logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 6 من 20 < 1 10 11 12 13 14 15 16 20 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية المشوه
  02-12-2021 02:48 صباحاً   [37]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية المشوه الجزء الثالث للكاتبة الشيماء محمد الفصل الثالث

في البداية الناس اللي بيقولوا مش منطقي ليلى ما تقبلش جوزها والمفروض تفرح ! تخيلي انتي كده جوزك او ابوكي او اي حد قريب منك مش هقولك انه كان مشوه واتعالج لأ تخيلي يدوب حلق شعره تماما او حلق دقنه او شنبه وشوفي هتاخدي فترة قد ايه لحد ما تتعودي علي شكله الجديد ؟
فما بالك لو شكله كله اتغير ورجع انسان جديد وبدال ما الناس هتدور وشها بعيد عنه او تقوله مسخ بقى نجم وسيم بيتعامس من اللي حواليه ؟ ازاي المفروض تتعاملي مع ده !

هنا انا مش باخد صف ليلى او صف ادهم ! وما ينفعش نغلط حد علي حساب حد ! مفيش طرف غلطان وطرف عنده حق !
ده رأيي الخاص .. اسيبكم مع الحلقه
واه صح تفاعل امبارح مش عاجبني نهائي !
ادهم اتجنن يعني ايه العيال مفيش ! العيال نزلوا قدامه الصبح وركبوا الباص وهو راقبهم من البلكونة بيركبوا ! عياله فين ! لا هو ممكن يتقبل اي شيء في الدنيا الا عياله يروحوا منه ! وكان زي القنبلة الموقوتة اللي بتهدد بالانفجار وبحرق كل اللي حواليها
وبصوت مخيف: يعني ايه العيال مفيش انت اتجننت ولا ايه ؟ زياد وآية فين ؟

البواب: يا افندم مجوش اصلا ؟ عيالك مش هنا !
ادهم مسكه من هدومه: يعني ايه عيالي مش هنا ! انا شايفهم الصبح نازلين وركبوا باص المدرسة وانت تقولي مفيش؟
البواب بحيرة: ايوه مفيش ومش هنا !
أدهم يدوب هيتكلم لمح مدرستهم وزق البواب من وشه ونادي عليها: داليا .. مس داليا.

انتبهت المدرسة له ووقفت مستغربة مين ده اللي بيناديها وابتسمت بأدب: افندم
ادهم: الاول انا ادهم، مقدم أدهم ابو زياد وآية
داليا بصتله باستغراب من فوق لتحت وهو اتكلم: عارف شكلي اختلف اوكي .. بالمختصر عالجت الجروح اللي في وشي تمام .. المهم دلوقتي عيالي فين ! زياد وآية فين !
داليا استغربت: الاول حمدالله علي سلامتك وثانيا العيال مش هنا !.

ادهم باستغراب وبعنف: يعني ايه العيال مش هنا ! انتو هتجننوني ! العيال نزلوا الصبح علي مدرستهم !
داليا ابتسمت بود: محدش اعترض انهم نزلوا مدرستهم
ادهم بتوهان: امال انتي بتقولي مش هنا ازاي بقى !
داليا: الظاهر ان حضرتك لسه راجع من السفر ومدام ليلى ملحتقش تقولك
ادهم: تقولي ايه !
داليا: انها نقلت العيال من هنا .. للاسف زياد وآية مشيوا من عندنا وصراحة مش فاكرة اسم مدرستهم الجديدة ايه ! بس لو عايزني اعرفها ممكن ادخل واسأل الادارة!

ادهم اخد نفس طويل وحمد ربنا ان عياله كويسين، وراه سور صغير قعد عليه بتعب وارهاق وقلق .. وارتياح وخوف ومشاعر كتير متلخبطة وفاق على صوت داليا بتكلمه: اجيب لحضرتك اسم المدرسة !
ادهم بصلها بتعب: لا لا مالوش لزوم .. انا اسف على صوتي العالي وانفعالي عليكي بالشكل ده
داليا قعدت جنبه بتفهم: انا مقدرة موقف حضرتك وقلقك عليهم .. صراحة وحشوني كتير جدا ..

ادهم ابتسم ومردش عليها
داليا: هو انت لسه راجع من السفر وما شوفتهمش ولا ايه !
ادهم بسرحان: لا شوفتهم .. رجعت من امبارح بس زي ما تقولي ما اتكلمناش في موضوع المدرسة ده
داليا: الظاهر فرحتهم برجوعك بالشكل ده نستهم كل حاجة تانية ! اكيد طبعا كلهم فرحانين وخصوصا مدام ليلى !
ادهم ضحك بحزن ضحكة تهكم: ما تتخيليش فرحتها ازاي !

استغرب من نفسه ازاي اتكلم كده وليه ! بس كمل كلامه: قرار سفري ده كان أغبى قرار انا اخدته في حياتي .. كان عندي بيت دافي وهادي وجميل ومليان حب وانا هديته .. كنت متخيل اني بعمل حاجة صح لكن للاسف طلعت غلط وغلط جدا كمان
داليا: ازاي بقى غلط ! حضرتك معندكش مراية ولا ايه ! ( هزرت ) انا ممكن اطلعلك مرايتي وتشوف شكلك بقيت ازاي !
ادهم بصلها: وشكلي ده مش هو اللي مراتي حبته وعاشت معاه ودلوقتي بتعاملني كأني راجل غريب عنها ..

داليا بصتله كتير واستغربت رد فعل مراته .. على طول كانت بتشوفهم سعدا جدا وديما كانت بتتمنى تعيش قصة حب زيهم يمكن كمان كانت بتحسد ليلى على ادهم وازاي بيحبها وساعات كانت بتتخيله معاها هيا طردت الفكرة من دماغها ورجعت تفكر في ليلى واستغبت جدا تفكيرها ! بقى في واحدة عاقلة ترفض تحويل جوزها للشكل ده ! للنجم ده ! للوسامة دي !

فاقت من أفكارها على صوت ادهم ووقوفه: سوري دوشتك معايا ! اعذريني مرة تانية على انفعالي كده
داليا وقفت بسرعة وابتسمت: لا ابدا .. بالعكس ده انا المفروض اشكرك على سوء الفهم ده
ادهم باستغراب: تشكريني !

داليا: طبعا اشكرك لان سوء الفهم ده خلاني اشوفك من تاني ( مع استغراب ادهم كملت كلامها بسرعة ) يعني علشان اطمن على حبايبي اللي وحشني مووت وكمان فرصة اجمل اني اشوف حضرتك باللوك الجديد ده .. على فكرة مراتك تبقى غلطانة لو ما تقبلتش شكلك ده .. ( قربت منه وهمست ) اوعى تفكر ان قرارك ده كان غلط ! ده قرار صح جدا والمفروض ان حبيبك يتقبلك في اي شكل طالما بيحبك ومش المفروض ابدا انك تقلل من قيمتك ونفسك علشان ترضي حبيبتك .. انت حياتك اتغيرت واتنقلت لمرحلة جديدة دورها كحبيبة قبل زوجة انها تخطي معاك خطوتك دي ..

ادهم بصلها كتير وسرح في كلامها وهيا ابتسمت ان كلامها مس وتر حساس ..
ادهم ابتسم بأدب: على العموم انا متشكر على تفهمك ده واهلا بيكي تزوري العيال في اي وقت يناسبك .. تليفون ليلى اكيد معاكي وفي اي نورينا
داليا ابتسمت: اكيد طبعا .. بس انتو غيرتو عنوان بيتكم صح !

ادهم بتريقة: للاسف فعلا .. دلوقتي نقلنا زايد عند ڤيلا والدي .. ڤيلا طويلة عريضة بجنينة خاصة للعيال وحمام سباحة خاص كمان
داليا ابتسمت: اغرتني اشوفها .. كده العيال ليهم حق يفرحوا هناك وينسوا مدرستهم القديمة
ادهم: عندك حق فعلا .. المهم علشان ما اعطلكيش اكتر من كده هخلي ليلى تتواصل معاكي وتتفقوا على معاد تشوفي العيال فيه
داليا بسرعة: انا غيرت رقمي للاسف .. تاخد حضرتك رقمي الجديد !

ادهم: اكيد هاتي
عطته تليفونها وطلبت منه يرن عليها علشان تسجل رقمه وبكده قدرت تاخد رقمه بطريقة راقية .. ابتسمت لأفكارها اللي بتساعدها ..
خرجوا من المدرسة وضربت في دماغها فكرة تانية تجربها ..
ادهم اعتذر من البواب وانسحب لعربيته وهو ماشي لمح داليا ماشية على الرصيف فقرب وهدّى عربيته وكلمها من الشباك: امال عربيتك فين !
داليا بأسف: عطلانة .. هطلع على الشارع بره وأوقف تاكسي.

ادهم: تعالي هوصلك
داليا فرحت بس دارت فرحتها بسرعة: لا روح حضرتك لعيالك اكيد واحشينك
ادهم باصرار: اركبي هوصلك وبعدين مش النص ساعة دي اللي هتفرق ..
داليا: يا سيادة المقدم روح انت وما تشغلش بالك بيا انا هتصرف
ادهم: جرى ايه يا مس داليا احنا نعرف بعض من كام سنه هاه ! مش معقولة تصرفك ده ! اركبي
داليا ابتسمت وهو وقف علشان تركب جنبه وهيا دخلت واستقرت جنبه وبصتله: انا مش عارفة اشكرك ازاي ؟

ادهم: ما تشكرنيش وبعدين ايه سيادة المقدم دي ! ادهم كفاية
داليا ابتسمت: اتفقنا ادهم
ادهم بص قدامه ودور عربيته واتحرك وشوية وبصلها وهيا استغربت
ادهم: انا منتظرك تقولي ساكنة فين اكيد مش هنجم الطريق يعني !
داليا ضحكت: سوري سوري .. مصر الجديدة وهوصفلك العنوان في الطريق.

ادهم كمل طريقه وداليا مش مبطلة كلام ابدا وهو بيرد عليها على قد ما بيقدر واكتشف انها متحدثة رائعة ولبقة في كلامها ودمها خفيف ومع انها رغاية الا ان رغيها مش ممل ... مش ممل ابدا ..
اخيرا وصلها والمفروض تنزل من عربيته
داليا: ادهم انا مش عارفه ازاي اشكرك علي توصيلك ليا !
ادهم: زي ما قولتلك ما تشكرنيش اصلا.

داليا: طيب بلاش توصيلك .. ازاي اشكرك على انك سمحتلي اقرب منك واعرفك كإنسان مش كولي امر طالب عندي ؟!
ادهم: ولا تشكريني على دي كمان وبعدين احنا نعرف بعض تقريبا من أربع سنين
داليا: وليه ما اتكلمناش بالشكل ده من زمان ؟
ادهم: يمكن لاني كنت مشوه فمحبتيش تتكلمي معايا !.

داليا مسكت ايده بسرعة اللي على الغيار قدامها: لا طبعا مش ده السبب
ادهم سحب ايده براحة وبصلها واتقابلت عنيهم واكتشف ان عنيها ملونة وأول مرة ياخذ باله من شعرها الشوكولاتي اللي متماشي جدا مع عنيها الخضرا
ادهم بصلها وسألها باهتمام: امال كان ايه السبب !

داليا: السبب ان حضرتك كنت بتعمل ديما مسافة بينك وبين اي حد .. حتى في حفلات المدرسة كنت بتحضرها وبتختفي بسرعة ده حتى حفلات اعياد الميلاد في بيت حضرتك كنت برضه بتعمل مسافة .. حضرتك اللي كنت بعيد
ادهم: يمكن يكون كلامك صح بس ده لاني اتعودت على الرفض فاتعلمت اتجنب الكل
داليا: تعرف اني على طول كنت بحسد ليلى عليك !

ادهم بصلها باستغراب وهيا كملت كلامها: ايوه ما تستغربش .. كنت بشوف حبك لها ولعيالك وتمنيت الاقي حد يحبني بالشكل ده ويخلص ليا ولبيته كده .. كل مرة بشوفك فيها كنت بحسدها عليك ( ضحكت بخفة وهزرت) وطبعا حاليا باللوك ده هقر عليها مش هحسدها بس
ضحكوا الاتنين وهيا ابتسمت وبصتله: حضرتك انسان كويس وتستاهل كل خير.

ادهم بابتسامة: متشكر جدا يا داليا .. كنت محتاج حد فعلا اتكلم معاه فمتشكر انك كنتي الحد ده .. وعلى رأيك نشكر سوء التفاهم اللي حصل
داليا اكدت: اجمل سوء تفاهم حصل .. هضطر آسفة اسيب حضرتك
ادهم ابتسم: اوك .. هروح انا بقى واشوف عيالي راحوا انهي مدرسة واكيد هنفضل على تواصل.

نزلت داليا وهو روح على بيته أو الأصح بيت أبوه لأنه مش بيعتبره بيته .. واستغرب على الرغم من تأخيره الا ان ليلى مرنتش عليه ولا مرة لانها زمان لو اتأخر نص ساعة كانت بترن فيهم عشر مرات على الأقل لكن دلوقتي تأخير ساعتين على الاقل ومرنتش ولا مرة ده مش بس ما رنتش في التأخير دي مكلمتهوش ولا مرة من ساعة ما خرج من البيت الصبح !

دخل كانوا بيتغدوا والعيال قاموا يجروا عليه بس رجعهم يكملوا أكلهم الأول وهو مع اصرار والدته قعد جنب مراته بصمت
الكل كان بيتكلم الا هو وهي ..
كان بياكل وهو سرحان تماما وبيفتكر كام مرة راقب عيلته بتاكل في نفس المكان ده وهو بعيد مش مسموحله ابدا يشاركهم ولا يقعد معاهم ..
الأكل رفض يتبلع حتى مع ذكرياته دي وحس بخنقة شديدة فساب الشوكة من ايده بهدوء
حسين: الأكل مش عاجبك ! ( نادى ) شوقية.

ادهم باستغراب: لا ابدا
شوقية جت بسرعة: افندم
حسين: شوفي ادهم يحب اكل ايه واعمليله اللي بيحبه
ادهم استغرب ازاي الراجل ده نفسه اللي كان كتير يمنعه حتى من الاكل علشان يسد جوعه ! ياما ليالي نام فيها ميت من الجوع بسببه .. نفس الراجل ده
فاق على صوت شوقية: تحب حضرتك تاكل ايه !

ادهم بصلها: لا متشكر تسلم ايدك .. الاكل جميل .. انا اصلا اكلت ساندوتش مع زمايلي فعلشان كده مش جعان قوي تسلم ايدك مرة تانية
شوقية شكرته ودخلت لمكانها اما ليلى فبصتله لانها عارفة انه بيكدب وانه ما بياكلش برا البيت ابدا بس ما اتكلمتش وادهم كمان فهم انها فهمته واستغرب سكوتها ده ..
ادهم وقف: هطلع ارتاح شوية بعد اذنكم
آية: بابا.

ادهم بصلها بأسف: ارتاح شوية يا آية وبعدها هقعد معاكي انتي واخوكي اعذريني يا قمر بس بابي تعبان شوية
قبل ما ترد كان طلع على فوق وآية بصت لأمها بزعل
ليلى: معلش حبيبتي سيبيه يرتاح شوية وبعدها هتلاقيه معاكي علي طول
حنان: اطلعيله يا ليلى شوفيه ماله ولو في اكل معين بيحبه اعمليهوله انتي يمكن اتعود ياكل من ايدك
ليلى: حاضر بعد اذنكم
طلعت وخبطت ودخلت كان واقف ومديها ظهره وكأنه منتظرها تطلع وراه
ليلى: خير مالك ! ما اكلتش ليه ! لو الأكل مش عاجبك
قاطعها: سيبك من الاكل دلوقتي ..

ليلى استغربت هجومه ده: حاضر في ايه !
ادهم قرب منها وبلهجة ما اتعودتش عليها منه: انتي نقلتي العيال من مدرستهم !
ليلى سكتت شوية تستوعب كلامه وسؤاله واستغربت هجومه ده: ايوه نقلتهم
ادهم: ليه ! وازاي تحوليلهم من غير ما تعرفيني !
ليلى: انت عرفت منين !
ادهم زعق: سيبك من عرفت منين وجاوبي على اسئلتي.

ليلى رجعت خطوة لورا بعيد واستغربت هجومه ده وتزعيقه بالشكل ده ولهجته دي في الكلام معاها: نقلتهم من ساعة ما نقلنا هنا لانه مكنش ينفع اوديهم مدرستهم القديمة المسافة بعيدة جدا مدرستهم الجديدة هنا في زايد
ادهم مكنش عامل حساب بعد المسافة بس برضه مش سبب كافي: ومعرفتينيش ليه !

ليلى باستغراب: انت لسه جاي امبارح ومقعدتش اصلا معانا وسيبتنا ورحت الشقه القديمة تقعد فيها لوحدك ولما رجعت ما اتكلمناش .. فنسيت .. نسيت يا ادهم اقولك وسط كل اللي احنا فيه ده وبعدين اعتقد مش مدرسة العيال هيا اهم حاجة ممكن نتكلم عنها دلوقتي
ادهم بدون اقتناع هز دماغه موافق وسألها: عايزانا نتكلم عن ايه تاني اهم من مدرستهم ! اتفضلي سامعك
ادهم عقد ايديه على صدره منتظر منها تتكلم وهيا مع اسلوب تهكمه ده معرفتش تنطق بحرف واحد حتى .. ده مش ادهم ابدا اللي قصادها ! ولا دي طباعه ! ولا ده اسلوب حواره ونقاشه معاها ابدا !

ادهم بتريقة: زي ما توقعت معندكيش كلام تقوليه !
ليلى: بالشكل اللي بتكلمني بيه اكيد معنديش كلام اقوله
ادهم ما اهتمش وسألها: بما ان معندكيش كلام يبقى نكمل كلامنا مدرسة ايه اللي نقلتي العيال فيها !
ليلى اخدت نفس طويل وجاوبته: مدرسة اميريكان هنا في زايد قريبة من هنا
ادهم فكر للحظة: قصدك المدرسة اللي على الطريق دي في اول الكومبوند ! الاميريكان سكول ؟
ليلى: ايوه هيا !

ادهم بصلها باستغراب وبعدم تصديق
ليلى لانها مش فاهمة ماله: في ايه ؟ بتبصلي كده ليه !
ادهم هز دماغه بعدم تصديق وبصلها: مصاريفها قد ايه يا ليلي المدرسة دي !
ليلى استوعبت سبب نظرته وبقلق سكتت فهو كرر سؤاله: مصاريفها قد ايه يا ليلى !
ليلى بعدت خطوتين عنه: ١٥٠
ادهم بعدم فهم: ١٥٠ ايه !
ليلى: ١٥٠ ألف في السنة
ادهم: للأثنين !

ليلى بقلق: للواحد
ادهم بصلها كتير وهو مش عارف يقولها ايه ولا مستوعب هيا ازاي اخدت خطوة زي دي بدون ما ترجعله ! وازاي تحطه في موقف زي ده ! وازاي تخيلت انه ممكن يقبل وضع زي ده !
ليلى لما سكوته طال قلقت: ادهم باباك
هنا قاطعها هو: بابايا ايه ! هاه ! هيدفع هو ! هيصرف عليا وعلى عيالي ومراتي !

ادهم رجع لورا وقعد على السرير بتعب ووجع وبص للأرض واتكلم بألم: انتي ازاي تحطيني في وضع زي ده ! انتي عارفة كويس قوي اني ما اقدرش ادفع المبلغ ده ولو قدرت ادفعه سنة ما اضمنش اقدر ادفعه السنه اللي وراها ! ازاي خدتي خطوة زي دي بدون ما ترجعيلي ! فكرتي ازاي هاه !
ليلى قربت منه وحاولت تدافع عن تصرفها: ادهم ده بيتك وده باباك وده.

قاطعها: وايه كمان كملي ! دي عيلتي والمفروض احمد ربنا اني لقيت حد يصرف عليا وعلى عيالي واحط جزمة في بوقي واسكت ( على صوته ) صح !
ليلى دموعها نزلت: انا اسفة يا ادهم بس لما جينا هنا حاولت اودي العيال مدارسهم واخدنا اسبوع اتبهدلنا فيه وساعتها باباك عرض عليا المدرسة دي ولما عرفت مصاريفها قد ايه كان هو سجلهم خلاص ودفعهم ولما اعترضت قالي ان ده بيتك ومش هيسمحلك تبعد عنه تاني وانه مصر يعوضك عن اللي فات ولو هو مقدرش يكون جزء من حياتك فعايز يعوض ده بإنه يكون جزء من حياة احفاده ويعمل معاهم اللي مقدرش يعمله معاك.

ادهم بصلها بوجع: مقدرش يعمله ولا رفض ! في فرق يا ليلى ! هو اختار ده .. هو اتحكم في حياتي كلها قبل كده ودلوقتي انتي بتسمحيله يتحكم تاني فيا وفي حياتي !
ليلى بعدم فهم: انت قولت سامحته ! لو مكنتش سامحته لا يمكن كنت اسمحله يكون جزء من حياتنا بس انت ...
ادهم بوجع: انا ايه يا ليلى ! انا ايه بس ! انتي ازاي ... انتي ازاي !

معرفش يكمل كلامه ولا ينطق معاها بأي حرف بصلها بوجع هيا حساه ودموعها نازلة مش عارفة تتكلم هيا كمان وقاعدة قصاده في الارض نظراتهم كلها وجع وبس ومحدش فيهم قادر ينطق
ليلى اخيرا وقفت ونطقت: انت سمحتلهم يعيشوا معانا في بيتنا ولما رجعوا هنا افتقدتهم وكانوا بيزورونا باستمرار وعلاقتك كانت كويسة بيهم كلهم وحتى احمد كمان علاقتك بيه اتحسنت ووافقت تعمل العملية بناءا على طلبهم وسافرت بالفعل على...

سكتت ومكملتش كلامها فهو كمل نيابة عنها: على حسابه كملي سكتي ليه !
بصتله ومنتظرة الاجابة فجاوبها
ادهم: سافرت على حسابه يا ليلى لانه كان محتاج لده ! كان عارف ان هو اللي شوهني بالمنظر ده ومكنش قادر يتحمل يشوفني قصاده بالشكل ده لانه كان بيفتكر بشاعة اللي عمله في ابنه وكان متخيل انه لما يعالجني هيصلح اللي حصل زمان فأنا وافقته علشان اسمحله يفكر بالشكل ده .. سمحتله يفتكر انه بكده عالج جروح اكتر من ٣٠ سنه .. سمحتله يعيش في الوهم ده، بس ده كان علشان تعبه وقلبه الضعيف وعلشان امي ورجاءها ليا اني اسمحله يكفر عن اخطاؤه والاهم من كل دول علشانك انتي .. ولو تفتكري انا ما وافقتش غير لما انتي طلبتي مني ده .. سافرت علشانك انتي وفاكر جملتك ولسه بترن في وداني وكنت كل ما اتعب في اي عمليه بره وكل ما اتوجع ترن في وداني جملتك دي وتصبرني فاكراها ولا افكرك بيها.

" سافر يا ادهم .. سافر علشاني .. علشان خاطري يا ادهم .. وعلشان خاطر عيالك .. علشانا احنا .. علشان ما تهربش من كل صورة نتصورها ! وما تهربش من كل مناسبة .. علشاني يا ادهم .. طالما بإيدك تبقى راجل طبيعي ومش مشوه يبقى اعملها علشاني .. علشان حبيبتك "
وعملتها يا ليلى علشانك .. علشان حبيبتي اللي اول ما رجعلتها بصتلي باستغراب وكأني راجل غريب عنها.

ليلى بوجع: انا قلت كده علشانك انت مش علشاني انا وتخيلت انك فاهم كده زي ما سبق وقولتلك انك مشوه واني مش طيقاك ساعة حملي في زياد ساعتها انت فهمت اني بقول كده علشانه وتخيلت انك المرة دي فهمت برضه اني بقول كده علشانك
ادهم بصلها: انتي ازاي بتشبهي دي بدي ! انتي فاهمة انتي بتقولي ايه ! ساعة زياد ايوه فهمتك .. فهمت ان حلمك انك تكوني ام كان اهم بالنسبالك مني ومن حبي يا ليلى .. انا كنت رقم ٢ في حياتك ..

ليلى بصتله ومش عارفة تقول ايه وعرفت انها اختارت مقارنة غلط في وقت غلط
ليلى: انت عمرك ما كنت رقم ٢ في حياتي
ادهم ضحك بتهكم: بلاش نضحك على بعض ارجوكي ..
عطاها ظهره وراح ناحية البلكونة وهيا راحتله ولفته لها: ادهم انت بتشك في حبي ليك ! جاوبني !

ادهم بصلها ومسك ايدها من على دراعه ونزلها بعيد عنه: انا دلوقتي مش عارف حاجة كل اللي عارفو ان مراتي سابت بيتي واخدت عيالي ودخلتهم لمدرسة تانية تتخطي بمراحل قدراتي وعملت لنفسها هيا وعيالها حياة كاملة وكل ده بدون علمي وكأني ماليش رأي او دور او ميت مثلا
ليلى وقفته: ما تقولش كده ارجوك
ادهم بصلها بوجع: امال اقول ايه ! قوليلي انتي اقول ايه ! طيب اتصرف ازاي !
ليلى: لو عايزنا نرجع بيتنا نرجع دلوقتي انت بس شاور.

ادهم ضحك: اشاور ! طيب يالا نرجع ! انزلي قولي لعيالك انك هتاخديهم من هنا وهترجعيهم شقتهم القديمه الصغيره من غير جنينه ولا العاب ولا حمام سباحة خاص بيهم ؟ بلاش اللعب ! قوليلهم هترجعيهم مدرستهم القديمة اللي ما تجيش ربع مدرستهم دلوقتي ! بلاش العيال خالص انزلي قولي لجدهم اللي سلمتيه احفاده يكون مسؤل عنهم انك هتاخديهم منه وهتحرميه منهم ! بلاش هو كمان انزلي قولي لحنان ان حلمها بعيلتها وعيالها واحفادها في حضنها بعد ما اخيرا اتحقق هتدمريه من تاني .

ليلى عيطت وبصت للأرض وهو رفعلها راسها: يالا انزلي .. انزلي دمري الكل وحطمي احلامهم كلها .. ساكتة يعني ! واقفة مكانك ! يالا يا ليلى رجعينا بيتنا القديم ! رجعيلي حياتي اللي دمرتيها ! رجعيلي راحة بالي في حضن مراتي وعيالي ! ولا اقولك بلاش ! نسيني كل لحظة وجع عشتها في البيت ده ! انا مش قادر افهم انتي ازاي تخيلتي اني ممكن اعيش هنا ! ده انا حكيتلك عن كل حاجة حصلتلي هنا ! نسيتي اتعمل فيا ايه هنا ! انا كل شبر في البيت ده اتوجعت فيه ! ازاي تخيلتي اني ممكن انسى كل ده واعيش هنا !

ليلى عياطها مستمر وهو وجعه مستمر ومحدش فيهم عارف يعمل ايه
ادهم كمل كلامه: اقولك انا ازاي ! بكل بساطة مفكرتيش في جوزك ولا وجعه بس فكرتي في حياتك وعيالك دي برضه مش نقلة سهلة وبسيطة انتي هتعيشي هنا ملكة في قصر بخدم وحشم وعيشة تانية وعيالك هيدخلوا احسن مدارس ويتعلموا افضل تعليم ومش بعيد يسافروا بره ولا يدرسوا في جامعات بره ده اللي فكرتي فيه صح.

ليلى بتهز دماغها برفض وهو مش مديها فرصة تتكلم: لأ لأ لأ يا ادهم لأ .. ما تظلمنيش بالشكل ده
ادهم: ما اظلمكيش ! امال انتي تظلميني بالشكل ده ازاي طيب ! طيب انتي جاوبيني ! مش هظلمك انتي جاوبيني
ليلى مسحت دموعها: انا ما فكرتش غير فيك انت ! انا عمري ما كنت مادية ابدا انت عارف ده كويس..

انا قلت انها فرصة ترجع بيتك اللي اتحرمت منه وترجع لحضن ابوك وامك ( حاول يعترض بس سكتته وكملت ) زي ما انا فاكرة عذابك اللي حكيتهولي فاكرة كمان لما قولتلي انه على الرغم من كل اللي حصل ده بتتمنى ولو حضن من امك ! بتتمنى يكون عندك اب وام .. بتتمنى عيلتك ما نسيتش ده يا ادهم وده اللي فكرت فيه
ادهم هز دماغه برفض: وعيلتي رجعت وسمحتلهم يدخلوا حياتي لكن ده مش معناه ابدا اني هسلمهم امري بالشكل اللي انتي عملتيه ده .. ذكرياتي في البيت ده اسوأ من اني اقدر اتحمل ارجع اعيش فيه من تاني !

الاتنين سكتوا وكل واحد وقف في جنب
وشوية وقاطع صمتهم ده خبط سريع على الباب وفتحه بسرعة وزياد داخل بحماس: بابا، ماما، جدوا جاب مدرب لينا وبيتفق معاه من بكرة هنبدأ نتعلم السباحة .. ياي ياي ياي .. بابا انزل شوفه يالا .. الحمام جاهز ومن بكرة هنبدأ مش احلي خبر ده ولا ايه !
ادهم بهدوء: بس انا علمتك ازاي تعوم يا زياد وانت بتعرف تعوم كويس.

زياد بحماس: ما انا مش هقولهم بقى كده وبعدين يا بابي ده مدرب خاص وبعدين آية مش بتعرف تعوم هو هيعلمها بس جدو مش هيسمحلنا نعوم في الحمام الكبير الا اذا المدرب قاله ان احنا بنعرف نعوم .. يالا بقى يا بابا هو تحت مستني وجدو قالي اناديك
ادهم وقف وبص لمراته بلوم وهيا بصت للأرض هربا منه
زياد فرح: يالا
ادهم بص لابنه: اسف يا زياد بس عندي شغل ومضطر انزل دلوقتي
زياد: طيب قابله وامشي يالا يا بابا.

ادهم: جدك هيقابله .. جدك كفايا انا مش ضروري يا زياد
زياد: ازاي بقى مش ضروري
ادهم: جدك اللي جايبه وجدك اللي عملك حمام السباحة وجدك اللي هيدفعله راتبه يبقى انا مش مهم يا زياد انزل لجدك ولمدربك
زياد: بابا
ادهم بضيق: انزل يا زياد يا كلمة زيادة منك هقولك مفيش تدريب خالص
زياد نزل زعلان وهو بص لمراته: انا خارج عايزة مني حاجة !
ليلى: هتروح فين !

ادهم: مش هيفرق معاكي المكان اللي هروحه عايزة حاجة مني !
ليلى بوجع: لأ ... شكرا
ادهم خرج وبيقول لنفسه "طبعا مش هتعوزي حاجة مني .. معدش عندك حاجة يا ادهم ينفع تقدمهالها "
نزل وقبل ما يخرج حسين لمحه ونادى عليه واضطر يروحلهم واتعرف على المدرب واسمه حسام
حسام: فرصة سعيدة جدا سيادة المقدم اكيد حضرتك هتشرف على تدريبهم بنفسك.

ادهم بابتسامه مصطنعة: لا للاسف وقتي ضيق .. البركة في حضرتك وبعدين جدهم معاهم بعد اذنكم
انسحب بسرعة وخرج معندوش فكرة هيروح فين المهم يخرج من البيت ده ..
فضل يلف كتير بعربيته وبعدها راح شقته وفضل فيها بس حتى شقته معدش عارف يرتاح فيها .. اخر الليل تليفونه رن وبصله وشاف اسمها قدامه وفضل مركز مع الاسم مش عارف يرد ولا يتجاهله والاختيارين اصعب من بعض ..
واخيرا قرر يرد:: الو خير !


look/images/icons/i1.gif رواية المشوه
  02-12-2021 02:49 صباحاً   [38]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية المشوه الجزء الثالث للكاتبة الشيماء محمد الفصل الرابع

سمع صوتها اللي مفتقده على الرغم من كل اللي بيحصل: تعال البيت
ادهم سكت كتير وبعدها رد بهمس: اجي ليه يا ليلى هاه ! انتي استغنيتي خلاص وبقى عندك بدايل كتير قوي
ليلى بسرعة ولهفة: لا يمكن ابدا اقدر في يوم استغنى عنك ! ادهم ارجوك حاول تفهمني ! ما تحكمش علي الامور بالشكل ده وما تظلمنيش كده.

أدهم جاوبها بهدوءه المعتاد: انا ما بظلمكيش يا ليلى، انا ببساطة محطوط في وضع انا مش عارف أتعامل معاه، كل الطرق متقفلة في وشي وأي اختيار هختاره في طرف مجروح فواقف مكاني مش عارف اتحرك
ليلى بحزن: طيب تعال خلينا نحط ايدينا في ايدين بعض ونختار مع بعض ونخطي مع بعض يا أدهم.

ادهم ابتسم بحزن وتهكم: دلوقتي يا ليلى بتقولي نحط ايدينا في ايدين بعض ! طيب ازاي واذا كان كل اللي احنا فيه بسبب اختياراتك وبسبب انك ما اخدتيش رأيي قبل ما تخطي خطوات مهمة في حياتنا بالمنظر ده .. اللي انا فيه دلوقتي ده نتيجة خطواتك انتي اللي محسبتيش حسابي فيها فازاي دلوقتي بتطلبي مني احط ايدي في ايدك ونختار مع بعض ! للاسف اللي بتطلبيه مني صعب قوي .. تصبحي علي خير يا ليلى
ليلى بلهفة: استنى
ادهم جمد للحظة: نعم !

ليلى: انت ناوي علي ايه وأقول للعيال ايه لما يسألوني عنك !
ادهم استغرب سؤالها جدا للدرجة دي هيا متنازلة عنه بسهولة وكل اللي هاممها هتقول للعيال ايه ! للدرجة دي مالوش قيمة خلاص ! طيب ازاي وليه ومن امتي ! مبقاش عارف يرد عليها !
وهيا منتظرة رده وهيا قلقها مموتها وخايفة يقولها انه عايز يبعد او يخرج من حياتها فاضطرت تلعب بكرت العيال وهيا معندهاش فكرة ان الكرت ده هيخسرها لانه حاليا كان محتاجها تلعب بكرت حبهم مش ضرورياتهم
اختيارك كان غلط يا ليلى تاني !

ليلى بقلق: أدهم انت لسه علي الخط !
أدهم: ايوه موجود .. ما تقوليش للعيال حاجة يا ليلى .. لاني لسه مش ناوي علي حاجة بس الظاهر انك واخدة قرار نيابة عني ومنتظراني بس اعلنه انا ! فياريت تعرفيني قرارك انتي ايه !
ليلى بعدم فهم: قرار ايه اللي انا وخداه يا أدهم مش فهماك !
ادهم: انتي بتتصلي بيا ليه يا ليلى !
ليلى: يعني ايه بتصل ليه ! جوزي وبطمن عليه هو فين !

ادهم بتهكم: بتتطمني عليه ! انتي النهار كله ما كلمتنيش زي عوايدك ! اتأخرت اكتر من ساعتين حتي ما سألتيش اتأخرت ليه ! سيبت البيت ونزلت في حالتي دي وما اتصلتيش برضه بيا ودلوقتي بتكلميني زي ما يكون سد خانة مش اكتر وقبل ما اتكلم او اقول حاجة او اخد اي قرار بتقوليلي العيال هتقوليلهم ايه ! زي ما يكون بتجيبي من الاخر فأنا بوفر عليكي وبقولك قوليلي انتي عايزه ايه وانا هنفذلك طلبك !

ليلى مش مصدقة تفكيره هيا بس محبتش تضغط عليه وطول النهار الموبيل في ايدها بتتخانق مع نفسها تكلمه ودلوقتي هو بيلومها ! مكنتش مصدقه تفكيره ده: ادهم ايه اللي بتقوله ده ! انا بس حبيت اديك مساحة تلملم فيا افكارك وما اضغطش عليك ! مش واخدة اي قرارات
ادهم بتهكم: مساحة ! ومن امتي بقى احنا بنحتاج مساحة من بعض ! مش بقولك يا ليلى انك غيرتي كل قواعد اللعبة ! تصبحي علي خير يا ليلى !
قفل قبل ما يديها فرصة ترد او تتكلم وهيا حست ان كل كلمة بتنطقها وكل تصرف بتعمله بيبعدها عن حبيبها اكتر واكتر وحست بالعجز ! عجز حتي في التفكير !
اما هو فقفل وفضل باصص للسقف مش عارف يفكر او ياخد قرار ومش عارف يتصرف ازاي !

كل واحد جامد في مكانه حاسس ان كل خطوة بيخطيها غلط وبتجيب نتيجة عكس اللي بيتمناها ..
بعد فترة هو مش عارف قد ايه رنت في دماغه جملة مامته قالتها وافتكرها وهيا بتفكره عن ليلى في بداية علاقتهم وازاي عمرها ما استسلمت وفضلت متمسكة بيه وحاربت علشانه قد ايه ووقفت في وش ابوها قد ايه ! وافتكر كل مشكلة قابلتهم وازاي مهما كانت صعبة الا انهم ديما بيتخطوها ! لازم المرة دي كمان يتخطوا المشكلة دي ! لازم يدافع عن بيته وحبه ومراته ورفيقة دربه ..

قام وخلال دقايق كان في عربيته وفي دقايق تانية كان قدام أوضته في بيت ابوه متردد يدخل عندها بس دخل واخد نفس طويل ودخل السرير جنبها بدون تفكير وحط ايده علي وسطها براحة بيحاول يقربها منه او يشدها عليه بس هيا يدوب كانت بتروح في النوم وحست بلمسة علي وسطها والنوم بيغلبها بس مع محاولة شدته عقلها فاق مرة واحدة فاتنفضت وشهقت مخضوضة وهو اتفاجيء بخضتها منه واتكلم بسرعة: ده انا يا ليلى متخافيش ! انا ادهم
فضلت تنهج شوية وبعدها نطقت: اسفة بس اتفاجئت ويدوب كنت بروح في النوم ولما اتأخرت استبعدت انك هتيجي
ادهم باصصلها مش عارف ينطق ومش عارف يعمل معاها ايه ؟ كل ما بيحاول يقرب في الف حاجة بتبعده !

ليلى لاحظت نظرته وبصتله: ادهم مالك ! بجد اتفاجئت غصب عني اسفة
ادهم هز دماغه: عارف ... اتفاجئتي
ليلى بتوهان: طيب مالك ؟ نظراتك دي معناها ايه !
ادهم ابتسم بوجع: انتي عارفة بقالنا كام سنه متجوزين يا ليلى !
ليلى: ايوه عارفه اكتر من تسع سنين .. مش فاهمة ده ايه علاقته بنظراتك دي ليا !

ادهم بوجع: انتي عارفة كام مرة رجعت فيهم متأخر او كنت مسافر مثلا ورجعت في السنين الكتير دي !
ليلى بعدم فهم: انت عايز توصل لايه !
ادهم: ان الاف المرات ارجع من سفر او ارجع اخر الليل الا ان عمرك ما اتفاجئتي بيا لما اقرب منك ! وعمرك ما بتقومي من النوم مخضوضة علشان انا جنبك او دخلت عليكي فجأة ! ودلوقتي بمجرد لمسة مني بتتفاجيء ! بمجرد همسة جسمك كله بيتصلب ! ليه كل ده يا ليلى ! فهميني بجد ليه ! شكلي اتغير للدرجة دي !
ليلى بصت بعيد ومش عارفة تواجهه وهو لف وشها له من تاني: جاوبيني يا ليلى ! هسألك تاني انتي عايزة توصلي لايه !

ليلى هزت دماغها رافضة: مش عايزة اوصل لحاجة بس انا مش عارفة اوصلك يا ادهم انت بعيد عني قوي !
ادهم قرب بجسمه منها وشدها عليه: انا اهو بين ايديكي يا ليلى وما اتغيرتش فانتي اللي بعيدة
قرب منها وبدأ يلمسها بشفايفه بس جواه احساس بيتجاهله انها بتحارب علشان تحاول تظهر طبيعية معاه !

في خناقة جواها صوتها اعلي من اي صمت وللاسف هو حاسسها وفاهمها وعارف انها بتجاهد قصاده وفجأه قرر يتجاهل احساسيه ومشاعره ويوقف حربه هو كمان اللي جواه اللي بتطلب منه يوقف ويبعد ويديها مساحة لحد ما تتعود عليه بشكله الجديد ! وقدر فعل يوقف الحرب دي ويخرس اي مشاعر جواه وتحول معاها لمجرد راجل مش اكتر في حضنه واحدة جميلة وكل همه متعته اللحظية فقط ! حاولت تعترض واستغربت ازاي ادهم بيعاملها كده وليه ومن امتي هو مجرد راجل شهواني ده غرضه ! مدت ايدها حطتها علي شفايفه تمنعه: ادهم مش كده.

ادهم بصلها بنظرة باردة وشد ايدها بعدها بعيد عنه وبصلها: للأسف معنديش غير كده
ورجع للي كان بيعمله بتجاهل تام لمشاعرها وصدمتها فيه ورفضها اللي بدأ ياخد شكل واضح الا انه خرسه بعنفه وثبتها تماما بايديه وبنظراته الغريبة وبكلامه الاغرب
ثبت ايديها فوق راسها ومسكهم بإيد واحدة وبصلها: اهدي واثبتي وما تقاوميش علشان مالهاش فايدة مقاومتك دي بالعكس ممكن تأذيكي...

ثبتت ليلى تماما وكانت زي الجثة وده برضه ما وقفوش بل بالعكس ده خلاه عنيف اكتر معاها وهيا دموعها نازلة بصمت لحد ما هو اخيرا خلص مهمته وقام بعيد عنها وهو داخل الحمام سمعها بتمتم ووقف: دي اول مرة تلمسني بالشكل ده ! ليه كده !
ادهم بصلها حرك حواجبه وملامح وشه بطريقة تعجب: يمكن اكون اتغيرت فعلا ! يمكن اكون بعاقبك مثلا ! او يمكن يا ليلى اكون اكتفيت من تدليلك!

خطي خطويتين ودخل ناحية الحمام بس وقف وبصلها وكمل: او يمكن اكون بعاملك بطريقة تليق لرفضك ليا مرة بعد مرة وإحساسك اني راجل غريب عنك مش جوزك وحبيبك ! انا يا ليلى بطبق افكارك عني مش اكتر ! انتي شيفاني غريب ! انا هكون غريب فعلا وزي ما تجاهلتيني في كل خططك وقرارتك انا كمان هتجاهلك وهعمل اللي في مزاجي واللي يعجب مزاجي فقط بغض النظر ان كان يناسبك او لا ! قومي اجهزي علشان عايز اروح مدرسة العيال معاهم
ليلى بصدمة وتعب: انا تعبانة وعايزة ارتاح النهاردة.

ادهم: وانا مش باخد رأيك يا ليلى .. قدامك نص ساعة تجهزي فيها !
دخل الحمام ورزع الباب وراه ووقف تحت الدش يستغبي كل كلامه وكل قرارته وكل تصرفاته ! ايه اللي عمله ده ! جاي مقرر انه يتمسك بها ويحارب علشانها يقوم يحط الف خطوة وخطوة بينهم ! ليه الغباء ده ومن امتي هو بيتصرف كده ومع مين ! مراته وحبيبته وشريكة حياته !

ليلى عندها حالة ذهول مش قادرة تستوعب ان ده ادهم جوزها حبيبها بس رجعت تلوم نفسها هو من ساعة ما رجع وهو بيحاول يقرب منها وهيا بغباءها بتحط حواجز بينهم بس عمرها ابدا ما تخيلت انه ممكن يعاملها بالاسلوب ده ! ادهم عمره ما كان عنيف كده او عاملها بالجفاء ده حتي في اسوأ فتراتهم مكنش كده برضه ! مكنش بالجمود ده وانعدام المشاعر بالشكل ده ! ادهم ده جديد فعلا عليها ! واكتشفت ان معندهاش ادني فكرة ازاي تتعامل معاه !

ادهم جهز وخرج كانت لسه مكانها مصدومة وهو بصلها وقاوم انه ياخدها في حضنه ويطبطب عليها وطلع بره بسرعة علشان ما يضعفش بس قبل ما يقفل: انجزي واجهزي هسبقك وانتي حصليني
نزل كانوا العيال بيفطروا وهو قعد معاهم وسط هليلة ترحيب منهم وفرح انه صاحي بدري وشاركهم فطارهم وفرحوا اكتر لما قالهم انه رايح معاهم المدرسة ..
الباب خبط وشوقية راحت تفتح ورجعت
ادهم: مين علي الصبح كده !

شوقية بابتسامة: ده حمى حضرتك
ادهم استغرب وبص وراه واتفاجيء بحماه عم محمود وكمان حماته وقام رحب بيهم جدا وفرح وطبعا الاول وقفوا جامدين عنيهم علي وشه ومستغربين شكله
ادهم بضحك: ايه يا عمي مش عاجبك ! ارجعه زي الاول ! دي سهلة علي فكرة
عم محود ضحك وقرب منه ضمه: اوعى يا ابني اوعى ده انت ما شاء الله عليك !
حماته اتدخلت: هتفضلوا تبصوا لبعض كتير اريح انا شوية ولا ايه !

ادهم ضحك وقرب منها سلم عليها لانها اكتر حد كان بيرتاحله وياما هيا وقفت جنبه كتير يمكن هيا السبب بعد ربنا انه اتجوز ليلى وكمل معاها .. كانت ديما هيا السبب .
وبعد ترحيب طويل
عم محمود: امال مراتك فين ! ولا لسه بتدلعها وتخليها نايمة براحتها
ادهم ابتسم: المفروض يا عمي انها كانت هتجهز وتنزل والله ما اعرف اتأخرت ليه !

زياد وقف بحماس: انا هطلع انادي عليها واصحي دادو ونانا
قبل ما ادهم يرد كانت شوقية دخلت: الباص وصل يا عيال !
زياد بصلها: خليه يمشي يا شوشو احنا اجازة النهاردة
ادهم بصله باستغراب: مين قال انكم اجازة !
آية: علشان جدو وتيته هنا يا بابا
ادهم: ماشي يا قلبي بس ده برضه مش سبب انكم تاخدوا اجازه .. يالا علي الباص انتو الاتنين ولما ترجعوا جدوا وتيتة هيكونوا موجودين يالا
وسط اعتراضاتهم الا انهم سمعوا كلام ابوهم وادهم استأذن يشوف مراته اتأخرت ليه !

دخل اوضة نومه كانت فاضية بس صوتها في الحمام فراح ناحيته .. خبطة خفيفة وفتح الباب كانت قدام المراية وفوطة حواليها واثار الاستحمام لسه عليها وده نوعا ما مغري له بس بعد الل قاله واللي عمله صعب حاليا يقرب منها كمان حماه وحماته تحت فنفض الافكار دي عن دماغه واتكلم بجدية نوعا ما: ابوكي وامك تحت !
ليلى بصتله باستغراب: بجد !

ادهم بتريقة: اكيد مش هألف يعني حاجة زي دي !
ليلى بصت قدامها وكملت تنشيف شعرها وقالت بعدم اهتمام: هلبس وانزل
توقعته يمشي بس سند علي الباب وفضل مراقبها وهيا اتضايقت من نظراته فخرجت بره لأوضه اللبس وبدأت تخرج هدوم لها وهو برضه مراقبها ومطبق ايديه علي صدره
ليلى بعصبية: وبعدين هتفضل واقف كده كتير !

ادهم: انا اقف في المكان اللي يعجبني والوقت اللي يعجبني ! ولا سيادتك معترضة
مردتش عليه وكملت تقليب في هدومها
ادهم بتريقة: للدرجة دي مش عاجبك اي هدوم عندك تلبسيها !
ليلى بصتله بنظرات نارية: لا وانت الصادق عايزة حاجة تداري اللي سيادتك عملته في رقبتي ده مش هنزلهم انا بالمنظر ده.

ادهم ضحك وده ضيقها اكتر وقرب منها وحاول يلمس رقبتها بس زقت ايده بعيد فشدها بعنف وثبتها علي صدره من ظهرها بقت هيا قصاد المرايه وهو وراها مثبتها وعنيه علي عنيها في المراية واتكلم بهدوء: جوزك وعمل علامة في رقبتك ايه المشكلة ! وبعدين محدش هيسألك عليها ولا حد هيتكلم
ليلى حاولت تزقه بس هو حيطة مش بيتحرك حتي من مكانه فقالت بعصبية: ايوه محدش هيتكلم ادبا منهم ومراعاة لمشاعري لكن ان حاجة زي كده تكون ظاهرة فدي وقاحة وقلة ادب ! وده انا مش هقبله.

ادهم سابها ورد بهدوء: أول مرك اعرف ان قرب الراجل من مراته وقاحة وقلة ادب !
ليلى بصتله: انا مقولتش كده متحورش كلامي انا اقصد
قاطعها بخروجه: قصدك انا فاهمو كويس وما تقلقيش يا ليلى مش ده الاسلوب اللي هتبعه معاكي ومش انا اللي هفرض نفسي علي واحدة هيا مش عايزاني لا عمري عملتها ولا هعملها دلوقتي .. فارتاحي واي ايشارب هيداري رقبتك يا ستي
قبل ما ترد كان هو خرج وهيا قعدت مكانها وحست انها مجهدة .. مجرد الكلام معاه والتحاور كده مجهد .. انت ليه بقيت بالصعوبة دي يا ادهم ! انا كل حرف بنطقه بتقلبه ضدي وكل تصرف بتفهمه ضدي !

وهيا هتلبس شمت برفانه في الفوطه اللي عليها لما كتفها علي صدره واستغبت نفسها لاقصي درجة .. ما انتي كنتي في حضنه وانتي اللي بعدتيه عنك ! ماهو كان بين ايديكي وانتي بتبعديه ! غبية انتي ! عاملة زي مراهقة غبية بتشتاق للمسة من حبيبها وبتشم برفانه واثاره ! غبية انتي ! ماهو كله ملكك انتي ! رجعيه لحضنك وبطلي غباءك ده ! ده جوزك وحبيبك .. رجعيه يا ليلى...

نزلت واستقبلت ابوها وامها اللي كانوا واحشينها جدا والكل اتجمع علي الفطار مع بعض في قعدة عائلية بسيطة
احمد برخامة: غريبة يا ليلى وسط الحر والجو ده تحطي ايشارب علي رقبتك يعني!
ليلى اتفاجئت بسؤاله ووشها احمر وبصت لجوزها اللي مش مهتم اصلا او ده اللي مبينه
احمد ضحك: اممممم وشك احمر وبتبصي لجوزك
سهر خبطته: بطل رخامة.

احمد بهزار: سوري .. ده شيء في دمي
سهر: طيب اسكت بقى
احمد سكت لحظات وبص لأدهم: مش عارف ليه ما تخيلتكش يا ادهم من النوع ده
ادهم بياكل وبدون ما يرفع وشه: اي نوع !
حنان اتدخلت: احمد سيب اخوك ومراته في حالهم
احمد بص لامه: وانا عملت ايه ! وبعدين بتكلم عادي ومحدش بينا غريب دول ابو ليلى و والدتها يعني مفيش حد غريب .. وعلي العموم طالما مضايقكم اسكت
ادهم بصله وسأله بهدوء: لا اتكلم ! اي نوع تقصد ؟

احمد ابتسم بخبث: النوع الشقي .. مش اي حد عنده الجرأة انه يعمل علامة في رقبة مراته وخصوصا لو مش في بيت لوحده .. شكلك هادي كده مالكش في الجو ده والشقاوة دي
ادهم ابتسم ورجع لوري في كرسيه: ما اعرفش يا احمد انت واخد الفكرة دي عني منين اني حد هادي وكيوت ؟
احمد: انا مقولتش كيوت
ادهم اتعدل: بلاش كيوت .. حد محترم حلو كده اللفظ ده !

احمد هز دماغه وادهم كمل كلامه بلهجة غريبة عن الكل وبطريقة اول مرة يتكلم بيها
ادهم بجدية: اللي ما تعرفوش عني يا احمد اني عشت حياتي كمسخ .. عارف يعني ايه مسخ ( ابوه حاول يعترض بس ادهم شاور بايده منعه يتكلم وهو كمل كلامه ) كنت مشوه والناس كانت بتفترض اني وحش وانا طبقت الصورة دي وكنت بالفعل وحش يا احمد وفي شغلي كانت كل مهماتي هيا الخاصة بالقتل فقط ..

بيبعتوني في المهمات اللي عايزين يصفوا فيها حد لاني ما بسبش حد يطلع من تحت ايدي عايش .. بقتل بدون تفاهم وبقتل قتل بارد عديم الرحمة وبدون حتي ما ارمش القتل بالنسبالي يا احمد بنفس سهولة تقطيعك لاكلك قدامك بالشوكه والسكينة فأنا معنديش ادني فكرة انت جبت منين صورة الحمل الوديع دي اللي انت رسمهالي .. فخلي بالك واحترس علشان تحت الصورة دي في اسد وللاسف الاسد ده مسعور.

رجع في كرسيه وسكت وسط حالة من الصمت غريبة وكأن الكل بيحاول يستوعب اللي هو قاله.. حماه افتكر لما العصابة كانت في بلدهم ولما حاولوا يغتصبوا بنته وهو اتدخل وافتكر ازاي قتل الكل ومهما اتكاتروا عليه الا انه كان فعلا آلة للقتل وبس وبالرغم من ضربه واصاباته الا انه فعلا كان اسد مسعور محدش قادر عليه ومهديش غير بعد ما خلص عليهم كلهم ساعتها بس سمح لنفسه يغمى عليه..

حسين بص لادهم كتير ومش عارف ينطق وحاسس بالخنقة لان ابنه فعلا كان حمل وديع وهو كان بيحطم فيه واحدة واحدة
حسين بزعل: انا كنت السبب انا اللي
قاطعه ادهم: كفاية لوم في نفسك انا مش بلومك انا بس بوضح لاحمد علشان تكون الصورة كاملة قدامه مش اكتر .. انا الماضي بالنسبالي انتهي بكل ما فيه واحنا عايشين النهاردة فخلينا في النهاردة .. ودلوقتي هضطر اسيبكم لاني ورايا مشوار مهم .. عمي طبعا البيت بيتك مش محتاج اوصيك.

عم محمود: اكيد يا ابني .. حمدالله علي سلامتك مرة تانية
ادهم انسحب ومراته قامت وراه بسرعة وقفته وبصلها: انت رايح المدرسة ولا هتأجلها لبكرة !
ادهم: هروح
ليلى: اجي معاك !
ادهم: خليكي مع ابوكي وامك انا هروح عادي يعني
ليلى بقلق: هتعمل ايه وليه عايز تروح اصلا !

ادهم باستغراب: انا حر يا ليلى ! انتي غريبة قوي علي فكرة بعد اذنك
سابها وراح المدرسة لعياله وطبعا استقبال المدرسة له كان الرائع واستغرب هو الاستقبال ده بس انتهي الاستغراب بعد ما عرف ان ابوه يعتبر من الممولين الاوائل للمدرسة وبيشارك بتبرعات ضخمة وحس بخنقة زيادة عن اللزوم .. هو في مكان مش مكانه والمدرسة دي مش قادر يتقبلها لعياله .. الاعتبارات والطبقية فيها عالية جدا وحس ان عياله هيخسروا فيها مش هيتعلموا وخصوصا بعد ماشاف زمايلهم في المدرسة وطريقة لعبهم..

محسش انهم اطفال وفيهم براءة الاطفال لا دي عيال كل واحد بيتفاخر باللي بيمتلكه وبمدي غنى ابوه .. مدرسة تشبه كتير جدا المدرسة اللي هو كان فيها وهو صغير .. كل واحد قيمته بتحدد بمستوي غنى ابوه ومدى املاكه..
قام مشي ولقي نفسه قدام مدرسة العيال القديمة واستغرب هو جاي هنا ليه ! وفي توقيت خروج العيال ليه ! عياله مش هنا واقف ليه ! وعرف واقف ليه اول ما لمحها خارجة من البوابة ورايحة ناحية عربيتها فخرج بسرعة يقابلها قبل ما تتحرك..

نادى عليها واستغربت صوته او ما صدقتش انها سامعة صوته والتفت بسرعة وابتسمت ابتسامة طويلة عريضة اول ما لمحته قدامها: ادهم ازيك ! ايه المفاجأه الجميلة دي
ابتسم ادهم: داليا ازيك ! اخبارك ايه !
سلموا علي بعض وبعد شوية
ادهم: اكيد مستغربة وجودي هنا ؟

داليا: لا طبعا .. ده انا بالعكس كنت زعلانة انك ما سألتش حتي ليلى كمان ما اتصلتش بيا وقولت خلاص بقى مش هفرض نفسي عليهم هنا اتنقلوا حياة تانية و انا مش من حقي
قاطعها ادهم: بس بس ايه ده كله ! اولا ليلى ما اتلصتش لاني مقولتلهاش اصلا اني قابلتك !
داليا ابتسمت جواها طالما خبى عن مراته يبقى في حاجة جواه ! او طمنت نفسها بالتفكير ده !
داليا: وثانيا !

ادهم: ثانيا بقى يا ستي انتي مش فارضة نفسك ابدا وما ينفعش تقولي كده مفهوم !
داليا بهزار: علم وينفذ .. في ثالثا بقى ولا نكتفي بهذا القدر ؟
ادهم بابتسامه: لا في لسه مش هنكتفي !
داليا: طيب قول ثالثا
ادهم: هقول بس هنفضل واقفين في الشمس دي ؟ صراحة الجو حر اوفر يعني
داليا ابتسمت: طيب ايه ! شوف يناسبك ايه !
ادهم: عربيتي ولا عربيتك !
داليا: براحتك يعني !

ادهم: طيب تعالي عربيتي مش هأخرك
داليا كان نفسها تقوله يأخرها براحته وعلي مزاجه بس طبعا مقدرتش تقول حاجة زي كده فهزت دماغها وسكتت
ركبت جنبه بهدوء وهو استقر مكانه وبصلها: عندك مكان معين تحبي نروحه ولا ايه !
داليا: اللي يناسبك يا ادهم عادي يعني
اخدها ادهم علي كافية قريب وشيك وبسيط وقعدوا واستقروا
ادهم: تشربي ايه ولا اكيد جعانة !

داليا استغربت وبصتله: طيب مش تفهمني الاول !
ادهم: حاضر هفهمك !
قبل ما يتكلم قاطعهم الجرسون فأدهم بصلها باستفسار والجرسون عطاهم المنيو
ادهم: ادينا دقيقة
انسحب الجرسون وادهم بصلها: شوفي هتطلبي ايه !
داليا بذهول: احنا هنتغدي مع بعض يعني !

ادهم ببساطة: لو عندك مانع نطلب عصير او اي حاجة واقولك عايز ايه علي السريع
داليا تراجعت لان دي فرصتها: لا طبعا عادي نطلب اصلا انا واقعة من الجوع
قلبت وطلبت وهو كمان طلب والجرسون انسحب تاني يجيب طلباتهم
ادهم: شوفي بقى يا ستي
داليا قلدته وحطت ايديها زيه علي التربيزه وبنفس اسلوبه: قول يا سيدي
ادهم ابتسم وكمل: عايز ارجع العيال مدرستهم !
داليا استغربت: ترجعهم ! ازاي !

ادهم: ازاي دي عندك انتي مش عندي انا
داليا: ادهم الامتحانات بتاعت نص السنة عدت وهما ورقهم خلاص اتسحب اصلا هما اتنقلوا بالعافية لان اتنقلوا قبل الامتحانات بالعافية فعلشان ترجعهم تاني صعب وبعدين هترجعهم ازاي اصلا ! طيب هيمتحنوا ازاي ! أصلا تفاصيل كتيرة صعب تتخطاها
ادهم هز دماغه: ماليش فيه كل ده ! خطوة نقلهم كانت غلط وعايز اصلحها
داليا: السنه الجديدة بقى ان شاء الله.

ادهم رفض: لا مش عايز اسيبهم هناك ! مش عايز يا داليا
داليا: ادهم الموضوع صعب جدا ان مكنش مستحيل وبعدين اداره المدرسة لا يمكن تقبل ولو قبلوا صعب عيالك يلموا كل اللي فاتهم
ادهم: مفيش حاجة مستحيلة يا داليا وحته انهم يلموا اللي فاتهم فدي هتكون مسؤليتك انتي هخطفك انا يوميا بعد المدرسة تفضلي معاهم وتلميلهم اللي فات
داليا ضحكت وتخيلت نفسها فعلا ادهم بيخطفها بس مش علشان العيال .. فكرة ظريفة يا داليا ..ياه لو اتخطف منه !
ادهم: وصلتي لفين !

داليا بصتله: تخيلتك بتخطفني
ضحكوا الاتنين والاكل وصل واتغدوا مع بعض
ادهم: هاه قولتي ايه !
داليا: هو انا اللي اقول يا ادهم ! ان كان عليا مكنتش هوافق اصلا العيال يبعدوا لكن رجوعهم ده يرجع للاداره فتعاملك معاهم انا مش عارفة انت متوقع مني انا ايه!

ادهم بصلها كتير وسكت وبعد شوية: انا اقدر يا داليا ارجع العيال مدرستهم عن طريق معارفي
داليا قربت علي التربيزه باهتمام: وانا عارفة حاجة زي دي وده يحطنا قدام سؤال مهم جدا
ادهم بترقب: اللي هو !
داليا: انت جاي ليا انا ليه ! انت تعرف ترجع عيالك بدوني فليه بقى !
ادهم اتنهد وبصلها كتير: تذاكريلهم الي فاتهم
داليا باصرار: ده مش سبب كفاية كان ممكن ليلى تكلمني
ادهم: ليلى ما تعرفش اصلا اني بفكر انقلهم ..

داليا باهتمام: يعني ايه ! وهتنقلهم بدون ما تعرف ! انت ناوي علي ايه يا ادهم !
ادهم رجع لوري في كرسيه بتعب: اووووف والله ما عارف يا داليا .. بتسأليني جيتلك ليه اقولك يمكن لاني محتاج لحد اتكلم معاه ! يمكن لاني متلخبط ومش عارف افكر ! في الف يمكن قدامي اختاري ما بينهم اي يمكن وحطيها قدامك سبب
داليا باهتمام هو لامسو: ادهم انت مش محتاج لسبب علشان تتكلم معايا
ادهم ابتسم: يبقى لو اخدت الخطوة دي هتقفي انتي جنب العيال !

داليا هزت دماغها موافقة: خلينا بقى نتكلم في المهم
ادهم: وايه هو المهم !
داليا: انت طبعا يا ادهم
ادهم بصلها باهتمام وابتسامتها بتشجعه اكتر واكتر انه يتكلم معاها ويفضفض
أدهم: انا !
داليا: أيوه انت .. انت محتاج تفضفض وانا هسمعك .. ليلى عاملة معاك ايه وليه بعدت عنك بالشكل ده ومن امتي هيا مش بتسمعك !
اسئلة كتيرة هو نفسه يسألهم لمراته قاطع تفكيره موبيله اللي بيرن بإزعاج طلعه وبصله وكانت هيا اللي بيفكر فيها ..
داليا باهتمام: هترد !

ادهم بصلها وبص للفون وقفل الصوت وابتسم: لا مش هرد
رجع الموبيل جيبه وكمل كلامه مع داليا وساب مراته ترن وترن وترن ...


look/images/icons/i1.gif رواية المشوه
  02-12-2021 02:49 صباحاً   [39]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية المشوه الجزء الثالث للكاتبة الشيماء محمد الفصل الخامس

أدهم ساب موبيله يرن وهو فضل مع داليا يتكلم ويفضفض معاها بكل اللي خانقه وهي بتسمعه بكل اهتمام، اهتمام هو افتقده في مراته، اهتمام هو اتعود عليه من مراته، اهتمام هو في أمس الحاجة له ..
أخيرا قام وصلها وركن عربيته قدام بيتها منتظرها تنزل
داليا: أتمنى يا أدهم اكون قدرت أخفف عنك ولو بجزء بسيط جدا !

أدهم ابتسم وبصلها: بجزء كبير يا داليا مش بسيط، أتمنى ما أكونش انا ازعجتك او تخطيت اي حدود معاكي !
داليا بصتله: حدود ! حدود ايه يا أدهم ! انت عارف مكانتك ايه بالنسبالي وعيالك مهمين قد ايه وبحبهم قد إيه فأرجوك ما تتكلمش عن أي حدود بينا .
أدهم: ولأني متأكد فعلا من حبك ليهم ده اللي خلاني أآمنك عليهم وعلى مستقبلهم
داليا: عايزة اشوفهم يا أدهم، أرجوك !

أدهم: أكيد طبعا هتشوفيهم، هبلغ ليلى تكلمك النهاردة وتحددوا معاد تتقابلوا فيه مع بعض
داليا ابتسمت: اتفقنا .. يالا باي بقى علشان ما اعطلكش !
أدهم: لا ابدا مفيش تعطيل أبدا .. يالا أشوفك بعدين !
نزلت أسعد انسانة في الدنيا وهيا مليانة بإحساس منعش وجميل إن أدهم ممكن يكون لها في يوم من الأيام وحبه الكبير ده ممكن يكون ملكها هيا ..
طلعت مبسوطة جدا وبتغني ومامتها قابلتها
واسمها فريدة: مبسوطة قوي كده خير ! ومين اللي كنتي نازلة من عربيته !

داليا بصتلها بفرحة: ده أدهم فكراه يا ماما
فريدة: أدهم مين !
داليا: المقدم أدهم نسيتيه ولا ايه ! ابو زياد وآية
فريدة كشرت باستغراب: المشوه ده !
داليا ابتسمت: أيوه هو بعينه
فريدة باستغراب: عربيتك جرالها حاجة ولا ايه ! انتي قولتي عليه انه راجل ذوق جدا
داليا: جدا جدا .. عربيتي مجرلهاش حاجة ده هو كان عازمني على الغدا
امها بعدم فهم: عازمك ! ليه ! وبتاع ايه يعزمك ! ولا تقصدي هو ومراته وعياله !

داليا: مراته وعياله ايه بس ! هو لوحده
فريدة بعدم فهم تام: طيب وهو يعزمك ليه ! وبعدين ده اللي مرجعك مبسوطة قوي كده ! ان حتة راجل مشوه عزمك !
داليا باعتراض: اولا أدهم ده شخصية جميلة جدا جدا وانسان محترم فوق ما تتخيلي وله وضعه ومكانته والأهم من كل ده انه مش مشوه خلاص
فريدة: يعني ايه مش مشوه ! مش فاهمة منك حاجة خالص.

داليا: انا افهمك هو سافر وعالج جروحه كلها اللي في وشه وبقى ولا نجوم السينما عارفة بقى احلى من توم كروز اللي انتي بتحبيه ده
فريدة بصدمة: وعلشان عمل تجميل اول حاجة يعملها يخون مراته ! اللي تقبلته في اسوأ ظروفه ! هو ده الراجل المحترم ! ده قليل الأصل
داليا باحتجاج: لا طبعا انتي مش فاهمة حاجة .. ادهم عمره ما كان قليل الأصل ابدا ولا عمره هيكون.

بدئت تحكي لأمها كل حاجة حصلت وأمها سمعتها بصمت تام لحد ما خلصت
داليا: عرفتي بقى يا ماما انه مش قليل الأصل ولا خاين !
فريدة: مش قليل الاصل امممم ! وبيحب مراته ان مكنش بيعشقها على قولك امال انتي فرحانة ليه انه عزمك على الغدا ! مش فاهمة دي انا ! ايه اللي مرجعك مبسوطة قوي كده ! وليه !

داليا: لانه انا هكون الصدر الحنين يا ماما، انا هوريه انه ممكن يكون مبسوط مع غيرها وانها مش الوحيدة في الكون ده اللي ممكن تسعده
فريدة: امممممم
داليا: ايه اممممم اللي كل شوية تقوليها دي ! انا هخليه يحبني وهتشوفي
فريدة: طيب خليه يحبك، واخربي بيته ويتمي عياله وابوهم عايش وهدي بيت مليان حب ومبروك عليكي لقب خطافة الرجالة وخرابة البيوت
داليا وقفت: ايه اللي بتقوليه ده ! انا مش ههد بيته هيا مراته بتهده بنفسها.

فريدة: انتي بتصطادي في المية العكرة يا دولي، واحد في مشاكل بينه وبين مراته وانتي داخلة تخربيها خالص وتاخدي الراجل لنفسك يبقى ده تسميه ايه !
داليا بغضب: محسساني اني هدخل بيته وامسكه من ايده واشده وهو عيل صغير هيمشي معايا علشان اخطفه . ده ضابط وله ووضعه وله وزنه مش عيل صغير هيمشي ورى كلمة مني !

فريدة وقفت: ومين قالك ان الراجل ما بيكونش في أوقات زي العيل الصغير ! هاه
داليا: بقولك ايه ! مراته مش متقبلاه بعد ما عمل العملية علشانها ومش حباه وهو وسيم، حبته مشوه ومستغنية عنه دلوقتي فما تجيش تلوميني انا انها كرهته او مش طيقاه كده
فريدة: ومين قالك انها كرهته ! ما يمكن دي فترة مؤقتة مستغربة فيها جوزها وشوية وكل الأمور تتصلح وانتي تاخدي استمارة ٦ ويقولك شكرا لخدماتك تعبتك معايا !

داليا: مش هيحصل
فريدة: انتي هتمنعيه ! انتي مين وعملتي في بنتي العاقلة ايه !
داليا: لمجرد اني ما اعملش حاجة على هواكي تقوليلي انتي مين ! انا عارفة انا بعمل ايه ! بعد اذنك
سابت والدتها ودخلت أوضتها رافضة تفكر في كلام امها ورافضة تسمع للمنطق وللعقل
طلعت موبيلها ورنت علي أدهم بغيظ
أدهم: ايوه يا داليا خير !

داليا: لا خير بس قولت اطمن عليك وصلت ولا لسه في الطريق !
ادهم ابتسم: داخل اهو علي الفيلا ! دعواتك بقى علشان انا على اخري
داليا: ربنا يسعدك يارب .. انا مش هرن عليك انت لما تكون فاضي او عايز تكلمني رن انت عليا !
ادهم: اوك اتفقنا يالا باي
ادهم دخل الڤيلا وعياله جريوا عليه اول ما شافوه وسلم على الكل وقعد وسطهم ونظرات مراته كلها غضب ولوم وهو متجاهلها
حنان: حبيبي هخلي شوقية تجهزلك الغدا بسرعة ؟

أدهم: لا يا ست الكل انا اكلت بره .. كنت في شغلانة كده وجعت فأكلت وبعدين عارف انكم مش هتتأخروا كل ده ! اعذرني يا عمي بقى
عم محمود: عذرك معاك يا ابني براحتك ! وقتك مش ملكك وده انا عارفو كويس ..
بعد كلام كتير ورغي كتير آية راحت جنب أبوها وعطته ورقة
أدهم: ايه دي يا قلبي !
آية: دي ورقة الحفلة يا بابي ..

أدهم اخد الورقة وبصلها وبعدها عطاها لبنته: أديها لمامتك مش ليا أنا يا قلبي .. عمي بعد اذنك هطلع بس اغير هدومي
عم محمود وقف: طبعا يا ابني اتفضل وانا استأذنكم اريح شوية
وانسحب الكل لأوضته وليلى أخدت الورقة من بنتها وطلعت ورى جوزها وقفلت وراها الباب: ليه قولت لآية تديني الورقة !
أدهم بعدم اهتمام بيقلع قميصه وبدون ما يبصلها: أمور المدرسة دي تخصك انتي وجدهم مش انا ..
ليلى: يعني ايه بقى !

ادهم بصلها للحظة: ملهاش معاني كتير اعتقد .. عايزين الفين جنيه علشان حفلة غير طلبات كتير قوي مهتمش اقراها فإنتي ادفعيها او روحي اطلبيها من حماكي عادي يعني ! ماهو بيصرف عليكي هنا وانتي اتعودتي تاخدي منه فعايزة مني انا ايه !
ليلى: ايه اللي بتقوله ده ! وليه كل ده يا ادهم ! انتي هتتنازل عن عيالك ولا ايه ! انت ابوهم وانت مسؤول عنهم وكل اللي بتقوله ده مش صحيح
أدهم: اوك خلاص .. مش هوديها الحفلة دي .. خلاص ! ولا هوديهم المدرسة دي.

ليلى بصدمة: انت بتقول ايه ! انت هتضيع عليهم السنة يا ادهم ! طيب ليه ! خليهم يكملوا سنتهم دي الاول وبعدها وديهم مكان ما تحب
ادهم داخل الحمام وبصلها من فوق كتفه وهو داخل: مش قولتلك ماليش علاقة وانتي المسؤولة انتي وجدهم ! عايزة توديها الحفلة انتي حرة، براحتك، اللي يناسبك اعمليه، خرجيني انا بس بره حساباتك.

دخل وقفل الباب برزعة وراه وهيا فضلت مكانها مش عارفة تعمل ايه .. موبيلها رن وكانت مدرسة العيال بتسألها عن آية هتعمل ايه في الحفلة وبتبلغها بمتطلبات الحفلة وهيا بتتكلم موبيلها فصل شحن فراحت لادهم وخبطت عليه: أدهم ينفع اعمل مكالمة مهمة من موبيلك موبيلي فصل شحن وانا بتكلم
ادهم من جوه: براحتك، الموبيل عندك.

ليلى طلعت موبيله وفتحته، الباسورد زي ما هو مغيرهوش، تاريخ ميلادها، فتحت المكالمات ولفت انتباهها اخر مكالمة متسجلة باسم داليا واستغربت مين دي اللي كلمت جوزها ! معقولة داليا مدرسة العيال ! طيب ليه تكلمه ! دي عمرها ما كلمته قبل كده وبعدين جابت رقم أدهم منين ! عمرها ما عطت رقم جوزها لأي مُدرسة قبل كده ! استغربت وبعدها افتكرت المُدرسة اللي كانت بتكلمها فطلبتها وكلمتها وادهم خرج بفوطة حوالين رقبته بينشف شعره وهيا بتتكلم وعنيها متبعاه وهو ملاحظ ده كويس لحد ما قفلت وبصتله بدون ما تتكلم
ادهم من المراية: عايزة ايه ! بتبصيلي كده ليه !

ليلى بفضول: مين داليا اللي اسمها متسجل اخر رقم رن عليك دي !
ادهم بصلها للحظات وبهدوء: يفرق معاكي !
ليلى وقفت بغضب وزعقت: أكيد يفرق معايا طبعا
ادهم لف وشه لها وراح قدامها وبهدوءه الصارم: ما تعليش صوتك بالمنظر ده تاني هنا فاهمة ولا مش فاهمة !
ليلى بغيظ: مين دي !

ادهم بلا مبالاة: داليا مُدرسة العيال صاحبتك .. انتي عارفاها
ليلى باستغراب: ودي كلمتك ليه ! وجابت رقمك منين !
أدهم: ده بقى موضوع طويل أقولهولك لو جالي مزاج بعد ما أريح ساعتين .. بعد اذنك
أدهم رقد علي السرير علشان ينام وهيا بغيظ شدت المخدة بعيد: انت تقولي الأول وبعدها ابقى نام
أدهم شد المخدة من إيدها: لو عملتي الحركة دي تاني هسيبلك البيت كله وأروح أنام في شقتي أنا على أخري يا ليلى وصراحة بتلكك اني امشي من هنا فبلاش، أنام ساعتين وبعدها نتكلم.

غمض عنيه وهيا هتتخانق بس هيا عارفة انها لو نطقت هيقوم فعلا ويسيب البيت ويروح شقته فتراجعت واستسلمت بس النار جواها بتزيد وبتشعلل
أدهم دقيقة ورفع المخدة من على وشه وبص لمراته: صح إبقي اتصلي بيها حددي معاها معاد علشان تشوف العيال لأنهم واحشينها قوي
ليلى بغضب وتريقة: نعم ! واحشينها ! وده من ايه ده ! ومن إمتي ! مع نفسها
أدهم بصلها: إيه مع نفسها دي ! بقولك كلميها وحددي معاها معاد تقابليها اعتقد كلامي واضح !
ليلى باصرار: وأعتقد أنا كمان كلامي واضح ! مع نفسها ! قال أكلمها قال ما انشاله معنها شافت العيال أنا مالي أنا !

أدهم بدأ يتنرفز منها: بقولك كلميها يا ليلى
ليلى: وأنا مش عايزة أكلمها ! ومش هقابلها أعتقد دي حريتي الشخصية مش هتجبرني أكلم واحدة مش عايزة أكلمها
ليلى مع صمت أدهم حست إنها انتصرت وبكده هتبعد داليا عنها ونسيت ان العند يولد الكفر .. وده اللي حصل
أدهم بهدوء مد إيده وأخد موبيله من جنبها
أدهم: طبعا مش هجبرك دي حريتك الشخصية أكيد
فتح الموبيل ورن على رقمها وليلى حاولت تشد الموبيل منه بس معرفتش
ليلى: انت هتعمل ايه !

أدهم تجاهلها واتكلم: أيوه يا داليا ازيك بقولك شوفي يناسبك امتى وفين وهقابلك بالعيال دول فرحانين جدا إنهم هيشوفوكي
ليلى جنبه استغبت نفسها جدا وعرفت ان تصرفها كان غلط جدا واهو جوزها هيروح من غيرها بعيالها .. كل حاجة بتمشي ضدها وبتجيب نتيجة عكسية ليه كده !
أدهم: النهاردة اه ماشي ينفع تمام الساعة ٧ كويس جدا ... شوفي يناسبك فين ! ... اه اه عارف الكافية ده ! اوك تمام اتفقنا ... ليلى !
بص لمراته وهيا فهمت انها بتسأل عليها ودي فرصتها فشدت الموبيل من إيد أدهم واتكلمت هيا ورسمت ابتسامة سريعة على وشها: ازيك يا دولي أخبارك ايه يا قمر وحشتيني كتير ..

وبدئت تتكلم وقامت من جنب أدهم اللي ابتسم وعرف ازاي يمشي كلامه بمنتهى الهدوء وابتسم جواه من غيرة مراته واستغرب ازاي غيرتها فرحته كده ! ورجع يكمل نومه باسترخاء ..
ليلى خلصت المكالمة ورجعت تستعد لخناقة مع جوزها على اسلوبه ده بس لقته غرقان في النوم فقعدت جنبه بهدوء مستغربة ومتلخبطة وحاسة انها قدام شخص جديد ! شخص مش قادرة تفهمه .. يمكن لو من أول ما رجع كانت عاملته عادي كان فعلا بقى عادي معاها لكن هيا اتعاملت بحساسية وده عمل صدع بينهم كبير والمفروض دلوقتي ترمم الصدع ده قبل ما يكبر ويهد بيتها كله .. لازم تصلح الوضع ده وفي أسرع وقت ..

قامت وقعدت مع أمها زي عوايدها وبتشتكيلها اللي بيحصل من جوزها
أمها: إنتي رجعتي لغبائك تاني يا ليلى ! ما انتي كنتي عقلتي وربنا هداكم على بعض
ليلى: ماهو انا مش عارفة اعمله ايه !

أمها: تعملي ايه ! طبعا تاخديه في حضنك وتحسسيه بحبك وان مفيش حاجة اتغيرت .. المفروض انك بتحبيه في كل وقت وفي أي وضع ليه الحساسية بينكم ! ليه عملتي حاجز بينكم بالشكل ده ! ودلوقتي هتسيبه لغيرك ياخده على الجاهز كده ! بعد كل ده وكل اللي اتحملتوه مع بعض وكل المشاكل والمصايب اللي مريتوا بيها تيجي في لحظة تهدي بيتك وتستغني عن جوزك ! بعد كل ده يا ليلى ! ده الواد بقى حتة قمر تسيبه ! رضيتي بيه وهو مشوه ولما اتعالج هتبعدي ! وتديه لغيرك !

ليلى وقفت بغيظ من أمها وكلامها وزعقت: أنا مش عايزة أسيبه
أمها بتريقة: أمال لو عايزة كنتي عملتي ايه ! هاه !
ليلى قعدت ومسكت ايد أمها: طيب قوليلي أعمل إيه مع داليا دي ! حاسة إنها مهتمة بأدهم ! مجرد إحساس بس مجنني
أمها: مش يمكن تكون مجرد مُدرسة العيال وبس وإنتي مأفورة الموضوع !
ليلى: وممكن تكون حاجة في بدايتها وأنا أسيبها تكبر وتخرب بيتي !

أمها: يبقى ترجعي جوزك لحضنك وساعتها مش هتشيلي هم أي واحدة وكل واحدة تتكلم معاه .. صلحي جوه قبل ما تبصي للي بره ! صلحي الغلط اللي عندك علشان جوزك يفضل في عشه وما يدورش على غيره .. ومش انا اللي هقولك إزاي ترجعي أدهم لحضنك مش أنا يا ليلى ...
أخر النهار أدهم بلغ عياله إنهم هيقابلوا مس داليا وهما فرحوا جدا بيها وإنهم هيخرجوا مع أبوهم وطلب من شوقية تساعدهم في تجهيزهم وهو دخل يلبس ودخل لقى مراته بتلبس وتجهز.

أدهم بتريقة: سيادتك خارجة ولا إيه !
ليلى بصتله من المراية: مش ورانا معاد مع مُدرسة العيال ولا إيه !
أدهم بتريقة: هو أنتي مش قولتي مش هتروحي ومحدش يجبرك ودي حريتك الشخصية
ليلى بتريقة كمان: غيرت رأيي، عند سيادتك مانع !
أدهم بلا مبالاة: إنتي حرة
ودخل يلبس هدومه وخرج لابس تيشرت وجينز وشكله وسيم لدرجة نرفزت ليلى جدا.

الوسامة دي خطر جدا ... وبعدين من إمتي هو بيلبس الاستايل الشبابي قوي ده ! وليه بيلفت الأنظار كلها له بالشكل ده ! هو مش متخيل قد إيه هو وسيم بالتيشرت والجينز دول ! مش متخيل هو صغر قد ايه فيهم ! مش متخيل هو عمل ايه في مراته فما بالك في الناس بره هيكون رد فعلهم ايه ! وبعدين كل ده ليه ! علشان هيقابل داليا معقولة ! سؤال معندهاش الجرأة انها تفكر في إجابته أصلا...

نزل والكل انبهر بيه أول ما شافوه وأبوه ابتسم وفرح انه قدر يرجع لابنه وسامته اللي سبق وضيعها منه ..
آيه اول واحدة تعلق: واااو يا بابي انت أمور قوي
أدهم ابتسم: مفيش راجل بيتقال عليه أمور دي يا آية بس علي العموم مرسي يا قمر
زياد اتدخل: بيتقال وسيم صح
أدهم ابتسم: أيوه صح
حنان: بسم الله ما شاء الله عليك .. عيني عليك باردة حبيبي.

أم ليلى قلقت لأنها عارفة هو رايح فين هل يا ترى أدهم فعلا ممكن يبص لواحدة تانية غير بنتها ! هل هو مهتم بلبسه وبمنظره فعلا علشانها ولا هو وسيم في أي حاجة هيلبسها ! احتارت هيا كمان وأدهم لاحظ توهانها فكلمها: ايه يا حماتي وصلتي لفين كده !
ابتسمت: لا يا حبيبي سلامتك .. هيا ليلى مش خارجة معاك ولا ايه !
أدهم: المفروض اه بس مش عارف هيا اتأخرت ليه كده !

نزلت ليلى هيا كمان لابسه بدلة شيك جدا و شعرها مفكوك وعملاه كيرلي بطريقة لذيذة جدا وحاطة ميك اب ومزودة مكياج عنيها وشكلها مختلف تماما وباين قوي انها مهتمة بنفسها أوفر جدا
حسين: لا كده دي مش مجرد خروجة عادية بقى ! طيب ما تسيبو العيال وتخرجوا انتو الاثنين بس
زياد وآيه مع بعض: لا طبعا
أدهم ضحك: ما تقلقوش مش هنسيبكم .. ( بص لأبوه ) مش هينفع بس إحنا عادي جدا انت بس بيتهيألك علشان ما شوفتناش من فترة واحنا خارجين ( بص للكل ) يالا !
ليلى: يالا.

أحمد دخل قبل ما يخرجوا وما انتبهش ان دي ليلى مرات أخوه ويدوب هيعلق أخد باله انها هيا فضحك: انا لسه هقول عندنا ضيوف وبعدها اخدت بالي انه انتي ! إيه رايحين فين على كده !
قبل ما حد يرد عليه كمل هو: ايه ده معاكو العيال ! ايه الخروجة القافلة دي ! أمال متشيكين كده ليه وانتي عاملة اللوك ده كله ليه !
ليلى باستغراب: على فكرة احنا شكلنا عادي جدا.

أحمد بصراحته المعتادة: نعم ! شكلك العادي اللي هو ازاي يعني ! ده انتي من يوم ما دخلتي البيت ده دي اول مره أشوفك حاطة ميكب لعنيكي بالمنظر ده ! وتقوليلي العادي
ليلى كشرت وأدهم ابتسم لأنه فاهم تفكير ليلى وتصرفها ومعلقش اما سهر اتدخلت وسحبت جوزها بهزار: ما تخليك في حالك البنية خارجة مع جوزها خليها براحتها
أحمد حط ايده حوالين كتف مراته: هو أنا قولت حاجة ! بس ما تقوليش عادي
سهر: دي أول مرة يخرجوا من ساعة ما رجع من السفر وبعدين من كام شهر وهما بعيد عن بعض لازم تكون خروجتهم مميزة.

أدهم: الله على الناس اللي بتفهم دي ! والله انتي يا سهر خسارة في الواد ده
أحمد بغضب مصطنع: ما تخليك في حالك
أدهم مسك ايد مراته وبص لعياله: هخليني يالا سلام
خرج وهيا استغربت مسكة ايده وفرحت بيها وحست إنها مراهقة أول مرة حد يمسك أيدها لحد ما وصلوا العربية ساب ايدها علشان يركب عياله ويربطلهم حزام الأمان وفتح الباب لها: اتفضلي.

ركبت وهو انتظر لحد ما قعدت واستقرت وقفل الباب وركب مكانه واتحرك وحالة صمت بيقطعها رغي العيال مع بعض ..
كل واحد منتظر الثاني يتكلم بس الصمت طال جدا بينهم ..
ليلى اخيرا استجمعت شجاعتها وقطعت الصمت ده: مقولتليش !
أدهم بصلها: مقولتلكيش ايه !
ليلى: ليه اتصلت ! وازاي جابت رقمك أصلا ! ولا لسه مالكش مزاج تقولي !
أدهم: ببساطة يا ليلى انا اللي عطيتها الرقم لما شوفتها
ليلى باستغراب: وانت شوفتها فين وليه !

أدهم اخد نفس طويل لما افتكر احساسه لما مالقاش عياله وبص لمراته: روحت مدرستهم القديمة علشان أجيبهم واتجننت لما البواب قالي ان عيالي مفيش ومجوش أصلا وأنا منزلهم بنفسي الصبح ومخي جاب ألف فكرة وفكرة مش من ضمنهم أبدا إن سيادتك نقلتيهم أصلا من المدرسة كلها ..
ليلى اتضايقت من نفسها وغباءها وازاي فعلا معرفتش جوزها انها نقلت العيال وازاي أصلا تنقلهم من غير ما تعرفوا ..
ليلى كملت بهدوء: وهناك قابلتها !

أدهم: فعلا .. هيا فهمتني ان العيال اتنقلوا وقالت انهم وحشوها وطلبت تشوفهم واخدت رقمها علشان أخليكي تتواصلي معاها
ليلى سكتت شوية وبعدها كشرت وبصت لجوزها وكأنها استوعبت حاجة مهمة: الكلام ده من يومين ليه اتصلت بيك النهاردة !
أدهم ابتسم: لاني شوفتها النهاردة
ليلى باستغراب: شوفتها ! ليه !

أدهم: هيا ليه دي راشقة في كل سؤال عندك !
ليلى بقلق: ليه يا أدهم شوفتها !
أدهم بصلها بنظرة عابرة: لو قولتلك إني برتاح لما اتكلم معاها هتقولي ايه يا ليلى !
ليلى جملته كانت صدمة بالنسبالها ومعرفتش ترد او تقول ايه !
أدهم بعد فترة: ما ردتيش عليا ..
ليلى بهم: عايزني أقول إيه !

أدهم: تقوليلي ... ( سكت مرة واحدة وقطع كلامه وبعدها كمل ) ما تقوليش
كان نفسه يقولها .. تقوله انها جنبه وانه المفروض ما يرتاحش في الكلام مع اي واحدة غيرها وان هيا بس اللي من حقها يرتاح معاها ويفضفض معاها هيا وبس هيا تكون راحته وامانه وسعادته .. نفسه يقولها انها أجمل من اي حد قابله او شافه .. يقولها ترحمه شوية .. نفسه يكون لبسها ومكياجها وجمالها ده كله كان مخصوص علشانه هو مش علشان غيرانة من واحدة وبتحاول تتحداها ... كان نفسه لو ياخدها لوحدها في أي مكان ويسهروا ويتعشوا فيه لوحدهم هما وبس...

وهيا كان نفسها تقوله انه مش مسموحله أبدا يتكلم مع غيرها، مش مسموحله يتكلم ويفضفض مع اي حد غيرها، مش مسموحله ابدا يخرج يقابل غيرها .. تقوله يحس بيها هيا وبالنار اللي جواها .. يشوفها هيا .. هيا لابسه كل ده علشانه هو .. حطت الميكب له هو .. رسمت عنيها علشان عنيه هو .. كل ده علشانه بس كأنه اتعمى عنها وكأنه ولا هامه كل اللي عملته.. ومبقاش بيشوفها جميلة أصلا ..

بصت لبعيد من شباك العربية كانوا على الكورنيش واتمنت لو جوزها ياخدها لوحدهم ويتعشوا مع بعض في أي مكان لوحدهم ويرقصوا طول الليل وهيا تحط راسها على كتفه وتنسى الكون بما فيه وبكل مشاكله وهمومه ...
أخيرا وصلوا ونزلوا مع بعض وجنب بعض لكن بينهم ألف خطوة وخطوة .. دخلوا كانت داليا لسه ما وصلتش وقعدوا واستقروا
أدهم: تشربي حاجة عقبال ما تيجي !

ليلى بصتله وكان نفسها تنفجر فيه بس سكتت: قهوة
ادهم بص لعياله: وانتي يا آية ميلك تشك فراوله وسيادتك كراميل صح كده !
الاتنين بابتسامة: صح
أدهم طلب الجرسون وطلب مشاربيهم .. والعيال فضلت تتكلم وهما بيردوا عليهم وبس لحد ما وصلت داليا في قمة شياكتها وكأنها بتتحدي ليلى في جمالها ..
ليلى اتأكدت فعلا ان قلقها في محله .. من إمتى داليا بتلبس كده ! ده لبس مخصوص لحد مخصوص وللاسف الحد ده جوزها .. فضلت تراقب ضحكها وهزارها مع العيال ومع جوزها وهيا قاعدة في صمت تام نادرا ما بتقطعه ومحدش فيهم حاول يكلمها .. لأول مرة تحس انها دخيلة في مكان جوزها موجود فيه .. حست إنها فعلا خسرت جوزها .. او هتخسره قريب .. اتخنقت وبقت بتتنفس بالعافية ومرة واحدة وقفت
كلهم بصولها باستغراب وأدهم: خير في أيه مالك !

ليلى باصة بجمود قدامها: مصدعة وعايزة امشي !
أدهم باستغراب: طيب نتعشي الأول !
ليلى: بقولك تعبانة ومصدعة
داليا باهتمام: حبيبتي معايا مسكن تاخدي قرص
ليلى: لا شكرا انا محتاجة بس ارتاح شوية
أدهم: طيب اقعدي شوية وهنروح
ليلى باصرار: أدهم ... همشي
أدهم: سيادتك مش واخدة بالك اننا اوردي طلبنا الأكل ولا إيه !

ليلى بغباء: عايزة امشي اذا سمحت
أدهم بدأ يتعصب والناس بدئت تنتبه عليهم: اقعدي لحد على الأقل ما العيال تاكل وهنقوم على طول
ليلى وصلت لاخر تحملها ومش هتقدر تقعد تاني أكتر من كده في المكان ده ومش قادرة تتنفس وخلاص أخدت قرارها فبصت لأدهم: اتعشى انت وعيالك وأنا هروح بعد اذنكم .. داليا مبسوطة قوي اني شوفتك اعذريني هكلمك بعدين ..
أدهم: اقعدي سيادتك مش هتمشي لواحدك
ليلى اخدت شنطتها: لا سوري يا ادهم باي.

سحبت شنطتها ومشيت بسرعة وسط ذهول من الكل ولحظات تفكير من ادهم اللي بيحاول ما يتهورش وبص لداليا ووقف: خلي بالك من العيال لحظة وراجع
داليا هزت دماغها بتفهم وهو انسحب بسرعة ورى مراته لحقها بره باب الكافية مسكها من دراعها بعنف وقفها وزعق: انتي ازاي تمشي بالشكل ده ! هاه
ليلى بتقاوم دموعها بالعافية: مش قادرة افضل
أدهم بنرفزة: ده مش سبب كفاية انك تقومي وتمشي بالشكل ده !

ليلى بصتله ودموعها لمعت: زمان كان سبب كفاية ايه اللي اتغير !
ادهم رفع ايديه وصوته علي: كل حاجة اتغيرت .. تقدري تقوليلي ايه اللي ما اتغيرش ! ده ابسط حاجة كلامي نفسه ما بقالوش قيمة بالنسبالك !
ليلى هزت دماغها ودموعها نزلت: عايزة امشي

أدهم بص حواليه ولمح كذا تاكسي واقفين منتظرين فشاور بإيده واقربلهم جه ناحيته بسرعة وهو مسك ليلى من دراعها بعنف وراح ناحية التاكسي: زايد !
السواق: اتفضل يا باشا
أدهم فتح الباب وبص لمراته: اتفضلي روحي
ليلى بصتله بصدمة ومقدرتش تنطق بس بصاله وهو زعق: اتفضلي اركبي مش تعبانة وعايزة تروحي ! اتفضلي
راح ناحية السواق وقاله العنوان بالتفصيل وبعدها قفل الباب على مراته ودخل لجوه الكافية وهيا في حالة ذهول تام بس دموعها نازلة بصمت وحست انها خسرت كتير جدا ده اذا مكنتش خسرت كل حاجة أصلا !

أدهم دخل وعياله سألوه عن أمهم: ركبتها تاكسي وروحت
داليا مسكت دراعه باهتمام: طيب كنت وصلتها يا ادهم ما ينفعش تسيبها كده تروح لوحدها بالليل ده !
أدهم بغيظ: هيا عايزة تروح هيا حرة مهياش صغيرة أصلا .. وبعدين السواق هيوصلها لحد باب الڤيلا جوه وعرفته العنوان .. هيا في أمان ما تقلقيش
بيتكلم وكأنه بيحاول يطمن نفسه هو وقاعد معاهم تفكيره كله في ليلى اللي مشيت بالشكل ده .. واستغرب ازاي وافقها تمشي وازاي هيا ما سمعتش كلامه ومشيت ..

ليلى طول الطريق تعيط لحد ما وصلت البيت ونزلت وأول ما دخلت الكل جري عليها لان وشها متبهدل وخصوصا بعد ما الكحل ومكياج عنيها باظوا وبهدلوا وشها كله بقى أسود
حنان: ايه اللي حصل ابني فين والعيال فين !
حسين بخوف: حصل ايه يا ليلى!
ليلى هنا استوعبت غباء تصرفها وتهورها وفكرت هتقولهم ايه !
امها: يا بنتي انطقي حصل ايه وجوزك وعيالك فين !

ليلى حاولت تبتسم: مفيش حاجة حصلت انا بس صدعت والعيال عايزين يفضلوا بره فأخدت تاكسي وجيت لوحدي بس كده !
حسين باستغراب: وأدهم سابك كده تيجي لوحدك !
ليلى: عادي يا عمي
حسين: لا مش عادي طبعا ..
ليلى: انا أسفة بس انا فعلا مصدعة ومحتاجة ارتاح بعد إذنكم
انسحبت بسرعة وحسين اتصل بأدهم
أدهم بقلق: خير في حاجة ! ليلى وصلت صح !
حسين: انت ازاي تسيبها تروح وحدها !

أدهم اخد نفس بارتياح انها وصلت: احنا مع ناس وبنتعشي وهيا وقفت مرة واحدة تروح واهي روحت
حسين: انا بسألك انت ازاي تسيبها !
أدهم: هيا حرة هو انا همسكها غصب عنها يعني ولا ايه !
حسين: هتيجي إمتي !
أدهم: شوية وجايين
قفل أدهم وداليا فضلت طول الوقت تحاول تهزر والعيال مبسوطين وأدهم بيتفرج عليهم ودماغه مشغوله تماما بليلى ..

اخيرا هيروحوا وركبوا العربية وأدهم لما عرف ان داليا جاية بتاكسي أصر يوصلها الأول وهيا ركبت جنبه بانتصار وفرحة
العيال ناموا في العربية وهيا بتتكلم جنبه وهو بيرد علي قد ما بيقدر وبيركز .. اخيرا وصلوا وطفى عربيته وبصلها ومنتظرها تنزل وكان الجو ظلمه الا من نور الشارع
داليا بهمس: اتمني تتكرر
ادهم ابتسم: ان شاء الله ليه لأ !

داليا مدت ايدها على أيد أدهم: أنا أسفة ان في مشاكل بينك وبين ليلى .. عمري ما تخيلت ابدا انكم ممكن تختلفوا كده .. طول عمري بحسدكم على تفهمكم وحبكم
ادهم اخد نفس طويل: كان زمان يا داليا .. كان زمان ..
داليا: انا موجودة يا أدهم في أي وقت تحب تتكلم او تفضفض او حتى تفضل ساكت .. هسمع حتى سكاتك ..
ادهم ابتسم بتكلف وشد ايده من تحت إيدها: ان شاء الله ومتشكر على العشوة الجميلة دي .. العيال كانوا محتاجينها
داليا بابتسامة عريضة: العيال بس !

أدهم بهزار: العيال وأبوهم
داليا: يالا علشان العيال اللي نامت دي .. تصبح علي خير
نزلت وهو روح لبيته .. دخلت بيتها مبسوطة وقابلها باباها كان قاعد على الكنبة وكأنه منتظرها
داليا: مساء الخير يا بابي
أبوها قاسم الحمداني: مساء النور يا حبيبة بابي .. اتبسطتي ! زياد وآية اخبارهم ايه !
داليا: كويسين الحمد لله .. انت مالك وقاعد كده ليه !

قاسم: بس مصدع حبتين ومش قادر انام فقولت اقعد انتظرك
داليا: ألف سلامة عليك يا بابي .. اتصل بالدكتور !
قاسم: لا يا حبيبتي بس شوفيلي قرصين مسكن ولا اي حاجة للصداع لاحسن دماغي هتتفرتك
داليا جابت لأبوها المسكن وهو أخد قرصين
وساعدته يدخل أوضته يرتاح وانسحبت ..

ادهم وصل بيته وبص لعياله النايمين ونزل شايل آية وشوقية خرجت جابت زياد وحطوهم في سرايرهم
حسين نادي على ادهم
حسين: ادخل اتكلم معاك شوية
أدهم: اعذرني دلوقتي .. محتاج ارتاح
حسين: ادخل يا ادهم
ادهم دخل وبص لأمه ولأبوه: خير !
حسين: انت ازاي تسيب مراتك ترجع لوحدها وهيا بتقولك تعبانة ! ازاي جالك قلب تسيبها !
ادهم: لأنها مكنتش تعبانة هيا بس بتعند فأنا سيبتها براحتها !

حسين: تعند ايه بس ! افرضنا حصلها حاجة كنت هتسامح نفسك ازاي !
أدهم عايز يخرج: اطمنت عليها وده كفاية وبعدين هيا اصرت هيا حرة .. بعد اذنكم
حسين: ادهم
قاطعه أدهم: علي فكرة مش بحب حد يتدخل في أموري الخاصة .. تصبحوا على خير.

سابهم وخرج وراح اوضته كانت مراته نايمة او عاملة نفسها نايمة وهو وقف ايديه في وسطه بيفكر يتكلم ولا لأ ومرة واحدة ليلى سمعت قفلة الباب واتعدلت بسرعة بس لقت نفسها لوحدها ودقيقة وسمعت صوت عربيته وعرفت انه مشي على شقته الثانية وهيا فضلت مكانها تعيط بصمت ...
كل واحد فيهم تملكه إحساس إنه خسر الثاني وصمتهم كان أكبر مشاكلهم ..

الصبح وقت الفطار الكل احترم سكوت ليلى وصمتها ومحدش فيهم سألها عن عدم وجود أدهم معاهم ..
داليا الصبح بتفطر هيا وأبوها وأمها وهيا قايمة لفت انتباهها حاجة رجعت وبصت للباسكت واخدت حاجة منه وبصت لباباها
داليا: مين رمى المسكن في الزبالة كده !
قاسم بعدم اهتمام: أنا ليه !
داليا: وليه ترميه !

قاسم بيقلب في الموبيل: كنت مصدع وخلاص الحمد لله خفيت
داليا باستغراب: وعلشان خفيت ترميه ! ماهو ينفع
قاسم بصلها: ماهيا الصيدليات مليانة !
داليا: انت غريب قوي يا بابا النهاردة.

قاسم: ليه غريب ! هيا دي وظيفة المسكن لما نبقى تعبانين نموت عليه لكن بعد ما الألم يخف مالوش اي لازمة ومكانه الزبالة او الدرج .. اقولك علشان ما تزعليش على المسكن روحي ارميه في الدرج بما إنك حساسة ناحية المسكن قوي كده !
داليا وقفت وبصت لأبوها وبتتنفس بغضب ونظراتها بتطلع نار
قاسم: بتبصيلي كده ليه ! مش دي وظيفتك حاليا ! مسكن !
داليا: لا طبعا.

قاسم: ما تضحكيش على نفسك .. المسكن يا داليا لما احتاجه ممكن أعمل المستحيل علشانه لكن بمجرد ما الألم ينتهي هرميه في أقرب باسكت او هرميه في أي درج وده بالظبط اللي هيحصلك .. أدهم بمجرد ما مشاكله تنتهي مع مراته ولا هيبصلك .. انتي مجرد مسكن
داليا: لأ .. انا هخليه
قطعت كلامها ومكملتش وابوها اتكلم
قاسم: هتخليه ايه ! حب بالمنظر اللي انتي كنتي بتحكي عنه لا يمكن ينتهي بالشكل ده وبالأسباب دي .. دي مجرد زوبعة بيمروا بيها وهترجع الأمور بعدها لطبيعتها بينهم.

داليا: الأمور بتسوء بينهم
قاسم: هتتعدل .. واحدة حاربت الكل علشان تتجوز واحد مشوه بالمنظر ده وفضلت معاه وخلفت منه عيلين لا يمكن تتنازل عن جوزها بالسهولة دي .. لا يمكن .. دي مرحلة وهتعدي
داليا بدموع: انتو ليه مصرين تضايقوني انت وماما ؟
قاسم: يا بنتي احنا بنحاول نحميكي من جرح كبير،، لو اختارتي اي حد في الدنيا هساعدك لكن انتي بتختاري غلط وغلط جدا كمان عايزانا نعمل ايه ! نتفرج عليكي !
داليا: انا مش مسكن وهتشوفوا انتو الاتنين وبكرة اثبتلكم ..

سابت باباها وخرجت على شغلها تفكر في كلام باباها ..
الظهر ادهم رجع بيته وقعد وسطهم واعتذر عن عدم وجوده الصبح وقالهم انه كان عنده شغل مهم ومحدش فيهم علق بس طبعا كان واضح جدا ان هو وليلى مش بيتكلموا ..
ليلى أبوها وأمها سافروا لبلدهم واتمنوا انهم يزوروهم وحالتهم تكون أفضل من كده ..
عدى يومين وكلامهم في أضيق الحدود جدا والمسافة وسعت بينهم جدا ..

كانوا في مرة متجمعين كلهم في الجنينة وزياد وآية بيلعبوا ومعاهم أصحابهم
أحمد: ياه فكروني بأيام زمان .. كانت أحلي أيام واحنا في سنهم كده وكنا زيهم نفضل نلعب ونجري ونطنطط وزمايلنا معانا ولا الحفلات اللي كنا بنعملها .. ايام ... فاكر يا أدهم ولا نسيت !

أدهم بصله كتير واتعدل في قعدته: وهيا دي أيام تتنسي برضه بس ذكرياتنا مختلفة يا أحمد لان في الوقت اللي سيادتك كنت مبسوط وبتلعب فيه أنا مكنش مسموحلي إني أقرب منك أو أشارك في أي حاجة وكنت بفضل أراقبك بس من بعيد لبعيد وحضرتك كنت بتتفنن إزاي تضايقني وإزاي تلبسني مصيبة بعد مصيبة .. دي ذكرياتي عن الجنينة وألعابها .. الظاهر إنك إنت اللي نسيت إن ذكرياتنا مختلفة .. بعد إذنكم ورايا شغل.

انسحب بهدوء وساب الكل في حالة غير الحالة
أحمد بص لأبوه اللي زعلان وباصص للأرض: بابا أنا آسف مكنتش أقصد أفتح مواضيع قديمة !
حسين وقف علي عكازه: وإنت ذنبك إيه يا أحمد ! ده كان غلطي أنا وده ذنبي اللي لازم أكفّر عنه .. بعد اذنكم
كل واحد راح لمكان وليلى فضلت تراقب عيالها وسألت نفسها يا تري الفجوة اللي بينهم هتكبر لإمتي .. وأدهم إمتي هيسامح وينسى الماضي بكل ما فيه !
ادهم وصل لبوابة الڤيلا ويدوب هيخرج لقى سيد البواب بيوقفه
أدهم: خير يا سيد ! في حاجة !

سيد: خير يا باشا .. بس ابويا اول ما عرف ان حضرتك هنا أصر جدا انه لازم يشوفك بنفسه .. اهو جاى اهو
ادهم بص ورى سيد للراجل العجوز اللي بيقرب علي قد ما سرعته بتسمح ونزل بسرعة من عربيته وراح لعنده وحضنه
الراجل العجوز فضل حاضنه كتير جدا وكأنه ابنه اللي كان غايب عنه من سنين وأدهم متأثر جدا ..

متولي: ياه اخيرا يا ابني ! اخيرا رجعت بيتك .. الحمد لله اني عشت وشوفتك من تاني طول بعرض ما شاء الله عليك .. ظابط قد الدنيا .. ابني بيقولي ان حضرتك وضعك له شنة ورنة وبقيت حاجة كبيرة قوي !
ادهم بتأثر بيمسح دموعه بسرعة: كله بفضل ربنا وفضلك انت يا عم متولي .. عمري ما هنسى ابدا وقفتك جنبي مرة بعد مرة .. عمري ما هنسي انك كنت ديما السند ليا .. وسامحني اني ما سألتش عنك بدري بس مش عارف الحياة اخدتني ومكنتش عايز حاجة تفكرني بالبيت ده واللي فيه !

متولي: اسامحك علي ايه بس يا ابني ! وفضل ايه اللي بتتكلم عنه ده .. ربنا يعلم طول عمري بدعيلك يرزقك باللي يعوضك عن كل اللي عشته في البيت ده .. كان نفسي بس اطمن عليك مش اكتر .. واديني الحمد لله عشت لحد ما شوفتك اهو ما شاء الله تشرح القلب ...
ادهم: الحمد لله انا بخير وربنا فعلا كان ديما جنبي وبيوقفلي اولاد الحلال ..

متولي ابتسم وبص لوشه كتير: بس ما شاء الله يا ابني جروحك كلها خفت اهي من وشك .. الحمد لله ما تتخيلش كنت خايف عليك ازاي ! خوفت تعيش حياتك كلها بوشك مشوه بالشكل ده بس ما شاء الله خوفي مكنش في محله
ادهم ابتسم بحزن: لا يا عمي انا عشت فعلا عمري مشوه
متولي بعدم فهم: بس ما شاء الله يا ابني وشك ...

ادهم وضحله: لسه راجع من السفر كنت بعالج في وشي يا عمي بره مصر وعملت عمليات كتيرة لحد ما شكلي بقى كده، لكن عمري كله عشت بوشي اللي انت كنت فاكرو .. بس الحمد لله ايام وعدت
متولي غير الموضوع لما لقى ادهم اتضايق: سيد قالي انك متجوز وعندك عيالك ماشاء الله عليهم .. ولد وبنت صح ؟

ادهم ابتسم: ايوه زياد وآية .. دول اكبر نعم ربنا .. ده احلى تعويض من ربنا
متولي: الحمد لله .. هدخل اشوفهم واسلم عليهم
ادهم دخل مع متولي اللي شاف عياله وفرح بيهم جدا و خرج معاه وصله لحد بيته وقعد معاه كتير يتكلموا عن اللي فات وادهم قرر انه لازم يعوضه عن كل مرة وقف جنبه فيها .. قبل ما يمشي عم متولي وقفه: استنى يا ابني
ادهم وقف وبصله: خير في حاجة !

متولي بتردد: هو ينفع اسألك سؤال خاص شوية !
ادهم ابتسم: انت بتسألني يا عم متولي ! اسأل علي طول
متولي ابتسم: هو انا ليه مش حاسك مبسوط ! يعني ما شاء الله وشك واتعالج وعيالك في حضنك واهلك ورجعولك وندموا ليه انت مش مبسوط ! انت ما بقتش مشوه !

ادهم اخد نفس طويل وفضل ساكت شويه: ماهو دي المشكلة ان معظم الناس بتحكم بالظاهر وبس ... انا فعلا كنت مشوه بس كنت متقبل حالتي واتعلمت اتعايش معاها لكن دلوقتي انا ظاهريا مش مشوه لكن للاسف مش متقبل شكلي ده ولا اقرب الناس ليا متقبلينه .. تعرف يا عم متولي اني بقيت بشتاق لوشي المشوه .. التشوه الداخلي اصعب بكتير جدا من التشوه الخارجي يا عم متولي .. انا مش عارف انت فاهمني ولا لأ ! ولا اصلا كلامي له معنى ولا انا بخرف بس كنت متخيل ان بتغير وشي كل المشاكل هتختفي وتتبخر لكن كنت غلطان .. وشي مالوش علاقة ابدا والتشوه اللي جوه روحي اعمق واصعب بكتير من اللي كان في وشي
عم متولي: لا مش بتخرف يا ابني وكلامك مفهوم بس علي قد عقلي اعتقد يا ابني ان جروح سنين مش هتداري ابدا بتغير وشك ..

ارمي همومك وتكالك علي الله قادر هو يسعدك وييسر امورك .. وادي لنفسك فرصة ووقت علشان اللي جوه يتعالج زي اللي بره .. ايوه هتتعب وهتاخد وقت بس المهم يا ابني النتيجة.. اتوكل علي الله يا ابني وخليني اشوفك
ادهم ابتسم: بإذن الله.

قام مشي ورايح لشغله وفضل يفتكر اللي فات ... افتكر كل مرة كان بيأكله فيها لما يتعاقب ويتحرم من الأكل .. افتكر محاولاته ديما للتخفيف عنه لما يكون متضايق او لما يلعبه .. افتكر اعياد الأم لما مكنش مسموحله يجيب هدية كان عم متولي يقطفله احلى ورد في الجنينة ويساعده يعملوا بيهم عقد او طوق علشان يعرف يهادي أمه .. افتكر كمان حزنه وإحباطه في كل مرة بيشوف اللي عمله في الباسكت مرمي في الزبالة ... حس بوجع كبير جواه .. مبقاش عارف يتجاهل الوجع ده وزاد عليهم وجع بعد حبيبته عنه .. الاول كان بيدفن نفسه في حضنها لكن دلوقتي حس انه رجع لوحدته من تاني ...

رجع البيت الظهر وقعد مع عيلته بس استغرب ان مراته وعياله مفيش
ادهم: العيال فين وليلى فين ! مش سامعلهم صوت يعني !
حنان: ليلى راحت المدرسة وزمانها جاية بينهم
ادهم باستغراب: ليه يعني ! في حاجة !
حنان: مش عارفه والله يا ادهم هيا قالتلي انها رايحة المدرسة ومش هتتأخر بس في تليفون اعتقد جالها من المدرسة.

ادهم مشو وبدأ يقلق ان تكون حاجة حصلت لحد من العيال وهيا محبتش تقلق حد فمسك موبيله في ايده بيفكر يكلمها
أحمد: اتصل اتصل ما تتكسفش دي زي مراتك برضه
ادهم بصله: انت علي طول رخم !
أحمد بابتسامة: الصراحة اه .. المهم كلمها اطمن علي العيال كمان
ادهم يدوب هيتصل الباب اتفتح ودخلت ليلى بتزعق: انا مش عارفة انت ازاي تتخانق بالشكل ده وازاي تضرب العيال كده ! سيادتك عاملي بلطجي في المدرسة ولا ايه ! انا ابني يترفد من المدرسة !

زياد بيحاول يتكلم: يا ماما بس اسمعي
ليلى: مش هسمع ولا حرف واحد منك يا زياد والعيال دي هتعتذرلها وتتأسفلها
الكل كان وقف مع دخولهم بس هنا ادهم اتدخل: في ايه ! وبتعلي صوتك كده ليه !
ليلى بصت لجوزها: سيادته عامل بلطجي في المدرسة وبيضرب العيال واخد رفد ٣ أيام من المدرسة
ادهم كان زي القنبلة اللي بتهدد بالانفجار وبصوت غريب: وسيادتك بتزعقي فيه ليه ؟

ليلى بصتله باستغراب: بقولك اترفد
ادهم انفجر: ما يترفد ! فيها ايه ! اترفد من الجنة يعني ! انتي ازاي داخلة تزعقي في ابنك بالشكل ده ومش مدياله فرصة يتكلم ! هاه ! انتي بأي حق اصلا بتزعقيله ! لا وبتقوليله يعتذر ! بعتذر لمين ! لكلاب في المدرسة !
ليلى عندها حالة ذهول: ادهم انت بتقول ايه !

أدهم زعق اكتر واكتر: بقول انك كأم واجبك تقفي جنب ابنك قصاد الناس ! واجبك تدافعي عنه ! واجبك تنصريه لما الكل يعاديه ! واجبك تكوني في ظهره وسنده وتحميه مش جايه تزعقي وتقوليله يعتذر ! يعتذر لمين ! وليه ! هو انتي اصلا سمعتيه علشان تعرفي هو غلطان ولا لأ قبل ما تقوليله يعتذر !
ليلى حاولت تتكلم: في المدرسة قالوا.

قاطعها بتزعيق: يقولو اللي يقولوه انتي تسمعي ابنك وكلامه تأمني عليه حتي لو انتي عارفه انه غلط فاهمه ولا مش فاهمه ! واياك تاني مره تزعقيله بالشكل ده وحذاري ياليلى تجبريه في يوم يعتذر لحد ... قسما بالله ما هيحصلك خير ابدا ..
احمد حاول يتدخل: ادهم اهدى شويه مش كده.

ادهم زق ايده بعيد: لا مش ههدى والمدرسة دي انا هقفلها وهطربقها علي اللي فيها ! مش انا اللي ابني يترفد وكمان عايزينه يعتذر ! والله علي جثتي انه يعتذر لكلب في المدرسة دي .. وانتي ( بص لليلى اللي اتفتجئت ) ابنك انتي تعتذريله علي صوتك العالي معاه ودي اخر مره ليكي يا ليلى تعامليه بالشكل ده وتنسي ان دورك كأم تنصريه لما الدنيا كلها تقف ضده وتسنديه لما يقع وتوقفيه تاني علي رجليه ولو مش عارفة تقومي بالدور ده بلغيني وانا هعرف اتصرف ساعتها .. مفهوم!

وسط حالة الذهول اللي ليلى فيها ما ردتش بس اتفزعت من صوته وهو بيعيد كلامه: مفهوم ؟
ليلى بصوت تايه: مفهوم
ادهم بص لابنه وبصوته العالي: وانت ( زياد اتفاجيء وبص لابوه بخوف ): اوعي تسمح لأي حد في يوم من الايام انه يسكتك ويمنعك تتكلم وتقول اللي حصل .. اوعي في يوم تشيل ذنب مش ذنبك .. اوعي تتحمل مسؤلية حاجة انت معملتهاش ... اوعي تسكت وطالما ليك حق تاخده فاهم !
زياد ساكت فأبوه زعق: فاهم ؟

ومع انه مش فاهم حاجة بس رد: فاهم
ادهم بص لابنه وحس بخوفه وده ضايقه فقرب منه وقعد قصاده وبلهجة هادية نوعا ما: اتخانقت معاهم بالكلام ولا ضربتوا بعض ؟
زياد بخوف نوعا ما: ضربتهم !
ادهم ابتسم وزياد اتفاجيء بأبوه بيقف: تعال نتغدى انا وانت بره وتحكيلي بالتفصيل يالا بينا ..

مسك ايده واخد منه شنطته ورماها علي اخر دراعه وبنظرة غضب وجهها للكل أخد ابنه وخرج وكلهم فضلوا مكانهم متسمرين وعرفوا ان الماضي عايش جوه أدهم بحذافيريه .. ومش عارف يخرج من دوامة الماضي...

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 6 من 20 < 1 10 11 12 13 14 15 16 20 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 2075 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1525 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1553 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 1401 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 2614 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، المشوه ،











الساعة الآن 01:54 AM