رواية البريئة والوحش للكاتبة بسملة حسن الفصل الرابع عشر
استاطعت جويريه سماع صوت الطارق وبمجرد ما ان سمعت هذا الصوت التي تحفظه وتخاف منه بشده حتي ارتعشت بشده وقالت بهستريه: لالا مش هياخدني معاه تاني.
اتجهت شهيره اليها بسرعه ووضعت يديها عل فمها وقالت: ششش بصي انتي استخبي ورا الكنبه ومتعمليش اي صوت ماشي واحنا هنمشيه جويريه بصوت باكي منخفض: هياخدني!! شهيره وهي تهز راسها نافيه: لا مش هياخدك يلا روحي استخبي دلوقتي وانا هطلعله واهم حاجه متعمليش صوت ماشي اومأت جويريه راسها ايجابا ثم توجهت الي الاريكه واختبئت خلفها.
اما شهيره ف اتجهت ال هاتفها وقامت بالاتصال عل عدي وقالت بعد فترره: رد ياعدي بقا رد وعندما لم تسمع اجابه تركت هاتفها واتجهت الي ندي التي تحاول ان تمنعهم من الدخول.
راشد: اخلصي يابت انتي واوعي من وشي انا مش عايز أذيكي ندي وقد بدء صوتها ف الارتفاع: قولتلك مفيش حد بالاسم ده هنا وامشي بقا عشان مصووتش والم عليك الناس نظر راشد الي الرجل الذي بجانبه وقال له وهو يشير بعينيه الي ندي: اتصرف اتجه الرجل الي ندي وكمم فمها بيده.
لتتجه اليه شهيره وتضربه وهي تقول بصوت عالي: سيبها ياكلب سيبها الحقوووونا اتجه اليها راشد بسرعه واخرج مسدسه وضرب راسها به فسقطت مغشيا عليها ف الحال وعندما رات ندي حالتها توسعت عينيها وصرخت بصوت مكتوم لان ذلك الرجل للمخيف لا يزال يضع يديها عل فمها.
التفت راشد اليه وقال: امسكها كويس مش عايز اسمعلها صوت الرجل بصوت غليظ: تحت امرك ياباشا.
اتجه راشد الي الداخل ليحضر جويريه اتجه اولا الي الصاله وعندما لم يجد احد بها كان عل وشك الخروج ولكن توقف عندما سمع صوت شهقه تاتي من خلفه ابتسم بخبث ثم ادار جسده مره اخري واتجه الي الاريكه بخطوات بطيئه وقد ارتسمت عل وجهه ابتسامه انتصار ف اخيرا وجدها وسوف يحقق غايته الا وهي المال.
نظر خلف الاريكه ووجد جويويه منكمشه علي نفسها وترتعش من الخوف فقال راشد لها: بنتي حبيبتي كده تهربي مني زاد خوف جويريه عندما سمعت صوته وبدأت دموعها تتساقط بغزاره ثم اخذت تهز راسها بهستريه عندما مد راشد يده اليها قائلا: تعاالي يلا عشان تروح مع بعض ياروح بابا.
وعندما وجدها راشد هكذا جذبها من شعرها وقال بعنف: يلا ياروح امك انا هقعد اتحايل كتير جويريه بصراخ: لا لا مش عايزه اروح معاك سبني والنبي سبني صفعها راشد بشده ووقعت جويريه ارضا بسبب قوه الصفعه مهران بقسوه: مش عايز اسمع صوتك يااما هقطعلك لسانك ده انهي كلامه ثم جذبها من شعرها مره اخري وعندما وجدها تصرخ مره اخري كمم فمها بيده لكي لا ينتبه احد من الجيران عل صوت الصراخ...
خرج راشد بجويريه وعندما راتهم ندي حاولت ان تبعد يد ذلك الرجل عل فمها وقد نجحت ف ذلك فقالت لراشد بصوت عالي: سيبها ياحيوان ملكش دعوه بيها كمم الرجل فمها مره اخري ف لم تستطيع التحدث اكثر من ذلك.
اما راشد ف اتجه اليها وهو مازلك يمسك جويريه وقال لها باسف مصطنع: مكنتش ناوي اعمل كده بس انا مبحبش قله الاب انهي كلامه ثم صفع ندي بعنف وقال لها: مش راشد الانصاري اللي يتشتم يابنت...
ولحسن حظ جويريه وندي ان عدي وسُفيان حضروا ف تلك اللحظه وبمجرد رؤيتهم لراشد والرجل الذي معه اتجهوا سريعا اليهم اتجه عدي الي الرجل الذي يمسك ندي وبدء ف العراك معه اما سُفيان فهو اتجه الي راشد وقام بلكمه بعنف ترك راشد جويريه من آلمه بسبب لكمه سُفيان الشديده.
نظر سُفيان جانبه ووجد عدي مازال يتعارك مع الرجل الاخر ولقوه بنيه هذا الرجل كان هو المسيطر وكان عل وشك ضرب عدي فاتجه اليه سُفيان وبدء ف ضربه هو وعدي وبعد فتره قليله سقظ هذا الرجل عل الارض من شده ضرباتهم ف سُفيان قوته ليست هينه ابدا.
زاد الرعب ف قلب راشد من هذان الرجلان الذان ظلوا ينظروا اليه بغضب شديد ولعن بداخله عل انه لم يحضر رجال اكثر معه فهو قال لنفسه انه سيحضرها بسرعه ولن يواجه الي مشاكل لانه كان عل علم بعدم وجود عدي بالمنزل.
اتجه عدي اليه اولا ثم امسكه من قميصه وقال وهو يلكمه اللكمه الاولي: دي عشان اتشطرت عل ستات لكم لكمه ثانيه وقال: ودي عشان مدت ايدك عل مراتي لكم اللكمه الثالثه واكمل: ودي عشان شتمتها.
كان عل وشك ان يلكمه اللكمه الرابعه ولكن اوقفه سُفيان وهو يضع يده عل كتفه: كفايه كده ياعدي سبهولي انا وروح شوف والدتك.
تركه عدي ثم اتجه الي والدته والتي بجانبها ندي وتحاول افاقتها اما سُفيان ف هو وقف امام واشد بكل هيبه ولم يتحدث ليقول راشد بجمود مصطنع ولكن بداخله خائف جدا: هندمكم عل اللي عملتوه ده والله لاندمكم ومكنش راشد الانصاري لو مخدتش حقي وجويريه هاخدها لو عملتوا ايه هخدها.
اتجه اليها سُفيان وقال بصوت هادئ ولكن مخيف: وريني اخرك.. وجويريه لو شوفت حلمه ودنك مش هتاخدها جويريه تخصني انا فاهم يعني تخصني انت مش قدي عشان تلعب معايا واسال عليا لو متعرفنيش.. انا اقدر بتليفون واحد ارميك زي الكلب ف السجن واتاكد ساعتها انك عمرك ما هتشوف النور تاني فاهم ولا تحب تشوف عملي.
نظر له راشد بغيظ ولم يتحدث وعلم بداخله ان سُفيان ليس هين ابدا اما سُفيان فلكمه لكمه اخيره بعنف وقال له: خد الكلب ده وامشوا من هنا لاخرجكم عل نقاله.
نظر له راشد نظره اخيره ثم خرج من المنزل وجهه مليئ بالكدمات وخرج خلفه الرجل الذي كان معه وقد كان يعرج عل قدمه.
نظر سُفيان الي عدي ووجده مازال بجانب والدته التي استجابت لمحاولته هو وندي وفاقت ولان الضربه لم تكن قويه للغايه فلم يصيبها اي مكروه ثم نظر بعدها الي جويريه التي تقف ف ركن بعيد تراقب ما يحدث بخوف شديد ودموع منهمره عل وجهه ف تنهد سُفيان واتجه اليها كان عل وشك الاقتراب منها وجذبها لاحضانه ولكن ابتعد عنه جويريه بسرعه وظلت تنظر له بخوف.
ليقول سُفيان: اهدي ياجويريه انا سُفيان متخافيش لتقول جويريه بصوت منخفض ولكن سمعه سُفيان: انت انت اللي قولتله يجي عشان عشان ياخدني مش كده هز سُفيان راسه نافيا وقال بصدق: لا والله وبعدين لو كنت انا قولتله كنت هاجي واضربه ليه دلوقتي جويريه ببكاء: معرفش معرفش.. انت سبتني لوحدي ليه.. ليه بقيت بتكرهني ليه عملت كده.
جذبها سُفيان الي احضانه وقال بنبره اسفه: انا اسف... جويريه وهي تشدد عل احتضانه: انا انا كنت خايفه وانت مجتش انا كنت عايزاك وانت اتاخرت اوي.
جاء سُفيان ليتحدث ولكن لاحظ ارتخاء جسدها بين يده فنظر لها ووجدها مغمضه عينيها فتنهد ثم حملها بين يده واتجه الي الاريكه ووضعها عل الاريكه تأمل ملامح وجهها الشاحب وقبض عل يده بغضب عندما لاحظ علامات اصابع راشد الواضحه عل وجهها.
قبل جبهتها برفق ثم تركها واتجه الي عدي وقال بعدها بنبره اسفه وهو يقبل راس شهيره: انا اسف عل المشكله اللي حصلت دي بس مكنتش اعرف ان الموضوع هيوصل لكده ونظر لعدي وندي قائلا: انا اسف بجد.
عدي: انت عبيط ياسفيان بتعتذر ليه... هو اللي شخص عايز الحرق انت ملكش دعوه بالموضوع سُفيان: لا ازاي انا اللي سبت جويريه عندكم وسببت ليكم المشاكل تدخلت ندي قائله: متقولش كده جويريه زي اختي ولو كان اي حد تاني كنت عملت كده بردو سُفيان بابتسامه: ده عشان انتي طيبه وجدعه ياندي عدي بغيره: احم احم ايه مش ملاحظين القرطاس اللي واقف.
نظر له عدي بغيظ ولكن اكمل بعدها بخبث: ليه ماتسبيها دي منوره البيت والله ومن ساعه ما جت والبيت بقا ليه طعم تاني.
نظر ندي وسُفيان له بغيظ وقالت له ندي بابتسامه صفراء: وايه تاني عدي بابتسامه واسعه: ندي حبييه قلبي مش تقولي انك موجوده ضحكوا جميعا علي عدي وقال سُفيان: لا مسيطر عدي بمرح: عجبتك مش كده سفيان: اوي واكمل بعدها بجديه: هروح اخذ جويريه بقا ونمشي.
انهي كلامه ثم دخل وحمل جويريه بين يديه وخرج مره اخري وقبل خروج من المنزل قال لهم: بشكركم مره تانيه ياجماعه.
عدي: ياابني انت عبيط احنا معملناش حاجه سُفيان بابتسامه: تسلملي ياصاحبي واكمل بعدها: يلا السلام عليكم خرج سُفيان وخرج خلفه عدي وقال له بنبزه هادئه: براحه عليها يا سُفيان سُفيان بابتسامه: حاضر...
ودع عدي سُفيان ثم دلف شقته واغلق الباب خلفه رائ والدته امامه فقال لها وهو يتجه اليها: رايحه فين ياماما شهيره بابتسامة واهنه: هروح اوضتي ياحبيبي عدي بقلق: انتي كويسه صح حاسه بتعب او اي حاجه شهيره: لا انا كويسه والله بس نعسانه وعايزه انام عدي: ماشي ادخلي ولما الغذا يخلص هصحيكي شهيره: ماشي ياحبيبي.
اتجهت شهيره الي غرفتها بيما اتجه عدي الي ندي جلس بجانبها وقال لها وهو يتفحصها: انتي كويسه مش كده محتاجه تروحي لدكتوره او حاجه.
ندي بابتسامه: لا انا كويسه وزي القرده اهو عدي بمرح: احلي قرده والله ندي بشهقه: انا قرده ياعدي عدي وهو يرفع احدي حاجبيه: انتي عبيطه ياابت ما انتي لسه قايله عل نفسك كده.
ندي بتذمر: انا اقول لكن انت لا ثم اقتربت منه بشده وامسكت طرف قميصه وقالت بشراسه: وبعدين تعالي هنا ايه الكلام الي كنت بتقوله عل جويريه وانا واقفه ده ها ها.
جذبها عدي من اذنها وقال بغيظ: واللي عمله سُفيان معاكي ده ايه ها ها ندي بتالم: اي اي انا مالي هو انا اللي قلتله يقول كده.. سيب ودني يامتوحش واكملت بعدها بخبث عندما ترك عدي اذنها: وبعدين الراجل عنده نظر وبيعرف يتكلم مش زي ناس.
جذبها عدي اليها بغيظ فقد كانت قريبه منه للغايه تقريبا ف حضنه وقال لها بغضب مكتوم: نعم ياروح امك ضحكت ندي بصوت عالي وقالت من بين ضحكتها: ملكش دعوه باامي لو سمحت.
انتهت ندي من ضحكها ثم نظرت الي عدي وجدته ينظر لها نظرات اخجلتها فقالت له: بتبصلي كده ليه مرر يده عل وجنتيها التي طغي عليها اللون التحمو بفعل صفعه راشد: وجعاكي هزت ندي واسها بخجل وقالت لها: لا وبعدين سبني انت مساكني كده ليه قرب عدي وجهه من وجهها وقال لها: ابعد ليه.
ندي بتوهان: عشان عيب كده قبل عدي وجنتيها برقه وقال بحب: انتي جميله اووي تملمت ندي من بين يده وقالت بخجل: انت بتعمل ايه اوعي طنط ممكن تطلع دلوقتي.
تركها عدي وقال بتذمر: انت مش وش رومانسيه ابدا انا غلطان ضحكت ندي وقالت بمرح: انا ياابني نظر عدي لها شرزا ولم يعلق لتقول بعدها ندي بشهقه: ااايه دهه عدي بفزع: في اي ندي وهي تضع يدها عل جرح ف وجهه: ايه ده عدي: ياشيخه خضتيني... دي كانت خنافه بسيطه ما بيني انا وسُفيان.
ندي بخضه: لييه.. واكملت بعدها بتساؤل: ااه صحيح انتو كنتوا عارفين ان راشد هنا عشان كده جيتوا انتو الاتنين عدي: لا مكناش نعرف ولا حاجه ندي: امال ايه عدي بتنهيده: انا هحكيلك.
فلاش باك ف منزل سُفيان اتجه سُفيان الي الباب عندما سمع صوت طرق عليه فتحه ووجد الطارق عدي وتفاجأ بلكمه عدي وهو يقول له: دي عشان انت واحد غبي ومغفل كان عل وشك التحدث ولكن قاطعه لكمه اخري منه وهو يقول بغضب: ودي عشان الغلبانه اللي مموته نفسها من العياط عشان واحد عديم الاحساس زيك.
بادله سُفيان اللكمه وقال له بغضب: ف ايه ياحيوان انت وضع عدي يده عل وجهه مكان اللكمه وقال لها بغضب متبادل: ااه يااغبي ايديك تقيله.
نظر سُفيان له بدهشه وقال: انت عبيط يلا انت جاي بيتي وتضربني وتقولي ف الاخر ايدك تقيله عدي: ما انت لازم حد يفوقك من القرف اللي انت فيه ده سُفيان بفظاظه: انت عايز ايه ياض انت عدي بغيظ: عايزه تشوفلك حل ف موضوع جويريه.
سُفيان ببرود: انا قولتلك هطلقها وارجعها لابوها وانت مرضتش وخدتها اعمل ايه تاني نظر عدي لاعلي وقال لنفسه وهو يتنفس بصوت عالي: اهدي ياعدي اهدي ومتقتلهوش.
ثم نظر الي سُفيان الذي لا يزال ينطر له ببرود وقال له بهدوء لانه يعلم ان العند لن يفيد بشئ معه: سُفيان بجد كفايه عليها اوي كده البنت بقت مش بتاكل الا حاجات صغيره جدا وبالخناق وخست النص ودايما بتعيط وبرغم ده كله كانت كل يوم بيكون عندها امل انك هتيجي تاخدها وانا كنت دايما بقنعها بكده بس واضح انها بطلت تصدقني وفقدت الامل ده حتي انهارده عل الفطار قالتلي انها عايزه عروستها عشان اتاكدت خلاص انك سبتها.
سُفيان بتنهيده: وانت عايزاني اعمل ايه.. انا مش عارف انسي اللي قالته عدي: معاك ان اللي قالته مش سهل عليك بس بردو انت عارف انها بعقل طفله وان كلامها ده مكنتش تقصد بيه انها تجرحك وبردو هرجع واقولك انها مقلتش الكلام ده من نفسها.
وياسيدي لو انت لسه مش قادر تنسي خلاص هاتها عندك هنا وعقابها بطريقتك وهي هتتقبل ده وهتقول كفايه انه جمبي.. سُفيان جويريه متعلقه بيك بشكل فظيع وشايفاك كل حاجه ف حياتها ومستعده تضحي بااي حاجه ف مقابل انها تعيش معاك.
مرت حوالي ساعه وهم يتحدثوا سويا وقد اقنع عدي سُفيان اخيرا ان يذهب معه الي المنزل ويتحدث مع جويريه. اتجه سُفيان الي غرفته وبدل ملابسه ثم خرج مع عدي متوجها الي منزله بااك.
عدي بتنهيده: بس ياستي وجينا بقا وحصل اللي حصل ده ندي بحزن عل جويريه: بجد صعبانه عليا اووي بتمني من كل قلبي والله ان سُفيان يعاملها كويس ويعوضها عن الايام الصعبه اللي مرت بيها عدي: يااارب واكمل بعدها: يلا بقا كفايه رغي وروحي حضري الغدا نظرت له ندي ببراءه: حاضر.. بس ممكن تيجي تساعدني ضحك عدي وقال: ممكن.. ادلعي براحتك الايام دي عشان لما تولدي تفتكري الايام دي وتتحسري عليها.
نذي بغيظ: لا والله يعني كل اللي بتعمله ده عشان خاطر ابنك او بنتك عدي: طبعاا ندي: ااه ياواطي ضحك عدي عليها وقال: حبيبه قلبي ياندوش يلا بقا قومي عشان نعمل الاكل ندي بغيظ: ماشي ياعدي ماشي
وصل سُفيان الي منزله ومازالت جويريه غافيه دخل لغرفته ووضعها عل السرير برفق ثم ذهب الي المرحاض ليبدل ملابسه.
وبعد مرور فتره خرج سُفيان نظر عل السرير ووجد ان جويريه قد استيقظت وجالسه عل السرير ضامه ركبتيها الي صدرها وتسند راسها عليهم وتنظر امامها بشرود.
اتجه اليها سُفيان وجلس امامها نظرت اليه جويريه وقالت بعدها: كنت سبته ياخدني ليه رجعتني هنا تاني!! واكملت عندما لاحظت صمت سُفيان: ليه رجعتني.. انا مكنتش عايزه اكون عبئ عليك كان عادي علفكره لو كان خدني هو كان هيفضل يضربني كتير لحد ما اموت واكون ريحته وريحتك انت كمان واكون استريحت انا بردو ورحت لماما الوحيده اللي بتحبني.
سُفيان بهدوء: بصي ياجويريه عشان تكون فاهمه السبب اللي خلاني اعمل كده هو انك اتكلمتي معايا ف موضوع مأثر عليا اووي ف حياتي.. امي واختي دول كانوا اعز ما املك ويوم ما ماتوا انا اتكسرت بمعني الكلمه وفضلت سنين اعاتب وألوم نفسي اني السبب ف موتهم ويوم ما حاولت انسي الموضوع انتي جيتي ف ثانيه ورجعتيلي كل الذكريات دي انا ساعتها مكنتش قادر اتحكم ف شيطاني وصدمتي فيكي كانت كبيره.. لاني مكنتش متخيل ان يوم ما اتجرح هيكون عل ايدك انتي...
جويريه ودموعها انهمرت عل وجهها: انا اسفه مكنش قصدي سُفيان بهدوء: خلاص وانا سامحتك وانا كمان اسف اني ضربتك ف اليوم ده بس زي ما قولتلك شيطاني كان متحكم فيا ومكنتش عارف انا بعمل ايه.
اومات جويريه براسهت ثم قالت لها: يعني انت مش زعلان سُفيان بابتسامه: لا مش زعلان.. واكمل بعدها بتساؤل: قوليلي بقا هو ناريمان هي اللي قالتلك تقولي الكلام ده.
كانت جويريه ستقول نعم ولكن تذكرت وعدها لناريمان ولسذجتها قالت له: لا مقلتش كده انا اللي قولت كده من نفسي سُفيان بتنهيده: ماشي ياجويريه هعديلهالك المره دي لكن المره الجاي مش هتعدي اتفقنا.
جويريه وهي تمسح دموعها العالقه ف عينيها: اتفقنا ليقول سُفيان بعدها بمشاكسه: البيت نور.. هو اي نعم كان هادي من غيرك بس كانت فيه حاجه ناقصه ابتسمت جويريه برقه وقالت: شكرا بادلها سُفيان الابتسامه ولم يتحدث...
بعد مرور يومين. كانت ندي تجلس مع جوريه ف الصاله وكان لا يوجد سواهم ف المنزل ف سُفيان قد خرج ليؤدي بعض من اعماله.
قالت ندي بجديه بعد مرور فتره من حديثهم ف مواضيع مختلفه: بقولك ايه ياجوري انتي دخلتي المدرسه واتعلمتي وكده ولاايه جويريه بحزن: لا بابا مرضيش يخليني اتعلم واروح المدرسه عارفه الداده فضلت تتحايل عليه كتير بس هو مرضيش خالص وقالها مش كفايه بصرف عليها ف الاكل والشرب كمان هصرف عليها ف التعليم.
ندي: لا مين قالك كده بالعكس هتستفيدي جدا اول حاجه هتنفعك هي ان شخصيتك هتقوي بقراءتك الكتيره ف حاجات مختلفه هتتثقفي وهتعرفي تتعاملي مع العالم الخارجي من غير خوف او توتر وكمان ممكن بعد ما تخلصي تشتغلي ف اي حته وبكده هتصرفي عل نفسك من غير مساعده حد...
جويريه بفرحه لمجرد تخيلها: بجد كل ده هيحصل ندي بابتسامه: اه بجد لتقول بعدها جويويه بتوتر: طيب وهو وهو سُفيان هيواقق ندي: والله الموضوع ده ف ايدك انتي..
بصي قوليله ولو رفض.. تاني يوم قوليله تاني وافضلي زني عليه لحد ما يواقق بس قوليله بطريقه حلوه فاهمني وكمان تختاري الوقت اللي باله رايق فيه وميكنش متعصب ماشي اومأت جويريه راسها ايجابا وقالت: ماشي.. لو مش متعصب انهاردا هكلمه ندي بابتسامه: ماشي ياحبيبتي تعالي بقا نقوم ونعمل حاجه نشربها جويريه بابتسامه متبادله: يلا...
ف المساء كانت جويريه عل السرير وهي تفرك يدها بتوتر وكانت تراقب سُفيان الذي كان يتحرك ف الغرفه.
القي سُفيان نظره عليها وعلم من حركاتها المتوتره انها تريد شئ منه ليقول لها بتمعنن: ف حاجه ياجويريه جويريه بتوتر: ها لا مفيش ا قصدي فيه لا لا مفيش.
ابتسم سُفيان عليهر ثم اتجه اليها وجلس بجانبها ومسك يدها وقال لها بحنان: في ايه قولي علطول متخافيش جويريه بارتباك: انا عايزه اطلب منك طلب وخايف لترفض.. ممكن مترفضش وتوافق سُفيان: والله عل حسب الطلب قوليلي وانا هشوف اذا كنت هوافق ولالا.
رواية البريئة والوحش للكاتبة بسملة حسن الفصل الخامس عشر
وبعد مرور خمس دقائق خرج سُفيان من صمته اخيرا فقال لها بهدوء: ليه جويريه بعدم فهم: ليه ايه سُفيان: عايزه تتعلمي ليه جويريه ببراءه: كده عشان اكون شاطره واكتب كل حاجه واقرا كتب واعمل حاجات كتير ابتسم سُفيان وقال: ماشي ياستي موافق.
جويريه بفرحه: بجد سُفيان بنفس الابتسامه: اه بجد احتنضته جويريه وقالت بسعاده: انت حلووو اوووي يا سُفيان بجد انا بحبك اووي اووي شدد سُفيان عل احتضانها وقال بحب وهو يستنشق رائحه شعرها: وانا كمان.
خرجت جويريه من حضنه وقالت بصدمه: انت كمان بتحبني!! فاق سفيان من توهانه وقال لها بتوتر: عادي بحبك زي ما بحب عدي والناس القريبه مني واكمل بعدها مغيرا الموضوع: وعديني بقا عشان عندي شغل لازم اخلصه.
تنحت جويريه جانبا لينهض سُفيان من جانبها ويخرج من الغرفه وبعد خروجه قال بغضب لنفسه: ايه اللي قولت ده وانا امتي ضعيف اقدام حد كده انهي كلامه ثم اتجه الي غرفه مكتبه وهو مازال غاضب من نفسه لانجرافه وراء مشاعره اما عند جويريه ف كانت تكاد تطير من فرحتها عل موافقه سُفيان عل تعلميها
في اليوم التالي ف منزل عدي كان عدي يجلس مع بعض اقرابه ف الصاله كان مندمج ف الحديث مع زوج عمته لتقاطعه عمته قائله بتهكم: امال فين مراتك ياعدي هي مش عايزه تشوفنا ولاايه.
ليرد عدي بسرعه: لا ياعمتي هي اكيد بتلبس انا هروح اناديها نهض عدي واتجه الي غرفته دخل ووجد ندي تقف امام المرأه وتعدل طرحتها فاتجه اليها وقال: يلا ياندي بيسالو عليكي بره.
ندي: حاضر قربت اخلص اهو ثم التفت له وقالت: بس تفتكر ايه سر الزياره عدي: اللي اكتشفته ان ماما قالتلهم انك حامل ف هما جاين يباركلونا عل الحمل ندي باستغراب: مش المفروض يبقوا يجيوا يباركوا بعد ما ااولد عدي بزهق: معرفش.. يلا بقي عشان نطلعلهم ندي: ماشي يلا انا خلصت.
نظر عدي اليها من اعلاها لاسفل ثم قال وهو يرفع حاجبه: خلصتي ايه لامؤاخده ندي: خلصت لبس عدي وهو يشير بيده الي ملابسه: وانتي ناويه تطلعيهم كده ان شاءالله ندي باستغراب: اه ياعدي في ايه ما انا لابسه عبايه فيها ايه عدي بهدوء ظاهري: روحي غيرها ياندي والبسي حاجه واسعه.
ندي: لييه ودي مالها عدي بابتسامه صفراء: ضيقه ياندي ضيقه.. يلا انجزي بقا ورحي غيرها ندي بضيق: فين اللي ضيقه ده ياعدي.. وبعدين مفيش حد غريب بره ده هو طنط وبنتها وعمو بس عدي بسخريه: وابن عمو معاهم بردو.
واكمل بعدها بغضب طفيف: انجزي بقا مش هنقعد طول النهار هنا.. ندي بعند: بس انا شايفه انها مش ضيقه ياعدي وبعدين انا لسه هلبس تاني.
جذبها عدي من يديها وقربها اليه وقال بصرامه: وانا طالما قولت ضيقه ياندى تبقي ضيقه اسمعي الكلام بقا ومتنعديش الا والله لاقطعها وانتي لابساها ها تختاري ايه ندي بتذمر: حاضر هغيره ترك عدي يدها وقال: يلا.
ذهبت ندي من امامه وظلت تتذمر وتتحدث بصوت منخفض ليجذبها عدي مره اخري قائلا: بتبرطمي تقولي ايه سمعيني ندي بتذمر: مبقولش مبقولش عدي: كنت احسب... انجري من قدامي يلا ندي: اووف نظر لها عدي وقال بتهديد: هااا.
جرت ندي من امامه مسرعه ودخلت الي المرحاض راقبها عدي وبعد دخولها ارتسمت عل وجهه ابتسامه عل تصرفاتها.
وبعد مرور حوالي عشر دقائق خرجت ندي من المرحاض وهي ترتدي ملابس فضفاضه وواسعه اكثر من قبلها ليقول عدي بابتسامه بعدما تفحصها: برافو عليكي.. كنتي لبستي ده من الاول وخلصتي نفسك ندي بغيظ: نخرج بقا ولا ايه.
اقترب عدي من ومسك يدها وقال لها بابتسامه: يلا ياتوته.
سرعان ما تحولت ملامح وجهها من العبوس الي الابتسامه الواسعه عندما قال لها هذا الاسم لتقول له بابتسامه: حبيت الاسم ده اوي.. اول مره حد يقولي الدلع ده.
عدي بنظرات داكنه: وانا بحبك ارتبكت ندي بشده ثم قالت له: احم احم مالك ياعدي انهاردا انت عيان ولا ايه ضحك عدي عليها وقال لها: تعالي بس نطلعلهم ولما يمشوا نشوف موضوع عيان ولا مش عيان ده انهي كلامه ثم غمز لها بعينه.
لترتبك ندي اكتر ولكن قالت لها: اه ياريت نطلع لاني حاسه ان الاوضه بقت حر اووي ضحك عدي عليها مره اخري ثم قام لعدها بجذبها من يده خارجا من الغرفه ومتوجها الي الصاله حيث عمته وزوجها.
وبمجرد ما ان راته ابنه عمته وتدعي شدوي قالت لها بغيظ: ايه ياعدي انت دخلت نمت ولاايه كتمت ندي غيظها وردت هي بدلا من عدي: معلش ياحبيبتي ثم اتجهت اليها وحيتها هي ووالدتها.
والقت التحيه عل زوج عمه عدي وابنه ولم تمد يدها ولكن احرجها ابن عمته والذي يدعي صلاح وقام هو بمد يده اليها ولكن ازيل حرجها عندما قام عدي بمد يده بدلا منها قائلا له بابتسامه صفراء: معلش ياصلاح بس ندي مش بتسلم عل رجاله.
كانوا الثلاثه عل وشك ان يحترقوا من الغيظ والغيره من حركه عدي ولكن عدي لم يعيرهم اهتمام وجلس وجلست بجانبه ندي كانت عمته وشدوي ينظرون الي ندي بغيظ شديد فهم كانوا عل امل ان يتزوج عدي شدوي ولكن خاب املهم.
مالت ندي عل عدي وقالت بصوت مضحك: هما بيبصولي كده ايه.. انا خايفه كتم عدي ضحكته بصعوبه فهو ايضا لتحظ نظراتهم وعل علم بسبب هذه النظرات ولكنه قال لندي: معلش استحملي شويه وهيمشوا.
التفت الاثنان عل صوت صلاح قائلا: مبروك ياعدي انت وندي عل البيبي ربنا يتمملها عل خير رد عدي وقال: ربنا يخليك ياصلاح صلاح وهو يوجهه حديثه الي ندي: بس استعجلتي ليه ياندي عل الخلفه انتي لسه صغيره رد عدي بابتسامه صفراء: ليه هي بتحبي وانا معرفش.
كانت ضحكه عاليه ستخرج من ندي عل كلمات عدي ولكن تحكمت في نفسها بصعوبه.
قال صلاح بسماجه: لا بس انا من رائي انها كان المفروض تقعد شويه كده تدلعها ف الفتره دي كويس مش كده ولا ايه يانوده.
قبض عدي عل يده وكان عل وشك القيام من مجلسه ليضربه ولكن تدخلت والدته قائله بسرعه عندما لاحمت حلله ابنها: نصيبهم كده ياصلاح سيبك من الموضوع ده وقولي عامل ايه ف شغلك صلاح: الحمدلله ظلت شهيره تتحدث معه لتشغله بعيدا عن ندي وعدي حتي لا يغضب عدي وينهض ويضربه.
اما عدي فهو مال عل ندي وقال لها وهو يجز عل اسنانه: قومي من هنا واعمليهم اي حاجه يشربوها يانوده انهي كلامه بنبره سخريه ندي بضحكه مكتومه: ما هي طنط عملت العصير اعمل ايه تاني عدي بغضب مكتوم: اعميلهلم تاني ياندي واخلصي وبطلي برود ندي بطاعه وبداخلها فزحه بشده من غيرته عليها: حاضر واكملت بعدها بمشاكسه: اهدي هما شويه وماشين انتهت كلامه ثم نهضت وحاولت التاخير ف اعداد المشروبات وعندما انتهت من اعدادهم خرجت اليهم مره اخري.
مرت حوالي ساعه واخيرا نهضوا ورحلوا وبمجرد خروجهم من المنزل ضحكت ندي بشده لينظر عدي لها بغيظ ويقول: بتضحكي ها بتضحكي.. طب تعاليلي بقا.
ركضت ندي مسرعه واختبئت خلف شهيره وهي مازالت تضحك عل شكل عدي ليقول عدي بغيظ وهو يحاول الامساك بها بتضحكي ها!! عجباكي اوي نوده مش كده ندي بضحك: اوووي واكملت بعدها بصراخ عندما مد عدي يده ليمسكها: الحقيني ياطنط.
لتقول شهيره بضحك ايضا: ماخلاص ياعدي مكنش اسم دلع هو عدي بدهشه: حتي انتي ياماما ضحكت ندي وقالت باستفزاز: قوليله ياطنط... ده حتي الراجل عنده ذوق وبيفهم وقال اني استاهل الدلع مش زي ناس انهت كلامه وهي تنظر لعدي شزرا.
نظر عدي لوالدته وقال لها بهدوء ظاهري: اوعي كده ياامي دهشت ندي للغايه عندما ابتعدت شهيره عنها بالفعل وامتزجت دهشتها بالخجل عندما اتجه اليها عدي وحملها يين يديه لتقول هي بتوسل وخجل: يا طنط خليه يسبني.. كده تبعيني ف لحظه.
ذهب بها عدي متجها الي غرفتهم ولم يهتم باعتراضها ولا بتوسلتها بان يتركها دخل الغرفه واغلق الباب خلفه بقدمه ثم اتجه بها الي السرير.. وضعها عليه ثم قرب وجهها منه وقال: كنتي بتقولي ايه بقي.
ندي بتهرب: مقولتش حاجه خالص عدي: والله.. امال مين اللي كان عمال يستفزني بره ده ندي: انا اسفه.. ابعد بقا عشان اطلع لطنط عيب كده عدي بخبث: لما تتعاقبي الاول و مفيش مفر من العقاب ياحلوه ندي بتذمر: يااعدي بقاا عدي: شششش بس رغي بقا
مر اليوم دون حدوث اي جديد اخبرت جويريه ندي بموافقه سُفيان عل تعلميها وفرحت ندي من اجلها بشده وبدأت ف مساعدتها لتعلميها.
مر حوالي ثلاثه اشهر تعلمت فيهم جويريه القراءه والكتابه ولذكائها وسرعه استيعابها تعلمتهم سريعا واصبحت تقرأ وتكتب باحترافية وهذا الموضوع افادها ف مواضيع عده فبدأت تتثقف من خلال قرأتها لكتب مواضعيها مختلفه واصبحت عل علم اكثر بما حوالها عن ذي قبل ولكن مازالت تتحلي ببرأتها وطفولتها التي تميزها بشده.. وكل هذا بمساعده ندي وسفيان ايضا الذي كان دائما مع يشجعها عل ذلك.
اما سُفيان فهو انجذب لجويريه ولا يستطيع ان يمرر يوم من غير الحديث معاها خاصه بعد تعلمها للقراءه والكتابه فبدء يشعر بانه يتعامل مع امرأه ناضجه ولكن مازال يكابر و ينكر كل هذه االمشاعر.
بدأت ندي ف شهر السابع وكانت تمر عليها ايام صعبه بشده ولكنها كانت تتجاوزها بوجود عدي بجانبها الذي لاحظت حبه لها ف هذه الفتره وعلمت انه بدء يحبها وانها اصبح لها مكانه خاصه ف قلبه وهذا كان يسعدها بشده ولكنها ظلت منتظره اليوم الذي يعترف فيه بذلك...
في يوم ما كان عدي يجلس مع سُفيان ف كافيه وكانوا يتحدثوا ف مواضيع مختلفه ليقول عدي: وجويريه عامله ايه بمجزد ذكر اسمها ابتسم سُفيان وقال: كويسه الحمدلله عدي بمشاكسه: الله الله ده احنا بقينا بنضحك اهو اول لما بيتذكر اسمها.. حب ده ولاايه.
جذب سُفيان المنيو الذي امامه عل الطاوله والقاه عليه وقال لها بغيظ: ياشيخ اتلهي بقا ضحك عدي بصوت عالي جعل كل من حوله يلتفتوا اليه ليقول سُفيان معتذرا: معلش ياجماعه.. مصاحب واحد اهطل شويه.
كان عدي عل وشك الرد عليه ولكن قاطعه رنين هاتفهه فنظر الي المتصل ووجده والدته ليقول لسُفيان بغيظ: هكلمها بس وارد عليك انهي كلامه ثم فتح الاتصال وقال: الو سمع عدي صوت صراخ ندي يليه صوت والدته تقول بفزع: الحقنا ياعدي.
نهض عدي من عل كرسيهه وقال بقلق: في ايه ياماما وندي بتصوت ليه مالها شهيرة: تعالي بسرعه ياعدي ندي باين عليها بتولد.
عدي بقلق اكثر: بتولد ازاي اامي دي ف السابع لسه شهيرة: معرفش ياعدي معرفش.. تعالي بسرعه البنت بتموت عدي: حاضر حاضر خمس دقايق وهبقي عندك.
اغلق عدي هاتفه ليقول سفيان بقلق: ايه في ايه عدي وهو يجمع اغراضه من عل الطاوله: امي بتقولي ان ندي بتولد سفيان: هتولد ازاي ياابني هي مش لسه ف السابع عدي: مش عارف مش عارف انا هروحلهم واشوف سُفيان: استني هاجي معاك عدي بسرعه: ماشي يلا...
رواية البريئة والوحش للكاتبة بسملة حسن الفصل السادس عشر
بعد مرور ساعتين كان كل من عدي وشهيره وسُفيان ف الظرقه التي تؤدي الس غرفه العمليات فقد احضروا ندي الي المستشفي واخبرته الطبيبه المتابعه حالتها انها حاله ولاده مبكرة ولابد ان تدخل العمليات فورا وعندما سمعت ندي تلك الكلمات حتي ازادات بكاء عل بكاءها فهي خائفه بان يصاب طفلها بسوء حاولت الاعتراض ولكن الامر ليس بيدهم ف دخلت العمليات وها قد مر ساعتين ومازالت ندي بالداخل ولم يخرج احد ليطمئنهم عل حالتها.
كان الجميع متوتر بشده ف ولادتها المبكره بالتاكيد لها اضرارها فظلوا يدعوا جميعا ان يمر الامر عل خير وان تخرج ندي والطفل سالمين معافين.
واخيرا خرجت الطبيبه من غرفه العمليات ليتجهوا اليها جميعهم وكان اولهم عدي الذي قال لها بخوف وقلق شديد: ايه ايه يادكتوره ندي اخبارها ايه الدكتوره: المدام كويسه.. بس للاسف البيبي هو اللي فيه مشكله عدي بقلق شديد: مشكله ايه يادكتوره الدكتوره: هيحتاج يقعد ف الحضانه فتره كبيره عشام يكتمل نمووه لان للاسف الرئه لسه مكتملتش.
حزن عدي وصمت ولم يتحدث اما شهيره ف هي بدأت دموعها تنهمر عل وجهها حزنا وحزن سُفيان عل حال صديقه وعندما لاحظ صمته قال للطبيبه: وندي هتخرج من اوضه العمليات امتي يادكتوره الدكتوره: هتخرج دلوقتي وساعه كمان وتفوق من البنج سُفيان: ماشي يادكتوره شكرا الدكتوره: العفو وحمدالله عل سلامتها سُفيان: الله يسلمك.
تركتهم الطبيبه وذهبت اما عدي ف اقترب منهم وقال: اهدوا يااجماعه وان شاءالله خير... وبعدين لازم تكونوا اقوي من كده عشان خاطر ندي عدي بحزن: انا مش زعلان غير عليها ربت سُفيان عل كتفه وقال: خير ان شاءالله ياعدي.
خرجت ندي من غرفه العمليات وتم وضعها ف غرفه عاديه وكانت لازالت تحت تاثير البنج وبعد مرور بعض الوقت بدأت ندي ف الافاقه من البنج تاوهات ولما سمع عدي وشهيره صوتها اتجهوا اليها يراقبوها ويسيطر عليهم القلق خوفا مما سيحدث بعد قليل.
فتحت ندي عينها نصف فتحه وقالت بخفوت: ف ايه.. ايه اللي حصل ثم صمتت لفتره وسرعان ما تذكرت ما حدث منذ قليل فتلقائيا وضعت يدها عل بطنها وعندما وجدتها انها لم تصبح منتفخه مثل عادتها امتلئت عينها بالدموع وقالت وهي تنظر لعدي: اا بني فين ياعدي ابني مات مش كده.
عدي وهو يملس عل وجهها: اهدي ياندي هو مماتش والله..هو بس عشان انتي ولدتي بدري فهو هيقعد ف الحضانه هزت ندي راسها نافيه ووقالت بدموع: لا عدي: معلش ياندي نستحمل وفتره وهتعدي والله وابنك هيكون بين ايدك صدقيني.
بدأت ندي ف الانهيار فحاولت القيام من عل السرير ولسرعه حركتها تالمت بسبب الجرح فتدخلت شهيرة وهي تحاول تهدئتها: ياحبيبتي اهدي انتي لسه طالعه من العمليات لم تهتم ندي بكلامه وقالت بصراخ: لا ياعدي انا عايزه ابني ياعدي والنبي عدي مهدائا اياه: ندي اهدي عشان خاطري انتي لسه طالعه من العميله والانفعال ده خطر عليكي ارجوكي اهدي ندي ببكاء: انا عايزه ابني ياعدي والنبي هاته انا عايزاه عشان خاطري.
حاول عدي ان يهدائها ولم ينجح فخرج واخبر سفيان المنتظر بالخارج: سُفيان شوفلي الدكتوره ارجوك مش عارفه اهديها خليها تيجي تشوفها سُفيان بسرعه: حاضر.
ذهب سُفيان واحضر الطبيبه والتي بمجرد ما ان رأت حالتها تلك قامت باعطاءها حقنه مهدء فذهبت ندي ف نوم عميق بعدما اخذتها نبهت عليهم الطبيبه ان يقوموا بتهدائتها حتي لا يزداد الوضع سوءا وتصل الي مرحله صعبه بسبب انهيارها خرجت الطبيبه فنظر عدي الي ندي بحزن شديد وداخله يدعو ربه ان يمرر تلك الفتره عل خير.
خرج عدي لسُفيان وهو يتنهد بحزن توجه اليه سُفيان وقال له: ايه الاخبار عدي بحزن: الدكتوره عطتلها حقنه مهدء وقالت لازم تهدي والا هندخل ف مشاكل تانيه.
سُفيان: طيب ما تشوف الدكتور وقولها ان ندي تشوف الولد حتي لو من بره يمكن تهدا ساعتها عدي بتفكير: ممكن.. خلاص هبقي اقولها لما تيجي تشوف ندي تاني سُفيان: ماشي.. طيب انا هروح البيت اغير هدومي واشوف جويريه عايز حاجه اجبهالك وانا جاي.
اخذ سُفيان شهيرة وقام بتوصليها للمنزل ثم اتجه بعدها الي منزله فتح الباب ودخل فوجد جويريه تخرج من الغرفه وتتجه اليه وتقول بخوف: سُفيان انت اخرت ليه مش قولتلي هتقعد مع عدي شويه وهتيجي علطول.
جلس سفيان عل الاريكه وتنهد بتعب: كنت مع عدي ف المستشفي جويريه بقلق: مستشفي ليه ماله سُفيان: مش هو ده ندي بتولد جويريه بقلق اكبر: بتولد!! مش المفروض لسه باقيلها شهيرين سُفيان باسف: ولاده مبكره.. وللاسف الولد لسه مكتملش ف دخل الحضانه وهيقعد فتره كبيره.
نهض سُفيان من مكانها واتجه اليها وقال بخبث: لا ده احنا اتطورنا خالص اهو وبقينا نعرف نعمل اكل كمان جويريه بغرور برئ: طبعا... انا اصلا شاطره وبعرف اعمل كل حاجه سُفيان وهو يقرصها من خدها برفق: ماشي ياشاطره روحي بقا اعميلي حاجه اكلها عبال مااخلص جويريه بطاعه: حاضر.
اتجه سُفيان الي غرفته واتجهت جويريه الي المطبخ لتجهز وجبه سريعه لسُفيان.
ابدل سُفيان ملابسه ثم خرج للخارج فوجد جويريه قد اعدت لها طعام بسيط ووضعتهم عل الطاوله بشكل منظم وعندما راته قالت بطفوله: شكلهم حلو مش كده ابتسم سُفيان عليها وقال: اه جميله تسلم ايدك جلس عل الكرسي ثم قال: يلا انتي كمان عشان تاكلي جويريه باعتراض: انا مش.. قاطعها سُفيان قائلا: جويريه بلاش مناهده ويلا جويريه باستسلام: حاضر.
وبعد فتره من الصمت قاطعت جويريه هذا الصمت وقالت: هو انا ينفع اروح معاك لندي دلوقتي سُفيان: بصي انتي اكيد هتروحيلها بس بلاش انهارده عشان الموضوع ف اوله وهي اكيد مش هتكون ف حالتها الطبيعيه فخليكي لما تهدي شويه عشان عل الاقل تعرف تتكلمي معاها جويريه: خلاص ماشي نهض سُفيان وقال: طيب انا ماشي بقا عايزه حاجه.
جويريه بتردد وخوف: شكراا.. هو انت مش هتبيت بره مش كده سُفيان بابتسامه خفيفه: لا متخافيش جاي وهحاول متاخرش جويريه: ماشي وانا هستناك اومأ سُفيان راسه ثم قال: ماشي.. يلا سلام جويريه: مع السلامه.
خرج سُفيان من المنزل انا جويريه عندما تذكرت ندي دعت وقالت: ربنا يريح قلبك وبالك ياندي يارب انهت كلامها ثم قامت بجمع الاطباق ووضعها ف المطبخ...
بعد مرور ساعتين فاقت ندي مره اخري وعندما فتحت عيناه لم تفعل شئ سوي البكاء بصمت حاول عدي ان يطمئنها ولكن لا تسمع له فقرر ان يذهب للطبيبه ويطلب منها ان تسمح لندي ان تري ابنها حتي لو من الخارج وبعد اصرار عدي وافقت الطبيبه بشرط ان تراه من خلف الزجاج ولا تقف الا عشره دقائق فوافق عدي وشكرها وذهب الي ندي وبمجرد ان اخبرها مسحت دموعها سريعا وتحمست لرؤية ابنها.
نهضت من عل السرير وبدأت تسير ببطء شديد وكل هذا بمساعده عدي كانت تتالم من الجرح ولكن لم ترغب ف اخبار عدي حتي لا يمنعها من رؤيه ابنها.
كان عدي يجبرها عل ان تتوقف عن المشي كل فتره وتجلس حتي ترتاح..وكانت ندي تعارض بشده ولكن تحت اصراره توافق عل مضض.
وصلوا اخيرا بعد فتره الي مكان الحضانه وقفت ندي خلف الزجاج وظلت تنظر الي الاطفال بدموع ف جميعهم اجسامهم صغيره جدا وقفت بجانبها الممرضه واشارت الي ابنها فنظر اليه عدي وندي وسرعان ما ترقرقت الدموع ف عين الاثنين.
فقالت ندي ببكاء: هو صغير اوي كده ليه عدي وهو يحاول منع نفسه من البكاء: ندي عشان خاطري بلاش عياط.. وهو صغير عشان هو مولود بدري عن معاده بس متقلقيش ان شاءالله فتره وهتلاقيه كبر وحالته اتحسنت.
نظرت له ندي وقالت بنبره جعلت الدموع تسقط من عينيه: بس بس هو باين عليه مش هيعيش.. ده ده ضعيف اوي.
ليقول عدي بعد فتره قصيره: يلا بقا كفايه كده نظرت اليه ندي وقالت: ليه خلينا شويه كمان عشان خاطري عدي بلين: ندي الدكتوره قالت هما عشر دقايق بس اسمعي الكلام بقا عشان ابقا اجيبك تاني نذي باستسلام: ماشي ثم نظرت لابنها وقالت: سلام ياحبيب ماما.. هجيلك تاني.
قبل عدي جبهتها برفق ثم قام باسنادها لاعادتها لغرفتها.
وصل للغرفة ثم ساعدها لكي تتسطح عل السرير وعندما تسطحت سقطت الدموع من عينيها مره اخري بصمت فقال عدي اها بلوم وحنان: وبعدين بقا ياتوته انتي مش شوفتيه خلاص بتعيطي ليه تاني ندي بصوت باكي: عايزه اخذه في حضني عدي وهو يمسح دموعها برفق: هتحضنيه وهتعملي كل اللي نفسك فيه... انتي افضلي ادعي دايما بس لان العياط مش هيفيد بحاجه وعايزك تعرفي ان لو اي حاجه حصلت هي خير ونحتسب ونصبر وربنا هيكفأنا عل صبرنا ده اكيد بحاجة اكبر.
ندي بدموع: انت ليه بتتكلم كده وكانه هيموت فعلا جلس عدي جانبه ثم جذبها الي احضانه وقال بحنان: ياحبيبتي مش قصدي والله.. كفايه عياط عشان خاطري وادعي دايما وان شاء الله ربنا مش هيرد دعائنا ان شاءالله ندي: يااارب...
في المساء كان عدي يقف مع سُفيان ف كافتيرا المستشفي سُفيان: ندي اخبرها ايه عدي بحزن: والله ساعه كده وساعه كده ساعه تكون هاديه وساعه تفتح ف العياط سُفيان: معلش الموضوع مش سهل عليها بردو عدي: اكيد واكمل بعدها وهو يقول بحب اخوي: بجد يا سُفيان بشكرك عل وقفتك جمبي انهاردا دي فعلا انا مش عارف كنت هعمل ايه لو مكنتش معايا.
سُفيان: متقولش حاجه انت اخويا ومفيش بينا شكر.. وربنا يشفيلك ابنك ويرجعهولك سليم معافي ويكبر وتشوفه عريس قد الدنيا عدي بحزن: يااارب سُفيان: خير ان شاءالله عدي: ان شاءالله سُفيان: طيب اروح انا هروح اروح وهجيلك بكره الصبح ان شاءالله عدي: ماشي ياحبيبي سُفيان: عايز حاجه عدي: تسلم.
رحل سُفيان من المستشفي وركب سيارته متجها الي المنزل وصل بعد فتره وفتح باب المنزل نظر ف الصاله فلم يجد جويريه فخمن ان تكون ف الغرفه اتجه للغرفه وقبل ان يفتح الباب سمع جويريه تقرأ القرآن ولانها عل غير علم بالتجويد كانت تقرأ وبعض الكلمات تخرج خطأ.
سُفيان بتردد: انا ممكن اساعدك تقرأي بالتجويد جويريه باعجاب: انت بتعرف تقرأ كويس سُفيان بابتسامه: انا من خمس سنين كنت حافظ القرآن الكريم كله بالتجويد جويريه بدهشه: بجد سُفيان: اه والله.
جويريه بحماسه: طيب ممكن تعلمني عشان خاطري سُفيان: حاضر ذهب سُفيان اليها وجلس بجانبها ومسك المصحف وبمجرد ما ان امسكه حتي ارتجف من الداخل ف هو منذ فتره طويل وهو لم يمسك مصحف بين يديه...
بدء ف قراءه السور الصغيره وجويريه تردد خلفه وقد كان سُفيان متحكم ف التجويد جدا وكان صوته عذب للغايه وقد اعجبت به جويريه بشده فقالت لها عندما انتهي من القراءه: انت صوتك حلو اووي يا سُفيان وكمان بتقرأ حلو اووي انا نفسي ابقي زيك كده سُفيان بابتسامه: ان شاءالله هتبقي زي واحسن مني كمان لتقول جويريه بتردد: سُفيان ممكن اسالك سؤال سُفيان: اسالي سؤال.
جويريه: انت ليه بالرغم انك حافظ القرآن كله بس مش بشوفك بتصلي خالص ارتبك سُفيان من سؤالها ورد عليها بعد فتره قائلا: ربنا يهدينا ياجويريه واكمل بعدها: يلا اقفلي النور بقا عشان عايز انام جويريه باستغراب: مش هتغير وتاكل الاول طيب سُفيان بنعاس: مش قادر هموت وانام.
جويريه: ماشي نام وانا هقوم اقفل النور سُفيان بنوم وتعب: ماشي كان عل وشك النوم ولكن التفت عل جويريه تقول: ااه صحيح ندي عامله ايه سُفيان: والله ساعه تعيط وساعه لا. جويريه بحزن: ياحبيبتي صعبانه عليا اووي.
لم يعلق سُفيان عل كلامتها لانه ذهب ف نوم عميق ابتسمت جويريه بخفوت عليه ثم قامت باغلاق النور وتسطحت بجانبه واحتضنته واضعه راسها عل صدره وعندما شعر بها سُفيان ابتسم ثم قبل شعرها وشدد على احضانه وذهب ف نوم عميق...