logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 2 من 12 < 1 2 3 4 5 6 7 8 12 > الأخيرة




look/images/icons/i1.gif رواية عشق بلا رحمة جبابرة العشق
  19-12-2021 06:45 صباحاً   [4]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الخامس

في بيت العرابي...
دق باب مصطفى بشده ليستيقظ...
-ميييييين؟
رد صوت فتاة منزعجه من لا مبالاته...
-انت لسه هتسأل ما تفتح الباب...
رد بحنق وهو يرغب في العوده الي النوم...
-امشي يا غادة، انا مش فايق..
ضربت الارض بغضب واردفت بعناد...
-افتح بقااااااا يا اخي!
تنهد مصطفى وذهب لفتح الباب، نظر اليها نظرة يظهر بها انزعاجه...
-نعم!

ابتسمت له غاده وقفزت عليه لتحتضنه، وضعت رأسها على صدره، حسنا ربما لم تصل الي صدره لكنها احتضنته على اي حال، هز مصطفى رأسه على هجومها الطفولي ووضع ذراعه حولها والاخري يضربها على جبينها الظاهر بما يسمي ب الكشاف المصري...
-اااااااه يا ابن ايه يا لذينه! هتعمي يا مصطفى حرام عليك!
ضحك مصطفى على تذمرها وقال...
-ايه بحب اختي!

-بتحب اختك! ولا بتموتها! وبعدين دي ايد دي تضرب بيها واحده ست او اي انسان اصلا يا مفتري!
امسكها مصطفى من ضفيرتها وهو يضحك...
-ست مين يا اوزعه انتي وبعدين الايد اللي بالحجم دي ربنا خلقها عشان تضرب انتي هتفتي!
تأففت وهي تجذب ضفيرتها من بين اصابعه...
-سيب شعري يا رخم، ويلا عشان هتوصلني المدرسه!
-ليه بلال فين؟
لوت شفتيها وقالت بملل...

-متخاصم مع ندى و عامل نايم وهي عامله تعبانه ومش هتروح انهارده معرفش ثانوية ايه دي اللي هناخدها الله يحرقهم!
ضحك على منظر شفتيها واردف...
-يخربيت بوزك ده، ربنا يعين اللي هيدبس فيكي!
نظرت له غادة نظره حالمه وقالت بأمل..
-هييييح بس هو يجي بقا!
عقد حاجبيه وقل لها بضيق وشك...
-مين ده بقا ان شاء الله عشان اكسر رجله واقطع رقبتك!
تفاجأت غادة بانقلاب مزاجه السريع الا انها لم تستطح كبح ضحكاتها..

-انت مجنون يابني! هو طول ما انت اخويا حد هيعبرني ولا هيتف في وشي، روح ياشيخ الهي تعنس زي ما هتعنسني، ده العيال لما بعدي من جنبهم بيجروا ويخافوا يبصولي!
استمر مصطفى بنفس الحده وهو يتوعد لكل من سيتقرب منها...
-ايوة وخليكي فاكره بقي ان اي حد هيفكر يبص لاختي هجيب اجله!
-اووووووف طيب يلا يا اخوي هتأخر يا ساتر انت من كتر ما ابويا بيوقفك قصاد البلطجية قلبت زيهم ولا ايه!
-هشششش وثواني وهلبس...

سلوى بترقب: اهلا يا مراد نورتنا! عامل ايه؟
دخل مراد بالاكياس العديده التي يحملها وهو يتنفس بصعوبه قليلا...
-اهلا ياطنط ده نورك!
خرجت سمر عندما سمعت صوته بسعاده وتوجهت نحوهم...
-ازيك يا استاذ مراد؟
نظر لها مراد وكأنها من عالم اخر...
-ايه استاذ دي؟ اومال ايه اخويا ومش اخويا!
-ههههههههههه ايوة صح...
سلوى بابتسامه وقلب يتمني الخير...
-اتفضل اقعد، روحي يا سمر هاتي عصير بسرعه..
سمر بحماسه: فوريره يا مامتي...

ضحك مراد على طفولتها وجلس مع سلوى المترقبه لكل جديد في ما يخص زوجها..
مراد ليطمئنها: انا متفاءل والله يا طنط انا كل يوم بقرب من هدفي اكتر من الاول وان شاء الله الحق هيرجع لصحابه!
سلوى والدموع تحارب للتغلب عليها قالت بتعب وتمني...
-ياااارب، صعبان عليا يبقي في العمر ده ويتمرمط كده!
-عارف والله يا طنط...
خرجت سمر تقدم له العصير وهي تتساءل...
-هي ايه الكياس دي كلها يا مراد؟
تلعثم بخجل قليلا وقال بتوتر...

-دي شويه حاجات يمكن تحتاجوها...
نظرت سلوى الي سمر حتى لا تتحدث كثيرا، الا ان وجهها تلون وهي تقول..
-مكنش ليه داعي، كفايه مساعدتك طول الوقت ده كمان هتيجي بكل الحاجات دي...
مراد بعتاب ووجه احمر...
-هي في مساعده بين الاهل ولا انتو مش معتبرني منكم ولا ايه!
اسرعت سلوى بالتدخل واردفت...
-لا طبعا ربنا عالم انت زي ابني بالظبط ولو عندي ابن مكنش هيعمل كل ده...

-ربنا يخليكي والله انا بعتبركم زي اهلي بالظبط وربنا عالم معزت الوالد عندي قد ايه!

في المقهي امام بيت سمر...
وصل مصطفى بعد ان اعاد غاده من المدرسه واهتم باحدي المباني التي يشرف على بناءها...
-السلام عليكم...
رد بلال السلام وهو منزعج، تعجب منه مصطفى وقال...
-مالك يااض حاطط الوش الخشب ليه!هي حبيبه القلب منفضالك ولا ايه؟!
بلال بضيق: بس بالله عليك سيبني في اللي انا فيه، وبعدين انت من امتي بتشرف هنا كل شويه متروح مخبأك وتفكك مني!.
اردف مصطفى بكل هدوء..
-انا حر انت هتحاسبني!.

اغتاظ بلال اكثر من لامبالاته بل انه اعتدل على مقعده ليجلس بارتاحيه اكثر، فاردف بلال بحنق...
-انسان لا تطاق..
اطلق مصطفى ضحكه خفيفه وقال...
- مش انت اللي عامل فيها حوريه فرغلي على الصبح وعايش الدور ما تنطق تقول في ايه على طول!
-بنت عمتك هتجنني!منين بتحبني ومنين بتقولي استني!
-يعني اكيد واحده لسه عندها 18 سنه وعايزة تتعلم مثلا!
بلال بضيق: اه يا خفه اصل هي متفوقه وبعدين ما تتعلم بعد الجواز هو انا ماسكها!

مصطفى وهو يحاول مساعدته...
-بص ما تجرب تقولها هي الكلام ده!..
بلال بعزم: ايوة فعلا هو ده اللي هعمله، انا ماشي سلاااام...
توقف قبل ان يرد مصطفى عليه، وقال..
-اه صحيح في وش جديد جه من شويه ودخل العماره بتاعت ال...
سكت بلال وهو يغمز لمصطفي، فقال باستغراب...
-وشكلوا ايه ده بقا؟وعايز ايه يعني؟!
-شكلوا عيل ابن ناس كده وعينه ملونه! عايز ايه فمش عارف بس شكله كده يقول خطيبها...

وقف مصطفى مرة واحده ارهبت من حوله وقال بعنف...
-وانت عرفت ازاي؟
اجابه بلال وهو يصطنع الهدوء...
-يعني اصله كان زي اللي جاي بموسم او زيارة لخطيبته!
كان كلامه يزيد من انفاس مصطفى الغاضبه فبدا كالثور الهائج في هذه اللحظه، فتوجه بغضب نحو البنايه وبلال خلفه يحاول السيطره عليه، صعد على السلالم بسرعه وبلال يحاول تعقيله...
-يابني استني ماتستعبطش، هتروح للناس تقولهم ايه، انت اتهبلت؟!

دق مصطفى الباب مرتين ووقف يأخذ انفاسه وهو يتوعد فان ثبت ان لتلك الجنيه خطيب سوف يمحيه من على وجه الارض!
فتح مراد الذي كان يهم بالرحيل الباب ولكن منظر مصطفى المريب والغاضب وهيئته الضخمه اقلقه و اربكه قليلا، نظف حلقه وقال...
-نعم؟
جاءت سلوى وسمر من خلفه لرؤيه الطارق فاسرعت سلوى بتوتر للحديث معه، عندما رأت انظاره القاتله عالقه بمراد وكأنه سيفترسه اي لحظه...
-مصطفى! اتفضل واقف ليه برا...

ابتعد مراد حتى يدخل وخلفه بلال وهو ينظر الي سلوى بقلق ثم الي مصطفى بشك..
-طيب عايزة حاجه يا طنط ولا اقعد شويه؟
لم يلاحظ احد سوي بلال نظرات سمر المتوتره وقد ازدادت ضربات قلبها عندما رأته...

تسارعت انفاسها قليلا وهي تحاول تمالك نفسها، فقد اعتادت على ردت فعلها تلك كلما رأته، رد فعل نتيجه الخوف! نعم ماذا سيكون غير ذلك؟ غريب ذلك الشعور الذي يداهمها ولا تجد اسم له بجوار خوفها ورهبتها منه! حاولت التشجع والوقوف بزاويه الباب والا تظهر بالكامل امامهم!
سلوى بذوق وادب...
-عايزة سلامتك يا مراد، شكرا على زيارتك الحلوة دي..

تنحنحت قليلا وهي تقول لمصطفي المتأهب للهجوم لا تدري لماذا؟! ولكن يبدو ان هدفه هو مراد المسكين...
-تعالي اقعد يا ابني واقف ليه هناك؟
خرج مراد واغلق بلال الباب خلفه وهو يشعر بتوتر، الا انه اغمض عينيه عندما سمع صوت قريبع الغبي الغاضب!

-مين ده يا حجه؟
سلوى بقلق: ده ابن اختي مراد وجي يسأل علينا، ليه في حاجه؟
رد بلال هذه المرة...
-لا يا حجه احنا كنا بنطمن بس لما لقينا حد غريب يكون بيضايقكم ولا حاجه!
جلس مصطفى عندما اشارت لهم سلوى بالجلوس وهو يمتنع عن النظر الي سمر منتظر ان يهدأ قليلا من الحالة المريبة التي تعصف وتتمرد داخله...
مال عليه بلال قليلا وهو يبتسم لسلوي الجالسه امامه وقال بخفوت...

-هههههه اهدي هتفضحنا، البت هتموت من الخوف منك ههههه وانتي كويسه يا طنط؟
رفع عينيه اليها فوجدها تراقبه بخوف، ابعدت عينيها بسرعه وهي تلعب باصابعها و قد احمر وجهها من التوتر، زفر بضيق فهو لم يفعل شئ لترتعب بهذا الشكل، حسنا لا يهم افضل ان تخاف من ان تعود لافعالها السخيفه!
ليعترض قلبه بشده، اي افعال سخيفه فتلك الافعال حصريه لك!

كانت سلوى تنظر الي مصطفى وتنتظر اما ان يتحدث او يذهب، نكزة بلال حتى يفعل شيئا بدلا من النظر ببلاهه الي الفتاة المسكينه...
الا ان ما خرج من فمه فكاد ان يصيب بلال بسكته قلبيه!
-انا عايز اتجوز بنتك!
شهقت سمر وعندما نظر لها مصطفى وضعت يدها على فمها بعيون واسعه فهي لم تتوقع مثل هذا الطلب!
تنحنحت سلوى وهي تشعر بالصدمه الا انها تمالك نفسها وقالت...
-والله انت فاجئتني بالموضوع ده يا مصطفى!

اعاد نظره الحاد الي سلوى وكأنه يتحداها ان ترفض طلبه دون وعي منه!
لتلحق نفسها بالحديث سريعا...
-اديني فرصه افكر عشان زي ما انت شايف الظروف و كده ههههههه!
تعاطف بلال مع توترها فاردف...
-طبعا طبعا حقك انتي و العروسه تفكروا وتاخدوا وقتكم، انا عارف ان الموضوع جه بسرعه و كده بس مصطفى ابن عمي ده طيب جدا وابن حلااااال...
نظرت سلوى له وكأنها تخبره انه يكذب بعيونها فاكمل حديثه وهو يقسم...

-طيب والله العظيم ده نسمه في البيت!
اراد مصطفى ان يخرسه فقال...
- طيب يا حاجه خدي وقتك وانا هبقي اعدي عليكي اشوف ردك!
بلال بابتسامه ولهفه للخروج...
مع السلامه...
نزل مصطفى وهو غير مستوعب ما فعل للتو!
وقف على الدرج والتفت الي بلال في صدمه!
-ايه ده؟!
زم بلال شفتيه و جحظ عينيه بغيظ...
-ده تخلف اجبلك تاني ولا كفايه اللي عندك؟!
نظر له بحده وقال...
-انا مش طبيعي، انا بيحصلي حاجه غريبه؟

ضحك بلال وامسك بذراعه ليكملوا سيرهم...
-لا مش غريبه، انت وقعت يا حنين ومحدش سمي عليك!



look/images/icons/i1.gif رواية عشق بلا رحمة جبابرة العشق
  19-12-2021 06:45 صباحاً   [5]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل السادس

استيقظت سمر هذا الصباح وبداخلها شعور غريب، تقلبت في فراشها بتململ وهي تتذكر حديثها مع والدتها بعد ذهاب مصطفى بعرضه الصادم...

فلاش باك...
وقفت سمر بثغر مفتوح تماما كعيناها غير مصدقه ان هذا الكائن الذي لا يطيقها ويضايقها كلما خرجت من بيتها يريد الزواج منها! هي! هي التي لا تصل الي مستوي صدره وتبدو كالطفل الجائع بجواره! نظرت الي والدتها التي كبلت ذراعيها ونظرت لها في تساؤل، قالت سلوى وهي تشعر بالتوتر...
-سمعتي طبعا؟!
ردت سمر بذهول..
-اه سمعت، انا مش مصدقه! ده كل ما يشوف وشي يتخانق معايا!

نظرت الى والدتها وهي تستعيد اول مره رأته بها بهيئته الرجوليه البحته والتي ادخلت الرعب لقلبها وعيونه التي اخافتها وجعلتها كالطفل التائه، خفق قلبها على هذه الذكرى واحمر وجهها وهي تتذكر ملمس يده على ذراعيها الصغيرتان مقارنه بكفيه!
راقبتها والدتها بذهول واستغراب، فاردفت بخضه...
-سمر انتي مكسوفه؟! لا اوعي تكوني...!
سكتت ولم تكمل فردت سمر بعنف وتوتر...
-ايه اناااا! انااا مش مكسووفه لا طبعا وهتكسف ليه!

-امممممممم اومال وشك احمر ليه؟ احم بصي فكري بردو مصطفى مشفناش منه حاجه وحشه بالعكس ده بيحافظ علينا كأن ربنا بعته لينا نجده!
نظرت لها سمر باستغراب ومشاعر مضطربه...
-افكر؟! يعني هو ممكن بجد يتجوزني! احنا حياتنا مختلفه اوي!
-انا مش هغصبك على حاجه طبعا بس ليه لا الاول اسأل عليه واطمن من نحيته ولو في نصيب وانتي موافقه يبقي فين المشكله؟!..

سمر وهي تفكر بمستقبلها ولاول مره تنظر الي نفسها كأنثي مقبله على الزواج...
-احم هفكر يا مامتي بس زي ماانتي شايفه الوقت غلط خالص و بابا والهرب اللي احنا فيه...
ردت سلوى سريعا: والله يابنتي انا اللي مخليني متقبله الموضوع انه هيقدر يحميكي وانا كل خوفي عليكي انتي!
ردت سمر باستسلام وهي تتمني وجود والدها وتشتاق له كثيرا...
-ماشي يا ماما لو في نصيب هيكون، انا هدخل اوضتي شويه!
انتهي الفلاش باك...

وقفت من على الفراش بتأفف مر اسبوع ولم تقرر شيئا بالعكس فقد اختلطت مشاعرها وافكارها اكثر! حتى انها كلما وقفت في النافذه والتقت عيناهم تشعر بخجل شديد وتبتعد سريعا...
سمر لنفسها: يوووووووة كان مستنيني فين ده بس، انسي كل ده وقومي خلي ربنا يكرمك الساعه 9 هو اكيد مش هيجي دلوقتي الحقي انزلي دوري على شغل!

جهزت سمر وارتدت هذه القطعه الكلاسيكيه المسماه بينسل سكيرت، تلك التنورة البريئه التي تجعلها تتمرد على مظهرها البريء والطفولي لتتحول الي مظهر السكرتيرة التي تحاول اغواء مديرها!
هزت رأسها على هراء تفكيرها يبدو ان الروايات قد اتلفت عقلها تماما، فامتلاء اردافها قليلا لايعني انها مثيرة بل يعني انها كالبقرة المترهله، كم تكره تلك التنورة الغبيه!

خرجت تلقي الصباح على والدتها وتقبل رأسها وتطلب منها ان تدعي لها بالتوفيق حتى تتمكن من ايجاد عمل...
بدأت رحله بحثها عن العمل بعد ان حددت عده شركات لتتقدم بها الا انها بدأت تشعر بخيبه الامل عندما جاءها الرد من معظمهم بانها لا تملك شهاده جامعيه بعد وانه من الصعب القبول بها...

اخذت تجول بأسي وتعب عندما رأت مطعم صغير لايبعد كثيرا عن الحارة يضع لافته مطلوب عامله!حسنا لما لا هي تعلم الكثير عن المطاعم والتقديم بل كانت تساعد والدها كثيرا كنادله وهي اصغر من ذلك!
ظلت تدعو الله بأن يوفقها و يتم قبولها بالعمل، وبعد مرور ساعه خرجت سمر والابتسامه مرتسمه على وجهها فقد استطاعت الحصول على العمل وستبدأ من الغد!
شعرت سمر بانها ستطير فرحا حتى انها وصلت الي الحارة في وقت قياسي!

كان مصطفى متجه مع بلال لمقابله احد الرجال المسبب لهم مشاكل في شراءهم قطعه ارض...
-والمهندس بتاع عمارة الانفوشي لازم نتابعها عشان مش اماني اوي...
ليردف بلال: هيغش في ايه ما احنا تلبعتا الصبه وربط الخشب وكمان مش هيقدر يتعامل مع الفواعليه بتوعنا...

وقف مصطفى مرة واحده عندما راءاها في منتصف الحارة تمشي والسعاده مرسومه على وجهها، اثارت فيه الجنون من مظهرها الانثوي والممزوج مع برائتها بشكل مخيف وهي تمشي وتتبختر غير ابهه للعيون التي تتابعها وتأكلها اكلا كعيونه تماما!.
اشار لبلال بالانتظار وسار خلفها بغضب لا يدري على من! وما ان دخلت بنايتها حتى اوقفها...
-سمر!
تسمرت مكانها وهي تستمع الي الصوت الذي ارعش بدنها بذكر اسمها بتلك القسوة..

التفت اليه سمر ببطئ وهي تبلل شفتيها...
-ن نعم!
لاحظ مصطفى توترها ويدها التي تحاول اخفاء ارتعاشتها وهي تمسك بحاجز الدرج، ازعجه توترها وخوفها ورغما عنه ظهر الغضب والقسوة في عينيه التي تشبه العسل الساخن!
لن يلوم سوي نفسه على خوفها هو الغبي الذي يتعامل معها وكأنها من الشوارع، لكن ماذا يفعل هو من لم يعتد على معامله النساء خاصا امرأه يرغب بها بشده!

وجد نفسه يقترب منها ليقف عند بدايه الدرج، نظر الي عينيها المحيرة بلونيها الازرق المخلوط بالاخضر وهو يمسك بالحاجز امام يدها تماما ليظهر الفارق الكبير بينهم...
علت انفاسها بشده وشعرت بان مجموعه من الفراشات قد اطلق صراحها اسفل بطنها وهي تقف على الدرجة الثانية وهو بالاسفل ومع ذلك يصل الي مستواها بسهوله!

حاولت الحديث وتوبيخه او قول اي شئ ولكن ارتجافه شفتيها عندما نظر الي فمها الذي يوشك على الحديث قد اوقفتها تماما!
ظل يجول بعينيه على وجهها وملامحها البريئه وشفتيها اللتان تتحدياه لالتهامهما في رغبه جامحه لم يشعر بها في حياته، فقط هي من تستطيع ان تهز كيان رجولته بلا اي محاوله!
قال بصوت اجش تغلفه قسوة لهفته...
-فكرتي ولا لسه؟

احمرت وجنتيها وهي تنظر الي شفتيه التي تتحرك بطريقه اغوائية لم تعتد عليها، كيف يمكن لرجل كهذا بكل عنفوانه وهمجيته ان يكون له شفتان كتلك! ليس عدلاااا ابدا!
ردت بتوتر وصوت متقطع...
-احم امممم بفكر!
-انتي خايفه!
لم يكن سؤالا بل الامر الواقع امام عينيه، ردت هي دون كذب...
-اه خايفه شويه...
ابتسم على ردها بينما غابت هي قليلا في ابتسامته الي تراها للمرة الاولي و التي تجعل شفتيه اكثر اثارة!

سمر لنفسها: ما تتلمي بقا انا سكتالك من الصبح!مش اسلوب ده على فكرة!
قاطع افكارها صوته المبتسم...
- متخافيش...
صمت لينظر لها من اعلي الي اسفل فتذكر تنورتها السخيفه، عقد حاجبيه ونظر لها بحده رغما عنه...
-بس البتاعه دي متلبسهاش تاني...
رفعت سمر حاجبها و اطلقت شبح ضحكه غير مصدقه هذا ال مصطفى بمزاجه المتقلب، وضعت يدها على جانبها وقالت بعناد...
-ليه بقي ان شاء الله! ما هي طويله اهيه!

-انتي مش شايفه مخلياكي عامله ازاي، انا كنت هرتكب جنايا وانا شايف اللي رايح واللي جاي عينه مش بتنزل من عليكي...
احمرت حرجا وقالت بحده...
-مخلياني عامله ازاي يعني؟ جيبه زي كل جيبات الخلق!
رد مصطفى بحنق وغيظ من تمردها الذي يفاجئه طوال الوقت وهي التي تخافه من الوهله الاولي، فاين يختفي هذا الخوف كلما حاول السيطرة عليها!.
-بصي متستفزنيش، مش مراتي اللي هتمشي وسط الناس كده...

قاطعته بصوتها الغاضب الممزوج بخجل...
-اولا مش بستفزك، ثانيا انا لسه موافقتش عشان نتخطب مش مراتك مره واحده!
رد مصطفى بكل جديه و ثقه...
-خطوبه ازاي يعني! احنا بنكتب كتاب على طول!
شهقت بصدمه واردفت برعب...
-ازاي يعني نكتب كتاب على طول وفترة الخطوبه دي هتروح فين، اللي الناس بتتعرف فيها على بعض!
فرح مصطفى لانها تتكلم وكأنها ستوافق فعلا، فاعتراضها على الطريقه وليس الارتباط نفسه...

نظرت له وهو يبتسم وكأنه مجنون!
-اووووف انا طالعه عن اذنك...
اوقفها صوته الجهوري وهو يقول...
-استني هنا...
تجمدت قدماها وعاد الخوف اليها قليلا، هز رأسه على هذه الجنيه الصغيرة التي تخافه وتتمرد في نفس الوقت في خليط ينجح في نبش حيرته! تنحنح قليلا ثم قال...
-متتأخريش في الرد!.
ذهب وتركها دون ان يستمع اليها، اخذت ابتسامه صغيرة تحوم على شفتيها قبل ان توبخ نفسها وتصعد الي والدتها تبشرها بايجاد عمل...

صعد مصطفى على الدرج ليصل الي السطح حيث يقضي معظم اوقاته بل وينام هناك في الغرفه التي جهزها خصيصا ليتمتع ببعض الخصوصيه منذ وفاة والدته والذي جعله الشخص المخيف الذي هو عليه وخلفه بلال وهو يزفر بضيق...
مصطفى بحنق: ماتبطل نفخ بقا من الصبح قارفني ببوزك اللي يقطع الخميرة من البيت ده!
-هتنقط منها يا مصطفى، بنت عمك دي هتجيب اجلي...

وكأن ندى كانت تقف وراء باب شقتها في الدور السابق للسطح، في انتظار مرورهم، حسنا بدون كأن هي بالفعل كانت تنتظر مرور بلال فمنذ اسبوع وهو يرفض الحديث معها ويتجاهلها ويرفض الصعود الي السطح حيث يتقابلون بعيدا عن اعين عائلتهم!
فتحت الباب بسرعه ولهفه ووقفت تنظر الي عينيه المتسعتين من الخضة، وقالت بصوت حاد تحاول السيطرة عليه...
-ممكن اعرف بتعمل ليه كده!
نظر الي الجهه الاخري بضيق و اردف...
-بعمل ايه؟

تجمعت دموع الغضب في عينيها فاغلقت الباب بهدوء حتى لا تستيقظ والدتها وامسكت ييده، نظر بلال الي يدها بحاجب مرفوع ثم الي وجهها الا انها لم تعطه فرصه وجذبته خلفها الي السطح في وسط ذهول مصطفى الواقف يتابعهم من منتصف الدرج وهم يتخطوه ليصعدوا، ضرب مصطفى كف على كف وقال لنفسه...
-ايه البت دي! كتكوا القرف في بجاحتكم؟!

زفر وصعد خلفهم يلجأ الي قوقعته، فوجد بلال يستند على الحائط وندي تقف امامه و تؤنبه بغضب يكاد يخرج من عينيها...
ابتسم مصطفى لبلال في شماته وغمز له وهو يغلق باب حجرة السطح في وجههم...
تركها بلال تتحدث وتتحدث وتلومه وتتهم حبه لها حتى فاض به الكيل بعد مده فسألها...
-خلصتي ولا لسه في قله ادب تاني!
ندى بحنق وضيق وهي ترغب في خنقه...
-انت ايه يا اخي مش بتحس، كل اللي قلته ده مأثرش فيك، ايه غبي للدرجه دي...

لم يستطع السيطره على نفسه اكثر فامسك بذراعها وهو يقربها منه قليلا ويضغط على لحمها...
-ما تلمي لسان اهلك ده بقي انا ساكت من الصبح! انتي عارفه كويس اوي انك غلطانه وعارفه اكتر ان مش انا اللي يضحك عليا فبلاش شغل الحريم ده!
بكت ندى وهي تحاول الافلات منه، وقالت بندم وغيظ...
-انا غلطانه اني تعبت نفسي وفضلت اهري عشان واحد ميستاهلش اصلا!
ضحك بلال بغضب وقال...

-انتي صح! انا لو استاهل فعلا كنتي عملتيلي قيمه اكتر من كده!
نفضت ذراعيها من بين يده بعنف وقالت مدافعه و شفتيها ترتعش من شده انفعالها...
-انا يا بلال مش بعملك قيمه، انااااا! ايوة صح، انا بردو مش بخرج مع حد من صحابي عشان نفسي و باسورد الفيس معاك عشان خاطري اصلي مش بثق فيا وانا بردو اللي بطفش العرسان عشان مفتريه! و بعمل اي حاجه ممكن تضيقك او تجرحك!
صرخ بلال بها لتخرس...

-ايوة انتي الضحيه صح وانا ابن ستين كلب ومش موافق نتخطب زي الخلق اللي بيرتبطوا ممكن افهم انتي بتأجلي ليه لو بتحبيني اوي كده! فهميني ليه؟ ولا مستنيه فرصه احلي تجيلك يا ست هانم وحطاني على الرف!
زاد حديثه من بكاءها وارادت الهرب من امامه الا انه لحق بها وامسكها قبل ان تخرج...

-لا يا ندى مش هسيبك تهربي زي كل مره! بصي عشان نبقي واضحين انتي بتاعتي انا وملكي من وانتي في اللفه و بتنامي على دراعي، انا عارف انك ليا فأعرفب ده انتي كمان لان بالطول بالعرض هتجوزك يابت الناس، حتى لو مش عايزة انتي فاهمه ولو في اي حاجه في دماغك احسنلك تنسيها وتعيشي مع الامر الواقع!

هزها بعنف وكأنه يدخل كلماته الي عقلها ولكنها افلتت منه لتحتضنه بشده وتبكي بين ذراعيه، زفر بشده وغضب وامسك بشعرها المنسدل ليرفع رأسها ويراها وهي تبكي وعيونها حمراء ومنتفخه، زفر مره اخري ونظر الي السماء وهو يضمها الي صدره اكثر، ظل يهدئها ويربت عليها حتى هدأت شهقات بكاءها..

هنا فتح مصطفى الباب بعد ان حاول الا يتدخل ويعطيهم وقت للتفاهم وحل مشاكلهم فلولا انه يعلم ان بلال يعشقها ومتأكد ان نصيبهم لبعض لما تركهم لحظه واحده ليحولوا مكانه المقدس الي وكر لحبهم!
-ممكن نتأدب بقي شويه وتشيل ايد امك من عليها! انتي مش عارف اعمل معاكي ايه! مينفعش تعيطي من بعيد انا مش عارف امك كانت بتربي فيكي ازاي!
ضيق بلال عينيه وهو يقول له بغيظ...
-اطلع منها انت وبعدين انا اللي مربيها...

ابتسم له مصطفى و كأنه يثبت كلامه!
-اه ما انا واخد بالي...
اعاد نظره الي ندى وهز رأسه ثم استكمل حديثه...
-يابت فكك منه ده ميستاهلش حد يعيط عشانه ده هيموتني، طيب تصدقي بالله لو انتي مش زي اختي و انفعك كنت اتجوزتك ولا يطول شعره منك!
قربها بلال منه قليلا وهو يرغب في قتل مصطفى بهذه اللحظه...
-لا انت ولا عشره زيك! ندى ليا طول عمرها!

الا ان ندى لم تضحك او تلطف الجو كعادتها بل انفجرت في البكاء اكثر و هي تضع يدها على وجهها وتبكي بمراره...



look/images/icons/i1.gif رواية عشق بلا رحمة جبابرة العشق
  19-12-2021 06:46 صباحاً   [6]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل السابع

رفع مصطفى حاجبه بتعجب واقترب منهم ربت على ظهرها مره ظننا انه ازعجها بمزاحه قبل ان يدفعه بلال الذي يرفض ان يلمس احد حبيبته حتى لو كان بمثابه اخيها...
هز رأسه على غباءه وسذاجته وسأل ندى بهدوء...
-مالك يا ندى في ايه؟ انا بهزر انتي زعلتي بجد؟
لترد ندى بصوت مبحوح ومتقطع...
-اوعي تقول كده قدام ماما!
ضيق عينيه بعدم فهم وعاد ليتساءل...
-انك مش متربيه! يابنتي بهزر والله...
هزت رأسها بالنفي وقالت...

-انك ممكن تتجوزني!
نظر مصطفى إلى بلال باستغراب، الذي جحظ عينيه بدوره وهو ينظر اليها منتظر ما تخفيه عنه فاردف بغضب وتهديد...
-ندى اتكلمي مرة واحده من غير الغاز والا اقسم بالله همد ايدي عليكي!
فقالت وهي تبكي وصوتها متقطع!
-حاضر! اصل اصل ماما عايزة مصطفى يتجوزني...
ظهر الرفض والذهول على وجه مصطفى بينما قبض بلال بشده على ذراعها، وقال بغضب...
-لا والله والكلام ده من امتي ومتقالش ليه قبل كده؟!

نظرت له بخوف وقالت بتوتر...
-من كام شهر كده! والله كنت عايزة اقولك بس كنت خايفه يحصل مشاكل بينك وبين مصطفى او انقح بينك وبين امي...
-وكنتي ناويه تسكتي لامتي ان شاء الله لحد ما تتجوزا!
بكت ندى بحده وقالت وهي تقسم...
-ابدا ورحمه ابويا انا كنت خايفه والله مش اكتر، مصطفى طول عمره اخويا...
ازاح مصطفى يده من عليها وهو يحاول تهدأته الا ان لمسته تلك جنت جنون بلال فدفعه في صدره بقوة...

-قلتلك ماتمدش ايدك عليها..
بلل مصطفى شفتيه واخذ يتنفس عميقا حتى لا يقوم بشئ يندم عليه مع بلال، فنظر له بحده ثم قال لندي دون النظر اليها...
-انزلي انتي دلوقتي يا ندى...
نظرت إلى بلال في انتظار الاذن ولكنه كان منشغل بالنظر إلى مصطفى بغضب وصدره يعلو ويهبط...
صر مصطفى على اسنانه وقال بنبرة مخيفه إلى حد ما...
-انزلي!
انتفضت ثم هرولت إلى الباب لتنزل إلى شقتها...

ما ان اختفت عن عيونهم حتى اقترب من بلال بتحدي وفرق الطول والحجم واضح بينهم ومال برأسه إلى اليمين قليلا وقال بتحذير...
-انا هفوتها المره دي وخليك فاكرها يا صاحبي!وندي اختي ولو الدنيا اتشقلبت مش هقدر اعتبرها غير اختي وانت عارف اني اتقدمت لسمر وبصراحه انا مش بيهمني اي ست اساسا فمش بتاعت اخويا اللي هبصلها!

تركه مصطفى وتوجه إلى معزله ليتركه يشعر بالخزي والغضب على نفسه وتسرعه الدائم ها هو يؤذي اقرب الناس اليه اخيه و حب عمره! (احب عمري احم ايه الفصلان ده نرجع لقصتنا تاني)
اغمض عينيه وهو يفكر في حل لهذه المصيبه وعمته العقربة التي تحاول تفريقهم فهو متأكد انها الوحيده التي تلاحظ حبهم ولكنه اخذ سكوتها كعلامه للرضا وانها لن تمانع زواجهم!

دخل بلال بعد فتره على مصطفى الذي اسرع بإغلق علبته الثمينة بتوتر اخفاه بجمود ملامحه، تلك العلبة التي تحمل ارقي ذكرياته مع والدته المرحومه والتي كانت سببا في ابتعاده عن الجميع طوال ال سنوات السته الماضيه وينعزل اجتماعيا عن الناس ويظهر وقت احتياج ابيه لتنفيذ العرف وقراراته ليصبح كالجلاد...
جلس بلال بجواره وهو يشعر بخجل بسيط منه واردف...
-متزعلش مني انا مقصدش...

نظر له مصطفى بنصف عين وابتسامه مائله ولم يرد عليه، فتابع بلال بتوتر...
-يابني احنا اخوات اصلا بس عمتك دي هتخليني اخرب عليهم كلهم، انت اخويا والله وانت عارف كده...
قاطعه مصطفى بضحك...
-بس بس ايه يابني انت فاكرني ندى ولا ايه خلي الرغي ده للحته الشمال، انا مش زعلان اساسا، انت اهبل ياض...
ضحك بلال على غلاسته المعهوده وقال...
-تصدق ياض انت رخم ربنا يعين البت عليك، مش عارف هتستحملك ازاي انا...

اختفت الابتسامه من على وجهه مصطفى وقال بقلق...
-انا اللي مش عارف اعمل ايه معاها دي، انا بحس اني تايه او مجنون لما بشوفها وموضوع لبسها ده جابلي عقده وحاسس اني عايز اراقبها واحميها على طول...
ربت بلال على قدمه وكأنه يتفهمه...
-عارفه والله عشان كده مقعد واحد من الرجاله يروح ورا ندى كل حته من ساعه اخر مره عشان اعرف خط سيرها وابقي مطمن محدش يضايقها..
مصطفى بتفكير...

-انا هبعت حد يفضل وراها مش عارف ليه بس جوايا حاجه قلقاني عليها، بس مش مأمن اي حد...
ليرد بلال سريعا وحماسه...
-يلا ياعم مش خسارة فيك تعويض عن اللي حصل الوقت اللي انت مش هتبقي فاضي فيه تتابعها انا هبقي مع الرجاله وساعتها مش هتقلق عليها منهم حتى!
ابتسم مصطفى وهو يشعر بقليل من الاطمئنان وقال...
-تمام!
نظر له بلال ونصف شفته العليا ترتفع...
-تمام! مفيش شكرا؟!

ابتسم مصطفى ابتسامه صفراء لا تليق بوجهه ذو الملامح الحاده وقال...
-لا مفيش وخد الباب وراك يلا!

اخذت سمر تمارس عملها بشكل يومي من الساعه ال 9 صباحا إلى ال 5 مساءا، وهي تشعر بفخر وسعاده داخليه بانها ستتمكن من اعالة نفسها ووالدتها والا تحمل والدها فوق طاقته وكذلك مراد..
فباختفائها يبدو ان خطه سعد البائس تقترب من الفشل! فحسب اقوال مراد هو يريد ابتزازها لكي تسلم اموالها واكتشفت ان ابيها يودع 10 مليون جنيه في حسابها مقابل وصل الامانه الذي مضاه والدها ب 50 مليون ج...

كانت منشغله التفكير وهي تقوم بتقديم الطلبات، هزت رأسها حتى تستطيع التركيز كي لا تخسر عملها بعد اول اسبوع!

-يعني ايه مش فاهم بردو؟ وبتعمل ايه هناك؟!
جاء صوت مصطفى الحاد...
رد بلال بضيق: وانا هعرف منين يعني هشم على ضهر ايدي انا بقف برا بس لحد ما تطلع!
اخذ عقله يجول حول اسباب ذهابها المتواصل إلى هذا المكان يوميا!ليردف متساءلا...
-هي بتخرج مع حد ولا لوحدها؟
-لوحدها يا مصطفى لو هتقرفني كتير تعالي شوف...
زفر مصطفى بغيظ وقال بحده...
-من غير ما تقول انا سيبت الشغل وجاي في الطريق...

اغلق الهاتف في وجهه وهو يغلي من غباء ابن عمه والذي لم يخبره طوال هذا الاسبوع عن ذهابها المتواصل لذلك المطعم!

اخذت اعصابه تشيط غيرة عندما يفكر انها تقابل احدا ما! فموافقتها على الزواج منه مازالت معلقه حتى الان وكل يوم تسوء مشاعره وتضطرب اكثر من السابق حتى انه منذ يومين وجد نفسه يصعد على الدرج المؤدي إلى شقتهم حتى يطالب بردها ويوبخها على تأخرها ولكن بلال اقنعه في اخر وقت للانسحاب وعدم التهور، حتى انه فاتح والده بانه يفكر في الارتباط ووجد منه موافقه وترحاب!

بعد مده كانت كالسنين اليه وصل إلى بلال ورجاله، اشار لهم بيده بلا مبالاه واتجه إلى الداخل ليري ما يدور مع تلك الجنيه التي تنوي ازهاق انفاسه قريبا جدا!
كانت عينيه تبحثان عنها في كل ارجاء المكان فلم يجدها، جلس على طاوله فارغه غير مبال بكل الانظار المسلطه عليه بريبه وقلق...

توقف قلبه للحظه عندما وجدها تخرج من المطبخ ومعها صنيه الطلبات، ما ان التقت عيناهم بعد لحظه حتى انقطعت انفاسها وشحب وجهها وشعرت بان انفاسها تأخذ منها عنوة!
غلت الدماء في عروقه فقد نبهها اكثر من مرة الا تفعل شئ قد يغضبه ولكن هيهات!
غلب عليها الخوف والتوتر وهي تدور حول نفسها ولا تعرف كيف قدمت ما بيدها من الاساس، جاءت عند طاولته بارتباك وحاولت ان تكون مهنيه تخفي به خوفها فسألته بخفوت...

-حضرتك هتطلب ايه؟
ضيق عينيه وكأنه يهددها بأن يقتلها ان فتحت فمها بحرف اخر ولكنه سيطر على نفسه حتى لا يظهرها بمظهر سئ وسط العمال والناس، اجاب بغموض و غضب تراه جيدا...
-هطلب بس مش هنا، انهارده يا سمر!
كل حرف منه كان يتقاذف عليها كالجمر وقلبها يرتعش بخوف من رده فعله بالرغم من محاوله اقناع نفسها بانه لا يحق له سؤالها في شئ، فالعمل ليس جريمه مثلا!

وقف بكامل هيبته ورمقها بتوعد مرة اخيره قبل ان يتركها وهو يكاد يجن من افعالها ويتوجه إلى بلال بغضب فاردف...
-خليك معاها، انا همشي عشان مش ضامن نفسي، قبل ما توصل الحارة اتصل بيا!
تركهم وهو يحاول ان يقنع نفسه بان لا يعود ليصفعها ويحملها على كتفه إلى حيث تنتمي في بيته! اليوم سيتبدل كل شئ معها ولن يسمع لذلك البلال الغبي الذي يردعه دائما من التصرف كذاته المتوحشه!

مر هذا اليوم على سمر و كأنه سنين و في طريق العوده ظل عقلها وقلبها يتشاجران...
سمر لنفسها: ممكن تهدي! ده مش خطيبك حتى، يعني مالوش حق يتضايق، مالوش حق حتى يتعصب بالطريقه دي، اووووف بس عينه خوفتني اوي كأنه هيقتلني، ياربي بقا انا تعبت واعصابي باظت، وقلبي ده كمان من كتر الدق هيقف! بتدق ليه هاه قولي بس وفهمني بتدق للزفت ده بس ليه؟!ارحمني انت كمان خوف ده ولا جنان ولا ايه!

وقفت سيارة سوداء امامها فجأه بسرعه ارعبتها وشلت حركتها وسببت في حشر صوتها بداخلها لاسيما وهي تري 3 ثيران من الرجال بملامح اجراميه يتجهون نحوها في محاوله لجذبها داخل السيارة الا انه في اقل من 3 ثوان نشبت حرب بينهم وبين 3 رجال اتوا من لا مكان! ومنهم بلال الدائم الوجود مع مصطفى!
عاد صوتها في تلك اللحظه لتصرخ بشده و يبدأ الناس في التوافد لمساعده بلال و رجاله ضد هؤلاء من يريدون خطفها!..

وقف مصطفى على مدخل الحارة وهو يشعر بغليان وغضب اعمي منذ ان راءها تعمل كالفراشه وسط الرجال...
مصطفى لنفسه: اللي زي دي المفروض تتنيل تجوز وتقعد في بيتها مش تتنططلي في كل حته، مش جايباها البر بس الغلط عليا انا اني مشيت ورا كلام الاهطل ده و سبتها...
رن هاتفه ليقطع افكاره، رد بسرعه عندما وجد اسم بلال مضاء على الشاشه...
-الوو، وصلتوا؟
رد بلال بتوتر وقلق...
-الو، لا، في حاجه لازم تعرفها بس اهدى!

استطاع ان يسمع صوت بكاء خافت بجانب صوت بلال فاردف بخوف...
-في ايه يابلال؟ سمر دي؟!
-اهدي بس واسمعني في 3 رجاله اتعرضولها و كانوا عايزين يخطفوا سمر وهي معايا دلوقتي وجاي على البيت...
-لا تعالوا على المكتب! بس الاول هي كويسه حد عملها حاجه!
-لا محدش لحق يلمس شعره منها!
شعر بغصه في حلقه تمنعه من الحديث فقال بصوت خشن ومخيف...
-متتأخرش انا واقف عند المكتب...

بعد نص ساعه من الانتظار الذي يحرقه وصل بلال الذي لم يستطع تهدئة سمر او حتى ارغامها على الحديث معه سوي لاخباره بانها لا تعلم هؤلاء ولم تراهم من قبل...
سمع مصطفى صوت السيارة قبل ان يراها، كان في حالة يرثى لها وهو يشعر بالغضب يتملكه، غضب نابع من خوفه بفقدانها! هي العنيده التي تترك نفسها مطمع لذئاب بشريه!
توجه إلى السياره بسرعه وخفه بالرغم من تشنج عضلاته ليظهر كالدب الغاضب...

فتح بلال باب السياره ونزل حتى يسيطر على ابن عمه المتسرع ولكن مصطفى لم يعطه الفرصه وفتح بابها وهو يمد يده يجذبها بعنف خارج السياره...
شعرت سمر برعب وخوف حقيقي منذ ان رأته يتوجه نحوها بهذه النظرات والتي كانت سببا في ازدياد بكاءها!
التفت بلال للوصول اليه سريعا ولكن قدما مصطفى لم تتوقف وهو يأخذها داخل المكتب، ناداه بلال وهو يركض ليمسك بذراعه وينظر إلى عينيه بتحذير...
-مصطفى اهدي الاول! سيبها هي مش نقصه!

نفض ذراعه منه ولم يأبه لحديثه...
دلف بها إلى الداخل واغلق الباب بعنف جعلها ترتعش في مكانها وهي تشعر بيده تكاد تخترق ذراعها ومتأكده ان اثار تلك اليد ستظهر زرقاء غدا على ذراعها!
حاولت نزعها منه والتحلي ببعض الشجاعه فهو لايملك حق عليها بعد!
قالت بصوت متقطع من البكاء وخائف..
-ممكن ماتمسكنيش كده!
شد على قبضته عليها اكثر وهو يهزها بعنف، ويردف بصوت مرتفع خالي من المشاعر...

-هو ده اللي شاغل تفكيرك! وانك كنتي هتضيعي من شويه مش مأثر فيكي!
ظلت تقاومه بخفوت وهي تحاول فتح يده من على ذراعها الا انه امسك بيدها الاخري ليضعها خلف ظهرها، فصرخت بغضب وقله حيله..
-سيبني بقا سيبني! انت مالك و مالي؟!
لم يصدق وقاحتها وهو الذي جن جنونه منذ ان وصله الخبر!
فقال بصوت هادئ شديد وحذر كالذي يسبق العاصفه وهو ينظر إلى الجينز و التي شيرت الذي ترتديه...

-كام مرة قولت لبسك ده غلط! شفتي اخره اللي بتعمليه ايه!تعرفي لو الناس دي قدروا يخطفوكي، كان هيبقي مصيرك ايه!
كانت تعلم جيدا من هم ولماذا يسعوا وراءها ولكنها لن تفشي سرها لاحد، فنظرت إلى الارض وهي تبكي وتتمني لو يترك يداها لتخفي وجهها عنه وتتعجب من شعورها الزائد بالامان بالرغم من كونه الخطر الاشد عليها و الذي قد يدمرها باصغر اصبع لديه، فهي تبدو كالعصفور الجريح بين يديه وملامحه لا تحمل اي رحمه لها!.

رفعت نظرها عندما هزها لتخترقها نظراته كالسكين وهي تري ارتفاع حاجبه والتي تسألت في نفسها الف مرة عن سبب ذلك القطع في المنتصف والذي يضيف عليه القوة ومزيد من الرهبة! بطريقه لا تفقهها...
يبدو ان الحادث اثر على علقها لتفكر في ذلك في هذه اللحظه الحاسمه!..
قطع تفكيرها صوته الجنوني والمرعب بطريقه زعزعت داخلها وقلبها...

-كنتي هتبقي ضحيه بسبب اهمالك وغباءك، انتي غبيه؟ انتي ازاي غبيه كده؟! ولا مبسوطه من نظرات الرجاله ليكي، عايزة تظهري جمالك للي يسوي واللي ميسواش ليه؟!، شوفتي اخرت النظرات ولبسك بيعملوا ايه؟!

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 2 من 12 < 1 2 3 4 5 6 7 8 12 > الأخيرة





الكلمات الدلالية
رواية ، رحمة ، جبابرة ، العشق ،











الساعة الآن 06:48 PM