رواية البريئة والوحش للكاتبة بسملة حسن الفصل الخامس
في صباح يوم جديد في منزل عدي استيقظت شهيره من نومها اعتدلت ف جلستها عل السرير ثم ظهر فجأه ابتسامه سعاده علي وجهها عندما تذكرت ما حدث بالامس.
فلاش باك عندما باءت محاولات عدي بالفشل ف افاقه ندي اخذ الاسدال التي كانت تحمله والدته والبسها اياه بمساعده والدته ثم حملها بين ذراعيه وخرج من باب المنزل متوجها الي المستشفي.
مرت حوالي نصف ساعه وووصل اخيرا عدي الي المستشفي نظرا لبعد المستشفي عن منزله نزل من السياره واتجه الي الباب الخلفي وحمل ندي مره اخري دخل المستشفي وطلب المساعده من الدكاتره.. اتجهت اليه طبيبه وطلبت منه ان يذهب خلفها الي غرفه الكشف سار خلفها عدي مسرعا ووصل الي غرفة ثم وضعها عل السرير المخصص للكشف.
وابتعد قليلا لكي تفحصها الطبيبه... طلبت منه الطبيبه ان ينتظر بالخارج حتي تستطيع ان تؤدي عملها.. اومأ عدي راسه ونظر نظره اخيره الي ندي بقلق ثم خرج من الغرفه.
مرت ربع ساعه وعدي ينتظر بالخارج ومعه والدته خرجت الطبيبه اخيرا من الغرفه وعندما رأها عدي اتجه اليها سريعا وقال: ها يادكتوره طمنيني الدكتوره بابتسامه بشوشه: متقلقش يافندم اللي حصل ده طبيبعي للي ف حالتها عدي وقد زاد قلقه اكثر ولم يفهم مقصدها: طبيعي ازاي يعني الدكتورة ومازالت الابتسامه مرتسمه علي وجهها: يعني مبروك يافندم المدام حامل.
عدي بابتسامه بلهاء: حامل!!!! احلفي ضحكت الطبيبه عل حالته وقالت: اه والله واكملت بعدها بجديه: هي لسه الشهور الاولي اهم حاجه تهتم باكلها والراحه التامه ليها وطبعا لازم تتابعوا مع دكتور تاني ويقولكم علي تفاصيل اكتر... وتقدر تدخلها هي 10 دقايق وتفوق.
عدي بابتسامه واسعه: شكرا يادكتوره شكرا اوي الدكتوره بابتسامه: علي ايه ده شغلي.. ربنا يتمم حملها بخير انهت كلامتها ثم ذهب من امامه اما عدي ف التفت الي والدته بفرحة وقال: ندي حامل ياامي ندي حامل.
شهيره بابتسامه بسيطه ولكن ف داخلها فهي تكاد تطير من الفرحه ف اخيرا سوف يكون لها احفاد: مبروك ياعدي ربنا يكملها علي خير عدي بفرحة: ياارب ياامي واكمل بعدها بسرعه: انا هروح ادخلها بقا اومأت شهيره براسها بابتسامه ولم تعلق دخل عدي الغرفه ونظر الي ندي وجدها مازالت نائمه.
فجلس بجانبها واخذ ينظر لها بفرحه فهو اخيرا سيصبح اب فهو كان يتمني ذلك منذ زمن فعدي يحب الاطفال بل يعشقهم بشده... انتبه عل تململ ندي فنظر اليها منتظرا ان تفتح عينيها فتحت ندي عينيها بتعب القت نظره ع المكان حولها ف استغربت فهذه ليست غرفتها.
فاقت قليلا ونظرت امامها فوجدت عدي فقالت بتعب: انا فين عدي بابتسامه: ف المستشفى حمدلله عل سلامتك ياندوش ندي وقد بدأت ف استعادت نفسها: ايه اللي جابني هنا.. ايه اللي حصل عدي بنفس الابتسامه: والله مفيش بس واضح.
وضع يده علي بطنها واكمل واضح ان الاستاذ او الاستاذه اللي جواه حابوا يقولولنا انهم موجودين بس بطريقه مختلفه شويه توسعت عين مدي بدهشه وقالت وهي تعدل ف جلستها: انت قصدك ايه ضحك عدي وقال: مبرووك ياندوش انتي حامل هتكوني ماما بعد 8 شهور.
ارتسمت ابتسامه واسعه علي وجهه ندي وقالت: يعني هبقا ماما اومأ عدي راسه بابتسامة قفزت ندي الي احضانه وقالت بفرحه وصراخ: انا هبقااا مااااامااا ياعدي انا فرحااانه اوووووي اخرجها عدي من احضانه وقال بضحكه عاليه: يامجنونه فضحتينا بس ندي باعتذار وضحكه: اسفه اسفه.
بس انا مش مصدقه بس جاء عدي ليتحدث ولكن منعه صوت طرق علي الباب ليسمح للطارق بدخول ولم تكن سوي والدته اعتدلت ندي ف جلستها ونظرت الي شهيرة بصمت لتقول شهيرة بابتسامه بسيطه ولاول مره تظهر لندي: مبروة ياندي ربنا يتمملك بخير ندي وقد فرحت بتلك الابتسامه: الله يبارك ف حضرتك ياطنط شكرا قاطعهم عدي قائلا وهو ينهض من علي السرير: طيب ايه مش يلا بقا ندي: يلا باااك.
ف غرفة ندي وعدي استيقظت ندي وعندما تذكرت ما حدث بالامس ابتسمت بسعاده ووضعت يدها علي بطنها وحركتها برقه ثم نظرت بعدها الي عدي بحب شديد.
بعد فتره خرجت ندي من غرفتها لكي تقوم بتجهيز الفطار لكن صدمت عندما وجدت شهيرة بالمطبخ وتقوم هي بتجهيز الفطار لتتجه ندي اليها وتقول: بتعملي ايه ياطنط... اسفه لو اتاخرت ف النوم بس هي جات كده.. هاتي عنك واتفضلي انتي ف الصاله وانا هخلص الفطار بسرعه ان شاءالله.
شهيره: لا روحي انتي ارتاحي انتي حامل والحركة الكتير غلظ عليكي روحي انتي اقعدي ف الصاله وانا هعمل الفطار ندي باعتراض: لا ياطن.. شهيره بتصميم: يلا ياندي واسمعي الكلام ومتجادلنيش ندي بتنهيده: حاضر خرجت ندي الي الصاله وجلست عل الاريكه وهو بداخلها سعيده بتغير معامله شهيره معاه وضعت يدها ع بطنها وقالت بابتسامه خفيفه: ربنا يجعلك سبب ف تغير معامله طنط معايا ياحبيبي
اما ف منزل سُفيان لم يحالف الحظ جوريريه اليوم ف سُفيان قد استقيظ قبلها استيقظ سُفيان من نومه ونظر جانبه وقد توقع بانه سيجد جويريه قد استيقظت قبله وذهبت لغرفتها ولكن خالفت توقعته ف وجدها نائمه بجانبه بعمق... بالتاكيد لم تستيقط مبكرا لانها تاخرت عل موعد نومها بالامس.
نظر لها سُفيان وتأمل ملامحها ثم ارتسمت فجأه عل وجهه ابتسامة خبث فقد جاءت ف باله فكره وقرر ان ينفذها عقد حاجبيه بضيق مصطنع ثم قال بصوت عالي الي حد ما: جويريه جويريه اصحي ردت جوريريه بانزعاج ونعاس: سيبني ياداده انا نعسانه ومش قادره.
سيطر سُفيان عل ابتسامته وقال بجمود مصطنع: اصحي يابت انتي انا سُفيان انتفضت جوريريه بفزع عندما استوعبت ان هذا صوت سُفيان وليس الداده نظرت له بخوف وقد زاد اكثر عندما لاحظت ملامح وجهه الغاضبه.
ليقول سُفيان بغضب مصطنع: ايه اللي جابك هنا يابت انتي سيطر الخوف اكثر عل جوريريه فقالت بكذب وتلعثم وقد بدأت بعض الدموع تترقرق ف عينيها: انا انا مش عا ر فه ايه اللي جا بني هنا با ين باين مشيت وانا نايمه.. صدقني انا معرفش ايه اللي جابني هنا صدقني انا مش بكذب.
سُفيان وهو مازال مصطنع الغضب: والله!! وانا المفروض اصدق مش كده نزلت دموع جويريه بخوف وقالت: ااه انا مش بكذب سُفيان: لا بتكذبي وانا بقا هعاقبك ع الاتنين ع نومك هنا وعل كذبك كمان هزت جويريه راسها نافيه بدموع ثم نظرت خلفها حيث باب الغرفه وقررت ان تهرب منه وبالفعل سحبت عروستها ونهضت من ع السرير بسرعه لتخرج من الغرف ولكن سُفيان قد قرأ ما في بالها وقام بجذبها مره اخري الي السرير قبل ان تهرب منه.
اما جويريه ف عندما شعرت بيديه ع ذراعيها اعتقدت بانه سيقوم بضربها فانكمشت عل نفسها بخوف ووضعت يديها امامها وجهها لتحمي نفسها منه وقال بخوف وبكاء: خالص عشان خاطري متضربنيش سبني وانا مش هخرج من اوصتي خالص.. سبني والنبي.
تألم قلب سُفيان ع خوفها منه بهذا الشكل فقام بابعاد يدها عن وجهها وقال بابتسامه: اهدي ياجويريه انا بهزر معاكي لم تصدق جويريه كلامه وظلت تبكي ليقول سُفيان: جويريه قولتلك بهزر والله بهزر.
نظرت جويريه له وقالت بتردد ومازالت الدموع في عينها: يعني انت مش هتضربني هز سُفيان راسه نافيا وقال: لا مش هضربك مسحت جويريه دموعها بيديها وقالت: ماشي.
نظرت امامها ولم تعلق ولكن جاءت عينها ع شاشه التلفزيون امامها ف نظرت لسُفيان بتردد ثم نظرت لشاشه التلفزيون.
لاحظ سُفيان ترددها فقال: اسالي اسالي جويريه بارتباك هو تشير الي التلفيزيون: هو ايه ده انصدم سُفيان داخله وتساءل ف نفسه التلك درجه لا تعلم شئ عن الحياه رد عليه قائلا بهدوء: ده تلفزيون بيجي عليه افلام ومسلسلات ومسرحيات وبرامج نظرت له ببلاهه لعدم فهمها لما يقولها.
ابتسم سُفيان ثم نظر بجانبه وجذب الريموت الخاص بالتلفيزيون ثم قام بتشغليه شهقت جويريه باندهاش ضحك سُفيان وقال: ايه يابنتي نظرت له وقالت باندهاش: ده جميل جدا انهت كلامها ثم نظرت للتليفزيون بتركيز.
مرت فتره ومازالت جويريه تتابع شاشه التلفيزيون بتركيز شديد نادي عليها سُفيان لتنظر اليه ولكن هي لم تسمعه بالاساس بل ظلت تنظر الي التليفزيون ضحك بخفوت عليها ثم قرر تركها وذهب هو الي المرحاض ويرتدي ملابس ليستعد للخروج.
مرت ربع ساعه وخرج سُفيان من المرحاض نظر الي جويريه فوجدها مازالت مندمجه في مشاهده الفيلم ف اتجه الي السرير وجذب الريموت وقام بغلق التليفزيون انتبهت جويريه علي فعلته فالتفت لسُفيان وقالت له بتذمر: ايه ده قفل ليه خليه يفتح تاني سُفيان: انا اللي قفلته ياجويريه كفايه كده.
جويريه برجاء: ليه كده ارجوك افتحه تاني عشان خاطري عشان خاطري هز سُفيان راسه نافيا وقال بصرامه: لا كفايه كده ويلا قومي بقا وروحي اوضتك نهضت جويريه من علي السرير وقالت بغضب طفولي: اووف انت وحش انهت كلامها ثم خرجت من الغرفه.
ابتسم سُفيان علي تصرفاتها وقال بسخريه ف نفسه: قالتلي وحش عشان قفلت التلفيزيون امال لو عرفت حقيقتي هتقول ايه.
بعد مرور فتره خرج سُفيان من غرفته ذهب اولا الي غرفه جويريه دق عل الباب ولم يدخل بل قال لها من الخارج: انا خارج بلاش حركه كتير واوعي ارجع الاقيكي عامله مصيبه فتحت جويريه الباب وقالت بغضب طفيف: مش هخرج وهفضل حابسه نفسي هنا ف الاوضه لحد مااموت عاجبك كده نظر لها سُفيان ببرود ولم يعلق بل تركها وتوجه الي باب المنزل وخرج من المنزل.
دبت جويريه بقدمها عل الارض بغضب ثم دخلت لغرفتها واغلقت الباب بعنف.
خرج سُفيان من المنزل وركب سيارته وقبل ان يتحرك بها قام بالاتصال علي ناهد واخبرها علي مكان عملها الجديد وان تستطيع البدء فيه من الغد... سعدت ناهد بشده واخذ تشكره وتدعو له كثيرا وكانت فرحتها بهذا العمل لا توصف.
مر النهار دون حدوث اي شئ جديد وف المساء عاد سُفيان الي المنزل كان متوقع ان يدخل المنزل ويجدها جالسه بالصاله كعادتها ولكن لم يجدها.. اتجه الي باب غرفتها ودق بخفوت ثم دلف للغرفه ليجد جويريه متخذه وضع الجنين وجسدها يهتز دليل عل بكاءها وتخرج منها شهقات خافته اقترب منها وقال بقلق مخفي: جويريه مالك بتعيطي ليه.
جلست جويريه عل السرير وظلت تبكي بصمت دون ان تتحدث ليقول سُفيان بنفاذ صبر: جويريه قولت فيه ايه انا مش هقعد طول اليوم اسالك ايه اللي حصل جويريه بخفوت: مفيش حاجه سُفيان بغيظ: مفيش حاجه ازاي يعني امال بتعيطي ليه... اخلصي وقولي ف ايه.
ردت عليه جويريه ببكاء ف لم يفهم منها شئ ليقول بغضب طفيف: مش سامع حاجة علي صوتك جويريه ببكاء: انا جعانه سُفيان بصدمه: جعانه!! طيب ومكلتيش ليه طالما جعانه واكمل بعدها بتساؤل انتي مكلتيش من ساعه ما صحيتي من النوم الصبح.
خرج سُفيان من الغرفه وهو يقول بتذمر: وبتتآمر كمان.. سُفيان اللي الكل بيخاف كنه بيعمل اكل لحته بت لا راحت ولا جت.
دخل المطبخ واحضر لها انواع عديده من الطعام وعندما انتهي حمل الصينيه التي عليها الطعام واتجه الي غرفه جويريه مره اخري دخل الغرفه ووضع الطعام امامها علي السرير وقال بغيظ: اتفضلي الاكل ياهانم تؤمري بحاجه تانيه نظرت للاكل بشهيه وقالت له: لا شكراً.
كان سيتحدث سُفيان ولكن منعه صوت جرس الباب ليلقي نظره اخيره عل جويريه التي بدأت ف تناول الطعام بشراهه ثم خرج ليري من بالخارج فتح الباب ووجد عدي امامها والذي بمجرد ما ان رائ سُفيان حتي اتجه اليه وعناقه بشده.
ليقول سُفيان بضحكه وهو يحاول اخراجه من حضنه: ايه ياابني هو انا راجع من حرب ولاايه ضحك عدي هو الاخر وقال بعدها بفرحة: باركلي ياسُفيان هبقا اب اخيرا.
احتضنه سُفيان وقال له بحب: الف مبروك يا عدي ربنا يجعله ذريه صالحه ليكم ان شاءالله ياحبيبي عدي: ربنا يخليك ليا ياصحبي اخرجه سُفيان من احضانه وقال: تعالي ندخل جوه بدل ما احنا واقفين عل الباب كده عدي: ماشي.
اتجه كلاهما للداخل وجلسوا علي الاريكه ليقول سُفيان بتساؤل: بس ندي حامل من امتي وعرفتوا ازاي عدي:لسه عارفين امبارح والله ثم اخذ بعدها يقص ما حدث بالامس من اغماء ندي ومعرفتهم بعدها بالحمل ليقول سُفيان بابتسامه: مبروك ياعدي الف مبروك عدي: الله يبارك فيك ياصاحبي.. عقبالك بقا لم تتجوز كده وربنا يرزقك باطفال.
اومأ سُفيان براسه دون تعليق وقال بعدها: اخبارك اي ف الشغل عدي: الحمدلله ماشي الحال مرت فتره وظل الاثنان يتحدثان ف امور العمل ليقاطع حديثهم خروج جويريه من الغرفه.
خرجت جويريه من الغرفه وهي لا تعلم ان عدي بالخارج ولكن عندما رأته اتجهت اليه وقال بابتسامه واسعه: ازيك ياعدي.. مش انت اسمك عدي مش كده.
عدي بابتسامه: ااه اسمي عدي برافو عليكي ذاكرتك حلوه ياجويريه جويريه بابتسامه: شكرا عدي: اخبارك ايه واخبار عروستك ايه كان اسمها ايه فكريني كده جويريه بسرعه: لوليتا.. احسن كويسين واكملت بعدها بحزن: بس الداده وحشتني اوي ونفسي اشوفها عدي وهو يحاول ان يخرجها من حزنها: هتشوفيها ان شاءالله واكمل بعدها بمشاكسه: بس قوليلي بقا.
الراجل المتوحش ده عامل معاكي ايه قال عدي ذلك وهو يشير الي سُفيان الذي رفع احدي حاجبيبه بغيظ وغضب مكتوم ف هو بدء لا يعجبه حديث عدي مع جويريه ضحكت جويريه وقالت: كويس ساعات بيكون شرير وساعاات بيكون طيب ثم اكملت له قائله بشكوي: بس هو مرضيش يخليني اتفرج عل الفلتيزيون الصبح.
ضحك عدي بصوت عالي اما سُفيان فقد ظهرت علي وجهه ابتسامه صغيره قال عدي وهو مازال يضحك: اسمه التلفزيون ياجوري سُفيان بغيظ من صديقه فقال بصوت منخفض: وكمان جوري ده خد عليها اوي سمعه عدي ف قال لسُفيان بنظره خبث: ف حاجه ياصاحبي بتقول حاجه سُفيان بغيظ: مبقولش.
عدي بخبث: ماشي ثم قال لجويريه: تعالي اقعدي ياجوري اقعدي بدل ما انتي واقفه كده ثم اشار بيده الي كرسي بعيد عنه مسافه لا بأس بها كادت جويريه ان تجلس ولكن منعها صوت سُفيان العالي قائلا: لا جويريه هتدخل اوضتها عشان عايزاك ف موضوع مهم قال عدي ليغيظ سُفيان اكتر: نتكلم بعدين يا سُفيان اصل انا مش بشوف جوري كتير ف فرصه بقا انهاردا اني شوفتها.
لم يستطيع سُفيان التحمل اكثر فمال عل عدي وقال له بتهديد: لم ليتلك ياعدي وبطل برود واستفزاز وخلي ابنك يجي الدنيا ويلاقيك سليم بدل ما يجي ويلاقي ابوه عنده عاهه مستديمه ودي طبعا اللي هكون انا السبب فيها... فهمت ولا اقول تاني بلع عدي ريقه وقد تأكد بانه اخرج اسوء ما فيه ليقول: لا عل ايه الطيب احسن.
سُفيان بابتسامه صفراء: شاطر كده تعجبني ثم نظر الي جويريه وقال لها بنبره آمره: يلا علي اوضتك جويريه بتذمر: ليه انا طول اليوم محبوسه ف الاوضه وماصدقت طلعت منها وبعدين انا عايز اقعد مع عدي شويه سُفيان بصرامه: سمعتي انا قولت ايه نظرت جوريريه الي الاسفل بحزن وقالت بطاعه: حاضر.
قامت جوريريه من علي الكرسي واتجهت الي غرفتها مره اخري راقب دخولها عدي وسُفيان ليقول عدي لسُفيان بعد دخولها: يااخي حرام عليك حد يزعل الملاك ده سُفيان بغضب: عدي عدي بضحكه: خلاص خلاص اسف واكمل بعدها بخبث: بس ايه ياصاحبي انت وقعت ولا حد سمي عليك ولاايه.
توتر سُفيان داخله ولكنه رد عليه بجمود: لا وقعت لا زفت انت عارف اني مليش ف الكلام الفاضي ده ابتسم عدي وقال: يمكن بردو اراد سُفيان ان ينهي هذا الحوارف اخذ يتحدث معه ف بعض امور العمل.
بعد مرور حوالي ساعتين غادر عدي منزل سُفيان.
ظل سُفيان يعبث بهاتفهه وبعد فتره اغلقه ثم نهض بعدها من ع الاريكه كاد ان يذهب الي غرفه جويريه ولكن غير رأيه واتجه الي غرفته مباشره ابدل ملابسه ثم تسطح عل السرير وبعد لحظات ذهب ف ثبات عميق ولم ينتظر ككل ليله دخول جويريه غرفته والنوم بجانبه.
استيقظ فجرا عندما شعر بالعطش فتح عينه ونظر بجانبه ولم يجد جويريه ف ظن انها قد قررت ان تنام بمفردها فلم يهتم مد يده عل الكومدينوا بجانبه لياخد كوب الماء ليشرب ولكنه وجد الكوب فارغ تنهد بملل ثم نهض من عل السرير ليتجه للخارج ليشرب المياه فتح باب الغرفه ولكن توسعت عينه بدهشه عندما وجد جويريه امام الباب عل والارض وكانت متكومه ع نفسها وتحتضن عروستها وكان جسدها يرتعش من بروده الجو...
رواية البريئة والوحش للكاتبة بسملة حسن الفصل السادس
فتح باب الغرفه ولكن توسعت عينه بدهشه عندما وجد جويريه امام الباب عل والارض وكانت متكومه ع نفسها وتحتضن عروستها وكان جسدها يرتعش من البروده.
اتجه اليها مسرعا وحملها بين يديه واتجه الي غرفته ووضعها علي السرير ووضع عليها الغطاء لتدفئتها وقال بغضب طفيف: حد ينام بره علي الارض كده انتي مجنونه نزلت دموع جويريه وقالت بخفوت: كنت كنت خايفه انام لوحدي سُفيان بصوت عالي نسبياً: ومجتيش نمتي جمبي ع الزفت ليه ما انتي كل ليله بتنامي جمبي اشمعني انهاردا ولا هو عناد وفوران دم وخلاص.
جويريه ببكاء ممزوج بشهقات: عشان انا مش بكلمك شد سُفيان عل شعره بغضب وقال بخفوت: ياصبر ايووب واكمل بعدها بغصب وغيظ منها: نامي ياجويريه ومش عايزه اسمع صوتك عشان متغباش عليكي طفح الكيل بجويريه فقالت له ببكاء وصوت عالي: بطل تزعقلي انا معملتش حاجه عشان تزعقلي دايما كده مش بتشوفني غير ما تزعقلي وديني عند الداده هي مش بتزعقلي وديني ليها واستريح مني.
عاتب سُفيان نفسه فهي محقه هو دايما يصرخ عليها حتي وان لم تفعل شئ يستحق ذلك فقال لها بهدوء: خلاص اهدي وبطلي عياط لم تستمع جويريه اليه بل ظلت تبكي بصوت عالي اتجه اليها سُفيان وطلس بجانبها ع السرير وقال: خلاص بقا كفايه وانا مش هزعق فيكي تاني كده مرضي ياستي تووقفت جويريه عن البكاء ونظرت اليه وقالت: بجد مش هتزعق فيا تاني ولا بتقول كده وخلاص ابتسم سُفيان وقال: لا مش بقول كده وخلاص واوعدك مش هزعقلك تاني.
واكمل وهو يحاول اخراجها من حزنها: الا قوليلي بقا عروستك دي اسمها ايه قام جويريه بتخبئه العروسه خلفها وقالت بخوف: بتسال ليه رد سُفيان بهدوء قائلا: اهدي ياجويريه انا مش هعملها حاجه انا بسال بس جويريه: ماشي واكملت بعدها بتردد: اسمها لوليتا سُفيان: امم وانتي بقا اللي سمتيها ولا حد تاني.
جويريه وقد بدأت ف الاندماج معه: انا اللي سميتها لوحدي... عارف ماما هي اللي جابتهلي ومن ساعه ما كنت صغيره وهي معايا ودايما كنت بخليها تنام معايا وبحبها اووي اووي وكمان دي الذكره الوحيده من ماما عشان كده بحبها خالص سُفيان: ماشي ياستي ربنا يخليهالك... يلا بقا عشان تنامي ولااايه.
دق قلب سُفيان بسرعه من كلمتها تلك هو يعلم من ان غرضها برئ جدا فقال بتوتر: نامي ياجويريه وكفايه كلام جويريه بسرعه: حاضر تسطحت جيدا عل الفراش ثم اغمضت عينها سريعا تسطح سُفيان هو الاخر ووضع بينها وبينه وساده لكي تكون فاصل بينهم وضع يديه تحت راسه ونظر للسقف وشرد ف كلمه جويريه ولكن هز راسه بعدها نافيا لتفكيره ثم اغمض عينيه وبعد مده ذهب ف نوم عميق هو وجويريه.
في صباح يوم جديد استيقظ سُفيان عل صوت جويريه تقول له: اصحي بقا يا سُفيان انت بتنام كتير كده ليه سُفيان بنعس: في اي ياجويريه عل الصبح جويريه: عايزاك تفتحلي الفتليزيون ارجوك عايزه اتفرج عليك.
غضب سُفيان منها لانها ايقظته لهذا السبب وجاء ليصرخ عليها ولكن اوقفه صوت جويريه وهي تقول بسرعه: انت وعدتني امبارح انك مش هتزعقلي زفر سُفيان بغضب وجذب الريموت من جانبه وقام بتشغيل التليفزيون وقال لها: اول حاجه ده اسمه تليفزيون تاني حاجه اديني شغلتلك التليفزيون اهو مش عايز اسمع صوتك بقا.
لم ترد عليه جويريه لانها قد بدأت بالاندماج ف الفيلم المعروض عندما رأها سُفيان هكذا قال ف نفسه لم لا يقوم بتشغيل فيلم كرتون لها فبالتاكيد ستسعد به وسيكون افضل من هذا الفيلم الاجنبي الذي وبالتاكيد لا تفهم منه شئ.
فقال لها بصوت مرتفع قليلا لكي تنتبه له: جويريه اي رايك اجبلك فيلم كرتون التفت جويريه اليه وقالت بتساؤل: ايه فيلم كرتون ده سُفيان: استني هجبهولك دلوقتي.
بحث سُفيان عن قنوات الكرتون وقد وجدها اخيرا اختار عشوائي احد القنوات وكان لحظ جويريه انه يعرض عليه فيلم رابونزل قال سُفيان: هو ده عندما رأتها جويريه ورأت ايضا انهم يتحدثوا العربيه التفتت جويريه الي سُفيان وقالت بفرحه: الله دول بيتكلموا زينا.
ابتسم سُفيان وقال: اه بيتكلموا زينا... اسمعي الفيلم بقا ومتعمليش صوت عشان عايز انام بغض النظر عن اني مش هعرف انام والتليفزيون شغال بس هحاول جويريه: اوعدك مش هطلع صوت خالص خالص سُفيان وهو يتسطح عل السرير: ماشي.. اما نشوف.
استيقظ سُفيان بعد ساعه تقريبا نظر بجانبه ووجد ان جويريه مازالت منتبه الي فيلم اخر غير فيلم رابونزل فقال انه بالتاكيد قد انتهي واتي بعده هذا الفيلم.
قال سُفيان: انتي لسه قاعده التفت له جويريه وقالت بحماسه: سُفيان انت صحيت... الفيلم كان حلو اووي اووي انا بجد فرحانه اووي بس زعلت لما يوجين قصلها شعرها كان جميل اووي وهو طويل بس هو كان لازم يعمل كده عشان يخلصها من الست الشريره وضعت يديها عل شعرها وقالت: انا نفسي يكون شعري طويل زيها كده تفتكر هي كانت بتعمل ايه عشان يكون طويل كده.
ظل سُفيان صامت فقط يراقب حديثها والفرحه التي تظهر ف عينيها من مجرد فيلم... واجاب عليها عندما سألته قائلا: ده كرتون ياجويريه يعني مش حقيقي ومفيش حد شعره طويل كده انتي بقا شعرك طويل واي بنت تتمني انها يكون عندها شعر طويل زيك كده جويريه بفرحه: بجد سُفيان: ااه بجد واكمل بعدها: كفايه رغي بقا وسبيني عشان اروح الحمام جويريه: ماشي.
دخل سُفيان المرحاض ثم خرج بعد فتره وهو مرتدي ملابس خروج جلس عل كرسي موجد بالغرفه وجذب حذائه وبدء ف ارتداءه ليسمع صوت جويريه قائله: سُفيان سُفيان: اممم جويريه: هو انت ماشي سُفيان: ااه ليه جويريه: هو انت بتنزل تروح فين بقا وايه اللي بيكون بره البيت ده وبتشوف ايه ممكن تحكيلي.
توقف سُفيان ونظر اليها وقال بتساؤل: انتي عمرك ما نزلتي الشارع هزت جويريه رلسها نافيه وقالت: لا عمري ما نزلت خالص ولا اعرف شكل الشارع ده ايه.
فكر سُفيان قليلا ثم قال: وليه لا نظر لجويريه وقال: ايه رايك تيجي تنزلي معايا وتشوفي الشارع انتفضت جويريه من ع السرير وقال بعدم تصديق وفرحه: بجد سُفيان بابتسامه: اه بجد جويريه بحماسه وسرعه: ااه ماشي يلا يلا انا موافقه رفع سُفيان حاجبيه وقال باستنكار: يلا ايه انتي هتنزلي بالبيجامه دي جويريه باستغراب: امال هنزل باايه تنهد سُفيان وقال: استني هجبلك لبس.
خرج سُفيان من الغرفة واتجه الي غرفه اخته واخذ طقم للخروج لجويريه ثم خرج من الغرفه واتجه الي جويريه مره اخري مد يديه بالملابس لها وقال لها: خدي دول روحي اوضتك يلا والبسبهم جويريه: حاضر ذهبت جويريه الي غرفتها وارتدت ملابسها ثم خرجت الي سُفيان والذي كان يتنظرها ف الصاله.
وقفت امامه وقالت بفرحه وحماسه وهي تدور حول نفسها: حلوو خالص مش كده امأ سُفيان راسه بهدوء وارتسمت عل وجهه ابتسامه بسيطة جويريه: طيب يلا بقا عشان ننزل نشوف الشارع سُفيان بتساؤل: يلا ازاي هو انتي خلصتي جويريه: اه خلصت سُفيان: وشعرك اللي مفرود ده جويريه بعدم فهم: ماله سُفيان بنفاذ صبر.: هو ايه اللي ماله... ملبستيش طرحه ليه.
جويريه بتساؤل: الطرحه دي زي اللي كانت بتلبسها الداده سُفيان: اه هي اتفضلي خشي البسيها انا كنت مجهزلك واحده مع الطقم ده جويريه ببراءه: بس انا مش بعرف البسها وكمان البسها ليه انا علطول قاعده بشعري سفيان بغضب وغيره مكتومه: هو ايه اللي تلبسيها ليه انتي عايزه تنزلي الشارع والناس كلها تفضل تبص علي شعرك وبعدين انتي مش بتصلي يابت انتي.
جويريه بسرعه: ااه طبعا سُفيان: ومتعرفيش ان الحجاب ده فرض عليكي يعني لازم تلبسيه ومينفعش خالص رجاله غريبة تشوف شعرك لان ده حرام جويريه بشهقه: انت بتتكلم جد واكملت بعدها بحزن: يعني دلوقتي ربنا زعلان مني مش كده سُفيان: طالما لسه عارف مش هيبقي زعلان اهم حاجه بقا متخرجيش قدام حد غريب من غير طرحه تمام.
جويريه: ماشي اوعدك واكملت بعدها بسرعه: هروح بقا البس الطرحه عشان نمشي سُفيان: ماشي دخلت جويريه الي الغرفه وبدأت محاولتها في لف الطرحه مرت حوالي ربع ساعه وسُفيان جالس ف الصاله وعندما مل من كثره الانتظار نهض وقال: لا دي بتهزر.. دي مخدتش الوقت ده كلو ف اللبس.
انهي كلامه ثم اتجهه الي جويريه وجدها تقف امام المرأه ومازالت تحاول لف الطرحه ولكن فشلت جميع محاولتها سُفيان: ايه كل ده بتلبسي الطرحه ليه جويريه بتذمر: مش عارفه البسها كل شويه تبوظ مني سُفيان: انتي يابت انتي مش كنتي بتلبسي الطرحه وانتي بتصلي المفروض تكوني اتعودتي.
جويريه: كانت بتتلف معايا بسرعه لكن دي معرفش مالها كل لما الفها ياهي تبوظ يا شعري يبقي باين نظرت اليه بعد ان كانت تنظر ف المرأه وقالت: ممكن تساعدني فيه عشان خاطري.
تردد سُفيان وكان سيرفض ولكن انتصر قلبه عل عقله وقرر مساعدته وقال: ماشي ياجويريه لما نشوف اخرتها اقترب منها ومسك شعرها اعجب داخليا بنعومته وطوله ولكن تغلب عل هذا الشعور ف الحال... ربط شعرها باحكام حتي لا يفلت ثم جذب الطرحه ووضعها علي شعرها ولفها بطريقه جيده الي حد ما.
انتهي من لف طرحتها ثم ابتعد وقال: ادينيا خلصنا مش يلا بقا ولاايه جويريه وهو تتفحص الطرحه ف المرأة: برافوا عليك لفتها حلو اوي ازاي عملتها كده سفيان باختصار: هو مش كيما الموضوع سهل وبعدين بكره وبعده تتعودي.
جويريه: ماشي.. يلا بقا سُفيان:يلا بمجرد خروج سُفيان من باب المنزل هو وجويريه حتي بدأت حاله الاندهاش تصيب جوريه تنظر لكي شئ تراه باندهاش ف هي لاول مره تخرج من منزلها وتري مثل هذه الاشياء حتي السياره قبل ان تركبها هي وسُفيان سالته عن اسمها وماذا تفعل وكان سُفيان يرد علي اسالته بهدوء وصبر.
ركبت جويريه السياره وظلت طوال الطريق تنظر من النافذه تشاهد الشوارع والبشر التي تمشي فيها والمحلات والموجوده ف الشارع وغيرها...
توقف سُفيان عند مطعم ما وقال لها: يلا انزل عشان نفطر جويريه: هنفطر فين سُفيان وهو يشير بيده: هنا ف المطعم ده جويريه بحماسه: ماشي يلا.
نزل الاثنين من السياره مسك سُفيان يد جويريه واقنع نفسه انه فعل ذلك حتي لا تذهب بعيدا عنه ظلت جويريه تحدق ف الاشخاص امامهم بشده وتركيز وقد بدء البعض يلاحظ نظرت جويريه وعندما شعر سُفيان بذلك وان جويريه اصبحت ملفته للنظر اوقفها وقال لها: جويريه بطلي تبصي للناس كده بقيتي ملفته للنظر وممكن حد يجي يعملنا مشاكل ماشي.
جويريه بتبرير: انا مش قصدي حاجه والله قاطعها سُفيان وقال: عارف انك مش قصدك حاجه بس مش كل الناس اللي هنا هيفهوا قصدك تمام جويريه بخفوت: حاضر مش هبص لحد سُفيان: اتفقنا... يلا بقي اقعدي وانا هطلب الاكل جويريه: ماشي.
جلسوا وتناولوا الطعام وبعد ان انتهوا دفع سفيان الحساب ثم خرج هو وجويريه كانوا سيركبوا السياره ولكن اوقفته جويريه وطلبت منه ان يذهبوا للمنزل سيرا ع الاقدام ف هي تريد ان تكتشف اكثر واكثر عن هذا العالم التي لا تعلم عنه شئ وافق سُفيان تحت اصراره ف اغلق سيارته باحكام ثم بدء هو وجويريه ف المشي مشي الاثنان وكانت فرحه جويريه لا تقاوم خاصه عندما جلب لها سُفيان بعد الحلويات.
مرت حوالي ساعه ثم وصل اخيرا سُفيان وجويريه الي المنزل.. ظل سُفيان مراقب بابتسامه تعبيرات وجهه ويديها وهي تصف مدي فرحتها بهذه الجوله وكم تتمني ان تذهب ف جوله اخري معه.
مر باقي اليوم وجلس سُفيان مع جويريه اليوم كله وكان ذلك من اسعد الايام لجويريه وظلت تتمني بان يتكرر مره اخري...
بعد مرور حوالي شهر تقريبا ع تلك الاحداث زدات العلاقه بين سُفيان وجويريه وقد تعلقت جويريه به وبشده وسُفيان ايضا ولكنه دائما ما ينكر ذلك اما شهيره فقد حسنت علاقتها بندي بشده وتغيرت معاملتها معاه وقد احبت ندي وندمت علي معاملتها لها سابقاً.
في صباح يوم جديد وف منزل عدي استقيظت ندي اولا نظرت جانبها فوجدت ان عدي مازال نائما ف قررت ان تيقظه ليذهب لعمله ندي: عدي عدي يلا اصحي ياحبيبي عشان شغلك عدي بتعب: اممم ندي بقلق عندما لاحظت تعبيرات وجهه المتعبه: مالك ياعدي انت تعبان ولاايه.
وضعت يديها عل جبينه لتري اذ كانت حرارته مرتفعه وكما توقعت ف كان عدي جسمه ساخن جدا فقالت بخوف: ياخرابي انت جسمك مولع جاءت لتنهض ولكن جذبها عدي من يديها وجعلها تسترخي ع السرير مره اخري ووضع هو راسه على صدرها وقال بتعب ونعاس: وحشتيني ابتسمت ندي عل تصرفاته وقالت بخجل طفيف: ما انا جمبك اهو ياعدي سبني بقا عشان اروح اجيب ميه دافيه واعملك كمدات.
اختفت ابتسامتها وتالم قلبها بشده عندما قال بهذيان وتعب: وحشتيني ياعائشه سبتيني ومشيت ليه انا مش عارفه اعيش من غيرك...
اما عند سُفيان ف في طريقه الان الي المخزن الذي يوجد فيه مهران فقد قام بالاتصال عليه صباحا واخبره بانه يريد ان ياتي اليه مساءا وصل سُفيان بعد فتره قصيره ودخل الي مكتب مهران وجلس امامه وقال: خير طلبتني.
مهران بابتسامه: ابدا ياوحش انا بس حبيت اقولك انك خلاص هتخلص من البت اللي عندك وخلاص هترجع لابوها لانها طلعت ورقه محروقه زي ما بيقولوا هددنا ابوها بيها بس هو مش عايزها اصلا وقال اعملوا اللي تعملوا فيها بيني وبينك انا كنت ناوي ابيعها لحد واخد فيها مبلغ مش بطال بس عشان خاطرك انت هرجعها لابوها سليمه.
سفيان وقد انقبض قلبه ولكن حاول التغلب عل هذا الشعور وقال: ارجعها امتي مهران: انهاردا لو تحب سُفيان: ماشي انهي كلامه ثم نهض واتجه للخارج وقد كان قلبه وعقله مشغول بجويريه هو لا ينكر انه تعلق بها قليلا وانجذب ايضا لبرأتها.
تذكر فجأه ذكرياته معاها وظهرت ابتسامة عل شفتيه عندما تذكر مواقفها الطفوليه معه وفرحتها من اقل شئ ولكن عاتب نفسه ونهرها وقال بغضب مكتوم: جرا ايه يا سُفيان ايه اللي حصلك من امتي وانت بتفكر ف حد كده.. انا احسن حل ليا اني اروح واخليها تجهز واروحها لابوها واستريح من الموضوع ده.
وصل سُفيان بعد فتره الي منزله ودخل للداخل فوجد جويريه تجلس علي الاريكه وكالعاده تحمل عروستها في يديها وبمجرد ما ان راته حتي قامت واتجهت اليه وقالت بعتاب طفيف: سُفيان اخرت ليه انا كنت خايفه ابتعد سُفيان عنها مسافه وقال لها ببرود: جهزي نفسك عشان هرجعك لابوكي...
رواية البريئة والوحش للكاتبة بسملة حسن الفصل السابع
ابتعد سُفيان عنها مسافه وقال لها ببرود: جهزي نفسك عشان هرجعك لابوكي.
جويريه بعدم فهم: هرجع لبابا ازاي يعني... انت قصدك هترجعني للداده يعني وعند توقعها هذا قالت بفرحه: الله هشوف الداده اخيرا دي وحشتيني اوي اوي واكملت بعدها: طيب هو انت مينفعش تجيبها تعيش معانا هنا اصل انا مش عايزه اسيبك وانت كمان اكيد مش عايزه تسبني مش كده.
سُفيان وهو مازال علي بروده: جويريه اظن ان كلامي كان واضح من البدايه انا قولت هترجعي لابوكي مش الداده.
جويريه وقد بدأت الدموع ترقرق ف دموعها: ليه ياسُفيان انت عارف ان بابا دايما بيقعد يزعقلي ويضربني كتير وكمان وكمان عارف انه مش بيحبني خالص واكملت بعدها بنبره متوسله وقد انهمرت دموعها على وجهها بغزارة: عشان خاطري متودنيش عنده عشان خاطري.
سُفيان وقد آلمه قلبه بشده عليها وكاد علي وشك ان يستمع اليها ولا يعيدها الي والدها مره اخري ولكن اوقف نفسه عل اخر لحظه وقال لها بقسوه: جويريه انا قولت الكلمه ياريت تتسمع علطول وبلاش مناهده قولت خشي البسي يبقي تدخلي.
جويريه وهي تهتز راسها رافضه: لا مش هدخل انا مش عايزه اروح هناك مش عايزه اروح عنده اقتربت منه وامسكت يده وقالت برجاء: عشان خاطري خليني عندك عشان خاطري مسحت دموعها ثم قالت بنبره باكيه: خليني وانا مش هخرج من اوضتي خالص والله... ولا هتكلم معاك خالص عارف مش هتحس بيا ابدا.
واكلمت بعدها بتردد عندما لاحظت ان تعبيرات وجهه مازالت قاسيه ولم يتآثر بكلامها: طيب بص لو لو عروستي مضايقك نظرت بعدها لعروستها التي تحملها ف يديها بتردد واكملت: ممكن ترميها اتجهت الاريكه ووضعت عروستها عليها وهي تكاد تنهار من البكاء عل مفارقه عروستها ولكن تحكمت ف نفسها واتجهت اليه مره اخري وقال بنبره مؤلمه وقد بدء جسمها يرتعش من الخوف: خلاص مش عايزاها.. ممكن بقا تخليني عندك...
لم يستطيع سُفيان ان يصطنع القسوه اكثر من ذلك فتلك الصغيره ضحت باغلي شئ عندها لكي يوافق سُفيان ويجعلها تعيش ف منزله ولا يعيدها الي ابيها.
فاقترب منها وحاوط راسها بين يديه وقال بحنان: خلاص ياجويريه خلاص مش هوديكي عنده اهدي جويريه بفرحة وهي تمسح دموعها: بجد مش هتوديني عنده امأ سُفيان براسه لتقول جويريه: انا كنت عارفه انك مش هتسبني ومش ههون عليك ابتسم سُفيان ابتسامه خفيفه وبداخله يفكر ف خطه اخري ليعيدها الي والدها ف سيكون الامر صعب عل كليهما اذا نفذ خطته هذه وسرعان ما وجد تلك الخطه ووجدها انها الحل الامثل.
افاق علي صوت جويريه وهي تقول بتلعثم: هو انت انت كده هترمي لوليتا هز راسها نافيا وقال بابتسامه: لا مش هرميها ومفيش حاجه هتقدر تفرقك انتي ولوليتا اتفقنا جويريه بفرحه: ماشي سُفيان: يلا روحي اقعدي هنا وانا هنزل الشارع خمس دقايق وجاي.
تركها سُفيان واتجه الي باب المنزل ليخرج وبمجرد خروجه من المنزل وبعد اغلاقه للباب خلفه تنهد بثقل وقال بحزن: بتصعبي الموضوع عليا ليه ياجويريه بس انهي كلامه ثم نزل للاسفل واتجه الي اقرب صيدلية دخل وقال للصيدلي الواقف امامه: لو سمحت كنت عايز برشام منوم بس ميكنش ليه اضرار جانبيه الصيدلي: تمام ثانيه واحده.
غاب الصيدلي فتره قصيره ثم عاد الي سفان وهو يحمل شريط برشام منوم وقال لسفيان: اتفضل يافندم برشامه واحده بس تتاخد وتنيمك حوالي 7 ساعات متواصله.
شكره سُفيان واعطاه حساب الدواء ثم خرج من الصيدليه واتجه الي المنزل وصل الي باب المنزل وقبل ان يفتح الباب نظر نظره اخيره الي البرشام ثم وضعه ف جيبه وفتح باب المنزل... قبل ان يدخل للصاله سمع جويريه وهي تتحدث لعروستها قائله: انا كنت عارفه انو مش هيرحعني لبابا تاني عارفه يالوليتا انا بقيت بحبه اووي اووي وعايزه اعيش معاه علطول ويسلام بقا لو جاب الداده عندنا تعيش معانا هيكون اسعد يوم ف حياتي.
قرر سُفيان ان يدخل حتي لا يستمع اكثر ويتأثر بكلامها دلف للصاله وعندما رأته جويريه نهضت وقال بابتسامه واسعه: ماخرتش فعلا زي ما قولتلي.
لم يعلق سُفيان علي كلامتها ولكنه قال: انا جعان اوي انتي مش جعانه جويريه: جعانه شويه صغيرين سُفيان بابتسامه: طيب تعالي نعمل عشا جويريه بفرحة: هعمل معاك العشا اومأ براسه بابتسامه ف اتجهت اليه جويريه وقالت بحماسه:يلا.
اتجه سُفيان الي المطبخ وخلفه جويريه بدأ سُفيان ف تحضير الطعام وجويريه تراقبه بفضول وقالت بعد فتره: انا عايزه اعمل معاك الاكل سُفيان: لا خليكي وانا قربت اخلص جويريه برجاء: عشان خاطري عشان خاطري سُفيان بتنهيده: خلاص ماشي.. تعرفي تقطعي الطماطم دي وتعملي سلطه جويريه بكذب فهي لم تمسك السكين ولا مره حتي عندما كانت تقف مع ناهد كانت فقط تقف وتراقب وكانت ناهد تمنعها من فعل اي شئ: ااه بعرف.
سُفيان وها موجهه نظره الي ما يفعله: خلاص خديهم من جنبي واقعدي ع التربيزه دي وقطعيها جويريه:حاضر اخذت جويريه الطبق الموجود به الطماطم والسكين وجلس عل الطاوله لم تمر فتره طويله وسمع سُفيان صوت تأوه عالي صادر منها ليترك ما بيده سريعا واتجه اليها وقال بقلق: ايه ف ايه نظر الي يديها التي تنزف ولكن لم يكن الجرح عميق وقال بلوم: طالما انتي مش بتعرفي اصريتي ليه تعملي عجبك كده دلوقتي.
جويريه ببكاء: لا بعرف سُفيان: بتعرفي ايه بس... واكمل بعدها خليكي هنا عبال ما اجيب علبه الاسعافات عشان اطهرلك الجرح ده ذهب سُفيان واحضر علبه الاسعافات الاوليه وعاد اليها مره اخري جذب يديها وبدء ف تطهير الجرح برفق حتي لايؤلهما انتهي من تطهير الجرح وقال: بس كده خلصنا جويريه ببكاء: بتوجعني سُفيان: معلش شويه وهتخف واكمل بعدها بمشاكسه: دي اخره الكدب جويريه بحرج: اسفه سُفيان: حصل خير... يلا عشان ناكل بقا جويريه: يلا.
وضع سُفيان الطعام وبدء الاثنان ف تناوله وبعد فتره انتهو من تناول الطعام وقد جاءت اللحظه الحاسمه لتتفيذ سُفيان لخطته قام بتحضير عصير لجويريه ووضع به برشامه المنوم وقام بتقليبه جيدا ثم اخذه واتجه الي جويريه التي كانت تجلس بالخارج اتجه اليها سفيان بكوب العصير واعطاها اياه لتشكره جويريه بابتسامه واسعه وعندما ارتشفت اول رشفه قالت له: طعمه جميل اووي عصير ايه ده.
سُفيان بتنهيده حزن: عصير مانجا.. عايزاك تشربيه كله بقا جويريه بطاعه: حاضر وعندما وصلا الي نص الكوب قالت له بتساؤل: سُفيان انت عمرك بعد كده ما هتقولي انك هترجعني لبابا مش كده صمت سُفيان فتره واخذ يفكر ف رده فعلها عندما تستيقظ صباحاً وتجد نفسها ف منزل والدها انتبه علي صوت جويريه تقول: انت سمعاني يا سُفيان.
سُفيان بهدوء: اااه.. اشربي العصير بقا وكفايه كلام جويريه:حاضر... بس انا ليه حاسه اني نعست كده سُفيان: يمكن عشان صحيتي بدري جويريه وقد سيطر عليها النعاس اكثر عندما انتهت من شرب العصير: بس انا مش عايزه انام انا عايزه اتفرج عل الفلتيزيون بمجرد ما انتهت من كلامها حتي سقطت ف نوم عميق.
عندما تاكد سُفيان من انها ذهبت ف ثبات عميق اخرج هاتفهه من جيبه واتصل علي مهران وانتظر لحظات حتي اجاب عليخا مهران فقال سُفيان: انا هرجعها لابوها انهاردا عايز العنوان مهران بخبث: هي للدرجه دي البت شقيه ومتعباك... علي العموم انا ممكن ابعت حد من الرجاله ويرجعوها هما لابوها مش عايزين نتعبك ياوحش.
سُفيان: لا انا اللي هرجعها مهران: زي ما تحب ياوحش المهم هقولك تعمل ايه وبعدها هبعتلك العنوان سُفيان وهو ينظر لجويريه: سامعك...
ف منزل عدي كانت ندي تقف ف المطبخ وتقوم بتجهيز وجبة العشاء بشرود ودموعها تنهمر عل وجهه لتذكرها ما حدث ف الصباح.
فلاش باك استقيظت ندي اولا نظرت جانبها فوجدت ان عدي مازال نائما ف قررت ان تيقظه ليذهب لعمله ندي: عدي عدي يلا اصحي ياحبيبي عشان شغلك عدي بتعب: اممم ندي بقلق عندما لاحظت تعبيرات وجهه المتعبه: مالك ياعدي انت تعبان ولاايه وضعت يديها عل جبينه لتري اذ كانت حرارته مرتفعه.
وكما توقعت ف كان عدي جسمه ساخن جدا فقالت بخوف: ياخرابي انت جسمك مولع جاءت لتنهض ولكن جذبها عدي من يديها وجعلها تسترخي ع السرير مره اخري ووضع هو راسه على صدرها وقال بنعاس: وحشتيني ابتسمت ندي عل تصرفاته وقالت بخجل طفيف: ما انا جمبك اهو ياعدي سبني بقا عشان اروح اجيب ميه دافيه واعملك كمدات.
اختفت ابتسامتها وتالم قلبها بشده عندما قال بهذيان وتعب: وحشتيني ياعائشه سبتيني ومشيت ليه انا مش عارفه اعيش من غيرك.
ندي بالم شديد ودموع: عدي انا مش عائشه انا ندي... سبني عشان اقوم اعملك كمادات استجاب لها عدي وتركها وهو مازال ف حاله اللاوعي اما ندي فعندما تركها عدي نهضت بسرعه من علي السرير واتجهت الي المطبخ بسرعه بمجرد ما انا فتحت باب الغرفه وجدت شهيره امامها وقد كانت علي وشك ان تطرق الباب وتوقفت عندما وجدت ندي امامها فقالت لها وهي تتفحص حالتها وتلك الدموع الخافته التي تظهر ف عينيها: صباح الخير ياندي.
ندي وهي تحاول ان تتمسك حتي لا تبكي امامها: صباح الخير ياطنط شهيره: ايه يعني متاخرين ف النوم انهاردا ندي وهي تنظر حولها ولا تنظر الي شهيره: اسفه ياطنط بس انا صحيت متاخر شويه ولما صحيت لقيت عدي سخن وكانت طالعه عشان اعمله كمادات.
ذهبت ندي من امامها وبمجرد ما ان دخلت المطبخ حتي بدأت ف بكاء حار وتضع احد يديها علي فمها لتمنع صوت شهقاتها ويدها الاخري علي قلبها هي كانت تعلم بان عدي كان مكتوب كتابه علي امرأه قبل ان يتزوجها وكانت تعلم انه كان يحبها ولكن اعتقدت بان السنين قد استطاعت ان تنسيه عائشه تلك وااعتقدت ايضا انه يحبها لكن توقعاتها غير صحيحه فهو لم ينسي عائشه ومن الواضح انها لن ينسها ابدا ولم يحبها ايضا كما اعتقدت...
مسحت دموعها وقالت بصوت منخفض: خلاص ياندي متعيطيش كفايه عليكي انه بيعاملك حلو متطمعيش ف اكتر من كده... سيبك من كل ده واعمليله كمادات قبل ما السخونه تأثر عليه.
قامت ندي بتجهيز الكمادات ثم تتجهت بعدها الي الغرفه وقد ظلت تشجع نفسها بالا تبكي امام شهيره وان تتماسك دخلت الغرفه وقامت بعمل الكمادات لعدي انخفضت حرارته قليلا ولكن بسبب تعبه ظل ف الفراش طوال اليوم.
بااااك انتبهت ندي عل صوت عدي من خلفها يقول: ندي مسحت ندي دموعها سريعا ثم الفتت الي عدي وقالت بابتسامه مصطنعه: عدي انت فوقت اخيرا.
تفحص عدي تعبيرات وجهها بحزن ف هو فاق اخيرا وتذكر بعد فتره كلماته التي قالها لندي... ظل يأنب ويلوم نفسه بشده ف ندي لا تستحق منه هكذا فهو بكلامته تلك كسر قلبها خاصه وهو يعلم ان ندي تحبه وبشده وانه اول حب ف حياتها.
انتهي من تفحصه لها وقال بعدها بندم: اسف ندي بتوتر وهو تحاول جاهده الاتبكي امامه: اسف علي ايه عدي بتنيهده: ندي التفت ندي واعطته ظهرها وقالت وهي مصطنعه الانشغال ف الطعام امامها: العشا هيكون جاهز حالا اقعد انت مع طنط بره وانا هبدء ف تجهيز السفره.
لم يحب عدي ان يضغط عليها اكثر فنظر لها بحزن وقد لاحظ ارتعاش يديها ثم قرر ان يتركها ويخرج عندما تاكدت ندي من خروجه اغمضت عينيها وبدأت ف البكاء مره اخري فماذا ستفعل سوااه...
خرج عدي الي حيث تجلس والدته وجلس بجانبها لتقول شهيرة: بقيت احسن دلوقتي ياحبيبي عدي بتنهيده: الحمدلله ياامي احسن شهيره: الحمدلله.
لاخظت شهيره ندي وهي تضع الظقعام عل السفره ويسود الحزن عل وجهها لتقول شهيره لعدي: هي مالها ندي ياعدي من الصبح تحسها زعلانه كده لم يرد عدي علي والدته وانما ظل يراقب ندي ويعاتب نفسه بشده فهو من المفترض ان يكون سبب سعادتها ف هذه الحياه فهو يعلم ان ندي لم تعيش يوم سعيد مع والدها الراحل ووالدتها ولكن اصبح الان هو الاخر سبب تعاستها وحزنها... رغم طيبتها ورقتها وهدؤها الي انها دائما ما تتعرض لاصعب الازمات واغلب حياتها لا تفعل شئ سوي انها تبكي... تبكي فقط.
سمع صوتها وهي تخبرهم ان الطعام اصبح جاهزا فنهض واتجه الي السفره هو ووالدته التي تنظر الي كليهما باستغراب شديد.
جلسوا علي السفره وجلست ندي ايضا التي ظلت تعبث بطبقها بشرود دون ان تاكل شئ لتنتبه علي صوت شهيره قائله: مالك ياندي مش بتاكلي ليه ومالك كده حاسه انك زعلانه ف حاجه حصلت ولااايه واكملت بعدها بمشاكسه: ايه الواد عدي زعلك ولاايه لو زعلك قوليلي وانا هقرصلك ودانه.
ندي بابتسامه خفيفه: مفيش حاجه ياطنط سلامتك.. وبعدين عدي مش مزعلني ولا حاجه وانا مستحيل ازعل منه انا بس اللي بتمني اني مكنش مزعلاه ف اي حاجه واتمني اني اكون خفيفه عليكم وطول ما انا قاعده هنا مضايقش حد فيكم.
ترك عدي ما في يده وقال بصوت عالي نسبيا: ندي ندي بتوتر: انا كلت الحمدلله.. بعد اذنكم انهت كلامها ثم نهضت من عل الكرسي واتجهت الي غرفتها بسرعه دخل الغرفه واغلقت الياب خلفها واتجهت بعدها الي السرير وتسطحت عليها وبدأت بعدها ف البكاء وقالت وهي تضع يدها عل بطنها: ياتري انت كمان هتطلع بتحبني ولا هتطلع زيهم... انت املي الوحيد ف الدنيا دي...
بعد دخول ندي الغرفه قالت شهيره بغضب طفيف لابنها: انت عملت ايه البنت ياعدي عدي بتنهيده: مفيش حاجه يامي خلاف بسيط وهيتحل ان شاءالله... بعد اذنك هدخل اشوفها.
نهض عدي هو الاخر من ع الكرسي واتجه الي غرفته وبمجرد ما ان فتح عدي الباب واحست ندي به ف مسحت دموعها سريعا واصطنعت النوم اقتراب عدي من الفراش وجلس عل السرير جانبها ووضع يده علي كتفها وقال بخفوت: ندي لم ترد عليه ندي وظلت مغلقه عينيها عندما وجدها عدي هكذا لم يرغب يان ييقيظها وقال ان يتركها ويتحدث معها غدا ف قام من عل السرير واتجه الي الخارج مره اخري ظلت ندي مغمضه عينيها وهي تجبر نفسها عل النوم لتحاول الهروب من هذا الواقع لمده ساعات مرت فتره لا بأس بها وذهب ندي ف نوم عميق...
في صباح يوم جديد استيقظ سُفيان من غوفته القصيره نظر جانبه وكان متوقع ان يجد جويريه جانبه ككل ليله ولكن لم يجدها و سرعان ما تذكر ما حدث بالامس.
فلاش باك مهران: زي ما تحب ياوحش المهم هقولك تعمل ايه وبعدها هبعتلك العنوان سُفيان وهو ينظر لجويريه: سامعك مهران: انت هتروح تحط البت دي قدام باب الفيلا بتاع ابوها وهتحطها ف مكان مكشوف بس من غير ما الحراس يشوفك.. وانا هديك رقم ابوها لما تخلص رن عليه وقوله ع مكانها وهو هيطلع ياخدها مكان ما انت حطتها.
سُفيان: تمام مهران: بالتوفيق ياوحش اغلق سُفيان مع مهران ثم اتجه اولا الي غرفه جويريه وجذب الطرحه ثم خرج اليها ووضعها عل رأسها باحكام ثم حملها بين يديه واتجه خارج شقته عازما عل تنفيذ خطته.
بعد فتره وصل سُفيان الي منزل راشد نزل من سيارته بعد ما ان ركنها ف مكان بعيد عن الاعين واتجه الي الجانب الاخر وحمل جويريه مره اخري واتجه الي مكان بعيد عن اعين الحراس ووضعها عل الارض واسند ظهرها الي الحائط وظل جالس امامها يحفظ ملامحها جيدا ثم رفع يديها وقبلها برفق وقال بعدها بصوت منخفض: انا اسف نهض بعدها من جلسته ونظر الي جويريه النظره الاخيره.
ثم ابتعد عنها وقام بالاتصال عل راشد ليخبره ان بنته بالخارج لاحظ بعد فتره قصيره اتجاه بعض الحراس اليها وقام واحد منهم بحملها بين يديها وعندما رائ سُفيان ذلك غضب بشده وحاول ان يمسك نفسه من ان يذهب ويفتك بهذا الرجل الذي يحملها اتجه الي سيارته بعدما ظل مراقباً اياهم حتي اختفي الحراس بجويريه ودلفوا الي القصر.
ركب سيارته ولا يعلم لما اصابه الشعور بالندم من ترك جويريه لوالدها فهو تاكد من بروده وعدم محبته لابنته فهو حتي لم يخرج اليها بنفسه بل ارسل لها الحراس.. وحتي عندما قام سُفيان بالاتصال عليه واخبره ان ابنته بالخارج لم يلاحظ سُفيان اي علامات الفرحه ف صوته بلا اجاب عليه بكل برود... اسكت سُفيان صوت قلبه متعللا بانه ما فعله صحيح فهو لا يجب ان يعلق احد بحياته ولا يتعلق هو باحد حتي لا يفقده فيكفي ما فقده من احبابه ادار سيارته ثم قادها متجها الي منزله.
بااااك تنهد سُفيان ثم قام واتجه الي المرحاض ثم خرج واتجه بعدها الي المطبخ ليحضر الافطار توقف ف منتصف الصاله والتف حوله وقال لنفسه ها قد عدت وحيدا مره اخري... جذب نظره عروسه جويريه الموجوده عل الاريكه مكان جلسوها بالامس ف اتجه اليها وحملها وقال بحزن: مصره تسيبي ليكي اي اثر في حياتي ياجويريه.. اكيد زمانك بتدوري عليها دلوقتي ومش بعيد تكوني بتعيطي عليها القي نظره اخيره ع العروسه ثم تركها عل الاريكه واتجه بعدها الي المطبخ...
اما بعند جويريه استيقظت صباحا وكانت مرتسمه عل وجهه ابتسامه جميله ولكن سرعان ما اختفت تلك الابتسامه وحل محلها الاستغراب نظرت حولها باستغراب الي ارجاء الغرفه المتهالكه ف راشد امر الحراس بان يضعوها ف اقدم غرفه ف فيلته قالت جويريه لنفسها بحيره: ايه المكان ده اول مره اشوفه نظرت بجانبها عل السرير وقالت: وفين عروستي وفين سُفيان.
كل تلك الاسئله اُجيبت عليها عندما وجدت والدها يدخل من باب الغرفه والتي بمجرد ان رأته حتي بدء جسدها يرتعش من الخوف تقدم منها والدها وقال بنبره سخريه: بنتي الحبيبه وحشتيني كل دي غيبه جويريه بارتعاش وصدمه: بابا راشد: اه بابا ليكي نصيب بقا انك تشوفيني تاني وانا كمان ليا نصيب بعد ما كنت بحمد رربنا انك غورتي من وشي واسترحيت منك بس اديكي رجعتي تاني اهو وانا اعمل ايه بقا ف قلبي الطيب مكنش قدامي غير اني استقبلك ف بيتي.
شلت الصدمه لسان جويريه ولم تستيطع التحدث ولكن ابتعدت بخوف عندما اقترب منها والدها وقال بتهديد: طبعا مش محتاج اقولك اني مش عايز اسمعلك صوت ف الفيلا دي وانك زيك زي اي كرسي هنا مش كده ولاايه لم ترد عليه جويريه وانما ظلت تنظر له بخوف شديد وازاد اكثر عندما سمعته يصرخ فيها قائلا وهو يمسك يديها بشده: لما اكلمك تردي عليا فاهمه ولالا جويريه ببكاء: فااهمه حاضر.. سيب ايدي حضرتك بتوجعني.
تركها راشد وقال بقسوه: سديتي نفسي عل الصبح انهي كلامه ثم خرج مم الغرفه وبمجرد خروجه تسطحت جويريه عل الفراش واتخذت وضع الجنين واخذت تهز رأسها نافيه فكره ان سُفيان هو من احضرها هنا فقالت لنفسها ببكاء: اكيد لا مش هو جابني هنا هو هو وعدني هو اكيد بابا خدني منه بالعافيه ااه اكيد كده سُفيان هيجي ياخدني من هنا هو بيحبني ومش هيقدر يسبني هنا ااه هو كده صح...