رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل السابع عشر
في بيت العرابي... ندى بغيظ: لا يا غادة انسي يا ماما عايزة تسألي، اسأليها انتي، انتي عايزة تجيبيلي مصيبه! تأففت غادة لتردف... -مصيبه ليه بس يا نودي يا حبيبتي... ندى بابتسامه صفراء... -لا ابدا عشان بلال لو عرف بس ممكن يقتلني! مطت غادة شفتيها لتقول بعيون واسعه مدعيه البراءه... -يعني بلال اغلي مني يا نودي! ضحكت ندى و كأن ما تفوهت به ما هو الا جنون! -اكيد طبعا بلال! انتي هبله...
اغتاظت غاده وهي تنكزها بحده في ذراعها... -بقا كده ؛ طيب ياختي ابقي خلي بلال ينفعك ويقعد يذاكر معاكي عن اذنك... ضحكت ندى بشده على سذاجتها لتقول... -يابنتي افهمي بس، دلوقتي هو في حكم جوزي يعني مينفعش اتصل بسمر اسألها عن استاذ مراد ده! -وفيها ايه يعني، انا مكسوفه اسألها! -يعني انا اللي متجوزة اروح اسألها عيني عينك عن راجل غريب، اقولها ايه هاااه وهي هتقول عليا ايه! -اووووف خلاص خلاص انا هسألها!
ربتت ندى على كتفيها كأنها والدتها لتردف بحب... -ماشي بس متدلقيش اوي كده، احنا منعرفش عنه حاجه! نظرت لها غاده بنصف عين وقالت... -شوف مين اللي بيتكلم ؛ ده انتي كنتي هتموتي على بلال...
لترد ندى مدافعه... -بس انا عارفه بلال كويس وانه بيحبني وهو كمان كان هيموت عليا! ابتسمت غادة لتردف بمرح... -ابو شكلك! بحقد عليكي، انا هعنس اصلا كل الرجاله خايفه من مصطفى! دوت ضحكه ندى... -هههههههه عشان انتي صغيرة وبيني وبينك مصطفى يخوف بردو!
-اعمل معاه ايه ده عشان يسبني اعيش حياتي... ردت ندى بثقه... -على فكره بقا احمدي ربنا، وانتي فاكره اني عشان حبيت بلال و اتجوزتوا يبقي كل الحال كده، لا يا ماما الزمن بتاعنا وحش والرجاله عايزة تتسلي و البنات موقعه المبادئ وماشيه ورا المسلسلات... ردت غادة بصدق... -وهو ده اللي مصبرني من ساعه موضوع نوال واللي حصلها مع الواد اللي ضحك عليها ده الله يحرقه ؛ دي طيبه جدا وروحها مفيش بعد كده بس طلعت هبله!
-شفتي بقا، اصلا يابنتي لولا اني عارفه ان بلال ليا مكنتش عبرته... ضحكت غاده حتى ادمعت وهي تقول... -على يدددددددددي! ضحكت ندى معها وهي تهددها بقتلها! هاتي الفون بقي نكلم سمورة، ردت سمر سريعا بابتسامه... -الو... ارردفت غاده مبتسمه... -الناي الوحشه اللي مش بتسأل! -هههههههههه انا سيباكي تذاكري والله... -امممم ايوووة ياختي لكن لو عايزة تعرفي حاجه عن مصطفى تجري تكلميني... سمر يخجل... -انا!
-ايوة خشي في عبي خشي، انا فاهمه كويس ياختي، بس على العموم انا اجدع منك وبسأل اهوه... ضحكت سمر... -انتي ايه لسانك ده مش طبيعيه! وخدي بالك بقي انا مش مستفاده منك بحاجه و مش عارفه اطلع منك باي معلومه... -الله وانا مالي يا لمبي هو انتي سألتي اصلا غير مصطفى عامل ايه هو مصطفى هنا وانا مجوبتش؟. ضحكت سمر لتردف... -طيب خلاص احكيلي شويه...
ابتسمت غاده وهي تعدل من جلستها وندي بجوارها تضرب كف على كف الم تكن تتصل لتسأل على مراد، كيف انقلب الحديث ليصبح عن مصطفى! -اممممممم هو ليه عصبي كده مثلا وعلي طول متنرفز! تنهدت غاده وهي تقول... -معلش يا توتا هو عصبي بس طيب والله واحسن اخ في الدنيا وعمروا ما كان كده، بس ربنا بقي من ساعه ما ماما اتوفت الله يرحمها وهو بعد عننا كلنا.. اردفت سمر بأسي وحزن...
-اسفه لو بقلب عليكي المواجع! مش لازم نتكلم في الموضوع ده! اسرعت غاده... -لا والله عادي مش هتفرق، عايزة تعرفي ايه تاني... -اممم لو منكن اسأل هو كان مرتبط بيها اوي...
-بصي يا سمر مصطفى طول عمره في حاله ومش بيحب الاختلاط بس كان مع ماما زي ضلها وهي كل حياته بس للاسف الفترة اللي ماما تعبت فيها دي محدش كان يعرف ويشاء القدر انه يتعرف على شله عيال كده بعدته عن البيت وبقي على طول برا البيت، فلما عرفنا بمرض ماما ملحقش يعوض الوقت ده اللي بعد فيه وكان حاسس بتأنيب ضمير انه سابها وانه لو كان معاها اكيد كان حس بيها و اقنعها تتعالج! صمتت تمسح دموعها وهي تستكمل...
-وانا الهبله اللي كنت جنبها ليل نهار محستش بحاجه! يبدو ان الاخوين يلومان انفسهم، نزلت دموع سمر رغما وهي تتصور الم الفراق لتردف بخفوت... -خلاص يا غاده مش عايزة اعرف حاجه يا حبيبتي، انا اسفه بجد نكدت عليكي... -احم لا ابدا يا قمر، انا هقفل عشان ورايا مذاكره... -طيب تمام، مع السلامه... -سلام...
اغلقت غاده بهدوء زائد فاحتضنتها ندى قبل ان تذهب غاده إلى الحمام تأخد حماما بارا يهدا اعصابها على امل ان تنسي الماضي...
نزلت زينب تبحث عن ندى فمنذ ذلك اليوم بينهم وهي تعاملها بغضب بعد موافقتها و زواجها من بلال رغما عنها، بالرغم من محاولات ندى المستميته لارضاءها... وجدت غادة وندي عند منال يجهزون للغداء... فقالت بخبثها الثقيل... -خلاص منال بقت هي بيت العيله والكل ملموم عندها! لوت غاده فمها لتقول... -عادي يا عمتي احنا مجمعين عشان سمر و مامتها جايين! مصمصت بغيظ لتردف بلامبالاه... -هما كل شويه هيجوا... لترد غاده بحزم...
-عيب يا عمتي كده وبعدين مصطفى حساس اوي من نحيه سمر ولو سمعك مش هيحصل طيب... لتجيب زينب بغضب... -والله عال يا بت انتي اللي هتعلميني العيب! نظرت غاده بقله صبر إلى ندى لتقول بهدوء -لا مش قصدي يا عمتي، انا بس بقولك اللي هيحصل، ده غير ان بابا اداهم الشقه اللي فوق يقعدوا فيها لحد ما والدها يرجع! -نعم! يا ماشاء الله يا ماشاء الله ؛ ابوكي قال كده، لا دي كده زادت عن حدها... لترد ندى...
-وفيها ايه يا ماما مش مرااته وخايف عليها!. رمقتهم بنظرات غاضبه لتردف بغيظ... -بقولكم ايه انا ضغطي عالي مش نقصاكم انا غايرة في داهيه في شقتي... زفرت غاده بحنق بعد ان ذهبت عمتها لتنظر برعب إلى ندى... -ايه ده يا ندى امك دي! تنهدت ندى باسي وهي تقول... -معلش ياندي هي ماما بقالها فترة متغيرة معرفش جرالها ايه!
دلف بلال إلى شقتهم لترتسم ابتسامته من اول وجهه إلى اخره عند رؤيه ندى، تقدم نحوهم دون ان يبعد انظاره عنها، فتنحنحت غاده بحرج مما يحدث و انسجام الاثنان معا كأنهم في عالم وحدهم وذهبت إلى المطبخ تساعد منال... -احم طيب انا هشوف لو هساعد طنط وجايه على طول... ليشير لها بلال بالذهاب، و ما ان اختفت حتى امسك ندى و دلف إلى غرفته وسط مقاوماتها... ندى بذعر: بلال! خالي جوا ما تستهبلش!
ليقربها إلى احضانه رغما عنها ويقول... -واحده تقول لجوزها اللي مشفهاش من امبارح متستهبلش! كادت ان تبتسم ولكنها قالت بحزم... -ايوة الوحدات اللي انا زيهم و سييني بقا احسنلك... ضحك بلال وهو يكبلها في احضانه... -لا ده انا ابهدلك بقا! نظرت له بحاجب مرفوع لتقول بغرور... -انا محدش يقدر يبهدلني يا بابا انا لحمي مر... لينظر لها بجموح و مكر ويردف... -امممم اجرب و بعدين اقول رأيي... نظرت له بعدم فهم لتقول...
-تجرب ايه؟! واوعي بقا كتمت نفسي! -ايوة ايوة الله يرحمه! هو انتو كده يا ستات اول ما تتملكوا الواحد منا وتضمنوا في ايدكم تهملوا وتسيبوه يتمرمط وراكم... ضحكت قليلا على اقواله و قالت مدافعه بابتسامه عريضه... -على فكرة انا ممرمطالك من زمان! رفع حاجبه بذهول ليردف بتحدي مرح...
-يابت اللظينه، طيب حقي بقا اللي هعمله فيكي... -حق... قطع جملتها بشفتيه التي وقعت على ثغرها المزين بأحمر الشفاه كرزي اللون الذي اهده لها، حاولت ندى التملص منه ولكن دون جدوي فقد امسك بها كالعنكبوت في شباكه يروي شوقه من تلك الشفتان و صاحبتهم العاتية، ايدي مرتجفه وضعتهم على صدره لتستشعر نبضاته المضطربه تماما كنبضاتها... دق الباب فجأخ فدفعته بكل قوتها بخوف، باغتته تلك الدفعه ليرتطم بالخزانه خلفه...
نظر لها باعين متسعه توازي عيناها ولكن لاسباب مختلفه، لتدلف غاده وهي تحذر بخفوت... -انا داخله... وقع نظرها على بلال الملتصق بالخزانه ثم ندى بوجهها الاحمر على الجهه الاخري، فعضت على شفتها السفليه حتى لا تضحك واحمرت وجنتها هي الاخري لتردف بخجل وضحك... -عمي في المطبخ و طالع يقعد في الصاله وهينفخكم لو لقاكم طالعين من نفس الاوضه... قبل ان تنهي جملتها كانت ندى امامها تجذبها إلى الخارج مغلقه الباب خلفها...
نظر بلال إلى المكان التي كانت به بذهول ثم وضع يده على رأسه غير مصدق تلك القوة الصادرة من تلك الصغيرة مصطنعه الرقه!
وضع مصطفى حقيبتي سلوى و سمر امام شقه منال المرحبه بهم بشده... منال بحب و ترحاب... -يا الف اهلا وسهلااا والله والله البيت نور يا ام سمر يا حبيبتي! ادخلي يا مرات الغالي...
ابتسمت لها سمر بخجل و دلفت مع والدتها فنكزها مصطفى في جانبها من الخلف باصبعه، شهقت بخفه ونظرت له بتحذير، بينما نظر هو إلى الامام ببراءه!
منال بسعاده: انا عملالكم غدا هتاكلوا صوابعكم وراها... توقف مصطفى ليمسك بالحقيبتين واردف.. -ارتاحوا انتوا وانا هطلع الشنط.. اندفعت سمر لا استني انا هشيل واحده! نظر له بتعجب وقال... -ليه! -عشان الشنطه بتاعتي تقيله اوووي فاكيد الاتنين هيتعبوك... رفع حاجبه بابتسامه صغيرة على براءتها ولكنه لم يرغب في ان ينبهها بانه كالتنين بالنسبه لها!.. قال بابتسامه غير بريئه اطلاقا... -و ماله تعالي شيلي دي...
و بالطبع تطوعت غاده بالصعود معهم على مضض منه... غاده فبابتسامه: انا فرحانه اوي اني هقدر اشوفك طول الوقت! بادلتها سمر الابتسامه وقالت وهي تنهج بخفه من حمل الحقيبه... -والله وانا اكتر... اراد مصطفى الضحك فقد صعدت 5 درجات فقط ولكنه توقف أعلى الدرج ومد يده الاخري حين وصلت لاخذ الحقيبه من يدها وسط استغرابها... -ايه، انا هشيلها! -لا كفايه انتي على رجليكي الصغيرة دي وانا هشيل الشنط... -طيب انزل انا!
رد بسرعه احرجته قليلا... -لااااااا، احم اقصد لا هفرجك على الشقه بالمرة... نظرت له غاده بصدمه غير مصدقه لهفه اخيها قليل الكلام و المنطوي دائما! تكلمت سمر بخجل مع غاده حتى تغطي على ما صدر منه... -احم وانتي عامله ايه ياا غادة، بتذكري؟! -اه بس الرياضيات تعباني جداااا... -اممم انا كمان كنت بكرها لحد ما مراد بدأ يذاكرها ليا وتخيلي دخلت تجارة! رفرف قلب غاده عند سماع اسم مراد وقالت محاوله اخفاء لمعان عينييها...
-بجد واضح انه شاطر جدا، ده انا بذاكر وباخد درس وبرضوا بلح! ردت سمر بابتسامه وامل في المساعده... -ايوة بجد ولو تحبي انا ممكن اخلي يجي يساعدك لما يزورنا! زفر مصطفى بحنق ليردف... -مفيش داعي يا سمر هي هتذاكر... نظرت غادة بطرف عينيها بحزن طفولي وغضب، فاشارت لها سمر بعينيها بانها ستتصرف فقالت... -عادي والله هو كده كده بيجي على طول يزورنا!
لم تكن تعلم ان كلامها يزيده غضبا، وصل إلى الشقه واخرج المفتاح وقال وهو يجز على اسنانه... -بدل الرغي الكتير والشكوي انزلي ذاكري يا غاده متبرريش فشلك!
رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثامن عشر
نظرت له بحنق وغضب محتد... -لا انا عايزة اقعد مع سمر... رمقها نظرة مهدده واشار إلى الدرج بعينيه معلنا عن نهايه الحوار! زفرت غاده وهي تدبدب في الارض ونزلت إلى اسفل... اتسعت عين سمر عندما وقع في رأسها وجودها بمفردها معه، فتح الباب واشار لها بالدخول... تنحنحت بقلق لتقول... -مفيش داعي هنزل معاهت... حاولت النزول فرفع ذراعه امامها ليقول باصرار...
-استني افرجك الشقه الاول وبعدين انا دراعي وقف من الشنط دي دخلي واحده وانا واحده! نظرت له بشك ثم توجهت إلى الحقيبه بجواره وهي تقول... -طيب هبص بسرعه و ننزل عشان ماما هتزعقلي لو اتأخرت! حاول السيطر على ابتسامته المهدده بالظهور وقال ببراءه مصطنعه... -طبعااا وماله! دخلت بخجل وهي تحمل الحقيبه ووضعتها على اول الردهه، اغلق مصطفى الباب خلفه فاستدارت بشده جعلت فستانها يلتف حول ساقها قليلا وقالت بخضه...
-انت بتقفل الباب ليه! اقترب منها مصطفى بابتسامه الذئب وعيون جامحه ليقول... -عادي وبعدين انتي خايفه ليه؟ انا جوزك يعني! ابتعدت قليلا إلى الخلف وقالت بوجه احمر... -الشقه حلوة ممكن ننزل بقا... اخذ يقترب منها وهي تبتعد في سباق يسر اعين الناظرين... ليقول بصوت يشوبه المرح وشعور اعتادت هي عليه منه... -الله انتي بتبعدي ليه، ماتثبتي!.. رفعت اصبعها بتحذير وزمت شفتيها بغضب يشوبه الخوف والتوتر...
-بقولك ايه انت فاكرني عبيطه عش، ااااااه اصطدمت بالطاوله وهي تهرب إلى الخلف و كادت تقع على ظهرها ولكنه كان اسرع ومد ذراعه ليمسك بفستانها من عند البطن ليجذبها اليه بقوة منعتها من السقوط... احاطها بذراعه الحديديه ليقول بنبرة سخريه في مواجهه عيونها المتسعه الغير مستوعبه لما حدث للتو... -لا معقول افكرك عبيطه ودي تيجي!
فتحت ثغرها على اخره باحتجاج وقالت وهي تشعر بالاحراج.. -انت اللي كنت هتوقعني... ضحك وهو يرفع حاجبه متعجب من اتهامها فقربها اكثر وهو يدافع عن نفسه... -هو انا كلمتك! -ايوة انت بتوترني و بتخليني مش شايفه قدامي... ابتسم بمشاكسه وهو يقرب وجهه منها ليقول بخفوت وجوع واضح في عينيه... -فعلا وايه كمان! احمر وجهها اكثر فتلعثمت بتوتر وخجل... -هو اا ايه اللي و ايه كمان انا بحكيلك حدوته؟!
حاول امساك نظراتها المتهربه منه ليقول بذهول... -انتي لمضه ازاي كده، لازم اعرف سر خوفك وشجاعتك في نفس الوقت... حاولت التحدث بشجاعه.. -خوووف ايه انا مش خايفه... لتتسع ابتسامته بحب ليردف بخفوت و مكر... -يعني لسانك مبرد! و قلبك تحت ايدي بيخبط في ضهرك من الرعب و ايدك مسكاني من كتافي عشان متترعش يبقي اسمه ايه غير خايفه مني!. تركت قميصه من بين اصابعها لتدفعه لكن بلا جدوي فهو كالجدار لا يتزحزح، وقالت بعناد...
-انا مش خايفه منك! لمعت عيناه ليقول بشوق و صدق... -كويس يبقي حاجه تانيه و الحمدلله اتأكدت منها! لم يعطها فرصه للتفكير و لثمها في قبله عنيقه هدمت مقاوماتها ليتبعها بقبلات رقيقه وخفيفه تخالف ما يدور بداخله من اعاصير تهتف للفتك بها، حارب غريزته في امتلاكها في هذا الوقت والحين!
شعور مناقض بداخله، كيفما يحدث معه منذ ان وقع نظره عليها للمرة الاولي ذلك الشعور بامتلاكها وابقائها لنفسه والشعوربالغضب و رغبته في معاقبتها!
رفعها عن الارض قليلا وباتت معلقه بين ذراعيه، قلوب تدق بتناغم وانفاس متقطعه وعيون ثقيله خارجه عن العمل تاركه للقلب حق تقرير مصير احساسهم ببعضهم، ليدوقوا عذاب اشتياق محب يتوق لانتهاء المطاف!..
ابتعدا قليلا لالتقاط انفاسهم والتقت عينيهم فشعرت برجفه تسيطر على جسدها وارعبتها عمق نظراته وشعرت باشتياقه... لم تستطع تحمل المشاعر الجارفه نحوها فاخفت رأسها في صدره ببراءه اذهلته و كادت تمزق قلبه ؛ لتزيد من ذهوله عندما همست بخفوت... -انا خايفه! فهم مقصدها واخذ نفس عميق قبل تربيته على ظهرها برقه لاتخيب في اذهالها ثم ابعدها عنه قليلا واتجه ببطئ نحو الباب ليفتحه معلنا عفوه عنها فقط للان!
نظرت إلى حذائه بخجل لا تستطيع رفع انظارها اليه وما ان تخطته بدقات مسموعه في اذنها حتى امسك يدها ليوقفها، ادارت رأسها متسائلة فرفع يدها برقه يطبع قبله خفيفه عليها، هربت ابتسامه خفيفه منها قبل ان تجذبها وتركض سريعا إلى اسفل، وفي منتصف الطريق وجدت غادة تجلس أعلى الدرج امام شقه منال... فقالت بتوتر وهي تضع خصله من شعرها الحريري الذي اخرجه مصطفى من ذيل حصانها اثناء عنفوانه إلى خلف اذنها...
-احم انتي قاعده ليه كده! وقفت غاده مسرعه لتقول بحرج... -خوفت انزل يسألوا عليكي قلت استناكي... خجلت سمر ولكنها بعثت لها ابتسامه امتنان وشعرت بقلبها يضخ مزيد من الحب نحو تلك الصغيره شقيقه زوجها المجنون!
دخلت الفتاتان وتبعهم مصطفى بعد فترة، وصل والد مصطفى فالقي السلام على الجميع وجلس يتحدث مع سمر قليلا فاعجب بتفكيرها و هدوئها، ونظر نظرة ذات مغزي لمصطفي... نزلت زينب بعد فترة تصطنع الابتسام وداخلها يغلي حقدا على تلك الفتاه الدخيله التي ستحوي البيت بما فيه قريبا جدا! زينب بملل: اهلا بيكم، نورتوا! ابتسمت سلوى وقالت بأدب... -اهلا بيكي، ده نورك يا ام ندى!
هزت رأسها وجلست بمنقارها المدبب تراقب تصرفات الجميع وخاصه نظرات مصطفى لسمر وتجاهل الاخيرة له بعنايه مريبه للشك! فقررت مباغته سمر بأسئلتها الثقيله.. -وبتعرفي تطبخي بقا يا عروسه؟ اصل مصطفى صعب اوي ومش اي اكل يعجبه... خجلت سمر فهي لم تتعلم من الطهي سوي اساسيات... -الصراحه مش اوي بس انا عارفه حاجات من وانا بساعد ماما! اصطنعت الذهول لتقول... -معقوله ده انتي في كليه، شكلك مدلعه وهتتعبينا هههههههه...
لم تدخل ضحكتها الصفراء على الجميع وخاصا مصطفى الذي رمقها بتحذير مستتر قبل ان يجيب... -مفيش مشكله ياسمر اي حاجه هتعمليها هاكل منها واقول الحمدلله! سعادة غمرت داخلها على رده بعد ان كادت تموت حرجا من عمته الخبيثه... لتردف زينب بابتسامه كاذبه.. -والله شاطرة يا سمر عرفتي تكلي بعقله حلاوة... كادت ان ترد سلوى المغتاظة من هجومها على ابنتها ولكن منال سبقتها...
-اومال ايه كفايه ادبها وجمالها هو في حلو من غير شقا لازم يغرم شويه ههههههه... ... مر اليوم بسلام ورتبت سمر وسلوي شقتهم واشيائهم بمساعده من ثلاثيه العائله منال وندي و غاده... وانتهي باتصال مصطفى بسمر التي امتنعت عن الرد عليه تاركه اياه في نار و غضب من تصرفها المتكبر... ليقول في نفسه: غبي خوفتها منك بس بردو هوريكي ياسمر مش انا اللي يتعمل معايا كده حتى لو بحبك!
ظلت سمر مستيقظه طوال الليل فكلما اغلقت جفنيها رأت احلاما تجمعها بذلك المتوحش المقتحم مشاعرها بلا رحمه، فهي متأكده الان انها تحبه وتتعجب من سرعه وقوعها في غرامه واكثر ما يؤرقها هو سهوله استسلامها اليه حتى وان كان زوجها!.. اما في اليوم التالي فقد عمد مصطفى إلى تجاهلها عقابا لها على عذابه ليله امس!
كحال اي انثي انزعجت سمر من اهماله وارادت ان ترفض دعوة منال اليهم تناول الغداء معا بحجه انها عادة بيت عائلتهم، لكنها اصرت بشده... اجتمعت العائله ماعدا زينب التي اصطنعت المرض والرغبه في النوم غير قادرة على تحمل سمر و سلوى! لم يخلو الغدا من مرح بلال ومشاكساته مع ندى ودخول غاده، حتى ان مصطفى قد مازح غادة مره! بلال بضحك: لا مش مصدق بردو انك هتنجحي... تركت ندى معلقتها بغيظ والتفتت إلى منال... -شايفه يا طنط!
حكت منال وهي توبخ بلال... -بس يا بلال ملكش دعوة بيها... -الله مش بطمن على مستقبل مراتي! لترد غاده مدافعه عن قربيبتها الغاليه... -لا اطمن يا خفيف واطمن اوي احنا زي الفل! جاء الرد من مصطفى هذه المرة ليشاكسها... -فعلا بامارة عقدة الحساب صح! مطت غاده شفتيها وقالت بحنق... -عادي سمر كانت كده لحد ما مراد ذاكرها مش زيك عمرك ما ذاكرتلي...
ضحك بلال بينما رمق مصطفى سمر بنظرة غيظ مكبوت وهو يراها تتجاهله و تتصنع تناول الطعام في هدوء اغضبه... ترك الطعم بعد ان فقد شهيته وقضب حاجبيه بعناد واستأذن بالذهاب تاركا سمر على حافه البكاء من لا مبالاته، فكأي امرأه من حقها الانزعاج و واجبه هو مصالحاتها، الا يشعر بشي نحوها كل هذا انجذاب جسدي بحت!
صعد إلى السطح عله يهدئ من غضبه العارم على تلك الحمقاء، حتى انها لم تخبره بما ضايقها بل توجهت إلى التجاهل و كأنه لاشئ!.. صعد بلال والفتيات إلى أعلى بعد مده لموافاته... بلال: مسا مساااا، الناس اللي نسيت ان معاها حد عايش حواليها.. رمقه مصطفى بتحذير وهو يطل من السور لمشاهده الطريق ثم رمق سمر الجالسه على احدي المربوعات بجوار غاده التي تثرثر بلا توقف...
حرك كتفيه كعلامه قله حيله وامسك يد ندى يجذبها بعيدا عنهم قليلا... بلال بحب: وحشتيني يا بت... ابتسمت ندى بغرور لتردف... -عارفه... لكزها في ذراعها وبعث لها نظرة مهدده... ضحكت وهي تردف بحنان... -وانت كمان وحشتني بس بطل كلمه بت دي بتضايقني... ابتسم لها بلال ليقول باصرار... -بس انا بحبها بقا وطول عمري متعود اقولهالك! قالت ندى بحنق... -ده كان زمان خلاص دلوقت انا واحده متجوزة وليه احترامي!
كاد بلال ان يقع ارضا من شده الضحك على جديتها ليردف... -ياواد يا متجوز انت، بس خدي بالك خليكي فاكرة اللي بتقولي ده كويس! نظرت له بنصف عين لتقول بابتسامه... -مش مطمنه ليك! ليبادلها بابتسامه اكثر مكرا ليردف بحب... -احلي حاجه فيكي انك فهماني صح وبردو بحبك يا بت! نظرت بسعاده إلى عيناه لتقول بحب جارف... -وانا كمان بحبك ربنا يخليك ليا و مايحرمنيش من ضحكتك دي ابدا!
لمس يدها يرفعها إلى فمه يقبلها بحب ويربت عليها بين يديه، ليغمرهم شعور بالدفئ حصري لهم غير عابئين بسمر و مصطفى المتقاتلان سرا ببرودهم!
رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل التاسع عشر
بعد مرور اسبوع وقفت سمر تضع اذنها خلف الباب تحاول سماع صوت اقدامه فقد اعتادت طوال ذلك الاسبوع تتبع وصوله و ذهابه وصوت خطواته المميزة اصبحت محفوره في ذهنها... ما ان وصلت إلى مسامعها حتى اخذت نفس عميق و مررت اصابعها بين شعرها لتبدو اكثر جاذبيه، فتحت الباب وهو امامه مباشرا، نظر لها مصطفى وشعر بقلبه يقفز من مكانه فمهما حاول تجاهلها يبقي شوقه لها متغلغل في اعماقه!
نظرت له سمر بحب دفين تتأمل ملامحه القاسيه وعينيه السابحة في بحر من العسل الصافي متزينه ببريق مشاعره... وجدت نفسها تتفحصه من اخمص رأسه إلى اصبع قدمه مرورا بساقيه الضخمتان و خصره المنحوت بطريقه تلفت الانتباه وصولا إلى صدره الذي لا بدايه او نهايه له...
لكنها لم تنتبه إلى قبضتيه المتحجرتان بجواره وهو يراها تتفحصه باشتياق ما ان اتم تفحصها هو ذاته مانعا نفسه من اختطافها من غباءها لينهل منها ما يتمناه و يتوق اليه، اااه كم يرغب في ضمها إلى صدره لتختفي بين ضلوعه تلك الحمقاء العنيده! ربما مرت دقائققليله او كثيرة ليست متأكده اخيرا استجمعت شجاعتها وهي تتصطنع اللامبالاة...
الا انه ما ان شاهد تغير ملامحها حتى اشتعل غضبه واستدار ليصعد إلى مخبأه بعيدا عن الجميع بما فيهم حبيبته! رفعت يدها سريعا صائحه.. -مصطفى! تسمر مكانه واغمض عينه متشربا نغمات صوتها ثم التفت لها ورفع حاجبه ليردف... -نعم! اغتاظت من رزانته فقالت على امل ايقاظه من فترة تجاهله... عجيبة هي حواء تبدأ الامر وتغضب ان رد لها... -احم ماما بعتالك ده! كيف غفل عن الطبق في يدها! نظر للطبق الملفوف ثم لها واردف بهدوء! -ايه ده؟
نظرت له وهي تردف... -ماما عملت كيك و طلبت مني اديك منه... هز رأسه ومد يده متعمدا لمس يدها التي ارتجفت من شده توترها وحنينها! -ادخلي انتي عشان في ناس هتطلعلي! ارادت صفعه اهذا ما يقوله لها بعد كل ذلك التجاهل! عقدت ذراعهيها وسألت بغرور... -ناس مين دول؟ رفع حاجبه على فضولها ليقول بهدوء يخالف السعاده التي تعتريه من رغبتها في التدخل بحياته.. -واحد صاحبي!
-مين يعني؟ عقد ذراعيه مثلها ليقول.. -واحد صاحبي ماتعرفوش! لترد بعناد... -قول مين عشان اعرف بعد كده... ضيق عينيه بتحذير وهو يقول.. -مش عايزك تعرفي اصلا، وبعدين ايه سر الاهتمام ده كان فين من الايام إلى فاتت! شعرت بخجل حاولت اخفاءة بغضب مصطنع وعدم فهم.. -خلاص خلاص مش عايزة اعرف حاجه...
تركته يغلي واغلقت الباب بعد دخول شقتهم و بسرعه التصقت بالباب لتراه من العين السحرية يشتعل من الغضب ويكاد يكسر الطبق بين اصابعه... وضعت طرف اصبعها في فمها بتوتر، هل زادت في افعالها... صعد مصطفى سريعا حتى لا يكسر الباب فوق رأسها ويصفعها حتى تستعيد صوابها!
دلفت سمر إلى غرفتها وهي تستشيط غضبا منه، ظلت تدور حول نفسها ما يقرب من ساعه حتى سمعت باب بيتهم يدق توجهت لتفتح فوجدت ندى مبتسمه ومعها صينيه من الشاي و الحلويات... ابتسمت لها سمر وقالت... -اتفضلي يا ندوش تعالي... ردت ندى بسرعه: لا معلش وقت تاني عشان مستعجله معلش هرخم عليكي وعايزة صنيه نضيفه... هزت سمر رأسها وقالت على الفور... -طبعا طبعا تعالي طيب المطبخ... دلفت ندى ورائها وهي تثرثر...
-معلش اصلي دلقت نص الشاي وانا طالعه وماما تحت ونسيت اجيب المفتاح فقلت لو نزلت هدلق الشاي كله فاخبط عليكي ابرك... ضحكت سمر وقالت بمرح... -احنا مش عايزين مستر بلال يزعل مننا على الشاي... مصمصت ندى وقالت بقرف... -مستر بلال ياختي هينفخني اصلا بس اعمل ايه، امي اصرت اني اطلع الشاي لمصطفي وصحابه وبلال لسه مجاش، قلت الحق بسرعه وانزل قبل مايشوفني... لمعت عين سمر فجأه لتقول باهتمام...
-ايه ده هو ممكن يحصل مشكله بينم وبين بلال عشان كده! -اه ياختي، اصل هو محذرني من الموضوع ده بس مقدرش اقول للناس اللي تحت دول لا! ابتسمت بانتصار لتقول... -ياحرام، بصي هاتي الصينيه وانا هطلعها، مصطفى مش بيزعل لما بطلع.. نظرت لها ندى بابتسامه ولكنها سألت بخوف... -انتي متأكده انه مش بيزعل؟ ردت سمر بمنتهي البراءه... -اه متخافيش هاتي بس وروحي انتي قبل بلال ما يجي...
فرحت ندى كثيرا وخرجت واعطتها الصينيه بالخارج بعد ان اعادوا رص محتوياتها... وقفت سمر تبتسم بقلق لندي وهي تتجه إلى اسفل فالتفتت إلى الدرج وصعدت إلى وكر زوجها، وقفت امام الباب تأخذ نفس عميق واصواتهم تأتيها من الداخل... نظرت إلى بنطالها الجينز و التي شيرت بنصف كم وتأكدت انه سيأكلها حيه ان نجحت بالفعل في اغضابه... سمر لنفسها: ولا هيعبرك اصلا، مش هو بيتجاهلني يشرب بقا!
ضيق مصطفى عينيه بهدوء يستمع إلى المعلومات الخطيرة التي جمعها احدي رجاله... فتحي: واتأكدت ان الحته دي من ناس كبيرة اوي الغلطه معاها بتطير رقاب وهو اللي وقع نفسه فيهم! هز رأسه بتفكير ليردف... -يعني هو بكده محتاج فلوس او الحته دي مش كده! رد فتحي يؤكد كلامه... -ايوة طبعا الناس دي معندهاش غالي ولا يا امي ارحميني! سعد الرواي ولا غيره المهم محدش يعلم عليها...
بدأ يفرك ذقنه وهو يخطط في عقله ويحاول وضع نفسه مكان ذلك الخائن... -واللي خد الحته عايز يتصرف فيها ولا خايف؟! -والله الواد غلبان مالوش في السكك الصعبة دي هو اخره يثبت عربيه يسحب موبيل مش يتصرف في حته اثار، ده من كتر الخوف ولما سمع انها كانت لناس كبيرة وضاعت مش عايز يتصرف فيها وفكر يكسرها... ليجيب مصطفى سريعا...
-لا هتنفعنا، انت شايف ايه يافتحي تقدر تاخدها منه بالفلوس اللي يعوزها وأكدله ان اسمه مش هيتقال اساسا... دعك فتحي رقبته بتوتر ليقول... -والله هو ممكن يخاف، بس لو عطيناه مبلغ محترم معتقدش يرفض... سحب مصطفى سيجارة مع انه يكرها الا انه يلجأ لها وقت توتره وحيرته واشعلها وهو يحاوطها بكفه من الهواء ثم حدق به بحاجب مرفوع وهو ينفخ الدخان من انفه بشكل يعطيه رونق اكثر رعبا وقال بنبرة ناهيه بها امر غير مباشر...
-انا عارف انك هتقدر وان الحته دي هتبقي بتاعتي في خلال اسبوع، ماشي! سمع الباب يفتح فادار رأسه ليري جنيته الصغيرة بكامل جمالها السار للأعين شعر بالسيجارة تسحق بين اسنانه فاعاد رأسه سريعا إلى فتحي المحدق بها بانبهار ليهدر بعنف وهو يعيد وجهه ناحيته بغضب ويمسك ياقه قميصه... -اياك تبص على حد من اهل بيتي تاني واتعلم تبص في الارض في وجودهم، يلا من هنا!
ابتلع فتحي ريقه بصعوبه بالغه و قد ظهرت قطرات من العرق على جبينه من الخوف وهز رأسه بالموافقه قبل ان يردف.. -انا اسف مكنتش اقصد... وقفت سمر مكانها بصدمه واعين متسعه وهي تري مشهد تعنيف مصطفى لصديقه على حد قوله! وقف مصطفى في كامل هيئته وقد زاده غضبه ضخامه، صعقت من سواد عينيه المريب وهو يقترب منها، فتوقفت انفاسها رعبا وهو يبدو كالدب الغاضب... هل تمادت قليلا! اممم ربما كثيرا!
لمحت صديقه يهرول إلى الباب هاربا من بينهم، ارتجفت يداها بالاكواب، وشحب وجهها عندما امسك ما بيدها ليضعه باهمال بجوارهم قبل ان يمسكها من ملابسها، ويجرها إلى داخل موطنه..
اسرعت تتحدث بخوف وهي تحاول تثبيت اقدامها في الارض.. -مصطفى خلاص بليز انا اسفه! لم يستمع لها وهو يغلق الباب خلفهم، مستمر في جرها بلا اي جهد مانعا نفسه من ملامسه جسدها فهو متأكد انه في غضبه سيسحق تلك العظام الرقيقه بين اصابعه... امسك مقدمه كنزتها يرفعها حتى وقفت على اطراف اصابعها وهي تتثبت بذراعه القوية، لتشهق بخضه -انا اسفه يخربيتك! زفر بقله صبر واخذ يتنفس من انفه يرجو الهدوء ان يأتيه...
فتسارعت دقات قلبها بشده وهي تراه يقاوم ما بداخله من غضب، اخذت عيونها تأتي و تذهب حولهم بحثا عن منجد...
اردف بصوت هادئ لا ينذر بالخير... -ممكن افهم دماغك، ممكن تفهميني فعلا انتي بتعملي ايه وعايزة ايه، ليه مصرة تجننيني... لتقول بغضب... -سيبني وانا هقولك ليه! دفعها لتسقط على المقعد خلفها، ارادت الوقوف بغيظ... -ايه قله الذوق دي... وضع يده على فمها وقال بتحذير... -كلمه تانيه وهخليكي تندمي انك جيتي الدنيا دي من الاساس... دفعت يده من على وجهها، لتقول بصوت عالي...
-انا خلاص ندمت بسببك فعلا، انت بتتعصب عليا ليه هاه انا عملت ايه غلط؟ صاح بها يغضب... -انا مش قلتلك على السلم تحت ادخلي معايا ناس، لكن لا انتي طالعه برجلك وبالزفت لبسك ده! لتصيح بقله صبر... -انا حرة يا اخي لبسي وانا حره فيه... ضرب بقبضته المقعد أعلى رأسها لتغمض عينيها برعب سيطر عليها وارتجفت من صدي صوته وهو يقول...
-مفيش حرة واضح اني كنت طيب معاكي ويكون في علمك انا هنزل احرق كل هدومك دلوقتي و هتتحجبي ايه رأيك كمان... زرفت دموعها وهي تعترض ببكاء.. -ملكش حق اصلا... امسكها هذه المره من شعرها المنسدل على جانبي وجهها بغيظ ليشد عليه قليلا إلى اسفل يمنعها من الاختفاء عن عيونه و جبال صبره تتفتت..
-انتي مراتي، فاهمه يعني ايه مراتي، يعني كل حاجه فيكي بتنعكس عليا يعني لازم تتحملي المسؤوليه وتسمعي الكلام برضاكي او غصب عنك هتسمعي الكلام! -مش عايزة ابقي مراتك!
نطقت جملتها بخفوت وصت متقطع من بكاءها ولكنه لم يرأف بحالها هذه المرة معلنا عن انفجاره، مال عليها يقبل رقبتها بعنف شديد المها وهي تبكي، حاولت دفعه بضعف لكنه لم يتزحزح ولم يتركها حتى افرغ كامل شحنته على رقبتها المسكينه التي تلونت بالاحمر القاتم الذي سيتحول إلى ازرق خفيف بعد ساعات...
حاولت صفعه ولكنه امسك ذراعها وبدأ يقبل كل شبر يظهر من ذراعها وملابسها لتصبح قبلاته كالوشم على بشرتها البيضاء الحساسة... لم يأبه لتوسلاتها او تأوهاتها الغاضبه والباكيه بل انه ترك ذراعها لينتقل إلى الاخر.. ارادت الهروب والوقوف لكن دون جدوي... ابعد رأسه ينظر إلى لوحته الفنيه على جسدها الظاهر برضا ليردف بعناد و قسوة...
-البسي اللي انتي عايزاه ومتنسيش تقوللهم العلامات اللي في جسمك دي من مين ولو ان محدش هيسأل لانهم عارف انك ملكي انا... نظرت له بعيون باكيه غاضبه وهي تعض على لسانها تود فقط لو يتركها في حال سبيلها بعيدا عن همجيته ووحشيته... نظر لها بغضب يوازي غضبها وعنادها بالرغم من تمزقه لدموعها، الا ان عقابها كان يجب تنفيذه حتى تفيق إلى نفسها وتعلم مع من تعاند...
جذبها من ذراعها و توجه إلى خزانه صغيرة فاخرج كنزة قطنيه خفيفه طويله الاكمام وقدمها اليها في تحدي صامت وكأنه يتحداها ان تتجرأ وترفض... غلب عليها البكاء ولم تعد تري امامها وهي تحلل كلماته في عقلها... اخذتها منه بيد مرتعشه و شهقات مكتومه، وارتدتها سريعا تخفي اثار تحديه من على جسدها...
التفتت إلى الباب لتخرج فامسك بملابسها من الخلف مرة اخري قبل ان ياخد يدها برقه ويطبع قبله رقيقه في باطن كفها تعبر عن حبه وألآمها التي تنهش في قلبه... ود لو يضمها إلى صدره حتى تهدأ ويعتذر على وما بدر منه ولكن ذلك يعني انه مجنون لا يطاق! كما ان ما حدث هو للافضل لتعرف انه عمود تلك العلاقة و انه سيعودها على اطاعته مهما كلفه الامر... نظرت إلى الارض منتظره ان يتركها لتهرب بعيدا إلى غرفتها...
تركها سامحا لها بالذهاب و الاختفاء عن انظاره وهي تركض بكنزته التي تبدو كفستان قصير عليها تصل حتى ركبتيها... كم يستهوي ضعفها وضئاله حجمها... الان يشعر بوحشيته... تبا له لقد كان عنيف معها بشكل قاسي و غير مسموح به!