logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 5 من 17 < 1 8 9 10 11 12 13 14 17 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية غزالة في صحراء الذئاب
  03-01-2022 09:56 صباحاً   [31]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية غزالة في صحراء الذئاب للكاتبة رحمة سيد الفصل الثاني والثلاثون

تقريبًا لم تعد تشعر بما حولها، وكأن الزمن توقف عند تلك الصدمة التي وكأنها فعليًا خدرت كل حواسها!
جعلت قدماها تتصلب في الأرض رافضة الحراك لنقطة اخرى بعدما طرق عليها!
وتلقائيًا عيناها امتلأت بالدموع القهرية، ولكن لأول مرة تكتفي بهذا القدر من الإهانات...
نقطة ومن بداية السطر، لن تخط حرفًا واحدًا من الضعف مرة اخرى!
ستقاوم بكل ذرة، وإن كانت تلك مقاومة عشق!

مسحت تلك الدموع التي باتت تكرهها وهي تهمس بأصرار:
بس كفاية يا شمس، أنا من النهاردة مش هنزل دمعة واحدة عليه، وهعرفه إن الله حق، وإن فعلاً إن كيدهن عظيم!
وعادت من حيث أتت، لتمر دقيقة تقريبًا وتجده امامها، ولكن زالت ابتسامته، جلست هي امام التلفاز دون اي كلمة، ليجلس جوارها وهو يسألها بهدوء جاد:
في إية مالك؟
رفعت كتفيها وهي ترد بلامبالاة:
مالي يعني منا أدامك اهوو
رفع حاجبه الأيسر يتابع متساءلاً:.

مكشرة كدة ومش زي ما كنتِ
هزت رأسها نافية لتمط شفتاها وهي تجيب بجمود حقيقي أحتلها:
معلش بقا مفيش حاجة بتفضل على حالها
تغاضى عن تلميحاتها والتي يعلم سببها جيدًا، فمد يده يتحسس وجنتاها التي إزدادت سخونة حادة من لمسته، قبل أن يردف بعبث:
هاا كنا بنقول إية بقا؟
زالت يده عنها بعنف وكأنه وباء تخشى الأصابة به، لتقول بجدية خشنة دون أن تنظر له:
ابعد ايدك، وأنسى أنك تقرب لي
ودون تعبير واضح سألها:
مالك يا شمس في إية؟

هزت رأسها نافية:
قولتلك مفيش حاجة، أنت شايفني بشد في شعري ولا إية
تقوس فمه بابتسامة ساخرة وأجاب:
لا لسمح الله مين اللي قال كدة
نهضت وهي تخلع حجابها الصغير، لتشير له مرددة بلامبالاة حقيقية:
عن اذنك بقا انا عايزة انام بلا كلام فاضي
واتجهت للغرفة الداخلية، وبالفعل هي لم تكن متفرغة لسؤالاً كهذا، هي مشحونة حرفيًا بغضب وحزن لا يعدوا داخلها!

وشعرت به فجأة يجذبها من ذراعها ومن دون تردد او فرصة للأستيعاب انقض على شفتاها بقبلة مميتة، قبلة لم تكن عنيفة ولم تكن رقيقة بالدرجة المطلوبة
كانت كأنها وسيلة لشيئً ما!
دفعته عنها بقوة عندما استطاعت، لتصيح فيه بحدة:
أبعد عني بقاا أنت إية!؟
نظر للؤلؤتيها اللامعتان ببريق يعلمه جيدًا، ليجيب بأنفاس لاهثة:
بحبك
ومن دون تردد، ردد لسانها بما آله حالها فصاحت:
وأنا مابحبكش، مابحبكش وعمري ما هحب واحد زيك.

وعندما وجدته كما هو بلا تعبير يتضح على محياه وكأنه لغز يتعمد الصعاب عليها، فأكملت صارخة بصوت عالي:
انا بكرهك، بكرهك اكتر من اي حد في الدنيا دي كلها، ساامع انا بكرررهك، بكرهك وعمري ما هكن لك غير الكره بس
ظل يحدق بها لثواني...
صدى كلماتها يمدد الحزن والألم داخله كدوائر تزداد في الأتساع والتوغل داخله!
ليستدير ويذهب خارج المنزل دون كلمة اخرى لتسقط هي على الأرض وانهار قناع جمود الذي تلبسته هذه الدقائق!

ظلت تبكِ بعنف على سعادة كانت امامها للحظات وسرعان ما أختفت...
لتمسح على شعرها وهي تهمس بضعف واحتياج:
يااااارب!

جلست زينة تفكر في سيارتها في طلب ذلك الغريب الذي اقتحم حياتها فجأة، تنظر امامها بشرود تام، وذكرى طلبه تلوح في عقلها لتندهش اكثر، شيئً ما بداخلها يخبرها أن ذاك الغريب لم تكن مقابلته صدفة ابدًا!
ولكن ماذا يريد منها؟!
وأدارت مقود سيارتها لتتجه نحو منزل زياد!
وبعد وقت وصلت امام منزله فترجلت من سيارتها للداخل..

وصلت امام الشقة التي يقطن بها فطرقت الباب بهدوء شارد، ليفتح لها زياد متعجبًا من عودتها فسأله:
زينة! نسيتِ حاجة ولا إية؟
هزت رأسها نافية بكلمة واحدة قاطعة:
لا
سألها مستفسرًا وهو يشير للداخل:
في اية حصل حاجة ولا أية، ادخلي طيب
دلفت وهي تومئ متابعة بجدية:
كنت جاية عشان أقولك حاجة بس
جلس على الأريكة وهي بجواره ليسألها باهتمام:
خير قولي؟
تنهدت وهي تنظر امامها بشرود لترد:
عايزاك تطلقني
ولم تعطه فرصة للرد فأردفت:.

وفي أسرع وقت
وظل هو ينظر لها ببلاهه!
يشعر أن ذهابها ذاك جعلها تفقد الجزء الذي يتفق معه من عقلها!
ماذا حدث؟
سألها لنفسه وهو يكاد يختنق، كان يرتب خطواته لكسبها، وليس لخسارتها الأبدية!
وأمسك بيداها بين يداه ليحتويها، قبل أن يسألها بصوت هامس:
إية اللي حصل خلاكِ تقولي كدة يا زينة
رفعت كتفيها لتجيب بلامبالاة قبل أن تسحب يدها:
مفيش حاجة حصلت، أنا اللي فكرت وقررت
هز رأسه نافيًا بأصرار قوي:.

لا انا متأكد أن في حاجة حصلت، وإلا مكنتيش غيرتي رأيك بعد ما كنا متفقين
نظرت له ببرود قائلة:
اصلاً لو كنت قولت لأهلي، وكانوا وافقوا، كان إية هيحصل؟
اجابها بهدوء:
كنا هنعلن جوازنا اكيد يعني
هزت رأسها لتتابع متهكمة:
اه، ونضطر نقعد فترة مع بعض حتى نطلق، ويا عالم يقنعونا بقا نفضل مع بعض للأبد ولا لا
هزت رأسها نافية بقوة:
مستحيل، أحنا بعد ما نطلق هقولهم، وكدة كدة دي مصيبة ودي مصيبة.

مسك يداها وهو يسألها بما يشبه الرجاء:
لية يا زينة، لية مش عايزة تديني وتدي نفسك فرصة؟
نهضت صارخة فيه:
أنت مجنون، أنا يستحيل أأمن لواحد زيك، أنا مش بطلة مسلسل، أنا انسانة عادية كرهتك بسبب انتقام غبي
وامسك بذراعيها يسألها مرة اخرى:
طب قوليلي السبب، قوليلي لية غيرتي رأيك فجأة كدة
ونفضت يداه عنها لتزمجر فيه دون وعي لما نطقته:
عشان هتجوووز واحد تاني، ارتاحت كدة ولا لا!

زوجته!
كلمة تمثلت لها في معنى الصدمة الحقيقي..
كلمة لم تعهدها يومًا في قاموس حياتها الوردي!
وسببًا لم تعرفه حتى الان حطم حياتها!
نالت منه نظرة معتذرة وقد تكون هيئت لها انها نادمة..
ولكن هل تجدي نفعًا الان؟! بالطبع لا!
سألته مرة اخرى هامسة بصدمة تجلت في كل جزء منها:
أنت بتقول إية أنت مجنون!
اومأ بهدوء:
للأسف أنا مش مجنون، دي الحقيقة
وصاحت فيه بحدة هيسترية:
لااا، حقيقة انا مش قبلاها ومش هقبلها ابداااااا.

نظر لتلك الصامتة بجوارهم ليشير للخارج وهو يقول لها:
إطلعي إنتِ دلوقتي واحنا جايين وراكِ
اومأت لتتجه للخارج هامسة:
حاضر
وسار مراد خلفها ليغلق الباب ثم عاد لخلود وهو ينظر لها نظرة تحاول التشابك بحبلاً واحدًا من الصبر او الهدوء ولكن لم يجد، فقال بجدية:
اهدي لو سمحتِ عشان أعرف افهمك
ابتعدت عنه وهي مستمرة في صراخها الهيستيري:
لا مش ههدى، متقوليش اهدي، أنت اتجوزت عليا، فاهم يعني اية
هز رأسه نافيًا:.

إنتِ فاهمة غلط دي آآ
قاطعته وهي تضع يداها على اذنيها وتصرخ بما اشبه للبكاء:
مش عايزة اعرف ولا عايزة اسمع صوتك، اخرج برررة انا مش عايزة اشوفك
كز على أسنانه بغيظ ليهتف ؛
لا مش بمزاجك، هتهدي وتسمعي كل حاجة
سقطت على الأرض وهي تنوح بحدة متألمة:
أسمع إية، اسمع إنك اتجوزت عليا، أفهم إنك مع اول مشكلة زهقت وروحت تتجوز.

اقترب منها ليحاول احتضانها بين ذراعيه، يسحقها في عناق حار ليثبت لها أنه لم يمل منها يومًا!
ولكنها ابتعدت بسرعة وهي ترمقه بنظرات تحذيرية بعيناها الحمراء:
ابعد عني إياك تقرب مني
اشار لها مهدئًا:
خلود حبيبتي اهدي واسمعيني وهفهمك والله
ظلت تهز رأسها نافية ؛
لا مش هفهم، وهتطلقني وحالاً، انا عمري ما هبقى رقم اتنين في حياتك
ونظر لها بصدمة من طلبًا لم يتوقعه منها يومًا!

صدمة من عذرًا لم يجده منها فسحقته خارج محراب عشقها، وللأبد!
هي دائرة وجد نفسه بها فجأة، والحقيقة اصبحت كذب والكذب اصبح حقيقة!
الدنيا دوارة كما يقولون!
من كان يحلم بظهورهم ليلاً ونهارًا عُكس حاله ليتمنى عدم ظهورهم!
وهمس ببلاهه:
عايزانا نطلق يا خلود؟
اومأت مؤكدة:
ايوة، لاني مش قابلة على نفسي الوضع ده ابدًا!

وظل يرمقها بنظرات ذات مغزى لثواني، قبل أن يفجر قنبلته التالية والتي كانت كأعصار لم ينتظر خروجها من الاعصار الذي سبقه وتسارع لصدمتها:
إنتِ اللي زوجة تانية يا خلود مش هي، إنتِ اللي اتجوزتك عليها مش العكس!

وكانت كريمة تجلس أمام الشرفة كعادتها هذه الايام..
الشرود لا يتركها ولا تتركه، يتصاحبان اغلب الاوقات!
تظل تنظر هكذا تتفحص المارين عسى تجد من بينهم شمس ولكن فشلت!
لم تجد شمس ونور حياتها الذي انطفئ منذ رحيلها!
لم تجد من يهون عليها فراق، بل تبعته بفراق اشد!
فراق اختياري وليس إجباري - كالموت -.

ويحيى لجوارها يحترق من الغيظ مثلها، هو الذي يهون عليها بينما هو من يحتاج من يهون عليه اختفاء تلك الغزالة التي فرت منهم دون سابق إنذار!
ربت على كتف خالته وهو يشير لصنية الطعام مرددًا:
طب يلا يا خالتي كلي بقا
هزت رأسها نافية دون أن تنظر له:
لا يا يحيى، قولتلك مليش نفس
تأفف وهو يوبخها بلوم حقيقي:
لأمتى يعني يا خالتي هتقولي ملكيش نفس، ده انا حاسس إنك هيجرالك حاجة من قلة الاكل دي.

اومأت مؤكدة بألم لم يخلو من درجات صوتها الأجش:
ايوة وهفضل كدة لحد ما بنتي ترجع لي
تنهد قبل أن يحاول اقناعها بما لم يقتنع به هو من الأساس:
يا خالتي اكيد هي مع جوزها وهترجع والله
هزت رأسها نافية بحزن:
لا، اكيد كرهتني عشان كنت هجبرها عليك، اكيد ما صدقت تمشي ومش هترجع لي
قال بجدية مناسبة:
لا يا خالتي، مستحيل تهجرك يعني، إنتِ مهما كان أمها
أغمضت عيناها هامسة بألم:.

اه لو ترجع والله ما هجبرها على حاجة تاني بس ترجع
اومأ يحيى بغيظ مكبوت:
ان شاء الله، قولي إن شاء الله وهاترجع اكيد يا خالتي
اومأت وهي تدعو متمنية:
ياااارب
ولكنه لم يكن ليقرر يومًا نفس قرارها، لن يقرر عدم إجبارها والذي فيه اجباره هو، فصدح صوتًا في خلده بأصرار عجيب ؛
بس أنا بقا هجبرها يا خالتي ومش هاسيبها براحتها كدة!

كان مالك أمام البحر، يضع يداه في جيب بنطاله، وعيناه مثبتة على اللاشيئ في ذاك البحر الذي تقريبًا يحمل اكثر من منتصف اسراره التي تضيق بصدره..
يتنهد كل ثانية
وشعور قاتل أن الحزن كالسراب كلما اراد انهاؤه من حياتهم يفشل!
وشعر بيدًا يعرفها جيدًا تلمس على كتفه، فالتفت لها يهمس ببعضًا من الضيق:
إية ده إنتِ جيتِ
اومأت مؤكدة بابتسامة:
مقدرتش استنى اكتر من كدة
نظر امامه مرة اخرى وهو يقول بخشونة:.

مش قولتلك أنا هاجيلك
اومأت وهي ترفع كتفيها ببرود:
عادي يا مالك أنا كنت بتمشى عادي ولقيتك واقف كدة فقربت منك
اومأ موافقًا بهدوء:
ماشي براحتك
وتلمست لحيته الخفيفة بأصابعها الناعمة، لتهمس بجوار اذنه بصوت مغوي:
مالك يا حبيبي، سرحان في إية
إلتفت لها وهو يبتسم نصف ابتسامة مجيبًا:
لا عادي قرفان شوية بس
سألته دون تردد بخبث:
لية كدة من مين؟
مط شفتاه يرد ببرود:
أكيد من اللي اسمها شمس دي.

وعلى تلك السيرة رن هاتفه برقم المنزل الذي يقطن به هو وشمس..
إبتلع ريقه وهو يجيب بتردد، ليأتيه صوتها الصارخ المتألم:
مالك ألحقني، مش قااادرة!


look/images/icons/i1.gif رواية غزالة في صحراء الذئاب
  03-01-2022 09:56 صباحاً   [32]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية غزالة في صحراء الذئاب للكاتبة رحمة سيد الفصل الثالث والثلاثون

حصل إية؟
سألها بهلع وقد إزدادت ضربات قلبه الذي بدء القلق ينهش فيه دون إرادة منه!
وألف سؤالاً وسؤال يتزاحموا برأسه، وأولهم بالطبع ماذا حدث؟
شعور فطري بداخله يخبره أنها ليست بخير، واخر يضاده يحثه على الإكمال فيما كان فيه!
ويتخذ اللامبالاة طريقًا مظلمًا يسلكه!
وبالطبع في هذه الحالات التي تنتهي بمحاذاة لصالح القلب تحت خانة - الاجباري -..
فنظر لتلك التي تقف مترقبة بجواره، ليقول بصوت حاول اخراجه ثابتًا:.

أنا هامشي دلوقتي ونبقى نتقابل بعدين
سألته بضيق يشوبه الغيظ:
لية يا مالك رايح فين؟
اجابها وقد بدء بالتحرك بالفعل ؛
واحد صاحبي اتصل بيا عاوزني ضروري
اومأت وهي تؤكد عليه:
هاشوفك تاني هه؟
اومأ بسرعة وهو يكاد يركض وقال بصوت عالي يصلها:
ماشي يلا سلام
وركض ركضًا يوازي دقاته التي كادت تتوقف...
بينما تنهدت وهي تنظر للبحر قبل أن تهمس:
ماشي يا مالك اما نشوف إية اخرتها معاك ومع الست شمس دي.

بينما هو اخيرًا وصل امام المنزل، فركض مسرعًا يطرق الباب متناسيًا أنه يحمل المفتاح..
فأخرجه مسرعًا ليفتح الباب وهو يدلف مناديًا اياها ؛
شمس، شمس إنتِ فين؟
وسمع صوتها في المرحاض تخرج ما في جوفها وهي تصرخ..
فركض لها مسرعًا ليجدها تجلس على الأرضية والدموع تغرق وجهها، فهبط لمستواها يمسك وجهها بين يديه وهو يسألها متلهفًا:
مالك يا حبيبتي، فيكِ إية
هبطت دموعها وهي تهمس قبل أن تفقد الوعي:
مش قادرة، بطني بتتقطع!

وظل يهزها بهلع وهو يصيح:
شمس، شمس فوقي
ولكن ما من مستجيب، حملها مسرعًا ليخرج بها، ولم يشعر لثانية بالتقزز من مظهرها او منها ابدًا، بل احتضنها بحنان وقلبه يكاد يختلع خوفًا!
وضعها على الأريكة ليخرج هاتفه ليتصل بمروان بسرعة، فأتاه صوت مروان الهادئ:
ايووة يا مالك
مروان تعالى بسرعة وهات أي دكتور معاك
لية مين تعبان؟
شمس تعبانة واغمى عليها وبترجع، يلا متتأخرش
متقلقش ان شاء الله هاجيبه بسرعة وأجي
ماشي سلام.

مع السلامة.

اغلق وهو ينظر لشمس، فركض مسرعًا للمطبخ ليجلب زجاجة من الماء، وجلس بجوار شمس ليبدء برش قطرات الماء عليها، ولكن لم تستجيب في البداية، فاستمر وهو يترجاها بقلق:
شمس فوقي بقاا يلاا ارجووكِ
وبعد ثواني اخرى بدءت تفتح عيناها بتثاقل، وسرعان ما تأوهت وكادت تبكِ وهي تضع يدها على بطنها:
آآه مش قادرة هموت
واحتضنها هو على الفور، وكأنه يطمأن انها اصبحت معه وله للأبد!
وهمس بصوت سمعه هو فقط متوجس:.

ياريت اللي أنا بفكر فيه مايطلعش صح يا شمس!

وهل تتوقع بعدما قدمت له اقوى سببًا للرفض أن يتغاضى عنه وهو يرضخ لرغبتها الغبية!
بالطبع لا، والله لن يفعلها!
سببها ورغبتها القوية امام نفس السبب الذي سيجعله يتمسك بالرفض!
وكأنه سلاح ذو حدين!؟

وأمسكها من ذراعها بقوة وقد عادت له قسوته عند تلك النقطة ليسألها بحدة:
إنتِ قولتِ إية يا زينة؟
إبتلعت ريقها وقد ادركت مدى حماقتها في اخباره، لتحاول الفكاك من قبصته وهي ترد متلعثمة:
قولت آآ قولت إية يعني يا زياد!؟
شدد من قبضته وهو يعيد كلامها الذي جعلها تود لو قطعت لسانها ذاك:
قولتِ إنك عاوزانا نتطلق عشان تتجوزي تاني صح
اومأت مسرعة، لتحاول التبرير بسببًا اخر احمق:.

قصدي يعني، مسيرنا هننفصل وهاتجوز تاني، فأنا قررت ننفصل من دلوقتِ
هز رأسه نافيًا:
كدابة أنا متأكد إن في حاجة تانية
تأففت وهي تبتعد عنه لتزمجر فيه بغضب حقيقي:
أنا حره، ملكش دعووة بيا، وملكش حق تسأل اصلاً، ماتنساش إن دي مجرد غلطة بنصلحها ومن حقي اعيش حياتي براحتي تاني
ولكن بالنسبة له لم تكن مجرد - غلطة -
بل كانت كسلسلة أحكمت قبضتها عليهم معًا، لتمزجهم سويًا تحت شعار الزواج!
هو لن يتركها..

لن يتركها بعدما ادرك أنه انجذب لها، وهذا يكفي ليدافع عن حقه فيها!
وامسكها بهدوء ليعيدها جالسة بجواره قبل أن يتنحنح متابعًا:
الاول ممكن تهدي
رفعت حاجبها الأيسر مستنكرة:
أنا اللي اهدى بردو!؟
وظهرت شبح ابتسامة صغيرة، ليزفر بقوة وهو يقول:.

زينة أنا مانكرش إن الاول كان كل قربي منك انتقام، لكن دلوقتي لا، دلوقتي اقسملك بالله اني بخاف عليكِ اكتر من نفسي، افهميني واديني فرصة بقا، ماتخلينيش عايش طول عمري ندمان على ضياعك مني
وبالرغم أن كلامه مس روحها - قليلاً - إلا انها لن تستسلم له..
لن يكون الاستسلام رد فعل ضعيف لها بعد كل ما حدث!
كلامه كان كمرطب يحاول إزالة الاتربة الابدية التي شوهت صورته داخلها!
ولكنها أبت فردت ببرود:.

أسفة وانا مش قادرة اتقبلك، لو انا نسيت الالم اللي بقا مابيسبنيش ده عمره ما هيخليني انسى يا زياد
وسألها بتوجس:
يعني إية؟
رفعت كتفيها تجيب بوجوم:
يعني كلامي واضح جدًا، هنطلق
كز على أسنانه بغيظ مستطردًا:
ولو أنا رفضت؟
مطت شفتيها لترد بجمود ؛
تأكد إني هخرج من هنا على مالك يرفع لي قضية خلع اكيد
وتزين ثغره بابتسامة عابثة وهو يسألها مقتربًا منها:
وافرضي انا مخرجتكيش بقاا؟
نظرت له بقوة مرددة:.

تأكد بردو إن في حد مستنيني ولو منزلتش هيبلغ البوليس إنك خاطفني!

وقفت خلود تطالعه بنظرات مصدومة فعليًا قبل أن تسأله بعدم فهم حقيقي:
يعني إية يا مراد، مش فاهمة!؟

غرز اصابعه بين خصلات شعره ليتنهد تنهيدة قوية وحارة تحمل بين طياتها الكثير والكثير ليرد بعدها جادًا:
يعني اكيد لاحظتي الشبه اللي ما بينكم يا خلود.

اومأت مؤكدة:
ايوة بس ده إية علاقته؟
استمر في غموضه وهو يقول دون أن ينظر لها:
وشوفتِ صورة ليلى واللي هي شبهك بردو
اومأت بشرود وهي تفكر قليلاً:
ايوة بس بردو مش فاهمة
و تحوم بعقلها فكرة تدعو الله أن لا تكون صحيحة!
علقت بين تلابيب عقلها وهي تؤكد أنها صحيحة، وستدمر تلك العلاقة حتمًا!
فسألته مصدومة:
قصدك إن دي آآ
قاطعها مؤكدًا بصوت شارد:
ايوة، ليلى مراتي!

وضعت يدها على فاهها من عشقًا اعتقدته ذبل والان تراه يُعيد ترميم نفسه
فصاحت فيه متعجبة:
طيب أزاي!؟
تنهد قبل أن يجيب بحيرة:
والله ما عارف
سألته مستفسرًا بحزن كسى نبرتها:
وعرفت منين إنها هي؟
نظر للجهة الاخرى وقال بصوته الأجش:
طريقة كلامها، وفي علامة وحمة على إيدها اليمين، نفس العلامة اللي كانت في ايد ليلى
إبتلعت ريقها بتوجس لتسأله:
وهي عملت إية او قالتلك اية؟
رفع كتفيه ليرد هادئًا:.

احنا ماتكلمناش اصلاً، ومش عارف هي عايشة دور اللي ماتعرفنيش كدة لية
جلست على الفراش بهمدان، وفعليًا الخلفية الوحيدة لوضعهما الان - الضياع -!
فسألته بهمس جازع:
وإية اللي هيحصل دلوقتي يا مراد
جلس بجوارها ليسألها:
من حيث اية
ردت بجمود:
انا وانت، وكل حاجة؟
ومن دون تردد نظر امامه واخبرها بما كان يأكلها قلقًا:
معرفش، بس اللي اعرفه اني اكيد عمري ما هاسيبها تاني، ابدًا!

واخيرًا وصل مروان مع الطبيب الى منزلهم، وشمس لم تكف عن التأوه بألم حقيقي، وشعور بالدوران يلازمها، وبالطبع مالك لم يبعدها عن احضانه لحظة وهو يحاول تهدأته، لا يستطع فعل اكثر من ذلك!
فاتجه مالك نحو الباب الذي طرق يفتحه مسرعًا بعدما تأكد أن شمس احكمت حجابها..
ليدلفا جميعهم، فأقترب الطبيب من شمس متساءلاً بجدية:
حاسه بأية يا مدام؟
اجابت بصوت واهن متألم:
بطني، ومعدتي مقلوبة وحاسه إني دايخة اوي.

اومأ وهو يقترب منها ليبدء في فحصه المعتاد..
وربت مروان على كتف مالك مهدئًا:
خير ان شاء الله
فيما كان مالك يرمقه بنظرات حانقة من ذاك القرب، لا يدري ما الذي يحرقه داخليًا من اقتراب طبيعي وامامهم!
ولكن يشعر بفتيلاً اشتعل بداخله الان من مجرد اقتراب رجلاً - كبيرًا - من جنسه لها!
وانتهى اخيرًا ليبتعد وهو يلملم اشياؤوه، فاقترب مالك منه يسأله متلهفًا:
خير يا دكتور مالها؟ دور برد صح!؟

اجابه بابتسامة دبلوماسية مطمئنة:
متقلقش يا حضرت، تقريبًا كدة 85٪ المدام حامل بس!


look/images/icons/i1.gif رواية غزالة في صحراء الذئاب
  03-01-2022 01:17 مساءً   [33]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية غزالة في صحراء الذئاب للكاتبة رحمة سيد الفصل الرابع والثلاثون

فعليًا دقاته تتراقص على جملة الطبيب التي كانت كموسيقي سعيدة يعشقها، ولم يصدق اذنيه، هي تحمل طفله!
تحمل بين احشاءها من سيجمعهم للأبد برابط متين لا ينتهي!
سيصبح ابًا لأطفالها هي، والابتسامة لم تنتظر الاذن لتعلو ثغره العابث..
والتعليل العقلي لسعادته بداخله؛ هي لم تكن تحاول الأنتحار!
لم يكن شكه صحيح عندما ترجاها ألا يكون شكه صحيح!
بينما هي في حالة غريبة ووحيدة من أمواج المشاعر تحوم حول دقاتها.

الحزن لأعتقاد خاطئ من حزن مالك على ذلك الطفل، والفرح لشعور فطري من الحنان والأنتعاش نبع بداخلها!
وغالبًا الفرح يفرض سيطرته بجدارة..
ولم تشعر سوى بالطبيب يغادر ومروان يهنئ مالك بابتسامة:
عيشت وشوفت ملوكي الصايع هيبقى أب
ونال زجرة خفيفة من مالك الحانق:
بس ياض، هتشوه سمعتي أكتر ما هي متشوهه!
ضحك مروان ليستأذن بخفوت للمغادرة:
طب عايز مني حاجة، هامشي انا وهبقى اكلمك او هاجيلك في وقت تاني.

اومأ مالك بابتسامة هادئة:
تمام، على مكالمات
استدار مروان ليذهب بهدوء خلف الطبيب، لينظر مالك لشمس مسرعًا وهو يجلس لجوارها، وسرعان ما أمسك يداها يقبلهم، لتشعر هي بشفتاه الساختين من فرط المشاعر التي عصفت به...
بجوار همسه الذي شعرت به يرفرف فوق سماء السعادة الحقيقية:
مبروووك يا شمسي، ربنا يخليكوا ليا وميحرمنيش منكم
إبتلعت ريقها بازدراء قبل أن تسأله بنصف عين:
يعني أنت مش متضايق؟!

هز رأسه نافيًا بلا تردد، ليحتوي وجهها بين يداه وهو يكمل بصوت عابث مهلل:
متضايق اييية بس، ده انا من كتر الفرحة حاسس إني مش هقدر اشيلها لوحدي عايز أوزع فرحة على الناس
وشق وجهها ابتسامة سعيدة ومنكسرة في آنٍ واحد، ولكن سرعان ما اختفت والفضل لذاكرتها التي اطرقت عليها ما حدث، لتبعد يداه عن وجهها بعبوس مرددة:
كداب، ويلا ابعد عني.

تنهد بقوة قبل أن يقترب اكثر هذه المرة حتى بات ملاصقًا لها، ثم غمز لها بطرف عيناه قائلاً:
لا، دي أملاك خاصة بيا، أعمل فيها اللي أنا عاوزه، إن شاء الله حتى أكلها
وخجلت كعادتها من مغازلته الواضحة، والتي خففت ولو قليلاً من كومة غضبها اللانهائي منه!
لتنهض وهي تقول بجدية أتقنتها:
أنت ملكش دعوة بينا، خليك في حياتك الفاسدة
نهض مسرعًا وهو يمسكها هاتفًا ببلاهه:
يعني إية؟

اجابته ببرود وهي ترفع كتفيها ثم أحاطت بطنها بامتلاك حنون:
يعني ده أبني لوحدي، أنت ملكش دعوة بيه، عشان كل ما أفتكر إنه ابنك بفتكر إنه ممكن يطلع زيك بيبقى هاين عليا اقول يارب مايجيش
بالرغم من أن كلامها لمس وترًا حساسًا داخله، إلا انه حاول التغاضي عنه بخبثه المعتاد:
أبنك لوحدك ازاي يعني، امال أنا بعمل إية حضرتك، ده انا طالع قايم شارب قاعد وإنتِ في حضني يا قمر.

وانهى جملته بغمزته التي اصبحت تحفظها عن ظهر قلب، لتتوتر من مسار خبثه الذي لا تستطع سلوكه، ثم قالت:
مالك لو سمحت، أنا قولتلك رغبتي وياريت تحققها
ثم إلتفتت له زافرة بغيظ:
عشان أنا بيئة وأنت ماينفعش تبقى قريب من واحدة زيي.

وأيقن من رد فعل متوقع، فنهض ليقف جوارها، وفجأة جذبها لأحضانه بقوة، وكأنه يطالبه باستشفاف مدى عشقه الذي يظهر على اضطراب دقاته بوضوح، ليربت على شعرها الذي ظهر عندما ازال حجابها برفق، وهتف:.

ما عاش ولا كان اللي يقول عليكِ كدة، شمس عايزك تتأكدي إني وحياة ربنا بعشقك، كل ذرة فيا بتعشقك، وإني مهما عملت بيكون عشان سبب أقوى، مش عشان أنا كداب او عندي شيزوفرينيا زي ما قولتِ، وأنا عمري ما هيملى عيني غيرك، يا روحي
وبالفعل كلامه كان كأنه واقي من الحصون فاخترق قلبها بلا تردد، ووقفت هي عالقة بين كلامه الذي يدمر ثم يعيد لها حياتها!
لتسأله بعدم فهم مصطنع من اعتذار توارى خلف كلماته:
قصدك إية وضح اكتر؟

هز رأسه نافيًا بابتسامة بسيطة وغامضة:
صدقيني في الوقت المناسب هاجي احكِ لك كل حاجة لوحدي
أمسكت يداه لترمقه بنظرة رجاء وهي تردف:
مالك لو في حاجة قولي، صدقني هفهمك
لمس على وجنتاها بحنان ليقترب ببطئ مقبلاً جبينها بقبلة عميقة ثم أبتعد ليغادر، فسألتع هي مسرعة:
رايح فين؟
رفع كتفيه واجاب دون أن ينظر لها:
خارج
ثم غادر دون أن ينتظر تعليقها او سؤالها القادم، مما دفعها للتأكد من انه يعاني من مرض الشيزوفرينيا!

لم تعد حاسة فيها تتواصل بالدنيا سوى عيناها التي كانت معلقة بعيناه ترجوه أن ينفي ما يدور بعقلها مسرعًا!
بينما هو هادئًا تمامًا وكأنه لم يفجر قنبلة مدمرة عصفت بكيانها!
فأمسك مراد بيداها هاتفًا بصوته الأجش:
اسمعيني يا خلود، أنا ماينفعش أتخلى عن ليلى، بما انها لسة عايشة ده معناه انها مراتي لسة
فنظرت له متساءلة بسذاجة:
يعني إية يا مراد؟
اجابها برزانة دون تردد:.

مش هاتخلى عن ليلى بس مش بالمعنى اللي إنتِ فهمتيه، قصدي هسمع منها اللي حصل وهفهم وهساعدها لو احتاجت
وشدد على قبضته بأحتواء طمئنها ليتابع بعشقًا لم تخفى خيوطه من جحور عيناه:
لكن عمرها ما هترجع زوجة وحبيبة، إنتِ الزوجة وإنتِ الحبيبة يا خلود
وكادت تبتسم بفرح وهي تسأله بغيرة اكتسحت كلماتها:
امال مش هتطلقها لية!؟
و رد بجدية معهودة في تلك المواقف:.

تقريبًا ليلى كل اللي عانيته كان بسببي، تتوقعي بعد ده كله أجي اقولها سوري اصلي لقيت حب حياتي الوحيد فمش هينفع أقف جمبك ويلا اخرجي من حياتي
ثم صمت برهه واستطرد بخشونة:
ده مايمنعش إننا اكيد هنتطلق، بس اما افهم منها كل حاجة الاول
فسألته مرة اخرى بتردد:
ولما تفهم؟
اجابها بلا تردد رافعًا كتفيه:
اكيد ساعتها هتصرف بس بعقل
اومأت بهدوء جاد:
وانا واثقة فيك يا مراد، واثقة فيك جدًا
ابتسم فرح ليقول:.

وأنا مش عاوز أكتر من الثقة دي صدقيني
اومأت قبل أن تسأله بقلق لا يليق سوى بعاشقة:
مش هاتتخلى عني ابدًا صح؟
اومأ مؤكدًا:
عمري
وتابعت سؤالها:
مش هتكرهني في يوم
واجابته دون تردد:
ده انا اموت قبل ما اعملها
وضعت اصابعه على شفتاه بتلقائية مرددة:
بعيد الشر حرام عليك ماتقولش كدة
ابتسم بفرحة قبل أن يسألها هو هذه المرة:
أنا إية بنسبالك يا خلود؟
نظرت للأرضية بخجل وهمست:
معرفش، أنت شايف اية؟
سألها بأصرار مرة اخرى:.

لا انا عايزك إنتِ تجاوبي
ولم تجد مفر من أعتراف طال انتظاره المشتاق لتقول متلعثمة:
لما نروح نشوفها ونيجي هبقى أقولك
ابتسم مداعبًا:
ماشي يا جميلتي، ولسة الليل ادامنا طووييييل
ثم نهض وهو ممسك بيدها متجهين للخارج، ليروا نوارة وهي...

وظل زياد ينظر لها مطولاً، وكأنه يحاول استيعاب تلك القوة التي اخترقتها فجأة لتدفعها لقول هذا!
بينما هي فعليًا تشعر بالأرتياح لكونها استطاعت حل ما هي به ولو قليلاً..
ليجذب يدها بقوة مرددًا بتساؤل حاد بعض الشيئ:
هو مين ده يا زينة؟
رفعت كتفيها وهي تجيب بتوجس:
مش لازم تعرف
هز رأسه نافيًا ليتابع:
لا لازم، ولازم جدًا كمان
تحدته وهي ترفع حاجبها الأيسر قائلة بعناد:
ولو مقولتلكش هتعمل اية، ولا حاجة.

ضغط على ذراعها ليقول بعدها بجدية حادة متملكة:
لا يا زينة تبقي لسة متعرفنيش، لو اضطريت إني احبسك هنا عشان ماتبعديش عني هاعملها
لوت شفتيها بتهكم واضح وهمست:
للأسف بقيت اعرفك كويس جدًا
وخفف من قبضته قليلاً وهو يقول بصوت حازم وحاد في آنٍ واحد:
انا هروح اتكلم مع مالك في اقرب وقت
هزت رأسها نافية:
لا مش هينفع
ثم لانت نبراتها بعض الشيئ وهي تردف متوسلة:
زياد لو سمحت، ماتخلينيش اكرهك أكتر من كدة.

جملتها اثرت فيه بالطبع، احكمت كلماتها حول مقر تأثره اللعين!
ليرد بنفس اللين:
طب إنتِ حسي بيا، اعرفي إن انا بقيت عاشق مينفعش يستغنى عن معشوقته خلاااص
وكانت الصدمة اول من ارتسمت على ملامحها الذابلة، وهي تتساءل في سماء صدمتها التي يبدو انها لن تنتهي
اي عاشق هذا يدمر معشوقته!؟
فهمست ببلاهه:
عاشق!
ورد مسرعًا بقوة:
ايوة يا زينة، انا حبيتك حتى من غير ما احس، حبيتك اوووي
وهي الاخرى بنفس السرعة ردت:.

تبقى بتحلم لو فكرت إني ممكن ابادلك نفس الشعور الكداب ده
هز رأسه نافيًا:
مش كداب للأسف
نهضت دون كلمة اخرى، لتتجه للباب، وقبل أن تفتحه قالت ساخرة:
انا ماشية يا زياد، ولما تطلقني ابقى قولي عشان اقول لأهلي
ثم استدارت لها متابعة بتحذير قوي:
بس افتكر إني مش هاستنى كتير هه
نهض هو الاخر مقتربًا منها ليمسكها من يدها يدفعها للداخل متساءلاً بتهكم:
إنتِ مين قالك إنك هتمشي اصلاً
رفعت كتفيه مجيبة بلامبالاة:
انا اكيد.

هز رأسه نافيًا وهو يوصد الباب بالمفتاح، وكأنه تأكد من احتباسها بقفص عشقه للأبد، فعقد ذراعيه ثم قال:
انسي انك تمشي من هنا يا حبيبتي!

والمضطر يركب الصعب
جملة شعبية ترددت بكثرة من اجباريات تكون اسهل واخف من اشياء اخرى تكون كالدمار!
واحيانًا تُطبق عليك فتضطر للمجازفة!
كان مالك يسير بجوارها، عقله مع تلك التي تركها وخرج، وبذرة حبهم التي تنمو بداخلها، وإنما جسده مع تلك التي تسير بجواره ببرود...
شعور يخبره برفض تام
لا تفعل وبالطبع ذاك نابع من صميم القلب العاشق
واخر يخبره بتلك الجملة الشهيرة ليبرر
المضطر يركب الصعب.

فتنهد بقوة وهو يسمعها تقول:
مالك لو هسبب مشكلة خلاص
تقوس فمه بابتسامة ساخرة وهو يهمس بغيظ مكبوت:
إنتِ اُس المشاكل اصلاً منك لله
سألته بتركيز:
بتقول حاجة يا مالك؟
هز رأسه نافيًا بسرعة ليستدرك نفسه مرتديًا قناع الود:
لا طبعًا، بقول حتى لو هتعملي مشكلة مش فارقة معايا اكيد
اومأت بابتسامة لم تختفي، وبداخلها يهتف مهللاً
اتمنى ذلك!

وسرعان ما وصلوا للمنزل الذي يقطن به كلاً من مالك وشمس، فابتلع مالك ريقه قبل أن يتجه ليفتح الباب فدلف متنحنحًا ينادي على شمس:
شمس، إنتِ فين!؟
ولم يأتيه رد ليتجه للغرفة خاصتهم، ليجدها تقف بمظهرها الذي يراه بها ولأول مرة في حياته!
ترتدي قميص من اللون الاحمر يصل عند ما قبل ركبتيها بقليل، وذو فاتحة واسعة الى حدًا ما عند الصدر ومطرز برقة..
ففغر فاهه بصدمة هامسًا:
اية ده؟!

لترد هي عليه بغضب غيرة اتضحت من نبراتها:
ده قميص نوم كان جديد وفي كيسه محطوط في الدولاب
وكاد يضعف امام هيئتها التي كانت اول مرة يلقاها فيذهب ليعتصرها في رحلة عشق مشتاقة..
ولكنه تمالك نفسه وهو يقول بصوته الاجش بجدية حاول التمسك بها:
البسي زي الناس بسرعة وتعالي برة هوريكِ حد لازم تشوفيه
سألته متوجسة:
حد مين؟
كز على أسنانه بغيظ مرددًا:
يلا يا شمس وهاتشوفي.

اومأت موافقة ليخرج هو بهدوء في حين ابدلت هي ملابسها بسرعة..
لتخرج مسرعة لترى من القادم، فكانت الصدمة من نصيبها...!

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 5 من 17 < 1 8 9 10 11 12 13 14 17 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
ارتفاع أعداد المصابين في فرح «غزالة» لـ39 شخصاً.. والداخلية تكشف التفاصيل بعد القبض على «أبو العروسة» Moha
0 284 Moha
ﻗﺼﺔ ﺍﻟﻐﺰﺍﻟﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝﷺ dody
0 271 dody

الكلمات الدلالية
رواية ، غزالة ، صحراء ، الذئاب ،










الساعة الآن 07:12 AM