logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 6 من 17 < 1 10 11 12 13 14 15 16 17 > الأخيرة




look/images/icons/i1.gif رواية غزالة في صحراء الذئاب
  03-01-2022 01:20 مساءً   [37]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية غزالة في صحراء الذئاب للكاتبة رحمة سيد الفصل الثامن والثلاثون

كانت ليلى في الغرفة التي خُصصت لها، تتسطح على الفراش وتضم صورة حمدي تتعمق الصورة بعيناها وكأنها تناجيها، تسألها بصدمة من أنا؟!
سطور عيناها متزاحمة بين الحزن والاشتياق، والضياع!
من هي، أين الحقيقة، كيف حدث ذلك؟!
ولكن بالطبع ما من مجيب!
فجر بوجهها قنبلته ليتركها تتلاقها لتحطمها اشلاءً دون تفسير واضح!؟
تلمست صورته لتهمس قائلة بشرود ضائع:
أنا تعبت بجد تعبت، مابقتش عارفة مين الصادق ومين الكذاب!

وتلقلقت الدموع في عيناها وهي تتابع همسها المتألم:
أنت وحشتني اوي يا حمدي، كنت صديق وأخ وسند، وحبيب!
وتوقفت عن مس الصورة ثم نظرت لها وكأنها تحدث شخصًا امامها فقالت هامسة بحرارة:
أنا بحبك أوووي يا حمدي، بحبك اوي اوي
وطُرق الباب فنهضت تمسح عبراتها المتسللة لوجنتاها، ثم هندمت ملابسها وخصلاتها الثائرة لتتجه نحو الباب تفتحه بترقب، فوجدت مراد...
تعجبت قليلاً وهي تسأله بخفوت:.

خير يا حضرت الظابط في حاجة ولا إية؟
هز رأسه نافيًا وهو ينظر لعيناها تمامًا متساءلاً:
مالك، كنتِ بتعيطي ولا إية؟
هزت رأسها نافية بسرعة:
لا م ماكنتش بعيط ولا حاجة
ثم سألته هادئة:
لية حضرتك قولت كدة؟
أشار لها أن تخرج مرددًا بجدية:
عنيكِ بتقول كدة، وتعالي عاوزك بره
ونظرتها كانت عبارة عن تساؤل مبهم
يفسرني ويفكك ألغازي في لمح البصر!؟

تبعته وكأنها مُبرمجة، لتراه يجلس وهو يشير لها بالجلوس فجلست على بعد مسافة، فتنحنح وهو يسألها بجدية:
مالك؟
رفعت كتفيها تجيب بنفس الجدية:
مليش
كز على أسنانه وهو يسألها:
مالك؟
تنهدت وعزمت على الافصاح عما يجيش بصدرها من نيران مشتعلة ترغب فيمن يطفأها!
فردت بخفوت حزين لاحظه:
حاسه إني تايهه جدًا، مش عارفة أصدق مين وأكذب مين!
تنهد بقوة وهو يقول:
تصدقيني انا لان انا اللي بقول الحقيقة
ابتسمت بسخرية وأردفت:.

ما هما قالوا كدة بردو، أنا عاوزة دليل ملموس يا حضرت الظابط
سألها هادئًا:
وإن مفيش؟
رفعت كتفيها تجيب بلامبالاة مصطنعة:
يبقى طبيعي مش هاصدقك
ابتسم بغموض وهو يهمس:
الدليل معايا
سألته عاقدة حاجبيها:
إية هو؟
نهض متجهًا للداخل وهو يستطرد بخشونة:
شهادة وفاتك اللي طلعناها!
وبعد دقيقة كان يجلس لجوارها يمسك بتلك الورقة بهدوء وبعد أن رأتها سألته بصدمة:
أزاي اقنعوك إني مُت؟

نظر امامه بشرود يتذكر تلك الأيام التي كان يُعاني فيها حرفيًا، يرى ألوانًا مختلفة للألم والحزن والأشتياق المميت!
ليهتف بعدها:.

وروني جثتك، كنتِ مابتتنفسيش، او يمكن أنا من لخمتي فكرت كدة، بعدها لقيت ناس اصدقاء وصلوني المستشفى وأنتِ معايا، بس قالوا إنك ميتة، أنا ماقدرتش أشوفك، ماقدرتش أشوف الجثه اللي مفروض إنها إنتِ، فابالتالي روحنا دفنا الجثه اللي كانت شبهك او يمكن ده كان ماسك، معرفش، اللي اعرفه إني كنا متدمر، ووالدتك ماتت من الصدمة والقهر.

عند تلك النقطة شهقت بصدمة وهي تضع يدها على فاهها!
منبع الحنان التي افتقده كل هذه المدة الان ستفتقده للأبد!
لم تتذكرها، ولكنها شعرت بالحزن والكسرة للمرة التي لا تذكر عددها!
وسألها هو هذه المرة:
عايزك تحكيلي كل حاجة بالتفصيل، حتى لو وصلت ل كلتِ إية وشربتي إية؟
اومأت بحبور مرددة:
بس اول عايزة أسألك هو، هو ازاي يعني معرفتش تمسك على الناس دي حاجة وأنت ظابط يعني.

ونظراته كانت توحي بمدى الضيق الذي اعتراه وهو يجيبها بقلة حيلة:
أنا ظابط مع وقف التنفيذ يا ليلى!

جلست زينة بجوار والدتها التي كان وجهها شاحب، علامات عنف والدها تبدو واضحة على وجهها، وجهها كان وكأنه - خريطة - لرسم مدى معاناتها التي بدت أبدية!
أمسكت زينة يدها وهي تسألها بابتسامة صفراء:
حاسه بأية دلوقتي يا ماما؟
اجابتها بوهن:
الحمدلله على كل حاجة يا حبيبتي
زفرت زينة قبل أن تسألها بجدية:
أية اللي حصل يا ماما؟
تهربت من حصار عيناها وهي تقول بتوتر:
م محصلش يا زينة دي آآ دي مشكلة صغيرة بس.

كزت على أسنانها بغيظ وهي تُصر متساءلة:
مشكلة صغيرة تخليه يعمل فيكِ كدة يا أمي؟ حصل إية؟
هزت الاخرى رأسها نافية:
قولت مافيش يا زينة هو بالغصب ولا إية!؟ دي مشكلة عادية
نهضت زينة وهي تقول بجدية قوية:
خلاص يبقى انا هقول لمالك هو يشوف في إية
ثك رفعت كتفيها متابعة:
واهوو بالمرة يعرف الموضوع اللي يخصه
هزت والدتها رأسها نافية بسرعة:
أوعي يا زينة، اوعي تكوني قولتيله إني دخلت المستشفى أصلاً!

هزت زينة راسها نافية بهدوء قاطع:
لا لإنه اساسًا جاي مش عاوزة أقلقه بزيادة
تنهدت بارتياح هامسة وهي تضع يدها لجوار قلبها:
كويس
سألتها بأصرار قوي:
إحكي يا امي هاتفضلي مخبية لحد امتى يعني؟
نظرت امامها بشرود لتقول:
أبوكِ كان بيكلم حد بيقوله ابدئ التنفيذ أنا مش هاستنى عليه اكتر من كدة حتى لو بالاجبار، مش معني انه ابني هايضيع لي مصالحي!
فغرت زينة فاهها بدهشة لتسألها:.

طب وهاتعملي إية يا ماما، إنتِ قلقتيني على مالك!
رفعت كتفيها قائلة بحدة:
أكيد مش هاسكت يعني
سألتها زينة بتوجس:
هاتعملي إية يا ماما يعني مش فاهمة؟!
واجابتها كانت دون تردد:
هامنعه بأي طريقة
وصمتت برهه تسترجع كل أفعاله الشنيعة التي كانت كالسراب لا تنتهي..
ثم تابعت بغل:
حتى لو اضطريت اقتله بس ميأذيش ابني!

كانت شمس تجوب المنزل بتوتر رهيب، تتساءل بينها وبين نفسها في كل ثانية
أين ذهب بهذه السرعة؟!
ما الذي يمنعه من البوح، ما الذي دفعه للإسراع؟!
اسئلة، اسئلة، وما من مجيب يريح بالها المحتار!
وقفت امام الشرفة علها تستطيع رؤيته وهو قادم فتتنهد بأرتياح..
ولكن للأسف لم تراه، شعرت بالألم يبدء يحيط بطنها من كثرة التوتر الزائد!
جالت عيناها في ارجاء المنزل وهي تشعر بحركة ما.

حاوطت بطنها بحركة دائرية وكأنها تحميه من العدو المجهول!
وقالت هامسة بخوف بدء في الانتشار:
مين!
ولكن بالطبع ما من مجيب..
ازدادت الحركة امام باب المنزل وطرقة واحدة على الباب ثم اختفاء الحركة!
اقتربت من الباب ترى من - العين السحرية - لتجد ظرف أبيض فقط امام الباب..
خشيت الظهور الان فانتظرت حوالي ما يقرب نصف ساعة لتفتح الباب بعدها ملتقطة الظرف بسرعة ثم اغلقت الباب مرة اخرة في اقل من الثواني!

وبدءت تفتح الظرف رويدًا رويدًا وبداخلها تدعو أن يكون خيرًا
ولكن من أين يأتي الخير وهي وسط ذئابًا لا تعرف معنى للخير!
وفتحته لتتسع حدقتا عينيها وهي تقرأ الكلام المدون
هدية حصري وجديدة ليكِ إنتِ بس، ياريت تعجبك!
بجوار شيئً لم يروق لها ابدًا!
و - أسفًا - يدفعها للتصديق!

سمعت كريمة طرقات على الباب فانهضت متلهفة على امل ان تجدها ابنتها الغائبة شمس
ابنتها التي اشتاقتها حد الموت!
ولكن خاب املها وهي ترى رجلاً تقريبًا في الأربعون من عمره، ملامحه هادئة لا تنم عن شرًا إطلاقًا...
فسألته بهدوء مترقبة:
خير يا أستاذ عايز مين؟
اجابها بسؤال مماثل:
إنتِ الحاجة زوجة المرحوم صابر والد شمس تقريبًا؟
اومأت بتوجس متساءلة:
خير أن شاء الله؟
نظر للخارج وهو يسألها بجدية لائقة:.

طب ينفع نتكلم جوة لو سمحتي؟
ترددت قليلاً قبل أن تترك الباب مفتوحًا وهي تشير له مرددة:
طب اتفضل يا استاذ قول اللي عندك
تنهد وهو يبدء حديثه بقوله بصوته الأجش:
أنا معايا حاجة كانت تخص الأستاذ صابر، واعتقد دلوقتي إنها تخصكم انتم
زفرت بقوة وهي تسأله:
إية دي؟ ياريت تتكلم على طول يا استاذ وتقولي انت مين
اخرج من جيبه النوتة الصغيرة التي كانت تخص صابر ليجيبها:
انا اسمي حسنين، كنت مع المرحوم في نفس السجن.

سألته كريمة وهي تشير - للنوته - مستفسرة:
وإية دي يعني!؟
اجابها بتمهل:
دي نوته كانت بتاعت الاستاذ صابر، كاتب فيها حاجات كتير واعتقد انها مهمة جدًا، وانا مش ادها فجبتها لكم
نفذ صبرها وهي تصيح فيه بقوة:
ماتقول يا استاذ الموضوع كله هو انت هتنقطني كلمة كلمة ولا إية؟
هز رأسه نافيًا وهو يعطيها النوته هامسًا:.

أنا كانت مهمتي في السجن إني اشيل الزبالة وارميها واصنفها، لقيت النوته وماكنتش متبهدلة، فضولي اخدني افتحها لقيت اسم الاستاذ صابر وكاتب حكايتي وبراءتي، بدءت اقرأ واتصدمت من الكلام اللي بيحكيه بالتفصيل، فخليتها معايا وانا مش فاهم حاجة، لحد ما خرجت من السجن وبصعوبة لعرفت اجيب عنوانه وجيت على هنا علطول اسلمهالكم.

والقلق كان ينهش فيها، قلق من سرًا قد يفتح جروحًا قديمة ويسبب جديدة داخلهم؟!
اضطرب تنفسها وهي تأخذها منه بتردد لينهض هو مغادرًا بعد أن اسقطها في حفرة عميقة من الظلمات طالبًا منها ان تُنيرها هي!

وكانت ملامح شمس مبهمة، تنظر امامها بشرود تام وهي ممسكة بذاك الظرف الذي بدل حالها تمامًا!
وبدلاً من تزاحم التساؤلات الذي كان يعصف بكيانها..
اصبح تزاحم من الشكوك تأكلها كالصدئ في الحديد!
تنتظر رجوع ذاك الذي يدعى مالك بفارغ الصبر...
واخيرًا رأته يدلف من الباب ببرود تام بعكس العاصفة الثائرة بداخلها!
وسألها ببرود يتناسب مع حاله:
مالك يا شمس قاعدة كدة لية؟

نهضت مقتربة منه، تتفحصه علها تكذب ما رأته، لتصدم بتواجد احمر شفاه على رقبته..
شهقت وهي تقترب منه اكثر متساءلة باختناق:
إية ده يا مالك؟
نظر لمَ تنظر ليبتلع ريقه مجيبًا ببعضًا من التوتر:
ده، آآ ده بس
وقاطعته هي بحدة صارخة:
وإية ريحة البرفان الحريمي اللي في هدومك دي؟
اغلق عيناه بضيق حقيقي ليمسك يدها ضاغطًا عليها بقوة وهو يقول بخشونة:
صوتك ما يعلاش عليا، سامعة ولا لا.

ترقرت العبرات الساخنة بين عيناها لتدفعه صارخة بصوت أعلى:
لاااا مش سامعة ورجعني القاهرة مع ورقتي وحالاً!



look/images/icons/i1.gif رواية غزالة في صحراء الذئاب
  03-01-2022 01:20 مساءً   [38]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية غزالة في صحراء الذئاب للكاتبة رحمة سيد الفصل التاسع والثلاثون

وإن كان القدر ضدك، يدعوا من امامك للشك، ويعاديك، فتحاول إغتنام الفرص، واتخاذه صديقًا ولو في الحزن!
اقترب مالك من شمس يمسك وجهها بين يديه الخشنة، ليهمس بعدها بما يشبه الرجاء:
ممكن تهدي يا حبيبي
نظرت له بغيظ متفجر من بين لؤلؤتيها، لتصيح فيه بعدها مبتعدة:
يا برودك يا أخي، تعمل العملة وتقولي إهدي!؟
تنهد بقوة قبل أن يقترب منها مرة اخرى ليمسكها ويجلسها بجواره مرددًا بحزم:.

أهدي يا شمس عشان تعرفي تسمعيني وتفهميني
لاااا مش ههدى، وبطل برودك ده
صرختها فيه بحدى مفرطة إنفلتت منها..
ليحاول تمالك نفسه وهو يقول بحدة موازية حدتها:
لو مش بالزوق بالعافية هاتسمعي واسكتِ بقااا
اومأت وهي تحاول ربط لسانها الذي سيوديها للجحيم حتمًا لتقول بهدوء ظاهري:
امممم أتفضل أتفضل
سألها بجدية:
مش أنا قولتلك على سمر وقولتلك على اللي هعمله؟
اومأت مؤكدة:
ايوة قولتلي بس أية علاقة سمر؟

صمتت برهه تسترجع ما حدث لتصيح فيه بجزع:
يعني أنت كنت معاها!؟
اومأ موافقًا بجدية:
أيوة بس مش عشان السبب اللي في دماغك
كزت على أسنانها بغيظ قبل أن تسأله:
امال روحت لها لية؟!
تنهد وقال:
عشان أوقعها يا شمس
رفعت حاجبها الأيسر متابعة بتهكم صريح:
لا والله، وكانت بتجرب لون الروچ على قميصك ولا إية؟ انا مش هبلة يا مالك
بادلها الصراخ بنفاذ صبر:
لأ هبلة يا شمس، وأسرع حاجة عندك الطلاق طلاق طلاق هو لبانة في بُقك؟

هزت رأسها نافية بجدية:
لأ بس البرفان والروج اللي عند رقبتك ده معناه أية؟!
أخرج هاتفه من جيبه بهدوء، ليفتحه فتسمع هي اعترافات سمر بأماكن الأوراق التي تُمحي جمال من الدنيا!
فشهقت بصدمة من خيانة هيئها لها شيطانها النفسي والبشري!
إبتلعت ريقها قبل أن تسأله بهدوء متوجس من رد فعله المؤكد والعنيف:
طب إزاي؟
اجابها متنهدًا بقوة وهو يتذكر:.

سمر هي اللي إتصلت بيا، كانت سكرانة، فضلت تخطرف بكلام كدة وقالتلي على مكانها ودي كانت فرصتي عشان أعرف منها كل حاجة وهي سكرانة
سألته بغيظ غيور:
وأزاي باستك وحضنتك بقا يا أستاذ
نظر لها ببعض الحدة و أردف:
كانت سكرانة يا شمس، وانا ساورتها عشان أأررها وخلاص
تنهدت شمش لتهمس بعدها:
أنا اسفة بس آآ
قاطعها وهو ينهض مرددًا بخشونة:.

خلصت يا شمس، مش من أقل مشكلة تطلبي الطلاق، ده دليل على إنك مش واثقة في حبي ليكِ ومستنيالي غلطة
ثم أشار لها بأصبعه مكملاً:
وأنا اللي يستنى فرصة عشان يبعد عني بديهاله
هزت رأسها نافية بهدوء:
لا يا مالك أنا قولت كدة عشان آآ
قاطعها بصرامة وهو متجهًا نحو غرفته:
خلصنا يا شمس، انا مصدع وعايز انام بقااا
قالت بلين:
مالك لو سمحت
وكالعادة قاطعها وهو يأمرها بصوته الأجش:
هخش انام تكوني جهزتي الشنط عشان نسافر.

ثم غادر تاركًا اياها بين طيات ندمها الكبير!

نظرت ليلى لمراد بذهول حقيقي، ولا تستوعب جملته فسألته ببلاهه فاغرةً فاهها:
إزاي يعني يا مراد؟
تنهد تنهيدة طويلة وحارة تحمل بين طياتها الكثير والكثير ليرد بعدها:
إتفصلت من الشغل بسبب قضية ذور يا ليلى
اومأت وهي تنظر له هامسة:
معلش الظلم كتر، ومش من حقي أتدخل في تفاصيلك
هز رأسه نافيًا بأصرار:
لأ لو من حيث الحق فأنتِ مراتي وحقك
خجلت قليلاً من إصراره، وهو نسبة لها مجرد غريب فقط!
فتابعت قائلة بحنين:.

إحكيلي عن أهلي شوية يا مراد
تنهدت قبل أن يبدء السرد بابتسامة هادئة:
أهلك دول تقريبًا كانوا أطيب ناس عرفتهم بحياتي، والدك كان متوفي من بدري ومامتك توفت بعد ما اعتقدنا أنك موتي، الصدمة كانت كبيرة أوي عليها ماستحملتش فقدانك فللأسف ماتت.

اومأت بحزن حقيقي:
ربنا يرحمها
ردد خلفها بفتور:
اللهم اميييين يارب العالمين
ليسمعها تقول بعدهت بنبرة منكسرة متألمة بحق:
عارف، أنا اللي قاهرني فعلًا إني حاسه إني تايهه، مهمومة ومش عارفة مين صاحبي ومين عدوي، بحب واحد يعتبر ضمن اللي كانوا السبب في كل اللي أنا فيه، ومش بكن مشاعر للي مفروض جوزي واللي هو اتجوز غيري.

إبتلعت ريقها وهي تنتبه لتوها بذاك التصريح الذي خرج منها، ليسألها مراد بهدوء تام:
بتحبي مين يا ليلى؟
ظلت تنظر امامها وهي تفرك يدها بتوتر لاحظه لتهمس:
أنا آآ ما آآ..
وقاطعها بصوت هادئ وجاد:
قولي متخافيش، لإن أنا كمان حبيت
تشجعت قليلًا لتقول:
حمدي، اللي بعتني ليك
اومأ بهدوء:
إحنا الاتنين متخلقناش لبعض، راحتك مش معايا ولا راحتي معاكِ.

وشعرت هي الدنيا تضيق بوجهها اكثر، زوجها اعترف لها وهي اعترفت له، لم يعد لها سوى حمدي الكاذب !
وبدءت دموعها تلقائيًا تنزليق من بين عينيها البنية...
بينما في الداخل كانت خلود تستيقظ لتوها، وشعور بالقلق توغل لخلاياها من عدم تواجد مراد بجوارها
فانهضت بهدوء متجهه للخارج ولا تدري لمَ تشعر بجمرة تبدء بالاشتعال داخلها!
وخرجت وهي ترتدي الروب الخاص بها لترى ما جعل روحها تشتعل بالفعل!

جلست زينة في غرفتها، شاردة بتلك الهموم والمشاكل التي اصبحت لا تفارق نسمات الهواء التي يتنفسونها!
عقلها يأمرها بعدم اخبار مالك وقلبها يأمرها بالأسراع في اخباره!
وبالطبع العقل يكسب معظم الاوقات، فألتقطت هاتفها مسرعة لتتصل ب زياد
ذاك المنتقم الذي لا يرغب في الأبتعاد عنها!
ليأتيها صوته بعد قليل قائلاً بلهفة:
الوو زينة
ايوة يا زياد فاضي
ولو مش فاضي افضالك يا روحي
اممممم
وحشتيني على فكرة.

ميرسي بس أحنا ملحقناش نبعد عن بعض
إنتِ بتوحشيني دايمًا
ماتشوفش وحش
إنتِ كويسة! فيكِ حاجة
لا انا متصلة عشان أحاول معاك أخر محاولة
مش فاهم
يعني زي ما اتجوزنا من غير علم حد نتطلق من غير علم حد بردو
زينة أنا متمسك بيكِ وجدًا كمان
لكن انا لأ، ومش مستعدة أكمل الباقي من حياتي معاك
ده اخر كلام عندك يا زينة؟
أكيييييد
طيب يا زينة ماشي
ماشي إية؟
هنطلق من سُكات زي مانتِ عاوزة!

وتهللت أساريرها بقرب تحريرها من ذاك الأسر المكروه لها..
وما إن همت بالرد حتى سمعت صوتًا عاليًا يأتي من الأسفل فركضت مسرعة نحو الأسفل وهي تدعو الله ألا يكون ما يطرق بالها صحيح و...!



look/images/icons/i1.gif رواية غزالة في صحراء الذئاب
  03-01-2022 01:21 مساءً   [39]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية غزالة في صحراء الذئاب للكاتبة رحمة سيد الفصل الأربعون

وكالعادة وجدت الشجار الناشب بين والدتها ووالدها، شجار أصبح شيئ طبيعي متداول بينهم يوميًا!
ووقفت حائل بينهم كما تفعل دومًا، ولكن نسبةً لوالدها، هي مجرد حائل شفاف سيحطمه إن استدعى الأمر!
نظرت لوالدتها بأعين مضطربة، وسألتها:
ماما، بس لو سمحتِ، أية اللي حصل؟
وهي كانت نظراتها الكارهه مصوبة نحو ذلك الشيطان الذي إتخذ شكل بشري، لتصيح بانفعال زاهق:.

أنا اللي بس، قولي لأبوكِ، ولا أبوكِ إية ده حرام أظلمك وأقول أبوكِ!
تنهدت بقوة وهي تعي تمامًا ما تقوله والدتها، بل وتشهد بكامل قواها العقلية أن والدها لا يُمثل لها سوى أسمًا مرتبط بها يلوث حياتها البريئة بذكره!
ولكن على عكس تلك الحقيقة قالت:
ماما أهدي لو سمحتِ مينفعش كدة على فكرة
وهنا نطق والدها بصوته العالي الذي اعتادت عليه مؤخرًا:.

لا أمك خلاص أتعودت، بقت نكدية زيادة عن اللزوم، مبتعملش حاجة في حياتها غير تقرفني وبس!
وبغيظ حقيقي من كاذب يجهر بكذبه ردت:
اه بقرفك عشان مش عايزاك تأذي ولادي صح!؟
هز رأسه نافيًا، ومن ثم تابع ببجاحة أغاظت زينة شخصيًا:
لأ طبعًا، ومين قالك إني عايز أأذي ولادي، إنتِ مجنونة ولا أية؟
تقوس فمها بابتسامة ساخرة وحانقة في آن واحد، لتمسك أذنها مشيرة له وهي تردف:
دي تاني مرة أسمعك بوداني اللي هياكلها الدود دي!

وطارت شرارات حارقة لو لها فعل ملموس لسقطت هي محترقة أثر نظراته!
ثم زمجر فيها غاضبًا:
ده أنا هقطع لك ودنك دي يا كدابة، إنتِ عشان فوت لك كذبتك المرة اللي فاتت هتعديها ولا إية
نال هزة من رأسها نفيًا تتبعها صراخها المنفعل:
لأ انا مش كذابة، أنا سمعتك وشوفتك
خبط كف بالأخرى وهو يردد متهكمًا:
لأ ده إنتِ بقيتي حالتك صعبة اوي، أنا كنت نايم أصلًا يا حلوة، شكلك خرفتي كمان.

أتسعت حدقتاها بصدمة، أيكذبها علنًا دون خجل؟!
يزيل اخر خيطًا لأحترامه لديها بيد كذبه! هزت رأسها نافية بقوة وهتفت:
أنا هثبت حالاً إنك كداب
ثم نادت على احدى الخدم بصوتًا عالي:
سمييييية تعالي بسرعة
بينما زينة كانت تشاهدهم بصدمة لما آل إليه حالهم..

لتلك النزاعات التي اصبحت تغلف حياتهم البائسة، لأم وأب ترى الكره يتمرغ بينهم أكثر فأكثر حتى باتت ترى المسافة بينهم أكبر من قدرتهم على المحاولة، وقدرتها هي على الصبر!
وبالفعل في الثانية التالية كانت تلك التي تدعى سمية تقف بينهم
تقف بين نيران، الحق ونيران ذئبًا لا يعرف معنى للرحمة!
فنظرت لها متساءلة بتهذيب:
نعم يا هانم حضرتك نادتيني صح؟
اومأت مؤكدة، وسألتها بحماس لحقيقة من المفترض لها الظهور:.

ايوة، قوليلهم إن جمال كان صاحي وبيتكلم في التليفون ومش نايم زي ما بيقول دلوقتي
وحروف الحق تاهت من حافة لسانها، والسبب معروف، تهديد يضخ من نظرات ذاك الشيطان، لتحل محلها حروف كاذبة مرتعدة وهي تجيب بتلعثم:
لأ، جمال بيه كان آآ ك كان نايم اه كان نايم يا هانم
إتسعت حدقتا عيناها بصدمة حقيقية!
أتخشى بشر أكثر من الله؟!
ولمَ لا تتوقع ذلك، نغضب الله لأنه يسامح، أما البشر نخشاه لأنه لا يسامح!

واقتربت منها تمسك تلابيب ملابسها صارخة بهيستريا:
كذاااابة أنا شوفته وسمعته بيتكلم، ماتكذبيش أتقي الله!
هزت الأخرى رأسها نافية بخوف:
وأنا هاكذب عليكِ لية طب يا مدام!؟
تقدمت زينة تنهي ذاك الحوار الذي اصبحت نتائجه تتقدمه..
لتشير ل سمية قائلة بصوت آمر:
أمشي إنتِ خلاص يا سمية روحي شوفي شغلك
اومأت سمية لتنصرف مسرعًا، بينما تقوس فم جمال بابتسامة شيطانية خبيثة من خطة لم يخطط لها ونجحت!

من جبروت سبقه فجعل البشر يهابونه اكثر من اي شيئ!
بينما استمرت هي في صراخها الجازع:
لااا يا زينة انا مش مجنونة، مش بأكذب دول متفقين والله هو اللي كذاب لااااااا
تنحنح وهو يقول بجدية مزيفة تتوارى خلفها الألاف من الرغبات الشيطانية:
لا لا دي لازم تتعالج يا زينة، أنا هاروح أطلب لها الناس من المصحة يجوا ياخدوها تتعالج، ولإني بحبها، جدًا هابقى حذر إنها تتعالج كويس.

ولم يعطيهم فرصة للصدمة أو الدهشة من إستمرار مسارات شيطانية فانصرف وهو يخرج هاتفه من جيبه ليتصل ب مستشفى للأمراض العقلية!

وشهقت خلود وهي ترى ذاك المشهد الحميمي الذي مثله لها شيطانها!
مراد يحتضن ليلى التي كانت تبكي بمرارة؟!
وشيئ ما يحترق وهو يتساءل بين أعماقها
ترى هل أشتاقها فلم يصدق انها بين ذراعيه؟!
ترى هل يرغبها الان كما رغبها هي مسبقًا تحت قناع الحب؟!
ترى هل يواسيها على بُعدهم - الإجباري - ويعتذر لها الان؟!
اسئلة واسئلة يزرعها ذاك الشيطان بين حقول شكها وغيرتها الحتمية..

لتصيح فيهم وهي ترى مراد يبعد ليلى عنه بهدوء تام:
اية ده!
سؤال كانت اجابته واقعًا ملموس امام عيناها التي أصبحت حمراء!
لينهض مراد مقتربًا منها بهدوء زاد من إشتعالها فعليًا:
ليلى كانت مخنوقة وبتعيط بس وآآ
لم تعطيه الفرصة ليكمل فقالت متهكمة بجوار حدة صارمة:
لا والله، هي كانت مخنوقة فأنت ياعيني كنت بتطبطب عليها يا حنين
كز على أسنانه بغيظ وتناسى دور المخطئ وهو ينهرها بقوة:.

خلود بلاش النبرة دي في الكلام وأعرفي لكلامك هه
رمقته هو وتلك التي كانت تقف صامتة ومتوجسة خلفه وكأنها بالفعل إرتكبت جريمة منتظرة عقابها بنظرة حادة كسيفًا قاتل، لتستطرد بصوت عالي:
انت مجنون، هو المفروض لما أجي الاقي السنيورة في حضنك أقولك براحتك يا حبيبي خد راحتك
هز رأسه نافيًا:
أكيد لأ، بس بردو كلامك مايبقاش سم كدة، وبعدين أحنا ماغلطناش
رفعت حاجبها الأيسر وبسخرية مريرة تابعت:.

اهو ده اللي ناقص، مغلطوش، كان ناقص إية عشان تغلطوا؟!
وهنا تدخلت ليلى لثانية تقول بخفوت حرج:
يا مدام أسمعي بس هو آآ
قاطعتها خلود بحدة مفرطة ومهينة:
إنتِ تسكتِ خالص ماسمعش صوتك يا حيوانة يا بجحة
إبتلعت تلك الإهانة بصمت، صمت اكتسبته من تقديرها لغيرة أنثى مثلها!
بينما صاح مراد فيها بعصبية:
خلود إنتِ كدة تجاوزتي حدودك وأنا مش هاسكت سااامعة؟
اومأت وهي تتنفس بصعوبة وتحاول تهدئة إنفعالها الفطري..

لتردف بعدها بغضب أعمى:
اه وأنا متوقعة إية، دي حاجة فطرية في كل الرجالة!
وبالطبع كان رد الفعل الطبيعي صفعة
صفعة تركت اثرًا واضحًا على وجنتاها البيضاء!
وبالطبع لم يكن اثرًا على وجنتها فقط، بل اثرًا لن يزول على قلبها الغيور!
وعقل يتشبع بالعند لا يعترف بالخطأ، فصرخت فيه بنزق:
أنت مجنون، بتمد إيدك عليا يا مراد، بتمد ايدك عليا دي اخررررتها!؟

وبالطبع لم تلقى أي ندم بين جحور عيناه، وأي ندم هذا وهي تطعنه في رجولته بلا تردد وعلى الملأ؟!
فأكمل بصوته الأجش وهو يشير ل ليلى المندهشة ؛
ماتنسيش إن هي مراتي قبلك يا أستاذة هه
ابتسمت بسخرية وألم معًا لترد بهدوء ما قبل العاصفة:
صح عندك حق
ومن دون كلمة اخرى كانت تنصرف راكضة نحو غرفتها..
فيما غمغمت ليلى بأسف:
أنا اسفة بجد يا استاذ مراد انا مش آآ مش قصدي
هز رأسه نافيًا بفتور:.

ماتعتذريش مفيش حاجة تستدعي إنك تعتذري
وفي قرارة نفسه هو لا يدري كيف فعلتها وهي تبكِ، إرتمت بحضنه دون سابق إنذار!
ولكن من المؤكد أنها كانت تبحث عن مأوى تتشبع من الحنان فيه!
وبعد قليل وجدوا خلود تخرج وهي مرتدية ملابسها، فسألها مراد مستفسرًا بتوجس:
إنتِ رايحة فين يا خلود؟
ردت ولا يوجد سوى الإصرار بعيناها:
رايحة لأهلى
تنهد وهو يشير لها مرددًا:
روحي يا خلود
ولم تصدق فانطلقت دون تردد مغادرة!

عاد مالك إلى المنزل بخطوات بطيئة، لا يرغب في أن يرى ضعفه معها!
ضعفه عندما يرغب في إمتلاكها ويرغب في معاقبتها في آنٍ واحد!
تنهد بقوة وهو يؤكد على نفسه وضع سدًا من الكرامة بينهم..
ولأول مرة هو من يضع ذاك السد المتين بملئ ارادته!
تنهد وهو يفتح الباب بهدوء، ليتفاجئ بجميع الأنوار مضيئة..
ضيق ما بين حاجبيه وهو يناديها بصوت هادئ:
شمس، شمس إنتِ فين؟

لم يجد ردًا فأغلق الباب خلفه ومن ثم دلف الى الغرفة، ليتفاجئ بالشموع التي تملئ الغرفة بشكل حرف ال M..
إلتمعت عيناه ببريق لامع موهج، ليهمس مرة اخرى:
شمس
وتقدمت منه وهي ترتدي قميص من اللون الأحمر والذي يعشقه مالك، يصل لمنتصف فخذها وذو فاتحة واسعة عند منطقة الصدر، يحدد مفاتن جسدها المبهرة!
فابتسمت وهي تقترب منه هامسة بنعومة:
وحشتني.

ثم احتضنته بحب حقيقي استشفه من لمساتها، وتلقائيًا لف يده حول خصرها بتملك، ليهمس بعدها:
وأنتِ آآ..
وصمت ولم يستكمل جملته المشتاقة الحقيقية، لجمها بلجام كرامته الرجولية وشخصيته الشرقية!
فنظرت هي في عيناه التي اصبحت تعشقها حرفيًا لتردف:
حبيبي متزعلش مني بقا بعتذر
نظر لها بثبات ليبعد يدها عنه ببطئ وهو يستدير موليها ظهره ليرد بخشونة:
أسفك مش مقبول يا مدام!

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 6 من 17 < 1 10 11 12 13 14 15 16 17 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
ارتفاع أعداد المصابين في فرح «غزالة» لـ39 شخصاً.. والداخلية تكشف التفاصيل بعد القبض على «أبو العروسة» Moha
0 282 Moha
ﻗﺼﺔ ﺍﻟﻐﺰﺍﻟﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝﷺ dody
0 269 dody

الكلمات الدلالية
رواية ، غزالة ، صحراء ، الذئاب ،












الساعة الآن 07:00 AM