رواية نيران أشعلت الحب الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل السابع عشر
ذهب سليم و سيف من المصنع و في طريقهم إلى المنزل.. تحدث سليم قائلا جيت انهاردة ليه؟ -عادي زهقت المهم ايه اخبار البيت.. -يعني ماشيه.. بس أبوك مبكلمنيش بقاله اسبوعين و مش عارف اعمل ايه؟
-لما نروح هكلم معها...، وصلوا الاثنين إلى المنزل و بالتأكيد اول شي سأل عنه سليم كان نور و أخبرته توحيده بأنها خرجت من بدري.. تسرب القلق إلى قلبه و خرج ليبحث عنها و كذلك سيف و لكن لم يجد لها أثر، شعر بأنه سوف يفقد عقله و قال يعني راحت فين.؟ -اهلها ممكن يكون حد من اهلها خدها، جدها أو عمها، تنهد سليم بضيق و قال اجمعلي الرجالة...، كان خلال دقايق سليم و سيف أمام منزل السويفي و خلفه رجاله محمله بالسلاح...، طرق الباب بقوة شديد.. فتحت صفية الباب و قالت انتم هتتهجموا على البيت و لا إيه عاد.. صاح سليم بقوة جعلتها ترتعب اقسم بربي لو نور حصلها حاجه ما هيطلع على عيلتك نهار..
قالت بتهكم و احنا مالنا مش انت اللي اتجوزتها.. علي صوته مره آخري و لكن بقوه جعلت أركان البيت تهتز قائلا نور فين؟ -معرفش...، اخرج سليم سلاحه و صوبه في اتجاها و قال هتنطقي و لا اقتلك؟، جاء صالح إلى المنزل عندما راي ذلك الموقف من شرفه منزله و وقوف رجالة أمامه منزله و منزل عمه و قال نزل سلاحك يا ابن البنهاوي ميصحش أكده.. التفت له سليم و قال هقلبها مجزاره لو معرفتش مكانها؟ اردف سيف بعصبيه هو الآخر ما تقولوا وديتوا البت فين؟
تنهد صالح و نظر إلى صفيه و قال عمي خلي أتنين من الغفر يخطفوها و بعدين خدها في مركب في النيل عشان يموتها و أخبره العنوان . نظر له سليم بدهشه و قال و انت مش عارف تتدافع عن بنت اخوك...صحيح عيلة كلها نسوان.. بس و رحمه اخويا لو نور حصلها حاجه لادفنكم صاحين.. خرج سليم من المنزل و ركب السيارة و سيف معه.. نظر له سيف و قال ممكن يكون رمها، ضغط على البنزين لتزيد سرعه السيارة و أوقفها و اتجه إلى إحدى المراكبية و قال عبد الحليم السويفي طلع هنا من امتى...؟
تبرجل الرجل و نظر له بقلق قائلا مش فاكر، غضب سليم و امسكه من طرف جلبابه أنجز بدل ما ابيتك الليلة في السجن.. -من ساعه و زمانه بعد قوي.. -أسرع مركب هنا عايزها حالا.. نظر إلى سيف و قال خلي الرجالة هنا و عبد الحليم ميروحش بيته انهاردة.. أمرهم سيف بذلك و صعد معه و قام المراكبي بالقيادة..
قامت نور و اوصدت عينها و انجرفت دموعها بغزاره، صاح بها بقوه انجزي.. نظرت إلى مياه النيل و سواد الليل، عديت كل شي من أمام عينها فدائما ما تكون لحظات الموت صعبه و نهائية.. و ألقت نفسها في الماء.. كانت تشعر باختناق نفسها و ذهاب روحها، فقدت القدرة على المقاومة فهو أردت أن ترحل بسلام الان.. حتى أن كانت وجبه لإحدى الأسماك، شعورها بالخوف الجمها من سواد الليل و ظلمته..
أمر عبد الحليم المراكبي بالعودة و لكنه اصدم عندما راي سليم على مركب آخر.. نظر له بسخريه و قال زمان السمك كلها يا ابن البنهاوي.. نظر له سليم و لم ينطق.. -هتعمل ايه؟ -هنزل.. نظر له بدهشه هتنزل فين يا سليم النيل غويت اوي.. زمانها ماتت..
-كل اللي حصل دا بسببي انا يا سيف، مستحيل اسيبها تموت، و عندي الموت أهون ليا.. قفز سليم في المياه، شعر سيف بالدهشة و الخوف، بحث سليم عنها أسفل المياه و لم تستطيع الرؤية بوضوح بسبب الظلام و لكنه وجدها اقترب منها، و فك يدها و اخدها ليطفو فوق الماء، ساعده سيف و اخذها منه و صعد هو الآخر، ظل يضغط عليها و قام بفعل تنفس صناعي لها.. كان سيف يراقبه بدهشه فهو يعلم أنه كان علي مشارف فقدان حياته..
سعالت نور بشده و فتحت عينها بصعوبة فهي لا تصدق انها مازالت على قيد الحياة و قالت بوهن سليم.. قبل سليم يدها و قال انتي كويسه...؟ اوصدت عينها مره أخرى.. وصلت المركب إلى البر و حملها سليم و كان رجاله قد امسكوا بعبد الحليم نظر لهم و قال خلوا زي الكلب لحد ما اجي ؟
غادروا إلى أقرب مستشفى.. كان يقف بالخارج و عقله ينفجر من التفكير و ثار جنونه، كان سلف يهدئه من الحين و الآخر، خرج الطبيب لهم و قال هي كويسه و التنفس انتظم تاني الحمد الله.. تنهد سليم بارتياح و قال انا هروح على عزبة يا سيف، مش هرجع نور البيت تاني.. -و هتعمل ايه؟ -ولا حاجه هطلقها و اخليها تسافر أمريكا...و عبد الحليم الكلب دا لازم يموت...، نظر له سيف بعدم اقتناع و قال يعني كنت ممكن تموت عشانها و بتقول هطلقها انا مش فاهم حاجه؟
-انا السبب في كل حاجه حصلتها افتريت عليها و دمرت سمعتها و خليت ابوها يتخلى عنها...انا هدخل اشوفها.. دلف سليم إلى الغرفة و جلس على المقعد المجاور، تنهد بحزن مكنتش مستعد اخسرك بالطريقة دي يا نور..! فتحت عينها ببطء و ازلت بيدها جهاز التنفس وقالت بوهن انا فين؟ -في المستشفي...، أوصدت عينها و بدأت تستعيد ما حدث و قالت انا جيت هنا ازاي؟ -انا جيبتك هنا..
-ازاي؟ وصلت ليا.. -نور ممكن تسكتي عشان متتعبيش...، ضمنت نور قليلا لتأخذ نفسها بصعوبة و قالت سليم ممكن متعملش حاجه لجدو.. تقلصت ملامحه و قال بعصبية مكتومة و ليست ظاهرة فهي ليست إلا ضحية "هموته يا نور" طلبت منه برجاء و توسل: ارجوك لا يا سليم هو حقه يعمل كدا.. و صمتت لتأخذ نفسها مره أخرى و قالت بوهن عشان خاطري يا سليم سيبوه، كفايه قتل يا سليم.. عبد الحليم لو مات الباقي مش هيسكتوا كفايه عمي شرف و بابا.. و نبي متعملش حاجه لي.. انا تعبت مش كل شويه حد يموت.. و أمسكت يده و أكملت ببكاء ارجوك يا سليم تنهد سليم فهي كانت على عتاب الموت و قال نور دا كان عايز يقتلك..؟ -مش مهم يا سليم حياتي مش مهم لحد اصلا.. انا ابويا كان عايز يقتلني و انا السبب في اللي حصله...نظر لها و قال طيب يا نور هسيبه.. تنهدت نور بالارتياح..
ظلت صفيه تندب و تنوح و قالت عجبك أكده جولتهم على المكان زمانهم جتلوه.. تنهد صالح وقال ما هو انا مكنتش موافق.. زمجرت و قالت بعصبية يعني مكفكش ولدك اللي اتجتل (اتقتل) و اخويا اللي راح، و بنتي.. -دي مراته يعني منجدرش نعمل حاجه، مش عايز اخسر عيالي و كفاية سامح اللي في المستشفي.. دلف زين إلى المنزل و هو يشتغل غضبا و يتطاير الشرار من عينه و قال سليم و اخوه بيتهجموا علينا..
صفية بنواح جدك يا زين سليم البنهاوي هيقتلوه عشان بنت عمك اللي بهدلت سمعه العيلة و راحت اتجوزته -قسما بربي لو جدي مرجعش ما هيحصل كويس.. و محدش هيقتل سليم غيره.. زفر صالح بضيق فقد طفح كيله من صفية و زين و لكن الآخر هو كمان عقله مشغول على عمه فعبد الحليم لا يستطيع تحمل ايه شي و ممكن أن يفقد حياته بسهوله فهو كبيرا بالسن و صحته لم تسمح..
ظلت يسرا جالسه على نار فهي لا تعلم أين ذهب سليم، و لما ذهب من الأساس فهل هي تهمه إلى هذه الدرجة، كانت تبدو في عالم آخر، و كذلك رغدة التي كسر خاطرها فهو تركها و ذهب خلف الفتاة التي قتلت شقيقها على ايد عيلتهم، و بالتأكيد كانت توحيده تشعر بالقهرة فمن الواضح أن ابنها وقع في حب بنت السويفي.. و كان ياسر يحاول الوصول إليه لكي يطمن عليهم و على نور.. و بعد مرور الوقت دلف سيف إلى المنزل فركضت هاجر و توحيده عليه، قالت هاجر بلهفة انت زين و لا حصلك حاجه..
-انا كويس و سليم كويس.. -ونور سألته عبله، اجابها..."كويسه يا عمتي" و نظر إلى تقي و قال اطلعي حضري لبس نور يا تقي و انا هطلع اخد الشنطة، استجابت تقي له و صعدت، نظرت له توحيده و قالت باستفسار يعني ايه؟ اخوك فين..؟ -مفيش حاجه يا أمي هو هيكلمك بس عشان نور تعبانة..
بعد مرور ساعات بدأت حالتها في التحسن سمح لها الطبيب بالخروج أن أرادت و أخبرها سليم انهم لم يعودوا إلى المنزل مره أخرى، الحت نور على طلبها يتركه لعبد الحليم و انها سوف تذهب معه فهر تعلم أن سليم عنيد و لا يترك حقه ابدا، أخذها معه و هو يشعر بالضيق من عنادها و تصممها على تركه وصل سليم بسيارته إلى مخزن المصنع الذي يوجد به عبد الحليم، ترجل من السيارة و تابعته هي و أمسكت يده، نظر لها سليم و بعد ذلك دلفوا.. كان عبد الحليم يجلس على المقعد و قال عند رآهم جايه عشان تشمتي فيا؟ نظرت له نور و قالت ببكاء لا بس انا عايز انت ليه عايز تقتلني انا معملتش حاجه و اذيت حد؟
-جيبتي العار اتجوزت سليم و محدش داري السبب كان ايه؟ و لا علاقتك به كانت ماشية كيف؟ ابوكي في غيبوبة.. والله أعلم سبب الحادثة كانت ايه.. شرف جوز عمتك اتقتل بسبهم الشركه اللي بناها اتهددت، انا مش هخاف من الموت، و لو أطول ادفنك حية انتي و هو كنت هعملها.. حق ندى اللي ابن عمه اغتصبها و ضيع حياتها.. و دا كله و عتسالي (هتسالي) ليه عايز اجتلك (اقتلك) ابوكي لو اكتب لي عمر جديد و عرف انك متجوزها هيجتلك (هيقتلك).
-كان يستمع إلى حديثه ببرود و ينظر له بكراهية فهو يريد قتله و لكن تلك العتيدة وقفت امامه...و قال بحده و حزم الموضوع خلص و انا لو كنت هسيبك فعشانها غير كدا كان زمانك مع ابنك...، و امسك يدها و خرج و أمر رجاله بأن يتركوا، ظلت نور تبكي طول الطريق فليس لها ذنب فيما حدث فقدت والدها و عيلتها و تجوزها رغما عنها، يتعامل معها كيف يشاء، زقر سليم يضيق و قال نور بطلي عياط عشان اقسم بالله لو حصلك حاجه و لا تعبتي هزعلك.. ابتلعت ريقها و التقطت أنفاسها المضطربة و قالت حاضر.. هو احنا رايحين فين؟
-العزبة.. صمتت و بعد مرور الوقت وصل سليم إلى المنزل و كان سبقه لكي يوصل أغراضها و قال الحجة وداد حضرت كل حاجه و اديت خبر للشاغلين انك هتقعد هنا.. -تمام انت هتنزل مصر امتى؟ -انهارده و على الصبح هكون هناك...، غادر سيف و تركهم صعدت نور إلى الغرفة و معها سليم و قالت هو انت جيبتني هنا ليه؟ -عادي يا نور و بعدين مش هخطفك يعني.. ارتاحي و لو احتاجتي حاجه قوليلي.. زفرت نور بضيق و قالت و انت رايح فين؟ هتنام في اوضه تانيه برضو.. تنهد سليم و قال نور لوسمحتي هنتكلم بعدين مش دلوقتي -جيت تنقذني ليه طب؟
-نور احنا هنفضل هنا شويه يومين بالكتير و انا هطلقك و اخليكي تسافري أمريكا...، صفقت نور بيدها و قالت بحزن و قهره تحطم القلب بجد يعني خلاص هتسيبني؟ وقفت انتقامك من اهلي و قررت تفرج عني و لا حسيت ذنب عشان كنت هموت و لا هتحس ليه ما انا مش فارقه معاك صح.. هترميني في أمريكا.. تنهد سليم فهو لا يريد إطالة الحديث معها و لكن من الواضح أن نور لم تمرر تلك الليلة و قال عايزة يا نور وانا هعمله؟، فهو كان يريد أن يرضيها بايه شي...
بكت بشده قائلة انا بحبك يا سليم و عايزك بلاش تتطلقني نظر لها صدمه و قال نور.. زاد نواحها مش عايزة اسمع منك حاجه يا سليم انت عارف يعني ايه انا اللي بطلبك و انت برضو عايز تسيبني كل دا عشانها.. حاول الاقتراب منها و لكنها ابتعدت بخطواتها للخلف و قالت بانهيار مزدوج بالبكاء الشديد خلاص بقا يا سليم كفاية، بهدلتني و عذبتني بجميع الطرق الممكنة و في الاخر جاي عايز تسيبني بكل بساطة، سحبها لترتمي بحضنه و رتب عليها كان يشعر بالحزن عليها من تلك الكلمات التي قالتها عن اعترافها بحبها له فهي تخلت عن عنادها و كبرياءها من أجله..
ابتعدت عنه لتنظر له بعينها الدامعة و قالت انا عايزة ابقى مراتك بجد و بعدين طلقني.. نظر لها بدهشه من طلبها و قال نور انتي عارفه انتي بتتطلبي ايه؟ ازدرت ريقها و قالت عارفه و متأكدة من اللي انا بطلبه اعملي الحاجه اللي عايزها و أكملت ببكاء انا عارفه انك مش بتحبني و مش عايز دا و كل اللي انت عملته عشان ترجع حق و صممت لتشعر بذلك الألم الذي ينهش قلبها قائلة مراتك و اخوك وضع يده على وجنتها ليمسح دموعها بأنامله برفق بلاش يا نور هتندمي.. نظرت له باكيه مش هندم يا سليم، على الأقل خليني احس اني مراتك انك ليا و لو لحظة واحده، دا طلبي الوحيد يا سليم.
لم يصدق ما تتطلبه منه و قال ماشي يا نور بس.. قطعته بوضع اناملها علي شفتيه قائلة متقولش حاجه يا سليم و انا كويسه و لو تعبت هقولك.. امسك يدها ليقبلها و أنحني على شفتيها ليقبلها برغبة اوصدت عينها و وضعت ذراعها حول عنقه لتبادله تلك القبلة، حملها بين ذراعه و اتجه إلى الفراش ووضعها برفق و كانت هي مازالت متعلقة بعنقه و قربته منها ليلمس جبنها جبينه و همست بنره حزينة انبعث من بين ثنايا قلبها المحطم هو انت مبتحبنيش ليه؟ تبادلت نظراتهم لتعبر على ما يدور بداخلهم و اطبق بشفتيه ليقبلها و اكمل بتقبيل عنقها و قام بنزع ملابسها قطعه تلو الآخرى و تقبيل جميع أنحاء جسدها بشراهة و حب.. فهو كان يشتهيها و بشده و هي سمحت له بذلك..
كانت تتحضنه واضعه رأسها على صدره و يحاوطها هو بذراعه و قالت هطلقني امتى؟ كان سليم يبدو شارد حتى لم يستمع كلمتها و قال بتقولي ايه؟ عبس وجهها و قالت ولا حاجه يا سليم، تنهد و سألها مره أخرى مبررا شروده و قال مش هتقولي يعني؟ نظرت له بضيق لا و بس بقا عشان عايزة انام، شد قبضته عليها ليمنعها من التحرك و قال خليكي كدا و بلاش تتحركي، سكنت نور مكانها و قالت سليم، اجابها بنعم فقالت هو انت مضايق عشان ؟ تنهد و قطعها قائلا.. مش مضايق.. -هو انا احلى و لا ميادة و لا يسرا، نظر إليها بتعجب فهي دائما ما تذكرها و قال انتي..
ردت عليه بتلقائية كداب عشان انت بتحب يسرا مش انا فأكيد هي احلى و بعدها ميادة، ابتسم و قال انتي مجنونه والله..، قامت نور و استندت على كوعها و قالت ليه؟ و قد نسيت انها عاريه و لا ترتدي شي و لاحظت نظرته لها التي اخجلتها و قامت برفع الغطاء بيدها لتداري ما ظهر من جسدها، ضحك على فعلتها مما زاد استفزازها و قالت بضيق انت بتتضحك على ايه؟، نظر إليها و وضع يده علي يدها التي تثبت بها غطاءها و قال طفلة اوي بجد، رجعت لوضعها مره أخرى لتتوسد صدره و قالت انا مش عايزة اتجوز حد غيرك، انا مش عايزة غيرك.
-بس انا بهدلتك و عذبتك و كنت السبب في كل حاجه وحشه حصلت تنهدت و قالت مش مهم.. -النهار طلع ممكن ننام بقا.. -ما تنام يعني انا اللي منعتك.. -لا طبعا.. بس هتنامي و لا نبدأ من الاول...احمرت وجنتها لشعورها بالخجل و وكزته بخفه في صدره و قالت انت قليل الادب على فكرة.. -انا برضو... -اهاا انت اومال انا يعني؟ ابتسم و قال مش عايزة تنام يعني...؟ -لا خلاص هنام...
ذهبت رنا إلى القصر على مضض فقد طلب منها ذلك المعتوه المتغطرس ذلك.. فأنهت عملها و ذهبت، وصلت القصر و اخبرتها الخدامة بأنه في غرفته بالأعلى، زفرت بحنق و قالت بداخلها معتوه و مجنون...؟ طرقت الباب و دخلت، كان سيف يتوسط الفراش.. يرتدي سروال قطني و عاري الصدر.. شعرت رنا بالتوتر و الخوف فهي لم تحظى بالراحة معه و لكن أوقعها القدر معه و سوف تسترد حقها منه، اتجهت إليه و جلست على طرف الفراش بجانبه و قالت يا نعم عايز ايه؟، سحبها من ذراعها ليقربها منه و التهم شفتيها في قبلة عميقة.. تخشب جسدها بين يده عندما مرر انامله لنزع ملابسها.. لاحظ ذلك و بعد يده قائلا مش عايزة؟
نظرت له بسخرية و تهكم مش دا اللي انت طلبتني عشانه و بعدين مش مشكله يعني لما تغتصبني تاني.. زفر بحنق و أبتعد عنها و قال اغتصبتك ايه؟ انتي مراتي و بعدين انتي اللي مستحملتيش و سألتك وقتها.. -هتخلص و لا اقوم امشي؟...، رمقها بغضب و ابتعد عنها قائلا طب عرفتي اللي حصل لنور...؟ نظرت له باهتمام و قالت لا تليفونها مقفول من امبارح بليل..
-عبد الحليم رماها في النيل، اتسعت عينها بدهشه و صدمه و قالت نعم ازاي؟ راجل زباله والله نظر لها بدهشه فمن تسبه فهو جدها و قال متقلقيش ما سليم انقذها و هي معها دلوقتي و بقيت كويسه...، تنهدت رنا بارتياح و قالت حرام عليك كنت هموت فيها.. -بتحبها اوي كدا؟
-اهاا صاحبتي الوحيدة، عقد حاجبه و قال أمم و وجه نظره إلى التنورة القصيرة خاصتها قائلا مش واخده بالك ان رجلك كلها باينه، زفرت بحنق و قالت ملكش دعوه انا حره -تعرفي انك لو متلمتيش هحبسك هنا.. -هتخلف اتفاقك معايا؟، نظر لها و قال لا بس دا ميمنعش انك مراتي و تنفذني كلامي و بعدين انتي حتى المرة اللي فاتت و اللي كانت الأولى كنتي هتموتي فيها...شعرت رنا بالخجل منه فهو يبدو وقح اكثر مما توقعت و قالت اول مره بقا؟ لكن سيادتك خبرة...، عقد حاجبه بتعجب و قال اممم خبرة..
-طب عايزة امشي عشان متأخرش؟، اقترب منها و همس لها أسفل اذنها قائلا سيبي نفسك خالص، على الأقل نستمتع باللحظة اللي احنا فيها مع بعض...، بدأ بتقبيل عنقها برقة تحولت إلى العنف تاركا إثر قبلاته على عنقها بالكامل...نزع عنها ملابسها بالكامل و بدأت علاقتهم معا، لم يكن عنيف كما فعل المرة الأولى.. و بعد أن انتهى منها استقلي على الفراش بجانبها، لاحظ تلك الدمعة التي زفرت من عينها و قال بتعيطي ليه؟
-ملكش دعوه، همت بالقيام و لكنه امسك يدها و قال انا بكلمك على فكرة -مش خلصت عايز حاجه تاني؟، بص انا مبحبش التمثيل و لا شغل الدراما و ملكش دعوه بيا نهائي، و اظن ان احنا علاقتنا مقتصرة على اوضه النوم و خلاص.. احتقنت الدماء بوجه و قال بغضب تمام انتي حرة بس انا مش هستحمل اسلوبك كتير.. -المفروض اني اعمل ايه بقا؟ اكلمك و أحب فيك عشان ابسط سيادتك و انا الدنيا ممكن تتهد فوق دماغي لو حد عرف! و لا افرح عشان اتجوزت الراجل اللي قتل ابويا و اغتصبني حتي لو كنت مراتك اسمه اغتصاب، بس انا و انت و الزمن طويل يا سيف و هجيب حقي و حق ابويا و نور اللي انتم بهدلتوها معاكم..
انقض عليها فجأة و اعتلها و قال بصوت غاضب و حيات امي يا رنا لو كلامك دا متعدلش لأعدلك بطريقتي، و مستعد اغتصبك تأني.. ابتلعت رنا ريقها و قد شعرت بالخوف يحتج كيانها و قالت مش فارقه ما انت وس.. قبل شفتيها بعنف شديد جعلها تشعر بطعم الدماء و بعد ذلك ابتعد عنها و قام ارتدى ملابسه و ترك الغرفة لها...، زفرت بضيق كانت تريد أن تصرخ و تخرج ذلك الألم الذي بداخلها و لكنها لم تستطيع و سمحت لي دموعها بأن تسيل فقط بهدوء،..
استيقظت نور و قامت من جانبه بهدوء و دلفت إلى المرحاض و اخدت شاور و ارتديت ملابسها، خرجت و كان هو مازال نائم، ابتسمت و جلست بجانبه و قالت سليم اصحى بقا احنا بقينا المغرب.. تثاب و قال بصوت ناعس فيها ايه المغرب يعني؟، زمت شفتيها بضيق و قالت يعني اصحى.. سليم اصحى بقا زفر سليم بضيق فهو يكره أن يوقظه احد من نومه و لكنها تفعل كل ما يكره، فتح عينه و قال اديني صحيت.. ابتسمت و قالت طيب يا حبيبي...؟، حاوط خصرها بذراعه و قبل شفتيها و قال فالحه تبوسي عمار بس.. كست الحمرة وجهها و قالت انا هنزل..
-اممم ماشي.. علي فكرة سيف جاب تليفون ليكي بدل اللي ضاع امبارح...ابقي افتحي بقا.. -حاضر هو فين؟، أشار سليم إلى العلبة الموضوعة على التسريحة، ذهبت نور اخذتها و أخرجت الهاتف و قالت شكرا بس انا ازاي مشوفتهوش امبارح.. -قصدك انهاردة و بعدين انتي كنتي فاضية تشوفي...، نظرت له و قالت على فكرة عيب كدا.. أخذت نور الهاتف و خرجت، هبطت إلى أسفل و طلبت من وداد تحضير الطعام.. و طلبت رقم رنا.. إجابتها رنا قائلة مين؟
-انا نور دا رقمي الجديد، عرفتي اللي حصل اكيد -الحيوان قالي.. المهم انتي كويسه؟ -اهااا، لاحظت نور أن رنا صوتها متغير قليلا و قالت مالك يا رنا صوتك متغير ليه؟ -و لا حاجه كنت عندي الحيوان و في الطريق مروحه، تنهدت بحزن و قالت هو عملك حاجه؟ -عادي يا نور بس انا مش هرتاح غير لما اخلص منه.. -انا خايفه يا رنا؟
-و انا مش خايفه، لازم اخد حقي الحيوان متجوزني عشان مزاجه بس انا هطلعه عليه -انتي ازاي مش خايفه؟.. زفرت رنا بحنق و قالت لا يا نور مش خايفه و مستحيل اخاف و لا ارجع، انا مستحيل استغني عن حقي و اديكي شوفتي الموت بعينك.. و دا كله بسبهم.. لازم ناخد حقنا نور لازم ننتقم.. -نزل سليم و اتجه إليها و قفلت نور مع رنا و قالت كنت بكلم رنا.. -ماشي، الاكل جهز..
-اهاا، دلفوا إلى غرفة الطعام و كانت وادد وضعت الأطباق إلى السفرة جلست نور و بدأت في تناول الطعام، كان يراقبها بين الحين و الآخر و هي تأكل.. و بعد ما انتهت ترك الطعام أثرا على فمها، عندما لاحظه سليم وضع انامله على شفتيها ليمسحه، ابتسمت له و قالت انا عايزة اتفرج على فيلم، من ساعه ما اتجوزتك و انا مش عارفه اشوف حاجه نظر لها و انعقد حاجبيه بدهشه وقال ماشي.. عايزة تتفرجي على ايه...؟ -رعب طبعا...نظر لها و قال رعب؟.. و هتخافي بقا و تجننيني..
نظرت له و قالت بثقه هخاف من ايه؟ المهم انت اللي متخافش دا! -يا خربيت لمضتك.. -بتقول حاجه يا سليم؟.. -لا.. انتي محضرة الفيلم يعني...؟
-اهااا و طلبت من دادة وادد تعملي فشار و عصير...، قام سليم معها و جلس بجانبها على الفراش، شغلت نور الفيلم بعد ما أوصلت جهاز التلفاز بالإنترنت فهي كانت تفعل ذلك دائما لمشاهدة الأفلام عبر الإنترنت.. دلفت إلى المطبخ و أخذت الفشار و العصير و قالت شكرا.. ابتسمت لها وداد و قالت محتاجه حاجه تاني يا بنتي.. -لا شكرا.. خرجت نور و وضعت الأغراض على الطاولة المقابله لهم...، و جلست بجانبه وضعت رأسها على كتفه.. و كان هو مندمج معها و يلاحظ حركاتها عندما يأتي مشهد رعب تغمض عينها و تتدفن وجهها في صدره..
-فعلا طلعتي مبتخافيش...، رفعت رأسها و نظرت له بحزن و قالت زهقت مني و مش عايز تقعد معايا صح؟ تنهد و سحبها إلي صدره و قال اتفرجي و انتي ساكته...،صمتت نور للَدقائق و بعد ذاك ابتعدت عنه و قالت انت مش بتأكل فشار ليه؟ ابتسم سليم رغما عنه فهو لا يحب الفشار نهائي و لم يأكله طيلة حياته و قال عشان مركز مع الفيلم.. أخذت نور كبشة من طبق الفشار و ظلت تطعمه واحده واحدة، قبل شفتيها لكي يشغلها عن اطعامه و قال ابوس ايدك كفايه فشار يا نور...، نظرت له و قالت هو انت مش بتحبه؟
-لا...، ثنت ركبتيها و وضعت رأسها على فخذه و قالت سليم ممكن اسالك سؤال؟ مسد على شعرها بحنان.. قولي؟ -هو انت انقدتني ازاي...؟، تنهد سليم و قال لما عرفت المكان روحت و بعدين نزلت المياه و جبت من تحت... قالت بدهشه يعني انت اللي نزلت؟ -امممم -مكنتش خايف تموت..
-مكنتش خايف غير عليكي.. نظرت له بحيره و قبل أن تنطق بكلمتها و التي قرأها من نظرتها قطعها قليلا من غير ليه...! -بس.. قطعها مره أخرى مقبلا شفتيها و قال هتسالي على حاجه تاني.؟ -انت هطلقني امتى؟...قبل شفتيها مره أخرى و قال مش عارف و كفاية أسئلة.. -حاضر.. -تعبتي امبارح؟، نظرت له بتساؤل و قالت تعبت من ايه؟، تنهد قائلا نور انتي هبله صح؟ عقدت حاجبها و قالت ما انا مش فاهمة، اصلي هتعب من ايه؟..
-حلو لما نطلع هقولك؟.. خجلت نور و قالت اهااا سوري ما انا مش قليله أدب زيك.. ابتسم قائلا انا غلطان عشان بطمن عليكي.. -لا انا كويسه...، حملها سليم بين ذراعه و قال طالما انتي كويسه بقا نطلع فوق.. عقدت ذراعها حول عنقه، صعد إلى الغرفه و ركل الباب بقدمه، وضعها على الفراش برفق.. و انحني عليها ببطء ليقبل شفتيها التي لم يرتوي منها قط...، انغمسوا ليعزفوا لحانا على أوتار حبهم.. ...ولكن ما ذنب الحب ان ينشب بين تلك النيران، و لكن هل ستقضي عليه أو سوف يدوم للأبد
تفاجأت رنا بدخول والدتها و قالت بتوتر ماما؟، و كانت لا ترتدي سوى بدي بحملات رفيعة تظهر الآثار التي تركها على رقبتها.. تعجبت فاطمه و قالت كنت بحسبك لسه مجتيش مالك اتخضيتي ليه؟ -هااا و لا حاجه.. و بالتأكيد رأت فاطمة ذلك و قالت رقبتك مالها و عندما اقتربت منها تأكدت انها آثار قبلات.. احتدت نظرتها و قالت ايه دا يا رنا؟.. ابتلعت ريقها بصعوبة بالغة فبماذا ستخبرها؟
رواية نيران أشعلت الحب الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثامن عشر
صرخت فاطمه في وجهها و هزتها قائلة ما تتكلمي يا بت ايه دا؟ لم تجد رنا شيئا لقوله و ارتعش جسدها بشده و تعرق جنبها إثر التوتر المفرط و قالت بتلعثم انا هقولك يا ماما بس اهدي كدا، لطمت فاطمه على وجهها و قالت انجزي يا بت..
ابتلعت رنا ريقها و قالت بتردد انا معملتش حاجه غلط والله يا ماما انا اتجوزت.. وقعت تلك الكلمة على مسمعها مثل جمرة النار التي كانت سوف تكون أهون عليها من جواز ابنتها بدون علمها و قالت مين.. اتجوزتي مين؟
-سيف البنهاوي.. شعرت فاطمه بهروب الدماء من وجهها، بل و كأنها فقدت حياتها و شحبت شحوب الأموات، صفعتها بقوه على وجنتها.. و جلست على الأرض فقدمها لم تعد تحملها و قالت ليه تروحي تتجوزي سيف.. سيف يا رنا يعني مكفكيش اللي حصل لنور.. انا عملت ليكي ايه يا بنتي...؟ عشان تعملي معايا كدا.. هقول لخالك و ابنه ايه...؟ هقول لاخوكي ايه، و ندبت قائلة تعالى شوف بنتك عملت فينا ايه يا شرف.. نزلت رنا إلى مستواها و هي تبكي بحرقه و اول ما وضعت عليها، نزعتها فاطمة قائلة ابعد عني؟
-مكنش عندي حل تاني يا ماما والله.. -اخرسي و بلاش كلام ماسخ.. انا عندي كنت اشوفك ميته و غرقانة في دمك احسن ما اعرف انك اتجوزتي ابن البنهاوي.. و قبضت على شعرها بقوه و قالت اقتلك و اخلص منك و لا اعمل معاكي ايه؟ تأوهت رنا بألم و قالت هطلق منه والله و هرجع حق بابا.. دفعتها فاطمه بعيد عنها و قالت الخبر دا ميطلعش لحد وأصال اخوكي لو عرف هتبقى مصيبه و كارثة سوا هو و لا مصطفى و قسما بالله يا رنا لو ما اطلقتي منه ما حد هيقتلك غيري فاهمه..
كانت رنا تبكي بشده و تشنج جسدها و قالت حاضر مش هقول حاجه.. -دخل عليكي طبعا...، هزت رأسها بهستريه و قالت اهاا...، لطمت خديها بقوه و قالت اتصرفي في البلوة دي؟.. قامت فاطمه و لكنها شعرت بالانقباض قلبها و ثقل جسدها و سقطت على الأرض فالصدمة لم تكن هينة.. صرخت رنا و قامت مسرعة.. ماما...الحقني يا مازن.. ماما...ظلت تصرخ و تنادي إلى مازن و عندما استمع لها هروب إليهم مسرعا و خلفه مصطفى.. و قبل دخول مازن و مصطفى كان ارتديت جاكتها الذي سحبته من على الفراش...
مازن بقلق ماما مالها؟، صمتت رنا و توفقت عن البكاء...، حمل مازن والدته بمساعدة مصطفى و قال اطلب الدكتور يا مصطفى.. خرج و طلب الدكتور، و كانت رنا مازالت على حالتها جالسه على الأرض صامته...، وصل الطبيب و دلف و معه مصطفى، اتجه إليها و اخدها و خرج.. -ممكن اعرف ايه اللي حصل و انتي عامله كدا ليه؟.. نظرت له بعينان شاردة.. و وجهت نظرها الناحية الآخرى.
خرج الطبيب و سأله مصطفى.. و اجابه الطبيب قائلا كانت داخله على الجلطة.. و ياريت تبعد عن ايه زعل أو ضغط أعصاب لأنها مش هتستحمل.. نظر مصطفى إلى رنا فبالتأكيد هي التي تعرف ما حدث.. شعرت رنا بنظرات الاتهام و تركته و استغلت حجه توصيل الطبيب إلى أسفل لكي تغادر.. دخل مصطفى إلى مازن و قال فاقت و لا لسه؟
-رنا راحت فين؟ -نزلت مع الدكتور.. -سألتها عن اللي حصل؟ -قالت متعرفش حاجه بس انا مش مصدق...، تنهد مازن بحيرة و لا انا؟! بس هعرف..
ذهبت رنا إلى شقة ندى، و ظلت تبكي بشده.. -كفايه يا رنا و الحمد الله الدكتور طمنك عليها.. -امي كانت هتموت بسببي يا ندى.. و أكملت ببكاء المرير اقسم بالله مش هسيبه غير ما اموته بأيدي.. رتبت ندى عليها و قالت تفتكري هنقدر يا رنا؟
-هنقدر انا عملت كل دا عشان اخلص منه.. هو و اخوه مش هسيبهم بس لازم تكون حادثة و متخطط لها كويس عشان تبان الموتة طبيعية، و حتى مش طبيعية محدش فيهم هيقدر يعملنا حاجه -طب نور هتعمل ايه؟ -انا خايفه من نور جبانه و حاسها بتحب سليم و هتودينا في داهيه...!
-و العمل؟، فكرت رنا لتبحث عن خطه ما و قالت نور لازم نفكرها باللي حصل عشان تبقى معنا و عايزة اروح لخالو سامح طنط نيرة بتقول انه بيفوق و بيرجع يروح في الغيبوبة تاني.. -و دا هيفدنا بايه؟ -هخلي يكلم نور.. عايزة ايه حاجه تخليها تنفذ، لازم نخلص من الاتنين و في وقت واحد.. تنهدت ندى و قالت رنا لو حد تاني عرف هتبقى مصيبه.. -عارفه.. تعالي بس نروح المستشفى و انتي هتصوري الفيديو..
قامت نور و تركته نائما.. ارتديت ملابسها و خرجت من الغرفة بهدوء لكي لا توقظه، بحثت عن وادد و لكن لم تجدها فعلمت انها نامت و ان البيت أصبح فارغ الان...جلست على الاريكه التي تتوسط غرفة الجلوس، فكانت لا تستطيع النوم، ظلت تفكر بما حدث و لكنها لم تشعر بسعادة قط ف مازالت فاقدة حياتها و أهلها.. تعجبت من رنين هاتفها في ذلك الوقت و كانت رنا؟ -رنا في حاجه و لا إيه؟
-لا يا نور مفيش بس انا روحت عند خالو و فاق و كلمني.. ابتسمت نور و انشرح قلبها و قالت بجد يا رنا بابا بقا كويس.. -رجع الغيبوبة تاني يا نور بس الدكتور طمني و انا سجلت لي فيديو عشان تشوفي و هبعته ليكي على الواتس.. -ماشي بس انا كنتي عنده امتى، الساعه واحده؟ -من بدري و انا دلوقتي في البيت...
-انتي كويسه طيب يا رنا؟.. تنهدت و قالت لا يا نور ماما عرفت اني متجوزه سيف و دلوقتي انا ممكن اموت في ايه وقت لو حد عرف، عشان كدا لازم اخلص منه...، شعرت نور بالحزن فهي لا تريد ذلك لو يكون بداخلها جزء يكره.. فالأكثر يحبه و لكن كيف لهذا الحب ان يصمد، قفلت معها و فتحت الواتساب و حملت الفيديو...، كان سامح يبدو عليه التعب الشديد و يتكلم بصعوبة بالغة.. بكت نور بشده على حالة والدها و الذي وصل لها بسببها هي...استمعت لفيديو وهي تبكي بشده... -ازال سامح جهاز التنفس ببطء لكي يستطيع التحدث...، ساعدته رنا و قالت انا رنا يا خالو..
-نور فين؟، كان يخرج الكلمات بتقطع شديد.. اجابته رنا قائلة نور.. -عايز اشوفها يا بنتي قبل ما اموت.. ردت رنا ببكاء أن شاء الله هتقوم و هترجع لينا بسلامه يا خالو.. -طب هي فين؟ -اتجوزت سليم.. اتسعت عينها بدهشه و قال بصدمه اتجوزته.. سعل بشده و شعر بضيق تنفسه، وضعت رنا جهاز التنفس عليه و قالت مكنش عندها اختيار تاني يا خالو عشان ترجع حقها منه.
بكت نور بشده و تركت الهاتف من يدها.. و ظلت تشهق بألم.. تقلب سليم في الفراش و لم يجدها فقام ليبحث عنها و نزل إلى الأسفل و سمع صوت بكاءها، اتجه لها سليم و قال بقلق نور مالك في ايه؟ نظرت نور له و مازالت تبكي بشده و قالت انا بكرهك ابعد عني.. صمت سليم لتعجبه من حديثها و بكاءها بتلك الطريقة و جلس بجانبها، ضمها إليه.. كانت نور مازالت تبكي و قالت طلقني دلوقتي...حاوط وجهها الباكي و قال حاضر بس اطلعي فوق..
زمجرت نور بضيق و قالت لا مش هطلع.. طلقني.. انا مش عايزة اعيش معاك، انا بكرهك...، تنهد سليم فهو لم يعلم ما حدث و لما تتصرف نور بتلك الطريقة و قال حاضر يا نور بكرا، بس ممكن تقومي من هنا.. -لا مش قايمه هنام هنا...؟، زفر بغضب فهو يضغط على نفسه لكي يستحملها و لكنها تزيد عنادها و قال بزمجرة براحتك يا نور اعملي اللي انتي عايزها...و قام و لكنها قالت بسهولة كدا؟ اعملك ايه عشان تحبني يا سليم.. انت حتى مش باقي عليا خالص...و أكملت ببكاء بس احسن انا مش عايزك تحبني...
جلس سليم بجانبها مره أخرى و أخذها في حضنه و رتب عليها بهدوء، لكي يهدي من بكاءها.. صمتت نور و ابتعدت عنه و صعدت إلى الغرفة، تنهد سليم و شعر بالحيرة من أفعالها المتناقضة..
في اليوم التالي عندما استيقظت فاطمة، اسندتها نيرة و التي قضيت اللية بجانبها و قالت انتي كويسه؟ -اممم رنا فين؟ -نامت في اوضه نور هو ايه اللي حصل يا فاطمه؟، شردت فاطمه و قالت و لا حاجه..
طرق مازن باب الغرفه و دخل إليها، انتفضت رنا و قالت في حاجه يا مازن؟ -امبارح أيه اللي حصل بينك و بين امك يا رنا.. و روحت فين امبارح...؟ زفرت بحنق و قالت ملكش دعوه يا مازن انا حره و بعدين محصلش حاجه.. غضب مازن و قال اقسم بالله يا رنا لأعرف انتي مخبيه ايه؟ -اعرف اللي تعرفه بقا.. -ماشي هعرف بس اقسم بالله ما هيحصلك كويس...، دخل مصطفى لهم عندما سمع صوتهم العالي و قال كفايه خناق يدل ما عمتي تسمعكم...، عقدت رنا ساعديها و قالت تمام انا خارجه..
-مفيش خروج يا رنا غير بحساب فاهمه.. -ملكش دعوه يا مازن، رفع يده لكي يصفعها و لكن اوقفه مصطفى و قال لوسمحت اقعد يا رنا و اخذ مازن و خرج.. تنهدت رنا فهي تخشي أن يعلم مازن أو مصطفى بانها زوجه سليم، فحتما سوف تكون الكارثة التي سوف تقضي عليها..
مر اسبوع و كان خلاله علاقه نور توترت مع سليم مره أخرى فكانت تبتعد عنه و تتجنب الحديث معه.. و كان يتركها معظم الوقت.. و رنا كانت تتلقي الاهانة من والدتها في كل مره تراها بها.. شعرت نور بألم في معدتها و بالغثيان.. نزلت إلى أسفل.. و قالت لها وداد يا بنتي انتي تعبانة امبارح؟ -عادي يا دادة انا عندي التهاب في المعدة و بيحصلي كدا على طول.. تنهدت وداد و قالت ممكن تكوني حامل برضو؟ انا هدخل اعملك حاجه دافيه...، جلست نور على الاريكه و أتى سليم قائلا صاحية انهاردة يعني؟
-انت اللي جيت بدري.. لاحظ سليم انها تبدو متعبه و قال بقلق انتي تعبانة و لا إيه؟ -عادي مش تعبانة...خرجت وادد و اعطتها المشروب الدافئ و قالت ما تكشفي احسن يا بنتي، غلط الدوخة اللي عندك دي و مكلتيش حاجه من الصبح.. -انا كويسه والله يا دادة متخافيش...، تنهدت وداد و دخلت إلى المطبخ.. سال سليم بقلق فهو ظن انها حامل و قال عندك ايه؟
-دا على أساس انك خايف عليا.. يعني و انا اهمك.. و لا خايف اكون حامل.. زفر سليم بحنق و قال انتي مبتعرفش تتكلمي كويس.. -لا مبعرفش يا سليم و بعدين انت كل يوم تخرج و مترجعش غير بليل و أكني مراتك.. -عشان اريحك يا نور، المهم اتصل بالدكتور... -لا مش عايزة شكرا...،تنهد سليم و قال ماشي يا نور انتي حره انا طالع انام...، زفرت بضيق.. و صعدت خلفه..
كان سليم يتحدث بالهاتف مع سيف قائلا انت ناوي على رنا...؟ سيف احنا مش ناقصين مشاكل فحاول تنجز في الحوار.. -هتصرف.. بس انا مش عارف اوصلها تليفونها مقفول...، و نور عامله ايه؟ -مش عارف و خايف تكون حامل.. سيف بصدمه حامل؟...و انت هتعمل ايه لو حامل.. -مش عارف والله بس هبقي اتصرف...
فتحت نور الباب و دخلت، قفل سليم مع سيف.. نظرت له نور و قالت انا مش حامل يا سليم متقلقش.. نظر لها و قال نور انا.. قطعته نور قائله متكلمش يا سليم عادي...امسك يدها و حاوط خصرها بذراعه و قال هتفضلي كدا؟.. -ايه عايز.. وضع انامله على شفتيها و قال بس يا نور؟ و انتي عارفه كويس انك مش بالنسبالي كدا وبس.. -اومال انا بالنسبالك ايه؟...نظر لها و طال صمته لوهله و قال انتي اللي كنت مستعد اموت عشانها.. نظرت له و تجمعت الدموع بمقلتيها فهي حتى الآن لم تستطيع تحديد مشاعره من ناحيتها و قالت ماشي يا سليم.. -تعبانة؟
-كنت بتروح فين؟، تنهد و قال والله كنت بروح الشغل في المصنع بدل سيف.. و عشان كدا كنت بمشي بدري و برجع متأخر عشان الطريق.. -ماشي...، و انت جايبني هنا عشان تروح الشغل...؟ -قولتي مش طايقه العيشة معايا خليتك على راحتك، و طلاق و هطلقك عايزة ايه تاني.. -طب كويس هطلقني امتى؟ -لو عايزة دلوقتي براحتك...، نظرت له و قالت مستعجل اوي.. انحني عليها و قبل شفتيها، محاوط وجهها بين كفيه و همس قائلا بطلي جنان بقا..
رايحه فين؟، توقفت رنا و أدارت وجهها و قالت هرجع على طول يا ماما.. -ياريت عشان مش عايزة اخوكي يدور واركي مش ناقصه بلاوي. تنهدت رنا بضيق و خرجت من المنزل فهي بقالها اسبوع تسمع حديث والدتها المهين و نظرات مازن لها بالاتهام، قررت أن تذهب لسيف فهي لم تحدثه و لم تراه منذ أسبوع و تعلم أنه مختل و ممكن أن يفعل شي غير متوقع، ذهبت إلى القصر و انتظرته هناك.. دلف سيف و تفاجأ بوجودها و قال افتكرتي انك متجوزه...؟!
زفرت بحنق و قالت اهااا لسه فاكره... عقد حاجبه و قال بغضب تمام اطلعي على فوق بدل تضيع الوقت دا.. صعدت رنا إلى فوق و تابعها سيف.. و تفاجأ عندما دخل و وجدها تبكي، تنهد و قال خير بتعيطي ليه؟ -و لا حاجه.. عيني بتوجعني...اقترب منها و حاوط خصرها بيده و قال كنتي فين طول الاسبوع دا؟ -في البيت مازن كان متخانق معايا و حابسني في البيت..
-امممم ماشي يا رنا بس بعد كدا طمنيني عليكي...، نظرت له و ابتلعت ريقها و قالت طب انا مش قدامي كتير و هروح.. انحني على شفتيها و قبلها.. و بعد ذلك ابتعد عنها و قال تعالى ننزل نتغدا مع بعض -بس.. قطعها بوضع سبابته على شفتيها و قال مش لازم..
في اليوم التالي كانت تسير في حديقة العزبة لتستنشق الهواء النقي وسط الأشجار و الزهور رآها سليم و ذهب إليها قائلا نزلتي ليه؟ ابتسمت نور و قالت عادي عجبني المكان و قولت اسيبك نايم..، و جلست على الأرض وسط الخضرة و بعد ذلك استقلت على ظهرها، استقل هو جانبها و نظر لها و قال نور -امممم.
-ما تخلينا متجوزين بس من ورا أهلنا نظرت له بتعجب مش فاهمه، تنهد قائلا يعني هنقول اننا أطلقنا و انا هخليكي تسافري البلد اللي تختارها و تكملي تعليمك فيها و تعملي كل اللي انتي عايزها بعيد عن القرف اللي هنا دا نظرت له و قالت و انت؟
-انا هتجوز رغدة هنا و ابقى اجيلك.. رمقته بضيق و قامت من مكانها و قالت بانفعال لا طلقني ارحم و غادرت و تركته و صعدت إلى الغرفه و بعد ذلك دلفت إلى المرحاض و سمحت لي دموعها بالهبوط، بحث هو عنها و بعد ذلك فتح المرحاض و دخل و قال انتي بتعيطي ليه؟ نظرت له بضيق و قالت اتفضل اخرج عشان عايزة اخد شاور...
اقترب منها محاوطها ذراعه و قال خلاص يا نور اعتبرني مقولتش حاجه بس ممكن تفكري -افكر في ايه؟ سليم انا بحبك، يعني عايزك انت مش عايزة اسافر و لا عايزة فلوسك انا عايز أفضل جنبك لكن اللي انت اللي قولته انا مش هوافق عليه يا تكون ليا لوحدي يا تكون لغيري و مش عايزك نظر لها و قام بتقبيل شفتيها و بعد ذلك فتح سحابة فستانها الخلفية.. قالت بخجل هتعمل ايه؟ لم يرد عليها و اكمل خلع ملابسها برفق و تقبيلها و بعد ذلك اتجه ليفتح مياه الدش و خلع ملابسه هو الآخر وقفوا اسفلها هما الاثنين و كان يحاوطها بذراعه بقوه جعلتها تلتصق بجسده و ظل يتبادلان القبل الساخنة أسفل المياه و همس أثناء ذلك بحبك..
وقفت تلك الكلمة على مسمعها بدهشه و نظرت له بصدمه فهي لا تصدق انه نطق بها اخيرا و لكنها خشت أن يكون الاوان قد فات و قالت قولت ايه؟.. قبل شفتيها و قال بحبك، نظرت له بعدم تصديق و ابتعدت عنه و أخذت المنشفة وضعتها حول جسدها و خرجت من المرحاض، لم يفهم لما فعلت ذلك و قام بتجفيف جسده و ارتدى سرواله و خرج ليجدها جالسه على الفراش و تبكي، جث على ركبتيه ليبقى في مقابلتها و رفع ذقنها قائلا مالك يا نور؟
-بتكدب عليا صح.. مسح دموعها و قال يعني هكدب عليكي ليه و بعدين مش باين عليا اني بحبك؟ نظرت له بحيره لا مش باين انت مش شايف كنت بتعاملني ازاي مستحيل تكون بتحبني... -عارف اني كنت قاسي معاك و بهدلتك بس غصبن عني فكره اني متجوز بنت الراجل اللي قتل اخويا دي صعبه اوي يا نور، و انتي لسانك طويل و مكنتيش بتسكتي، يعني يبقى كل الناس بتخاف مني و تيجي عيلة زيك و تقعد تتطول لسانها، و عارف في بينا فرق سن عشان كدا قولت بلاش أي حاجه تحصل بينا و انتي برضو اللي صممتي، نظرت له قائلة ونبي يعني انت مكنتش عايز؟
نظر لها متعجبا من جراءتها و قال انا كنت عايزك ما ساعه أول مرة.. شعرت بالخجل و تذكرت اول مره عندما أخذها و قام بتصويرها، اردف قائلا و لما كنا في أمريكا و انا كنت عندك وقتها انا كنت عايزك بس كنت عارف انه مينفعش لأنه مش حقير لدرجه اني اغتصب واحده نايمه ممكن اكون بوستك بس، اتسعت حديقتها بشده و وضعت يدها علي فمها بصدمه انت قليل الادب ازاي تعمل كدا؟
-مش عارف ازاي عملت كدا فعلا، بس لما فضلتي ماسكه في أيدي حتى بعد ما هي اديتك منوم و دموعك اللي كنت مغرقة وشك خليني اخليها تمشي و اقولها متجيش جنبك، و لما دخلت ليكي و كنت نايمه استغلت الموقف و عملت اللي عملته، على فكره انا بوستك كتير اوووي و انتي نايمه و انتي صاحية، نظرت له بخجل و قالت انت قليل الادب..
ابتسم سليم و قال عايزين نبدأ مع بعض من جديد انسى اهلك و كل حاجه حصلت و انا هحققلك كل اللي انتي عايزها، نظرت نور له لتملح الصدق بعينه و قالت تفتكر اقدر انسى اهلي؟، نظر لها و قال بندم عارف اني السبب بس انا بحبك.. و اكمل قومي البسي و انزلي الاكل زمانه جهز و انا هنزل استناكي تحت..، خرج سليم من الغرفه و سرعان ما تحولت نظرتها إلى الكرة و الحزن.. و اوصدت عينها فعقلها يرفض هذا الحب و بشده و لكن قلبها له رأي آخر و لكن من سيفوز في تلك المعاركة و أمسكت هاتفها و اتصلت برنا و قالت ببكاء تعبت يا رنا مش قادرة.
-استحملي يا نور انا خلاص قربنا نحقق كل حاجه احنا عايزنها، مش هينفع نرجع كل واحده فينا خسرت كتير و لازم نأخد حقنا، زفرت بحزن و قالت مش قادرة والله يا رنا انا نفذت كل حاجه في اتفقنا و خلاص انا فعلا بقيت مراته و هو قال إنه بيحبني، بس انا مبكرهش حد في حياتي قده و نفسي اشمت فيه و اخد حقي منه، نفسي بابا يرجع و يبقى كويس.
كانت رنا تشعر بقهرتها فهي الآخر بداخلها نيران تحرقها و قالت هانت يا نور و هنخلص من سليم و سيف و هنعمل كل حاجه احنا عايزنها، هيموت و نرتاح بس تعالي على نفسك يا نور شوية و يا ريت لو كنتي عرفتي تخلفي منه هتبقى ضمنتي حقك و هتورثي كل حاجه لي بس للأسف.. تنهدت نور و قالت و انتي اخبارك ايه؟ -مش طايق نفسي و لا طايقه حياتي امي كل ما تشوفيني تديني كلمتين و بكره وجودي مع سيف بس خلاص هانت متخافيش...و كل حاجه هترجع لي مكانها انتي بس حطيله المنوم زي ما اتفقنا و هنخلص منه..
اوصدت نور المكالمة و ارتديت ملابسها و نزلت الأسفل و كان سليم ينظرها على مائدة الطعام جلست نور على المقعد و قالت سوري اتاخرت عليك.. نظر لها بضيق و قال حاولي تبطلي اللبس دا لأنه مش هينفع تخرجي بي برا في رجاله شاغلين في العزبة و انتي بتخرجي برا نظرت له و قالت انا مخرجتش برا يا سليم و لما بخرج بغير و لا عايز تتخانق معايا و خلاص.. تنهد سليم و قال طيب يا نور، بدأت نور في تناول الطعام و كذلك سليم و كانت تشعر بكثيرا من الأشياء، فهي تريد أن تأخذ بحقها منه و لكنها لما تشعر بذلك و لكنها أحببته رغم ذلك تحدثت قائلة سليم هو انت بجد بتحبني...؟ نظر لها و قال طب بذمتك حد يبقى قدامه القمر دا و ميحبوش.. ابتسمت نور و أكملت تناول الطعام و بعد ذلك قامت لتحضر القهوة و أصرت هي أن تصنع بدلا من وداد التي تعمل في المنزل...، وضعت تلك الحبوب المنومة في الفنجان و تذكرت اتفاقها مع رنا.. كانت تجلس هي و رنا بعد أن تحطم الاثنين و هدمت أحلامهم.
-بصي يا نور انتي خلاص اتجوزتي سليم و ابوك في المستشفى بين الحياة و الموت و اهلك مش هيرحموكي، و سليم و اخوه هما اللي دمروا حياتنا و انتي لازم تاخدي حقك بس اهم حاجه توقعي سليم خلي يحبك عشان يبقى تحت أيدينا و بعدها هنقتله نظرت لها بصدمه نقتله؟.. نظرت لها رنا و قالت اهاا هو و سيف لازم يموت و بصفتك مراته هتورثي فيه كتير و خصوصا لو عرفتي تخلفي منه بس هو طبعا مش هيكون عايز دا لأنه مبيحبكيش و لو معرفتش يبقى مش مهم..
انتهزت رنا فرصه العزبة خصوصا أنها تبعد عن البلد و تستطيع قتله في حادث سير أخبرت نور بوضع حبوب له و بعد ذلك تطلب منه أن يذهب خارج العزبة و ستقوم هي. بإرسال احد بتلك المهمة و هي قيادة السيارة و حدوث لها حادث مروع.. فاقت نور من شرودها و اخدت القهوة و خرجت له في الحديقة.. وضعتها على الطاولة المقابلة و جلست على المقعد المجاور له.. كان سليم صافن في شيئا ما، تحدثت و قالت سرحان في ايه.. نظر لها و قال و لا حاجه بس حاسس اني زهقت من المشاكل.. نظرت له فهي قد سئمت منها هي الأخرى و قالت المشاكل مش بتخلص اصلا..
و أكملت سليم هو مثلا لو انا بقيت حامل انت هتعمل ايه؟، نظر له كان لا يجد إجابة ذلك السؤال فإن أنجبت منه فسوف تزداد الحرب بينهم أكثر و سوف يقف أمام أهله بذلك فمن المستحيل أن يتعرفوا بذلك الطفل و قال بعد صمت دام لثواني هخليكي تسافري برا بعيد عن هنا...تعجبت من رده و قالت يعني هتبقى موافق؟ اومأ برأسه و قال اهاا بس وقتها هبقي خايف عليكم انتم الاتنين فالازم ابعدكم عن هنا خالص.. كانت تبحث عن مبرر يمنعها عن فعل ايه شي معه فهي تحبه و كل ما قالته كان صحيح و قالت سليم هو أنا لو اذيتك هتعمل معايا ايه؟ نظر له و قال و لا حاجه، امسك سليم الفنجان لكي يرتشف منه و لكنه تفاجأ بي...
رواية نيران أشعلت الحب الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل التاسع عشر
لكنه تفاجا عندما وجدها تقوم من على مقعدها و تجلس علي فخذه ترك الفنجان و حاوط خصرها بيده.. -بحبك...، ابتسم سليم و قال بس مهما تحبني فأنا بحبك اكتر؟.. نظرت لها نظرة اطالتها و تمعنت بها فهي عشقته رغما عن ذلك ما العشق الا حربا يخسرها العقل و قالت بجد يعني انت بتحبني طب ليه مكنتش بتقولي؟...
-مش عارف بس قلبي اتقفل لما اتخدعت في يسرا و مياده...، نظرت له بضيق و قالت على فكره انا مش زيهم.. -عارفه انك مختلفة عنهم و دا سبب حبي ليكي.. -سليم انا كنت عايزة اقولك على حاجه؟ بما ان انت بتحبني و انا بحبك.. بس اوعدني انك متزعلش...،
تنهد سليم و احس بأن هناك شي ما، يمكن أن لا يحبذا معرفته و قال قولي يا نور...، عقدت ذراعها حول عنقه و قالت بتردد انا كنت حاطه في القهوة دي منوم عشان بيني و بين رنا اتفاق اننا هنخلص منك و من سيف، عشان كدا كنت بكون عايزك طلقني لاني مكنتش عايزة اعمل حاجه زي كدا؟ و تنهدت لتكمل والله رنا مش وحشه بس هي اتبهدلت برضو و اخوك اغتصبها و عمتي عرفت انها متجوزها.. -كنتوا متفقين على ايه؟ ابتلعت نور ريقها و قصت له جميع اتفاقاتها مع رنا...
-و ليه قولتي دلوقتي؟ -انا بحبك بجد يمكن كان نفسي انتقم منك عشان اللي عملته معايا.. بس مقدرش.. و انا بكرهك اوي عشان انت خليتني احبك مع كل حاجه وحشه عملتها كنت بتعمل حاجه كويسه.. -مخبيه حاجه تاني و لا؟ -ندى هي اللي قتلت معتز و راحت لرنا و قاعده في شقة في القاهرة...و مفيش اي حاجه تاني بس ندى أظلمت و انت عارف كدا كويس، برضو انتم اللي كنتوا السبب.. تنهد سليم فهو بداخله لم يكن يريد أن يصل لذلك و لكن الظروف أجبرته عليه وقال متقوليش لرنا انك قولتي حاجه ماشي.! قالت بقلق و خوف انت هتعمل ايه؟
حاوط وجهها بيده و قال نور انتي مش واثقه فيا، هزت رأسها فاكمل هو تمام انا و لا هديكي و لا انتي و لا رنا و ندى.. انتم التلاته هتكونوا في حميتي، بس ندى لازم تسافر برا مصر و انا هخلص الإجراءات و اطلعها برا لأنها ممكن توقع و يتقبض عليها يا هتتقتل.. و رنا سيف لو اكتشف حاجه هوريها ايام سودة فحاولي تخليها تهدي اللعب شويه.. نظرت نور له بتعجب و قالت و انت هتعمل كل دا ليه؟
-غلطت كتير و لازم أصلح.. انتم التلاته ملكوش ذنب في حاجه...، دفنت وجهها في صدره و بكت قائلة بس اكيد هنسيب بعض يا سليم...، تنهد فهو يعلم أن ذلك وارد و قال وقتها هيكون اختيارك يا نور.. -طب ممكن اطلب منك طلب...؟ -اطلبي.. -عايزة رنا تيجي تقعد معايا هنا يومين كدا.. -هي هتعرف تيجي و لا -هقولها و ابقى اقولك...، وجدت نور هاتفها يرن و كانت المتصل رنا، نظرت له و قالت هقول ايه؟
-قولي اني شوفتك و انتي بتحطي المنوم و ضربتك و عملت كل حاجه وحشه، ابتسمت نور و قالت بس انت معملتش حاجه.. -لا ما انا هعمل بس بطريقة تانيه...، ابتسمت بخجل و أجابت على الهاتف و اجادت تمثيل ذلك الحوار على رنا و قالت ببكاء كان هيموتني يا رنا.. انا مش عارفه اعمل ايه...؟ قولتله دا الدوا بتاعي فضل يضرب فيا..
قلقت رنا عليها بشده و قالت متخافيش يا نور انا هتصرف و أقول للحيوان اللي اسمه سيف دا وديني عندك.. حقك عليا يا نور.. تنهدت ببكاء و قالت ماشي.. انا هقفل قبل ما يدخل عليا.. ابقى كلميني تاني و اطمني عليا يا رنا.. -هايل يا فنانة...؟ -رنا لما تعرف هتزعل مني اوي...، انحني على شفتيها و قلبها بخفة قائلا ما دا لمصلحة رنا.. -بس لو جيت و لاقيتني كويسه هقولها ايه..؟
-أولا قدامها كتير عقبال ما تيجي ثانيا ما هو مش لازم الموت يكون ضرب في حاجات تانيه...، اسندت جبنها على جبنه و قالت اممم حاجات زي ايه؟، التقط شفتيها في قلبه عميقه.. تبادلها الاثنين معا.. -الجو هنا حر تعالى نطلع.. -لا ياعم انت قليل الادب...، قام سليم و حملها قائلا مش ابقى قليل الادب معاكي احسن و لا اخونك...، ضربته بقبضة يدها و قالت بغضب نزلني بقا عشان انا اضايقت...
صعد إلى فوق و اجلسها على الفراش، زمت شفتيها بضيق...، ابتسم قائلا كنت بهزر.. -اقسم بالله لو عملتها تاني يا سليم يا هقتلك و اقطعك ميت الف حته و أرميك في الشارع.. -ايه كمية الشر دي؟ -هو كدا بقا انا بحبك يبقى انا بس اللي بحبك.. وانت تحبني انا بس.. ابتسم ٠و انحني عليها يقلبها و قال بحبك.. شعرت بنبضات قلبها المتسارعة.. فهي تمنت كثيرا أن تسمع منه ذلك الكلمة و قالت انا مش مصدق انك بتحبني؟ -بحبك...
كانت رنا تتجول في المكتب و القلق ينهش قلبها فقد فسدت خطتها و معنى ذلك أنها سوف تظل مع سيف وقت أكثر و الأسوأ لو تم تحديد موعد زواجها من مصطفى أو مازن علم بزواجها من سيف، و نور التي وقعت في براثنه و تفكر فيما فعله بها، أخذت أغراضها و خرجت من السيارة و اتجهت إلى المنزل...، فتحت لها الخدامة -سيف هنا؟
ردت عليها بتوتر ايوه يا مدام بس هو معها ضيوف...، زفرت رنا بحنق و قالت و هو و لا الضيوف في أوضه النوم.. اخفض الخدامة رأسها و صعدت رنا الي فوق و فتحت الباب وجدته يجلس مع واحده و قريب منها أو بالكاد جالسه على قدمه و من الواضح إنها قطعت لحظة قبلتهم..، تفاجأ سيف من ذلك الدخول المفاجئ و الذي قطع لحظته مع الفتاة التي معه، نظرت لها الفتاة بتعجب فكيف تجرأت و دخلت بتلك الطريقة.. -عايزك؟
نظر سيف إلى الفتاة و قامت لتغادر و لكنها رمقت رنا بحده.. نظرت له بضيق و قالت ما شاء الله انت بتخوني؟ -والله انا و لا قولت اني بحبك و لا قولت اني كنت أمام جامع و ببيع سبح.. -عندك حق انا مليش دعوه.. المهم انا عايزة اروح لنور هتوديني و لا؟ -ليه؟ -مزاجي كدا هتوديني و لا؟
-بكرا او بعده لسه ما اقولهم في البيت -تمام...، و همت رنا بالمغادرة و لكنه أوقفها قائلا انتي رايحه فين؟ -ماشية...قام من مكانه و سحبها من يدها و قال عايزك...نظرت له و ازدرت ريقها بصعوبة فكل لحظة تقضيها معه تخنقها.. و قالت هو مش انت َكان معاك واحده؟ -اهاا بس انتي اللي بتعجبني...، لوت فمها بتكهم و قالت طيب.
-نفسي تكوني معايا بمزاجك...شعرت رنا بشي يروج قلبها من الداخل و لكن لم تعلم ما هو و نظرت له بحده و قالت مستحيل يا سيف.. انا مبكرهش في حياتي غيرك...انحني يقبلها بشراهة، و كالعادة كانت لا تبادله اي شي..
كان يعتليها و هي أسفله كان الاثنان عاريان تماما، و يقبل شفتيها بحب و ابتعد ليهمس امامهم بحبك.. حاوطت عنقه بذراعه و انا كمان بحبك و عايزك معايا.. قبل شفتيها مره أخرى مرورا بعنقها التي التهمه بين شفتها و همس أسفل أذنها انا مش قادر ابعد عنك اصلا.. اخذ يقبلها بشوق عارم و رغبه جامحه و كانت تبادله تلك القبلات الساخنة و تذوق جميع أنحاء جسدها التي أشتهيها.. و بعد ان انتهى، نام بجانبها و قال واضح ان الكابوس اتحقق..
ابتسمت نور بخجل و وضعت رأسها على صدره العاري و حاوطت خصره بذراعه و قالت اممم و انت قولتي انك بتحبني...، ابتسم سليم و قال والله احلى كابوس شوفته في حياتي...، اشتعلت وجنتها و قالت بخفوت امممم..
دلفت عبله إلى غرفة شقيقها و قالت انا عندي ليك خبر زين قوي؟ رد عليها باقتضاب: خير؟ -في دكتور كويس بس في ألمانيا و ياسر اتفق معها و قاله أن نسبه نجاح العملية كبير و انك هترجع تمشي على رجلك تأني، تنهد حسن بدون اهتمام و قال ماشي ربنا يسهل.. -انت مش مبسوط ليه عاد؟
-هتبسط على الخيبة أن ابني متجوز بنت سامح و اللي أهلها كانوا السبب في عجزي.. -قدر و مكتوب يا حسن و بعدين هنفضل أكده لحد ميته مش كفاية فادي و معتز اللي راحو.. -مش فارقه.. يا عليه و انا لما ارجع أقف على رجلي هرجع كل حاجه لأصلها من تأني..
دلفت رنا إلى غرفه والدتها و قالت ممكن اتكلم معاكي؟ -مفيش بنا كلام و انا لو كنت ساكته فأنا ساكته عشان اخوكي اللي ممكن يقتلك فيها.. تنهدت رنا بحزن و قالت يا ماما حرام عليكي انتي ليه عايزه تصعبيها عليا عارفه اني غلطانة.. -قولي عايزة ايه؟ و اخرجي...، تنهدت رنا بحزن و قالت مش عايزة بس انا ممكن اروح لنور.. خرجت من الغرفة و ذهبت الي مازن، طرقت الباب و دخلت "مازن فاضي و لا إيه" -تعالى يا رنا..
دلفت و قالت انا عايزة اروح لنور بقالي كتير مشفتهاش. خفق قلبه عندما سمع اسمها و قال وحشتني اوي.. هي فين؟ -في البلد و انا قولت هروح اقَعد معها يومين أهون عليها الهم اللي هي في.. -ماشي بس خليها تكلمني يا رنا.. و قوليلها اني بحبها و لو عملت حاجه وحشه فعشان بحبها.. لم تفهم رنا ما يقصد و لكنها لم تهتم، فالاهم انه وافق على ذهابها إلى نور فهي قلقة عليها كثيرا..
أخبرت رنا سيف بذلك، و أخبرها بأنهم سوف يذهبوا في الغدا..
في اليوم التالي كانت نور و سليم ينظران قدوم رنا و سيف.. وصلوا.. و قامت نور و احتضنتها باشتياق و كذلك رنا.. و كانت تريد سؤالها و لكن وجود سليم و سيف مانعها من ذلك.. -مش يلا نطلع فوق يا رنا.. نظرت له باقتضاب لا انا هقعد مع نور.. و بالتأكيد رنا كانت تنظر لسليم بغضب و كأنها تريد قتله.. و طلبت من نور أن ينفردوا معا لكي تستطيع التحدث معها...، قامت نور و اخذتها معها و دلفوا إلى المطبخ.
-الحيوان اللي برا دا عمل فيكي ايه يا نور؟ -انا كويسه يا رنا و الحمد الله انك جيتي.. -والله انا بقا ناويه اموتهم اللي الاتنين بأيدي.. و نخلص...، عقدت نور حاجبيها و قالت ايوه لازم نخلص طبعا.. المهم ايه اخبار عمتي؟ -كل ما تشوف وشي تفضل تديني في كلام يسد النفس و مصطفى مقاطعني و مبقاش يتكلم معايا.. اصلي انا هروح اقوله، تنهدت نور و رتبت على كتفيها و قالت هو انتي هتحكي لمصطفى ازاي؟ -مش عارفه والله انا زهقت..
دلف وداد إلى المطبخ و ألقت التحية عليهم و عرفتها نور على رنا و لكنها تعجبت عندما علمت انها زوجه بسيف فهي لديها خبر بأنه متجوز من ابنه عمه و سألتها نور قائلة مالك لا داده؟ -و لا حاجه يا بنتي؟.. بس انا اعرف ان سيف متجوز بنت عمه، اتسعت مقلتيها بشده و قالت اهااا يا حيوان.. -هو انتي متعرفش؟ و لا إيه!.. خرجت رنا من المطبخ و الشرار يتطاير من عينها و تابعتها نور..، اتجهت ناحيه سيف الجالس بجانب سليم يتحدث و صاحت به انت بتتضحك عليا كمان؟
استغرب سيف من ذلك الهجوم و كذلك سليم و قال في ايه؟ -في انك حيوان، يعني كمان ابقى زوجه تانيه و معرفش.. -هو انتي سالتي و انا خبيت عنك؟ اردفت بحده أكثر و صوت عالي: يعني هو انا بنجم عشان اعرف انك متجوز..
نظر سليم لنور.. و قال تجنا أن تنشب خناقة بين الاثنان و قال ممكن تقعدوا اكيد مش هتضربوا بعض.. رنا بانفعال انا بيضحك عليا؟ و انت تقولي اقعدي.. نظر لها سيف بغضب و قد برزت عروقه و قال بزمجرة اتلمي بدل اقسم بالله.. قطعته و هي تلوح له بيدها قائلة هتعمل ايه يا اخويا؟.. طلبت نور منها أن تجلس.. بدأ سليم الحديث قائلا: ايه المشكله يا رنا؟ -انت مش شايفها؟!
سليم بالفعل لم يجد مشكله في ذلك فهي حتى لا تعرف شي عن حياة سيف.. و قال لا مش شايفها اولا انتم مفيش بينكم قصة حب يعني؟! و لا إيه حاجه؟ و انتي مسالتيش؟! -بس المفروض كان يقول.. علي الاقل ابقى عارفة...؟ بص حلو كدا انا عايزة أطلق مده العقد خلصت.. زمجر سيف و قال بانفعال و غضب اسكتي يا بت.. -بنت ما تبتك...
-نور خدي رنا و اطلعي برا...، نظرت رنا لسليم بتحدي و قالت موجه كلامها إلى سيف و هي عارفه انك متجوز عليها يا كداب، تتأفف سيف بضيق من لسانها السليط وقال ما تلمي لسانك بقا.. -رنا لوسمحتي مش هينفع كده و بعدين اكيد هي متعرفش برضو...؟ و اكمل سليم قائلا و اظن ان الموضوع مش هيفرق معاكي في حاجه...، تنهدت رنا و قالت اهاا عندك حق.
زفرت نور بضيق و قالت خلاص يا رنا.. تعالي نقوم نساعد داده وداد.. قامت رنا و لكنها كانت تنظر لسيف بغضب...و تريد الفتاك به.. أو تقطعه اربا و التخلص منه.. شعر وداد بالذنب و لكنها لم تقصد شي و قامت بإعداد الطعام و ساعدتها نور و رنا و أخرجوا الأطباق إلى الخارج...، و أخذت رنا معها برطمانا من الشطة.. دلفت نور مره أخرى لأخذ باقي الأطباق و لكنها تفاجأت بسليم خلفها -انت بتعمل ايه هنا؟...، وضع قبله على شفتيها و قال وحشتني اعمل ايه؟..
ابتسمت نور و قالت ما انا كنت قاعدة معاك لحقت.. -بتوحشيني و انتي معايا، عقدت ذراعها حول عنقه و قالت اممم بحبك؟ تحدث سليم بلهجته الصعيدية قائلا و انا هموت فيكي يا روح جلبي...ابتسمت نور و قالت والله بتتكلم صعيدي حلو.. انحني عليها ليقبل شفتيها و لكن افزعهم دخول رنا.. ابتعدت نور عن سليم بتوتر و قالت ابعد عني بقا.. رمقته رنا بنظره حارقه و قالت الأكل هيبرد.. و خرجت رنا.. نظر لها سليم و قام تقليد حديثها قائلا ابعد عني بقا..
-ما هو رنا متعرفش حاجه.. و بعدين هو انا بعمل كدا؟ -اهااا و بعدين انتي اللي بتبوسيني هبعد انا ازاي...؟ زفرت نور بضيق و قالت انت قليل الادب والله و بعدين انت اللي داخل ورايا.. -نطلع بقا لحسن نلاقي رنا قتلت سيف برا.. خرجوا و انضموا إلى مائدة الطعام.. كانت رنا تأكل بغل و تفرغ برطمان الشطة على طبقها...، كان سيف يرمقها بشده و كذلك سليم... -كفايه شطة!، رفعت نظرها و قالت ملكش دعوه.. زفر سيف بضيق و قال انتي حره.. -كفايه يا رنا عشان متتعبيش.. نظرت لها رنا و قالت حاضر يا نور..
صعد سيف إلى الغرفه إلى ينام...، و جلست نور و رنا في الحديقة.. نظرت لها رنا و قالت نور انتي بتتضحكي عليا صح؟، ابتلعت نور ريقها و قالت بتوتر ازاي مش فاهمه.. -انتي بتحبي سليم يا نور.. و عارفه دا كويس، كانت فرصتك لما مازن طلب منك انك تقتلي بس انتي رفضتي و أكيد انتي برضو اللي رفضتي تديله القهوه مش هو اللي شافك.
تنهدت نور و قالت ايوه يا رنا.. انا بحبه.. يمكن يكون دا مش من حقي و عارفه ان علاقتنا ممكن تنهي في أي وقت، بس انا بحبه رغم كل دا.. يمكن مش شبه بعض و بينا عيلتنا مشاكل بس برضو بحبه مقدرتش أذى حاولت يا رنا بس معرفتش.. كنت مستني منه كلمه واحده بس.. كنت عايزة أنفذ الخطة فعلا بس فشلت.. -نور المشاكل مش هتخلص.. -عادي.. مش هتخلص بس مش هدوم.. مفيش حاجه بتدوم للأبد.. كل حاجه ليها نهاية..
-ما هي ممكن تكون نهاية لحبك.. أو لو هو بيحبك هتبقى نهاية لحبكم.. ادمعت عينها و قال إن تتحدث رأيت سليم.. و الذي قال.. كلامك صح يا رنا بس الحب ملهوش نهاية، و يمكن فعلا المشاكل مش هتخلص بس اللي متأكد منه اني حبي لنور هيدوم حتى لو مفضلناش مع بعض... ابتسمت نور، و نظرت له رنا و قالت بس انت عارف كويس ان أهلنا مش هيسكتوا و نور ابوها عايش.. -نور محدش هيقدر يذيها طول ما انا موجود...حتى لو كان مين...؟
تنهدت رنا و صمتت و همت بالقيام و لكن أوقفها سليم قائلا انا عارف موضوع ندى...، جحظت عينها بصدمة و نظرت لي نور بضيق و قبل أن تتحدث قطعها سليم قائلا ندى لازم تسافر برا قبل ما حد يوصل لطريقها و انا هساعدكم في دا؟ -بجد و انت بقا بقيت طيب فجأة.. بص يا سليم نور ممكن تكون واثقه فيك عشان بتحبك.. لكن انا مش هعرف أثق فيك.. تنهد و قال و انا مطلبتش منك تثقي فيا بس انا لو عايز اعمل حاجه هعملها.. و اظن أنك عارفه دا كويس، و كمان لو جربتي مش هتخسري حاجه..
-هتساعد ندى اللي قتلت ابن عمك -ابن عمي اتصرف غلط.. و انا هساعدها لان اللي حصلها دا مكنش ليها ذنب فيه.. -مش مصدق يا سليم و لا مش هصدق.. بص مفيش داعي للتمثيل.. -انا هخلص ورق السفر و المكان و كل حاجه و هتسافر بالطيارة الخاصة و انتي هتابعي كل حاجه معايا خطوة بخطوة... نظرت رنا إلى نور و قالت موافقه يا سليم..
و تركتهم و صعدت إلى الغرفه.. كان سيف يخرج من المرحاض، تجاهلت رنا وجوده و أخرجت ثيابها و دلفت لتبدلها..، غسلت وجهها بالماء لتزيل تلك الألم التي تحرقها من الداخل.. و خرجت بعد أن ارتديت بجامتها القطنية...و اتجهت ناحيه الفراش.. تحدث سيف قائلا على فكره لو لسانك طول تاني هزعلك تنهدت و قالت سيف ممكن تسيبني انام.. تعبانة والله و مش قادرة اتكلم.. صمت سيف و قال طيب...، اوصدت رنا عينها.. كانت تبحث عن السلام بداخلها بعيدا عن تلك الحروب التي تنشب بالخارج، أردت أن تلجأ إلى عالمها المنفصل.. الذي لا يوجد به سواها..
-مالك؟ -تعبت يا سليم نفسي كل حاجه تخلص انا فعلا خايفه تحصل حاجه.. َ تنهد و قال متخافيش يا نور.. -انا عايزة اعرف باقي حكايتك مع يسرا و ميادة َ.. المرة اللي فاتت انت مكملتش...، تذكر سليم عندما كانوا في الفندق و قال امممم لازم؟، هزت نور راسها و تمددت على الاريكه و وضعت رأسها على قدمه.
-عادي ميادة كانت صاحبه تقي و بتيجي البيت كتير و انا فكرت فيها هي عشان اعند مع يسرا، و الحظ وقف معايا لما جدي قال عليها.. لأنه كان عارف موضوع يسرا و خايف...، كل حاجه تمت بسرعه الخطوبة و كتب الكتاب.. أهلها وافقوا على طول انا مكنتش اعرف حاجه عن حياتها و مكنش فارق معايا حاجه، بس ساعات كنت بحس انها مبتحبنيش، مهتمتش لدا حتى لأني وقتها كنت عارف ان أهلها موافقين عشان اسم عيلتي و نفوذهم، وقتها كنت لسه طالب في كليه هندسة...، كنا متفقين اننا هنعمل الفرح آخر الشهر من كتب الكتاب.. مياده مكنتش بحبها و لا كنت بكرها كان عادي زي رغدة كدا.. و طبعا اليوم المشؤوم دا جي..
فجأة لقينا أهل النجع كلهم اتلموا و بيقول جريمة قتل.. اللي راح سيف لقى محمد و فادي مقتولين.. في بيت محمد.. و الأغرب أن مياده كانت مرمية من الشباك و حتى من الطب الشرعي اتاكدنا انها كانت مع علاقه مع واحد، سيف لعب في التحقيقات و اللي خذ على مزاجه و قال إن محمد اغتصبها لكن الحقيقة عكس كدا.. ميادة كانت على علاقه به اصلا معرفش ازاي و امتي؟.. و حتى معرفش ايه اللي ودي فادي هناك.. وقتها لأن فادي مكنش لي علاقه بحد و مش طبعه أن يدخل بيوت الناس و ابوكي كان معها.. ليه برضو معرفش.. ميادة انتحرت و لا اترميت معرفش.. بس اللي اعرفه ان اخويا اتقتل ظلم..
-طب انت تفتكر محمد قتل فادي ازاي و لا إيه اللي حصل؟ -مش عارف...كلهم ماتوا و ابوكي متكلمش.. و عيله الدمنهوري سكتوا على موت بنتهم عشان الفضيحة، محدش حد يعرف مياده كانت ضحيه و لا...؟ تنهدت نور و قالت طب ما تيجي ندور ورا اللغز دا؟ ابتسمت سليم و قال و لا هنعرف بقالنا عشر سنين.. -هو انتم قتلوا اونكل شرف ليه؟
-اللي كان مقصود ابوكي يا نور...، عبس وجهها و قالت مفيش امل ان الحرب دي تخلص.. -واضح ان مفيش بس يمكن.. -و انت هتفضل تحبني و لا؟ -هفضل احبك...، ابتسمت نور و قالت حتى لو حصل ايه؟ -امممم مهما نبعد أو نفترق عن بعض هفضل احبك... -و انا مش هحب غيرك انت...لحد اخر يوم في عمري..
استيقظت رنا في الصباح و لكنها كانت تشعر بألم في جسدها.. فتحت عينها لتجد سيف بجانبها.. -اكيد عملت ذنب في حياتي عشان اصحى الاقيك جنبي.. و تأففت بضيق، اقترابت منه و قالت و ايه الهدوء دا كله حاطط أعصابك في تلاجه.. -هتبوسيني ولا ايه؟، جحظت عينها بصدمه و ابتعدت عنه و قالت ما تقول انك صاحي مش تخضيني كدا.. فتح سيف عينه و قال حاضر.. كنتي بتقولي ايه بقا؟ -ولا حاجه...،سحبها و حاوطها بذراعه و قال ما تخدي اجازة من لسانك الطويل دا؟
-من عينا انت تؤمر.. عقد حاجبه و نظر لها ماشي يا ام لسانين.. ابتسمت باقتضاب.. قام سيف ذاهبا إلى المرحاض و لكنها قفزت و سبقته قائلة انا اللي هدخل الأول على فكره.. تنهد بضيق و قال امممم ندخل مع بعض لو عايزة...؟ تأففت رنا من بروده و قالت ادخل ياكش تولع جواه.. -ماشي حبيبتي ربنا يخليكي..
مر اسبوع على أقامه رنا و سيف معه...، تخليت رنا عن عنادها في تلك الفترة و قضيت معهم تلك الأيام، لم تنكر انها شعرت ببعض من السعادة.. في ذلك المنزل.. كانت نور تجلس على الاريكة و قالت بقلق رنا انتي لسه تعبانة..؟، فقدت مرضت رنا لمده يومين و كانت تجاهد مع نفسها لكي تبدو جيده -هموت من امبارح والله.. -طب اقول لوداد تشوف دكتور.. -ممكن يكون برد...، نظرت نور بشك و قالت انا خايفه لتكوني حامل يا رنا..
فركت رنا عينها بدهشه و قالت تبقى مصيبة سوده.. انا هقوم اعمل حاجه اشربها، عندما قامت رنا شعرت بالدوخة و سقطت على الأرض...هرولت نور مسرعه و نادت علي وداد و طلبت منها أن تخبر سليم أو سيف.. و خلال دقائق كان وصل سيف و حملها وصعد إلى الغرفه و أتى سليم بالطبيب.. كانت نور تشعر بالقلق البالغ على رنا و كانت معها في الغرفه.. تفحصها الطبيب و حقن ذراعها و قال مفيش داعي للقلق الحمل في أوله بيكون صعب و المهم انها متتحركيش...،
الصدمة الجمت لسانها.. و اكتفيت بالإيماء.. خرج الطبيب و أخبرهم بذلك و بالطبع اصدم سيف و سليم...، استعدت رنا وعيها و سألت نور قائلة اللي حصل يا نور؟ ابتلعت نور ريقها و قالت بتوتر انتي حامل يا رنا.. شعرت رنا بهروب الدماء من وجهها و ازداد شحوب وجهها و قالت بصدمة جلية نعم؟!.