logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 6 من 17 < 1 10 11 12 13 14 15 16 17 > الأخيرة




look/images/icons/i1.gif رواية غزالة في صحراء الذئاب
  03-01-2022 01:21 مساءً   [40]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية غزالة في صحراء الذئاب للكاتبة رحمة سيد الفصل الحادي والأربعون

ذُهلت شمس حرفيًا، ألا يستقبل إعتذراها على خطأ - فطري - وهي دائمًا ما كانت تستقبل أعتذاراته على وتيرة القبول ودون الرجوع لعقلها المتمرد حتى!
وبالطبع الدموع كانت أسرع ما زحرف لعيناها كتعبير كاسر عن مدى الحزن الذي أحتل اجزاءها...
وفجأة وجدته يلتفت بابتسامته المعشوقة التي زينت ثغره، وكان صوته الخافت كلحن مُحبب لها:
أسفك مش مقبول لإنك مكنش مفروض تعتذري أصلًا!

ظلت تنظر له ببلاهه، متعجبة من قدرته على التغيير في ثواني معدودة!
لتسأله بعدها بسذاجة طفل مندهش:
إزاي؟
رفع حاجبه الأيسر يرد مستنكرًا:
هو إية اللي ازاي، إنتِ كنتِ عايزاني أزعل ولا أية؟
هزت رأسها نافية بسرعة، وبابتسامة ناعمة قالت:
أكيد لأ، بس فكرتك هاتفضل زعلان ومش هاتصالحني
إتسعت أبتسامته وهو يقترب منها محتضنًا إياها بدفئ لطالما تحلى به حضنه العاشق!

ليهمس بعدها بجوار أذنها، بحروفًا قادرة على أذابتها خجلاً بين يديه:
أنا اصلاً مقدرش أزعل منك، ازعل منك وأبعد عنك إزاي وأنا كل ثانية ببقى هاموت عليكِ أصلاً!؟
ضربته على كتفه برفق بقبضتها الصغيرة، لتردف بها بغيظ خفيف:
والله، وأنا اللي فكرت كل اللي أنا عملته ده راح هدر!
ضحك بمرح، قبل أن يعاوده ذلك الخبث الذي لا يليق سوى بعاشق متين، والذي أصبحت تترقبه هي بأشتياق تلقائي!

ليمسك يدها وهو يلفها كعرض راق كثيرًا لعيناه المتلهفة:
بمناسبة اللي إنتِ عملاه، إية القمر ده
ثم غمز لها بطرف عينيه التي تلمع ببريق خاص بها، ليتابع:
هياكل منك حته زي ما أنا هاموت وأكلك دلوقتي
ضحكت برقة أذابته حرفيًا، ليقول بعدها بعدم تصديق مصطنع:
لا لا أنا كدة هافرفر منك أنا مش ادك يا شمسي
قهقهت وهي تمسك يده الخشنة مرددة بدلال:
طب يلا بقا عشان ناكل، الأكل زمانه هيبرد.

أقترب منه حتى أصبح ملاصقًا له، وبنبرة ذات مغزى أستطرد:
طب ما أحنا هناكل اهوو
هزت رأسها نفيًا بسرعة لمَ أستقبله عقلها:
لأ لا مش زي كل مرة هاتضحك عليا وهاسكت، المرة دي هناكل أكل بجد
جذبها له في لمح البصر يقبض على شفتاها بقبلة دامية ومتلهفة كعادته، ليبتعد بعد دقيقة تقريبًا هامسًا بأنفاسه اللاهثة:
طب يلا عشان مفيش وقت هانرجع القاهرة
ضيقت ما بين حاجبيها، ولم يُخفى عنه صوتها المتوجس وهي تسأله:
طيب وباباك؟

رفع كتفيه مجيبًا بلامبالاة خبيثة:
مايهمنيش، أختي محتاجاني ولازم أكون جمبها، وبعدين مش هايقدر يعملي حاجة خلاص
سألته بأمل تقافز من بين لؤلؤتيها اللامعتان:
ازاي اية اللي حصل؟
تنهد وهو يرد بابتسامة منتصرة:
لأن معايا ورق يوديه في ستين داهية، وهو أكيد عرف ده فمش هايقدر يعملي أي حاجة
تمتمت شمس بابتسامة هادئة ؛
الحمدلله، وناوي تعمل إية بقا يا حبيبي؟
ومجرد كلمة تنتشله من جديته لترميه بين طيات من العشق الذي يأثره!

كلمة تجعله كطيرًا وجد نصف الأخر فصار يحلق بين أفق العشق...
فاقترب منها يسحب يدها بابتسامة لعوب:
يلا طب ناكل وهانبقى نتكلم في الطريق
اومأت بابتسامة سعيدة، يكفيها الجرعة التي نالتها من السعادة والطمأنينة!
إن دامت دون طيفًا مزعجًا يتدخل!

وقفت زينة تضغط على زر هاتفها بعصبية مفرطة، عصبية كانت أساسياتها الخوف والكره معًا!
تهتف بين كل حينٍ ومين بنفاذ صبر من مستنجد به لا يقبل إستنجادتها المتوجسة:
يووه رد بقا يا مالك، مش وقته مغلق ارجوووك رد ارجوووك
ولكن بالطبع، كلها رجاء وأمنيات متعلقة في سماء الواقع المرير!
وشهقت وهي ترى تهديد والدها يتمثل أمام عيناها، الأطباء والممرضين من مستشفى الأمراض العقلية يدلفوا لمنزلهم!

وتشابك الهلع مع نسماتها التي تخرج من روحها الثائرة، فركضت نحو والدتها التي كانت تجلس - مدعية - ذلك البرود الذي تثق زينة تمام الثقة انها تفقده!
فنظرت لها والدتها، هاتفه بشيئ من الجدية الظاهرية فقط:
إية يا زينة؟ مالك عاملة كدة لية، مش هايقدروا يعملوا لي حاجة
إبتلعت ريقها بازدراء هامسة بما تتمناه فعليًا:
إن شاء الله يا ماما إن شاء الله.

وفي الدقيقة التالية كانوا امامهم وعلى رأسهم الطبيب الذي وقف بجوار شيطان الأنس - جمال - يقول بابتسامة صفراء:
مدام جمال السُناري، ممكن تيجي معانا؟
رفعت كتفيها، وبنفس القناع الكاذب ردت:
أجي معاكوا فين ولية؟!
أجابها برسمية معتادة، ولكن غير مُطاقة ابدًا لها:
جات لنا أخبار إن حضرتك تعبانة شوية، ف حضرتك هاتيجي معانا تتعالجي وبأذن الله ترجعي تاني قريب.

ورسمت ابتسامة متهكمة على ثغرها، تعلم عز المعرفة أن كلامه لم يكن لو تزينًا للجريمة الأنسانية التي سيرتكبها بأمر ذاك الشيطان!
فاحتدت لهجتها وهي تردف نافية:
أنا سليمة الحمدلله مفياش اي حاجة تستدعي إني اروح المصحة
وماطل هو في كذبته الشنيعة بقوله:
بس عرفت إن إنتِ قولتي حاجة محصلتش
هزت رأسها نافية بسرعة، وبررت بصدق أخذه هو على محمل - الجنون -:
لأ هو فعلاً كان بيتكلم ماكنش نايم زي ما بيقول.

ابتسم بسماجة قائلاً وهو يشير للممرضات:
اهو شوفتي، حضرتك تعبانة يلا تعالي معاهم
هزت رأسها صارخة:
لا طبعاً انا مش تعبانة انتوا اللي كذابين
وإزداد صراخها المستنجد وهي تراهم يقتربوا منها ليقيدوا حركتها:
لااا ابعدوا عني، ابعدوا عني أنا مش مجنونة هو اللي كذاب، زينة خليهم يبعدوا عني سيبوووووني
وبالطبع كلفت زينة نفسها بالمحاولة، ولكن ماذا تجدي أمام ذئابًا يحاولوا اماك المرة عشرة:
لا سيبوا ماما هي مش مجنونة.

ولكن، لا حياةً لمن تنادي، أمر - جمال - كان غشاءً على سمعهم وأبصارهم!
فهز جمال رأسه مرددًا بجدية خبيثة مُهللة فرحًا:
سيبيهم يا زينة، أديكِ شوفتي بنفسك أمك تعبانة ازاي ولازم تتعالج!
هزت رأسها نفيًا بسرعة:
لا يا بابا خليهم يسيبوها لو سمحت أرجوك بلاش ماما وحياتي يا بابا لو سمحت
ولكن، هل يجيب الشيطان الرجاء؟!
ومن دون تردد بالطبع لا!
رجاءها كان امر مفروغ منه فأولاها ظهرها مشيرًا لهم أن يغادروا، ثم قال:.

أمشوا أنتوا وأنا هاتصرف معاها
اومأ الطبيب ليغادروا وسط صراخ كلاهما زينة ووالدتها المسكينة!
وفي دقائق معدودة كانوا قد غادروا، وكانت الصدمة نسبةً لزينة أكثر من المحتمل، فسقطت مغشيةً عليها!

وصلت خلود أمام منزلها السابق، وهو مأواها الذي اشتاقته حد الجنون،
المنزل الذي شهد طفولتها وفرحتها وحزنها...
كان كشريطًا يسجل مراحل حياتها التي لم تنساها يومًا!
ولكن أسفًا لم يُسجل أخر وأهم مرحلة بحياتها...
لم يسجل مرحلة عشقها الوحيدة!
وخلفها كان مراد
نعم، فابالطبع لن يتركها في تلك المواجهة التي تحتاجه فيها كدرعًا قويًا لها..
اقترب منها ليهتف بجدية مناسبة:
خلود أستني نطلع مع بعض.

وبسخرية إرتسمت على وجهها تحمل معنًا واحدًا
ومن أخبرك بالموافقة على ذلك؟!
فانفضت يده كأنها وباء لترد بحدة اعتادها منها مؤخرًا:
لأ طبعًا، أنا اللي عصيت أمي لوحدي وأنا اللي هاطلع لها بردو لوحدي
هز رأسه نافيًا والأصرار يضخ من عيناه، فتابع:
لأ انتِ ماعصيتيهاش لوحدك، ماتنسيش أن انا اللي هددتك يا خلود
وبالرغم من صدق ما يعترف به إلا انها عاندت وهي تقول عاقدة ذراعيها:
لأ، هاطلع لوحدي وهواجهم لوحدي يا مراد.

هز رأسه نافيًا، وبشيئ من العصبية زمجر فيها:
أفهمي بقا إنتِ مينفعش تواجهيهم لوحدك، عشان كمان ماتعرفيش الحقيقة
تأففت وهي تصيح فيه بنفاذ صبر:
يادي أم الحقيقة اللي أنت مش عايز تنطقها
أجابها بهدوء تام تعجبته للحظة:
لإني خايف عليكِ من الصدمة يا خلود
رفعت حاجبها الأيسر بحركة مباغته، ومن ثم سألته متوجسة:
في إية يا مراد، هاتصدم من إية؟
لوى فاهه بضيق مرددًا:
يعني إنتِ شايفه إن ده المكان المناسب لسؤالك ده.

عقدت ساعديها مكملة بسخرية:
ويعني أنت شايف إن ده الوقت المناسب عشان تمنعني بأسبابك المجهولة
هز رأسه وهو يخبرها بما يشبه الرجاء الحار:
خلود لو سمحتي، يا أطلع معاكِ، يا نروح البيت أشرح لك كل حاجة الأول
أغمضت عيناها وفتحتها عدة مرات، تستعيد رباطة جأشها التي هُدمت!
فزفرت بقوة وهي تشير للأعلى قائلة بحبور:
اتفضل يا مراد اطلع معايا، انا عارفة ان انت مش هاتهدى
ضحك بخفوت هامسًا يوازي غمزه خبيثة:.

أحبك وأنت مطييييع يا عبسمييع
كادت تنفلت تلك الابتسامة التي استجابت لمرحه المحاول للتخفيف من حدة الموقف!
ولكن حزمتها وهي تصعد امامه و - مصدراله الوش الخشب - ثم أردفت:
ياريت أنت بالذات ماتجبش سيرة الحب مرة تانية
وبسخرية مؤلمة في حقها هي قبله، تابعت:
أنا مانسيتش القلم يا أستاذ
تنهد بقوة وقد أيقن من حدسه تلك الصفعة تركت اثرًا واضحًا وكبيرًا على روحها المُعذبة!
وبالفعل صعدوا بهدوء ودون كلمة اخرى...

فظهر شقيقها تامر الذي كان يقف امام المنزل يستمع لحوارهم..
صدفةً وفرصة في آنٍ واحد من القدر!
ليتنهد وهو يقول في خلده:
اممممم بقا الموضوع كدة يا مراد باشا!؟

يا متخلف يا حمااااااار، إزاي تعمل كدة يا بني ادم!؟

قالها جمال الذي كان يقف أمام ذاك الرجل وسمر التي كان الحرج والقلق جزءً لت يتجزء من ملامحها الخبيثة!
قالها بشيئً من العصبية، لا بل الغليان من شخصًا أصغر منه فانتصر عليه على غرة!
أنتصر عليه ليتركه يعاني من مرارة الخسارة..
بينما إبتلع الأخر ريقه بازداء ورد بصوت يكاد يسمع:
يا باشا آآ أنا فكرت إن اللي أنا عملته ده الصح.

وبالطبع لم يتلقى سوى صفعة لتنفيس غضبه في ذاك الأحمق الذي هدم كل مخططاته رأسًا على عقب!
فصاح فيه بصوته الاجش والعالي:
يا متخلف، بدل ما تروح جمب المتخلفة التانية سمر وأنت شايفه قاعد معاها، بتصورهم بس؟
وبصوتًا متلعثمًا رد وهو يعود للخلف:
يا باشا ما أنا آآ مكنتش عايزه يشك فيها، فسبتهم براحتهم وقولت أستفاد وأكره مراته فيه.

صفق له بيده بسخرية واضحة، سخرية لو أخرجها في صورتها الحقيقية لكانت أحرقت كلاهما هو وتلك التي تدعى سمر
ليبصق في وجهه قائلاً بخشونة:
لأ فالح يا عرة، فالح بجد
تدخلت سمر التي حاولت تخفيف الموقف غصب هي لا طاقة لها به وقالت:
جمال بيه لو سمحت تهدى شوية بس آآ
قاطعها بحركة من يده لتأخذ نصيبها من توبيخه الحاد والمُهين:.

إنتِ تخرسي خالص يا متخلفة، إزاي تسكري وإنتِ عارفة إنك جاية هنا عشان خطة معينة، ازاي يا بهاااااايم
وتقوس فمه بابتسامة ساخرة قبل أن يتابع:
لأ وياريت بتسكر بس، دي بتعترف بكل حاجة كمان
إبتلعت ريقها بازدراء هامسة:
أنا مكنتش عاملة حساب كل اللي حصل ده، أو إني حتى ممكن أتصل بمالك وأنا سكرانة
أولاها ظهره قبل أن يستطرد حانقًا:.

واهو حصل، الظاهر إنه مأثر على عقلك الباطن أوي، بس دي غلطتي إني بأمن لواحدة متخلفة وكلبة زيك
حاولت النطق بهدوء خبيث:
يا جمال بيه اسمعني بس انا فكرت إنه آآ
قاطعها بصرامة لاذعة:
إنتِ تسكتِ خالص، سمعتك من قبل وندمت
ثم إلتفت لهم مستطردًا بصوت أمر وخبيث:
من دلوقتي أنا اللي هقول وأنتم هاتنفذوا بس يا بهااايم!

انتهى كلاً من مالك و شمس من إعداد كل ما يخصهم بذاك المنزل الذي شهد أحلى واسمى المعاني للعشق والغزل الحقيقي والطاهر..
وكان مالك يغلق الباب بهدوء، فقالت شمس متنهدة:
هيييح، مش مصدقة إننا هانمشي
ابتسم وهو يبادلها النبرة المشتاقة:
ولا أنا مصدق بردو
ابتسمت متابعة بود حقيقي حمله صوتها الهادئ:
بس بجد البيت ده هايوحشني لأننا قضينا فيه اجمل ايام حياتنا، حتى لو كنا متعكننة شوية لبُعدي عن ماما.

وبالطبع يزيل طيف الحزن بخبثه العاشق، فهمس:
وهايوحشني كل الليالي الحلوة اللي عشناها فيه، يااااه
ثم عض على شفتاه السفلية وهو يغمز لها:
بس ملحووقة في بيتنا يا قمري
ابتسمت شمس بخجل وهي تضربه على صدره برفق مغمغمة بخفوت:
أنت قليل الادب، دايمًا تفكيرك منحدر كدة
قهقه بمرح، وقال:
وهو اللي معاكِ هايعرف يفكر غير في المنحدر اصلاً
وقطع مزاحهم السعيد شخصًا ملثمًا ذو عضلات مفتولة يقترب منهم ببطئ و...!



look/images/icons/i1.gif رواية غزالة في صحراء الذئاب
  03-01-2022 01:22 مساءً   [41]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية غزالة في صحراء الذئاب للكاتبة رحمة سيد الفصل الثاني والأربعون

وعندما تُصدم أو يُهيئ لك الصدمة من تصرف مُحتمل، يتقافز الأنتصار أمامك، وتتهافت أنت له، وتعلن بكل سرور نهاية حرب لم تبدء بعد!

وبحركة مباغتة من يده التي كانت أسرع من تحرك ليبعد شمس ويجعلها خلفه، ويقف هو كسدًا منيعًا معروف وضعه في حياتها، فنظر لذاك الرجل شزرًا وسأله:
أنت مين وعايز إية؟
وبكل برود أجابه من دون تردد:
عايز الورق اللي أنت اخدته من جمال بيه
وإرتسم على فاهه ابتسامة ساخرة كان مصدرها العلم المسبق لأمر مفروغ منه، كان كلاً منهم يترقب رده فعله، لينظر للرجل مرة اخرى رافعًا حاجبه الأيسر:.

اممممم، طب وياترى عايزه ورقة ورقة ولا مرة واحدة
اجابه ببلاهه دون تردد ؛
أكيد مرة واحدة يعني
وظل يسأله:
طب وياترى عايزه ف شنطة ولا كيس بلاستيك؟
ضيق الاخر ما بين حاجبيه، وبداخله صراع حقيقي يتساءل
أهو خبث ام جنون؟!
الكلام يدفعك للخبث والواقع يدفعك للجنون بالتأكيد! وبين ذلك وذاك طرف خيط خفيف!

واثناء شروده والذي تمثل في فرصة من ذهب لن تُقدم لمالك مرة اخرى أخرج - سلاحه - الخاص ليوجهه نحو ذاك الرجل، وما لبث أن رفع الرجل انظاره حتى أصابه مالك في ذراعه فسقط سلاح الأخر، أشار مالك لشمس مسرعًا:
إركبي العربية
وبالطبع مع عدم وجود الحيز للتفكير أطاعت امره في سرعة مرتبكة ومرتعدة مما رأته..
لتترقبه وهو يقترب من الرجل الملقي ارضًا يتأوه من الألم...

وبشيئ من الشماته جلس مالك لجواره ثم بصق على وجهه وهو يسبه:
أبقى قول للي باعتك إنك مش راجل كفاية عشان تواجهني لوحدك، بس تتعوض المرة الجاية ده لو جات فرصة على جمال باشا بتاعك عشان يعيدها.

ثم نهض ليترجل سيارته مغادرًا دون الإلتفات لمن تلقى عقابه الحتمي، بل تفكيرًا فيمن سيتلقى عقابه المأساوي!
وصوت شمس كان مقصًا حادة لأفكاره المتدفقة:
مالك
نظر لها مجيبًا بتنهيدة حارة كبداية لتفسيرًا تحفظه هي عن ظهر قلب:
نعم يا شمس، هاتسألي طبعًا
اومأت مؤكدة، وسألت دون تردد عما كان يجهز هو له الٱجابة الحقيقية:
أنت جيبت المسدس ده منين؟
والأجابة كانت محفوظة بعقله قبل لسانه، فرد بكل ما للهدوء معنى:.

أنا جايبه من بدري، بخليه معايا وقت اللزوم وطلعت له تصريح
اومأت وهي تنظر له بطرف عينيها مغمغمة:
ماشي بس عايزة اسأل
اومأ بتنهيدة حارة خرجت من بين خلجات قلبه التي ضاقت بكثرة:
اسألي يا شمس
وسألت مسرعة بتوجس من خطرًا بدى مربوطًا بهم:
إية اللي هايحصل دلوقتي، أقصد بخصوص باباك يعني والرجالة اللي بيبعتهم واحد وراه التاني
وبلامبالاة متعمدة اجابها في نفس اللحظة:.

سبق وقولتلك يا شمس إني مش فارق معايا، وهو مهما حصل مش هايوصل للورق
ثم صمت برهه، لينطق عقله بما يشك أنه ليس ببعيد عن شيطانًا لا يهمه سوى المال:
حتى لو قتلني يا شمس
صرخت واضعة يدها على فاهها الذي رغبت في تمزيقه بنفس اللحظة:
بس يا مالك بعيد الشر، ماتخطرفش وخلاص أنت متعرفش أنا بضايق اد اية من سيرة الموت
اومأ وهو يمسك يدها مقبلاً باطنها بحنان أعتادته منه، لينظر فيها عيناها هامسًا بحرارة:.

للأسف مفيش غيره هيفرقنا يا شمسي
ووجدت نفسها تلقائيًا تقترب في ثواني لتكتم حروفه بشفتاها..
ثم همست بعدها وهي تتنفس بشكل مضطرب:
بس أسكت خالص
ولم يكن ليتركها هكذا، فأوقف السيارة، ليجذبها من يدها بقوة فيجلسها فوق قدماه، ثم ومن دون مقدمات إلتهم شفتاها، يتذوق شهدهما دون ملل، بل يزيد أشتياقه لها بكل مرة..
حاولت الأبتعاد ولكنه يقبض على شفتاها يأكلها بجوع ونهم..

ويداه تعرف طريقها لجسدها الذي اصبح يتوق للمساته، وتنفسها يزيد اضطرابًا من لمساته الناعمة لجسدها...
فابتلعت ريقها وهي تدفعه لتتنفس بصعوبة، فسمعت صوته اللاهث يقول:
أنا مش عارف إنتِ بتعملي فيا إية، لا راعينا شارع ولا نيلة
ثم جذبها له دون فرصة للرد يقبل كل إنش في وجهها، مرورًا برقبتها التي أزاح عنها حجابها، وبداية قميصها الخفيف، شهقت وهي تشعر بيداه تتسلل لأزرارها، فابتعدت على الفور مرددة بصوت خافت:.

أنت مجنون يا مالك احنا في العربية
هز رأسه نافيًا وهو يلصقها به مرة الاخرى:
الأزاز أسود من برة، يعني احنا نشوفهم لكن هما لا
هزت رأسها مسرعة وهي تبتعد عنه:
لا طبعاً مينفعش
وقبلة اخرى يلتهم فيها شفتاها التي كادت تصبح منتفخة قبل أن يتابع:
مش قادر، ربنا يصبرني الكام يوم الجايين اللي هنقعدهم مع امي واختي
ضحكت برقة لتتلمس لحيته هامسة:
معلش يا حبيبي
غمز لها بطرف عيناه مغمغمًا:.

عايز الرقة دي في البيت مش هنا يا مدام عشان ماتهورش
وتشابكت اصابعهم بابتسامة ناعمة وسعيدة لم تزول، وباتحادهم معًا لن تزول بمشيئة الله!
*.

أستيقظت زينة من غفوتها القصيرة التي هربت داخلها من عالمًا فيه العذاب كظلها!
لا يتركها، وإن تركها في إنتقام، عاد لها على هيئة صراعات عائلية...
صراعات يتحكم بها الشيطان، ملكًا للعذاب النفسي البشري!
ظلت تبكي بهيستيريا وهي تتذكر والدتها التي يعلم الله وحده كيف حالها الان؟!
كيف جعلها زوجها تُعاني بلا تردد!
كيف توغل الألم مسامها ليسحقها في رحلة قد لا تنتهي من العذاب...!

دلفت الخادمة بهدوء لا يليق بكم الاضطراب الذي تمر هي به تسألها:
إنتِ كويسة يا أنسة زينة؟
هزت رأسها نافية بهيستريا:
لااا مش كويسة ومش هابقى كويسة من غير ماما، هاتولي أمي انا عايزاها
حاولت الاخرى تهدئتها برقة:
يا هانم المدام بتتعالج بس وهاترجع
صرخت فيها بصوتًا عاليًا مبحوح:
أخرررسي، أمي مش مجنونة، ابعدي عني يا حيوانة
تأففت الاخرى وهي تغمغم بضيق:
يووه، شكلها اتجننت زي امها وهاتقرفنا بقا.

بينما نهضت زينة لتبدء بتحطيم كل ما يقابلها، تلقيه بجنون يوازي صراخها..
ولمَ التعجب، لقد كادت تُحرم من أهم شريان بحياتها البائسة!
حتى سمعت هاتفها يرن فركضت نحوه مسرعة ظنًا انه مالك، واجابت دون ان ترى اسم المتصل:
الووو مالك انت فين؟
ولكن اتاها صوتًا اخر متهالك ومبحوح رجولي يجيب:
أنا مش مالك يا زينة..
سألته بنفاذ صبر وكادت تغلق:
امال ميييين؟
اجابها بنفس هدوءه المتعب والذي اتضح من همساته التي خرجت بصعوبة:.

أنا يحيى، فكراني؟
اومأت بالرغم من انه لا يراها، ثم قالت:
خير نعم، أنت دايمًا بتتصل في اوقات مش مناسبة خالص
وانتبهت لتوها لتلك الخادمة اللعينة التي كانت تتلصص عليها فصرخت فيها بحدة:
غوري اطلعي برة
واستجابت الاخرى خشيةً من تهورها..
فيما سمعت هي صوت يحيى الهاتف:
معلش ماشمتش على ضهر ايدي عشان اعرف مناسب ولا مش مناسب
وسألته برغبة في إنهاء ذاك الحوار الذي لم يروق لها اطلاقًا:
اممممم طب خير يا يحيى اتصلت لية؟

اجابها دون تردد:
عايز اتكلم معاكِ يا زينة، عايز اشوفك
سألته بلهجة عدائية:
لية ان شاء الله؟ وانا كنت اعرفك غير طراطيش كلام كدة مرة ولا مرتين؟!؟
وتنهيدته الحارة اخترقت اذنها ليكمل:
لأ، بس في كذة حاجة حاسس اني مخنوق بيها، ممكن اشوفك ولو لأخر مرة؟
ولم تدري لمَ وجدت نفسها تجيب بحسم:
ماشي هاشوفك فين؟
واجابته كانت دون تردد ايضًا:
عند كافتيريا، اللي عند مستشفى، هستناكِ
اومأت مغمغمة:
ماشي مسافة الطريق، سلام.

مع السلامة.

اغلقت لتنهض مهندمة نفسها ثم اخذت حقيبتها وغادرت بتوتر...!

كان الصمت يخيم على جميع من يقفوا، مراد الذي كان مثل خلود تمامًا يترقب معالم وجه والدة زوجته، التي كانت كالوحة بيضاء يصعب فهم خطوطها!
نظرت لها خلود بكل ما يحمل الرجاء من معنى، لتهمس بعدها:
مااااما
وكأي رد فعل طبيعي بعد كل ما حدث، صرخت فيها بحدة أفزعتها:
أوعي، أوعي اسمعك بتقولي ماما دي تاني ابدًا، ابدًا!
وبالطبع كانت الدموع اسرع ما تركض لساحة عيناها التي تمرغ الندم فيها، فتابعت همسها المتألم:.

إنتِ امي، مهما عملت ومهما حصل إنتِ امي وهاتفضلي امي
تقوس فاهها بابتسامة ساخرة، قبل أن تردف حانقة:
وإنتِ معرفتيش إني امك لما كنت اجيلك وجوزك يهددني وإنتِ ترفضي، معرفتيش إني امك لما بقالي تقريبًا 3 شهور هاموت على بنتي ومش عارفة اوصلها، معرفتيش ان انا امك وانا كل يوم هاتقطع من الالم والامل بقول كل يوم هاتيجي، اكيد هاتيجي
ثم هزت رأسها نفيًا بدموع اتصلت ألمًا بدموع ابنتها مرددة:.

لا اتأخرتِ اوووي يا خلود، اوي
حاولت الأقتراب منها قليلاً، ولكن والدتها ابتعدت للخلف، باتت المسافة من زاوية رؤياها بعيدة جدًا، جدًا!
فقالت خلود:
بس أنا جيت اهوو يا أمي لما قدرت
وبصوتًا جامد يخلو من مشاعر الأمومة او الحنو الذي كان دائمًا يتعازف على نبرة صوتها ردت ؛
جيتِ متأخر اوي، جيتِ بعد ما اعتبرتك موتي، بعد ما اقتنعنت إن بنتي مش هاترجعلي تاني خلاص
هزت رأسها نافية، وبصوت باكِ إستطردت:.

بس أنا لسة عايشة يا امي
صرخت فيها بنفاذ صبر:
بس بالنسبالي موتي خلاص
هنا تدخل مراد الذي كان يفسح المجال لخلود التي تبكي، علها تسلب شحنات والدتها السالبة!
ولكن بالطبع فشلت، فحان دوره، الأساسي والمهم...
حان دور القاضي الذي حكم على تلك الأسرة مسبقًا بالفراق الاضطراري!
فنظر لوالدتها مغمغمًا بشيئ من الأسف الحار:
أنا عارف إن حضرتك مفروض ماترضيش بأي اعتذار، لكن احنا عشمانين في رضاكِ وعفوك
هزت رأسها نافية بجمود:.

ده كان زمان بس دلوقتي مستحيل
كان صوت خلود يمزق فيه، مع صدى قوي يخبره
ومن كان السبب غيرك أنت؟
بالطبع لا يجد سواه الذي سقط اسيرًا تحت انتقام شقيقها الغبي!
وترجتها خلود مرة اخرى:
امي ابوس ايدك سامحيني، أنا كان غصب عني، كنت مُهددة زيي زيك بالظبط والله يمكن اكتر
هزت رأسها صارخة بوجهها كأعصار هي من فجرته:
ماتقنعنيش انك مقدرتيش تهربي، إنتِ حبتيه، عشان كدة تهاونتي في حق امك بس مقدرتيش تتهاوني في حقه.

والبكاء الحاد من خلود كان خير دليل على صحة كلامها المؤسف!
أشارت نحو الباب مرددة بخشونة:
بررررة، اطلعوا برة بيتي يلاااااااااا
وسقطت خلود امام قدماها تتمسك بها وهي ترجوها من وسط شلالات دموعها:
والنبي يا امي سامحيني، انا اسفة ابوس رجلك سامحيني ارجوووكي
هزت رأسها نافيًا، وكأن ذاك الجمود، وذاك الأبتعاد القهري لم يترك ذرة من الرحمة إلا وانتشلها من قلبها!
تدخل مراد مرة اخرى وهو يمسك خلود مردفًا بحزن:.

طنط انا عمري ما هسامح نفسي لإني كنت سبب غير رئيسي للي بيحصل ده، أرجوكِ حاولي تهدي وتفهمينا
رفعت كتفيها قائلة بلامبالاة حقيقية:
مايهمنيش تسامح نفسك ولا لا، اللي اعرفه إن انا عمري ما هسامحكوا
...
وعم الصمت الكاسر مرة اخرى يوازي نحيب خلود الذي لم يهدئ ابدًا!
ليقطع الصمت تلك المرة صوت تامر شقيقها اللعين الذي قال:
لازم تسمعي الحقيقة يا امي الاول قبل ما يمشوا!

خلاص انا فكرت، متحاولش.

قالها احدى الرجال، والذي كان يرتدي ملابس مهندمة، زي كامل وفاخم يليق برجل اعمال ثري مثله، عفواً، لنقُل تاجر مخدرات وأسلحة واعضاء، إلخ!
والغضب من كان يتشبع خلاياه من انتظار طال عن حده بالفعل..
وظل يتنفس بصعوبة قبل أن يتابع بصوت حاد:
أنا تعبت من الانتظار، مش هافضل منتظر كل يوم هل هيجوا يقبضوا عليا وبا لا؟!
رد عليه الاخر بهدوء:
يا باشا انا بقول نستنى تاني بما ان كدة كدة هما مايعرفوش حاجة عن الفلاشة.

هز رأسه نافيًا بسرعة:
لأ، انا مش هاستنى لما البت والواد يختفوا تاني او يمثلوا انهم مختفين
تنهد الاخر متساءلاً:
هاتعمل اية يا باشا، واصلاً الكبير هايطق من الواد، بيقول التهديدات كترت على حياته
اومأ متابعًا بجمود:
تمام انا بقى هجمعهم كلهم، اهو اكسب فيهم ثواب
سأله بفضول:
ازاي يعني يا باشا
اجابه بابتسامة شيطانية خبيثة:
هاخطفهم كلهم مرة واحدة!

وصل مالك وشمس بعدها إلى منزل مالك، كان مالك يستعد لأقوى واكبر مواجهة بحياته، مواجهة الأبيه الفاسد!
أبيه!
وهل هو ابيه بالفعل؟!
إن نظر للأفعال بالطبع لا، وإن نظر للدماء تضخ بنعم للأسف!
ولكنه لن يعترف من الان وصاعدًا بتلك الكلمة التي تجعل الدماء تغلي بعروقه!
شعر بشمس التي تتشبث بيَده بقوة وكأنها تستمد الامان..
فضغط بيده قليلاً قبل أن يهمس لها:
متخافيش طول ما أنا معاكِ!
اومأت بابتسامة مضطربة:.

ماشي يا حبيبي
ودلفوا بهدوء والخدم يحييهم، واخذ مالك نفسًا طويلاً وعميقًا استعدادًا، وبالفعل في الدقيقة التالية كان جمال يقف امامهم بهيئته المكروهه!
فرسم ابتسامة خبيثة على ثغره المجعد وهو يقول:
اهلاً اهلاً بأبني البطل اللي بيعادي ابوه
وازاه مالك في السماجة وهو يرد:
اهلاً بالشخص اللي مش عارف يمثل دور الأب
سأله بحدة تجلت في نبرته هذه المرة:
فين الورق يا مالك؟
وهذه المرة من ابتسم مالك الذي هتف بخبث:.

وبما إن اللعب بقا علمكشووف، مفيش ورق يا جمال بيه
وقبل أن يصرخ جمال تابع مالك مشيرًا بأصبعه:
حابب أقولك تحذير صغير، أنا لو شعرايه صغننة وقعت من شعري هاتكون انت مرمي في السجن في اللحظة اللي بعدها علطوول
كز جمال على أسنانه بغيظ حقيقي:
والله، هو كدة يعني متأكد
اومأ مالك دون تردد...
فنقل جمال لنظره لشمس المتوجسة، وكاد يهتف بشيئ، إلا انه وقعت عيناه على السلسلة المعلقة برقبتها فشهق بصوت مكتوم هامسًا:.

مش معقوول ازااااي؟! يا محاسن الصدف!



look/images/icons/i1.gif رواية غزالة في صحراء الذئاب
  03-01-2022 01:22 مساءً   [42]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية غزالة في صحراء الذئاب للكاتبة رحمة سيد الفصل الثالث والأربعون

ومن مجرد نظره تليق بشيطانه الدنيئ جعلت عرش قوتها المزيفة كاد يختل!
نظرة شعرت منها أنه كاد يختلع روحها وهو يبعد عيناه عنها!
وزفرة قوية عودةً للهواء النقي الذي سلبها إياه، لتغمض عيناها متشبثه بأمانها الحتمي والأبدي!
وبالطبع لم يتغاضى مالك عن سؤاله الباغض:
- نعم! هو إية ده اللي مش معقول
وبالطبع خلال ثواني معدودة تبدل التعجب لسخرية على هيئة ابتسامة، بجوار رده اللاذع:
- حاجة ماتخصكش.

واقترب منه مالك قليلاً يزمجر فيه كأسد لا يرحم من يختص غزالته ولو بنظرة مُختلعة:
- لأ، أي حاجة تخص مراتي يبقى تخصني، ونظرتك دي حتى ماتهوبش نحيتها
وبالطبع كانت مماطلته متهكمة:
- بتغير على مراتك من أبوك ولا إية!؟
ولأول مرة يُخرج حروفه دون المرور على منبع الكذب، فخرجت صادقة هذه المرة!
هو لا يغار منه فقط..
بل يغار من ملمس الهواء الذي يتلمس شفتاها الوردية، وهو قد لا يفعلها احيانًا!

هو شخص تعدى مراحل الغيرة، فأصبحت هووس عاشق..!
و رده لم يخلو من شحنان غاضبه لو خرجت لأماتت جمال:
- بغير عليها من الهوا الطاير مش منك بس
وقهقه باستفزاز متعمد، ليصفق بيده مرددًا بما جعل الدماء تفور بين أوردة مالك المحتقن:
-لا طلعت راجل تصدق!
أصبح أمامه تمامًا، وحتى تلك اللحظة - للأسف - تُقيده كلمة والده بشهادة ميلاده اللعينة!
تقيده ولو كره، ويبدو أنه لن يتخلص من ذاك القيد لطالما كان على قيد الحياة!

ضغط بقبضته يغلق عيناه عل إختفاء صورته عن محض عقله قليلاً تجعله يسترجع مالك المتحكم..
وبالفعل بعد ثواني سأله بما أذهله:
- فين ماما و زينة يا جمال بيه؟
رفع كتفيه وقال ببرود لا يتصنعه:
- مش عارف، وبعدين هو أنا من امتى بسأل حد أنت رايح فين وجاي منين!؟
كز مالك على أسنانه بغيظ للمرة التي لا يذكر عددها، ثم أردف:
-اممم، بس على حد علمي ماما ماكنتش بتخرج كتير أخر فترة.

وإبتلع ريقه كحركة واضحة جداً للتعبير عن التوجس الذي أحاط هالا وجهه..
ثم أستطرد بثبات ظاهري:
- م معرفش يا مالك أنا لسة جاي من شوية
وبالطبع راوده القلق من توتره الذي كان شفافًا له، ورغم ذلك قال بجمود:
ماشي
ثم أستدار ليمسك يد شمس التي شعر ببرودتها، وكان خير دليل على الخوف من تواجد الشيطان بهيئته المستفزة امامها، وهمسة مُطمئنة بجوار أذنها يبث فيها الهدوء والحنان منه:
- أهدي يا شمسي.

اومأت بخفوت، ليلقي هو نظره أخيرة على جمال الذي كان يتابعهم بغيظ فطن، والذي إزداد لأضعاف وهو يسمع مالك يقول ببرود ثلجي مستفز:
- أنا طالع أوضتي أنا ومراتي، لو احتاجت مني حاجة أبقى تعالى ماتتكسفش
وضحك باستفزاز، ولم يمنحه فرصة أخرى ليغادر متجهًا للأعلى!
فيما همس جمال لنفسه بغل حقيقي يلتمع من عيناه:
- بس المرة دي مش هعوز منك أنت يا مالك، لكن من زوجتك العزيزة!

وصلت زينة الكافية الذي سيشهد على لقاؤوهم الغريب، لقاؤوهم الذي حمل رغبات تتوارى خلف أسوار جيدتهم المزيفة!
ولكنها رغبات دون مصدر!
وهل يُعقل؟!
زينة التي يحسب لها أي شخص مائة مرة، الان وبكل بساطة هي خاضعة لتصرفات طائشة، ورغبات مكبوته!
جلست على احدى الطاولات منتظرة ذاك الغريب الذي دعاها لمكان أغرب..!
وبعد قليل كانت لها الصدمة وهي ترى ذاك الخبيث أصبح المرض من يتخابث عليه فأهلكه!

وفغرت فاهها وهي تلاحظ سيره البطيئ، والذي كان خير دليل على محاربته لفسه ليستطع المجيئ..
فأبعدت له الكرسي الخشبي بهدوء هامسة:
- أتفضل اقعد على مهلك
اومأت مغمغمًا بوهن في صوته الرجولي:
- متشكر جدًا
وبمجرد أن جلس سألته بلهفة:
مالك كدة في إية؟ وشكلك مش طبيعي
إرتسمت ابتسامة ساخرة مُتألمة على فاهه موازاة لتألم ملامحه:
- أصلي لسة خارج من عملية من يومين
ومن دون تردد سألته باتزان:
- لية؟ وعملية إية دي؟

وتنهيدة سبقت اجابته الحزينة:
- كنت بستأصل ورم، ونسبة النجاح ماكنتش مضمونة
شهقت بصدمة وحزن، حزن لم يكن سوى إنسانيًا!
لشاب في زهرة شبابه، ولكن أي زهرة تلك، فما تراه امامها يجعلها تقول
زهرة ماتت محروقة يا حضرت!
سألته مرة أخرى مستفسرة:
- قصدك إنها فشلت يعني ولا إية؟
هز رأسه نافيًا بامتنان إلهي لمن يرجع له الفضل بأكمله:
- لأ، نجحت، ولحد دلوقتي مُش مصدق إنها نجحت
ثم ابتسم متابعًا بهيستريا سعيدة:.

- مش مصدق إن بعد كل ده ربنا عطاني فرصة تانية للحياة! أنا عملت كل اللي يعصيه بس هو سامح، هو فعلاً غفور رحيم، كان زماني في القبر، والله اعلم مضلم ولا منور! كان زماني بتجازى على كل اللي كنت بعمله وهاعمله
صمت برهه ثم عاد يكمل بخوف:.

- الله اعلم المصحف كان هيكون رفيقي في القبر ينورلي في ضلمتي ولا لا، الله اعلم لما الملكين يسألوني من ربك وما دينك هاقدر ارد ولا لا، الله اعلم هيكون الثعبان الأقرع بيضربني كل اذان جامد وبتعذب ولا هكون هانئ، بس الأكيد بكل اللي كنت بعمله في حياتي لا
وللعجب هي كانت كُلها أذانْ صاغية له!
تستقبل همومه وكلامه الذي قد يكون غير مفهوم على وتيرة القبول والتفهم..

لم تغضب ولم تتعجب من أخطاؤوه التي لا تعلمها، بل كان صدرها رحب فساع من اخطاؤوه ما قد لا يتحمله اخر!
ربما لأن هناك رابط يجعلهم متصلين ببعضهم، وقد يكون ذاك الرابط مصائبًا لا تنتهي!
ولم تتكفل سوى برد هادئ:
- جتلك فرصة تانية، أمسك فيها بأديك وسنانك، وخلي عندك صلة دايمة بربنا، يمكن تروح عنده في أي لحظة!
وتقريبًا كلامها كان موجه لشخصها، كلامها كان دعوة واضحة لنفسها الثائرة لتهدئ!

دعوة لشيطانها الأنسي بالرحيل..
و لكل فعل رد فعل، ولكن كلاً منهم رُد عليه بفعلاً شنيعًا على أفعالهم كان بمئات الأفعال!
فسمعته يقول بحبور:
- إتكلمي يا زينة، خرجي كل اللي جواكِ
ونظرت له ببلاهه على كلامًا مكبوتًا خلف جدار روحها فكان شفافًا امامه!
ولكنها لم تعاند وبالفعل سمحت له بالخروج:.

- أنا تقريبًا هاعمل نفس اللي أنت هتعمله، كل واحد فينا اخد جزاؤوه في الدنيا عشان يتعدل، يمكن ربنا بيدينا عقابنا في الدنيا عشان نرجع له
اومأ يحيى مؤكدًا على كلامها المتزن:
أحسن ما يكون العقاب في الأخرة، وأحنا مش أده
وبحركه مباغته مد يده لها كدعوة صريحة لصداقة نقية لا يشوهها نوايا مختفية، بجوار ابتسامة لازالت متهالكة:
زينة، هنبدء من جديد، مع بعض.

وتقريبًا وجدت نصفها الأخر المُشابه فطارت له بلا تردد تومئ بنفس الابتسامة:
مع بعض!

تنهد تامر وهو يقترب من والدته التي كانت تنظر له بترقب متفحص، تتلهف لشيئ يُبرئ تلك المسكينة فتركض لأحتضانها!
نعم، القسوة والجمود لم يكونوا سوى قناع مزيف للأشتياق الهائل الذي كان يحتلها!
وبعد صمت كانت قلوبهم فيه أسيرة للأنتظار الثقيل على قلوبهم...
قال بخشونة مُحترقة موجهًا نظره ل خلود:
- أنا اسف يا خلود
ضيقت ما بين حاجبيها بعدم فهم، فهمست متساءلة ببلاهه:
- مش فاهمة! أسف على إية يا تامر؟

وداخله، شيطانه الأهوج كان يتردد صوته مطالبًا إياه بعدم الأفصاح!
ألا يستسلم فيسقط في بئر الخائنين لا يخرج منه!
نظر للأرضية هروبًا من نظراتهم التي كادت تلقي به صريعًا، ثم تابع:
- أنا أسف ليكم كلكم على اللي عملته!
سألته خلود بنفاذ صبر من تلك الألغاز التي اصبحت تحاوطها من كل اتجاه:
ما تقول يا تامر في إية، وبعدين أنت ماتعتذرليش خالص، أنت الكبير مهما عملت، وأنت ابويا التاني وسندي في الدنيا.

ولم تكن تدري أن تلك الكلمات لا تدفعه نحو الأعتراف والتشجيع..
بل تسحبه نحو حافة التراجع السريع!
كيف له أن يحطم تلك الثقة المصاحبه ببريق عينيها البريئة!
كيف له أن يُكمل تحطيم قلب صغيرته!
ولكنه أستطرد بأسف حقيقي تجلى في نبراته:
- أسف لأني كنت سبب رئيسي في كل اللي بيحصل
ونال شهقة مكتومة من كلاهم، عادا مراد الذي هدئ قليلاً من حمل اعتراف قوي أنزاح من فوق كتفيه!
تتبعها صرخة خلود ووالدته المتساءليت في آنٍ واحد:.

أنت السبب إزاي يا تامر ازاااي؟!
أطرق رأسه ارضًا ليعترف بحزن لم يتجزء من نبرته:
أنا اللي عملت كل ده، وأنا اللي خليت مراد يحتجز خلود عنده بالقوة
سألته خلود بحروف ثقيلة على لسانها المصدوم:
-أزاي، ولية؟
اجابها بصوت مختنق ؛
- كنت آآ كنت مفكر إن إنتِ فرقتينا أنا وصافي حقد وغيظ منك بس، أنا وصافي كنا بنشوف بعض وبنتقابل، لحد ما دخلت في دماغي فكرة الأنتقام منك، بحجة إنك إنتِ اللي اجبرتيها تبعد عني.

قاطعته خلود بقوة مفاجأة:
- أنا فعلاً اجبرتها تبعد عنك يا تامر
صُدمت والدتهم من حقيقة لم تراها يومًا في أولادها ولم تكن تتوقع أن تراها!

فتابع تامر بخزي:.

- وأنا كنت موجوع، قولت أزاي هونت على اختي الوحيدة، قررت أنتقم، وانا كنت مراقبك، وصدفة وقع مراد في طريقك، كان مفكرك تبع العصابة اللي انا معرفهاش حتى الان، بس أنا اوهمته إنك فعلاً تبع العصابة دي برسالة مجهولة مني، بعدها مكالمات تليفون، بس بغبائي كلمته اول مرة من تليفوني ومانتبهتش إنه ظابط وطبيعي هيوصلي، المهم أنا اتهيألي ان مراد صدق عشان كدة حب ينتقم منك، وكدة هو انتقم لي انا وصافي.

وصفقت بيدها بقوة وهي تضحك ساخرة:
- لا تصدق أنا ك بهيرة إنبهرت
وفجأة تحول ضحكها لصراخ متبوع بدموع متحجرة في عينيها:
- طلعت أنت السبب، طلعت أنت السر، أنت يا أبويا بتنتقم مني! أنت يا سندي بتهد فيا!؟ أنت يا حمايتي بترميني في النار
وإنفجرت دموعها كشلالات، إن استطاعت تلك الدموع أن تعبر عن مدى احتراق روحها الان من الأساس!
بالطبع لن تعبر، أي دموع هذه ولا كلمات ولا صراخ!

صدى الألم يتردد بداخلها بقوة فلا يوجد له مضاد...
ألم يزداد ويزداد كلما أجبرتها ذاكرتها اللعينة على تذكر أن ذئابها لم تكن تتمثل سوى في أقرب الناس لها!
ثم إلتفتت لمراد تضربه على صدره بقوة ضعيفة واهنة، وأحبالها الصوتية اُرهقت بالفعل من كثرة الصراخ الذي ذبحها تضامنًا مع روحها المذبوحة:
وأنت خبيت عني ليييية؟ سبتني أعيش ولو دقايق وأنا وخداه مثل أعلى ليا لية؟

ثم نظرت لأخيها الذي اصبحت تكره أن تُطلق عليه - أخ - فتُسيئ للكلمة:
أنت حتى ماجتش تسألني، إنتِ عملتِ كدة لية، فرقتينا لييية، أو حتى يا اخي اسألني إنتِ خااينة لييييييية!
ثم أبتسمت بسخرية قطعت قلوبهم المتلهفة:
بس لااا، أنت ماعندكش وقت، أنت كنت القاضي والجلاد
ثم صفقت بيدها مرددة باشمئزاز:
بس براڤوووووو يا تامر، إنتقام تم تمام اووي اوي وماراحش تعبك أنت والحرباية بتاعنك هدر
حاول الأقتراب منها قليلاً، ثم همس:.

خلود أنا عرفت غلطتي
عادت للخلف بسرعة وكأنه ثعبانًا تخشى لدغته!
ولمَ كأنه؟! هو بالفعل ثعبان، من تهون عليه الدماء والأيام، يصبح هكذا بلا شك!
فزمجرت فيه:
بس، أنت عرفت غلطتك بس أنا كمان عرفت غلطتي، إني اعتبرتك في يوم شخص طبيعي
نظرت لوجهه بكره لأول مرة في حياته يراه يتدفق من بين عيناها، ثم قالت:.

أنا من النهاردة مليش أخوات، بس أقولك حاجة اخيرة عشان تعرف غلطك بالمرة بقاا، أنا بعدتها عنك وهددتها عشان سمعتها بتتفق مع واحد إنها هاتتجوزك تاخد منك كل ما تملك وتهج مع الموز
وسمعت همسه النادم:
ما هي هجت خلاص من البلد
ضحكت مقهقه بسخرية واضحة ازعجته:
اه عشان كدة عرفت غلطك يعني، بس سوري خلاص شطبنا
إلتفتت لتجد مراد يحاول تهدأته مردفًا:
خلود حبيبتي ممكن تهدي عشان آآ.

قاطعته بأشارة من يدها، ومن دون مقدمات سقطت مغشية عليها بين ذراعيه!

كانت شمس تتسطح بجوار مالك على فراشهم الجديد، فراش اخر ومكان اخر يشهد على حبهم الأفلاطوني!
وكالعادة يُقيدها بذراعيه وكأنه يخشى أن تفر هاربة منه فيموت زهقًا!
شدها نحوه ينظر في عيناها، لؤلؤتيها التي تعكس له صورته في عينيها هي، عشقه الأساسي والأول فيها!
تنهد بقوة قبل أن يهتف بصوت أشبه للهمس:
أنا خايف أوي يا شمس
سألته مسرعة بتوجس ظهر بين حروفها المتلهفة:
خايف لية يا عيون شمس؟

قبل باطن يدها، وبشيئ من الخوف الذي لم تعرف شكله على مالك يومًا قال:
زينة كانت متصلة بيا كتير أوي، وباينها مكنش في شبكة، ودلوقتي بتصل بيها لقيتها مابتردش
اومأت وبعقلانية ردت مطمأنة اياه:
طب يمكن مشغولة أو في الطريق وزمانها جاية وهاتفهم منها براحة
اومأ هو متابعًا بخفوت:
صح، والمشكلة انها حتى يوم ما كلمتني مافهمتنيش في إية! قالتلي إنها محتاجاني أوي
ابتسمت زينة هامسة بحنين ؛
فكرتني ب ماما و ب خلود صحبتي.

شدد من أحتضانها، ليهمس بجوار أذنها بما جعل الفرحة تتخل خلاياها:
متقلقيش مهو اكيد هاخليكِ تزوري مامتك، وصحبتك كمان لو تحبي
صفقت بسعادة مرددة:
ياااس، بحبك اوووي ربنا يخليك ليا
قبل جبينها بحنان واضح في قبلته الهادئة الرقيقة، ليستطرد:
بس هاتطمن وأشوف اخرة الحاج جمال، لإن الخطوة اللي انا اخدتها بأني اقعد معاه في نفس البيت، بس مضطر، وبعدها هناخد راحتنا في كل حاجة
صما برهه ليفاجئها بقوله الجاد:.

أصل انا قررت أنزل اشغل املاك ماما بنفسي
إتسعت ابتسامة مهللة بفرحة:
بجد يا حبيبي؟
اومأ مؤكدًا:
أيوة لأن اصلاً إدارة الاعمال ده تخصصي بس انا كنت مستهتر زيادة عن اللزوم وبصرف من الكريدت كارت
اومأت مؤيدة بتشجيع:
صح يا ملوكي، أنت كدة تمام
وفجأة نظر لعنقها يسألها بفضول وهو يتلمس تلك السلسلة:
جبتيها منين دي يا شمسي
وابتسامة حزينة شقت وجهها الأبيض كخيطًا من الحزن وسط خيوطًا من الفرح وردت:
دي بتاعت بابا الله يرحمه.

اومأ بتفهم:
الله يرحمه، بس أصل دي اول مرة اشوفك لابساها فيه
هز رأسها نافية بهدوء جاد مناسب:
لأ انا كنت بلبسها من يوم وفاة بابا كذكرى تفكرني بيه مع اني مش بنساه اصلاً، بس كنت بحطها تحت التيشرت، يمكن النهاردة خرجت غصب عني
اومأ وهو يشرد في نظرات ابيه التي كانت تُحاصر شمس وخاصةً ناحية عنقها، وبداخله سؤال يخشى اجابته
هل لوالده علاقة بوالد شمس الراحل؟!
ولا يرغب في سماع الاجابة التي ستزيد من الفجوة!

وصل شخصًا ما لمكان مقابلة تلك العصابة المعتاد، الحلقة التي تضم جميع شياطين الأنس فتجمع أفكارهم الخبيثة في دمار لشخصًا واحدًا، او ربما الأمة كلها!
وقف ذاك الرجل يعطيهم ظهره وهو يصيح بغضب كعادته:
كدة خلاص جه وقت التنفيذ
سأله شخصًا اخر مستفسرًا:
قصدك اية بالظبط يا باشا؟
فانفجر فيه مزمجرًا بغضب:
أنت غبي مابتفهمش امال احنا بنفكر ده كله في اية يا حمار؟!
وتهامس الاخرون بخوف:.

البووص شكله قرفان النهارد جدًا، يا ويله اللي هيقع تحت ايده!
وسمعوه يكمل بجمود ؛
اكتشفت إن البت اللي احنا بنراقبها ومتأملين انها عارفة مكان الفلاشة قريبة مني جدًا، يعني التنفيذ هيبقى سريع
سأله الاخر مستفهمًا:
بجد يا باشا؟ بس ازاي
فرد الاخر عليه بسذاجة:
يا غبي بما ان ابوها مات، اكيد راحت تشتغل عند الباشا خدامة
وإستدار الرجل لينظر له بحبال غضبه التي كانت في نظراته، والتي كانت كأنها تُميتهم حرفيًا...

ليظهر أن ذاك الرجل والرئيس لتلك العصابة العالمية لم يكن سوى جمال السُناري والد مالك!

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 6 من 17 < 1 10 11 12 13 14 15 16 17 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
ارتفاع أعداد المصابين في فرح «غزالة» لـ39 شخصاً.. والداخلية تكشف التفاصيل بعد القبض على «أبو العروسة» Moha
0 282 Moha
ﻗﺼﺔ ﺍﻟﻐﺰﺍﻟﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝﷺ dody
0 269 dody

الكلمات الدلالية
رواية ، غزالة ، صحراء ، الذئاب ،












الساعة الآن 12:20 AM