رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل السادس والعشرون
مراد طبطب على ليليان و ضمها ف حضنه اوى و بيبص لمازن ! مازن بصّلهم بقرف: بنتك طالق، خليها بقا جنبك خليك تنفعها ! ليليان إتنفضت ف حضن أبوها زى اللى إتصعقت بكهربا مش مجرد كلمه !
مراد رفع وشها مسحه بكفوف إيده بوجع و قبل ما ينطق شاف وشها وارم و مزرقّ و احمر و عيونها حمرا و مناخيرها و ودنها بيجيبوا دم .. مراد بص لمازن قوى و مازن بصّله بعنف و لسه هيتحرك مراد سحب ليليان من حضنه بهدوء و جابها وراه و قرّب بهجوم من مازن شده من هدومه عليه: انت مديت إيدك عليها يا ابن الكلب ؟! و حياة أبوك إيدك دى لا اقطعهالك..
مازن كان مستسلم ف إيد مراد تماما ! مش راضى حتى يخلّّص نفسه عشان ميضطرش لمشابكه بالايد معاه ! مراد طول عمره اب له و صحاب و عشره، مهما حصل يستحيل ! مراد مسكه بإيده الاتنين من صدره و حدفه وقع ع الترابيزه بالكراسى وراه .. شده وقفه و ضربه ف وشه مره بعد مره بعد مره و مازن مستسلم تماما و عينيه متعلقه على ليليان قصاده اللى جسمها بيتنفض و بتهز راسها بشكل عنيف و مش قادره تتدخل و لا حتى تستوعب الموقف اللى إتصاعد بالشكل ده و الاتنين بصوا لبعض ف نظرة عتاب مميته ..
همسه كانت فوق بصّت من بلكونة اوضتها اما سمعت اصوات عاليه و اول ما لمحتهم نزلت بفزع جرى و حاولت تفصلهم ..
مازن وشه جاب دم و مراد بينهج و ماسكُه من هدومه و همسه بينهم بتفصلهم لحد ما بعدت مازن بعيد و مسكت مراد اللى بينهج ! مراد زعق: غور من هنا و حياة أبويا انا مش ابوك انت لا اسففك تراب البلد بحالها عليها و اللى حصل ده مش هيعدى
مازن زق إيده بخذلان: و انا مش عايزها عشان تلففنى عليها ! خليهالك مارد و غرام كانوا لسه واصلين و بيضحكوا ف العربيه شافوا الوضع ! مارد من غير ما يركن ساب العربيه و نزل جرى و غرام وراه راحوا عندهم .. مارد راح على ليليان اللى شهقت اوى بعياط و هو بيضمها ف سابها ف حضن غرام و راح هو على مراد اللى بيحاول يقرب من مازن بهجوم و همسه محاوطاه .. مارد وقف ف وشه و مراد بيحاول يسلّك نفسه منه و هو بيتكلم بهجوم لمازن: كنت عارف إنك عيل ! مش راجل و ده اللى كنت عامل حسابه
مازن شافهم كلهم سوا و هو لوحده ! وقف بعنف و راح عليه بكلام هجومى: انت اللى خربتها ! انت اللى وقفت بينا ! مش انا اللى مش راجل ! اللى مش راجل ده اللى ميعرفش يحافظ على مراته و لا بيته مارد اما حس ان مازن بيتكلم بضعف و صوته مخنوق زى اللى هيعيط ساب مراد و راح على مازن بيحاول يقف قصاده و محاوط بدراعاته عليه: اهدى يا مازن، فى اييه ! حصل ايه افهم مازن زعق: اسأل ابوك، اللى بيتهمنى إنى مش راجل و انا بنته دى حافظت عليها على اد ما اقدر .. من و هى عيله .. من و احنا عيال .. و اما غابت غابت رجعت لقتنى مستنيها..
مراد زعق: برااا مازن بصّله بغضب: انت نفسك اما امها رجعتلك بعد السنين دى كلها و عرفت إنها كانت مع راجل تانى دوست عليها من غير حتى ما تسمعها ! من غير ما تفهم إنه ملمسهاش! لكن بنتك اتجوزت و لمسها بدل الراجل اتنين اللى بمزاجها و اللى غصب عنها و مع ذلك لا عمرى فكرت اجرحها..
ليليان عيطت اووى و مراد عياطها زايد غضبه على مازن: اه و عشان كده فاكر نفسك شاريها ! واخدها خرده ! مراد كان بيتنفس بالعافيه و مازن بينهج من كتر انفاسه و هو بيتكلم: انت،، انت السبب، انت اللى كنت طول الوقت بينا
ليليان بتترعش و تتشنج مع عياطها و مراد عياطها زايد غضبه على مازن: مش عايزه تخلف منك هى حره ! مازن زعق: بنتك خانتنى ! فاهم يعنى ايه خانتنى ! خانتنى و البركه فيك مراد بيحاول يفلفص من همسه و يوصله بس مش عارف: اخرس قطع لسانك ! انت اللى مش راجل و مش مالى عينيها
مازن الكلمه بتجننه عشان اد ايه فكر فيها، هل هو فعلا مش مالى عينيها ! مش راجل ! بص لمراد و إندفع: لا معلش هى لو مش عايزه تخلف ف ده مش عشانى ! ده عشانك انت ! عشان خايفه ابقى زيك ! معرفش احافظ على عيالها ! ده شئ يعيبك انت مش انا لو بتفهم..
مارد إتدخل و زعق: بس بقا ! بس فهمونا فى ايه ! غرام خدى ليليان على فوق لحد ما تهدى ! مازن تعالى جوه نتكلم مش هينفع كده إتحركوا و مراد وقف ف وشهم بهمسه اللى ملجمه حركته: على جثتى يدخل البيت ده التانى ! براااا ! مارد بغضب: بس بقااا، كده مش هنعرف نتفاهم مراد زعق: قسما بالله لو ما سيبته يمشى لا تمشى وراه و ما هتدخل البيت ده تانى ! فااهم..
مارد لسه هيتكلم همسه إتدخلت تفك الموقف: خلاص غرام مع اخوكى دلوقت لحد ما يهدى و مارد محبش الموقف يتأزم ف قاطعها: لالا هى هتطلع مع ليليان لحد ما تهدى قبل ما غرام تتحرك مراد شاورلها بحده: اطلعى فوق غرام منطقتش و مراد زعق: فووق، و لو هتسيبى جوزك و تنزّلى كلمته و تمشى مش هترجعى..
غرام بصتله بإنهزام و اخدت ليليان و بتحاول تتحرك بيها بس ليليان عيونها متعلقه بمازن بحزن .. مارد شاور لغرام بعينيه و هى بصتله تطمنه و اخدت ليليان و دخلت بيها جوه.. مارد لسه بيلتفت لمازن ملقهوش و شافه عند البوابه بيخرج .. مارد لسه هيتحرك مراد وقّفه: جووه مارد هيتكلم مراد زعق: جوووه، قولتلك ادخل جوه..
همسه هنا إتطمنت ف سابت مراد بحده و دخلت جوه و مراد نفخ بغضب و دخل و مارد وراه .. همسه طلعت عند ليليان لقتها ف حضن غرام و حكتلها اللى حصل و بتعيط .. همسه بصتلها بعتاب: قومى اغسلى وشك دلوقت عشان تهدى ليليان عيطت: مازن طلقنى !
همسه مستغربتش عشان من الموقف و سابق معرفتها باللى حصل كانت متوقعه: طب قومى بس دلوقت اغسلى وشك او خدى حمام دافى تهدى بعدين نتكلم تكونى هديتى ليليان صعبت عليها نفسها ان الكل كان متوقع إلا هى: انتى كنتى عارفه ؟ همسه قعدت جنبها و اخدتها من غرام ضمتها ف حضنها هى: كنتى مستنيه منه ايه يا ليليان ؟ ده اللى كنت خايفه منه و ده اللى قولتلك اعملى حسابه بس انتى مسمعتيش لحد..
مراد كان بيدخل و سمع كلامها ف زعق: انتى لسه داخله تأنبى فيها بعد اللى البيه عمله فيها ؟ انتى مش شايفه حالتها ؟ مش شايفه اللى عمله فيها ؟ همسه بصتله بعتاب: انت اللى عملت فيها كده مش هو ! عصبيتك و نرفزتك دى من نفسك مش من حد تانى ! غرام و هى قاعده مسكت إيد همسه ضغطت عليها و شاورت بعينيها على مراد اما شافته بيتنفس بالعافيه: خلاص مش وقت الكلام ده دلوقت ! ممكن نهدى الاول عشان نعرف نتكلم بعقل ! خلاص اللى حصل حصل و كل حاجه عدت نهدى بقا
همسه بصتله و هزت راسها بغضب: و الله الكلام إتقال ف وقته و إتعاد و إتزاد فيه بس هو اللى مسمعش مراد زعق: بس بقاا، انا قولتلك كان غصب عنها همسه سابت ليليان ف حضن غرام و وقفت قصاده: قولتلى بس مقولتلهوش هو ! لو كان عرف منها و لا حتى منك مكنش حصل كل ده و انا قولتلك ده بس انت اللى مشيت غلط و شديتها وراك و كذبه جرّت كذبه..
مراد لسه هيتكلم مارد فصلهم اما اخد مراد و قعد بيه و شاور لأمه تقعد: اهدوا بقا .. اهدوا و فهمونا حصل ايه لكل ده ! عشان واضح إنى الوحيد اللى معرفش ! انا مليش لازمه ف البيت ده و لا ايه ! مراد قعد و حس إنه بيختنق او مش عارف يتنفس ! حس إنه محاصر او دى مش قاعده و منصوبه دى محكمه و منصوباله ! بيحاسبوه على ايه ! عشان خايف عليهم ! عشان مرعوب يعيش خسارتهم من تانى !
همسه حكت اللى حصل و مارد بيبص لأبوه بذهول: انت قتلت إبنه ؟ مراد إتنرفز: يوووه هيقولى هو كمان قتلت ! إبنه ايه اللى قتلته ده كان حياله كيس دم ! مارد زعق: انشالله يكون ايه كده ! بردوا ده ميمحيش حقيقة إنك قتلته ! ده انا مش قادر اعدى لنفسى حتة إنى صممت غرام تسافر معايا و هى شاكه ف الحمل و مخنوق من نفسى !
مراد دوّر وشه و مارد زعق: و انا كنت فين من كل ده ؟ هاا ؟ مقولتليش ليه ؟ مخدتش رأيى ليه ؟ طب مرضتش ترجع لجوزها خوفت يصمم يخاطر بيها و يكمل الحمل مع إنك عارف إنه مش هيعمل كده بس سيبت خوفك يحرّكك و يتحكم فيك ! مرجعتليش انا ليه هاا ؟ هو انا عيل ؟ مراد معرفش يرد ف تهتهه بزعيق: انت واقف تحاسبنى ! و عشان مين ! أمك اللى زعلانه على زعل إبن اخوها ! و لا عشان اللى مد إيده على اختك و جابها مجرجرها و لا كإن لها اهل !
مارد زعق بعصبيه: و لا ده و لا ده ! عشان محبتش اشوفك بالضعف ده ! بالخوف ده ! مراد قعد بتعب و مارد زعق: عارف انا يوم ما جيت اعاقب عاصم عملت فيه ايه ؟ كنت بفكرله ف الف عقاب و عقاب يهينه قبل ما يوجعه بس عارف ايه اللى رضى غرورى ؟ الخوف ! الرعب ! الهلع ! إنى اشوفه مفزوع من كتر خوفه ! قعدت العب على اعصابه طول فترة القضيه عشان مبسوط بخوفه ! خاطرت بحياتى و عرّفته إنى معاه ف المنظمه عشان استمتع بخوفه!
كنت بسيبله برفانك بعد ما وصلتلك ف كل مكان حواليه عشان استمتع بخوفه ! وصّلته لدرجة ياخد باخره ف وسط المايه و يحاوطها ببواخر حراسه ف مكان وسط المايه عشان ميجرالوش حاجه ! كنت مستمتع بخوفه ! كنت شايفُه احسن عقاب له ! انت بقا بتتعاقب بخوفك ده ليه ؟ بتعاقب نفسك بالخوف على ايه ؟ عملت ايه لكل ده !
مراد بصّله بذهول و مش متخيل بعد كل ده يبقى مذنب و بيتعاقب ! يكون ده جزاته ! بشرة صبره ! عمل ايه ف حياته عشان يفضل يلف كده ف دايرة وجع مقفوله ! مارد زعق و هو بيشاور عليه هو و ليليان: انت و هى غلطتوا ! عشان لو هى اللى اخدت قرار زى ده تقولها ارجعى لجوزك و إحترمى وجوده عشان إحترامها له من احترامها لك..
مراد وقف قصاده بخنقه: ده بدل ما تروح تجيب منه حق اختك اللى مد إيده عليها ! واقف ند ليا و بتحاسبنى ! مارد اخد نفس بالعافيه: ده ميمنعش إنك غلطت و لو هو غلط ف غلطته مش اد غلطتك و لا زيها ! انت كسرت قلبه على إبنه ! فاهم يعنى ايه ! انت عملت فيه اللى عاصم عمله فيك بينا ! فاكر كان شكل احساسك ايه ! انت بجد مستكتر عليه يزعل ! يتصدم ! طب كويس إنها جات لحد كده !
مراد زعق: خلاص بقيت انا الغلطان دلوقت ! انا المجرم الشرير وسطكم ! حكمت بكده يا بيه ! خلتنى زى عاصم ؟ زيه ف كل حاجه ! مارد لهجته إتغيرت للين: مش كده، بس انتوا اللى مراد بخنقه: خلصنا بقا مارد كتم غضبه و بص ليليان بعتاب: هو ده اللى إتفقنا عليه يا ليليان ؟ لاء و من غير ما اعرف ! و الله كتر خيرك ليليان عيطت: انا،، انا..
مراد راح عليها: انتى ملكيش ذنب ! بعدين هو همجى و متخلف و اللى عمله مش هيعدى ! اقسم بالله لا اقطعله إيده اللى مدّها عليكى و اعلقهاله ع صدره همسه زعقت: بس بقا ! ده بدل ما تطاطى للعاصفه واقف قصادها و بتشوطها كمان ! اللى حصل إنهارده ده كان تحصيل حاصل لحاجات كتير ! و انت اول واحد عارف ده ! و كان بشكل او ب اخر و بالسبب ده او غيره كان هيحصل مراد زعق بتريقه: اهلا، ده انتى كنتى عارفه بقا إنه عرف !
همسه بصتله بذهول .. ليليان بصتلها بحزن: انتى كنتى عارفه ؟ انتى مقولتليش إنه قالك حاجه زى كده ؟ مقولتليش ليه ؟ مراد بصّلها جامد: انتى اللى عرفتيه يا همسه ؟ همسه بصتله بذهول مع عينيه اللى جوه عيونها كإنها بتقراهم ! بيختبر صدقها ! بعد العمر ده كله بيكدّبها ! محتاج يبصلها كده عشان يصدقها ! همسه بصتله بذهول: هروح اقوله طلّق بنتى عشان سقّطت نفسها منك ؟
مراد زعق: لا بس محدش غيرك عرف بالموضوع و محدش غيرك شاف زفت من يومها يبقى اييه ! اعتراضك و هجومك و اللى حصل بينا بسبب ده كله إسمه ايييه ! همسه إتصدمت: اييه ؟ يبقى خربت بينهم ؟ ده قصدك ؟ مراد دوّر وشه و ليليان وقفت بصدمه: انتى يا ماما ؟ انتى اللى قولتيله ؟ طب ليه ؟ ده انا سمعت كلامك و روحتله ! و لا كنتى قايلاله و بعتانى له ياخد حقه ؟ ردى عليا!
همسه لسه هتتكلم ليليان زعقت: بس عارفه كويس إنى سمعت كلامك بس مش عشانك، عشان مبقاش زيك ! عشان ابقى ف لحظة النهايه مسكت ف الستاره قبل ما تنزل ! سمعت لحد ! همسه بصتلها بزعل و بصت لمراد و بصتله عليها بعتاب و خارجه و سايباهم بزعل: انا ماشيه يا مراد، ماشيه و اما تبقى تفوق لتصرفاتك و توعالها يبقى مراد راح عليها بعنف شدها من دراعها: ماشيه رايحه فين ؟ هاا ؟
همسه بصت لإيده اللى ماسكاها و بصتله و إنتظرت يسيب او حتى ياخد باله بس محصلش ف شدت إيدها منه بغضب: كفايه بقا ! مش انا خربتها ؟ هسيبهالك تصلحها ! انا مكنتش عايزه خلفه اد ما كنت محتاجه احس بأمان ! و قولت يمكن هما اللى الاقى الامان ده معاهم ! لكن متخيلتش إنى هتزرع وسط حفرة خوف ملهاش قرار ! من حقى احس بالامان ! حقى و لا مش من حقى !
مراد بصّلها بنظره شبه الهزيان و الجمله اللى نطقتها كإنها شدته من وسطهم و حدفته ف مكان غير المكان و زمن غير الزمن و رجع بعقله بسرعه مخيفه لورا ! ورا اوى ! لاكتر من عشرين سنه لورا ! و هو بيرجع بعقله لورا بيمر على ذكريات كتير و وجع اكتر لحد ما وقف عند مشهد احتضار علاقتهم ! المشهد الاخير بينهم ! شافه نفس المشهد بنفس ملامحه بنفس الزعل بنفس التفاصيل بنفس الاشخاص ! هل عنده استعداد لوجع تانى ؟ فراق تانى ؟ هيسيبها تسيبه زى يومها؟ ده لحد انهارده بيلوم نفسه إنه سابها تمشى ! هيسيبها تسيبه تانى !
الاجابه كانت واضحه قدامه !و بمجرد ما وصل للنقطه دى كل جوارحه كانت بتتفاعل مع ذكرياته ف شدها عليه بغضب: انتى رايحه فين ؟ هاا ؟ همسه لسه هتنطق و بتشد دراعها منه مراد حاول يتبت ف دراعها بخوف غريب إترجم ف هزة إيده اللى ماسكاها ..
همسه ف هزة إيده عرفت تشد دراعها منه و بمجرد ما بتتحرك قرب يشدها تانى معرفش و ده زاد جنونه ف من غير وعى مسكها من شعرها بهزيان: مش هتمشى بقولك ! فاهمه ! انتى كل ما هتزعلى هتاخدى بعضك و تمشى و تسيبى الكل يحترق ؟ انتى مش ملك نفسك و لا حره ف نفسك عشان تبقى وقت ما تحبى و تمشى وقت ما تحبى ! انتى بتاعتى و انا بس اللى اقول امتى تفضلى و امتى تتفضلى تمشى ! انتى لبيتك اللى بسبب لحظه زى دى اتقفل عمر بحاله ! انتى لعيالك اللى كل اللى هما فيه ده بسبب هروبك من لحظه زى دى ! انتى ليا اللى بسببك عشت عمرى كله ادفع تمن غبائك ف لحظه زى دى !
مارد بصّ لأبوه قوى و غصب عنه غضبه هدى شويه اما شافه بيتكلم بالشكل الملغبط ده و الحاله دى و فهم ان اللى قدامه ده مش مراد اللى ف الموقف دلوقت و لا الموقف نفسه اللى بيتفاعل معاه بالشكل ده هو نفسه الموقف اللى هما فيه دلوقت ده ! لا مراد هو هو و لا الموقف هو هو ! لاء ده مراد اللى كان ف الموقف بتاع زمان و بيقول اللى كان نفسه يقوله وقتها او قاله لنفسه بعدها و هو بيعض إيده ندم !
همسه بلعت ريقها بالعافيه و هو إيده لسه ف شعرها و كل ما إيده ترخى يشدد اكتر ف مسكته كإنهم على حافه خايف تفلت منه حد فيهم هيقع ! إتقابلت نظراتهم ف حفره كانوا ما صدقوا دفنوا فيها ذكريات و وجع كتير ! مارد قرب قطع نظراتهم و حط إيده على إيد آبوه اللى ماسكاها من شعرها و مراد شدد اكتر ف مارد لف دراعه التانى حوالين كتفه و ضمه: بابا مراد عينيه متعلقه بيها مش عارف بيعتذر و لا بيلوم و لا بيغضب و لا بيعاتب و لا بيثور على كل حاجه حطتهم ف لحظه زى دى !
همسه بتحاول تلف رقبتها له و هو ماسك شعرها و بصتله و بصت لولادها و رجعت بصتله و غصب عنها حست بالاهانه او الصدمه و بمجرد ما مراد رخى إيده بس من شعرها شدت نفسها و خرجت بسرعه و سابتهم ! مراد وقف بخنقه و حس إنه زودها او إنها ممكن تعاند ف خرج وراها بسرعه .. يدوب وصل وراها لاوضتهم كانت بتقفل الباب .. مراد بيقرب: همسه، انا همسه دورت وشها تداريه و هى بتقفل و هو شافها مدمعه ..
مراد وقف بضيق و بياخد انفاس عاليه ورا بعض و فجأه سمع صوت مراد و ليليان بيزعقوا ف الاوضه ف راح عليهم .. مارد بص ل ليليان بعتاب: عاجبك كده ؟ ليليان زعقت: هى اللى راحت قالت لمازن ! هى اللى حبت تعاقبنى من كتر ما طول الوقت كانت بتنتقدنى ف اختصرت الطريق مارد زعق: و انتى عرفتى منين إنها هى اللى قالت لجوزك هاا ؟ هى لمجرد ما كانت عارفه جزء من الحكايه يبقى هى اللى كملت ؟ عشان كانت عارفه يبقى خربت عليكى ؟ ما بتقولى روسيليا كمان كانت شاكه ! عاجبك وقفتهم قصد بعض و لا عايزه اى حد يشاركك ف الذنب و خلاص !
ليليان زعقت و هى بتزقه بإيدها: و انت مالك محموق كده ليه ! مارد بصلها بصدمه و مسك إيدها اللى زقته: عشان غبيه و انا حذرتك مراد دخل لقاه بيزعق و ماسك إيدها بيحركها مع كلامه من غير ما يحس ف شدها منه: انت ملكش دعوه بيها، فاااهم، اول و اخر مره تسمح لنفسك تمد إيدك عليها..
مارد بصّله قوى و مراد وقف بالكلام بشكل اشبه للتوهان من الذكرى اللى إترسمت قدامه و الاتنين كإنهم ركبوا قطر الزمن اللى بيعدى بيهم بسرعه مخيفه على لحظات و سنين و ايام و ليالى كتير صعبه و موجعه لحد ما وقف عند لحظه لا الزمن و لا البعد قدروا يمحوها .. مراد بص لإبنه و شاف ف عينيه دمعه إتجمعت بسرعه غريبه كإنها مكنتش محتاجه موقف زى ده عشان تتجمع و كانت موجوده من وقتها: مراد .. مراد انا مارد بصّله بنظره مكنش عرف ينساها عشان يفتكرها و لا عشان يأمل ينساها هى كمان و من غير كلام سابه و خرج ..
مراد وقف بخنقه ! حس ان خيوط حكاويه بتتكعبل و تتعقد منه، حس إنه بيهد قبل ما يبنى ! ليه كده ! قبل ما يخرج من دوامة تفكيره عقله اللى رسمله الذكرى مشى بيه لبعدها و شاف اد ايه إتوجع عشان كسرة إبنه منه طول سنين فراقهم ! معندوش استعداد ابدا لوجع تانى !
فاق من افكاره و هو بينزل جرى يلحقه بس قبل ما يعدى من الباب سمع صوت عربية مارد بتحك ف الارض بعنف اوى و مشى .. مراد غمض عينيه و كإنه بيحاول يمنع عينيه تشوف حاجه قدامه و قلبه إتقبض !
مازن كان خرج من عند مراد مخنوق .. مخنوق منه و من نفسه و من الظروف اللى خلتهم وقفوا قصد بعض كده ! بس الظروف دى هو اللى عملها و هو اللى يتحمل نتيجتها !
مقدرش يرجع بيته و لا يروح بيت أبوه ! مش عايز حد و لا حاجه تفكّره ! راح على بيت جده عشان اكيد محدش هيناقشه بس إتفاجئ بمهاب هناك .. مازن دخل حاول يدارى عشان ميضطرش يحكى بس وشه و شكله و حالته كانوا كفايه .. مهاب وقف: فى ايه ؟ حصل حاجه و لا ايه ؟ مازن بصوت مخنوق: لاء تعبان و محتاج ارتاح شويه هطلع..
مهاب شده وقّفه: انت إتخانقت مع ليليان تانى و لا ايه ؟ مازن نفخ بعنف و سكت: خلصت يا بابا مهاب شده بحده وقفه قصاده: ايه دى اللى خلصت ؟ انت مش هتبطل التخاريف دى و لا ايه ؟ و الله لو فكرت ف الهبل ده تانى هكلم مراد و اقوله و مازن إتريق بوجع: لا متقلقش، و متتعبش نفسك هو قام بالواجب و زياده..
مهاب إتعصب: و الله لو بكلامك الاهبل ده يبقى عنده حق ! هو لمجرد اول مشكله تقابلكم تقولى خلصت و اصلها مبتحبنيش ! فين حبك بقا اللى بتشيد بيه و تغنيه و تحكيه اما تسيب إيدها من اول مشكله ؟ مازن زعق: عنده حق ؟ عنده حق ف ايه بالظبط ؟ ف حياتنا اللى بيرسمهالنا بالقلم و المسطره ؟ ف بنته اللى رافض تفارقه ثانيه ! مهاب قاطعه بدفاع: انت من البدايه عارف الظروف و موافق متجيش عند اول مشكله و تقول مش قادر..
مازن زعق: المشكله اللى انت بتتكلم عنها دى مش اول مشكله و لا حاجه مهاب: و لو، فرقت ايه المرادى ! انت مازن إنفجر بغضب: فرقت إنى مكنتش متخيلها هتوصل لكده ! للدم ! صاحبك اللى انت جاى تدافع عنه قدامى ده قتل إبنى ! يعنى قتل حفيدك ! ف بدل ما توقفلى زى الند كده و كإنى عدوك مش إبنك روح اسأله عمل كده ليه ! مهاب راح عليه بذهول: إبن مين و قتل ايه ! انت بتتكلم عن مين ! اهدى كده و فهمنى بتتكلم عن ايه !
مازن اخد نفس عنيف و كتمه: الست اللى بتمشى ورا أبوها ف النفس حتى اللى بتتنفسه كانت حامل و سقطت نفسها و البركه ف اللى بتمشى وراه مهاب بصّله بذهول و مش عارف لا يستوعب و لا يصدق و رافض تماما: مستحيل ! حتى لو ليليان عيله أبوها وراها مش هيسيبها تغلط كده و مازن إتعصب: اللى انت بتقول عنها عيله دى كانت متجوزه و مخلفه كمان ! ف مش هتيجى لحد عندى و تعمل قطه مغمضه ! و اللى انت بتقول عنه وراها ده هو السبب ف كل زفت بينا و المرادى مش بعيده عليه..
مهاب إتنرفز: اهدى بقا خلينى افهم مازن زعق: تفهم ايه ؟ بقولك سقطت نفسها عشان متخلفش منى تقولى تفهم ! دى كانت بتاخد منع حمل عشان متحملش اصلا ! عايز تفهم ايه تانى ! مهاب بيحاول يشوف سكه تانيه او ثغره: مش يمكن الحمل غلط عليها ؟ ليليان عيانه و مازن صوته إتهز بوجع: كنت متعشم كده ! و روحت للدكتور بتاعها مهاب بأمل: و قالك..
مازن قاطعه بألم: قالى لا حملها عادى ! قال بتاخد منع حمل عشان متخلفش ! قالى اما حملت جات من غير تفكير تنزله و كانت مقرره ! قالى طالبه مانع حمل اقوى عشان ميحصلش غلط تانى ! شايفه إبنها منى غلطه و عايزه تحترس عشان مش عايزاها تتكرر !
مهاب بلع ريقه بحزن: انا مش مصدق و لا حرف ! طب ليه ! ماهو لو كان جوزها قبلك عايش و متطلقه كنت هقول يمكن سابته غصب ! لو مكنتش خلفت كنت هقول يمكن خايفه كل البنات ف اول جوازهم بيبقوا خايفين من فكرة الخلفه و المسئوليه ! لو حتى كانت تعبانه كنت قولت يمكن قلقانه ! بس انا شايفها كويسه مازن قعد بإنكسار: اديك قولت ! بعدين متحيرش نفسك كتير ! أبوها قالهالى مهاب بحذر: قالك ايه !
مازن غمض عينيه اللى دمعت لمجرد تخيل ان ده ممكن كلام ليليان و هى اللى قالته لأبوها و صدّرته عنها .. مهاب قرب قعد قدامه ع الترابيزه و عاد سؤاله: قالك ايه مراد ؟ مازن وقف بتعب يمشى و مهاب مسك إيده: انطق، متسيبنيش كده، انا كده كده رايح لمراد افهم منه، بس متخلنيش زى الطيشه كده مازن بصّله بضعف: قالى إنى مش مالى عينيها ! مش راجل ! مش عايزه تخلف منى عشان مش مالى عينيها !
مهاب زعق: ايه التخاريف دى ؟ لا طبعا، يا هو ميقصدش المعنى الحرفى للكلام يا انت اللى مفهمتش مازن إتريق بوجع و هو ماشى: صح، بدليل مد إيده عليا و انا طلقتهاله عشان يشوفلها راجل يملى عينيها مهاب وقف بصدمه و تابع مازن بعينيه اللى طلع اوضته و سابهم .. سليم كان متابع الحوار بصمت لحد ما مازن مشى ف بص لمهاب: اهدى، اكيد الموضوع له جوانب تانيه مهاب بتأكيد و هو بياخد حاجته: اكيد طبعا..
سليم مسكه: انت رايح فين ؟ بلاش تروح لمراد دلوقت مهاب: لا طبعا،لازم اسمع من صاحبى، مش هحكم عليه قبل ما اسمعه سليم شده و هو خارج: و لو كلام إبنك صح ؟ مهاب محطش حتى الاحتمال ده قدامه: لو إبنى غلط هربيه انا سليم عاد سؤاله: لو كلام إبنك صح ؟ مهاب مردش و سابه و خرج ..
حلم ف المستشفى إبتدت تفوق و الدكتوره منال طلبت تدخلها و قعدوا يتكلموا .. الدكتوره بتفكير: يعنى ايه يا حلم ؟ ماهو مينفعش يوم من حياتك متعرفيش عنه حاجه او متفتكريهوش ! يتمحى بالشكل ده ! حلم غمضت عينيها بألم: معرفش ! مش عارفه افكر حتى ! انا فوقت لقيت نفسى هنا و عرفت من هنا إنى جيت تعبانه و متعوره الدكتوره: طيب قبل ما تيجى ايه اللى حصل ؟ حلم هزت راسها: مش مجمعه ! حاسه إنى مشوشه و مصدعه الدكتوره: طيب اخدتى ادويه ايه ؟
حلم دمعت بتعب .. الدكتوره بعتاب: طبعا موقفتيش المهدئات و لا المنوم و لا ادوية الاكتئاب ! و طبعا بتاخديها كل ما تتعبى و بما إنك ف فتره كلها تعب ف بتاخديها من غير حساب حلم هزت راسها: تقريبا هى اللى تعبتنى الدكتوره: طبعا و ده اللى كنت خايفه توصليله ! المهم عايزه اسألك عن حاجه ! انتى بتاخدى ادوية القلب صح ؟ حلم: اه طبعا، ع الاقل عشان افضل ف باب واحد الدكتوره: بس تحاليلك يا حلم بتقول اه فى ف الدم جرعات منها لكن الكشف و الاشعه بيقولوا حاجه تانيه ! حلم إستغربت: حاجة ايه ؟
الدكتوره بحيره: إنك مش بتاخديها ! او نقول مفيش نتايج او مفيش تحسن يقول إنك بتاخديها حلم بتأكيد: لاء باخدها، يمكن بقيت بحترس لها من وقت ما مالك رجع، معرفش بس حسيت إنى لازم ابقى كويسه
الدكتوره سكتت شويه: هو انا ممكن اسألك عن حاجه ! حلم بصتلها و الدكتوره سكتت كتير بحذر: هو مالك ممكن يأذيكى ؟ مالك كان برا و متردد يدخل و لا يمشى بس حس إنه محتاج يسمع حوارهم و اما سمع سؤالها بلع ريقه بحذر و إستنى يسمع حلم .. حلم ردت بسرعه: لاء طبعا، يستحيل..
الدكتوره لسه هتتكلم حلم قاطعتها: انتى فاكره عشان انا اذيته ممكن يردهالى ؟ هو قالهالى بنفسه مش منطقى اما كلب يعضنى اروح اعضه و انا واثقه فيه الدكتوره سكتت و حلم دمعت: انا جيت المستشفى متعوره، بس هو انتى متخيله ان مالك ممكن يكون هو مثلا اللى عورنى او حتى مد إيده عليا ؟ يستحيل انا واثقه ف ده كويس اوى .. عارفه الكل شايف ان المشكله بينى و بين مالك فقدان ثقه بس الحقيقه إنها العكس تماما ! ثقه زايده و اوى كمان ! هو وثق فيا زياده و انا واثقه فيه ازيد من الزياده و زى اى حاجه بتزيد عن حدها ف قلبت للضد..
مالك برا غمض عينيه و احساس غريب خنقه خلاه مش عارف حتى يتنفس ! احساس شبه الخذلان ! الدكتوره: انتى عارفه ان تحليلى كان صح اما جيتى المره اللى فاتت ! إنك كنتى فاقده الذاكره فعلا ! حلم بصتلها قوى و معرفتش تقول حاجه: ازاى يعنى ! الدكتوره: ده بيبقى حاجه اشبه بالتشويش ع العقل كده و ده بيجى من عوامل كتير ! زى الضغط النفسى و العصبى و الادويه الكتير النفسيه او ضغط ع الاعصاب و حاجات كتير..
حلم دمعت و غمضت عينيها و مش بتشوف و لا بتفتكر غير لقطات بتعدى بسرعه مريبه ف ضلمة تغميضة عينيها من اليوم ده ! الدكتوره: بس ده اخد وقته و خلص ! كان مجرد وقت بسيط ! عايزه اطلب منك حاجه و المرادى لازم تعمليها ! لازم توقفى الادويه اللى بتاخديها كلها ! حلم لسه هتتكلم الدكتوره قاطعتها بتحذير: كلها يا حلم، كلهااا حلم هزت راسها حاضر ..
الدكتوره وقفت تخرج: و عايزه اشوفك لمدة الاسبوع الجاى بشكل يومى حلم مسكت إيدها بتردد: انا كويسه ع فكره .. اللى حصل ده كان رد فعل طبيعى للفتره اللى فاتت .. انا اللى عيشتها و انا اللى عارفه تفاصيلها مهما حكيتلك انا اللى حسيتها .. و انا بردوا دلوقت اللى هقرر الفتره دى تخلص بقا الدكتوره إبتسمت: يبقى إتفقنا .. المهم حاليا لازم تقومى بسرعه .. ولادك موحشوكيش و لا ايه ؟ حلم دمعت و حست إنها مشافتهومش من كتير اوى و الدكتوره سابتها و خرجت ..
مالك كان برا بمجرد ما سمع خطوات الدكتوره للباب اتحرك بعيد شويه و ولع سيجارته و عمل نفسه مش مركز لحد ما راحت عليه .. مالك ببرود: هى كويسه ؟ الدكتوره: اه الحمد لله هى بتتخطى محنتها او نقول إبتدت تتقبلها و ده حاليا كويس لإنه بداية التخطى مالك معرفش يبتسم و دوّر وشه ..
الدكتوره سابته تمشى و إلتفتت له و سكتت شويه: خليك قريب منها الفتره الجايه يكون افضل مالك لسه هيرد الدكتوره سبقته: حلم ف لحظة صدمه هدت و كسرت حاجات كتير و اولها انت و هى قبلك ! و اعتقد هى داخله على صدمات تانيه و مش عارفه هعرف اظبط انفعالاتها و لا لاء مالك بصّلها كتير بتدقيق و هى هزت راسها و سابته و مشيت ..
مهاب راح على مراد ف بيته و اول ما وصل ع الشارع شاف مارد بيتحرك بسرعه عنيفه و مشى ! حاول يوقفه بس معرفش يقف قدامه و لا حتى يشاورله ف بصّله بقلق و كمل لعند مراد.. مراد كان واقف مخنوق و لأول مره يحس إنه لو من حقه يختفى او يخلص بقا ! فاق على مهاب اللى وصل و دخل و واقف قدامه .. مراد بصّله بجمود و من غير كلام سابه و إتحرك يطلع ..
مهاب شده وقفه: ايه يا جدع انت بقالى ساعه قدامك مستنيك تفوق و اول ما تنتبه تسيبنى و تمشى ! مراد زق إيده بحده: احسنلك اسيبك و امشى و احسنلك انت كمان تمشى دلوقت مهاب مسك إيده و حاول يمشى بيه يقعدوا: طب اهدى بس
مراد زق إيده و مهاب مسكه تانى: يا بنى اهدى بس و فهمنى حصل ايه لكل ده مراد بغضب: إبنك مقالكش مهاب قاطعه: لا إبنى مقاليش و مش عايز اسمعله .. ابنى ف البيت لو عايز اسمع منه .. لكن انا هنا عشان عايز اسمعك انت
مراد بغضب: و انا مش هتكلم يا مهاب .. عشان اللى حصل ملهوش كلام .. و احسنلك بدل ما تقعد تسمعنى روح اشبع من إبنك قبل ما احاسبه ع اللى عمله مهاب قلق اما شاف ملامح مراد اللى ضلمت بغضب و لهجته و صوته ! اول مره يشوف الوش البرئ يقلب شر كده ! مهاب: طب تعالى بس إستهدى بالله و خلينا نقعد .. و لا اقولك تعالى نخرج شويه احنا بقالنا كتير مخرجناش و مراد شد إيده و شبكهم ورا ضهره و وقف بجمود ..
مهاب نفخ بغيظ: طب ع الاقل مارد ماله ؟ خارج بالشكل ده ليه ؟ حاولت اوقفه معرفتش، انت مزعله و لا ايه ؟ مراد إفتكر و ده زاد خنقته: امشى يا مهاب دلوقت ليليان كانت ف الحمام و يدوب خارجه سمعت صوت مهاب تحت و إفتكرته مازن زى كل خلاف راجع ف وقتها ف نزلت جرى بالفوطه ع شعرها .. وقفت بإحباط اول السلم اما شافت مهاب ..
مهاب بصّلها بعتاب و هى دمعت و دموعها نزلت بصمت لحد ما قعدت مكانها .. مراد بص وراه شافها ف إختنق بزياده: اطلعى اوضتك يا ليليان ليليان لسه هتنطق أبوها شاورلها: روحى ارتاحى ف اوضتك
مهاب زقه بغيظ: يا اخى ارحم العيال شويه إتخطاه و طلع جنبها قعد ع السلم: ايه اللى حصل يا ليليان ؟ ليليان عيطت و مهاب شاف وشها مزرقّ زى اللى مضروبه و خمن ان مازن اللى عمل كده و ده نوعا ما شككه ان كلامه فيه شئ من الصح و عياط ليليان بيدعم شكه ده و قبلها غضب مارد ..
مراد طلع بغضب مسك إيدها وقفها: يلا حبيبتى على اوضتك ارتاحى غرام خرجت ع صوتهم و الموبايل ف إيدها بتقفله بسرعه و مراد شاورلها: خديها يا غرام ترتاح مهاب مسكها منه: ما تصبر يا بنى انت، فى ايه يا حبيبتى ؟ مالك ؟ ايه اللى حصل يا ليليان انا عايز افهم ؟ ماهو مش معقوله هتلقفونى لبعض ! انا مش عيل !
ليليان عيطت اوى و مراد شدها منه و وقفله: عايز تعرف فى ايه ؟ اقولك، فى ان إبنك المحترم مد إيده على بنتى ! ضربها ! و بالمنظر ده شد ليليان و لزقها ف وشه و مسك وشها حرّكه قدامه: ضربها ف بيته و جايبهالى من بيته لبيتى بلبس البيت ! بقميص نومها يا مهاب ! مهاب إتصدم و بص لمراد بذهول: مازن يستحيل يعمل كده
مراد زعق: لاء عمل ! عمل ف بيته ما بداله و مكفهوش ! جابها يضربها قدامى ! عشان مش بس يكسرها هى و يكفيه ! لاء يكسرنى انا فيها و يكسرنى قدامها و يطلعنى الاب اللى لتانى مره مش عارف يحمى بنته ! عشان يقولها ادى الراجل اللى بتتدارى فيه و قدامه و لو راجل يقفلى ! كنت عايزنى اعمله ايه و انا شايفُه جايبلى بنتى عريانه و بيحدفها ف وشى و بيطلقها زى اى واحده ملمومه من الشارع ؟
مهاب بص لغرام اللى هزت راسها اه ف رجع بص لمراد بغضب: تديله بالجزمه على دماغه و تكسر رقبته كمان و لا يكسرك هو ! انت عبيط و لا ايه ! مراد بوجع: مدة إيده على بنتى طالما ف بيتى يبقى إيده دى إتمدت عليا انا ! مازن كده مد إيده عليا انا يا مهاب ! مهاب بزعل: و لا يقدر و لا عاش و لا يكون و لو لك حق عند إبنى هجيبه تحت رجلك مش بس يعتذر لاء و تعمل اللى عايزُه مراد زعق: لا عايزك تجيبه و لا تجيب اى زفت حق ! هو طلق بنتى و خلصت خلاص..
مهاب حاول يهديه: الامور متتحلش كده يا مراد مراد بغضب: امال ازاى ؟ هاا ؟ همسه طلعتلهم و كانت متابعه لحوارهم بصمت .. مراد بصّلها بحده: البركه ف اختك ! قامت بالواجب و إبنك كمل مهاب بص وراه شاف همسه بتبصله بأسف و حزن و حس ان الموضوع مش متضخم لاء هو واخد حجمه ..
راح عليها بهدوء و هى عيطت ف حضنه: خدنى من هنا يا مهاب مهاب لسه هيتكلم شاف مراد بيبصلها بصدمه و عينيه مفتحه اوى بزوغان و مش متخيل رد فعلها: انتى عايزه تمشى ؟ تسيبينى ؟ مهاب اخدها ف حضنه و راح عليه شده: تعالوا نقعد بس و استهدوا بالله كده مراد شد إيده منه: بالسلامه..
مهاب زعق: ما تهدى بقا يا زفت انت ! انا سايبك من الصبح تطلع غضبك و بقول عشان يهدى ! بس كفايه بقا خلينى اتزفت اسمع فى ايه ! عاجبك حالة بنتك دى ! عاجبك إبنك اللى خرج بالمنظر ده و اكيد سمعته كلمتين ! عاجبك مراتك اللى عايزه تمشى ! ماهو مش كل دول غلط و انت اللى صح !
مراد زعق: عيالى انا كفيل بيهم و اذا كان على بنتى و حالتها دى ف و حياة أبويا لا اجيبلها حقها مهاب زعق: تجيبلها حقها من مين هاا ؟ من إبنى ؟ جوزها ؟ ابو إبنها ؟ ليليان عيطت اوى ع الكلمه اللى وجعتها و غرام بعد ما كانت رايحه عليهم رجعتلها اخدتها على صدرها .. مهاب راح عليها: و لا معلش، اللى كان ابو إبنها ! ماهو واضح ان كلام مازن صح اهو !
مراد ضحك ضحكه غريبه بتريقه: و بتقول مسمعتهوش ؟ انت مهاب قاطعه بزعيق: سمعته ! اما اشوفه بيموت ف مراته و بيته و بيستحمل اى حاجه منها و مبيستحملش الهوا عليها و ف لحظه يطلقها و يجيلى مبهدل بالشكل ده يبقى لازم اسمعله ! و جيتلك عشان اسمعلك بس من الواضح ان معندكش حاجه تقولها ! معندكش اعذار حتى مراد زقه بخنقه: قولت اللى عندك ؟ سمعت اللى إبنك حفظهولك ؟ يلا بقا و روح قوله مد إيده على بنتى مش هيعدى مهاب بص ل ليليان: انتى بجد سقّطتى نفسك ؟
ليليان عيطت و مردتش و مهاب بص لغرام اللى ف موقف متتحسدش عليه ! مراد مسكه زقه: اه و خليه اللى عنده بقا يعمله مهاب زقه بإيده بحده: لا انت إتجننت بقا ! و اذا كان ع اللى عنده ف عنده كتير بس انا اللى محترمك لدلوقت و عامل للى بينا حساب مراد بحده: اطلع براا مهاب زعق: برا برا، انت كل ما هتحب تهرب هتقعد لوحدك ؟ و لا خربتها و عايز ترتاح !
همسه بصت لمهاب بقلق: مهاب ارجوك بلاش كلام دلوقت مهاب: يلا لو عايزه تمشى، يلا معايا مراد زعق: انت عايز تردها بقا ؟ لو اخدتها يبقى بتخرب عليها مهاب بص ل ليليان بعتاب: أبوكى مش قابل يستغنى عن أمك ثانيه ! مش قابل حد يدخل بينه و بينها و لا حتى تشتكى ! عارفه ليه ؟ عشان بيحبها ! لكن انتى محبتيش إبنى ! و ده الفرق و ده العيب اللى عليكى انتى مش عليه !
مراد مسكه من هدومه: انت إبنك قام بالواجب و انت جاى تكمل ! امشى من وشى مهاب مد إيده زقه بزعيق: خليهالك اشبعبها ! يارب بس تكون ارتاحت و انت شايفها كده ! و لو انت لك حق عند إبنى ف انا اللى ليا حق عندك ! حق إبنه ! حفيدى ! مراد قرب عليه بهجوم يمسك فيه و مهاب زقه و الاتنين شبه مسكوا ف بعض .. همسه قربت تفصل بينهم بالعافيه مش عارفه ! غرام سابت ليليان بخضه و راحت عليهم مع همسه و وقفوا بينهم ! غرام حاوطت مراد بحزن: بابا ارجوك اهدى، انا عمرى ما شوفتك عصبى كده مراد بيزعق و بس و غرام بتحاول تتحكم ف حركته ..
لفّت وشها وراها لأبوها و صوتها إتهز: حبيبى عشان خاطرى ! و حياتى عندك ! سيبه دلوقت ! سيبه يا بابا ارجوك ! همسه بينهم فضلت تزق ف مهاب بعيد لحد ما نزلت بيه و هى بترجّعه لورا و بصتله برجاء: امشى عشان خاطرى دلوقت، ارجوك مراد نازل عليهم و همسه خرّجت مهاب اللى بصّله بزعل: متشكر يا صاحبى خرج و سابهم و مراد هيتحرك وراه همسه وقفت ف وشه: كفايه بقا ! انت إتجننت ! انت بقيت بتتصرف بهبل ! فووق بقا..
مراد اخد انفاس عاليه و سريعه و بيحاول يكتمها بس بتخرج زى النفخ بدون سيطرته .. همسه بصتله بغضب قبل ما تسيبه: عيد حساباتك يا مراد، اقعد مع نفسك و احسبها من تانى عشان انت مش حِمل خساير مراد إتصدم: انتى بتهددينى ؟ همسه سابت سؤاله معلق و سابته هو كمان و طلعت ..
مارد كان خرج بعربيته معرفش يروح لفين و لا لمين ! لاول مره يحس ان البراح ده كله بوسعه ضيق و بيضيق بيه لحد ما بقى اضيق من خرم الابره ! طب يروح فين ! لمين ! غرام ! لاء هو مش عايز يدخل البيت دلوقت ! إتصل على مازن اللى بص ف موبايله بزعل و مردش .. مارد بعتله مسدج و بردوا مردش .. راحله عند بيت مهاب بس مفيش .. خمن إنه عند جده و راحله .. مازن بزعل: عايز ايه يا مراد ؟
مارد رفع حاجبه و حاول يهزر بس مش عارف: لا فوقلى كده، ايه عايز ايه دى ! انا جاى افك شويه مع صاحبى بعيد عن ام النكد ع الاقل ف النص ساعه دى و بعدين نتكلم مازن ضحك غصب عنه: اشمعنى النص ده ؟ مراد زقه و قعد جنبه ع السرير و فرد رجله: عشان مش طالبه معايا نكد اهلك و اهله و اهلى و اهلها و ميتين اهلكم كلكم مازن حط إيده على وشه و غصب عنه ضحك بتعب: ايه كمية الاهل دى اللى ف الجمله ؟ مالك ؟ انت اخدت نصيبك انت كمان ؟
مارد هز راسه بغيظ و مازن رفع حاجبه: احسن احسن مارد رفع حاجبه و إتلفت حواليه لحد ما لقى قزازه جنبه حدفها ف وشه و مازن ضحك غصب عنه .. مارد: تيجى نسهر برا ؟ مازن كشر: لاء مارد سكت شويه و إتكلم بحماس بيضحك: طب عندك حاجه منكر نشربها ؟ مازن بخمول: لاء مارد سكت بزهق و اتكلم بسرعه: و لا عندك حشيش ؟
مازن: لاء مارد حدفه بالمخده بغيظ و إتحدف ميل عليه و مازن نزل على ضهره ع السرير .. مارد طلع مفاتيحه من جيبه و مسك منها القصافه فتحها بكوميديا زى المطوه: جرا ايه يا ابن الجزمه ما تجيب صباره و تدفننا احسن ! مازن ضحك غصب عنه و مارد كتم وشه بالمخده و رجع قعد بغيظ: ده انت خساره فيك تبقى ابن هوبا شخلع مازن ضحك و سكت فجأه بقلق: تقريبا راح لأبوك، اياك يكون..
مسك موبايله و مارد شده منه حدفه: احسن، خليهم يعضوا بعض مازن ضحك ضحكه صغيره و مارد كلم حد جابلهم حاجات و قعدوا مع بعض .. شويه و مهاب وصل زى العاصفه و رزع الباب و سليم راح عليه بترقب: إتخانقتوا و لا ايه ؟ مهاب زعق: ده إتجنن و لا ايه ؟ سليم قعد بزعل: قولتلك متروحش دلوقت .. بعد العمر ده كله تمسكوا ف بعض كده ! مهاب تهته بضيق: اا.. انا .. انا بس اللى إتضايقت من سليم قاطعه: مسكتوا ف بعض ! باين على وشك و شكلك.
مهاب نفخ بخنقه .. مش متخيل إنه هو و مراد وصلوا لنقطه زى دى .. هو و مراد طول عمرهم صحاب عمر و دراسه و شغل و سفر و خروج و فسح .. عمرهم ابدا ما إختلفوا كده و لا وصلوا لكده .. حتى اما همسه ظهرت بعد السنين دى موقفوش لبعض كده ! طول عمرهم بيقفوا لبعض و لا مره وقفوا قصد بعض ! سليم: قوم خد دش عشان تفوق كده مهاب بضيق: مازن لسه فوق ؟
سليم: اه مارد معاه مهاب مستغربش اوى عشان عارف مارد ف إبتسم بإرهاق: هطلع اشوفهم سليم مسكه: مارد ملهوش دعوه مهاب إبتسم: عارف سليم بحذر: و لا بنتك مهاب هز راسه بزعل: انا اللى مرضيتش ادخّلها اصلا و لا اسمحلها تتدخل ! بصتلها تبعد و هى فهمتنى ! متقلقش ! طلع عندهم و اول ما فتح الباب الاتنين بصوله بترقب و هو سكت و هما ساكتين لحد ما بصوا لبعض و ضحكوا ف صوت واحد .. مهاب ضحك بغيظ و راح عليهم زق رجل مازن و عداه و إتحدف جنبهم ع السرير: ايه يا لطخ منك له ؟
مازن رفع حاجبه: علّم عليك ؟ مهاب رفع نفس الحاجب: لاء، بس مارد رفعله نفس الحاجب: لا علّم عليك مهاب دوّر وشه له و هو لسه رافع حاجبه: لاء، اصل مازن برخامه: علّم عليك واضحه يعنى مهاب كان هيقوله حاجه بس سكت عنها و بص لمارد بضحكه مكتومه: واضحه اوى يعنى ؟
مارد مسك دقنه و حرّك وشه بكوميديا و هو لسه رافع حاجبه و كعمش وشه: اوى اوى مهاب لف وشه لمازن و مازن كعمش وشه هو كمان و هز راسه اه .. مهاب عدل ياقة قميصه: لاء انا اللى سيبته يعلم عليا بمزاجى مارد بغلاسه شده عليه و لف دراعه ع كتفه: ايوه ايوه عارف
مهاب زقه بغيظ: انا اللى بسيبه بمزاجى قولتلك مازن بغيظ: على يدددى مارد ضحك و مازن ضحك معاه غصب عنه و مهاب فهم ان مارد بيراضى مازن بشكل غير مباشر او بيفك عنه ف إتجاهل اللى حصل حاليا و إندمج معاهم: لا انا اللى إحترمت سنّه على فكره .. ابوك اكبر منى بشهر مهاب بيبص لمازن لقاه رفع حاجبه .. بص لمارد لقاه بنفس الريأكشن ف زقهم الاتنين بإيديه الاتنين مره واحده: قوم ياض منك له .. انتوا تعملوها و انا ألبسها ؟ انا ايه اللى قعدنى معاكم ؟
ضحكوا جامد و مازن شاورله بالسجاير و مهاب قعد بهزار: اذا كان كده ؟ ماااشى قعدوا مع بعض بس التلاته كل واحد ف ملكوت جواه ضلّم و بيهرب منه بس بيغيب و عقله بيخطفه له ..
مراد قعد شويه ف البيت بس حس إنه مخنوق .. محتاج لهمسه بس مش عارف يزعل منها و لا من نفسه و لا المفروض يراضيها و لا هى اللى تراضيه ! فكرة إنها تكون هى السبب ف الموقف كله خانقاه ! بيحاول يوصل لمارد مش عارف ! بيتصل بيه موبايله مقفول ! اتصل بمصطفى اللى قاله ميعرفش حاجه عنه زى ما مارد وصاه يقول ! اتصل بالشغل بس عرف إنه مراحش ! خمن إنه راح لمازن و ده نوعا ما طمنه .. إتصل بالدكتور بتاع ليليان .. اكيد مازن راحله و منه ممكن يفهم .. و اما مردش لبس و خرج راحله ..
قابل الدكتور ف المستشفى و عرف منه ان مازن راحله و من شكله كان عارف و عرف كمان إنه راح للدكتوره .. الدكتوره إستغربت: هو جوزها و انا اتكلمت معاه بإريحيه ع اساس إنه ملم بوضعها مراد بضيق: يعنى قولتيله ايه او هو قالك ايه !
الدكتوره إستغربت سؤاله بس جاوبت: هو سألنى إذا كان ليليان وضعها الصحى ميسمحش بالحمل و لا لاء و انا قولتله لا عادى ممكن تحمل و لو انتوا مش مستعدين حاليا ممكن اكتبلها منع حمل اقوى عشان متغلطش تانى لان مش كل مره هينفع تجهض مراد مستناش يسمع الباقى و سابها و خرج .. خرج مخنوق منها و من نفسه و من مازن و من همسه اللى مطلعش لها يد و من الدنيا بحالها ! مش عارف ليه ملطشه معاه كده !
مالك بعد ما الدكتوره سابته وقف مكانه بدون شعور ! بدون وجهه محدده ! بدون حتى احساس ! مش عارف هو حاسس بإيه ! حاسس بحاجات كتير و ف نفس الوقت مش حاسس بحاجه خالص !
حس إنه مصدع نزل يجيب قهوه .. نزل عند الريسيبشن طلبها من حد يجبهاله و واقف بيبص على برا المستشفى بعشوائيه و فجأه لمح اخر حد ممكن يتخيل يشوفه هنا ! بص اوى بتدقيق و اللى قصاده شافه .. فجأه مالك خرج من المستشفى جرى و ف لحظه كان...
رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل السابع والعشرون
مالك بعد ما الدكتوره سابته وقف مكانه بدون شعور ! بدون وجهه محدده ! بدون حتى احساس ! مش عارف هو حاسس بإيه ! حاسس بحاجات كتير و ف نفس الوقت مش حاسس بحاجه خالص ! حس إنه مصدع نزل يجيب قهوه .. نزل عند الريسيبشن طلبها من حد يجبهاله و واقف بيبص على برا المستشفى بعشوائيه و فجأه لمح اخر حد ممكن يتخيل يشوفه هنا ! لمح ست كبيره بتعدى الطريق زى ما يكون بتمشى و خلاص !
مالك حس إنه شافها قبل كده و برغم إنها كانت بعيده عنه إلا إنه من هيئتها و ملامحها الكليه قدر يستنتج هو شافها فين ! محسش بنفسه غير و هو قدامها و معرفش ازاى خرج او قطع الطريق و عدّى المسافه اللى كانت بينهم دى ازاى ! بمجرد ما بقى قدامها شافها و إتأكد إنها فعلا الست اللى قابلوها ف إسكندريه و قالتله الاقارب عقارب خد بالك منهم ! مالك مسكها بلغبطه: انتى .. انتى الست اللى .. ايوه انتى .. انتى..
الست إبتسمت بصفا: مالك ! مالك بصّلها بتوهه: انتى عارفانى ؟ عارفه إنى مالك صح ؟ الست مبتسمه: لاء انا بسألك مالك ! مالك زعق بشكل غير مبرر لا قدامها و لا حتى قدام نفسه: لاء انتى عارفانى ! عارفانى ! انتى المره اللى فاتت قولتى إسمى ! قولتى حاجات كتير صح ! حاجات كتير حصلت ! قولتى لحلم .. قولتى ..
مالك قال كلامه مره واحده وبردوا سكت مره واحده و هو شبه بينهج و مش عارف يكمل .. الست إبتسمت بهدوء: بشوف ياما و بقابل ياما مالك سكت كتير: انتى بتقرى الودع ؟ الست إستغربت بإنكار: انا قريتلك الودع ؟ انا مبقراش حاجه ! انا بقرا الوشوش ! بحس اللى وراها ! بعرف اشوف القلوب او احسها او اقراها ! معرفش معرفش ! سابته و هى ماشيه و باصه قدامها ف الولا حاجه و بتردد الكلمه ..
لفّت وشها له و رجعت مسكت إيده بإيدها و من غير ما تبصلها طبّقتها بإيدها التانيه و طبطبت عليها: مالك الملك عرفوه بالعقل ! وصفوه بالحق ! سمّى نفسه العدل ! خليك اد الاسم يا مالك مالك حس إنه محتاج يسمعها .. هو محتاج يسمع حد ميعرفهوش و يسمعه و الاخر يمشى و لا كإنهم إتقابلوا ! الست إبتسامتها صافيه و وشها رايق: اوعى الظلم يا صاحب الاسم ! صاحب الاسم هو اللى سمّى نفسه العدل و هو بردوا اللى اوحالنا ان الظلم ظلمات يوم ما هنقابله ! اوعى الظلمات اووعى !
مالك عقله راح ف حته بتاعته لوحده مقفله: انا مظلمتش حد انا إتظلمت و المساواه ف الظلم عدل الست هزت راسها بأسف و طبطبت على كتفه قبل ما تمشى: ده كلام بتموّت بيه ضميرك ! بس هو لسه صاحى و هيفضل صاحى طول ما ده صاحى ( شاورت على قلبه )..
مالك بصّلها كتير و هى فضلت تعيد و تزيد ف الكلام و هى ماشيه: مالك الملك عرفوه بالعدل ! عرفوه بالحق ! سمى نفسه الرحيم بردوا ! خليك اد الاسم يا شايل الاسم! خليك اد الاسم يا شايل الاسم ! يا مالك يهديك المالك مشيت و لحد ما بعدت و هى بتتكلم بهدوء كلام مش مفهوم و لا مترتب بس كان له مفعوله على مالك اللى رجع المستشفى و الصوره اللى جواه إتعكست !
مالك راجع المستشفى و مراد خارج و الاتنين إتقابلوا ع الباب بإستغراب ..
بعد ما مراد خرج و سابهم همسه دخلت عند ليليان شافتها نايمه ف حضن غرام و وشها محمر و عيونها و مناخيرها و جسمها بيغيب و يتهز.. قربت منها حسست على جسمها و شافت وشها و بصت لغرام اللى هزت راسها بحزن .. همسه شاورتلها: نامت ؟ غرام هزت راسها بهمس: من شويه بس بتغيب و تصحى همسه قعدت جنبهم على حرف السرير و سكتت كتير: انا مقولتش لمازن حاجه على فكره .. و لا كنت راضيه عن حاجه اصلا غرام بعتاب: انتى كنتى عارفه يا ماما ؟
همسه: كنت عارفه و مكنتش عارفه... معرفتش إلا بعد ما اللى حصل حصل و بردوا عرفت قبل ما الدربكه دى تحصل ف مازن زعل منى إفتكرنى معاهم و كلمته اضحك عليه بكلمتين و مراد كمان زعل إفتكرنى إنى مع اهلى و كلمتهم باللى حصل و قلبتهم عليه غرام حاولت تهزر تفرفشها: و انتى و الله غلبانه يا سوسوو و بريئه من الاتنين همسه ضحكت غصب عنها: شوفتى غرام إبتسمت و بصتلها بتردد و بتغيب و تبصلها ..
همسه فهمتها ف إبتسمت: إتطمنتى على مازن ؟ غرام ردت بسرعه: لسه همسه إستغربت بعتاب: اخسس عليكى، هان عليكى و انتى شايفاه ماشى ف الحاله دى و عارفه اللى حصل ؟ على كده مكلمتيش مهاب ؟ غرام هزت راسها بزعل .. همسه شاورتلها بزعل: قومى روحى إتطمنى عليهم يلا غرام بتردد: بس..
همسه: قومى يلا .. مينفعش تزعّلى ابوكى منك مهما كان .. يلا و اتطمنيلى على مازن .. اجهزى و هكلملك السواق يوصلك و متقلقيش اما مراد يجى هقوله غرام إبتسمت بحماس: هروحلهم عشان اتطمن على مارد كمان .. انا هموت من القلق من وقت ما خرج همسه إستغربت: هو قالك إنه هناك ؟
غرام: لاء بس انا عارفه إنه هيروحلهم .. مراد متفتهوش حاجه زى دى .. و بعدين هو خارج مخنوق و زعلان من أبوه و محتاج لحد و غالبا هيروح لمازن .. انتى عارفه هما صحاب .. بس انا اللى لازم اكون جنبه دلوقت همسه إبتسمت بحب على حبها و ثقتها او فهمها لمراد ..
غرام ضحكت بهزار: هروح الحق جوزى بقا قبل ما يتلم المتعوس على خيب الرجا و ينوبنى من الحب جانب همسه ضحكت غصب عنها و غرام باست ليليان من خدها و قامت و لسه بتتحرك ليليان مسكت إيدها برجاء و فتحت عينيها و معرفتش تنطق ف عيطت .. غرام رجعت قعدت جنبها: حبييتى لو مش عايزانى امشى انا..
ليليان هزت راسها بسرعه و معرفتش تتكلم .. غرام فهمتها ف طبطبت على كتفها: متقلقيش .. كل حاجه هتبقى تمام .. زوبعه و هتعدى ان شاء الله .. بس انتى حاليا لازم تبقى كويسه الاول ده الاهم ليليان مسحت وشها بحزن و مش عارفه تترجم هى عايزه ايه و غرام همستلها و هى قايمه: متقلقيش هظبط الدنيا و ارجعلك..
همسه بعد ما غرام خرجت قعدت جنب ليليان بحب و باست راسها .. ليليان بأسف: ماما، متزعليش منى انا همسه ضمتها عليها و باست راسها و اخدتها على صدرها و فضلت تلمس على شعرها بحنيه: ششش اهدى .. اهم حاجه حاليا تبقى كويسه و بس .. انتى اهم من اى حد و اى حاجه يا ليليان .. فوقى كده الاول و بعدها كل حاجه تتصلح ليليان بصتلها بأمل: هو ممكن حاجه تتصلح ؟
همسه إبتسمت و مسكت وشها بحب: طبعا .. مكنش ينفع يا ليليان عشان ماسك فيكى بأيديه و سنانه تضمنى وجوده و تيجي عليه و تهمليه كده .. و تقسي مره في التانيه في التالته .. كان لازم تعرفى ان إيده هتوجعه من كتر الكلبشه فيكى و هيسيبك .. كـل انسان ليه طاقه و بـس .. ! انتى بتحبيه يا ليليان صح ؟ ليليان دمعت: بس، اصل همسه عادت سؤالها: بتحبيه ؟
ليليان هزت راسها اوى بضعف: انا بس حسيت إنى ملحقتش اتنفس .. كنت محتاجه وقت اتطمن ان كل حاجه هتستمر على ماهى عليه كويسه .. كنت عايزه اشم نفسى .. احس إنه هيفضل جنبى مهما حصل و مهما الظروف دقت على إيدينا هيفضل ماسك ف إيدى .. صدقينى ده اللى حصل .. ممكن اكون غلط اه .. ممكن يكون ده مش من حقى و لا قرار زى ده من حقى لوحدى لكن ده مش معناه ابدا إنى .. إنى..
صوتها إختنق بضعف و همسه رجّعتها تانى لحضنها: خلاص اهدى .. كل حاجه هتتصلح .. مازن مسمعكيش و انا متآكده إنه اما يهدى و يخرج من تأثير صدمته اول حاجه هيرجعلها و هيحتاجها هى انتى .. عقله هيبقى محتاج اى تفسير او تحليل للى حصل .. ف لازم تكونى انتى قدام عقله ساعتها مش شيطانه .. عشان يسمعك انتى متسيبهوش للافتراضات تلعب بيه..
ليليان: مش هعرف اقوله حاجه و دلوقت مينفعش .. ع الاقل يهدى الاول .. مهما قولتله مش همسه قاطعتها: و تسيبيه ياخد و يدى ف نفسه و يفتكرلك القديم و الجديد ؟ انتى هبله و لا ايه ! ليليان سكتت بقلق و مش عارفه تتخيل ابدا مازن ممكن تكون حالته حاليا ايه او شكل تفكيره .. همسه بتغيب و تبوس راسها: هتتحل ثقى ف ربنا، و هتتخطوا اللى حصل لو عايزين
ف المستشفى بعد ما مراد خلّص مع الدكتور بتاع ليليان شاف مالك ع الباب و إستغرب وجوده او قلق ! راح عليه بقلق: انت هنا ليه ؟ مالك رد بالعافيه بإرهاق: حلم معرفش يكمل و مراد بصّله بقلق: هى كويسه ؟ مالك اخد نَفس عالى: لاء ! هى مش كويسه و لا انا كويس و لا ولادنا من غيرنا كويسين و لا معانا كمان كويسين و لا حاجه كويسه ابدا مراد فاق من رده الطويل اللى جه ورا بعضه بدون نَفس يفصله: فى ايه حصل ايه لكل ده ؟
مالك دوّر وشه و معرفش يترجم اللى محتاج يقوله لحد ما إفتكر حاجه: انت كنت عارف ان حلم جاتلها جلطه قبل كده و بتاخد علاج قلب ؟ مراد بأسف: اه،ده كانت مالك زعق: و مقولتليش ليه هاا ؟ مراد بصّله بإستغراب ع رد فعله: كان هيفرق معاك ف ايه ؟ انت كنت واخد قرارك و رفضت حتى الكلام ! مالك بيزعق و بس: بردوا كان لازم اعرف ! انت مش فاهم حاجه مراد بصله بحذر: طب فهمنى انت..
مالك معرفش ينطق ف حود بالكلام ف جهه تانيه: كان لازم اعرف .. كان لازم تقولى .. و لا دى حركه زى موتها اللى شدتنى بيه ! مراد مش عارف يجيب اخره او سبب إنفعاله بس عايز يسمعه اكتر: و مسألتهاش ليه ؟ مالك إتنرفز: هقولها انتى عندك القلب و لا لاء عشان .. سكت و صوته إختنق و مراد بصله بحذر: عشان ايه ؟ مالك دوّر وشه و مراد كرر سؤاله بحده: عشان ايه ؟ انت عملت ايه انطق ؟ مالك إتنفس بالعافيه: معملتش، و المشكله إنى معملتش مراد: ايه اللى حصل بالظبط ؟ حلم هنا ليه ؟
مالك سكت و بياخد انفاس عاليه و مراد شاورله و هو بيتحرك: ودينى للدكتور بتاعها نزلوا للدكتور اللى شرح لمراد حالتها و مراد عقله بيحلل اللى حصل بطريقه رافضها تماما و كل ما يحاول يلفلها من تانى ناحيه افكاره تتقابل ف نفس النقطه ! مراد بصّله بلهجه غريبه: كانت مستاهله يعنى ؟ ده الحكايه كلها نفس خارج و نفس داخل ممكن ميخرجش ! مالك كتم نفسه بحزن: اكتر كلمه بنضحك بيها على نفسنا " مفيش حاجه مستاهله " ! ﻻااء فى حاجات كتير تستاهل !
فى حياه بتمر كل يوم فيها شبه التانى ! فى حته من روحى تحت التراب و مش راجعه ! فى امل متحققش ! فى حلم ضاع ! فى ظن خاب ! فى ظروف بتعاند ! فى صدمات ! فى ناس خذلت لا عارف تعيش بيهم و لا قادر تعيش من غيرهم ! فى خوف من الموت بعد ما كنت انت اللى بتخوّفه بس بقيت تخاف منه لمجرد خايف تموت لوحدك !
مراد: كل ده ممكن يتعوض ! ممكن يتحط نقطه و تجيب من اول السطر .. نقطه و من اول الدنيا .. بس ف الاول لازم تعرف انت عايز ايه بالظبط .. لازم تفهم نفسك الاول مالك هز راسه بإنهزام: للاسف إكتشفت إنها ملهاش كتالوج نفهم منه مراد: مالك بطّل شويه تفكير ف اللى فات و انت هتتظبط مالك: كتر التفكير ف عدم التفكير محتاج تفكير !
مراد ضحك بالعافيه: يا اخى عارف لو تبطل فلسفه هتتظبط و تبقى فل مالك ضحك غصب عنه معاه لحد ما مراد سكت و مالك بصّله كتير: هو احنا بجد هينفع نبقى مع بعض تانى ؟ مراد إبتسم بيهز راسه بإيده كإنه بيختار جمله: بمقاييس العقل و المنطق و نقول بحساباتك كظابط و راجل عملى بيحسبها واحد زائد واحد يدى اتنين نقول لاء مينفعش! هى غلطت وانت مش مسامح النتيجه لاء ! لكن الواقع بيقول إنك هنا ! معاها ! جنبها من اسبوع مش بتسيبها مع إنك وراك مية الف حاجه غيرها من بينهم عيالك و لا حتى اخد بالك إنك مكلتش و باين ع وشك..
مالك سكت كتير و اخد نفس عالى اوى و مراد طبطب على كتفه: مش لازم كل حاجه تبقى منطقيه و مفهومه ع فكره .. اخرج عن المألوف .. اللى إتعمل و لازم يتعمل .. مفيش مانع تشوفها بالمقلوب لاجل ما تبان معدوله قدامك مالك ضحك غصب عنه ضحكه موجوعه: مبقتش شايف حاجه خالص مراد إبتسم بحزن: عشان موجوع و الموجوع من حاجه مبيشوفش كويس ! إسألنى انا ! مالك: محليتناش غير قلب لو إتبهدل يبقي عليه العوض و منه...
مراد إبتسم: لاخر مره هقولك إنها بتحبك و انت عارف بس حاليا رؤيتك مشوشه .. متسمحش لموقف واحد له ابعاد كتير يحرّك حياتك كلها .. إفتكرها قبل اللى حصل مالك إتريق بوجع: ده كان سحر البدايات .. بريق البدايه اللى بيعمى ده .. الانبهار .. الفراغ العاطفي .. اختلاف الشخصيات .. مش شبه بعض وعارفين كده من الأول بس كل طرف فينا راهن إنه هيقدر يشكّل الطرف التاني علي مزاجه وهيقدر يغيره والحب يصنع المعجزات .. لحد ما كل واحد فينا إستنفذ كل محاولاته و طاقته و فشل .. ربنا يكفيك شر اللي يستقوي بضعفك و احنا كنا بنستقوى ببعض لحد ما ف لحظه إستقوينا ع بعض ..
مراد حاول يتكلم بس نبرة الوجع ف صوت مالك وقفته .. مالك بألم: و دي مش مشكلة خالص ان علاقة تنتهي .. المشكلة الحقيقة ان مفيش حد بيخرج من التجربه زي ما دخلها .. المشكلة الحقيقة ان كل واحد بينطفي ..بينكسر .. بينعدم ثقته في اي حد بعد كدة .. لاء و بعد ده كله يبقى لازم يقف و يتجاوز و يكمل حياته !ربنا يكفيك شر الشخص اللي يستهلكك ويسرق طاقتك و انا و هى اخدنا اخر طاقتنا من بعض..
مراد: مادمت وصلت لفكرة ان انتوا الاتنين وجعتوا بعض و اخدتوا و إديتوا بعض يبقى قربت تصاحب عقلك مالك بصله كتير: انت ممكن تعدى حاجه زى دى ؟ مراد إبتسم: الحب ملهوش منطق .. قاعده يتقاس عليها .. اللى عيشته انا مينفعش يتقاس عليه حكايتك .. و لا حكايتى ينفع تتقاس على اللى انت عيشته .. و ع العموم هجاوبك .. اه يا مالك عديت حاجات اكتر من دى و إتعدتلى انا كمان حاجات اكتر و عرفنا نتقابل ف نقطه..
مالك بصّله نظرة غريق إتحدفت قدامه شماعه مش قشايه .. مراد حس إنه عزف على اوتار عقله مش قلبه .. عقله اللى محتاج يسمع: تفتكر ايه اللى يخلى راجل يبقى مع واحده عاشت سنين كتيره مع راجل غيره ف وقت كانت فيه مراته و حبيبته و كانت للتانى بردوا مراته و حبيبته ؟ ايه اللى يخليه يقفل عقله قدام اى محاوله منه يشوّشه او يسيّره ف إتجاه معاكس ؟ مالك بصّله و لأول مره يحس ان فى وضع ابشع ..
مراد بإنهزام: و ايه اللى يخلى واحده تعدى و تكمل مع واحد ف لحظة صدمه إغتصبها ؟ او حاول حتى ! حتى لو مكملش بس محصلة الفزع واحده ! هزة الثقه واحده ! صدمتها واحده ! خاصة ف وقت كانت مشوّشه و إتقالها انى عملت ده قبل كده او إنى محبتهاش ؟
مالك كان بيسمعه بإهتمام و مراد لف دراعه و إتحرك بيه: لو مش عارف تتخيل ان الصدمه ممكن تخلى واحده زى حلم تعمل كده ف انا ممكن اوريك ان الصدمه ممكن تعمل ابشع و مش هقولك الصدمه بتخلى راجل يقتل مراته اما بيشك فيها و لا حاجه ! بس هقولك ف يوم الصدمه خلتنى إعتديت على الانسانه الوحيده اللى لا فتحت و لا هفتح قلبى لغيرها لا ف وجودها و لا غيابها ! و ع فكره هى نفس الصدمه اللى خلتها خرجت من ورا الحراسه و مشيت و إترتب عليه كل اللى حصل زمان اما هى عرفت او شكت إنى اتجوزت مع إنها بردوا كانت غلط !
مالك إبتسم غصب عنه بتلقائيه .. مراد إبتسم لحماسه: الحب عدى كل ده .. عينيها إعتذرت و انا قبلت و عينيا إستسمحتها و هى إتراضت و إتقابلنا ف منطقه من تانى .. بص ف عينيها و شوف هتقرا ايه فيهم مالك إبتسم بإحباط: هى اللى صعّبتها علينا كده..
مراد: انت كنت عايزها كامله تشيل من غير ما تفهم و تستحمل من غير ما تقول اااى ! و هى كانت عايزاك كامل ! تقع و تقوم من غير ما تحود او تاخد نَفس ! بس انتوا الاتنين نسيتوا إنكوا إتقابلتوا تكملوا بعض و دى كانت النقطه اللى إفترقتوا فيها ع فكره مالك: كان ناقصها ايه معايا حتى لو كنت خبيت عنها ! مراد: الامان مالك: انت قولت الحب لو موجود بيعمل كل حاجه .. لو حبتنى بجد ليه الحب ده مدهاش الامان ؟
مراد: لاء .. الامان الاول .. مش هتحبك إلا اذا لقت معاك الامان يا مالك .. حب و خوف ميتلموش ف قلب واحد و هى حست معاك بالامان ف عز الخطر و حبتك من هنا بس ف لحظه راح الامان و حست بالخطر و كل الشكوك إتلمت حواليك و عملتلها هاله من الخطر عمتها مالك بإصرار: بس لو حبت الاول غصب عنها هتحس بالامان مهما حصل مراد: المايه لو جات قبل السفينه فوقها بتبقى قمة الخطر ! بس لو جات بعدها تحتها بتبقى قمة الامان ! مالك مش عارف يتقبل: الخوف من خسارة حاجه ممكن يخلينى اكسرها ؟
مراد إفتكر موقفه مع ليليان و ازاى خوفه يخسرها لجّم عقله و خلاه إتصرف من غير عقل و معترف بينه و بين نفسه إنه سبب كسرتها: انا اكتر واحد يجاوبك على سؤالك ده و يقولك اه ! اه خوفك إنك تخسر حاجه يخليك تخسرها بنفسك ! مكنش ينفع تسيب نفسها تفضل خايفه كده لا تخسرك ! اللى خلاها سابتك ف عز الخطر حتى قبل ما تعرف حاجه هو خوفها تخسرك ف مشيت من نفسها و فكرها كده بتوجع نفسها قبل ما تتوجع منك و بسببك ! و ده بردوا اللى خلاها خسرتك ف لحظه كانت شايفه خسارتك محتومه عليها و شايفاك ماشى !
مالك: هى اللى إتنازلت ف وقت كنت محتاج و محتاج كتير .. إدتنى احساس إنها ممكن تفضل مراد كمل عنه: تفضل ايه ؟ تفضل تدى ؟ كده ؟ من غير حساب ؟ من غير مقابل ؟ من غير عقل ؟ مالك بذهول: من غير مقابل ؟ انا كنت بحاول اد ما اقدر اعوضها ! احساسى بالخوف منها و عليها و من مواجتها كان بيخلينى اضخّم رصيدى عندها و كنت بحاول اد ما اقدر إنى..
مراد: انك ايه ؟ تقرب منها او تسعدها او تدلعها ؟ كده كده كنت هتعمل ده باللى كنت فيه او من غيره .. ده واجبك
مالك معرفش يرد و باب عقله بيتفتح او بيتوارب .. مراد إبتسم: هى اللى حبتك الاول و هى اللى قربت و هى اللى مديتلك إيدها اما حست معاك بالامان و إتنازلت ف المقابل عن اهلها و كرامتها .. و اما راح الامان مع شكوكها اللى كانت بتزيد إتنازلت عنه مقابل الحب لإنك كنت ورتها حبك ليها .. بس اما يروح الحب ده او يتهيألها إنه مش شايفاه هتتنازل عشان ايه ؟ هاا ؟ عشانك ؟ طب ما انت كنت ماشى و سايبها ؟ و مع واحده انت بنفسك قولتلها بتشتغل عندى و طلعت انت اللى بتشتغل عندها ! يبقى هتتنازل تانى لإيه و لا لمين ؟ كانت ف كل مره هى اللى بتقفل عقلها لحد ما انت اللى قفلته بإيدك و انت اللى إستنفذت كل اعذارها..
مالك سكت كتير و بيرجع بعقله لورا بشكل محلل و مراد متابع تقلبات وشه لحد ما إنتبه له .. مراد حس إنه مش ناقص له غير قاعده اخيره مع نفسه و كل حاجه هتيجى تباعا: هو انا ينفع اتطمن عليها صح ؟ مالك هز راسه مبتسم و اخده و راح على باب اوضتها و مراد إبتسم: هاتلى بقا قهوه و لا حاجه تبل ريقى اللى نشفته ده..
مالك حس ان مراد عايز ياخد بإيدها هى كمان او حس إنه محتاج ده ف انسحب و سابه دخلها لوحده .. مراد اول ما دخل وقف لوهله مش مستوعب حالتها او شكلها: انتى كويسه ؟ حلم عيطت و سكتت ..
مراد راح عليها قعد جنبها و معرفش يتكلم او حس مفيش حاجه تتقال: انتى لازم تبقى اقوى من كده .. انتى مكنتيش كده .. من غيره و من غير عيالك مكنتيش كده .. كنتى اقوى و كان عندك امل لدرجة شكيت إنك عارفه إنه راجع .. يبقى مينفعش دلوقت بوجوده و عيالكم بينكم تبقى بالضعف ده حلم بضعف: كنت فاكره هقوى بيهم و معملتش حساب يوم ما هبقى من غيرهم ! قربت عشان اقوى بيهم و محطتش ف حسابى يوم ما ابقى من غيرهم هرجع اضعف ..
مراد زعق لمجرد مش متقبل حالتها دى: قربك ده مش المشوار ! مش الهدف ! قربك وسيله و المفروض هدفك منها تصلحى كل اللى إتهد و تبنى من تانى ! و إلا هيبقى كان مجرد خطوه ف مشوار و هتفضل خطوه و السلام حلم دورت وشها و سكتت .. مراد قعد و حاول يتكلم براحه: انتى عارفه ان مالك بيحبك و لا لاء ؟ حلم دمعت بصمت و مراد عاد سؤاله لحد ما هزت راسها اه .. مراد إبتسم: و عيالك و اكيد مش محتاجه تتأكدى من ده .. يبقى مينفعش تبقى ضعيفه و انتى متحاوطه بكل الحب ده
حلم دمعت: تعبت، طاقتى بتخلص و شايفه نفسى بخسر بردوا مراد: و الله اللى اعرفه ان اللى بيدافع عن بلده اللى هى مش بتاعته لوحده و مجرد جزء منها بس شايفها وطن يموت من غربته براها، بيدافع لأخر نفس فيه مش لأخر رصاصه ف مسدسه .. مش بيسيبها اول ما الرصاص اللى ف سلاحه ده بيخلص حلم بإنهزام: حاسه إنى ف حرب و مش هتخلص..
مراد: الحرب دى بتاعتك .. و اذا عندك إراده هتطلعى منها اقوى سواء خسرانه او كسبانه و إلا لو عندك شك ف ده يبقى مكنتش بتاعتك من الاول و انتى مش مضطره تحاربى ف حرب مش بتاعتك حلم غمضت عينيها بمنتهى الإستسلام و مراد سكت شويه و إتكلم و هو بيقف يمشى: متشليش هم حلم هزت راسها بإنهزام: ما شيلته خلاص ! شيلته !
همسه فضلت مع ليليان لحد ما راحت ف النوم .. إنسحبت بهدوء خرجت من الاوضه .. دخلت اوضتها مع مراد و بمجرد ما دخلت إفتكرته .. قعدت مكانها زى المخنوقه .. مش عارفه تتنفس و لا قادره .. هى عارفه إنها قست عليه و جرحته بالكلام يوم ما إتواجهوا يوم ما سمعت ليليان و روسيليا و يمكن ده كان اول جرح يتفتح على سهوه.. بس هى مكنش قصدها .. هى محتاجاه اقوى .. كانت قاصده تكسر خوفه .. كانت عايزه توصّله ان خوفه نفسه اللى هيخليه يخسرهم مش حاجه تانيه ! هى صح و ده دورها !
للحظه إفتكرت إتهامه و زعيقه و خناقه .. إفتكرت اما قالها عايزه تمشى بالسلامه ! للدرجادى ! محستش بنفسها غير و هى برا البيت ماشيه زى التايهه ! إتلفتت حواليها بفزع كإنها بس بتنتبه دلوقت و مش عارفه نزلت او خرجت ازاى و امتى ! وقفت بتوهه بدموع نزلت غصب عنها و للحظه صعبت عليها نفسها .. إفتكرت ف لحظة صدمه خرجت من بيتها و مرجعتهوش تانى غير بعد سنين ! إفتكرت كل اللى عاشته و شافته ف السنين دى و خسارتها و كوابيسها و وجعها و توهتها و الدوامه اللى كانت جواها ! لا هى معندهاش استعداد لسنين تانيه شبه دى و لا حتى لثوانى !
محستش غير بنفسها بتلف و تجرى ترجع ! بتجرى اوى زى اللى كابوسها بيجرى وراها و خايفه يلحقها لحد ما رجعت للبيت تانى و اول ما وقفت قدامه إبتسمت بدموع بتنزل ورا بعض زى ما تكون كانت ف سباق خايفه تخسره !
دخلت جوه و قفلت الباب و سندت عليه و نزلت ع الارض بتنهج بتعب .. غرام كانت راحت اوضتها بتتصل على مارد مش بيرد .. حاولت كتير قبل ما تخرج بس مش عارفه توصله .. مش عارفه عشان مينفعش تطمن على حد قبله و لا عشان متخرجش من غير ما يعرف ! كانت هتكلم أبوها بس إتراجعت و قامت لبست و نازله شافت همسه بتدخل من برا و بتقفل الباب بنهجان و قعدت ع الارض ! غرام راحت عليها بقلق: ايه يا ماما انتى كويسه ؟
همسه هزت راسها لاء و عيطت و غرام راحت عليها اخدتها ف حضنها: هتعدى ان شاء الله .. متقلقيش .. كل حاجه هتعدى زى ما غيرها عدّى كتير و هنرجع احسن من الاول همسه مسحت دموعها و اخدت نفس: عارفه ان مراد عنده حق !
غرام بصتلها بإستغراب و مفهمتش و همسه وقفت و طلعت معاها: مكنتش متخيله ان الخوف ممكن يحرّك الواحد ! مكنتش متخيله يا غرام ! مكنتش فاكره اننا لسه جوه الدايره و بنلف فيها ! كنت بحسب اننا بمجرد ما رجعنا خلاص و بقينا كويسين ! و إنه لازم هو كمان يبقى خلاص و كويس ! بس إكتشفت إن لا خلاص و لا كويسين غرام رفعت إيدها اللى ماسكاها باستها: حبييتى و الله احنا بخير .. الحمد لله .. اهم حاجه اننا مع بعض .. اى حاجه تهون..
همسه بصتلها نظره زايغه: عشان كده بقولك إنه هو عنده حق .. اهم حاجه إننا مع بعض و ده كفايه .. و هو خايف من ده .. من اننا ننقص ! نبقى من غير بعض تانى ! غرام إبتسمت و همسه ضمتها عليها: ليليان كويسه ؟ غرام إبتسمت بحب: اخدت حمام و نامت همسه هزت راسها بتعب: روحى انتى كمان إرتاحى شويه غرام إبتسمت و همسه إنتبهت كإنها تايهه: انتى مروحتيش لأخوكى و أبوكى ليه ؟
غرام: كنت عايزه اوصل لمارد الاول همسه: مش هيمانع و لو حصل هقوله انا اللى قولتلك ! اتطمنى على أبوكى يلا و مازن كمان .. انتى ملكيش دعوه باللى حصل .. و انا هكلمهم متقلقيش بس اما اتطمن على مراد لسه ع السلم بيتكلموا سمعوا الباب بيتفتح و مراد دخل.. همسه إبتسمت بتلقائيه و نزلت بلهفه غريبه و قبل ما ينطق او تنطق حضنته، حضنته و عيطت ! مراد اخدها و طلع بيها او هى اللى إتحركت بيه ف حضنه لحد ما طلعوا ..
مراد بص لغرام و معرفش يقول حاجه محدده: انتوا كويسين ؟ غرام إبتسمت عشان فهمته: حبيبى انت طول ما انت كويس كلنا هنبقى كويسين مراد إبتسملها بحب و هى غمزتله و جات تمشى مسك إيدها: متزعليش منى يا غرام .. اللى حصل لا كان سهل و لا معمول حسابه و لا على بالنا .. اذا شديت عليكى متزعليش منى انتى عارفه انتى عندى زى مراد و ليليان و يوم ما دخلتى بيتنا بقيتى تالتتهم غرام إبتسمت و باست إيده اللى مسكتها: ربنا يخليك لينا مراد بصّلها بترقب: مارد فين ؟ لسه مرجعش و لا ايه ؟
غرام حاولت تبتسم: انا لسه مكلماه و شويه و راجع مراد سكت و قلبه متوتر و غرام إنسحبت قبل ما يسآلها هو فين او رايحه فين و حاليا لا هو عنده طاقه لحاجه و لا هى عندها استعداد تزعّله .. مراد دخل اوضته اخد حمام بهدوء و خرج شاف همسه واقفاله ع الباب .. من غير ما يبصّلها إستغرب .. مقدرش يشوف حالتها او يفهمها يمكن عشان مجروح من كلامها او عشان ميعرفش انها خرجت ! همسه متابعاه بعينيها لحد ما لبس و بيفتح الباب يخرج مسكت إيده: مراد، مراد عايزه اتكلم معاك
غرام بعد ما دخلوا نزلت راحت على بيت جدها عشان توقعت إنهم هناك ..
مراد مع همسه بص ف عيونها قوى .. بيحاول يقرا فيهم الكلام اللى متقالش يمكن يعرف يترجم الكلام اللى إتقال ف لحظة زعل .. بس لأول مره يحس بالفشل .. همسه دوّرت وشها بضيق بمجرد ما فهمت نظراته إنه عايز يقرا احساسها ! مش عايزاه يشوفها ضعيفه كده او خايفه ! لازم يستقوى بيها ميضعفش على إيديها !
مراد انسحب بهدوء راح فتح البلكونه و وقف و إداها ضهره .. بيحاول يتنفس بس النَفس بياخده بالعافيه و مش عارف عشان إتخنق من عينيها اللى هربت بعيد و كإنها عارفه جواهم حاجه مش عايزاه يشوفها و لا مش عارف يتنفس عشان لسه بتخطف انفاسه و مبيعرفش يهدى ف وجودها ! همسه اخدت نَفس بصوت حاولت يكون هادى بس هو قدر يسمعه ف غمض عينيه و اخد نفس النَفس ..
راحت عليه و لسه بتمسك إيده مراد سحب إيده بهدوء: معلش عايز ابقى لوحدى شويه همسه سكتت كتير قوى و هو مكنش باصصلها بس مستنى الكلمه اللى هتطلع بترقّب .. همسه صوتها إتهز: مكنش قصدى .. بس انت اللى غلطت يا مراد .. ف الحكايه كلها انت الغلطان .. لك مبرراتك و اعذارك و اسبابك بس ده ميمنعش إنك غلطت و لو مكنتش انا اللى هصلّحلك الغلط ده او ع الاقل انوّرلك ضوء عليه عشان تاخد بالك يبقى مليش لازمه جنبك..
مراد من غير ما يبصلها: انا بس محتاج ابقى لوحدى عشان مضغوط شويه مش اكتر .. ضغط شغل و ضغط مشاكل الولاد و همسه مسكت وشه و هو لسه بيتكلم و هو حاول يدوّر وشه بس هى رجّعت وشه تانى لها و ثبتته و قصدت تقابل عيونهم ...طول عمرهم بيتفاهموا بلغة العيون و هنا بيتقابلوا .. مراد نزّل إيديها و إتحرك يخرج: انا خارج شويه .. همسه لسه هتتكلم هو إفتكر جملتها و عادهالها: قولتلك محتاج ابقى لوحدى شويه .. هحاول الاقى نفسى يا همسه .. اعيد حساباتى زى ما قولتى
مروان من يوم ما حلم راحتلهم و مشيت و هو خرج بعدها بس عرف إنها مش ف البيت و لا ف حته ممكن تكون فيها و مش عارف يوصلها .. أمها ببرود: انت عايزنى كنت اعملها ايه و هى جايه تخرف ؟ مروان بصدمه: تخرف ؟ مش يمكن محتاجالك فعلا؟ أبوه بغضب: هى مكنتش بتخرف و لا حاجه ! هى عارفه كويس هى بتقول ايه و جايه ليه ! امال ساحبه البيه بتاعها وراها ليه ؟ أمها بصتله قوى بقلق: يعنى ممكن ..
ثروت وقف بجمود: لمى بنتك بدل ما تزعلى عليها .. حذرتها قبل كده بس واضح إنها هى اللى هتجيبه لنفسها مروان حس إنه تايه بينهم: ما خلاص انت و هى .. خلاص بقا .. بعدين هى لو بتستعبط هتجرجر زفت وراها ! أبوه بص لأمها بغضب و وقف يمشى مروان شده: ع الاقل زفت ده بينزل شغله ؟ أبوه نفخ ببرود: لاء مروان قلق: انت اكيد تعرف هما فين بس مش عايز تقولى ! هى فين طيب ؟
أبوه بصّله بذهول: و لو اعرف ! عايز ايه انت ! هتروح تقعدلها بالعيال و لا تطبطب عليها هى و جوزها ! مروان نفخ بغيظ و هو خارج: لا بس هتطمن عليها ع الاقل ! جايه و ف الحاله دى يبقى اكيد فى حاجه و غيابهم ده مش مظبوط و ف التوقيت ده أبوه بغضب: بقولك جايبه جوزها و تقولى ابويا فين و انتوا مين و انت مش عارف ايه ! مروان زق إيده بحده: وده معناه ان فى حاجه مش مظبوطه ! الله اعلم عمل فيها ايه ! ايه اللى هيخليها تقول كده إلا لو فى حاجه غلط ! انا مش عارف اذا بعد ده كله تخاطروا بيها كده انت و ابو..
ثروت قاطعه بحده: مرواان مروان بصّله بضيق و خرج: هروح اشوفها فين .. لازم اتطمن عليها .. لا يكون الحيوان ده عمل فيها حاجه أبوه بنفاذ صبر: انت عايزها تيجى ف الوقت اللى انا عايزها فيه عنده ؟
صفوت قاعد قدام هامر و القلق ماسكُه و مسكّته تماما .. هامر بغضب: انت قلقان كده ليه ؟ هو ده شغلك و لا ده اول مره ؟ صفوت رفع وشه بتوتر: ايوه بس هامر عاد كلامه بلهجه ناشفه: ده شغلك و لا اول مره ؟ صفوت بطاعه: حاضر..
هامر نفخ: ماهو اكيد مش حتة عيل زى ده اللى هيقعدنا ف بيوتنا ! صفوت: مالك ! لا مش حكاية مالك، هو بس هامر بغضب: لا الحكايه ف زفت .. هو اللى راعبك كده و مخليك تتلفّت حواليك .. انا قولتلك هخلّصك منه صفوت: ما انت معملتش حاجه لسه ف مفيش داعى نخطّى دلوقت و احنا لسه معملناش معاه حاجه و إلا هنبقى بنخاطر و المرادى الوقعه بفوره هامر وقف و ولع سيجارته: و عشان الوقعه بفوره المرادى يبقى هو اللى لازم يقع .. و هيقع .. متستعجلش و سيبها تطلع زى ما مرتبها..
صفوت بتردد: طيب قولى انت ناوى معاه على ايه ؟ و ليه رافض حد يقرب منه دلوقت ! مع ان دلوقت نقط ضعفه كتير ! عنده اللى يخاف عليه و يتلوى بيه دراعه ! اخوه، بيته، عياله، مرا هامر بحده: لاء، قولتلك سيبهولى انا، المهم حاليا رتب مع الرجاله السلاح هيدخل البلد ازاى و منين و وزع عليهم الشغل صفوت سكت بتفكير و افتكر طريقة تفكير مالك و تخطيطه و رسمه لخطوات اى عمليه .. إفتكر ان مالك ف يوم قاله إنه بيفكر لو مكان اى ظابط هيفكر ازاى و بيعمل اللى متوقعه !
هامر بصّله بتحذير: خد بالك إنه إتعامل مع سيادتك وقت طويل و اكيد قاريك و ده مش عيل و لا سهل صفوت رجع لحماسه: و احنا كمان إتعاملنا معاه وقت كبير و حتى لو كان بيلعب ف بردوا قريناه هامر: بمعنى !
صفوت: هو حاليا بيفكر بنفس إسلوبنا و لو كان مكاننا او زى ما اتصرف قدامنا .. و هو اننا هنرجع لاكتر مكان وقعنا فيه قبل كده عشان مش هيخطر على بال حد اننا هنخاطر تانى ! و هو الجبل و نهرّب و ندخّل اى حاجه عن طريقه و نخزّنها هناك كمان ! هامر: بس الجبل متوقع لهم و مكشوف و دارس زوايا الموضوع منه !
صفوت: و عشان كده هيتوقع اننا هنعمل حسابنا على كده، هو كان بيعدى الشحنات من اكتر طرق مزحومه او فيها لجان عشان محدش منهم بيتوقع ان حد هيخاطر ف مكان مكشوف زى ده ! و هو هيرتب خطواته على ان تفكيرنا هيبقى ان الجبل مكشوف لهم و خطر علينا و انهم هيستبعدوا اى شبهه حواليه دلوقت او عمليه فيه عشان كده .. و بناءا على كده زى ما اتصرف قدامى هيتوقع اعمل زيه و ارجع لاكتر مكان خطر و متوقع و عليه العين عشان هما مستبعدينه !
هامر سكت كتير بتفكير: يبقى الجبل ! صفوت رفع وشه بذهول: بقولك هيستنانا هناك ! هامر بغموض: و انا مش عايز اكتر من كده، تيجى رجله و يشيل صفوت بتحذير: المواجهه مش هتبقى سهله هامر: و مين قالك هنتواجه ! احنا هنفكر بنفس طريقته و اللى ميه ف الميه كان حادفهالنا طُعم يجيبنا بيها ف هنجيبه هو بيها صفوت: يعنى ؟ هامر: هيتوقع نرجع للجبل و هيروح و هناك نصيبه هيستناه
صفوت إبتسم: تخلص منه بصياعه يعنى ! كويس ! و العمليه تتلغى ؟ هامر: لاء هتتم
غرام راحت على بيت جدها و دخلت و زى ما توقعت عرفت من جدها ان مارد فوق، غمزتله و طلعتلهم.. سمعتهم بيضحكوا اوى جوه و عرفت ان مارد اللى شقلب الليله كده ف إبتسمت اوى و اول ما فتحت الباب طبقت إيديها و حطتهم على صدرها بكوميديا: قلبى،، قلبى،، قلبااااى مازن برّقلها و بص لمارد اللى وشه مش مستغرب: انت ايش عرّفك إنها جايه ؟
مارد كان مولع سيجاره طفاها و إبتسم و إتزق بيه لجوه ع السرير و شاورلها جنبه و هى راحت عليه و قعدت بهزار: يعنى احنا الحريم تسيبونا ننحر ف قلبنا و نسح و ننح ف البيت و انتوا دايرين تتسنكحوا هنا ؟ مهاب بغيظ: ليه هو حماكى الاهبل مش عندكم ؟ غرام هزت راسها لاء: خرج مارد إبتسملها: و انتى عرفتى من فين إنى هنا ؟
غرام لفت دراعه حواليها و إبتسمت: من امتى بستنى اسألك و استنى تجاوب ! هاا ! مهاب رفع حاجبه و مازن كعمش وشه بغيظ: تيرارارااا مارد ضحك بخفه و باس راسها: و انا عشان كده ببقى متطمن إنى مش لوحدى و مهما ابعد هتوصليلى و هتجبينى
مازن اللى رفع حاجبه و مهاب اللى كعمش وشه: تيراراراا غرام ضحكتلهم و بصتله بعتاب: قولت لمراد إنك كويس و إنك كلمتنى قولت هتتأخر شويه برا عشان ميقلقوش بس، مع إنك لا كلمتنى و لا طمنتنى مارد باس طرف صوابعها اللى بتشاور بيهم: كنت عارف إنك هتعملى ده بدالى .. انا متطمن بيكى و معاكى .. بحس إنى لا محتاج اشرح و لا ابرر و لا حتى اتكلم .. كنتى بتفهمينى مجرد ما تبصيلى و حاليا بقيتى مش محتاجه تبصيلى عشان تفهمينى..
غرام إبتسمت اوى و هو باس راسها و بيرفع وشه شاف مهاب و مازن هنا الاتنين رفعوا حاجبهم و الاتنين كعمشوا وشهم ف صوت واحد: تيرارارااا مارد لسه هيتكلم بصّلهم لقاهم مكعمشين وشهم ف عمل نفس الريأكشن بتاعهم: اوفر صح ؟ مازن ضم بوقه على بعضه: اووى مارد رفعله حاجبه و بص لمهاب و نزّل حاجبه و رفع التانى و مهاب شاورله بإيده اه ..
مارد بص لغرام و بص حواليه و شد اقرب مخده قابلته حدفهم بيها: لا بقولك ايه انت و هو، شغل مراد ده مش عايزُه .. يلا إتلحلحوا كده عايز مراتى ف كلمتين .. عايز اخد و ادى بشكل ودى مهاب ضحك اوى و هيقوم مازن شده قعّده و بص لمارد برخامه: لاء مارد رفع حاجبه و مهاب شد مازن تانى: يلا ده مجنون، من شابه أباه مارد ضحكلهم و هما خارجين: لاء انا جنانى على نوع تانى، تشوف ؟
مهاب شاورله بصوباعه لفوق و هو بيضحك و خرج .. مازن و هو خارج حدف مخده عليهم بغيظ و غرام وقفته و راحت عليه: حبييى انت كويس ؟ مازن إبتسامته هربت و ملامحه بهتت بألم و اخد نَفس عنيف يخرّج معاه الخنقه اللى جواه بس حس إنه بيخنقه اكتر !
غرام مسكت إيده قعدته و قعدت قصاده: حبيبى، انا عارفه اللى حصل مكنش سهل لا عليك و لا عليها مازن بغضب: عليها ؟ ايه بالظبط اللى مكنش سهل عليها ؟ هاا ؟ إنها ترمينى ع الرف و تمدلى إيدها تسحبنى كل ما تفضى و انا زى الاهبل بشبك معاها و برضى بالقليل؟ و لا إنى مش ف حساباتها خالص ؟ و لا كسرة خاطرى مره بعد مره بعد مية مره و جبران الف خاطر على حساب خاطرى ؟
الرجاله اللى مالك سابهم ورا صفوت لاحظوا حركة صفوت برجالته بشكل مريب .. حاولوا يوصلوا لمالك بس معرفوش .. كلموا يونس اللى بلغ اللوا صالح و اللى كمان كانوا الرجاله بلغوه .. اللوا صالح اجتمع بيهم و بلغهم باللى حصل و بلغهم خلال ساعات هيسافروا لان تحركات صفوت دى غالبا عمليه جديده ! اللوا صالح بتحذير: محدش يدى خبر لمالك ! امنيه بغيظ: ليه بقا ؟ مش قضيته ؟
ابوها بحده: كفايه مارد و مازن و مصطفى و يونس لحد ما نفهم الليله فيها ايه ! عمليه و لا مجرد حركات مريبه ! و لو عمليه فيها هامر و و لا لاء لانه هو المطلوب ! مس مهربينه عشان يقع تانى لوحده بردوا ! ثم ان مالك مراته تعبانه و ف المستشفى و غالبا مش فايق و حركتنا المرادى لازم تكون محسوبه و موزونه ! امنيه نفخت بغيظ: ده محن حريم ابوها بصّلها جامد بضيق و هى دورت وشها بغيظ ..
غرام حست ان اخوها مليان و مكتوم و لسه محتاج يفضّى و مش هيهدى إلا اما ده يحصل ع الاقل عشان يفضّى مكان جواه يستقبل فيه حتى لو كلام .. مازن إتعصب: انتى فاكره الحكايه ف الحمل بس ! اه الصدمه إتمحورت فيه عشان مكنتش متوقع اننا هنوصل لنقطه زى دى بس صدقينى ده رمله على رمله على رمله عملوا جبل ! جبل على صدرى بيخنقنى ! يا غرام دى مش علاقه دى جبل شايلُه على كتفى و بتحرك بيه و هى اللى عملته ! شوفى انتى لسه كنتى بتقولى لمراد ايه !
إنك بتحسى بيه من غير ما ينطق ! بتبصى ف وشه بس تعرفى ماله ! بتعملى اللى هو المفروض يعمله ف وقت هو معندوش طاقه ! لكن هى لاء ! هى مش كده ! هى مبتحسش بيا ! مبتعرفش مالى من وشى ! عارفه ليه ! عشان مبتبصش ف وشى اصلا و لا عندها وقت تعمل ده ! مبتعرفش مالى اصلا اما بتكلم حتى مش اما تبصلى ! مبتعملش اللى المفروض تعمله هى مش اللى المفروض تعمله بدالى اما ببقى تعبان !
غرام لسه هترد مازن إتنفس بالعافيه و دوّر نفسه يخرج: و النبى اسكتى يا غرام، اسكتى غرام رجّعته تانى قعّدته و هو انفاسه عاليه و ملامحه بتتفاعل معاها .. غرام حاولت تشوف اى ثغرات تدخله منها: هى بس بتحبك زياده .. واثقه فيك زياده إنك جنبها و مش هتتخلى عنها لحد ما تستقر نفسيا و تتأقلم مع الوضع الجديد مازن إتنرفز: و انتى ليه ماخدتيش وقت عشان تتأقلمى على وضعك الجديد هاا ؟
غرام بهدوء: عشان انا مكنش عندى وضع قديم عشان اتلغبط ! عشان احس إنى مهدده و ممكن اقع ف اى لحظه ! هى لاء ! هى لها تجارب قاسيه ! مع جواز قبلك و مع أبوها و مع أمها و مع اخوها ! كل تجربه بحرمان شكل ! مش يمكن خايفه تقرب منك تتحرم تانى ! تبقى انت لها جرح جديد بوجع جديد و حرمان تانى ! مازن مش قابل حتى الاحتمال ده او التفكير فيه: لاء..
غرام: ليه لاء ؟ عرفت منين ؟ ليليان كل جروحها إتقفلت بعشوائيه و كل جرح إتقفل على وجع مكتوم جواه و كلاكيع نفسيه ! عرفت منين ان كل ده اتحل ؟ هى لمجرد قابلتك و لا رجعت لأبوها يبقى كده خلاص ! مازن هز راسه بعجز: لاء ! لو كده كنت هبقى اول حضن تترمى فيه عشان تهدى ! تتطمن ! كانت هتقوى بيا مش عليا ! لكن هى زى ما قولتى ضمنت إنى جنبها و وثقت زياده إنى بحبها فهبقى جنبها تحت اى ضغط منها و مهما تعمل ! هى ضمنت بس وجودى مش اكتر ف قالت تعوض حرمانها من أبوها و تشبع بيه ! و انا ! انا موجود يعنى هروح فين !
مارد هنا اللى رد عليه و إتدخل ف حوارهم بعد ما كان متفرج: يبقى انت كده بتعترف ان بداية خيط الغلط كان من عندك انت و هى كرّت وراك مازن إتصدم: انا ؟ انا يا مراد ؟ مراد راح قعد جنبهم و بص لمازن ببساطه: اه انت، مش بتقول المشكله ف إنها ضمنتك و ضمنت وجودك ! منين وصلها الاحساس ده يا مازن ! مازن بذهول: هو انا عشان عايز اطمنها إنى جنبها و مش هتخلى عنها و لا هسيبها يبقى غلطان ؟ ده غلط يا مراد ؟ مارد رد بهدوء: كل شئ بحدود حلو، حتى الحاجات الحلوه لو زادت بتوحش مازن: حتى المشاعر !
مارد إبتسم: ده بالذات المشاعر ! فى فرق بين الامان اللى المفروض تحسه معاك و البرود ! حلو تحس إنها متطمنه إنك جنبها دايما بس مش لدرجة تتطمن لحد ما تبرد هى و مشاعرها ! حلو تبقى واثقه إنك معاها دايما بس مش حلو كل ما تتلفت و تقع عينيها على حاجه تشوفك ! انت مسيبتش لنفسك اى حق من حقوقك ! مسيبتش باب قلبك موارب عشان يخليها دايما من وقت للتانى تبص عليه و تشوف حد دخل ! حد خرج ! حتى لو نسمة هوا عكّرته ! مسيبتهوش حتى موارب عشان يتنفس ! لاء انت دخلت و تربست الباب و اديتها المفتاح هتعمل ايه هى بقا !
مازن بلع ريقه بوجع و لف وشه بعيد و صعبان عليه حبه و إخلاصه ف يوم بقوا غلطه يتحاسب عليها: انا بقيت بحس إنى ضيف ف بيتى ! ضيف ف حياتها ! ضيف جواها و ياريت ضيف خفيف او مرحّب بيه ! غرام كملت عن مارد: يمكن يكون عشان انت عملت نفسك ملكيه خاصه لها ! ادتها كل الصلاحيات و كل الحقوق ! ركنت نفسك و خليتها هى اساس و محور العلاقه ! بتحب ايه ! بتكره ايه ! عايزه ايه ! مش عايزه ايه !
و اسست العلاقه بينكم ع اساس ده ! ف بقت هى اساس كل حاجه و ده اللى مديك احساس الضيافه ع فكره ! ف اما جيت تفتكر نفسك دلوقت بقيت محتاج تهد العلاقه كلها من فوق لتحت عشان تحط نفسك ف اساسياتها مارد قام من جنب غرام قعد جنبه: مش بغلّطك على فكره ! انا بس بفكّرك بحقوقك على نفسك اللى انت إتجاهلتها قبل ما تطالب بحقوقك اللى برا ! انت قولت مشكلتها إنها ضمنتنى و الاحساس ده وصلها منك !
ف كان لازم تعرف من الاول ان لو حد ضمنك و حطك في جيبه و عارف إنك هتدي له كل حاجة من غير ما يبذل فيك جهد طبيعي إنه هيقصر معاك.. الحياة اخد و عطاء فمكنش ينفع تسمح لنفسك تكون في علاقة بتدي فيها بس من غير ما تاخد بحجة ان الجواز له قدسيه و العلاقات لها قدسيه و النجاح إننا نحافظ عليها قايمة بين اتنين.. الانسان هو الحاجه الوحيده اللي ليها قدسيه و لازم نحافظ عليه بالعلاقات او غيرها مش العكس ! علاقه بتاخد منك و مش بتديك كان لازم تفهم ان سكتها لها مفترق .. والله العظيم إسمها موده ورحمة مش اخد و عطا حتى !
مازن بلع ريقه بالعافيه: و ادينا وصلنا للمفترق يا مراد ! وصلنا بدرى اووى غرام مسكت إيده بمحايله: ما تصلّح يا مازن ! مش كل حاجه بتتكسر مننا بنرميها ! كل حاجه بتتصلح حتى البنى ادم نفسه ! مش كل حاجه بتروح مبترجعش ! فى حاجات بتروح عشان ترجع مضاعفه ! عشان ترجع ناضجه و احلى ! مازن ضحك بوجع: و فى حاجات بردوا بتروح ف داهيه !
غرام بإصرار: خلاص يبقى وريها نفسك من اول و جديد .. وريها مازن تانى غير العاشق اللى موارهوش حاجه غيرها .. مازن قبلها ! مازن ضحك بوجع مميت اوى: مازن قبلها ؟ مازن قبلها اصلا كان بتاعها بردوا ! عايش بيها و ليها و زى الاهبل بيتنفس ذكريات إتمحت معاها و كان فاكرها إندفنت معاها ف دفنها جواه..
غرام بصتله بحزن: خلاص يبقى اعمل مازن جديد .. بيهتم بشغله و نفسه و صحابه .. اخرج برا دايرتها شويه .. خد خطوه لورا و دوّر وشك عنها و شوف رد فعلها ! هتدّور عليك مثلا ! هتاخد الخطوه دى هى ! هتلف وشك لها ! شوف المجهود اللى ممكن تبذله عشان تشد مازن من تانى لها و ساعتها هتفهم انت بجد اذا كانت عايزاك و متلغبطه و لا مجرد استبن ف حياتها سيباه على دكة الاحتياطى ! اعتقد لو إستبن مش هتمد إيدها تشده الخطوه اللى يبعدها و لا تقطع المسافه اللى هو هيحطها و هى مش محتاجاله حاليا ! لكن لو مدت إيديها له يبقى مكنش استبن او هى محتاجاله فعلا و الاتنين خطوه كويسه ف مشوار علاقتكم..
مازن مقتنع بس حاليا معندوش طاقه لده او يمكن خايف يجرب و يتصدم تانى او الاتنين إتحطوا على بعض عملوا حالة خمول غريبه عنده: ده ف حالة لو الخلاف بينا عادى يا غرام ! اما نكون بعدنا عشان مشكله او اللى حصل مجرد خناقه ! العلاقات اللى بتنتهى بالمشاكل ممكن ترجع .. و ترجع احسن من اﻻول كمان،، انما العلاقات اللى بتنتهى باﻻهمال و البعد البطئ و عدم احترام كل طرف للتانى و ﻻ لمشاعره و يختفى منها التقدير ..
العلاقات اللى بنقف فيها لبعض ع الواحده، العلاقات اللى اقل خبطه بتعمل فيها شروخ .. العلاقات اللى من اول مطب يرزع فيها تلاقى الطرفين فيها إيديهم سابت من بعض و كل واحد فيهم بقى ف حته .. العلاقات اللى مفهاش مصارحه اول ب اول دى و كل واحد شايل و مشحون من التانى و ميبقاش قدامه غير حاجتين يا اما ينفجر ف التانى و ده غالبا بييجى على اتفه سبب بيكون مستنيه و ده بيبقى تلكيكه يا اما بئا يتحول اللى شايلُه ف نفسه ده للتانى ل كره و من غير سبب !
العلاقات اللى بتوصل للنقطه دى و بتقف عمرها ما بترجع زى اﻻول ! هى غالبا مبترجعش تانى ! كان لازم تحذر توصل او توصّلونى معاها للنقطه دى و تعرف ان الخساره فيها مبتتعوضش تانى ! غرام بصت لمارد اللى ميل راسه و حطها بين إيديه و فركهم بإرهاق و مازن انسحب من غير ما يدى فرصه لحد يقول حاجه تانى .. مارد فضل ساكت كتير و غرام نزلت بركبها ع الارض قدامه و سحبت إيده و فركت راسه هى بحنيه كإنه بتعمله مساج فكرى: متقلقش هتتحل، هما بس غالبا محتاجين ياخدوا هدنه شويه بعيد عن بعض كل واحد يشوف حياته من غير التانى..
مارد بخمول: ربنا يستر غرام بصتله بترقب: احنا ملناش دعوه صح ؟ مارد لسه هيتكلم سكت عن الكلام و بصلها كتير: احنا امتى بنرهن نفسنا بالظروف عشان نرهن نفسنا بيهم يا غرام ؟ غرام ابتسمت براحه: عارفه بس بردوا لازم افكرك إنى حاطه العالم كله ف حته و انت ف حته تانيه لوحدك و عمرى ما خلطتهم خالص مارد إبتسم بغزل: خالص ؟
غرام إبتسمت بعشق: خالص خالص مارد اخد نفس طويل و رفع وشه لفوق و شبك إيديه ورا راسه و هى قامت و بعد ما كانت هتقعد جنبه قعدت على رجله و اخدت راسه على صدرها .. مارد قعدها بين رجليه و هى ضمته كله ف حضنها و هو ف لحظات إتحول عيل صغير بيستخبى من الدنيا جواها: جيتى لاخوكى ؟ غرام باست راسه: انت، ما انت اخويا و ابويا و صاحبى و إبنى قبل ما تبقى جوزى مارد إبتسم: مجتيش ورايا ليه ؟
غرام باست راسه: حسيت إنك محتاج تتمشى شويه و مارد قاطعها: تانى مره تيجى معايا .. معرفتيش تبقى تيجى ورايا .. ورايا على طول .. تحت اى ظرف تحت اى مكان تحت اى ضغط و مهما كان تعرفى إنى محتاجلك انتى قبل اى حاجه غرام بهمس: انت عارف إنى بحبك صح ؟
مارد إبتسم من غير كلام و هى فضلت تلعب ف شعره: بحب احتياجك قبل حبك .. معرفش ده حب و لا طمع و لا انانيه و لا تملك .. بس بحبك مارد إتكلم بهمس: انتى عارفه بحبك ليه ؟ غرام رفعت راسه و قابلت وشوشهم و هو إبتسم و رجع لحضنها: عشان مكنتش محتاج احب و لا حتى اتحب اد ما كنت محتاج قلب محيلتهوش غيرى .. فاضى و يشبه صحرا .. مش عايزُه يحبنى على قد ما عايزُه يكون فاضي و مفيهوش غيرى .. غيرى انا وبس !
غرام حولت عينيها و برّقت جامد بشكل يخوّف و رفعت إيديها من حواليه حطتها على صدرها بكوميديا: قلبى،، قلبى مارد رفع حاجبه: ايه هيتشل ؟ غرام لسه هترد استوعبت رده ف كعمشت وشها بغيظ..
مارد ضحك جامد اوى و هى ف لحظات غيظها هرب و إبتسمتله لحد ما بطّل ضحك: ايوه كده .. اوعى تبطل تضحك مهما حصل .. ده انت اللى اما بتضحك من نور وشك الشمس بتستخبى مارد إبتسم و هو لسه راقد على رجلها و ف حركه سريعه رفع إيديه الاتنين و مسكها من وسطها و شقلبها جابها عليه و إتقابلوا ف لحظة ف سرعتها و نورها و جنون عنفها زى البرق ..
مالك ف المستشفى بعد ما مراد خرج من عند حلم إتردد كتير يدخلها .. اول مره يحس إنه متكتف كده ! ده ف عز ازمته كان حر عن كده ! نزل تحت يجيب قهوته اللى مجبهاش اما انشغل مع مراد شاف امنيه داخله عليهم ف نفخ بزهق .. امنيه شافته و كشرت: يعنى حضرتك مبتجيش بقالك داخل ع الاسبوعين اهو و قولنا ماشى، كمان مش عاجبك ! مالك بزهق: و الله انا اللى مش عاجبنى شغل المطاردات ده
امنيه بصدمه: انا بطاردك يا مالك ؟ دكتوره منال كانت لسه واصله و شافت مالك اول ما دخلت و لسه هتروح عليه شافت امنيه رايحه عليه و بيتكلموا ف وقفت على جنب بعيد بس متابعه حوارهم ! عايزه تشوف شكل الموقف من برا من ناحية مالك !
امنيه مع مالك بصتله بتوتر و متردده و مالك لاحظها و...
رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل الثامن والعشرون
دكتوره منال كانت لسه واصله المستشفى و شافت مالك اول ما دخلت و لسه هتروح عليه شافت امنيه رايحه عليه و بيتكلموا ف وقفت على جنب بعيد بس متابعه حوارهم ! عايزه تشوف شكل الموقف من برا من ناحية مالك ! مالك بص لأمنيه بملل: عايزه ايه يا امنيه ؟ امنيه إبتسمت بغيظ: عايزاك مالك لسه هيرد سبقته بغيظ: و قبل ما تتفتح، اقصد عايزاك ف الشغل، فى اخبار جديده عن زفت صفوت و رجالته مالك إنتبه: عرفتى منين ؟
امنيه: يونس قال لبابا و حاليا بنجهز للعمليه مالك إستغرب: مقاليش ليه ؟ امنيه بغيظ: عشان سيادتك مش فايق ! قاعد جنب الهانم اللى إستحلت رقدتها و لا الله اعلم إستحلت رقدتك انت جنبها مالك نفخ و هى إتراجعت: عموما ابويا بلغنا ان فى اجتماع طوارئ كمان ساعتين و قال محدش يقولك عشان الظروف اللى انت فيها و احنا هنقوم بالموضوع بس انا قولت اقولك عشان الليله تخصك و كمان متزعلش..
مالك كتم غضبه: قصدك قال محدش يقولى عشان خايف ! خايف اعك الدنيا عشان مضغوط زى ما كنت مضغوط قبل كده امنيه كشرت: لو خايف ف خايف عليك على فكره مالك ضحك بتهكم: لا متشكر، هو اللى جبان لوحده و خوفه ده اللى ضيعنا قبل كده امنيه بغيظ: ياريتك انت كمان كنت جبان ! اهو ع الاقل مكنتش هتخاطر بنفسك من الاول مالك رفع حاجبه: انتى عايزانى زى ابوكى ! جبان !
امنيه لسه هتتكلم شاورلها و هو ماشى: هظبط امورى و هكون معاكم ع الاجتماع سابها و إتصل على يونس اللى اكد ع الاجتماع و قاله إنه هيكلم مارد و مازن و مصطفى و الكل هيجتمع اخر اليوم ..
قفل و طلع عند حلم و مش عارف خطوته المفروض ايه ! مش عارف ليه خايف يسيبها ! ف اللحظه دى بس فكر ازاى هيسيبها خالص و هو مش عارف يسيبها مؤقتا ! فاق على حلم واقفه قدامه و مبتسمه .. مالك إنتبه لوجودها قدامه ف إلتلفّت حواليه بإستغراب يشوفها هى اللى طلعتله من غير ما يحس و لا هو اللى دخلها من غير ما يحس بردوا !
حلم ضحكت غصب عنها بصوت عالى و قلبها بيدق بجنون على فكرة إنه لسه بيتخطف معاها.. مالك كان مخطوف فعلا من التفكير فيها و إتخطف من تانى من الضحكه اللى كان عطشان لها.. بصّلها و رفع حاجبه و اما ضحكها زاد شدها بغيظ عليه: بتضحكى هاا ؟ حلم ضحكتها راقت بصفا اوى: وحشتنى مالك بلهجه هاديه: بجد ؟ حلم إبتسمت و مسكت وشه بإيديها الاتنين بعشق و هو غمض عيونه و اتهز من جواه على لمستها زى ما اتهز من برا ..
حلم إبتسمت لرد فعله و من إيدها اللى على خده سحبت صوباع واحد و حرّكته ببطئ لحد شفايفه و بتتكلم و هى بتحرّكه مع الكلام على شفايفه: بجد بتسأل ؟ ده اللحظه اللي بتوحشني فيها بحس ان الدنيا بتتشل عن الحركه وقتها من حواليه ! خيالي سارح فيك و فـ تفاصيلك ! نص ضحكتك ! و عيونك لما بتلمع ليا ! انا مش عايزه ابطل توحشني ! علي اد ما هو احساس مـوجع اوي بزياده بأني مش عارفه اطولك و لا اوصلك، علي اد ما هو احساس لذيذ مبشبعش منه و مزود الشغف بينا ..الاحساس الوحيد اللى ملازمنى من اول ما ابتدت علاقتنا ! لاء من قبل البدايه!
اتغيرنا و اتغير فينا الف حاجه و حاجه الا ده ! كنت واحشني من قبل ما اشوفك لاني كان نفسي فـ حد زيك .. و بتوحشني بعد ما جيت حياتي و مش عارفه متوحشنينش، و هتفضل توحشني حتي و انت معايا .. اصلاً انا بحب احساس اني مش عارفه اكتفي منك .. كنت بقول انك بقيت بالنسبالي مرض .. ادمان .. بس المدمن لما بياخد جرعه معينه بيكتفي و يستمتع بيها لحد ما يعوز تاني .. بس مهما بقضي معاك حاجات حلوه مبشبعش منك لانك فيك اكتر من اللي يكفيني ..
مالك عايز بهرب و يلحق الباقى من قلبه قبل ما يتمرد و النتيجه هتبقى وجع هو مش اده اما كل جروحه هتتفتح من تانى من مجرد عتاب العيون الصامت .. طلعت ابتسامه متمرده على وشه كإنها بتخرس الدوشه دى .. يمكن لاول مره يبتسم او يسيبها تتكلم و يسمع .. حلم مسكت إيده و بمجرد ما سابها تمسكها تبتت فيها اوى: وحشتنى اوى، مالك ارجوك .. ارجوك متهدش اللى بينا .. اعمل اى حاجه، اى حاجه بس فراق لاء، انا غلطت ف متحطش غلطه قصد غلطه .. مش هيصلّحوا بعض ... انت اللى ف يوم قولتلى كده.
مالك اخد نفس عالى: بلاش نتكلم دلوقت حلم لسه هتتكلم قاطعها: هنتكلم اكيد .. بس مش دلوقت .. حاليا عندى شغل لازم يخلص بقا عشان يتقفل حلم قلقت: فى حاجه و لا ايه ؟ مالك: صفوت، شغل تبع قضية زفت..
حلم بصتله بقلق و هو إبتسم غصب عنه: متقلقيش كل حاجه معمول حسابها .. انا عامل حسابى من فتره و شغالين ع القضيه من فتره و تقريبا لامين جوانبها حلم إبتسمت بحماس و هو محسش بنفسه و هو بيحكيلها كل حاجه و اتكلم كتير عن القضيه و عن شغله عموما و تفاصيله من وقت ما رجعله و ساعة هرب صفوت و ازاى رتبوه و ازاى تابعوه .. حتى القضايا اللى مسكها غير صفوت و اجتماعاته و مكتبه و فريقه و كل حاجه ..
كان بيتكلم بحماس زى اللى ما صدق حد يتكلم معاه او ما صدق يشاركها ف الفرحه اللى إكتشف إنه لاول مره دلوقت بيحسها .. حلم كانت بتسمعه بإهتمام اوى و بتنفعل لحماسه و من كلامه كل حته من عقلها بتستغبى التانيه و بتستغبى نفسها اوى ازاى فكرت ان حد ف حماس مالك ممكن يتقلب للنقيض ف يوم ! و حته تانيه من قلبها بتلومها ازاى على كل الحب ده لشغله معذرتهوش يوم ما خسره ! محطتلهوش اعذار عشان الخساره مكنتش سهله !
حلم تايهه بين الاتنين و ف نفس الوقت مركزه مع مالك و مخطوفه من تغييره و قلقانه و متطمنه و متلغبطه .. مالك كان مراقب ملامحها و بيحاول يسكت مش عارف او بيحاول يتكلم اكتر و بردوا مش عارف ! هو بس عايز يهرب من السؤال اللى ف عينيها و اللى معندوش اجابه له حاليا ! مالك سكت و هى سكتت و العيون إتقابلت ف حوارات كتير ..
حلم دمعت: حلم و ياسين وحشونى، وحشونى اوى، و انت كمان، البيت وحشنى، وحشنى اوى يا مالك مالك اخد نَفس براحه: مستعده نخرج يعنى ؟ حلم إبتسمت بترقب: هنرجع ع البيت صح ؟ مالك انا،، انا مش هقدر ابعد عن ولادى،، انا غلطت هما ملهومش ذنب مالك هرب من عينيها و دوّر وشه و قام: اذا حاسه إنك محتاجه تفضلى تانى او لسه تعبانه ف حلم ردت بسرعه: لاء، انا كويسه..
مالك إنسحب بهدوء ع الباب فتحه: هنزل اخلّص اجراءات المستشفى عقبال ما تجهزى حلم مسكته بسرعه و هو حاول يتجاهل او يلف وشه بس هى ثبتته قدامها و بصت ف عينيه كتير و إبتسمت: على فكره انا اما قولت ولادى مقدرش اعيش من غيرهم و وحشونى كنت اقصدكم انتوا التلاته .. انت و حلم و ياسين .. عشان انا عندى تلات ولاد مش اتنين .. انت اكبرهم البكرى اللى جالى قبلهم و اصغرهم و احبهم و اقربهم و اولهم و اخرهم .. اول العنقود اللى ماسك فروعه كلها و لو فلت كل حاجه هتتفرط و تقع .. و اخر العنقود اللى بيحميه و يسنده..
مالك إبتسم و بتلقائيه باس راسها و خرج .. بمجرد ما قفل الباب سند بضهره ع الباب و اخد نفس عالى كإنه مكنش عارف يتنفس معاها و قبل ما يتحرك سمعها بتسند ع الباب بضهرها و بتاخد نفس النفس براحه .. حس إنه مهدد .. لو مبعدش دلوقت عمره ما هيعرف يبعد و هو حاليا لا مستعد يقرب و لا المفروض يقرب .. ع الاقل عنده شغل لازم يخلص ..مشى بسرعه كإنه بيهرب لحد ما نزل خلص اجراءات المستشفى و طلعلها اخدها و خرج ..
مالك سكت شويه: مش هينفع نروح ع البيت، انا حلم مسكت إيده بسرعه: مالك مالك لف صوابعه و شبكهم معاها: عندى اجتماع دلوقت و غالبا طالما طوارئ يبقى العمليه خلال ساعات .. مش هينفع ترجعى لأهلك يا حلم و لا هينفع اسيبك ف البيت كمكان مكشوف لانظار الكل .. هاخدك ع الكامبوند و هسيب معاكى حراسه كافيه .. خدى بالك من حلم و ياسين .. خدى بالك اوى و اى حاجه كلمى الحراسه و مراد هيتابعك و لو حصل اى حاجه هو هيبقى يبلغك و..
حلم صوتها إتهز و إتكلمت كإنها بتطمن نفسها مش هو: مش هيحصل حاجه .. مش هيحصل .. ان شاء الله لا مش هيحصل .. خد بالك انت بس من نفسك .. من نفسك و بس يا مالك .. و البس الواقى ده اللى بتستعملوه بالله عليك و متخاطرش بنفسك عشان حد .. عشان اى حد ايا كان مالك إبتسم اما فهمها: مبعرفش يا حلم .. اللى معايا بحسهم مسؤولين منى .. و المرادى بالذات .. دول طالعين عشانى .. عشان قضيتى حلم بصوت مهزوز: حطنا قدام عينيك .. ف حساباتك .. اعمل حسابنا ف كل خطوه بتخطيها .. افتكر دايما إنك عندك تلاته انت اب ليهم مينفعش تسيبهم لحد مالك إبتسم و حاول يطمنها بس جواه مش متطمن .. حاسس ان السفريه دى هتشقلب حاجات كتير !
راح ع البيت و طلعوا على شقتهم .. حلم بمجرد ما دخلت نزلت ع الارض برجليها قعدت كإنها كانت مهاجره ! ملامح اخر موقف هنا بتروح و تيجى قدام عينيها و تظهر و تختفى و توضح و تشوش لحد ما جمّعت الموقف ! الدكتوره قالتلها إنها كانت ذاكرتها مشوشه او مفقوده شوية وقت .. بس هى مكنتش فاكره شوية الوقت دول حصل فيهم ايه لحد ما رجعت لأرض الموقف و إبتدت تفتكر اللى حصل!
إنتبهت لفكرة ان ممكن مثلا الحاجات اللى كانت بتحصل معاها قبل كده تكون مثلا كانت بتفقد ذاكرتها بشكل مؤقت ف بتنساها! بس لاء لإنها لو كده كانت هتفتكرها بعدين ازاى حصلت ! زى اللبن و العلاج اللى مالك جابهم ! زى البقال اللى طلبت منه حاجات ! و حتى لو كده، ف ع الاقل طب الحاجات اللى كانت بتشوفها وهى مبتحصلش دى ايه !
عيطت اوى ! اوى اوى بإنهزام ! هى لا عمرها كانت بالضعف ده و لا بالإنهزام ده ! عيطت اكتر اما إفتكرت تفاصيل الموقف و اما إتصدمت اما عرفت من مالك هى عملت فيه ايه و ازاى بمجرد ما قالتله امشى قالها امشى ! و مقابلة أمها و ازاى معرفتش تحسهم ! مالك نزل جنبها ع الارض و مسك إيديها و معرفش يقول حاجه محدده ف سكت .. حلم معرفتش تتكلم .. الموقف مش محتاج كلام .. هو محتاج حضن و بس و هى هتخطفه غصب عن النصيب !
مالك محسش بنفسه و هو بيضمها اوى و هى إتنفست الكلام ف رقبته: ينفع ناخد هدنه ؟ نسمح لقلوبنا تتنفس حتى و بعدها اعمل اللى انت محتاج تعمله عشان تهدى ! ارجوك ! ارجوك و لو لساعه واحده نتنفس هوا مش وجع ! مالك رفع وشها و قبل ما ينطق قربت بشفايفها باست عينيه اللى شافتهم متربسين على دموع عايزه تخرج ! مالك غمض عينيه و ساب جوارحه ترد عليها .. هو كمان محتاج الهدنه دى ! ضمها جامد و إبتدى يهرب منها فيها بشفايفه و يعاتب و يتعاتب بلغة اللهفه !
مارد يونس كلّمه و شرحله ان فى اخبار من المراقبه على صفوت ان فى حركات و تجهيزات غريبه و استعداد للرجاله و هيجتمعوا دلوقت .. مارد اخد موبايله و خرج لمازن لحد ما خلص المكالمه و مازن متابعُه .. مارد بصّله بهدوء: لو تعبان مازن رد بسرعه: لاء كويس، يلا مارد بقلق: يابنى اسمع، لو..
مازن بضيق: انا محتاج العمليه دى .. محتاج افصل شويه يمكن اهدى .. مش عايز افكر دلوقت او محتاج افكر ف حاجه غير اللى حصل مارد إبتسم: يبقى يلا .. بس لو حسيت إنك مش مظبوط قولى مازن: يلا يا عم هيحصل ايه يعنى ! هموت ! و الله اريح مارد حدفه باللى ف إيده: يخربييت ابوك الملافظ سعد، احنا طالعين فسحه ؟ مازن ضحك و سكت شويه: أبوك هيحضر ؟
مارد: غالبا لاء .. صالح إتولى القضيه من وقت المحاكمه و هو اللى متابع مع مالك .. انا حتى مش هقوله عشان ميقلقوش ف البيت مازن اخد نفس طويل مره واحده و خرّجه مره واحده .. مارد: اختك حتى هسيبها تبات هنا و الصبح أبوها يبقى يوصّلها مهاب اتكلم و هو جاى عليهم: بلاش مارد فهمه ف ضحك غصب عنه و مهاب ضحك معاه: لا المجنون أبوك يفتكرها مقصوده مارد حط إيده على وشه بغيظ و غرام كانت لبست ف خرجت عليهم: انتوا بتتعازموا عليا ؟ انت مش جاى معايا و لا ايه ؟
مارد لسه هيرد غرام مسكت إيده: انت هتستهبل و لا ايه ؟ لو بيتّ برا أبوك هيزعل و الزعل بينكم هيبقى بجد .. انت ملكش دعوه بيهم يا مراد .. مهما حصل و بيحصل و لسه هيحصل ف الاول و الاخر ده ابوك .. ابوك اللى كان ف كفه لوحده و الدنيا كلها ف تانى كفه و لازم يفضل كده .. كلمتين و إتحدفوا ف وقت زعل مجراش حاجه يعنى .. لو متفكش معاك انت يروح لمين ف وقت زى ده ؟
مارد إبتسم غصب و مهاب شاورلها بصوباعه لفوق .. غرام راحت على أبوها و رفعت دراعه و لفّت نفسها بيه: ان جيت للحق انت كمان لازم تيجى معاه .. حتى لو مازن محتاج شوية وقت يهدى ف ع الاقل انت تيجى، انت مسمعتهوش يا بابا مهاب: حبيبتى انا معنديش مانع، انا روحتله هو قبل اى حاجه و اسألى اخوكى قولتله ايه..
غرام باست إيده بمحايله: الموقف بينه و بين مازن كان وحش .. وحش اوى .. خاصة إنهم محدش فيهم سمع التانى .. وهما عِشرة عُمر يمكن اكتر منك ف كان صعب ع الاتنين يوصلوا لكده و اكيد مكنش قادر يتكلم مهاب إبتسم: خلاص انا هوصلك دلوقت و اقعد معاه و اما العيال دى ترجع نكون انا و هو حليناها سوا غرام بصت لمارد و رجعت بصت لأبوها: يرجعوا منين ؟ هما خارجين و لا ايه ؟ مارد إبتسم عشان متقلقش: لسه متصلين بينا ف شغل، و يدوب نتحرك غرام قلقت: دلوقت ؟
مارد بصلها بهدوء و أبوها بصّله: هتيجى معانا نوصلها و تعرّف أبوك إنك طالع شغل .. متسيبهوش قلقان عليك كده مارد لسه هيتكلم مهاب سبقه و عاد كلامه: هتيجى معانا و هتطمنه .. هو كده كده هيعرف ده ان مكنش عرف ف متخيل هيفضل عامل ازاى لحد ما انت ترجع؟ مارد حرّك إيده على وشه بلغبطه و بص لمازن اللى إبتسم بالعافيه و هزّله راسه: هسبقك و انت ابقى حصلنى مارد: بس الاول تعالى هاتلى لبس لاحسن اختك غرغرت بيا و انا دعييف..
مازن ضحك غصب عنه بس ضحكته طلعت موجوعه اما اتخيل ليليان مكان غرام جنبه ف اى لحظه و اى صدمه و مهما يهرب بتحاوطه بإهتمامها ! راح جابله لبس و لبسوا و خرجوا .. ركبوا عربيه واحده لحد ما وصلوا .. مازن اخد نفس عنيف و إتكلم من غير ما يبص لحد: هنزل اخد تاكسى لحد غرام إتكلمت بمحايله: مازن انتوا دلوقت اهدى من الصبح، تعالى و مازن نفخ لفكرة إنه صعبان ع الكل ..
مارد خبط على إيد مازن: بقولك ايه فوق كده احنا ورانا نفخ .. سيبهم يسطفلوا دلوقت مع نفسهم و تعالى نروح ع الشغل نشوف فى ايه و اما نرجع ربنا يحلها مازن إبتسم بالعافيه: اسبقك و مارد: لاء، استنانى دقيقتين و طالعلك، مقدمناش وقت اصلا سابوه ف العربيه و دخل مارد و غرام و معاه مهاب .. همسه نزلت على صوتهم بلهفه و اول ما شافت مارد اخدته ف حضنها و ضمته اوى .. هى اكتر واحده عارفه هو ممكن يكون حاسس بإيه دلوقت .. ذكرى واحده لموقف اكيد شدت وراها ذكريات كتير و فتحت جروح اكتر !
مارد تبّت ف حضنها زى عيل صغير بجد: متقلقيش انا كويس، انا بس محتاج افتكر إنى طلعت من الكابوس ! إنى مش لوحدى ! همسه صوتها إختنق بعياط: يبقى تجى ف حضنى ! ف حضنى يا حبيبى مش تهرب ! الكابوس كان برا حضنى و كان برا حياتنا سوا و مبتداش إلا اما كنا برا البيت ده و حيطانه ف يوم ما تحس إنك محتاج تقنع عقلك إنك برا الكابوس يبقى متخطيش هنا ! متبعدش مارد دموعه نزلت بصمت على كتفها و هى من غير ما تبصله حست بيها .. همسه بوجع: الكابوس ده كلنا لسه جواه يا مراد، لسه ! مش لوحدك !
مارد إنسحب من حضنها بقلق و مسك وشها: حبيبتى احنا كويسين .. كلنا كويسين .. صدقينى كلنا كويسين طالما مع بعض،المهم انتى همسه حاولت تبتسم ف ملامح وشها خانتها و ضمت على بعضها بحزن و رموشها كمان ضمت على بعض و حبست الدموع اللى جواهم .. مارد مسك إيدها و قعد بيها و هى بتحاول تهدى .. مارد وقف بسرعه: هطلع اتطمن على ليليان، هى لسه نايمه و لا ايه ؟ همسه: لا هى صحيت و نامت تانى، و اهى بتنام بسرعه و تصحى لوحدها و ترجع تنام مارد بصّلها بقلق و سابهم و طلع بسرعه ..
فتح اوضتها بسرعه لقاها نايمه ف السرير ف راح جنبها ميل عليها باس راسها بهدوء و قعد يجس فيها يتطمن .. حط إيده على دماغها و على صدرها و بتلقائيه حط راسه على صدرها اما شافها شبه بتنهج .. مسك كف إيدها و ثبت صوباعه على الوريد و شويه و رفع إيده على رقبتها يجس النبض و رجع باس راسها تانى .. فضل جنبها شويه اما إتطمن عليها و شافها نايمه و نزلهم تحت ..
قعد جنب أمه و مهاب قعد جنبها بحب: ملكيش دعوه بينا، انا و مراد متعودين على كده .. نتخانق و نتراضى و نشد قصد بعض و نرجع و لا عمرنا هوننا و لا هنهون على بعض .. حتى مازن كمان زينا .. ده مراد اللى مربيه .. لا عمره هيهون عليه و لا التانى هيقدر على زعله ! همسه بصتله بزعل: بأمارة ماهو واقف على باب بيت عمته مش راضى حتى يدخل يتطمن عليها ؟ مارد مسك إيدها: حبييتى هو بس مخنوق من اللى حصل .. شويه و هيهدى و هنقعد اكيد و نتكلم .. بس حاليا كل واحد قافل قلبه ع اللى فيه همسه سحبت إيدها منه و ميلت راسها بين إيديها و عيطت ..
مهاب بص لمارد: اطلع هات الجزمه اللى برا يراضى عمته الاول مارد لسه هيتكلم مهاب سبقه: اطلع يا قسما بالله هطلع اجيبه من قفاه و انت معاه .. قوله عمتك تعبانه ادخل اتطمن عليها مارد ضحك غصب عنه: حلاوتك و انت حمش مارد طلع لمازن اللى رفض تماما يدخل: انا قولتلك من الاول مينفعش اجى لهنا يا مراد..
مارد إبتسم بهزار: بنت سلطح ملطح صدرت اوامر عسكريه و لو مدخلتلهاش هتخليها ترقع بالبلدى مازن معرفش يضحك او ضحك غصب .. همسه جوه مع مهاب بس قزاز الصالون مفتوح ع الجنينه اللى قصادهم الباب و مازن و مارد بعيد قدامها و شايفه شبه الموقف ف وقفت .. مهاب مسك إيدها و لسه هيتكلم همسه إبتسمت: هطلعله انا..
مهاب إعترض: استنى انا همسه مشيت و هو وراها: ملكش دعوه يا مهاب .. مازن إبنى زيه زى مراد و لو هتعمل زى المجنون التانى و هتدخل العيال ف حساباتنا يبقى تطلع منها مهاب إبتسم و راح معاها عليهم و اول ما قربت سمعتهم ..
مازن: انت بجد عايزنى ادخل البيت اللى إتطردت منه يا مراد ؟ اللى آبوك مد إيده عليا فيه ؟ انت متعرفش اللى بينى و بين مراد عشان كده مستسهل الموقف او حاسه هيعدى ! مراد لا كان مجرد قريب و لا مدير ف الشغل و لا حتى جار و لا كل اللى بينا كان نسب ! مراد كان اب و لما الاب يهون عليه إبنه بالشكل ده يبقى خلصت يا مراد و هو اللى قصد يخلّصها و بالشكل ده و هو اللى قفلها ف وشى زى ما قفل بيته ف وشى و انا مدخلش بيت إترميت منه زى الكلب بعد ده كله عشان حاجه ايا كانت ! همسه من وراه حطت دراعه على كتفه: عشان حاجه ؟ اخسس عليك ! و لا حتى عشان عمتك ؟ مازن لف وشه لها و معرفش يرد: عمتو حضرتك عارفه اللى..
همسه ضمته عليها بدراعه اللى على كتفه و مشيت بيه حوالين البيت: انا اللى عارفاه حاجه واحده و هى إنك ابن مهاب و مهاب ده اخويا مش مجرد قريبى و إنك بردوا ابن مراد و مراد ده جوزى .. يعنى ف الحالتين إبنى و مهما يحصل دى حقيقه مش هيقدر خلاف يمحيها ! الحقيقه بقا اللى ممكن اقولك إن فى خلاف يقدر يمحيها و هى إنك جوز بنتى و ساعتها قرار النهايه ف إيدك مازن إتقبض و وشه إتجمد للحظات رغم إنه جاهد يظهر عكس ده بس فشل !
همسه كانت قاصده تشوف رد فعله و إبتسمت من ملامحه: مازن .. متفكرش ف وقت لا عقلك و لا حتى قلبك يسمحلك فيه بالتفكير .. خد وقتك لحد ما تفوق و تهدى بعدها هتلاقى نفسك مازن قاطعها بوجع: هلاقى نفسى ايه يا عمتو ؟ هاا ؟ لا بنتك و لا أبوها ناكرين اللى حصل و لا حد فيهم حتى عنده عذر او مبرر واحد همسه: بردوا خد وقت تهدى فيه عشان محدش فيكم انت و لا هى يرجع يعض إيده من الندم .. صدقنى يا مازن الندم ف اللحظات اللى زى دى بيوجع اكتر من الفراق نفسه ! اكتر من المشكله ! اكتر من اى حاجه ممكن تتخيلها !
مازن دوّر وشه و هى رجّعت وشه لها: عارف يا مازن انا كنت متخيله انى اما ارجع بعد السنين دى هكون مبسوطه اوى و دى الحقيقه الوحيده اللى كنت مسلّمه بيها ! قولت مهما يكون حصل او هيحصل فهيكون يعنى اسوء من عمرى اللى مر قدامى و انا بتفرج عليه ! مهما خسرت او هخسر هيكون اد خسارتى ف سنين عمرى ؟ ممكن ايه تانى ازعل او اندم عليه ؟ بس اما قابلت عيالى بعد الفرقه دى إبتدت الحقيقه دى تتهز جوايا ! إتهزت اما زعلت على حرمانى منهم ! إتهزت اما حسيت ان كان فى حياه تانيه المفروض اعيشها ! إتهزت اما حسيت ان فى وجه تانى للحقيقه مشوفتهوش و محاولتش اشوفه!
و اما رجعت و قابلت مراد عرفت المعنى الحرفى ليعنى ايه واحد يعض إيده من الندم ! عرفت اما شوفته و شوفت اثر بعدى عنه و فراقنا عليه ! عرفت الندم اما شوفت بيتى اول مره دخلته و حسيت الدفا اللى برغم السنين دى كلها مقدرش يروح و بإيدى انا قفلته و خليته زى المهجور ! اما سمعت إنى السبب ف كل ده إتوجعت اوى ! اوى يا مازن ! و ياريت السبب كان حاجه عملتها او حتى بعدت بإيدى ! كنت هقول غلطت و الغلطه كانت كبيره استاهل اتعاقب عليها بالوجع ده كله!
إلا غلطتى كانت ف كلمه ! كلمه كنت هسمعها من مراد يفسرلى و يوضحلى اللى حصل و يشرحلى الموقف من ناحيته ! كلمه مكنتش هتاخد من وقته و لا وقتى غير دقيقتين و عشان عاندت و مسمعتش دفعت قصد الدقيقتين دول عشرين سنه من عمرى و عمره وجع و عذاب و الم ! اوعى تغلط غلطه زى دى ! اوووعى ! مازن ملقاش رد يقوله قدام لمحة الوجع اللى شافها إحتلت كل ملامحها و جسمها و رعشة إيديها اللى لفت نفسها بيهم و هى بتتكلم !
حط إيده على وشه و حس إنه محتاج يخرج من الحوار لحد ما يهدى: انا همشى عشان عندنا شغل و يدوب همسه تقبلت إنسحابه بإبتسامه لطيفه: انتوا بجد عندكم شغل و لا ايه ! انا بحسب الواد ده بيخلع مازن بص لمارد و إبتسم بالعافيه: لا طلبونا ف شغل و يدوب نتحرك همسه اخدته و رجعت بيه لمارد و مهاب و غرام اللى طلعتلهم جنبهم و مارد شاور على ساعته: يلا مصالح هيبتدى إجتماعه و ده مش ميكس و لا هوبا شخلع ده ممكن يشيعنا..
مازن إبتسم ربع إبتسامه باهته و شاور لأبوه و هو رايح ع العربيه: انا همشى بقا مارد باس همسه و همسلها: خدى بالك من نفسك و ليليان، خدوا بالكم من نفسكم اوى، اووى يا امى همسه رفعت وشه و قلقت و هو باس راسها: ابقى صالحى مراد اما يجى .. او سيبيه يصالحك .. مش هتفرق انتوا مش هتعرفوا تبعدوا عن بعض همسه عيونها دمعت و حاولت تتبت ف إيده بس هو سحب ايده بهدوء ..
غرام بصتله بعشق و هو ضمها جامد اوى .. اوى اوى و معرفش يتكلم: انتى عارفه إنى بحبك صح ! اوعى تبطلى تعترفى بحاجه زى دى ! انا بحبك اوى !ّ لسه هيخرج من حضنها تبّت اكتر و همس ف رقبتها: اه ع فكره انا مبسوط اوى بمجيتك ليا عند ابوكى ! اوى يا غرام ! فوق ما تتخيلى ! الحركه دى قادره تزرع الف حب على حبى ليكى ! اوعى تسيبينى مهما حصل ! و مهما قولت او عدت خليكى جنبى!
و إتأكدى إنى حتى لو بحب اكون مع نفسى اما بكون موجوع من حاجه ف و انا ببقى مع نفسى مبتفرقش عن و انا ببقى معاكى ! عشان انتى لو مكنتيش نفسى ف بتبقى المسكن اللى بيطبطب ع الوجع ده ! غرام عيطت ف حضنه و ضمته اكتر و هو من ورا ضهرها مسح وشه و انسحب من غير ما يبصلها راح ع العربيه ..
قبل ما يدخل بصّ لهمسه و حاول يهزر يكسر قلقهم: اما ابويا يجى ابقى قوليله إنى مش زعلان منه .. مسامحه همسه غمضت عيونها بسرعه اوى و هو كعمش وشه بهزار و هو بيشاور بإيده بهزار: او زعلان منه حبه صغننين عشان اما ارجع يبقى لسه ليا عنده حق و اعرف اخده همسه ضحكت غصب عنها و ف حركة وشها من ضحكتها دمعه نزلت منها غصب ..
مارد معرفش يقف تانى و حدفلها بوسه ف الهوا و دخل العربيه .. بيبص لمازن و هيتكلم قطع كلامه اما شافه عينيه متعلقه بفوق .. مازن كان بيستعد يتحرك بالعربيه و بيرفع وشه لمح ليليان ف البلكونه خارجه بلغبطه و بتبص حواليها بعشوائيه و زوغان و عيونها و وشها أحمر اوى و بتمسح وشها مره و مناخيرها مره و عيونها مره بإيدها اللى مش ثابته و بتتهز اوى و عيونها بتتلفت حواليها بتوهان ..
مازن عيونه إتعلقت بيها و هى معرفتش تشوفه ف الاول .. مازن هز راسه بتريقه و دوّر العربيه و نوّر كشافاتها كإنه بيقولها عمرك ما شوفتينى حتى لو قريب ! ليليان شافته و بصتله ف نظره طويله و هو هنا دوّر عينيه بعيد و حاول يتحرك بالعربيه كإنه بيوصّلها رساله إنها إتأخرت اوى ! المشهد كان صامت قدام مارد اللى باصصلها و هى شافته ف إبتسمت بدموع و هو حدفلها بوسه و شاورلها بأصابعه عمل قلب على صدره و هى هزت راسها و عملت زيه ..
مشيوا و مهاب اخد همسه و دخلوا .. مهاب: هستنى مراد اما يجى يا همسه، لازم نتكلم همسه مسكت إيده برجاء: متضغطش عليه يا مهاب،مراد غلط بس صدقنى احنا كلنا مش .. مش همسه سكتت معرفتش تتكلم و مهاب مسك إيدها و طبطب عليها: انتى فاكره بجد إنى ممكن ازعل مع مراد ؟ همسه حكتله اللى حصل و اللى سمعته من ليليان و اد ايه حست بالرعب لمجرد خرجت من البيت و رجعت جرى مفزوعه .. مهاب بيسمعها بحزن: حبيبتى اهدى..
همسه: كلنا لسه ف دايرة الخوف يا مهاب .. لسه محدش فينا خرج منها .. انا اه لومت على مراد و مش ببرر تصرفاته بس الرعب اللى مسكنى اما حسيت المشهد بيكرر نفسه و انا خارجه برا البيت زعلانه خلانى احطله مية عذر و عذر ! انا اما شديت قصاده و كنت عايزه اخرج من البيت و هو شدنى و مرضيش اخرج اه زعلت و بعترف إنى محستش بيه ! محستش بحزنه و رعبه لا المشهد يعيد نفسه ! محستش إلا لما المشهد كمل اعاده من ناحيتى ! حسيت كإن الزمن بيرجع ورا ! مهاب طبطب على إيدها: متقلقيش كل حاجه هتبقى كويسه...
همسه: و خناقته مع مراد كملت الموضوع مهاب بصّلها و همسه حكتله اللى حصل بينهم .. مهاب: عشان كده جيبت مارد لهنا قبل ما يمشى .. بحسب هلاقى مراد .. المهم ليليان عامله ايه ؟ ينفع اطلع اتطمن عليها ؟ همسه إبتسمت و هو طلع لاوضة ليليان .. خبط بهدوء و دخل .. شافها نايمه او بتجاهد تنام او تظهر نايمه ف محبش يضغط عليها اما حس إنها مش قادره تتكلم .. ميل على راسها باسها و باس إيدها و شد الغطا عليها و إتحرك يخرج ..
ليليان مسكت إيده بإرهاق و باستها براحه: معلش يا خالو انا
مهاب رجع باس راسها تانى: اهدى انتى دلوقت .. اهم حاجه انتى و انك تبقى كويسه .. صدقينى مفيش اهم من كده و كل حاجه هتتحل متقلقيش و ثقى فيا ليليان دمعت و هو حط إيده على شعرها لعب فيه بهزار: و لا انتى مبتثقيش ف خالك ؟ لا خدى بالك انا هوبا اه بس ف الشده شديد و ف القوه قوى، اووى اوى ليليان ضحكت غصب عنها و هو باسها و خرج نزل لهمسه .. غرام قامت عملتلهم عصير و قعدوا ..
شويه و مراد رجع من برا و شكله مجهد او مرهق .. من وقت ما مارد خرج و هو بيتصل بيه بس موبايله مقفول، كلم مصطفى بس موبايله اتقفل ! رجع ع البيت و بيتمنى او بيدعى يلاقيه .. اول ما دخل شاف مهاب و غرام إلتفت حواليه بس مشافش حد تانى .. بص لهمسه بحذر: هو مراد مرجعش و لا ايه ؟ همسه هزت راسها و لسه هتتكلم مراد زعق: هو بيستهبل ! بيحاسبنى ! بيعاقبنى مش كده ! عارف إنه إيدى اللى بتوجعنى ف بيلوهالى ؟
همسه راحت عليه و حاولت تتكلم بهدوء: لا بيحاسبك و لا بيلوى دراعك ؟ هيعاقبك على ايه بس ؟ مراد صوته إتهز مخنوق: زعقتله عشان شد هو و اخته قصد بعض ! زعقتله ف سابلى البيت و مشى ! همسه سكتت بقلق و حست إنها لو قالتله طالع شغل هتقلقه اكتر ..
مالك مع حلم ف شقتهم .. إبتسملها و هو بيضمها: هنزل اجيب الولاد من روفيدا لحد ما تجهزى حلم إبتسمت مكانها و هو نزل .. قامت و هى حاسه بقلبها بيطبل .. دخلت اوضتهم و اول حاجه عملتها جابت كل الادويه بتاعتها و المهدئات و من غير تفكير حدفتهم ف الذباله بحماس ! الجاى مش عايز ضعفها ! لازم ترجع حلم تانى ! مالك نزل لروفيدا و اول ما فتحت إبتسمت: انت هنا من بدرى و لا ايه ؟
مالك: لا بس كنت عايز حلم و ياسين .. كتر خيرك اوى لحد كده بهدلناكى معانا روفيدا إبتسمت: لا خالص و الله .. ده حتى مالك مندمج معاهم مالك إبتسم و هى دخلت جابتهومله و اخدهم .. حضنهم اوى و إستغرب ازاى حتى مجاش على فكر قلبه يشوفهم و لو مره و يجيلهم طول الاسبوعين دول ! روفيدا بقلق: هو فهد لسه شغله مخلصش هناك ؟ مالك إبتسم: فهد ف الاسماعيليه، عنده شغل و انا بتطمن عليه متقلقيش، هيخلص و يرجع روفيدا بزعل: حساه بيهرب..
مالك: اكيد لاء .. ده ما هيصدق يرجع يلاقيكى هنا .. هو ميعرفش ؟ روفيدا إبتسمت بالعافيه: لاء .. كنت عايزه اعملهاله مفاجأه و يرجع يلاقينا .. بس كلمته يوم ما رجعت من عندك من المستشفى و رد و إتطمنت عليه و بنتكلم بسيط مالك إتنهد: ربنا ييسرها .. ارجع بس و نظبط الدنيا روفيدا اتلفتت حواليه: هى حلم خرجت و لا انت اللى هتاخدلها الولاد و مالك: لا خرجت و فوق هتجيب حاجات ليهم و نمشى روفيدا: مسافرين ؟
مالك: لا هتقعد ف الكومباوند .. ايه رأيك تروحى تقعدى معاهم لحد ما ارجع .. عندى شغل و هخلصه و يبقى نرجع على هنا لحد ما فهد يرجع روفيدا لسه هتعترض مالك سبقها: يلا، فهد ف شغل و انا كمان و مينفعش تبقى لوحدك و لا هى اهو ونّسوا بعض روفيدا إبتسمت و مالك طلع لحلم بالولاد .. اول ما فتح و دخل راحت عليه بلهفه و من غير ما تاخدهم منه حضنته بمسكته لهم و ضمتهم اوى و هما لسه ف حضنه .. مالك غمض عينيه و لحظات تأنيب غريبه عدت عليه لحد ما فاق: روفيدا هتتنقل معاكم بمالك لحد ما ارجع و فهد يرجع.
حلم إبتسمت و هزت راسها .. دخلت جهزت شنطه و مالك شايل حلم و ياسين و بيغيب و يساعدها لحد ما خلصت و نزلوا .. روفيدا خلصت و خرجتلهم و هى و حلم سلموا على بعض بتحفز نوعا ما و مالك اخدهم ع الكومباوند و ساب حراسه كتير و اتطمن عليهم و مشى ..
همسه مع مراد متوتره تقوله ان مارد طلع شغل بس لازم تقوله هو كده كده هيعرف: لا صدقنى مش كده، و إلا مكنش جالك قبل ما يمشى مراد: يمشى فين ؟ هو جه و انا برا ؟ همسه: اه و لسه ماشى من شويه مراد بترقب: راح فين و مبيردش على الموبايل ليه اما هو جه ؟ همسه بصت لمهاب و مراد بص لمهاب و بصّلها: فى ايه ؟
مهاب راح عليه و حاول يبسّط الكلام عشان عارف شكل مفعوله عليه هيكون ايه: مفيش، طلبوهم ف الشغل، تقريبا تبع قضية مالك و خرجوا مراد بلع ريقه بالعافيه و معرفش يرد ! مش عارف ليه قلبه إتقبض ! مهاب اخد إيده قعدوا: حتى مازن راح معاه .. ده شغل و ان شاء الله راجعين مراد إتكلم بلغبطه: زعّلته قبل ما يخرج ! زعلته يا مهاب مهاب ضغط على إيده كإنه بيشده من دوامه: عادى ده شغلهم يا مراد فى ايه ؟ اما يرجع هتتراضوا انتوا من امتى بتزعلوا يعنى ! و على فكره قالى و انا غلّطته و جيبتهولك..
همسه ردت من غير ما تقصد: ده حتى قال قولوا لابويا إنى مش زعلان منه مراد بصّلها قوى و عينيه زاغت بتعب .. غرام بصتلها و عضت شفايفها و بصت لمراد حاولت تهزر: لا اكسكيوز مى بقا، هو قال قولوله إنى زعلانه حبه اد كدهوو عشان اجى اخد حقهم مراد معرفش حتى يبتسم .. ساكت تماما و عقله عمال يرسمله لقطات غريبه !
مهاب سكت شويه: حتى مازن جه معاه ! و لولا شغلهم كان زمانكم إتراضيتوا مراد حس إنه مش قابل اى كلام ف وقف: انا محتاج افصل شويه يا مهاب مهاب وقف و مسك إيده: مراد مراد ضغط على إيد مهاب قبل ما يسحب إيده: مش دلوقت يا مهاب .. دلوقت محتاج ارتاح شويه همسه بصت لمهاب بأسف و هو باس على راسها: يلا وراه .. متسيبهوش كده خليكى جنبه همسه شاورتله براحه: مرضيش يا مهاب و..
غرام راحت جنبها بهزار و قعدت على حرف كرسيها و حطت دراعها على كتفها: يلا يا سوووسوو بلاش تعملى بالنصايح الكارثيه اللي دايماً بنسمعها إنه في حالة خناقه بين الاتنين "خدوا بريك و إبعدوا عن بعض علشان تهدوا شويه" فالواحده تقفل على نفسها باب اوضتها و الراجل ينزل القهوه يعط..
همسه ضحكت على لهجتها و مراد ضحك غصب عنه و غرام راحت جنب مراد بضحك: يعنى و الله معرفش مين الغبي اللي تخيل في يوم من الأيام إن الست لما تسيبها شويه لوحدها وهي زعلانه هتهدا بقى وتراجع نفسها بعقلانيه و منطق وكدا .. بالعكس دي هتفضل تهري في نفسها و تفتكرلك القديم والجديد وهتفضل تعد للمعركه و تحفظ الكلام اللي هتقولهولك لما ترجع وتذاكر ردودك في خناقات سابقه وتحضر لسيناريوهات التصعيد وما إلى ذلك من تكتيكات حروب الجيل الخامس و طبقاً لبروتوكولات حكماء الحروب الدوليه ...فيما يكون الراجل اللي على القهوه او بيعط نسي أساساً هما إتخانقوا ليه بمنتهى السذاجه و البرود اللي في الدنيا .. نتيجة لكل دا طبعاً الخناقه الحقيقية بتبدأ بعد الهدنه دي وكل دا و عداد النكد بيعد عليكم ..
فالحل بإختصار إنكم اتخانقتوا يبقى تكملوا خناقتكم اللي هي غالباً بتكون عياط الست و بعدين من هنا الراجل بيعرف يلم الدور إزاي .. و كل راجل و له أسلوبه وبكدا يبقى نزلنا بزمن النكد والمشكلة من يومين و ليلة لنص ساعة على الأكثر ..والموضوع إنتهى على خير بدون تطبيق النصيحة الزبالة المذكوره أعلاه دي اشطااا مراد ضحك غصب عنه و مهاب وقف بضحك: هروح دلوقت و الصبح هعدى عليك مشى و غرام بصتلهم و هى طالعه: هطلع انام جنب باربى انهارده بقا..
مراد طلع بصمت غريب اوضته اخد حمام و همسه متابعاه بعينيها لحد ما دخل ف السرير و هى رقدت جنبه و من غير كلام رايحه على حضنه لم دراعه عليه بهدوء .. همسه كشرت و لسه هتبعد راح شاددها عليه و حط راسه هو على صدرها و إنكمش برجليه و ضم جسمه ف حضنها زى العيل الصغير ! همسه إبتسمت و شددت على ضمته اوى بس جواها مدربك اوى ! قلبها مهزوز ! مراد من بين لحظه و التانيه بيغمض عينيه الشارده اوى او بيشدد على مسكته لها اوى كإنه ف زمن غير الزمن و بيحاول يرجع بمسكته لها !
خناقته مع همسه عشان ليليان ! خروج همسه زعلانه لولا إنه منعها ! خناقته مع إبنه عشان اخته ! حتى وجعه لليليان عشان خوفه عليها زى وجعه لها يوم ما إتخانق مع أمها و إتعورت بسببهم عشان بردوا كان خايف عليها ! الليله كلها على بعضها بملامحها كانت قابضه للارواح ! ف مواقفها و احداثها شبه ليله مشئومه ملعونه ف تاريخ علاقاتهم كلهم !
مالك بعد ما وصّل حلم و روفيدا بولادهم ع الكومباوند سابهم و مشى .. مسك موبايله كلم الحراسه اللى سايبها على فهد إتطمن عليه و شدد عليهم يفضلوا معاه خطوه خطوه و قفل .. حس إنه مش كفايه او مقبوض او محتاج يكلم فهد نفسه ف اتصل بيه .. فهد اول ما شاف موبايله إبتسم غصب عنه رغم إنه زعلان من اخر مقابله اما شافهم هو و روفيدا و محدش فيهم طمنه هما كانوا بيتكلموا ف ايه .. خاصة و بعدها روفيدا بِعدت ف إختنق من فكرة إن مالك يكون إتدخل بينهم رغم إنه مش مقتنع بده !
فاق من شروده على موبايله اللى فصل رن ف نفخ بضيق إنه ملحقهوش و قبل ما يرن هو موبايله رن تانى من مالك ف فتح بسرعه .. مالك بغيظ: ايه يا عم المهم مبتردش ليه ؟ فهد برخامه: ع اساس إنك انت اللى بتكلمنى ومبعبركش ؟ مالك رفع حاجبه رغم إنه فهم: انا لسه رانن عليك فهد بغلاسه: و انا برن عليك من كام شهر و مبتردش، دى تشيل دى و تبقى إتعشت يا باشا، ها خالصين !
مالك إبتسم غصب بصوت و سكت كتير و فهد منتظر اى كلمه: خد بالك من نفسك يا فهد فهد إتوتر من لهجته و حاول يهزر: لاء انت تاخد بالك منى، ده شغلك مالك رفع حاجبه بغيظ: هو انا كل ما اقول لحد خد بالك من نفسك يقولى لا انت تاخد بالك منى ! لاء انا مش داده حضرتك ! بطلت رضاعه من زمان انا فهد معرفش يضحك و معرفش ميضحكش ف طلعت ضحكه ملغبطه: و انت قولت لمين غيرى خد بالك من نفسك ؟ و ليه بتقولنا خدوا بالكوا من نفسكوا ؟ و انت رايح فين ؟ و اشمعنى دلوقت ؟
مالك خرج من سلسلة الاسئله اللى جات جرى ورا بعض بنَفس طويل: و لا حاجه،انا بس فهد بجديه: فى ايه يا مالك ؟ فى حاجه و لا ايه ؟ انت كنت تقصد حلم اللى قولتلها كده صح ؟ انت مش معاهم و لا ايه ؟
مالك سكت شويه: اه، لا بس مسافر شغل و مش عارف راجع امتى او راجع و لا فهد قاطعه بفزع: لا بعد الشر ان شاء الله راجع سالم غانم، ان شاء الله مالك سكت شويه و فهد إتكلم بتلقائيه او يمكن قصد عشان يحيى حته من اللى بينهم: ربنا يكفيك شر اللى متطيقش شره مالك اتنفس بصوت عالى: طب هقفل دلوقت، لازم امشى فهد بسرعه: مالك خد بالك منى هاا..
مالك رفع حاجبه و فهد شد ف الملاغيه: لا ماهو انت تاخد بالك من نفسك عشان تعرف ترجع و كده كإنك اخدت بالك مننا كلنا .. و الله احنا من غيرك و لا حاجه ف حط ده قدام عينيك و ارجع بسرعه عشاننا مالك سكت كتير: لا اله الا الله فهد سكت و رد براحه: محمد رسول الله الاتنين بيقفلوا و الاتنين إفتكروا و إتكلموا ف نفس اللحظه .. مالك بسرعه: فهد انا اخدت روفيدا و إبنها عندى ع البيت..
ف نفس اللحظه اللى فهد إتكلم بسرعه: مالك انا هارجع و هنقل العيال مع بعض لحد ما ترجع الاتنين سكتوا و الاتنين إستوعبوا إنهم قالوا نفس الكلام .. مالك إبتسم بتلقائيه و فهد ضحك: انا قصدى إنى خلاص بشطب هنا و هسيب للواد عدى الباقى و انزل مالك: خلّص براحتك انا نقلتهم الكومباوند بالعيال و دلوقت لازم اقفل خلاص وصلت فهد: هى السفريه دى تبع قضية صفوت صح ؟ مالك محبش يتكلم ف تفاصيل ف إختصر: ربنا يسهل المهم حاليا خد بالك من نفسك و متسيبش الحراسه و اما ترجع خد بالك من الولاد يا فهد فهد سكت بقلق و قفلوا و مالك كمل طريقه لشغله ..
ف الاجتماع اللوا صالح قاعد و يونس و مصطفى و مارد و مازن و اللوا ثروت و كذا رتبه و كذا قياده و الكل ما بين متحمس و مترقب .. رئيس الجهاز دخل و الكل إنتبه و قبل اى كلام كان الباب خبط و مالك إستأذن بهدوء و دخل .. امنيه إبتسمت بحماس و غمزتله و هو إبتسم بالعافيه و قعد .. اللوا صالح بصّلها بعتاب: ده اتفاقنا ؟
امنيه ببرود: احنا اتفقنا على ايه ؟ اتفقنا فى اجتماع للقضيه و الكل يجى و جيت ابوها كتم غيظه و همسلها: جاتلنا تعليمات مباشره بمشاركة اكتر من قياده ف العمليه عشان الاستاذ بقاله اسبوعين مختفى، ده غير الليله كبيره و محتاجه تركيز امنيه ببرود: و مين قالك إنه مش مركز ؟ مالك كان متابعهم بغيظ و متجاهلهم ببرود ف نفس الوقت ..
اللوا صالح بصّله بغيظ و مالك كعمش وشه و هو بيرفع إيده بالقلم كإنه بيحيّه .. قاطعهم صوت رئيس الجهاز اللى إبتدى يعرض الموضوع بشكل مفصّل قدام الكل و فتح باب النقاش عشان يدى الكل عِلم بكل تفاصيل الموضوع .. مديرالمخابرات: طبعا احنا كنا سايبين صفوت عشان يجى المرادى و يجيب اللى وراه .. عشان لو صفوت وقع لوحده هيبقى عامل زى الفرع اللى قطعناه و سيبنا الجدر يطرح و ينبّت من تانى !
رئيس الجهاز: الوضع غامض لسه و مش عارفين دى عمليه و لا مجرد تحركات للرجاله و بس و نوعية العمليه اصلا .. و عشان كده انا لجأت لاكتر من قياده و اكتر من مسئول و كل واحد بفريقه .. و عشان مالك مكنش كمل عمليته مع صفوت و حادثته فصلته ف النص ف ملحقناش نحط إيدنا على مركز شغله تحديدا و ده اللى مخلينا بنلف معاه و وراه لحد ما يقع مش مجرد منظمه و هنقتحمها و نقضى عليه .. بس لو صفوت لوحده يبقى خطوه ورا و خلوا عينيكم عليه و.تابعوا تحركاته .. مش مهربينه لوحده عشان يقع لوحده ! يلا ورونى بقا كفائتكم ..
مالك بص ف الملف قدامه و بصّلهم .. رئيس الجهاز: مفيش وقت .. المعلومات اللى قدامك بتقول ان فى رجاله بتستعد تتحرك ف لازم حد يكون وراهم بشكل متمرس و خفى لحد ما يشوف مرساهم و يدى إشاره للكل يخطوا ناحيته مالك بثبات: الجبل اللوا صالح بقلق: بس مالك بهدوء: الجبل ! تحركاتهم بشكل مؤكد هتبقى للجبل سواء عمليه او تجهيز..
يونس إتدخل بقلق: هما متحركين من ساعات قليله و رجالتنا متابعاهم بس غالبا مينفعش هما يكملوا و إلا هيتكشفوا .. لازم احنا او حد منا يبقى مع الرجاله مالك بثقه: انا هتواصل مع الراجل لحد ما اوصلهم مارد: و انا معاك لحد ما نشوف هيستقروا على ايه و نبعت إشاره يونس: يبقى نتحرك من دلوقت مالك بصّله بقلق و يونس سبقه: مصطفى و مازن و امنيه هيجهزوا القوات و يتابعوا معاهم لحد ما توصلهم إشاره مننا، خلينا نتحرك
فهد بعد ما قفل مع مالك فرح من فكرة إنه بالنسبه لمالك لسه الاخ و الإبن الصغير كمان و مهما حصل لسه فى بينهم كتير متمحاش ! حاول يكلم روفيدا كتير بس مبتردش ..
روفيدا مع حلم و مالك سابهم و سافر .. بيحاولوا يتخطوا الحجوزات اللى بينهم او يتجاهلوها بس كلامهم و معاملتهم فيها تحفظ ! روفيدا موبايلها رن ف بصت فيه و إبتسمت بلهفه و رجعت حطته بإحباط .. حلم متابعاها بصمت و مش عايزه تتدخل او مش حابه تفتح حوارات هتفتح معاها جروح كتير توجع !
قامت بهدوء راحت المطبخ و حاولت تشغل نفسها بأى حاجه و بمجرد ما دخلت دموعها نزلت بصمت ورا بعضها بألم لدرجة محستش بالسكينه بتدوس ف صوباعها .. شافت فهد ف مكانها و لأول مره تتعاطف معاه او تحس بالوجع اللى ممكن يكون حاسُه ! ليه مش عايزين يفهموا ! ليه مش حاسين ان اللى بيحب حد بيشوفه فوق ! فوق قوى لدرجة مبيعرفش ف لحظه يشوفه تحت ! مبيتقبلش ده ! بيتصدم !
روفيدا برا موبايلها رن مره بعد مره بس مش عارفه ترد و مش عارفه تقفل و مش عارفه تعمل ايه بالظبط ! محتاجه تسمع فهد و مش قادره تسمعه ! او بشكل اخر محتاجه تسمع حد يعرف يفتح باب عقلها و مفيش انسب من حلم ! مسكت موبايلها بتردد و دخلتلها و شافتها سرحانه بشكل تايه و هى بتقطع عيش شرايح و صوباعها إتعور و الدم تقريبا غرق إيدها و العيش قدامها و هى مش حاسه ! روفيدا إتخضت و راحت عليها: حلم..
حلم مردتش او مسمعتش اصلا و روفيدا كررت تانى بصوت اعلى و هى بتهزها: حلم، حلم حاسبى إيدك حلم مش بترد بس دموعها نزلت بشكل اسرع و روفيدا هزتها قوى كذا مره عشان تنتبه ! حلم لفّت وشها لها بنظره زايغه و مش محدده: انتى ليه مش عايزه ترجعى لفهد ؟ ليه متسامحهوش !
روفيدا هربت من إجابة السؤال اللى هتوجع الاتنين و سحبت السكينه من إيدها و العيش و سحبتها هى كلها من إيدها و راحت ع الحمام و جابت علبة الاسعافات و إبتدت تمسحلها الدم .. روفيدا: جرح سطحى و بسيط و اعتقد مش محتاج خياطه، هيلم بسرعه حلم ردت بصوت ملغبط: لا هو سطحى و لا بسيط و لا هيلم بسرعه و لا هيلم اصلا ! مش هيلم ! روفيدا سكتت و مش عارفه تقول ايه: هياخد وقت بسيط و يلم ! بيوجعك !
حلم ضمت ملامحها بشكل موجع و عيطت: اووى ! بيوجعنى اوى روفيدا سكتت و للحظه دى حلم صعبت عليها ! منظرها و حالتها و كلامها و شكلها الدبلان وجعوها و وجعوها اكتر اما تخيلت فهد ! حلم خرجت بتعب: انا اللى جرحت نفسى ! مكنتش شايفه ف جرحت نفسى ! خرجت و روفيدا حاولت تفتح اى حوار بينهم ف إبتسمت: كنتى هتعملى ايه كده ؟
حلم بخمول: كنت هعمل حاجه ناكلها، ساندوتشات او اى حاجه روفيدا راحت لمت الحاجه و طلعت عيش تانى و حاجات من التلاجه و إبتدت تجهز: خلاص انا هعمل انا جعانه اصلا حلم قعدت ع الكرسى قصادها على ترابيزة المطبخ و الاتنين ساكتين من برا و مدوشين اوى من جوه ! حلم شدت من جنبها حاجة السلطه و إبتدت تعمل و إتكلمت من غير ما تبصلها: لسه بتحبيه ؟ روفيدا بصوت ضعيف: اوووى..
حلم إبتسمت بتلقائيه و تخيلت لو دى اجابة مالك ! ياه لو إجابته دى ساعتها ممكن تهد الدنيا و تبنيها من تانى لاجل ترضيه ! روفيدا إلتفتت لها اما توقعت تتكلم و لقتها سكتت و شافتها سرحانه مبتسمه ف فهمتها و إتكلمت من غير ما تحس: اللى بيحب مبيكرهش على فكره يا حلم .. مبيعرفش يكره حتى لو حاول .. بيتصدم .. بيتوجع .. بيضعف .. لكن ميكرهش .. حتى لو كره ف بيكره ضعفه و حالته اللى بقا فيها لكن الطرف التانى لاء حلم بصتلها بأمل بسيط بينور قدامها: تفتكرى ؟
روفيدا كانت هتقول حاجه و سكتت عنها و نظرة الضعف او الامل اللى شافتها ف عيونها خلوها ردت بهزار: ده كلام مالك على فكره مش كلامى .. صح بقا او غلط الله اعلم حلم بلعت ريقها بأمل: مالك ؟ مالك قالك كده ؟ امتى ؟ قبل و لا بعد ...
سكتت و معرفتش تكمل و تقول بعد اللى عملته او حتى الحادثه و روفيدا إتخطت وقفتها و كملت بشكل يجاوبها إنه قال كده حتى بعد الحادثه: من قريب .. كان بيحاول يصالحنا على بعض انا و فهد و اما قولتله مبقتش عايزه اشوفه .. مبقتش احس معاه بالامان و خايفه اكون كرهته و رجوعنا يبقى غلط ف قالى انتى حبتيه و اللى يحب مبيكرهش مهما حصل حلم إبتسمت بعيون لمعت ببريق غريب من زمان مطفى ..
روفيدا بحزن: اللى بيحب مبيعرفش يكره فعلا دى حقيقه ! ياريته كمان مبيعرفش يقسى! حلم دموعها نزلت بصمت و روفيدا بصتلها بتصحيح: مش انتى بس اللى قسيتى ! و لا حتى فهد ! كلنا يا حلم ! كلنا قسينا على بعض حلم ردت بصوت موجوع: هقولك حاجه مش هتحسيها غير منى: اللي بيفيض بيه و يجيب اخره ممكن يقول للى معاه لو روحي معاك انا مش عايزها خدها و امشى..
متتعوديش تجيبى اخر اللى قدامك و تقعدى تشد الحبل اللى رابط بينكم ..كل واحد و ليه طاقه، ممكن اللى قدامك ف لحظه طاقته تخلص و انتى عمال تشدى و ضامنه وجوده .. يقوم يصدمك و يتعب و يسبلك الحبل خالص .. و تقومى واقعه ع جدور رقبتك و ده تخليص ربك مش اكتر .. خاصة لو ملهوش غيرك: بس ساعات القسوه بتعلّم..
حلم إفتكرت قسوتها على مالك يوم ما سابته و بعدت عشان يتكلم ! عشان لو غلط زى ما كانت شاكه يرجع ! يرجع حتى لو متكلمش: كترتها غلط و عدمها بردوا غلط و بين الغلط و الصح خيط رفيع لو اتقطع كله ببسيح على بعضه روفيدا بصتلها بنظره مختلفه كإنها بتبص لنفسها قدام شويه و للحظه خافت ! هل ممكن فعلا مع قسوتها على فهد بدل ما تعلمه تخسره ! حلم: عارفه ايه مشكلتنا الحقيقيه اللى وصلتنا للنقطه دى انا و مالك ؟ الحادثه الحقيقيه كانت ايه ؟
روفيدا بصتلها بفضول و حلم هزت راسها بوجع: انا احنا الاتنين كان عندنا اماكن كتير جوانا فاضيه و فراغات محتاجه تتسد و مش قابلين بأى حد و خلاص .. لاء كل واحد فينا كان محتاج حد بمواصفات معينه و كل واحد فينا لقى المواصفات دى ف التانى و بمجرد ما لقاها حس بالإرتواء ! و ساعتها إتملّكه خوف مريب من إنه يفقده و يرجع لفراغاته و كرمشة روحه من تانى ! ف قرّبنا ! قرّبنا اووى اووى بشكل خلانا اصطدمنا ببعض !
روفيدا: القرب مش غلطه، ده حلم قاطعتها: لا غلطه ! اما بيزيد عن حده بيبقى غلطه ! اما بيجر وراه عشم مالهوش اول من اخر غلطه ! اما بيلازمه خوف هيستيرى من إنك تفقدى غلطه ! غلطه و غلطه كبيره كمان ! حفظ المسافة في العلاقات زى حفظ المسافة بين العربيات و هى ماشيه ! بتبقى الوقاية الضرورية من المصادمات اللى ف اغلب الاوقات بتبقى مُهلكة للاتنين !
روفيدا قعدت جنبها: قبل ما توصلوا لكده ليه متكلمتوش ! ليه متعاتبتوش مثلا على احساسك إنه مخبى حاجه ! ليه متعاتبتوش على رد فعلك و بُعدك ! حلم عدّت من قدام عينيها بسرعه غريبه لقطات كتير لمالك يوم ما راحلها الشركه و قالها هتندمى و قالها انا متلصم فيكى ! غمضت عيونها اوى كإنها بتحجب الرؤيه او كإنها كانت شايفه المشهد من تانى قدامها بجد .. روفيدا وقفت: انا هحمر البطاطس و...
حلم صوتها إتهز: إتعاتبنا .. إتعاتبنا بس كل واحد كان عتابه فرصه اخيره التانى معرفش يستغلها ! إترجيته الف مره يشاركنى و يفتحلى قلبه و هساعده و عمرى ما هحاسبه و هقف جنبه بس مسمعش ! و إترجانى بدل المره عشره ارجع و افضل جنبه بس انا كمان مسمعتش ! هو خاف ف الاول يسمعلى و انا خوفت ف الاخر و كانت النتيجه اننا لأول مره سككنا تفترق ! معرفناش نتقابل تانى ف نقطه بعد العتاب الاخير ! مرحلة العتاب دي بتكون المرحله قبل الاخيره فـ العلاقة .. الي هو انت وصّلتني لإني اعاتبك و ده طبيعي جداً بس الغلطة الي بعد العتاب دي بتكون أخر غلطه و بعدها كل حاجة بتنتهي ! و احنا إتقابلنا ف النقطه دى من قبل الحادثه يا روفيدا ! إتقابلنا عندها و إفترقنا عندها !
روفيدا بصتلها بصعبانيه و للحظه إفتكرت فهد و هو بيتحايل عليها ترجعله ! قلبها إتقبض: الحقيقه ساعات بتصدم .. بتفصلك عن الواقع .. لكن ده ف الصدمه .. بس الصدمه احيانا بنبقى متوقعينها ف حلم غمضت عيونها بتعب: الحقيقه اما بنسمع عنها او نتخيلها غير ما بنقرب و نعيشها و نتعامل معاها ! صعب ! روفيدا دمعت و حست الكلام اوى او شافته على نفسها: احساس صعب اوى لما تبقى متعلق بحاجه و الف حاجه واقفه بينك و بينها .. بتبقى واقف فى النص ﻻ عارف ترجع زى الاول وتعيش من غيرها وﻻ عارف توصلها !
حلم بصوت مهزوز: عارفه انا ليه سيبت مالك حتى قبل الحادثه ! عشان اهم حاجه ف اى علاقه إنك تفهم كويس اووى الطرف التانى عايزك انت بالذات و ﻻ عايز اى حد و خلاص ! اى حد يملى اماكن فاضيه و يشغل وحده و خلاص ! و انا ف لحظه خانى عقلى و شوفت مالك عايز اى حد و خلاص ! محتاج حد يملى وحدته ! يشغل الفراغ اللى سابه فراق أمه و أبوه و خطيبته و حتى فهد ! شوفته كده اما حسيته بعيد و مصمم يخبى عنى ! اللى بيختار وسط الزحمه غير اللى بياخدك اما مبيلاقيش قدامه غيرك .. لقاك ف طريقه و خلاص و هو خلانى اشوفه كده اما حط بينا حواجز كتير و اسوار و يوم عن يوم كان بيعليها !
كنت عارفه من الاول ان فى حاجه غامضه اه بس كنت متخيله اما نقرب هيدينى ثقته ! هيشاركنى ! مكنتش متخيله ان السور هيبقى و هيعلى كمان و لا كنت متخيلاها بالبشاعه دى و لا هعرفها بالطريقه دى ! و اما حصل حسيت إنه محبنيش ! موثقش فيا ! إنه كان عايز يمتلك حاجه و خلاص تحسسه إنه لسه قادر يكسب ! حتى اما رجع شاف إنى بس عايزه امتلكه و خلاص ! معرفش يشوفه حب او حتى ندم او اعتذار ! شافه امتلاك !
روفيدا إفتكرت كلام مالك و حست إنها محتاجه طاقه عشان تكمل و مفيش غير مالك نفسه اللى ممكن يديها الطاقه دى خاصة اما حست من كلامه وقتها إنه لسه بيحبها بس مجروح ف عادتهولها: و حتى لو امتلاك يا حلم ! ايه المشكله إنه عايز يمتلكك ؟ او هو شايفك عايزه تملكيه ! مش يمكن دى ميزه عندك و هو حاسسها بس كبرياءه مانعه يعترف بيها ! هو حب الامتلاك غلط ؟
عارفه ان مالك قالى ان الحب ايه غير إنك تبقى عايزه تتملّكى من الشخص اللى معاكى جوه العلاقه و تبقى عايزاه ليكى لوحدك ؟ و تحاربى اى حد و اى حاجه ممكن تاخده منك حتى لو كان هو نفسه ! لو سيبتيه لنفسه او غيره حتى لو من باب الثقه يبقى ده مش حب، او ممكن مرحله منه لكن مش قمته و لا جنونه حلم مسحت دموعها براحه و بصتلها بشئ من اللهفه و عينيها بتنطق بإستفهام و إتمنت لو فعلا مالك شايف حبها له كده !
روفيدا هزت راسها: المشكله مش اكتر من عزة نفس و كرامه و كبرياء .. حاجه خارج نطاق الحب على ما اعتقد .. و دى ف إيدك حلم سكتت ببصيص امل خافت نوّر قدامها السكه و رجعت للى بتعمله و روفيدا رجعت للى بتعمله و الاتنين غرقوا ف دوامة افكار غريبه !
ف الجهاز الكل وقف و الاجتماع إتفض بعد ما إتفقوا و مالك و مارد إتحركوا .. دقايق كانوا جهزوا و تابعوا لحد ما وصلوا للرجاله اللى إستقرت فعلا ف الجبل .. مالك إدى مصطفى اشاره و فعلا كل قياده جهزت بالفريق بتاعها و إتجمّعوا و بالفعل اتجهوا للجبل مكان العمليه و رصدوا المكان اللى انتشرت فيه الرجاله و وزعوا نفسهم و اللى يعتبر مدخل لجوه الجبل و ده معناه هيستلموا حاجه ايا كانت ايه هى بس الوضع و الترقب و كمية الرجاله بتقول انها كتيره و غالبا ف نفس العمليه هيتهرّب حاجه بردوا و غالبا ده صفوت و معاه هامر و لو خرج برا البلد يبقى صعب يقع !
مالك و مارد و يونس إدوا اشاره لرجالتهم اللى كانت متابعه الرجاله من الاول ياخدوا خطوات لورا و وزعوهم و استخدموا كاميرات مكبِّره عشان تقرب الرؤيه بالظبط و ابتدوا يستعدوا للمداهمه اللى هتقلب حياة الكل و تبقى نقطة تحول مريبه لكل واحد منهم !