logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 7 من 17 < 1 10 11 12 13 14 15 16 17 > الأخيرة




look/images/icons/i1.gif رواية غزالة في صحراء الذئاب
  03-01-2022 01:25 مساءً   [46]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية غزالة في صحراء الذئاب للكاتبة رحمة سيد الفصل السابع والأربعون

وتقريبًا كانت شمس فيما يشبه حالة الصدمة المُغلفة بالفرح!
الفرح لشخصًا أعتقدت قناعه من الكره، فصدمت بيده الحديدية الممدودة لمساعدتها..
وعيناها لمعت بوهج خاص وهي تتمعن النظر ل مروان الساكن أمامها تمامًا وكأنه يترك لها فرصة ترجمة ألغازه!
فهمست هي ببلاهه:
-أنت يا مروان؟
اومأ مؤكدًا، بجوار أجابته الهادئة:
-أيوة أنا يا مدام شمس
ولم تتغير حالتها وهي تسأله:
-طب أزاي!
ورده كان بنبرة واثقة مما يقول:.

-عادي يا مدام
صرخت فيه بنفاذ صبر، فأعصابها أصبحت تالفة تمامًا، لا تحتمل ولو ضغطة واحدة:
-أنت مجنون، هو إية اللي عادي! عادي إنك تخطفني؟ سبحان الله
ظهرت شبه أبتسامة باهته على ثغره قبل أن يباغتها بقوله:
-مالك هو اللي متفق معايا عشان أخدك من البيت
سألته بملامح ساكنة أثر الصدمة التي لم تترك لها تعبيرًا واضحًا تتخذه:
-لية! عشان آآ ع
قاطعها بالأجابة التي تحفظها عن ظهر قلب:
-أيوة، عشان أبوه ميأذيكيش.

تنهدت بأرتياح حقيقي، السجن الطبيعي أهون لها من سجن ذاك الشيطان بالتأكيد!
فرمقته بنظرات ذات مغزى قبل أن تردف:
-شكراً، يا مروان
وبابتسامة صفراء تابع:
-على إية، ده واجبي تجاه أقرب أخ ليا مُش بس صديق
اومأت وهي تتحس بطنها بأرهاق، شعر بالألم الذي بدأ يأخذ منحناياته على ملامحها، فسارع بسؤالها:
-مالك في إية؟
هزت رأسها نفيًا، و قالت بأختناق:
-مفيش حاسه بطني وجعاني شوية بس
صدح سؤاله بصوت جاد:.

-إنتِ أكلتِ من أمتى يا شمس؟
أغمضت عيناها، وخرج صوتها واهنًا:
-مأكلتش من ساعة ما أخدوا مالك
مط شفتيه باعتراض واضح، فراح يقول بلوم:
-مأكلتيش من ساعتها! وهو في واحدة حامل تعمل كدة يا مدام هه
كادت تهتف بشيئً ما ولكنه قاطعها بصرامة محببة:
-بس خليكِ هنا وأنا هأروح أجيب لك أكل وهاجي بسرعة
اومأت موافقة، ولكن سرعان ما قالت بشيئ من القلق:
-طب آآ
أخذ يهدئها برفق قائلاً:.

-متقلقيش، في رجالة برة بيحرسوا المكان وأنا مش هتأخر يعني
اومأت موافقة بتردد، لينصرف هو مغادرًا على عقبيه...
فيما عادت هي لشرودها الدائم والذي أصبح يجمعها بحبيبها وزوجها مالك
وابتسامة مُنكسرة هي من تحتل ثغرها، تشعر من زاويتها أن الفراق لن ينتهي بهذه السهولة!
أن المسافة بينهم لن تتقلص إلا في حالة واحدة، موت شيطان الأنس!

ذُهل كلاً من مراد و خلود من تلك الرغبة الهوجاء والتي أعتقدوها جنون تسببه فقدان الأبنة!
ترغب في الذهاب - الهام - لتلقي بمجرد قمامة غير هامة..
ولكن لا، بالتأكيد تتوارى رغبة خفية خلف ذاك الأصرار الغريب!
رغبة خلف ستار الجنون...
شعار تحمله كريمة فوق كاهليها وهي تُصمم على الإلقاء بمن قد يجعلها في نفس وضع زوجها المُميت!
سارعت خلود تسألها بنبرة مستنكرة:
-حضرتك عاوزة تمشي عشان ترمي دول في الزبالة بس!

اومأت بما زاد من تعجبهم أطنان:
-أيوة، لازم أخلص منهم
سألها مراد بهدوء تام وكأن تعجبه يُزال بمرور الثواني:
-لية يا طنط؟ ممكن أعرف
ومن دون وعي أظهرت لهم الرغبة الخفية التي تسير بين عشاش عقلها:
-لإن هما دول السبب في كل حاجة
ثم نظرت لهم مكملة:
-هحرقهم قبل ما يحرقوني هما!
وبغتةً إلتقط منها مراد الأشياء يتفحصها ليكتمل الشك الذي نبع داخله..
فيما صرخت هي فيه بهيستريا قوية:
-هات، ملكش دعوة بيهم أنت مش أدهم دول.

اما هو فلم يكن يوجد أسعد منه الان!
بين يديه الشيئ الذي لطالما كان يبحث عنه بين الظلمات..
بين يديه من سيعدل تلك الموازين المنقلبة!
بين يديه مفتاح الأنتقام العظيم والأبدي..
عاود النظر ل كريمة المنفعلة مرة أخرى، ليصيح فيها بعصبية خفيفة:
-إنتِ فين عقلك! عايزة ترمي حق مليون شخص!
عقدت ما بين حاجبيها وهي تسأله:
-نعم! حق مين يابو حق أنت؟
اومأ مؤكدًا وقد بدأ يشرح لها ببعضًا من الهدوء:.

-أيوة، ده اللي هينتقم لكل الأشخاص اللي راحوا فدى لخططهم الشيطانية
هزت رأسها نافية بغيظ:
-لأ، حاجة ماتخصكش، هات أنت مش أدهم صدقني
وبالطبع هي لن تقابل سوى الأصرار بعينيه:
-لأ مستحيل، أنا بقالي سنين بدور عليهم
ثم أنتبه وهو يسألها:
-بس إنتِ جبتيهم منين!
نظرت أمامها وبشيئ من التوتر ردت:
-كانوا مع آآ مع جوزي
اومأ يؤكد ما برأسه من حبالاً للأفكار ترابطت لتوها:
-المرحوم صابر، صح؟

اومأت بأسف، فيما شهقت خلود بصدمة حقيقية..
كل الصدمات التي تلقتها كادت تمر، ولكن تلك، لا وألف لا، لن تمر بسهولة بالطبع!
غابت فترة عنهم لتعود فتجد أشواكًا من حديد تزداد مع الوقت..
وهتفت بحنق:
-مين اللي مات! عمو صابر مات؟ طب ازاااي، ده كان آآ ك كان كويس!
تنهدت كريمة قبل أن تقول بصوت مختنق:
-مات، مات من قهرة الظلم، ربنا ما يدوقها لحد ابدًا يابنتي
هزت رأسها نفيًا بعدم تصديق!

لا تصدق كم الأحداث الصادمة التي تتلقاها واحدة تلو الأخرى..
واخيرًا نظرت ل كريمة تهتف في ثبات:
- لو ده دليل فعلاً يا طنط، أرجوكِ تثقي فيه
وسرعان ما تذكرت فقالت مسرعة:
-هو ظابط، سابقًا
قالت كلمتها الأخيرة بأسف ظهر جلي في نبرتها!
ليتابع مراد بقوة:
-صدقيني لو إنتِ أتأذيتي بسببهم، يبقى أنا اتدمرت مش بس اتأذيت بسببهم!
وبدأ الإقتناع كشبحًا يتسلل لروحها، فنظرت له مضيقة عينيها، ثم غمغمت:
-بس أنا مليش دعوة.

اومأ مؤكدًا بحماس واضح خطاته على محياه:
-أكيد. مش هقول إني اخدتهم من حد، أنا جبتهم بنفسي
اومأت بتردد، لتوليهم ظهرها تعاود مأواها وسجنها الصغير الذي أصبح حضنهت الوحيد الذي تبكِ فيه قهرًا!
فيما سارعت خلود تسأل مراد بجدية محتنقة:
-مراد أنت لازم تفهمني وتقولي هاتعمل بيهم إية؟
هز رأسه نفيًا، وقال:
-هافهمك بس بعدين، لكن هعمل اية
ابتعد قليلاً ممسكًا بهم أو لنقل متشبثًا بهم بكامل قواه...

وكأنهم متمسكًا بأخر أمل له في هذه الحياة!
ليكمل بنفس النبرة:
-أكيد هاروح أسلم الأدلة لأمن الدولة، عشان كل واحد ياخد جزاؤوه!

ظلت زينة تصيح في تلك الخادمة التي تُدعى دُرية، تلقي بسهام غضبها الجم في وجههم والسبب معروف،
إختفاء مُكثف يزيد من هالة مشاكلها وألامهم اللانهائية!
لتصبح الدوامة أثنان، ولربما ثلاث!
رمقت دُرية بنظرة نارية، لتزمجر بوجهها منفعلة:
-يعني إية! الأرض إنشقت وبلعتها ولا إية مُش فاهمة
هزت الأخرى رأسها نافية بصورة سريعة شبه هيستيرية وهي تشرح لها للمرة التي لا تذكر عددها:
-معرفش والله العظيم ما أعرف يا هانم.

كزت زينة على أسنانها بغيظ قبل أن تصيح فيها:
-هو إنتِ مفيش على لسانك غير معرفش معرفش! إية متعرفيش غيرها
لوت شفتيها في شيئ من التهكم، ثم قالت:
-شكلها فعلاً الأرض إنشقت وبلعتها زي ما إنتِ قولتي
أقتربت منها ولم يتركها هاجس الشك حول إرتباكها..
فأمسكت بذراعها تسألها بصلابة:
-إنتِ عارفة حاجة صح؟

هزت رأسها نافية بسرعة، ومن دون وعي أصبحت كأنها تقدم لها سببًا واضحًا ليزداد هاجس الشك في إمتلاكه بسبب توترها، فصارت تصيح بما يشبه الأنفعال الخفيف:
-لا لا لا خالص، وهو أنا هاعرف منين وهاعرف اية اصلاً!؟
نظرت لها زينة نظرة ذئبًا لا يخيل عليه كذبًا إلا ويكتشفه..
فهمست من بين أسنانها:
-إنتِ عارفة حاجة حصلت من ورايا صح
إبتلعت درية ريقها بازدراء، ثم هتفت بلهفة:
-لا لا أكيد مش هاتجرئ وأخبي عنك حاجة عملناها.

رفعت حاجبها الأيسر متهكمة:
-بس إتجرأتِ يا دُرية
زفرت بقوة ثم تابعت بتهديد أعلن نفسه بوضوح بين حروفها:
-قسمًا بالله لو ما قولتِ أي حاجة أنا مُش عارفاها لكون مودياكِ ورة الشمس والدبان الأزرق ما هيعرفلك طريق
وعند ذاك وكفى!
هي لن تتحمل ضريبة نصر لشخصًا اخر، لن تدُس نفسها بين ذئابًا لا ترى سوى المصلحة فقط!
فأغمضت عينيها وهي تهتف بصوت قارب للبكاء:
-والله العظيم غصب عني.

سألتها زينة باهتمام شديد لحقيقة قد تكون صدمة جديدة لها:
- هو إية اللي غصب عنك؟ إنطقي بسرعة يلا مستنية إية
إضطرب تنفسها وكادت تهتف، ولكن قاطعها زمجرة زوجها الذي سارع بقوله:
-مفيش حاجة يا ست زينة، أكيد مفيش حاجة
أشارت له بأصبعها محذرة:
-بس، أنت تخرس خالص لما أقولك أتكلم حتى تتكلم فااهم؟
-حاضر، أنا بس كنت بأفهم حضرتك الحقيقة مش أكتر.

قالها وهو ينظر للأسفل محاولاً التحكم في ذاك التوتر الذي سيلقي بهم في الجحيم حتمًا!
فيما قد وقع نظرها على السكين الموضوعة لجوار طبق الفاكهه، فركضت نحوه تمسك بها، ثم أقتربت من درية تضعها على رقبتها وهي تصرخ:
-والله لو ما قولتي لاكون قتلاكِ دلوقتي حالاً كمان، أنطقي يا حيوانة
وعندما تكون على حافة الموت لا ترى أمامك سوى الحقيقة التي تظهر بعد إنسحاب أي كذبة بعقلك!
فسارعت تهتف:.

-طب أوعديني تسامحيني وماتعمليش ليا أي حاجة، لا انا ولا جوزي
ضغطت بالسكين على رقبتها وهي تحثها على الإسراع:
-إنجزي مش هنقعد نتواعد دلوقتي
ونطقت بما جعل السكين تسقط من بين أصابع زينة...
التي شُلت جميع أعضاءها عن الحركة أو العمل بقول تلك:
-أنا اللي دخلت أوضة الست هانم التانية وجبت سلاح الأستاذ مالك وعطيته لجمال بيه!

تقريبًا كان جمال على فراش الموت، يضع يده على قلبه الذي كان وكأنه يصرخ من كثرة الألم!
ملامحه كانت كمساعدة للتعبير عن الألم الذي يفتعل بين خلجات صدره..
فصار يتأوه بصوتًا عاليًا معبرًا عن مدى تألمه:
-آآآه قلبي واجعني أوي
اومأ الطبيب بجدية هادئة يجيبه:
-للأسفةيا جمال بيه أنت عندك القلب مُجهد والمرض أتملك منه، لذلك أي إنفعال هايخليك تحس بالألم ده
ثم صمت برهه ليتابع بعدها:.

-مش بس كدة، لا ده أنت ممكن تتعرض لجلطة تسبب الوفاة بعيد الشر لو إنفعلت زيادة
اومأ جمال بألم:
-يعني بقيت مريض كمان!
أشار له الطبيب مكملاً بدبلوماسية:
-للأسف اه، وكتبت لك الأدوية دي خدها بانتظام، وياريت بلاش مجهود كتير
اومأ جمال ثم بدأ يحاول النهوض، ولكن فجأةً...
لم يعد قادرًا على التحكم بجزءه السفلي إطلاقًا!

كان مالك بالمرحاض المخصص للسجن، يتوضئ ليحاول الصلاة كما علمته شمسه الغائبة عنه سابقًا..
شمسه التي ابتعدت عنه - اجباريًا - فتركت حياته ظلمات فقط!
إنتهى ثم كاد يخرج بهدوء، ولكن فجأة ظهر شخصًا ما امامه ينظر له بشراسة..
فسأله مالك بهدوء تام:
-خير؟ أنت مين وعايز إية؟
لم يجيبه بل ظل يقترب منه رويدًا رويدًا وهو يهمس:
-عايز روحك يا مالك، بيه
حدق به مالك بعدم تصديق وهو يعود للخلف..

بينما الأخر أستمر في التقدم نحوه وقد اخرج من جيبه سكين صغير...
فابتلع مالك ريقه مصدومًا وقد أيقن نيته السوداء و...!



look/images/icons/i1.gif رواية غزالة في صحراء الذئاب
  03-01-2022 01:25 مساءً   [47]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية غزالة في صحراء الذئاب للكاتبة رحمة سيد الفصل الثامن والأربعون

عندما يُسيطر الخوف، والمفاجأة معًا، فيصبح لا يوجد مكان لذرة واحدة حتى من التفكير!
لم يُسعفه الوقت أو يمهله فرصة لأستيعاب مهاجمة ذاك - الغريب الحاد - وبأقل من لحظات كان مالك يقاومه بكل جهده،
وأخيرًا إستطاع تفاداة طنعته ليلقيه أرضًا، وقد كانت قوته البدنية خير درع حماية له خاصةً في هذه الأوقات..
ضغط على رقبته بقوة يسأله بصوت متهدج أثر إنفعاله:
-أنت مييييين؟ أنطق أنت مين؟

بدأ الأخر يسعل بقوة كلما ازداد شعوره بالأختناق، كلما شعر بالهواء ينسحب من بين جوفيه فيتركه في حالة جفاء مُميتة!
إستطاع النطق أخيرًا ليجيب بحروف متقطعة ولاهثة:
-أنا آآ ع عبدالله، عبدالله
صاح فيه منفعلاً وقد نفذت طاقته من الصبر:
-عبدالله مين؟ وتعرفني منين!
هز رأسه نفيًا في سرعة هيستيرية:
-لا، أنا معرفكش يا باشا، معرفكش والله ما أعرفك خالص
عقد مالك ما بين حاجبيه في تعجب حقيقي..

ولكن سرعان ما أدرك ماهية الأمر، بالطبع إن لم يكن الدافع معنوي داخلي يحثه على فعل ذلك، فالمؤكد الفعلي مادي مُجسد من شيطانًا أهوج!
وفي كلا الحالتين، رده الطبيعي والحازم الذي تهفو به كل خلية من خلاياه
لن يسمح لهم، ابدًا
سأله مستفسرًا ولم تتغير النبرة ولو درجة:
-امال عملت كدة لية؟ لحساب مين.

وبالرغم من أن بينه وبين الموت - عتبة - يظل الشيطان حارسًا على لسانه من النطق الصادق، فأضاف كذبة جديدة لقائمة تاريخه القذر:
-معرفهوش، معرفهوش ولا شوفته
إزداد من ضغطته وكأنه يعرف أنها الوسيلة الوحيدة..
وكرر سؤاله الحاد والذي كاد يختنق:
-أنطق، بتشتغل لحساب مين؟
صرخ مسرعًا:
-هقولك، هقولك بس سيبني أنا مش عايز أموت
أمسكه من تلابيب قميصه ليزمجر فيه كثورًا هائجًا لن يهدئ:
-جمال السناري صح؟ أنطق يلااا.

هز رأسه نفيًا، ثم قال:
-لا، مُش ده، واحد تاني غيره
كاد يخنقه مرة اخرى إلا أنه قاطعها بقوله المستغيث:
-والله العظيم واحد تاني مش هو، أرجوك سيبني هموت في ايدك
كز على أسنانه كاملة بقوة حتى كادت تنكسر، ثم أستكمل اسئلته:
-امال يعرفني منين؟ ولية يكلفك تقتلني يعني؟
لم يعد قادرًا على الكذب مرة اخرى!
وكأنه على يمينه الشيطان وعلى يساره ملك الموت، والنتيجة واحدة كلا الحالتين!
فهتف بصوته الأجش مُفسرًا:.

-واحد تبعه، واحد تبعه تقريبًا دراعه اليمين، هو اللي قالي ودخلني السجن مخصوص عشان كدة!

طيلة الطريق للوصول ل أمن الدولة كان مراد يختلس النظرات لذلك الدفتر يقرأ بعض السطور منه..
والتي كانت ك لهبًا زاد إشتعال الجمرة التي تشتعل بين روحه في هذا الوقت!
كلما تذكر زوجته أو إبنه الراحل، يشعر بالزمن يعيد نفسه مرة اخرى ولكن هذه المرة ليعطيه فرصة الأنتقام..
فيما كانت خلود لا تقل شرودًا عنه!
وكأنهم في تنافس قوي فيمن يصبح شارد أكثر..

تفكر وتفكر، تتساءل عن تلك الأهمية لتلك الفلاشة التي تجهلها تمامًا!
بمرور الزمن تزداد حيرتها تقريبًا...
فبدأ الإختناق يفرض مقاليده عليها بجدارة!
واخيرًا إستطاعت سؤال مراد لتنتشله من موجه ذكرياته الماضية:
-مراد ممكن تفهمني
وبالطبع كان يتوقع ذاك السؤال، وتكفل عقله بتجهيز إجابته أيضًا!
فإلتفت لها يرد بفتور:
-طب ممكن لما نرجع بيتنا مش دلوقتي
هزت رأسها نافية والإصرار يُقيدها:.

-لا لو سمحت فهمني كل حاجة دلوقتي، وحالاً، أنا مُش هافضل زي الأطرش في الزفة كتير كدة يا مراد
اومأ بهدوء، و راح يشرح لها:
-أكيد مش هتبقي زي الاطرش في الزفة، بس ده موضوع طويل ومحتاج روقان عشان أحكيلك بالتفصيل
هزت رأسها نفيًا دون تردد وقالت:
-لأ، عايزة أفهم دلوقتي يلا احكي
تنهد بقوة مستعيدًا رباطة جأشه، ثم سألها هادئًا:
-ماشي يا ستي، عاوزاني أبدأ منين بالظبط؟

نظرت لما يحمله بيده ثم أردفت بنبرة حملت في طياتها الريبة الجادة:
-من أول معرفتك بأصحاب الحاجة دي
اومأ موافقًا، وقد عزم على سرد كل شيئ، ولكنه وجد غصة الماضي مانعًا في حلقه!
شيئ ما داخله لا يدعوه لتذكار ما حدث فيفتح أبوابًا اُغلقت من الألم..
ولكنه قاوم وهو يبدأ بصوته الخشن:.

-زمان، كنت متجوز ليلى حبيبتي، كنت شغال ظابط زي ما إنتِ عارفة، بس مكنتش بسكت عن الحق ولو كان التمن حياتي! كان في لواء بردو نفس النظام، طريقه الحق وبس، اخيرًا بعد فترة قدرنا نمسك دليل على أكبر تجار مخدرات وفساد في مصر، في البداية الدليل كان معايا، رحت أنا اديته للواء لاني افتكرت انه هيبقى في امان اكتر ويقدر هو يسلمه في اقرب وقت، لكن هما ماكنش عندهم وقت، تاني يوم على طول راحوا على بيت اللواء، واللي هو نفس عمارة المرحوم صابر، كان على علاقة طيبة ب صابر، هجموا عليه ولما ماقالهمش على مكان الفلاشة ضربوه بالسكينة عشان يقتلوه، ومشيوا بعدها، وبالصدفة صابر طلع ولقى اللواء بيطلع في الروح، ولانه طبعاً مش بيثق في اي حد غيري وكان مستحيل يوصلي، قال لصابر على مكان الفلاشة، ووصاه يشوفها عنده قبل ما يمشي وقاله يديها ليا أو لظابط موثوق فيه، وطبعاً المرحوم ماكنش يعرفني ابدًا ولا عرف يوصلي، ولا حتى كان معاه الوقت الكافي يتصرف لانهم لبسوه القضية على طول واخد فيها مؤبد، وأنا كان ممنوع عليا ازوره، ومش بس كدة، دول وقفوني عن العمل بسبب قضية ذور، بقيت أنا بحاول أجمع الأدلة وطبعاً بمساعدة خفيفة من بعض الناس الشريفة، ولما يأست قررت أروح بيت الراجل زي ما إنتِ شوفتي، يمكن مارحتش علطول لاني ماكنش ينفع أشرحلهم أو حتى لما يسألوني أنت بأي صفة بتحقق معانا هقولهم اية!، هي دي الحكاية. والباقي انتِ عرفاه!

وبوجه واجم سألته:
-ومراتك؟
إبتلع ريقه بازدراء، حاول المرور من تلك النقطة، ولكن يبدو أنها مترقبة لها خصوصًا!
فاستسلم وهو يجيبها بصوت مختنق:
-قتلوها قبل ما يقتلوا سيادة اللواء، الاول هددوني فكروا اني معاي الفلاشة وبأكذب، وقتلوها، ولما برضه ماقولتلهمش عرفوا إنها فعلاً مش معايا، بس بعد ما خسرت مراتي وابني!
كادت دموعه تنزلق أسفل قناع تماسكه المزيف..

بينما هي كانت الصدمة ذاتها لا تكفي للتعبير عما تمر به الان!
لا تصدق، وهل يوجد ذئابًا هكذا؟
وللأسف الاجابة كانت واقعية حية أمام عينيها...
وجدت نفسها تربت على كتفه بحنان هامسة:
-معلش يا حبيبي، ربنا مابيضيعش حق المظلوم، وأديهم كلهم هيتحاكموا غصب عن أي حد
اومأ مؤكدًا بحماس، ووجد نفسه يقول بجدية لا تحتمل النقاش:
-هاتفضلي في العربية لحد ما أدخل وأجي، بعدها هاخدك ونروح أنا وإنتِ وليلى للمأذون
سألته متوجسة:.

-لية؟
اجابها دون ظهور أي رد فعل:
-عشان هاروح أطلق ليلى، بس كمان أكون رجعت حمدي!

-أهم يا مروان، إتصرف أرجوك.

قالتها زينة متلهفة ل مروان الذي حضر مسرعًا بعد محادثتها له..
قالتها وقد بدت نبرتها مُرهقة حرفيًا، مذبوحة ومُنكسرة!
يأست من كثرة التلبس بقشرة الثبات، فلم يعد يشكل فارقًا إن أظهرت ذاك الضعف ام لا..
إن انهارت ام لا!
النتيجة واحدة ومعروفة هي دُمرت وأنتهى الأمر!
بينما نقل مروان نظراته بين دُرية و زوجها يتفحص هيئتهم المرتعدة...
رعبهم من الواقع الذي حطم موجات سعادتهم بالمال!

فقال موجهًا حديثه ل زينة بنبرة جادة وصلبة:
-إنتِ متأكدة من اللي قولتيهولي ولا لا يا زينة؟
اومأت مؤكدة دون تردد، وسارعت بقولها:
-هما اللي أعترفوا بنفسهم
اومأ موافقًا، وقد ظهر الحماس في نبرته وهو بخبرها:
-هاخدهم وهاخد المحامي ونروح نشوف إية اللي هايحصل، وانا واثق إنهم هايخرجوه لإن جمال بيه متهم خلاص
اومأت تدعو متمنية:
-ياارب ياااااارب يا مروان
جذبهم مروان بحدة مشيرًا نحو رجلاً كان معه ليخرجا معًا..

فيما ظلت درية تهتف بخوف:
-أنا مش عايزة أتسجن، مش عايزة ادخل السجن
نهرتها زينة بجمود مرددة:
-كان لازم تفكري ف كدة لما بسببك أخويا دخل السجن ظلم
راحت تستعطفها برجاء حار:
-لا أرجوكِ إنتِ وعدتيني يا هانم ارجوكِ، لو احنا وحشين ماتبقيش زينا
اومأت موافقة بامتعاض:
-ربنا يسهلها
بينما سحبهم مروان معه، متجهين نحو قسم الشرطة، واخيرًا قد عاد القدر يبتسم لهم مرة اخرى!

كان جمال يحاول قدر الإمكان تحريك قدماه، ولكن فشل!
لم يعد يستطع السيطرة عليهم كما فقد سيطرته على كل شيئ...
بدى كأنه يُعافر مع القدر وليس مع عضو من اعضاءه!
نظر للطبيب هامسًا بصدمة جلية:
-أنا مش قادر أحرك رجلي خالص
وبالطبع بدأ الطبيب يفحصه، ولكن بعدها نظر له وكأنه يخبره بقرار القدر وعقابه:
-للأسف يبدو إنك اتشليت، بس هنا مش هانقدر نعرف التفاصيل، لازم تعمل اشعة وتكشف في مستشفى ونشوف.

ولكنه لم يسمع باقي كلماته، توقف عقله عن الاستقبال عند تلك الكلمة يبدو إنك اتشليت!
منذ قليل أعترض على مرضه، ولكن بدى الموضوع مثبتًا لجملة
كما تدين تُدان!
لم يمهل الفرصة لأي شخصًا يومًا، فلم يمهله القدر فرصة للأستيعاب وسقطت المطرقة الثانية المنتقمة على رأسه، فأصبح يصرخ بهيستريا:.

-لاااااا انا ماتشليتش لااااا أكيد كذب اكيد مستحيييييل أنا سليم لاااااااااااا ليييييية كدة لييييية اكيد انت كداااب أنا مش هتشل، مش هابقى عاجز لاااا
ولكن بالطبع إعتراضه من زوايته لم يقابل سوى نظرات من الشفقة..
ليجد الطبيب ينهض ليغادر، فصار يزمجر فيه بحدة مفرطة:
-أنت رايح فين؟ أقعد هنا انت مش هاتمشي وتسيبني كدة، أنا كويس انا اللي حاسس بنفسي، انا تعبان شوية بس
ظل الطبيب يهز رأسه في أسف مرددًا:.

-اعذرني يا جمال بيه مش بأيدي، لو خرجتك هايتقبض عليك وانا مش هاتحمل النتيجة، أنت مضطر تفضل عاجز!
وصراخ وصراخ وصراخ...
صوت صراخه الحاد يدوي بأرجاء المكان، ولكن بدى وكأن صراخه تحيط به هالة من اللامبالاة..
فلا يهتم له اي شخص! ويبقى هو ينوح بعلو صوته ولكن، لا من مجيب!

وصل مراد مع رجال من الشرطة الذين توصلوا لمكان جمال، بعدما قدم الدلائل التي كانت بحوزته لشخص موثوق منه في الشرطة...
بالطبع لن يفوت تلك اللحظة التي أنتظرها لأيام عديدة..
لن يفوت اللحظة التي ستتكفل بأثبات رغبة القدر فعليًا امامه!
سيتأكد حتمًا أن كما تدين تدان
سيتأكد أن - الدنيا دي دوارة - وأن بالطبع
- يوم ليك ويوم عليك -
الكثير والكثير من الكلمات التي عاش يهدئ بها نفسه...

الان ستتحقق لتخبره أنا لم اذهب سُدى
طرقوا الباب بعنف وبعدها بدقائق كانوا داخل المنزل يسمعوا صرخات جمال التي ستزداد حتمًا بعدما يراهم...
وبمجرد أن رأى الشرطة فعليًا ازداد صراخه الجنوني:
-ابعدوا عني، سيبوووني انتوا مش عارفين انا مين ولا اية، ابعدوووا عني لااااااااا
اقترب منه مراد، ينظر له بتشفي وظفر، ليهتف بعدها بصوته الأجش:
-جاااالك يوووم يا شيطان الأنس!

ولكن بالطبع ذاك الشيطان ليس هو من يستسلم بهذه السهولة..
أخرج سلاحًا صغيرًا أسود من جيب بنطاله يوجهه نحو مراد، ليطلق الرصاصة بجنون و...!



look/images/icons/i1.gif رواية غزالة في صحراء الذئاب
  03-01-2022 01:26 مساءً   [48]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية غزالة في صحراء الذئاب للكاتبة رحمة سيد الفصل التاسع والأربعون

وإنطلقت الرصاصة صوب مراد الذي حاول تفاديها ولكنها كانت وكأنها تعرف دورها الخبيث من شيطان الأنس ف اُصيب مراد في ذراعه فقط لحسن حظه...
صرخ متألمًا وهو يمسك ذراعه الأيسر:
-آآه دراعي، حسبي الله
فيما ركضت خلود نحوه تتفحص ذراعه الذي بدأ ينزف الدماء بغزارة، فأصبحت دموعها تهبط تلقائيًا وكأنها مُبرمجة عند رؤية إيذاء من تعشقهم!

فرمقت جمال الذي ازداد صراخه مع محاصرة الشرطة له بنظرات حاقدة، لجوار قولها المتمني:
-ربنا ياخدك ويريح الناس من شرك
ووقعت عيناها على قطعة صغيرة من القماش على الأريكة، فإلتقطتها على الفور لتضمد جرحه قدر الإمكان...
وتلقى مراد سؤالاً من الضابط المتوجس:
-أنت كويس؟
اومأ مراد مغمغمًا بألم:
-إن شاء الله
أشار للعساكر ليجذبوا جمال الذي ظل ينوح بإنفعال:
-لا سيبوني، أنا هاوديكوا في ستين داهية، أبعدوا عني يا كلااااااب.

ولكن صوته كان يُخلط مع نسمات الهواء المشحونة بالسلب، فيمر على اذنيهم مرور الكرام دون إخراج ردًا مناسبًا!
فيما قال الضابط لمراد بجدية مناسبة:
-أنت والمدام هتركبوا مع العسكري تروحوا المستشفى
اومأ كلاً منهم، ليتابع مراد بصوته الذي بدأ ينحدر نحو الأختناق:
-شكراً يا حضرت الظابط
هز الأخر رأسه نافيًا، وبأمتنان حقيقي صدح صوته يقول:
-لا شكراً ليك أنت، أنت عملت حاجة الشرطة كلها ماقدرتش تعملها.

تقوس فمه بابتسامة ساخرة قبل أن يستطرد بنبرة تليق بسخريته وحنقه:
-للأسف الشرطة تقدر، بس هي مُش عاوزة مش مُش قادرة يا حضرت!
تغاضى الضابط عن جملته وهو يخبره:
-في النهاية الفضل ليك، ربنا يكتر من أمثالك
أبتسم مراد أبتسامة صفراء، ليهمس:
-متشكر، يارب.

يحاول التماسك قدر المستطاع، ولكن ومع مرور الثواني كان الألم الذي يشعر به كأنها دائرة تزداد في الأتساع كل لحظة!
إستقلا سيارة الشرطة ليتجهوا نحو احدى المستشفيات الخاصة...

واخيرًا بعد فترة، تم الإفراج عن مالك بضمان محل إقامته وخاصةً بعد سجن جمال مما أثبت إمكانية قتله لسمر...
وصلت شمس مع مراد إلى القسم، وبالطبع كانت شمس تحتل أولى درجات السعادة، بل كانت السعادة تغمر كل ذرة فيها، واخيرًا إنتهت فترة البُعد الاجباري، ليصبحوا في فترة إجتماع قلوب العشاق...

الابتسامة السعيدة المُهللة تزين ثغرها، وشعورًا كزهرة متفتحة ينمو داخلها بالنصر لأول مرة، وخاصةً بعد معرفتها بالقبض على شيطان الأنس
وبمجرد أن رأت مالك أمام القسم حتى ركضت له تحتضنه غير عابئه بأي شيئ سوى أن عيناها تتحلى برؤية حبيبها الاول والاخير و زوجها العاشق...
بينما مالك لم يكن أقل سعادة منها، بل كان كفراشة أخيرًا عادت لما تستنشقه دومًا فأصبحت ترفرف بجناحات عشقها!

طوقها بذراعيه يشدد من ضغطته لها، يود لو ادخلها بين جنبات صدره فما عادت تفارقه ابدًا..
دقات قلبه تتراقص بجنون بين قفصه الصدري، وعقله يهفو بانتصار
صبرت ونولت!
وقطع لحظاتهم المُشتاقة حد الجنون صوت مروان الذي كان كمقص غليظ:
-خلاص يا ملوكي لما تروحوا بيتكوا أبقوا اعملوا كل اللي انتم عايزينه
رغمًا عنه أبتسم مالك ولكنه رد بغيظ من بين أسنانه:
-وحياة أمك لأوريك يا مروان.

بينما هي طغت الحمرة قسمات وجهها، فنظرت للأرضية بخجل حقيقي ناتج عن موقف محرج كهذا..
أشتياقها الغير محدود كان خلفية مزدهرة لتصرفها الأحمق..
وتدخلت زينة تنطق بنبرة جُسدت فيها نصف مقدار السعادة:
-مبروووك يا مالك، ويارب ماتدخلهوش تاني ابدًا إلا في الخير
اومأ بابتسامة هادئة ومتمنية شقت وجهه:
-امين ياااارب.

وبأشارة منه كانت تقترب منه يحتضنها بحنان، حنان بثه له بدفئ حضنه وأرتياح غامر استلم قلبها المنكسر فكان له كمهدئ مؤقت!
نعم مؤقت، سعده لن تكتمل، ك دورة ينقصها لفة أخرى لتحرير والدتها الحبيبة وحينها ستصبح كاملة مُكملة..
قبل مالك جبينها، ونطق لسانه تلقائيًا بما زحف نحوه قلبه الحاني مؤخرًا:
-وحشتيني أوي يا زينتي
أحتضنته مرة أخرى تردد بأشتياق لعودة طيبة كهذه:
-وأنت وحشتني اكتر يا قلب زينتك.

صفق مروان بيده متدخلاً بقوله المرح:
-خلاص يا جماعة نخلي الحب ده لبعدين، انا واحد عايز أروح أنام
قهقه مالك بمزاح مجيبًا:
-فدايا الدنيا كلها يا حبيبي مش تعبك بس
كز الأخر على أسنانه والغيظ زعيمه ليتابع بعدها:
-اه طبعاً يا برنس
وبصوت مكتوم همس بصوت ظنه في قرارة نفسه فقط:
-الله يخربيت اليوم اللي عرفتك فيه
سأله مالك وقد اصطنع الجدية في صوته:
-بتقول حاجة يا مروان؟

هز رأسه نافيًا في سرعة خفيفة، ليردف بعدها مقلدًا شخصًا مرتعدًا:
-لا لا ابداً، ولا عمري هاقول ياسطى ابداً
فصدح صوت ضحكات الجميع على لعبة القط والفأر التي يتمازحون تحتها وأجنحة السعادة تُضللهم، الى حين غير معلوم!

وقف سعد مساعد شيطان الأنس وذراعه اليمين، يده التي يأمرها بزرع الشر فيتركها تجول لتنفذ ما اُمرت به على الفور..
ولكن تلك المرة لم يكن هادئ ككل مرة وهو يرسم حُفر الشر أينما اومر في أرض الله الواسعة!
بل كان مشطاطًا غاضبًا ناريًا، نيران تتدفق بين عينيه الواسعة الحادة...
نظر للرجل الذي يقف لجواره ليهتف بصوتًا عاليًا قد لا يناسب كم الأشتعال الذي ينهش في روحه:.

-ماقدرش، برضه ماقدرش، هو اية مالك ده اييييييييية!
أجاب الرجل وهو منكس الرأس من خيبة يبدو أنها لُصقت بهم:
-قطة بسبع أرواح يا باشا، لا مش قطة ده ذئب مش مكتوب له يموت ابدًا
عَلى صوت تنفسه المضطرب والذي كان أكبر دليل على غضبه، قبل أن يصدح صوته قائلاً بخشونة:
-موته ماكنش هايعمل لي إلا حاجة واحدة
سأله الأخر بنبرة متعجبة:.

-صح يا باشا، كدة كدة جمال بيه أكيد هايعترف ومش هايقع لوحده يعني موت أبنه ده مش هايغير حاجة لأن الأدلة اتسلمت للبوليس وزمانهم ابتدوا يدوروا على الباقي
اومأ موافقًا، وقد أحتل الشرار أكبر جزءًا من حروفه الحاقدة:
-أيوة، بس هاكون إنتقمت منه على تدميرنا، والواد الظابط ده كفاية عليه اللي حصل له
صمت برهه ثم عاد يردد في خشونة:
-وبعدين جمال أكيد مش هايعترف على الباقي، هو مش واطي للدرجة.

تقوس فمه بابتسامة ساخرة وهو يجادله:
-ده واحد بينه وبين الموت عتبة يا باشا، أكيد مع الضغوطات ومش بعيد التعذيب هايعترف فورًا كمان
اومأ موافقًا بأسف حقيقي شابه الغيظ:
-للأسف، بس أنا مُش هافضل كدة مستني قدري يجي لحد عندي
قال الأخر متساءلاً يستفسر:
-هاتعمل إية يعني يا سعد باشا بقا؟
نظر أمامه والإصرار الغريب يغلف نظراته الحاقدة هذه المرة:
-أكيد هاخرج برة البلد قبل ما يوصلوا لي!

عاد كلاً من مراد و خلود إلى منزلهم بعد مداواة جرح مراد والذي لم يتأذى منه كثيرًا لحسن حظه..
وبمجرد أن رأتهم ليلى حتى إتسعت حدقتا عينيها، و راحت تهتف في هلع:
-إية ده إية اللي حصلك يا مراد؟
ردت خلود التي ظهر الحنق مرسومًا بين خطوط قسمات وجهها أثر مناداتها له دون أي ألقاب:
-إتصاب أصابة بسيطة بس
اومأت ليلى، لتردف بصوت خافت:
-ألف سلامة عليك
ظهرت شبح أبتسامة صفراء على ثغره المُهلك:
-الله يسلمك يا ليلى.

وضع يده على ذراعه المُصاب، ليستأذنها مغمغمًا بأرهاق واضح:
-عن اذنك يا ليلى، شوية وأكيد راجعلك لإن في كلام كتير لازم نتكلم فيه
اومأت موافقة بهدوء:
-ماشي هستناك
إتجه هو وخلود نحو غرفتهم، وبمجرد دلوفهم أغلقت خلود الباب بعدهم..
ساعدته في الدلوف للمرحاض ليغتسل ثم تبديل ملابسه لملابس مريحه...
وما إن انتهوا وتسطح على الفراش ببعضًا من الأرتياح والهمدان،.

شعر في تلك اللحظات أنها نصفه الثاني فعليًا، أنها يده السليمة بدلاً من المصابة، أنها روحًا طيبة وعاشقة متجانسة مع روحه الثائرة التي هدأت لتوها!
حمدالله في قرارة نفسه على نعمة من الله وعد نفسه ألا يفرط فيها ابدًا...
نظر لخلود التي كان وجهها واجم، فسألها بصوته الرجولي الهادئ:
-مالك يا خوختي؟
أبتسمت ابتسامة صفراء قبل أن ترد نافية:
-لا مفيش أنا عادي اهوو.

هز رأسه نفيًا وقد أصر على شيئ ما يراودها دون أن يراه او يعرفه:
-لا مش عادي، إنتِ عايزة تقولي حاجة، قوليها يلا؟!
تنهدت قبل أن تستطرد بصوت جاد:
-كل حاجة في أوانها كويس
ضيق عينيه، وخرجت حروفه المُخلدة العاشقة بأمرًا من دقاته العالية:
-بس أنا، أحب أعرف كل حاجة بتدور بعقلك، حتى قبل ما توصل للسانك يا حبيبتي
ابتسمت برقة أذابت جليد همومه، لتقول بصوتها الحنون المشتاق:.

-عايزة أروح ل ماما وأفضل أعتذر لها وأترجاها تسامحني حتى لو اضطريت افضل كدة لحد ما أموت، وأكيد هأروح ل طنط كريمة أعرف منها اللي حصل ل شمس بالتفصيل
ثم ربتت على كتفه في حزم لين مرددة:
-بس أنت ارتاح عشان دراعك يخف بسرعة
قبل جبينها بعشق خالص إتضح في قبلته، ليهمس:
-ربنا يخليكِ ليا يا روحي
ثم نهض ممسكًا بذراعه، ليجزم بعدها:
-بس لازم أعمل حاجة قبل ما أرتاح وأنام
سألته مستفسرة بهدوء:
-حاجة إية دي؟

إتجه نحو دولابه، ليخرج كل ما يخص ليلى يضعه في طبقًا حديديًا على الأرض لينتهي من تفريغ كل شيئ داخله، وتحت انظار خلود المتعجبة والمترقبة في آنٍ واحد ليشعحل النيران فيها وهو يردد بصوت حازم:
-كدة صفحة ليلى أتحرقت بالكامل، وخصوصًا بعد ما نفذت إنتقامي!

واخيرًا، اُغلق عليهم بابًا واحدًا بمفردهم، يشعر أنه شابًا مراهقًا لأول مرة يختلي بمعشوقته الوحيدة!
ينظر لها وعيناه تموج عشقًا بدى لا نهائيًا، وتقرأ هي بين سطورها ما لم ينطقه لسانه!
لحظات من الصمت مرت عليهم وكان صوت تنفسهم المضطرب أثر الأقتراب النعيمي بعد الفراق الحتمي هو موسيقى هادئة يسمعون فيها غزل صامت!
كان يسارع لتبديل ملابسه المتسخة، ولم يصدق وهو يراها امامه اخيرًا وهم معًا في غرفتهم...

بدأ يقترب منها رويدًا رويدًا منها، وكل خطوة يقتربها يشعر بدقاته تزداد سرعة!
مد يده لها يهمس بصوت عاشق ولهان:
-تعالي يا شمسي
أبتسمت برقة لتقترب منه ببطئ، وما إن أصبحت امامه حتى جذبها له يلصقها به، ليتابع همسه المشتاق:
-وحشتيني، وحشتيني أوي أوي أوي
نظرت له وقد لمعت لؤلؤتيها الرمادية ببريق عاشق يعرفه جيدًا، فلم يتمالك نفسه اكثر وهو ينقض على شفتيها يلتهمهم في قبلة جائعة وعاشقة...

يملي شوقه الجارف لها طيلة هذه الأيام، ويدعو ألا يضطروا لبُعدًا كهذا مرة اخرى!
ويداه تعبث بحرية بقميصها القصير، لاحقًا ابتعد عن شفتاها التي كادت تتورم، ف ضمها له بحنان مُشتاق، ورأسها تجاور صدره، ف رفعت رأسها تنظر له لترفع نفسها قليلاً تُقبل ذقنه الخفيفة وجانب شفتاه، دُهش من الجرأة التي اصبحت تتحلى بها مؤخرًا، ولكن سرعان ما قال مداعبًا وهو يطوق خصرها النحيل:
-أتعلمتي الوقاحة ع فكرة يا شمسي.

ضحكت بمرح، لتداعب أنفه بأنفها مرددة بمشاكسة:
-من بعض ما عندكم يا ملووكي
ولم يكن ليترك شفتاها تمر بعيدًا عنه مرور الكرام، فقبضها يلتهمها بنهم...
رفعها عن الأرض ليحملها معه وهو يقبلها نحو غرفتهم، فأغلق الباب بقدميه ثم اتجه نحو الفراش يضعها عليه وهو فوقها..
يقبل كل جزء بوجهها الأحمر بدايةً من عيناها المنغلقة حتى منحنايات صدرها، ويداه تعرف دورها الخبيث فتزيل عنها ملابسها الخفيفة...

وهمس بجوار اذنها قبل أن يغوصا في رحلة طويلة من العشق والهُيام بعد حرمان لا يقدره عشاق مثلهم:
-بحبك، لا بحبك اية ده انا بعشقك يا شمس حياتي...!

...

بعد فترة ليست قصيرة كانت تتسطح على فراشهم بجواره، تضع رأسها على صدره العالي فتسمع دقاته الثائره، وضعت ذقنها على صدره لتنظر له قائلة بتساؤل ناعم:
-مالك، نفسك في ولد ولا بنت؟
ضيق ما بين حاجبيه، ليقترب منها يسألها مشاكسًا:
-يا ترى إنتِ نفسك في إية يا شمسي؟
إتسعت ابتسامتها وهي تهمس بتمني:
-نفسي في تؤأم ولد وبنت
أبتسم هو الاخر، ليلصقها به تستشعر سخونة جسده، قبل أن يقول بخبث دفين:.

-انا بقا نفسي في عشر تؤااام
شهقت مصدومة، لتستطرد ؛
-نعم! لية هو انا أرنبة ولا إية يا حبيبي؟ ضحك من قلبه على تلك الطفلة التي ستنجب طفل مثلها!
لتنجرف شفتاه نحو شفتاها الوردية، لتخرج حروفه بين شفتاها:
-واحنا ورانا اية يعني؟ أنا عايز أخلف منك عيل
ثم ختم كلمته بقبلة طويلة من شفتاها، ثم اكمل ؛
-واتنين
ثم بدأ يُقبل كل إنش في وجهها، ثم تابع:
-وتلاتة واربعة وخمسة وستة وسبعة و، إلخ.

فإنطلقت شفتاه توزع قبلاته المتلهفة على كل جزءًا من جسدها ويداه تتحسس جسدها بطريقة أثارت القشعريرة في جسدها...
وقطع لحظاتهم صوت رنين هاتفه، فتأفف مالك وهو يلتقطه ليجيب بضجر:
-الووو ايوة
وسرعان ما إتسعت حدقتاه وهو يهمس مصدومًا:
-إيييييييييية!

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 7 من 17 < 1 10 11 12 13 14 15 16 17 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
ارتفاع أعداد المصابين في فرح «غزالة» لـ39 شخصاً.. والداخلية تكشف التفاصيل بعد القبض على «أبو العروسة» Moha
0 282 Moha
ﻗﺼﺔ ﺍﻟﻐﺰﺍﻟﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝﷺ dody
0 269 dody

الكلمات الدلالية
رواية ، غزالة ، صحراء ، الذئاب ،












الساعة الآن 06:53 AM