون إذن منى..!؟، وانا لن أَعْط لكِ هذا الإذن، ابدااااا..
بكت و بكت، شلالات من الدموع لم تتوقف حتى انها صرفت الممرضة و اعتذرت لكل مواعيد جلسات مرضاها متحججة بوعكة مفاجأة ألمت بها، و يا لها من وعكة..!؟. انها لم تخطئ حين ارادت ان تحل الأمور المعلقة بينهما، هي لم تخطئ حينما ارادت إنهاء وضع غير مرغوب فيه، على الأقل من ناحيته هو او من ناحية عمته التي ما ارتضتها زوجة لابنها البكر..
ما الخطأ الذى ارتكبته ليعاملها بهذا الشكل المهين، و يفرض نفسه عليها بهذا الشكل المخزى..!؟. كانت تتوقع انه سيفرح حين يرى كل مشاكله قد حُلت و انه استعاد الشقة كاملة دون اى شركاء حتى يشرع في تجهيز عيادته و خاصة الجزء الخيري فيها كما وعد عمه قبل وفاته.. هي ما فعلت كل ما فعلته الا في سبيل رحيلها و قد تركت ذكرى جميلة لدى شخص عزيز لديها كان يوم غريمها اللدود و اصبح غريمها العزيز.
ومؤخرا اعترفت لنفسها انه اصبح بلا منازع حبيبها اللدود، حبيبها العزيز، القريب البعيد، الحاضر الغائب، الحانى القاسى، الذى على قدر ما أسعدها، على قدر ما أبكاها.. و الذى كان و لايزل قادرًا و بكل جدارة على انتزاع ضحكاتها من قلب دموعها و أناتها.. لا تعرف ماذا عليها ان تفعل..!؟، و كيف ستطالع وجهه و تنظر لعينيه بعدما فعل..!؟.
لقد تحطم حاجز لامرئى بينهما، حاجز عجيب لم تدرك وجوده يوما ما، و لكن مع قبلة العقاب و العتاب تلك، انهار ذاك الحاجز تماما و أصبحت تراه بشكل مختلف اربكها و زاد من عذابها، اما كان يكفيها ألم فقدانه كحبيب حتى يلح عليها عذاب فقدانه كزوج..!؟.
رواية ورطة مع السعادة للكاتبة رضوى جاويش الفصل التاسع عشر
لم يعد يدرك ماذا يفعل، تلك المجنونة الرعناء التي اوصلته لمرحلة لم يصلها من قبل من الحنق و الغضب، لماذا تفعل كل ذلك..!؟. انه يريدها، يريدها كما لم يرد امرأة من قبل. كيف لم تدرك كل هذا، كيف استطاعت وضع كل هذا جانبا و لم تلتفت له..!؟.
و لم رفضت طلبه عندما فاتحتها عمته في رغبته تلك..!؟، يكاد يجن، هو يشعر انها تبادله حقا كل تلك المشاعر و الأحاسيس التي يكنها لها، و قبلته لها أكدت له ما كان يشعر، اصبح واثق الان انها تحبه قدر حبه لها.. لما يا مى، لما..!؟. هتف في ضيق و هو يدخل البناية حيث شقتهما ستورثنى هذه المرأة الجنون بالتأكيد..
و فجأة طالعه لوحة موضوعة بجوار المصعد على مدخل البناية تعلن عن وجود شقة للإيجار في البناية، ما ان وقع بصره على رقم الشقة حتى استشاط غضبا و ادرك تماما ان لحظة الجنون قد حانت بالفعل، هل تعرض شقتها للإيجار..!؟، لا، هذا كثير، جذب اللوحة الإعلانية و مزقها في سخط و حنق..
اندفع داخل المصعد و ما ان وصل لشقتها حتى دخل كالثور الهائج، لم ينتبه ان نبيلة الممرضة غير متواجدة كعادتها خلف مكتبها، و ما لفت انتباهه الان هو صوت مى يعلو بشكل ينذر بالغضب، اندفع لغرفة الكشف متوقعا انها تتجادل مع نبيلة، فتح الباب في عنف مندفعا اليها و فجأة تسمر مكانه وهو يرى ذاك الرجل الاحمق يحاول التهجم على مى بشكل أفقده صوابه فاندفع يجذب الرجل من عنق قميصه و بدأ في تسديد اللكمات لوجهه بثورة عارمة و غضب هادر، سقط الرجل ارضا مستسلما و متوسلا ياسين، فما كان من ياسين الا ان بدأ في ركله بقدمه بجنون حتى استطاع الرجل الفكاك و الهرب مندفعا من تحت أقدامه..
لحظات من الصمت أعقبت هروب الرجل لم يقطعها سوى صوت تنفس ياسين العالى و ألتقاطه لأنفاسه بعد تلك المعركة الحامية، أخيرا رفع نظراته تجاهها فوجدها تقف في ركن الغرفة البعيد ترتجف كالعصفور في ليلة مطيرة سألها في قلق: - هل انتِ بخير..!؟. أومأت رأسها إيجابا و هي تحتضن نفسها بذراعيها في محاولة لدعم نفسها كما تفعل دوما، استكمل كلامه: - هل تطاول هذا القذر ب...
لم تمهله ليكمل سؤاله لتؤكد له نافية باشارة رافضة من رأسها.. استدار بكليته لمواجهتها و بدأ في التقدم نحوها مما أورثها رعبا جعلها تتقهقر للخلف حتى اصطدمت بالحائط خلفها وقف أمامها الان هامساً بحنق من بين أسنانه و قد تذكر لما جاء من الأساس: - الم اخبركِ ان لا تستقبلى المرضى من الرجال..!؟، انتِ بالفعل حمقاااء.. همست بضعف وهى تحاول تمالك دموعها: - ياسين، ارجوك...
قاطعها هاتفاً في حنق: - ارجوك ماذا..!؟، لا ترجونى، فقط اخبرينى لما انتِ بهذا الحمق، لما تتصرفين بهذه الطريقة المستفزة، لما دوما ترفضين تقربى إليكِ، لما دوما انت بهذا الغباء لكى تدركِ انى أريدكِ.. فغرت فاها و رفعت نظراتها اليه لا تستطع ان تأتى باى رد فعل الا التحديق في وجهه و الحملقة فيه بنظرات مشدوهة..
اقترب منها و جلس على طرف المكتب مقابلا تماما للمكان الذى تقف فيه هامساً بنبرة متألمة و عاتبة: - لما رفضتنى..!؟ استجمعت شتات نفسها و هي لاتزل على دهشتها التي تشملها: - انا رفضتك..!؟، اى رفض تقصد..!؟. تنهد هامساً: - الم تطلبكِ عمتى للزواج بى..!؟ هتفت متعجبة: - عمتك..!؟، ماذا تقصد..!؟.
نظر اليها و تفرَّس في ملامح وجهها المندهشة و كانها المرة الأولى التي تدرك فيها ذلك لذا اخرج من جيب بنطاله جواله و طلب نمرة ما و وفتح مكبر الصوت، عدة رنات حتى هل صوت عمته المريح النبرات تلقى التحية: - مرحبا ياسين، افتقدك كثيرا.. هتف: - مرحبا عمتى، و انا أيضا افتقدك، لكن اخبرينى، ما نص الحوار الذى دار بينكِ و بين مى بالضبط..
ضحكت عمته و قالت: - مابالك يا ياسين، انها المرة الخامسة على ما اظن التي تسألنى فيها هذا السؤال، على أية حال، سأخبرك، انا بدأت معها الحوار بكل ماعانيته انت في الماضى و انى أتمنى لك بالفعل فتاة جميلة تنجب لك الأطفال و تسعدك لكنها لم تنتظر حتى اكمل حديثى وأخبرها برغبتك في التقدم جدياً للزواج بها، بل وجدتها فجأة ترفض بشكل قاطع و تخبرنى ان ما بينكما لا يتعدى علاقة شراكة فرضتها عليكما الظروف و انها لن تتطور لأى نوع اخر من العلاقات، لكن اخبرنى، اما من جديد..!؟، الم تستطع ان تقنعها، انها فتاة رائعة و الزوجة التي تمنيتها لك، أتعرف، صالح يسألنى عنها دوما و يتمنى رؤيتها من جديد..
ابتسم ياسين و هو ينظر لمى و دهشتها المتمثّلة في فمها المفتوح و نظراتها المصدومة الغير مصدقة و قال لعمته: - قريبا جداا يا عمتى، لن أتى الا وهى معى.. هتفت عمته مشجعة: - احسنت، هذا هو بن اخى، و انا في انتظاركما معا، الى اللقاء..
أغلق ياسين الهاتف وجذبها اليه فجأة لتصبح بين ذراعيه و يطوق خصرها بذراعيه أسرا لها و هامساً بنبرة مشاكسة: - و الان، هل تقبل الانسة مى الرفاعى، المستقلة القوية، الواثقة القادرة و المعتدة بنفسها حد الحماقة، طلب الزواج من العبد الفقير الى الله ياسين نور الدين، مع العلم بانه شخص طيب و ناجح و خفيف الظل و كل ما يخطر ببالك من صفات رائعة بجانب بعض الصفات المبهرة التي من النادر اجتماعها في شخص واحد، فهو عاشق للطعام.
صوت غطيطه يشبه صافرة القطار و اصبح مؤخرا يعشق الملابس الداخلية ذات اللون الوردى.. تساقطت الدموع من عينيها و لم تستطع الرد الا بشهقات قوية أخرجت كل ما اعتمل بداخلها كل الفترة الماضية من ضغوط و عذابات.. ضمها لصدره أكثر و همس بالقرب من أذنيها عابثا: - هل هذه المدموع و الشهقات التي تقتلنى شفقة عليكِ، تعنى نعم، ام لا..!؟.
ابتعدت قليلا عن محيط صدره و أومأت برأسها إيجابا ليشاكسها هامساً: - اسمع الرد بصوت عال من فضلكِ.. ضربته بكفها المضمومة على كتفه وهو تهتف في سعادة و الدمع لا يزل يغرق خديها: - نعم، بالتأكيد نعم.. ضمها اليه من جديد وهو يتنهد بارتياح حتى اعتصرها بين ذراعيه و أخيرا همس من جديد عابثا: - بما ان العروس قالت نعم، فلا مانع بالتأكيد من هدية صغيرة للعريس المسكين الذى عذبته العروس حتى كاد يفقد صوابه..
اندفعت تحاول الابتعاد عنه هاتفة في ذعر: - ماذا تقصد..!؟. جذبها اليه من جديد و ضحكته المجلجلة تضاعف دقات قلبها التي وصلت لأعلى من الحد الطبيعى المسموح به وهمس قائلا: - اقصد هذا.. و احتضن وجهها بكفيه و بدأ في تلثيم جبينها و خديها و أرنبة انفها و أخيرا اقترب من شفتيها لكن بدل من تقبيلها همس بصوت متحشرج يقطر عشقاً: - لن أفعل، فلا قدرة لى على ذلك فَلَو فعلت، فلا طاقة لى للابتعاد عنكِ بعدها..
همست بنبرة لا واعية: - و لما تبتعد..!؟. قهقه مازحاً لجرأتها الغير معتادة: - حتى اعد للعروس اجمل عرس يمكن ان تحظى به.. همست مشدوهة: - عرس..!؟، و لكننا امام الناس كلها متزوجين بالفعل..! هتف: - لا يعنينى الناس، يعنينى انتِ، و فرحتكِ وسعادتكِ، لكن طالما يهمك امر الناس فدع الامر لى..
ثم هتف مازحاً: - هيا استعيدى مى القديمة للحظات واطردينى من هنا فورا، فانا لا اعرف ما يمكن ان افعله لو ظللت أمامكِ بهذه النظرات الشقية المتطلبة التي تطل من عينيكِ انفجرت ضاحكة: - عيناى انا المتطلبة..! حسنا لا بأس، ثم غيرت نبرة صوتها لنبرة أمرة و هتفت: -، اخرج الان وفورا..
تحرك في تثاقل و ابتسامة مرحة على شفتيه و ما ان هم بالخروج حتى استدار لها نص استدارة و هتف قائلا: - مى، و نظر اليها نظرات راغبة في البقاء بالقرب منها للأبد.. همست خجلى: - ياسين، اذهب الان، و موعدنا يوم الزفاف، اسرع في تحضيره.. اندفع في اتجاه شقته صارخاً: - في اقرب فرصة، فما عدت قادر على البقاء دون طَعَامِك الرائع، معدتى تصحرت..
تبعته مى وهو خارج من باب شقتها لتقهقه وهى تغلق الباب خلفه في سرعة: - أهااا، هذا اذن سبب عرضك المغرى، حسنا اعتبر كل ما قيل سابقا لاغٍ.. و أغلقت الباب بصفقة قوية كعادتها قبل ان يعاود ادراجه و يحاول إقناعها من جديد، بطريقته الخاصة...