رواية نيران أشعلت الحب الجزء الثاني بقلم أسماء صلاح الفصل الرابع
و فجأه فتح سيف الباب شهقت تقي بصدمه.. و ارتبعت اوصالها، أشار لممرضه أن تخرج... و تكلم بصوت مخيف قائلا هتقومي معايا دلوقتي بدون ايه كلمة فاهمه...
كانت تقي نشعر بالخوف.. و الحيرة فيما ستقوله له... خرجت معه و هي تجر قدمها بصعوبة بالغة و اكنها أصيبت بشلل، فتح باب السيارة و دفعها إلى داخلها بعنف... و اتجه ليركب السيارة و قادها بسرعه جنونية...، و اتصل بسليم قائلا تعال علي البيت حالا في مصيبه حصلت...
وصل الي البيت و سحب تقي من داخل السيارة و قبض على ذراعها يعتصره بعنف...و عندما دخل إلى المنزل دفعها بقوه و سقطت على الأرض و بكت بشده... انتفضت توحيده بصدمه و كذلك نيرة و رغدة و هاجر هرولت توحيده مسرعه ناحيه تقي و قالت في ايه يا سيف؟ كان نظرات سيف لتقي لم تنذر بالخير ابدا... و سحبها من شعرها بقوه... جعلتها تشعر باقتلاع رأسها...
بالتأكيد مكنش حد فيهم فاهم حاجه و لا ليه سيف بيعمل مع تقي كدا... و قالت توحيده بغضب سيب اختك يا سيف و فاهمني في ايه يا ولدي؟ زمجر سيف بحده و شد شعرها أكثر...: اسألي بنتك المتربية كانت بتعمل ايه عندك دكتور النسا؟ وضعت توحيده يدها على فمها بصدمه و قالت دكتور ايه؟ دلف سليم إليهم و تأكد بوجود مصبيه و قال في ايه يا سيف؟ -اختك كانت عند دكتور نسا عشان تعمل إجهاض...
اصدم سليم و لم يجد شي لقوله... كذلك الباقي... عندما سمعوا... جر سيف تقي خلفه...من شعرها و كانت تبكي بشده و صعد إلى غرفتها... وقعت توحيده على الأرض و ظلت لطم خديها و هي تشعر بالقهرة الحارقة...، و اتجهت هاجر لترتب عليها و قالت بحزن اهدي يا مرات عمي...، بكت توحيده بشده و قالت و نبي يا ابني اطلع اخوك هيقتلها... كفايه ابني و بنتي اللي راحوا... اطلع لاخوك يا سليم...
كان سليم يقف كالتمثال يستوعب ما حدث...فالصدمة لم تكون هينه... تركهم و صعد إلى الغرفة طرق الباب... فتح له سيف، دخل سليم و قفل الباب خلفه... -اقسم بالله يا تقي لو متكلمتيش هقتلك... تنهد سليم و ابتلع ريقه و قال تقي اتكلمي... نظر له سيف و قال اختك كان معها واحد هناك اصلا تقي ببكاء مش عارفه و...، قطعها سيف بصعفه قوية جعلت الدماء يسيل من فمها... و قال بغضب هو ايه اللي مش عارفه؟
ابعده سليم و وقف حاجز بينهم و قال تقي اتكلمي... ازاد بكاءها و قالت نور هي السبب يا سليم... (فكرت تقي في كلام زين و بالتأكيد هي لا تستطيع الاعتراف عليه...) اصدم سليم لمره الثالثة، و شعر بهروب الكلمات من لسانه... و صمت لوهله َ.. -نور ازاي؟
بكت تقي بشده و قالت هي كلمتني بعد يوم الفرح و طلبت مني اروح اقابلها و وقتها لقيت ناس خدوني من قدام البيت و حتى معرفش هما مين؟ و لما عملت اختبار الحمل، روحت للدكتور عشان اعمل إجهاض... خوفت اتكلم و اقولكم حاجه..
نظر سيف إلى شقيقته بسخرية من حديثها الذي لم يقتنع به نهائي، فهو كان يعمل ظابط شرطة و من السهل عليه التفريق بين الكذب و الحقيقه و لكن يبدو أن سليم يقتنع بكلامها... شعر سليم بالصدمة و مر من امامه كل شي عن نور و فكر في اختفائها المفاجئ -يعني نور عملت كدا ازاي؟
-عشان تنقم لعيلتها يا سليم... و دمرتني انا... و ظلت تبكي بشده فهي كانت لا تريد أن تظلم نور و لكن لم يعد إليها حل آخر، زفر سليم بحنق و قال انا هجيبها و هعرف منها... بس لو طلعتي بتكدبي عليا هقتلك يا تقي... و انتي عارفه اني معنديش هزار في كلامي... و هتفضلي في اوضتك متخرجيش منها... و هاتي تليفونك... اتفزعت عند طلبه لهاتفها و بالطبع كان سيف يراقب كل شي تفعله تقي، أعطيته هاتفها و يدها ترتعش بشده فهي تخشى أن يتصل بها زين و يكشف كل حاجه... اخذ سليم سيف و خرج و قفل عليها الباب بالمفتاح...
نظر له سيف قائلا انت مصدق تقي؟ -مش عارف... يا سيف خايف لتكون نور هي اللي عملت كدا... زفر سيف بحنق و قال طب بذمتك نور اللي عندها ١٩ سنه هي اللي هتضحك على تقي... -مش عارف يمكن عشان عايزة تنتقم مني؟ -مش مقتنع... و انا هثبت أن اختك كذابة...
تركه سليم و غادر من المنزل و هو يفكر بنور و بداخله شي يستحيل أن يصدق انها ممكن أو تفعل ذلك... و لكن ما الذي يمنعها فيسرا خانت خمس سنين من الحب... لمجرد انه تعرض لحادث... اوصد عينه ليكبح ذلك البركان الذي انفجر بداخله، و لكن تقي بالتأكيد كاذبة... و لكن أين نور؟
ذهب إليهم عبد الحليم.. و كان يعلم أن المنزل لا يخلو من البكاء على فقدان نور من والدتها و رنا...، و طلب من سامح أن يجلس معه على انفراد... -انا لاقيت نور يا ابني... فرح سامح بشده و لسه هيقوم عشان يبلغهم بس أوقفه قائلا اجعد (اقعد) يا ولدي... استغرب سامح و جلس مره أخرى -خير يا عمي؟
-بنتك كان عايزه تهرب و تروح لسليم تاني... و انا اتصرفت... و لحد ما العدة تخلص هي هتفضل بعيده -و هي فين؟ -في الحفظ و الصون يا ابني... و خدتها تقعد عند حد من قرايبنا بعيد عن النواحي دي... -طب على الأقل اشوفها و اطمن عليها...؟ تصنع عبد الحليم الحزن و قال أكده يا ولدي هتشك في كلامي و بعدين انا عايز مصلحتها.
تنهد سامح.. و لم يقتنع بكلام عمه، فهو يعلم بطباع عبد الحليم السيئة و لكن أين ابنته هذا هو السؤال الذي لم يجد إليه اجابه...، و بعد ذلك تركه عبد الحليم و غادر و قابل مازن في طريقه... -كيفك يا ولدي... صافحه مازن و قال كويس... حضرتك ماشي ليه؟
-كنت بتكلم مع عمك شوية... المهم انا كنت عايزك تسافر أمريكا عشان تخلص أوراقك اللي موجوده هناك... -لما الاقي نور الأول... -يا ابني تلاقي نور راحت لجوزها و انت عارف كويس انها بتحبه... كان عبد الحليم قاصد يقول كدا عشان يخلي مازن يمشي... هز مازن راسه و قال تمام انا هحجز الطيارة و اسافر...
و عندما علم زين تلك الأخبار... انشرح صدره فبذلك جميع الأحداث تمشي كما يريد، و لكن كان يشعر بالقلق من اختفاء تقي... مر اسبوع على هذه الأحداث... لم يكفي سليم عن البحث عنها و لكن كالعادة لم يجد إليها إثر و لكن ارسل له رساله من رقم نور و الذي كان بحوزة زين تحتوى على التالي.
-اسفه يا سليم انا سافرت مع مازن عشان انا اكتشفت اننا فعلا بنحب بعض...، انا مصدقت اننا أطلقنا عشان أرجع لحب حياتي تاني...، عندما راي الرسالة شعر بالجنون فهو لم يتوقع ذلك منها و تأكد انه مازن ترك البلد... تمتم بداخله (والله العظيم هقتلك يا نور).
خرجت نور من غرفتها لتتمشي في حديقة المستشفى كما أمرتها الممرضة و عندما تركتها جلست نور على احدي المقاعد تنظر أمامها بصمت، جلست بجانبها سيدة تبدو في بدايه الخمسينات من عمرها و قالت انتي قاعده هنا ليه؟ اتفزعت نور و قامت..، ابتسمت السيدة و قالت اقعدي انا بهرز معاكي... شعرت نور ببعض الاطمئنان فهي تبدو طبيعية عكس باقي المرضي...
-انتي ايه اللي جابك هنا شكلك مش مجنونه؟ نظرت لها نور و لكنها شعرت بالخيبة فهي لا تستطيع التحدث... و فهمت هي ذلك و قالت انا ماجده... -انت اسمك ايه؟ أشارت نور على ضوء اللمبة...، جمعتها ماجده بعد تفكير لثواني... "نور" هزت نور رأسها بالموافقة َ.. لاحظت ماجده الجروح التي في معصمها و قالت شكل سعاد هي اللي متولية حالتك ربنا يخدها... بصي انا بقعد هنا على طول ابقى تعالى اقعدي معايا...
جاءت فتاة جميلة و اقتربت منهم و ألقت التحية عليهم و ابتسمت ماجده عندما رأيتها فدينا دائما تأتي لزيارتها... ابتسمت دينا و قالت جاءت في ميعادي اهو... ابتسمت اليها ماجدة و قالت طب اقعدي... جلست دينا... فقامت نور، تحدثت ماجده قائلة رايحه فين يا نور؟ خليكي قاعده... جلست نور مرة أخرى و نظرت دينا إليها و قالت هو انتي مش بتتكلمي؟ هزت نور رأسها...
(دينا البنهاوي طبيبه نفسية) نظرت لها دينا بحزن و قالت انا اسفه مكنتش اقصد... اندمجت دينا في الحديث مع ماجدة و لكنها كانت تنظر لنور بين الحين و الآخر، فهي فتاة لم تتجاوز العشرين من عمرها و تم دفنها في ذلك المكان... تحدثت دينا إلى نور و قالت: هو انتي هنا من امتى؟... شاوري بأيدك رفعت نور اصابعها العشرة... و تفهمت دينا انها هنا منذ عشر ايام... و قالت طب انتي مش بتتكلمي من المدة دي صح؟ هزت نور رأسها... بعد مرور بعض الوقت ذهبت دينا... نظرت لها ماجدة... دينا دي حته سكرة والله...
ابتسمت نور و أكملت ماجده حديثها... اكيد حد من أهلك هو اللي جابك هنا...؟ اصل الضربة مبتجيش الا من القريب... حاولي تهدي و بلاش تعملي حاجه عشان اللي متتسماش اللي اسمها سعاد... و اخرجي كل يوم عشان نقعد مع بعض...
و بالطبع نفذت نور كلام ماجده و عديت الايام و لكن للأسف معظمها كان نور تقضيها بحقن الحقن المنومة أو المهدئات التي كانت تعطيها لها سعاد... و كانت يوم و تخرج و عشر لا، عدي يقارب شهر و نص، فهي كانت لا تشعر بمرور الايام، و ذات يوم كانت جالسه في الغرفة فهي استيقظت بعد ساعات نوم كثيرة كالعادة... و كانت تحب تلك الفكرة فهي تشعر بالوحدة و الحزن...، فتحت دينا باب غرفتها و دخلت...
-انا قولت اجي اسأل عليكي...،؟ و لكن صدمت دينا من هيئتها التي ذبلت كثيرا عن المرة السابقة و قد فقدت الكثير من وزنها و اصحبت نحيله و ضعيفه...، شعرت دينا بالحزن من اجلها و قالت طب انتي متعرفيش توصلي لحد من أهلك؟ اخفض نور رأسها إلى أسفل فهي لا تستطيع التحدث... و لم يعد لديها القدرة على المقاومة... جلست دينا أمامها على الفراش و رتبت على يدها قائلة قوليلي اقدر اساعدك ازاي طيب؟ و لاحظت ذراعها الذي ازرق و ظهرت به كدمات من كثير الحقن التي اخذتها... و قالت رقم ايه حد حفظها ممكن تكتبي و انا هتكلم...؟... انتي لو فضلتي هنا أكتر من كدا هتموتي...
كانت رنا تجلس مع شقيقها فمازن أتى ليله أمس من امريكا... -نور لحد دلوقتي محدش لاقيها و حتى خالي نزل مصر... -تفتكري تكون راحت لسليم... -لا... انا حاسه ان حد من هنا هو اللي عمل فيها حاجه انا خايفه يكون حصلها حاجه... -اكيد هتكون كويسه يا رنا... و ممكن تكون مع سليم.
بعد محاولات دينا معها استجابت نور لها و اعطيتها دينا... كانت تواجه صعوبة في كتابه الرقم... و بعد ما انتهيت أخذت دينا الهاتف منها و اتصلت فهو لم أن تعلم أن كان الرقم صحيح ام لا و لكن هي تريد مساعدتها... تحدثت قائلة الو انا دينا... عارفة مكان نور... كانت تلك الكلمات البسيطة اثر على رنا و قالت انتي مين و نور فين؟ -تعالى على العنوان دا و انا هفهمك كل حاجه!
ركضت رنا مسرعة و مازن خلفها و شرحت له ما حدث في المكالمة و لكن اثرتهم الدهشة الشديدة... بعد مرور ساعه.، وصل مازن و رنا إلى المستشفي و طلبوا مقابلة المريضة تدعي نور كما أخبرتهم دينا... و بعد المحاولة البالغة اخذتهم احدي الممرضات بعد أخذها مبلغا من المال...
عندما دخلوا... شهقت رنا بصدمه و كذلك مازن فهو لم يتوقع أن نور موجوده هنا، بكت رنا و اتجهت ناحيتها و قالت نور ايه اللي جابك هنا يا حبيبتي؟ مين اللي عمل فيكي كدا؟ نظرت لها نور و لكن لم تظهر ايه رد فعل فهو قضيت معظم أوقاتها في الغرفة، و ظلت هنا ما يقارب الشهرين تعيش على المحاليل بدل الطعام فمعدتها لا تستجيب شي، تعرضت لجلسه الكهرباء مرتين...، يتم حقنها بالمهدئات و مضادات الاكتئاب، تظل مكبلة الأيدي في طرف الفراش...
رنا مكنتش مصدقة حاله نور... و مازن نفس الكلام فضل واقف مصدوم يستوعب... ما يراه... تحدثت دينا قائلة نور تقريبا اعترضت لصدمة و هي هترجع تتكلم تاني، بس المهم لازم تطلع من هنا عشان لو فضلت يوم واحد ممكن تموت سألها مازن قائلا انتي مين؟
-دكتورة دينا و انا معرفش نور و دي تاني مره اشوفها فيها، و المرة اللي فاتت كانت من شهر و نص و هي كانت موجودة هنا بقالها عشر ايام.. و لما شوفتها انهارده عرفت أو حالتها ممكن تسوء... شكر مازن دينا بامتنان، و قبل أن تذهب دينا اتجهت ناحيه نور و قالت هستني نتقابل و انتي كويسه...
نظرت له و قد ابتسمت... فشعرت دينا بالارتياح فتأكدت انها مازالت تشعر بما حولها... وأكملت بحزن موجه كلامها لرنا هنا مش هينفع تاخدوها غير بالقوة فالأفضل انكم تبلغوا البوليس بس وقتها ممكن تتنقل لمستشفى تاني لان نور لازم تبقى تحت الملاحظة... تنهد مازن و نظر إلى رنا... فهو بالكاد لم يستطيع أخرجها و لا حتى معرفه من فعل بها ذلك... و نظر إلى دينا قائلا حضرتك ممكن تساعدني أخرجها... نظرت له دينا و قالت اهاا قولي أعمل إيه؟
-هتشغلي الممرضة اللي برا... لحد ما احنا ناخد نور و نخرج...، و بعد كدا هتصرف انا خرجت دينا و الهت الممرضة ببعض الأسئلة و تمكنوا هما الخروج...، و بعد ذلك وجدوا ماجدة في وجههم، تسمروا مكانهم لشعورهم بالخوف.. و لكن نور نظرت لها... ابتسمت ماجده و قالت آخر الطرقة دي باب بيطلع على باب المستشفى التاني و في أمن واقف عليه، و أغلب الوقت بيكون مش موجود أخرجوا منه بسرعه... و نظرت إلى نور و ضمتها إليها قائلة ابقى تعالى يا نور و هكملك باقي الحكاية...
نفذوا ما قالته ماجده و خرجوا من المستشفى...، تركهم مازن و ذهب ليحضر سيارته و كان خلال دقيقتين أمامهم... مرت ساعه الطريق و ذهبوا إلى المنزل و عندما دلفوا... اتصدم الجميع من رؤية نور... و بالطبع لم تكن مثل صدمة زين... -بنتك كانت في مستشفى المجانين و منعرفش مين اللي عمل فيها كدا؟ اتصدم سامح أكثر و نظر إلى نور الواقفة أمامه و هي لا يصدق ان ذلك ابنته...، كانت نور تنظر لهم بخوف و توتر خصوصا في وجود زين...، اقتربت نيرة منها و لكنها تفاجأت بابتعاد نور عنها...
قالت ببكاء هي مالها يا رنا...، رتبت رنا عليها و قالت تعبانة شوية و هتبقى كويسه... قال مازن بغضب احنا هنمشي من هنا؟... و هاخد نور معايا كفايه اللي حصلها دا... اخذتها رنا و صعدت إلى الغرفه... كلهم مكنوش مصدقين اللي مازن بيقوله... و انهارت نيرة على حاله ابنتها و هديتها فاطمة... و بالطبع شك سامح في عبد الحليم...، زين كان واقف بيراقب كل حاجه و طبعا ارتاح لما عرف انها مش بتعرف تتكلم...
تركهم مازن و صعد إليهم و عندما كانت نور نائمة على الفراش تضم ركبتيها إليها و رنا تجلس بجانبها... شعر مازن بالحزن من اجلها و قال نور تعالى ننزل تحت... لم تعطيه نور ايه إشارة بالموافقة... اقترب مازن منها و قال براحتك يا نور و انا هخليكي تسافري من هنا و هنكلم دكتورة دينا... قضيت نور تلك الليلة مستيقظة فهي لا تنم بدون المنوم الذي اعتادت عليه، خرجت من الغرفه في المساء و تركت رنا النائمة، كانت تتسحب على أطرافها اصابعها و لكنها لكي تلتقي بأحد...
خرجت إلى الحديقة و جلست على الارض الخضراء (سليم سايب يراقب البيت و طبعا عرف بوجود نور و ظهورها مره أخرى و ربط ذلك بظهور مازن...) وجدت احد خلفها فانتفضت و قامت مفزوعة... -انا مازن يا نور متخافيش...
نظرت نور له... و هدأت من روعها...، كان مازن يشعر بالحزن على حالتها و يريد من فعل بها ذلك... -مين اللي عمل فيكي كدا يا نور؟... ارجوكي اتكلمي عشان اعرف اجيب حقك... متخافيش... تنهد بحزن و ألم عندما لم يجد منها إجابة و قال طب حاولي تقولي حاجه او تتكلمي... طب عايزني اكلم سليم و اقوله... خفق قلبها عندما سمعت أسمه و لكن كان بداخلها شي لا يريد رؤيته...و هزت رأسها بالنفي تعجب مازن و قال طيب اجيبلك حاجه تأكليها؟ هزت رأسها نافيه...
أخذها مازن في حضنه و رتب عليها بحنان و قد شعر بتجمع الدموع في مقلتيه و قال هترجعي كويسه زي الاول و احسن كمان يا نور... و انا هعملك اللي انتي عايزها بس ارجوكي ساعديني انا مش قادر اشوفك كدا... و بعد ذلك ابتعد عنها و كانت مازالت تنظر له...، اكمل مازن قائلا و هو يحاوط وجهها بيده... اسف يا نور... حقك عليا في كل لحظة سيبتك تبهدلي فيها...
(لم يعلم أحد منهم ان تلك اللحظة مصورة و قد تم إرسالها إلى سليم، الذي جن جنونه و طلب احضارها من كلف الأمر) ظل مازن جالس معها و بعد ذلك تركها و دخل...، قامت نور تتمشى بمفردها و فجأة وجدت احد سحبها من الخلف... و اخدها إلى خارج المنزل... و تركها أمام السيارة التي يقف أمامها سليم...
سليم مكنش واخد باله من ايه؟ و كل اللي بيدور في دماغه انها خانته... أمسكها من معصمها و ادخلها إلى السيارة، نور كانت خايفه منه و بسبب شكله المخيف و طريقة أخذه لها، فهو لم تمكث غير ساعات بمنزلها... صف السيارة. أسفل البناية التي يسكن بها و سحبها خلفه دفعها سليم الي داخل الشقة، انتفضت نور عندما سمعته دفع الباب بشده و أصبح خلفها...، كانت نور تشعر بالخوف منه كادت تموت رعبا، حتى أنها لا تستطيع أن تبرر له شي...
-اتكلمي يا نور؟ عشان و حياة ربنا لاخليكي تشوفي العذاب ألوان...، نظرت نور له توحي بأنها رأت الكثير منه و لم يفارق معها ما سوف يفعله بها...حتى أن أصبح ذلك أقسى مما رأيت...
رواية نيران أشعلت الحب الجزء الثاني بقلم أسماء صلاح الفصل الخامس
-اتكلمي يا نور؟ عشان و حياة ربنا لاخليكي تشوفي العذاب ألوان...، نظرت نور له توحي بأنها رأت الكثير منه و لم يفارق معها ما سوف يفعله بها... قبض على شعرها بقوة و كأنه تفاجأ بأنها ظلت تنظر له حتى لم تشعر بألم... كان سليم يشعر بالجنون و دفعها لتسقط على الأرض، كانت نور مستسلمة بطريقة لم يعهدها من قبل، فحتى هي فقدت المقاومة... فقدت قدرتها على البكاء فقد شعرت بأن دموعها قد انتهت... و لم يفارق معها هيئته الغاضبة فان كان يريد قتلتها فسوف تستقبل ذلك بصدر رحب.
نظر لها و قال بتخونيني يا نور؟، سحبها من ذراعه بقوه لتقف أمامه، و كانت قبضته تعتصر ذراعها بقوة و قال بتوعد بس ماشي انا هوريكي... و هدفعك تمن كل حاجه عملتها و ضحكتي عليا بيها... كان بالنسبة لها الاستماع كافي لتشعر بالخذلان و خبيبة الأمل، لم تستطيع أن تصف ذلك بالتحطم و لكنها شعرت بشي اسواء و أعمق من ذلك فهو صدق ما قيل عليها و حتى هي لم تعلم ما تهمتها ...
لم يستطيع تمالك أعصابه فهو لا يعلم لما لا تتحدث و ما الذي حدث لها... صاح بها بقوه انتي ساكته ليه؟ ليه عملتي كدا في تقي يا نور؟ ليه خونتني و روحتي لمازن؟ اتكلمي...! نور بالفعل لم تستطيع التحدث و هو لم يفهم ذلك... و لكنها كانت تخشى أن يفقد أعصابه أكثر من ذلك...
صاح بها مره أخرى و قال ماشي انا هخليكي تعيشي نفس احساسها... ابتلعت تلك الغصة بصعوبة بالغة ... و ظلت كما هي لا تفعل شي.. قبض على معصمها بشده و سحبها خلفه متجها إلى الغرفة... و دفعها ليرتمي ظهرها بالفراش، شعرت نور بألم شديد في بطنها إثر تلك الدفعة ... -طلعتي رخيصة و زبالة زي غيرك... اقترب منها و انحني إلى مستويها و قال هخليكي تندمي على كل حاجه عملتها...
كانت مذعورة و تنظر له بالخوف و ارتعش جسدها.. و شعرت بزيادة الألم الذي احتج بطنها ..، اقترب منها، فانكمشت هي على نفسها بخوف... قال بغضب من صمتها: ارحمي نفسك و اتكلمي يا نور... ابتعدت عنه بخوف بالغ فكل جزء بجسدها يرتعش...، مما زاد ضيقه أكثر و صاح بصوت عالي انتي ساكته ليه؟ ظلت نور على حالتها تنظر له بخوف شديد، و تنكمش على نفسها أكثر...
سحبها بعنف ليجعلها تاخد وضعيه النوم... و جث فوقها قائلا... انتي فيكي ايه؟... و لا مكسوفه من نفسك عشان خونتني. رمشت بعينها و تجمعت الدموع في مقلتيها... قبض على معصمها بشده... ليثبتها أسفله و قال: انطقي يا نور... لم يجد منها استجابة أو رد،.. أشعلت غضبا من تصرفها... و قال كنتي معها بتعملي ايه؟... تعرفي لو عرفت انه لمسك.. هقتلك و اقتله يا نور... انا هحاسبك على كل اللي انتي عملتي...
كانت تريد أن تصرخ بوجهه و تخبره بأنها لم تفعل شي َ.. بأنها ظلت شهرين في مصحة عقليه.. تعترض لجلسات كهربا... شاهدت نظرات الاتهام في أعين الجميع... و لا تستطيع الدفاع عن حقها الذي تم هدره... و الآن هو يتهمها بأنها دمرت تقي و انها خانته...، فهي أن لم تفقد قدرتها على النطق فحتما كانت فقدتها الان... قبض على شعرها مره أخرى... و برزت عروقه وجه و قال بنبرة غاضبة تعلن عن انفجار البركان الذي بداخله...
-تمام يا نور... انا هخليكي و لا تنفعي ليا و لا غيري... عشان مش هسيبك غيري... مزق فستانها التي كانت ترتدي بعنف و كان يزيد غضبه صامتها الذي لا يعلم سببه، اوصدت عينها بعنف لكي تمنع عينها من الرؤية و لم تحاول فعل ايه شي او حتى المقاومة فأفضل شي يفعله لها هو أن يقتلها... قبل شفتيها بعنف شديد... و شعر بطعم الدماء بفمه، ابتعد عنها قليلا و كانت على وضعها لا تتحرك...
-مش قادرة تتكلمي صح...؟... صفعها بقوه على وجنتها... و قال بصوت مخيف: انا هخليكي تحسي باللي حصل لتقي؟... و هخليكي ملكيش لأزمة لأي راجل غيري... بدأ في اغتصابها بقسوة، كان عنيفا معها لدرجه لم يتخيلها هو... و لكن هو لا يقبل فكرة الخيانة منها...، و تركها عندما راي ذلك الدماء التي نزلت منها بغزاره ...، و شعر بانخفاض حراره جسدها و بقيت مثل الثلج...، و شحب وجهها شحوب الأموات... أنهى ما يفعله... و قال مش هسيبك تموتي فاهمه مش مسموح ليكي بالموت يا نور...، سكب كوب المياه عليها و لكنها ظلت كما و أزاد نزيفها...، ارتدى سرواله و خرج من الغرفة باحثا عن هاتفه و اتصل بسيف و اخبره أن يأتي و يجلب معه دكتورة...
و دخل اليها مره أخرى... و قام بتغير شراشف الفراش فهي قد تلطخت بالدماء و البسها ثيابها، كان يشعر بالقلق من فقدانها بتلك الطريقة... خرج عندما سمع صوت الباب و دخلت الطبيبة بعد ما أخبرها عن مكان الغرفة...، نظر له سيف و قال عملت فيها ايه؟ -مش وقته...
ظلت الطبيبة بالداخل مده ليست قصيرة... فهي لم تستطيع وقف النزيف... و خرجت قائلة دا إجهاض... و النزيف مش بيوقف و تقريبا احنا كدا بنفقدها الحالة صعبه اوي... اتعصب سليم عليها و قال بحده اتصرفي... نظر سيف لها و قال طب انتي محتاجه...
-لازم تروح مستشفى حالا غير كدا انا مش مسؤولية هي تقريبا بتموت...دا غير الاعتداء التي اعرضتله -تمام انا هخدها و اوديها على المستشفي حالا... و انتي اسبقيني على هناك... مشيت الطبيبة كما أمرها سيف... و دخل إلى الغرفة و عندما دخل سليم خلفه... قال سيف بغضب دي قدك عشان تعمل فيها كدا؟... انت غبي و زباله ... زفر سليم بحنق و قال دي خاينه و كمان كانت حامل منه...
قام سيف من مكانه و لكمه بقوة... و قال محذرا و انت عرفت منين؟.. بتغتصبها و بتضربها يا حيوان...، بص انا هخدها على المستشفى و لو فكرت تعمل حاجه يا سليم هزعلك انت فاهم...؟ حملها سيف و خرج من الشقه،... نزل إلى اسفل و وضعها في سيارته و اتجه إلى المستشفى... زفر سليم بضيق... و كسر ما وجده أمامه لكي يفرغ غضبه... فهو راي صورتها بين أحضان مازن...،... حكيت له تقي عن كل شي فعلته... اختفيت لمده شهرين كيف لا يصدق هذا...
ذهب إلى المستشفى و اتجه ناحيه سيف و قال هي فين؟ -جواه في العمليات و على فكره مراتك كانت حامل بقالها شهرين و اظن ان من شهرين هي كانت معاك...، يعني انت اللي موت ابنك...و بصراحه أن شايف ان دا عقاب كافي بالنسبة اللي عملته...
ابتلع سليم تلك الغصة بصدمه بالغه جعلته يصمت عن الحديث فهو لم يتوقع انها ستكون حامل بطفله لأنه كان يعلم أنها تناول حبوب منع الحمل... و قال ازاي نور كانت بتاخد؟ و لكنه صمت فعندما كانت هو في العزبة لم تعمل حسابها على تناول الحبوب... نكس راسه بحزن و شعر الندم ..
خرجت الطبيبة من غرفه العمليات و قالت... الحمد الله النزيف وقف... بس طبعا الجنين مات...، و تقريبا هي كانت متعرضة لتعذيب... لأن في جروح بالغه في معصمها و دا نتيجة أن ايدها كانت مربوطة بشي صلب، دا غير دراعها ارزق و به كدمات كتير بسبب الحقن اللي كانت بتخدها و عبارة عن مهدات و منوم...، اكيد لازم تتعرض على دكتور نفساني... و اظن ان الاعتداء اللي حصلها هياثر بالسلب و كمان هي ليها الحق في تبليغ البوليس حتى لو اللي اغتصابها كان جوزها... تلقى سليم تلك الحديث بصدمة شديده... فغيرته اعمته عن كل شي ...
نظر لها سيف و قال طب هي هتفوق امتى؟ -شوية... بعد اذنكم ازاد شعوره بالندم و الخزي من نفسه فهو أوشك على قتلها... نظر له سيف و قال انا مش لاقي حاجه اقولها! عملت فيها كدا ليه...؟ انت كدا بتحبها؟! -واللي عملته في اختك... و خيانتها ليا... -تقي اختك كدابه و انت عارف دا كويس... و انت واحد مجنون و مريض... ... نور مين اللي هتسلط ناس عليها...، و ايه دليل الخيانة اللي عندك؟ -كانت فين الشهرين دول؟...و انا شوفتها في حضنه عايز دليل اكتر من كدا...
-تبرير تافه يا سليم... دي مراتك في الأول و الاخر...؟، طب مصعبتش عليك... يعني دلوقتي هي لما هتقوم هتقولها ايه؟... غيرتك عميتك يا سليم... و خليتك عامل زي المجنون و حبيبت تستقوي على الضعيفة اللي ملهاش حد يحميها... تخيل هي هتقبل تبص في وشك تاني ازاي...؟، اتكلمت مع تقي بهدوء ليه معملتش كدا مع نور كنت اعتبرها اختك..؟ فين حبك ليها و انت كنت هتموتها تحت ايدك بالشكل البشع دا...؟
دلف سليم إليها و عندما جلس أمامها و رأي ذلك الزرقاء الواضح على ذراعها... و الشاش الملفوف حول معصمها...، و شفتيها المجروحة...، اوصد عينه و قال بندم اسف يا نور... لم يجد شيئا اخر يعبر به سوى الأسف... فتحت نور عينها و عندما رأيته انتفضت مذعورة ...، طرقت الطبيبة الباب و دخلت... -مدام نور...؟ طب انتي مش بتتكلمي ليه؟
توقعت الطبيبة بأنها لديها حاله نفسيه أو شي من ذلك القبيل، خرجت و خرج خلفها و سألها قائلا هي مبتتكلمش ليه؟ -اكيد صدمه نفسية خليت دا يحصلها و انا مش هقدر احدد الحالة لازم طبيب نفساني...، و المهم دلوقتي متعرفش موضوع الحمل خالص... تنهد بحزن فهو لم يرحمها و لم يكلف نفسه لمعرفه السبب...، دخل لها مرة أخرى و لكنها أدارت وجهها إلى الناحية الأخرى لكي لا تراه...
قال بندم عارف اني أستأهل ايه حاجه منك...بس والله انا مكنتش شايف قدامي، مش متخيل اني ممكن اعيش من غيرك أو اسيبك لحد غيري... دلف سيف و قال سليم اخرج برا...؟ نظر له بضيق و لكن أكد سيف على طلبه و قال اخرج. برا... خرج سليم و جلس سيف أمامها و قال نور حاولي تقولي ايه حاجه عشان نعرف اللي حصلك دا من ايه؟، و متخافيش محدش هيعملك حاجه والله...
رمشت بعينها و لكنها شعرت بألم شديد...، دخلت الممرضة لكي تبدل لها المحاليل و قالت بحزن ربنا يعوضك خير... نظرت نور لها و كانت تريد سؤالها عن ما حدث لها و لكنها و لم تستطيع و نظر سيف إليها بحده فشعرت بالحرج و ابدلت المحاليل و خرجت... نظرت نور الي سيف... -اهاا كنتي حامل و سقطتي...
لم تصدم نور كثيرا و لكنها شعرت بالحزن فهي فقدت طفلها قيل أن تعلم بوجوده بداخلها و شعرت بالحزن لأنه تلقى الكثير من الأودية و المحاليل... و لكنه رحل بسلام بدلا من الوجود في ذلك الحياة التي قسيت عليها... استغرب سيف من عدم بكاءها و هدوئها... و خرج و تركها... نظر اليه و قال عرفت انها كانت حامل؟ تنهد سليم بحزن فهو يشعر بتدمير كل شي الان...
-انا عايز اخدها على البيت... -ايه هتغتصبها تاني و لا هتعمل ايه؟ -لا بس بدل وجودها في المستشفي ممكن يكون خطر عليها و عشان اعرف مين اللي عمل فيها كدا؟ -تمام يا سليم بس اقسم بالله لو عملت ليها حاجه هاخدها و لا انت و لا أهلها هتعرفوا توصلوا ليها تاني مفهوم... زمجر سليم بضيق قائلا دي مراتي... -لما تحترمها الأول تبقى تقول مراتي و تعالَ نروح للدكتورة عشان نعرف حالتها...
ذهبوا إلى غرفة الطبيبة...طرق سيف الباب... و دخلوا -اتفضلوا... جلسوا و تحدث سيف قائلا هو انا عايزها تخرج من المستشفى... ينفع و لا؟ تنهدت الطبيبة و قالت تمام بس لازم تكون تحت الملاحظة، لأن حالتها النفسية مش كويسه خالص، دا أنها مش بتنام غير بالمنوم... و الله اعلم إذا كان الامتناع عن المهدمات هياثر عليها و لا؟ -طب ممكن حضرتك ترشحي ممرضة من المستشفى -حاضر...
بعد مرور ساعه كان سيف أنهى إجراءات خروجها من المستشفى و اتفق مع إحدى الممرضات...، دخل سليم إليها و قال يلا يا نور عشان هنمشي...، أدارت نور وجهها الناحية الأخرى و كأنها لم تسمعه، فهو لا تطيق رؤيته و تمنت لو كانت تستطيع الحديث لكي توبخه على ما فعله معها وضع يده على كتفها و لكنها ابتعدت عنه... -ماشي يا نور براحتك...بس يلا عشان نمشي...
في تلك اللحظة دخل سيف و قال روح انت يا سليم جهز العربيه... و انا هجيبها و انزل... زفر سليم بحنق و غادر، اتجه سيف ناحيتها و قال يلا يا نور.. و انا بوعدك سليم مش هيعملك حاجه...
وصلوا إلى المنزل و أشار إليها على الغرفه و قال الممرضة هتيجي كمان شويه و انتي ادخلي ارتاحي. هزت نور رأسها...و ذهبت إلى الغرفة... قام سليم يذهب خلفها، اوقفه سيف قائلا انت رايح فين؟ -هشوف لو محتاجه حاجه... -سليم سيبها في حالها كفاية اللي حصل...
لم يستمع سليم إلى حديثه و اتجه إلى الغرفه، طرق الباب و دخل كانت نائمة على الفراش و تضم ركبتيها إليها لم تستطيع النوم...، كان يشعر بألم قاتل فهو سبب لها المعاناة أكثر، جلس بجانبها على الفراش و انتفضت نور بشده.. و قامت مفزوعة.. كان ذلك صعب كثيرا بالنسبة له فهي تخاف منه...
-نور متخافيش انا مش هعملك حاجه... بس عايز اعرف مين اللي عمل فيكي كدا اتكلمي...؟ نظرت له بخوف فهي لا تريد الحديث معه -والله هعملك اللي انتي عايزها بس بلاش تعاملني كدا انا بحبك... و عارف اني غلطان... اعملي ايه حاجه صوتي...عيطي بس بلاش تسكتي كدا...
ظلت نور على وضعها فيكفي ما حدث منه... فهو اتهمها بالخيانة... تنهد و قال محتاجه حاجه؟، هزت رأسها نافيه... -مش هتقولي مين اللي عمل فيكي كدا و ليه اختفيتي...، لم يجد منها اجابه... فخرج و تركها بهدوء
في إحدى الأحياء الراقيه بالقاهرة، كانت دينا جالسه تنظر قدوم أحمد، و دلفت المطبخ لتحضير العشاء... دلف أحمد إلى المنزل و اتجه ناحيه المطبخ و أسندت على بابه قائلا القمر بيحضر الاكل بنفسه... ابتسمت دينا و قالت اتاخرت ليه يا احمد؟
اقترب أحمد منها و وضع قبله على جبنها و قال والله كان عندي حالات كتير اووي و انتي عارفه إسراء و برودها ضحكت دينا و قالت يعني البت غلطانه عشان بتساعدك ابتسم و قال لا يا اختي بس لازم تيجي متأخرة...و بعدين كلها سنه و هتتخرج و انا هتسوح -ما قولتلك لازم نشوف حد يشتغل في العيادة... -ما انتي اللي دكتورة فاشله هنعمل ايه بقا؟
-يا حبيبي انا مش عايزة اتشغل عنك و تلت ايام في أسبوع كويس اووي... و بعدين انا بفكر اقول لإسراء و وليد على ماجده -خليها على راحتها يا دينا بس حاولي معها انا مش عارف هي مش راضيه تسيب المستشفى ليه؟ -ربنا يسامحه جوزها... -انا هدخل اغير و انتي حضري الاكل -من عينا يا حبيبي... -تسلميلي عيونك يا روح حبيبك...
ذهب زين إلى منزل جده و فتحت له صفيه و جلس في انتظاره... أتى إليه و طلب من صفيه إحضار الشاي لهم -نور خرجت من المستشفى و لو اتكلمت هروح في داهيه -لازم تتجوزها... نظر له زين بدهشه و قال اجوزها؟ -اهااا هقنع سامح بكدا...و انت تتصرف معها... -ماشي بس بسرعه البت دي لو اتكلمت هتقول كل حاجه... و ممكن تتكلم في ايه وقت..
استيقظت رنا و لم تجد نور بالغرفة، شعرت بالقلق و عندما أمسكت هاتفها وجدت رساله من سيف يخبرها بأن سليم اخذ نور طبعا ده خلي رنا مش عارفه تعمل فكل البيت عارف ان سليم و نور مطلقين... خرجت من غرفتها و نزلت إلى أسفل و لكن وجدت نيرة تسألها عن نور، صممت رنا قلم تجد شي لقوله -مش عارفه والله يا طنط.. هو مازن فين؟
-زين جي و خده الصبح عشان يساعده في الشغل... عقدت حاجبها و قالت امممم ماشي... و خالو -سامح و صالح في الأرض... عشان يشوف مصالحها... تنهدت رنا و قالت هو حضرتك ليه رافضة جواز نور و سليم؟
-مش رافضة يا بنتي والله بس سليم اللي عمله فيها مش شوية يمكن لو كان اتجوزوا في ظروف عاديه كان هيبقى احسن... سليم حرمني من اني اشوف بنتي الوحيدة و هي في فرحها و بتتجوز و أكملت بحزن و استياء كل ام بتكون مستني اليوم دا... يمكن انا كنت شديده معاملتي ليها بس كنت عايزة احافظ عليها انا ربنا مكرمنيش غير بيها، بكرا لما تخافي هتفهمي كلامي دا... كل ام بتكون عايزة تشوف عيالها في أحسن حال بس باختلاف الطريقة طبعا لمست كلمات هذا الحديث قلبها و بشدة و لكن جعلها تشعر بالحزن أكثر فطفلها لك ينعم بحياة طبيعية...
-يعني لو نور خلفت من سليم ممكن حاجه تتغير؟ -والله يا بنتي مش عارفه بس انا بتمني أن التار يقف... أتت فاطمة و جلست معهم و قالت تار ايه اللي هيقف يا نيرة...؟ -انا خايفه على سامح يا فاطمة... و كمان مازن ابنك... و نفسي نرجع مصر و نسيب كل حاجه هنا نظرت فاطمة إلى رنا بتهكم و قالت حتى لو سيبنا كل حاجه يا نيرة العار هيفضل ورانا...
دلف سليم إلى الغرفة و كانت نور تخرج المرحاض و تضع المنشفة حول جسدها ...، نظرت له بضيق و غضب لدخوله المفاجئ... تنحنح سليم قائلا نسيت اخبط؟ اتجهت ناحيه المرأة لم تعطي له ايه اهتمام و قفت أمامها و قامت بإمساك الفراشة لكي تمشط شعرها و لكنها شعرت بألم عند تحريك ذراعها... اتجه سليم ناحيتها و وقف خلفها... عندما وضع يده على اكتافها.. شعر برجفة جسدها...
أخذها من الفراشة لكي يمشط شعرها عوضا عنها، وقفت صامته تشعر بالضيق من اقترابه منها...، و لكن أستمع قلبها الي نبضات قلبه المضطربة...، قام سليم بلف شعرها كعكه... -عايزة مساعدة؟ -عايزك تخرج و تسيبني في حالي... نظر لها سليم بدهشه و قال نور انتي...
لم يجد منها اجابه و ذهبت إلى الخزانة لكي تخرج ثيابها... اتجه خلفها و ضرب باب الخزانة بقبضة يده و قال بغضب نور متخرجنيش عن شعوري... و اتكلمي بدل ما ازعلك... نظرت له باستياء و ذهبت منه أمامها و لكنها تفاجأت به...
رواية نيران أشعلت الحب الجزء الثاني بقلم أسماء صلاح الفصل السادس
تفاجأت به يحتضنها من الخلف و الصق ظهرها بصدره، اوصدت عنها لتكبح عنها ذلك المشاعر السخيفة التي تحملها إليه، هو اعتدى عليها قتل طفلها، اتهمها بالخيانة و لم يكلف نفسه لمعرفه ما أصابها...كانت تشعر بنبضات قلبه المتلاحقة و أنفاسه الساخنة التي تلفح عنقها، كانت تريد أن ترتمي في حضنه و تبكي ما حدث لها و تحكي له على كل شي و لكن عزمت بداخلها انه سوف تذيقه العذاب كما فعل معها في نهاية الآخر هو من خسرها... و دمر ما تبقى بداخلها لا تستطيع مساحته تلك المرة...
عندما استمعت إلى نبرته الهادئة..: مش هطلب منك انك تسامحني... بس انا مش هسيبك حتى لو هتعيشي معايا بالعافية... أدارت نور جسدها له و تخلصت من يده التي تحاوطه و قالت باندفاع انسى يا سليم... -مش بمزاجك انتي مراتي -خاينه...؟ زي ما قولت بس فعلا في الوقت دا أتأكدت أن مازن احسن منك ميت مره... و أكملت بسخريه لكن انت بقا عملت ايه؟ اغتصبتني هتقوليلي حقي و انتي مراتي ما انت بجح، بس اهو ابنك مات بسبب اللي عملته...
احددت نظرته لها بغضب و قال: -يعني هو ابني انا لوحدي؟... و بعدين انا المفروض أعمل إيه و انا شايفك في حضن واحد غريب... رمقته نور بسخريه و قالت تعرف اني مغفلة عشان حبيبتك بس بجد مش عارفة اشكرك ازاي؟ فعلا انا مش طايقه ابص في وشك حتى... و كنت هبله لو حسيت ان سليم البنهاوي... اللي اقتحم حياتي فجأة بكل عجرفة و غرور هيتغير... و شعرت بتجمع الدموع في عينها و قالت بصوت باكي انبعث من بين ثنايا قلبها ندمانة على كل لحظة جمعتني بيك يا سليم... و ندمانة على حبي ليك اللي طلع ملهوش ايه قيمة عندك... بس انا مش هنطق بحاجه و خلي اختك اللي قالت عليا اني السبب في اللي حصلها تتكلم..، و لو على الخيانة فأنا هخونك بجد لو مطلقتنيش..
لمجرد لفظها لكلماتها الأخيرة شعر بالغضب و قبض على ذراعها بقسوة و عنف و قال مش هطلقك و ابقى وريني هتعملي ايه يا نور؟ و انا ممكن اعمل فيكي أسوأ من اللي عملته...
رفعت وجهها له لتتلاقي نظراتهم، كانت نظرتها مليئة بالحزن و الخذلان فهو قسى عليها بما يكفي حتى و إن صدق بعض الكلام فهو لم يتأكد لم يدعها تبرر له... لم يسأل عن حالها و اختفائها كل ما يهمه انها كانت تخونه... نظرتها المته بشده فهو لم يكن يتخيل انه سوف يقسو عليها مره أخرى و بهذه الوحشية...
-هرفع قضية خلع و القانون يجبلي حقي، بس انا مش هعيش مع حيوان زيك... لم يستطيع سليم تحمل أكثر من توبخها له، وضع يده خلف رأسها ليقرب وجهها منه و انحني ليقبل شفتيها و همس أمامها بنبرة توحي بالتملك قائلا: انتي بتاعي انا يا نور مش هسيبك...
استوعبت نور ما حدث و استرجعت شجاعتها التي انسحبت منها و قالت بنبرة توحي بالعصيان: الأول يا سليم لكن دلوقتي لا... انت بالنسبالي راجل اتجوزته غصبن عني، راجل بهدلني و ذلني... فضلت ورايا لحد ما وصلنا لنهاية كل حاجه بينا يا سليم... يمكن كفايه عليك تفضل عايش بذنب انك موت ابنك... -كلامك دا ملهوش لازمه عشان انتي بتحبني...
نظرت له و قالت بحزن غلطة و ندمت عليها... لو كنت اعرف انك هتفضل زي ما انت مستحيل كنت هفكر احبك... انت خليتني خاينه و انت معنديكش دليل واحد...عملت كدا ليه؟ اديني سبب واحد يبرر للي عملته...! انت حتى مشوفتش اني مش عارفه اتكلم و لا خدت بالك من الجروح اللي في أيدي...
ضمها سليم إلى صدره و لف ذراعه حول خصرها، و وضع يده خلف رأسها ليدفنها في صدره و قال بحبك، بحبك اكتر ما تتخيلي يا نور، و مستحيل اسيبك، انتي بالنسبالي كل حاجه.. طول الشهرين دول كنت هتجنن و اعرف انتي فين؟، جالي رساله من رقمك... و كنت مراقب البيت و عرفت انك ظهرت مع ظهور مازن كل دا و مش عايزني أشك...؟
ابتعدت نور و قالت خلصت؟ و أكملت قائلة كلامك مش هيفرق معايا بحاجه و انا عايزة اطلق و بذوق أو بالعافية هتطلقني لاني مش هعيش معاك و على فكرة انا مش هتكلم معاك تاني... و اعتبرني خرسة لاني مش هتكلم و لا هقول حاجه... تنهد سليم بغضب و قال كلامك دا ملهوش لازمه و طلاق مش هطلق و انتي هتفضلي مراتي... و لو كنتي مضايقه من اللي حصل فبلاش تعملي الحوار أن ابنك مات و الكلام الفاضي دا... لان انا عارف انك مكنتش عايزة تخلفي مني..
ترقرت الدموع بعينها و قالت بحزن ايوه مكنتش عايزة يا سليم بس من حقي ازعل لما احس انك مش واثق فيا و ايه كلمه ممكن تدمر حياتنا مع بعض، و من حقي ازعل على اللي اتبهدل قبل ما يجي الدنيا أو حتى بوجوده، بدل ما تخليني اتحمي فيك و تكون انت اماني تخوني، روحت تتجوزي عليا، و بعدها جاي تقوليلي اني خونتك و كمان موت ابني...
أخذت أنفاسها و كملت بس خلاص انا مش قادرة استحمل كذبك و لا عايزة ابقى عايشه معاك و انا خايفه منك أو من غيرك، حياتنا مع بعض انتهيت و انت السبب، و لو مش عايز طلقني خلاص بس مش هتلمسني نهائي لو فكرت تقرب مني... صمتت نور لتبحث عن تهديد تستخدمه و لكنها لم تلحق و وجدته يحاوط خصرها و بقربها منه بشده... و مرر أطراف أصابعه ليتحسس وجنتها و قال بهدوء في المشمش يا نور...
رفعت وجهها و نظرت له بدهشه و قالت مش هيحصل و على فكرة انا ممكن اقتلك و اخد بتار ابني... -و على فكره انا ممكن ابوسك... تنحنحت نور و أزداد بريق عينها الخضراء و قالت -لوسمحت اطلع برا و متتدخلش عليا غير لما تخبط الباب...
تنهد سليم و قبض على خصرها و قال اسف و عارف ان أسفي مش كفايه بس انا عمري ما اعتذرت لحد، انا هسيبك براحتك بس مفيش حاجه من اللي قولتي عليها هتحصل عايزة تفضلي ساكته براحتك، مش عايزة تتكلمي برضو براحتك، اعملي كل حاجه براحتك... -عايزة اطلق مش طايقك و مش بحبك و مش هعمل ايه حاجه هتقولها... و مش هسمع كلامك...
و اوصدت عينها و قالت كفايه ونبي مش قادره استحمل حاجه تاني يا سليم... تنهد سليم و حاوط وجهها بكفيه قائلا كنتي فين؟ -و انت مالك اعتبر اني كنت بخونك... انا مستحيل اسامحك على اللي حصل -بلاش تسامحني بس بلاش تبعدي عني، و انا ندمان اكتر منك و مستعد اعمل ايه حاجه عشانك؟
-أحسن حاجه تعملها هي الطلاق -اديني فرصه يا نور.. انا بحبك والله العظيم بحبك... و بجد انا ندمان اوي على اللي حصل... و ابني كان فارق معايا اكتر منك.. بس يمكن دا كان عقاب ليا على اللي عملته معاكي... تخلصت نور من قبضته و ابتعدت عنه قليلا، و امسكت رأسها لشعور بالدوار، قلق سليم عليهَا و اتجه ناحيتها... -نور انتي كويسه؟ -اهاا...
حملها بين ذراعه و وضعها على الفراش برفق و قال انتي حاسه بايه؟ اوصدت عينها بتعب و قالت كويسه قام سليم و أخذ ثيابها التي اوقعتها على الأرض و جلس بجانبها مره أخرى، كانت نور مازالت موصده عينها، وضع يده على طرف المنشفة، امسكت نور يده و قالت بوهن اخرج برا لو سمحت و خلي الممرضة تتدخل و هي هتساعديني...
انحني عليها و قربها وجه منها و همس بهدوء محدش يشوف جسمك غيري... قشعر بدنها بشده، أزال المنشفة عنها...و بدأ في تلبيسها... قبل شفتيها بحب و قال خلصت... فتحت نور عينها ببطء... امسك يدها و قبلها بحنان انا هطلع و هنادي على الممرضة... هزت رأسها.. قام سليم و خرج من الغرفة و أمر الممرضة بالدخول و قال لها هي داخت... ابتسمت و قالت انا هدخلها اشوفها حالا...
-طب هي داخت ليه..؟ و مش بترضي تأكل... -المحاليل بتعويضها عن الأكل، لأنها بقالها كدا فترة و كمان انا هديها مهدي أو منوم عشان تعرف تنام... عندما دخلت الممرضة، دخل سليم خلفها... علقت لنور المحلول و قالت هو حضرتك ليه هي كويسه؟ -طب هي هترجع تأكل تاني امتى؟ و بعدين لازم تبطل المهدئات و المنوم عشان ترجع طبيعية تاني..
قامت الممرضة و اتجهت لتقف أمامه و قالت بنبرة لعوب اكيد لازم و انا هشرح ليك كل حاجه بالتفاصيل قصدي لحضرتك و أكملت هي مراتك؟ فهم سليم ما تلمح إليه و قال امممم... -طب انا هديها منوم و هتنام لحد بكرا او بليل انت ايه اللي يريحك... -عادي براحتك...
ابتسمت له و اتجهت ناحيه نور و لكنها توقفت عندما راتها تنظر لها بحده و غضب، شعرت الممرضة بالحرج و همت بحنقها و لكن اوقفتها نور بيدها... -لازم حضرتك تاخدي الدوا رمقتها نور بغضب... فتركت الدوا من يدها و خرجت من الغرفة -مش لازم يعنى تفضل تتكلم معها و لا هي قلة أدب و خلاص... تفاجأ سليم و قال عادي و بعدين انت مضايقه ليه؟ -مش عايزة ممرضين...
-يا نور... قطعته بحده و هي تعقد ذراعها أمام صدرها مش عايزة و انت اتعلم أدى حقن و لا انت مش شاطر غير في قله الادب ... و لو مش عاجبك هات ممرض راجل مش عايزة ستات خالص فاهم -ايه اومر تاني ... -لا و اتفضل اطلع و على فكرة انا ممكن أطلع في وقت فخد بالك تمام... تذمر سليم و خرج من الغرفة و هي يشتعل غضبا من كلماتها الجارحة له، جلس على الاريكه و أشعل سيجارته... فهو يعلم كم هي عنيدة و لا يستطيع السيطرة عليها، حتى أنها لم تقول ما حدث لها..
اتنرفز سامح بشده و قال يعني ايه نور مش موجودة راحت فين؟ طبعا رنا واقفه ساكته لأنها الوحيدة اللي عارفه مكانها... رد مازن عليه قائلا اهدي بس يا خالو و اكيد هنلاقيها... -هنلاقيها يا خالو متقلقش -اختفيت شهرين و رجعت مبتتكلمش... و مش عارفين. كأنت بتعمل ايه؟
-بنتك كانت في مصحة عقليه... و شوف مين اللي عمل فيها كدا بدل ما انت جاي تزعق و خلاص و حتى لو هي دلوقتي عندي سليم ايه المشكله احنا أهلها معرفناش غابت شهرين في مستشفى المجانين و محدش يعرف عنها حاجه... نظروا الجميع الي مازن باستغراب و اردف قائلا -و ايه اللي هيودي بنتي المصحة... انت كداب...
لم تستطيع رنا التملك في اعصابها و قالت بغضب كفايه... روح اسأل في المستشفي... أو هات دكتور يكشف عليها بدل ما تحمي بنتك... تروح تعمل كدا و بعدين انتم تعرفوا ايه عن نور عشان تتكلموا... اتعصبت فاطمه عليها و قالت بحده رنا متنسيش انك بتتكلمي مع خالك... صمتت رنا و زفرت بضيق... أتى صالح على صياحهم معا... و قال خير يا جماعه صوتكم واصل لحد برا... -نور مشيت و اكيد راحت لسليم يا صالح...
تنهد صالح و قال بكرا تعقل يا سامح... و لما ترجع هنفهم منها في ايه... و انت يا مازن انزل القاهرة للمصطفي -بس انا مش... قطعته صالح قائلا هتنزل يا مازن... و نور هترجع ابوها موجود و عمها و لما نموت تبقى انت تقف تزعق فينا أكده... نظر لهم مازن بغضب و الله تصدقوا أن سليم اول مره يقول حاجه صح باين ان عيله كلها نسوان و مش شاطرين غير في الكلام انا همشي بس بجد لو عملتوا في نور حاجه انا هزعلكم و هنسي أن ليا أهل..
خرج مازن في ظل نداء والدته و رنا و لكنه لم يستجيب لهم و اخدهم و غادر -فاطمه خدي نيرة و رنا و اطلعوا على فوق الكلام خلص و لما نور ترجع هتاخد عقابها و انجزوا جبل (قبل) ما جدي عبد الحليم يجي... و بعد مرور الوقت كان عبد الحليم و زين يجلسون معهم تحدث عبد الحليم قائلا بنتك هتتربي كويس يا سامح و هتتجوز ابن عمها زين... نظر له سامح و قال زين؟
رسم زين ملامح الدهشة الزائفة على وجه و قال ايه الكلام دا بس يا جدو ادعي عبد الحليم الحده و قال الكلام خلص خلاص انت هتتجوز نور و اظن انها اتجوزت سليم قبل كدا يعني مش هتبقى اول مره و اللي عنده كلام غير كلامي يقول... تنهد صالح و قال محدش يقدر يتكلم يا حج... و بعدين انا مش هلاقي احسن من بنت اخويا لابني... تبرجل سامح فهو يريد لها مازن و لكن زين كويس بالنسبة لها أيضا -اول لما هترجع هنكتب الكتاب... و مفيش رجوع في الكلام دا...
تحدث زين قائلا لكي بدمج الدور الذي يمثله هو و جده -ازاي بس يا جدي انا مش موافق و مازن؟ ادعي عبد الحليم الغضب و قال الكلام خلص و انت يا صالح عقل ابنك... عشان انا مش حمل مناهدة و اول ما ترجع هتيجي تقعد في البيت و صفية هيكون عينها عليها مفهوم... تنهد سامح و هز راسه بعدم ارتياح، غادر عبد الحليم و بعد ذلك زين.
نظر له صالح بعتاب قائلا انت مش عايز ابني لبنتك و لا إيه يا سامح... تنهد سامح و قال ازاي تقول كدا يا صالح بس انا مبحبش كلام عمك -عمك كلامه صح و بعدين انا بفكر اعمل قعدة صلح مع البنهاويه و نخلص التار إللي بنا و ناخد بنتنا و الموضوع يبقى خلص، نظر له سامح باستياء تفتكر هنخلص...! نور بتحب اللي اسمه سليم دا و خايف... و صمت لشعوره بالحرج من شقيقه، تحدث صالح لمنع الحرج عنه قائلا و انا عارف و بعدين زين هيعملها بما يرضي الله في الأول و الآخر نور بنتنا..
ابتسم سامح بامتنان و قال ربنا يخليك يا اخويا بس انا عايز أتأكد من كلام مازن و رنا... -اتأكد و ماله؟... احنا نسأل رنا و نروح المستشفى... -خلاص نتوكل على الله...
بإحدى المستشفيات بألمانيا كانت عبله تقف في الخارج تنظر خروج حسن من جلسه العلاج.، و كان معه ياسر بالداخل و بعد مرور بعض الوقت خرج ياسر و هو يسند خاله... و اتجهوا إلى غرفته المخصص له بالمستشفى و دخلت عليه خلفهم وقالت الحمد الله اتحسنت كتير عن الأول يا حسن.
ابتسم حسن و قال اهااا الحمد الله... بس بحس رجلي مش زي الاول -متقلقش يا خالي دا عشان الجلسات... و هترجع تمشي احسن من الاول و الحمد الله العملية نجحت تنهد حسن و قال الحمد الله... هنرجع مصر امتى... -لسه شوية يا اخوي و بعدين انت عايز ترجع ليه...؟ مش لما تخف الأول... عبله زي ما يكون قلبها حاسس ان في مصيبه بتحصل في البيت...
نظر لها و قال عشان اطمن على الولاد... و نفسي اسمع خبر يفرحني مهم نظرت له و قالت خير بإذن الله... -انا عايز اكلمهم اطمن عليهم... تنهدت عبله و قالت ليه؟ ما احنا لسه مكلمهم من فتره و بعدين سيف طمنا -قلبي مش مرتاح لكلام سيف و تقي متكلمتش و لا حتى اطمنت على ابوها... رتب عليه ياسر و قال عادي اكيد سيف كان برا َ...
-هي يسرا و عمار فين -في البيت ما انت عارف ان عمار مش بيسكت و أكملت بعفوية نور هي اللي كانت بتسكته نظر لها حسن بحده و قال ليه السيرة دي عاد... -البت ملهاش ذنب في حاجه يا حسن... امسك حسن هاتفه و فتحه فهو يغلقه دائما.، و عندما فتح وصلت إليه رساله تحمل فيديو و كانت تلك الرسالة من اسبوعين و لكنها وصلت له الأن، تشنجت ملامح حسن بشده و جلت على وجه علامه الصدمة... لاحظ ياسر و قال في ايه؟
و سألته عبله بنفس السؤال و لكن قفز حسن من الفراش و قال هننزل مصر حالا... نظرت له عبله و قالت بقلق هننزل دلوقتي ازاي يا حسن؟ أنت لسه تعبان... اتعصب حسن و قال كلامي انتهى روح يا ياسر حضر كل حاجه عشان اول طيارة نازله مصر... نظر ياسر إلى والدته و غادر...
تكلمت عبله فهي لا تفهم شي و لكن من الواضح انها مصيبه... جلس حسن و أخذ أنفاسه التي شعر بذهابها، نظرت له عبله و قالت في ايه با أخوي.؟ -بنتي...؟ تقي؟ و ذلك امسك هاتفه و اتصل بسيف و قال انت عارف اللي حصل لأختك تصلب سيف مكانه و قال بتلعثم قصدك ايه؟
اتعصب عليه بشده و قال تبقى عرفت... و قفل السكة في وجه... نظرت له عبله و قالت بقلق في ايه يا حسن؟ -هقتلها و حيات ربنا هقتلها و اخلص... لم تفهم منه شي و لم يعطي لها ايه تفسير فهو تنظر تذكرة لسفره ليذهب و يتصرف في المصيبة التي حلقت به... -انت شوفت ايه طيب فاهمني ؟...
كان سليم بجلس بالخارج كما هو و لكن استمع لصوت تكسير بالغرفة... هرول مسرعا بقلق و عندما فتح الغرفة...