رواية المشوه الجزء الثالث للكاتبة الشيماء محمد الفصل السادس
بعد خروجه اتفاجؤا بشهقة عياط من حنان وكلهم اتلموا حواليها وهيا حاطة ايديها علي وشها احمد: في ايه يا ماما مالك انتي كمان ! حنان: الكلام كله كان ليا انا .. كل حرف قاله يقصدني انا بيه ! لكن انا للاسف مكنتش قوية علشان اقف في ظهره ولا اسنده ولا اجيبله حقه من اللي ظلمه حسين كمل بوجع: وكنتي هتجيبله حقه ازاي مني ! هو مش انا اللي كنت ديما ظالمه ! ادهم عايش لسه في الماضي وتزعيقه وانفجاره بالشكل ده هو تنفيس للي حصله زمان.
احمد افتكر يوم خناقته لما إتهم أدهم ان هو اللي اتخانق وخلاه هو يتعاقب مكانه .. افتكر كل حاجة عملها وافتكر عقابه ساعتها كان ايه ! وقعد هو كمان يفتكر الماضي بحذافيره حتي ليلى افتكرت اللي هو سبق وحكاه عن اللي حصله ساعت ما اترفد من المدرسة وقضى سنة في البيت .. كل واحد فيهم انسحب لاوضته يفتكر الماضي اللي لسه لحد دلوقتي بيأثر في الكل..
ادهم اخد ابنه وطول الطريق متعصب ومش عارف يهدي نفسه ولا عارف يطرد كمية الذكريات اللي بتهاجمه ولا عارف يسيطر علي الوجع اللي بيهاجمه ولا عارف يمنع احساس الألم اللي في ظهره وكأنه بيتجلد من تاني .. اخيرا وقف عربيته علي الكرنيش ونزل وقف يبص لقدام محاولة في السيطرة علي انفعالاته زياد نزل وراه: بابا انا اسف لو كنت قاطعه ادهم وشاله قعده علي الدكة اللي وراه وقعد قصاده: ما تتأسفش يا زياد مش عايز اسمع اسفك زياد بحيرة: امال عايز ايه يا بابا !
أدهم: عايزك تقولي بالتفصيل ايه اللي حصل بالظبط ! وسواء غلطان او ليك حق انا هقف معاك وهكون ديما سند ليك قصاد اي حد ده شيء منتهي ولازم تكون متأكد منه ان ابوك وامك الاتنين معاك ديما .. ودلوقتي قولي حصل ايه بالظبط ! ومين غلطان ! زياد أخد نفس طويل وبدأ يحكي لأبوه: بابا احنا كنا في حصة الاسبورت وجه واحد معايا في الفصل اسمه عمر عايز يلعب معانا وانا رفضت بس هو مقبلش رفضي ده وفضل يصر أدهم باستغراب: وانت ليه رفضت انه يلعب معاكم ؟
زياد بتوضيح: علشان هو عبيط يا بابا ادهم باستغراب اكتر: يعني ايه عبيط دي يا زياد ؟ زياد: يعني مش مظبوط يا بابا .. مش بيعرف يتكلم كويس وتحسه غبي ومش شاطر ابدا .. حتي المدرسين بيقولوا عليه انه متخلف فليه بقى العب معايا واحد متخلف ! يروح يشوفله حد متخلف زيه يلعب معاه.
إدهم هنا حس بصدمة .. وافتكر كل حرف نطقه في حق ليلى وازاي اتنرفز عليها وازاي تخيل ان ابنه عمره ما يغلط ابدا .. حس بغلطه الشنيع وغمض عنيه بوجع .. خوفه ان الماضي يتكرر هيخليه يدمر عياله بنفسه وما يعرفش يربيهم صح .. زياد بيتكلم: بابا ! انت روحت فين انا بتكلم ؟ أدهم: كمل وبعدين عملت لعمر ايه ! زياد: فضلت اقوله يروح بعيد ولأنه غبي مش بيفهم اضطريت ازقه بعيد علشان يمشي وزقيته كذا مرة لحد ماهو الغبي وقع على الرصيف واتعور .. ذنبي ايه انا بقي !
أدهم صدمة: ذنبك ايه ؟ ازاي بتقول ذنبك ايه وانت غلطان في كل حرف يا زياد ! الظاهر اني غلطت لما وثقت فيك وزعلت ماما علشانك ! زياد بص لأبوه: ليه يا بابا هو غبي فعلا أدهم سكت شوية وبصله: فاكر يا زياد الجروح اللي كانت في وشي دي ؟ زياد: ايوه فاكرها أدهم: ايه رأيك فيها ؟ كان شكلي حلو بيها !
زياد: يعني بس كده أحلي أدهم: طيب عارف بشكلي القديم انا كان الناس بيقولو علي ايه ؟ زياد: ايه ! أدهم: مشوه .. مسخ .. ابليس زياد بعدم فهم: يعني ايه الحاجات دي ؟
أدهم: المشوه يعني واحد شكله وحش .. علشان الجروح اللي في وشي مخلية شكلي وحش فكانوا بيشتموني بالكلام ده .. المسخ ده زي الوحوش اللي شكلها مخيف جدا ووحش جدا .. أما ابليس فده شيطان زياد بتأثر: بس يا بابا انت مش شكلك وحش انت كنت متعور في وشك بس .. دي كانت جروح !
أدهم: ماشي بس الجروح دي كانت مخلية شكلي وحش وعلشان كده قالو عليا الألفاظ دي زياد بعدم اقتناع ونرفزة: بس انت مش عورت نفسك يعني وده مش بمزاجك علشان يسموك كده ده غلط أدهم هنا وصله للي هو عايز يسمعه: بالظبط ده غلط فعلا لان مش انا اللي عورت نفسي بنفسي ولا انا اخترت أكون مشوه فلما الناس تلومني وتضايقني علي حاجة مش بإيدي ده كان بيضايقني وكان بيبعدني عن الدنيا كلها وأكيد انت فاكر انا ازاي مكنتش بحضر معاكم حفلات ولو حضرت باجي اخر واحد علشان محدش يشوفني واختفي بسرعة ومكنتش برضه اتصور معاكم كتير .. انت أكيد فاكر الحاجات دي ؟
زياد: أيوه فاكر وده كان بيضايقني منك انك بتهتم بكلام الناس اكتر من انك تكون معانا أدهم بصله: انت عارف انا كنت بعمل كده ليه يا زياد ! زياد: ليه ! أدهم: علشان وأنا صغير كان في عيال زيك بيرفضوا اني العب معاهم وبيقولولي انت مشوه ما تلعبش معانا وكل ما اقرب منهم كانوا بيسيبوا المكان كله ويمشوا بعيد ..
زياد بص للأرض وبدأ يفهم غلطه، اما ادهم فرفعله وشه: بصلي يا زياد .. لما الانسان بيكون مشوه او معوق أو غبي زي ما انت ما بتقول ده ما بيكونش بإختياره ده بيكون غصب عنه .. مشكلته الحقيقية بتكون في اللي حواليه .. زياد: بس يا بابا هو هيعرف يعني يلعب ! ماهو ممكن قاطعه ابوه: ممكن ايه ؟ هتعرف منين هو امكانياته ايه من غير ما تقرب منه وتديله فرصة يلعب ويتعلم ويتفاعل معاكم ! زياد: بابا هو انت مشوه من امتي وازاي !
أدهم اخد نفس طويل: من وانا صغير يا زياد .. كنت في العربية مع عمك وعملنا حادثة بالعربية وانا خرجت من العربية ودخلت في عربية محملة قزاز وده اللي عورني وبهدلني .. ومن ساعتها وانا مشوه .. زياد: وأصحابك عملوا معاك ايه !
أدهم: مكنش عندي صحاب يا زياد والناس كلها كانت بتكرهني علشان وشي شكله كده والكل بعد عني واضطريت اقعد في البيت ما اخرجش منه واروح ساعة الامتحانات بس وعارف لما روحت الامتحانات قعدوني في أوضة لوحدي علشان كل العيال مرضيوش يقعدوا معايا .. وبعدها دخلت مدارس عسكرية وبرضه كان ليا اوضة لوحدي وتدريبي لوحدي والكل بيبعد عني لمجرد ان وشي متعور زياد بتأثر: بس دي حياة صعبة قوي يا بابا ان ميكنش عندك اصحاب أبدا .. طيب كنت بتلعب ازاي ؟
أدهم بوجع: عمري ما لعبت أبدا يا زياد مع حد .. محدش كان بيسمحلي العب زياد زعل جدا وافتكر صاحبه اللي ضربه ووقعه واتعور ومشي يعيط وسأل أبوه: طيب وعمو أحمد ؟ مكنش بيلعب معاك ! هو أخوك ولا برضه كان زيهم ! أدهم معرفش يجاوب ابنه ومش عايز يخلي عياله يكرهوا أهله ومش عارف يقول ايه فوقف وغير الموضوع: احمد كان كبير عني وبعدين سيبك مني وقولي هتعمل ايه مع عمر !
زياد باصرار: الاول قولي ليه دادو وتيتة مكنوش معانا من زمان وليه دلوقتي بس ظهروا في حياتنا وليه انت مش حابب تقعد في بيتهم وبتروح علي طول شقتنا أدهم بص لابنه وقرر يقفل الموضوع: شوف يا زياد لما حصل اللي حصل ودخلت المدارس العسكرية انا سيبت البيت ومرجعتوش تاني أبدا زياد بدهشة: طيب عشت ازاي يا بابا ؟
أدهم: زياد اقفل الموضوع ده .. دي تفاصيل انت في غنى انك تعرفها دلوقتي .. المهم دلوقتي صاحبك اللي انت عورته هتعمل ايه معاه وهتتعامل ازاي ! انت اول واحد اهو في حياته هيقرر هتخليه يعيش زي باباك محروم انه يكون عنده اصحاب ويلعب ولا هتسمحله يعيش زياد: أنا يا بابا ؟
ادهم: أيوه انت .. انت هتكون البداية يا زياد .. لو كان في حد زمان قرب مني وسمحلي اكون صاحبه كان ساعتها اللي حوالينا هيعرفوا اني انفع اكون صاحب و اني بعرف العب معاهم بس للاسف الكل بعد ومحدش أخد اول خطوة زياد بحماس: أنا هاخد أول خطوة يا بابا .. أدهم ابتسم: طيب هتعمل ايه !
زياد: هتأسفله وأخدله هدية .. هنروحله البيت ايه رأيك ! أدهم: هو انت لما زقيته ووقعته كان في البيت ولا كان في المدرسة ! زياد: في المدرسة ادهم: يبقى اعتذارك يكون في المدرسة زياد بسرعة وباعتراض: قدام صحابي يا بابا ؟
أدهم باستغراب: امال ازاي صحابك هيقلدوك ! ولا انت هتصاحبه في البيت وقدام صحابك لأ ! زياد سكت وبص للأرض وكشر بيفكر في كلام أبوه وبيفكر في أصحابه ورد فعلهم هيكون ايه ؟ أدهم بتفهم: صحابك ممكن يقاطعوك انت يا زياد لما تاخد الخطوة دي زياد بص لأبوه وما اتكلمش.
أدهم: انت ممكن تزعل وممكن صحابك يقاطعوك فعلا بس شوف المقابل وفكر فيا أنا .. أنا عمر ما كان عندي صاحب أبدا أبدا يا زياد لان مكنش في حد شجاع كفاية يقف في وش الكل ويقول ان انا صاحبه فكلهم اختاروا السهل وبعدوا .. عارف في مره واحنا في التدريب كنا في سباق و واحد من زمايلنا اتعور وكل اصحابه كانوا عايزين يفوزوا فسابوه في الارض ومشيوا وقالوله هنبعتلك حد بعدين وهو كان هيخسر زياد بانتباه: وبعدين خسر فعلا !
أدهم: لا انا مهنش عليا انه يخسر لانه كان يعتبر ديما الاول فشلته زياد: هو كان صاحبك ! ادهم: لا يا زياد مكنش صاحبي ابدا بس شلته علي ظهري ووصلته لخط النهاية وفاز زياد بحماس: وانت فوزت صح وأخدت نقط اضافية علشان ساعدته صح !
أدهم اتنهد: لا يا زياد انا كان لسه فاضلي لفتين كمان لان انا كان الكل ضدي وكلهم عايزين يطردوني فلو طلبوا من العيال يلفوا التراك مرة انا المفروض الفه تلاته كانوا ديما بيحاولوا يخلوني امشي واستسلم زياد بزعل: واستسلمت ؟ أدهم: عمري .. وبعدين مش انا قدامك ظابط اهو فاستسلمت ازاي بقى ! كنت ديما الاول في كل حاجة بس برضه عمري ما طلعت الأول زياد: ازاي يا بابا ؟
أدهم: علشان مكنش ينفع الأول يكون مشوه يا زياد .. لازم يكون حد عادي وطبيعي زي الباقين .. المشوه مالوش حق زياد: بس ده حرام انت مالكش ذنب ادهم: طيب وعمر ذنبه ايه ! وغيره وغيره .. انت اهو عيل صغير ومنعت صاحبك حق اللعب لمجرد انه بيتأخر شوية عنكم او ما بيفهمش بنفس سرعتكم ! مش يمكن يكون عنده حاجة تانية هو مميز فيها ! ربنا لما بياخد حاجة من انسان بيعوضه بحاجة غيرها ..
زياد بحماس: خلاص يا بابا بكرة هروح المدرسة وهعتذر لعمر وهخليه يكون صاحبي وهعرف معاه هو متميز في ايه ! اتفقنا ! ادهم ابتسم وضم ابنه: اتفقنا زياد: طيب يالا بقى نروح نشوف ماما اللي زعلناها ! ادهم فكر في ليلى ورد فعله العنيف قدام الكل بس للأسف هو مش مستعد حاليا برضه يعتذرلها هو مش بنفس شجاعة ابنه زياد: يالا يا بابا !
أدهم قام وقف: طيب يالا نتغدي الاول انا وانت لوحدنا ؟ زياد بفرحة: يالا أدهم اتغدى هو وابنه اللي ملاحظ ان ابوه مش بياكل بس باصص عليه زياد: بابا انت مش بتاكل ادهم ابتسم بيحاول يداري وجعه: باكل يا حبيبي كل انت بس ..
حط ايده علي راس ابنه بحب ووعد نفسه انه طول ماهو عايش مش هيسمح ابدا لاي حد يجي علي عياله مهما يكون الحد ده مين مش هيسمح لحد يظلمهم بأي شكل واللي هو عاشه مش هيخلي عياله يعيشوه ولو اي جزء منه ... فاق ادهم علي صوت ابنه بيسأله: بابا خلينا نكلم ماما تلاقيها زعلانة ! ادهم: هنروح دلوقتي ما تقلقش وانت هتعذرلها وهتقولها انك غلطان وان تصرفك ده مش هيتكرر تاني زياد ابتسم: ماشي وانت كمان هتعتذرلها انك عليت صوتك وزعقتلها قدامهم كلهم صح !
ادهم سكت ومردش علي ابنه بس قاله يخلص اكله أخد ابنه وروحه وليلى اول ما سمعت عربيته نزلت جري تلحقه قبل ما يمشي وزياد اول ما شاف مامته جري عليها وباسها: مامي انا اسف اني زعتلك واللي حصل مش هيتكرر تاني ابدا وبكرة هروح مع بابا المدرسة وهعتذر لعمر وهجيبله كمان هدية واصالحه ليلى استغربت وبصت لجوزها اللي باصص بعيد عنها ومركز مع ابنه.
ليلى لابنها: برافو عليك ده ابني حبيبي اللي الكل بيعشقه .. يالا روح غير هدومك دي ( بصت لجوزها ) ادخل عايزه اتكلم معاك أدهم بص لابنه: اطلع انت يا زياد ارتاح في اوضتك وبكرة زي ما اتفقنا هروح معاك المدرسة زياد ابتسم لابوه وجري لجوه وهو بص لمراته ليلى: اتمنى تكون هديت علشان نعرف نتكلم ادهم بهدوء: اتمني انك انتي كمان تكوني هديتي وعرفتي غلطك وتكوني مستعدة تعتذري من ابنك.
ليلى بنرفزة: ادهم انا سمعت منه وهو ما انكرش انه فعلا ضرب صاحبه ده ادهم بنرفزة: ده برضه ما يديكش الحق يا ليلى انك تتنرفزي عليه بالشكل ده وتلاقيكي زعقتيله قدام صحابه وداخلة البيت تزعقي فيه ليه كل ده ! هاه ! كان لازم تقعدي معاه بهدوء وتعالجي الموضوع بهدوء مش بالشكل ده ليلى: بغض النظر عن الطريقة يا أدهم ابنك غلط ولازم يتعاقب علي غلطه.
ادهم اتنرفز: يتعاقب وهو مش عارف اصلا غلطه ايه ! ده الصح يا هانم ! عيل اتخانق مع عيل يبقى دوري انا كأم اسمع من ابني وافهم ليه اتخانق وافهم دماغه فيها ايه وبعدها ابقى اعاقب ده لو غلطه اتكرر .. دورك تكوني ام قبل ما تكوني وسيلة عقاب يا ليلى ليلى حست ان ادهم بيكلمها هيا وكأنها هيا حنان وحست انه موجوع علي نفسه مش علي ابنه ليلى بهدوء: ماشي يا حبيبي بس هو غيرك وظروفه غير ظروفك.
ادهم بنرفزة: لان انا مش هسمح بده ليلى: ماشي بس ده ما يمنعش يا ادهم ان ابنك لازم يعرف الصح من الغلط ولازم لما يغلط يتعاقب ادهم: لما يغلط !ويفهم غلطه ويعيد الغلط ده مرة تانيه ساعتها بس ممكن اعاقبه وبعدين حتي لما يغلط مش من حقك تتكلمي بنرفزة معاه او تعاقبيه ليلى بذهول: علي فكرة انا أمه ! أدهم: وعلي فكرة انتي مش عارفة تقومي بدورك ده !
ليلى: وهو دوري اني اطبطب عليه يا اكون فاشله في دوري ! أدهم: بالظبط هو ده دورك .. انك تخليه واثق انه مهما يحصل منه ومهما يغلط ومهما يتمادي حضن امه مفتوح له ولو الدنيا كلها وقفت في وشه انتي لأ .. انتي بالذات لأ يا ليلى ليلى: ادهم انا غير مامتك ومش هقفل حضني في وش ابني.
ادهم بأسف: النهاردة انتي قفلتيه ووقفتي ضده ومن غير ما تسمعيه .. النهاردة انتي خذلتيه كأم وخذلتيني انا بالذات يا ليلى وما تتخيليش صدمتي فيكي قد ايه ! النهاردة انا شوفت نفسي من تاني في زياد وشوفتك انتي حسين تاني بتزعقي وترغي من غير ما تسمعي، من غير ما تديله حتي فرصة يتكلم، النهاردة فشلتي فشل ذريع كأم وكزوجة وابنك منتظر منك اعتذار اتمني ما تخيبهوش من تاني .. بعد اذنك مسكته من دراعه وقفته وراحت قدامه ورفعت وشه علشان تشوف عنيه ومسكت وشه بإيديها الاتنين.
ليلى: ارجوك يا ادهم ما تبعدش بالشكل ده عني .. انت عارف كويس اني بحب عيالي .. عيالنا عايشين كويسين ومبسوطين .. ما تخافش عليهم الماضي مش هيتكرر تاني معاهم انا وانت بنحبهم ما تخافش عليهم .. المهم دلوقتي انت خليني جنبك يا ادهم .. ارجوك اسمحلي أقرب من تاني .. ارجع لحضني يا ادهم ارجوك ادهم بصلها ومسك ايديها الاتنين بعدهم عن وشه براحة وبدموع بتلمع: للأسف يا ليلى حضنك مليان شوك .. ( كررها من تاني بوجع ) حضنك مليان شوك .. بعد اذنك.
سابها ومشي وهيا واقفة مكانها مش متخيلة حجم الجرح الكبير اللي اتفتح وبينزف جوه ادهم اللي رجع بذكرياته سنين كتيرة وشاف نفسه مكان ابنه وبيتخانق مع زمايل اخوه في المدرسة علشان يحمي اخوه الكبير اللي استنجد بيه وبعد ما نجده اتخلى عنه ورفض يقول الحقيقة وادهم اتعاقب مكانه عقاب لسه بيوجعه لحد اللحظة دي .. افتكر جلد ابوه له جلدة جلدة وكل ضربة صوتها في ودانه وألمها علي ظهره .. راح شقته وقعد يعيش الوجع ده من تاني لوحده ..
فلاش باك الاتنين في العربية وأبوهم بيتوعدهم أدهم بيهمس: احمد انت عارف ان ابوك مش هيعديهالي ارجوك انت مش هيعملك حاجه ارجوك يا احمد احمد: هيعملك ايه يعني اهو هيتعصب شويه وخلاص ادهم: ده لو انت لكن انا مش عارف ارجوك يا احمد انت الكبير اتحمل مره نتيجه افعالك احمد: قوله انك ماعملتش حاجه.
ادهم والدموع في عنيه: مش هيصدقني ارجوك يا احمد احمد سكت وبص بعيد وساب ادهم خايف من عقاب ابوه وصلوا البيت وابوه ساعتها زعق: اطلع علي اوضتك حالا.
ادهم جري وهو معندوش ادني فكرة عقابه هيكون ايه بس سامع خناق وزعيق مش مركز ايه اللي بيتقال او مين بيتخانق مع مين بس فتح باب وقفله من تاني بعنف وتخبيط وهو قلبه هيقف من الخوف من كل الدربكة دي وأخيرا سمع خطوات بتقرب من اوضته وعرف ان ده وقت عقابه .. الباب اتفتح وشاف ابوه واقف وفي ايده زي كرباج ومش متخيل ابوه هيعمل ايه بس اول ضربه كانت علي جسمه فلف ايده حواليه وادهم بيفتكر لف ايده بوجع علي جسمه وكأنه بيتضرب دلوقتي وكور جسمه كله وبيتنفس بصعوبة وهو بيفتكر اصعب لحظات مرت عليه وكل ضربة بيتوجعها من جديد وبسرعة قلع القميص وقام بص لظهره في المراية لانه متخيل انه بينزف من تاني لان الألم افظع من انه يتحمله ..
كل كرباج بينزل علي ظهره صوته وألمه رهيب وهو متكتف مش عارف ازاي يمنع الصوت ده أو ازاي يقلل الألم ده .. قعد مكانه في الارض مستسلم للي بيحصل وللذكريات اللي عايشها من تاني وحاسسها حقيقة من تاني .. ومنتظر حسين يخلص ضربه ومنتظر يغمى عليه لانه مش عارف هو امتي بطل ضرب فيه هو بس عارف انه أغمى عليه من الألم والتعب فهو حاليا منتظر الإغماء ده من تاني ..
حنان في أوضتها قاعدة بتفتكر اسوأ أيام حياتها وبتفكر اليوم ده بحذافيره ودخول ابنها وأبوه بيطلعه علي اوضته وهيا بتجري وراه بتحاول تمنعه حنان: ابنك معملش اللي بتقوله ده انت عارف ان ده احمد حسين: هو ما انكرش حنان: انت اللي مش عايز تسمعه .. ادهم ما يعملهاش سيبه في حاله حسين: ابعدي عن وشي .. ابعدي.
حنان وقفت قدام باب أوضة ابنها ورفضت تتحرك من وش حسين فاضطر يمسكها بعنف من دراعها وجرجرها لحد اوضتها ورماها علي السرير وقبل ما تخرج كان قفل الباب عليها بالمفتاح وهيا بتصوت وتزعق وتنادي عليه وتترجاه يرحم ابنها .. سمعت باب اوضته بيتفتح وسمعت صوت الضرب وصريخ ابنها الصغير وهيا بتعيط وتخبط وبتحاول تكسر الباب ومش عارفة تعمل ايه وبعدها جريت علي البلكونة وفضلت تنادي علي متولي اللي جه بسرعة جري علي صوتها حنان بعياط: الحق ادهم يا متولي الحقه حسين هيموته في ايده.
متولي بسرعة: حاضر يا هانم حاضر وجري متولي علي فوق ولقى ادهم في الارض مغمى عليه وشد هو حسين من فوقه: خلاص يا بيه الولد خلص خلاص .. هيموت في ايدك حسين بلا وعي: خليه يموت خليني ارتاح منه .. خليه يموت متولي شد حسين لبره ونزله لتحت وشاور للدادة تطلعله وبالفعل طلعت لأدهم هيا بعدها طلع حسين لأوضة مراته اللي منهارة في الأرض من العياط: طول ما انتي بتحامي عنه هعمل فيه كده واكتر من كده طول ما بتحبيه هيتعاقب علي حبك ده .. طول ما خوفك ولهفتك عليه بتظهر هيدفع هو تمنها ..
حنان: حرام عليك ابنك حسين زعق: مش ابني ولاخر يوم في عمري مش ابني .. ده ابن حبيبك وعلشان كده بتحبيه .. علشان كده بتخافي عليه حنان بتعب: مش حبيبي ده ابن عمي وبس .. انا كنت بحبك انت .. كنت بحبك انت حسين: كنتي هاه ! ودلوقتي بتحني لحبيبك ولابنه حنان بوجع وعياط وتعب: حرام عليك .. حرام عليك.
ساعتها حنان قررت انها تبعد تماما عن ادهم وبطلت تماما تكلمه وساعتها حسين قرر ان ادهم يفضل في البيت وما يروحش المدرسة من تاني ومهما ادهم اتوسل الا انه ديما بيرفض .. لحد ما ادهم اقترح علي امه انها تدخله اي مدرسة عسكرية وبكده يبعد عنهم وفضل كتير يترجاها وهيا ساكته لانها اخدت عهد ما تكلموش تاني ابدا .. بس بعد ما ابنها مشي راحت لحسين واترجته يدخل ادهم مدرسة عسكرية.
حسين: انا موافق حنان فرحت: بجد هتدخله! هتخليه يتعلم ! حسين: بس انا عندي شرط ! حنان بلهفة: موافقة عليه المهم يتعلم حسين: اسمعيه طيب الأول حنان: مهما يكون هوافق المهم يخرج من هنا ويتعلم ويقدر يكون عنده حياة خاصة بيه .. المهم يقف علي رجليه.
حسين: برضه اسمعي حنان بصتله: قول شرطك حسين: هتتنازلي تماما عنه حنان بعدم فهم: يعني ايه هتنازل عنه ! انت اصلا مش سامح ليا اكون ام له هتنازل اكتر من كده ايه ! حسين: ايوه مش سامح بس نظراتك له واحساسك له انا مش عارف امنعه .. هو عارف جواه انك بتحبيه وحاسس حبك ده حنان باستغراب: طيب ده احساس انت عايزني اعمل ايه فيه ؟
حسين: تمنعيه .. قدامك كام شهر علي السنة الجديدة وتبدأ ومن هنا لحد ما تبدأ عايزك تدمري الاحساس ده .. عايزو يحس بكرهك .. عايزو يتأكد ان الكل هنا بيكرهه .. عايزو يكره نفسه وحياته واليوم اللي اتولد فيه وجه الدنيا دي وساعتها هسمحله يخرج من البيت ده ويكونله حياة خاصة بره .. حنان: هو انت متخيل ان ادهم مش عارف انه مكروه من الكل ! هو انت متخيل انه مش بيلعن اليوم اللي جه فيه الدنيا دي ! حسين: بس برضه جواه أمل صغير انك بتحبيه عايزك تدمري الأمل ده وتلغيه تماما فيه .. نظراتك دي تمنعيها ..
حنان عيطت: حرام عليك حسين ماشي: خلاص انتي حرة خليه هنا في البيت يخدم ويعيش عبد تحت رجليا حنان صرخت: موافقة .. موافقة .. المهم يطلع بره طوعك .. موافقة اتنازل عنه من جواها دعت ربنا يرزقه باللي يعوضه عن حنانها وحبها وعن وجعه اللي شافه عمره كله ..
فاقت حنان من ذكرياتها وحست ان اختيارها كان غلط .. مفيش شيء في الدنيا ممكن يعوض ابن عن حنية امه أبدا .. مفيش بديل ومهما الانسان هيلاقي حب الا انه جرحه مش هيندمل ومش هيخف واي شيء يحصل هيكشف الجرح ده من تاني ..
حسين قعد في مكتبه رافض يفتكر اللي عمله في ابنه وبيحاول ما يفتكرش بس غريبة ايه الصوت اللي سامعه ده ! ليه مش عارف يمنع الصوت ده ! بسرعة قام شغل التلفزيون وعلي صوته بس برضه الصوت مستمر .. صوت صريخ عيل صغير وصوت كرباج نازل علي جسمه .. علّي الصوت اكتر بس صوت العيل بيعلي اكتر واكتر .. ولمحات ضرب بتمر قصاد عينه .. ده ايه الجبروت ده ! ده ايه العنف ده ! ازاي واحد يعمل كده في عيل ؟ ايه يعني لو مش ابنه مين اداله حق يجلد عيل بالشكل ده !
الصوت الصوت الصوت بيعلي .. حط ايده علي ودانه يحاول بس الصوت خارج من جواه .. كان متخيل انه لما يعالج وشه هيصلح اللي حصل وضميره هيرتاح بس الألم والوجع هو هو .. الكوابيس هيا هيا .. كان متخيل انه لما يسمحله يرجع بيته ويدخل عياله اغلى المدارس هيقل الألم بس لا ولا بشعره حتي .. النهاردة لما شاف انهيار ادهم بالشكل ده لمجرد ان موقف شبيه اتعرضله ابنه وراه قد ايه الالم مستمر وقد ايه الجرح لسه بينزف ومهما يعمل مفيش فايدة الجروح زي ما هيا ..
قعد مكانه بانهيار علي الكرسي يبكي بحرقة علي سنين عمره اللي ضاعت وعلي ابنه اللي دمره تماما وخلاه مجرد حطام .. ودلوقتي مهما يعمل مش عارف يعالج .. الظاهر انه مفيش فايدة وهيموت بالألم ده مستمر جواه ... اما احمد فدخل أوضته وقعد علي سريره وايديه حواليه ومهما سهر تتكلم الي انه تايه وغرقان في ذكرياته .. سهر: طيب يا احمد رد عليا .. اتكلم !
احمد بعد محاولات كتيره نطق: زمان اتخانقت في المدرسة علشان بنت صاحبتي العيال عاكسوها والعيال ضربوني واتكتروا عليا وناديت لادهم اللي مهما كنت وحش معاه الا انه ما اترددش يتخانق معايا وبالفعل ضرب العيال وعورهم واتحولنا كلنا للمدير واتصلوا بأولياء امورنا وعرفوا اننا اتخانقنا علي بنت وابويا توعدلنا في البيت ولما سألني اتخانقنا ليه خوفت اقوله فقولتله ان ادهم اللي اتخانق وانا ساعدته وشيلته هو الليلة ومهما يترجاني اقول الحقيقة الي اني كنت اجبن من اني اتكلم.
سهر بتحاول تخفف عنه: ده زمان يا احمد وكنتو عيال والاخوات ياما بتعمل اكتر من كده في بعض احمد زعق: انتي مش فاهمة حاجة .. ادهم مكنش محبوب وكان ابويا علي طول بيعذبه واليوم ده اللي عمله فيه انا لسه فاكرو لسه سامع صريخه وبصحى مفزوع من نومي علي صوته .. اليوم ده مش هنساه ابدا سهر بقلق: هو عمله ايه !
احمد بتوهان وكأنه شايف اللي بيحصل قدامه: جلده يا سهر .. جاب كرباج وجلده .. جلده لحد ما اغمى عليه .. قطع ظهره كله ولو شوفتي ظهر ادهم دلوقتي هتشوفي اثار الجلد لسه عليه متعلمة كلها خط خط .. سهر دموعها نزلت: ده ماضي يا احمد احمد بصلها: بجد ماضي ! واللي شوفتيه النهاردة ! وجنون ادهم لما الموقف اتكرر ! انتي حسيتي انه ماضي يا سهر سهر بدموع: بس بإيدنا ايه يا احمد ! حاول تقرب منه وتعوضه.
احمد بفقدان امل: ازاي تعوضي انسان علي حياة كاملة ضاعت منه واتدمرت .. ادهم عاش حياته كلها متدمر وبعدها اتشوه وكنت برضه انا السبب وعاش منبوذ من الكل واطرد من بيته واطرد من الحياة نفسها .. ازاي دلوقتي اعوضه ! ايه اللي ممكن تعمليه يعوض انسان عن الم عاشه طول عمره ولسه عايشه .. سهر سكتت واحمد حط راسه بين رجليه ودموعه نزلت بصمت وحتي مراته فضلت جنبه جامدة لان معندهاش اجابة او لان مفيش اصلا اجابه ... أدهم فضل مكانه كتير او يمكن نام وهو في الارض هو نفسه مش عارف المهم ان في صوت مزعج فانتبه فكان موبيله وبصله كانت مراته واتردد يرد بس رد في الاخر.
@ بابا انت فين ! مش قولت هنروح المدرسة ادهم انتبه تماما وبص حواليه مش فاهم هو الوقت ايه اصلا: زياد حبيبي .. هيا الساعة كام ؟ مش قولنا هنروح بكرة الصبح ! زياد باستغراب: ما احنا الصبح اهو يا بابا ! ادهم فتح عنيه كويس وبص في ساعته كانت ٩ بس مش عارف صبح ولا ليل ! معقوله هو من امبارح العصر وهو مكانه كده في الارض ! معقولة الليلة كلها عدت عليه كده .. زياد: بااااابا.
فاق ادهم: ايوه يا زياد حاضر .. اديني بس نص ساعة كده وهجيلك حاضر قفل مع ابنه وقام بتعب اخد شاور وفضل كتير قدام المراية كاره كل حاجة شايفها .. لف وبص لظهره في المراية واستغرب مش عارف هو كان متخيل ايه ! شاف اثار الضرب القديمة بس كان متخيل انه هيشوف اثار جديدة لانه وجع جسمه وكأنه اتضرب امبارح بس .. مسك قميصه يلبسه بس اتفاجيء ان لمسة قميصه علي ظهره بتوجعه حاول يقنع نفسه ان ده وهم هو عايش فيه بس الألم حقيقي .. والوجع حقيقي .. اتحمل ولبس ونزل ركب عربيته وراح لابنه كان منتظره واول ما ابوه دخل جري عليه وادهم قابله وحاول يبتسم قصاده زياد: يالا بينا.
حنان جت وعنيها حمرا من العياط و وقفت قصاده ومعرفتش تقول حاجة وهو كمان ساكت ولما حس بحيرتها وعجزها قرب منها وباسها في خدها وضمها وهمس: خلاص ده ماضي وانتهى .. ما تزعليش حنان بصتله بدموع: سامحني ادهم ابتسم: انتي عارفة اني مسامحك .. المهم مش عايز اتأخر كان هيخرج بس احمد وقفه نازل: ادهم استنى ادهم وقف وبصله: خير احمد: خليني اجي معاك ادهم باستغراب: ليه ! احمد وقف قصاده: عادي يعني !
ادهم فهم ان احمد عايز يقرب منه بس هو حاليا مش مستعد للقرب ده او مش عايزو حاليا: لا معلش يا احمد خليها وقت تاني مش دلوقتي احمد مسكه من دراعه قبل ما يمشي: لحد امتي هنفضل كده مش اخوات ! ادهم سحب ايده: ماهو عدى اكتر من ٣٥ سنه مكناش اخوات عادي يعني مش جديد .. احمد بصدمة: ادهم انا اسف بس قاطعه ادهم بمحاولة انه يخليه يفهم: احمد .. مش دلوقتي .. علي الأقل مش دلوقتي .. خليها واحدة واحدة ومع الوقت ان شاء الله هنقرب .. بس المهم مش دلوقتي.
خرج بابنه وليلى خرجت وراه وبصت لابنها: زياد اركب العربية واديني لحظة مع بابا زياد مشي وادهم واقف منتظر يسمع هتقول ايه ومديها ظهره ليلى: انت كويس ! ادهم باقتضاب: كويس ليلى قربت منه وحطت ايدها علي ظهره بس هو جسمه اتألم فكش وبعد شوية وهيا استغربت فراحت قصاده: مالك ! ادهم بصلها: ماليش ليلى: ظهرك فيه ايه ! مش مستحمل لمستي ليه ! انت عملت ايه !
ادهم باستغراب بصلها: هكون عملت ايه مثلا ! عذبت نفسي ! ماليش يا ليلى ليلى: طيب وريني ظهرك ادهم باستغراب: انتي الظاهر اتجنننتي .. سلام وقفته: مش هتمشي غير لما توريني ظهرك ادهم شد نفسه وهيا مسكته تاني باصرار: وريني ظهرك ادهم مستغرب اصرارها: انتي مش طبيعيه علي فكرة ..
ادهم خرج قميصه من بنطلونه وعطاها ظهره ورفع قميصه وهيا قربت ومشت ايدها علي ظهره بس حست بتصلب جسمه ونفسه مع حركات ايدها واتأكدت انه بيتألم من لمستها وبعدها مرة واحدة شد نفسه بعيد ونزل قميصه وبصلها: هاه اتأكدتي اني مش مجنون وهقطع ظهري ! ليلى بصتله ونظراتها كلها خوف وقلق: ادهم انت بتتوجع .. اسمحلي اقرب منك ادهم بعد خطوة عنها: انتي بيتهيألك ودلوقتي بعد اذنك اتأخرت.
اخد ابنه ومشي وراح المدرسة وهناك المديرة قابلته وقبل ما تعترض ادهم سبقها وبلغها انه جايب ابنه يعتذر لصاحبه ويراضيه قدام الكل والمديرة استغربت رد فعله بس طبعا رحبت وادهم راح مع ابنه فصله وهناك شاف عمر طفل صغير منطوي وقاعد في اخر الفصل في ملكوت لوحده وصعب عليه جدا او شاف نفسه فيه ادهم همس لابنه: عمر نسخة مني وانا قده .. كنت زيه كده بالظبط زياد اتخنق وقرر انه لازم يساعد عمر فراح ناحيته وسط استغراب عمر ووقوفه خايف بس زياد قرب: انا اسف يا عمر اتفضل.
مد ايده بهدية لعمر اللي مش مصدق اللي بيحصل زياد: خدها واتمنى من النهاردة تقبلني صاحب ليك كل الفصل عنده ذهول بس زياد مصر ومسك عمر من ايده وشده: تعال جنبي زياد بص للمس بتاعته واستأذنها: ينفع يا مس عمر يقعد جنبي ! المس ابتسمت: طبعا ينفع زياد: اوبس بس انا مش ينفع افضل في المدرسة ماما قالت اني مش هاجي قبل ٣ ايام !
المديرة ابتسمت وتدخلت: لا يا زياد اتفضل جنب صاحبك .. العقاب كان علشان غلطت لكن طالما انت عارف انك غلطت وصلحت غلطك فساعتها احنا كلنا نسامحك ونحبك زياد ابتسم: بابا قالي ان الاعتذار مش ضعف ابدا بالعكس الاعتذار بيحتاج لقوة وشجاعة علشان مش اي حد يقدر يقف قدام الكل ويعتذر وانا شجاع زي بابا ولما هغلط هعتذر ومن النهاردة انا وعمر اصحاب لو هو وافق .. عمر تقبل نكون اصحاب ؟ عمر ابتسم ببراءه وهز دماغه موافق فزياد ابتسم ومسك ايده سلموا علي بعض.
ادهم قرب منهم وباسهم الاتنين وبص لعمر: زياد من النهاردة صاحبك بس انت ما تسمحش لحد يقلل منك ويحد من قدراتك لو انت متأخر في حاجة شوف متقدم في ايه واظهر ده .. لو استسلمت هتندم خليك قوي واوعي تستسلم في يوم وما يهمكش اي حد لان انت مش هتهمهم .. عمر هيهتم بعمر .. اصنعك مستقبلك بايدك من النهاردة وابدأ اهو بزياد ..
قام وقف وماشي بس المديرة وقفته بانبهار: اول مرة اشوف ولي امر يقنع ابنه انه يعتذر لما يغلط وخصوصا في مدرستنا دي ادهم: يبقى ده دوركم طالما الابهات بيأمنوا هنا بالطبقية لازم انتو تفهموا العيال ان مفيش فرق بين انسان وانسان واننا لازم نساعد بعض ونتعايش مع بعض بغض النظر عن الفروق اللي بينا .. ( ادهم كمل بلهجه اقرب للتوسل ) حاولوا تطلعوا جيل بيحكم بالشخصيه مش بالشكل والمظهر حاولوا تعلموهم الصح والغلط .. انتو مدرسة تربيه فربوا صح .. ربوا قيم ومباديء علموهم اخلاق صح .. حاولوا.
المديرة بصت لادهم مستغربة كلامه بس هزت دماغها بامل انها تقدر تحقق ده: احنا بنحاول ادهم: حاولي اكتر وساعدي طالب زي عمر .. بلاش تكونوا انتو والزمن عليه المديرة: اوعدك يا سيادة المقدم اوعدك ادهم انسحب وراح لشغله وعدى كام يوم بيحاول يتجاهل اللي حصل ومعطاش لاي حد فيهم فرصة يتكلم في الموضوع ده وصمم انه يتجاهله تماما ومهما ليلى تحاول تفتح الموضوع ده الا انه بيقفله.
ادهم في يوم في شغله مديره استدعاه في مهمة جديدة المدير: إنت فاكر العصابة اللي عرفتك على مراتك ! أدهم باستغراب: أكيد طبعا.
المدير: طيب كويس المرة دي حاجة تشبها دي زي عشوائية من العشوائيات المنتشرة بس دي عصابة مسيطرة عليها والمشكلة انهم قفلوا المنطقة وأعلنوا إنها ملكية خاصة والبوليس معدش قادر يتعامل معاهم ومحتاجين تدخلنا .. هتروح وتقيم الوضع ونشوف هنسيطر عليهم ازاي ! عين فريقك وراقبهم ... عايز نقبض عليهم متلبسين يا أدهم .. عايزين نبيدهم كلهم مش عايزين نسيب حد فيهم بره يعني لما نضرب ضربتنا عايزها تكون القاضية فاهم !
أدهم: ما تقلقش المدير: بس يا أدهم ما تتهورش انت بقى عندك بيت وأولاد أدهم ابتسم: زي ماقولتلك ما تقلقش قولي عنوانهم فين ! وخلال ٢٤ ساعة هيكون عندك كل التفاصيل أدهم لأنه هربان من بيته ومراته راح بنفسه يراقب المنطقة دي ويجمع المعلومات اللي محتاجها .. راقبهم فترة طويلة وبدأ يحصر أعدادهم ويخطط ازاي هيهجموا وهيهجموا منين وهيعملوا ايه بالظبط !
وهو بيراقبهم لقى كذا عربية أخر الليل داخلين علي المنطقة وفي حركات مش طبيعية واكتشف ان في صفقة كبيرة بتتم راقبهم وهما بيسلموا وأكتشف إن البضاعة عبارة عن سلاح ودي كانت الفرصة اللي منتظرينها .. بلغ بسرعة المدير يجمع الفريق اللي هيهجم على المنطقة زي ما سبق وخططوا .. المدير: أدهم إوعى تتهور وتهجم لوحدك .. الوضع مختلف عن تهورات زمان أدهم: مش هتهور بس إنتو بسرعة لأن في أي وقت الصفقة ممكن تنتهي وزي ما اتفقنا تهجم بالفريق.
أدهم فضل مكانه بيراقبهم بس اللي كان خايف منه بيحصل والصفقة هتنتهي واللي بيشتروا السلاح هيمشوا بالسلاح وساعتها مش هينفع يهجموا لأن مالوش لازمة الهجوم .. لازم يتدخل ولازم يوقفهم وبدون تفكير اتدخل ونسي إن أدهم اللي كان من عشر سنين مختلف تماما عن أدهم دلوقتي الزوج والحبيب والأب واللي عنده كتير قوي يخاف عليه .. قبل كده كان معندوش حاجة يتخاف عليها وده في حد ذاته كان قوة له وكمان كان مشوه وده بيخوف اعداؤه منه ..
هجم وضرب كتير من الرجالة بس الكثرة تغلب الشجاعة وللأسف قدروا يسيطروا على أدهم بسرعة ومسكوه ورئيسهم جه واسمه حسن الديب وبص لأدهم كتير وفضل يلف حواليه: الظاهر ياد انت ما تعرفش انا مين ! شكلك جديد في الكار بتاعنا أدهم: الكلاب مهما انواعها اختلفت الا انهم في الأخر كلهم كلاب ضحك الديب: أحب انا نوعك ده لما يفضلوا يتنططوا كده في الكلام واعشقكم قوي لما توطوا على رجلي وتبوسوها علشان اعفي عنكم.
أدهم: اللي بتتكلم عنهم دول نوعية رجالتك مش نوعيتي انا أبدا حسن الديب: هنشوف هنشوف بص لرجالته وشاورلهم واتلموا على ادهم وبدؤا يضربوا فيه .. أدهم كان عارف انها مسألة وقت ورجالته توصل وساعتها الكفة هتتغير .. هو بس محتاج يعطل اللي اشتروا السلاح قبل ما يخرجوا بيه.
حسن الديب: طبعا تلاقيك بتفكر رجالتك امتى هتوصل علشان يلحقوك .. احب اطمنك انهم وصلوا ومحاوطين المكان بس يا ترى هيعملوا ايه وهيحاوطوه لأمتى .. أدهم استغرب ليه ما هجموش ومنتظرين إيه حسن الديب: هجاوبك .. الظاهر ان سيادتك مهم وأول ما هددت بقتلك وقفوا مكانهم وبيخططوا ازاي يهجموا ولا ينسحبوا والا يعملوا ايه ! المدير بره بالفعل مش عارف يعمل ايه وخايف على أدهم يقتلوه واستغبى ادهم إنه يهجم وحده بالشكل ده .. رجالته حواليه منتظرين اوامرهم: هاه يا افندم نهجم !
المدير: مش على حساب حياة أدهم لأ @: طيب اوامرك ايه يا افندم المدير بيفكر وخايف ياخد اي قرار لانه مش مستعد للثمن لو قراره غلط ! مش أدهم اللي ممكن يستغني عنه أو يخاطر بيه ! طيب ممكن ينقذ الموقف ازاي ! وياتري هل أدهم فعلا لو أتدخل هيقدر ينقذه ولا تدخله ممكن يضره ! حسن الديب مع أدهم.
أدهم ابتسم: دي مشكلة امثالك بتحكموا على الظواهر بس وبتنسوا حاجة مهمة جدا حسن الديب باستغراب: ايه هيا ! ادهم ابتسم: الوقت ! الوقت عامل مهم جدا حسن الديب ابتسم هو كمان: فعلا عندك حق وعلشان كده مش هضيع وقت كتير في الرغي معاك وهنهي حياتك بسرعة .. عندك كلمات أخيرة ! طلع مسدسه ووجهه لأدهم استعدادا لقتله..
رواية المشوه الجزء الثالث للكاتبة الشيماء محمد الفصل السابع
ادهم متربط علي الكرسي وحسن الديب قدامه بيتكلم ادهم ابتسم: الوقت ! الوقت عامل مهم جدا حسن الديب ابتسم هو كمان: فعلا عندك حق وعلشان كده مش هضيع وقت كتير في الرغي معاك وهنهي حياتك بسرعة .. عندك كلمات أخيرة ! طلع مسدسه ووجهه لأدهم استعدادا لقتله.. أدهم ابتسم: عندي فعلا.
قام وقف بالكرسي اللي مربوط عليه ورمي نفسه لوري فالكرسي اتكسر وبكده بقى مفكوك تماما وايد الكرسي اللي كان مربوط فيها لسه في ايديه ودي ساعدته يضرب اكتر بيها وحصلت دربكة عالية وده فهم المدير بره ان أدهم محتاج تدخلهم دلوقتي وده اللي حصل .. الفريق هجم هو كمان وأدهم جوه وده ساعدهم يدخلوا وفي خلال دقايق كانوا سيطروا علي الوضع وقبضوا علي الكل واتجمعوا كلهم في ساحة واحدة المدير لادهم: انت كويس ! أدهم: اتأخرتوا ليه !
المدير: اتفقنا ما تهجمش لوحدك ايه اللي خلاك تتهور ؟ أدهم: لو استنيتكم كانوا هيمشوا وساعتها مش هتقدر ولا تهجم ولا تقبض عليهم .. دي حالة التلبس اللي انت عايزها، علي العموم حصل خير المهم النتيجة ! المدير بصله كتير: انت متأكد انك كويس طيب ! أدهم بتعب: اعتقد .. حط ايده علي جنبه بتوجع ومسح وشه اللي بينزف من كل مكان تقريبا المدير: انت عارف ان وشك متبهدل ! أدهم بدون اهتمام: عارف .. عادي.
أدهم طلع علي المستشفي الخاصة بيهم و خيطوا جروحه اللي في وشه وعينه كانت وارمة جامد ووشه كله متبهدل وكمان عنده ضلعين مكسورين .. الدكتور طلب منه يرتاح الليلة دي في المستشفي بس طبعا رفض لكرهه للمستشفيات وروح أخر الليل واحتار يروح شقته ولا يروح لعياله ومراته .. واخيرا قرر يروح لمراته وعياله ..
دخل البيت كان في صوت رغي واتضايق لانه أتمني يكون الكل نايم بس شكلهم كلهم سهرانين مع بعض وبالفعل كانوا كلهم سهرانين قدام التليفزيون وأول حد لمحه كانت ليلى اللي قامت بسرعة عليه ليلى: أدهم ايه اللي حصل !
كلهم انتبهوا والكل وقف واتلموا حواليه وده بالظبط اللي هو كان رافضه منهم أدهم: انا كويس علي فكرة حسين: طيب ايه اللي حصل ! فهمنا ! أدهم بتعب: طيب ينفع اقعد الاول ! مش قادر أقف ! ليلى مسكت ايده وساعدته يقعد براحة ولاحظت وهو بيقعد ان في حاجة وجعاه جامد ليلى: في ايه اللي بيوجعك وانت بتقعد ! حالتك إيه بالظبط ! أدهم بصلها لانه افتقد اهتمامها وخوفها ده: ما تقلقيش مجرد ضلعين مكسورين مش أكتر ليلى شهقت: ايه ! ضلعين مكسورين وتقولي ما أقلقش انت إيه اللي حصل !
أحمد: اتخانقت مع حد ولا ايه ! ومين هو ! أدهم بصله: انت ناسي شغلي ولا ايه ! طبعا ما اتخانقتش مع حد .. دي كانت عصابة وكنا بنقبض عليهم أحمد بتهريج: أمال خرشموك كده ليه ! أدهم بتعب: لأني هجمت عليهم لوحدي قبل ما الفريق يوصل واستخدمت نفسي طعم حنان: طيب ليه كده ! كنت استنيت يا أدهم أدهم: مكنش ينفع لو استنيت كانوا هربوا كان لازم نقبض عليهم متلبسين .. المهم انا كويس والأهم اتقبض عليهم احمد: طيب كويس .. المهم نتصل بالدكتور !
حسين: ايوه طبعا اتصل يا أحمد بيه ! أدهم باعتراض: ما تتصلوش بحد انا لسه راجع أصلا من المستشفي ليلى: معقولة الدكتور سمحلك بالخروج ! أدهم: انتي عارفة اني مبفضلش في مستشفيات ليلى: بس ليلة حتي يا أدهم !
أدهم بصلها باصرار: أنا كويس قطعت الكلام لأنها عارفة انه فعلا بيكره المستشفيات والكلام ما منوش فايدة أبداً.. حنان: طيب يا حبيبي إطلع أوضتك ارتاح .. ليلى مدت إيدها تساعده في اللحظة اللي حنان كملت كلامها: أحمد ساعد أخوك فأحمد كمان مد إيده وأدهم بصلهم الإثنين أحمد ابتسم: هتختار مين !
أدهم ابتسم: بالمنظر ده مش هختار حد وهطلع لوحدي أحمد بضحك: لا يا سيدي وانا ما يرضنينش .. اطلع مع مراتك بس عد الجمايل هاه أدهم: ماشي هعدها أدهم مسك إيد مراته وطلع معاها والكل طلع لأوضته أحمد مع مراته سرحان تماما سهر: سرحان في إيه كده ! أحمد: في أدهم .. سهر: ليه يعني !
أحمد بتوهان: بتخيل لو انا عاملته بطريقة مختلفة ولو كنا زي أي اثنين أخوات عاديين كانت الحياة هتختلف ولا كانت هتمشي برضه بنفس السيناريو ! سهر: ايه اللي فكرك بالماضي تاني ؟
أحمد بصلها: وشه النهاردة بكمية الكدمات اللي فيه والجروح دي وعينه اللي وارمة .. مع ان ده وضع مؤقت وبكرة الكدمات والجروح دي هتخف بس تخيلي تكوني عايشة بوش زي ده حياتك كلها ! تخيلي الناس كلها ترفضك ! تخيلي الكل يشاور عليكي ويهمس مسخ او مشوه او يشمئز منه ! تخيلي تعيشي حياتك وانتي عارفة ان كل اللي حواليكي رافضك ومشمئز منك ! بحاول احط نفسي مكان أدهم وفي حياته بس مش قادر ! ده مجرد كام جرح في وشه وحاسس انهم صعب ما بالك بالتشوه اللي كان عايش بيه !
سهر: ربنا قواه يا أحمد وديما كان بيبعتله اللي يساعده ويقف جنبه .. ايوه حياته كانت صعبة بس اهو واجهها وخطاها .. أحمد بزعل: حاسس يا سهر ان ربنا حرمني من العيال عقابا ليا علي كل اخطائي .. أنا كان ليا دور كبير في اللي حصل لأدهم .. وحرمت أمي من إبنها ودولوقتي ربنا حرمني اني أكون أب في يوم من الأيام انا مش عارف أصلا انتي ليه عايشة معايا ! ليه مستحملاني بكل عيوبي دي !
سهر ضمته: لأني بحبك يا احمد وده المهم .. مش متخيلة حياتي من غيرك .. الفترة اللي انفصلنا فيها كنت ميتة .. كان نفسي تفوق لنفسك وترجع لعقلك وده حصل ودلوقتي المهم اننا مع بعض .. وبالنسبة للعيال يا أحمد احنا ممكن نتبني عيل ! احمد بصلها: ولنفترض محبيتهوش يا سهر هنعمل ايه !
سهر بحب: لما تجيبه البيت وتضمه وتكون مسؤل عنه هتحبه يا أحمد ما تقلقش .. هيكون ابنك .. الحب هيجي لوحده .. أصلا بمجرد ما عينك هتوقع عليه هتحبه .. تعال ناخد الخطوة دي يا أحمد أحمد: ربنا يسهل يا سهر .. المهم خليكي جنبي وساعديني أحاول أعوض أدهم عن اللي عملته فيه ! سهر: هو ومراته في بينهم مشاكل ومحتاجين حد يساعدهم يخطوها .. تعال نساعدهم ! تعال نسافر مثلا اي مكان .. ودي فرصة لهم يتواصلوا ويعالجوا مشاكلهم وبكده نكون وقفنا جنبهم ..
أحمد: خليني اظبط امور شغلي وأتفق مع أدهم فعلا بس يخف شوية الأول ويشد حيله .. *عند حنان وحسين حسين: كان المفروض طلبنا دكتور يا حنان حنان: هو رافض طيب .. مش عايزين نضغط عليه ! حسين بتوتر: يعني نسيبه كده تعبان ومش قادر حتي يتحرك !
حنان بتحاول تطمنه: ماهو لسه جاي من المستشفي حسين بقلق: ولنفترض انه بيقولنا كده بس علشان نطمن ! حنان قلقت: بس الجروح اللي في وشه متعالجة واعتقد متخيطة ! مين خيطهالو الا اذا كان راح لمستشفي ؟ حسين: اي دكتور يخيط وهما ممكن يكون معاهم حد في مهماتهم بس اقصد يروح مستشفي يطمن انه معندوش نزيف داخلي مثلا ولا اي حاجة لاقدر الله ! حنان بقلق: انت هتقلقني ليه يا حسين !
حسين: علشان انا قلقان حنان: طيب خلينا نطمن عليه ! *عند أدهم وليلى ليلى ساعدت أدهم لحد ما قعد واستقر علي السرير وساعدته يغير هدومه براحة واتوجعت مع توجعه مع كل حركة بيتحركها .. اخيراً خلص وساعدته ينام مكانه أدهم: متشكر ! ليلى: من امتي بتشكرني يا ادهم !
أدهم أخد نفس طويل بوجع: مش عارف يا ليلى ! المهم خليني ارتاح مش عايز اتكلم ومش قادر أصلا أتكلم ! ليلى حطت ايدها علي شعره بحب: ارتاح ونام شوية أدهم بصلها كتير واخيرا نطق: خديني في حضنك يا ليلى وخليني انام ! رجعيلي أيام زمان وخليني في حضنك ! ليلى ضمته وهمست: انت اللي بتعبد عن حضني يا أدهم مش أنا اللي ببعدك أدهم: مش إنتي أيوه لكن تصرفاتك يا ليلى ..
ليلى: مش وقته الكلام ارتاح دلوقتي .. ارتاح يا حبيبي .. خلي الكلام لبعدين ! أدهم نام في حضنها وبسرعة كمان لانه محروم من النوم من زمان .. الباب خبط براحة وهيا سحبت نفسها براحة من جنبه وهو مسكها منعها تتحرك فهمست: هشوف الباب ابتسم وغمض عنيه تاني وسابها تقوم وراح في النوم ليلى فتحت كانت حنان ومعاها حسين ليلى: خير !
حسين: هو عامل ايه ! انا بفكر ناخده المستشفي او نجيب علي الأقل دكتور ؟ ليلى ابتسمت: هو كويس ونايم وبعدين هو راح المستشفي والدكتور مكنش هيخرجه لو فيه اي حاجة حسين: انا خايف ما يكونش راح واي حد خيطله جروحه دي ! ليلى: اي حد ازاي يعني ! حسين: يعني يكون دكتور مثلا معاهم للاصابات.
ليلى: لا يا عمي طبعا هو بيروح المستشفي بس ما بيحبش يقعد فيها وبعدين الجروح متخيطة بعناية وخياطة تجميلية كمان مش دي خياطة دكتور معاهم لأ .. ما تقلقش عليه يا عمي وبعدين انا لو حسيت بأي حاجة مش طبيعية هبلغكم حسين: طيب خلاص هنسيبك معاه وخليه يرتاح وان شاء الله الصبح يبقى كويس حنان: يالا تصبحي علي خير بس لو في اي حاجة نادي عليا بسرعة ليلى: حاضر ما تقلقوش .. تصبحوا علي خير.
ليلى دخلت وقعدت جنب جوزها وفضلت تتأمله وهو نايم وابتسمت لأن اللي قدامها ده هو جوزها .. بجروحه اللي مالية وشه .. هو ده حبيبها اللي مفتقداه وواحشها جدا .. واحشها لأقصي درجة .. قربت من وشه وباسته في خده بحب.. وبدئت براحة تبوس كل جرح في وشه وكل حته في وشه وهو نايم .. واكتشفت انه واحشها فوق ماهيا نفسها كانت متخيلة !
أدهم صحي علي حركاتها وشفايفها اللي علي وشه واستمتع بلمساتها اللي مفتقدها هو كمان .. اترددت كتير قبل ما تلمس شفايفه بس شوقها كان أقوى من أي تردد واتفاجئت بإيده بتشدها من شعرها تقربها اكتر له ! وتجاوب معاها وأنفاسهم اختلطت ببعض وكأن الاتنين ما صدقوا قربوا من بعض ليلى همست: انت تعبان قوي !
أدهم بيبعد شعرها عن وشها وابتسم: طول عمرك عارفة ان راحتي معاكي .. راحتي معاكي انتي ليلى ابتسمت وباسته تاني وبصتله: متأكد إنك مش تعبان ! أدهم بإبتسامة هيا عشقاها: حتي لو تعبان مش هكون تعبان منك قربت منه واتلاقوا في لحظات مخطوفة من الزمن .. لحظات اشتاقولها هما الاثنين .. وقضت الليل كله في حضنه والأثنين حسوا انهم رجعوا لحياتهم القديمة ولحبهم اللي افتقدوه الاتنين ..
ليلى هتنام فبعدت عنه وهو استغرب: بعدتي ليه تاني ! ليلى بإبتسامة: علشان تعرف ترتاح وعلشان محملش علي صدرك أدهم شدها جامد لحضنه: وأنا من إمتي بعرف أنام وإنتي مش في حضني ! ليلى بعتاب: طول الليالي اللي فاتت بتنام بعيد عن حضني ! أدهم: ومين قالك اني بنام ! وبعدين النوم اللي بيغلب البني أدم من كتر التعب مش ده النوم يا ليلى ! ليلى: أمال إيه هو النوم يا أدهم !
أدهم: إنك تكون مرتاح البال وفي حضن حبيبك .. هو ده النوم لازم تكون مرتاح البال علشان تعرف تنام .. ليلى حطت راسها علي كتفه واتنفست بسعادة لأنها أخيرا رجعت لحضنه وأخيرا رجعت لمكانها الطبيعي واخيرا هترجعلها سعادتها من تاني .. فكرت تتكلم عن داليا وازاي أدهم كلمها بس تراجعت خليها تستمتع بلحظات الصفا اللي هيا فيها وبعدين تبقى تعاتبه علي الأقل مش وهو تعبان بالشكل ده .. بصتله ولقته غرقان في النوم وابتسامة علي وشه هيا مفتقداها .. ضمته لصدرها ونامت هيا كمان ..
الصبح أدهم صحي وليلى كانت في حضنه وابتسم ان حياته هترجع لطبيعتها أخيرا ومراته هتتقبله في شكله الجديد وأخيراً هيبطل يندم انه عمل العملية اللي غيرت مجرى حياته .. قام بهدوء من جنبها ودخل ياخد شاور دافى علشان جسمه والكدمات اللي فيه يمكن يرتاح من الألم ده .. قام ودخل الحمام واسترخى في المية السخنة وغمض عنيه يرتاح .. ليلى صحيت من نومها مالقتوش جنبها قلقت وبصت حواليها بس سمعت صوت المية في الحمام وعرفت انه جوه وقامت دخلت عنده وابتسمت: محتاج لمساعدة!
أدهم ابتسم: مش هقول لأ أكيد ليلى قربت منه ومسكت إيده اللي مدها له واستكانت في حضنه وهو ضمها بحب .. شوية وسمعت صوت زياد وآية بينادوا عليها ومعاهم حنان وأدهم ضحك وهيا حطت أيدها علي بوقه علشان ما يتكلمش زياد: ماما انتي جوه ! ليلى: أيوه لحظة وخارجة يا زياد آية: مامي هو بابي فين !
أدهم كان هيرد بس ليلى شاورت بدماغها لأ وفضلت حاطة إيدها علي بوقه تمنعه يتكلم وهو مبتسم ليلى: روحوا مع نانا وأنا جيالكم حنان شدتهم وخرجت علشان تديهم فرصة يخرجوا ليلى قامت ولبست البرنس وخارجة أدهم ابتسم: هتسيبني لوحدي ! ليلى بإبتسامة: غصب عني .. قوم يالا علشان تفطر خليك تقوم بسرعة وترجع لطبيعتك مع انه لو بإيدي اخليك كده علي طول أدهم باستغراب: كده ازاي ! تعبان ؟
ليلى لحقت نفسها بسرعة: لا بعد الشر اقصد مأجز يعني في البيت معايا أدهم هز دماغه وتقبل كلامها عادي وهيا خرجت لعيالها ولعيلة أدهم علشان تطمنهم عليه لبست هدومها ودخلت لادهم: أدهم أنا هنزل علشان أطمنهم عليك وأجهزلك الفطار واجيبه هنا ! أدهم: لا أنا هنزل أفطر وسطيكم ما تجيبيش الأكل هنا ليلى ابتسمت: تمام هجهزه عقبال ما تنزل يدوب هتنزل بس رجعت تاني باسته بسرعة وخرجت.
أدهم قام ولف نفسه بفوطة وخارج يلبس هدومه هو كمان وقف قدام المراية واتفاجيء بمنظر وشه .. وهنا رجعت في دماغه كل أحداث الليلة اللي فاتت .. قرب مراته منه .. حبها له .. همسها انه وحشها..
كل شويه تقوله انه وحشها ومع انه كان مستغرب بس فسر ده انه كان بعيد عنها الكام ليلة اللي فاتت ودلوقتي لما شاف وشه في المراية فهم ان اللي وحشها جوزها المشوه لأن هو بوشه ده هو مشوه وده فكرها بوشه القديم وعلشان كده قالتله انه واحشها ... وافتكر جملتها لو بأيدها تخليه يفضل كده .. كان مستغرب الجملة قوي بس دلوقتي بقى لها معني لو بإيدها تخليه يفضل كده بشكله ده ..
اتخنق لأقصي درجة واتضايق منها جدا .. كان متخيل انها أخيرا تقبلته بس كان موهوم هيا بس اشتاقت لجوزها المشوه لكن هو بشكله ده لا مش عيزاه فضل واقف مكانه كتير مش عارف يفكر وحس انه مصدوم او مخنوق او اتعرض لصدمة كبيرة او حتي كمان لخيانة .. وبعدين ايه اللي المفروض يعمله ! ازاي يخلي مراته تتقبله ! معقولة يشوه نفسه من تاني علشان ترجع حبيبته ! يعمل ايه ! يتعامل ازاي ! يرجع مراته لحضنه زي ليلة امبارح ازاي ! عقله ما اسعفوش بأي إجابة تطفي النار اللي هو فيها ! حس بغضب كبير جدا وحس انه عايز يكسر الدنيا كلها حواليه ..
لبس هدومه وقعد علي السرير بيحاول يوصل لحل .. ليلى نازلة وسعادتها منورة وشها وحست ان الدنيا هترجع تضحك من تاني والكل لاحظ فرحتها دي أحمد: يعني لولا عارف انك بتحبيه كنت قولت إنك فرحانة فيه ! ليلى: لا طبعا .. بس مبسوطة إنه هيقعد معانا يومين في البيت مش أكتر سهر بهزار: يعني ندعي عليه كل كام يوم يتكسر علشان يقعد معاكي !
ليلى بلهفة: لا اخص عليكي .. بعد الشر عليه .. يقعد معانا اه بس وهو سليم سهر بحب: ربنا يسعدكم يارب بس هو أتأخر ليه مش قولتي إنه نازل ! ليلى: أنا عارفة حسين جه وراهم: ليلى أخبار أدهم إيه وصحته عاملة إيه دلوقتي ! ليلى: الحمد لله كويس يا عمي حسين: كنت عايز اطمن عليه من بدري بس حنان قالتلي اسيبه يرتاح ويصحى براحته.
أحمد: ايوه سيبه براحته الظاهر انهم بيجوا علي التعب .. ومراته بتدعي عليه كل يومين يجراله حاجة علشان يقعد معاها ليلى بصتله باستنكار وحسين بص لليلي بغضب ليلى بدفاع: ما تصدقوش يا عمي ده بيهزر بس هزار سخيف حبتين حسين بص لإبنه: مش هتكبر بقى ! وبعدين بعد الشر علي إخوك أحمد رفع إيديه: بهزر بهزر .. خلاص مش ههزر تاني حسين: الهزار مش في حاجة زي دي أحمد: خلاص يا عمونا ..
حنان دخلت: ليلى أدهم لسه منزلش ! ليلى: هطلع اجيبه حنان: طيب خليه مرتاح النهاردة في السرير ونطلعله الأكل فوق ليلى: والله قولتله نفس الكلام مارضيش يا ماما .. هطلع اشوفه لحظة طلعت فوق مبتسمة وبتفكر هتقضي اليوم ازاي معاه وهيعملوا إيه طول النهار في البيت !
فتحت الباب كان قاعد علي السرير ومسهم .. قربت منه مبتسمة واتكلمت بس ما ردش عليها فقربت وباسته في خده ورفع دماغه بصلها وكأنه أول مرة يشوفها واستغرب إبتسامتها دي وقام وقف بعيد عنها وعطاها ضهره ليلى مش فاهمة ماله كانت لسه سيباه كويس: مالك يا أدهم فيك إيه ! أدهم: سيبيني لوحدي إذا سمحتي.
ليلى قربت منه وحاولت تلفه لها بس زق إيدها بعيد مش عايزها تلمسه فأصرت: في إيه عرفني مالك ! انا لسه سيباك كويس ! ايه اللي حصل ! مالك يا أدهم ؟ أدهم فضل ساكت ورافض يتكلم ليلى أصرت: ماهو مش هسيبك غير لما تقولي مالك وإيه اللي قلبك بالشكل ده ! أدهم بصلها وإيديه في وسطه: إنتي إمتي بالظبط ناوية تقبليني بشكلي الجديد ! ليلى بعدم فهم: انت بتتكلم في إيه دلوقتي !
أدهم زعق: بتكلم في اللي احنا فيه ! انا مبقتش مستحمل رفضك ده ! مبقتش مستحمل احساسك انك مع راجل غريب عنك .. ليلى: انت ليه بتتكلم كده دلوقتي ! ما احنا كنا كويسين وطول الليل في حضن بعض ليه مُصر تقلب في المواجع ؟ ليه يا أدهم ؟ليه دلوقتي ؟ ايه اللي جد ؟ أدهم بوجع: علشان شوفت صورتي في المراية يا ليلى ليلى مش فاهمة: وفيها ايه !
أدهم: فيها إن وشي متخرشم ومفيهوش حتة سليمة ليلى لسه مش فاهمة: انت زعلان علشان وشك ! كلها أسبوع بالكتير ويرجع ل قاطعها بصوت عالي: انا مش فارق معايا وشي ولا شكله انا فارق معايا انتي ! طول الوقت مستغرب انتي إيه اللي غيرك ! ايه اللي جابك في حضني امبارح ؟ ليه قضيتي معايا الليلة دي بالشكل ده وكأني غايب من زمان ! ايه اللي اختلف ! ومن شوية بتقوليلي لو بإيدي أخليك تفضل كده علي طول ! مكنتش فاهمك الصراحة ومحاولتش أفهم وقولت كويس هنرجع لطبيعتنا ولحياتنا لكن للأسف كل حاجة وضحت قدامي لما شوفت وشي في المراية .. ليلى بدموع بتهدد بالنزول: شوفت إيه بقى ؟
أدهم بوجع أكبر: شوفت أدهم المشوه ! شوفت جوزك القديم ! مش ده اللي انتي شوفتيه فيا إمبارح ! مش ده السبب لكل الحب ده ! مش ده اللي خلاكي تيجي لحضني الليل كله ! مش ده اللي كنتي تقصديه انك تخليني كده ! ليلى حاولت تدافع عن نفسها واتكلمت بتردد وبصوت متقطع: انت بيتهيألك.
أدهم هز دماغه: حتي الكدبه مش عارفة تكدبيها .. كنت بوهم نفسي طول الليل انك تقبلتيني وتجاهلت الحقيقة الظاهرة .. انتي بس واحشك أدهم المشوه وده اللي كنتي معاه طول الليل ! ده اللي كان واحشك ! ده اللي قضيتي الليل في حضنه مش أنا ليلى بعياط: انت مش ملاحظ إنك نفس الشخص ! محسسني إني خنتك.
زعق مرة واحدة: أيوه خنتيني .. ده إحساسي يا ليلى .. ده بالظبط احساسي .. الخيانة .. غصب عني وعنك انا اتغيرت .. وغصب عني وعنك أنا فعلا بقيت شخص تاني والمفروض ان سيادتك تتقبليني بشكلي ده لكن لما تعتبريني اني المشوه يبقى انتي ساعتها بتخوني لاني مبقتش الشخص ده ! وللأسف انا مش عارف أعمل إيه حاليا يا ليلى ! انا واقف وتايه ومش عارف اتصرف !
ليلى عيطت: انت بتعذب نفسك بنفسك أدهم بوجع: أنا ! أنا اللي بهرب من عنيكي كل ما نتقابل ! أنا اللي مش قادر اتحمل لمساتك ! أنا اللي مش قادر أتكلم معاكي كلمتين ! أنا اللي لما بتلمسيني جسمي كله بيتصلب وكأنك حد غريب ! أنا اللي محسسك بالغربة وسط بيتك ! انا ايه بس يا ليلى هاه ! أنا إيه بالظبط ! ليلى: بتحاول تحلل وتفكر .. انا محتاجة لوقت لحد ما اتقبل التغير اللي حصل وبعدين اللي حصل إمبارح مش يمكن دي حاجة من ربنا علشان نقرب من بعض ادهم اتجنن وزعق: بإنك تشوفيني مشوه من تاني .. هو ده شرط قربك ! ده اللي انتي عايزاه مني ؟
ليلى: انا مش عارفة انا عايزة ايه ! أنا زيك متلخبطة أدهم: أنا مش متلخبط ! انا عارف انا عايز إيه كويس لكن مش عارف إزاي أوصل للي انا عايزو ليلى مسحت دموعها بكف ايدها: وايه اللي انت عايزو أدهم ببساطة: مراتي وحبيبتي في حضني .. مش عايز غيرها لكن للأسف مش عارف إزاي ؟ .. قوليلي إنتي ازاي !
شاور علي وشه وبدأ يفك الضمادات اللي علي جروحه بعنف وبدئت تنزف تاني: بالطريقة دي يا ليلى ! ده اللي انتي عيزاه ! افضل مشوه علشانك ! لو دي الطريقة انا موافق عليها يا ستي ليلى صرخت وبتحاول تمنعه ونادت علي أحمد أخوه اللي طلع جري وحاول هو كمان يمسك إيدين أدهم ووراه حنان وحسين ومحدش فيهم فاهم اللي بيحصل وليه أدهم بيتصرف كده ..
أخيرا قدروا يسيطروا عليه وخصوصا حنان اللي رمت نفسها في حضنه بتحاول تمنعه وبتعيط و أبوه وأخوه كل واحد ماسك فيهم إيد أما سهر فشدت زياد وآية لبره وأخدتهم علي أوضتهم تحاول تهديهم حسين بصوت مخنوق: ليه بس كده يا ابني ! حرام عليك بقى أدهم مردش بس عنيه متعلقة بليلى اللي ميتة من العياط وقاعدة علي السرير بعيد.
حنان: إخص عليك يا أدهم .. ليه كده يا أبني ! ليه بتعذبنا معاك بالشكل ده ! حرام عليك .. حرام عليك يا ابني أحمد بص لليلي: طيب فهمينا إنتي ايه اللي حصل ! قولتيله إيه علشان يتجنن كده ! ليلى منهارة: أنا مقولتلوش حاجة ! أنا زيكم مش فاهمة هو بيعمل كده ليه ؟
أدهم زعق وحاول يقرب منها بس حنان وحسين متعلقين فيه منعوه وهو زعق: علشان أنا مجنون يا ليلى .. خلاص ارتحتي ! انا مجنون حنان بعياط: بعد الشر عليك بس من الجنان .. اهدي بس وأرجوك أرجوك يا أدهم تعال نطلع علي المستشفي أدهم حاول يخلص إيديه منهم بس مقدرش: مش هروح زفت مستشفيات حسين بتعب: طيب علشان خاطري أنا .. ده لو ليا خاطر عندك ؟ علشاني أنا يا أدهم .. أرجوك يا ابني أدهم قدام إصرارهم كلهم طلع معاهم علي المستشفي وأخدهم أحمد واتحركوا في صمت تام ..
ليلى ركبت جنب أحمد قدام وأدهم قعد وسط أبوه وأمه وتقريبا مكتفينه لأن كل واحد فيهم ماسك إيد وحنان سانده علي كتفه وبتمسح دمعة من وقت للتاني .. وصلوا للمستشفي وكان حسين بلغهم بوصولهم وكان في انتظاره دكتور تجميل ومعاه جراح استقبلوه بسرعة وبدؤا يخيطوا وشه والجروح اللي اتفتحت ورفض تماما ياخد بينج وكان قاعد جامد جدا قصادهم وكلهم عنيهم متعلقة بيه وهو حتي ما بيرمش مجرد تمثال قصادهم ..
الدكتور قلق عليه: سيادة المقدم حضرتك كويس ! حاسس بإيه ! أدهم بجمود: أنا كويس كمل اللي بتعمله ما تشغلش بالك ! الدكتور: طيب طمني بس عليك ! حاسس بإيه ! أدهم بصله وكان نفسه يقوله ان الوجع اللي جواه أكبر من أي وجع ممكن هو يسببه بخياطته دي بس سكت وبص لقدامه بجمود من تاني والدكتور بص لحسين ولحنان وكمل علاجه لأدهم لحد ما خلص الدكتور: ينفع تنتظر لحظة هنا ؟ أدهم: ليه !
الدكتور: هبلغ الممرضة علشان تديك بس حقنة مضاد حيوي وكمان عايزين نطمن علي الضلعين دول لاحسن يكونوا اتحركوا من مكانهم .. مش هعطلعك ما تقلقش الدكتور خرج بره و وراه حسين وحنان وليلى أما أحمد فقرب منه يحاول يهزر او يخرجه من حالته دي .. الدكتور: هو ماله وايه اللي حصل وليه جامد بالمنظر ده ! وازاي مش حاسس بأي ألم ؟
حنان بعياط: لأن الألم اللي جواه أكبر من الألم اللي في جسمه الدكتور: انتو لازم تفهموني كل حاجة والأول هو ازاي اتعور كده واحد غيره بعد تشوهه ده وبعد علاجه المفروض يكون حريص جدا علي شكله بعدين هو اتعور امبارح ايه اللي فتح جروحه بالشكل ده تاني ؟ حسين بص لليلي: هيا الوحيدة اللي ممكن تجاوبك.
كلهم بصولها وهيا وسط دموعها: هو متخيل اني مش بحبه ومش هحبه غير وهو مشوه وعلشان كده عمل كده الدكتور بعدم اقتناع: طيب ايه سبب الانطباع ده ! ليه حاسس بكده وليه مش حاسس مثلا ان مراته أسعد واحدة في الدنيا بعلاج جوزها ! هو مش مجنون ! حنان بألم: لأن مراته حبته وهو مشوه ومقدرتش تتقبله لما اتعالج ..
ليلى عيطت: انتو بتظلموني كلكم حنان: كنتو كويسين الصبح قبل ما تنزلي ايه اللي جننه كده ؟ كان اول مره اسمعه بيضحك وبيتكلم ايه اللي قلبه فجأه كده ! ليلى: شاف نفسه في المراية الدكتور: وبعدين ! اتجنن كده وبس ! ليلى سكتت وبصت بعيد حنان بتوسل: ليلى فهمينا ايه اللي حصل ! ارجوكي.
ليلى بصتلهم ودموعها نازلة: أمبارح كانت ليلتنا مميزة جدا وكنت قريبة منه قوي وفعلا كنا مبسوطين وكان مستغرب ايه اللي غيرني كده بس محبش يفترض او كنت وحشاه قوي فقفل عقله، مش عارفة والصبح لما شاف شكله فسر ده... عيطت وسكتت فالدكتور كمل عنها: فسر ان ده سبب قربك منه .. انك شوفتيه مشوه وده اللي حبتيه .. كده الأمور وضحت..
حسين بصلها بعتاب: انتي ازاي مش قبلاه كده هاه ! فين حبك اللي بتتكلمي عنه ! عيزاه مشوه هو ده الحب ! الدكتور قاطعه: مش هتقدر تلوم حد فيهم .. الاثنين غصب عنهم اللي بيحصل والاتنين محتاجين لمساعدة ليلى بصتله: تقصد إيه ؟
الدكتور: أقصد ان بعد العمليات التجميلية الكبيرة دي وخصوصا اللي بتغير شكل الانسان كلها لازم يكون في متابعة نفسية ... الواحد بيبص في المراية وبيشوف شخص مختلف .. لازم يتعلم يقبل نفسه وده غالبا بيكون سهل لان اللي حواليه بيقبلوه بسهولة وبحب لكن في حالة جوزك أهم شخص مقدرش يتقبله وبالتالي هو تلقائيا رافض شكله ده .. وده اللي حصل بينكم .. هو محتاج لمساعدة وبسرعة وانتي كمان محتاجة لمساعدة علشان تقدري تتقبليه بشكله الجديد .. انتو الاتنين لازم تتكلموا مع حد مختص في الأمور دي حنان: مين طيب !
الدكتور: في دكتورة ممتازة اسمها دكتورة هاله صديق انا ممكن أخدلكم منها معاد ! حسين: طيب ياريت ليلى بتردد: وأدهم هيوافق ! الدكتور: لازم تقنعوه ولازم يوافق والا حاجة من الاتنين يا هيإذي نفسه علشان يرجع مشوه يا .. حنان وليلى في نفس الوقت: يا إيه !
الدكتور: يا حياتكم الزوجية هتنتهي ليلى حطت إيدها علي قلبها وشهقت: تنتهي ! تقصد ايه ! وتنتهي ازاي ! الدكتور: تنتهي يعني تنفصلوا طول ما انتو الاتنين واقفين قصاد بعض هتنتهي الموضوع موضوع وقت مش أكتر لازم تقفوا جنب بعض والا ده الثمن.. حياتكم هتكون الثمن ..
ليلى فكرت في كلام الدكتور وقررت فعلا تتواصل معاهم .. موبيلها رن واتفاجئت برقم داليا واتخنقت وفكرت ما تردش بس رنينها المستمر ممكن يسببلها مشاكل هيا في غني عنها، ردت عليها واتكلمت معاها شوية بتعب داليا: انتي مش طبيعية ليه؟ فيكي ايه !وبعدين صوتك بيرن ليه كده ! قولي في ايه ؟
ليلى معرفتش تخبي عنها لانها هتعرف أدهم وهيا حاليا في غني عن أي مشاكل فبلغتها انها في المستشفي مع ادهم وهيا اول ما سمعت ان ادهم في المستشفي اتجننت اكتر واكتر داليا: انا جيه اطمن عليه باي...
رواية المشوه الجزء الثالث للكاتبة الشيماء محمد الفصل الثامن
ليلى بلغت داليا بالعنوان وداليا بلغتها ان خلال دقايق هتكون عندها ! كان أدهم يدوب خارج من الأشعة وفي حالة صمت رهيبة .. ليلى وقفت جنبه: حاسس بإيه ؟ كويس ؟ أدهم بدون ما يلتفت لها: ما تشغليش بالك ليلى كانت هترد بس تراجعت وسكتت وافتكرت داليا: صح داليا كلمتني وعرفت انك هنا فقالت جاية تشوفك كانت منتظرة رد فعله بس هو كان عادي، لا مبالي ..
ليلى حست انه ما سمعهاش: أدهم أنا بكلمك .. أدهم بصلها: نعم ! ليلى: داليا جاية ! هتنتظرها ! أدهم: معرفش انتو حرين مهياش من بقية أهلي ولا انا مسؤول عنها ولا انا قولتلها تيجي ليلى: هيا لما عرفت انك هنا أصرت تيجي حسين اتدخل: كده كده هننتظر الأشعة تظهر تعالوا نقعد في الكافتيريا شوية نشرب أي حاجة ..
قعدوا كلهم وداليا وصلت كلمت ليلى وعرفت مكانهم وراحتلهم وقعدت معاهم وسلمت علي أدهم وفضلت تسأل فيه أسئلة كتيره هو مردش عليها واللي كان بيرد كانت حنان او ليلى داليا بقلق: هو ساكت ليه كده ! في إيه اللي حصله ! واتعور كده إزاي ؟ أحمد رد: إتعور في شغله وساكت لأنه تعبان شوية مش أكتر داليا بصت لأدهم وأصرت عليه يتكلم: أدهم ! انت كويس !
أدهم أخد نفس طويل وبصلها وبصلهم كلهم ووقف: أنا كويس واللي انتو كلكم بتعملوه ده مالوش لزوم .. ( بص لابوه ولامه ) اعتقد طاوعتكم أهو وعملت كل اللي طلبتوه .. دلوقتي بقى بعد إذنكم كلهم وقفوا وكلهم اتكلموا مع بعض يسألوه هيروح فين ! أدهم شاور بإيده وكلهم سكتوا: محتاج اخرج شوية فزي ما عملت اللي يريحكم سيبوني أعمل اللي يريحني !
ليلى نادت عليه بعد ما مشي خطوتين فوقف بدون ما يبصلهم وهيا راحت ووقفت قصاده ليلى بقلق: ينفع أطلب منك طلب ! أدهم بجمود: نعم ! ليلى بتوتر: الدكتور عطاني رقم دكتورة اسمها هالة وعايزين نروحلها أدهم باستغراب: تعبانة روحي اعتقد احنا في مستشفى أهو ليلى: مش حكاية تعبانة ..
أدهم بصلها: أمال حكاية إيه ! ليلى: الدكتور رشحهالنا نروحلها أنا وأنت ! أدهم بعدم فهم: نروحلها انا وانتي ! ليه ؟ ليلى بتوتر: يعني .. تساعدنا .. في اننا نتقبل وضعنا الجديد .. ونتقبل التغير اللي حصل ! أدهم بصلها كتير ومرة واحدة سابها ومشي وهيا جريت وراه واتكلمت: على فكرة المفروض ترد عليا مش تمشي بالطريقة دي !
أدهم وقف وبصلها واتكلم بغضب واضح للكل: والله أنا متقبل التغير اللي حصل ومتقبل وضعي الجديد سيادتك بقى مش متقبلاه ومش متقبلة جوزك فدي مشكلتك انتي مش مشكلتي أنا ولما توصلي سيادتك لحل لمشكلتك إبقي عرفيني .. بعد إذنك ليلى فضلت واقفة مكانها مش عارفة تعمل إيه اما داليا فاستأذنت وانسحبت بسرعة ورى أدهم وليلى عرفت انها راحت وراه وطلعت وراهم تشوف هتمشي مع جوزها ولا ايه اللي هيتم ؟
أدهم وقفته داليا بتجري وراه لحد ما وقف داليا: في إيه مالك وايه اللي حصل ! وازاي ما تبلغنيش باللي حصلك ! أدهم بضيق: داليا انا تعبان ومخنوق حاليا خليني أكلمك بعدين ! داليا باهتمام: أدهم إنت محتاج لحد دلوقتي خليني جنبك !
أدهم بضيق: معلش اعذريني انا حابب افضل لوحدي دلوقتي .. بعد إذنك سابها ومشي وهيا فضلت وحدها وليلى فرحت ان أدهم ما أخدهاش معاه .. ليلى رجعت لحسين وحنان اللي نظراتهم ليها معجبتهاش حسين بغضت مكتوم: وبعدين معاكي ! هتضيعي جوزك منك ليلى: وانا بإيدي إيه وما عملتوش ؟
حنان: بإيدك كتير يا ليلى، انتي رافضة جوزك، ليه خليته يسافر ويعمل عملية التجميل طالما انتي بتحبيه زي ماهو ! ليلى بعصبية: لان ده ابسط حقوقه .. مكنش ينفع امنعه او ارفض انه يسافر مكنش ينفع . بعدين هو ما سافرش علشان خاطري بس هو سافر كمان علشان حضرتك وجهت كلامها لحسين اللي استغرب ورد: علشاني ؟ علشاني ازاي يعني !
ليلى بتوتر: علشان يقلل من احساسك بالذنب ويساعدك تحسن شعورك ناحية نفسك فبلاش كلكم تحطوا كل الاسباب عليا لوحدي ادهم سافر ارضاء للكل مش ليا انا لوحدي حنان: بس ده ما يمنعش انك انتي العامل الاساسي يا ليلى وما تقدريش تنكري ده ! ايوه في اسباب كتير بس السبب الرئيسي كان انتي ليلى هربت بنظرها من حماتها وماردتش عليها وقررت تروح لدكتورة هناء وتتكلم معاها ..
طلعت الاشعة وكانت سليمة وروحوا بعدها وفي انتظار رجوع أدهم البيت وكل شوية ليلى ترن عليه بس موبيله مقفول .. اخر النهار رجع والكل اتجمع عليه بس هو بإشارة واحدة وقف الكل ونطق جملة واحدة: ارجوكم تعبان ومحتاج ارتاح ومش حمل اي كلام .. بعد إذنكم سابهم وطلع لأوضته ومراته وراه وبعد ما دخلوا أوضتهم ليلى: حبيبي اجيبلك تاكل !
أدهم بصرامة: اعتقد وضحت تحت اني محتاج ارتاح .. سيبيني لوحدي اذا سمحتي حاولت تتكلم تاني بس وقفها بنظرة منه فسابت الأوضة كلها وخرجت .. اترددت بالليل تدخل اوضتها تنام فيها ولا تنام مع العيال وبعد تفكير طويل دخلت أوضتها كان نايم في السرير وهيا فضلت جنبه معندهاش الجرأة حتى تتنفس بصوت عالي لحد ما النهار نور وهو قام وانسحب بهدوء لشغله ..
ليلى قررت تروح للدكتورة وبالفعل كلمت جوزها تستأذنه ليلى: أدهم بعد إذنك انا هروح للدكتورة اللي قولتلك عليها أدهم بصرامة: اعملي اللي يريحك ليلى: لو مش عايزني أروح مش هروح ادهم: لا عمري منعتك من دكاترة ولا همنعك دلوقتي ايا ان كان السبب .. انتي محتاجة لدكتور روحي ليلى بأمل كداب: طيب مش هتيجي معايا ؟
أدهم: لا طبعا مش هروح .. ليلى: انت عمرك ما سيبتني اروح لدكتور لوحدي قبل كده ! ادهم: ده لما كنتي مراتي بجد وكنتي قبل ما بتخطي خطوة كانت ايدينا في ايدين بعض مش دلوقتي ومش علشان السبب ده شوفي يا ليلى خلاصة الكلام محتاجة لدكتورة روحي مش همنعك بس خرجيني انا بره الموضوع ده ودلوقتي بعد اذنك يا ليلى ورايا شغل ! قفل وهيا فضلت مكانها باصة للفون في ايدها كتير وفي الاخر قررت ما تروحش للدكتورة وهيا بنفسها هترجع جوزها لحضنها، هيا ولا صغيرة ولا محتاجة لوسيط بينها وبين حبيبها ..
أدهم اخر النهار رجع وما سألهاش عملت ايه بس هيا بلغته انها قررت ما تروحش وهو ما اهتمش ولا فرق معاه او ده اللي ظهر منه .. و بصمت راح لسريره ونام بدون ما ينطق كلمة واحدة .. الفجوة بتكبر كل يوم بينهم ورافض اي قرب منها وجروحه الظاهرية بدأت تخف واحدة واحدة .. واثارها بتخف وتختفي . داليا كل يوم بتتصل بأدهم تطمن عليه وتتكلم معاه داليا: المهم يا أدهم طمني عليك انت فعلا بقيت كويس ! معجبتنيش خالص لما شوفتك آخر مرة.
أدهم بضيق: أكيد مش هعجب اي حد وانا وشي متبهدل كده داليا بسرعة: انا مش قصدي على وشك خالص أنا بتكلم عن حالتك النفسية يا أدهم أدهم: أنا كويس يا داليا ما تشغليش بالك انتي داليا: أولا قولي دولي بلاش داليا دي وثانيا لو مش هشغل بالي بيك هشغل بالي بمين ! هاه ! أدهم تهرب من أجابتها: المهم أنا مشغول حاليا ولازم أقفل ابقى أكلمك بعدين أوك ! داليا ابتسمت: اوك يالا باي وتيك كير ادهم قفل واتأفف بضيق وبخنقة من كل اللي حواليه ..
عيد ميلاد آية قرب وأدهم فكر ياخدهم ويسافر لاي مكان يومين ويحتفلوا بيه لوحدهم وبدأ يخطط لده رجع يوم الظهر تعبان وقعد وسط العيال وهما بيرسموا وهو متابعهم وقرر يبلغ ليلى بفكرته . ليلى خرجت من المطبخ ولقته قاعد وراحت قعدت جنبه: جيت امتى ! ما سمعتكش ادهم بص ناحيتها: يدوب داخل ليلى: الغدا خلاص دقايق ويجهز أدهم بصلها قوي: هو ليه انتي بتعملي الأكل ؟ مش في شغالين للموضوع ده !
ليلى ابتسمت: اه في وبعدين انا مش بعمل الأكل لوحدي انا بس ساعات بدخل لو حابة اعمل حاجة مخصوصة مش أكتر او اشوف مثلا عملوا ايه لان زي ما انت عارف عيالك مش بياكلوا اي حاجة وساعات بيكونوا متطلبين .. أدهم هز دماغه بتفهم وبص لعياله وبعدها يدوب هيفاتح ليلى بفكرته دخل أبوه وأحمد وقعدوا قصادهم حسين بتعب: إيه الجو الصعب ده ؟ الدنيا هتولع بره ! أحمد: انا قولت لحضرتك تروح من بدري وانت رفضت حسين: كان لازم احضر الاجتماع ده ( بص لأدهم ) انت رجعت امتى !
أدهم: يدوب داخل .. بعدين الجو مش حر قوي حسين واحمد بصوا لبعض وبصوله باستغراب والاتنين مع بعض: نعم ! مش حر ! أحمد: ده اللي هو ازاي يعني ؟ أدهم ابتسم: عادي مش للدرجة دي .. في حر أكتر من كده حسين: اكتر من كده يا حبيبي هنسيح واحنا ماشين ده درجة الحرارة تلاقيها ٥٠ ولا حاجة ادهم ابتسم: لا ما وصلتش لل ٥٠ درجة الحرارة النهاردة تقريبا ٤٣ أحمد بتريقة: لا بجد ! تصدق فرقت ! ده احنا بنستعبط على كده .. استنى كده يمكن أبرد لما عرفت انها ٤٣ !
كلهم ضحكوا وادهم ضحك: انت اصلا مجربتش الحر اللي بجد أحمد باستسلام: ومش عايز اجربه كفاية عليا الحر ده .. رضا والحمد لله يا سيدي حسين بص لليلى: المهم سيبونا من الحر، ليلي جهزتي اللي طلبته منك وعزمتي كل اصحاب آية ! ومدرساتها ! واصحابكم ! ليلى ابتسمت: اه عزمتهم كلهم فاضل بس اصحاب أدهم ( بصتله ) أدهم بصلها وهو مستغرب: بتتكلموا عن ايه مش فاهم انا حاجة !
ليلى بحماس: عيد ميلاد آية ! دي متحمسة جدا وراحت بلغت جدها وهو بينظملها لحفلة كبيرة جدا وعزموا كل اصحابهم هيا وزياد وانا عزمتلهم المدرسين كمان وعزمت كل اللي نعرفهم فاضل انت ! يعني صحابك ولا شوف عايز تعزم مين ! أدهم فضل باصص ناحيتها شوية مش قادر يحدد مشاعره ايه بس باصصلها أحمد لاحظ نظراته دي: إيه مالك !
أدهم دور نظره ناحية أخوه ووقف: لا مفيش بس تعبان وزي ما انتو بتقولوا حران ومحتاج أغير هدومي دي واخد شاور بارد .. بعد اذنكم حسين وقفه: طيب صحابك ! والحفلة ! أدهم بصله وهو طالع: ليلى هتقوم بالواجب وهيا زي ما قالت عزمت كل معارفنا .. زياد كمان وقفه: بابا مش هترسم معانا ؟ أدهم: حبيبي راجع تعبان اعذرني دلوقتي .. زياد بص لاخته ورجعوا يكملوا رسمهم اما حسين وليلى بصوا لبعض باستغراب وبصوله لحد ما اختفى ..
أدهم دخل أوضته ودخل ياخد الشاور البارد وفضل واقف يفكر في حياته واللي بيحصل حواليه .. معقولة دي حياته ؟ وهيفضل كده مالوش اي دور ومش عارف يندمج معاهم ؟ طيب ياترى هو الغلط عنده هو ولا فين ! زمان مكنش عارف يندمج مع اللي حواليه لانه مشوه طيب دلوقتي ليه مش عارف برضه يندمج معاهم ! ليه حاسس انه بقى مهمش في حياة كل اللي حواليه ده حتى عياله كمان مش عارف يكون له دور في حياتهم ! خبط على الباب قاطع أفكاره ودخول ليلى أدهم: خير في حاجة !
ليلى بصتله بشوق نوعا ما لان شكله مغري تحت الدش: هو لازم يكون في حاجة علشان ادخل عندك ! أدهم مكنش متقبل منها حتى الكلام ورد باقتضاب: لا مش لازم قفل المية وشد أقرب فوطة له ولف وسطه بها وشد فوطة تانية حطها حوالين رقبته وخرج من الحمام وتجاهلها وهيا استغربت وخرجت وراه وقعدت تراقبه بينشف شعره من فترة للثانية بيبصلها في المراية لحد ما تعب من مراقبتها فبصلها: نعم في ايه !
ليلى استغربت هجومه اللي مالوش مبرر: الغدا جاهز وجيت انادي عليك مش أكتر أدهم باقتضاب: مش عايز اتغدى .. انزلي انتي اتغدي مع عيالك ليلى باستغراب: أدهم الكل منتظرك واحنا ما صدقنا تيجي مرة في ميعاد الغدا كمان مش عايز تقعد معانا ! ادهم: والله انا حر بدأ يلبس هدومه وهيا برضه واقفة فبلصها: وبعدين !
ليلى بإصرار: انزل معايا يالا أدهم: قولتلك مش عايز هو بالعافية يا ليلى ولا ايه ! مش عايز يا ستي اكل ليلى قربت منه وقفته وهو رايح للسرير مسكته من دراعه وسندت راسها على ظهره: في ايه بس ؟ مالك ! انت ليه بعيد عني كده ! أدهم شد نفسه منها بعنف نوعا ما ولف نفسه واجهها وسط استغرابها من شده لنفسه بالطريقة دي أدهم بصلها: انتي بتجبريني على البعد ده ! تصرفاتي يا ليلى ماهي الا رد فعل ديما لتصرفاتك.
ليلى بعدم فهم: رد فعل ! رد فعل يا ادهم ! طيب ليه ! انا عملت ايه هاه ! انت راجع من شغلك واعتقد لو لسه بفهمك كنت طبيعي ايه اللي حصل في الدقايق دي قلبك كده ناحيتي ؟ هاه ! مرة واحدة لقيتك اتغيرت وقمت وانسحبت أدهم ضحك بوجع: مش عارفة ليه ! مفيش فايدة ! بقولك ايه ! انزلي اتغدي وسيبيني أنام شوية قبل ما انزل علشان ورايا شغل بعد ساعتين وعايز أنامهم الساعتين دول ممكن ؟
ليلى باصرار: طيب قولي مالك ؟ ارجوك يا أدهم على الأقل فهمني طيب ! خليني احاول أصلح اللي بيضايقك ! اديني على الأقل الفرصة دي أدهم فضل شوية ساكت بيقلب كلامها في دماغه وبيسأل نفسه يقولها ولا لأ ! يتكلم ولا مالوش لازمة الكلام ليلى قربت: ايه اللي ضايقك ! احنا ما اتكلمناش غير في موضوع حفلة عيد ميلاد آية معقولة ده اللي ضايقك ؟ طيب ليه ! خلاص لو مش عايز نعملها حفلة بلاش .. مش هعملها حفلة يا أدهم كده مبسوط !
أدهم غمض عنيه وبص للسقف بضيق ورجع بصلها تاني وهو بيهز دماغه بفقدان أمل: مش الحفلة يا ليلى اللي ضايقتني ومش حفلة بنتك اللي هتضايقني أكيد ليلى بتوهان: امال إيه طيب ! ايه اللي ضايقك ! ادهم بنفاذ صبر وبفقدان أمل: حاليا يا ليلى اللي مضايقني انك مش عارفة ومش فاهمة ايه اللي مضايقني ! ليلى: انت بقيت غريب عني مبقتش فعلا فهماك ادهم بتأكيد: انا ما اتغيرتش انا زي ما انا يا ليلى للاسف .. لو في حد فينا اتغير فأكيد مش انا الحد ده ...
ليلى بنفي: وانا ما اتغيرتش أدهم باستسلام: يبقي الظروف اللي حوالينا هيا اللي اتغيرت وللاسف احنا الاتنين مش عارفين نتعامل مع الظروف الجديدة دي ليلى: يبقى نروح لحد يساعدنا يا أدهم ادهم باصرار: مش هروح لدكاترة نفسيين يا ليلى ريحي دماغك وبطلي تفتحي الموضوع ده انتي عايزة تروحي مش همنعك لكن انا مش هروح خلاص .. ممكن بقى تسيبيني أتنيل وأنام ولا أشوفلي مكان تاني أنام فيه !
ليلى: طيب هسيبك بس برضه عرفني الاول ايه اللي ضايقك لما مش حفلة آية ادهم باستسلام: حاضر هقولك .. مش الحفلة في حد ذاتها اللي ضايقتني يا ليلى اللي ضايقني هو تخطيطك لحفلة لبنتي بدون ما تعرفيني .. ده انتي كمان عزمتي الناس وانا ايه ؟ بتعرفيني من باب العلم بالشيء ! ولا انا ماليش دور للدرجة دي ولا ليا رأي ؟ ما فكرتيش مثلا اني ممكن أكون مخطط لحاجة تانية !
ليلى هنا استوعبت غلطها وعرفت انها بعدت خطوات تانية عن جوزها وكبرت المسافة بينهم اكتر ما هيا كبيرة بس ما تخيلتش ابدا انه ممكن يكون فاكر أصلا عيد ميلاد بنته بس من إمتى هو بينسى مناسبات مهمة زي كده ! عمره ما نسي ابدا اي مناسبة حاولت تبرر موقفها وانقاذ ما يمكن إنقاذه: حبيبي انا ابدا مفكرتش كده بس كل الحكاية انك وسط مشاكل كتير وحبيت اني ما اتقلش عليك بحاجة زي دي ادهم بذهول: ما فكرتيش وما حبتيش تتقلي عليا ! انتي مقتنعة باللي بتقوليه ده ! انتي فعلا مفكرتيش في جوزك نهائي ومبقاش له قيمة عندك علشان تهتمي برأيه ليلى دفاعا عن نفسها: مش كده.
ادهم زعق: امال ازاي ! فهميني انتي يمكن انا بقيت غبي وبطلت افهم .. فهميني انتي من امتى عيد ميلاد حد من عيالي كان تقيل عليا علشان حبيتي تخففي عني ! ليلى: ادهم مش كده .. كل الحكاية ان باباك حب يعمل الحفلة دي بنفسه كان المفروض ارفض يعني ولا اقوله ايه !
ادهم: كان المفروض تقوليله اشوف ادهم .. هشوف أبوها يقول ايه يمكن يكون في دماغه حاجة ... ده اللي كان المفروض تقوليه مش تروحي تخططي وتعزمي وتبلغيني زي اللي عزمتيهم بالمعاد .. الله لا يسيئك شوفي وراكي ايه وابعدي عني دلوقتي ليلى قربت وحاولت تلمسه لكن بعد واتكلم بهدوء: ابعدي عني دلوقتي بلاش تجيبي اخرها يا ليلى وسيبيني لوحدي دلوقتي لاني مش مستحمل منك كلمة واحدة حتى ..
ليلى نطقت: ادهم قاطعها بسرعة: بلاش ارجوكي لاخر مرة هقولك سيبيني دلوقتي بدال ما اخد خطوة مش هتعجبنا انا على اخري ومش عارف افكر فبلاش تخليني اتصرف تصرف نندم عليه وابعدي عني دلوقتي يا ليلى ارجوكي .. انا بترجاكي اهو ابعدي عني دلوقتي ليلى خرجت وسابته وهيا بتلعن غباءها ألف مرة ومرة ومش عارفة ليه هيا بقت بالغباء ده وليه كل ما بتحاول تقرب خطوة من جوزها بتبعد قصادها عشر خطوات .. ادهم حاول ينام بس من كتر ضيقه معرفش ينام فقام لبس هدومه ونزل كانوا بيتغدوا حسين: ادهم تعال يالا طالما صحيت.
ادهم باعتذار: لا معلش استدعوني في الشغل ولازم امشي بعد اذنكم انسحب بسرعة قبل ما حد يتكلم وكلهم بصوا لليلى اللي بصت لطبقها حنان: هو متضايق من حاجة يا ليلى ؟ ليلى حاولت تبتسم: لا بس اكيد زي ما بيقول استدعوه حضرتك عارفة ظروف شغله تقبلت كلامها او تظاهرت بكده .. أدهم ركب عربيته واتحرك وموبيله رن وقبل ما يبصله كان عارف مين بيرن وبالفعل لقاها زي ماهو متخيل مسك الفون ورد عليها أدهم: خير يا داليا.
داليا: مش قولنا دولي .. وبعدين معاك بقى ! ادهم عدل جملته: خير يا دولي ! داليا: ايوه كده على العموم خير .. بطمن بس عليك .. انت فين كده ! ادهم: في عربيتي داليا: اشمعنى ! مروح ولا ايه ! ادهم: لا مش مروح .. رايح شقتي هريح فيها شوية بعيد عن الفيلا داليا ابتسمت: طيب ما تيجي نتغدى مع بعض واقعة من الجوع صراحة ومش حابة اروح انا كمان ادهم فكر شوية وبعدها: انتي فين ! هعدي عليكي.
داليا بانتصار وصفتله مكانها وهو خلال دقايق كان وصلها فقفلت عربيتها ونزلت لعربيته وقعدت جنبه: اجمل حاجة المواعيد اللي بدون تخطيط دي ادهم بصلها: جيتي في وقتك اصلا الواحد مخنوق ولو فضلت لوحدي دماغي هتفضل تودي وتجيب .. المهم نتغدى فين ! اقترحت مكان وهو اخدها وراح بس دماغها هيا اللي فضلت تودي وتجيب في كلام ابوها وأمها انها مجرد مسكن مش أكتر لانها حست بكده فعلا بس تجاهلت تفكيرها ده واقنعت نفسها انه بيحتاجلها ولازم تفضل جنبه وهو مش هيستغنى عنها داليا: مالك ايه اللي خانقك ! اتخانقت مع ليلى ولا حاجة !
ادهم بصلها: احنا مش بنتخانق بس كمان ما بقيناش بنتفق .. معرفش ايه اللي حصلنا داليا: طيب ايه اللي مزعلك ! ادهم: تصدقيني لو قولتلك مش عارف ! مش عارف ايه اللي مزعلني ! المهم اني مخنوق من الكل .. داليا: حاول بس ما تفكرش كتير ادهم: ما انا اهو معاكي علشان ما أفكرش من أصله .. يالا ندخل ! دخلوا وقعدوا وطلبوا الاكل وبيتكلموا مع بعض داليا: مش هتقولي برضه ايه اللي ضايقك ؟
ادهم بصلها: هو انتو ليه لما بتبقوا عايزين تعرفوا حاجة بتصروا قوي عليها ! ليه ما بتسألوش مرة وبس ! داليا ضحكت: مش لازم نفهم ! دي طبيعتنا ادهم ابتسم: يعني مش هتبطلي تسألي ! داليا: هبطل اكيد بس لما تجاوبني اجابة ترضيني ادهم: اممممم .. داليا بصتله: هاه ! ادهم بصلها: هاه ايه ! داليا: ايه اللي ضايقك ؟ ادهم: برضه ! مفيش فايدة ؟ داليا: طبعا مفيش .. ايه اللي حصل !
ادهم اخد نفس طويل ورجع لورى في كرسيه وبيلعب بالشوكة في طبقه: مفيش بس ليلى عاملة حفلة كبيرة لعيد ميلاد آية ! داليا باستغراب: وانت ايه اللي يضايقك في كده ! أدهم بصلها: كنت مخطط لحاجة تانية داليا باستغراب: وليلى رفضت يعني خطتك واختارت الحفلة ؟ أدهم: لا طبعا ليلى ما تعرفش اصلا اني كنت مخطط لحاجة داليا باستغراب: طيب ايه اللي ضايقك ؟ ماهو الحق يتقال انت تزعل لو انت معرفها وهيا رفضت واختارت الحفلة !
ادهم وضحلها: لا يا دولي .. اللي ضايقني انها خططت ونفذت من غير ما تعرفني او تاخد رأيي .. ليلى خططت واتفقت وعزمت كمان اللي هيحضروا الحفلة وبتبلغني بعد ما خلصت زيي زي اي حد غريب داليا هزت دمافها بتفهم: اه فهمت أدهم: اتضايق ولا مش من حقي ؟
داليا: حقك طبعا .. كان لازم تاخد رأيك الاول على الأقل قبل ما تعزم الناس وبعدين المفروض تحدد معاك أبسط حاجة الميعاد مش يمكن ما تكونش فاضي في اليوم ده ؟ أدهم بتأكيد: مثلا .. صح كده ! مش ده المفروض ولا انا بتبلى عليها ولا ايه ! مش ده الصح يا دولي ! داليا بتأكيد: أيوه طبعا .. المهم هتعمل ايه !
ادهم: ولا حاجة .. خليها تعمل حفلتها داليا: طيب هيا ايه كانت خططك ؟ ادهم سرح شوية: كنت ناوي اخدهم اي مكان ونسافر واعمل لآية حفلة على البحر داليا: ياه يا بختها محدش يعملي انا حفلة على البحر ! ادهم: انتي عيد ميلادك امتى ؟
داليا بأسف: عدى للاسف والا كنت هلزمك تعملهولي على البحر وبعدين للاسف عيد ميلادي في الشتا يعني مش هعرف اعمله ابدا على البحر ادهم: مش لازم يعني عيد ميلاد ماهو ممكن اي مناسبة تتعمل على البحر داليا: ربنا يبعت .. اتغدوا ووصلها لعربيتها وقبل ما تنزل ادهم وقفها: هتيجي الحفلة ! داليا: مراتك ما عزمتنيش ادهم: اكيد هتعزمك بس هتيجي ؟ داليا: انت ايه رأيك ؟ اجي ولا ؟ ادهم: تعالي طبعا داليا بدلع: ليه !
ادهم ببساطة: علشان الاقي حد اتكلم معاه في أم الحفلة دي وإلا مش هحضرها انا كمان داليا: لا ان كان كده هحضر انا ما يرضنيش آية تزعل علشان أبوها مش معاها .. لو مراتك عزمتني هاجي أكيد نزلت وأدهم راح لشغله ورجع آخر الليل كانت مراته في انتظاره وهو دخل رمى السلام وغير هدومه ورايح ينام ليلى: طيب مش هتتعشى قبل ما تنام !
أدهم: أكلت بره ليلى: أدهم أرجوك اتكلم معايا أدهم زعق فجأة وكأنه كان منتظر ينفجر فيها من بدري: طيب ما تتكلمي انتي ! هاه ! قبل ما سيادتك تاخدي قرار في حاجة تخص عيالي اتنازلي سيادتك و كلميني الأول مش بعد ما تقرري وتخططي جاية دلوقتي تقولي ادهم كلمني .. ليلى دموعها نزلت وبصت للأرض وهو اخد نفس طويل واستغفر.
أدهم بهدوء: اذا سمحتي اديني مساحة يا ليلى .. احنا في بينا مسافة كبيرة جدا وانتي بتزوديها كل شوية فأرجوكي ادينا هدنة خلينا نقدر نقرب المسافات دي شوية او على الأقل بلاش نزودها .. تصبحي على خير سابها ورقد بعيد في طرف السرير وهيا فضلت جامدة مكانها تعيط مرت فترة وعياطها مستمر و أدهم مش قادر يتجاهل عياطها أكتر من كده فاتعدل وربع ايديه حوالين رجليه وأخد نفس طويل أدهم: وبعدين ! هتفضلي كده كتير ؟
ليلى بعياط وبتحاول تمسح دموعها: وهو بيفرق معاك عياطي يا أدهم ! أدهم بصلها باستغراب: ومن إمتى يا ليلى عياطك ما بيفرقش معايا ! ليلى بصتله: من ساعة ما رجعت من السفر أدهم: ده اللي انتي شيفاه ! ان عياطك مابيفرقش معايا!
ليلى: مش عارفة يا أدهم مش عارفة .. بس اللي عارفاه ان في حاجة غلط وكل شوية بتزيد وكل ما بحاول اقرب بلاقي اللي يبعدني عنك من تاني .. مبقتش عارفة اعمل ايه ! بس اللي عارفاه دلوقتي اني محتاجة لجوزي يا ادهم ومحتاجة لحضنه .. ينفع من غير ما نتكلم تاخدني في حضنك وبس ! عايزة أحط راسي على صدرك وأنام .. ممكن ؟
أدهم مسك إيدها وشدها على صدره وضمها وناموا او هيا نامت على طول في حضنه وهو بعد فترة طويلة من التفكير نام من التعب .. الصبح قام قبلها وانسحب على شغله وهيا بعد ما صحيت وعيالها نزلوا المدرسة كلمته وحست انه ممكن بعد ليلة امبارح ونومها في حضنه يكون تخطى اللي هيا عملته بس بعد ما كلمته حسته بيرد على قد السؤال فقط وقبل ما تقفل هو اتكلم أدهم: صح يا ليلى ما تنسيش تعزمي داليا ليلى اتفاجئت بطلبه: داليا ! وايه اللي فكرك بيها !
أدهم: عادي يعني بس هيا سألت عليا وانا في المستشفى وعيالك بيحبوها وهيا بتحبهم فمش ظريفة انك تعملي حفلة وما تعزميهاش ليلى: يعني ملهاش لزوم أدهم قاطعها: بقولك اعزميها ولو سيادتك مش عايزة انا هكلمها وأعزمها بس قولت من الأفضل انها تيجي منك إنتي ليلى اتضايقت: حاضر هعزمها يا أدهم بس مش فاهمة انت ليه مهتم بيها ؟ أدهم: بلاش يا ليلى بلاش ليلى: بلاش ايه بالظبط ؟
ادهم: بلاش تدخلي السكة دي واقفلي الكلام لهنا .. سلام قفل قبل ما يديها فرصة ترد او تتكلم وهيا قفلت متضايقة وقررت تتجاهل طلبه .. اخر النهار رجع وعياله الاتنين استقبلوه وقعدوا على رجليه مفتقدينه وبيتكلموا معاه وهو مش ملاحق يرد عليهم .. ليلى قعدت جنبهم ومرقباه وهو لاحظ ده ادهم: كلمتي داليا ! ليلى متخيلتش انه هيصر قوي كده ومعرفتش تقوله ايه !
أدهم هز دماغه: مكلمتيهاش ! ده الطبيعي بتاعك كلامي مالوش قيمة خلاص بالنسبالك ليلى بتبرير: اتشغلت ولسه مقعدتش يدوب اهو قاعدة مش حكاية كلامك مالوش لازمة أدهم ما ردش عليها بس طلع موبيله واتصل هو بداليا: يا هلا ازيك ! عاملة ايه داليا: بخير الحمد لله بس خير مش متعود تكلمني في التوقيت ده أكيد انت في البيت !
أدهم: ايوه عادي بكلمك علشان ابلغك ان هنعمل عيد ميلاد آية يوم السبت الصبح وهيا مصرة تكوني موجودة أدهم بيتكلم وليلى مش عاجبها الكلام وبتعمل حركات بوشها وهو متجاهلها داليا: حبيبة قلبي يويو طبعا مقدرش اتأخر عليها أبدا أدهم: اوك في انتظارك .. معاكي ليلى اهي عايزة تكلمك أدهم بيدي ليلى التليفون وهيا بصتله قوي ومش عايزة تتكلم وهو نظراته بتتكلم وكأنه بيهددها وهيا فكرت مثلا لو رفضت هيعمل ايه !
أدهم مرة واحدة قفل الصوت في الموبيل وبصلها: بلاش اللي بتفكري فيه ده علشان رد فعلي مش هيعجبك أبدا يا ليلى وأوعي تنسي ان العند يولد الكفر ليلى اخدت من ايده الموبيل واستغربت انه فاهم تفكيرها وكلمت داليا وعزمتها على عيد الميلاد وقفلت معاها بسرعة وقايمة تطلع أوضتها بس وقفها أدهم: لبسيلي العيال دي هاخدهم وأخرج ليلى وقفت واستغربت: تخرج فين ! أدهم بصلها باستغراب: ايه أخرج فين دي !
ليلى: مش قصدي بس سؤال عادي يعني أدهم: ماشي هتمشى معاهم شوية ! هعشيهم بره ! هنروح اي مكان مش عارف لسه المهم لبسيهم آية ببراءة: هنخرج كلنا يا بابا ! أدهم بحب: لا يا قلبي احنا بس زياد: طيب وماما ! أدهم بص لليلى وبصله: لا يا حبيبي مامتك مش فاضية هنخرج انا وانت واختك وبس ولا مش عايزين اطلع انام ؟ الاتنين بصوت واحد: لأ عايزين أدهم: طيب يالا اطلعوا بسرعة.
العيال طلعوا وليلى فضلت واقفة شوية باصة عليه وهو متجاهل نظراتها وباصص بعيد لحد ما لقاها طولت قوي فبصلها وشاور بإيده تطلع وهيا بعد ما طلعت سلمة وقفت وبصتله: ولو قلتلك عايزة اخرج معاهم ! هتقولي ايه ؟ أدهم بصلها شوية وفكر يرد عليها بإيه: هقولك محتاج اقعد مع عيالي شوية لوحدنا ليلى: هما عيالك لوحدك يعني !
أدهم وقف: يعني اسيبلك البيت وأختفي خالص يا ليلى من حياتك علشان تسيبيني براحتي ! اذا سمحتي قولتلك امبارح اني محتاج لمساحة شوية فإذا سمحتي اديني المساحة دي وبلاش ضغط ليلى كانت هترد بس بعدها سكتت وطلعت لعيالها تجهزهم وخرجوا مع أبوهم عشاهم وقضى معاهم سهرة ظريفة ورجعهم بالليل نايمين .. وبعد ما دخلهم خرج هو راح شقته وبقى بيجي البيت تخاطيف لحد يوم الحفلة قعد في الجنينة يراقب من بعيد بس مش متفاعل مع اي حد وبيبتسم لعياله من بعيد لبعيد من وقت للتاني ..
داليا اول ما وصلت استقبلها أدهم بنفسه ودخلت سلمت على الكل وآية اخدت هديتها وجريت تلعب مع صحباتها وداليا راحت لأدهم اللي واقف بعيد ووقفت معاه.. داليا بتتفرج على الجنينة حواليها وبعدها بصت لأدهم كتير أدهم بصلها بطرف عنيه: مالك بتبصيلي كده ليه ! داليا ابتسمت: يعني مراتك عندها حق .. محدش يرفض ڤيلا بالمنظر ده ولا جنينة بالشكل ده لعياله .. أدهم اتعدل في وقفته وبصلها: عجبتك الڤيلا قوي كده !
داليا: طبعا تحفة ادهم: تستاهل يعني تستغني عن بيتك الدافي وحب جوزك قصادها ؟ تستاهل الواحد يضيع راحة باله وحبه علشانها ؟ داليا وقفت قصاده: لا طبعا ولا كنوز الدنيا كلها تساوي قصاد حب زي حبك أدهم اخد نفس طويل وبص ناحية مراته اللي مشغولة مع الجرسونات وبتفهمهم أدوارهم إيه وعنيهم اتقابلوا في نظرة طويلة جدا وبعدها دور وشه وكمل كلامه مع داليا ..
ليلى راقبتهم كتير وبعدها حنان وقفت جنبها حنان: استغنيتي خلاص عنه ! ليلى: لا طبعا ازاي تقولي كده ! حنان: ده اللي شيفاه .. حفلة زي كده بدال ما تكوني نجمة الحفل عاملة زي الجرسونات اهو .. ايه اللي انتي لبساه ده هاه ! فين مكياجك ! فين اهتمامك بمنظرك وبلبسك ! يعني بجد انتي بصيتي لنفسك في المراية قبل ما تنزلي !
ليلى بدفاع: يعني المنظر مش كل حاجة وبعدين أدهم عمره ما كان من الرجالة اللي بتبص للمظاهر او بيحكم على المظاهر حنان: الكلام ده كان زمان ليلى بصتلها: وايه اللي اتغير ! شكله ! حنان: لا مش قصدي شكله اقصد زمان لما ما كانش بيفارق حضنك وكانت مراته مكفياه مش سيباه بالشكل ده ليلى: أنا مش سيباه حنان: أمال انتي ايه ! واقفة بعيد عنه كده ليه وسيباه مع واحدة بالشكل ده تضحك وتهزر وتدلع ومش بعيد تكون بتخطط تاخد مكانك أصلا ليلى بصتلها بصدمة: أدهم ميعملهاش !
حنان: واثقة للدرجة دي ! واثقة في الظروف اللي بينكم دي انه ما يعملهاش يا ليلى ! ليلى الخوف والقلق ملو قلبها واعتذرت وطلعت لأوضتها وبصت للمراية وشافت قد ايه هيا دبلانة ومطفية .. فتحت دولابها واختارت فستان بينك هادي بحزام عريض ابيض في الوسط وفيونكة كبيرة بيضا وحطت ميك اب خفيف هادي وروج خفيف مورد شفايفها ورسمت عينيها وحطت فيونكه بيضا في شعرها وكلها على بعضها بقت طفلة كبيرة جميلة ولبست صندل عالي ابيض ونزلت زي أميرة وسط نظرات إعجاب من الكل وحنان أول ما شافتها شاورت بإيدها بإعجاب وشاورت براسها ناحية ابنها علشان تروحله.
ليلى دورت بعنيها على أدهم ولقته لسه مع داليا بيضحك وفي ايده عصير بيناوله لداليا وبيشرب كوبايته وبيهزروا وراحت ناحيتهم .. أدهم أول ما لمحها خطفت انظاره وانتباهه لدرجة انه سكت ونسي كان بيقول ايه اصلا وركز معاها ومع خطواتها اللي بتقرب .. داليا لاحظت توهانه فبتلقائية بصت وراها وشافتها وحست انها في معركة خسرانة أصلا وافتكرت كلام أبوها لما قالها بمجرد ما مشاكله مع مراته هتنتهي هيرميكي واهي شايفة بنفسها بمجرد نظرة من مراته تاه عنها وكل تركيزه معاها .. سألت نفسها ياترى هيا بتعمل ايه هنا ومنتظرة ايه منه ! هل ممكن أدهم يبطل في يوم يحب ليلته ! ولا يبعد عن عياله ! وحست ان الاجابة واضحة جدا بس هيا اللي متجاهلاها ..
ليلى: ازيك يا دولي اخبارك ايه ! وحشتينا داليا ابتسمت: اهلا يا لولي .. كل سنة واية طيبة ربنا يخليهالك يا رب .. ليلى: تسلمي يارب .. شربتي حاجة ! داليا رفعت الكوباية في ايدها: أدهم قام بالواجب ليلى بصت لجوزها واتعلقت في دراعه بغنج: طبعا من يومه انتي هتقوليلي ! حبيبي .. أحمد كان بيدور عليك من شوية كلمك ! أدهم: أحمد ! لا ما شوفتوش ليه خير ؟
ليلى: لا معرفش بس سألني عنك وانا نازلة أدهم بص حواليه وما شافوش: لما ينزل هبقى أشوفه آية جت تجري وشدت أبوها علشان تعرفه على أصحابها وهو مشي معاها وسابهم قصاد بعض .. داليا: اخبارك ايه يا ليلى ! وعاملين ايه انتي وأدهم حاسة بالبرود بينكم ليلى بصتلها وكشرت باستغراب: برود بينا ! احنا ابعد من البرود بمراحل .. احنا بدأنا قصة حب جديدة وبنجدد حبنا من تاني داليا باستغراب: بتجددوا حبكم ! انتي بتقولي ايه !
ليلى ابتسمت: بقول اللي سمعتيه .. بدأنا حياة جديدة ومرحلة جديدة ولازملها حب جديد فإحنا حاليا بدأنا حب جديد وحياة جديدة داليا: اعتقد انك واهمة يا ليلى ليلى ضحكت: واهمة ! حبيبتي ده جوزي وشريكي وأبو عيالي ورفيق عمري ومهما نبعد بنعرف نقرب من تاني وده شيء مفروغ منه ..
ليلى بصتلها قوي وقربت منها قوي: أوعي تكوني انتي اللي واهمة ورسمتي في دماغك حوارات ! لا فوقي كده ده أدهم حبيب ليلى وبس مالهمش شريك واللي بيدخل بينهم بيتحرق وبيقوي رباطهم ببعض فاوعي تكوني انتي اللي واهمة يا حبيبتي بعد اذنك هروح اشوف مدرسات العيال وصلوا ليلى تنقلت بين ضيوفها وبعدها كان ادهم واقف مع أحمد وبيتكلموا وهيا راحتلهم واحمد اول ما شافها عاكسها كعادته أحمد: انتي بتصغري ولا بتكبري ولا بتقلدي آية ولا ايه حكايتك بالظبط ! انتي عاملة كده ليه !
أدهم بصله: ما تخليك في حالك وركز مع اللي يخصك ادهم زقله وشه ناحية مراته اللي كانت بتقرب عليهم وكانت هيا كمان آية في الرقة والجمال وأحمد ابتسم اول ما شافها وراح مسك ايديها الاتنين وباسهم: ست الحسن والجمال سهر اتحرجت وبصت للارض ليلى لاحظت نظرات داليا لادهم فقربت قوي منه ومسكت دراعه بتملك وسندت راسها على دراعه وهو استغرب وبصلها ولاحظ النظرات اللي بينها وبين داليا وده ضايقه ..
شوية وداليا اتخنقت وقررت تمشي وبالفعل راحت استأذنت وانسحبت حتى قبل تقطيع التورتة .. بعد ما اختفت ادهم سحب دراعه من ليلى وبصلها: اعتقد مالوش لازمة بقى التمثيل أكتر من كده .. اللي كنتي بتضايقيها مشيت خلاص .. ليلى: بضايق مين ! وتمثيل ايه ! ادهم واجهها: بلاش لف ودوران لو سمحتي .. ليلى: مش فاهمة بتتكلم عن إيه !
أدهم: مش فاهمة بجد ! بعد ما داليا وصلت طلعتي لبستي وحطيتي الميكب ده وجيتي مسكتي في دراعي .. للدرجة دي يا ليلى ! انا صراحة مبقتش عارف انتي مين ! عملتي ايه في مراتي ! رجعيهالي لو سمحتي، بعد اذنك .. انسحب بعيد عنها وراح وسط عياله وهيا فضلت قاعدة مكانها بعيد .. خلصت الحفلة والكل روح والكل مبسوط الا ادهم وليلى كل واحد فيهم في ملكوته الخاص وأفكاره السوداوية .. والمسافة بتزيد يوم عن يوم ومحدش فيهم عارف يقطع المسافة دي ..
زياد وآية كان عندهم تدريب في البيت مع مدربهم الخاص حسام اللي بيجيلهم يوم بعد يوم بناءا على طلب حسين .. ليلى بتقعد معاهم تتابعهم وعينها عليهم لحد ما تدريبهم يخلص .. حسام بصلها وبيتكلم معاها وهيا بترد على قد السؤال .. حسام: على فكرة مهم جدا تعليم السباحة للأطفال ليلى: اكيد.
حسام: ماشاء الله زياد بيعوم كويس ليلى: باباه علمه حسام: آية برضه شاطرة وبتستوعب بسرعة وخلال جلستين كمان أو ثلاثة هتلاقيها محترفة ليلى: ان شاء الله حسام حس انه مش عارف يفتح معاها كلام وهو عايز يتكلم معاها في نقطة مهمة حسام: على فكرة لازم يشربوا سوايل كتير مهمة لصحتهم ليلى: اكيد .. حضرتك تشرب حاجة !
حسام ابتسم: اي عصير فريش ليلى ابتسمت باقتضاب: طبعا قامت ونادت على شوقية بس حنان ردت عليها من فوق وقالتلها إنها مش موجودة لانها بتجيب طلبات للبيت .. ليلى اضطرت تدخل تعمل بنفسها العصير وبصت للعيال مع مدربهم ودخلت .. حسام بص لزياد: هو الحمام فين يا زياد ! زياد: هناك في الملحق اللي حضرتك بتغير فيه .. في حمام جوه حسام كشر: بس الميه لقتها مقطوعة فيه ! هو مفيش حمام جوه في الڤيلا !
زياد فكر: في كتير .. بص انت تدخل هتلاقي طرقة كده وعليها ستارة تدخلها هتلاقي المطبخ واوضتين وفي حمام هو جنب المطبخ .. ده ينفع تستعمله لان الباقين فوق في أوض النوم .. حسام ابتسم: ماشي .. خلي بالك بقى من أختك لحد ما أرجع حسام خرّج آية من المية وساب العيال زياد بيلعب وجت فراشة والاثنين بيجروا وراها حوالين الحمام والفراشة طارت بعيد وزياد جري وراها وآية زهقت وفضلت جنب الحمام تلعب هيا ..
فجأة لمحت الفراشة وقفت على لعبة في المية وهيا ابتسمت وقررت تمسكها و تغيظ زياد زي ما ديما بيغظيها وقربت من المية تحاول تمسك الفراشة وبتمد أيدها تمسكها وطبعا اختل توازنها ووقعت كلها في المية وبتحاول تطلع مش عارفة .. حسام راح ناحية البيت ووقف قدام التراس خبط كام خبطة خفيفة بس محدش سمعه فدخل جوه بحذر بيحمحم وماشي على وصف زياد علشان لو في حد وليلى اتفاجئت بصوته وخرجت بره المطبخ ليلى بقلق: خير في حاجة ؟
حسام اتوتر: لا ابدا بس كنت بدور على الحمام ! ليلى باستغراب: في حمام بره .. حضرتك تقدر تستخدمه حنان نزلت و اتدخلت: خير يا ليلى في حاجة ! حسام: بس سألتها عن الحمام حنان بهدوء: في حمام في الملحق بره ممكن حضرتك تستخدمه براحتك .. اتفضل حسام حس انه محاصر فانسحب بهدوء بس وقف ينتظر ليلى عند التراس ..
ليلى وحنان استغربوا موقفه وبصوا لبعض بعدم فهم وحنان غيرت الموضوع حنان: انا هعمل قهوة اعملك ونشربها مع بعض ! ليلى: ماشي بس حضرتك ارتاحي وانا هعملها حنان بابتسامة: لا يا قلبي طلعي انتي العصير للعيال وانا هعملها وهحصلك حنان دخلت وليلى هتخرج لقت حسام لسه واقف وكأنه منتظرها ليلى بصتله باستغراب: حضرتك لسه هنا ! حسام بقلق: كنت عايز اقول لحضرتك حاجة بس اتمنى تفهميني صح ليلى بقلق: اتفضل.
حسام: آية محتاجة لتدريب بعيد عن زياد لانه هو بيتفاخر قدامها انه مستواه افضل وهيا بتضايق وساعات بترفض التدريب .. عايز افصل تدريبهم عن بعض حتى لو نخليها هيا يوم وزياد يوم لكن مش مع بعض ليلى كشرت باستغراب: ليه زياد بيضايقها ازاي ! هو اه ساعات يقولها انه اشطر منها بس ده عادي بين الاطفال حسام: لا طبعا مش عادي وخصوصا لو طفلة حساسة زي آية .. هيا بقت مش مهتمة بالتدريب وعندها احساس انها مهما تعمل مش هتوصل لمستوى أخوها فخلاص مش عايزة تتعب نفسها بجانب نقطة مهمة كمان ليلى: نقطة إيه !
حسام بتردد: اسف لتدخلي بس اعتقد ان في مشاكل بين حضرتك وأبوها ! ليلى: نعم ! ليه حضرتك بتقول كده ! حسام رفع ايديه: انا مش بتطفل او بحاول اتدخل في حياتكم الشخصية بس ده اللي حسيته من كلام آية .. اتكلمت معايا ان قبل كده كانت مبسوطة اكتر وحتى باباها هو علّم زياد السباحة وكان محظوظ بوجوده لكن دلوقتي باباها مش متواجد خالص وهيا مفتقداه وكانت بتتمنى لو هو اللي يعلمها زي ما سبق وعلّم زياد .. بس كده وعلشان كده افترضت ان في مشاكل في البيت مأثرة عليها.
ليلى اتنهدت بس بصت للمدرب: حضرتك عارف طبيعة شغل باباها وظروفه مش ملكه ولا وقته ملكه فالعيال فعلا مفتقدين أبوهم بس غصب عنه مش بمزاجه اكيد حسام هز دماغه بتفهم: ربنا يكون في عونه، انا اسف لو كنت بتدخل بس حسيت اني لازم اتكلم معاكم في حاجة زي كده وبما ان نادرا ما بشوف سيادة المقدم او حسين باشا مكنش قدامي غير حضرتك.
ليلى ابتسمت: لا طبعا ما تتأسفش وانا اللي متشكرة على اهتمام حضرتك بالعيال وحتى بنفسيتهم في الوقت ده كان أدهم راجع من شغله وركن عربيته وفضل فيها شوية كالعادة كل ما بيدخل الفيلا لانه بيحتاج لقوة علشان يخرج من عربيته ويدخل .. لمح زياد بيجري ولما شاف أبوه جري عليه وادهم خرج لابنه أدهم بإبتسامة: بتجري كده ليه وانت بلبس السباحة !
زياد: كنت بجري وري فراشة بس ملحقتهاش يا بابي ادهم ابتسم: والكابتن بتاعك سابك تجري ؟ زياد: الكابتن دخل الحمام بس بابا بيقول المية مقطوعة في الحمام اللي في الملحق وطلب يدخل الحمام جوه الفيلا وانا وصفتله الحمام اللي تحت كده غلط ولا صح يا بابا !
أدهم استغرب وكشر: الغلط حبيبي انك تسيبه يدخل لوحده وما تدخلش انت معاه، المهم أختك فين ! زياد: كانت جنب حمام السباحة بتلعب أدهم قلق وأخد ابنه وراحوا ناحية حمام السباحة وبيسأله: مش مامتك معاها ؟ زياد: لا ماما دخلت جوه تعمل عصير للكابتن.
أدهم اتضايق بس ما اظهرش ده لكن سرّع خطواته ناحية حمام السباحة وهو رايح بص ناحية باب التراس ولمح مراته شايلة العصير وبتتكلم مع حسام وقف بصلهم وبص ناحية حمام السباحة واتردد يروح الاول لحمام السباحة ولا يدخل للي واقف بيتكلم مع مراته ده في وسط بيته ويعرفه مقامه ؟ وفي وسط حمام السباحة آية بتعافر علشان تطلع لكن خانتها قوتها وبدئت تغطس وما تطلعش تاني واستسلمت وحركتها هديت تماما في المية !