logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 2 من 12 < 1 2 3 4 5 6 7 8 12 > الأخيرة




look/images/icons/i1.gif رواية عشق بلا رحمة جبابرة العشق
  19-12-2021 06:46 صباحاً   [7]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثامن

ردت بعنف ودفاع...
-اخرس بقا اخرس حرام عليك! طالما انا وحشه كده عايز مني ايه!
ليرد عليها بنفس العنف والغضب...
-صوتك ما يعلاش وانتي بتكلميني و عايز ايه! عايزك تعقلي وتسمعي الكلام وتبطلي غباء!.
شهقت بألم عندما شد قبضته اكثر على ذراعها الذي يرفض تركه!
-ااااااه ممكن تسيبني بقا انا حاسه ان دراعي اتخدر من كتر الوجع!

رفع يده بسرعه كانه تلقي صعقه كهربائية، ابتعدت هي على اثرها خطوتين إلى الوراء، وهي تمسك بمكان الآلم..
استطاع ان يري علامات حمراء غاضبه تثور على بشرتها البيضاء الناعمه...
زفر بعنف و مسح على شعره بغضب، ولكنها تجبره بسذاجتها على تعنيفها!
-بصي عشان نبقي واضحين مع بعض، اللي حصل ده كان ممكن يبقي نتيجته وخيمه جدا وانا مش هقف اتفرج عليكي بتضيعي نفسك عشان هبل في دماغ واحده مستهتره زيك!

استدارت وهي تبكي تريد الذهاب من هذا المكان بعيدا عنه وكلامه الجارج..

ولكن صوته رعد المكان بشده..
-فاكرة نفسك رايحه فين؟

تجاهلته بقلب يدق رعبا وغضبا، امسكت مقبض الباب ولكنها ما ان فتحته حتى تم اغلاقه بشده، امسك يدها وادارها وهو يحاصرها في ظهر الباب، فاردف بضيق وغضب...
-انا مش عارف اتعامل معاكي ازاي!
ردت سمر بعصبيه والم..
-وتتعامل معايا ليه اساسا؟ سيبني في اللي انا فيه...
زفر بشده وقال بهدوء نسبي لا يعكس العاصفه الهوجاء بداخله مابين صفعها و ضمها اليه!

-ايه اللي فيكي ممكن افهم، انا حاسس ان في حاجه كبيرة بتحصل وانا مش فاهم حاجه؟
ردت بانكار وهي تضغط بيدها على صدره لابعاده فقربه يذبذب جسدها بطريقه مخزيه تجعلها تشفق على عقلها!

اغمض عينه لوهله عند ملامستها له ولكنه اعاد فتحها بعد نفس عميق ليقابل نظراتها الغاضبه المحاطه بانكسار ضعفها امامه، شعرت سمر بزلزال في صدره تحت يدها وقلبه يضرب بعنف اخافها للحظه، رمشت عده مرات وبللت شفتيها ببراءة وحيرة...

دن وعي منه وجد نفسه يقترب ويقترب وسط ذهولها حتى اصبحت يداها حبيسه صدرة الصلب القاسي وصدرها، شهقت بخفوت وفتحت فمها لتصيح به على جراءته ولكن عيناه الحاده ذات النظرات الناريه الملهبه خطفت الحروف من على لسانها وقطعت انفاسها...
رفع يده ووضعها ببطئ على وجهها الاحمر المتوتر ورفع شعرها المتناثر على جبينها باليد الاخري...

غاب عقلها عندما شعرت بملمس يده الخشن والساخن على بشرتها الرقيقه وتاهت في مدي اختلافهم، انزلت رأسها قليلا وهي تتنفس بصعوبه من هذا الهجوم المفاجئ ولكنه تسلل بيده لخلف رأسها ليجذب شعرها المموج بسلاسه إلى الخلف، استمر في النظر إلى عينيها التي لم تفقد بريقها ورونقها بالرغم من اثار بكاءها الظاهر...

لا يعلم ما يجذبه اكثر لونها الخرافي والذي يذهب العقل ام ضعفها وحزنها الذي يشعل شعور بداخله يجبره على التهامها والاحتفاظ بها بداخله...
اغمضت عينيها و لم تستطع مجاراه نظراته القاتله، كيف يتحول هكذا من الغضب إلى مشاعر اخري اشد خطورة بل كيف تحول هذا الدب البشري إلى رجل يشعرها بكامل انوثتها وبانها الانثي الوحيده على وجهه الارض بتلك العينين الضيقة والتي تلائم وجهه تماما وتعشقها!

ليبقي السؤال الاهم كيف الجم لسانها وهو يشعرها بالتخدير اثر لمسته فتقف كالتمثال الاخرق بدلا من ان تصرخ او تصفعه على تجاوزاته!
تبخرت افكارها وما استجمعته من شجاعه لدفعه عندما شعرت بلهيب انفاسه على شفتيها ووجنتها الحمراء...
اغمض مصطفى عينيه وهو يستنشق انفاسها بشعور جعل رأسه يميل للامام اكثر مترنحا من عبق رائحتها...

كاد ان يلامس شفتيها المرتعشه الا ان بلال كان له رأي اخر فعندما رأي الباب يفتح ويغلق توتر وقرر التدخل...
فتح الباب مره واحده فاندفعت سمر بقوة إلى احضان مصطفى الذي حاول تفادي اصطدامها مع الباب ووضع يديه على ظهرها وهو يبتعد إلى الخلف بسرعه...

رفع بلال حاجبه من وضعهم هذا وشعر بقليل من الاحراج فقال وهو يتنحنح...
-انا كنت بطمن بس! واضح ان كله تمام احم طيب انا برا اهوه...
ابتعدت سمر سريعا من بين ذراعي مصطفى وهي تشعر بصدمه وخجل غير مسبوق فعادت إلى بكاءها مرة اخري...
نظر إلى بلال نظرة قاتله ود لو يخنقه ويتخلص منه هو الاخر! زفر عندما وجدها تبدأ في البكاء مرة اخري فوجه حديثه إلى بلال بغضب...
-هات العربيه، احنا هنروح...

وضعت سمر يدها على وجها تبكي بحراره غير مصدقه استسلامها، الان سيثبت كلامه بانها مستهتره وفوقها قليله الحياء والاخلاق!
غضب مصطفى من نفسه فهي الان ستظن به السوء وبانه اسوء من هؤلاء الرجال فعلا وهو يعمل على استغلالها!
لم يدري ما العمل الان فقال بصوت اجش من هول المشاعر التي مر بها...
-يلا هروحك..
فتح الباب وانتظرها حتى عدلت من نفسها ومسحت دموعها قدر الامكان وخرجت امامه دون كلمه!

ركب بلال معهم والثلاثه في حاله يرثي لها ما بين خجل و غضب و احراج حتى وصلوا إلى منزل سمر، صعد مصطفى معها ودق على الباب، فتحت سلوى بسرعه بلهفه وقالت بدموع وهي تراها...
-كده يا سمر تخضيني عليكي؟!كنتي فين كل ده؟! ازاي تتأخري كده!
دلفت سمر تحتضنها وتحاول السيطره على نفسها حتى لا تبكي مره اخري...
-معلش يا ماما والله حصلت مشاكل...
ليرد مصطفى بجمود وغيظ...
-مش مشاكل وبس، بنتك كانت هتتخطف يا حاجه...

ضربت سلوى على صدرها وضمت سمر اليها وقالت بخوف...
-يالهوي! حصلك حاجه، حد عملك حاجه...
رمقته سمر بنظرة غاضبه لافجاع والدتها بهذا الشكل...
-محصلش حاجه يا ماما متقلقيش بلال وولاد الحلال لحقوني قدام المطعم...
-الحمدلله، الحمدلله، انتي مش هتنزل تاني من البيت ده، محدش عارف المره الجايه يخطفوكي فعلا...
قطعت سلوى كلامها عندما نكزتها سمر حتى لاتفشي سرهم الا ان الاوان قد فات، نظر بشك إلى كلتيهم ثم إلى بلال...

-يعني اللي حصل ده مش عابر ده في حد عايز يخطفها فعلا؟
لم تهتم سلوى بشحوب وجه سمر او قلقها فقد عزمت امرها في رسم ما سيحدث لابنتها منذ الان!
اقترب منهم خطوة وهو ينظر بجديه تامه إلى عين سلوى فقال بهدوء ينذر بالشر...
-بنتك كانت هتروح انهارده، انتي فاهمه يعني ايه مدي خطورة اللي حصل وانا متأكد ان في حاجه كبيرة وراكم وحتي لو انتو مأجلين ليه الرد في موضوعي، بعد اللي حصل مش هستني دقيقه واحده!..

نظرت إلى سمر التي تترجاها ولكنها اخذت قرارها وانتهي الامر، فقالت بجديه وصدق...
-ادخل يا مصطفى انا هقولك كل حاجه!
دلف مصطفى و بلال وجلسوا في تأهب لسماع ما لديها وطلبت سلوى من سمر بالجلوس بجوارها، امسكت يدها وضغطت عليها ثم قالت...
-انا خدت قرار في موضوعك انت وسمر يا ابني...

نظرت لها سمر بصدمه فأخر حديث لها مع والدتها اخبرتها فيه بمداخلتها الطويله من ام عزت ومعرفتها كل صغيره وكبيره عن مصطفى فهو من عائله كبيرة لها وضعها واغنياء بالرغم من بقاءهم في هذا الحي ألا انهم كالسمك في الماء لا يستطيعوا الخروج منه!

كما انها تأكدت من اخلاق مصطفى ورجولته مع الجميع وكأنه الحامي للمنطقه فوالده العقل وهو القوة وقد شعرت بموافقه والدتها ومباركتها ولكنهم اتفقوا على تبليغ والدها اولا هذا ان وافقت هي!
شعر مصطفى بقليل من التوتر ولكنه لن يقبل بالرفض وعزم على فعل المستحيل للحصول عليا هي من دق لها قلبه لاول مرة في حياته..
تنحنحت سلوى ثم قالت بحزم...
-احنا موافقين، بس كتب الكتاب يبقي بسرعه!

كان كالنيران ينتظرها تتحدث وما ان سمع موافقتها حتى استرخت عضلاته وكأن الماء قد انصب عليه من كل مكان لتهدئة اشتعاله!
رد سريعا بحماسه: من غير ما تقولي! انا ان شاء الله بكره هجيب اهلي وهتنفق على اقرب معاد والاكيد انه مش هيعدي اسبوع الا وهي على ذمتي!

لاتعلم سمر سبب اختلاكط مشاعرها فقد كانت تميل للموافقه بالرغم من صلابه هذه الاصوات التي تتعجب من تلك الموافقه ولكن بعد ما حدث في مكتبه اصبح كل شعور في اتجاه داخلها، وقفت مره واحده تحت انظاره الثاقبه وتوجهت إلى غرفتها واغلقت الباب...
نظر بلال إلى مصطفى ثم إلى سلوى التي بدأت في الكلام مرة اخري...
-الاول في حاجه مهمه لازم تعرفها!

حاول مصطفى عدم الانشغال بهذا الدخول المفاجئ لسمر وما يشير اليه من رفض له والانتباه لما هو اهم الان حمايتها!
-انا عايز اعرف كل حاجه ارجوكي!
سردت له كل ماحدث لوالدها وتعرض له من خداع شريكه ورغبته في العثور على سمر للمساومة الا ان والدها يخشي ان وصلت له ان لا يرحمها وكيف اختبأوا هنا عن طريق ام عزت التي كانت تعمل لديهم فترة من الزمن فاحبتهم واحبوها و مراد وكل ما يتعلق بهم واخيرا اخبرته باهم ما بداخلها!

-اكتر سبب خلاني اوفق حتى من قبل ما اقول لجوزي الاول انك اكتر حد ممكن يحميها، انا اغلي حاجه عندي في الحياة هي ومش مستعده تضيع مني، كفاية ابوها واللي بيحصلوا...
بدأت في البكاء فتقدم منها بلال يهدئها ويطمئنها...
اقلقها سكوت مصطفى قليلا ولكنه سرعا ما هدم مخاوفها...

-لما كتب الكتاب يتم، لموا كل حاجه عايزنها من هنا وهتيجوا تعيشوا في بيت العيله ومتقلقيش هيكون ليكم شقه لوحدكم لحد ما نشوف الفرح هيبقي امتي، لاني بعد اللي سمعته ده مستحيل تغيبوا عن عنيه!
هزت سلوى رأسها بالموافقه بعد ان اطمئنت على ابنتها...
رن جرس الباب فتوجه بلال لفتحه، دلف مراد برعب يبحث عن سلوى...
-ايه يا طنط، سمر رجعت؟! انا اتهريت اتصل بيكي ملقتش رد قلقت اكتر سيبت التدوير وجيت اطمن يمكن رجعت!

قالت سلوى بامتنان: ايوة يا ابني رجعت، انا اسفه تعبتك معايا و دوختك...
لم يلقي السلام على مصطفى و نظراته الحاده وارتمي على المقعد ليريح اعصابه التي اتلفت من اختفاءها وظنه بان الخطه التي يرسمها مع والدها قد كشف امرها!
-اومال سمر فين؟هي كويس!انا ليا كلام تاني معاها، دي سيبت ركبي!

وقف يعدل قميصه في وسط ذهول مصطفى وهو متجه إلى غرفتها يطرق عليها، اشتعلت النيران في عينيه غير مصدقا جراءة هذا القذر، رمي نظراته الناريه نحو سلوى التي تلجلجت قليلا ووتوجهت نحو مراد، لتنحنح وتردف بقلق وتوتر...
-خليك انت يا بني، هي مش هتفتح، اقعد مع مصطفى وبلال وانا هجيبها..
هز رأسه بالموافقه الا ان صوتها اوقفه وهي تخبره...
-مصطفى اتقدم لسمر وهيكتبوا الاسبوع ده...

نظر لها بخضه بينما نظرت له نظرة ذات معني بعدم المعارضه او الاعتراض والتزام الادب...
كان مصطفى يتابع كل هذا بغيظ شديد، هل كان ينوي الاعتراض؟هل يحب سمر ويتمناها لنفسه؟ هل تحبه سمر؟!
لا يبالي بكلاهما فان كان ذلك ما في الامر سيقتله ويخبأها عن العالم كله حتى تعتاد حبه هو وحده دون غيره!
توجه مراد بهدوء شديد لا يعكس الغضب والذهول بداخله وجلس يتفحص مصطفى وعقله يقيم مقارنه بينه وبين سمر المسكينه!

معقول ما يحدث! هذا الرجل يكاد يصل إلى ال 7 اقدام وهذه المسكينه لا تتعدي منتصف ال 5 اقدام، هو متأكد انها لن تصل لصدر هذا الكائن المرعب! هل هي موافقه فعلا عليه ولماذا الان في وسط محنتهم، هناك امر غير منطقي لا يفهمه!
مراد بحده: اهلا!
هز مصطفى رأسه دون الكلام وهو يغلي من داخله على هذا الحقير...

ماهي الا ثواني حتى خرجت سلوى و سمر بلامحها الخشبيه التي تخفي مشاعرها الا انه يستطيع القول بانها غير سعيده، اعاده قلبه إلى لحظتهم معا في المكتب واستسلامها البرئ له دون وعي منها ليهدأ قليلا، من المركد انها غاضبه بسبب ذلك فهي لا تكرهه هذا هو متأكد منه!
جلست بجوار مراد وهي تتجاهل مصطفى...
مراد بقلق وعتاب على اختفاءها...
-ايه يا ماما اللي حصل ده! ينفع كده، صفيتي دمي!
ردت سمر بضعف وادب...

-معلش يا مراد انت عارف مش بأيدي...
حك مراد رأسه وهو ينظر بينها وبين سلوى ثم قال...
-لا الحقيقه انا مش عارف لسه، هو حصل حاجه!
ليتفضل بلال بشرح ما حدث له، نظر مراد بصدمه إلى سمر وقال بتأنيب وحزن...
-وتشتغلي ليه يا سمر وانا روحت فين ولا اللي بينا مش زي ما انا كنت فاكر!
ردت سمر بدفاع وهي تخشي على حزنه...
-لا والله مش كده انت عارف انت عندي ايه! بس انا بحب اعتمد على نفسي...
ليرد مراد بغضب مكتوم و عتاب...

-لا معلش ما تعتمديش على نفسك في الظروف دي! انت كنتي هتضيعي انتي وابوكي مش لوحدك!

نظرت إلى اسفل بحرج و اسي، رفع مراد يده يضعها على رأسها ليواسيها فهو يعلم انه يقسو عليها ولكن صوت كسر دوي في المكان جذب انتباهم، رفعت سمر عينيها إلى مكان التكسير، فوجدت كوب الماء الذي طلبه بلال متفتت تحت قدم مصطفى الجالس كالوحش المستعد لمهاجمه عدوه، قضبت حاجبها فنظراته لم تكن عليها بل بجوارها، نظرت يمينها إلى مراد فوجدت يده معلقه في الهواء وهو ينظر بشئ من الذعر والاستغراب نحو مصطفى!

فهمت و استنتجت ان مراد كان يريد مواساتها وذلك اغضب مصطفى! لكن لماذا؟! هل يغار عليها؟
شعرت بسعاده كبيرة ولكنها ارجعت تلك السعاده إلى اكتشاف نفطه ضعف له وطريقه لازعاجه!
حاولت سلوى تلطيف الجو عندما رأت بلال الجالس بجوار مصطفى يحاول الامساك به والسيطره عليه قد الامكان، ذهبت إلى سمر لتجذبها وقالت بقليل من الخوف...
-خير خير يا جماعه هاجيب المكنسه وسمر هتجهز العصير...

لم يبد على الثلاثه انهم قد استمعوا لها ولكنها انطلقت بابنتها إلى المطبخ على ايه حال!

انزل مراد يده ببطئ وهو يتعجب من رده فعله تلك! ايغار عليها، هو لم يعرف سمر سوي من قليل على حسب معلوماته! بالطبع اي رجل سينزعج لقد تقدم للزواج منها على ايه حال، ما هذا الغباء الذي يعتريه يجب ان ينتبه لافعاله اكثر وان يمحي نظرته لسمر بانها طفله من رأسه فهي مقبله على الزواج الان وليس من اي احد بل من ذلك الكائن الضخم الجالس امامه يقتله بعينيه...

بدأت سلوى وسمر في تجهيز العصير وكل حين والاخر تترك ما في يدها وتحتضن ابنتها...
سلوى بحب وتأنيب ضمير...
-انتي عارفه اني بحبك وعايزة مصلحتك عشان خاطري اسمعي الكلام وبعدين انتي مرفضتيش وانا حاسه انك موافقه لانك لو رافضه كنتي رفضتي من الاول!
هزت سمر رأسها دون كلام وعادت لتكمله ما بيدها، فكيف تخبر امها بانها تخجل من ما حدث او كاد يحدث في مكتب هذا اللعين!

جلست سلوى معهم وهي تشير لمراد انها تريده، وقف مراد ليتبعا واردف...
-نعم؟
اردفت سلوى بصوت خافت حتى لا يسمعها مصطفى...
-عرفت تبعت الحاجه لعصام، الفلوس كفت؟
هز مراد رأسه...
-ايوة الحمدلله عرف يقعد في بانسيون بياخد فلوس مؤخر وقدرت ابعتله بشركه الشحن على عنوانه، بس زعل اوي وزعق انكم بعتوا كل الدهب وقالي كنتوا انتو اولي وهتحتاجوها، وانا والله لو معايا مبلغ كنت بعتهوله بس علاج امي مخليني مش بقدر احوش.

هزت سلوى اكتافها واردفت...
-المهم صحتها ربنا هيكرمك و وسع و قولوا ميزعلش واننا مكفين نفسها على الاقل احنا وسط اهلنا، لكن هو مع الغرب ظول ميعرفوش الكرم...

عادوا مرة اخري وسمر تقدم العصير بملامح واجمه ومصطفي يحاول السيطره على غضبه من تجاهلها و بعد دقائق معدوده استأذن بلال ومصطفي و تبعهم مراد هو الاخر..



look/images/icons/i1.gif رواية عشق بلا رحمة جبابرة العشق
  19-12-2021 06:47 صباحاً   [8]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل التاسع

زفر بلال وهو يخلع ملابسه وقال بحنق...
-انت مش هتبطل الجنان ده بقا يا ااخي! فضحتنا قدام الناس هيقولوا ايه هيجوزواا بنتهم لواحد مجنون!
رمي مصطفي بجسده على الفراش و قال بضيق...
-بلال ممكن تخرس، انت ما شفتش كان عايز يلمسها ازاي!
-يلمسها ايه يابني ده كان بيهديها...
نظر له مصطفي نظره قاتله وقال بحده...
-و لو ندي مكانها؟!
ضيق بلال عينيه وقال بحده..
-كنت قطعت ايديه...

ابتسم له مصطفي بلا مرح فقد اثبت وجهه نظره، لكن بلال استكمل...
-بس بردوا مايمنعش انك اوفر مع البت انت شفتها من امتي اسبوعين ولا شهر!
-مش فاكر وسيبني بقا في حالي...
ابتسم له بلال ليتحول بلحظه من الضيق إلى السعاده (الجنان وراثه في العيله دي ) و اردف بفرحه...
-بس تصدق ياض انا مبسوط اوي انك هتتجوز انت من كتر ما بتحلق للبنات كنت شاكك فيك...

اخذ مصطفي نفس عميق حتى لا يتهور على ابن عمه المخبول والذي يلعب بعداد عمره وحياته...
-مش هسأل كنت شاكك في ايه عشان هتعصبني وهقوم اخنقك!
ضحك بلال ورمي بجسده عكسه على الفراش فدفع مصطفي بقدمه إلى الارض ونظر له باشمئزاز...
-هو انت مش ليك اوضه وبيت تحت طالع تقرفني ليه؟!
وضع بلال يده على صدره يصطنع الجرح وقال بمكر..

-بتطردني يا ديشه! وانا اللي كنت بضحي وهستحملك عشان ننزل نقول لعمي ولا انت ناوي تكتب الكتاب وبعدين تقول!
زفر مصطفي بحنق وهو ينظر إلى السقف ثم اردف...
-نازل اقوله ومعتقدش هيرفض...
تأمله بلال قليلا ثم سأل بجديه...
-مش هتقوله على موضوع ابوها صح...
رفع حاجبه باستغراب وقال...
-واقوله ليه؟ مش مشكلتهم دي مشكلتي انا وانا اللي هتصرف فيها بس اظبط حالي الاول...
تنهد بلال وقال بثقه...

-تظبط حالك يعني تتجوزها وتضمنها في ايدك صح؟!
لم يجيب مصطفي وهو يكشر وجهه بغضب من وضوحه وتعريه دائما امام اخيه...

بعد مرور ساعه من الحوارات و المشاحنات بينهم نزلا لتناول الطعام كالعاده مع العائله فمنذ وفاة والدة مصطفي ضمتهم زوجه عمه تحت رعايتها واصرت على ان تأكل العائله كلها من يدها بالرغم من انتفاضات عمته لها دائما...
وقد اتفق مع بلال وعزم النيه على اخبار والده والجميع برغبته في الزواج من سمر...

جلس دياب يأكل ويتحدث مع عبدالله بينما ظل بلال يشير له بحاجبيه للتحدث الا ان عمته زينب سبقته وهي تربت على ذراعه بحنان مصطنع...
-وانت عامل ايه يا حبيبي؟ كنت مشغول في ايه دي ندي طول الوقت بتسأل عليك وقلقانه خالص...
توقفت ندي عن الاكل وهي تنظر بخوف وتوتر إلى بلال الذي قبض على معلقته وكادت ان تنحني...
نظر مصطفي بلا مشاعر إلى ندي ثم إلى عمته واردف بلا مبالاه...
-كنت في الشغل يا عمتي!

قالت بخبث له مغزي...
-والله يابني انت حلك انك تتجوز بقا، لما يكون عندك بيت و وواحده مستنياك هنشوفك اكتر...
كانت ندي على وشك البكاء وبدأت عيناها تترقرق بالدموع فعلا وهي تعلم اين تتجه والدتها بهذا الحديث!
نظف مصطفي حلقه ونظر بثقب إلى عمته زينب وقال بشبه ابتسامه...
-والله فيكي الخير وبتحسي بيا ياعمتي...
رفع دياب حاجبيه واردف بتساؤل...
-ايه ناوي تفرحنا وتتجوز خلاص؟
تنحنح مصطفي قليلا وهو يرد عليه بتأني...

-والله يا حاج كنت على وشك افتح الموضوع ده بس عمتي سبقتني...
ظهرت اسارير الفرح على وجه عمته وهي تشعر باقتراب وقوع مصطفي في فخها، فقالت بسرعه...
-وانا عندي عروستك يا مصطفي...
نزلت دموع ندي بالفعل وغادة تضغط على فخدها من تحت الطاوله تطمئنها، كاد بلال ان يتحدث وهو يشعر بضياع ندي منه الا ان صوت مصطفي الحاد الخالي من المشاعر سبق الجميع...
-لا ياعمتي العروسه عندي فعلا، كتر خيرك!
نظرت له بصدمه وغضب واردفت...

-لا والله ومين دي بقي؟
تحدث والده ايضا بهدوء وفضول...
-عينك على حد معين من اهل الحارة ولا من برا...
-احم من برا ومن جوا يا حاج...
ضحك عمه عبد الله واردف...
-فزورة دي ولا ايه؟!
ضحكت منال وقالت وهي تساند مصطفي...
-افضلوا بقي هزروا ونسيب الموضوع المهم! الواد هيتجوز واختار ده يوم المني يا اهل الدار، قول بسرعه يا بني شوقتنا!
غادة بسعاده اردفت بمرح...
-المهم تبقي حلوة ونغشه كده وتصاحبني!

ليقاطعم صوت دياب بقله صبر...
-نسكت بقا عشان نعرف هي مين!
شعر مصطفي بقليل من الخجل وهو محاصر بين عائلته الصغيرة، خجل لم يراه ويفهمه سوي بلال الذي ابتسم بالرغم من الاعصار بداخله..
سعل واردف سريعا...
-ناس جداد يا حاج لسه جايين من شهر كده هي بنت ناس و محترمه و ابوها صاحب سلسله مطاعم كبيرة بس عنده ظروف و مسافر برا يعالج اوضاعه...
تعجب والده قليلا واردف...

-هو ابن بلد يعني! اصل صاحب سلسله مطاعم هيجي هنا ليه؟!
تدخلت منال لتنقذ الوضع وتسهله على ابنها الثاني..
-يوووة يا حاج ربنا جابهم هنا عشان ابننا يشوفها وتبقي من نصيبه، هنعترض على امر الله...
رد عبدالله ضاحكا على حماس زوجته وقال لاخيه..
-يا خويا نروح ونشوف الناس ومش هنغلب، مصطفي مش صغير وعارف يختار...
ليرد دياب سريعا وهو يؤكد على كلامه...

-ايوة طبعا انا واعد امه قبل ما يتوفاها الرحمن اني اسيبه يختار اللي هيتجوزها وهو عمره ما اتسرع وانا واثق فيه!
طغي شعور بالراحه على مصطفي وهو يشعر باقتراب هدفه، غير عابئ بغضب عمته واشتعال الغل بداخلها غير مصدقه هذا التحول في خطتها!
تنفست ندي الصعداء واوشكت على المباركه له لولا نظرات والدتها المحذرة بالا تنطق!
اخبر مصطفي والده بانه قد اعطي فكرة لوالده سمر بقدومهم في الغد...
نظر له والده بشك واردف...

-وانت تعرفها بقي و البت موافقه و كده!
عرف مصطفي انه سؤال فخ من والده فتظاهر بالهدوء التام وهو يجيب ونظره على دياب وهو يرتسم الجديه...
-لا والله يا والدي، انا شفتها طالعه بيتهم كام مرة والصراحه حسيت انها مؤدبه و محترمه وشكلها حلو وانا كنت بفكر اتجوز، و كده يعني!..
-امممم ماشي ان شاء الله، بكره هنروح كلنا نشوفها و ربنا يقدم اللي في الخير...

وبدون مقدمات اطلقت منال زغروطة عاليه في وسط حنق زينب و انزعاجها...
ضحك بلال: ايه يا امي بيقولك بكره هنشوف...
لوت شفتيها وكأنها تتعجب من سؤاله ولكن الاجابه كانت من غادة...
-يابني ده فال حلو، عشان الموضوع يتم على خير...

نزل مصطفي مع والده وغاده هذا اليوم ولم يصعد إلى موطنه في السطح فهو يريد لعب دور الابن الصالح والا يفسد الامر على اخر وقت، بينما صعدت عمته الغاضبه و معها ندي التي تشعر براحه لاول مره منذ شهور الا ان هذا الشعور لن يدوم كثيرا!

في الصباح الباكر توجه مصطفي إلى بيت سمر، التي كانت في غيبوبه نوم منذ ان تركها بالامس، استقبلته سلوي واخبرها بانهم قادمون بعد صلاة المغرب وعرضت عليه تناول الافطار معهم وبعد الحاح ليس كثير وافق على امل ان يراها قبل ان يبدأ يومه...
-احم، امال سمر فين؟
ابتسمت له سلوي واجابت...
-نايمه يا حبيبي...
ندت سلوي على سمر لتوقظها وهي تتجه إلى المطبخ...

استيقظت سمر على صوت والدتها، مطت ذراعيها كالاطفال وهي تتثاءب وشعرها مشعث قليلا ويخرج من الضفيرة التي اعتادت على النوم بها منذ الصغر...
ارتدت خفها الصغير مرتديه فستان بيتي قصير يصل بالكاد إلى ركبتيها وعليه رسمه تويتي شخصيتها الكرتونية المفضلة لديها...

فتحت باب غرفتها وهي تتذمر من والدتها التي توقظها من اجمل احلامها فقد كانت على وشك صفع ذلك المتشرد! كانت تفرك عينها عندما وقع نظرها على من اقلق احلامها وهو يجلس باريحيه على اريكتهم وكأنه يمتلك المكان!
سمر بصدمه وغضب...
-انت بتعمل ايه هنا؟
وقف مصطفي وهو يبلل شفتيه وينظر لها من اسفل إلى اعلى يتفحص هيئتها التي ستفقده عقله، من ذا الذي يسلب عقله بسبب فتاة ترتدي تويتي وخفا!

نظر لها بغضب ولم يأبه لسؤالها، فاردف غضب مكتوم...
-ايه ده! انتي نسيتي تلبسي بنطلون؟!
احمرت وجنتيها وقالت بحده...
-ده dress ياvulgar! وياريت ما تدخلش بلاش قله ادب!
رفع حاجبه المقطوع متعجب من لسانها السليط ولكنه متأكد بأنها تظنه جاهل لا يفهمها فقال بتحذير...

-اتلمي واتعلمي تتكلمي مع جوزك ازاي، هششششش!
وضع اصبعه على فمه عندما فتحت فمها لتقاطع حديثه واستكمل بهدوء ينذر بالشر!..
-اسمعيني كويس انهارده بليل انا وعيلتي هنيجي ياريت، ننسي اللبس ده ونتأدب شويه ونلبس محترم خلي الليله تعدي على خير!
فتحت ثغرها على اخره غير مصدقه ما يخرج من فم ذلك المتعجرف! فهاجمته بصوت عالي نسبيا!
-انت ازااااي تتجرأ؟!انا لبسي محترم غصب عنك!وبعدين انا بقي مش عايزة الليله تعدي...

اقترب منها خطوة بغضب وهو يلوح باصبعه في وجهها..
-صوتك ما يعلاش! وهتلبسي اللي هقول عليه بعد كده...
اتسعت عيناها خوفا وقلقا من تقدمه فرجعت خطوتين بتوتر وهي تمسك بجانبي فستانها القطني لتقول بتوتر...
-بس ده ما يمنعش اني ممكن افكر في موضوع اللبس ده! بس مش هغيره عشان خاطرك بردو!
قالت باقي جملتها عندما ظهر الهدوء على ملامح مصطفي وسار ليجلس على مقعدع...

كادت ضحكه ان تفلت من بين اسنانه، هذه المجنونه ستكون من ينهي حياته فمنذ 30 ثانيه كانت ترتجف منه وما ان اعطاها ظهره حتى عادت لتمردها الذي يعشقه!

خرجت سلوي بطبقين عندما رأت سمر وقد استيقظت...
-انتي صحيتي! تعالي ساعديني طيب!
ابعدت نظرها عن مصطفي وذهبت لمساعده والدتها، كان الافطار ثقيل بالنسبه لها تماما كنظراته والتي تشعرها بان قطارا قد دهس على جسدها الهش!
اما مصطفي فقد كان يحارب نفسه في ان يبقي مكانه وان لا يخطفها ويختفي بها بعيدا عن الجميع لتصبح ملكه..
مصطفي لنفسه: هاااانت اهدي انت بس، متخلهاش تحس انك مدلوق عليها!

بعد الافطار استأذن وذهب لاتمام بعض الاعمال...
وفي المساء توجهت العائلة كلها إلى بيت سمر، وقد غلب عليهم شعور بالسعادة واستبشروا خير ما عدا عمته والتي كانت تفكر في كل الطرق التي ستنسيه تلك الفتاة او تشهر بعدم ملائمتها للزواج منه...
سلوي بترحاب وابتسامه: اهلا وسهلا بيكم، اتفضلوا ارتاحوا...

نظرت لها زينب وانفها لأعلي ورمت السلام من تحت اسنانها متجها لتجلس بعجرفة بينما اخذتها منال بالأحضان وتبادلوا الكلام الجميل السمح...

كان مصطفي كلوح من الجليد لا يتحرك او يرف بعينه محاولا اخفاء قلقه وتوتره من ما سوف تقدم عليه تلك الجنيه الصغيره!



look/images/icons/i1.gif رواية عشق بلا رحمة جبابرة العشق
  19-12-2021 06:47 صباحاً   [9]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل العاشر

سلوى بحب: اهلا بيكم والله اتشرفت بمعرفتكم جدا...
ردت منال سريعا: الشرف لينا يا قلبي، ربنا يكرمك والله انا قلبي اتفتحلكم من اول ما شوفت وشك الحلو ده! اومال فين العروسه؟!
لوت زينب شفتيها غير راضيه عن ما يحدث ولهفه منال!..
نظر دياب إلى عبدالله وهز رأسه على زوجه اخيه العفوية الطاغية بحضورها كالعاده...
ابتسمت سلوى وهي تتجه نحو باب غرفه سمر لتدقه برقه...
-يلا يا سمر الناس مستنيه، اطلعي متكسفيش...

نظرت لهم سلوى وابتسمت تعتذر عن خجل ابنتها...
كان وجه سمر بالداخل كالجمرة المشتعلة، فركت بيدها على الفستان البسيط التي اختارته هي ووالدتها، اخذت نفس عميق وفتحت باب الغرفه لتقابل الجميع...
توقف قلبه للحظه عندما رءاها تقترب وتبخرت جميع مخاوفه وهو يراها تتهاوي بفستان رقيق و بسيط بلون سماوي منطفئ بخطوط رماديه صغيره طولا وعرضا من نفس النسيج يصل لبعد ركبتيها في رقي و قماشه يداري ثلث ذراعها...

تابعها بعينيه وهي تصافح الجميع ويري القبول على وجه والده المرتسم بابتسامه صغيرة وما ان تخطته حتى اتسعت هذه الابتسامه بحاجب مرفوع تجاه مصطفى، وكأنه يهنأه على اختيار هذا الجمال الخلاب!
اما زينب فقد احمر وجها بغضب عندما رأت جمالها فصافحتها بلا مبالاه وجفاء على عكس غادة وندي المنبهرتان بجمالها وابتسامتهم من اول وجههم لاخره...
كانت منال اول من تحدث فيهم...

-بسم الله ما شاء الله زي القمر، ربنا يحميها ليكي يا سلوى ياختي، تعالي يا بيضه اقعدي جنبي هنا...
نظر بلال إلى مصطفى وهو يخفي ابتسامته بيده وكأنه يخبره بان الفأر قد وقع في المصيدة، بسرعه تدخلت غادة بسؤالها...
-انتي عندك كام سنه يا قمر؟ ولسه بتدرسي؟!
نظرت لها سمر بابتسامه وهي تشعر بانها ستحب تلك الفتاتان...
-انا عندي 20 سنه وبدرس في كليه تجارة انجلش في سنه تالته...

ردت منال ونظرت بفخر إلى دياب وكأنها تتحداه ان يرفض...
-بسم الله ماشاء الله جمال وعقل وادب...
مصمصت زينب ونظرت للجهة الأخرى الا ان حركتها تلك لم تخفي عن سمر التي توجهت بنظرها لاول مرة منذ دخلت نحو مصطفى الذي اشار لها بعينيه وحاجبه بان تتجاهلها، فنظرت بعيدا نحو منال مره اخري...

انغمست بينهم وهي ترضي تساؤلاتهم وحماستهم الشديدة واحبت الجميع بصدق ماعدا عمته زينب كما اخبرتها غاده في عرضها للعائلة بلاسم والسن والدراسة وحتي العمل! احبت تلك المجنونة الرقيقة والمتحمسة ولا تصدق انها اخت لمثل ذلك الكائن المخيف!

وبعد تقديم الحلويات والمقبلات وظهور ام عزت التي اخذت تشيد باهل سمر وانهم اهل كرم ثم اتتقلت بدورها تشيد باسم دياب العرابي وعائلتهم وكم كانت والده مصطفى المرحومه حنونه على الجميع، وصل مراد والذي تأخر بسبب والدته التي مرضت قليلا ولم يستطع تركها حتى اطمئن عليها...
مراد بأسف و حزن: انا اسف اتأخرت يا مدام سلوى سامحيني...
ردت سلوى بادب وصدق...
-عارفه يابني ولا يهمك المهم الحجة بقت احسن...
-اه الحمدلله...

دلف مراد يرحب بالجميع بعد ان اخبرتهم سلوى بانه بمثابه ولدها وقريبهم الوحيد بعد والد سمر، جلس وسط الرجال ولم يلاحظ غادة التي تسمرت عينيها عليه بذهول من ذلك الرجل الوسيم صاحب العيون الرماديه التي لم ترا شبيه له في حياتها سوي في التلفاز!
نكزتها ندى حتى لا يراها اهلها فرمشت وهي تحاول استيعاب ما يحدث حولها...

احمرت وجنتها عندما تحدثت والدتها فنظر مراد نحوهم والتقت عيناهم لثواني قبل ان تحمر خجلا وتنظر إلى ندى بتوتر وهي تشعر بصدرها يعلو ويهبط من شده الاضطراب...
مالت عليها ندى وقالت بتحذير...
-ايه يابت ما تنشفي كده!
ابتسمت غادة لعمتها المراقبة لهم وهي تميل بدورها على ندى لتخبرها...
-ايووووة شوفتي عنيه! الناس دي بتاكل ايه؟!

نظرت له ندى تتفحصه ولكنها التقط ببلال الذي قضب حاجبيه بغضب وصك على اسنانه عندما رءاها تتفحص ذلك المدعو مراد وامسك نفسه قبل ان يذهب إلى هناك ويصفعها...
شهقت بصمت بجوار غاده وعضت على شفتيها واردفت بسرعه...
-الله يحرقك هتوديني في داهيه بلال شافني! هيقول ايه دلوقتي؟!
كانت غاده تحاول كبت ضحكاتها وهي تنظر إلى ندى المتوتره وتردف..
-احسن عشان متبصيش على حاجه حد وهو مش هيقول ياختي ده هينفخك!.

نظرت لها ندى بغضب واردفت بغيظ...
-والله على اساس انه بتاعك ؛ انا غلطانه اصلا اني بتفرج عليه عشانك!
وضعت يدها على يد ندى بابتسامه واردفت بضحك وحب...
-حبي بقا انتي، انا عارفه يا بت وبضحك معاكي، متزعليش بقا وبعدين لو على بلال انتي متعوده على كده، ضرب الحبيب زي اكل الزبيب!
-احمممم احممممم...

تسمرت كلتاهم واتسعت اعينهم عند سماع صوت سمر الاتي من فوق رؤوسهم فقد نسوا انها تجلس بالمنتصف بينهم وانهم يتخذون من ساقها مقرا لأحاديثهم المخزية!

رفعت سمر حاجبيها وهي مبتسمه في وجوههم الشاحبة فمالت عليهم واردفت بهدوء...
-بياكل عادي على فكرة بس بيحب كيك البرتقال اوي سوووسه اكل فيها، كل ما مامتي تعملها ميقدرش يمشي قبل ما ياكلها كلها!
ضحكت ندى ولم تسيطر على نفسها، غير ابهه بنظرات والدتها وبلال المحذرة وتبعتها غادة و سمر منفجرتان ضحكا...

ضحكت سلوى ومنال على اثر ضحكاتهم، بينما اخذ مراد يتلصص ويحاول تصوير ملامح تلك الصغيرة الرقيقه على يمين سمر والتي تضحك ويدها على فمها الصغير وعيونها بها سعادة حقيقه غير مصطنعه...
ظن مصطفى ان مراد ينظر إلى سمر واخذ يعد انفاسه حتى لا يقتله امام والده وعمه!
بينما ظن بلال ان تلك الضحكه البلهاء موجهه لندي واخذ يشد على قبضتيه ويتركها عده مرات متخيلا عنق ذلك الحقير بينهم!

شعر والد بلال باشتعال اولادهم وتشاحن الجو فقرر التدخل، فتنحنح وهو يقول...
-وانت بتشتغل ايه يا استاذ مراد؟
نظر له مراد الحائر قليلا ثم اجاب بموده...
-بشتغل مدير سلسله مطاعم بتاعت ابو سمر و بتدرب في مكتب محاماه...
-تمام تمام!
سأل دياب عن موقف والدها...
-طيب وابوها هناخد موافقته ازاي؟
تلجلجت سلوى قليلا...
-هو عارف وموافق طالما انا موافقه، هو كان نفسه يرجع بس معلش نصيب!

هز رأسه وهو يقلب الاحتمالات في عقله ويستشعر كذبها ولكنه لن يتحدث حتى يختلي بمصطفي ليفهم اكثر...
هنا تدخل مصطفى سريعا وهو يعلن انهم سيعقدون قرانهم في اخر يوم من اسبوعهم ذلك...
ضحك عبدالله على تعجله وهز دياب رأسه لتسرع ابنه الذي يشهده للمرة الاولي في حياته وتأكد ان تلك الفتاة خطفت قلبه بالفعل...

تم الاتفاق على عقد قرانهم هذا الاسبوع والزفاف يتم عند عوده ابيها من السفر! بالرغم من انزعاج مصطفى الذي يريدها ملكه في اقرب وقت ولكنه وعد نفسه بأن يجعل على عاتقه امر تبرئ والدها واعادته إلى احضان زوجته وابنته!
قطع تفكيرة صوت والده الناهي...
-انا شايف كفايه كده بقا نروح ونسيب الناس ترتاح ولا ايه يا مصطفى؟!
هز مصطفى رأسه بالموافقه واردف بصوته الاجش للفتيات...
-يلا هنروح...

وقفت منال تخبره وكأنها صاحبه الدار...
-معلش يا مصطفى انت اللي جاي تخطب واحنا اللي سرقنا العروسه، بس احنا ممكن نروح لو تحب وتفضل معاهم ربع ساعه تتكلم مع عروستك شويه...
اراد مصطفى تقبيلها وداخله يصييييح (ايييييييه عظمه على عظمه ياست )! ولكنه يعلم برفض والده مسبقا لذلك اردف بدهاء وسرعه...
-لا مفيش داعي بس انا مكن اقعد مع مراد شويه عشان نتفق على شويه حاجات قبل ما يمشي!
هز عبد الله رأسه بالموافقه...

-خليك انت معاهم يلا يا جماعه!
انتصب والده بكامل هيبته وهو يشير برأسه بالموافقه...
نزل الجميع ماعدا مصطفى، جلس بجوار سمر على الاريكه التي لا تتحمل اكثر من فرد قبل ان يجلس مراد، مما دفع سمر لضم ساقيها اكثر بتوتر وخجل فقد التهم بجسده الضخم اكثر من نصف الاريكه و كلما حرك ساقه يتلامسان...
مصطفى بحيرة وتساؤل...
- بس انا عايز افهم بردو، هو عمل كده ازاي وضحك على ابو سمر؟!

اردف مراد بحنق: الثقه الزياده للاسف ده صديق عمره...
-امممممم يعني انت شايف ايه الحل مفيش مفر او دليل...
-والله انا قاعد وسطهم بحاول اجمع اي دليل بس الحكايه كده شكلها كبيرة اووووي فوق ما نتصور!
-بتقول كده ليه؟
-اصل البت الحربايه اللي معاه دي سمعتها بتتكلم في التلفون عن حته تايهه وواضح ان الحته دي اثار، فلو فعلا في اثار في الموضوع يبقي في حاجه خطيرة انا مش عارف اوصلها!

فرك مصطفى ذقنه وهو يفكر وسأل مراد...
-واسمه ايه الراجل ده...
-سعد الراوي، بس راجل سم وحويط، سايبني بس عشان كل العماله تحت ايدي بس متأكد انه مراقبني!

-ماشي بعد كتب الكتاب هنشوف حل للموضوع ده ومش لازم نتهاون انا عندي فكره كده...
قاطعته سمر المستمعة بتأني لحديثهم...
-احنا مش بنتهاون بس الحمل كله على مراد زي ما انت شايف انا محبوسه هنا...
رد مراد بتهديد: انتي تاني يا بتاعت الحمل!
رمقه بغيظ ثم وجه عينيه نحوها وهي تبتسم لمراد بمودة، فردف بشئ من القسوة...
-المهم تسمعي الكلام وتقعدي في البيت!
عقدت ذراعيها وتناست خجلها وقالت بحده...

-انزل ولا لا انا حرة...
-لا مش حرة!
تدخلت سلوى القادمه بطبق من الفاكهه...
-ايه يا ولاد في ايه براحه شويه، وانتي اتعدلي يا سمر!
-اوووف انا بردو يا ماما مش هو اللي بيتحكم فيا...
-حقه يا ماما ده هيبقا جوزك خلاص!
ابتسم لها بانتصار ورفع حاجبه بتحدي ثم وجهه حديثه إلى مراد..
-الدنيا اتأخرت، انا شايف يلا بينا وهديك رقمي عشان نتواصل...
-ايوة فعلا، يلا بينا، عن اذنك يا حجه، باي يا سمورة...

لاحظت ملامح الضيق على وجه مصطفى، فاردفت بدفئ زائد وابتسامه مشرقه...
-بااااااي ما تتأخرش عليا اقصد علينا كتير بقا!
ابتسم لها مراد وقال بحسن نيه...
-لا متخافيش وهبقي اكلمكم كل يوم...
نظر لها مصطفى بحده وهو يري عبوسها يعود وهي تحيه قبل ذهابه، تحيه لا تليق بعريس وعروسه طبيعين ولكن لا يهم فمن اين لهم بالطبيعيه! هو سيعلمها كيف تحبه وتتعامل معه غصبا عن انفها الحاد الرسم و الرائع...

اوصلتهم إلى الخارج ولكن مصطفى باغتها عندما سحب الهاتف من يدها ورن على هاتفه منه وقال بلا مبالاه ووسط ذهولها...
-هكلمك انهارده!
ابتسم لهم مراد ونزل امام مصطفى وهو يفكر في غادة التي خطفت تفكيره اراد سؤال مصطفى عنها ولكنه قلق منه وقرر محادثه سمر اولا...
مراد لنفسه: انا هعرف بس هي مين مش هتجوزها يعني!

بعد ان انهت مهامها مع والدتها توجهت للنوم، تدثرت في فراشها تستعد لنوم هادئ يعيد لها رونقها عندما رن هاتفها بذلك الرقم الغريب، لديها فكرة عن صاحبه، اخذت نفس عميق وردت عليه ببرود مصطنع...
-الووو؟
جاءه صوته القاسي المخملي...
-الو انتي كنتي نايمه؟
-لا كنت هنام...
-امممممممم، ليه؟
-ليه؟! يعني ايه ليه كنت هنام عادي يعني!
زفر مصطفى بضيق وقال...
-بس انا قلتلك استني مكالمه مني!

ردت سمر بحده: لا والله وانا المفروض كنت استني للصبح عشان استني مكالمه الباشا!
رد بصوت قوي كالثلج: وتستني لتاني يوم كمان! انتي واضح مش عارفه نفسك بتتعملي مع مين، فوقي شويه وبلاش هبل العيال ده! انا صبري قليل!
سمر بصوت مختنق منه وهي تحارب دموعها من السقوط...
-انا غلطانه اصلا اني رديت عليك من الاول، مع السلامه!
جاءها صوته كالرعد لتتجمد يدها قبل ان تضغط الزر...

-اعمليها كده واقفلي و شوفي بعد 5 ثواني هعمل فيكي ايه!
زفرت بحنق وقالت بشئ من الخوف فلديها شعور قوي بانه لا يرمي كلماته في الهواء...
-نعم، ممكن افهم متصل بيا ليه!
-في واحده تكلم جوزها كده، احترميني شويه!
قالت بنفاذ صبر: مش لما تحترم الست اللي هتبقي مراتك!
ابتسم لنفسه فبرغم عنادها هي تعلم جيدا مكانتها كأمراته!..

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 2 من 12 < 1 2 3 4 5 6 7 8 12 > الأخيرة





الكلمات الدلالية
رواية ، رحمة ، جبابرة ، العشق ،











الساعة الآن 06:55 PM