logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .






look/images/icons/i1.gif رواية جسور و جميلة
  21-12-2021 01:57 صباحاً   [10]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية جسور و جميلة للكاتبة دينا جمال الفصل الحادي عشر

في صباح اليوم التالي
شق صراخهاا ارجاء البيت عندما...
في غرفة جسور
شعرت بالضيق في نومتها بسبب ذلك الثقل الملتف حول جسدها
جميلة بضيق وهي نائمة: اوووف اتاخري شوية يا حجة انتي اوووف اتاخري بقي
فتحت عينيها بضيق تنظر امامها لتتسع عينيها بفزع
هبت جالسة على الفراش تصرخ
جميلة صارخة: اصحي اصحي الله يخربيتك عااااااااااا
هب جسور من على الفراش يهتف بقلق: ايه ايه في ايه سهر كويسة، السرايا ولعت زين حصله حاجة.

جميلة غاضبة: أنت عملت فيا ايه
جلس جسور على الفراش يحك شعره بحيرة: عملت ايه في ايه
جميلة غاضبة: انت يا جدع انت ماتستعبطتش عملت ايه في وضعنا دا
جسور ببراءة مصطنعة: أنا ما عملتش حاجة أنتي السبب
جميلة بصدمة: أنا
جسور ببراءة: ايوة، امبارح بعد ما نمت لقيتك جايه وعماله تبوسي فيا فضلتي تقوليلي أنا بحبك يا جسور بوسني يا جسور و الشيطان شاطر زي ما انتي عارفة وسكتت شهرزاد عن الكلام الغير مباح.

جميلة: لا لالا محصلش محصلش
ربت جسور على كتفها العاري برفق: يا حبيبتي دا شرع ربنا احنا ما عملناش حاجة غلط
جميلة بدموع: بس أنت وعدتني ليه عملت فيا كدة ليه
ثم أخفت وجهها بين كفيها وبدأت تجهش في البكاء
اتسعت عينيه بصدمة يبدو أن مزحته كانت ثقيلة
جسور سريعا: جميلة، جميلة اهدي يا جميلة ما محصلش حاجة والله ما حصل حاجة، أنا كنت بهزر معاكي
جميلة غاضبة من بين دموعها: عبوشكلك.

امسك اذنها كالارنب: بتقولي ايه يا اوزعة انتي
جميلة بألم: آه يا عم سيب ودني
جسور: اعتذري
جميلة بعند: مستحيل
جسور بخبث: طب احنا فيها وهم بالاقتراب منها
جميلة سريعا: أنا آسفة، أنا آسفة، أنا آسفة
جسور بصرامة: ناس ما تجيش غير بالعين الحمرا
تركها وذهب ناحية المرحاض ليغتسل وهو يتذكر أمس
بعدما رآها نائمة بذلك الشكل المضحك قام من مكانه وتحرك ناحيتها، حملها بين ذراعيه برفق ثم وضعها على الفراش بهدوء.

جسور بصوت منخفض: كدة يا جميلة ينفع كل شوية تقوليلي يا عجوز، انتي عارفة كلامك العفوي دا السبب كان زمانك مراتي من زمان
ابتسم بحنان وهو يكمل: ملاك يا ربي نايم، هيبقي مقلب سخيف بس يلا معلش عشان تحرمي تقولي أنت عجوز تاني
بدأ يحاول ازاحة ملابسها برفق حتي لا تستقيظ ولكن تلك الصغيرة كان نومها اثقل من أن توقظها حركة يده فانزل أكمام بلوزتها وفتح اول ازرارها فقط حتي لا ترتعد عندما تستيقظ.

وضمها لصدره ولأول مرة منذ وقت طويل ينام بذلك العمق.

في الخارج
كانت جميلة تبدل ملابسها
جميلة بصوت منخفض: رخم وعجوز وغلس
سمعت صوت دقات على باب الغرفة
جميلة: يالهوي يالهوي يالهوي، مين
صفاء من الخارج: أنا ماما صفاء يا حبيبتي، افتحي
جميلة: خشي يا ماما
دخلت صفاء فاختبئت جميلة تحت غطاء الفراش
صفاء مبتسمة: صباحية مباركة يا عروسة
جميلة بخجل: شكرا يا ماما
صفاء ضاحكة: انتي مستخبية كدة ليه
جميلة بتلعثم: ، هااااا، اصصل أنا سقعانة اوي.

صفاء ضاحكة: ماشي يا ست السقعانة اومال جسور فين
ما كادت تنهي جملتها حتي خرج جسور من المرحاض يجفف وجهه وشعره بالمنشفة
جسور بضيق عندما رأي صفاء: يا فتاح يا عليم على الصبح حد يدخل أوضة عرسان الصبح كدة
صفاء بعند: والله أنا جاية اطمن على بنتي
جسور ساخرا: بنتك قدامك اهه مش ناقصة ايد ولا رجل
صفاء: طب هات الأمانة عشان عمها يشوفها قبل ما يسافر
ازدرقت جميلة ريقها بتوتر: أمانة ايه يا عمتو.

صفاء: اسكتي انتي فين الأمانة يا جسور بيه
جميلة بخوف: يا ماما اصل
جسور: ايه يا جميلة مكسوفة ليه يا حبيبتي مدي ايدك تحت المخدة واديها الامانة
دست جميلة يدها تحت الوسادة واخرجت قطعة القماش واعطتها لصفاء
صفاء مبتسمة: مبروك يا حبيبتي ألف مبروك
مبروك يا جسور بيه
ثم خرجت من الغرفة
جميلة بصدمة: ازاي
اتجه جسور الي مرآه الزينة وبدأ يصفف خصلات شعره بهدوء.

جسور: انتي عارفة يا جميلة أن فصيلة دمي O negative ودي فصيلة نادرة وشكلي كدة هحتاج نقل دم بسببك
جميلة: شكرا
جسور بابتسامة صغيرة: على ايه جسور السيوفي ما بيرجعش في كلمته ولو على رقبته ومش أنا الي افرض نفسي على واحدة مش عيزاني، أنا هنزل عشان الحق اخطب الجمعة هخليهم يطلعولك الأكل هنا
جميلة: مش شرط أنا هنزل افطر مع سهر
جسور: كلامي يتنفذ العروسة هنا ما بتخرجش من اوضتها اول 3 أيام.

جميلة: نعم أنت بتطلب مني افضل محبوسة هنا 3 أيام
جسور بهدوء وهو يرتدي ساعته: أنا مش بطلب منك أنا بأمرك
جميلة غاضبة: وأنا مش هنفذ الأمر دا أنا مش جارية عندك
زمجر بغضب: جميييلة انا لحد دلوقتي بتعامل معاكي بهدوء ودا عكس طبيعتي اتقي شري احسنلك
جميلة بدموع: أنا عايزة اسلم على عمو قبل ما يمشي
تنهد جسور بضيق: ماشي تسلمي عليه وهتيجي ستات العيلة تباركلك نص ساعه وتطلعي الأوضة تاني فاااهمة
جميلة بصوت منخفض: تنح.

جسور: بتقول هي فقط من تظن أن صوتها منخفض وصلت الكلمات الي مسامعه فكبت ضحكته وخرج من الغرفة
نزل لأسفل بعجنهيته المعتادة وهو يحمحم بصوته الحشن
قابلته سهر بابتسامة: صباحية امباركة يا خوي
جسور بابتسامة صغيرة: الله يبارك فيكي يا سهر
مختار: صباح الخير يا جسور بيه، اومال جميلة فين
أنا أهو يا عمو
قالتها بسعادة وهي تهرول على سلم المنزل الضخم لتسرع بإلقاء نفسها بين احضان عمها.

مختار وهو يمسد على شعرها بحنان: مبروك يا حبيبتي، ها يا ستي تحبي اجبلك ايه هدية جوازك
جميلة بدموع: أنا عوزاك أنت يا عمو عوزاك تفضل معايا
مختار بدموع: بس بقي بطلي عياط، انتي عارفة دموعك غاليه عندي اد ايه، طب بصي أنا هسيب معاكي ماما صفاء وهاجي بعد يومين عشان اخدها واشوفك ماشي
جميلة بسعادة: بجد ماما صفاء هتفضل معايا بس...
نظرت ناحية جسور بقلق فهز الاخير رأسه إيجابا بهدوء
جسور: عن اذنكوا.

صفاء: رايح فين يا ابني
جسور بقسوة: مدام صفاء ما تنسيش نفسك انتي اهنه ضيفة، الضيوف اهنه ليهم حق واحد عندي وهو واجب الضيافة غير اكدة لع
ثم تركها ورحل
مختار: متأكدة يا صفاء أنك عايزة تفضلي هنا
صفاء: ايوة ومش همشي من هنا قبل ما يسامحني ويعرف اني مظلومة
مختار: ربنا معاكي أنا ماشي بقي يلا سلام عليكم
رحل مختار وبقيت جميلة وصفاء وسهر سويا
سهر: جميلة اطلعي البسي عباية زين زمان عماتي جايين يباركولك.

هزت رأسها إيجابا وصعدت لأعلي وارتدت عباءة زرقاء بلون سماوي وطرحة بيضاء
في الأسفل
بدأت سيدات العائلة تتوافد على سرايا جسور يباركون لعروس كبيرهم
كان كل شئ يسير على ما يرام تتلقي جميلة التهاني من الجميع وترد عليهم بود
الي أن خيم الصمت عندما دخلت تلك السيدة المتشتحة بالسواد تعابير وجهها حادة غاضبة تظرها تقاعيد وجهها المتقدم في العمر
سهر بتوتر وبصوت منخفض: الحقي يا اما عمتي صابرة وصلت
صفاء بخوف: ربنا يستر.

دخلت صابرة واتجهت ناحية تلك العروس
صابرة بتجهم: مبروك يا عروسة
جميلة مبتسمة: الله يبارك في حضرتك
صابرة بضيق: واااه شوفوا قلة الحيا ما تقومي يا بت تقفي وانتي بتسلمي عليا
سهر سريعا: عمتي جميلة ما تقصدش هي بس ما وخداش على عاودينا، قومي يا جميلة قومي
قامت جميلة سريعا: أنا آسفة حضرتك
صابرة: تعالي في باطي يا مرت الغالي
جميلة في نفسها باشمئزاز: يععع ايه القرف دا.

مالت سهر عليها سريعا وهمست بصوت منخفض: قصدها تحضنيها
هزت جميلة رأسها إيجابا سريعا واحضنت عمه جسور بود، لتشعر بتلك السيدة تحرك يدها على جسدها بطريقة مريبة
انتفضت جميلة من حضنها وابتعدت عنها
جميلة غاضبة: انتي بتعملي ايه يا ست انتي
صابرة باستفزاز: مالك يا عروسة بشوفك مربرة اكدة هتملي عين ولد اخوي، بس طلعتلي مسفرته معصعه ما بينلكيش وش من قفا.

جميلة بصدمة: انتي فكراني 2 كيلو طماطم بتفعصي فيهم عشان تشوفيهم حلوين ولا لاء
صابرة غاضبة: اتحشمي يا بت واتكلمي معايا زين
جميلة: أنا بردوا الي اتحشم، اومال انتي تعملي ايه
رفعت صابرة يدها لتضربها بالقلم ولكن توقفت يدها عندما امسكتها
صفاء بحدة: اياكي يا صابرة تمدي ايدك على مرات إبني
صابرة غاضبة: صفاء انتي ايه الي جابك اهنه يا فاجرة، جاية ليه بعد ما حطيتي راسنا كلنا في الطين
صدح صوته غاضبا في ارجاء المكان.

جسور غاضبا: عمتتتتي
جسور وجميلة
بقلم دينا جمال
اتيم، اتيم يا اتيم اتحي بقي
فتحت عينيه الرمادية بانزعاج
أيهم بضيق: بس يا جميلة سبيني أنام
زمت الصغيرة شفتيها بضيق طفولي: لاء اتحي بقي يا دب يا كتلان
فتح أيهم عينيه سريعا وهتف بدهشة مصطنعة: يا نهارك أبيض دب وكسلان طب تعالي بقي.

نزلت الصغيرة تركض وهي تصرخ بسعادة وخلفها يركض شاب طويل القامة في اواخر العشرينات طويل القامة جسده ذو جسد معضل شعر بني طويل كثيف يكاد يصل لكتفيه ولحية كستنائية، يعمل مهندس زراعي يعيش في شقة كبيرة ورثها عن ابيه هي وسيارة صغيرة
أيهم ضاحكا: قفشتك
جميلة ضاحكة: تبني يا ايتم
أيهم ضاحكا: يا بنتي انتي لدغة في كل الحروف يلا عشان تفطري وتروحي الحضانة.

جميلة بتعب مصطنع: اااه ااه اه يا تباعي ( صباعي ) ايتم تباعي بيوجعني مت عاوتة الوح الحضانة
( أيهم صباعي بيوجعني مش عاوزة اروح الحضانة )
أيهم بجد مصطنع: وريني كدة يا عيني بيوجعك فعلا، خلاص بلاش نروح الحضانة وتعالي نروح الجنينة
جميلة بسعادة: بجد هيه هيه يلا بترعة بترعة تباعي خف
( يلا بسرعة بسرعة صباعي خف )
أيهم ضاحكا: بتنصبي عليا يا جميلة خدي هنا يا بت.

بدأ يركض خلفها يضحك على ضحكاتها إلي أن وصل اليها فحملها على كتفيه
أيهم ضاحكا: قفشتك يلا بقي عشان نفطر
جميلة صائحة بسعادة: كورن فلكت ( فلكس )
أيهم ضاحكا: حاضر يا ستي بس ما تضحكيش عليا زي كل مرة وتاكلي بتاعي
اخذها أيهم الي المطبخ ووضعها على طاولة الطعام الصغيرة في المطبخ وبدأ يجهز طبقين من الكورن فلكيس
أيهم مبتسما: اتفضلي يا جميلة هانم أحلي كورن فليكس
جميلة: هات بتاعك.

أيهم بطفولة وهو يحتضن طبقه: يا طمااااعة ابداااا
عبست وجه الصغيرة بضيق طفولي عقدت ذراعيها امام صدرها واشاحت بوجهها الي الناحية الاخري
أيهم ضاحكا: خلاص خلاص خدي أهو، هروح اعملي غيره يا طماعة لازم تاخدي طبقين
اخذت الصغيرة الطبق منه واخرجت طرف لسانها له وبدأت تأكل بسعادة.

راقبها أيهم بابتسامة حنونة وعاد بذاكرته قبل ثلاث سنوات، ذلك اليوم الذي توفي فيه والده كان يعتبر من اسوء أيام حياته فقد كان شديد التعلق بوالده منذ الصغر، كان يسير في الشوارع ليلا تتحجر الدموع في عينيه كان يود أن يبكي ويصرخ وبدلا من ذلك بدأ يسمع هو صوت بكاء وصراخ لطفل صغير.

مشي خلف الصوت بحذر الي أن وصل لملجاء أطفال قديم فراي امام بوابة الملجأ القديمة طفلة صغيرة ملفوفة ببطانية تقدم أيهم منها بحذر وحملها بين ذراعيه
أيهم: ايه جو الأفلام العربي القديمة دي، ليكونوا بيصوروا فيلم وأنا اقتحمت اللوكيشن بتاعهم يالي هنا يا بتاع الكاميرات يا مخرج طب يا انتاج اي حد
نظر الي الصغيرة التي تعض يديها بجوع
أيهم: شكله كدا مش فيلم، منها لله او منه لله الي رماكي هنا، تعالي ادخلك جوا الملجأ.

ما كاد يتقدم خطوة واحدة حتي وجد تلك الصغيرة تنظر له بابتسامة بريئة أسرت قلبه
عاد ادراجه وبدلا من أن يأخذها للملجا اخذها وعاد الي بيته عرف أن اسمها جميلة من تلك القلادة التي على رقبتها
انتظر عدة أيام إن يجد خبر او إعلان عنها ليعديها الي اهلها ولكنه لم يجد وبدأ هو نفسه يتعلق بها وها هي معه منذ 3 سنوات يحبها كابنته، احضر لها دادة خاصة بها ولكن اليوم عطلة ذلك يحضر لها الفطور بنفسه.

فااااق من شروده على صوتها صارخا في أذنه: ايتتتتتتتم
انتفض فزعا من مكانه: الله يخربيتك سرعتيني
جميلة: ترحان ( سرحان) في ايه
أيهم: انتي مالك يا حشرية، المهم بكرة لما دادة تيجي هنخليها نحضر شنطتك عشان هنسافر
جميلة بسعادة: هنتافر ( هنسافر ) فين
أيهم: فاكرة امبارح لما كنا بنتفرج على التلفزيون والفيلم كان فيه أرض وزرع
جميلة مكملة بسعادة: وحتان وحمار.

أيهم: بالظبط احنا بقي هنروح هناك عند الزرع وتركبي الحصان والحمار
جميلة صارخة بسعادة: هيه هيه هيه، حبيبي يا ايتم
أيهم ضاحكا: روحي يا ميلا
جميلة بتحذير: اوعي تكون رايح هناك عتان تغلك ( عشان شغلك )
أيهم بخوف مصطنع: ايه الرعب دا، بصي مش اوي يعني لو انتي مش عيزاني اشتغل بلاش
جميلة بحزن: أنت بتيب ( بتسيب ) جميلة وتمتي ( تمشي ) كتير وانا بقعد لوحدي زعلانة.

أيهم بحنان: يا خراشي زعلانة طب بصي هروح اشتغل حبة صغننين خالص عند عمو جسور وبعدين أجي نتفسح ونركب حصان وحمار وكل حاجة Deal
جميلة بسعادة: ديل، أنا بحبك أوي يا ايتم
ايهم بحنان: وأنا بحبك أكتر يا بنت قلب أيهم.


look/images/icons/i1.gif رواية جسور و جميلة
  21-12-2021 02:06 صباحاً   [11]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية جسور و جميلة للكاتبة دينا جمال الفصل الثاني عشر

في سرايا جسور
شق صوته الغاضب قلوب الجالسات رعبا
جسور غاضبا: عمتتييي
نفضت صابرة يدها بغضب من يد صفاء الممسكة بها حتي تمنعها من ضرب زوجة ابنها
صابرة بمسكنة مصطنعة: أنت جيت يا واد اخوي تعالا شوف عمتك وهي بتتهزق من مرتك
اتسعت عيني جميلة بصدمة لتهتف داخل نفسها: يا بنت الكدابة
جسور غاضبا لجميلة: على فوق
جميلة سريعا: يا جسور اسمعني...
قاطعها جسور وهن يهتف بغضب من بين اسنانه: على فوق يا جميلة.

جميلة بعند وهي تعقد ذراعيها امام صدرها: مش هطلع أنا مغلطتش ولازم تسمعني زي ما هتسمعها
جسور صائحا: سهررر
سهر بخوف: ايوة يا اخوي
جسور غاضبا: خديها من قدامي يا سهر
هزت سهر رأسها سريعا واتجهت ناحية جميلة
سهر: تعالي يا جميلة
جميلة: يا سهر...
سهر مقاطعة بهمس: أحب على يدك يا جميلة، جسور في غضبه ما بيشفوش قدامه، تعالي معايا الله يرضي عليكي
اخذت سهر جميلة وصعدت لأعلي
جسور بصوت عالي للجالسات: شرفتوا.

بدأت السيدات تنسحب واحدة تلو الأخرى
ذهب جسور ناحية عمته ووقف امامها مباشرة
جسور: أنا هعاقب مرتي عشان غلطت فيكي يا عمتي
صابرة بسعادة: هو دا ولد اخوي ايوة اكدة ما تخليهاش تتفرعن عليك
جسور مكملا: وهعاقبك عشان شتمتي الست الي مهما عملت هتفضل أمي
اتسعت عيني صفاء بفرحة هل استجاب الله دعائها اخيرا لقد ظلت تتضرع طوال الليل أن يحن قلب ولدها لها مرة أخري.

صابرة غاضبة: دلوقتي بقت أمك مش دي الي حطت رأس سليم في الطين لما هربت منيه، دي*******
جسور غاضبا: اخرسي طول ما انتي في بيتي مش هسمحلك تهيني أي حد فيه فاهمة يا عمتي، ثم صاااااح بصوت عالي عزززززام
جاء الغفير مسرعا: اوامرك يا بيه
جسور: وصلت ستك صابرة لحد دارها
صابرة غاضبة: بقي اكدة يا جسور بتطردني دي آخرة تربيتي فيك
جسور ساخرا: شوفتي بقي نتيجة تربيتك.

امتقع وجه صابرة بغيظ بعد سخرية جسور اللاذعة فخرجت من السرايا بغضب
بينما ظلت صفاء تنظر لولدها بشوق كعادتها
صفاء مبتسمة: أنا متشكرة أوي يا ابني
جسور مقاطعا: جسور، مش عايز ايمع كلمة ابني تاني قولتلك ابنك مات أنا عملت اكدة عشان شكلي مش عشانك
ثم تركها وصعد لأعلي غاضبا
في غرفة جسور
سهر: انتي غلطتي يا جميلة
جميلة بذهول: أنا غلطت
سهر: ايوة أنا ما قصديش على عمتي أنا قصدي انك وقفتي وعانتدي جسور قدام الكل.

جميلة بضيق: الي حصل بقي ما هو الي مش عايز يسمعني
جسور غاضبا وهو يدخل الغرفة: اديني هسمعك اهه، اخرجي يا سهر
هزت سهر رأسها إيجابا سريعا وخرجت تهرول من الغرفة بينما اغلق جسور الباب بالمفتاح.

في شقة مختار
كان جالسا في مكتبه يراجع بعض الاوراق، عندما دق رامي الباب باحترام شديد
مختار بدهشة: هو مين الي بيخبط مستحيل يكون رامي، ادخل
دخل رامي مبتسما بمرح: صباح الفل يا حج
مختار بحذر: صباح الخير، خير عايز ايه
رامي مبتسما: ابدا بشوفك عايز حاجة ولا محتاج حاجة
مختار: خش في الموضوع يا رامي اوعي تكون فاكر أن الشويتين الي جاي تعملهم دول هيدخلوا عليا، انجز وهات من الأخر.

رامي بعتاب: أنت ليه دايما يا بابا ظنك سئ بيا
مختار غاضبا: من أعمالك مع بنت عمك الغلبانة
تنهد رامي بتعب: خلاص يا بابا هي اتجوزت وعايشة مع جوزها وبعدت عننا
مختار ساخرا: يا سلام على البراءة دا أنت يوم فرحها روحت اتهمتها في شرفها قدام جوزها
رامي بحزن: عارف أنا عملت كدة ليه، عشان بحبها أنا بقعد اقول قدامكوا أن بكرهها بس الحقيقة أنا بحبها اوي اوي
مختار بحذر: وأنا اضمن منين أنك ما بتكذبش عليا.

هز رامي كتفيه بقلة حيلة: ما اعرفش بصراحة أنا كان نفسي جسور يصدقني عشان يطلقها مش عشان يغتصبها زي ما قولتلكوا ثم اكمل غاضبا دا أنا كنت أقتله لو عمل كدة
مختار: أنت عايز ايه دلوقتي يا رامي أنا بردوا مش فاهم
رامي: كنت عايز اطمن على ماما ليكون جسور دا زعلها ولا عملها حاجة
مختار: ما تقلقش امك لسه قافلة معايا والحمد لله كويسة وبخير.

رامي مبتسما: يا رب دايما وتيجي على طول أصلها وحشتني اوي، بقولك ايه يا بابا مش كفاية شغل بقي ما تيجي نتفرج أنا وأنت على التلفزيون شوية
مختار بدهشة: تلفزيون، أنت كويس يا رامي
رامي بحزن: خلاص يا بابا أنا آسف اني عطلتك
مختار في نفسه: في ايه أنا مش فاهم حاجة هو دا حاله اتقلب ليه كدة، يا رب اهديه يا رب
هم رامي بالذهاب فاوقفه صوت مختار: طب شوفلنا فيلم حلو كدة
رامي بسعادة: هووا وهروح اعملنا عصير وفشار.

خرج رامي من المكتب سريعا متجها ناحية المطبخ
تنهد مختار براحة: ربنا يهديك يا ابني.

في سرايا جسور داخل غرفته
ازدرقت ريقها بصعوبة وهي تراه بتلك الحالة المرعبة
خلع عبائته التي يضعها فوق كتفيه ورمي عمامته بعيدا بغضب
جميلة بخوف: اااننت بتقفل الباب ليه
جسور غاضبا: انا قولت ايه قبل كدة
جميلة بخوف: قولت ايه في ايه.

جسور غاضبا: كنت بكلم نفسي دا أنا لسه قايلك امبارح افكرك [لو مش عيزاني الغي وعدي معاكي تتعاملي باحترام صوتك ما يعلاش عليا، تسمعي كلامي وما تعمليش مشاكل ] صح ولا انا غلطان، إنما بقي سيادتك واقفالي رأس برأس كلامي في الهوا اطلعي يا جميلة ما بطلعش، عايزاهم جسور بيه عمدة البلد مش عارف يمشي كلامه على مرته.

كان جسدها ينتفض بخوف من صوت زئيره الغاضب ومع ذلك حاولت التحلي ببعض الشجاعة امامه حتي لا يظنها ضعيفة أو خائفة
جميلة ببرود مصطنع: أنا ما عملتش حاجة غلط، عمتك هي الي غلطت فيا وأنت مش عايز فرصة اشرحلك وعمال تقولي اطلعي فوق اطلعي فوق
جسور بهدوء: يعني شايفة أنك مش غلطانة
هزت رأسها إيجابا بتأكيد.

جسور بهدوء: بس أنا غلطانة وهتعتذري احسنلك تعتذري سبحان ما بيخليني امسك أعصابي عنك يا جميلة لو سهر الي عملت كدة كان زماني دفنتها فاوانا هادي أهو اعتذري
جميلة بعند: مش هعتذر أنا ما غلطتش
جسور: يبقي انتي الي جنيتي على نفسك ما تزعليش بقي من الي هعمله.

في شقة مختار
كان مختار جالسا بجوار رامي على الأريكة يشاهدان فيلم كوميدي، يضحكان باستمتاع وهما يتناولان العصير، الي أن بدأ مختار يشعر بالدوار وثقل في عينيه ورأسه
مختار بخمول: أنا عايز انام يا رامي
رامي: ليه يا بابا الفيلم لسه في اوله
مختار بخمول: مش عارف يا ابني مصدع ودماغي تقيلة اوي
رامي: الف سلامة عليك يا بابا تحب اطلبك دكتور
مختار بخمول: لاء يا ابني مالوش لزوم دخلني اوضتي ارتاح.

أسند رامي والده الي غرفة نومه وساعده ليستلقي على الفراش ودثره بالغطاء جيدا
رامي بحنان: عايز مني حاجة تاني يا بابا
مختار وهو يقاوم النوم: لا يا ابني انت هن..
وقبل أن يكمل كلمته سقط في بئر النوم
ليخلع ذلك الحمل الوديع الوجه الزائف عن وجهه وتظهر ابتسامته الخبيثة
رامي مبتسما بخبث: تصبح على خير يا بابا.

خرج رامي من الغرفة واتجه الي مكتب والده وبدأ يفتش بين محتوياته عن تلك المعلومات التي اخبره عنها زعيم تلك الشبكة.

جميلة صارخة: ابعد عنيييي
لا تعرف ماذا حدث بعد أن اخبرته انها لن تعتذر منه وجدته يتقدم منها بهدوء كالاسد الذي يستعد للانقضاض على فريسته
هتف بجمله واحدة: بينا اتفاق وانتي كسرتيه
كانت آخر جملة سمعتها منه قبل أن يبدأ في تمازيق ملابسها محاولا الاعتداء عليها.

جميلة بصراخ وبكاء: لاء يا جسور عشان خاطري ابعد عني، يا بااااباااا ابعده عني، سبني والنبي عشان خاطر ربنا، خلاص والله أنا آسفة أنا آسفة ثم بدأت تهتف بضعف سُور، سُور الحقني
انتفض سريعا وتوقفت يديه عن تمزيق ملابسها عندما سمعها تهتف بذلك الاسم، نظر لها بندم لعن نفسه في سره يكره غضبه الاعمي هذا.

نظر بها بحزن وهي تحاول تخبئة جسدها بملابسها الممزقة يحمد الله أنه ابتعد عنها في الوقت المناسب قبل أن يفعل ما لا يحمد عقباه
جسور بحزن: جميلة أنا...
جميلة مقاطعة ببكاء: أنت حيوان حيووووووان أنا غلطانة اني صدقتكك
قام جسور من مكانه واتجه ناحية دولابه واخرج تلك القلادة القديمة، ووضعها امام عينيها
اتسعت عينيها بدهشة: سلسلتي، انت جبتها منين.

جسور بشرود: بعدين يا جميلة هقولك كل حاجة لما أتأكد من حاجة الأول، ثم اكمل بندم خلاص بقي أنا آسف
جميلة بطفولة وهي تمسح دموع عينيها بطرف كمها: مش هتعمل كدة تاني
هز رأسه نفيا بابتسامة صغيرة: ابدا يا حبيب، قصدي يا جميلة
ّ
بعد ساعات من البحث تهاوي رامي على كرسي مكتب ابيه يزفر بضيق
رامي بضيق: وبعدين بقي فين الزفت المعلومات دي
رن هاتفه بذلك الرقم
رامي: الو
الرجل: لقيت المعلومات
رامي بضيق: لاء.

الرجل غاضبا: انت هتستعبط يعني ايه لاء
رامي بضيق: بقولك ايه ما تزعقش أنا قلبت الدنيا عليها مش هنا، يمكن مع جميلة
الرجل: هنشوف، هكلمك قريب عسان ابلغك بمهمتك الجاية
رامي: ماشي.

خرجت من المرحاض بعدما بدلت ثيابها الممزقة، فذهب ووقف امامها
جسور بحنان: لسه زعلانة
هزت رأسها نفيا بخفوت: مش زعلانة
دني برأسه وقبل جبينها بحنان
جسور برفق: عارفة يا جميلة، بحس ان ربنا عوضني بيكي عن بنتي الله يرحمها، كان نفسي أوي اشوفها وهي بتكبر اسمعها أول مرة وهي بتقولي يا بابا، زمان ربنا عوضني بيها ودلوقتي ربنا عوضني بيكي عنها، كأني مكتبولي دايما تكون سعادتي ناقصة.

جميلة: مش فاهمة يعني ايه ربنا عوضك بيها عني
جسور: هتفهمي كل حاجة في وقتها
جميلة: طب ممكن اروح لسهر عايزة اشوف زين، على فكرة زين طفل منطوي أوي يا جسور
جسور: كدة احسن زين، العمدة من بعدي لازم يبقي راجل من صغره
جميلة: أنت كدة بتقتل طفولته
جسور: انا عارف أنا بعمل ايه
جميلة بغيظ من بروده: أنا رايحة لسهر
في غرفة سهر
تسللت صفاء الي غرفة ابنتها حتي تتحدث معها بعيدا عن عيني جسور
صفاء باستسلام: أنا همشي بكرة يا سهر.

سهر سريعا: بسرعة اكدة يا اما
صفاء: جسور شكله كدة مش هيسامحني
دقت جميلة على باب الغرفة فظنتها سهر جسور
سهر بفزع: جسور
صفاء: افتحي ما تخافيش
فتحت سهر الباب فوجدت وجه جميلة المبتسم
جميلة مبتسمة: مساء الخير يا سهر، أنا جاية أرخم عليكي ينفع
سهر سريعا: ادخلي بسرعة
جميلة بدهشة: ايه دا في ايه ماما صفاء انتي هنا
صفاء: ايوة يا بنتي أنا ماشية بكرة وكنت جاية اودع سهر
جميلة بحزن: بالسرعة دي
صفاء بحزن: جسور مش هيسامحني.

جميلة بحماس: اوعدك لو حكتيلي الي حصل هخليه يسامحك
صفاء بأمل: بجد يا بنتي
جميلة بمرح: وعد جميلة
ثم عبتث بهاتفها ووضعته بجانبها
جميلة: اديني عملت الموبايل صامت يلا بقي يا ماما احكي.

صفاء بحزن: اقولكوا ايه بس، أنا نفسي مش عايزة افتكر بس كله يهون عشان خاطر جسور يسامحني، من زمان يا بنتي كان في طار بين عيليتنا وعيلة السيوفي ساعتها كان سليم في عز قوته وجبروته وكان ابويا واخواتي خايفين منه، لحد ما جه اليوم الي لقينا فيه شيخ البلد بيقولنا أن سليم عايز دية عشان يوقف الطار بس مش عايز فلوس عايز عروسة، وللأسف كنت البنت الوحيدة كان عندي ساعتها 14 سنة.

لما دخلت البيت دا كنت حاضنة عروستي القماش مش فاهمة حاجة، عمري ما انسي الابتسامة الي كانت على وشه كأن ابليس هو الي كان مبتسم، سليم كان أبعد ما يكون عن الرحمة اغتصب عيلة عندها 14 سنة كان صوت صريخي مالي القصر وأنا عمالة اقوله ارحمني يا عمو
بدأت الدموع تنساب من عيني صفاء وهي تكمل لكن الغل الي كان جوا سليم كان اقوي من انه يسمع صوتي.

كان بيعاملني زي الخدامين، مشي كل الخدامين الي في السرايا وخلاني أنا بس الي اخدم على السرايا كلها لوحدي كان بيسبني أنام في المطبخ ما كنش بياخدني معاه اوضته الا علشان يدبحني وبعد كدة يرميني برة اوضته
ما عداش سنتين وخلفت جسور كان طاير بيه من الفرحة كان بيقولي انتي خدامته مش امه.

بس الي حصل أن جسور وهو صغير كان متعلق بيا أوي ما كنش بيرضي ينام بعيد عني فسليم اضطر انه يقعدني في أوضة في السرايا عشان خاطر جسور
لسه فاكرة الجملة الي قالهالي لما شاف حب جسور ليا ساعتها قالي
( قسما بربي يا صفاء لهخلي جسور يكرهك طول حياتك هخليه يقرف حتي يبص في وشك )
لكن الي حصل بعد كدة...


look/images/icons/i1.gif رواية جسور و جميلة
  21-12-2021 02:06 صباحاً   [12]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية جسور و جميلة للكاتبة دينا جمال الفصل الثالث عشر

فاكرين طنط صفاء كانت بتقول ايه نرجع ورا شوية عشان الناس الي بتنسي.

صفاء بحزن: اقولكوا ايه بس، أنا نفسي مش عايزة افتكر بس كله يهون عشان خاطر جسور يسامحني، من زمان يا بنتي كان في طار بين عيليتنا وعيلة السيوفي ساعتها كان سليم في عز قوته وجبروته وكان ابويا واخواتي خايفين منه، لحد ما جه اليوم الي لقينا فيه شيخ البلد بيقولنا أن سليم عايز دية عشان يوقف الطار بس مش عايز فلوس عايز عروسة، وللأسف كنت البنت الوحيدة كان عندي ساعتها 14 سنة.

لما دخلت البيت دا كنت حاضنة عروستي القماش مش فاهمة حاجة، عمري ما انسي الابتسامة الي كانت على وشه كأن ابليس هو الي كان مبتسم، سليم كان أبعد ما يكون عن الرحمة اغتصب عيلة عندها 14 سنة كان صوت صريخي مالي القصر وأنا عمالة اقوله ارحمني يا عمو
بدأت الدموع تنساب من عيني صفاء وهي تكمل لكن الغل الي كان جوا سليم كان اقوي من انه يسمع صوتي.

كان بيعاملني زي الخدامين، مشي كل الخدامين الي في السرايا وخلاني أنا بس الي اخدم على السرايا كلها لوحدي كان بيسبني أنام في المطبخ ما كنش بياخدني معاه اوضته الا علشان يدبحني وبعد كدة يرميني برة اوضته
ما عداش سنتين وخلفت جسور كان طاير بيه من الفرحة كان بيقولي انتي خدامته مش امه.

بس الي حصل أن جسور وهو صغير كان متعلق بيا أوي ما كنش بيرضي ينام بعيد عني فسليم اضطر انه يقعدني في أوضة في السرايا عشان خاطر جسور
لسه فاكرة الجملة الي قالهالي لما شاف حب جسور ليا ساعتها قالي
( قسما بربي يا صفاء لهخلي جسور يكرهك طول حياتك هخليه يقرف حتي يبص في وشك ).

اكملت صفاء بحزن عميق، حاول سليم يكره جسور فيا بشتي الطرق بس جسور وهو صغير كان حنين أوي لما كان بيلاقي سليم بيضربني كعادته كان بيجري عليا ويترمي في حضني ويفضل يعيط وعشان سليم كان بيحبه اوي كان بيسبني لما يبلاقيه بيعيط، وعدي بعدها 8 سنين وخلفتك يا سهر، وعلي عكس ما توقعت أن سليم هيغضب بس الحقيقة سليم كان فرحان بيكي يمكن أكتر من جسور.

تنهدت بألم وهي تكمل لحد ما جه اليوم إياه وجه عمك يا جميلة، عمك مهندس زراعي كان يشتغل مع سليم، طبعا لما جه المهندس سليم استقبله عندنا في السرايا ولأن ما فيش خدامين في البيت غيري عملت الشاي يا بنتي وروحت وديته
¤مختار مبتسما بود وهو يأخذ منها الشاي: متشكر يا آنسة
ردت عليه صفاء بابتسامة متوترة ثم فرت هاربة الي السرايا
مختار لسليم بود: بنتك امورة أوي ربنا يخليلهالك.

اشتعلت عيني سليم بغضب من حديثه: مالكش صالح بيها وما تتحدثش معاها واصل انت فاهم
هز مختار رأسه إيجابا بلامبلاة وانشغل بعدها في عمله ¤
صفاء مكملة بألم: لما جه الليل وسليم رجع نزل فيا ضرب، ضرب وفي الآخر طلقني وطردني طردني في الشارع
¤صفاء بابتسامة خائفة: احضرلك الوكل
سليم غاضبا: انتي ايه بينك وبين المهندس
صفاء بصدمة: مهندس مين.

سليم غاضبا وهو يجذبها من شعرها: هتكذبي عليا يا**** أنا شوفته وهو بيضحكلك عايزة تخونيني معاه فكراني كبرت وخرفت مش هسمحلك تعملي زيها مش هسمحلك
ثم بدأ يكيل لها باللكمات والركلات والصفعات وفي النهاية جذبها من شعرها الي أن وصلا الي بوابة السرايا فالقاها سليم خارجا
سليم غاضبا: انتي طالق طالق، واوعاكي اشوف وشك اهنه تاني هقتلك
جميلة مقاطعة: هي مين دي الي كان بيقولك مش هسمحلك تعملي زيها.

صفاء بحسرة: امه، الي عرفته بالصدفة أن امه هربت من ابوه بعد ما خلفت سليم وسليم كان ليه أخ تؤام كان اسمه سالم
جميلة: وسالم دا فين
صفاء: مات، قتله أخويا في حرب الدم ما بين العيلتين
سهر باكية: وبعدين يا اما
صفاء بألم: لقيت نفسي في الشارع بعد نص الليل مش عارفة أعمل ايه ولا اروح فين لو رجعت لاهلي هيرجعوني لسليم بالعافية كنت ماشية دايخة من كتر الضرب لحد ما وقعت من طولي وما حستش بنفسي غير وأنا في المستشفى.

صفاء بألم وهي تحاول فتح عينيها: آه اني فين جسور، سهر انتوا فين يا ولاد
مختار بابتسامة صغيرة: حمد لله على السلامة
انتبهت صفاء على صوته ففتحت عينيها تنظر له بتوتر: إني فين
مختار: في المستشفى
صفاء بصدمة: مستشفي وكيف جيت اهنه
مختار: أنا لقيتك بالصدفة واقعة في الطريق مضروبة فجبتك هنا
صفاء بخوف: سليم اهنه.

مختار: لاء أنا كنت مستنيكي تفوقي وهروح اقوله أنك هنا عشان ما يقلقش عليكي اكيد دلوقتي هيتجنن عليكي قلبه محروق على بنته
صفاء باكية: لالا أبوس يدك ما تخبروش اني اهنه، إني مش بنته اني مرته وهو الي عمل فيا اكدة لو شافني هيقتلني
مختار: أنا مش فاهم حاجة مراته ازاي وهيقتلك ليه، وليه اصلا عمل فيكي كدة.

كانت بحاجة لأن تخرج ذلك العبئ من على قلبها منذ أن تزوجت سليم، فبدأت تحكي وتحكي وملامح مختار تتغير ما بين ضيق وشفقة وحزن وغضب
مختار: يعني أنتي هنا بسببي، أنا بجد آسف بس انتي ازاي تستحملي الذل دا كل السنين دي
نظرت صفاء له بانكسار ولم تجب
مختار: طب تحبي ارجعك لاهلك
صفاء سريعا: لالالا أحب على يدك اهلي هيرجعوني ليه بالغصب.

تنهد مختار بقلة حيلة: وطب والعمل ما هو أنا مش هسيبك هنا كفاية أن أنا السبب في الي حصلك
مختار بعد تفكير: بقولك ايه تيجي معايا مصر
صفاء بدهشة: مصر
مختار: آه، أنا اخويا ظابط واكيد هيلاقينا حل للمشكلة وممكن تقعدي مع مراته لحد ما نشوف هنعمل ايه
صفاء بخوف: ما عرفاش.

مختار: ارجوكي افهميني انتي قدامك دلوقتي 3 حلول لاما ترجعي لسيلم تاني ويقتلك ولاما ترجعي لأهلك ويرجعوكي لسليم ويكمل ذل فيكي، لتثقي فيا وتيجي معايا
صفاء باكية: بس ولادي
مختار: هشام أخويا هيساعدك ها، هتيجي معايا ¤
خرجت صفاء من بحر ذكرياتها على يد جميلة تربت على يدها.

صفاء بابتسامة شاحبة: وعمك كان قد الثقة سا جميلة، خدني معاه ووداني عند والدك ووالدتك الله يرحمهم، ربنا يرحم مامتك لولاها ساعتها كان زماني انتحرت كان دمها خفيف وطيبة أوي انتي نسخة منها، ووالدك وقف معايا وقفة اخواتي ما وقفوهاش معايا، حاول يقنع سليم بشتي الطرق، انتي مش فكره يا جميلة انتي شبطي في باباكي واحنا رايحين لسليم واختفيتي والي لقاكي جسور وفضلتي تعيطي وتقولي عايزة سلسلتي.

قطبت جميلة حاجبيها بدهشة وبعض الصور المشوشة تضئ في عقلها ( بعدي يا بت عن حصاني )، ( اسمي جسور مش سور، لاء اسمك سور عثان انت طويل أوي )
جميلة بذهول: سُور
سهر: وبعدين يا إما عملتوا ايه
صفاء بحزن: سليم ساعتها خيارني لأول مرة في حياته أما اني افضل جنبكوا جارية هو قالها بالحرف جارية انفذ طلباتكوا وطالباتوا من غير جواز حتي، أما امشي ويعتبروني ميته.

أنا والله كنت مستعدة افضل جارية بس ابقي معاكوا بس مختار وهشام رفضوا رفض قاطع
ومن ساعتها وأنا ما اعرفش حاجة عنكوا
جميلة بصوت عالي: اظن ان انت عرفت كل حاجة دلوقتي مين الظالم ومين المظلوم
نظرا صفاء وسهر لها باستفهام تحول لصدمة عندما فتح جسور الباب، كان يقف من البداية وقد سمع كل شئ عندما تلقي تلك الرسالة من جميلة
( لو عايز تعرف الحقيقة كلها تعالي دلوقتي عند أوضة سهر من غير ما تعمل صوت ).

ظل ينظر لهم للحظات بصمت، وكما جاء غادر بمنتهي الهدوء تركهم وذهب الي غرفته
جميلة في نفسها بدهشة: هو راح فين دا بوظلي النهاية أنا قولت هيحضنها ونقعد نعيط وننف، ماشي يا جسور كدة تبوظلي النهاية
أصاب صفاء خيبة أمل من رد فعل ابنها، بينما ذهبت جميلة بخطوات غاضبة ناحية غرفته
فتحت فمها لتصرخ فيه بغضب ولكنها توقفت عندما وجدته جالس يضع وجهه بين كفيه
جميلة بخفوت: جسور
جسور بصوت معذب: اخرجي يا جميلة.

هزت رأسها نفيا جثت على ركبتيها بجانبه، توكزه في كتفه باصبعها: جسور، جسور، جسور بصلي
رفع وجهه من بين كفيه لتري تلك الدموع الحبيسة في عينيه، لتتسع عينيها بدهشة
جميلة بدهشة: جسور أنت بتبكي.

جسور بعذاب: ليه ليه عمل فيها كدة وليه عمل فيا كدة أنا ما اقدرش اكسر وصيته ما اقدرش هو وصاني قبل ما يموت إني ما اسمحهاش، انتي عارفة انا ليه قاسي اوي على سهر بسبب وصيته خايف لتغلط فاضطر أنفذ وصيته واقتلها أنا ماليش غيرها في الدنيا.

جميلة بعقلانية: بس كدة مش صح، وصية والدك دي ظالمة ليك ولوالدتك، جسور وصية الميت واجبة التنفيذ بس مش بالظلم دا أنت كدة بتعذب نفسك وبتعذب أمك الي اتحرمت منك السنين دي كلها بسبب والدك الله يرحمه ويغفرله، كفاية الي كان هو بيعمله فيها وكانت مستحملة عشانك أنت وسهر، والدك اغتصب طفلة عندها 14 سنة، عاملها زي الخدامين كان بينمها على الارض وجو الصعيد على رأيك بيسفح هوا، واستحملت عشانكوا كفاية كدة يا جسور أنت محتجلها أكتر ما هي محتجالك، روحلها يلا بقي روح ما تبقاش رخم وشبه الجبنة الليستون كدا.

ضحك ضحكة صغيرة ثم جذب رأسها يضمها لصدره
جسور بامتنان: ربنا يخليكي ليا
ثم قبل جبينها وخرج من الغرفة
جميلة: ايه في ايه، قلبي بيدق جامد ليه كدة مستحيل اكون لالالا مستحيل طبعا، أنا بحب المشاهد دي أوي هروح اعيط وانف معاهم
رن هاتفها برقم عمها يطمئن عليها فبدأت بالحديث معه ثم ستذهب إليهم
في غرفة سهر
صفاء باكية: أنا همشي يا بتي خلي بالك من نفسك
عايزة تسيبي ولدك يا ام جسور
اتسعت عيني صفاء بفرحة عندما سمعت صوته.

صفاء باكية: جسور
فتحت ذراعيها فالقي بنفسه بين ذراعيه يبكي كأنه عاد طفل مرة أخري
جسور باكيا وهو يقبل يديها: اتوحشتك قوي يا اما، اتوحشتك قوي قوي
صفاء باكية: وانت كمان يا حتة من قلبي اتوحشتك قوي كنت بموت من غيركوا
جسور: بعد الشر عنيكي يا اما
احتضنت صفاء جسور وسهر وهي تردد ببكاء: اللهم لك الحمد
جسور: انتي مش هتمشي من اهنه تاني واصل انتي ست السرايا دي ما هتبعديش عنا تاني
صفاء بابتسامة واسعة: حاضر يا والدي.

خرجت من الحمام تنظر الي العصا البلاستيكية التي في يدها بصدمة
امسكت هاتفها تصرخ فيه بغضب ؛ تعالالي دلوقتي حالا
مضي بعض الوقت قبل أن يفتح باب الغرفة بضيق
رامز غاضبا: في ايه يا نهي جيباني على ملا وشي ليه
نهي بصدمة: أنا حامل.

في غرفة جسور
جميلة مبتسمة: حاضر يا عمو هقولها أن حضرتك بتسلم عليها، حاضر هخلي بالي من نفسي مع الف سلامة
اغلقت الهاتف تنظر له بابتسامة حانية
جميلة بمرح: اما اروح الحق آخر حتة في المشهد
في غرفة سهر
سهر بخبث: والله فيها الخير جميلة هي السبب في الضحكة دي
صفاء بحنان: جسور يا ابني ممكن اسألك سؤال وترد عليا بصراحة
جسور مبتسما: طبعا يا أمي
صفاء: أنت اتجوزت جميلة ليه
جسور بارتباك: هااا.

ماذا سيقول يحبها لالا لن تسمح له كرامته بقولها وهو يعرف أنها لا تحبه، يحاول التعايش مع انها ضيفة فقط بضعة أيام ويتركها
صفاء: جسور اوعي تكون اتجوزتها عشان تنتقمي مني أنا وعمها
ويالها من إجابة نموذجية جاهزة
جسور بتأكيد: ايوة أنا اتجوزتها عشان انتقم من عمها فيها
وضعت يدها على فمها تمنع تلك الشهقة الفزعة من الخروج كادت أن تدخل الغرفة عندما سمعته يهتف بتلك الكلمات السامة
عادت ادارجها الي غرفتها مرة أخري.

صفاء بخبث وهي تمسكه من اذنه كالطفل: بتضحك عليا يا ابن بطني دا أنا امك وأكتر واحدة عرفاك
جسور بالم: يا حجة ودني
صفاء: اعترف
جسور مبتسما: بحبها والله العظيم بحبها
صفاء مبتسمة: ايوة كدة ناس ما تجيش غير بالعين الحمرا، يلا روح هات مراتك عشان ننزل نتعشي كلنا سوا
جسور مبتسما: حاضر يا ست الكل
تركهم وذهب الي غرفته فوجدها واقفة تنظر من نافذة غرفتهم
اقترب منها الي أن أصبح خلفها مباشرة
جسور بهدوء: جميلة.

التفت له وبدون سابق إنذار صفعته بقوة على وجهه
( الله يرحمك يا جميلة ).

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 3 من 8 < 1 2 3 4 5 6 7 8 >




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
برنامج يساعد المتخصصين في بناء الجسور والمنشآت في وضع التصاميم الدقيقة princess
0 371 princess
جسور والجميلة – قصة المسلسل التركي الذي جمع بين مهند ولميس ART
0 709 ART

الكلمات الدلالية
رواية ، جسور ، جميلة ،











الساعة الآن 06:16 PM