رواية جسور و جميلة للكاتبة دينا جمال الفصل الرابع عشر
تركهم وذهب الي غرفته فوجدها واقفة تنظر من نافذة غرفتهم اقترب منها الي أن أصبح خلفها مباشرة جسور بهدوء: جميلة التفت له وبدون سابق إنذار صفعته بقوة على وجهه نظر لها بدهشة بالتأكيد لم يحدث هذا هي لم تصفعه جسور بضحكة صغيرة: انتي ضربتيني، انت فعلا عملتي كدة ههههه انتي بجد عملتي كدة صاحت جميلة بغضب: ايوة ضربتك دي أقل حاجة ارد بيها عليك يا شبه راجل انت حك ذقنه بأطراف أصابعه بهدوء.
جسور بخبث: شبه راجل اممممم اوريكي بقي الرجولة كانت آخر كلماته قبل أن يصفعها بقوة فسقطت على الارض وبدأ يخلع هو ملابسه، بينما تنظر له بذعر جميلة بذعر: انت هتعمل ايه تعالت ضحكاته الشيطانية التي ذكرتها بضحكات رامي جميلة يا جميلة يا بنتي جميلة صارخة: لالالااااا جسور بقلق: بسم الله الرحمن الرحيم مالك يا جميلة نظرت حولها بصدمة مازالت تقف أمام تقف تلك الشرفة.
جسور بقلق: مالك يا جميلة، بقالي شوية بنادي عليكي انتي نمتي وانتي واقفة ولا ايه جميلة بصدمة: هااااااا وضع راحة يده على جبينها: مالك يا جميلة انتي سخنة، لاء الحمد لله مش سخنة جميلة بصدمة: جسور هو أنا ما ضربتكش بالقلم جسور ضاحكا: مين يا اختي، هو انتي فاكرة أنك لو عملتي كدة فعلا هتفضلي واقفة قدامي كدة عادي كان زمانهم بيغسلوكي، يلا يا هبلة عشان ننزل نتعشي جميلة: جسور هو انت اتجوزتني ليه.
جسور ضاحكا: تكفير ذنوب جميلة بجد: أنا بتكلم بجد انت اتجوزتني ليه جسور غامزا: في الآخر هتعرف التف ليغادر فتوقف مكانه عندما سمعها تهتف: أنا اقولك ليه، اتجوزتني عشان تنتقم من عمي فيا مش كدة التف لها وعلي شفتيه ابتسامة ساخرة: امممم هو بابا ما علمكيش إن التصنت عيب وحرام جميلة غاضبة: أنا ما كنتش بتصنت، انا داخلة الأوضة وسمعتك بتقول كدة جسور في نفسه: شكلها كدة ما سمعتش للآخر يكون احسن بردوا.
جسور: ماشي سمعتيني، عايزة ايه بقي جميلة غاضبة: عايزة أطلق طبعا جسور ضاحكا: ت ايه والله يا جميلة انتي دمك زي العسل جميلة غاضبة: عسل اسود على دماغك جسور بحدة: تؤتؤتؤ هتغلطي هزعلك جميلة غاضبة: ايه هتعمل ايه هتغتصبني جسور ضاحكا بشدة: شكلك بتتفرجي على أفلام عربي قديمة كتير.
تجهم وجه فجاءة وأردف بتحذير: مش عايز اسمع الكلام الاهبل دا تاني، انتي لسه ما تعرفيش جسور السيوفي يا جميلة، اتقي شري يا حلوة ويلا قدامي عشان ننزل نتعشي يلااااا قال كلمته الاخيرة بحدة فانتفض جسدها بخوف.
رامز غاضبا: نعم يا اختي يعني ايه حامل نهي ساخرة: يعني كلها 9 شهور وهيبقي عندك اخ او أخت لزين رامز غاضبا: انتي كمان بتستظرفي بقولك ايه آخر الي عندي الي في بطنك دا لازم ينزل نهي بفزع: لا يا رامي ما ينفعش دا أنا ممكن اموت فيها الدكتور اصلا كان مانعني من الحمل بعد جميلة الرحم عندي مش هيستحمل واحتمال كبير يجيلي نزيف وأموت فيها.
رامز غاضبا: دا مش شغلي تموتي تعيشي ما تفرقش معايا قدامك يومين لتنزليه أنتي، لرصاصة واحدة هتريحني منكوا انتوا الاتنين تركها وغادر صافعا الباب خلفه، لتتهاوي على الفراش شردت في ذكري قديمة Flash back الطبيب: مدام نهي، أنا آسف جدا بس لازم تعرفي أن فكرة حملك تاني ممكن تموتك جسور بحدة: أنت بتقول ايه أنت مجنون بعد الشر عليها.
الطبيب: يا جسور باشا افهمني الرحم عندها ضعيف جدا ولو حملت تاني احتمال كبير يجيلها نزيف حاد يجيبلها هبوط في الدورة الدموية وقلبها يوقف كانت هي في صدمة مما يقوله الطبيب، لم تشعر بجسور وهو يخرج بها من الغرفة جسور بحنان: نهي، مالك يا حبيبتي نهي باكية: مش هعرف اخلف تاني يا جسور مش هعرف اجبلك ولد يشيل اسمك جسور بحنان: ايه الي انتي بتقوليه دا ما جميلة شيلة اسمي.
نهي بتصميم: أنا هحمل تاني الدكتور دا اصلا ما بيفهمش حاجة جسور بحدة: اياكي يا نهي تعملي كدة أنا مش هخاطر بيكي عشان شوية تخاريف في دماغك لانت ملامحه فعاد يضمها لصدره بحنان: يا حبيبتي انتي بنتي وحبيبتي مش هضحي بيكي مهما حصل نهي: ربنا يخليك ليا يا جسور Back سالت دموعها ندما هي من اختارت هي من باعت جنة جسور مقابل حفنة من نقود رامز، ذلك الشيطان الذي خان زوجته وصديق عمره.
نهي بتصميم: أنا لازم أرجع لجسور هو الي هيحميني من رامز بس لازم يكون معايا...
في شقة أيهم أيهم مبتسما: ها يا ست ميلا الشنط جاهزة جميلة الصغيرة بحزن: ايوة يا ايتم ايتم وهو يجلس بجانبها: جميلتي زعلانة ليه جميلة بضيق: مت هقولك (مش هقولك ) أيهم: ليه كدة جميلة: عتان الاهتمام ما بيطلبت ( عشان الاهتمام ما بيطلبش ) اتسعت عيني أيهم بصدمة، : الاهتمام ما بيطلبش ايه جو المخطوبين دا انتي جبتي الكلام دا منين جميلة: من فارت تاحبي في الحتانة.
أيهم بصدمة: وفارس صاحبك في الحضانة قالك الاهتمام ما بيطلبش ليه يا جميلة جميلة: عتان امبارح كان عيد الحب وأنا مت قولتله l love you أيهم بصدمة: يا نهار ابوكي اسود تقولي لمين يا بت l love you، جميلة ما تقوليش l love you غير لبابا بس ماشي يا جميلة جميلة بضيق وهي تعقد ذراعيها امام صدرها: دا تلم أيهم بدهشة: ظلم ماشي يا جميلة مش انا ظالم ما فيش سفر.
جميلة غاضبة: يعني ايه ما فيت تفر، دا أنا فركت مع أحمد عتان اتافر شعر أيهم إن قلبه سيقف من الصدمة ؛ فركشتي مع احمد، مين احمد دا جميلة بغرور: دا تاحبي أيهم: طب وفارس جميلة: تاحبي بردوا ايهم بذهول: هما كام واحد سكتت الصغيرة ولم ترد فاكمل أيهم: جميلة انتي زعلتي يا حبيبتي... جميلة مقاطعة بضيق: يووه يا أيتم لغبطتني هعد من الاول امسك أيهم جانبه الأيسر بصدمه: يا نهاااار أسود بتعديهم فين دوا الضغط بتاع السكر.
جميلة: ايوة تبعة بت أيهم بصدمة: سبعة بس، لاء ستة بقي ما انتي فركشتي مع أحمد جميلة: لاء هما تبعة، احمد يبقي تمانية أيهم وهو على وشك أن يصاب بذبحة صدريه: اااااه تمانية يا مفترية فتحه شبكة في الحضانة، وفركشتي مع أحمد ليه بقي جميلة: عتان عاوت يفرت تيطرته عليا ومت موافق إني اتافر من غير أتنه ) عشان عاوز يفرض سيطرته عليا ومش موافق اسافر من غير أذنه ).
ايهم بصدمة: يفرض سيطرته انتي بتجيبي الكلام دا منين يا نهار أسود البت انحرفت وفركشت مع أحمد عشان عايز يفرض سيطرته أنا قايم انام رن هاتف الصغيرة أيهم: مين الي بيتصل دلوقتي جميلة: مت هرد دا أحمد اكيد عاوت يتالحني أيهم: لالا ردي على الراجل وافتحي الاسبيكر اخذت الصغيرة ( صغيرة ايه بقي دا أنا الي صغيرة ) الهاتف بملل وفتحت الخط جميلة ببرود: ايوة يا أحمد أحمد: يا عيون أحمد لثه زحلانة مني.
جميلة: ايوة عتان أنت مت عاوزني اتافر احمد: بغيي ( بغير) عليكي يا ميلا أيهم بصدمة: بتغير على مين ياض يا نهار ابوك أسود احمد: ازيك يا عمو أيهم بصدمة: عمو مين دا انت الي عمو، بقولك ايه ياض انت تبعد عن البت خالص انت فاهم احمد: يا عمو أنت كدة بتموت حبنا ايهم: بموت ايه يا اخويا واد انت روح خلص تطيعماتك الأول عارف ياض لو شفتك جنب البت ولا بتكلمها حتي هعلقك من ودانك.
اغلق ايهم الخط ينظر لجميلة التي تلعب في شعرها بدلال جميلة: كويت انك زعقتله كان رتم اتلا ( كويس انك زعقتله كان رخم اصلا) ايهم بحسرة: حسبي الله ونعم الوكيل كشفت رأسي ودعيت عليكي يا جميلة يا بنت ام جميلة جميلة: اطفي يا ايتم عتان انام وبطل دوتة أيهم بحسرة: حاضر هبطل دوشة وهشرب اللبن وانام.
في سرايا السيوفي في غرفة جسور بعد العشاء جلست جميلة على الفراش تربع قدميها تفكر جميلة: بقي كدة يا جسور وأنا الي كنت فكراك راجل محترم مااااشي اما خليتك تقول حقي برقبتي وبردوا هتطلقني دخل جسور الي الغرفة بعد أن صلي العشاء في المسجد جسور: لا إله الا الله ايه البوز دا جميلة بضيق: بقولك ايه مالكش دعوة بيا ثم أمسكت هاتفها تقلب فيه هز رأسه بيأس واردف بصوت منخفض: مجنونة والله.
ذهب الي المرحاض واغتسل وبدل ملابسه ببيجامة قطنية سوداء نظرت جميلة له بدهشة جميلة في نفسها: يخربيت حلاوتك مززززز أوي ذهب وجلس بجانبها في الفراش فاشاحت بوجهها الي هاتفها جسور: بتعملي ايه جميلة: مالكش فيه اختطف الهاتف من يدها ينظر لما تفعل جسور: أسيرة الشيطان، ايه دا جميلة بضيق: أنت مالك أنت يا رخم هات الموبايل جسور: لاء مش هديهولك غير لما تقوليلي ايه دا جميلة بضيق: اوووووووف دي رواية.
جسور بخبث: اممم بتحكي عن ايه جميلة: الله وانت مالك أنت، هات بقي عايزة اعرف جاسر هيعمل ايه نظر جسور ناحية الهاتف ثم نظر لها مرة اخري بابتسامة خبيثة: سكتت شهزارد عن الكلام الغير مباح، تعالي اقولك أنا هو كان بيعمل ايه ثم غمز لها بوقاحة جميلة بخجل: أنت قليل الأدب على فكرة، يلا قوم بقي عشان عاوزة أنام جسور: أنا هنام هنا، ولو قمتي نمتي على الكنبة هتصحي تلاقي نفسك بردوا في حضني فخليكي هنا احسن.
نفخت خديها بغيظ: اووووف رخم تمددت على الفراش واولته ظهرها فتراقصت ابتسامة خبيثة على شفتيه تمدد بجانبها وتصنع النوم جسور وهو نائم: هي المخدة فين بدأ يمد يده يبحث عن وسادته الي أن امسك بكتف جميلة التي فتحت عينيها بصدمة جسور وهو نائم؛ هي المخدة مالها عصعصت ليه كدة جذب جميلة ناحيها يحاوطها بذراعيه جميلة بضيق: اوعي يا عم انت، أنت يا ابني أنا مش مخدتك جسور بنعاس: ايه دا جميلة اومال فين المخدة.
جميلة غاضبة: أنا إيش عرفني سيبني بقي جسور بنعاس: لاء أنا ما بعرفش انام من غير ما اكون حاضن مخدتي وانا مش لاقي المخدة جميلة غاضبة: وأنا ذنبي ايه أن عندك جفاف عاطفي انفجر جسور في الضحك عقب جملتها جميلة: سيبني بقي بدأت تتحرك بضيق لتخلص نفسها من بين ذراعيه جسور بنعاس: نامي يا جميلة والا والله هقوم اقولك جاسر كان بيعمل ايه جميلة بخجل: وقح، يوووه سبني بقولك جسور بخبث: شكلك نفسك تعرفي استعنا على الشقي بالله.
جميلة سريعا وهي تغمض عينيها: لالالا خلاص انا نمت أهو قبل جبينها بحنان: تصبحي على وشي يا حبيبتي جميلة بغيط: تصبح على وش حمار يا رب جسور: هاااا جميلة: انا نمت خلاص.
في صباح اليوم التالي جميلة: عشان خاطري يا جسور عشان خاطري عشان خاطري عشان خاطري جسور: لاء يعني لاء ما فيش شغل وسبيني بقي اروح اشوف الي ورايا جميلة بزن: عشان خاطري، عشان خاطري عشان خاطري عشان خاطري عشان خاطري عشان خاطري عشان خاطري عشان خاطري جسور بضيق: بسسسس اسكتي ايه راديو وعلق قولت ما فيش شغل جميلة: ، لاء فيه شغل عشان خاطري عشان خاطري.
جسور: جميلة انزلي عن وداني أنا لازم اروح دلوقتي المهندس الزراعي قرب يوصل تركها وغادر الي عمله جميلة: ماشي يا جسور والله لوريك وبردوا هروح شغلي.
ايه رأيك في الزرع يا ست جميلة جميلة بسعادة: حلو أوي يا ايتم حملها أيهم على ذراعه: قلب ايتم، بابا عنده شغل هودي جميلة البيت بتاعنا وهروح شغلي وبعدين ارجعلك على طول ماشي جميلة بحزن: لاء هاجي معاك أيهم: لاء طبعا ما ينفعش اسبلت عينيها ببراءة: عتان خاطري يا ايتم أيهم ضاحكا: امري لله تعالي وصل جسور الي احدي اراضيه والتي سوف يقابل فيها ذلك المهندس نزل من على صهوة جواده وربطه في تلك الشجرة الكبيرة.
فوجد ذلك الشاب يأتي ناحيته أيهم مبتسما: جسور بيه مش كدة جسور بهدوء: كدة، أيهم منصور صح أيهم مبتسما: أيوة يا افندم اتشرفت بمعرفتك، جميلة تعالي هنا ما تبعديش ثم عاد يحادث جسور باحراج، معلش اصلها شقيه شوية جسور: هي مين دي أيهم: بنتي جاءت تلك الصغيرة تركض ناحية أيهم جميلة بسعادة: ايتم ايتم توفت الحمار والحتان أيهم بعتاب: مش قولتلك ما تبعديش يا جميلة عشان مش تتوهي، يلا سلمي على عمو.
التفت الصغيرة ناحية جسور فشغر بقلبه يكاد يخرج من مكانه، تلك الملامح يعرفها مستحيل ذلك الشبه بالتأكيد جن صغيرته ماتت امام عينيه احترق ذلك المخزن المشئوم بها هي ووالدتها، فاق على صوت الصغيرة وهي تمد كف يدها الصغير ناحيته جميلة مبتسمة ببراءة: انا جميلة جثي على ركبتيه امامها ينظر لها: جميلة هزت الصغيرة رأسها إيجابا بابتسامة واسعة: ايوة وأنت جسور بهلفة: جسور رفع نظره لايهم: هي دي بنتك.
ايهم: ايوة يا افندم في مشكلة جسور: فين مامتها أيهم مبتسما بتوتر: الله يرحمها ماتت وهي بتولدها هز رأسه إيجابا بيأس لا يعرف لما ذلك الشعور تجاه تلك الصغيرة جميلة: عمو عمو جسور سريعا: ايوة يا حبيبتي جميلة مبتسمة: ممكن اركب الحتان دا أيهم: بس يا جميلة عشان ما تتعوريش جسور: ما تخافش روح انت شوف شغلك وأنا هركبها الحصان أيهم بتوتر: خلي بالك عليها دي كل حاجة ليا في الدنيا.
هز جسور رأسه إيجابا سريعا ثم نظر للصغيرة ومد كف يده لها، فامسكته الصغيرة ليشعر بكهرباء تصعق جسده.
رواية جسور و جميلة للكاتبة دينا جمال الفصل الخامس عشر
كانت جالسة على تلك الاريكة في غرفتها منذ القي رامز بقنبلته في وجهها، أن تخلصت من حملها ستموت لا محالة وإن أصرت على اكماله سيقتلها رامز بدم بارد فاقت من شرودها على صوت الباب وهو يفتح نظرت ناحية الباب فوجدت رامز يتقدم ناحيتها ببطئ واضعا كفيه في جيبي سرواله، الي أن وصل اليها فجلس بجانبها يمسد على شعرها برفق رامز بحنان: عاملة ايه يا حبيبتي فغرت فاهها بدهشة فاكمل بضحكة صغيرة: مالك بتبصيلي كدة ليه.
نهي برجاء: رامز أنا لو نزلته هموت رامز: وأنا مش عايزك تنزليه اتسعت عينيها بصدمة حتي كادت تخرج من مكانها: بجد يا رامز رامز بابتسامة صغيرة: بجد يا حبيبتي وضعت رأسها على صدره ولفت ذراعيها حول عنقه: بجد شكرا ربنا يخليك ليا رامز: ويخليكي لجسور ابتعدت عنه سريعا كمن لسعها عقرب لتهتف بقلق: جسور وايه الي جاب سيرة جسور.
رامز بخبث: بصي بقي يا نهي انتي بقالك 3 سنين معايا بتخدي الي انتي عايزاه وزيادة من غير ما تشتغلي معانا صح ولا غلط نهي: صح بس انت عارف... رامز ضاحكا بخبث: عارف يا حبيبتي سيبتي جسور عشان خاطر الفلوس، الراجل كان قاديلك صوابعه العشرة شمع وأول ما اتزنق بعتيه نهي بحذر؛ انت عايز ايه يا رامز وليه بتجيب سيرة الموضوع دا رامز: أنت هترجعي لجسور تاني نهي بصدمة: أنت بتقول ايه لاء طبعا مستحيل جسور هيقتلني.
رامز: اسمعيني بس للآخر، المعلومات الي الزفت هشام الله يجحمه خدها مننا قلبنا عليها الدنيا وبردوا مش لاقينها نهي: طب وأنا مالي بالكلام دا رامز: المكان الوحيد الي مدورناش فيه هو سرايا جسور، ممكن يكون هشام ادي المعلومات لجسور وممكن تكون مع جميلة بنته نهي: وهي جميلة بنته بتعمل ايه عند جسور رامز: صحيح دا انتي ما تعرفيش مش جوزك اتجوز من يومين.
نهي بصدمة: اتجوز، أنا بردوا مش فاهمة يعني أنت عايزني اروح اقوله جسور يا حبيبي أنا عايشة ما متش وكنا بنضحك عليك ودي الكاميرا الخفية رامز بخبث: هقولك تقوليله ايه بالظبط بدأ رامز يسرد لها تفاصيل خطته نهي بصدمة: يخربيتك دا أنت شيطان، بس تفتكر هتخيل على جسور رامز: والله لو اديتي دورك كويس دا غير بعض الديكورات الي هنعملها فيكي هتدخل على جسور، ثم اكمل بتوعد بس خدي بالك لو فكرتي تغدري رقبتك اول رقبة هتطير.
نهي بخوف: لالالا متخافش، طب انت نسيت حاجة مهمة رامز: حاجة ايه اشارت نهي ناحية بطنها: المصيبة دي رامز بمكر: المصيبة دي لسه في اولها، وليلة حلوة في حضن جسور تقنعيه أنها بنته أو ابنه عوض ليه عن بنته الي ماتت وطبعا جسور هيبقي خايف عليكي وعلي الي في بطنك وهيدفع كتير عشانكوا نهي بقلق: ربنا يستر ( ربنا ياخدكوا ).
علي صهوة جواده تصيح الصغيرة بسعادة جميلة الصغيرة: عمو عمو جسور بحنان: ايوة يا حبيبتي جميلة: ممكن تخليه يمتي ( يمشي ) هز جسور رأسه إيجابا بابتسامة حانية فجذب لجام الحصان الذي بدوره بدأ يمشي ببطئ جميلة الصغيرة بسعاااادة: هييييه هييببه جسور بحنان: مبسوطة جميلة صائحة بسعادة: أوي أوي انت حلو أوي يا عمو يشعر بسعادة تشوبها تلك الكلمة (عمو ) يريد أن يسمع كلمة ( بابا ) يريدها وبشدة.
كان شاردا ولم ينتبه الي ذلك الثعبان الصغير الذي ما أن رآه جواده حتي صهل عاليا ورفع قامتيه الاماميتين إلي الأعلي فصرخت الصغيرة بفزع جميلة بفززع: اييييييتم أسرع جسور يلتقط الصغيرة بين ذراعيه قبل أن تسقط ارضا فسقط على ظهره لينغرز تلك القطعة الحديدة الملقاة بكتفه دفنت الصغيرة رأسها في صدره وبدأت تبكي من الخوف تحامل جسور على ألمه وربط على رأسها بحنان: هشششش بس يا حبيبتي خلاص.
جميلة باكية: الحتان وقع جميلة الحتان وحت ( وحش ) جسور مبتسما بألم: الحصان وحش وشرير وجميلة شاطرة وهتبطل عياط هرع بعض الفلاحون ناحيتهم وهم يصيحون بخوف: جسور بيه الحقوا يا ولا أنت وهو جسور بيه خافت الصغيرة من ذلك العدد المتقدم ناحيتهم فدست رأسها في حضن جسور تبكي جسور بحدة: بس أنت وهو.
توقف الجمع الغفير مكانهم يرمقون جسور ما بين خوف وألم وشفقة و خاصة وهو يحتضن تلك الصغيرة، شق صفوفهم أيهم بخوف وهو يصيح مناديا على جميلة بخوف خرجت جميلة من حضن جسور وأسرعت تختبئ داخل صدر أيهم جميلة باكية: بابا، الحتان وقع جميلة ابعدها أيهم عن صدره يتفحصها بعينيه بلهفة وقلق: انتي كويسة حصلك حاجة في حاجة بتوجعك قام جسور متحاملا على نفسه رافضا المساعدة من احد واتجه ناحية أيهم والصغيرة.
جسور بألم حاول إخفاءه: ما تقلقش جميلة كويسة أيهم بفزع: جسور بيه حضرتك كويس كتفك بيجيب دم جسور: أنا كويس المهم البنت، خدها وروح ومعاك باقي اليوم إجازة مد جسور يده في جلبابه واخرج محفظته واخرج منها مبلغ كبير ومد يده بهم لايهم جسور: خد دول أيهم: أنا آسف يا جسور بيه مش هقدر أخد الفلوس من حضرتك أنا لسه ما اشتغلتش عشان أقبض مرتبي جسور: ومين قالك ان هما ليك اصلا دول للبنت الصغيرة عوايدنا اكدة في الصعيد.
أيهم بحرج: يا جسور بيه... جسور مقاطعا بحدة: خد الفلوس أنا لازم امشي قبل ما دمي يتفصي اخذ ايهم النقود بحرج، فدني جسور ولثم رأس الصغيرة بقبلة حانية ثم تركهم ورحل في السرايا جميلة: يا ماما عشان خاطري اقنعي جسور اني أنزل شغلي تاني صفاء: يا جميلة بطلي زن بقي حاضر قولتلك لما يجي هقوله بدأت تسمع بعض صيحات من الفلاحين جميلة: هو في ايه تناهي الي اسماعها تلك الجملة ( جسور بيه اتعور، جسور بيه اتعور ).
فتحت باب السرايا سريعا فوجدت جسور يستند على احد غفارئه يمشي بخطئ متثاقلة كتفه الايسر مغطي بالدماء صرخت صفاء وسهر بفزع عندما رأوه بذلك المنظر بينما وقفت هي صامتة جامدة للحظات توقفت جميع الأصوات من حولها توقفت الحركة توقف كل شئ وزاد وجيب دقات قلبها تسارعت أنفاسها، هل سيتركها هو الآخر هل سيرحل كما فعل والديها هل ستفقد ذلك الأمان والدفئ التي تلاقيه بين ذراعيه بدون مقابل.
لم تشعر بشئ سوي بكونها تركض تشق تلك الجموع لتصل اليه تحتضنه بقوة، لم تعرف كيف وصلت الي غرفتهم ولكنها لم تترك صدره طوال تلك المدة جميلة باكية: مش هتسبني زيهم، مش هتسبني زيهم فقط تلك الكلمات هي ما كانت تردد طوال تلك المدة، دخل الي غرفتهم وامر الجميع بالرحيل بصمت حاولت أمه الاعتراض فاوقفها بإشارة من يده جسور بتعب: جميلة مش همشي يا جميلة مش همشي.
ابتعدت عن صدره بوجه أحمر قاني من شدة البكاء بدأ جسدها يرتجف وهي تردد جميلة باكية: دم دم زي بابا دم رفع وجهها تنظر له بعينين منتفختين من شدة البكاء جسور بحنان: مش همشي مش هسيبك، ممكن بقي بعد إذنك تنضفيلي الجرح هتلاقي الإسعافات في الحمام هزت رأسها إيجابا سريعا وهي تحاول استعادة رباطة جأشها.
ذهبت ناحية المرحاض واحضرت صندوق الإسعافات الأولية ثم عادت إليه فوجدته جالس على الفراش عاري الصدر، ازدرقت ريقها بتوتر، تقدمت ناحيته بارتباك جسور: ما تتكسفيش ايه يا دكتورة ما شفوتيش واحد قالع قبل كدة جميلة: لاء طبعا ما شفوتش أنا تخصص أطفال حضرتك يعني اكبر واحد شفته قالع كان عنده عشر سنين ضحك جسور عاليا فتاوه بألم، فتحت صندوق الاسعافات سريعا وبدأت بارتباك ملحوظ تحاول تنظيف جرحه جميلة: هو ايه الي حصل.
جسور: وقعت من على الحصان انهت جميلة ربط جرحه فهتفت بعتاب جميلة: مش تخلي بالك امسك يدها قبل أن ترحل واردف بمكر: خوفتي عليا جميلة بخجل: هااااا، لاء طبعا لاء جسور بخبث: بجد اومال جريتي تحضنيني وسط الناس ليه جميلة بارتباك: ممممما جسور ضاحكا: ما عندناش برسيم جميلة بغيظ: انت رخم على فكرة واتفضل بقي نام.
دفعته في صدره فابتسم بخبث وهتف بدراما مبالغ فيها: انت عايزة مني ايه، لا لالا أنت عايزة ايه بالظبط هو عشان أنا تعبان تزقيني على السرير وعايزة قلة أدب، أنا إبن ناس على فكرة أنا اهلي صاعيدة يقطعوني نظرت له بدهشة وسرعان ما انفجرت في الضحك على خفة ظله.
جسور بدراما: اضحكي اضحكي ما هو انتوا كدة الستات تاخدوا غرضكوا من الواحد وبعدين ترموه، هو اكمني امور وحليوة وعندي سكس باكس تطمعي فيا، وانتي عارفة شرف الراجل زي علبة التونة يضيعه تخريط بصلة ولمونة سقطت جميلة ارضا من شده الضحك، بينما جلس يراقب ضحكاتها بابتسامة صغيرة، شعر بخوفها وتلك الكلمات التي قالتها وجسدها يرتجف عندما رأته مدرج بالدماء فأراد التخفيف عنها جميلة ضاحكة: أنت مسخرة بجد.
جسور مبتسما: اي خدعة، تعرفي ان ضحكتك حلوة اوي عاملة زي نور الشمس سكتت بخجل فاردف بضيق: قفلتي الشباك ليه بس افتحيه خلي الشمس تدخل ابتسمت ابتسامة واسعة من كلامه فاردف بمرح: لالا رديه شوية الجيران يشوفونا وانا قالع جميلة ضاحكة: ممكن بقي تستريح شوية على اجيبلك الأكل هز رأسه إيجابا: ممكن تجيبلي تيشيرت من الدولاب اسرعت تحضر له تيشيرت اسود جميلة بخجل: اساعدك جسور: لو مش هتعبك.
ساعدته في ارتدائه وعدلت الوسائد خلف ظهره وخرجت سريعا من الغرفة متجهه الي المطبخ لتحضر له الطعام صعدت الي الغرفة فوجدت صفاء وسهر صفاء: يلا يا سهر جميلة هتاخد بالها منه خرجتا من الغرفة فوضعت الطعام امامه جميلة: الأكل جسور ؛ ايه دا هو أنا مش عيان ولا ايه هزت رأسها إيجابا فاكمل: وفي كل المسلسلات والافلام البطل لما بيتعب البطلة بتأكله بأديها، يلا اكليني جميلة: ليه هو أنت اكتع.
جسور بدهشة: اكتع يا نهار اسود متجوز بلية صبي الميكانيكي جميلة بغيظ: أنا بلية صبي الميكانيكي دا أنا مزة المزز جسور ضاحكا: كانت البت سهر بتقول ايه استني افتكر بتقول ايه، استني لما بنت عمتها اتخطبت قبلها آه تقريبا الحلوة بختها مالها والمعفنة بتدلع يمين وشمال على ما اتذكر جميلة غاضبة: بقي أنا معفنة يا جسور طب والله لوريك جسور ضاحكا: هدي نفسك يا صلاح جميلة غاضبة: كمان صلاح طب والله لوريك.
انقضت عليه لتضربه او تعضه وهو يضحك عليها اوقفهما صوت صرخات احد الفلاحين تأتي من الأسفل ( جسور بيه، الحقنا يا جسور بيه ).
رواية جسور و جميلة للكاتبة دينا جمال الفصل السادس عشر
اوقفهما صوت صرخات احد الفلاحين تأتي من الأسفل ( جسور بيه، الحقنا يا جسور بيه ) جميلة بقلق: في ايه، ايه الي بيحصل تحت قام جسور من مكانه متجها لأسفل: ما تخافيش خير إن شاء الله نزل جسور على سلم البيت الضخم بهدوء وعندما وصل لأسفل وجد أحد الفلاحين ومعه زوجته يحملون طفلا صغيرا وجهه شاحب شفتيه زرقاء جسده يبنتفض بشدة جسور: في ايه.
الفلاح برجاء: أحب على يدك يا جسور بيه، خلي الداكتورة تشوف ولدي، روحت الوحدة الصحية لقيتها قافلة، ولدي بيموت يا بيه أحب على يدك جسور: أدي الواد لأمه وخليها تيجي ورايا ناول الرجل الولد الصغير لزوجته فحملته وصعدت خلف جسور سريعا الي أن وصلا الي باب حجرة جسور فتح الباب ودخل جميلة بلهفة: في ايه يا جسور تنحي جسور عن مدخل الباب فدخلت تلك السيدة سريعا وهي تهتف بلوعة: الحقيني يا داكتورة ابوس يدك ولدي بيموت.
جميلة: حطيه على السرير وضعت السيدة الفتي على الفراش الوثير، فذهبت جميلة ناحية جسور تهتف بتوتر: جسور أنا مش معايا شنطتي رد عليها بابتسامة هادئة ثم توحه ناحية دولابه واخرج حقيبتها الطبية السوداء جسور: شنطتك يا داكتورة اتسعت عينيها بدهشة لتهتف في نفسها: رجل المستحيل ادهم صبري قصدي جسور السيوفي طب جاب الشنطة ازاي، يا نهار أسود ليطلع مخاوي بسم الله الرحمن الرحيم جسور: يا داكتورة الشنطة.
هزت رأسها إيجابا سريعا أسرعت تلتقط منه حقيبتها الطبية بحذر ثم اتجهت سريعا ناحية الطفل الراقد على الفراش وبدأت بفحصه جميلة: الولد داخل على تسمم معوي هو كل ةلا شرب حاجة فاسدة والدة الطفل: لا والله ابدا يا داكتورة دا مالكش ولا شرب ايتها حاجة من ساعة ما رجعنا من المولد غير يعني جميلة: ايوة غير يعني ايه والدة الطفل بارتباك: ما فيش ما فيش جسور: غير يعني ايه.
ازدردت والدة الطفل ريقها بخوف من نظرات عمدتها الحادة الموجه ناحيتها جسور بحدة: اُنطقي احسنلك والدة الطفل بخوف: غير تحوطية الولي جميلة: تحويطة ال ايه، يعني ايه اصلا تحويطة دي جسور بهدوء: بعدين يا جميلة، كملي الكشف جميلة: على العموم الولد عايز غسيل معدة في اسرع وقت والصحة دلوقتي قافلة هنعمل ايه جسور: السواق هيوديهم للمستشفي المركزي احملي ولدك وتعالي ورايا.
هزت السيدة رأسها إيجابا سريعا وحملت طفلها ونزلت خلف جسور الذي أمر السائق الخاص به بأن يوصلهم الي المستشفى بسيارته ويبقي معه الي أن يعودوا واعطاه مبلغ كبير من المال جسور بصوت عالي: يا حسااان جاء السائق مسرعا يهتف: ايوة يا جسور بيه جسور: تاخد الجماعة دول وتطلع بيهم على المستشفى المركزي وتفضل معاهم لحد ما ترجعهم وخد دول تدفع حساب المستشفي حسان: حاضر يا جسور بيه تركهم جسور وصعد الي غرفته جميلة، : عملت ايه.
جسور: راحوا المستشفي جميلة: جسور يعني ايه التحويطة دي جسور غاضبا: دي عادة بنت ستين، بيجي واحد دجال المولد يقنع الفلاحين أن هو ولي من اولياء الله وعنده القدرة أنه يحافظ على عيالهم ويعيشهم حياة سعيدة وعشان الناس هنا غلابة بيصدقوا فبيبعلهم الزفتة دي شوية عطاره على شوية طين من الترب على اي زفت ويقولهم دي تحوطية هتحفظ عيالكم وتحميهم وادي النتيجة.
جميلة: طب أنت ليه ما منعتش الناس دي من أنهم يدخلوا البلد عندكوا جسور: مين قالك أن أنا مش مانعهم، هما عارفين انا لو عرفت انهم دخلوا هيحصلهم ايه عشان كدة كانوا مخبيين والست زي ما انتي شوفتي كانت خايفة تتكلم جميلة: طب وهتعمل ايه جسور مبتسما بخبث: روحتي المولد قبل كدة هزت رأسها نفيا فاكمل بمكر: يلا البسي هنروح المولد كلنا وقولي لسهر ولامي وزين يجهزوا.
عمال تقولي اصبر، اصبر اصبر، اديني متنيل صابر خدت ايه بقي هتف بها رامي بغضب الرجل: أنت عايز ايه يا رامي، فلوس وبتاخد الي أنت عايزه رامي غاضبا: أنت ما بتدنيش الفلوس شفقة لولا دماغي ما كنتش عرفتوا تدخلوا المخدرات والسلاح الرجل بإعجاب: ما انكرش إن دماغك سم يا رامي بس أنا بردوا مش فاهم أنت هتستفاد ايه لما تدمر بنت عمك رامي بغل: هشفي غليلي منها، عايز اشوفها مكسورة ومذلولة أنت وعدتني أنك تساعدني.
الرجل: ما نقدرش نيجي جنبها طول ما هي جوا سرايا جسور السيوفي لازم تخرج براها وبر محيط حراسة جسور رامي غاضبا: وامتي دا هيحصل الرجل: قريب يا رامي قريب أوي رامي بغل: ساعتها هدوقك العذاب ألوان يا جميلة استني عليا.
أيهم مبتسما: ايه القمر دا جميلة بسعادة: هنروح فين أيهم مبتسما: هنروح المولد واركبك المورجيه والحصان جميلة بخوف: حتان لاء، الحتان وقع جميلة أيهم: خلاص يا حبيبتي بلاش الحصان يلا بينا جميلة بسعادة: يلا يا ايتم.
اقترب جسور من المولد ومعه جميلة وسهر وصفاء وزين وبعض الغفر وعلي عكس العادة لم يكن مرتديا جلباب صعيدي بل كان مرتديا بنطال ازرق غامق من خامة الجينز وقميص اسود مفتوح أول ازراره جسور لعزام: عملت الي قولتلك عليه عزام: ايوة يا بيه بعت واحد من أهل البلد، راح للواد المساعد بتاع الولي.
رمقه جسور بغضب فاكمل الغفير بتلعثم: قصدي يا بيه بتاع الدجال وقاله ان ليه قريب غني اوي عايش في مصر وعايز يقابل الولي وياخد من بركاته واداله 5 تلاف جنية وهو دلوقتي مستني جنابك في أوضة صغيرة اك ة مبنية في الناحية القبلية من المولد هز جسور رأسه إيجابا بتوعد: تروح مع الهوانم وما تفرقهمش لحظة وتجهز الي قولتلك عليه عزام: حاضر يا بيه جميلة: أنا هاجي معاك جسور: تيجي معايا فين هو أنا رايح رحلة.
اسبلت عينيها ببراءة كما تفعل جميلة الصغيرة مع أيهم: عشان خاطري يا جسور، دا أنا لسه عروسة جديدة وكل ما اقولك حاجة تقولي لاء جسور بمكر: اتثبت انا كدة ماشي هاخدك معايا بس بشرط تنفذيلي طلب أطلبه منك مهما كان جميلة بحماس: موافقة جسور مبتسما بخبث: اتفقنا، يلا بينا دخلت صفاء وسهر وزين مع الغفراء وأخبرهم جسور بأنه ذاهب الي مشوار هام وإلا يبتعدوا عن الحرس.
اخذ طريقه عبر الارض الزراعية المظلمة وجميلة تسير خلفه متشبثة في ذراعه بقوة الي أن وصلا الي منزل صغير يتكون من غرفة واحدة امامها اضاءة خفيفة مهتزة من لمبة صغيرة يهتز ضوئها لتعطي اضاءة مرعبة للمكان جميلة بخوف: جسور أنا خايفة جسور: مش انتي الي اصريتي تيجي معايا انتحبت كالاطفال وهي تقول: ما كنتش اعرف أن المكان يخوف أوي كدة وقف امامه ورفع وجهها الباكي بيده جسور بحنان: جميلة الجميلات.
نظرت له بابتسامة صغيرة عندما نطق تلك الجملة جسور بحنان: جميلة شاطرة وشجاعة وبعدين عايزك تعرفي حاجة مهمة جسور مستحيل يخلي اي حد ياذي جميلة حتي لو هيضحي بحياته جميلة بدموع: ليه أنت اصلا متجوزني عشان تنتقم من عمي فيا جسور: شغلي فردة الجزمة دي لو أنا متجوزك عشان انتقم من عمك فيكي كنت هعاملك كويس كان هيبقي ليكي خاطر عندي كنت هخلي جواز منك لسه لحد دلوقتي على الورق جميلة بدهشة: اومال اتجوزتني ليه.
جسور مبتسما: لما نرجع هفهمك كل حاجة ماشي يا جوجو هزت رأسها إيجابا فمسح دموعها برفق ثم اتجه ناحية تلك الغرفة ودق الباب بثبات دقائق الي أن طل عليه رجل متوسط الطول نحيف جدا يرتدي جلباب اسود وطاقية بيضاء جسور بهدوء: انا جاي للشيخ عبدالكريم الرجل: أنت البيه الي جاي من مصر هز جسور رأسه إيجابا بهدوء الرجل مرحبا: يا اهلا يا اهلا يا بيه الشيخ مستنيك من بدري تقدم جسور ومن خلفه جميلة لا تزال تقبض على ذراعه.
جميلة بصوت منخفض: هو ازاي ما عرفكش جسور بصوت منخفض: عشان مش من أهل البلد هزت رأسها إيجابا، تقدم ذلك الرجل وفتح باب غرفة مغلقة فذهب جسور ناحيتها ودخلها، فيلم عربي حمضان اول جملة ترددت في عقله وهو يري ديكور الغرفة المبالغ فيه.
هي غرفة صغيرة نوعا ما تمتلئ حوائطها بالسبح ذات الخرزات الكبيرة ورؤوس الحيوانات المحنطة وفي منتصف الغرفة يجلس ذلك الرجل على وسادة على الأرض امامه المبخرة الكبيرة وكيس كبير به بخور يلقي منه في النار كل دقيقة ويهتف بخفوت ( حي ) جميلة بصوت منخفض: اومال چااااميكا فين ابتلع جسور ضحكته بصعوبة وأردف بهمس: بس يا بت هنتفضح الرجل: اتفضلوا ادخلوا واقفين ليه جميلة بدراما: ايه دا انت عرفت ازاي أن احنا دخلنا.
داس جسور الباب على قدمها وهتف بهمس: يا غبية ما هو اكيد سمع صوت الباب، ما تبقاش حافظ مش فاهم تقدم جسور ومن خلفه جميلة التي مازالت تقبض على ذراعه الأيمن وجلسا قريب من ذلك الرجل عبدالكريم: اؤمر جسور ساخرا: ايه دا هو مش أنا المفروض جاي عند دجال يعني تعرف أنا عايز ايه من غير ما اقول ولا ايه تلعثم الرجل قليلا من رد جسور الذي فاجاءه، بينما تنظر جميلة ناحية قدمه المختفية تحت عبائته البيضاء بتركيز.
جسور ساخرا: طب أنا هوفر عليك وعليا الطريق أنا عايز التحويطة ليا ولمراتي الرجل: يا بيه التحويطة دي اي كلام بنضحك بيه على الناس الغلابة الي هنا أنا أنت تؤمر يا بيه وأنا هعملك عمل يسهلك الصعب ويزللك الحواجز ويفتح كل الطرق قدامك جسور بحذر: يا عم أنا عايز التحويطة أنت مش عايز تديني منها ليه دا انا هدفعلك نص مليون.
سال لعاب الرجل طمعا: لا يا بيه دا أنا هعملك العمل الي هو، هتدفع نص مليون جنية في شوية تراب من الترب زمجر جسور غاضبا: ولما هو تراب من الترب بتديه للناس الغلابة ليه يا ابن ال***** اطاحه جسور بلكمه قاسيه، ومن ثم قام وامسكه من تلابيب ملابسه كما يفعل مع المجرمين وبدأ يجره خلفه بعنف وجميلة تمشي خلفهم تحاول اللحاق بخطوات جسور الواسعة.
والرجل يترجاه ويتوسل إليه: يا بيه في ايه يا بيه، يا بيه أبوس ايدك أنا راجل غلبان جسور غاضبا: غلبان، غلبان دا أنت تعبان وأنا الي هقطع رأسك دخل جسور الي المولد وهو يجر ذلك الرجل فتوقفت الحركة وساد الصمت زمجر صائحا: عزززززام جاء الغفير ركضا واخذ منه ذلك الرجل ومعه غفير آخر وقيداه على عمود نور كبير في منتصف الساحة شمر جسور عن ساعديه متجها الي ذلك الرجل المقيد.
جسور بصوت عالي: هو دا الولي بتاعكوا، هو دا الدجال الي دخل البلد رغم انه عارف وكلكوا عارفين عقاب الي يعصي اوامراي، عززززام جاء الغفير مهرولا ومعه سوط كبير أعطاه لجسور، فتقدم جسور من الرجل ممسكت بالسوط جسور للرجل: انت بعت كام ازازة من تراب الترب ومن غير كذب احسنلك الرجل بخوف: 50 ازازة جسور: كنت عارف عقاب عملتك في ارضي ايه الرجل بخوف: أبوس ايدك يا بيه سامحني آخر مرة والله آخر مرة.
جسور غاضبا: كنت عارف ولا لاء هز الرجل رأسه إيجابا بخوف جسور بصوت عالي: 50 ازازة بخمسين جلدة الجزاء من جنس العمل رفع جسور يده اليمني الممسكة بالسوط وبدأ يهوي به على جسد ذلك الرجل بقوة وقسوة وعنف، يراقبه الحاضرون بخوف وهنا من ينظر له بذعر جاميلتيه ووالدته فجميلة زوجته يكاد قلبها يتوقف من الخوف تنساب دموعها شفقة على ذلك الرجل وجميلة الصغيرة ابنته: ترمقه برعب وهي تحتضن ساق أيهم تبكي من الذعر.
ووالدته التي رأت جبروت سليم يتجسد لها مرة أخري الجميع صامتون عقاب قاسي ولكنهم يعرفون أن عمدتهم ما كان ليفعل ذلك الا لصالحهم انتهي جسور من الخمسين جلدة فرمي السوط ارضا ونادي احد رجالة جسور: توديه المستشفي المركزي وتدفع حساب المستشفي وتفهمه كويس لو رجع البلد دي تاني هقطعله رجليه الاتنين.
هز الغفير رأسه ايجابا بخوف، كان الصمت مسيطر على المكان الي أن شقه صوت أيهم وهو يصيح بخوف: جميلة انتي فين يا جميلة، جميلة انتي فين هرع جسور ناحيته يهدر بخوف: جميلة فين البنت فين أيهم غاضبا: ما اعرفش كان خايفة وماسكة في رجلي أنت السبب، البنت كانت مرعوبة من الي انت بتعمله، بنتي لو حصلها حاجة هقتلك يا جسور.
تركه جسور وبدأ يركض هنا وهناك على غير هدي يبحث عن تلك الصغيرة ذات القامة القصيرة والشعر الأسود الطويل الذي يصل لقدميها والعينين العسليتين مثل وكأن نور الشمس يضيء فيهما عندما تفرح وتغرب شمسه عندما تشعر بالخوف أو الحزن ظل يركض الي أن خرج من المولد ووصل الي أرض زراعية قريبة منه.
فسمع صوت نحيب منخفض توقف مكانه يمشي خلف الصوت بهدوء الي أن وصل الي صاحبته تختبئ خلف تلك الشجرة الكبيرة تبكي وترتجف تردد بذعر: ايتم ايتم جميلة خايفة، جميلة بتعيط عمو وحت ( وحش) بيضرب النات ( الناس ) انقبض قلب جسور بغضة مريرة عندما رآها بتلك الحالة جثي امامها أرضا بهدوء: جميلة رفعت نظرها ترمقه بذعر: أنت وحت، انت وحت، انت وحت بتضرب النات.
لا يعرف أيبكي من خوف تلك الصغيرة منه أم يضحك من طريقتها المضحكة في الكلام جسور: جميلة ما تخافيش يا حبيبتي جميلة باكية: أنا عايزة ايتم، أنا عايزة بابا جسور بلهفة: أنا بابا يا حبيبتي جميلة بذعر: لالالا أنت عمو الوحت، أنا عايزة بابا ايتم كانت جميلة تحاول اللحاق بجسور عندما وجدته توقف فجاءة عند شجرة كبيرة وجثي على ركبتيه امامها جميلة في نفسها: هو بيعبد الشجر ولا ايه.
تقدمت ناحيته فسمعته وهو يقول لتلك الصغيرة امامه ( انا بابا يا حبيبتي ) جميلة في نفسها ؛ يا نهارك أسود يا جسور أنت متجوز عليا وكمان مخلف، ايه دا ازاي اذا كان متجوزني من يومين بس مايلحقش طبعا سمعت تلك الصغيرة تهتف بذعر فبغريزة الامومة الفطرية بداخلها اندفعت ناحيتها سريعا جميلة: ما تخافيش يا حبيبتي ركضت الصغيرة تختبئ ذلك حضنها فربطتت جميلة على ظهرها بحنان.
جميلة الصغيرة باكية: دا عمو وحت وترير ( شرير ) وبيضرب النات جميلة بحنان: ما تخافيش يا حبيبتي، عمو طيب مش شرير الراجل الي ضربه دا كان شرير وبيموت العيال الصغيرة عشان كدة هو ضربه عشان ما يعملش كدة تاني رفعت الصغيرة وجهها تنظر لها بحذر: انتي مت يتتضحكي عليا جميلة: ابدا يا حبيبتي والله عمو طيب والراجل دا شرير وكان عايز يموت العيال الصغيرة.
نظرت الصغيرة له بحذر ففتح جسور ذراعيه قليلا واشار لها بلهفة ؛ تعالي تعالي يا حبيبتي ما تخافيش ذهبت الصغيرة ناحيته فاخذها جسور بين ذراعيه يضمها لصدره بلهفة وشوق شئ بداخله متأكد أن تلك الصغيرة ابنته جسور بألم: كنت هموت من الرعب لما افتكرتك تهوتي ومش هشوفك تاني يا بنتي جميلة الصغيرة ببراءة: حضنك حلو أوي يا عمو ادمعت عيني جميلة على حالة جسور صدح صوت أيهم قريبا منهم: جميلة، حميلة انتي فين.
تقدم ناحيتهم مسرعا ونزع جميلة من حضن جسور يضمها لصدره بشدة أيهم: كدة يا جميلة كدة تخضي بابا، ما تعمليش كدة تاني فاااهمة جميلة الصغيرة: حاضر يا بابا أيهم لجسور غاضبا: اياك تقرب من بنتي تاني.