logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 3 من 12 < 1 2 3 4 5 6 7 8 12 > الأخيرة




look/images/icons/i1.gif رواية عشق بلا رحمة جبابرة العشق
  19-12-2021 06:48 صباحاً   [10]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الحادي عشر

-والله انا بحترمها الدور والباقي عليها!
-لا والله وهو لما تشخط وتنطر فيها ده احترام!
-والله لو هي زيك كده مش بتسمع الكلام يبقي اديها بالقلم على وشها كمان...
صدمت واحمرت وجنتها غضبا، واردفت بغيظ...
-نعم نعم! ليه انت فاكرني من الشارع انا بنت ناس ومش هسمح لاي حد يمد ايده عليا ده تعنيف جسدي وممكن ابلغ عنك!
رد بهدوء وبرود ازعجها...
-انا مش اي حد و مقولتش اني همد ايدي عليكي!

-لا قولت متنكرش، لا يا بابا انا اللي يديني قلم اديله اتنين!
قهقه مصطفى وتقطعت انفاسه من كثرة الضحك...
-فعلا ضحكتيني والله! مش عارف الجراءة دي بتجيلك وانا بعيد بس!
-انا جريئه ومش بيهمني حاجه...
- واضح ايوة بامارة الفستان، بس كويس سمعتي الكلام المره دي...
ردت بغيظ: لا اكسكيوز مي لو سمحت، ماما اللي اختارت الفستان لانه ببساطه شيك مش عشان كلامك او رغبات جنابك!

اردف ببرود قاتل: لا عشاني يا سمر وانتي عارفه كده كويس...
-اووووف ممكن تقفل بقا مراد على الويتنج!
امسك الهاتف بشده كادت تفتته و اردف بغضب...
-وعايز ايه زفت دلوقتي! وبيتصل بيكي ليه اساسا!
ارادت اغاظته فقالت بلا مبالاه لاشعاله...
-عادي هو بيتصل بيه كل يوم افضفضله ويفضفضلي!
قاطعها صوت مصطفى المشتعل غضبا...

-وفي واحده محترمه تفضفض لواحد غريب عنها، ولا ده يبقي اسمه ايه وخدي بالك لبسك و طريقتك دي مش هتنفع معايا ومفيش حاجه اسمها سيبني اللي مش هيعجبني هيتغير ورجلك فوق رقبتك!
اغلق الهاتف في وجهها دون ان يسمع رد وهو يعافر حتى لا يذهب اليها ويقتلها و يسحب منها ذلك الهاتف اللعين و وبخ نفسه على غباءه فالان اغلق وترك لهم فرصه التحدث معا!

لم يعرف النوم طريق إلى جفنيه هذه الليله وفي الصباح الباكر اراد الاتصال بها ولكنه يعاني من صراع داخله يين ارضاءها وعقابها، كيف يمكن للنقيض ان يجتمع بداخله وكله بسبب جنيته!.
اما سمر فقد نامت والدموع تغرقها وهي تتوعد له على اهانتها! وكلما تتذكر استسلامها له تريد لو تمزق وجهها ووجه ذلك الدب!

-اي اي براااااحه ونبي!
بلال بغيظ: ايه وجعك الكشاف يا حبيبتي ادهولك على قفاكي!
ندى بحنق: تصدق انت رخم اوي، بتمد ايدك ليه دلوقتي!
فتح فمه بصدمه وهو يلوي ذراعها...
-ليكي عين تتكلمي كمان وتغلطي!
تنحنحت وهي تصطنع الدلال...
-الله وانا عملت ايه يا قلبي بس...
نظر لها بنصف عين وقال بغيظ..
-قلبك! وعينك اللي كانت بتبص على الواد امبارح ده كان اسمه ايه ولا الهانم بتعاين!

اصطنعت عدم الفهم وهي تجذب ذراعها منه لتقول وهي تحرك رموشها بخفه...
-اديك قولت واد، وانا مش ببص غير للراجل اللي قدامي ده بس..
عض بلال على شفتيه وهو يشعر بانفاسه تعلي بما تضخه من لسانها، فزفر واردف...
-انتي بتطلعي الكلام ده ازاي مش فاهم!
ضحكت بانوثه وهي تنكزه بكتفها في صدره...
-اللي في القلب بيطلع ع القلب...
-يامحنننننني...
مطت شفتيها كالاطفال وهي تبتعد...
-محن طيب انا غلطانه اني بحبك وبعبر عن مشاعري...

قضب حاجبيه وابتسم بلا مرح..
-لا ياختي متعبريش، انا ماسك نفسي بالعافيه اصلا لولا كده كنت زماني وخدك في الاوضه الضلمه اللي جوا دي بتاعت الناس الوحشه...
احمرت خجلا وهي تنظر له بعدم تصديق، تعلم انه يقاومها ويحافظ عليها طوال حياته وهو الامر الذي يجعلها تتخلي عن سيطرتها لقلبها في وجوده ولكنه لا يخيب امالها ابدا في جراءته التي تزداد يوما بعد يوم...
قالت بعدم تصديق وخجل...
-بلااااال اتلم!

قال وهو ينفض ذراعه ويحرك رقبته...
-ياشيخه بقا انتي خليتي فيها بلال، يلا غوري يابت، مش عايز اشوفك قبل يومين تلاته كده عشان اهدي...
سقط قلبها بداخلها هل يزال غاضب منها؟! نظرت له بخوف وقلق واردفت بحزن وهي تمسك ذراعه...
-اخس عليك يا بلال هو انا بقيت من السهل كده نسياني، يومين تلاته بحالهم مش عايز تشوفني او تكلمني، انت مش بقيت تحبني!، قولي مين بالظبط اللي خدتك مني اعترف؟!
ضرب كف على كف في ذهول...

-ايه يابت الفيلم ده، يخربيتك، انتي مجنونه، روحي يا ماما ربنا يهديكي...
نظرت له بغضب: ايوة طبعا حلال ليك وحرام عليا، طب و ديني لانا باصه على كل شباب الحارة...
ركض خلفها ليقتلها ولكنها اطلقت قدميها للريح ونزلت سريعا إلى شقتها وقلبها يدق خوفا الا ان الابتسامه لم تترك وجهها كحال جميع الاناث ممن يتحلين بالجنون!
نظر بلال خلفها وهي تركض و زفر بحيره من تلك الحمقاء...

-يا ساتر! بحبها ازاي دي مستفزه اوي الله يحرقها!
اتاه صوت مصطفى الخشن من خلفه...
-الله يحرقك قبلها هو النوم طار من عيني من شويه، ما تروحوا بقا تتجوزوا واتلموا بقي بدل شغل السرسجيه ده!
تنهد بلال بتمني وقال...
-ااااااه نفسي والله، وهيحصل! انا هعدي موضوعك بس وهتفرغلهم، انا خلاص مش قادر استني والبت هطير دماغي انا مش عارف افكر غير فيها!
ضحك مصطفى: على اساس انك بتفكر اساسا، انت هتتلكك...

-هيهيهيههيهي ماشي ياعم الخفيف، المهم بقي...
غمز له بلال واستكمل...
-عملت ايه مع زوجه المستقبل...
رفع مصطفى حاجبه وهو ينظر إلى الجهه الاخري بوجه خالي من المشاعر، ليزفر بلال بحنق وضيق وهو يردف...
-لا مش معقوله، اكيد بتهزر، لا يا مصطفى كده كتير، اتخنقت معاها في يوم زي ده، انت ايه يابني بروطه، مفيش دم...
-خلاااااص يا عم الفهيم والرومانسي ونبي اتشطر على اللي معاك وتعالي اتكلم...
ضحك بلال بعدم تصديق...

-يابني اتشطر ايه ؛ اعمل ايه اكتر من كده انا مهما عملت او هي عملت احنا لبعض، لكن انت اراهنك متعرفش عنها حاجه لسه وكل ماتشوفها تتخانق، اديها فرصه وادي نفسك فرصه متبقاش قفل كده...
نظر له بغضب وهو يرتب السطح امامه...
-لسان اهلك ده! انا ساكت من الصبح وبعدين هي تستاهل اصلا وفكك من الحوار ده...
-يعني مش هتكلمها!
-لا...
-بس انت عايز تصالحا صح وهي عمرها ما هتعبرك مش كده؟!
زفر بضيق وقال...

-ايوة يا خفيف صح، مبسوط كده...
ابتسم بلال وهو يضع يده على ذقنه...
-حلك عندي يابرنس...

سلوى بهدوء: الو...
اتاها صوت منال السعيد من الجهه الاخري...
-ايوة ياحبيبتي صباح الخير ؛ عامله ايه؟
ابتسمت سلوى بالرغم ان منال لن تراها وقالت بحب...
-صباح الورد يا حبيبتي، انا الحمدلله وانتي و كلكم عاملين ايه؟
-كلنا تمام الحمدلله وعروستنا الحلوة اخبارها ايه...

-ههههههه يارب دايما، الحمدلله لسه صاحيه اهيه...
-والله طيب كويس انا قلت الحق اكلمكم واقولكم انكم معزومين عندي على الغدا انهارده ومش هقبل اي اعذار!
-بس يا منال عشان منتعبكيش...
-اخس عليكي متقوليش كده، قومي بس انتي فوقي كده وتعالي شرفيني ونقضي اليوم مع بعض وبالمره نتعرف اكتر قبل كتب الكتاب...
-اممممم ماشي خلاص هقول لسمر وهنيجي على طول...
منال بفرحه: ماشي يا حبيبتي هستناكوا اوعوا تتأخروا، سلام...

اغلقت الهاتف ونظرت إلى بلال الذي يعلوا على وجهه ملامح الانتصار ومصطفي الذي يحاول السيطره على ابتسامه ترغب في الهروب على شفتيه..
بلال بثقه: ايوة بقي يا ماما، ما يجبها الا حريمها، شفت يااض يا مصطفى!
منال وهي تلوي شفتيها...
-ونبي اتلهي انت، لولا ان البيه مزعل القمر، مكنتش عبرتكم!
ضحك مصطفى وقال...
-طيب وجوز القمر بقا صفر على الشمال يا مرات عمي!
عبثت بخصلاته كما اعتادت ان تفعل معه وهو طفل وقالت بحب...

-انت مشكله! ربنا يسعدك يا جوز القمر...
سمعوا اصوات صراخ فجأه وكان اول من ميزها هو بلال التي اتسعت عينيه وانتفض من مكانه ليصعد إلى بيت عمته، ركض على الدرج والجميع خلفه وبينهم والده الذي كان يتوضأ لتأديه الصلاة...
فوجد ندى تبكي وهي تركض على الدرج ناحيتهم، التقطها بلال قبل السقوط ووالدتها تركض خلفها وبيدها حزام غليظ...
بلال بغضب: في ايه يا عمتي بتضربيها ليه؟
زينب وهي تلتقط انفاسها...

-وسع انت يا بلال مالكش فيه هاتها بنت الكلب دي هنا هقطع شعرها في ايدي!..
كانت ندى تبكي وتختبأ خلفه ومنال تحاوطها من الخلف حتى لجأت اليها تاركه بلال يتعامل مع والدتها...
جاء صوت والده العالي من الخلف...
-انتي اتجنيتي يا زينب بتضربي البت بالبشاعه دي كده ازاي!
زينب وهي تحاول اخفاء توترها...
-البت دي مش مظبوطه خلاااص، طلعت من طوعي ومفيش عريس يجي و تقبل بيه...
تدخل بلال بعنف وهو يقول بدفاع...

-انتي ازاي تقولي على بنتك كده! على العموم ياستي اطمني بنتك تربيتي انا يعني برا البيت ده بميه راجل ومش بتقبل عرسان ليه عشان عارفه هي لمين!..
نظر إلى والده بغضب وهو يحاول السيطره على مشاعره...
-لو سمحت يا بابا انا صابر بقالي كتير واقول عشان تكبر وتخلص تعليم بس لحد كده وكفايه، انا عايز اتجوز ندى!
تدخلت زينب بعنف وغضب...
-معنديش بنات للجواز انا، البت اللي تبقي صايعه وشمال تتقطم رقبتها...

جاءها صوت دياب اخيها الاكبر هذه المرة لتنتفض من الخوف...
-والله عال وبقا عندنا بنات شمال، انتي مش مكسوفه من نفسك وانتي بتقولي كده ايه خرفتي على كبر...
حاولت ان تستعطفهم فبكت وهي تمثل دور الام المظلومه، الخائفه على مستقبل ابنتها...
-يا اخويا البت مش عايزة تتجوز وبترفض كل العرسان وانا عايزة افرح بيها...
قاطعها بلال: الله طيب انا بقولك هتجوزها وانا اولي ببنت عمتي ولا انت شايف ايه يا عمي!

هز دياب رأسه بتفكير وهو ينظر إلى ندى الباكيه بحالتها المذريه فسأل...
-موافقه يا ندى!
هزت ندى رأسها بسرعه اخجلتها قليلا، ولكن سعادتها باقتراب حلمها قد اعماها عن الخجل والالم المنتشر في كل جسدها...
حاولت زينب الاعتراض فصاخ بها دياب...
-الله هو في ايه يا زينب، خلاص الرجاله مبقاش ليهم كلمه وبعدين طالما ندى مواققه يبقي وصلك ياستي بنتك كانت بترفض ليه! ولا انتي بتحبي الفضايح!

اغلقت فمها وهي تغلي من ابنتها التي تعاندها فقد كانت تحاول اقناعها بان تذهب إلى دياب لتبطي وتخبره بانها تحب مصطفى وانها اولي من الغريبه بابن عمها ولكن تلك الحرباء رفضت وأخبرتها بفجور انها تحب بلال وانها لن تتزوج من غيره، تلك الغبيه ضيعت اموال واملاك كثيرة، وحتي وان كان بلال ميسور الحال وغني الا ان الغنيمه الكبري دائما تقبع للبكري!

تدخل مصطفى بسرعه: كتب الكتاب نعمله في نفس اليوم يا حج والفرحه واحده...
ليردف والد عبد الله بموافقه...
-وانا موافق يا اخويا ؛ جه الوقت اللي افرح فيه بابني وندي دي بنتي وكل طلبتها مجابه والشقه والعفش و شوارها ذات نفسه علينا، بس امها متمدش ايدها على مرات ابني تاني!
ضحكت زينب بغيظ: ايوة امها الشريرة، انتو حرين اعملوا اللي في دماغكم، انا كل همي اني افرح...

وقف امامها دياب وهو ينظر إلى عينيها وكأنه يخترق روحها...
-انا فاهمك كويس يا اختي، ارضي بالنصيب وسيبك من الوحاشة وبنتك هتبقي سعيده...
الجمها حديثه فهزت رأسها بالموافقه وانسحبت من بينهم إلى شقتها...
كانت غاده تبكي من منظر كدمات ندى المنتشره على ذراعيها والعلامات الحمراء التي تميل للإزرقاق على رقبتها...
اردفت منال وهي تحاول السيطرة على دموعها...

-يوووه يا غاده انتي كمان متعيطيش، دي شويه خبطات كده يومين وهيروحوا خالص، بيوجعوكي يا ضنايا...
كانت جملتها الاخيرة موجهه إلى ندى التي تحاول جاهده ايقاف دموعها واسعد لحظات حياتها مخلوطه بالالم، ظلت عيونها معلقه ببلال الغاضب بعيونه التي تجول عليها ولاتتركها وهو يحارب تلك الغصه في حلقه و الالم في قلبه و كأنه يذبح من اجل الم حبيبته وابنته!..
عبدالله بقله حيله...

-ياحول الله يارب! انا هدخل اصلي، ده ايه اللي بقينا فيه ده...
اغلق باب الشقه وراءه ودخلت منال بندي إلى غرفتها لتبدل ملابسها الممزقه و تدهن مسكنات للالم على جسدها، انطلقت غاده إلى شقتهم لاحضار بعض من ملابسها، بينما دخل بلال خلفهم وهو يشاهد والدته تبحث عن اي شئ للتخفيف عنها، جثا على ركبتيه امامها ومسح دموعها برقه حتى لا يؤلمهت...
وضعت ندى وجهها بين يديه تستشعر الامان الذي يوفره لها...

منال وقلبها يؤلمها على ابنها والتي تري الدموع تتجمع في عينيه وعلي ندى المسكينه، قالت بهدوء...
-بصي ياحبيبتي هحطلك المرهم ده و مش هتحسي بحاجه وارتاحي شويه هتبقي زي الفل وانت ياواد انت ماتسوقش فيها وسيب البت لسه مبقتش مراتك رسمي...
احمر وجه ندى قليلا وارتسمت نصف ابتسامه على وجه بلال وهو ينظر إلى عينيها يوعدها بالامان والراحه قريبا وعدم خذلها ابدا مره اخري..



look/images/icons/i1.gif رواية عشق بلا رحمة جبابرة العشق
  19-12-2021 06:48 صباحاً   [11]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثاني عشر

وصلت سمر على مضض مع والدتها إلى بيت مصطفى، بعد ساعتين من المماطله والتأخير مما اثار حنق سلوى على قله ذوقها وتذمرها بانها لم تنجب طفله قليله الذوق او التربيه...

نزل مصطفى ليفتح باب المبني عندما راءاهم من أعلى فتوترت سمر وهي تري جاذبيته الحاده بالرغم انه لا يحتسب جميلا كما تميل بعض الفتيات، الا انه رجلا جذاب وفريد من نوعه وهو يرتدي قميص بسيط وجينز مهترئ لا يتناسب مع الاملاك والاموال التي سمعت عنها كثيرا!
قال بأدب وهدوء وهو يسلم على سلوى..
-اهلا يا حاجه، اتفضلي، ام بلال مستنيه فوق..
-اهلا يا ابني، يزيد فضلك...

مرت فوقف امام سمر التي شعرت بخجل مفاجئ وهو يمد يده ليصافحها..
-ازيك...
رفعت يدها لتصافحه وهي تجيب ببرود مصطنع وتوتر لا تستطيع اخفاءة...
-الحمدلله، كويسه جدا وانت؟
تساءلت و تخطته للحاق بوالدتها دون السماع لاجابته...
زم مصطفى شفتيه فيبدو ان عنادها يوازي عناده و ستتعبه...
صعد خلفهم وقد استقبلتهم غاده ومنال وسألت سمر عن ندى فاخبرتها غادة بتوتر انها لا تشعر جيدا وقررت النوم هذا النهار!

اخذت منال تجهز المحشي الشهيره به وقد قررت سلوى مساعدتها، بينما عرضت غاده على سمر بان تاخذها في جوله في ارجاء المبني...
وافقت سلوى واخبرتها بان لا تتأخر بعد ان غادر مصطفى امامها بحجه ان لديه عمل...
غادة بمرح: اول دور ده بقا شقتنا والشقه اللي في الوش دي شقتك يا جميل، عايزاكي تتفنني بقا في تظبطها وفرشها!
ابتسمت لها سمر وقالت...
-بتحبي التظبيط انتي شكلك...
-اوووي اوووي انا اصلا كان نفسي ابقي نقاش...

ضحكت سمر على سخافتها وقالت بمرح...
-طيب يلا يا اسطي على الدور اللي بعدوا...
-ههههههههه طبعا الدور التاني طنط منال زي ما انتي شايفه واللي في وشهم شقه بلال وندي...
نظرت لها سمر بصدمه واردفت بعدم تصديق...
-بلال وندي! هيتجوزا!
تنحنحت غاده وهي تخبرها بقصة حبهم..
-ايوة بيبحبوا بعض من زمان اصلا بس انهارده اتحدد ان كتابهم هيتكتب معاكي انتي ومصطفي بعد اللي حصل...
-حصل ايه؟
توترت غاده وهمست بخفوت...

-بعدين هكلمم بليل احكيلك لما تروحي...
ابتسمت سمر وقال بخفوت مماثل..
-ماشي اوعي تنسي...
-ضحكت الفتاتان على سخافتهم وصعدا إلى الدور الثالث...
-احححم دور عمتي وندي واللي في وشها المفروض شقه ضيوف..
رفعت سمر حاجبها بتعجب...
-ضيوف في الدور الاخير، انتو بتطفشوهم صح
-ههههههههههه لا يا ذكيه الدور الارضي كمان للضيوف بس اللي فوق ده للناس العزيزة علينا اوي...
-طيب يلا كده خلاص صح...

توترت غاده قليلا وهي تصعد إلى السطح واحمر وجهها بطريقه اثارت شك سمر، فاردفت بهدوء...
-في حاجه يا غاده؟!..
-هااه لا يا حبيبتي، انتي عارفه انا بحبك صح وانك صاحبتي...
فتحت باب السطح وادخلتها خلفها واغلقت الباب، نظرت إلى سمر بتوتر...
-بصي والله العظيم انا مجبره بس كنت هتنفخ لو قلت لا...
نظرت لها بعدم فهم وهي تقضب حاجبيها...
-انا مش فاهمه حاجه يا غاده!
-انا هفهمك...

اتسعت عيناها لدي سماع صوته الرجولي الاجش من خلفها!
ضيقت عينيها وهي تنظر إلى غاده التي تنظر بدورها إلى اسفل وتشعر بتأنيب الضمير وكأنها تقدم السجين إلى سجانه!
-روحي انتي يا غاده هكلم سمر شويه وهننزل...
استدارت سمر لترفض وتخبره انها لن تسمح لغاده بالذهاب وتركهم وحدهم لكن ما ان فتحت فمها حتى سمعت الباب يفتح ويغلف معلنا عن وجودها بمفردها مع مفترسها!

اغلقت فمها بخوف وذهول وهي ترمش بتوتر، نظفت حلقها وقالت تصطنع الشجاعه...
-اسموا ايه ده بقا؟ انا مينفعش ابقي معاك هنا!
رد بسخريه: ومينفعش تتكلمي معايا بالطريقه اللي اتكلمتي بيها امبارح...
-انااااااا! انت اللي مش محترم على فكره...
قضب حاجبيه وتحدث بغضب مكبوت وهو يقترب منها خطوة، ويرفع يده امامها...
-ايدي دي اتعودت تكسر سنان اي حد يغلط فيااا او يفكر حتى انه يغلط، لكن معاكي انتي!

علت انفاسها خوفا من تهديده وتساءلت بخفوت...
-انا ايه! هتضربني!
هز رأسه بالنفي وقال بقله صبر...
-انا مستحيل اضربك، ليه الفكره دي موشومة في عقلك مش عارف...
-مش انت اللي بتقول انتي وبكسر وبعمل...
اقترب منها اكثر ووضع يديه بجانب وجهها على الباب خلفها، ومال بوجهه عليها منزعج من مقاطعتها له دائما، لكن سمر وضعت يدها بينهم وهي تردف محذرة...
-والله لو قربت مني او جبت بقك جنب بقي هصوت والم الناس...

ابتسم ابتسامته الجذابه وهو ينظر لها بمشاكسه و قال بمكر...
-وانتي شاغله بالك ببوقي ليه؟! انا كنت عارف انك مش سهله وانك هتموتي عليا...
شهقت وهي ترفع يدها لتصفعه ولكنه امسك يدها وقربها من خصرها بذراعيه الحديديه وهو يستنشق شعرها المموج...
تأوهت خوفا من ذلك الشعور الذي يقحمه داخلها واغمضت عينها، فقال بخفوت يغلب عليهم...
-بتعملي فيا ازاي كده ؛ بتضايقيني وتجننيني في نفس الوقت، عقلي خلاص هيروح مني...

ابتلعت ريقها بصعوبه وهي تحاول تنظيم تنفسها حتى لا يغم عليها من اقواله وافعاله..
وردت بخفوت وصعوبه...
-انا مش بعمل حاجه، انت اللي بتعمل...
ابتسم قليلا وهو يلامس يده على كتفها فارتعشت تحت يديه السميكه، ضاقت عينه رغبه في امتلاكها، فتنحنحت سمر وهي تحاول ابعاد ذلك الجدار الضخم من حولها فدفعها نحوه لتمسك بخصره المرسوم للداخل على عكس صدره العريض فاحمرت خجلا، وقالت بحزم مصطنع وتوتر وهي تتذكر حديثه بالامس..

-انا محترمه!
علم ان كلامه قد اثر بها سلبيا وان غيرته جعلته يتمادي معها، فامسك بيدها يجبرها على الاقتراب من شفتيه وهي تقاومه، طبع قبله على اطراف اصابعها من الداخل واردف بحنان مغاير له...
-انا عارف، لو مش محترمه مش هأمنك على اسمي...
فرغت شفتيها من اعترافه بعد حديثه القاسي معها، ولكنه زاد صدمتها عندما استرسل في حديثه بحنان...

-لو مش محترمه مش هخاف على براءتك انها تدمر في العالم اللي بقينا فيه ولا اخاف على عنيكي من دموع الالم والندم على حاجه ممكن تحصلك، الدنيا بقت وحشه اوحش من ان ملاك زيك يعيش فيها!
هنا شعرت بالارض تدور من حولها فهو يغازلها بالفعل لاول مرة يتفوه بشئ جميل يجذب قلبها تجاهه وهي تنظر إلى أعلى منبهره بهدوء كلماته وملامحه الحانيه، نظرت إلى اسفل عندما التقت بعيناه الجريئه وقالت بخفوت وقلبها يدق بسرعه...

-مصطفى بليز اوعي!
اخذ نفس عميق محمل برائحتها التي يعشقها ثم تركها بهدوء وعاد إلى الوراء وهو ينظر لها والي وجهها الاحمر الذي تخفيه بشعرها بحب ثم اردف بهدوء...
-هسيبك دلوقتي عشان يومين وهتبقي ملكي! فاعتقد هستني!
خجلت اكثر واستدارت لفتح الباب والنزول، وجدت غاده تجلس على الدرج بين دور عمتها و عمها وتفرك يدها بتوتر، ما ان سمعتها حتى وقفت سريعا وسألت بترقب..
-هاه اتصلحتوا...

ابتسمت بخجل وفهمت ان كل ما حدث كان خطه لمصالحتها، شعرت برضي داخلها ان الجميع تكبد هذه المعاناه لاصلاح الامور بينهم، كم هم طيبون إلى ابعد حد، راءوها مرة واحده ويعاملوها وكأنها اغلي الغاليين، زاد حبهم ومعزتهم بداخلها، فاحتضنت غاده لتطمئنها بأنها غير غاضبه وقالت بابتسامه...
-ايوة اتصالحنا...
ظهرت ابتسامه غاده الواسعه، وقالت باطمئنان..
-الحمدلله، طنط منال هتفرح اووي..
نظرت لها سمر بحاجب مرفوع واردفت...

-كنت عارفه على فكره، بس كدبت نفسي قولت معقوله يسيطر على البيت كله!
دوت ضحك غاده على الرج فأتتها صفعه خلف رقبتها (قفا اخوي معتبر ) من اخيها المزعج...
-اضحكي لنفسك مش للمنطقه كلها تسمعك!
نظرت له بحنق وتوعد وهي تقول...
-ايه قله الذوق دي والله ما هساعدك تاني هااااه يلااا...

ضحكت سمر وهي تجذبها خلفها إلى اسفل، ادرات رأسها تلقي نظره على رده فعله فوجدته يبتسم ولكن ما علق في ذهنها هو نزوله على الدرج وكأنه لا يلامس الارض بالرغم من عضلاته المفتولة والتي تراهن على ثقلها، شعرت بخوف وقلق عندما اقترب منهم وكأنها خشت ان يدعسهم وان لا ينتظر ليتخطاهم فهمست برعب لغاده...
-اجري بسرعه ده ورانا.

شهقت غاده ولم تنظر وراءها بل اطلقت لساقاها الصغيرتان العنان وخلفها سمر التي رفعت فستانها قليلا لتتحرك بشكل اسرع وصوت ضحكتها يسبقها...
يا الهي كم يعشق ذلك الصوت ويرغب لو يلحق بها ويأكلها بدأ من هاتين الساقين الرائعتين!

دخلت غاده وسمر إلى الداخل وهم يضحكان ويتنفسان بصعوبه، يبدو انها لن تمل من الحياه هنا، ربما لم يكن هذا القرار سيئ إلى هذا الحد! ومن تخدع فمنذ حادثتهم في المكتب وهي لا تستطيع ان تفكر الا به والان اعطاها سببا جديدا لتهيم به وقت فراغها، كيف فعل ذلك وخطفها من نفسها؟ هو سئ الطباع وحاد ودائما في صراع معها..

مره او مرتين منذ ان رأته تعامل معها بشكل طبيعي، اذا كان الطبيعي ان يحاصرها بكلماته المعسولة وافعاله الجريئة ولكنها تختارهم على غضبه في اي وقت!
مضي اليوم سريعا وغي نهايته جاء لسلوي مكالمه من الخارج، زوجها بالتأكيد!
توجهت إلى ركن بعيد نسبيا، وردت...
-الو..
عصام بغضب: انتي ازاي توافقي على جواز البت وانا مش موجود! خلاص انا موت، ومنين من حارة معفنه!
-اهدي يا عصام مكنش قدامي حل بعد اللي حصل لسمر!

سكت للحظه وقال بضعف...
-حصل ايه لسمر؟! بنتي جرالها حاجه...
سلوى بتوتر: هو مراد قالك ده و مقالكش ليه؟
قاطعها بحده: مراد قالي ع الخبر وقفلت على طول، كان لازم اكلمك وافهم منك مش منه!
روت له سلوى كيف كادوا ان يختطفوا سمر لولا مصطفى ورجاله الذي تركهم لحمايتها فمنذ الوهله الاولي قد علم انها بريئه على ان تخرج وحيدا...

سلوى وكأنها تصبره: اهم حاجه في الدنيا سمر، انا بحميها الفلوس مش شويه وممكن تخلي اي حد يتجنن ويعمل فيها حاجه علشان يوصلها!
-انا السبب!انا السبب في كل اللي بيحصل ده، انا فاكر لما كنتي بتحذريني من ثقتي الزايدة دي وانا كنت اقول حرام عليكي بلاش سلبيه، طلعت السلبيه دي مني انا...
كان صوت بكاءه يمزقها فبكت بدورها وهي تهدئه وتقول بحنان...

-انت اطيب حد شفته في حياتي، هو اللي استغلالي و كداب وحرامي متلومش نفسك يا حبيبي و سمر في ايد امينه والله، مصطفى شاب مايتعوضش طيب ومحترم وبيحب البت وانت عارف الراجل لما يحب واحده بجد بيعمل علشانها ايه، عشان خاطري متقطعش قلبي اكتر من كده!
حاول السيطره على بكاءه وان يقسي قلبه فقال بهدوء...

-انا واثق فيكي يا سندي، اعملي اللي شيفاه صح، ربنا معاكم ومعايا وحشتوني اوي ونفسي كنت ابقي معاكم واشوف كتب كتاب بنتي!
-الفرح مش هيتعمل غير لما انت تيجي اعتبرها خطوبه متكلفه شويه يا سيدي، و كده احسن بردو احنا في منطقه شعبيه وهو عايز يقعدنا في عمارة عيلته عشان يحميها ومحدش يقدر يلمس شعره منها ومكنش ينفع من غير رسميات!
-انا عايز اكلمه، اتفقي معاه هتصل بيكم كمان يومين في نفس المعاد، عايز اتعرف عليه...

-حاضر هقوله...
-خدي بالك من نفسك و من سمر ولو عايزة حاجه كلمي مراد...
اغنضت عينها فاخر ما تريده هو بكائها فتجبره على البكاء هو ايضا، فاسرعت لانهاء المكالمه...
-وانت كمان يا حبيبي، مع السلامه...
-مع السلامه...
اخذت نفس عميق وهي تستعيد تمالك نفسها امام الناس، مسحت دموعها واستدارت لتجد زينب عاقده ذراعيها وتنظر لها بشك، توترت قليلا وهي تقول...
-زينب ازيك؟!
رفعت زينب حاجبها وهي تجاوب بوجوم...

-الحمدلله، في حاجه ولا ايه!
-هاه لا عادي ده ابو سمر بيطمن علينا بس!
ضيقت عينيها فقد سمعت جزء من حديثها وهي تخبر زوجها بان الحل الانسب هو انتقالهم بينهم برغبه من مصطفى، وبالتأكيد تفكيرها جال إلى السئ وفي لحظه نسجت علاقه آثمه بينهم وانه سيصلح خطأه معها!

نظرت لها بمكر وكأنها قد وجدت خاطرتها بافساد زواجه من تلك العقربه والتي افسدت خطتها منذ البدايه وتكرهها بشده لذلك، فهي لم تبق ارمله كل هذا العمر بابنتها تخطط وتنسج لتأتي تلك القبيحه وتخطف جميع احلامها...
تعجبت سلوى من نظراتها وتصرفاتها فرفعت حاجبيها باستغراب وتركتها وذهبت إلى منال...



look/images/icons/i1.gif رواية عشق بلا رحمة جبابرة العشق
  19-12-2021 06:49 صباحاً   [12]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثالث عشر

مر الاسبوع سريعا وجاء موعد عقد قرانهم، دون ان يتصل مصطفى ب سمر لانشغاله باعماله او هذا ما يحاول اقناع نفسه به...

فقد اراد ان يتجاهلها ليري ان كانت ستهاتفه اوليختبر مشاعرها نحوه ويتأكد من وجود مشاعى اخري ولو بسيطه غير العناد ناحيته الا ان حبيبته العنيده والغبيه ظنت انه مل من قبل ان يرتبط واخذت مخيلتها تحيك لها كيف يعيش هذا الهمجي حياته وسط رجال ونساء والله اعلم كم من النساء وشعرت بانه مجبر عليها ولكنها تعود لتقنع نفسها بانه قد تقدم قبل ان يعلم بمشاكلهم...

كانت تشعر بغضب شديد واكثر هذا الغضب موجه لنفسها على الاهتمام فلتتركه ليتعفن حتى، تندم كلما هاتفت غاده بحجه الاطمئنان عليها والسؤال عنه...
اخذت قرارها بان ذلك الزواج صوري فقط لاراحه والدتها وانتهاء محنتهم وبعد ذلك يذهب كلا إلى طريقه ولا تعتقد انه سيمانع بل سيوافق بلمح البصر، كم هو حقير يتلاعب بها وبمشاعرها، زفرت بعنف...

سمر لنفسها: تستاهلي عشان غبيه وطول عمرك بتثقي بكل حد وكمان سمحتي انه يلمسك ولو لمسه صغيرة اكيد شافني رخيصه! ازاي تعملي كده في نفسك غبيه!

دخلت والدتها لتشهق بصدمه...
-انتي لسه ما جهزتيش، اتأخرنا ياسمر بلاش دلع قومي بسرعه انا جهزت الفستان والميك اب!
ردت سمر بملل: احنا لسه 9 الصبح يا ماماي اتأخرنا ازاي بس؟!
تأففت سلوى بغيظ لتقول...
-خلي عندك ذوق ما انتي عارفه اني هساعد طنطك منال، مش معقول كتب الكتاب عندهم و كمان تدبس وتشيل الليله لوحدها!
-اوووف خلاص يا مامتي هلبس الجينز والتي شيرت ده وابقي جهزا انا خذت شاور اول ما صحيت!

في الطريق وقبل ان تخطو داخل بيت مصطفى وصلتها رساله، فتحت الهاتف لتقرأ محتواها ففوجأت برساله منه، محتواها...
-انتي اللي جبتي لنفسك!
خرج الهواء من فمها المفتوح بضحكه ساخره بصدمه...
سمر لنفسها: كمان بيهددني، ماشي يا مصطفى يا انا يا انت!
لتهز رأسها بانكار بالتأكيد هو لا محال، طالما تشعر كالنمله بجواره!

في المساء جلست العروستان في انتظار المأذون وندي ترتدي فستان احمر كرسمة الحوريه يبرز فتنتها وانوثتها لتبدو بالفعل كالحوريه، اما سمر فقد برز جمالها الملائكي و رونقها البرئ الخلاب بطريقه مبهره بفستان اوف وايت طويل نسبيا ضيق عند الصدر وحتي خصرها المنحوت ببراعه من الخالق لينزل الفستان بكلوش فضفاض يظهرها كالزهرة في البستان...

تم عقد قران مصطفى اولا باعتباره البكر و تبعه بلال الذي كاد ان يغشي عليه من السعاده...
علت الزغاريط في الحارة من داخل منزلهم وخارجه، من سيدات الحارة اللواتي يقمن بالواجب فرحا بابناء كبيرهم وحاميهم...

حتى سلوى تعلمت كيف تطلق زغروطه عاليه فرحا بابنتها ؛ ادمعت عينيها وتمنت لو كان عصام والد سمر معها وتذكرت حديثه الطويل مع مصطفى على الهاتف وهدوئه النسبي بعدها، فقد اخذ مصطفى عهد وهو يحدث عصام مع امام مراد بانه اذا لم يستطع اسعاد سمر قبل زفافهم فانه سيحلها من ذلك العقد!
هذا ما اخبرهم به مراد بعد ان طلب زوجها التحدث معه بعيدا عن مسامع زوجته، الا ان مراد قد طمئنها بحديثهم المجدي!

وقفت منال في منتصف الردهه تطلق زغروطه عاليه وهي تحتضن مصطفى و سمر معا وحرصت على اظهار حنانها وحبها له قبل ابنها بلال الذي ضحك على اهمالها حتى لا تشعر مصطفى بفقدان والدته وكأن ذلك سيجدي بشئ فهو لن ينسي والدته و لومه لنفسه على فقدانها...
قبلت منال مصطفى و سمر وقالت بحب وحنان...
-مبرووووووك يا حبيبي، مبرووووك يا حبايبي ربنا يباركلكم ويسعدكم..

ثم توجهت واعاده الكرا مع ندى و بلال، بينما خافت ندى النظر إلى والدتها التي تشعر بعيونها الغاضبه تحرقها!
دخلت احدي النساء بمبخره كبيرة تبخرهم، والفضول والابتسامه ظاهره جدا على وجه سمر التي تشهد ذلك لاول مره...
وقفت منال تجذب سمر إلى منتصف الغرفه وتخبرها بان تبقي مكانها لتأتي بمصطفي امامها وتقول...
-يلا يا مصطفى لف سبع مرات حوالين عروستك!

ضحك بلال وكان اول من اظهر اعتراضه وهو يري نظره الرعب على وجه مصطفى، فقال بضحك...
-ايه يا ماما ده كتب كتاب مش سبوع!
تأففت منال وهي تجيبه...
-اسكت انت ملكش دعوة! وبعدين العادة دي بتضمن انك تدخل الحب في قلب عروستك طول العمر وانك على قلبها مهما حصل!
قابل مصطفى عيون سمر وكأنه يخبرها بأقباله على فعل ذلك بالرغم من خرافتها وعدم تصديقه لها ولكنه على استعداد لفعل اي شئ لكسبها!

اقترب منها بينما تسمرت هي واحمرت خجلا من تقدمه الذي لم يتوقف حتى وقف بجانبها تماما وتلامس كتفيهما او بمعني اصح اخر كتفها بوسط ذراعه القاسي كالحجر...
اتسعت عيناها وشعرت بان جسدها قد شل من كميه الكهرباء التي صعقتها من ملامسته،
كان مصطفى في عالم اخر وهو يتفحصها امام الجميع دون خجل، بدأ لفاته حولها وذراعه يلامس ذراعها ليستكمل لفته ليتبعه ظهرها ثم كتفها الاخر و عضمه الترقوه فوق صدرها...

كادت تسيح كالزبد ليس لافعاله فقط ؛ بل من نظراته كلما مر من امامها والتقت عينيهما تلك الوعود الجريئة التي تعهدها منه!
هز دياب رأسه على كشوف وجه ابنه الذي لا يستطيع وصفه سوي بالغشومية! فالان سيتأكد للجميع مقدار حبه لها، ابتسم في نفسه وهو يتحدث بينه وبين نفسه مع والدة مصطفى...

دياب بحزن: كان نفسي تشوفي اليوم ده يا حاجه بس اللي عند ربنا احسن من اللي هنا! كان زمان ضحكتك ملت المكان ده وايدك سبقاكي وانتي بتهزئي الواد ابنك!
وقف ليتوجه إلى الداخل حتى لايري احد دموعه المهدده بالنزول...

انتهت اخر لفه وانتهت معها انفاس سمر، وهي تشعر بالحرارة تنبثق من وجهها ورقبتها واذنيها!
طبع قبله على جبينها برقه صدمتها، ثم اخذ بيدها ليجلسوا على الاريكه...
جاء دور بلال الذي كان اكثر تلاعبا مع ندى بغمزاته وقبلاته الطائرة، التي اخجلتها ولم تستطع كبح ابتسامتها التي تظهرها بمظهر الملهوفه وتحرجها ولكن ما باليد حيله...
زغرطت منال مرة اخيرة قبل ان تقول بسعاده...

- يلا يا عرسان العشا جاهز في الاوضه عشان تقعدوا شويه!

وقف مصطفى وتنحنح وهو يقول و كأن الامر عاديا...
-لا يا مرات عمي انا شايف العشا يبقي على السطح احسن الجو حر هنا...
ليتدخل بلال مساندا له بقوة...
-ايوة وكمان الدنيا مكشوفه فوق والهوا يرد الروح واهدي من هنا عشان تاخدوا رحتكم...
لوت منال شفتيها وقالت بمكر...
-اه يرد الروح وماله يا خويا، يلا يا غادة شيلي الاكل وطلعي فوق...

قضبت حاجبيها بغيظ وقالت بتذمر...
-الله انا مش لسه مخلصه تقديم هي غادة دي الخدامه بتاعتهم...
وبختها مناال لتخرسها...
-بنت عيب، دول عرسان، هنخليهم يطلعوها ولا ايه؟!..
ليقف مراد في اول ظهور له بعيدا عن مقعده بجوار الباب، ويقول بحرج...
-انا هساعدكم، انا اصلا شغال في مطعم ومتعود على الحاجات دي...
اتسعت ابتسامه غاده فاستدارت لاخفاءها وهي تقول...
-طالعه اهوه...

اخذ الاثنان يصعدان بالاطباق و منال تناولها لهم على السلم...
اخذوا يتبادلون النظرات والابتسامات الخفيفه و دائما يقبض عليها مراد تحدق به و كأنها تحلم فاحمرت وجنتيه اكثر، مع انه معتاد على مغازله السيدات له لكن معظمهم كبار في السن قليلا وليسوا كطفله بريئه حتى نظراتها تشعره بتأنيب ضمير رغما عنه!
في اخر نزول لهم امسك لها باب السطح لينزلا معا وغاده تفرك في اصابعها وتبلل شفتيها بتوتر...

بينما يتفحصها هو ويستغفر مرارا حتى استجمع شجاعته ليسألها...
-احم انتي عندك كام سنه؟
ردت غادة بخجل وخفوت...
-17 سنه!
نظر إلى الجهه الاخري واغمض عينه بخيبه امل! فرق7 سنوات بينهم، هل يعقل ان تنظر له كحبيب مثلا بل هل يعقل ان يوافق احد على مثل هذه الجريمه!.
مراد لنفسه: حظك يوم ما تحب تقع في طفله...

صعد مصطفى عندما شعر بتأخرهم فقد شعر باطمئنان لعدم اهتمام مراد بسمر كثيرا وتأكد ان لا مشاعر له ناحيتها فقد جعل مصطفى اكثر اهتماماته اليوم هي مراقبه زوجته و تفحصها ومراقبه ملامح مراد للعثور على اي خطأ او تغيير يشير إلى الضيق...
اما الان فهو يخشي على اخته الصغيرة فقد لمح احمرا وجه ذلك المعتوه قبل الصعود اخر مرة! مما حثه على الصعود لحمايتها من ذلك الوغد...

تلجلجت غاده عند رؤيته وتخطته لتدخل إلى الشقه، بينما تنحنح مراد قليلا وهو يقول...
-مبرووك يا مصطفى عقبال ما تفرح باختك...
نظر له مصطفى بحده وتهديد...
-اختي لسه صغيرة عقبال ما افرح بيك الاول...
هز رأسه وهو ينظف حلقه ثم اتجه إلى الداخل...
مراد لنفسه: غبي ما تروح تقوله انا برسم على اختك اسهل!

دخل مصطفى ورائهم حتى وصل إلى سمر و يجذبها من يدها ليصعدا إلى أعلى، سبقهم بلال وندي على الدرج وسعادتهم ظاهره كالشمس...
نظر مصطفى بغيظ نحوها مرة بينما بادلته نفس النظرة، بدل ان تعيش اسعد لحظات حياتها يرمقها بغضب ويغرقها بغروره هذا الوقح!
ما ان صعدا حتى نظر بلال إلى مصطفى و كأنه يحثه على الدخول إلى قوقعته بالداخل...
زفر مصطفى و فتح باب الحجره بهدوء و اشار ل سمر بالدخول...

نظرت سمر بتوتر إلى الجهه الاخري وقالت...
-لا انا هفضل معاهم هنا!
لم يبالي باجابتها وجذبها من ذراعها يدفعها بلا جهد يذكر إلى الداخل!
شهقت بصدمه وقالت بغيظ...
-ايه الاسلوب ده وقله الذوق!
-انا اللي قليل الذوق ولا انتي!
عقدت ذراعيها تحت صدرها وقالت بابتسامه صفراء...
-انا قليله الذوق ازاي ممكن افهم!
رد بهدوء وبرود...

-طبعا قليله الذوق لما يبقي اتنين لسه متجوزين وعايزيين يقعدوا مع بعض لوحدهم لاول مرة زي الناس الطبيعين يعني مش احنا طبعا بعد الشر!
احمرت خجلا وقالت بعناد...
-مفيش الكلام ده على فكرة خالص...
زفر بقله صبر وقال بضيق...
-عاوزة تخرجي عندهم اتفضلي!
تعجبت من استسلامه السريع والغير متوقع وشعرت بهذا المثل (شمه ريحه مش كويسه )...
الا انها عاندت شعورها وتوجهت بثقه تفتح الباب...

فتحت الباب لتجد بلال يجلس على مربوعة وندي جاثيه على ركبتيها امامه ويداها ممسكتان بذراعيه ويقبلها هو بعنف وشوق شديد صدمها!.
وضعت يدها على فمها لتكتم شهقتها وعادت خطوه إلى الوراء لاغلاق الباب واستدارت سريعا لتصطدم بذلك الجدار البشري على هيئه زوجها!
خجلت اكثر وعادت إلى الوراء خطوتين حتى التصقت بالباب بقلق وتوتر مخلوط بخوف بسيط...

لم تعلم ان ظهورها بهذا الخوف والقلق دائما يثير شئ بداخلها لالتهامها وامتلاكها لتصبح كل مشاعرها ملكه هو!
رفع حاجبه المقطوع من المنتصف بتحدي وهو يقول بمراوغه...
-ايه دخلتي تاني ليه، ما تطلعي!
هزت سمر رأسها بعنف فاصطنع البراءه بالرغم من مشاهدته لما يحدث في الخارج وهو خلفها الا انه قرر اللعب باعصابها قليلا حتى تتعظ وتستمع لكلامه بعد ذلك...

-مد يده ليمسك مقبض الباب بجوارها، فامسكت يده برعب وهي تبعدها وتقول...
-لاااااا مش هطلع انا هفضل هنا...
نقطه ضعف! الان اكتشفها طوال حياته ظن ان لا نقطه ضعف بالنسبه له والتي قد تهدد بفقدانه السيطره ولكن تلك الجنيه الصغيرة اثبتت انها بلمسه واحده صغيرة تستطيع هز كيان رجولته بطريقه لم تفعلها سابقه لها او تقترب منها حتى!
ضاقت عيناه برغبه جامحه بتقبيلها هذه اللحظه فامسك يدها التي تمسكه يزيد ضغطه عليها...

نظرت له بعيون متسعه ثم إلى يده الضخمه والتي تبتلع كلتا يداها، كيف انقلبت الآية من هي تمسك يده إلى هو يمسك بهذه اليد الواحده كلتا يداها!
جذبت يدها بتوتر وهي تري عينيه العسليه تميل للظلام الحالك ربما غضبا او شعور اخر يقلقها اكثر...

اقترب منها قاتلا اي مساحه تفصل بينهم ومال بنفسه وهو يترك يداها ليضع واحده على الباب بجوار رأسها المستند على الباب بتعب و الاخري رفعها لابعاد شعرها عن وجهها وهو يري شفتيها ترتعش من هول هذه اللحظات عليها ويشعر بمقلتي عينيها تتجه يمينا ويسارا بجنون و جسده يمنع رؤيتها لابعد من ذراعيه بجوارها وصدره ملتصق امامها، بهدوء وقلب يكاد يتوقف من الدق وضع ذقنه على أعلى رأسها وهو يشعر بأنفاسها المضطربة والمذهولة على رقبته، اغلق عينيه باستمتاع لا مثيل له من قربها هذا، فانزل بوجهه وهو يلامس وجهها حتى وصل إلى اذنها، فهمس...

-مش بعرف اعبر عن اللي جوايا، بس انتي قلبتي حياتي كلها، مش عارف المفروض افرح ولا اضايق! بس قربك هو الرغبه الوحيده ليا دلوقتي!
اغمضت سمر عينيها وتاهت في كلماته التي دائما ما تخطفها من كان يتوقع ان رجل بمثل قوته تخرج منه كلمات بتلك الرقه ولها معاني كثيرة لاي امرأه من لحم و دم!
خرجت من افكارها وهي تشعر برأسه تتحرك لليسار لتصبح انفاسه في مواجهة انفاسها...

توقف قلبها عن خفقانه لوهله ثم عاد يخفق لاسفل بشده و سرعه ارهبتها و لكن ليس اكثر من قبلته الاولي لها عندما وضع شفتيه القاسيه الرجوليه مقارنه بشفتيها الناعمتين العذراء التي لم يلمسها احد قبله على ثغرها الصغير...

خرجت اخر انفاسها من بين شفتيها بأنين كان كالسكين في احشائه و كأن اخر صبر كان يملكه قد انجرف مع هذا النفس، ليطبق على شفتيها وهو يضع يد اسفل رقبتها يقرب وجهها منه اكثر والذراع الاخر يحيط خصرها كاملا لتلتقي اصابعه بجانبه الاخر وهو يعتصرها اليه بشغف و عشق بلا رحمه!

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 3 من 12 < 1 2 3 4 5 6 7 8 12 > الأخيرة





الكلمات الدلالية
رواية ، رحمة ، جبابرة ، العشق ،











الساعة الآن 06:58 PM