رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل التاسع والعشرون والأخير
في شقه بلال... دلف سريعا وسط ضحكات ندى ليضحك باصفرار ويردف... -اضحكي اضحكي لما اموت متزعليش بقي!.. -هههههههه بعد الشر بس انت خربت الدنيا... ضحك بلال بشماته ليردف... -تصدقي احسن ده كان غايظني طول اليوم، بس فكك انتي ايه القمر ده! ابتسم ندى وسارت امامه بعجرفه لتريه رشاقتها وجمالها... لحق بها بلال ليحتضنها من الخلف و يغرق رأسه بين خصلات شعرها المنسدل يقبل رقبتها بشغف... -بحبك بقي!
خجلت بالرغم من اعتيادها على اقواله فاستدارت لتحتضنه وتخفي وجهها في صدره... ضحك بلال وهو يضمها اليه اكثر... -يالهوي على اللي بيتكسفوا، اكلك يعني دلوقتي بوشك الاحمر اللي زي الجيلي ده؟! ضحكت بدلع وهي تلاعب خصلات اسفل رأسه لتقول... -بحبك يا سيد الناس كلها واغلي ما عندي... امسك بوجهها ليقبلها بشغف وسرعه تخالف هدوءه ومرحه الدائم بينما احاطت هي ذراعيها حول خصره بقوه...
وهو يهمس بكلمات الحب والهيام بين كل قبله والاخري، ليعزف على اوتار قلبها وانغامه...
دفعت بخفه في صدره بابتسامتها المشرقه لتنظر له نظره ذات معني وتتجه إلى غرفه النوم، لم يستطع اعاده ابتسامتها من شده انفعاله فاخيرا حب حياته صارت ملكا له وبين يديه! لقد وعد نفسه بان يسعدها والا يحزنها وينسيها اي معامله سيئه صدرت عن والدتها سامحها الله على تجاهلها لهم في اهم ايام ابنتها...
دلف خلفها فوجدها تهم بخلع فستانها وتخرج ملابسها من الخزانه، منعها بلال واكمل خلع فستانها وتركه يسقط تحت اقدامها ليقترب منها هذه المره ويقبلها بنهم... ضمها بشده ساحبا اياها في دوامه من المشاعر وبحور عاتيه وشواطئها خاصة بهم هما فقط!
في الاسفل... ابتسم مراد ليردف بحب... -على فكرة انتي زي القمر انهاردة! نظرت إلى الجهه الاخري بخجل ليميل برأسه حتى ينظر إلى وجهه بضحك ويقول... -اه شكلك هتتعبيني معاكي، بس ماشي حقك بردوا!.. ضحكت ونظرت له لتردف بهدوء ممزوج بخجل.. -انت كمان! اتسعت ابتسامته وهو يعدل من بذلته ليردف بمرح... -عجبتك البدله؟
هزت رأسها بابتسامتها الصغيرة، ظل يتسامر معها على الدرج، حتى انفض المولد وبدأ الجميع يصافحون بعضهم ويباركون لانفسهم على زفاف اولادهم، فنكز مراد غاده سريعا... -هاتي رقمك بسرعه... عضت على شفتيها بخحل... -مينفعش... -نعم يا ختي! علا صوته قليلا بغيظ فنظر حوله ليتأكد ان احد لم يستمع له ليردف باصرار.. -مينفعش ليه يا غاده هانم؟ مش انتي خطيبتي وكلها ايام وهنكتب الكتاب؟! عقدت ذراعيها بعناد لتردف...
-وانت جاي تفتكر دلوقتي انك عايز رقمي! نظر لها ليحلل موقفها بحيرة ليردف... -ما انا كنت بكلمك على تلفون سمر طول الوقت ده الفون كان بيبقي معاكي اكتر منها، وبعدين انا كنت سايبك بمزاجك واقو ل دلوقتي يبقي عندها دم وتدهولي لكن لا حياة لمن تنادي! شهقت بخفوت لتردف وهي تزم شفتيها... -انا معنديش دم، طب انا زعلانه منك بقي هاه...
ابتسم رغما عنه، كم هي طفوليه، لا يصدق حتى الان ان اهلها وافقوا عليه بالرغم من فارق السن ولكنه لن يعترض!، فمن هو ليقف امام قلب اتخذ القرار بان يظل حبيسا في قبضتها الصغيره طول العمر... -لا مقدرش على زعلك، هاتي راسك ابوسها!.. -يالهووووي لا خلاص مش زعلانه.. ضحك مراد ليردف بخفوت... -فكري يا بنت الناس لو زعلانه قولي... لترد غادة بذعر... -لا وغلاوتك مش زعلانه ابدا... ابتسم بشده ليردف بمرح..
-طيب وريني ضحكتك كده عشان ابويك هيرميني برا خلاص... ابتسمت ابتسامتها الهادئه المريحه لقلبه، ليغمزها ويعطيها هاتفه فتكتب رقمها... لتتوقف عند اخر رقم وتقول... -طيب مس هتقول ل مصطفى الاول؟! نظر لها وكأنها مجنونه ليردف بسخريه... -اه هطلع دلوقتي اقوله عشان يرميني من فوق! اكتبي يا غاده اكتبي قبل الجوازه ما تبوظ...
ابتسمت وهي لا تصدق جنانه ومرحه، بكل تأكيد ستحبه مدي العمر فمنذ اللحظه الاولي وهي متأكده ان الله سيجعله من نصيبها...
في طريق العودة ظلت سلوى تضحك على زوجها العابس كالاطفال لتردف بضحك... -يعني عايز تقوله ايه، معلش سيب مراتك عشان انا ابوها مش هقدر اسيبها! نظر لها بحنق ليردف بحده... -انتي عارفه انه مش كده، انتي شفتيها كانت بتصوت ازاي ومش طيقاه... وضعت يدها على فمها لكبت ضحكاتها...
-ياراجل على كده انا كل ما اتعارك و اصوت منك يبقي هتموتني؟!، اطلع من دول يا عصام انت عارف مصطفى ومتأكد انه مش هيأذيها وعارف ان بنتك عنيده ومكنش ينفع معاها غير التصرف ده، انت اللي مش عايزها تتجوز وهاين عليك ترجعها الفيلا معانا! لم يجيبها وظل يقود بوجه حزين على بعد ابنته عنه، ساد الصمت مده قبل ان يردف بتعحب... -احنا رايحين الفيلا ليه اساسا؟! نظرت له باستغراب لتردف...
-سلامتك يا حبيبي عشان نروح بيتنا بقي... نظر لها بغيظ ليقول... -ما انا فاهم، اقصد طالما سمر هناك ليه منجبش شقه قريبه هناك بدل الفيلا البعيده دي! لمعت عين سلوى لتردف بسرعه... -فكرة هايله طبعا انا موافقه +!، ام عزت كانت مدياني شقه فاضيه نقعد فيها احنا ممكن نقنعها نشتريها منها ودي قريبه من بيت مصطفى اوي! ابتسم لاول مره وهو يخطط ويمهد ما سيفعله في الصباح الباكر لاقناع ام عزت ببيع الشقه!
في شقه مصطفى و سمر... القاها مصطفى بلامبالاه على الفراش لترتد مره اخريفي الهواء قبل ان تعود إلى الفراش... حاولت خلع حجابها والذي يخنقها في تلك اللحظه ويقيدها هو وذلك الفستان اللعين والغضب والغيرة تنهش داخلها... -يا متوحش بكرهك بكرهك يا كداب! خلع سترته وبدأ يفك ازرا قميصه لتتسع عينيها وتردف بتحذير... -لو قربت مني هموتك انت فاهم... كانت هذه الجمله كفيله لاضحاكه اكثر منها لاخافته، لكنه اردف بتحذير...
-كلمه تاني منك ومش هعديهالك، انا جوزك اتلمي يا اما هقطع لسانك ده... -ااااااه و كمان بجح طيب! رفعت فستانها وهي تقف على الفراش لتصل إلى طوله و تقفز بكل ثقلها عليه بهجوم كاسح غاضب، لم يتوقع مصطفى ما فعلته تلك المجنونه والتي تحاول التهام كتفه ورقبته باسنانها!
ضحك اكثر غير واعي لاي رد فعل اخر، وهو يعود إلى الوراء و يحملها يحاول الاحتماء من هجومها الشرس، سند بظهره على الباب وهو يحيطها بذراع حتى لا تسقط واليد الاخري تحاول تثبيت رأسها بعيد عن لحم اكتافه المستهدفه من اسنانها المؤلمه بشكل غير متوقع! امسك شعرها بعد ان انفلت حجابها من شراسه هجومها ليعيد رأسها إلى الوراء ويجبرها على النظر له...
التقي بعيونها الغاضبه والغيرة تشع منها وتهئ لها اشياء لم تحدث، ليردف بحده... -ممكن تهدي الاول... -لااااا -لا هتهدي وهتسمعيني، محصلش بيني وبينها حاجه!.. ضحكت بسخريه لتقاطعه... -طبعا طبعا مصدقاك ياخاين يا جبان!.. شد على شعرها اكثر حتى اغلقت فمها من الالم ليردف بغضب...
-غصب عنك هتصدقيني، انا مش هخاف منك او اي حد، مش بخاف غير من اللي خلقني، انا عمري ما هغضب ربنا، انا فعلا روحتلها بس كان لهدف معين اني اوقعها في الكلام!.. حاولت النظر بعيدا لكنه ثبت عينيها بعينيه ليردف بصدق.. -والله العظيم مغلط معاها في حاجه!، وكنت عارف انك هتزعلي عشان كده مكنتش عايز اقولك! بكت فخفف من قبضته وتنهد بأسي، ها هو يبكيها في ما يفترض ان يكون اسعد يوم يحياتهم!
قبل دموعها برغم من رفضها ليردف بخفوت... -والله العظيم لا هي ولا غيرها قلبي وكل حته فيا بتنادي باسمك انتي وبس!، انا مستعد اعمل اي حاجه ومتعيطيش! قالت ببكاء: انت مش عايز تطلقني اهوه وترحمني... ابتسم قليلا ليردف بحب و اصرار...
-ومين قالك ان عشقي يعرف الرحمه؟!انتي ملكي وقلتلك كتير قبل كده اطلبي حته من السما لكن تبعدي عني ده المستحيل، حتى لو وصلت انك تكرهيني مش هسيبك انا ممكن اموتك واموت نفسي وبردو مش هسيبك!، لا يمكن قلبك ده يدق لحد غيري زي ما حكم على قلبي انه ميدقش غير ليكي!
رقت لكلماته قليلا وبردت نار قلبها كثيرا فهي تصدقه ولكن غيرهتها لاتزال متمكنه منها حاولت النزول ولكنه رفعها اكثر اليه يخطف منها اول قبله في عش الزوجيه، حاولت التملص منه قليلا وهي تدفع اكتافه ولكنه اصر على التهام شفتيها المكتنزة ليمتص مقاومتها الواهنه، تركها بعد فتره يتنفس بصعوبه ليبتسم وهو يتابع جفونها المغلقه والمستسلمه له فحتي في غضبها وعنادها جسدها وقلبها يعرفان صاحبهم ومالكم...
فتحت عينيها لتلتقي عيونه الشغوفه ليقول بابتسامه ماكره، وهو يشير إلى الباب خلفه... -كيميا الباب، سوءنا سمعة كل ببان المنطقه!.. حاولت كبت ضحكاتها لكنها فشلت، انزلها مصطفى حتى لمست الارض لينحني ويحملها هذه المره جيدا وهي تمسك برقبته بخوف... -ايه ده انت هتعمل ايه؟ رفع حاجبه وهو يضعها على الفراش و تجاهلها بدأ يبحث عن طريقه لخلع فستانها فتوترت هي بشده ورفضت الخضوع لما يجول في رأسه لتردف بغضب...
-بلاش قله ادب لو سمحت! سيب الفستان!.. ليردف مصطفى بضيق وغيظ... -ماشي انتي تكسبي مش عارف افك الفستان!.. قبل ان ترد بانتصار سمعت صوت تمزيق فستانها من الخلف، شهقت بخضه وأسي على الفستان لتصيح به... -فستااااااااني! ظل يجذب الفستان من عليها حتى خلعه تماما وجلست امامه غاضبه تختبأ في غطاء الفراش الرقيق... ابتسم بمكر على توترها ليردف بمشاكسه... -الله انتي خايفه ولا ايه؟!..
كادت ان تبكي خوفا ولكنها اصطنعت الشجاعه لتردف... -مش خايفه عشان متأكده اني هقدر ادافع عن نفسي!.. انفجر ضاحكا بعيون شقية، ومال بجوارها يحتضنها رغما عنها ويكبلها بجسده الضخم... اصدرت صوت زقزقه كالفأر في المصيده لتردف بتوتر... -انت هتعمل ايه يا متوحش؟! ابتسم بمكر ليقول... -هساعدك يعني معقول اسيب مراتي تدافع عن نفسها لوحدها في يوم زي ده!.
مال عليها يختطف انفاسها وروحها ويقلب كيانها ليغوص بها في متاهه لا بدايه و نهايه لها سوي بين ذراعيه، ليصك ملكيته وحلاله ويروي شوق حبه وعشقه... و اسمها على لسانه لا يتوقف بين قبلاته ولمساته الخفيفه كالفراشه بصورة اذهلتها وغيبتها عن الحياة وعقلها بافكارة الغاضبه وما حولها لتنتبه اليه هو فقط... وقلبها يغرد باسمه عشقا يناجي قلبا يعشقه عشقا بلا هواده و عشقا بلا رحمه!
رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الختامي
جلس الجميع على السطح مقر تجميع عائلاتهم الكبيرة، و مقر حب ابناء العائله بلا استثناء، ليصبح كبازار اثري يشهد على ارتباط مشاعرهم وثمرات زواجهم... -اااااااه يا حبيبتي عيني دي!، انتي مش طالعة لاختك ليه هاه واخده غتاتت ابوكي وخلاص!..
اردف مراد بتأوة وهو يمسك باصبع ليالي الصغيرة والتي تهيم بعينيه عشقا واعجابا بهذا اللون المختلف عن جميع عائلتها حتى كادت تصفيها له باصابعها الصغيرة لينزلها من على قدمه وتبدأ في الركض إلى والدتها تشكو وعلي لسانها جمله واحده... -مامتي مامتي، عمو ملاد مش بيحبني، ليلو غتته زي بابتها... لكزته غادة وهي تعض على شفتيها بتحذير لتردف... -مراد الله ينفع كده اهيه قالت لابوها وامها... ليردف بعناد طفولي...
-احسن يارب تقول لابوها الغتت... لكزته مره اخري لتقول بحده... -اخويا مش غتت واتلم... نظر لها بنصف عين وهو يمسك لسانه خوفا من نوبات الحمل وبكاءها، فقد لدغ كثيرا طوال الشهور السته الماضيه من هذه التقلبات، ليكتفي بلف ذراعه حولها بغيظ يقربها منه ويقبل رأسها، ليردف... -بس بردو مش هسامحه فكره عمل فيا ايه يوم الفرح مش هنسهاله ابدا... ضحكت غاده بشده لتردف...
-ايوووة ده انت قلبك اسود اوي، انت لسه فاكر ده من سنتين! ضيق عينيه وهو يتذكر ليله زفافهم تلك...
فلاش بااااااك... امسك يدها داخل السياره بحب ليرا خجل من تضئ حياته بابتسامتها البريئه وسعادتها المشعه بفستانها الابيض البراق ك أميرات ديزني... ضحكت بطفوليه لتردف... -احنا تحت البيت عيب بقي... قبل كفها ببطئ ليردف بسعاده وحب... -عيب ايه انتي مراتي، محدش ليه حاجه عندنا!. انتفض بشبه خضه عندما اتته دقات على زجاح النافذه بجانبه ومصطفي يحاول رسم ابتسامه لكنها خرجت صفراء كالكناري ويشير له بالنزول...
ضيق مراد عينيه وزفر وهو ينظر إلى غاده الكابته لضحكاتها ويردف... -اقنعتيني ازاي اشتري الشقه اللي في وش عمتك! ابتسمت وهي تقول مدافعه... -لا انا مكنتش عايزاك تشتريها انت اللي اصريت انا قلت نسكن فيها عشان ابقي وسط عيلتي وسمر ومش ابقي لوحدي! -يا سلام يا اختي عايزة الناس تشمت فيا وتقول معرفش يجيب لها شقه ابدااا لن اسمح بذلك! ضحكت غادة على عرضه الدرامي لتردف... -ناس مين دول وهيعرفونا ازاي!
-طيب يلا ياختي قبل اخوكي ما يكولنا انا، شايف سمر متشعلقه فيه مثبتاه على الباب اهيه!.. نزلا وتوجها بابتسامه إلى عائلتهم المنتظره في المدخل... خجلت غاده وسيطر القلق على مراد من هذا التجمع فهو لايرغب سوي في الاختلاء بزوجته وحبيبته دون ان يعكر صفوهم شئ... القوا التحيه على الجميع وتلقوا التهاني وبدأوا الدخول إلى شققهم، مروا على اول دور ليردف مصطفى بجمود يخفي تشفيه في مراد...
-انا شايف تدخلوا تتعشوا معانا شقتنا اقرب!. اختفت ابتسامه غاده قليلا ولكنها استمرت في رسمها بينما شحب وجه مراد وهو ينظر إلى مصطفى بغيظ ليردف بابتسامه صفراء... -لا شكرا انا مش جعان صح يا غاده! هزت رأسها توافقه ليزداد اصرار مصطفى... -ياراجل عيب انت في بيتي، لازم تدخلوا تقعدوا شويه! شدت سمر على ذراعه وهي ترسم ابتسامتها وتردف له بخفوت يصل اليه فقط... -مصطفى بتعمل ايه؟ انت اتجنيييت!
لم يجيب وحاول تعطيلهم اكثر رغبا في اشعال مراد الذي لعب على اعصابه طوال السنه الماضيه ليوافق على زواجه من غاده وشعوره بالغضب منه لرغبه مصطفى في الحفاظ عليها حتى ايصالها إلى مرحلة الجامعه اولا... ضحك بلال بخفه ليردف مساعدا لمصطفي.. -لا والله العظيم لازم يتعشوا عندي انا... كاد ان يغشي على مراد مما يحدث من هاذين المعتوهين! ليجاريه مصطفى... -فعلا احنا ناكل عن ندى احسن، عشان ناخد البنات من عند امك...
ليرد مراد سريعا... -ياجدعان والمصحف شكرا، اطلع خد بناتك النايمين دول، في حد يسيب عياله وهما عندهم شهور وينزل، ربوا عيالم بقي واتلموا! ضحك بلال و ندى ولم يهتز مصطفى او يتحرك شعره بملامحه الجامده لتجذبه سمر من ذراعه ليميل اليها وتهمس في اذنه... -عيب عليك مش كده والله يا مصطفى لو مسبتهمش في حالك هنيمك على الكنبه واخد بناتي في حضني واتمتع طول الليل!
رفع حاجبه وهو ينظر لها شزرا ليستسلم إلى تلك الصغيره التي يتركها تتحكم به دون مقاومه خاصا بعد ان اهدته جوهرتين هما ابنتيه التوأم ليليان وليالي! تنحنح ليردف... -طيب هطلع اجيب ليالي وليليان، شوفوا لو عايزين تطلعوا انتو حرين... تنفس الصعداء لاجتيازة العقبه الاولي ونظر إلى بلال بتوعد وتحذير كي لا ينطق، امسك بيد غاده ليصعد بسرعه إلى شقتهم ليدلفا ويغلق الباب سريعا خوفا من تدخل احد مره اخري!
سند على الباب يتنفس براحه لتأتيه ضحكات غاده على افعاله لتردف... -انت مجنون والله! ليردف بحنق... -انا ولا اخوكي... -الله وهو عمل ايه دلوقتي... -لا ابدا هو ده بيعمل حاجه! عقدت ذراعيها لتردف بشئ من الضيق... -لو سمحت مش بحب حد يتكلم على اخويا كده! عقد ذراعيه هو الاخر ليردف بحنق... -فعلا والله، لو زعلانه اجبهولك ياختي، انا عارف اساسا ان اخوكي باصصلي في الجوازة دي!
التف ليفتح الباب لتركض نحوه مسرعه تمسك بذراعه وهي تضحك... -بحبك يا مجنون!.. نسي كل ما حدث و قيل في ثانية لتتسع ابتسامته وهو يقربها منه ويردف بحب... -انا بموت فيكي وبعشقك و كل الحب اللي في الدنيا تحت رجليكي انتي! ابتسمت بسعاده وخجل قبل ان تحتضنه بحب جارف يبادلها هو إياه ليتنحنح قليلا ويميل ليحملها بين ذراعيه وسط ضحكاتها الخجوله ويردف... -يا بركه دعاكي يا امي!
زادت جملته من ضحكاتها قبل ان تنسي الحياة ومن فيها و تتذكر عشقه ووسوم حبه المحفورة في قلبها وتغيب في حنانه وشغفه بها... انتهي الفلاش باك...
-هييييييييييح ما تيجي ننزل! اردف مراد بغمزة وهو يتذكر يوم زفافهم لتخجل غاده وتلكزة مره اخري... -يابنتي ابوس ايدك كتف انسان ده و... قطع حديثه صوت مصطفى الغاضب على ابن بلال فهد الصغير، مال مصطفى يحمل ليليان من بين احضان فهد ويحمله من ملابسه كالأرنب، ويردف... -انت ياااض مالكش دعوة ببنتي كتك القرف و انت زي ابوك!..
كاد يموت بلال ضحكا على ردت فعل مصطفى الخائف على فتاته الصغيرة التي على يقين انها ستصبح لابنه لا محال فهو يذكره بنفسه هو و ندى كثيرا، بينما شهقت ندى و سمر في محاوله لافلات الطفل من مخالب مصطفى، لتوبخه سمر الحامل في الشهر الخامس... -مصطفى الواد يموت منك، اوعي تعمل كده تاني!.. رمقته ندى بغيظ وهي تربت على ابنها وتتجه إلى بلال الضاحك لتنكزة بشده المته على ضحكاته وعدم الالتفات لابنه...
نظر مصطفى بغيظ إلى سمر ليردف... -بقولك ايه!، اعملي حسابك اللي في بطنك ده يبقي ولد يساعدني في الهم اللي انا فيه، انا مش قادر عليكم انتو التلاته وانتي السبب!.. اتسعت عيناها لتردف بغيظ... -انا السبب ازاي بقي يا استاذ مصطفى؟!. -عشان البنات طلعوا زي القمر وشبهك بالظبط وخليتي العيل الملزق ده مش سايب بنتي في حالها!.. ضحكت سمر بشده لتردف بمرح... -الله وانا مالي يا لمبي...
ضيق عينيه بغيظ وهو يرمقها من اسفل إلى أعلى ليردف بابتسامه مكتومه... -بيئه اوي، vulgar بقيتي جدا يا سمر... زادت ضحكاتها بينما تقدمت ليالي من والدتها تخبرها... -ليه بابتي عنيه مش زي عمو ملاد، عمو ملاد حلو اوي زي الكلتون بتاعي... ضيق مصطفى عينيه بغيظ وسمر تكاد تموت من كبت ضحكاتها حتى لا يغضب اكثر... فانقذها صوت غاده الضاحكه...
-معلش يا ليلو يا قمر اصبري كام شهر وهبقي عندي ابن زي القمر وانا متأكده هياخد عين ابوه، ميغلاش عليكي يا حبيبتي، هجوزهولك بس سيبيلي باباه!.. ضحكت سمر خاصا عندما ترك ليلان ليمسك باخته من ياقتها الخلفيه ويردف بحنق.. -نعم! هو انا ناقص، محدش ليه دعوة ببناتي انا بقولكم اهوه! ضحك الجميع حتى ان مراد ضحك و اشفق على ما يمر به وهو يحاول السيطره على كل تلك النساء من حوله!
عاد فهد الصغير يمسك بشعر ليليان بابتسامته البريئه التي توازي برائه ابتسامتها، لتعطيه قطعه من الشكولا وتقبله على وجنته... كاد مصطفى ان يصاب بأزمه قلبيه وهو يتجه سريعا يحمل ابنته بعيدا عن ابن قريبه الوغد! بكي فهد هذه المره مدافعا عن حقه في ملاعبه ليليان التي يقتل والدها كل اوقاتهم معا... ضحك بلال ليردف.. -الله ما تسيب العيال تلعب يابارد... نظر له مصطفى شزرا وهو يزم شفتيه... -بعينك ولم ابنك احسنلك!
-ههههههههه يابني ده طفل... -لا ده اكبر منها بشهر... ضحك الجميع لتردف سمر... -ايوة فرقت... نظر لها بحده اخرستها والجمت لسانها ولكن نظراته الواعده اخبرتها بان عقابها سيكون قريب، ابتسمت داخلها وتراقصت وهي تنتظر هذا العقاب المحبب لقلبها دائما! تمت الجزء التالي نوفيلا جبابرة العشق للكاتبة دينا ابراهيم كاملة
نوفيلا جبابرة العشق للكاتبة دينا ابراهيم كاملة اقتباس من النوفيلا
-يا مصطفى الحق! شهقت سمر برعب وهي تفتح الباب قائله بلهفه...! -في ايه يا غاده هو مراد تحت؟! ضيق عينيه بغضب وغيرة من تلك اللهفة و الخوف؛ الان تناست مخاوفها بشأنه لأجل ذلك الابله ذو العيون الرماديه! استغل مقاطعه غاده ليمر بلمح البصر من بينهم وسط ذهول سمر، كيف يمكن لعملاق مثله ان يتحرك بتلك الخفة والانسيابية!
-لا بس الدنيا مولعه تحت شويه بلطجية ماسكين في خناق الناس تحت! قالت غاده بخوف؛ لتزفر سمر بحنق قائله... -ومفيش غير جوزي هو اللي يتدبس فيها! ارتفع حاجبي غاده بتوتر و ذهول قائله... -مش كبير المنطقه! -كبير زفت على دماغك؛ اومال لو مش اخوكي! -يوووه أسطوانة كل مره؛ بقولك ايه محدش ضربك على ايدك وقالك اتجوزي انتي عارفه انه هيكون الكبير من الاول! -الهي تنشكي يا غاده الكلب؛ امشي انجري قدامي ع السطح اما نشوف الراجل هيضيع مني!
تمتمت غاده بملل وهي تشير إلى حجم اخيها الشبه عملاق وان لا احد قادر على مواجهه غضبه وانها تقلق اكثر من اللازم و بالطبع زمت سمر شفتيها متجاهله اياها حتى وصلت إلى السطح... دق قلبها بسرعه و خوفها يسيطر على اوصالها وهي تدعوا الله ان يخرج سالما فالمشهد امامها لا يبشر بالخير! فصول نوفيلا جبابرة العشق نوفيلا جبابرة العشق للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الأول
خرج مصطفى من غرفة النوم ليجد صغاره الثلاثة ليالي و ليليان و دياب اصغرهم بنتين ينتظروه على مائده الطعام و جنيته الصغيرة برقتها الخلابة سارقه عشقه تحوم حولهم بنشاط ام برعت في تأدية دورها وهي تضع الطعام بعنايه ووفره امامهم... ارتفع جانب وجهه بسعادة، ماذا سيطلب اكثر وهو يستيقظ يوميا على هذا المشهد الجذاب... -صباح الخير! اتسعت ابتسامه ليالي وليليان ليردفا معا كأنهم في منافسه! -صباح الخير يا بااااباا!
-صباح الخير! اردف دياب وهو يركض نحو والده بسعادة ليحمله مصطفى بسهوله بالغه ويتجه إلى زوجته مقبلا رأسها بحنان قبل ان تستوقفه نظرة يحفظها جيدا تنذره باقتراب عاصفه! ضيق عينيه اليمني رافعا حاجبه الايسر بترقب ولكنها ابتسمت مظهره غمازاتها الرائعة التي تجعله يرغب في حجزها داخل جدران قلبه... -صباح الخير يا حبيبي! ارتفع كلا حاجبيه على نبرتها الرفيعة المنمقة ليردف بتساؤل... -هو في ايه بالظبط!
-ايه يا مصطفى اقعد افطر هو مينفعش ادلع جوزي و ابو عيالي القطاقيط دول! جلس بعد ان وضع دياب بجواره قائلا.. -وماله دلعيه، دلوقتي هنشوف! زمت شفتيها تخفي ابتسامه ترغب في الهروب منها؛ تبا لتلك السهولة التي يقرأ اقل افعالها و ما بين اقوالها قبل ان تتفوه به و كأنها مؤدية وهو المخرج يعلم ما ستتلوه ولكنه ينتظر لالتقاطه برؤيته المناسبة! ما لبث ان قدمت له الطعام و تناول منه القليل حتى قالت بخفوت... -دبدوبي!
نظر لها بطرف عينه وهو يمضغ كارها لقبها له ليقول... -قولي يا سمر ماتلفيش و تدوري اللي ربى خير من اللي اشترى! -انت رخم على فكره؛خلاص مش عايزة اقول حاجه! ضحك ليردف بذهول... -هو انا اتكلمت يا بنتي! -ايوة اهوه بقولك دبدوبي تقولي لف و زفت؛ انت مابقتش تحبني زي الاول و مش طايقلي كلمه! قاطعتهم ضحكه سخيفة من ليالي وهي تغمز لشقيقتها قائله... -أسطوانة كل يوم! ضيقت سمر عينيها بتوعد قائله...
-انتي يا بنت مش خلصتي اكل اتفضلي قومي من هنا! وقفت ليالي و هاله التمرد الموروثة من والدها تحيط بهيئتها التي لم تتعد السبعة سنوات لتتجه بكل غرور إلى الأريكة بالخلف وتتبعتها ليليان بكل ادب و سكون مخالفا تمام لطباع شقيقتها! اعادت سمر نظرها إلى مصطفى الضاحك لتردف... -شفت عمايلك! -انا! -ايوة انت! وضعت يدها على وجنتها لتردف بضيق... -انا مكنش ليا في جواز انا؛ ولا عيال كمان هاه ومش هقولك حاجه تاني!
ابتسم على طفولتها اللامتناهية والتي تتفوق بها على اطفالهم احيانا ليمد ساقيه اسفل مقعدها و يجرها نحوه... لم تهتز شعره منها او تتحرك انشا فقد اعتادت على ان يرفعها ويضعها بسهوله في اي مكان وبكل شكل تصورته او لم تتصوره! وضع ذراعه السميك على رقبتها وقربها نحو فمه يقبل وجنته قائلا... -خلاص متزعليش قولي، عايزة ايه يا روح دبدوبي؟! نظرت إلى الجهة الأخرى متمنية تذوق الانتصار لتردف... -ليالي و ليليان زعلانين!
-ليه؟ مش فاهم؟ امسكت ذراعه الملتفه حول رقبتها بتوتر لتردف... -عايزين يروحوا مدرسه تانيه... -و مالها المدرسة اللي هما فيها، حد ضايقهم؟! كاد يقف و يتجه إلى الفتاتان لتردف سمر مستوقفه اياه... -لا لا اصل هما عايزين يبقوا مع دياب و فهد و مازن! نظرت له بطرف عينيها بقلق لتري ملامحه تتغير للجمود ليردف بحده... -هنرجع للموال ده تاني يا سمر، انتي مش بتتعبي! زفر وهو يبتعد لتعتدل وهي تمسك ذراعه بقوه...
-يا حبيبي افهمني انت كده بتعقد البنات! -لا معلش انا حر في تربيه بناتي! -طيب ربيهم وايه علاقه المدرسة بده! -انتي غريبه جدا؛ اول مره اشوف ام عايزة بناتها تختلط بالأولاد مش تحافظ عليهم عشان يبقوا متربين! -نعم! قصدك ايه بالظبط؟ انا طول عمري في مدارس مختلطه و متربيه احسن تربيه! وضع يده على رأسه بتعب قائلا... -انتي حاله خاصه! ابتسمت بتهكم قائله... -و خاصه ليه انا مش متربيه يا سيدي!
-خلاص يا سمر اقفلي على الموضوع ده! لتردف بإصرار و قد طفح الكيل... -لا يا مصطفى و اعمل حسابك بكره هروح انقلهم البنات عايزين يبقوا وسط بقيت العيال انت ليه عنصري كده! وقف مصطفى مذهولا ليردف بغضب... -انا عنصري انا! رفعت اصبعها بغضب قائله... -و ديكتاتوري سلطوي! كان يتنفس بغضب من انفه ليردف من بين اسنانه وهو يغيم عليها بجسده الضحم قائلا... -طيب يا سمر، مفيش بنات هتتنقل ايه رأيك بقي! -ليالي، ليليان!
اسرعت الفتاتان لتلبيه نداء والدتهم الغاضبة لتنظر لهم سمر قائله بأصبع اتهام موجهه لوالدهم... -معلش يا حبايبي بابا مش عايزكم تروحوا مع مازن و دياب و فهد مدرستهم! انكمشت ملامح ليالي بغضب بينما ظهر الحزن جليا على وجه ليليان التي مطت شفتيها لأسفل وقالت بصوت شبه باكي... -ليه انا عايزة العب معاهم في البريك؛ البنات في المدرسه مش بيحبوني! -وانا لازم اروح معاهم؛ العيال بتضايق مازن وانا مش بعرف ابقي معاه!
قالت ليالي وهي تعقد ذراعيها بعند لتردف الفتاتان بغضب باكي... -ماليش دعوه انا عايزة اروح المدرسة العادية! نظر مصطفى بغضب وتوعد لسمر قبل ان يجذبها من ذراعها متجها إلى غرفتهم وسط مقاومتها البسيطة حتى لا تجذب انتباه اطفالها ليقول للفتاتين وهو يهم بإغلاق الباب... -بس انتي و هي مفيش مدرسه! ما ان اغلق الباب حتى سمع صوت ارتطام شئ به ليتوعد ليالي في سره تلك الصغيرة المتقمصة لأدق تفاصيله وصفاته!
نفضت سمر ذراعها قائله... -شفت تصرفاتك؛ اهي البنت بقت متوحشة زيك! -متوحشة زيي! بتثبتيني قدام العيال يا سمر! اخذ خطوه تجاها لتبتعد بتوتر تحاول اخفاؤه بقناع من الشجاعة ليردف بتحذير.. -اقفي مكانك احسنلك! رفعت رأسها بشموخ قائله... -انا مش بخاف! ليبتسم بغموض و ثقه وهو يرفع ذراعه نحو رأسها ولكنها انتفضت هاربه للخلف صارخه بقلق... -والله العظيم لو جيت نحيه ودني لأصوت والم عليك الناس!
لم تبتعد ثلاث خطوات حتى؛ ليحيطها بذراعيه وينفضها نحوه.. -اااه بطني! -ايه وجعتك يا حبيبتي! التفت بين ذراعيه بذعر وهي تضع كلا كفيها على اذنيها قائله بعيون شرسة موجهه اليه... -لو لمست ودني يا مصطفى هاكل صوابعك!.. لم يستطع كبح ضحكاته متناسيا خلافهم بالخارج ليردف بمشاكسه... -طيب بلاش ودنك! اتسعت عينيها وقبل ان تأخذ رد فعل كان يغطي شفتيها بشفتيه الصلبة محاولا تعميقها و التراقص على احبال تمردها!
-مامتي انا طالعه لطنط ندي انا و دياب! قالت ليليان لتخرجها من غيوم احاطت عقلها ولكنه كان سريع الرد... -لا استني مع ليالي و شويه ماما هتطلع معاكم، واقعدوا مؤدبين مش شايفاني بتكلم مع ماما! نظرت له سمر شزرا وكادت توافق على مطلب ليليان عندما اردفت الصغيرة بتأفف... -ليالي طلعت اصلا عند طنط غاده عشان تلعب مع مازن!
اتسعت ابتسامه سمر بحاجب مرفوع على احمرار وجه مصطفى الغاضب من تمرد ابنته الصغيرة لتردف مستغله انشغال عقله... -اطلعي يا حبيبتي و خدي بالك من دياب اوعي يتعور! اتاهم ردها الحماسي الذي يدل ابتعاده عن مرمي سمعهم على تحركها بالفعل! -حاضر يا ماامتي! وضعت سمر كفها على فمه مغطيه وابل اعتراضاته حتى سمعت اغلاق الباب فانفجرت الضحكات منها على ملامحه الغاضبة ليردف بتوعد...
-انتي فرحانه انها طالعه للواد الملزق ابن بلال، شغل الافلام القديمة وانهم هيحبوا بعض ده مفرحك! لكن بعنيكم كلكم انا بناتي محدش هيلمح ضفرهم! -الله وانا مالي وبعدين دول اطفال سبع سنين بلاش التخيلات اللي في دماغك دي! -تخيلات! انتي عارفه ابوة كان عامل ايه في امه! بلاش تطلعي البت غلبانة وهبله زيك! شهقت باعتراض لتردف بعيون ضيقه وهي تنفض ذراعيه من حولها مشيره إلى صدرها... -انا هبله!
زفر مصطفى كارها ان كل كلمه تأول إلى شجار حاد بينهم، وضعت ذراعيها على جانبيها لتميل بحركة شعبيه إلى اليمين قائله... -اسم الله! طيب وليالي انا بردو اللي خلتها عنيفة و متملكه زيك هاه! انطق مين اللي فضل يقول انتي بتاعتي و يتخانق معايا قدام العيال عشان بابا كان عايز يمسكني المطاعم مش انت بردو! ليردف بغيظ مشابه بصوته الخشن...
-نسيب الموضوع الاساسي ونفكر في اني رفضت شغل ابوكي ولا قبلته! واهو اي نكد والسلام؛ بقولك ايه يا سمر هو انا كده انسان ديكتاتوري بقي سلطوي مش عارف ايه، انتي متجوزاني وانا كده انا مضحكتش عليكي؛ انا راجل شعبي رجعي و مش هشغل مراتي و هدخل بناتي مدارس بنات بس ومش هجوزهم كمان عاجبك و لا مش عاجبك! انهي كلماته وهو على بعد خطوه منها ويميل قليلا إلى مستواها عسي ان تتفهم كل كلمه يتفوه بها...
علا صوت انفاسهم الغاضب وهم يتشاحنون بأبصارهم المتحاربة! لتستسلم هي اولا رغما عنها عندما شعرت بحراره دموعها تصارع للهبوط؛ حاولت تخطيه ولكنه وضع ذراعه امامها يستغفر الله بصوت عالي... استدارت رافضه النظر إلى همجيه ملامحه لكنه ضمها إلى صدره وسط مقاومتها للابتعاد لتردف باختناق... -اوعي ايدك دي! حاولت ازاحته ولكنه كالحائط المنيع يرفض التزحزح... -اهدي بقي! -يا بجاحتك! انت ماسكني عشان تنرفزني اكتر يا مصطفى!
ابتسم رغما عنه فبعد 9 سنوات لا يزال يفشل في التعبير عن مكنونات قلبه... -متعيطيش طيب؛ انتي عارفه انا مش بعرف اقول كلام يهدي بس عايز اهديكي والله انا مقصدتش ازعلك انتي اللي بتنرفزيني بكلامك و حركاتك دي! اطلقت صوت اعتراضي بغيظ قائله.. -لا اله الا الله! اسكت يا مصطفى احسنلك! -هو انتي مفيش فرصة للتفاهم معاكي؛ كل ما اكحلها اعميها! -قول لنفسك يا محترم!
قالتها لترضي بمصيرها مستسلمة لذراعيه فيجر جسدها وهو يعود للوراء و يحملها عل ساقيه بعفويه زوجين اعتادا على ذلك الفعل... (زوجين هاااه متفتكروش للحظه ان الكلام الفارغ ده موجه للسناجل الكرام متعيشوش الدور انتي وهو وهي وضع رأسها بين رقبته و كتفه قائلا بتحذير لمقاومتها... -اثبتي بقي! -اهدي بقي و اثبتي بقي هو كله امر بكلمه واحده! حاول تخفيف الموقف بمزاح ليردف... -اولا دول كلمتين وبعدين مش احسن من اسكتي!
عادت ذكرياتهم إلى اول انفعالاتهم والتي استمرت كلما التقوا...
فلاش باااااااك... ارتجف صوت والدتها وهي تنظر اليه برجاء... -معلش يا ابني احنا اسفين وهي ان شاء الله مش هتعمل اي حاجه تضايقك، دي نزلت تشتري...! قاطعها مصطفى بعد ان اغمض عينيه ونظر ارضا حتى يقلل من هيبه هيئته الطاغية عليه مهما فعل...
-العفو يا حاجه انا مقصدش، انتي ضيفه هنا وعلى راسي و لو الارض مشالتكمش اشيلكم انا، احنا ولاد بلد ونعرف الاصول، انا بس بتكلم عن لبسها عشان هي ممكن تجبرني ادافع عنها لو حد ضايقها! اراد ان يقول ان تجبره على ارتكاب مذبحه ولكنه انقذ نفسه وماء وجهه قليلا من تدخله الغير مسبوق في حياة شخص ما! وليس اي شخص بل امرأتان لا حول لهم ولا قوة! غضب اكتر على نفسه فهو لن ينزل إلى هذه القذارة حتى لو فعل الاسوء!
ضايقته دموع سمر اللامتناهيه كثيرا بعد ان ابعدت يد والدتها بخفه رافضه ان تحتضنها، فقال بضيق وقله حيله بصوته الخشن.. -اسكتي!.. انتهي الفلاش بالك...
مسحت دموعها بابتسامه ترفض الاختفاء قائله... -كتك القرف في مشاعرك! امسك فكيها يقبلها رافضا محاولتها للهروب ليبتعد بعد ثوان قائلا... -بس بتحبيني! تنهدت وهي تحيطه بذراعيها قائله... -للأسف اه بحبك يا رخم!