logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 6 من 20 < 1 12 13 14 15 16 17 18 20 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية المشوه
  02-12-2021 03:17 صباحاً   [43]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية المشوه الجزء الثالث للكاتبة الشيماء محمد الفصل التاسع

دعاء النهارده مبعوت ليا من عضوه معانا اتمني ربنا يتقبل منا جميعا يارب
استغفر الله العظيم.. استغفر الله العظيم..استغفر الله العظيم
يا ودود ..يا ودود يا ودود..يا ذا العرش المجيد..انت القائل ادعوني استجب لكم فإني ادعوك فأقسمت عليك يارب رحمن يا رحيم أن تستجب لي.

يارب بحق لا اله الا الله ارزق جوزي الرزق الواسع عاجلا غير اجلا..يارب ما تحوجنا لحد وارزقنا من فضلك يارب..اقسمت عليك يارب إن تفرجها علينا يارب من اوسع الابواب اقسمت عليك يارب إن تفرجها علينا من اوسع الابواب اقسمت عليك يارب إن تفرجها علينا من اوسع الابواب..وصل اللهم وسلم وبارك ع سيدنا محمد وعلي اله وصحبه اجمعين..ولكم جميعا بالمثل يارب.

أدهم وقف شاف مراته مع كابتن حسام وعايز يدخل عندهم وبعدها بص ناحية البيسين ومتردد يروح لمين الاول ! لمراته يعرف ليه المدرب سايب عياله و واقف مع مراته والا يطمئن على بنته اللي مش سامعلها صوت نهائي وفي النهاية قلقه على بنته هو اللي تفوق وراح للبيسين يشوف آية فين وبتعمل ايه وساكتة بالشكل ده ليه !

بمجرد ما قرب لقى بنته وسط الحمام جسمها مفرود ووشها ناحية المية ومش بتتحرك نهائي وهنا صرخ باسمها وجري عليها ..
الكل سمع صرخته باسم آية والكل جري ناحية البيسين حسام وليلى رمت العصير اللي في إيدها وجريت وحنان اللي كانت طالعة بالقهوة حطتها بسرعة وجريت حتى حسين اللي كان يدوب نازل سمع صوت أدهم ولقى الكل بيجري فجري بعكازه على قد ما سرعته سمحت ..

أدهم نط في حمام السباحة شال بنته اللي مش بتتحرك وطلعها وساعده حسام اللي اسرع واحد وصل وكله خوف وقلق وليلى صرخت وقعدت جنبها وادهم خرج بسرعة من المية زق حسام بعيد اللي بيحاول ينعشها وبدأ هو بنفسه ينعش بنته وسط عياط وقلق من كل الموجودين ..
ادهم بيحاول ينعش قلبها ويعملها تنفس صناعي علشان تفوق ورافض يصدق ان بنته ممكن تكون حياتها انتهت في لحظة بالشكل ده ..
سهر كانت في اوضتها فوق وسمعت الدربكة وبصت من البلكونة وهناك شافت اللي بيحصل جريت بسرعة تصحي احمد جوزها
أحمد بنوم: في ايه بس يا سهر ؟

سهر بخوف: آية غرقت في البيسين وأدهم بيحاول ينعشها بس مش بتفوق
أحمد اتعدل بسرعة وقام جري ينزل لتحت ووراه مراته والكل حوالين أدهم ولحظات بتعدي الكل بيموت فيها ..
حسام بقلق: ممكن تسمحلي أنا !
أدهم من غير ما يبصله: انت تخرس خالص وتدعي انها تفوق لان حياتك هتكون التمن لو بنتي جرالها حاجة
أدهم بيحاول يفوقها وهو قلبه اللي هيوقف من الخوف اما حسين بسرعة طلب الاسعاف أول ما شاف المنظر ده ..

دقيقتين عدوا وآية مش مستجيبة لحد ما مرة واحدة كحت وبترجع ميه كتير وأبوها ضاممها والكل اتنهد بارتياح
أدهم: فوقي .. اتنفسي .. انتي كويسة .. انتي كويسة يا آية .. اتنفسي
بعد محاولات كتيرة انها تتنفس وترجع كل المية اللي شربتها بدئت تعيط في حضن أبوها وهيا متعلقة في رقبته جامد جدا ورافضة تفك ايديها عن رقبته ..

ليلى حاولت تقرب بس نظرة من أدهم وقفتها وأخيرا وصلت الاسعاف وحاولوا ياخدوا البنت من حضن أبوها بس رفضت فاضطر يطلع معاها الاسعاف
أدهم بص لأحمد: حصلني على المستشفي وهاتلي هدوم معاك
أحمد شاور بدماغه ما يقلقش وطلع بسرعة لبس هدومه علشان يحصل أخوه
اما ليلى فضلت مكانها في الارض تعيط
حنان قربت منها: قومي علشان تروحي لبنتك.

ليلى بعياط: كانت هتروح مني في لحظة
حنان: والحمد لله ربنا سترها وبنتك لها عمر قومي نروحلها
ليلى بصتلها بتوهان: شوفتي أدهم بيبصلي ازاي ! بيتهمني
حنان شدتها من دراعها: ده مش وقته قومي نروح للبنت
حسام: انا اسف انا اسف انا ...

حسين اتدخل وزعق: انت كنت فين وبعيد عن العيال ليه !
حسام بصوت متقطع: انا يدوب بعدت دقيقة وكنت قولت لزياد هو ي
حسين قاطعه: هو ايه ! عيل عنده ٩ سنين منتظر منه ايه ! وظيفتك تخلي بالك من العيال وانت اهملت في وظيفتك دي .. ثق تماما اني مش هعديلك اللي حصل ده أبدا على خير .. انت هتدفع تمن اللي حصل لحفيدتي ده بحياتك فاهم !

حسام حاول يتكلم بس حسين طرده من البيت ورفض يسمع حرف واحد منه ..
الكل جهز وهيتحركوا للمستشفى وليلى لمحت زياد قاعد بصمت بالمايوه لسه فنادت على شوقية اللي كانت واصلة مش فاهمة في ايه
ليلى: غيري لزياد هدومه وحميه وعشيه وخليكي معاه
زياد مسك ايد مامته وبخوف: ماما هيا آية مالها !

ليلى: حبيبي هيا كويسة ما تقلقش اطلع بس مع شوقية غير هدومك وانا هاجي بسرعة
زياد: طيب هتجيبي آية معاكي !
ليلى: أيوه بإذن الله هجيبها
أحمد استعجلها: ليلى يالا وانتي يا سهر معلش خلي بالك منه لحد ما نرجع
سهر ضمت زياد: ما تقلقوش عليه بس طمونني على طول اول ما توصلوا.

الكل راح للمستشفى وسألوا لحد ما عرفوا مكانهم وطلعوا لعندهم كان الدكتور لسه بيكشف عليها وهي ماسكة ايد باباها بخوف
أحمد خبط وفتح الباب والكل وراه
أحمد: إيه الأخبار ؟
أدهم بصله ولمح وراه الباقي: لسه الدكتور أهو بيكشف عليها
ليلى دخلت ووقفت جنب بنتها من الناحية الثانية وهربت من نظرات جوزها وكلهم دخلوا ووقفوا منتظرين الدكتور.

الدكتور بصلهم كلهم: الحمد لله هيا كويسة والحمد لله انكم لحقتوها بسرعة واتصرفتوا بسرعة
أدهم: بس هيا كان قلبها واقف ! ومكنتش بتتنفس
الدكتور: طالما هيا فايقة اهي وبتتكلم وكويسة فده مؤشر كويس وصوت نفسها طبيعي والرئتين كويسين .. الحمد لله عدت على خير
حنان: يعني نقدر ناخدها ونروح يا دكتور ؟

الدكتور: تقدروا بس أفضل نخليها الليلة دي تحت الملاحظة وبكرة بإذن الله الصبح اكتبلها على خروج وبرضه اللي يريحكم !
أدهم: خليها الليلة هنا علشان نكون مطمنين عليها أكتر
الدكتور: تمام وده أفضل برضه لها .. الممرضة هتعلقلها بس مغذي وحاول حضرتك تطمنها علشان بس خوفها ده او لو تحب ممكن نجيبلها متخصص ؟
أدهم: دكتور نفسي قصدك !

الدكتور: أيوه حد متخصص في الصدمات لانها تعرضت لصدمة كبيرة
ليلى: اه يا ريت فعلا البنت خايفة جدا
أدهم اتدخل: لا مش دلوقتي ( بص لليلى علشان تسكت ) خليني الأول أحاول معاها ولو مقدرتش اخليها تتغلب على خوفها ساعتها نشوف موضوع الدكتور النفسي ده
الدكتور: تمام .. أنا في مكتبي لو حضرتك احتجت اي حاجة او اي استفسار ..

الدكتور انسحب والكل قرب من آية يهنوها بسلامتها وهيا متعلقة في ايد باباها
أدهم بص لأخوه: جبتلي هدوم !
أحمد رفع الشنطة اللي في ايده: اه جبت وكمان جبنا هدوم ليويو الجميلة دي
قرب وباسها في خدها: يالا يا حبيبتي فوقي بقى كده علشان نروح البيت
آية بصتله بس بدون ما تنطق أو تتحرك من جنب ابوها بالعكس مسكت في دراعه أكتر.

حسين قرب وباسها: حمدالله على سلامتك يا قلب جدك والف مليون سلامة عليكي .. أدهم غير هدومك المبلولة دي حتى علشان تعرف تشيلها
أدهم وافق وحاول يقوم بعيد بس آية عيطت ومسكت في دراعه أكتر
أدهم قرب وهمس: حبيبتي بس هغير هدومي المبلولة دي علشان اعرف اشيلك وأخدك في حضني .. دقيقة بس وهرجعلك .. مش أكتر من دقيقة
آية برضه متعلقة بيه ورافضة تسيبه فأمها اتدخلت: حبيبتي تعالي في حضني وسيبي بابي يغير ويجيلك
آية رفضت ومسكت في دراع أبوها اكتر واكتر ورفضت قرب ليلى منها ..

ليلى حاولت تشدها غصب بس أدهم رفض: سيبيها براحتها مش عافية هي
حنان اتدخلت وقعدت جنب آية: ها يا يوكا حبيبتي هتيجي في حضن نانا لحد ما بابي يغير هدومه ويجي .. اتفقنا يا قمر تعالي .. نانا هتخبيكي من الدنيا كلها تعالي يا حبيبتي تعالي
آية بصت لجدتها وبصت لأبوها اللي أكد: دقيقتين بس هغير وأرجعلك ما تخافيش
حنان مسكت إيدها واستجابت آية معاها وبالفعل ضمتها لحضنها وأدهم أخد الشنطة من أحمد ودخل الحمام يغير هدومه وخلال خمس دقايق كان خارج وآية اول ما شافته مدت إيدها له وهو قعد وضمها وهيا استكانت في حضنه ..

الكل قاعد في صمت محدش فيهم بيقطعه أبدا كلهم باصين لآية وساكتين لحد ما أحمد موبيله رن وكانت سهر فوقف: دي سهر هطمنها وآجي
أدهم: وطمني على زياد معلش يا أحمد منها
أحمد: ما تقلقش هيا سهر فضلت في البيت علشانه أصلا ..
أحمد خرج يطمنها وكلهم قعدوا ساكتين وآية نامت في حضن باباها ..

حسين بص لليلى: البنت نامت اهي كويس .. أدهم قوم مشي رجليك شوية قبل ما تفوق
أدهم بيلعب في شعرها بحب: لا أنا كويس كده .. على فكرة قعدتكم هنا ملهاش لزوم البنت والحمد لله كويسة فروحوا وأنا بإذن الله الصبح هجيبها وآجي
حنان: لا طبعا انا عن نفسي مش هقدر أروح اللي عايز يروح يروح
حسين وقف: تعال يا أدهم بره عايزك
أدهم بص لبنته اللي في حضنه ومش عايز يسيبها ويبعد.

حسين فهم: معلش هي نايمة تعال وارجعلها على طول هما كلمتين بس علشان ما تصحاش من صوتنا مش أكتر
أدهم براحة سحب نفسه من حضن آية وخرج مع حسين
ليلى بصت لحنان: خليكي جنبها انا هطلع اشوفهم
حنان: بلاش يا ليلى خليكي بعيد عن أدهم حاليا
ليلى: لا مش هينفع لازم يشيل نظرة الاتهام دي من عنيه .. هفهمه اللي حصل ايه.

حنان: مش وقته يا ليلى
ليلى اصرت: لا وقته بعد إذنك
خرجت وراهم بسرعة
حسين مع أدهم: انا مش فاهم ازاي ده حصل وحصل ازاي والبني ادم ده كان فين لما البنت وقعت وغرقت بالشكل ده ! هو اتشغل عنها بإيه !
أدهم بغضب: مكنش معاها أصلا وكان مشغول بغيرها
حسين: بغيرها ؟ وهو وظيفته ايه غير إنه يخلي باله منهم !

أدهم بص لليلى اللي قربت: انا عارف بقى
حسين: على العموم هو اترفد وانا بعون الله مش هخليه يعرف يشتغل في اي مكان تاني نهائي طالما هو مهمل يبقى حرام تكون حياة الأطفال بين ايديه
ليلى: عمي بعد إذنك هو مكنش في نيته انه يهمل
أدهم قاطعها باستنكار: انتي بتدافعي عنه ولا ايه !
ليلى بدفاع: مش حكاية بدافع عنه انا بس بوضح اللي حصل وازاي حصل !

أدهم بغضب: اللي حصل انه سيادته اتشغل عن العيال وان سيادتك سيبتي بنتك تغرق واتشغلتي عنها .. أيا ان كان المبرر مش مقبول لان النتيجة واحدة وهو ان بنتك غرقت يا هانم ولو اتأخرت دقيقة كنا ... ( قطع كلامه لانه مش قادر يفكر في اللي ممكن كان يحصل بس كمل ) كنا هنكون بندفنها دلوقتي فدي نتيجة اهمالك انتي وهو
ليلى بعياط: طيب اسمعني على الأقل.

أدهم: لا مش هسمع لان مفيش مبرر في الدنيا يبرر موت بنتك ابدا مهما تقولي .. وظيفة سيادتك في البيت عيالك وانتي اهملتي في الوظيفة دي
ليلى: انا كنت معاهم وعيني عليهم انا يدوب قمت علشان
أدهم قاطعها: علشان ايه ! ايه أهم من سلامتهم بالنسبالك ! انا مش عارف انتي جرالك ايه ؟ فهميني انتي جرالك ايه ! يعني حتى عيالك معدوش مهمين بالنسبالك ! امال ايه المهم عندك !

سابها تعيط ومشي من قدامها دخل لبنته
حسين بص لليلى: للأسف يا ليلى هو المرة دي عنده حق .. مكنش ينفع تسيبي العيال لوحدهم
ليلى بعياط: انا يدوب قمت اعملهم عصير وهو كان بيتكلم في حاجة مهمة
حسين: وهو جه وراكي وساعتها المفروض رجعتي لعيالك بسرعة او كنتي خليتيه يرجع للعيال ولو عايز يتكلم يبقى والعيال تحت عنيكي مش بعيد عنهم
ليلى: ده يدوب دقايق.

حسين: والدقايق كانت كفيلة بقتل بنتك ! تخيلي فعلا لو لا قدر الله ابوها ما وصلش كنتي هتعملي ايه ! ترجعي تلاقيها ميتة ! ليلى بنتك كانت تقريبا ميتة لولا لطف ربنا بينا
حسين سابها ودخل وهيا فضلت مكانها تعيط خوفا على بنتها ولوما لنفسها وحزن على الظروف اللي ملطشة معاها كل شوية .. وقعدت بره الأوضة لوحدها
ادهم دخل لبنته وأمه أول ما شافته: مراتك فين !

أدهم: كانت بره .. زمانها داخلة
حنان: أدهم ما تقساش عليها هيا غصب عنها
أدهم بغضب: بنتي كانت هتروح مني وتقولي غصب عنها ! ليه سيادتها وراها إيه غيرها ؟

حنان: قامت تعملهم عصير يدوب لكن على طول هيا معاهم مش بتفارقهم
أدهم: وشوقية فين لما تقوم هيا وتسيب العيال ! وهو أيه اللي يخليه يسيب العيال لوحدهم
حنان: شوقية كانت بره ومراتك اضطرت تقوم تعمله بنفسها وهو كان بيسأل عن الحمام
أدهم بعدم اقتناع: وهو مش في حمام بره في الملحق ! انتي بجد مقتنعة باللي بتقوليه !

حنان: ده اللي حصل فعلا
أدهم: بعدين عصير ايه اللي تعمله ما انشالا ما حد شرب الزفت ولا انها تسيب العيال لوحدهم وبعدين لقت البني ادم ده حصلها ترجع للعيال ولا تقف معاه !
حنان باستغراب: أدهم انت بتشك في مراتك !

أدهم بص لأمه بذهول: لا طبعا انتي بتقولي ايه ! مش شك يا أمي بس هيا غلطت لما سابت العيال لوحدهم وغلطت لما سمحتله يتكلم والعيال لوحدهم كان المفروض ما تسيبش عيالها بس سابتهم وبعدين لما شافته يا ترجعه للعيال بسرعة يا هيا تروحلهم وتتكلم والعيال قدام عينها لكن مش تقف بعيد والعيال يفضلوا بدون اشراف حد من الكبار ويحصل اللي حصل ! أمي أنا هتجنن آية لو جرالها حاجة أنا أموت أو أي حد منهم، عيالي معنديش يا أمي أغلي منهم.

حنان بحب حطت ايدها على إيده: ربنا يحفظهم يا ابني ويحميهم بس برضه ما تقساش على مراتك هيا برضه أكيد بتلوم نفسها فمش ناقصة انت كمان تلومها
أدهم سكت وبص لبنته اللي كانت هتروح منه
خبط على الباب قاطع صمتهم وأحمد فتح واتفاجيء بحسام قدامه
أحمد: نعم ! خير ! انت ليك عين تيجي هنا !

حسين وقف لما لمح حسام وخرج بره الاوضة وقفل وراه الباب علشان ما يصحيش آية
وأدهم بص لليلى وبص للباب وفكر يقوم للمدرب وبعدها تراجع وساب أبوه يتعامل
حسين: انت ازاي تيجي هنا هاه !
حسام: انا بس عايز اطمن عليها مش اكتر
حسين: انت تمشي من هنا بدال ما اطلبلك الأمن يرموك بره المستشفى كلها
حسام: حاضر همشي بس طمني عليها الأول ده المهم اي حاجة تانية مش مهمة
حسين: خايف عليها حضرتك ! لو بتخاف مكنتش تهمل في واجبك ناحيتهم.

حسام بلوم لنفسه: انا عمري ما أهملت في واجبي أبدا واللي حصل ده أول مرة يحصل ومش عارف ازاي حصل ده يدوب دقايق
أحمد: والدقايق دي كانت آية هتدفع حياتها تمنهم على العموم هيا كويسة اديني طمنتك عليها
حسين بضيق: اعمل حسابك اني هدفعك تمن اهمالك ده غالي قوي
حسام: ما يهمنيش اللي حضرتك هتعمله اللي يهمني ان آية تكون بخير اي حاجة تانية مش مهمة فعلا
حسين سابه ودخل وأحمد وراه وحسام انسحب بهدوء بعد ما اطمن عليها وراح كمان للدكتور اطمن اكتر على حالتها ..

أدهم أصر ان الكل يروح حتى ليلى كان عايزها تروح بس رفضت
حنان اتدخلت علشان ما يتأزمش الموقف بينهم: أدهم خليها يا حبيبي جنب بنتها
أدهم: وزياد اللي لوحده في البيت !
حنان: ما إحنا كلنا هنكون معاه .. بعدين انا مش هسيبه لوحده انا مروحة مخصوص علشانه .. وهنوّمه في حضني ما تقلقش عليه
روحوا وفضلت ليلى وأدهم في صمت جنب بنتهم ومحدش فيهم عارف يقطع الصمت ده.

آية قامت من النوم مفزوعة تصرخ وأبوها فضل يهدي فيها وفضلت فترة طويلة متعلقة في رقبته لحد ما قدرت تهدى وتنام تاني وليلى قعدت قصادهم تعيط بصمت ..
أدهم وقف فليلى سألته: رايح فين !
أدهم باقتضاب: مش رايح هدخل الحمام بس
سابها ودخل واتأخر وكأنه بيهرب منها.

وقف قدام مراية الحمام مخنوق وسأل نفسه ليه مخنوق بالشكل ده ! ماشي اللي حصل صعب بس الحمد لله عدى على خير وبنته كويسة طيب ليه متضايق من مراته ! ماهو وارد جدا ده يحصل وهيا الظروف فعلا غصب عن الكل ولو في حد غلطان فهو المدرب فقط فليه مخنوق من ليلى ! ليه ! ده السؤال الصح
هل معقول بيشك فيها مثلا ! لأ والف لأ عمره ما شك فيها ولا عمره هيشك فيها في يوم هو اه بينهم مشاكل لكن شك لأ ! طيب ليه ! ليه اتضايق وهو شافها واقفة معاه ! ليه اتضايق من ابتسامتها ! ليه حاسس انها ملك له لوحده وحكر له مع انه مدي لنفسه الحق انه يتكلم ويخرج ويهزر مع داليا ويضغط على ليلى ! ليه مجرد وقفة عادية ضايقته وحرقت دمه وهو بيدي لنفسه حقوق كتيرة جدا مع داليا ؟

سأل نفسه سؤال مفكرش فيه قبل كده ليلى احساسها ايه لما بتشوفه بيكلم داليا او بيضحك معاها أو بتعرف انه شافها !

خرج من الحمام كانت هيا قاعدة مكانها زي ماهيا وهو فضل واقف شوية وبعدها قعد قصادها
ليلى بصوت مهزوز: لو عايز تكمل خناق أو لوم فأنا معدش عندي المقدرة اسمع كلمة زيادة اللي فيا مكفيني
أدهم اخد نفس طويل: بس سؤال واحد ليه حسام ساب العيال وجالك جوه وأوعي تقوليلي موضوع الحمام لأنه مش منطقي
ليلى بصتله كتير وحاولت تفهم هو سؤاله اتهام ولا محاولة لفهم اللي حصل فعلا.

أدهم بمحاولة للفهم: في حمام في الملحق بره فليه حجة الحمام دي علشان يدخل او يتكلم معاكي ؟
ليلى: كان عايز يفصل تدريب آية عن زياد
أدهم بعدم فهم: يفصل تدريبهم ؟ يعني ايه ؟
ليلى: يعني كل واحد يتدرب لوحده في يوم او كل واحد يكون له ساعة لوحده مش الاتنين مع بعض.

أدهم: ليه ! مش عارف يهتم بعيلين ! امال في النادي لو مجموعة بيعمل ايه ! بيغرق نصهم ! بعدين المفروض انه محترف، طالما حسين اختاره للعيال يبقى المفروض ده افضل الموجودين !
ليلى وضحت: مش دي الحكاية مش موضوع انه مش عارف يهتم بالعيلين مع بعض
ادهم: امال ايه الموضوع طيب !

ليلى شرحتله كل اللي حسام قاله ووضحتله اللي حصل وأدهم سمعها بهدوء ونوعا ما تفكيره هدي شوية وبدأ يحط أعذار وبدأ يلوم نفسه هو كمان ويلوم ليلى كمان
ليلى: بس ده اللي حصل !
أدهم فضل ساكت كتير بعد ما هيا سكتت ولما سكوته طال هيا اتكلمت
ليلى: ساكت ليه ؟ هو بيهتم بالعيال ومصلحتهم بس للاسف ده اللي حصل
أدهم بتفكير وبصوت هادي: ويا ترى ده غلط مين يا ليلى !

ليلى بعدم فهم: هيا الظروف اللي اتجمعت كده يا أدهم ولو في غلط فالغلط مشترك على الكل مش على شخص واحد
أدهم: يعني مش غلطك انتي يا ليلى ؟
ليلى بتعب: غلطي فعلا اني قومت وسيبتهم
أدهم بتوضيح: لا يا ليلى مش ده اللي اقصده ده وارد يحصل
ليلى بعدم فهم: امال تقصد ايه !

أدهم: غلط مين اني مدربتش آية زي ما دربت زياد ! غلط مين اني بعدت بالشكل ده عن عيالي ! غلط مين اننا مش واخدين بالنا من عيالنا وسيبينهم لمدرب يقوم بدورنا !
ليلى دورت وشها بعيد ودموعها نزلت بتعب وبإجهاد لأنها ما بقتش قادرة تتحمل أكتر من كده ضغط على أعصابها ..

أدهم وقف: ما كنا عايشين وكويسين .. كنا مبسوطين إنتي اللي عملتي فينا كل ده .. انتي اللي فرقتينا بالشكل ده
أدهم قعد بعيد عنها وكل واحد قعد في ملكوته الخاص بيه
النهار طلع والدكتور كتب خروج لآية اللي متعلقة في رقبة أبوها
ليلى: البنت محتاجة لدكتور نفسي يا ادهم انت مش شايف هيا متعلقة بيك ازاي !

أدهم: خايفة عايزة منها ايه ! وبعدين انتي ده حلك لكل المشاكل ! هاه ! هو كل واحد تقابله مشكلة في حياته يروح لدكتور يحلهالو ؟ ياريت الحياة بالسهولة دي !
ليلى: مش حكاية استسهال يا أدهم بس في حاجات فعلا بتقابلنا بتكون محتاجة لتدخل من حد مختص .. البنت محتاجة لحد مختص يعرف يتعامل مع اللي حصل ده !
أدهم باصرار: البنت محتاجة لأمها ولأبوها مش لدكتور غريب ما يعرفش عنها حاجة..

يا تقومي بدورك كأم يا ليلى وتفوقي لعيالك يا تقوليلي انك مش قادرة تقومي بدورك وساعتها انا هتصرف لكن مش كل حاجة تقوليلي دكتور
ليلى بصتله بصدمة وهزت دماغها بعدم تصديق لكلامه وتفكيره: انت حر يا أدهم .. اتصرف زي ما انت عايز
روحوا كلهم بيتهم وزياد كان خايف وفي أوضته وليلى دخلته واكتشفت انه بيلوم نفسه على اللي حصل لأخته ومتخيل ان الكل زعلان منه .. ليلى حاولت تقنعه انه مالوش ذنب بس هو خايف من أبوه.

ليلى راحت لأدهم اللي قاعد جنب بنته مش سايبها وقالتله على زياد وتفكيره وهو قام لابنه وقعد قصاده شاله واخده على أوضة أخته
أدهم: أختك كويسة أهي ومفيهاش حاجة
زياد بص لأخته وبص للأرض بزعل: بس هيا كانت ه
أدهم قاطعه: المهم انها كويسة دلوقتي
زياد عيط: بس أنا السبب الكابتن قالي أخلي بالي منها وأنا جريت ورى الفراشة وسيبتها.

أدهم ضمه لحضنه: مش مفروض أبدا ان الكابتن يطلب منك طلب زي ده .. ومش دي وظيفتك أبدا يا زياد
زياد بص لأبوه: بس انت ديما تقولي انا مسؤول عن مامي وأختي طول ما انت مش موجود ودي وظيفتي وأنا معملتش كده انا سيبتها ولعبت
أدهم لام نفسه هو كمان وبص لإبنه: أنا مش قصدي برضه يا زياد انا بس يا حبيبي بجهزك للمستقبل لكن ده برضه مش دورك دلوقتي .. ده لما تكبر تكون إنت مكاني لكن دلوقتي انت لسه صغير ووظيفتنا أحنا انا ومامتك إننا نحميكم ونعلمكم ونكبركم دي مش وظيفتك إنت أبدا يا حبيبي .. يالا روح أقعد جنب أختك ولعبها وبلاش تضايقها.

زياد: حاضر يا بابا حاضر
وقف أدهم عنيه على عياله مش عارف يعمل إيه وتايه وقعد قصادهم يراقبهم في هدوء ..
حسين دخل يطمن علي آية وقعد هزر معاهم شوية وبعدها راح وقف جنب أدهم
حسين: أنا رايح النادي دلوقتي !
أدهم باستغراب: نادي إيه !

حسين بصله: النادي اللي شغال فيه الزفت اللي اسمه حسام هخليه يترفد وأنا وراه لحد ما أخليه يشحت في الشوارع
أدهم استغرب حلول أبوه العنيفة واتكلم بهدوء: لأ .. مش عايز حضرتك تضره مالوش لازمة
حسين بغضب: يعني ايه مالوش لازمة ؟

أدهم: يعني اللي حصل كلنا معرضين له وبعدين هو ما سابش العيال الا لانه كان عايز يتكلم مع ليلى في موضوع مهم بعيد عنهم وساعتها حصل اللي حصل
حسين باستغراب: انت بتبررله قتل بنتك ! بنتك كانت هتموت !
أدهم بهدوء: مش ببرر أبدا بس ده خطأ غير مقصود ممكن يكون غلط في التوقيت بس ده مش معناه نخربله حياته كلها علشان غلطة وغير مقصودة والحمد لله عدت علي خير.

حسين بغضب: أنا مش هتنازل عن حق حفيدتي وأعدي اللي جرالها ده بسهولة
أدهم بصرامة حسين مش متعود عليها: قولت اللي حصل حصل ومالوش لازمة الأذية بالشكل ده .. انتهي الموضوع لحد هنا .. يا ريت حضرتك تقفل بقى القصة دي .. آية والحمد لله كويسة وهو أخد درس وأعتقد إنه استوعبه كويس وخلص الكلام ..
حسين بغيظ: ده أخر كلام عندك ؟

أدهم: بالظبط
حسين: انت حر .. بعد إذنك
حسين خرج وأدهم قعد وسط عياله اللي فرحوا بقعدة أبوهم وسطهم وزاد تعلقهم بيه ..

ليلى لاحظت آية وتعلقها في أبوها اللي زاد حتى النوم بقت بتنام في حضنه بس وساعتها قررت تروح للدكتورة هالة وأخدت معاد وبلغت أدهم اللي رفض تماما فكرة الدكتورة ورفض بنته تروح وهو بيفضل جنبها على قد ما وقته وشغله بيسمحوا ..
ليلى راحت للدكتورة بتردد ودخلت عندها متوترة بس توترها انتهى بعد شوية
ليلى: انا عندي مشاكل كتيرة بيني وبين جوزي ومش عارفة اتعامل معاه.

الدكتورة ابتسمت: مفيش مشاكل ملهاش حل وكله بأمر الله بس الأول قبل ما تكلميني عن المشاكل كلميني عن حياتك .. اتجوزتوا ازاي ؟ حبيتوا بعض ولا جواز تقليدي ! باختصار احكيلي الحكاية من أولها
ليلى أخدت نفس طويل وبصت للدكتورة: بس دي حكاية طويلة قوي دي عشرة سنين
هالة ابتسمت: وانا بعشق قصص الحب الطويلة ( كملت بهزار ) بس اتمنى انها تكون قصة حب مش رحلة عذاب
ليلى ابتسمت: هيا الاتنين مع بعض بس الغالب عليها الحب.

هالة: يبقى كده احكيلي ازاي اتعرفتي عليه
ليلى اخدت نفس طويل ورجعت بذكرياتها لأول يوم أدهم دخل بلدهم وابتسمت وبصت للدكتورة: هو ظابط وكان جاي بلدنا في مهمة وقبل ما احكي هو مشوه
هالة باستغراب: مشوه ؟ مشوه ازاي يعني ؟
ليلى ابتسمت: مشوه .. وشه مشوه جدا لدرجة ان كان كتير بيطلقوا عليه القاب كتيرة زي مسخ أو ابليس أو شيطان وكانوا بيدوروا وشهم بعيد وفي اللي بيخاف منه وفي اللي بيشمئز منه.

هالة عرفت ان دي حكاية مميزة: وانتي ؟ كان ايه أول انطباع اخدتيه عنه ؟
ليلى ابتسمت: هتصدقيني لو قولتلك الانبهار ! انبهرت بيه جدا وأعجبت بيه ووسط ما الكل كان بيخاف منه او بيشمئزوا منه كان اعجابي بيزيد به يوم بعد يوم
هالة: وهو ! بادلك الاعجاب ده ؟
ليلى: لا طبعا هو صدني ..صدني فوق ما تتخيلي.

هالة باستغراب: ليه ! المفروض كان ما يصدق ان حد يعجب به لو مشوه زي ما بتقولي
ليلى: كان شايف ان مش من حقه يحب او يعيش زي باقي البشر كان متقبل نفور الناس وكرهها له وشايف ان ده حق مسلم وان دي حياته واتعود على وحدته وكان خايف لو سمحلي اقرب منه أكون مجرد جرح جديد للجروح اللي شوهته وشوهت حياته
هالة: وانتي كنتي دوا ولا كنتي جرح جديد !

ليلى بألم: للأسف انا كنت الاتنين فضلت كتير وراه لحد ما خليته يستسلم ويسلمني قلبه وبعدها الكل رفض حبنا ده وساعتها اتحولت لجرح جديد
هالة: لا انتي كده تحكيلي بالتفصيل الممل
ليلى ابتسمت: هحكيلك الحكاية بدئت في بلدنا كان عندنا عصابة مسيطرة على البلد وبيخطفوا البنات يغتصبوها ويرجعوها لأهلها متبهدلة وأدهم كان الظابط اللي سلموه القضيه دي وللاسف والدي من كبار البلد ورفض تماما أدهم ورفضه حتى كظابط فما بالك بحبيب او زوج لبنته ! ومن هنا بدئت حكايتنا انا وهو.

اندمجت ليلى والدكتورة في حكايتها لدرجة الدكتورة طلبت من الممرضة تلغي كل مواعيدها وقعدت مع ليلى تسمع حكايتها كلها
ليلى: ودلوقتي بعد العملية اتحول، بقى انسان مختلف مبقتش فهماه وكل ما أحاول أقرب ألاقيني ببعد أكتر وأكتر وألاقيني بتصرف بغباء أكتر وأكتر وأخرها زي ما قولتلك اللي حصل لبنتي
هالة: لحظة بس وهو اللي حصل لبنتك ده خطئك انتي !
ليلى باندفاع: طبعا.

هالة: اللي حصل ده وارد يحصل لأي حد وكان ممكن يحصل حتى لو أبوها موجود.. كان ممكن مثلا يجيله تليفون من الشغل مهم ويندمج معاه لحظات ويلاقي ده حصل ! كان ممكن حد يناديه ويكلمه وده يحصل ! ده وارد يحصل ايوه نخلي بالنا من عيالنا بس ده مش معناه نفضل نأنب في نفسنا لان دى قدر ونصيب وساعات بتكون أسباب
ليلى باصرار: بس ده كله ما حصلش وكنت أنا السبب.

هالة: مبدئيا كده يا ليلى انتي لازم تبطلي تلومي في نفسك وجوزك كمان لازم يبطل يلومك ولازم تتكلموا أكتر من كده
ليلى: أدهم بطّل يكلمني وبفضل اسحب منه الكلام بالعافية
هالة: غلط ودي كانت بداية مشاكلكم انكم سكتوا وكل واحد فضل في أفكاره ومخاوفه ياريت يا ليلى لو تقنعيه يجي معاكي.

ليلى: رافض تماما الفكرة وبيقولي انتي بتستسهلي وعايزة حل جاهز لمشاكلك حتى آية رفض يخليها تقابل حد متخصص والبنت متعلقة في رقبته ليل نهار
هالة: آية هتخطي أزمتها، هيا بس مفتقدة أبوها وممكن تكون استغلت اللي حصل لما لقت أبوها جنبها فحبت تخليه جنبها على قد ما تقدر
ليلى بذهول: يعني بتستعبط !

هالة: لا طبعا بس ده رد فعل لا إرادي هيا لقت أبوها جنبها ومحتاجاه أكتر ولقت إن اللي حصل خلى أبوها جنبها فاستغلت ده وده مش تخطيط مثلا منها لا ده رد فعلها كطفلة وأبوها ممكن يكون ذكي ويقدر واحدة واحدة يرجعها لطبيعتها لانها زي ما قولتي مفتقداه ياريت انتي بقى تكوني ذكية زي بنتك وتعرفي ترجعي جوزك لحضنك زي بنتك.

ليلى: مش عارفة .. باجي قدامه وبتكتف ولساني بيتربط وهو بيتجنن وكل ما أعمل حاجة علشان أعدلها أنيلها أكتر
هالة: جوزك كان مشوه يا ليلى وانتي كنتي حاجة هو مش متوقعها ابدا تحصله فكان شايفك حاجة ما اتوصفتش وحطك جوة عنيه وقفل عليكي ومش عايز غيرك انتي وعياله وحياتكم كانت مستقرة وهو دلوقتي بيلومك إنتي إنك هديتي الاستقرار ده لانه افتقد بيته الدافي المقفول عليه هو ومراته وعياله
ليلى: يعني انا غلطت لما طلبت منه يعمل العملية !

هالة: مغلطتيش لكن غلطتي في رد فعلك بعد رجوعه شوفي يا ليلى .. جوزك لسه من جواه مشوه ايوه وشه الخارجي اتعالج لكن من جوه هو زي ماهو .. لازم يتعالج من جوه كمان وانتي كمان لازم كان رد فعلك يكون غير كده انتي رد فعلك صدمه وبالتالي خلاه مش متقبل شكله الجديد
ليلى: خفت اني لو فرحت قوي يحس اني كنت متحملاه بالعافية وخفت انه يستغني عني بما إنه ما بقاش مشوه والاختيارات بقت مفتوحة قصاده وخفت من ألف حاجة وحسيت اني قصاد راجل مختلف تماما وافتقدت جوزي المشوه اللي كان بيعشقني

هالة: وهو كمان خاف زيك بالظبط ! خاف ان تكوني حابة اعتماده عليكي وانك حابة نقطة انه مش هيلاقي غيرك يعبره ! خاف انك تبعدي لمجرد انك مبقتيش المحور الاساسي ! خاف انك تبطلي تحبيه بشكله الجديد وحس برفضك اللا شعوري لشكله الجديد وده خلاه يكره نفسه ويكره شكله ويلومك انتي على كل حاجة وللاسف بدال ما تحتويه انتي كمان خوفك كتفك وبالتالي وصلتوا للي انتو فيه حاليا..

خوفك يا ليلى خلاكي توصليه لكل اللي بيحصل حاليا .. عارفة زي مثل اللي بيخاف من العفريت يطلعله فانتي عملتي كده خوفك خلاكي تخبطي وتخبيطك بعد جوزك عنك اكتر وكل اللي انتي خايفة منه هو فعلا بيعمله .. انتي اخدتي قرارات كتيرة غلط وحطيتيه في امر واقع .. قولتي ان في مشاكل بينه وبين اهله اه ممكن يكون سامحهم ظاهريا لكن من جواه استحالة بالسهولة دي يكون سامح .. هو نفسه ممكن يكون فاكر نفسه سامحهم لكن انك تنقليه لوسطهم مرة واحدة ده غلط .. قرار كبير زي ده كان لازم هو ياخده بنفسه مش انتي اللي تاخديه نيابة عنه.

ليلى بدفاع: انا كان قصدي اساعده ينسى اللي حصل ويعيش معاهم يعوضوه عن اللي فات
هالة: برضه ده مش قرارك يا ليلى .. حاليا هو شافك هديتي بيته وتقلتيه في بيت صعب جدا يقدر يعيش فيه ان مكنش مستحيل
ليلى: والعمل ! ايه العمل !
هالة: بداية لازم تبطلي تلومي نفسك انتي كمان لان هو مسؤول زيك بالظبط الموضوع مقسوم بينكم مناصفة يعني لو انتي عليكي غلط هيكون ٥٠٪؜ وهو زيك
ليلى: واتعامل معاه ازاي !

هالة: ترجعي لطبيعتك واحدة واحدة وارجعي اتكلمي معاه عن مخاوفك .. حسسيه انك بتحبيه في أي وضع وبأي شكل لأنك بتحبيه هو مش بتحبي شكله
ليلى: انا فعلا بحبه بس شكله في الأول كنت محتاجة لوقت لحد ما اتعود عليه والكل لامني على ده
هالة: لا طبعا مش صح انتو الاتنين كان لازم تاخدوا بيبي ستيبس وخطوة خطوة تقربوا من بعض محدش فيكم يستعجل التاني .. كان لازم تتكلموا وكل واحد فيكم يقول مخاوفه وتكونوا صرحا أكتر من كده مع بعض ساعتها كانت الأمور هتمشي بسلاسة.

ليلى: الكل هاجمني واتهموني إني مش بحبه وإني لازم أكون واقفة معاه أكتر من كده
هالة: المهم دلوقتي هتبدئي تاخدي خطوات بسيطة ناحيته وهنرجعه واحدة واحدة وهنبطل نلوم نفسنا شوية
ليلى: وسكوته ؟ اتعامل ازاي مع سكوته
هالة: شوية بالاهتمام وشوية بالتجاهل الاتنين مطلوبين مع بعض .. لا هتسألي كتير وتكوني زنانة ولا هنسكت لحد الإهمال لازم يكون في توازن
ليلى: طيب دلوقتي آية !

هالة: سيبيها تاخد يومين في حضن باباها ولو الموضوع تطور هنتدخل
ليلى: تمام ربنا يسهل
هالة: هيسهلها ان شاء الله .. احنا المرة دي طولنا قوي .. هنتقابل الجلسة الجاية ان شاء الله وعايزة اسمع تطورات أكتر
انتهت الجلسة وليلى روحت وبتفكر في كلام الدكتورة لها ..

في الڤيلا آية قاعدة جنب سهر وعمالة تزن عايزة مامتها أو باباها وزياد بيلعب وعامل دوشة عالية وأحمد ماسك ملف في إيده مش عارف يركز فيه ومخنوق جدا من دوشتهم وكل شوية يبص لسهر
أحمد بزهق: سهر اتصرفي في الزن ده !
سهر: يعني أعمل ايه !

أحمد: معرفش اتصرفي
سهر بصت لآية: تعالي يا يويو نكلم بابي نشوفه فين وتقوليله يجي يالا ! نطلع اوضتي وتكلميه براحتك
آية سكتت وطلعت معاها
سهر وهيا طالعة: خلي بالك من زياد انت
احمد هز دماغه وبصله كان بيلعب
زياد سكت شوية بيلعب في حاجة ورجع لعمه
زياد: هو ايه الباب ده يا عمو اللي تحت السلم ؟ ده بيودي علي فين !

أحمد بص للباب الصغير وافتكر ذكريات كتيرة قاطعها صوت زياد: عمو ايه الباب ده !
أحمد بص لزياد: ده كان مكان باباك المفضل وهو قدك .. كل ما يتضايق ولا يحب يكون لوحده يدخل يقعد جوه لوحده
زياد باستغراب: في الظلمة ؟
أحمد: في لمبة صغيرة جوه .. مش ظلمة خالص .. روح اتفرج علي المكان
زياد راح فتح الباب بحذر وبص لعمه: عمو فين النور ؟

أحمد: عند إيدك اليمين
زياد حسس لحد ما شاف سلك في اخره زرار النور ونوره وبص لعمه: بس ده نور ضعيف قوي مش منور حاجة
أحمد: أبوك كان بيحبه كده .. إنت بقى خواف ومش زي باباك دي حاجة ترجعلك
زياد كشر ودخل وطلع بسرعة: المكان ضيق قوي
أحمد بزهق: يووه يا زياد مش عاجبك اقفل الباب واطلع
زياد بص لعمه شوية وبعدها دخل تاني وشوية وخرج: الأرض ناشفة قوي
أحمد بزهق ونفاذ صبر: روح هات حاجة حطها علي الأرضية.

زياد طلع جري علي أوضته جاب سجاده صغننه علي شكل دايرة ونزل حطها ودخل شوية وخرج تاني جاب من دولابه لحاف صغنن بتاعه وراح فرشه في الارض وشوية تاني وخرج جاب مخدة ودخلها وكل شوية يخرج ويدخل يجيب لعبة او أي حاجة بيحتاجها ويدخلها وعمله مخبأ سري خاص به وبعد وقت طويل خرج وبص لعمه مبسوط: ده مكاني السري يا عمو أوعى تعرف حد عنه ده سر بينا.

أحمد ابتسم: اتفقنا ده سر بينا
زياد مشي خطوة ورجع: واوعى تقول لآية عليه ده بتاعي لوحدي
أحمد: حاضر مش هقول لحد
زياد: ولا بابا ولا ماما ولا دادو ولا نانا ولا سهر
أحمد ضحك: حتي سهر كمان !

زياد: أيوه سهر هتقول لماما وماما هتقول لبابا وساعتها الكل هيعرف بمكاني السري
أحمد: خلاص يا سيدي وعد مش هعرف حد أبدا أبدا
زياد مشي مبسوط من عند عمه وهو ماشي: عمو لو سمعت حد جاي ناديني بسرعة
أحمد: حاضر
راح يلعب وخرج قبل ما مامته تيجي البيت ..

أدهم يوميا داليا تكلمه وتطلب تشوفه بس هو أي وقت فراغ مخليه لبنته وداليا مش متفهمة ده وحس انها لود أوفر عليه هو في غنى عنه
داليا: أدهم أنا لازم أشوفك مش معقولة معندكش اي نص ساعة فاضيها !
أدهم: عندي يا داليا بس النص ساعة اللي بفضاها بقضيها مع آية
داليا: اعتبرني شغل يا أدهم
أدهم سكت شوية وبعدها اتكلم: خلاص هشوفك النهاردة بعد ما تخلصي شغلك كلميني وهجيلك.

داليا قفلت المكالمة بانتصار وقررت انها لازم تاخد خطوة جدية مع أدهم ولازم تقرب أكتر من كده مش هتفضل على طول مكتفية باللحظات دي وانها تكون مهمشة او لحد ما يفضى لازم يكونلها وقت خاص بها وفضلت تفكر وتخطط ازاي هتعمل الوقت ده
أدهم قابلها وهو بيفكر في ظروف علاقتهم دي وأخرتها ايه
داليا أول ما قابلته: تعال نقعد في مكان هادي نعرف نتكلم فيه !

أدهم بصلها باستغراب ودور عربيته واتحرك لحد ما وقف قدام كافية على النيل ونزلوا وقعدوا ومنتظرها تتكلم وهيا اتكلمت بانفعال
داليا: وبعدين ! هتفضل كتير كده مش فاضي ! أدهم ما ينفعش كده
أدهم باستغراب من انفعالها اللي مش عارفله مبرر: يعني انا بإيدي إيه اعمله ! هاه ! ظروف شغلي مع تعب آية
داليا بهجوم: لا يا أدهم مش هينفع كده انت لازم تشوفلك حل انا عايزة اشوفك أكتر من كده واتكلم معاك أكتر من كده وعايزة كتير جدا منك .. انا محتاجالك
أدهم:


look/images/icons/i1.gif رواية المشوه
  02-12-2021 03:18 صباحاً   [44]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية المشوه الجزء الثالث للكاتبة الشيماء محمد الفصل العاشر

أدهم: ما انا أهو معاكي عايزة إيه تاني !
داليا بانفعال: عايزة
قاطعها موبيله بيرن فسكتت وهو شاف لقى سهر بتتصل به واستغرب وبعدها افتكر ان ليلى بلغته بمعادها مع الدكتورة وأكيد سايبة العيال مع سهر فبسرعة رد: أيوه يا سهر خير !
سمع صوت آية معيط: بابي انت فين !
أدهم: أيوه يا حبيبتي مالك بتعيطي ليه !

آية: تعال بقى .. ماما مفيش وانت كمان مفيش وأنا عايزاك يا بابا تعال أرجوك
أدهم وقف بدون تردد: إديني عشر دقايق يا روح قلبي وهكون عندك اوكي يا قلبي ! مسافة الطريق بس يا حبي
آية: وعد يا بابي !
أدهم: أيوه وعد يا قلب بابي
قفل معاها وبص لداليا اللي مكشرة: معلش انتي عارفة بقى الظروف .. هنبقى نتكلم في وقت تاني .. قومي بسرعة اوصلك لعربيتك
داليا بغيظ: طيب مش هندفع الحساب !

أدهم طلع ورقة ب ١٠٠ وحطها على التربيزة وشاور للجرسون عليها وخرج بسرعة وراه داليا اللي بتجري علشان تحصله
داليا بتريقة: لو عايز تروح إنت بسرعة وانا اخد تاكسي روح
أدهم وقف وفكر للحظة وفي نفس الوقت عدى تاكسي قدامه وهدّى وبصله فشاورله
أدهم بص لداليا: حل أفضل فعلا اعذريني يا داليا بس لولا مستعجل وآية منهارة من العياط كنت وصلتك
داليا بذهول: انت بجد هتسيبني ؟

أدهم: إيه المشكلة ؟ هعرفه مكان عربيتك وهو هيوصلك عادي يعني .. بعدين قدري الوضع اللي أنا فيه
سابها وراح للتاكسي بلغه العنوان اللي هيوصلها عليه وحاسبه كمان وفتحلها الباب وقبل ما تدخل: على فكرة آية بتدلع عليك
أدهم: آية خارجة من صدمة كبيرة وحقها تدلع .. محتاجة فترة لحد ما ترجع تحس بالأمان من تاني .. هبقى أكلمك أطمن عليكي .. سلام
قفل الباب وجري على عربيته وخلال ربع ساعة كان في البيت وداخل الڤيلا في نفس توقيت وصول ليلى واتقابلوا على الباب الاتنين
ليلى: جاي بدري يعني ؟

أدهم: آية كلمتني
ليلى هزت دماغها: علشان كده ! انا استغربت برضه ..
دخلوا الاتنين وآية جريت على حضن أبوها وزياد كمان وشالهم الاتنين ودخل بيهم ..
داليا روحت مخنوقة بيتها وأمها شافتها وقعدت جمبها بصمت
داليا: غريبة مش هتفتحيلي التحقيق اليومي ؟
أمها: ولا تحقيق ولا غيره إنتي مش صغيرة زي ما بتقولي وفاهمة كل حاجة ..

داليا دموعها لمعت: أنا مبقتش فاهمة حاجة .. تخيلي بتليفون صغير من بنته جري وراحلها و وقفلي تاكسي!
أمها: أمال متخيلة إيه انتي ! أوعي تفكري في يوم إنك ممكن تكوني أغلى من بنته ! يعني حتى لو بيحبك فعلا وحتى لو اتجوزك زي ما بتقولي وبتحلمي عمرك أبدا ما هتيجي قبل حد من عياله ..

داليا بتبرير: لا هو بس علشان الحادثة اللي حصلت لآية مش أكتر
أمها: يا حبيبتي دي بنته .. حته منه .. يعني مهما يختلف مع مراته عياله بره الحسبة دي .. عياله ديما هيكونوا رقم واحد في حياته ولازم تفهمي ده كويس ...
داليا باصرار: هيحبني وهكون قبل اي حد
امها بأسف: يبقى هتتصدمي طول ما ده تفكيرك .. بكرة تتصلح اموره مع مراته وهتلاقي نفسك انتي بره ويقولك سوري يا دولي مش فاضيلك وبكرة هتشوفي بنفسك.

داليا: لا ب
قاطعتها امها بوقفها: عقلك في راسك انتي مش صغيرة .. بعد اذنك لاحسن الضغط عالي ومش ناقصة يعلى زيادة ..
داليا فضلت مكانها تعيط وأمها سابتها ودخلت اوضتها وبتدعي ربنا يفوقها ...
استمرت جلسات ليلى مع دكتورتها وبتمشي على نصايحها وبتشد وترخي مع أدهم وهو بدأ يلاحظ تغيرها ده شوية شوية بس العلاقة بينهم فاترة والكلام بينهم في أضيق الحدود.

في يوم في العصرية قاعدة حنان وسهر مع ليلى والعيال قدامهم بيلعبوا ..
سهر: ايه رأيكم في حبة شاي في الخمسينة
حنان بابتسامة: ياه تبقي مية مية يا سهر
سهر: هروح اعملهم بسرعة وارجعلكم
ليلى: اساعدك يا سهور !

سهر: ده حبة شاي يا قمر خليكي مرتاحة دقيقتين وجاية
سهر فعلا خلال دقايق كانت خارجة بالشاي وحطت الصينية وقعدت وكل واحدة اخدت كوبايتها قدامها ويدوب ليلى حطت كوبايتها من أيدها لانها سخنة زياد شات الكورة ناحية مامته فخبطت الكوباية اللي وقعت على ليلى على رجليها فقامت تصرخ من سخونة الشاي.

كلهم وقفوا حواليها وهيا مش عارفة تعمل ايه وزياد جه جري هو وأخته خايفين ومرعوبين ومش فاهمين ايه اللي حصل وأمهم بتصرخ ليه وبتعيط ليه !
حنان: بسرعة يا ليلى اقلعي البنطلون ده علشان السخونة
سهر: تعالي بسرعة جوه يا ليلى
أخدتها بسرعة على أوضتها وقلعت البنطلون ورجلها اليمين كانت التهبت جامد جدا.

سهر: المشكلة البنطلون خفيف قوي وعلشان كده رجلك السخونة وصلتلها بسرعة .. تعالي نحط مية باردة عليها
ليلى بعياط: لا مش قادرة .. مش قادرة اتحرك خالص
حنان: معلش يا حبيبتي استحملي .. سهر افتحي مية الحنفية عليها وانا هروح اشوفلها مرهم أو اكلم دكتور
ليلى: مش مستاهلة دكتور يا ماما .. شوية وهتبرد
حنان: هشوفلك طيب مرهم.

سهر أخدتها وحطت رجلها تحت المية بس بمجرد ما تبعد رجلها بيكون الألم لا يحتمل ..
حنان حطتلها المرهم وقعدوا جنبها وهيا دموعها نازلة من الألم او ما صدقت تعيط براحتها بدون ما حد يسألها بتعيط ليه !
زياد وآية خايفين ومش فاهمين ايه اللي حصل ودخلوا لمامتهم اللي حاولت تتماسك قدامهم
زياد بعياط: ماما أنا آسف مش قصدي ابدا
ليلى حاولت تبتسم: عارفة يا حبيبي وده مش غلطك
زياد: أمال غلط مين ؟ انا شوت الكورة !

حنان: مش غلط حد يا حبيبي ده ربنا هو له حكمة في كده واحنا لازم نرضى باللي ربنا يكتبهولنا وما نفضلش نقول ليه ! وعشان ايه ! واشمعنا أنا ! وبعدين لما الانسان يا حبيبي بيتألم أو بيتجرح ويصبر ربنا بيديله حسنات كتيييير قوي
آية ببراءة: يعني ماما دلوقتي ربنا هيديها حسنات كتيرة !
حنان: أيوة يا حبيبتي وأحنا لازم ندعيلها إن رجلها تخف بسرعة
سهر قربت من ليلى: هدي الألم شوية يا ليلى !

ليلى هزت دماغها بلأ وغمضت عينيها بوجع وسهر بصت لرجلها لقتها التهبت قوي وعملت زي فقاعات مكان الحرق فبصت لحنان: نجيب دكتور أفضل !
حنان: مش عارفة ! ليلى نجيب دكتور !
ليلى بوجع: هيعملي إيه يعني ! مرهم وحطيت افضل مرهم للحروق بس عايزة قرص مسكن وان شاء الله اتحسن مالوش لازمة الدكتور
سهر: علشان بس رجلك
ليلى: دلوقتي أبقى كويسة !
حنان: طيب أتصلك بأدهم !

ليلى بسرعة: لأ .. محدش يتصل بيه ! ما تقلقهوش .. خلوه في شغله ..
العيال نزلوا لتحت مع سهر علشان أمهم تحاول ترتاح وأول ما شافوا جدهم حكوله اللي حصل فطلع بسرعة لأوضة ليلى وخبط فحنان ناولتها ملاية خفيفة تغطي رجلها لان الحرق فوق خالص في رجلها فوق ركبتها بكتير وبعدها فتحت لحسين اللي دخل يطمن وأصر يجيب دكتور وبالفعل خلال نص ساعة كان الدكتور عندها وكتبلها على مسكن وطلب تستمر على المرهم اللي معاها مع مضاد حيوي علشان الالتهاب ..

ليلى بصت لحنان: مش قولتلك مالوش لزوم
حنان: المهم اطمنا عليكي .. حاولي بقى ترتاحي شوية وأنا هخلي العيال معايا تحت ولو احتجتي حاجة ناديني او رنيلي على الموبيل انا أو سهر
سابتها ونزلت وهيا من الألم مقدرتش حتى تغمض عينها وعيطت لوحدها .. عيطت كتير ومبقتش عارفة هيا بتعيط ليه ! من وجع رجلها ولا وجع قلبها !

أدهم رجع أخر النهار وكعادته قعد مع العيال تحت وآية جريت عليه قعدت على حجره
آية: عارف يا بابي .. مامي هتاخد حسنات كتيرة قوي النهاردة
أدهم استغرب: طيب كويس بس اشمعنا النهاردة يعني !

آية: ماهو علشان تيتة قالتلي ان الواحد لما يتعب او يتجرح او يكون عيان فربنا بيديله حسنات كتيرة جدا
أدهم كشر وقلق وبص لبنته: ومامي مالها !
آية: مامي بتعيط يا بابي وموجوعة خالص
أدهم أتوتر وشال بنته وقفها قصاده: مامي مالها وايه اللي حصلها ؟

هنا زياد قرب منه وبص للأرض: أنا آسف يا بابي أنا برضه السبب
أدهم بص لابنه ومش فاهم حاجة: احكيلي ايه اللي حصل !
زياد: كنت بلعب كورة وشوتها قوي بس مش قصدي أبدا اجيبها في ماما
أدهم اتنهد: يعني كل اللي انتو عاملينه ده علشان شوت الكورة في مامي ! دلوقتي تبقى كويسة
آية: لا يا بابي الكورة مجتش في مامي.

أدهم كشر: أمال ايه ! حيرتوني
آية: الكورة جت في الكوباية
أدهم وقف ومش فاهم حاجة وقرر يطلع لمراته: مامي فين ! علشان مش فاهم منكم حاجة ! ومش فاهم مامتكم مالها
زياد: الكورة يا بابي جت في الكوباية فوقعت علي رجل مامي واتحرقت
أدهم بقلق: اتحرقت ! مامي اتحرقت .. طيب خليكم هنا أنا هطلع اشوفها
يدوب هيطلع قابلته حنان: مالك حبيبي بتجري ليه كده !
أدهم: ليلى مالها !

حنان كشرت وبصت للعيال: ما تقلقش ملهاش
أدهم: العيال بيقولوا اتحرقت رجلها !
حنان: دي حاجة بسيطة ما تقلقش
أدهم: هطلع اطمن عليها بعد إذنك
أدهم دخل عندها وهيا أول ما شافته حاولت تبتسم وكانت سبق ومسحت دموعها لما سمعت صوته بره
أدهم: ايه اللي حصل ! فيكي إيه !

حنان وراه: مفيهاش حاجة وكويسة اهي قدامك العيال قلقوك على الفاضي
أدهم بص لأمه وبص لمراته وقرب منها: اتحرقتي ازاي !
ليلى بصوت مهزوز: حاجة بسيطة ما تشغلش بالك
أدهم: ولو مش هشغل بالي بيكي هشغله بمين ! وريني اتحرقتي فين وازاي !
ليلى: بسيطة يا أدهم
أدهم بإصرار: وريني رجلك.

ليلى براحة كشفت رجلها وهو أول ما شافها جاتله حالة ذهول وبصلها: دي بسيطة ! انتي بتهرجي! ( بص لامه ) دي بسيطة يا أمي ! انتو بتستعبطوا .. رجلها محروقة بالمنظر ده وتقولو بسيطة ! أمال اللي مش بسيطة تكون ايه بالنسبالكم هاه ! قومي هنروح المستشفي حالا
حنان: يا حبيبي بس استني
أدهم قاطعها: لا مش هستني .. بعدين ازاي ما تكلمونيش لما حاجة زي كده تحصل ! ( بص لليلي ) ليه ما اتصلتيش بيا ! ليه !
ليلى دموعها نزلت وحنان اتدخلت: يا حبيبي محبيناش نقلقك والموضوع بسيط.

أدهم زعق: رجلها محروقة بالمنظر ده وتقوليلي يا ماما بسيط ! بسيط ازاي يعني ! انتو بتهرجو ؟( بصلها ) قومي هاخدك للمستشفى حالا
ليلى على الرغم من الألم اللي جواها الي انها كانت فرحانة ونفسها لو تعلن فرحتها دي بخوف أدهم وقلقه بالمنظر ده عليها
أدهم: قومي يالا
ليلى: اقعد واهدى كده .. اقعد
أدهم قعد قصادها: هنروح المستشفى فما تحاوليش تقنعيني بغير كده
ليلى: أولا أنا الألم بدأ يهدى وطول ما أنا مش بتحرك بتسكت .. وثانيا باباك جابلي دكتور وكشف عليا
أدهم بانتباه: وقال أيه !

ليلى: هيقول ايه يعني يا أدهم ! كتب مرهم ومسكن ومضاد حيوي وكلهم اهم معايا ممكن تهدى بقى شوية !
أدهم بصلها: طيب حاسة بإيه ! وما تكدبيش وتقولي كويسة !
ليلى دموعها لمعت: مش هقول كويسة خلاص !
أدهم قرب منها وحط ايده على رقبتها وشدها على صدره براحة وهيا حطت راسها على صدره وعيطت جامد وهو ضاممها وساكت أما حنان فانسحبت بهدوء وقفلت الباب وراها.

أدهم سابها شوية تعيط وبعدها براحة وهمس: كفاية بقى عياط ! ممكن ! رجلك عاملة ايه لسه برضه بتوجعك !
ليلى: الألم بيهدى شوية شوية
أدهم بص لرجلها وبصلها: طيب الدكتور قالك المرهم كل قد ايه !
ليلى: قال أحاول اخليها ديما متغطية بالمرهم
أدهم: يبقى المفروض تحطي دلوقتي !

ليلى: مش مستحملة يا أدهم المسها ما صدقت هديت
أدهم وقف: هحطلك أنا بس ثواني اغسل إيدي وارجعلك
أدهم دخل بسرعة غير هدومه وغسل إيديه وخرجلها وقعد قصادها وأخد المرهم وبدأ يحطلها براحة وسط أهاتها وأنينها وكل شوية تمسك ايده توقفه وهو مش مستحمل وجعها ده اللي بيوجعه هو أكتر منها
مسكت أيده وبعياط: أرجوك كفاية أرجوك أرجوك.

أدهم مسك ايدها وباسها براحة: معلش استحملي معلش .. بعد الشر عليكي
بصلها وشافت في عنيه وجعه وعرفت ان الحب بينهم موجود .. فضلت باصاله كتير وهو باصصلها ومرة واحدة قرب مسك وشها بإيده ورفع راسها وباسها براحة والراحة دي اتحولت لعنف وهيا بتبادله شوقه ده ومرة واحدة بعد عنها: اسف اسف اعذريني
ليلى باستغراب همست: بتتأسف ليه ؟

أدهم بصلها: إنتي تعبانة
ليلى: والدقيقة اللي فاتت دي كانت أول دقيقة انسى فيها الوجع والألم يا أدهم
ادهم: بجد !
ليلى: طبعا بجد
أدهم: بس انتي محتاجة ترتاحي !
ليلى: هقولهالك كام مرة ان راحتي في حضنك .. نسيني يا أدهم وجعي بحضنك.

أدهم قرب منها وقعد وراها وحس انها وحشاه لدرجة هو مش متحملها وبدأ يبوس في اللي ظاهر من وشها وقرب منها أكتر وأكتر .. شال شعرها وباسها في رقبتها مرة بعد مرة وباسها في كتفها وسند راسه على كتفها وهو ايديه حوالين وسطها وهيا ساندة كلها عليه وكلها بين ايديه .. وهو كل شوية يبوس رقبتها وهيا باصة ناحيته فباسها في خدها وهيا مغمضة عنيها مستمتعة بلمساته اللي افتقدتها ..

أدهم همس بشوق: وحشتيني !
ليلى بهمس: وانت وحشتني اكتر !
أدهم حاول يقرب اكتر بس ليلى بعدت وهو استغرب وقالت بصوت مهموس وطالع بالعافية: الباب والعيال !

أدهم بص للباب وقام قفله بالمفتاح ببطء وسأل نفسه سؤال معقول هتكون مغمضة عينيها ؟ ومجرد الفكرة رعبته هو مش هيستحمل رفض تاني ابدا ابدا..
ليلى من جواها مبسوطة بخوفه وقلقه اللي ظاهر عليه بالشكل ده وعرفت ان حبيبها موجود وان الشكل الخارجي بس هو اللي اتغير لكن الحب والخوف والقلق زي ماهما .. لازم بقى تتقبل شكله الجديد، لازم ترجعه لحضنها من تاني، المرة دي هتكون مميزة وهتوريه قد ايه بتحبه وهتوريه انها متقبلاه في كل حالاته .. وبتحبه في كل وقت وكل زمان وبأي شكل ...

أدهم لف بهدوء وبيدعي يلاقي اللي يريح قلبه وفعلا لقاها مادة ايديها الاتنين ليه وابتسامة جميلة واسعة مزينة وشها وهو ما صدق وجري لعندها خدها في حضن طويل كله لهفة وشوق وحب من الاتنين وعلى الرغم من تعبها وألمها إلى إنها كانت سعيدة بكل لحظة في حضن جوزها اللي مفتقداه ..وقضوا مع بعض لحظات افتقدوها هما الاتنين وسط المشاكل الكتير ..

وهيا في حضنه ادهم بصلها في عنيها كانت مغمضة وهو خاف تكون مغمضة علشان تهرب من عنيه ومن وشه
همس: افتحي عنيكي يا ليلى .. ارجوكي افتحي عنيكي
ليلى فتحت عنيها بس كانت مليانة حب وشوق وهمست: انا بحبك وبعشقك فوق ما تتخيل .. كنت بس محتاجة وقت مش اكتر بس حبة وقت .. انا بحبك بأي شكل وبأي وضع وفي اي زمن هحبك ... فبطل تبعد عني وبطل تشكك في حبي
أدهم فضل شوية باصصلها وبعدها سكتها تماما عن الكلام بطريقته الخاصة ...

أدهم بعد فترة طويلة بصلها: لسه تعبانة !
ليلى بصوت نايم: عايزة أنام
أدهم ابتسم وضم راسها لصدره: نامي يا حبي نامي ..
نامت وهو كمان نام بس كل شوية يصحى يحط مرهم على رجلها وهيا بتحس بيه وبتبتسم وتنام ولأول مرة تنام مرتاحة من فترة طويلة جدا وهيا في حضن حبيبها ..
النهار نوّر وصحيت بس ادهم مش جنبها فاتضايقت انه نزل قبل ما تصحى هيا ومسكت موبيلها علشان ترن عليه بس اتفاجئت بموبيله جنبها يعني هو ما نزلش امال فين !

شوية والباب اتفتح ودخل أدهم بصينية عليها فطار وهيا ابتسمت: فطار في السرير ! ده ايه الدلع ده كله ! كنت نسيت انا الحاجات دي !
أدهم: افتكريها يا ستي من تاني ..
ليلى ابتسمت: بس مش هقدر احط الصينية على رجليا !
أدهم: ما تقلقيش عامل حسابي ..
حط الصينية وخرج بره كانت شوقية معاها تربيزة صغيرة اخدها منها ودخل وحط التربيزة على السرير فوق رجليها وحط عليها الصينية: وبكده مش هنلمس يا ستي رجليكي.

ليلى بدلع: رجلي بتوجعني مش قادرة أكل لوحدي
أدهم كشر عنيه: هو اللي رجله بتوجعه ما بيقدرش ياكل بإديه !
ليلى ضحكت: اه والله زيمبقولك كده !
أدهم ابتسم: ماشي يا ستي طالما فيها زيمبوقلك دي يبقى هأكلك وأمري الى الله
فطرها وفطر معاها وبيتكلموا فموبيله رن وهو قام جابه و كشر
ليلى: مين !

ادهم: الشغل هيكون مين يعني على الصبح كده !
اتردد يرد ولا لأ وهيا طلبت منه يرد واتكلم وبيبصلها
ليلى همست: روح شغلك وساعتين وتعال
أدهم قفل الصوت وبصلها: متأكده !
ليلى بابتسامة: ايوه هنام لحد ما تيجي لسه ما شبعتش نوم !

أدهم هز دماغه وبلغ شغله انه هيوصل وبالفعل اخد شاور ولبس هدومه وراح باسها كذا مرة مش هاين عليه يبعد ويسيبها وهيا بتحاول تخليه يروح شغله علشان موبيله مش مبطل رن ..
وبالفعل راح شغله كام ساعة ورجع وفضل يومين جنب ليلى مش بيسيبها هيا وعياله والحياة بدئت تستقر نوعا ما بينهم لانه مش بيفترقها أبدا وطول الوقت وهو معاها وعيالهم حواليهم ..

داليا بتكلمه من وقت للتاني بس أدهم بلغها باللي حصل لمراته وانه مش هيقدر يسيبها وداليا كلام ابوها بيوضح قدامها شوية شوية وبتتأكد بنفسها اهو انها خسرانة قصاد اي حد في بيته ..
داليا قررت انها لازم تعرف مكانتها عند أدهم إيه بالظبط مش هتفضل في الحيرة دي كتير ..

ادهم وليلى نوعا ما الحياة بدئت تستقر بينهم بس ما فتحوش اي مواضيع مهمة وما اتكلموش في اي حاجة من اللي حصلت تجاهلوا كل اللي حصل وماشين عادي علي الرغم من تحذير الدكتورة هالة ل ليلى وطلبها منها تستغل الفترة دي في انها تتكلم مع ادهم في كل اللي مضايقه بس ليلى كانت عايزة تستمع بالصفا والحب اللي بينهم لأقصى درجة وخافت حبل الود يتقطع ...

زياد وآية بيلعبوا في البيت والجنينة وزياد لما بيحب يتخبى من الكل بيدخل لمكانه السري ورفض يقول لأي حد بيتخبى فين !
في يوم كان بيلعب هو وأخته واتخانقوا وزياد ضرب أخته جامد وأدهم لمحه فزعقله جامد وشال آية سكتها وزياد زعل وخرج الجنينة لوحده وبعد عنهم كلهم اما ادهم فنزل شغله وطلب من ليلى تبقى تكلمه وتفهمه غلطه لانه كان مستعجل .. ليلى قعدت مع سهر وفضلوا يرغوا واتشغلوا الاتنين باختيار فستان لحفلة عيد جوازهم اللي قرب لان ديما احمد بيفاجئها بحفلة فعايزة تكون مستعدة ..

زياد بره بيلعب في الجنينة ولمح حشرة في الارض فضل يجري وراها ويحاول يمسكها والحشرة دي كانت عقرب كبير .. بيحاول يمسكها من ديلها لحد ما لدغته وساعتها عيط كتير وقام جري بعيد ..
دخل مكنش في حد في الصالة وهو زعلان من الكل فدخل مخبأه السري واستخبى فيه من الكل .. نام من الوجع او اغمى عليه مهواش عارف ..
ادهم رجع بعد كام ساعة وكالعادة آية قابلته فسألها عن أخوها.

آية: مش عارفة يا بابي هو فين ! كل شوية يستخبى مني كده ويقولي ان عنده مخبأ سري محدش يعرفه ابدا
ادهم شالها وطلع بها لفوق عند مامتها ونادى عليها فخرجتله
ادهم: رجلك عاملة ايه !
ليلى: لا بقت كويسة خالص ومش بتوجعني الا نادرا
ادهم: طيب كويس ..
ليلى بصت لآية: أخوكي فين يا آية !

آية: معرفش يا مامي ما شفتوش خالص
ادهم استغرب: انتي ما تعرفيش هو فين !
ليلى: لا والله انشغلت مع سهر ونسيته خالص
ادهم باستغراب: نسيتي ابنك !
ليلى: اتشغلت يا ادهم.

ادهم راح لاوضته بس فاضية ونزل نادى لشوقية تدور عليه في الجنينة بس محدش لقاه والكل بدأ يتوتر ويدور عليه ومحدش فيهم نهائي عارف مكانه ..
ادهم زعق: يعني ايه خرج من البيت ! شوقية روحي نادي لسيد بسرعة
سيد جه بسرعة وادهم سأله عن زياد
سيد: ما جاش خالص يا بيه ناحية البوابة ابدا
ادهم بقلق وتوتر: انت ما سيبتش البوابة مفتوحة خالص ولا انت نفسك سيبتها !
سيد: لا يا باشا خالص حتى الصلاة بصلي قدام البوابة ..
ادهم زعق: طيب ابني فين !

ليلى بتوتر: اكيد مستخبي في الجنينة
ادهم: انا مش عارف ازاي تنسيه بالشكل ده ! ده انا قولتلك يا ليلى كلميه وفهميه وطيبي خاطره تقومي تقوليلي نسيت
سهر اتدخلت: انا اسفه يا ادهم انا شغلتها
ادهم: الغلط مش عليكي يا سهر الغلط على اللي نسيت ابنها ..
الكل خرج الجنينة يدورو عليه في كل شبر وعند البيسين والملحق وكل مكان وادهم والكل هيتجننوا زياد راح فين !

اما زياد فكان في مخبأه السري سخن جدا وبيخترف ومش قادر يقوم يكلمهم على الرغم من انه سامعهم بس معندوش اي مقدرة او اي صوت يتكلم بيه وسم العقرب بدأ ينتشر في جسمه كله وهو بدأ يغيب عن الوعي من تاني... والدنيا بره مقلوبة عليه...


look/images/icons/i1.gif رواية المشوه
  02-12-2021 03:19 صباحاً   [45]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية المشوه الجزء الثالث للكاتبة الشيماء محمد الفصل الحادي عشر

الكل هيتجنن من اختفاء زياد ومحدش عنده أدنى فكرة هو راح فين !
أدهم بقلق: يعني هيكون راح فين ! خرج بره البيت ولا ايه ! ( بص لمراته ) ابنك فين يا هانم !
ليلى بخوف: معرفش .. كان بيلعب ومعرفش راح فين !
حسين بقلق: ليكون اتخطف .. أدهم ليكون حد خطفه ! حد في شغلك مثلا من اعداءك !
أدهم بص لأبوه وفكر للحظات: حاليا الدنيا مستقرة عندنا مفيش مشاكل يتقلق منها، لا لا ده مستبعد
حسين: طيب حد عايز فلوس مثلا !

أدهم حط إيده علي راسه بخوف وقلق وتفكير: طيب هيدخل الڤيلا ازاي وياخده ازاي من غير ما حد يحس به .. سيد علي البوابة والجنايني كان بره وشوقية في البيت فهياخده ازاي ! لا ده برضه مستبعد
حنان بخوف: لا حول ولا قوة الا بالله طيب الولد فين بس ! يمكن يا أدهم يكون زعلان منك لما زعقتله وعلشان كده مثلا خرج ! نطلع ندور في الشوارع حوالينا !

أدهم بص لمراته: علشان كده قولت للهانم دي تتكلم معاه وتطيب خاطره بكلمتين بس هيا من امتي بتهتم بأي حاجة اطلبها منها
ليلى بتبرير: اتشغلت مع سهر ونسيت
ادهم زعق وقاطعها: ابنك اهم من أي حاجة ممكن سيادتك تتشغلي بيها .. كان المفروض اول حاجة تنفذي اللي طلبته منك قبل ما تتشغلي مع اي حد وعيالك يكونوا قدام عنيكي، محرمتيش من اللي حصل لآية !

حنان اتدخلت: يعني يا أدهم الكلام ده دلوقتي واللوم والعتاب هيفيد بإيه ! خلينا ندور علي الولد الأول
أدهم: أنا هطلع أدور عليه بره
يدوب هيتحرك الباب كان بيتفتح وكلهم بتحفز بصوا للباب بس كان أحمد فأحبطوا
أحمد حس بالقلق: في ايه مالكم !
حسين: زياد مختفي ومحدش عارف مكانه !

أحمد بقلق: مختفي يعني ايه ! خرج يعني بره ولا ايه فهموني ؟
أدهم: محدش عارف هو فين ولا مكانه فين !
أحمد بتلقائية بص لليلى: يعني قالك انه خارج مثلا يا ليلى ولا ايه ! ولا انتي كنتي بره ولا ايه !
أدهم: مالوش لازمة كلامك .. سيادتها ما تعرفش حاجة عنه ومحدش يعرف اي حاجة .. انا هطلع أدور عليه بره البيت
أحمد: انا كمان هخرج معاك يالا
آية بهدوء: بابا.

أدهم باقتضاب: مش دلوقتي يا آية بعدين
بيتحرك بس وقفه صوت بنته: بس أنا عارفة زياد فين يا بابي
هنا كلهم بصولها وأبوها في لحظة كان قاعد قصادها في الارض وايديه حوالين أكتافها
أدهم: أخوكي فين يا آية ؟
آية: انا معرفش هو فين بالظبط بس عارفة مكانه !

أدهم كشر ومش فاهمة: آية انا مش فاهم منك حاجة يعني ايه عارفة ومش عارفه دي ! ماهو يا عارفة يا مش عارفة !
آية: عارفة .. هو في مكانه السري اللي علي طول بيستخبى فيه
أدهم كشر: فين مكانه ده ؟
آية: ماهو انا معرفهوش بس هو كل شوية يستخبى مني ويقولي انه عنده مكانه السري وأنا مش عارفاه وهو دلوقتي أكيد فيه
أدهم وقف وبص لليلى: فين مكانه السري !

ليلى هزت دماغها: معرفش ..
أدهم بفقدان أمل: تعرفي أصلا انه عنده مكان سري !
ليلى هزت دماغها بلأ وبعياط وهو وقف مش عارف يعمل ايه ويدور فين !
أحمد هنا اتوتر وبهدوء وهو خايف من رد فعل أدهم واتكلم بتوتر واضح: أنا عارف يا أدهم مكانه السري
أدهم هنا انتبه وبصله: فين يا أحمد ؟

أحمد شاور بإيده علي حاجة ورى أدهم فأدهم بص وراه بعدم فهم وبص لأخوه من تاني: مش فاهم يا أحمد ما هي مش نقصاك انت كمان، فين المخبأ ده !
أحمد بص للأرض وبصوت يدوب مسموع: وراك يا أدهم
كلهم بصوا مش عارفين حاجة إلا أدهم قلبه وقع لرجليه لانه مش ممكن أبدا يكون سجنه القديم هو مخبأ ابنه .. أسوأ أيام في عمره قضاها في المكان ده ! مضروب محروم من الأكل والشرب .. محروم حتي من مدرسته .. مش ممكن أبدا أبدا يقدر يقرب بمزاجه من المكان ده وكأنه اتربط في الأرض أو محتاج لقوة قهرية تحركه من مكانه ..

حسين بعدم فهم: انت بتهرج يا أحمد ما تتكلم ! فين الولد ! فين زياد ؟
أدهم بالعافية حرك رجليه وقرب زي الانسان الآلي ومسك الباب الصغير ده واتردد يفتحه وكأنه لسه عيل صغير هيضرب او هيتجلد او هيتحبس .. ماسك الباب بس مش قادر يفتحه
حسين كمان اتجمد مكانه وفي لحظات شريط ذكرياته كلها مرت عليه وافتكر كل حاجة عملها في ابنه .. كام مرة حبسه هنا ! كام ليلة خلاه يقضيها هنا ! كام مره خلاه يراقب أخوه واصحابه بيلعبوا وهو مش مسموحله يخرج من هنا .. ولما خرجه من المدرسة كان بيحبسه وقت المدرسة كله في المكان ده .. حسين اتفاجيء ان رجليه مش شيلاه ووقع علي الكرسي وراه ..

حنان شهقت وحطت إيدها بخوف علي بوقها ومقدرتش تنطق بس فجأه شافت أدهم عيل صغير بيعيط وحسين بيجرجره ويرميه في المكان ده ويقفل عليه ومهما يخبط مكنش بيحن ولا يفتحله .. افتكرت جبروت جوزها مع العيل المسكين ده اللي عمرها ما قدرت في يوم تساعده وحتي لما كانت بتهرب بيه كان بيرجعها ديما لعذابها .. وبعد استسلامها لعذابه كل اللي قدرت تعمله انها تركب نور صغير لابنها في سجنه ده، نور أقل من انه يظهر لبره علشان حسين ما يكتشفهوش .. يدوب نور بس يساعده يلمح اللي حواليه ..

ليلى وسهر واقفين مش فاهمين كلهم مالهم وليه الحالة اللي صابتهم كلهم ! وايه المكان ده ! ده بير السلم مفيهوش حاجة تخوف مثلا فليه الرعب اللي سيطر علي الكل ده !
أدهم أخد نفس طويل وفتح الباب وهنا اتفاجيء بابنه نايم بس معقول يكون نايم وكل الدربكة والاصوات اللي بتنادي عليه وما صحيش ! شيء لا ارادي خلى أدهم يشده لبره وهنا اكتشف انه مش نايم ده مغمي عليه او مش عارف ماله هو بس بيرجع زي رغاوي بيضه من بوقه وغايب تماما عن الوعي
أدهم حاول يعدله ويفوقه والكل اتجمع حواليه وهنا ليلى لاحظت ايده
ليلى: أدهم ايده .. بص لايده !

أدهم مسك ايده: في حاجة قرصته .. ايه اللي ممكن يكون قرصه ؟ وايه اللي دخله هنا ! ومن امتي بيدخل هنا !
سهر: أدهم احنا لازم نكلم الاسعاف بسرعة علشان يسعفوه .. الله اعلم هو هنا من امتي !
أدهم شال ابنه ووقف وحالة جمود غريبة سيطرت عليه: أنا أسرع من الاسعاف ( بص لابوه ) كلم المستشفي وعرفهم اني في الطريق لهم واشرحلهم حالته
حسين هز دماغه وهو شال ابنه واتحرك لعربيته ووراه حنان وأحمد وليلى
أدهم: مش عايز حد فيكم معايا !

ليلى بدون ما تنتظر كلامه ركبت في الكنبة وري: هات علشان اشيله
هنا أدهم استسلم ومفيش وقت اصلا يتخانق مع حد وبسرعة ركبت حنان جنبها وأحمد ركب قدام جنبه وأدهم اتحرك بعربيته ..
هنا كلهم عرفوا يعني ايه واحد يسوق بسرعة بعربية كلهم ربطوا حزام الامان لان أدهم مكنش سايق لأ ده كان طاير بالعربية وكلهم خايفين ان في أي لحظة ممكن العربية تتقلب

أدهم شريط حياته كلها مر قصاده .. كل لحظة عذاب عدت عليه قبل كده مرت عليه دلوقتي ! جسمه بدأ يوجعه وكأنه بيتجلد دلوقتي مش جروح قديمة ! كل وجع حس بيه في يوم رجعله دلوقتي وكل ما بيتوجع كل ما بيدوس علي البنزين اكتر واكتر ..
أحمد: أدهم انت سايق بسرعة جامدة جدا هدي شوية
أدهم بجمود: خايف علي نفسك قولي انزلك
أحمد سكت وما نطقش بحرف تاني لحد ما وصلوا المستشفى كان في دكتور وكذا ممرضة في انتظارهم وبسرعة أخدوا الولد منهم وجريوا به
الدكتور بيتكلم: ايه اللي حصله !

أدهم: اعتقد في حاجة لدغته الله اعلم ايه هيا ! احنا لقيناه كده !
الدكتور: امتي !
أدهم: معرفش إمتى
الدكتور وقف وبص لأبوه: يعني ايه متعرفش !
أدهم: رجعت من شغلي لقيته كده !
الدكتور: فين أمه !
بص بتلقائية ناحية ليلى وسألها: متعرفيش امتي ! طيب امتي اختفي من قدامك !
ليلى بعياط: من الساعه ٤ تقريبا
الدكتور بص للساعة في ايده وكانت داخله علي ٧ وبصلها: ٣ ساعات ابنك مش قصادك ومفكرتيش تطمني عليه !

ليلى مردتش بس نظرة أدهم لها كانت كفيلة توجعها أكتر من وجعها اللي هيا حساه ..
الدكتور: ربنا يستر
سابهم ودخل يسعف الولد والكل بيدعي انهم ما يكونوش اتأخروا زيادة عن اللزوم ..
أدهم وقف بعيد عنهم كلهم وعطاهم ظهره وساند دراعه علي الحيطه وساند راسه علي دراعه وساكت تماما والأفكار بتتزاحم في راسه وذكرياته اللي كان دفنها تماما كلها بتطلع من تاني وتهاجمه من تاني ..

حنان خافت علي ابنها زي ما هيا خايفة علي حفيدها بالظبط وجواها احساس مبهم انها هترجع لوحدتها من تاني .. قربت من أدهم ويدوب لمسته في كتفه شد كتفه بعيد واتحرك هو بعيد عن المكان كله بدون حرف واحد
حنان عيطت وأحمد قرب منها ضمها: هيكون كويس .. الاتنين هيكونوا كويسين .. لازم زياد يكون كويس ما تقلقيش.

أحمد عاتب نفسه كتير لان هو اللي اقترح عليه المكان ده ومش عارف ليه يعني قاله كده وهو عارف ان ده ممكن يوجع أدهم ويفكره بذكريات كتيرة موجعة بس عمره ما تخيل ان ابنه ممكن يجراله حاجة جوه ! ده يدوب علاقته بدئت تتصلح بينه وبين أدهم ويدوب بدأ يتعلق بعياله .. هل ممكن يكون السبب ان ادهم يخسر ابنه ! لا لا مش هينفع ابدا كفاية زمان كان هو السبب انه يخسر حياته كلها وكان السبب انه يخلي ابوه يكرهه وكان السبب في انه يخليه يسيب مدرسته وكان السبب في تشوهه مش هيكون السبب في قتل ابنه كمان .. دموعه نزلت غصبا عنه وتخيل لو زياد جراله حاجة ايه اللي ممكن يحصل ! وعرف ان حتي لو زياد بقى كويس فهو خسر أخوه بس المرة دي مش هيكون فيها رجعة من تاني ..

ليلى قاعدة وعمالة تفكر في اللي حكاه أدهم لها زمان وعن ذكرياته مع أبوه بس ما افتكرتش حاجة عن مكان سري .. بس افتكرت ان في مكان ضيق وظلمة ادهم حكالها عنه كان ديما يتحبس فيه ! هيا تخيلت ديما ان المكان ده عبارة عن أوضة صغيرة لكن ما تخيلتش ابدا ان المكان عباره عن حاجة تشبه الصندوق الصغير .. قلبها وجعها علي جوزها اللي جروحه كلها اتفتحت من تاني وعلي ابنها اللي ممكن يروح منها وعلي حظها اللي ملطش معاها .. لامت نفسها ازاي اتشغلت بالشكل ده مع سهر ونسيت ابنها ! ازاي ٣ ساعات ما تفتكرش تقوم وتسأل عنه ! مش يمكن لو كانت طيبت خاطره زي ما أدهم طلب منها كان فضل يلعب قصادها زي آية ومكنش جراله حاجة ! دعت من قلبها ربنا يحمي ابنها ويرجعه لحضنها من تاني ..

أدهم واقف منتظر اي خبر من الدكتور وشوية افتكر ماكس .. ماكس كلبه الوفي مش عارف ليه جه في باله دلوقتي بس افتكر قد ايه كان بيحبه وقد ايه كان انيس لوحدته وكان صاحبه وافتكر اليوم اللي خسره فيه وكان بسبب ليلى وابوها .. افتكر نظراته الاخيرة له وكأنها نظرة وداع وبعدها هدوءه مرة واحدة .. دمعة نزلت منه غصب عنه مسحها قبل ما يعترف هو بها.

وافتكر تاني شكل آية وهيا غرقانة وهو بينعشها وهيا ميتة بين ايديه ودلوقتي ابنه كمان شايله ميت في ايديه ! وكل ده بسبب حبه الغبي .. حبيبته هيا اكتر حد وجعه في الكون ده كله .. وجعه في حياته كان كوم ووجعها هيا كان كوم تاني خالص .. رفض ابوها له .. اول جوازهم وكل المشاكل اللي كانت بتقابلهم بسبب ابوها اللي هيا كانت مخلياه جزء من حياتهم اساسي .. حملها في زياد واللي عملته فيه ..

دخول حسين وحنان لبيتهم من تاني .. العملية اللي عملها .. رجوعه من السفر واكتشافه ان ليلى نقلت حياتها لبيت ابوه ولاكتر مكان بيكرهه .. وجعه اللي بيتجدد يوم بعد يوم في البيت ده .. رفضها هيا لشكله الجديد .. غرق آية .. ودلوقتي زياد .. حس انه عايز يصرخ بصوته كله .. حس انه عايز يقتلها بإيده علشان تبطل توجعه .. حس انه عايز يحضنها ويطمنها ان ابنهم هيكون كويس .. حس انه عايز يبعد عنها تماما ويروح لمكان محدش يعرفه فيه ابدا .. حس انه عايز ياخدها من ايدها ويرجع لبيته الصغير الدافي .. احاسيس كتيرة متلخبطة هو مش عارف يوجهها ولا عارف يسيطر عليها .. قاطع ذكرياته وصول حسين اللي راح ناحيته ووقف قصاده بس أدهم بعد عنه ووقف بعيد وحسين احترم هروبه ده ..

وسط انتظارهم دكتورة هالة كانت معدية ولمحت ليلى فراحتلها وسلمت عليها
هالة: خير في ايه !
ليلى بعياط: ابني .. حاجة قرصته وجبناه هنا .. والدكتور لسه مطمناش عليه
هالة: طيب ان شاء الله هيكون كويس ما تقلقيش .. هيدوله حقنة مضادة للسموم والموضوع هينتهي علي كده ليه القلق ده كله
ليلى بعياط: هو كان بيلعب في الجنينة ىواختفى واستخبي ومحدش فينا كان عارف مكانه ولما لقيناه كان مغمي عليه ..

هالة: طيب اهدي الاطفال ياما بيحصلهم .. المهم انتي اهدي
ليلى بعياط هستيري: اهدى ازاي وانا السبب .. انا مخلتش بالي منه ! كل اللي حصل بسببي
هالة: تاني يا ليلى لوم نفسنا علي كل حاجة بتحصل ! العيال بتلعب هنربطهم يعني جنبنا علشان مفيش حاجة تحصل ! عيل بيلعب في جنينة وحشرة قرصته ايه اللي ممكن الام تعمله علشان تمنع حاجة زي كده ! هاه ! بطلي تلومي نفسك علي كل صغيرة وكبيرة .. جوزك فين !

ليلى شاورت عليه كان بعيد عاطيهم ظهره
هالة: كان نفسي اتعرف عليه بس في ظروف افضل من كده .. المهم دلوقتي المفروض تكوني جنبه مش بعيد كده
ليلى: هو مش قابل اي حد حتي يكلمه او يقف قريب منه وزي ما انتي شيفاه واقف بعيد ازاي !
هالة باستغراب: اوعى يكون بيلومك ان ابنك اتقرص ! ده كده أوفر قوي
ليلى بصت للارض: بيلومني اه بس مش علشان القرص
هالة باستغراب: امال علشان ايه !

ليلى: علشان زياد كان مختفى ومش عارفين بمكانه وعلشان فضلنا كتير ندور عليه ومش لاقينه وعلشان ... علشان لما لاقيناه كان
هالة: كان ايه يا ليلى !
ليلى بوجع: كان مستخبي في المكان اللي أدهم وهو صغير كان بيتحبس فيه
هالة هزت دماغها: يعني حاليا جوزك بتهاجمه كل ذكرياته القديمة وكل أوجاعه القديمة بجانب كمان اللي حصل لابنه !
ليلى بعياط: بالظبط!

هالة بصت لليلى: انتي عارفة انك هتكوني المنفس اللي أدهم هينفجر فيه وهيلومك علي كل حاجة حصلت ومش بعيد كمان يلومك علي حياته القديمة
ليلى: هو لامني مش لسه هيلومني
هالة: جوزك محتاج لمساعدة ولو فضل رافضها هيخسر .. هيخسر كتير قوي ..
هالة بصت حواليها وخمنت شخصية كل واحد من الموجودين وبصت لليلى تاني: هيخسر كل اللي موجودين هنا
ليلى: وبإيدي ايه اعمله !

هالة: لازم يقتنع الأول انه محتاج لمساعدة لازم يعترف انه عنده مشكلة وكبيرة ومحتاجة لحل .. ادهم كل جروحه القديمة مخفتش هو بس دفنها وعلشان كده هيفضل ديما مهدد انها تتفتح من تاني .. ودلوقتي اعتقد ان كل جروحه اتفتحت من تاني ..
ليلى: خلينا نطمن الاول علي زياد
هالة هزت دماغها بتقبل ووقفت جنب ليلى تحاول تطمنها علي ابنها ..
الدكتور خرج وكلهم قربوا منه: احنا اسعفناه وعطيناه مضاد للسموم وان شاء الله هيكون كويس
أدهم: هو فاق ؟

الدكتور: اه فاق وبيسأل عليك
أدهم: ينفع ادخله !
الدكتور: طبعا بس ما تعنفوش او تزعق فيه
أدهم: اعنفه ؟ انت بتقول ايه ! ابني كان هيروح مني ! اعنفه ازاي !
دخلوا عند زياد وأدهم قرب منه ومسك ايده باسها وزياد عيط: انا اسف !
أدهم باسه تاني: هششش المهم انك كويس .. مفيش حاجة في الدنيا كلها تهم غيرك انت واختك وبس ..
زياد: انت مش زعلان مني علشان استخبيت يا بابا !

أدهم دموعه نزلت براحة وهز دماغه: لا يا حبيبي المهم انك كويس ..
حاول يسكت لحد كده بس مقدرش وكان لازم يعرف: زياد انت ايه اللي دخلك المكان ده ! وعرفته منين !
هنا احمد قلبه فضل يدق بسرعة وعرف ان اللحظة اللي كان خايف منها جت ومنتظر رد فعله هيكون ايه !
زياد بقلق: انا عارف انه مكانك المفضل يا بابا وآسف اني استعملته بدون اذنك !
أدهم باستغراب: مكاني المفضل ! مين قالك انه مكاني !

زياد بخوف: بابا انا اسف
أدهم: حبيبي مين قالك ان ده مكاني !
زياد: عمو أحمد اللي قالي ! وانا اتفقت معاه يكون ده مكاني انا برضه السري
ادهم هنا بص لأحمد نظرة عمره ما هينساها في يوم أبدا وأحمد معرفش ينطق او يتكلم او يدافع عن نفسه بس أكتفى بإنه يبص للأرض
أدهم بص لابنه: قالك ايه بالظبط ؟

زياد: قالي ان ده اكتر مكان كنت بتحب تقعد فيه وانت صغير
ادهم دموعه نزلت غصبا عنه وصوت انفاسه مسموعة ومحدش أبداً عارف يقول ايه بس هو نطق بصوت مهزوز: اخرجوا بره
حسين حاول يتكلم: أدهم
أدهم كرر تاني: أخرجوا بره كلكم
ليلى: ادهم انت بتقول ايه بس !

أدهم وقف وبصلها: انتي بالذات مش عايز اسمع حرف واحد منك .. اطلعوا بره كلكم وسيبوني في حالي .. اطلعوا بره
كلهم خرجوا وسابوه وهو قعد جنب ابنه اللي عيط ومش عارف ايه اللي بيحصل
زياد: بابا متزعلش منهم علشاني انا اسف .. ازعل مني انا بس .. لكن ما تزعلش تاني من ماما
أدهم حاول يسيطر علي اعصابه وراح لابنه: انا مش زعلان منك ومش زعلان من حد
زياد: بس انت طردتهم كلهم ؟

أدهم حاول يفهمه: ساعات بيكون الانسان محتاج انه يفضل لوحده شوية .. فأنا دلوقتي محتاج اقعد معاك لوحدنا شوية .. ينفع !
زياد هز دماغه بتقبل بس مش فاهم حاجة كل اللي فاهمو ان في مشاكل كتيرة حصلت ولسه هتحصل وبسببه ..
زياد: بابا انت ليه زعلت اني استخدمت مكانك المفضل .. انا خليته جميل جدا .. فرشته وحطيت فيه حاجات خلت الارض طريه وحطيت ألعاب وخليته جميل !
أدهم عطى ظهره لابنه يسيطر علي انفعالاته ويمسح دموعه كويس وبعدها بصله وقعد جنبه: ده مكانش مكاني المفضل يا زياد أبدا بالعكس انا كنت ديما بحاول انسى المكان ده وتلاقي عمك أحمد نسي ده علشان ده كان من زماان قوي
زياد باستفسار: امال ده كان ايه !

أدهم حاول يبسط لابنه: ده كان زي كرسي العقاب كده لما ماما بتقعدك عشر دقايق لما تغلط
زياد كشر: يعني اللي كان بيغلط فيكم كان بيدخل فيه !
أدهم: أيوه ومش عارف ايه اللي فكر أحمد بالمكان ده وليه قالك عليه !
زياد: انا اللي شوفته وانا سألته عليه وفضل زيك يفتكر وبعدها قالي كده وانا حبيت المكان واتفقنا نخليه مكان سري ليا وخليته وعدني ما يقولش لحد أبداً علي المكان ده ..

أدهم باسه ورقده علشان ينام ويرتاح: من هنا ورايح مش عايز تعمل اي اسرار عليا انا .. اي سر يخصك من هنا ورايح يكون معايا انا مش مع حد تاني .. مفيش اي سر علي بابا فاهم !
زياد ابتسم: اتفقنا .. بس انت مش هتقول لماما ولا لآية !

أدهم حاول يبتسم: اتفقنا ودلوقتي حاول ترتاح شوية .. وانا هفضل جنبك
زياد بعد ما غمض عنيه فتحهم تاني وبص لابوه: بابا انا عايز آية علشان اصالحها
ادهم ابتسم: هيا مصلحاك وعلي فكرة لولا آية مكناش عرفنا بيك ابدا
زياد باستغراب: هيا كانت تعرف مكاني السري !
أدهم وضح: لأ بس هيا قالت انك اكيد في مكانك السري وساعتها
زياد كمل: عمو احمد عرف !

ادهم: وكلنا عرفنا وخرجناك و
زياد زعل: ومبقاش عندي مكان سري
أدهم مسك ايده: ده مكان مش حلو انا هعملك مكان سري يكون خاص بيا انا وانت ايه رأيك !
زياد تحمس: امتي !
ادهم: اتحسن بس الاول ونطلع من هنا
قعد جنبه لحد ما نام وهو مش عارف يفكر الخطوة الجاية هتكون ايه ! وهيعمل ايه في حياته !
خبط خفيف علي الباب خلاه انتبه وبص للي بيخبط كانت ليلى
أدهم بفتور: نعم !

ليلى: ايه نعم دي ! عايزة اطمن علي ابني !
أدهم بصلها ووقف: دلوقتي تطمني عليه ! وما اطمنتيش عليه ليه وانتي مشغولة مع سهر في الضحك والهزار هاه ! دلوقتي افتكرتي ان لكي ابن تطمني عليه !
ليلى: انت هتمنعني من ابني ولا ايه !

أدهم: انا معنديش استعداد اتكلم معاكي دلوقتي
ليلى اصرت: وانا عايزة اتكلم دلوقتي يا ادهم
أدهم بصلها: بلاش يا ليلى علشان لو هتكلم دلوقتي هقولك ان معدش من حقك تطمني علي عيالك لان مش هيكون عندك عيال تطمني عليهم من اصله !
ليلى حالة ذهول صابتها وبصتله: انت بتقول ايه ؟ انت عايز تاخد مني عيالي يا أدهم !

أدهم: ما انا علشان كده بقولك بلاش دلوقتي يا ليلى نتكلم لان لو اصريتي هيكون ده كلامي .. ممكن بقى تسيبيني اهدى وارتب افكاري لوحدي .. ابنك نايم وكويس اتفضلي بقى روحي انتي والناس اللي معاكي بره
ليلى حاولت تتكلم بس هو سكتها وأكد عليها تطلع بره وهيا طلعت وهيا مذهولة وكلهم اتجمعوا حواليها
أحمد: خرجتي ليه بسرعة !

ليلى بتوهان: ادهم طردني .. ( بصت لهالة ) ولما حاولت اتكلم معاه هددني انه هياخد عيالي مني وطلب مني امشي انا وانتم من هنا
حسين بتعب: انا كنت عارف انه كله هيرجع من تاني .. كنت منتظر اللحظة اللي ينفجر فيها والظاهر ان اللحظة دي جت واسرع مما كنت اتوقع ..
هالة بصت لليلى: تسمحيلي ادخله انا واحاول اتكلم معاه ..

ليلى: ما اعتقدش هيتقبل منك كلام
هالة: عارفة انه مش هيتقبل انا بس هحاول اوريه انه محتاج للمساعدة .. خليني بس أحاول اتواصل معاه !
حنان بعياط: خلوني انا ادخله .. انا هعرف اطيب قلبه
هالة: بلاش حضرتك
حنان: ليه بلاش انا ؟ انا أمه !

هالة: وده تحديدا السبب ! حضرتك امه اللي معرفتش ومقدرتش تحمي ابنها ( بصت لليلى ) زيك بالظبط معرفتيش تحمي عيالك مش هيتقبل منكم الكلام .. مش هيتقبل يسمع لأي حد فيكم ..
أحمد: وهيتقبل منك انتي !

هالة: كتير الانسان بيكون سهل عليه جدا يتكلم مع حد غريب تماما عنه عن حد يعرفه او حد من اهله او حبايبه
حسين: ادخليله وحاولي ترجعيه لنا من تاني
هالة قبل ما تدخل: ادهم مش هيرجع بسهولة
حسين هز دماغه: عارف .. عارف
هالة خبطت بهدوء ودخلت وادهم بدون ما يبصلها: قولت مش عايز حد
هالة بهدوء: وانا مش حد
أدهم بصلها من فوق لتحت وبعدها اتكلم: ولا انتي هتكلم معاكي فاتفضلي بره
هالة باستغراب: انت ما تعرفش انا مين ! مش يمكن اكون دكتورة ابنك وجاية اطمن عليه !

أدهم: لا مش دكتورة ابني
هالة باستغراب: عرفت منين !
أدهم ابتسم بتريقة: هيا مقالتلكيش اني ظابط مخابرات
هالة: مين هيا بالظبط اللي تقصدها !

أدهم هز دماغه: انتي عايزة تلعبي وانا للأسف مش فايقلك .. بس هرضي فضولك .. سيادتك لابسة بالطو ابيض فده معناه انك دكتورة مش حاطة سماعة علي رقبتك ولا في جيب البالطو وده معناه انك مش بشرية بس ده مش سبب ممكن تكوني نسيتيها علي مكتبك مثلا بس كمان لما دخلتي انتباهك كله عليا انا مش علي زياد وده ينفي انك تكوني دكتورته فبالتالي سيادتك جاية ليا انا واهتمامك بيا أنا وبما اني سليم جسمانيا فما فاضلش غير نفسيا وده معناه ان سيادتك دكتورة نفسية حلو بقى تحليلي ده ولا غلطان !

هالة اعجبت بتفكيره: لا مش غلطان
أدهم بغضب بيحاول يسيطر عليه: تمام بما اننا اتفقنا اطلعي بره بقى لان معنديش استعداد اتكلم معاكي او مع اي حد حاليا لان حضرتك معندكيش ادني فكرة انا ازاي بعمل مجهود جبار علشان افضل اتكلم معاكي بأدب وما اعتقدش هفضل مسيطر علي اعصابي كتير
هالة: انا مش عايزاك تسيطر علي اعصابك يا سيادة المقدم.

أدهم بإبتسامة غضب: لا بلاش علشان سيادتك مش قد انك تقفي قصاد غضبي
هالة: حاول تتكلم يا سيادة المقدم وتطلع اللي جواك
أدهم: انتي معندكيش ادني فكرة عن اللي جوايا فاطلعي بره وبلاش تقفي في طريق انتي مش عارفه هيقابلك في ايه .. اطلعي بره
هالة: حاول تهدى وتتكلم بالعقل
أدهم كز علي اسنانه بغضب وبصلها: بما ان الذوق مش جايب نتيجة فهضطريني لاسلوب تاني.

أدهم فاجيء الدكتورة بإنه مسكها من دراعها وشدها لبره الأوضة وخرجها علشان بس ابنه ما يصحاش وقفل الباب وبصلهم: قولتلكم سيبوني في حالي بس انتو مصرين تكملوا علي شوية العقل اللي فاضلين فيا ومصرين تخرجوني عن شعوري
هالة: سيادة المقدم انت محتاج لمساعدة وبسرعة فياريت تسمحلنا نساعدك
أدهم بصلها بنظرة نارية: تساعديني ! انتي ولا هيا ( بص لليلى) ! ولا مين بالظبط !

هالة: بلاش اسلوب التريقة ده وحاول تعترف ان عندك مشكلة ومحتاجة لحل
أدهم بصلها وبدأ يفقد سيطرته علي اعصابه: وانتي متخيلة اني مش عارف اني عندي مشكلة ومشكلة كبيرة كمان ! هاه ! انتي فاكراني غبي ولا ما بفهمش هاه ! سيادتك شايفة ان اول خطوة اعترف اني عندي مشكلة ! هو ده علاجك ! الاعتراف بالمشكلة ! ( بص لليلى وزعق ) هيا سيادتها محكتلكيش اني أول حاجة قولتهالها اني مريض نفسي ! ان عندي عقد نقص وكتيرة او زي ما تسميها ! اني مش راجل طبيعي زي باقي الرجالة ولا هيا اختارت تتكلم بمزاجها.

هالة: طيب حاول بس تهدى علشان نعرف نتكلم
أدهم بصلها: اهدى ! اهدى ! طيب قوليلي سيادتك انا اهدى ازاي ! ابني كان هيموت مني وقبله كانت اخته وكله بسببها هيا وبسبب قرارتها اللي بتاخدها بغباء
هالة: بطل تلومها هيا لوحدها علي كل مشكلة تحصل.

أدهم انفجر: امال الوم مين ! هاه الوم مين ! غيري انا وهيا ! لان قبل ما هيا تكون غلطانة فأنا غلطان قبلها، غلطان لما سمحتلها تدخل حياتي من الأول .. ( بص لهالة ) انا كنت مشوه .. مشوه لدرجة لا يمكن تتخيليها وتقبلت تشوهي ده وتقبلت كره الناس ليا لحد ما هيا شافتني ومعرفش ليه فضلت ورايا واصدها مرة بعد مرة وهيا برضه مصرة لحد ما استسلمت لها وساعتها كانت جرح جديد يدوب دخلت حياتي توريني لمحة من السعادة وتوريني يعني ايه متكونش وحيد وبعدها ترجعني تاني تدفني بالحيا وتفضل ورى ابوها لحد ما يوافق نرتبط وترجعلي من تاني وتعيشني في وهم من تاني وانا وافقت .. وافقت أكون وسيلة لسعادتها هيا وبس بغض النظر عن انا هيجرالي ايه او هعاني من ايه.

اصرت تعمل فرح علشان تخليني فرجة للكل وكل اهل بلدها يتفرجوا علي المشوه اللي بيتجوز ست الحسن والجمال ومقدرتش احساسي ممكن يكون ايه وجه ابوها كمل وعمل اللي عمله يوم فرحنا وبعدت بس هيا برضه رفضت بعدي ده وفضلت ورايا لحد ما رجعتني لها من تاني ومن هنا كانت رحلة مأساتي معاها لان أبوها اللي كانت بتسمحله يحركنا زي العرايس في ايديه شرط عليا اسافر يوميا من القاهرة لبلدها ٦ ساعات رايح و ٦ راجع وعلشانها وافقت بس هيا مقدرتش صعوبة ده عليا وانا مكنش قدامي حلول ماهو يا ابعد عنها وده مرفوض يا اسيب شغلي وده ما ينفعش لاني ما املكش غيره اقدر افتح بيه بيتي يا اوافق واجي علي نفسي وده كان اختياري وعلشان ايه ! اتحمل سفر ١٢ ساعة تقريبا بشكل شبه يومي علشان بس اقعد معاها ساعة منها نص ساعة بتشكيلي ان الوضع ده مش عاجبها وكأنه بإيدي بس اتحملت وما بعدتش علشان سعادتها وهيا اخدت ده حق مسلم..

( بصلها وكمل ) كنتي بتهتمي بنفسك وسعادتك وطلباتك وبس بغض النظر انا هنفذ طلباتك دي ازاي .. فاكره حفلتك السخيفة .. مجرد حفلة عادية في مدرسة وشرطتي عليا اني لازم احضرها ووافقت وعلشان اعرف احضرها كان لازم اعوض اليوم ده وطبقت يومين شغل علشان اجيلك وساعتها نمت في الطريق والعربيه اتقلبت واتدغدغت مليون حته وانا معاها ولما فوقت مهمنيش نزيفي ولا جسمي المتكسر ما فكرتش غير فيكي وبس والدكتور مهما يقنعني ان حالتي صعبة الا اني ما سمعتوش واتحملت باقي الطريق مع سواق العربية النقل اللي كان مستغرب ليه كل ده ومصيبة ايه اللي هتحصل لو انا ما روحتش ووصلت بالعافية ودخلتلك لقيتك انتي وابوكي منتظريني وما شوفتيش تعبي ولا وجعي ولا شوفتيني أصلا كنت منتظرة علشان تبلغيني ان خسارة الوقت اللي انتظرتيني فيه واخدتي شنطة هدومك ومشيتي ..

فكرتي في يوم انا ساعتها حسيت بإيه ؟ لحد النهاردة يا ليلى عمرك فكرتي في اليوم ده انا حسيت بإيه ساعتها ! لا ما فكرتيش وما اهتمتيش ماهو بحبك وهتحمل اي حاجة علشانك .. وبعدت تاني وبرضه رجعتيني تاني وانا زي الغبي برجعلك مرة بعد مرة مهما بخسر الا اني برجعلك وانتي بتسوقي فيها بزيادة وبتدخلي أبوكي بزيادة وكل يوم كنتي توريني انتي وهو اني عمري ما هعرف اكون جزء من عيلتك الكبيرة وبتثبتيلي ده مش عارف ليه علي الرغم من اني قولتلك كل ظروفي وقولتلك انا مبعرفش اتقبل الناس واندمج معاهم بسهولة بس كنتي برضه مصرة ..

عمال اخسر معاكي مرة بعد مرة وبرضه متمسك بيكي .. ليه انا مش عارف .. خسرت نفسي وخسرت اوفى صديق كان عندي ماكس فكراه ولا نسيتيه ؟ فاكرة ماكس اللي ضحى بحياته علشانك ! اللي ابوكي قال عليه وفيها ايه ده حتة كلب .. الكلب ده اللي لحد النهاردة عمر ما كان عندي صاحب وفي زيه تعرفي ان ماكس ده الكائن الوحيد في الكون كله اللي حبه كان بدون شروط وبدون مقابل ..

اللي لحد النهاردة انا مفتقد حبه ده ومات علشانك علشان كان عارف انك مهمة بالنسبالي فضحي بحياته علشان ينقذ حياتك ساعتها كان لازم ابعد يا ليلى ومرجعش تاني بس برضه عرفتي ترجعيني تاني وبعدها اكتشفنا مشكلة الخلفة اللي عندك وتحولت حياتك لمأساة وما فكرتيش غير في نفسك وبس .. احساسك .. وجعك .. حياتك .. حرمانك ..

لكن انا ! عايش ازاي ! او تقبلت الموضوع ده ازاي ! او فارق معايا او لا مفكرتيش ماهو اصل انا بحبك فما يهمش .. وأبوكي ساعتها بس تقبلني في حياتك ماهو بنته طلع عندها مشكلة واهو ضل راجل بقى وبدال ما يطفشه يقبله وخلاص وفجأة بعد ما كان كل يوم بيحاول يبعدنا عن بعض بقى يقولي ابني واعتبرني زي ابوك وكان المفروض احمد ربنا واسكت ماهو ابوكي خلاص رضي عني ... ولا حمل زياد ساعة ما حصل وجيبتي ابوكي تاني بينا وعايرتيني بتشوهي علشان ابعد عنك واسيبك تكملي حملك وبرضه مفكرتيش فيا انا ومفكرتيش غير انك عايزة تكوني ام بغض النظر النتيجة هتكون ايه او انا هيجرالي ايه واخدتيها برضه امر مسلم انك اول ما تولدي هرجعلك ماهو انا ما هصدق وللاسف برضه رجعت وخلفتي آيه وحمدت ربنا وقولت حياتي خلاص استقرت بس ازاي كان لازم انتي تدمريها من تاني وروحتي اتعرفتي عليهم .. دادو ونانا .. وتفاجئيني بيهم .. بأبويا اللي طردني من بيته وانا عيل بعد ما شوهني وامي اللي تقبلت ضعفها وسابتني له وتحطيني في امر واقع لازم تتقبلهم .. ويجي اخويا المبجل اساس كل مشكله وكل مصيبة حصلت يتعب ويحتاج لكبد فأبويا العظيم يجي يحاول يرشيني علشان يشتري مني الكيد اتبرعه لاخويا وكنت اضعف من اني اقولهم لأ .. ويندم ابويا ويطلب يكون جزء من حياتي ودخلتهم حياتي وتبدؤا كلكم تقنعوني اعمل العملية علشان ما ابقاش مشوه...

( بص لابوه ) كنت متخيل انك هتصلح كل اللي عملته فيا بالعملية دي ! صح ! وطاوعتك وما رضتش احرمك من الاحساس ده انك توهم نفسك ان كل حاجة اتصلحت .. وسيادتك ( مراته ) قولتيلي من حقي ان جوزي ما يكونش مشوه ولتاني مره بتعايريني بتشوهي وقبلت علشانك انتي قبل اي حد تاني ورجعت بس كنتي اول واحدة ما تقبلتيش شكلي الجديد ووحشك جوزك المشوه اللي عمره ما يبص لغيرك .. اللي كان خاتم في ايدك .. اللي كنتي واخداه امر مسلم انه هيفضل في حياتك مهما تعملي هيغفرلك ومهما تغلطي هيسامحك ماهو مشوه بقى ..

لكن دلوقتي معدش مشوه وتقبلت ده وقولت اديكي الوقت تتقبلي شكلي الجديد بس ساعتها اكتشف انك دمرتي كل حياتي وهديتي بيتي .. سيبتي بيتي ورحتي تعيشي في البيت اللي انا شوفت اسود ايام عمري فيه ! ازاي فكرتي اني ممكن اقدر اعيش فيه ! ( دموعه نزلت ) انا حكيتلك ازاي عشت في البيت ده وتروحي تعيشي فيه بعيالي وتقوليلي اصلك سامحتهم ! ولنفترض اني سامحتهم او اني بحاول علي قد ما اقدر ازاي تخيلتي اني هعرف اعيش هناك ! وعماله تاخدي في قرارات وتهمشيني شويه شويه ومعدتش عارف اعيش ولا عارف اكون اب ولا عارف اكون زوج ولا اكون اخ ولا ابن ولا عارف حاجة خالص ...

محدش فيكم فكر قد ايه بحتاج لقوة علشان انزل من عربيتي وادخل البيت ده ! هاه ! البيت اللي اتعاملت فيه زي عبد من ايام العبيد واسوأ كمان منهم ! والمشكله انك بتلوميني اني ساكت واني بره البيت وانتي عمالة تضغطي عليا .. سيبتي بيتي بدون ادني وفرضتي عليا بيت تاني وسكت .. نقلتي عيالي من مدرستهم ودخلتيهم لمدرسة انتي عارفة كويس انها فوق قدراتي المادية وسكت وقلت اهي سنه وتعدي ..

عمالة تخططي وتقرري وتنفذي وتبلغيني من باب العلم بالشيء وسكت عارفة ليه يا ليلى كنت بسكت وبتقبل ده ؟ علشان عيالي مبسوطة وسعيدة وعلشانك انتي وجيت علي نفسي تاني علشانهم وعلشانك وقولت مش مهم سعادتي ومش مهم اني اكون مرتاح المهم كلكم مبسوطين .. لكن تيجي تهملي في دورك كأم ويوم الاقي بنتي غرقانة في البيسين ويوم الاقي ابني ميت في ... في ... ( بص لاحمد ) انت ازاي تقول لابني ان المكان اللي كنت بتحبس فيه وبتعذب فيه هو مكاني المفضل هاه ؟ بأي وجه حق تخلي ابني يدخل للمكان ده ويعمله مكانه المفضل ! بأي وجه حق يا أحمد !

سكت وبص للسقف بيحاول يتنفس او يسيطر علي دموعه وعلي وجعه وعلي انهياره ..
صمت مطبق مسيطر علي الكل بيقاطعه شهقات عياط من حنان او ليلى .. حسين منهار علي الكرسي رجليه مش شيلاه وأحمد هربان من عنين أدهم .. حتي هالة الدكتورة النفسية اللي المفروض تتكلم مسحت دموعها ومقدرتش تنطق ولأول مرة في حياتها المهنية ما تكونش عارفة تقول ايه !

أدهم بص لهالة و بصوت مهزوز ضعيف: هاه يا دكتورة اديني اتكلمت وقولت اللي جوايا ! اتفضلي قوليلي علاجي ايه ! انا معترف يا ستي اني مريض نفسي ومجنون ومتخلف وكل حاجة بس علاجي ايه ! ارجع معاهم البيت واحط جزمة في بوقي واسكت ! اخد عيالي وابعد ! المفروض انا حاليا اعمل ايه ! اتصرف ازاي !( زعق ) انطقي مش عمالة تزني علي مراتي وعليا اني محتاج لمساعدة ( مد ايده لها ) انا اهو قدامك مادد ايدي ساعديني زي ما بتقولي ! قوليلي اعمل ايه ! ( هالة مقدرتش تنطق وجمدت مكانها وبصت لأيده بعجز تام وبصت للأرض وهو ضحك بغلب ووجع ) عرفتي ليه كنت رافض فكرة الدكتور النفسي ! علشان عارف انك هتقفي كده قدامي معندكيش حل ...

هالة اخيرا لقت صوتها: اعتقد يا سيادة المقدم ان الصح انك تنتظر الأمور تهدى والأزمة دي تعدي وساعتها نقدر ناخد قرارات صح ونفكر ايه الخطوة الصح مش دلوقتي !
أدهم بصلها: وده اللي انا قولته لها .. قولتلها تسيبني دلوقتي لحد ما اهدى والأمور تهدى بس انتو رفضتو .. اعتقد بما اننا اتفقنا يبقى من هنا لحد ما الأمور تهدى مش عايز اشوف حد فيكم .. كلكم .. من هنا لحد ما اعرف هعمل ايه مش عايز المح حتي حد فيكم .. بعد اذنكم ...

سابهم ودخل أوضة ابنه وقعد قصاده يحاول يستجمع انفاسه ويلملم جروحه اللي انفتحت كلها ويحاول يسيطر علي الألم اللي بيقطعه حاليا .. عمال يبص لابنه ويحاول يقنع عقله انه علشانهم لازم يكون أقوى من كده ..
أما بره فحالة الصمت المطبق دي محدش عارف يقطعها ولا حد عارف ينطق
ليلى بصت لهالة وكأنها بتستنجد بيها
هالة هزت دماغها بأسف: انا اسفة يا ليلى بس ما تخيلتش كمية الوجع دي كلها انتي ركزتي اكتر علي الحب اللي بينكم مش وجعه ما تخيلتش أبدا كمية المآسي اللي مر بيها.

حسين بوجع: أدهم محكاش حتي واحد علي عشرة من كمية المآسي اللي سببتهاله ولا اي حاجة من اللي عملتها فيه .. مش هقولك علي رفضي له ولا اهانتي ولا ضربي له ولا حرماني له من ابسط الامور زي الاكل والشرب ولا هقولك كام مرة جلدته ولا هقولك اني رفضت اعتبره بني ادم وعاملته كحيوان واصريت ان الكل يعامله بنفس الطريقة، مش هقولك ان عيل من يوم ما وعي علي الدنيا لحد ١٣ سنه انا كنت بتفنن ازاي اوجعه علشان اوجع امه وازاي اذيه وازاي اضره .. انتي عارفة ان انا اللي شوهته ! ادهم لو قلع القميص هتشوفي جسمه كله متقطع حتي بعد العملية رفض يعالج جسمه عالج بس وشه وساب جسمه تذكرة للي حصل ..

هالة: ازاي شوهته ! ليلى قالت انه اتعرض لحادثة وانت رفضت تعالجه بس
حسين ضحك بألم: اليوم ده مش قادر انساه ابدا ساعتها احمد خرج واتأخر بره وراح شرب وسكر وانا طلبت من أخوه العيل يخرج وما يرجعش من غيره وبالفعل هو لقاه لانه كان عارف هو بيشرب فين ولانه خاف عليه يحاول يسوق هو العربية علشان اخوه سكران ..

مع انه عيل ما بيعرفش اصلا يسوق بس كان لازم يروح اخوه والا هيلاقي عقاب هو اصغر من انه يتحمله بس اخوه رفض واصر يسوق هو وساعتها هو خاف علي اخوه مش علي نفسه فحاول يربط حزام احمد بس ما طالوش ففك حزامه وربط حزام اخوه وقبل ما يرجع مكانه كان احمد عمل الحادثة ولان ادهم مش رابط الحزام ومكنش حتي قاعد في كرسيه كويس طار من العربية ول حظه دخل في عربية محملة قزاز ومرايات والقزاز قطع جسمه ووشه وبدال ما انا اعالجه قررت ساعتها اخليه مشوه..

مش عارف ازاي عملت كده بس روحت ورشيت الدكتور وطلبت منه ان كل الجروح دي ما تتعالجش والدكتور ما صدق ان طاقة القدر اتفتحتله وساعتها كان بيحقن أدهم بحقن تعمله شلل لجسمه لكن بيفضل احساسه موجود وجاب طلبه تتعلم عليه ازاي يخيطوا الجروح وكل يوم يفكوا الغرز ويخيطوها تاني وكل ما وجعه وألمه بيزيد كنت بفرح اكتر وكنت بخلي الدكتور يصوره وكنت بتفرج علي الفيديوهات دي وافرجها لأمه واستمتع بعياطها ووجعها علي ابنها وبعد ما الجروح بدئت تدبل وتبطل نزيف لقيت الطلبة بيمسكوا المشرط ويعملوا جروح جديده علشان يخيطوها منهم واحد فتح جرح بطول دراعه كله بس ساعتها معرفش يسيطر علي النزيف اللي حصله .. ( بص للدكتورة اللي عندها ذهول ) شوفتي بقى انا عملت في ابني ايه ! شوفتي حد بالقسوة دي..

شوفتي جبروت بالشكل ده .. ولولا ان الولد اللي جرحه اكتشف بالصدفة انه واعي وبلغ أبوه الله اعلم كان اللي حصله دلوقتي .. وساعتها أبوه اتبناه وهنا ربنا رحمه مني .. ياتري بقى يا دكتورة استاهل انه يسامحني !
سكتت هالة وماردتش عليه فهو كمل:انا عارف انه ما سامحنيش وانه محتاج لوقت بس ما تخيلتش اني بضغط عليه بطلبي منهم يعيشوا معايا او اني انقل العيال لمدرسة اكبر انا بس حبيت أعوضهم شوية واعوضه هو عن اخطاء الماضي .. ما تخيلتش انه هيفسر ده بالطريقة دي.

هالة اتنهدت: هو محتاج لوقت ومحتاج منكم تدعموه لكن مش تخططوا حياته نيابة عنه .. هو حاليا شافكم بتدخلوا في خصوصياته وكل واحد بياخد قرارات تخصه نيابة عنه .. كلكم للأسف غلطتم في حقه وهو وصل لمرحلة خلاص فاض بيه من الكل .. ادوله مساحة شوية
حنان وقفت وراحت ناحية الأوضة فهالة مسكتها ووقفتها: حضرتك رايحة فين ؟
حنان: هدخل لابني وأخده في حضني
هالة: للاسف هو حاليا مش محتاج لحضنك هو محتاج يبعد شوية سيبوه يبعد بدال ما تخسروه نهائي
حنان: يعني نعمل ايه !
هالة: تمشوا وتسيبوه
ليلى: لا يمكن امشي واسيب ابني !

هالة: معلش يا ليلى هضطري تمشي وتسيبيه مع أبوه بدال ما تخسريهم الاثنين
وبعد حوارات كتيرة نفذوا رغبة أدهم ومشيوا وهو فضل جنب إبنه طول الليل مش قادر ياخد اي قرار في حياته ازاي هيمشيها
الصبح بدري آية صحيت وفضلت تزن علي مامتها توديها عند أبوها وأخوها وفضلت مترددة لحد ما أخدت القرار تروح عندهم وخبطت ودخلت كان أدهم قاعد علي كرسي ورافع رجليه علي حرف السرير وحاطط راسه علي ايده وتقريبا نايم وهيا فضلت تبصله كتير وتسأل نفسها ليه وصلوا للنقطة دي وليه بعدت عنه كده !

آية راحت لأبوها وهزت دراعه فصحي وبصلها وأول ما شافها ضمها وابتسم: حبيبة قلبي
رفع دماغه وشاف ليلى ودور عنيه بعيد عنها بسرعة
ليلى: زياد حبيبي أخبارك ايه !
زياد: انا كويس يا مامي وفطرت كمان انا وبابا هو أكلني
آية: انا كمان فطرت مامي فطرتني .. انت كويس يا زياد !

زياد ابتسم: اه كويس .. شوفتي اخدت حقنة في دراعي زي اللي انتي اخدتيها
آية طلعت جنب أخوها: بتوجعك ! كانت بتوجعني كتير
زياد بتفاخر: لا مش بتوجعني علشان انا راجل زي بابا
ليلى بصت لأدهم: انت اخبارك ايه ! كويس !
أدهم باقتضاب: اطمنتي علي ابنك ! اتفضلي من هنا
ليلى بصتله وقربت منه وقفت جنبه وهو باصص قصاده وقاعد مكانه فقعدت في الارض قصاده ومدت ايدها مسكت ايده: ادهم بصلي انا ليلى حبيبتك
أدهم بجمود: وانا اكتفيت من ليلى حبيبتي .. معدش عندي حاجة اقدمهالك ..

ليلى بقلق: أدهم انت ناوي علي إيه بالظبط ؟
أدهم: لما انوي يا ليلى هبلغك ودلوقتي اتفضلي شوفي وراكي ايه !
ليلى: انا عايزة أفضل جنب عيالي !
أدهم: عيالك حاليا معايا سيبيهم واتفضلي لحد ما اشوف هنعمل ايه وهنظبط أمورنا ازاي .. اتفضلي
ليلى وقفت: أدهم انا مش هسيب عيالي
أدهم بصلها وواجهها: ماهو يا تسيبهم دلوقتي وتتفضلي من هنا لحد ما اقدر افكر وأخد قرار يا هتسيبهم غصب عنك لاني هاخدهم واختفي فاختاري يا ليلى انهي حل هيناسبك.

ليلى بصدمة: انا مش همشي واسيب عيالي
أدهم: يبقى هتسيبهم غصب عنك يا ليلى
ليلى بتبصله مش مصدقة اللي بتسمعه منه وفكرت تفضل غصب عنه وتشوف هيعمل ايه يعني وهيتصرف ازاي ! ويوريها هياخد عياله منها ازاي !

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 6 من 20 < 1 12 13 14 15 16 17 18 20 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 2075 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1525 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1553 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 1401 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 2614 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، المشوه ،











الساعة الآن 01:57 AM