رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل الثالث والعشرون
حلم فتحت عينيها بسرعه كإنها مستنيه تشوفه قدامها و إتفاجأت بمالك فاتح الباب و واقف بيبصلها بترقب .. حلم غمضت بسرعه كإنها عايزه تشوف هو نفس اللى شافته و لا لاء بس معرفتش ف فتحت بضعف و راحت عليه و عقلها بيعيد نفس كلام الفلاشات بس بلسانها: انا محتاجالك يا مالك .. كنت غبيه و غلطت و المفروض اما اغلط تصلّحلى غلطى قبل ما تعاقبنى .. ضعفت للحظه اما فكرت بالشكل ده و المفروض اما اضعف اخد قوتى منك مش اضعف على إيدك و تبعد
مالك بصّلها بتريقه و كتم غيظه: طب ايه هنفضل ف الهندى ده كتير ؟ حلم رفعت وشها له بذهول، ده مش رد ابدا ع كلامها ! مالك كعمش وشه بإستهتار: فيلم هابط و بدل ما تتشد عليه الستار تنهيه تتشد الستار بمانشيت اهبل هابط، طب حتى غيرى الستار عشان تشدى اكتر
مهاب بيكلم همسه عرف منها اللى حصل و راحلهم ع البيت .. مراد نزل بشكل مرهق: مهاب مهاب كان هيسأل عن بنته او حتى مارد بس اما شاف مراد وقف بالكلام و راح عليه بقلق: مراد،مالك فى ايه ؟ مراد إتنهد بصوت ضعيف و سكت .. مهاب مسك إيده و قعد بيه: مالك فى ايه ؟
مراد اتكلم بالعافيه: كويس مهاب: لا مش كويس ! مش كويس ابدا ! فى ايه مالك ؟ مراد ميل راسه بين إيديه بتعب .. مهاب إتنرفز: انت عامل ف نفسك كده ليه ؟ ايه يعنى عيل و راح ؟ مراد رد بتلقائيه: دول اتنين يا مهاب ؟ اتنين ف يوم واحد ؟ ليه ربنا عمل كده ؟
مهاب سكت لحظه و همسه كانت نزلت عليهم ف اتكلمت هى بعفويه: اصل غرام كانت حامل ف تؤم مهاب بص لمراد: و لو ! و لنفترض اتنين ! ايه هتموت نفسك عليهم ! مقطوع منهم النصيب ! تتعب نفسك بالشكل ده ! انت مش شايف نفسك عامل ازاى ! مرد رد بتعب: انا تعبان اوى يا مهاب ! اووى ! تعبان من نفسى ! من خوفى عليهم ! من قلقى على مستقبلهم ! على حياتهم ! انا مبقتش بنام ! كوابيس مبتسبنيش ! انا بقيت اصحى اتطمن انهم موجودين و ارجع انام بس مبنامش ! كل ما بهدى بفتكر شكل حياتى من غيرهم و السنين اللى عيشتها من غيرهم ف برجع لقلقى تانى !
مهاب ضغط على إيده: سيبها على الله ! عمر خوفك ما هيمنع تحصل حاجه ربنا كتبلها تحصل ! مراد إبتسم بالعافيه و سكتوا كتير .. مهاب: امال مازن فين ؟ مشى ؟ مراد هز راسه اه بس وشه زعلان .. مهاب إستغرب: ليه مش معاكم ؟
مراد: ليليان كانت عايزه تبات هنا عشان تعبانه و هو عايز يمشى ف مشى ! مهاب إستغرب و همسه وقفت و بصتله: تعالى اتطمن على بنتك مهاب إبتسم: طالما نايمين سيبيهم يرتاحوا بس اول ما يصحوا كلمينى همسه: حبيبى مفيش مشكله اطلع شوفهم مارد صحى و ابقى تعالى تانى اما يصحوا او حتى خليك معانا مهاب وقف طلع معاها خبطت خبطه خفيفه عليهم و فتحت .. مارد شاورلها بعينيه دخلت و مهاب وراها ..
مارد لسه هيقوم مهاب شاورله يخليه اما شاف غرام نايمه على صدره .. ميل عليهم باسها من خدها و باس راسها و عينيه دمعت ف خرج على طول .. مراد قابله و قبل ما يتكلم مهاب مسح وشه بزعل: هبقى اجيلها تانى مشى و سابهم راح على البيت ..
مازن فضل يلف بعربيته كتير .. كلم محمد و كريم و منى و إتفقوا يسهروا سوا برا .. راحلهم فعلا و إتقابلوا رجاله بس مع بعض و راحوا نايت كليب و سهروا لاخر الليل .. مازن كان بيشرب من غير وعى بكتره و الكل ملاحظ بس محدش رضى يتكلم او يسأله ! لحد ما زاد اوى ف كريم شد منه الكاس بضيق: انت مالك ياض فيك ايه انهارده ؟ انت بتشرب الوسكى زى المايه ليه كده ؟ مازن شد منه الكاس تانى بخنقه: مفيش..
محمد اخد منه الكاس بإصرار و اما مازن صمم ياخده راح حدفه بعيد اتكسر: لاء فى ! اما تبقى مبتشربش خالص و تقلب بالشكل ده يبقى فى ! و اما تبقى متجوز لسه و بتعشق مراتك و المفروض بتعيش اسعد فتره ف الجواز و ف حياتك كلها و تبقى ف حالتك دى يبقى فى ! مازن نفخ و مسك قزازته يصب لقاها فاضيه ف شاور للجرسون يجبله واحده تانيه .. كريم مسك إيده: فى ايه بس لكل ده ؟
مازن بزهق: مفيش ! مفيش حاجه ! مفيييش حااجه خااالص ! خااالص ! سكتوا و هو إتخنق ف سابهم و رجع على بيته بخنقه و قبل ما يدخل حس إنه لاول مره مش عايز ! مش قابل ف لف و راح على مهاب بيتهم .. مهاب وقف بقلق و زعق: انت كنت فين سيادتك كل ده ؟ مبتردش ع الزفت ليه ؟ و ليه سايب اختك ف ظروف زى دى ؟ و ليه مراتك لوحدها ؟ ليه مش معاها ؟ مازن قعد بس شكله سكران و ف نفس الوقت فايق و نفخ ..
مهاب قعد جنبه بقلق: حبيبى مالك ؟ فيك ايه ؟ مازن زعق بصوت مخنوق: هو كل اللى يشوفنى مالك مالك ؟ كنت اشتكيت ؟ مهاب: شكلك اشتكى ! شكلك بيقول فى و فى كتير كمان ! مازن إتخنق: امتى كنت مبسوط عشان تستغربونى متضايق !
مهاب قلق: اهدى بس ! فى ايه ! انا لسه جاى من عند مراد و إستغربت إنك مش هناك و عرفت منه انك كنت هناك و مشيت و إتطمنت عليه و مشيت انا كمان و بكلمك مبتردش.
مازن بسخريه: مش إتطمنت عليه ؟ الله يملهولك بركه بقا مهاب إبتسم بهزار اما شافه بيتريق: هى الحكايه كده ؟ عمل فيك ايه المرادى ؟ مازن بخمول: و لا عمل و لا معملش، معدتش تفرق مهاب كان هيتكلم بهزار بس شاف مازن وشه متغير ف بصله بإهتمام: فى ايه ؟ حصل ايه لكل ده ؟ مازن قعد بتعب: محصلش..
مهاب قعد قصاده بجديه: انت مش شايف الظروف اللى هما فيها ؟ اللى احنا كلنا فيها ؟ ده انا روحتلهم اما عرفت من عمتك و قلبى وجعنى عليهم اكتر من العيال ! اخوها زعلان عشان اللى حصل و ولاده اللى خسرهم قبل ما يشوفهم و اختك مش مبطله عياط ف اكيد لازم تكون جنب اخوها ف وقت زى ده، محتاجلها مازن زعق: و انا تكون جنبى امتى ؟ مش جنبى ليه ما انا محتاجلها مهاب إستغرب إنفعاله اللى لاول مره يشوفه: انت مزودها على فكره، طب اتكلم معاها و..
مازن إندفع بعصبيه: امتى ؟ اتكلم معاها امتى هو انا لاقيها ؟ هى نصها لاخوها و نصها لابوها و اهتمامها بس بيهم ! عايزه تعوض حرمانها منهم لكن انا مفرقش مهاب حاول يهديه ف إبتسم و سكت شويه: خلاص يبقى خليها تعوض حرمانها معاك انت كمان ! خد بريك شويه ع الاقل تهدى و ترجع مجدد طاقتك و هى هتحسك واحشها و تعوض غيابك..
مازن سرح للحظات و شاف نفسه بيغيب بس مقدرش يشوف لهفتها ف دوّر وشه بإنهزام: مش هتفرق مهاب بصّله بحذر: ايه ده اللى مش هيفرق ؟ مازن سكت شويه مخنوق كإنه بيتخانق مع الكلام يطلع: واضح إنى إتسرعت يا بابا ! واضح إنى كان لازم استنى شويه زى ما ابوها كان عايز او استنى خالص مش هتفرق مهاب إتعدل بجديه: ما تتظبط ياد ف كلامك انت إتهبلت و لا ايه ؟ ايه اللى تستنى شويه و تستنى خالص و مش هتفرق و مش فارقه ؟ انت بتتكلم عن واحده جايبها يومين ف محطه ؟ دى مراتك و اللى هتبقى ام عيالك و بنت عمك و لحمك و دمك و اما تبعد هى شويه انت تقرب..
مازن بضيق: مانا دايما بقرب، قربت بس ايه النتيجه ؟ مهاب بحده: قرب تانى و تالت و عاشر لحد ما تحتويها و تملى حياتها .. مش تبعد هى ف تبعد انت .. تشد هى ترخى انت ! فين الحب و شعاراته اللى عندك اما تشد قصاد شدتها و تسيب الحبل يتقطع بينكم ؟
مازن كشر: انت عارف إنى شوفتها متضايقه عشان مسافرتش ؟ و يمكن الله اعلم متضايقه عشان اخوها اللى إتخبط الحادثه و المفروض انا مهاب بصّله بذهول: انت اتجننت و لا ايه ؟ اهو ده اكبر دليل على إنك مزودها ! هتزعل عشان المفروض تتخبط انت مكان اخوها ! ده كلام منطقى ! انت سامع نفسك؟ مازن لسه هيتكلم مهاب قاطعه: بعدين بدل ما تزعل حاول تشوف سبب تانى غيرها ! مش يمكن انت مش مالى عليها حياتها و المشكله عند حضرتك !
مازن لسه هيتكلم مهاب وقف و إتكلم بلهجه حاده: و لا كلمه،انت عبيط و لا ايه ؟ قوم خد دش كده يمكن تفوق و نفض دماغك من الهبل ده عشان متخربش عليك و عليها..
روسيليا راحت تانى يوم تشوف ليليان و تطمن عليها من غير ما تعرف اللى حصل .. همسه إبتسمت بنوم: تعالى ليليان ف اوضتها نايمه،اليوم امبارح كان ملغبط و محدش نام تقريبا الا متأخر روسيليا قلقت: ليليان مالها هى تعبانه و لا ايه؟ امبارح كانت تعبانه اوى و بتدوخ بس مبحسبهاش تعبانه معرفش همسه إستغربت: مفيش حاجه و مش ليليان اللى تعبانه ده مارد و غرام كانوا مسافرين و عملوا حادثه بسيطه الحمد لله روسيليا شهقت بخضه: حبيبى..
همسه إتنهدت بحزن: الحمد لله عدت على خير بس غرام كانت حامل و مفيش نصيب روسيليا دمعت: حبيبتى ربنا يعوضها .. ده انا كنت عايزه اقول ل ليليان تاخد بالها .. بقالها يومين مدروخه و مش عاجبانى ف قولت ممكن فيها حاجه همسه إبتسمت اما إفتكرت شكلها: ااه تصدقى .. غالبا كده عشان امبارح ملطلتش عياط من ساعة اللى حصل لغرام روسيليا بإحراج: طب هى صاحيه و لا اجيلها اما تصحى ؟ شكلكوا مصحتوش لسه و..
همسه رفعت حاجبها و إتلفتت حواليها ملقتش غير مخده ف حدفتها عليها و مشيت: تصدقى عندك حق، يلا يا جزمه روسيليا ضحكت بإحراج و طلعت وراها عند اوضة ليليان و همسه شاورتلها: هتطمن على غرام و اجيلكم نفطر سوا
روسيليا خبطت و دخلت الاوضه و ليليان كانت نايمه .. روسيليا قربت باست راسها و لاحظتها عرقانه و بتنهج، لسه بتفكر ترجع لمحت ع الكومدو جنبها شنطة علاج .. بصتلها قوى و شافت فيها علاج غريب و منهم علبة دوا مسكتها و بصتلها قوى بحذر .. ليليان كانت بتفتّح و حاولت تبتسم: ماما روسيليا حطتها بهدوء و راحت عليها بلهفه حضنتها: حبييتى عامله ايه ؟ ليليان قعدت نص واحده بس شكلها مرهق: كويسه الحمد لله..
روسيليا مش مقتنعه: امال شكلك ماله كده ؟ تعبانه و لا ايه ؟ ليليان إرتبكت: فى ايه انتى هتعملى زى مازن ؟ اقوله كويسه يقولى مالك روسيليا إستغربت: مازن ؟ هو رجع ؟ ليليان ضحكت: قصدك هو سافر اصلا ! ماهو مسافرش و مارد كان مسافر مكانه بس الحادثه منعته روسيليا بإستغراب: طب هو فين ؟
ليليان هنا هى اللى إستغربت: يعنى ايه هو فين ؟ هو مباتش عندك ف البيت و لا ايه ؟ روسيليا بصتلها بعتاب: انتى متعرفيش جوزك بايت فين و لا بيعمل ايه ؟ ليليان حاولت تهزر: ايه يا روسى انتى بتسلطينى عليه ؟ قلبتى عليه بسرعه كده ؟
روسيليا وضحت: انا عمرى ما اقلب ع مازن بالذات و انتى عارفه .. هو معلهوش لوم انتى اللى عليكى .. مسافرش و رجع و اول ما رجع كان عليكى يبقى المفروض معاه او ع الاقل عارفه بايت فين .. سافر تانى و لا لاء .. زعل و لا لاء ! مش قاعده تخمنى ليليان لاول مره تقتنع ف سكتت: خلاص هقوم اخد حمام و اكلمه قامت و روسيليا وقّفتها بكلامها: ايه ده يا ليليان ؟ ليليان بصتلها لقتها بتشاور بعينيها ع شنطة العلاج ف إتوترت و راحت عليها اخدتها بلغبطه و حطتها على حرف ترابيزه بعيد: دى .. دى علاج، علاجى خلص و، و جيبته..
روسيليا راحت ع الشنطه فتحتها و مسكت علبة برشام منها: علاج ايه ده ؟ ليليان إتلغبطت: ده .. ده روسيليا بحذر: ده برشام وقف نزيف و مضادات حيويه، لإيه ده ؟ همسه كانت رايحه عليهم و هتدخل سمعت سؤال روسيليا عن الشنطه و عشان شافتها مع ليليان امبارح وقفت بتلقائيه تسمعها..
ليليان بلعت ريقها و روسيليا عينيها راحت على علبه متبقيه ف الشنطه بذهول: ده منع حمل ! انتى بتاخديه يا ليليان ؟
ليليان قالت اول رد جه عبالها: ده مؤقتا بس لحد ما اظبط علاج القلب بتاعى بشكل يناسب يكون فى حمل روسيليا حاولت تقنع نفسها بردها بس مش عارفه: و مازن عارف ؟ ليليان هزت راسها بعشوائيه اه و لاء من غير ما ترد..
روسيليا وشها إتغير و بصت للعلاج تانى: العلاج ده بتاع وقف النزيف و المسكنات و المضادات انتى متهيألى كنتى بتاخديها و انتى والده المره اللى فاتت ليليان شدت من إيدها العلاج و حطته ف الشنطه بلغبطه و هى بتحاول تغطى ع الموقف: اديكى قولتى متهيألك، اكيد لاء،ايه ده هولد من وراكم ؟
همسه هنا فتحت الباب و دخلت و بصت ل ليليان بترقب و قبل ما تتكلم ليليان إنسحبت: هاخد حمام بقا و اطلعلكم، عشان عايزه اتطمن على مراد و غرام
حلم مع مالك سابها و خرج من الحمام و هى خرجت وراه زى التايهه .. شدته وقّفته و هو وقف بنفاذ صبر: نعمم، ايه قررتى تغيرى الحوار ؟ و الله يكون احسن عشان بقا ممل حلم زعقت: انا .. انا مش عارفه فى ايه .. مش عارفه حصل ايه .. مش عارفه مالى و مش عارفه مالك مالك اخد نَفس ورا نَفس بصوت عالى و هو بيلف وشه حواليه و اما معرفش ياخد رد فعل خبط إيده بحده جات ع البوفيه حنبه و المرايه إتكسرت ..
الحركه بدل ما تطلع غضبه تهديه شعللته .. المشهد رسم قدامه ذكرى لا وقتها و لا ظروفها ف كانت زى عود الكبريت اللى إتشط ف مكان غرقان جاز .. حلم لسه هتنطق شدها من دراعها: انا كنت صابر عليكى بس عشان ولادك .. بس طالما إختارتى تبقى كده يبقى متلوميش غيرك حلم صوتها إترعش: صابر عليكى بس عشان ولادك ؟ يعنى هما مش ولادك و لا ولادى انا بس و لا ولاد مين !
مالك إتنرفز: ابعدى بعيد عن الزفته اللى كل ما تروحيلها تسوقك وراها زى الهابله و الاخر تتقفى على وشك عشان انا صبرى بيخلص حلم عادت سؤالها بشكل تانى: انت صابر عليا بس عشان عيالى؟ انت،، انت جوزى ؟ و لا اتطلقنا ؟ مالك كعمش وشه بتريقه: كويس إنك فكرتينى، كانت غلطه و معلش عندى انا دى، هتتصلح حاضر حلم بصتله بذهول: غلطة ايه و فكرتك ب ايه ؟ فكرتك نتطلق !
مالك دوّر وشه و هى زعقت: نتطلق ! و اما انت عايزنا ننفصل انا هنا ليه ! و انت هنا ليه ! مع بعض ليه ! ف بيتك ليه ! مالك مش عارف يرد و مش عارف عشان اسألتها ملهاش ف قاموس علاقتهم ترجمه عشان تتجاوب و لا عشان حالتها هى اللى ملهاش ترجمه قدامه ! حلم زعقت و هى مش عارفه تقول ايه ف تهته: ع الاقل .. ع الاقل مش عند اهلى ايه ! مش ف بيت اهلى ايه ! فين ابويا ! و لا انت حابسنى ! و لا .. و لا .. مالك بصلها بنفاذ صبر و شاورلها ع الاوضه ..
حلم بصت لمكان ما شاور و مفهمتش ف رجعت بصتله .. مالك نفخ بنفاذ صبر: هتنزلى كده ؟ حلم بهزيان: انزل فين ؟ مالك ضغط على ملامح وشه كتمها مع انفاسه بالعافيه: انتى مش عايزه تروحى لأهلك ؟ اخلصى و لا هتنزلى كده ؟ حلم بصت ف عينيه قوى و مش مصدقه ان ده جوزها و لا ان ده المفروض حبيبها اللى بمجرد ما تقوله امشى يفتحلها الباب ! مشيت زى الأله لبست اول حاجه قابلتها و خرجتله ..
مالك رفع حاجبه و بيحاول يتنفس بهدوء و شاورلها على راسها .. حلم حطت إيديها على راسها و مفهمتش ! مالك نفخ بغيظ: هتنزلى كده ؟ بشعرك ؟ حلم بتلقائيه: هو انا محجبه ؟ مالك رفع حاجبه و هى دخلت فتحت الدولاب و شافت طرح كتير و شكلها جديد .. معرفتش تفكر بس جابت واحده حطتها ع راسها و لفتها بعشوائيه و خرجت لقت مالك شال ولاده و نزل قدامها ..
متكلمتش و متكلمش و الاتنين كل واحد ف افكاره لحد ما مالك إتفاجئ بنفسه وصل بيت ابوها و هى إتفاجئت بيه وقف و كأن الاتنين محسوش بالوقت ! مالك شاورلها: انزلى حلم راحت بعينيها ع البيت من بعيد و بتلقائيه انكمشت على نفسها و بصتله: انت هتنزل معايا صح ؟ مالك اخد نَفس عنيف سريع: انجزى يا حلم حلم دمعت و جسمها اتهز على صوته رغم إنه كان واطى و مالك نفخ بضيق و من غير كلام نزل و لف فتحلها .. دخل بيها و رن الجرس و حد فتحله ..
حلم لفّت البيت بعينيها .. ازاى بيقول هنا اهلها ! يعنى ده بيت أبوها ! ليه مش حاسه ب ألفه و لا امان هنا ! مالك كان مراقب نظراتها و عقله مقفول تماما ! مش عارف يرجح ده هبل و لا تمثيل و رافض يبقالهم احتمال تالت ! نزلت أمها و حلم بتلقائيه مسكت إيده و غصب عنها قلبها إتقبض او إتخنق و فجأه نور ضرب قدامها زى الفلاش و ظهر لقطات بتعدى بسرعه مخيفه و اصوات و دربكه ! هند بصتلها ببرود: عايزه ايه ؟
حلم مردتش و فضلت بصالها كتير و مش عارفه تنطق ! ليه مش فاكره حاجه ! ليه كل ما تشوف حد تفتكر و تنسى و تنسى و ترجع تفتكر و الفلاشات اللى بتظهرلها دى تبرجلها ! و ايه الفلاشات دى ! و مين دول ! و ايه الصداع ده ! أمها بصتلها بجفا و معرفتش تشوف حالتها او معرفتش تحسها: عايزه ايه يا حلم ؟ انطقى، انا مش قولتلك معدتيش تيجى هنا ؟ انا خيّرتك و انتى اختارتى عايزه ايه دلوقت ؟
حلم صوتها إترعش: خيرتينى ايه و اختارت ايه ؟ ده بيت ابويا المفروض و انا جياله، ابويا فين ؟ أمها رفعت حاجبها بذهول: ابوكى ؟
مازن بات عند مهاب،، صحى الصبح مسك موبايله اول ما فتح و كشر بس ثوانى و تكشيرته غابت و إبتسم اما شاف ليليان بترن،، كان هيفتح بس إتراجع بضيق و ساب الموبايل و قام طول اليوم بيبص ف الموبايل بغيظ مره منه إنه مردش اما رنت و مره منها إنها إكتفت بمحاوله كسد خانه !
كلم غرام يتطمن عليها و عرف إنها رايحه للدكتور بالليل ف لبس و راحلهم .. بمجرد ما راح و شاف همسه بس اللى معاهم إتنهد بإحباط مش عارف عشان كان متوقع يشوف ليليان و مشفهاش و لا عشان كان مستنى ده منها و قصد يعرّف اخته إنه رايح معاها ! مش عارف ! بس كل اللى عارفُه ان العِند دخل بينهم زى الريح و حرّك كل حاجه ف اتجاهات عكسيه ! سلم على غرام بحب و حضنها: حبيبتى حمد الله على سلامتك غرام دمعت و بمجرد ما حضنته عيطت ...
مازن ضمها عليه و لف دراعه حواليها و طبطب عليها .. مارد حاول يهزر عشان تهدى: و الله اختك اللى بتعيط دى عشان العيال بكره هتصوت منهم و هفكرك و ادينى بشهدك اهو من دلوقت مازن إبتسم: ربنا يعوضها،، مش حاجه سهله يا مراد،، اناحاسس بيها على فكره .. انا و غرام كل واحد فينا عاش لوحده و كان مستنى اللى هيشاركه ف وحدته دى .. انا عن نفسى متخيلش اخسر حاجه انا مستنيها عمر بحاله..
همسه إبتسمت بتوتر لمارد و بصتله و حاولت تخرج من الحوار: مارد خد غرام و يلا ادخلوا للدكتوره مارد إستغرب: مش هتدخلى معانا ؟ همسه بصت لمازن و بصتله: هقعد مع مازن شويه عقبال ما تخلصوا مارد فهمها ف اخد غرام و مشى .. غرام حاولت تبتسم: انت بردوا مصمم منقولش لماما ؟
مارد ضمها عليه و باس راسها: لا طبعا ازاى .. هنقولها طبعا بس اما تروقى شويه .. مينفعش اوديكى ليها كده .. اول حاجه هنقلقها و هتتخض عليكى .. انتى مش شايفه نفسك عامله ازاى و الا انتى عامله ف نفسك ايه ! غرام إبتسمت بحب و ضمت إيده اللى حوالين كتفها بصوابعها: و تانى حاجه ؟ مارد إبتسم: و تانى حاجه مينفعش اول مره تتعبى ف بيتى اخدك لأمك و اقولها خدى البضاعه بتاعتك طلعت مضروبه ! مش توكيل هى..
غرام ضحكت غصب عنها اوى ضحكه كانت واحشاه اوى ف ضمها عليه بعشق ف رفعت وشها ف وشه و عيونها راقت بصفا و هو بصلها بحب و اتقابلوا ف لحظة سكون حلوه مارد بوّظها بقصد: طيب نقول تانى مره تالت مره ماشى احدفك عندها للصيانه .. لكن اول مره عييب .. برستيجى يا غراميتو
غرام رفعت حاجبها بغيظ: و الله ؟ مارد كتم ضحكته و هى حاولت تشد دراعها ف ضمها اكتر راحت ضارباه ف رجله برجلها اما كلبش دراعاتها و الاتنين ضحكوا اووى ..
همسه بصت لمازن اللى حاول يهزر: استر يارب همسه ضحكت: لا انا حما نص نص انت عارف مازن ضحك و كشر بسرعه: ربنا يباركلك ف اللى قايم بالواجب همسه حطت إيدها على اول الحوار: طيب و انت هتسيبهاله و لا ايه ؟ مازن سكت بإنهزام: عادى بقا .. !
همسه بصتله قوى لأول مره تشوفه مستسلم كده: ايه هو اللى عادى بالظبط ؟ هى و لا انت و لا اللى بينكم و لا حبكم و لا بيتكم و لا ايه بالظبط ؟ مازن هز راسه ببرود: كل حاجه همسه: ليليان بتحبك .. هى بس لسه جوه دوامة الماضى .. لسه خايفه من الخساره .. لسه معتقده إنها هتصحى ف يوم متلاقيش ابوها مازن رد بسرعه: و انا معنديش اعتراض على فكره ف قربها منكم .. بس الفكره ف انا فين من كل ده .. و للاسف طلعت و لا حاجه .. و لا حاجه من كل ده و ولا حاجه عندها ..
ساعات بحس انى عندها مجرد سد خانه .. حب كانت بتتمناه زى حب ابوها ليكى .. العاشق اللى قعد مستنى حبيبته سنين و بيخلصلها رغم ان مفيش امل ف رجوعها تشوف اخلاصه ده، و اما لقت ده فيا و عرفت إنى كمان كنت مستنيها و بحبها الحب الاعمى ده ف وافقت .. حبت حبى لها مش اكتر .. حبت القصه اللى إتمنتها .. لكن انا لاء..
همسه حاولت تقول حاجه: مازن،ليليان بتحبك و انت عارف و متأكد من ده كويس اوى .. ليليان لو مش بتحبك مكنتش دخلت معاك علاقه ف الوقت ده و بالسرعه دى و هى فشلت قبل كده ف علاقه إنتهت نهايه مأسويه مازن إتنهد بإنكسار: مش يمكن كنت جزء من تعويض الخساره ! يعنى مثلا عايزه تتحب من تانى بدل الحب اللى خسرته ! عايزه تخلف بدل عيالها اللى خسرتهم ! همسه إتلغبطت من سيرة الخلفه و إفتكرت حوار ليليان مع روسيليا و اللى لسه متأكدتش من شكها ..
مازن دور وشه بإحباط: ده حتى مهانش عليها تكلمنى تسألنى هبات فين و لا هرجع اسافر و لا لاء .. و اما كلمتنى الصبح زى تأدية الواجب مره وقفلت .. عادى بقا .. انا اللى إخترت و انا اللى بتحمل اهو .. متشغليش بالك همسه قرّبت قعدت جنبه و مسكت إيده بين إيديها الاتنين: عارف، في مرحله في نص الحب كده إسمها مرحله اللامبالاه هتبص تلاقي نفسك اتغيرت مع حبيبك .. بقي عادي عندك تكلمه زي ماتكلمهوش .. بقي كل كلامكوا ازيك عامل ايه الحمدلله ..عايز حاجه لا شكرا طيب ياله باي..
حتي كلمة حبيبي مش بتقولها .. و اعتقد ده اللى انت و هى وصلتوله خد بالك المرحله دي كدابه اوي ع فكره .. خاف منها لانها لو وسعت منك هتخليك تاخد قرار ممكن تندم عليه بعد كده.. انت لسه بتحبها اوي .. و هى كمان بس كل واحد فيكم متلغبط شويه .. و انا شايفاك بتزهق اهو،، اوعي تستسلم للزهق ده لو بتحبها امسك فيها بإيدك و سنانك مهما كان المطب اللى قدامكم لان لو كل حد فيكم إيده فلتت من التانى ف المرحله دى ممكن ميتعوضش تاني، لاء ده اكيد..
مازن إبتسم و فجأه برّق لها بغيظ: و ما دام انتى اسامه منير ف نفسك كده ما بتعمليش كده ليه مع القادر اللى معاكى ياختى بدل ماهو ماشى ينطح همسه ضحكت قوى: لا عندك .. هو ينطح فيكوا انتوا .. انا لاء مازن ضحك قووى و هى ضحكت معاه: تصدق صعبت عليا ؟ هساعدك مازن باسها من خدها: و ربنا اللى عمته همسه ميغلبش ابداا.
حلم مع امها و مروان دخل من برا و إتفاجئ بيها .. قرب منها بلهفه: لوما، عامله ايه ؟ انتى هنا من بدرى ؟ كويسه صح ؟ انتى بيتكلم و هو رايح عليها و قبل ما يوصلها مالك مسك إيده اللى مقريه منها و شدد عليها بقبضته: إسمها مدام حلم .. تقيله على لسانك يبقى تقول ام ياسين مالك الهجام .. مره تانيه إسمها ميعديش علي لسانك و إلا هيوحشك حلم لفّت وشها لمالك و شافت مشاعر تلقائيه بتلمع ف عينيه ف بصتله بذهول ! ايه المنطق ده !
مروان كز على سنانه بغيظ: و انت مالك قاطعه بحده ناشفه: جوزها ! جوزها و أبو ولادها ! و كلمه زياده هبقى حاجه تانيه مش هتعجبك قبل ما مروان يرد عمها نزل ع صوتهم و إتخطاهم ببرود و خارج و هو بيشاور لمروان بعينيه على برا .. حلم بصتله و معرفتش ترتاحله و امها وقفته و راحت عليه بتوتر: انت رايح فين ؟ ثروت وقف بلامبالاه: انتى و بنتك انا دخلى ايه ؟
حلم بلعت ريقها و بتتحرك بلغبطه لورا خبطت ف مالك وراها ف مسكت فيه: مين دول ؟ انا قولتلك ودينى لاهلى ! بيت ابويا ! مين دول و فين ابويا ؟ مالك بصّلها و بصّلهم و معرفش يرد .. أمها بصت لجوزها بحذر و مفهمتش: بتقول ايه الغبيه دى و ابوها ايه ؟ انت ثروت مسك إيدها و ضغط عليها بشكل خفى بس مالك شافه و بينله إنه شافه .. امها بصتلها بزهق: ابوكى ايه اللى بتسألى عنه ؟ احنا مش هنخلص بقا من الحوار ده ؟ انا قرفت ! حلم بصتلها زى التايهه: قرف ؟
أمها بصت لجوزها و زعقت: ما تنطق ! قول حاجه ثروت كان بيبص لمالك بتفحص و عينيه ف عينيه كإنه بيحاول يوصل لحاجه و ده خلى مالك يبصله بغموض متعمد حتى لو الصوره مشوشه قدامه ! امها زقته و زعقت و هو إنتبه و بصّلها و بص لحلم بحده: بنتك إتهبلت و لا مش عارف مالها ! ساحبه جوزها و جايه تخرف ! روحى شوفيها مالها بعيد عنى انا زهقت من حواراتها !
خرج و سابها بشكل غريب و أمها بصتلها بجفا: انتى ايه اللى جابك تانى ؟ حلم صوت اتهز من الدمعه المحبوسه ف عينيها: مين ده ؟ ده مش أبويا صح ؟ امها إتلغبطت للحظات و بصت على ولادها مع مالك: انا اخر مره جيتى قولتلك لوحدك ! تيجى لوحدك ! تسيبك من القرف ده لو لسه باقيه علينا او عليا حتى ! و انتى رفضتى !
حلم عينيها راحت على ولادها على دراع مالك و بصتلها بذهول: دول، دول عيالى و امها بجمود: من قبل ما يجوا انا خيّرتك و انتى اختارتى راجعه دلوقت ليه ؟ جايه تعيطيلى ليه ! قولتلك هتعيطى و اديكى عيطتى ف روحى بقا عيطى ف حته تانيه ! و الا اقولك روحى عيطيله يمكن يحن عليكى..
حلم هزت راسها بهزيان: انتى مين ! انتى يستحيل تكونى امى ! يستحيل تكونى ام اصلا ! ابويا فين طيب ! امها زقتها بزهق: انا قرفت بقا، الجو ده تعمليه عليه يمكن تصعبى عليه لكن انا و انتى فاهمين اللى فيها ف بلاش عشان مخلكيش تعيطى بجد حلم لفت وشها لمالك بتوهان: عايزه امشى..
امها بصت لمالك بقرف: مشاكلكم بقرفها تحلوها بعيد عنى انا مش عايزه خنقه ! مش عايزه الحوار ده يتكرر و الا هتزعل ! و اوعى تفتكر عشان ما رجعت شغلك و لا طلعت ناصح حبتين و عرفت تستنصح عليهم هتتفرد علينا ! لا انا لسه عند نظرتى فيك و اذا كنت خايفه عليها تبهت عليها او تشدها لتحت ف الحمد لله سحبتها للقاع و دفنتها ف متجيش تتمحك دلوقت و نصيحه اخيره بلاش تاخدها وسيله عشان متاخدكش هى كمان لتحت مالك بصّلها بغموض: وسيله لأيه ؟
امها بصتله بغيظ: هو انت كنت جاى ليه ؟ مالك قبل ما يرد حلم قطعت حوارهم و بصتله: خدنى من هنا ارجوك،ارجووك مالك اخدها و خرج .. اخدها و رجعوا ع البيت .. دخلت بتعب .. مالك عقله بيحاول يحلل كل حاجه بس و لا حاجه راضيه تيجى معاه و كإن كل حاجه معانده معاه ! قطع صوت تفكيره حلم بتعيط و حس إنه بيختنق .. كان موديها عند اهلها اول ما قالتله امشى من باب الوجع .. عايز يوجعها و بس،، يحسسها إنه مش باقى عليه زى ما عملت عشان يدوقها احساسه كان شكله ايه،،
مالك كان ماشى بمبدأ الوجع بالوجع و البادى اظلم بس اللى معملش حسابه هو انه هينوبه من الحب جانب ! حلم نزلت ع الارض بضعف و عيطت ! حاسه إنها بتلف ف دايره مقفوله و ف اللحظه دى داخت و وقعت او تعبت !
مالك ف اللحظه دى كره ضعفها اوى قدامه و كره اكتر ضعفه قدامها و قدام لحظه زى ده و فوق الاتنين كره نفسه من الاحساس اللى مسكه ! شدها وقفها: انتى بتعيطى ليه دلوقت ؟ هاا ؟ قولتى ودينى اهلى وديتك ! قولتى رجّعنى رجّعتلك ! زى ما قولتى اتجوزنى اتجوزتك ! قولتى سيبنى سيبتك ! قولتى حبنى او سيب نفسك تحبنى و حبيتك ! قولتى بكرهك و عملتى اللى تقدرى عليه اللى يخلينى اكرهك و..
وقف بالكلام بعد ما إستوعبه او مقدرش ينطقها ف إتأكد ان الكره كلمه مش ف قاموسه اصلا ! حس إنه زى اللى كان ماشى مغمض و فجأه لبس ف حيطه ف اتوجع و وقف ! مالك اخد نَفس طويل قوى و كتمه و خرّجه مع زعيق: حلمم
حلم عيطت بضعف: و اما انت بتكرهنى اوى كده انا هنا ليه ؟ ف بيتك ليه ؟ و لو ده بيتى يبقى انت اللى هنا ليه ؟ عملتلك ايه اصلا ؟ مالك زعق لمجرد إنه شافها بغبائها بترسم المشهد قدامه: مش فاكره عملتى ايه و لا مش عايزه تفتكرى و لا عايزانى انا اللى إفتكر عشان ف الاخر تنزلى بمشهد انت محتاجلى و انا عايزاك و غلطه و و..
حلم عيطت: انت بتكرهنى ليه كده ؟ بتعاملنى ليه كده ؟ من كلامك المفروض جوزى ! ايه اللى يخلى راجل يعامل مراته كده و يشوفها بتمثل و ميشوفش حتى تعبها ؟ ايه اللى يخلى حد ميحسش بتعب اللى قدامه كده ؟ اللى يخلى راجل يدوس على احساس حبيبته كده ! مالك زعق بإندفاع: احساس ؟ هو انتى بتحسى اصلا ؟ حلم بصتله بذهول و هو زعق اكتر: و لو بتحسى ف الحمد لله انك انتى اللى بنفسك قتلتى احساسى بيكى و ب اى حد و اى حاجه و انتى بتقتلينى ف مترجعيش دلوقت تستغربى انى مش حاسس بيكى..
حلم وقفت بالكلام بذهول و عينيها فتحت اوى ف الولاحاجه بزوغان قدامها: بتقتلينى ؟ انا ؟ انا قتلتك ؟ مالك بصلها بتريقه و لسه بيلف يمشى شدته بحده قدامها: قتلتك ؟ ده اللى هو ازاى يعنى ؟ عفريتك اللى واقف قدامى ؟ مالك بصّلها و غصب عنه إتغاظ و إتجاهل سؤالها و هو ماشى: امشى من وشى دلوقت..
حلم راحت تشده و اما معرفتش وقفت قدامه: لا معلش انا محتاجه اعرف و لا انت بترمى اتهامات و خلاص ؟ و لا مستغل حالتى اللى لحد دلوقت مش فاهماها و مش فاهمه انت ازاى مثلا متصرفتش ! ع الاقل مخدتنيش لدكتور تشوف مالك قصد يسيب نص الجمله الاولانى معلق و إتريق ع النص التانى: عشان عارف اسلوبك ! مش بقولك مشكلتك إنى عارف اولك فين و اخرك فين ! و مع ذلك صدقتك زى الاهبل و اخدتك حلم بصتله بحذر مش عارفه تبلع ريقها: و بعدين ؟
مالك إتخطاها و مشى: قولتلك امشى من وشى ! مش عارف ليه بتصممى تجيبى اخرى ! حلم زعقت لمجرد بيتهمها إنها بتجيب اخره و هى مش عارفه تجيب اخر الكلام بس منه: انت كذاب على فكره،قتل ايه و زفت ايه ! انا يستحيل اعمل كده مالك زعق: لاء عملتى مالك بعصبيه: لاء عملتى حلم حاولت تثبّت صوتها: يستحيل..
مالك زعق: عملتى حلم هزت راسها بعصبيه: يستحيل مالك بصوت اعلى من غضبه: عملتى حلم صوتها طلع زى الكهربا: يستحيييل مالك زعق بشكل هزها هى مش بس ثقتها: لاء عملتى، عملتى و صدمتى فيكى وقتها و اللى لسه انا فيها لحد دلوقت كانت شبه صدمتك دى دلوقت حلم صوتها إترعش لدرجة معرفتش تكمل الجمله اللى مبدأتهاش اصلا ! مالك بينهج و انفاسه العاليه ورا بعضها بدون هدنه !
حلم بتهز راسها بهيستريا: يستحيل مالك هرب بوشه كله بعيد و حلم صوتها إترعش: و انت عملت ايه خلانى... مالك بينهج و انفاسه العاليه ورا بعضها بدون هدنه: صدمتينى ! صدمتينى فيكى شبه صدمتك دى ف نفسك ! كان كل ذنبى انى خوفت عليكى ! خوفت اخسرك زى ما خسرت كل حاجه ! خوفت ارجع لوحدى و انتى استغليتى ده..
حلم بتهز راسها بلغبطه و مش عارفه حتى تتخيل المشهد ! حبيب مين اللى يقتل روحه ! مالك بصّلها بجفا: عارفه بس الحاجه الوحيده اللى بحمد ربنا عليها إنه خلانى عايش و انقذنى منك .. مش عشان الموت لاء .. بس عشان بيقولوا القاتل و المقتول بيتقابلوا قدام ربنا عشان يرد الحقوق ... و انا مكنتش عايز اشوفك ف الدنيا اللى مسيرها هتخلص ف ما بالك بالاخره !
حلم جملته وجعتها اوى،، اووى اوى بشكل مميت،، ايه الوجع ده ! فضلت تهز راسها بجنون زى التايهه و هى بترجع لورا لحد ما خبطت ف البوفيه و نزلت بقية المرايه اللى عملت صوت مرعب و هى بتنزل فتافيت قدامها، مع نزلتها ظهرت فلاشات معاها بتظهر و تختفى بسرعة ثوانى و مبتلحقش حتى تلمحها و ده زغلل عينيها او عقلها، كل ده كان ضغط على عقلها اللى فقدت اخر سيطرتها عليه .. ف لحظة اندفاع شدت المفرش من ع البوفيه نزلت كل القزاز اللى عليه ع الارض فتافيت !
شالت كل الفازات و فضلت تحدّف فيها بهزيان تتكسر فتافيت ! كل التحف ! بتزق كل ترابيزه او كرسى او اى حاجه تقابلها توقعها ! راحت على رخامة المطبخ المفتوحه ع الصاله زقت كل اللى عليها مره واحده نزلته ع الارض ..
مالك كان متابعها و حاسس إنه عايز يسيبها تخرّج الطاقه السلبيه دى و بيحاول يقنع نفسه ان ده غرضه او ده الصح مثلا و حته جواه تانيه عايزه ترضى قلبه و تشوف و توريله ممكن صدمتها دى ف نفسها توصّلها لحد فين ! إتصدمت فيه أذته طب دلوقت إتصدمت ف نفسها ف ممكن تعمل ايه ! ف شروده عينيه راحت عليها وقفت فجأه بتنهج و شدت سكينه من جنبها ع ترابيزة المطبخ و بتقرب بيها من نفسها هنا مالك معرفش يستنى تانى بعيد .. لعن نفسه و هو بيتحرك ناحيتها و مش عارف وصلها ازاى ..
مالك بمجرد ما وصلها قبل ما يقرب بعدت هى لورا بهزيان: ابعد عنى مالك بحذر: حلم،، حلم اهدى حلم بصوت مبحوح بينهج: بقولك ابعد عنى، ابعد مالك غصب عنه صوت إترعش ببحه: اهدى عشان خاطرى،و حياتى عندك، و حياة عيالنا، و حياة اللى بينا حلم بتهز راسها بعنف و دموعها الكتير اللى نزلت قفلت عيونها غصب عنها: انا خاينه !
مالك هز راسها بسرعه برعب غريب: لالا حلم دموعها مغطيه ملامحها بشكل مريب: كنت اقبل اى حاجه إلا انى اكون ... اكون ... ابقى خاينه ! مالك بيهز راسه لاء لاء و حاول يقرب مش عارف بيشغل عقلها عايز يفصله عن التفكير حاليا او عايز يفوّقه ! مش عارف ! حلم مصدومه حاليا و ممكن صدمتها ... وقف بتفكيره بشكل مستنكر بيلعن غبائه ! ازاى فكر يختبرها و يشوف تأثير الصدمه عليها مره تانيه ! ازاى يستغل حالتها و يصدمها ف نفسها عشان يشوف رد فعلها كان كره و لا صدمه ! إتفزع اما شافها بتلف حوالين نفسها بالسكينه ف إيدها و مفتّحه إيديها قوى و عيونها كمان: خاينه ! انت متخيل ! انا !
مالك بيقرب بحذر: حقك عليا ! انتى مش ... انتى مش فاهمه حاجه ! مش كده ! الحكايه مش كده ! حلم عيطت: لاء و مش اى خيانه، ده خيانة روح ! خيانة عهود ! خيانة ثقه ! انا استحليت دم ! مش ده كلامك ! مالك هز راسها بسرعه برعب غريب: لالا، مش كده، مفهمتيش، اناا حلم بصوت متعب اوى: انا قتلت ! و مش هسآلك ايه اللى يخلى حبيب يقتل روحه او يخنقها عشان مفيش ! مفيييش
مالك بضعف لأول مره يشوف للحكايه وجه تانى ! لاول مره يلف الدايره و يشوف الامور بعينيها !
حلم مش سامعاه ! مش شايفاه ! ردت بصوت زى المتكهرب من رعشته: من الاول و انا كان نفسى اسآلك ايه اللى يخلى حبيب يقتل روحه او يخنقها عشان تحط نفسك مكانى او تشوف الحكايه من ناحيتى ! بس خلاص مش عايزه ! انا خلاص هاشوف بنفسى ازاى حد ممكن يدبح روحه بالشكل ده يمكن ساعتها تعرف انت السبب
مالك ملحقش يستوعب جملتها كانت رفعت السكينه على صدرها و من غير لحظة تردد واحده غرزتها اوى و إتكت كإنها عايزه توصّلها للحته اللى واجعاها: كفاايه مالك عقله مش قابل يحلل المشهد قدامه ف مش عارف لا يسعفه و لا يسعفها و ده ملجّمه تماما .. حلم شافته بالهدوء ده و كان هدوئه قدام وجعها اقوى من ضربة السكينه !
رفعت السكينه من صدرها و غرزتها تانى بشكل رغم ضعفها بعد الضربه إلا انها كان اقوى من الاول: كفاايه، و الله العظيم كفايه مالك كإن الضربه التانيه جات عشان يتأكد إنه مش بيحلم مثلا او بيتهيأله ! فتّح عينيه قوى و هو بيهز دماغه بإستنكار و مشهد واحد اللى بيروح و يجى قدام عينيه و مش عارف المشهد ده عقله اللى رسمه قدامه عشان يقنعه ان مفيش اغلى من الروح و اهى ممكن تهون على صحابها ف وقت صدمه، و لا قلبه اللى رسمهوله عشان يقوله محدش بيكره نفسه و اهى بردوا بتأذيها ف جنون صدمه يبقى اذيتك مكنتش كره !
بمجرد ما عقله و قلبه إتقابلوا ف نقطه إتنفض بذعر كإنه بيفوق على حقيقه واحده قدامه،،، هو قد خساره زى دى ! إتنفض و بيحاول يقرب كانت زى ما تكون ماسورة دم و انفجرت و نزلت ع الارض !
مالك إتحدف عليها .. نزل ع الارض بعد ما قوته خانته و راح المسافه اللى بينهم سحف لحد ما وصلها .. حاول يرفع راسها بس دم من صدرها و رقبتها اندفع ف وشه كإن روحها بتستنجد بعقله يسعفها ك اخر امل لها .. رفع راسها على صدره و هى رفعت وشها و بمجرد ما ضمها ظهرت فلاشات كتير قدامها لها مره ع البحر و مره بفستان الفرح و مره ف السرير و مره ف حضنه و مره هو اللى ف حضنها و بين كل لقطه و اللى وراها بتنزل دمعه بلون إبتسامه غريبه لحد ما فتحت عيونها اوى بذهول: ماالك،، م.. مممالك،، مااالك الحقنى الحقنى مالك معرفش يتكلم من صوته اللى إتحبس بدموع متكتفه ..
حلم بتوهان بيسحبها من اللى هى فيه: مكنتش،، مكنتش عايزاك زى ابويا،، مكنتش شايفاك انت،، كنت شايفاه فيك ف مكنتش عايزه اشوفك فيه مالك مفهمش او معرفش يفكر عشان يفهم و هى بعيون بتغرّب و تفتح و تغمض رفعت وشها له من على صدره و هو ميل وشه سنده على وشها و نطقت بصوت ضعيف: انا اللى ما صدقت اتلصم فيك عشان اعرف اعيش، اوعى تسيبنى...
رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل الرابع والعشرون
حلم فتحت عيونها اوى بذهول كإنها بتفوق مش بتتوه: ماالك،، م.. مممالك،، مااالك الحقنى الحقنى مالك معرفش يتكلم من صوته اللى إتحبس بدموع متكتفه .. حلم بتوهان بيسحبها من اللى هى فيه: مكنتش،، مكنتش عايزاك زى ابويا،، مكنتش شايفاك انت،، كنت شايفاه فيك ف مكنتش عايزه اشوفك فيه مالك مفهمش او معرفش يفكر عشان يفهم و هى بعيون بتغرّب و تفتح و تغمض رفعت وشها له من على صدره و هو ميل وشه سنده على وشها و نطقت بصوت ضعيف: انا اللى ما صدقت اتلصم فيك عشان اعرف اعيش، اوعى تسيبنى..
ثوانى و كانت إنسحبت لضلمه ملهاش اول من اخر و عالم ساكت مفهوش وعى و لا صوت و لا حد غيرها ! مالك قعد ثوانى و بدل ماهو اللى يستنجد بعقله عقله هو اللى بيحاول يستنجد بيه يتحرك .. و اما الصمت غطى ع الموقف كإنه بيرسم النهايه بالغرابه دى عقله لجئ لاخر حيله و إبتدى يرسمله حياته من قبلها و من بعدها و هى مش ف الاتنين كانت عامله ازاى !
مالك وقف و بيتلفت حواليه بزوغان مش عارف نفسه بيدوّر على ايه ! عايز يفوق مش عارف ! مسك دماغه بعصبيه و بيحرّكها بعنف و هو بيتحرك مع حركته لحد ما خبط ف حيطه وراه ! سند كفوفه عليها و سند راسه بخبط إبتدى خفيف و بيزيد بحده لحد ما بقا دب ع الحيط: غبى، غبى ! رن الموبايل اسعفه ف راح عليه و فتح من غير ما يبص: حلم، حلم بتموت، بتموت ميرنا إتغاظت و معرفتش ترد او إندفعت: ما تغور بقا، هى لسه عندك ؟
مالك قفل السكه و حدف الموبايل .. راح على حلم و ميّل شالها و نزل بيها جرى اخدها ع المستشفى .. اخدوها منه و دقايق و حوّلوها ع العمليات و وقف يستناها و لا عقله و لا قلبه راحمينه ..
روفيدا مع إبنها ف البيت قاعده بشرود .. كلام مالك بيتردد من وقت للتانى على عقلها بس مش عارف يتفتحله .. أبوها دخل عليها و إبتسم لمالك الصغير و اما لقاها مش معاه و مخدتش بالها حتى من وجوده محبش يضغطها و فضل يلاغى مالك لحد ما هى إنتبهت من ضحكة مالك اللى عليت ..
روفيدا بصت وراها بلهفه او خضه: فهههد أبوها ضحك غصب عنه: كنت عايز اقولك مين اللى واخد عقلك كده بس اهو بان، ملهوش لازمه بقا السؤال روفيدا إبتسمت بإحراج: لا مش كده .. بس اصل فهد هو اللى بيعمله الحركه دى و على طول بيجى بالطريقه دى و مبخدش بالى أبوها: ده وقت ما كان بيجى..
روفيدا دورت وشها و غصب عنها دمعت اما إفتكرت إنه فعلا مجاش من اخر مره شافته ف الكافيه بعد مقابلة مالك: براحته، ريّح و استريح أبوها قعد جنبها بهدوء: انتى على طول مش واخده بالك منه يا روفيدا روفيدا بصتله بذهول: انا كنت معاه و جنبه بس هو اللى خان ثقتى فيه لابعد حد و ارجوك اوعى تقولى زى مالك ان دى حاجه ماليش فيها .. مانا لو محستش بالامان مع جوزى و حبيبى و ابو إبنى هحسه فين و مع مين !
أبوها سابها تطلّع اللى جواها و بيسمعها بهدوء: و انا مش هقولك كده و لا هدافع عنه .. بالعكس هقولك عندك حق نوعا ما و حاططلك اعذار كتير كمان .. بس قوليلى الاول مالك قالك الكلام ده امتى ؟ كلمك امتى ؟ روفيدا إتحرجت عشان مقالتش من وقتها مش عارفه عشان محدش يضغط عليها و هى كانت محتاجه تفكر بهدوء ف كلامه و لا عشان مش عايزه حد يناقشها ف كلامه و تضطر تفكر !
أبوها لاحظ سكوتها اللى طوّل: ايا كان، بس هو عنده حق هو كمان روفيدا: هو كان عايز يتطمن على مالك و يشوفه و كلمنى إتقابلنا أبوها إبتسم: كنت متوقع إنه هيعمل كده روفيدا إستغربت: هو كلمك ؟
أبوها إبتسم: اه و سألنى عنكم و إديته فكره مش اكتر .. بس من الواضح شكله ظابط شاطر اهو عرف يخليكى تفكرى روفيدا دوّرت وشها: لا ابدا، انا بس صعبان عليا مالك مش اكتر أبوها: الكبير و لا الصغير ؟ بس عارفه، هو كمان صعبان عليه فهد و إلا مكنش إتدخل بينكم و حاول يصلّح..
روفيدا كشرت: بغض النظر عن إنى كنت اقصد صعبان عليا إبنى إنه هيدفع تمن غلطة أبوه و غلطتى قبله ف اختيارى له .. بس مالك الكبير لو حاول يتدخل و يصلح زى ما بتقول ف ده مش عشان ده صح .. هو بس بيعمل اللى المفروض يتعمل .. اللى لسه شايفُه واجبه ناحية فهد لحد دلوقت مش اكتر أبوها بصّلها بهدوء: فهد كان محروم من أبوه و كان حاطط مالك مكانه قلبا و قالبا ف متخيلش لحظه يتصدم فيه كده و زى ما خسارة أبوه كسرته و خلته يعمل من مالك برواز مينفعش يتكسر خسارته ف مالك كمان كسرته..
روفيدا لسه هترد أبوها سبقها: ف اوعى تحطى إبنك ف نفس الموقف و تحرميه من أبوه عشان حرمان الاب بالذات بيكسر الضهر روفيدا سكتت بحيره زى الصراع بين عقلها و قلبها و أبوها إتدخل يشدها من تفكيرها: خدى وقتك بس حاولى توازنى اطراف الحكايه بين عقلك و قلبك متسيبيش كفه تميل عشان قرارك ميبقاش بحت و ده اللى هيتعبك اكتر من اللى حصل نفسه روفيدا سكتت و أبوها إنسحب يمشى بس وقف على موبايلها اللى رن ..
روفيدا بصت فيه و اخدت نَفس بلهفه و غصب عنها خرّجت نَفسها بخمول: ده مالك أبوها إبتسم: طب مش هتردى ؟ روفيدا هزت راسها و هى بتفتح: صباح النور يا ابو ياسين
مالك كان ف المستشفى قدام العمليات مستنى حلم تخرج او اى حد يطمنه بس مفيش .. صبره بيخلص و بيجيب اخر طاقته لحد ما راح على باب العمليات و فتحه و إتجمد مكانه من المنظر .. حلم راقده و صدرها برقبتها مفتوحين و الدم بيندفع بكثافه غريبه و بيحاولوا يوقّفوه ! مالك رجع لورا خطواته اللى اخدها لجوه و سند ضهره ع الحيطه بتعب .. مش عارف ليه كل ده بيحصل !
فضل الوضع كده ساعات لحد ما دكتور رياض خرجله .. مالك بصّله بحذر: انتى هتطمنى صح ؟ الدكتور إبتسم بإرهاق: العمليه كانت غريبه و صعبه بس الحمد لله عدت مالك بلع ريقه بالعافيه: يعنى ايه غريبه و يعنى ايه صعبه و يعنى ايه عدت ؟ مش، مش فاهم..
دكتور رياض مشى معاه: قصدى صعبه عشان الطعنات كانت كتيره و عميقه اوى و متثبته يمكن لاقصى حد و ده اللى مخلينى بقولك غريبه .. ده مش مجرد ضربه و لا اتنين و لا حتى ضرب و خلاص ! ده ضرب بإصرار من حد مصمم مستخدم اقصى طاقته يقضى على اخر طاقه لها ! سواء هى او حد اللى ضربها مالك بصّله و معرفش ينطق و الدكتور هز راسه بفهم: بنسبه كبيره قبل ما افهم منك دى محاولة انتحار صح ؟ مالك كإنه للحظه بيفوق و همس: انتحار !
دكتور رياض: صحيح لسه متحققناش و لا اتحقق ف الموضوع لكن واضح جدا .. زاوية الضربه اللى اتغرزت منها السكينه يستحيل تيجى من حد قصادها او حتى جنبها ! الضربه كانت عشوائيه و ملغبطه و ده مستحيل يكون غير من زاويتها هى بس مالك غمض عينيه كإن المشهد بيترسم قدامه من تانى ..
دكتور: اكيد عارف اننا ف الحالات المشتبهه زى كده المستشفى بتبلغ .. بس انا لسه مدتش تقرير مفصل عن حاله، ف ناوى على ايه مالك هز راسه و سكت و لاول مره يحس بالشلل لدرجة حرّك رجله بعفويه: المهم هى، هى عامله ايه ؟ دكتور رياض: جسميا كويسه، قدرنا نلحق الموضوع خاصة مع حالة الضعف اللى هى فيها اللى برغم إنها صعّبتها علينا عشان ضعيفه و شكلها تعبان إلا ان الضعف ده ساعدنا ان لو هى اللى عملت ده ف نفسها يبقى لو كانت حالتها كويسه كانت السكينه وصلت لمنطقه خطر و يمكن كانت متلحقتش..
مالك إتخض لمجرد إتخيل ده و غمض عينيه اللى دمعت: و هى لو حالتها كانت كويسه كان كل ده حصل ! الدكتور هز راسه و هو ماشى: شويه و هتتحول ع الرعايه و اما تفوق تقدر تطمن عليها .. بس حاليا لو الدنيا عادى يبقى شويه و حد هيجى عشان التحقيق و اكيد هيحتاج اقوالك لحد ما تفوق هى مالك هز راسه و بعد ما إتحرك وقّفه بتوتر: عايز كشف كامل عنها، مفصل..
دكتور رياض سكت شويه: عن ايه بالظبط ؟ مالك معرفش بترجمهاله او محبش يسبق اللى جاى: عن اى حاجه ! حالتها الصحيه ! النفسيه ! و الاهم عايز دكتور مخ و اعصاب يشوفها .. بس حابب الموضوع شخصى و سرى .. هى كانت اعصابها بايظه و ده كان وليد لحظة تهور مش اكتر..
دكتور رياض بصّله شويه و إبتسم: حاضر، هشوفلك حد تبعى و التقرير هيجيلك انت حتى لو إتحقق ف الموضوع و كده .. عندك حق بلاش شوشره .. بعدين انت لك مكانتك و شغلك و ده شئ حساس لوضعك..
مالك هز راسه و الدكتور مشى .. فضل واقف و دماغه عماله تعمله فلاش للمشهد قدامه من تانى و بمجرد ما يخلص يتعاد و يتكرر بالتصوير البطئ ! ف وسط كل ده إفتكر ولاده و إنه سابهم ف البيت لوحدهم لحظة اللى حصل ! ازاى مجوش على باله وقتها ! ازاى مجوش على باله اصلا من الاول ! و ازاى مجوش على باله و هو بيسيبهم لوحدهم ! ماهو المفروض معاها عشانهم ! و ازاى دلوقت مش ف باله و لا حساباته إنه يمشى و يروحلهم ! او مثلا حتى يسيبها و لو نص ساعه و يروح يجيبهم ! ليه مش عارف يختار غيرها حتى لو نفسه او حته منها !
اسئله مالهاش اجابه عنده ففضلت معلقه على شماعة الظروف .. مسك موبايله و جه على باله مراد يكلمه مثلا يسيبهم عنده، بس و هو بيقلب عدّى على رقم روفيدا ف رجعله بسرعه و مش عارف عشان ميضطرش يسيب هنا و يروح بنفسه يوديهم و لا عشان مش عارف هياخدهم امتى، بس ف الحالتين احسن ..
مالك بإحراج معرفش يمهد للموضوع بمجرد ما حاول يتكلم و صوته إتخنق: حلم تعبانه يا روفيدا، اوى روفيدا كانت واخده نفس الموقف من حلم بس من صوته معرفتش تسكت: مالها ؟ مالك إتنفس بالعافيه: احنا ف المستشفى من الصبح بس هى تعبانه و مش عارف هتخرج امتى و لا هتكون عامله ازاى، ف لو ينفع تروحى تاخدى الولاد عندك او تفضلى معاهم يبقى متشكر، لو مش فاضيه هتصرف..
مالك حاول يقول كل التفاصيل اللى يعفى نفسه بيها من اى كلام تانى لمجرد إنه مش عارف و لا قادر ينطق .. روفيدا قلقت من لهجته: ايه ده كله فى ايه ؟ لا طبعا اروحلهم انا اخدهم ماشى، بس انتوا ف المستشفى ليه بالظبط و انهى مستشفى ؟ مالك بيقفل الكلام: متشغليش بالك، المهم حاليا محتاج حد مع الولاد، اذا روفيدا قاطعته: انا هروحلهم حاضر، بس قولى الاول هما فين ؟ عند مامتها و لا ف الكومباوند و لا مالك: لاء ف شقتتا و لوحدهم..
روفيدا متخيلتش إنهم رجعوا لبعض بالسرعه دى و لا عايشين مع بعض ف ردت بذهول: شقتكم شقتكم ؟ اللى هى ف البيت الكبير دى ؟ قصدك اللى فوق شقتى ؟ مالك رد بسرعه و هو بيقفل لإن عقله حاليا مش ف حاله تسمح ب اكتر من إنه يساعده يتنفس و بس: اه و اذا هتاخديهم اقفلى الشقه لإنى سيبتها مفتوحه و خدى حاجتهم و اذا فى حاجه ضروريه كلمينى..
قفل و هى فضلت ماسكه الفون شويه مش عارفه تستغرب من وضعهم و لا تتضايق منه و لا تتضايق من نفسها إنها اخدت خطوات معاكسه مع فهد و لا عارفه اصلا فين الصح و فين الغلط ! أبوها بصّلها بقلق: فى حاجه و لا ايه ؟
روفيدا بصتله شويه: حلم تعبانه و ف المستشفى و مالك عايزنى اروح اجيب ولادهم معايا شويه لحد ما يشوف هيعمل ايه أبوها إستغرب إستغرابها: و ايه المشكله ؟ الغُرب بيقفوا جنب بعضهم ما بالك القُرب ! و انتوا ف الاول و الاخر ملكوش الا بعض .. يعنى لو مكنش هيلجئ لبيت أخوه ظروفه دى هيروح لمين روفيدا بصتله بملامح مش متفهّمه الموقف و أبوها فهمها ف إبتسم: و بعدين هما ملهومش الا بعض مستغرباهم ليه ! روفيدا: انا اقصد هو و حلم !
أبوها: و انا بردوا بتكلم عنه هو و حلم روفيدا بذهول: بعد كل اللى حصل ؟ أبوها مسك إيدها بحب و طبطب عليها: و لو حصل اكتر كمان ! ملهوش غيرها و اعتقد و لا هى كمان روفيدا بإصرار: حتى لو ملهوش ف سهل يبقى له و اى حد يتمناه خاصة بعد برائته..
أبوها إبتسم: اديكى قولتى، بعد برائته، لكن تفتكرى لو قبلها و كانت الشكوك محاوطاه من الف ناحيه و كل السكك المريبه بتوصّل له و كل سككه هو مقفله كان بردوا هيبقى له ؟ و لا هيبقى لوحده ؟ و مع ذلك ف وسط كل ده كانت هى اللى له و قطعت كل المسافات دى و فتحت كل سككه اللى قفّلها لحد ما وصلتله ! و سدت على نفسها كل سكه شك توصّل له ! ف ليه بعد كل ده متبقاش هى اللى باقيه ! هى اللى مسكت إيده من اول محطه ف الطريق و هى اللى رسمتله الطريق اصلا، تاهوا من بعض شويه ماشى روفيدا مش مقتنعه: بالسرعه دى ؟
أبوها: عشان حتى لو تاهوا فضل الطريق واحد و عشان كده عرفوا يتقابلوا من تانى .. محتاجوش حد يغير سكته او يلفلف ع التانى عشان كده اتقابلوا باللى انتى شايفاها سرعه دى روفيدا بذهول: ده بيقولى الولاد ف شقتهم ! يعنى حتى نفس المكان أبوها بصلها بهدوء: مش يمكن بيعالج !
روفيدا: او بيعاقب، يعنى مثلا بيحسسها بالذنب من مجرد المكان اللى كل شويه تبصله ف تفتكر و اعصابها تبوظ او تحس بيأس ان المكان اللى إفترقوا فيه و بالطريقه دى مستحيل يجتمعوا فيه ! بيوصلها يعنى إنه مستحيل و ده لوحده اسوء عقاب ! الانتظار لوحده بيقتل ف مابالك لو لعقاب او فراق ! أبوها هز راسه برفض: كان هرب على طول ! عارفه ف شغلنا بيعلمونا ان اللى بيهدد مبيعملش ! يعنى لو قدام خصم و عايز يأذيك هيأذى بدون تفكير ! لكن هدد يعنى فكر و ده مبيحصلش لو مقرر يأذى !
روفيدا: ع الاقل لو كده كان سابوا البيت ! أبوها: ماهو الهروب مش علاج لا له و لا لها ! حتى لو مش هيكمل ! هيفضل المكان بينهم زى الحفره ف المسافه اللى بِعدوها و كل ما حد فيهم يحاول يقرب هيقع ف الحفره دى و يقوم و يحاول تانى و يقع و مش هيتقدموا خطوه ! ف اعتقد إنه طالما اخد خطوه زى دى يبقى بيعالج مش بيعاقب روفيدا قلبت شفايفها بعدم اقتناع او يمكن عدم قبول و عقلها فكرها بفهد اما قالها شوفت مالك بيبوس حلم و سكتت ..
غرام رجعت ع البيت مع مارد و همسه .. اول ما دخلوا مراد راح عليهم بإهتمام: ايه خير عملتوا ايه طمنونى ؟ مارد هيرد همسه سبقته و ربعت إيديها و بصتله بنظره غامضه بس هو و هى فاهمينها: و انت مجيتش معانا ليه ؟
مراد بصّلها بضيق و هى إتريقت: ع الاقل تطمن مراد اخد نَفس و كتمه: انا متطمن بإبنى اللى معاكم و لولا ليليان هنا و مش هينفع اسيبها لوحدها كنت روحت معاه و هو عارف همسه عينيها راحت على ليليان و رجعتله بتريقه: اه ليليان، لا عندك حق..
مراد بصّلها و بص على ليليان و نقل عينيه بين الاتنين لحد ما مارد قطع حديثهم الصامت: احنا كويسين مفيش حاجه و بعدين مفيش داعى للمه دى كلها ! ده كشف بس اتطمن عليها و اطمنها هى كمان همسه إتخطت مراد بغضب مكتوم و راحت قعدت جنب مارد و بصت لغرام بحنيه: حبيبتى احمدى ربنا إنها جات لحد كده و زى ما الدكتور قالك بكره تتعوض .. المهم إنك بخير و اديكى صممتى تخليه يشوفك اذا عندك مشكله للخلفه و لا لاء رغم إنك يدوب شهرين و حملتى و هو بنفسه قالك و ان شاء الله خير غرام عيطت و سكتت ..
مراد راح جنبهم بذهول لمارد: خلفة ايه و مشكلة ايه اللى هتدور عليها من شهرين ؟ و هو لو فى مشكله كانت حملت حتى لو نزل ؟ و حتى لو مكنتش حملت حتى ف مش شهرين اللى هيحكموا ان فى مشكله ! على ايه الدربكه دى كلها ؟
همسه إتكلمت من غير ما تبصله: عشان ايه الدربكه دى ؟ عشان بتحب جوزها ! عشان اللى بيحب حد بيسعده ..بيدور على راحته و اللى يريحه .. عشان الحب مش انانيه .. عشان القلب اللى يدخله حب الذات مبيدخلهوش اى حب تانى
مراد فهمها ان الكلام ابدا مش على غرام و لا حتى على حد غيره .. بس لسه مش فاهم قصدها ..بس ايا كان قصدها اتهامها انه انانى مش مقبول بالنسباله بالمره .. ده مبيعرفش يحب غيرهم .. ياريته بيحب نفسه قدهم !
مارد نقل عينيه بين الاتنين و حس ان فى نقطه متشفره ف حب يكسر توتر الحوار ف رجع بعينيه لغرام بهزار: غريبه يعنى مشوفتكيش بقالى يومين ف المطبخ غرام معرفتش تبتسم: مليش نفس مارد باس خدها بغزل: طب بذمتك نفسك مش رايحه لحبة شاورما غرام غمضت عيونها بإرهاق و هزت راسها و قبل ما تنطق مارد غمزها ف جنبها: طب كريب ؟
غرام لسه هترد غمزها تانى: طب بيتزايه كده على ما تفرج غرام إتنرفزت غصب: خلصنا بقا يا مراد مارد حس إنها مش قادره بجد ف إتراجع و لهجته إتغيرت بقلق: انا عايز افرفشك بس غرام بِعدت و هو شدها زقته تانى و هو صمم يضمها: حقك عليا غرام معرفتش تتكلم ف عيطت لحد ما خلته دمع معاها ..
غرام بصوت مبحوح: مش عارفه، بس قلبى مقبوض اوى، اوى يا مراد مراد أبوه اول ما شاف مارد وشه إتلون بزعل إتضايق: خلاص يا غرام، مش حكايه ابو زيد هى هنعيد و نزيد فيها، بكره ربنا يعوضكم خلصنا بقا همسه إستغربت رده المندفع ف بصتله بغضب كتمته بالعافيه ..
مراد إتنرفز اما شاف دمعه مكتومه على وش إبنه و إفتكر بالليل اما شافه ف البلكونه مخنوق و مدمع: ماهو مش معقوله هتفضل منكده عليه كده ؟ مش هيعيش قرف ف الشغل و قرف ف البيت ! شغلنا مقرف و الواحد بيجى يحب يريح دماغه من الدوشه دى ف مش هيجى يلاقى دوشه تانيه غرام رفعت وشها بإحراج و جات تتكلم صوتها إتحبس و عينيها دمعت...
مراد إتعصب: ماهو اكيد مش اله يعنى تتكى عليها يجيب عيال ! مش منطق هو و لا انتى واخداه من المنطق ده اصلا ! مش هيفضل متنكد كده و مفيش اكل و امبارح منامش و كل ده صغط على اعصابه، انتى مش شايفه وشه شاحب ازاى ؟
غرام بصتله و بصت لمارد اللى سكت تماما و حس ان دى طاقه سلبيه بتطلع مش مجرد كلام ! غرام وقفت بإحراج و إتكسفت اكتر ما زعلت و سابتهم و طلعت ! مراد وقف بالكلام بخنقه و بص لمارد: وراها مارد وقف و مراد مسك إيده: راضيها، انا بس مخنوق شويه و لو عايزنى انا..
مارد قاطعه بإبتسامه صافيه: لا خالص، هى فاهمه و بعدين هى كانت محتاجه كلمتين زى دول عشان تهدى، مش بيقولوا قليل من القسوه يكفى مراد إبتسم بالعافيه و شاورله بعينيه و مارد طلع و سابهم هو و همسه الاتنين بيبصوا لبعض بتحفز ..
عند حلم ف المستشفى الدكتور ساب مالك بعد ما طمنه ع حلم و نزل .. مالك إتصل على روفيدا و قفل و قبل ما يتحرك كانوا خرجوا بحلم على غرفه .. مالك راح وراهم لحد ما حطوها ف السرير و خرجوا .. قعد جنبها و لتانى مره يحس إنه متكتف كده ناحيتها لا عارف يقرب و لا يبعد ! المره الاولى اما إتقابلوا ف نقطة البدايه و حاليا و هما ف بداية النهايه !
مسك إيديها بضعف: صعّبتيها يا حلم، صعّبتيها اوى حلم فتحت و غمضت بزوغان و مش عارفه جد و لا إتهيألها بس ايا كان اللحظه مش عايزاها تخلص ! مالك حس بإيدها متلجه و بتترعش بين إيديه اما حاولت تتبت على إيده ..
الممرضه دخلت حطت محاليل و بصت لمالك: دكتور رياض بيبلغ حضرتك ثوانى الدكتور هينزلها عشان يعملها الكشف اللى طلبته مالك هز راسه و الممرض سابتهم و طلعت و شويه و نزل معاها دكتور و دخل .. شاور لمالك: ممكن تستنانا برا لحد ما مالك قاطعه: انجززز..
الدكتور بصّله بضيق و إبتدى يكشف على حلم لحد ما خلص و شاور للممرضه: طلعيها قسم المخ و الاعصاب، عايز اشعه تفصيليه ع المخ و رسم مخ مالك حس ان الموضوع بيدخل ف الجد او بيقلب: هو فى ايه بالظبط ؟ الدكتور: حاليا هاخدها تعمل رسم مخ و اشعه و هقولك بالظبط فى ايه، بس عايز اعرف هى بتتعالج من حاجه ؟
مالك رد ع طول: لاء، نفسيتها بس مش مظبوطه و متابعه مع دكتوره الدكتور و هو خارج: ياريت تعرف توصل للدكتوره بتاعتها، لازم اقعد معاها و افهم و بناءا عليها و نتيحة الاشعه هشوف
سابه و طلع و الممرضه اخدت حلم بالسرير و طلعت عملولها اشعه كافيه و تحاليل و الدكتور اخدها و خرج لمالك .. مالك بصّله بترقب: فى ايه ؟ الدكتور: زى ما توقعت، ده فقدان ذاكره !
مارد طلع مع غرام و ساب امه و أبوه .. همسه بصت لمراد بغضب و بصت على ليليان بتريقه: هتطلعى و لا كالعاده هتستنى اشاره من ريموتك اللى ف إيد أبوكى ؟ ليليان بصت لآبوها بتوتر و بصت لأمها و قامت بحرج تطلع .. همسه مسكت إيدها وقّفتها: هقولهالك للمره الاخيره، مازن واقف بيكى ع الحافه و زقه بسيطه او حتى خطوه لورا منك هيفلت من إيدك و هتقعى انتى ليليان سكتت بألم اما إفتكرت اللى حصل ف لحظة لغبطه منها ..
همسه بتحذير: اتمنى يكون الموضوع لسه ف إيدك ليليان بصتلها بعتاب و هى مدمعه: انتى قابلتيه صح ؟ قولتيله حاجه يا ماما ؟ همسه بخنقه: قابلته اه لكن قولتله حاجه لاء و لا حتى انا اللى طلبته ! هو اللى كلمنى يتطمن على اخته و قصد يقول إنه رايح معاها عند الدكتور مستنى و لو لمره واحده الخطوه تيجى منك بس كالعاده خذلتيه..
ليليان إتضايقت من الظروف اللى لعبت معاها العِند: صدقينى كنت تعبانه و همسه قاطعتها: مازن مشى و اعتقد إنه عند أبوه و اعتقد كمان إنك عارفه هو فين و دلوقت الكره ف ملعبك يا تصيبى يا تخرّجيها من الملعب خالص ليليان رفعت وشها و بصت لأبوها و همسه بصتلها بنفاذ صبر و سابتهم و طلعت ..
ليليان راحت ع أبوها و إتكلمت بلغبطه: بابا .. انا غلطت صح ؟ بس صدقنى انا مكنش قصدى زى ما انا عارفه ان مكنش قصدك ! انا بس حسيت إنى ملغبطه و كل حاجه جات بسرعه مدتنيش فرصه اهدى او حتى ارتب خطواتى ! يمكن اكون ملحقتش اشبع منك ! يمكن اكون خوفت اخسر تانى ! بس اللى عارفاه إنى اترعبت اشيل مسئوليه و خوفت اكتر برعب اما لقيت مازن ظابط و إنى هخلف و انا اللى ف يوم من الايام أبويا كان ظابط و اما خلفنا كانت النتيجه خساره محدش عرف يبلع مرارتها ! اترعبت من الفكره و حسيت ان قرارك كان مجرد قشايه اتحطت قدامى اتشعلق فيها و حسيتها نجاه و اتناسيت انها هتغرّقنى..
مراد كان بيسمعها بهدوء نوعا ما بس جواه حس بالخذل من نفسه و انه اخد إتجاه معاكس لدوره: هى مامتك عرفت ؟ ليليان: معرفش، بس تقريبا اه و مراد إبتسم بالعافيه: طب اطلعى إرتاحى شويه و متقلقيش سيبى كل حاجه عليا و انا هظبطلك الدنيا ليليان بحذر: حتى مازن ؟
مراد إبتسم غصب عنه بهزار: حتى البيه اخدها و طلع و سابها ف اوضتها و راح على اوضته اخد نَفس طويل كإنه بيستعد لحرب و دخل .. همسه وقفت و ربعت إيديها بشئ من الخنقه: اديتها التعليمات و لا لسه ؟ مراد حاول يبقى هادى او يمتص غضبها: ممكن اعرف انتى زعلانه ليه كده ؟
همسه إتجاهلت سؤاله و إتريقت: اتمنى بس يكون عقلك نصفك المرادى قبل ما تغرّقها تانى ! و لا بلاش عقلك ! ع الاقل قلبك اللى لو بيحبها هيمد إيدك تطلعها مش تغرقها مراد كتم نَفسه بالعافيه: ممكن تهدى همسه سابته و راحت ع البلكونه فتحتها بحده: لا انا هاديه خالص .. يارب انت بس تهدى بقا .. تهدى و تخرج برا الدايره اللى حاصر نفسك و حابس الكل معاك فيها دى و فاكر ان ده حب مراد بصّلها بذهول و راح عليها: فاكر ان ده حب ؟ امال ده ايه يا همسه ؟
همسه زقت إيده: مش عارفه ! مش عارفه يا مراد ! بس إبتديت احس بالخنقه ! احس إنى محاصره ! محتله ! متحاوطه ب الف سور و سور إسمهم الخوف و الخوف ده مبخوخ من جواك مراد بيسمعها بصدمه و هى ملاحظه ده: انت عامل زى القطه اللى من كتر ما بتحاجى على عيالها فطستهم ! خنقتهم ! مراد بلهجه غريبه: و انتى يا همسه ! خنفتك بردوا ؟
همسه دوّرت وشها بعيد .. مراد لف وشها له و قصد يقابل نظراتهم: انا بحبك، بحبك و بحبهم و اذا كنت بحطحط عليهم زى ما بتقولى ف ده حب و خوف عليهم همسه بصتله و معرفتش تمهد لسؤالها: هى ليليان حامل ؟
مراد هو اللى هرب بعينيه بعيد و هى مكنتش محتاجه تخليه يبصلها عشان تقرا عينيه ف هزت راسها بتريقه: اقصد كانت حامل ! مش كده ! مراد سكت و مش عارف يترجم اللى جواه ف راح بإيده يمسك إيدها كإنه بيتشعبط فيهم: همسه همسه زقت إيده بغضب: و طبعا الحمل ده كان ضحية جزء من حبك و خوفك اللى بتتكلم عنهم مراد إندفع بضيق: هى اصلا مكنتش عامله حسابها يا همسه و..
همسه قاطعته بترقب: لحظه، يعنى ايه مكنتش عامله حسابها ؟ دى واحده متجوزه و متجوزه راجل بيعشقها و بيتمنى رضاها و هيموت على ضفر عيل منها و هى لا حالتها الصحيه و لا حتى النفسيه يمانعوا ! يبقى يعنى ايه مكنتش عامله حسابها ؟
مراد حاول يقول جزء من مبراراته: مين قالك ان حالتها الصحيه مكنتش تمنع ؟ الدكتور قال عندها انيميا و حاده و لو وصلت لاخر الحمل بيها ممكن تعجّزها عند الولاده همسه: و بغض النظر عن ان هى بردوا كان عندها نفس الضعف اما حملت قبل كده و نفس المخاوف و الدكتور لحد الولاده قلقان و قالقنا و بغض النظر عن ان هى كان ممكن تستحمل و ان كان فى احتمال تروح الانيميا من هنا للولاده إلا انى عند سؤالى، يعنى ايه مكنتش عامله حسابها ؟
مراد ساب سؤالها معلق و رد: و اذا متعالجتش لحد الولاده و الانيما مراحتش مع وجود مشاكل القلب اللى عندها يبقى ايه ؟ اخاطر بحياة بنتى عشان كيس دم ميتقالش عليه بيبى حتى ؟ همسه كتمت انفاسها بالعافيه: انت مجاوبتنيش بردوا، مكنتش عامله حسابها ازاى ؟ مراد سكت و دوّر وشه: انا كنت كام شهر كده تستقر و هاخدها لدكتور و هو يقول، عشان كده مكنتش عامله حسابها همسه بحده: بتاخد منع حمل مثلا ؟
مراد إتنفس بصوت و هى فهمت ف بصتله بذهول: للدرجادى يا مراد ؟ خوفك متحكم فيك و ملجمك و ممشيك للدرجادى ؟ لدرجة تتدخل ف حياتهم الخاصه هى و جوزها بالشكل ده ؟ مراد لف وشه بعيد: دى حياة بنتى، حياه او موت مفهاش خصوصيات همسه زعقت اما جابت اخر صبرها: انت اتجننت و لا ايه ؟ لاء خصوصيات ! و خصوصيات اوى كمان ! بنتك مش هتموت لو حملت و لا خلفت مهما كان قلق ! لكن انت اللى هتموت من خوفك و قلقك الدايم ده..
مراد حاول يقرب منها و هى بعدت لورا: انت محرمتش ؟ خوفك من عاصم خلاك خسرت كل حاجه وقتها و لسه لدلوقت مستسلم لخوفك ؟ مراد بص ف عينيها قوى بذهول: خوفى من عاصم ؟ همسه بحده: امال كنت خبيت عليا ليه القضيه وقتها ؟ ليه مقولتليش يمكن كنت اخدت حذرى ؟ يمكن كنت عملت حسابى ! بس انت خوفت ساعتها ! خوفت تخسر قدامه لتانى مره ! خوفت تقع ف نقع معاك ! ده انت يمكن خوفت تجيبلى سيرته لا احن !
مراد بيسمعها بصدمه و مش متخيل اللى بيسمعه رغم انه فعلا ده كان سببه وقتها بس هو شايف حبه جزء من خوفه ! همسه: و اللى خلاك خبيت عليا موضوع ابوك زى ما انت بنفسك اللى قولتلى هو بردوا خوفك ! خسرت كل حاجه مقابل استسلامك لخوفك و لسه زى ما انت مراد مش عارف يرد و لا ينطق و لا حتى يتنفس من الضغط اللى حصل مفاجئ على عقله: هو ده بس تفسيرك للى حصل ؟ إنى جبان ؟ مجاش ف بالك إنى بحبك مثلا ؟ انى مقدرتش اتخيل حياتى من غيركم ؟ ان الحاجه اللى بتيجى بالساهل ممكن تتعوض او تتقبل خسارتها لكن لو جات بعد حرب، حرب مع الظروف و الناس و المجتمع و الاهل و الكل يبقى يستحيل تتعوض او تتقبل الخساره فيها ؟
همسه بغضب: و جاى تعيده تانى بعد كل ده ؟ و بردوا احنا اللى هندفع التمن و اولهم بنتك اهى و لسه مراد بصدمه: و انا مدفعتش التمن يا همسه ؟ همسه إندفعت بغضب: الخساره اللى تتعوض مينفعش تبقى خساره يا باشا ! الخساره اللى تحصل و انت وسط حبايبك متتسماش خساره اصلا ! انت كنت وسط الكل و الف إيد بتطبطب عليك و لسه عندك جزء من الحكايه، شغلك و اهلك و بيتك..
مراد كان خلاص وصل لمرحلة إنه مش قادر يسمع تانى ممكن من الصدمه و لا من عقله اللى شوّش ع الموقف و رسم بدوشه حواليه ذكريات كتير للحظات كتير مكنش متخيل إنه هيفتكرها ف يوم او كان فاكر إنها اتمحت ! همسه بصتله و سكتت و هى بتاخد نَفس ورا التانى بدون هُدنه و الصمت غطى ع الاتنين لحد ما مراد من غير كلام إنسحب من الموقف و المكان كله و سابها و خرج ..
روفيدا لبست و خرجت راحت على البيت عند مالك .. اول ما وصلت شافت الباب مفتوح ف دخلت و بمجرد ما خطت شافت بقع دم ع الارض ! وقفت بتوتر شويه تبصلها و إتحركت وراها لحد ما دخلت و طلعت السلم اللى شبه مخطط بالدم لحد ما وصلت شقة مالك .. إتفاجئت بالباب مفتوح زقته بحذر و دخلت ! شافت الوضع مدربك حواليها و حاجات واقعه و البوفيه متكسر و المرايا فتافيت ع الارض ..
وقفت قدامها بتحاول تستوعب مش عارفه لحد ما قاطعها صوت عياط جاى من الغرفه دخلت لقت ياسين و حلم بيتنفضوا بنهجان من العياط .. جريت بخضه عليهم شالتهم و حاولت تسكتهم بس مش بيهدوا ! اخدتهم ع الحمام شطفتهم و حطتهم ع السرير و إبتدت تتحرك بعشوائيه تشوف لبس لهم .. راحت ع الكومدو جنب السرير فتحته بس مفيش قفلته و بتتحرك شافت عليه من فوق شنطه فيها ادويه فتحتها بفضول و اتذهلت ! كلها ادويه نفسيه مهدئات و منوم و ادويه مضاد للاكتئاب و عشان هى صيدلانيه عرفتها بسهوله ..
مسكتها بقلق: للدرجادى ! قاطعها صوت عياط ياسين ف سابت الحاجه و جريت عليه بأسف ! لفتهم بفوط و راحت ع اوضة الاطفال و لقت لبسهم لبستهم و اخدت لهم حاجات ف شنطه و شالتهم و اتحركت تخرج .. راحت ع باب الشقه و قبل ما تخرج عينيها راحت ع المطبخ و شافت الارض غرقانه دم بمنظر صعب ..
وقفت بذهول راحت عليها و ميلت بيهم حققت فيها بحذر و عقلها بيحاول يحلل بس مش عارفه و لا قادره تفسر و لا تركب حاجه من افكارها جنب التانيه ! معقوله مالك يكون اذاها ! بينتقم مثلا ! عشان كده مثلا مسابهاش !
اخدتهم و خرجت من الشقه كلها بتتخبط ف افكارها .. وقفت ع الباب و عينيها طلعت على فوق و اتعلقت بشقتها .. حست بلهفه و شئ من الحنين مش عارفه جه من المكان و لا من قلقها من شكل تفكيرها دلوقت ! طلعت بحذر ع شقتها فتحتها و دخلت .. كل حاجه مكانها .. كل حاجه زى ماهى و لا كإنها غابت .. بس الشقه بارده جافه مفهاش روح ! مسكت موبايلها كلمت أبوها و معرفتش تقوله ايه .. أبوها بقلق: يعنى ايه يا روفى ؟ انتى مش رايحه و قولتى ساعه و راجعه بالولاد ؟ عايزه ابنك ليه ؟
روفيدا حاولت ترتب كلامها: مفيش بس حلم تعبانه اوى تقريبا، و انا مش هقدر اسيب هنا أبوها إستغرب: و ده ايه علاقته بإنك مش جايه و عايزه إبنك عندك ؟ انتى مش بتقولى إنها ف المستشفى و لا رجعت ؟ روفيدا بضيق لمجرد مش عارفه حاجه: ف المستشفى يا بابا لسه، بس انا مش فاهمه حاجه، عايزه اروح اتطمن عليها، محتاجه اتطمن على فهد أبوها إستغرب: و فهد ايه علاقته ؟ هو عندك و لا ايه ؟
روفيدا بنفاذ صبر: لاء و معرفش فين، ممكن بقا حضرتك تجيبلى مالك و ماما و تيجى ؟ أبوها: انتى عايزه مامتك ؟ روفيدا: عشان تفضل هنا مع الولاد كلهم لحد ما حضرتك توصلنى للمستشفى اتطمن على حلم و اشوف الدنيا فيها ايه أبوها: خلاص ساعه و هنكون عندك قفلت معاه و قعدت لحد ما راحولها ..
أبوها اول ما شافها ف شقتها إبتسم بمفهوم: طيب مش تقولى كده روفيدا إبتسمت ربع إبتسامه: مش كده يا بابا، بس انا محتاجه اتطمن على فهد أبوها إستغرب: فى ايه ؟ اتطمن على فهد اتطمن على فهد، ماله ؟ روفيدا بقلق: معرفش، برن عليه مبيردش، موبايله مقفول أبوها: ممكن هنا و لا هنا، بقاله فتره مش منتظم ف الشغل اه بس بيجى، حسيته بيتجنبنى بس قولت ممكن محتاج يبقى لوحده شويه روفيدا سكتت شويه: الحراسه تحت بتقول إنه مبيجيش هنا من فتره..
أبوها: يمكن بيبات عند حد من صحابه روفيدا سكتت و أبوها كإنه إفتكر: هو لسه معاه الشقه اللى كان واخدها قريب من شغله دى قبل ما تتجوزوا ؟ روفيدا بضيق: معرفش أبوها إتعصب: يعنى ايه متعرفيش ؟ اما انتى اللى متعرفيش حاجه عن جوزك مين يعرف ؟
روفيدا: هو قالى عقد الايجار بتاعها كان تلات سنين و اما يخلص هيسلّمها لصاحبها، معرفش بقا، المهم دلوقت عايزه اروح المستشفى لمالك، عايزه اتطمن منه ع حلم، عايزه اشوفها أبوها بصّلها بترقب: و ده ايه علاقته بفهد ؟ تقصدى ايه ؟ روفيدا وقفت بنفاذ صبر: اقصد انى عايزه انزل دلوقت، هتوصّلنى ؟ أبوها اخدها و نزل راحت ع المستشفى ..
مالك مع دكتور رياض ف المستشفى قدام غرفة حلم .. مالك إختنق: هى كويسه يعنى ؟ الدكتور: معرفش، لو تقصد بالنسبه للى جات عشانه المستشفى و هو جرح صدرها ف نقدر نقول الحمد لله عدت على خير و لحقناها مالك بترقب: و الباقى ؟
الدكتور سكت شويه: عندها مشاكل كتير، نفسيه و جسديه و من الواضح ان الاتنين مرتبطين ببعض مالك بحذر: نفسيه اه، لكن الدكتور: و جسديه ! انت متعرفش انها عندها ضعف ف عضلة القلب و غالبا ده نتج عن جلطه قويه إتخطتها لكن سابت اثر مالك بذهول: جلطه !
الدكتور: و غالبا فى حاجه بتضعف مفعول علاج القلب ! لان مفيش نتايج او تحسنات تقول انها بتاخد علاج اصلا ! فى حاجه بتفسد مفعول العلاج يا مالك ! و لولا ف تحاليل الدم باين اثر جرعات ادوية القلب كنت قولت مبتاخدوش ؟ مالك بصّله بتوهان و شرد كتير لحد ما إنتبه بفزع: هو ممكن اى ادويه تفسد مفعول علاج للقلب مثلا ! الدكتور بصّله كتير و مالك حط إيده على وشه و حرّكها بعصبيه و هو بيرجع لورا و...
رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل الخامس والعشرون
مالك بذهول: جلطه ! الدكتور: و غالبا فى حاجه بتضعف مفعول علاج القلب ! لان مفيش نتايج او تحسنات تقول انها بتاخد علاج اصلا ! فى حاجه بتفسد مفعول العلاج يا مالك ! و لولا ف تحاليل الدم باين اثر جرعات ادوية القلب كنت قولت مبتاخدوش ؟ مالك بصّله بتوهان و شرد كتير لحد ما إنتبه بفزع: هو ممكن اى ادويه تفسد مفعول علاج للقلب مثلا !
الدكتور بصّله كتير و مالك حط إيده على وشه و حرّكها بعصبيه و هو بيرجع لورا .. الدكتور: طبعا تفسده و تلغيه كمان ! ثم ان اى دوا نفسى لازم بجرعات محدده و اوقات كمان ! غير كده ممكن يوصّل للانهيار التام عشان بيعمل استرس على عصب المخ و ده ممكن يؤدى بشكل جسدى لانفجار ف المخ و طبعا ده نهاية صاحبه او يؤدى للانتحار و بردوا نفس النتيجه مالك بصّله كتير و عقله رسم قدامه حاجات كتير و لاول مره يوارب باب الاعذار لها و يسمح للى وراه يتسلل لقلبه ..
ليليان ف اوضتها فضلت قاعده كتير بحزن .. لأول مره تحس إنها مش عارفه تعمل ايه ! للدرجادى كانت معتمده ع ابوها و بمجرد ما ساب إيدها تاهت ! و لا هى محبتش مازن من الاول زى ما روسيليا قالتلها ف مش عارفه الطريق له منين ؟ سؤالها خرج من عقلها و فضل معلق كإنه مستنى منها إجابه لحد ما الاجابه إترسمت قدامها من جوارحها قدام عقلها اما قامت اخدت حمام و لبست و خرجت .. بعد ما نزلت رجعت بتوتر خبطت على مارد اللى فتح و قلق اما شافها: انتى كويسه ؟ ليليان هزت راسها لاء بصوت مخنوق: مازن عند خالو مهاب صح ؟ عايزه اروحله تودينى ؟
مارد إبتسم: طبعا، استنى دقيقه اغير هدومى ليليان إتحرجت: لو غرام تعبانه او مارد ضربها بخفه على قورتها و شدها دخّلها و قفل الباب: لا كويسه، خليكى معاها لحد ما البس ليليان راحت جنب غرام ف السرير و معرفتش تقول حاجه ف عيطت .. غرام اتعدلت بقلق و ضمتها: حبييتى مالك ؟ فيكى ايه ؟ هو مازن مزعّلك و لا ايه ؟ مشوفتهوش جه انهارده و لا امبارح !
ليليان بحزن: هو، هو انتى زعلتى اما خسرتى البييى صح ؟
غرام إتنهدت: حرام عليكى انا إفتكرت فيكى حاجه ! انا كويسه يا قلبى .. انا بس صعبت علينا نفسى كل شهر افضل احسب و احاسب و الشهر اللى احمل فيه مخدش بالى و يحصل كده .. يلا خير ليليان دمعت و سكتت لحد ما مارد خرجلها لابس و اخدها و نزل .. ليليان إبتسمت و مارد مسك إيدها: يلا هدخل معاكى ليليان: لا لا انا هدخل لوحدى متقلقش، محتاجه ده مارد إبتسم و غمزلها: طب خدى بالك من نفسك...
ليليان هزت راسها بس عينيها فيها كتير و هو مستنيها تتكلم لحد ما الصمت طال بينهم ف فتح دراعه ضمها عليه بحنيه و هى إستسلمت لحضنه اوى زى العيله التايهه .. مارد باس راسها: ليليان، انا عارف اللى انتى فيه .. اكتر حد عارف عشان اكتر حد ممكن يحس بيكى .. انتى مش مجرد اختى و لا صحاب و بس .. انتى حته منى .. و يمكن ربنا جمعنا ف بطن امى ف لحظات واحده و كيس واحد عشان عالم بإننا هنفترق بعدها ف بيعوضنا .. عارف إنك ملغبطه .. و ده حقك منكرش ..
اللى عيشتيه مكنش سهل .. و لعلمك لو رامى الله يرحمه كان عايش و كملتى معاه كان بردوا علاقتك بيه هتاخد نفس المنحنيات دى و إنك اصلا كنت واخداه من باب توصلى لأبوكى و اما كنتى هتوصليله كان هيحصل نفس الدربكه دى جواكى،.. و عارف إنك ملحقتيش تشبعى من أبوكى و ملحقتيش تتغلبى على خوفك و لا تهزميه .. جوازك من رامى اصلا مكنش خطوه تهزمى بيها خوفك او محنتك عشان نقول ما انتى عديتى ع المحنه قبل كده مره .. بالعكس ده كان من باب الخوف .. قمة الخوف نفسه .. إنك يجرالك حاجه قبل ما توصلى لهنا ف لجأتى لاسرع حل مؤقت وقتها..
ليليان اتنهدت بصوت عالى و مارد مسك إيدها بحنيه: و على فكره جوازك من مازن كان جزء بردوا من خوفك .. خوف إنك تتأزمى تانى ! تقعى تانى ! ف كنتى محتاجه تحسى ان فى ضهر وراكى جنب أبوكى لو ابوكى وقع او فلت منك يبقى فى سند موجود يقومك.
ليليان دمعت و هو بصّلها بحب: بس الفرق ان مازن بيعشقك مش بس بيحبك .. قربى منه و خدى بالك منه .. اعمليلك رصيد قوى عنده .. حسسيه انه رقم واحد اللى ميجيش قبله حد .. اى راجل مننا بيعشق الاحساس ده اوى .. انا لو محستش إنى كده عند غرام هحس بالنقص عندى و اهون عليا تسيبنى و لا ابقى مهمش ف حياتها و اعتقد ان ده اللى حاسس بيه مازن..
ليليان دمعت: بس انا مش سايياه يا مراد ! مهملاه اه معترفه بس مش سايباه ! معاه لحد ما ابقى كويسه ! محبتش من الاول مقربش لحد ما ابقى كويسه و قولت اما اقرب اكيد هتتداوى بيه ! بس جنبه !
مارد إبتسم و حاول يبسطهالها: لو معاكى حتتين لحمه و ولعتى علي واحده منهم النار على طول و انتى عينك عليها و متابعاها هتستوى صح ؟ التانيه لو حطتيها ع النار دقيقتين تلاته و فصلتى عنها النار و بعدتى ! و رجعتى بعد وقت افتكرتيها و ولعتى عليها النار تانى دقيقتين تلاته و فصلتى و مشيتى ! و رجعتى بعد شويه كررتى و ولعتى النار شويه و فصلتى و مشيتى ! و فضلتى سايباها جوه الحله و كل فين و فين تولعى النار عليها مره و تمشى ! هل كده هتستوى زى الاولى ؟
ليليان فهمت ف هزت راسها ببراءه لاء.. مارد إبتسم لبرائتها: بغض النظر عن إنها مش هتستوى ف هى كمان هتبوظ ! ف مره من المرات و انتى بتسيبيها و ترجعيلها هترجعى تلاقيها فسدت و معدتش نافعه ! ساعتها هتندمى عليها !
ليليان دمعه نزلت على خدها هو مد إيده مسحها: بس دى عشان حتة لحمه و عشان هى تتعوض مش هتزعلى عليها .. لكن يا حبييتى فى حاجات لا تتعوض و لا هينفع متزعليش عليها ! فى حاجات بتبقى خسارتها اكبر من اى زعل عشان متتعوضش ! ف اوعى تخسرى حاجه مينفعش تتعوض ليليان عيطت: انا بحبه اوى و مكنش قصدى اجى عليه .. انا بس حسيت إنى عايزه كل حاجه ف إيدى ف نفس الوقت و اللحظه و المكان و نسيت ان ده غلط و لازم ف مسكة إيدى دى حاجه هتقع..
مارد إبتسم: و اعتقد إنه لسه موقعش، ممكن تلحقيه ليليان إبتسمت بأمل: تفتكر ؟ مارد هز راسه و غمزلها: افتكر ليليان فتحت العربيه و باسته من خده و نزلت بحماس و هو تابعها بعينيه لحد ما دخلت .. رنت الجرس بتوتر و مهاب فتحلها و إبتسم اول ما شافها: قلب خالها دى و لا ايه ؟
ليليان فركت إيديها ف بعض بإحراج: معلش يا خالو اصل .. اصل يعنى .. انا كلمت مازن بس هو .. مهاب رفع حاجبه: هو انا قولتلك جايه ليه ؟ ينفع اصلا اقولك كده و انتى جايه بيتك يا بنت الاهبل ؟ ليليان ضحكت جامد بعيون مدمعه و هو اخدها و دخل .. مهاب إبتسم: مازن ف اوضته ع فكره ليليان بصتله بتردد: ينفع تناديله ؟
مهاب رفع حاجبه و هى إرتبكت: انا مزعّلاه اوى يا خالو، اووى، و اللى يزعّل اكتر إنى مكنتش اخده بالى و خايفه لا يكون مهاب مسك إيدها بهدوء قعّدها: لا يكون ايه يا عبيطه ؟ انتى فاكره انه هو يعرف يستغنى عنك او يقدر مثلا ؟ هو اهبل اه بس ببحبك .. اه النسب زى اللبن و اللبن ساعات بيتعكر اما بتعدى عليه زوبعه .. لكن انتى اللى بينك و بينه دم و ده مبيتعكرش ع فكره .. دى جاجه جوه و هتفضل جوه..
ليليان إبتسمت و باست خده و هى قايمه: طب انا قطعت كلمتها ع صوت مازن اللى جاى بغيظ: الله الله، عدينا مرحلة الاحضان و النحنحه و السحسحه ندخل ع البوس بقا، ماهو الاهبل نايم بقا مهاب ضحكلها بغيظ: مش بقولك اهبل مازن راح عندهم و شدها وراه و بص لمهاب: اهو انت، انت يا عم انت مش قولنا بلاش زفت بوس مهاب عض بوقه بتحذير و ضحك: هتتلم و لا اجيبلك الاهبل التانى يلمك ؟
مازن شدها بغيظ عليه و هو طالع: و انتى مالك شايفك مقبّله كده زى اللى عندها جفاف ف بوقها ! نازله بوس بوس رايح جاى، ببلاش هو ؟ ليليان ضحكت جامد: هى بوسه ع فكره مازن بغيظ: هو بوسه و اخوكى بوسه و اكيد ابوكى قبل ما تيجى خمسه و اربعين بوسه و عقبال ما تعدى على كل دول و تجى لعندى تكونى بتنهجى مهاب ضحك جامد: و الله يا خوفى لا تكون انت اللى بتنهج و كاسفنا مازن لف وشه له بغيظ و شدها عليه: تحب اوريك ؟
ليليان صوتت و دفنت راسها ف صدره و مهاب ضحك اكتر: لا و على ايه ؟ مازن اخدها و طلع و هى ف حضنه و بمجرد ما فتح باب اوضته لفّها قدامه لجوه و دخل بيها و زق الباب .. مازن كان ملهوف عليها و خطوتها ناحيته دى كانت غاليه عنده اوى بس كان جواه علامات استفهام كتير عايز يفهمها خاصة من نظراتها هى و أبوها .. ليليان بمجرد ما شافت فرحته بيحاول يكتمها دمعت: انت عارف إنى بحبك يا مازن صح ؟
مازن قلق من صوتها و بصّلها بلهفه: انا امتى شكيت ف ده منك ؟ و لا حتى شككتك ف ده منى ؟ انتى حبيبتى و انا كمان و متقابلين و دايما هنتقابل ف النقطه دى ليليان قربت و من غير تمهيد او حتى تلمسه بجسمها قربت بس بشفايفها بهدوء مخدر و باست رقبته برقه .. مازن بلع ريقه معرفش كإنها خدرت رقبته و بصّلها بعتاب: وحشتك؟
ليليان حست ف اللحظه دى ان اى كلام هتنطقه ملهوش لازمه ف إستنجدت بشفايفها و قربت المرادى على شفايفه و شدتهم ببطئ مميت و إبتدت ترد على كل اسئلته الصامته بجواب صامت بشكل ظاهرى بس كان زى العاصفه اللى بتزلزله .. مازن سابها تترجم احساسها و بعد ما كان هيشاركها رجولته وقّفته تتدلل بسحرها ! فضلت لحد ما حست إنها محتاجه تتنفس ف وقفت بشفايفها من غير ما ترفعهم عنه ..
مازن بفرحه إترجمت واضحه على وشه و جسمه كله: مكنتش متخيل إنى هوحشك ليليان كانت إتنفست و ف زوبعة جنون زقته لورا ركن ع الحيطه و ركنت عليه و هو إستسلم يدوق جنونها اللى حس إنه لأول مره بيشوفه ! رجعت بشفايفها له و المرادى معرفش يصمد قدام رغبة رجولته إنه يحس إنه مرغوب و ف حركه جات زى الدربكه لفّها مكانه للحيطه و سندها و إبتدى يقولها هى واحشاه اد ايه ..
لحظات مجنونه عدت زى الهبوط و الصعود الاضطرارى بشكل مفاجئ لحد ما دفنت راسها ف صدره: اوعى ف يوم تبعد عنى مازن لسه هيتكلم ردت هى بس صوتها خانها برعشه: اووعى، مهما حصل بينا يا مازن خليك دايما فاكر إنك قولتلى احنا متقابلين ف نقطه و خلينا نتقابل فيها دايما مازن رفع وشه و مسك وشها بعشق: اللى بيتقابلوا دول لازم بيفارقوا قبلها لكن احنا لاء،! محصلش و مش هيحصل مهما كان..
ليليان نزلت دموعها بصمت و هو حرّك وشه على وشها مسح دموعها دى و ضمها جامد .. حس بقلبها متوتر او بيدق جامد و حس ان فى حاجه او إتأكد لإنه كان حاسس بس إتجاهل كل ده و محبش يعكر اللحظه .. رفع وشه و إبتسم و هو رايح ع السرير و خدها ف حضنه .. ليليان كانت زى المغيبه لحد ما إنتبهت ف رفعت نفسها بتوتر .. مازن بصّلها بقلق: تعبانه ؟ ليليان هزت راسها لاء ..
مازن كشر بدلع: لو مش عايزه خلاص ليليان إبتسمت بتوتر و بتحاول تلاقى جمله مناسبه تعذرها من الوضع بس عقلها خانها مش عارفه .. مازن بغيظ: يا ست انتى هما ساقيينك حاجه اصفر و مربطينك و جايبينك ؟ ما انتى اللى جايه ليليان اخدت نَفس اما إفتكرت و ردت بسرعه: لاء، بس اصل،، اصل مينفعش و كده عشان فى ظروف و كده مازن حسها متلغبطه و النفس اللى اخدته كإنها ما صدقت لقت حاجه تقولها ف بصّلها شويه و سكت ليليان مسكت إيده بحب: صدقنى و الله مينفعش،،انا امتى ببعد عنك بمزاجى ؟
مازن رفع حاجبه بغيظ: يا شيخه ليليان ضحكت غصب عنها و هو شدها عليه: البينه على من ادعى ليليان صوتت و جريت و هو جرى وراها و ف شقاوة جنونهم إتأكد إنها مش بتكذب او فهم ده و نوعا ما إقتنع .. ليليان ضحكت غصب عنها: يلا بقا نرجع بيتنا و بالمره ابقى عدى شوف غرام اتطمن عليها بصلها بغيظ: يعنى يوم ما تعمليها و تجيلى و اقول عمل أبوها إتفك اهو و جايه لوحدها تقومى تيجى بظروفك و ظروف الجيران معاكى ؟
ليليان ضحكت: احسن احسن مازن شدها رقدها ع ضهرها و شد مخده حطها على وشها بغيظ و كل ما تضحك اكتر يتكى اكتر .. ليليان كحت و هو رفعها: يلا بقا عشان اشوف هديتى مازن إتريق: لسه فاكره ؟ ليليان بوزت بطفوله و هو ضحك اكتر: طب يلا متزوقيش كده..
روفيدا أبوها اخدها ع المستشفى عند مالك .. روفيدا إبتسمت بتوتر: بابا ينفع ادخل لوحدى صح ؟ أبوها حس ان فى حاجه مش مظبوطه: اه اكيد، بس انتى متأكده إنهم هنا ؟ يعنى هى دى المستشفى ؟ انتى حتى متصلتيش على مالك تتآكدى ؟ روفيدا بقلق: هاا ؟ لا عادى، انا بس قولت دى اقرب مستشفى هتيجى ع باله خاصة يعنى ان مالك رجع شغله و بيتعاملوا مع هنا أبوها سكت شويه: طب هستناكى و اول ما تخلصى انزليلى و لو احتاجتى حاجه رنى عليا..
روفيدا إبتسمت بتوتر و نزلت .. دخلت سآلت على حد جه بإسم مالك و فعلا لقت و اخدت عنوان الغرفه و طلعت .. مالك بصّلها بقلق اول ما دخلت و حاول يقوم بس إيد حلم و كلبشتها فيه قيّدته ف شاورلها تقرب: فى حاجه و لا ايه ؟ الولاد مالهم ؟ كويسين ؟ روفيدا بصت لحلم النايمه قدامها و للحظات صعبت عليها و بصتله بحذر: هى كويسه ؟ مالك عينيه راحت على حلم بألم و هز راسه لاء و متكلمش .. روفيدا سكتت شويه و مش عارفه تصيغ سؤالها بس لازم تسأل: هو ايه اللى حصل ؟
مالك اخد نَفس و كتمه و مبقاش عارف يطلّعه و لا يطلّع كلمه .. روفيدا بصت للادويه جنب حلم و شافتها بحذر: دى ادويه نفسيه ! ازاى بيدوهالها هنا ف المستشفى ! المفروض انها بتأذى القلب مالك بصّلها: انتى كنتى عارفه إنها عيانه ؟ روفيدا هزت راسها بإحراج: لاء بس اما روحت البيت من شويه شوفت علاج بتاعها .. شوفته غصب عنى و الله و انا باخد الولاد مالك هز راسه بتعب و سكت .. روفيدا بصتله بترقب: هو فهد فين ؟
مالك هنا قدر يترجم شكل خوفها و نظراتها من سؤالها ف إتنفس بالعافيه بضيق و قبل ما يرد روفيدا كررت سؤالها بصوت مهزوزة .. مالك بصّلها بعتاب: فهد مش هنا ! مسافر ! عنده شغل ف الاسماعيليه و سافر روفيدا إتنفست بصوت و بصتله بتوتر: انا بس روحت البيت ملقتهوش ف قلقت مالك حاول يبتسم و سكت و الاتنين سكتوا .. روفيدا شافت جروح حلم ف رقبتها و صدرها من اللزق و الشاش اللى عليهم: هى اللى عملت كده صح ؟ مالك هز راسه اه ..
روفيدا سكتت و إبتدت تحلل اللى حصل صح ان حلم إكتئبت و رجعت للادويه اللى وصّلتها لكده و فجأه بصت لمالك بتوتر اوى: انا بقالى اكتر من اسبوعين تلاته مشوفتش فهد مالك بصّلها و سكت شويه: الحراسه معاه متقلقيش و بتطمن عليه منهم روفيدا بفزع: انا شديت عليه جامد من اخر مره و، و، معرفش .. بس من وقتها مش بنتكلم .. مبيجيش لمالك مالك للحظه القلق لجّمه .. مسك موبايله كلم الحراسه إتطمن منهم و قفل و طمنها .. روفيدا إتطمنت شويه بس معرفتش تطمن اوى: انتوا متكلمتوش تانى صح ؟ مالك بصلها اوى: هأذى اخويا مثلا ؟
روفيدا بصت لمنظر حلم و عينيها ترجمت ردها و هو كتم انفاسه بوجع: هى غير فهد ! فهد ممكن نتجنب بعض ! نهمّش علاقتنا ! نبقى موجودين و مش موجودين ! لكن هى مينفعش ! يا نبعد يا نقرب مينفعش نقف عند مفترق طريق من غير ما نخطى ! ف كان لازم ... كان لازم نحدد و ... مالك سكت و معرفش يكمل و روفيدا تقريبا عرفت هو عايز ايه و إفتكرت حوارها مع أبوها ..
عدّى اسبوع صعب ع الكل .. مالك جنب حلم اللى بتفوق و تتوه ف نفس اللحظه ! مبيسبهاش نهائى ! احساس مبهم مسيطر عليه و مش عارف يقضى عليه ! روفيدا رجعت من عند مالك إبتدت تشوف امورها من زاويه تانيه .. تبصلها بنفس نظرة مالك .. مينفعش يقفوا عند مفترق الطريق و يفضلوا كده ! معرفتش تسيب شقتها بعد ما دخلتها كإن مشاعرها كانت مستنيه دفعه زى ده تزقها تتحرك !
مراد بيتجنب همسه من اخر حوار جمعهم .. كلامهم ع الاد خالص .. هى كمان بتتجنبه من باب تكسر خوفه او تعالجه و مش عارفه هتقدر و لا لاء ! غرام شويه شويه بتبقى احسن .. ليليان إبتدت تنظم حياتها .. طول الاسبوع مع مازن ف بيتهم و مبتروحش عند أبوها غير معاه و ترجع معاه من غير زعل منها و إستغربت اما مشافتش زعل من أبوها هو كمان! ساعات بيحاوطها الاحساس بالذنب و تتردد تحكى لمازن و ترجع ف احساسها بسرعه! و ساعات تانيه بيحاوطها الاحساس بالخوف بس من وسط ده كله الاحساس بالخساره هو اللى فوّقها !
لحد ما عدّى الاسبوع و الدم إترفع و جه معادها عند الدكتور زى ما قالها .. مازن شافها بتصلى ف إبتسم و اول ما خلصت اخدها ف حضنه بغزل: اخييرا ليليان غمضت عيونها و إبتسمت بكسوف و قبل ما تفتّح كان خاطفها .. بعد وقت طويل و هى ف الحمام لوحدها بعد ما مسكت البرشام قبل ما ترفع إيدها بيه طبّقتها عليه كعمشته و رفعت الباسكت حدفته و اخدت حمامها و خرجت .. تانى يوم الصبح مازن صحى بكسل باسها من عيونها و قام ع الحمام، و هو خارج لمح علبة البرشام !
حلم ف المستشفى بتتقدم و تتأخر و تتحسن و تسوء و محدش عارف يعملها حاجه و حالتها وصلت لنقطه مبهمه .. مالك بيقنع نفسه يرجع للدكتوره و شويه يقتنع و شويه لاء لحد ما قرر يكلمها تيجى تشوفها و فعلا اول ما كلمها راحتلهم ع المستشفى.. الدكتوره بصتله كتير: انت عايز تقول ايه بالظبط ؟ ان الادويه النفسيه اللى انا كتباهلها تعمل فيها كده ! يستحيل ! او ع الاقل مش لوحدها ! ف ايه اللى ممكن يكون وصّلها لحاله زى دى ؟
مالك كتم غضبه بالعافيه: انتى بتسألينى انا ؟ هو انا اللى دكتور و لا انتى ؟ الدكتوره حاولت تتكلم بهدوء: هى اه بتاخد ادويه، مهدئات و منوم و ادويه مضاده للاكتئاب و اه بتاخدها كتير او للاسف إبتدت تاخدها كتير من وقت ما انت رجعت .. لكن انا لسه بردوا عند كلامى إنها لوحدها صعب توصلها لمرحله زى دى .. حتى لو انا كنت بحاول اقنعها تتقبل التغيرات دى عشان تعرف تتعامل معاها مالك معرفش يرد: و هى الادويه دى مين كان ادهالها ؟ هاا ؟ مش حضرتك ؟ و اوعى تقوليلى إنك متعرفيش ! ف اتفضلى ادخلى شوفيها و اياك تطلعى ترمى البوقين الحمضانين بتوع المره اللى فاتت و اللى حفظتهوملها..
الدكتوره ردت بهدوء نوعا ما: ممكن اعرف حضرتك متعصب ليه دلوقت ؟ مالك إتنرفز من هدوئها: انا لا متعصب و لا زفت الدكتوره: امال بتزعق ليه دلوقت ؟ المره اللى فاتت و عشان ممكن صممت عليك تحضر جلسة علاجها ! لكن المرادى اعتقد موجود جمبها ب ارادتك و انت اللى مكلمنى و طلبت اجى مالك كتم غيظه: عندك حق انا غلطان، امشى من هنا..
الدكتوره إتجاهلت عصبيته و كملت حوارها: اعتقد عرفت انا ليه طلبت منك مساعدتك ف علاجها ! عشان متوصلش للحاله دى ! بس من الواضح إنك كنت محتاجها توصل للحاله دى عشان ضعفها يشبع رجولتك او يعيد ثقتك من تانى ! بس ياترى بقا ثقتك ف نفسك و لا فيها ! مالك إتنرفز عشان كلامها عزف عنده على وتر حساس: ثقة ايه و زفت ! انتى هتستغبى ع الصبح ! ثقة ايه اللى ممكن تبقى بين راجل و واحده قتلته ! خنقاه بإيديها ! هاا!
الدكتوره: و انت معاها لحد دلوقت ليه ؟ و هنا جنبها بتعمل ايه ؟ مالك مخنوق: عشان .. عشان ولادنا،، ملهومش ذنب و لا هسمح يشيلوا ذنب مش ذنبهم الدكتوره بهدوء: بس ولادك ف البيت مش هنا ! مالك كز ع سنانه و للحظه إنتبه لحاجه تنتشله و تغير مسار الحوار: انتى ازاى بتديها ادويه نفسيه و هى بتتعالج لسه من اثار جلطه ف القلب ؟ و ازاى انا معرفش بحاجه زى دى !
الدكتوره بقصد إتجاهلت سؤال و ردت على سؤال: انا اديتها ادويه مناسبه لحالتها .. اعتقد إنى مش عيله و فاهمه اللى يناسبها من اللى يتعبها و انا اديتها حاجه تناسبها مالك سكت بترقب يسمع الباقى بس هى سكتت .. مالك إتنرفز: مكنتش وصلت للحاله دى الدكتوره: انا لسه معرفتش ايه اللى ممكن يوصّلها لحالتها دى ع فكره مالك كتم انفاسه بالعافيه: و ليه مقالتليش ؟
الدكتوره بصتله شويه: اجابتك للاسف مش عندى .. انت ليه مسألتهاش ! او ايه اللى خلاها تخاف تقولك ! مش يمكن تهديداتك كل شويه تسيبها ! مش يمكن ولادها اللى بتسحبهم من حضنها شويه شويه و خافت تبعدها عنهم ! مالك بصلها بذهول: انا هاخد عيالى لمجرد اشوفها عيانه !
الدكتوره: انت راجع عشان تنتقم و بس ! و بعدين ده مش موضوعنا و لا مشكلتنا حاليا مالك زعق: لا مشكلتنا الدكتوره بصت ف عينيه مباشرة: و لنفترض قالتلك انها تعبانه و بتاخد علاج تانى للقلب مثلا كان ايه اللى هيتغير ؟ مالك دوّر وشه لإنه حاليا معندوش اجابه يواجه بيها نفسه ..
الدكتوره: او نصيغ السؤال بشكل تانى، ايه اللى حصل وقتها و مكنش هيحصل لو عرفت ! ماهو معتقدش هتقولى كنت هبقى جمبها و احب فيها ! انت كل يوم بتثبتلها إنها مش فارقه ف كانت هتفرق معاك ف ايه ! مالك ساكت تماما و محتار بين يقولها غورى من وشى و لا انتى مالك بس ف الاخر قرر يفض الحوار ده و يمشى هو .. الدكتوره وقفته: انت ليه حاسس بالذنب بالشكل ده ! ليه الندم اللى ف عينيك ده !
مالك بصّلها كتير و معندوش رد بس حاليا لازم يرد ف حاول يقول اجابه صح فعلا: عشان اخدتها لأهلها زى ما طلبت ! كنت عايز ابيع بسهوله زى ما باعت،! ارمى زى ما عملت حتى لو بالاحساس بس و ده اللى وصّلها لكده ! عشان مكنتش فاكره حاجه فعلا او مشوشه زى مانتى توقعتى بس مصدقتش و اخدتها من باب تفوق او تقع ف الكلام بس،، بس..
مالك سكت كإن صوته اختنق و رجع إتخطى الكلام و كمل: عشان كمان اما إقتنعت إنها مش فاكره حاجه إستغليت حالتها و حدفتلها كل حاجه بغباء ! بشكل دمر اعصابها ! كنت عايز اصدمها ف نفسها ! بس متخيلتش إنها..
سكت و هى كملت عنه: متخيلتش إنها هتأذى نفسها ! او نقول تخيلت بس كنت عايز تشوف ده بعينك عشان ترضى رجولتك ! او نقول غرورك ! لإن اللى جواك ده غرور مش جرح او صدمه فيها ! غرور من ناحية إنها داست عليك و سابتك اما عرفت إنك غلط ! كنت متخيل إنك مش انت الراجل اللى يتساب ! إنها مش هتسيبك مهما حصل و مهما غلطت بس اما حصل و سابتك ده اللى وجعك مش انتقامها !
و عشان كده عقابك على إنها سابتك مش عاقبتك ! فبتحاول تسيبها و كل ما بتفشل بتعاقبها فوق عقابها عقاب تانى على فشلك و كإنها المسئوله عنه ! مالك بصّلها فجأه و حس كإنه زجاج شفاف قدامها كاشفه اللى جواه .. الدكتوره: كنت عايز فرصه تصدمها ف نفسها عشان تشوف تأثير الصدمه ف نفسها عليها ! محدش بيكره نفسه ف لو هانت عليها نفسها زى ما انت هونت عليها ف صدمتها فيك يبقى مكنش كره فيك و هى اللى هوائيه متهوره، انما لو لاء يبقى كره ليك، صح ؟
مالك ساكت تماما و هى صمته اكدلها انها صح: بس السؤال هنا بقا ليه معملتش حسابك لاحتمال انها هوائيه فعلا و ممكن ف صدمتها تأذى نفسها ؟ غاليه عندك لدرجة عايز اى منفس تشتريها منه و لا رخيصه لدرجة عايز تبيعها ؟ مالك رد من غير تفكير: انا بحبها..
الدكتوره بهدوء: الحبيب ساعات بيبقى غالى و ساعات بيرخص ! و ساعات كتير بنبيعه و ده بعد ما بنشتريه ف ساعات اكتر ! ف حبك ده مش رد على سؤالى مالك هرب بعينيه بعيد: معرفش ! معرفش ! حاليا معرفش حاجه غير إنى عايزها كويسه ! كويسه و بس ! كويسه من غير مهدئات ! كويسه من غير قلب تعبان ! كويسه من غير ضعف ! فاهمه ! مش عايزها ضعيفه كده ! الدكتوره: و ده عشان تعرف تكمل معاهاو لا عشان تعرف تنتقم منها ؟
مالك حط إيده على وشه بعصبيه .. الدكتوره بإصرار: ماهو انا مش هعمل زى دكاترة العسكرى اللى بيعذبوا المسجون لحد ما يوصل حد الموت و يجبوهولهم يعالجوه عشان يرجعوا يعذبوه تانى و يرجّعوه تانى لهم عشان يعالجوه عشان يرجع للعذاب تانى ! مش هنلف ف الدايره المقفوله دى ! مالك نفخ و هى بصتله شويه بتدقيق: انت ليه مكلمتنيش وقتها ؟ اول ما جات هنا !
مالك بضيق: مكنش فى فرصه الدكتوره بترقب: معرفش ازاى متعملهاش تحاليل شامله اول ما اتنقلت هنا، و طبعا مفيش عينات دم لها ! مالك سكت: اتعملها تحاليل، و بعدين ازاى مفيش عينات دم لها ! مش فاهم الدكتوره: اه اتعملها تحاليل بس بعد ساعات من وصولها لهنا و دى مش هتنفعنى و لا هتوصلنى لحاجه، و اقصد عينات دم لها فور دخولها المستشفى ! اقصد وقت الدربكه اللى حصلتلها دى !
مالك: دى كانت جايه مجروحه بجروح كتير ف صدرها و رقبتها و كان لازم تدخل عمليات الاول بعدها اما فاقت او اتطمنوا عنها اتعملها اللازم الدكتوره سكتت و مالك بصّلها منتظر تكمل .. الدكتوره: كنت محتاجه اشوف عينه دم منها و افحصها و اشوف الادويه اللى اخدتها و الكميات كمان عشان اعرف وصلت لكده ازاى مالك سكت و هى بصتله بهدوء: عموما اما ادخلها كمحاوله اخيره هشوف و اسمع منها، بس حاليا خلينى اسمع منك انت ناوى على ايه ؟
مالك دوّر وشه: معرفش الدكتوره: ماهو مينفعش اسألك هتخطى خطوتك الجايه ازاى و تقولى معرفش ! بغض النظر عن انك راجل عملى و شغلك علمك ازاى خطواتك تبقى مرتبه و محسوبه ف ع الاقل مش هتفضل مكانك و هى ف مكانها ! مش منطقى و لا مقبول ! مالك سكت كتير: ادخلى شوفيها الاول الدكتوره: عايزه اجابه مباشره يا مالك بعيدا عن الولاد و ظروفها و ظروفك و و و، انت ناوى ع ايه ؟ هى ف بيتك ليه ؟ او انت مش عايزها ف ع الاقل مخليها ع ذمتك ليه؟
مالك إفتكر سؤال حلم و بمجرد ما افتكر إختنق و مش عارف عشان إترسمت حالتها قدامه و لا معندوش اجابات و هو نفسه مش عارف ! الدكتوره بهدوء: انت عايزها .. محتاجلها .. بتحبها و مش هقولك بتكابر عشان حتى لو بتكابر ف ده حقك .. بس ع الاقل عشان مش لاقى سبب قهرى قدام رجولتك و كرامتك و لا عارف تقفل باب عقلك و اسئلته..
مالك بعِند رجولى: لاء، معدش ينفع احتاج لواحده وجودها المفروض كان يغنينى عن اى احتياج حتى لو لها، ف مش محتاجلها الدكتوره إبتسمت عشان شايفاه بيفتح جروحه بإيده و ده هيساعدها تلم الجروح دى بشكل صح: معظم اللى إفترقوا لحد دلوقت بيحبوا بعض و محتاجين بعض و عايزين بعض و مفتقدين بعض بس فى طرف تالت حاجز بينهم ! على فكره، مش شرط يكون الطرف التالت ده شخص او مشكله حتى ممكن يبقى موقف ! و انا لو هنا ف عشان امحى الموقف ده..
مالك بمجرد ما إفتكر الموقف اللى واقف بينهم إتنرفز: مش هتعرفى ! مش هتقدرى ! هتقدرى تمسحى من ذاكرتى وقفتها ف وشى ! مدة إيدها عليا ! زقة ايدها لإيدى و انا بترجاها تسندنى ! و انا عايز اتسند و اقوى و اقوم بيها !
الدكتوره سابته ينفجر و مالك فضل يزعق و يزعق و يزعق و بيعيد و يكرر ف نفس تفاصيل المشهد كإنه منقوش قدامه و بيقراه لحد ما اخد انفاس عاليه ورا بعض و سابها و مشى ..
مازن شاف البرشام .. ف البدايه إتجاهله لمجرد ان ليليان بتاخد علاج كتير بس الفضول خلاه شافه اما لقى العلبه مليانه زى ما هى ! مسكها بترقب و قرا اللى عليها و لوهله حس انه مش عارف يتنفس ! ليليان بتاخد منع حمل ! طب ليه !
مش عايزه تخلف مثلا ! لاء هى خلفت قبل كده ! يبقى ايه ! مش عايزاه مثلا ! مش عايزه ربط بينهم ! طب قربت ليه من الاول ! يمكن عشان كده مراد مكنش موافق من الاول يعفيها من الحرج ! بس ليه وافق ! يمكن اقنعها و جابها فيه ! هو ابن عمها و هيحميها و يفضل جمبها مهما حصل و اولى بيها خاصة ان مراد بيترعب عليهم من يوم ما رجعوا و عشان كده وافق او هى اللى وافقت ! مش فارقه المحصله واحده !
حس إنه ف دوامه ! خرج من الحمام زى التايه قعد جنبها و هى نايمه .. عقله بيلف ف دايره مقفوله ! و ف لحظه قدام إبتسامتها و هى نايمه عقله وقف ثوانى " ما يمكن حبتنى بعدين " محتاجه وقت و اخدته مثلا ! مش ممكن كل ده بتمثل و لا احساسه ده كذب ! دى من شويه بس كانت ف حضنه !
ليليان واربت عيونها و مازن إستغرب نفسه إنه إنتبهلها حتى من غير ما تنطق و خطفته حتى من عقله ! ليليان إبتسمت بنوم: بتبصلى كده ليه ؟ انت صاحى من بدرى ؟ مازن إبتسم: وحشتينى عندك مانع ؟ ليليان رفعت نفسها و إستخبت ف حضنه: اما اوحشك تعالى ف حضنى و اشبع مش تبعد و تتفرج مازن إبتسم اوى بعشق: بتحبينى يا ليليان صح ؟
ليليان إبتسمت اوى: لاء مش كده يا مازن و انا عارفه، يا مقصره يا مش عارفه اوصّلك احساسى بس خليك متآكد ان ف الحالتين ده ملهوش علاقه ب ان الاحساس ده موجوده او لاء .. انا بحبك و انت عارف عشان لازم تبقى عارف ده كويس .. ممكن اكون اه مش عارفه اوصلك احساسى عشان مبعرفش اتكلم اوى بس برغم ده مش ده اللى مخليك عايز تعرف .. الاجابه التانيه .. ان انا مقصره..
مازن إبتسم لتلقائيتها و حس انها شفافه قدامه اوى: حبيبتى مش كده، بس ليليان دمعت: عارفه إنى ممكن اكون خذلتك قدام قلبك الفتره اللى فاتت بس صدقنى يا مازن ده مش معناه ابدا انى مش بحبك، انا بحبك اوى بس،، بس الكلام إتحجز على صدرها اللى إتكتم بيه و هو شدها لحضنه ضمها اوى: انا بحبك و راضى منك ب اقل حاجه المهم رضاكى ده بوجودى و ده كفايه، كفايه اوى ليليان تبتت ف حضنه و للحظه حست إنه اخر حضن ف قلبها إتنفض ..
مازن حس بضربات قلبها بتشد على صدره و إبتسم من براءة حبها .. إستغبى نفسه ازاى شك ف القلب ده لحظه إنه يعرف يتلوّن ! للحظه عقله نجده بفكره كإنه بيشعلقه من غرقه فيها .. ليليان عندها مشاكل كتير صحيه و ممكن تكون ممنوعه من الحمل مثلا ! ليليان لاحظت سكونه ف رفعت وشها من حضنه و بصتله و بتسأل نفسها اذا كان إتقبض من نفس الاحساس اللى حسته ده و لا مجرد زوبعة خوف عندها هى بس !
مازن إبتسم و باس راسها و ف دماغه حاجه واحده ممكن تقفل عقله: ايه رأيك نأجّز انهارده ؟ عندى اجتماع انهارده ساعتين اخلص و ارجع ع طول ليليان إبتسمت و باست عيونه: فكره و الله، اهو ننام براحتنا مازن فضل مغمض عينيه بكوميديا: ايه جرعة الجرأه الزايده دى اليومين دول ؟ انتى سخنه يا روحى ؟ ليليان بوزت بضحك: بلاش ؟
مازن شدها عليه: لا بلاش ايه ؟ ده انا قتيلك انهارده عشان الجرأه دى ليليان قامت تجرى و لاول مره تلف و تسيبه يجيبها بمزاجها ..
غرام بقت كويسه نوعا ما و مارد قرر ياخدها لامها .. غرام كشرت: انا بس اكلمها و هى هتجيلى مارد بصّلها بعتاب: حرام عليكى هو اى قلق و خلاص ؟ انتى بقيتى كويسه اهو على فكره و اوى كمان غرام إبتسمت غصب عنها: طب ما تقول احسن إنك عايز تخرّجنى و خلاص مارد ضربها بخفه على خدها: طب ما انتى فصيحه اهو..
غرام سكتت و هو شدها عليه ف حضنه: غرام لازم نخرج من الدايره دى بقا ! عيل و ملناش نصيب فيه ! خلاص مش هنقف عنده ! هنجيب غيره ان شاء الله لو ربنا عايز ! انما لو مش عايز يبقى مهما عملتى مش غرام قاطعته بفزع: حرام عليك ! ده كلام يتقال ! لا لا انا مقدرش ! انت متتخيلش انا نفسى فيه ازاى و نفسى دى مكسوره عشانه ازاى مارد باس كف إيدها اللى على بوقه و ضمها عليه: بعد الشر عنك من كسرة النفس .. اما نفسك تتكسر و انتى معايا يبقى فى حاجه واقعه منى .. انا عندى حاجه ناقصه بقا..
غرام إبتسمت بغزل: قلبك، لو عندك حاجه ناقصاك يبقى قلبك و ساعتها متتخضش هو ف امان عندى مارد لف نفسه و ركز كفوف إيده ع السرير حواليها: طب ما انت كويس اهو يا حب امال اييه ؟ غرام ضحكت: ايييه ؟ مارد عض شفايفه و هو بيقرب: ايييه ؟ غرام ضحكت جامد اووى: اييييييه ؟
مارد ف حركه سريعه جه مكانها و رفعها مكانه فوقه من غير ما يتلامسوا: هنقضيها طول الليل ايييه و لا اييه ؟ غرام كانت هتقول حاجه و ضحكت: ايييه ؟ مارد رفع حاجبه و غصب عنه ضحك مع ضحكها لحد ما إيده رخت بيها ف وقعت منه او هو اللى قصد و إبتدى يرجع معاها لدنيتهم اللى حس إنهم هجروها من سنه مش ايام !
مراد صحى الصبح و قبل ما يخرج فضل متردد يمشى و لا يستنى ليليان .. هى بقالها اسبوع مش بتخرج و اجازه بس انهارده معاد الدكتور و الاخر كلمها .. مازن كان خلص مع ليليان و لبس و خرج .. ليليان فتحت عليه و إبتسمت: حبيبى مراد إبتسم بغيظ: يعنى انا سايبك براحتك ماشى بس لدرجة كده لاء ليليان ضحكت بخفه: بابا حبيبى انا مقدرش استغنى و الله مراد إبتسم و إتكلم بحذر: هتيجى معادك للدكتور ؟
ليليان سكتت كتير بتوتر .. مازن مينفعش يروح معاها و إلا الدنيا هتبوظ: لا يا بابا، انا بقيت كويسه و مش محتاجه اروح مراد حس إنها اخدت قرارها و ابتسم: هتاخدى بالك من نفسك صح ؟ ليليان ابتسمت: يبقى عندى انت و الاستاذ التانى و انا اللى اخد بالى من نفسى بردوا يا ابو ليليان ؟ مراد إبتسم و قفل معاها و جواه دعوه صامته محاوطاها ..
غرام قاعده قدام أمها اللى بينها هى و مارد و مش مبطله عياط .. غرام مسكت إيدها بحب باستها: تصدقى هو عنده حق إنى مقولتلكيش من يومها ؟ امها عيطت: انتى عايزانى اعرف إنك كنتى حامل و ولادك ماتوا قبل ما يعيشوا، لاء و عملتى حادثه و دخلتى مستشفى و كنتى تعبانه و مزعلش ؟ لاء و كل ده و معرفش !
غرام اخدتها ف حضنها: حبيبتى انا مكنتش عايزه اقلقك عليا مارد رفعلها حاجبه: شووف ازاى غرام بصتله بغيظ و رجعت بصتلها: انا قولت اما ابقى كويسه اجيلك انا لحد عندك عشان تطمنى إنى كويسه اما تشوفينى قدامك .. غير كده مكنتيش هتطمنى و لا هترضى تباتى معايا و لا هتعرفى تطمنى و انتى لوحدك مارد نزل حاجبه و رفع التانى: يا راااجل..
غرام عضت بوقها بغيظ له و بصتلها تانى: و بعدين اقلقك و اتعبك ليه بس و ابهدلك ؟ مش كفايه عليكى بهدله و لا ايه و الاستاذ يشيل و لا هو واخدنى بتوكيل يحدفنى له كل ما اعطل! مارد نزل حاجبه و رفع الاتنين سوا و نزلهم سوا بكوميديا: يا شيييخه غرام ضحكت غصب عنها و شالت مخده حدفته بيها: بس بقاا، بس يا بنى بقاا امها فهمت ان ده كلامه هو و إبتسمت بحب له على حبه لها: ربنا يباركلها فيك حبيبى غرام غمزتلها: كان خايف تقريبا تعملى عليه حما امها إبتسمت و طبطبت على إيده: ليه هو كان حرمك بمزاجه ؟
غرام غمزتله و شاورتله عليها: اه بس صمم نسافر و انا كنت شاكه امها إبتسمت له: بس بردوا مش بمزاجه .. و عارفه إنه لو بإيده عمره ما يحرمك من حاجه ابدا مهما كانت بسيطه .. ف مابالك بالخلفه ؟ مراد مش انانى و انتى عارفه مش هيشترى نفسه ابدا على حسابك و يصمم تسافرى و يخاطر بيكى مارد قرب عليها و شدها من غرام و ضمها هو بهزار: احلى حما دى و لا ايه امها بصتله بهزار: اى خدمه..
مارد كتم ضحكة هزار: عارفه انا قولتلها يا بنتى نخلى امك تيجى ع الاقل تبقى جنبك حتى اليوم بتاع المستشفى قالت ابداااا غرام عملت نفس ريأكشناته و رفعت حاجبها: شوف ازااى مارد كتم ضحكته لأمها: طب يا بنتى نكلمها ف التليفون تجيلك البيت ادينا خرجنا اهو و تقعد معاكى ف البيت و حتى تاخد بالها منك قالت ابدااا غرام نزلت حاجبها و رفعت التانى: يا راااجل..
مارد ضحك لامها غصب: طب يا بنتى حتى تروح معانا للدكتوره بردوا ابداااا غرام عملت نفس حركات وشه و نزلت حاجبها و رفعت الاتنين سوا و نزلت الاتنين سوا: يا وليييه مارد شال مخده حدفها ف وشها بضحك و هى فضلت تحدف عليه باقى المخدات و هو بيستخبى ف أمها و اللى تيجى ف امها تدهاله يحدفها عليها و اللى تيجى فيه يستخبى بيها ..
مازن بعد ما خرج من عند ليليان راح ع المستشفى .. وقف كتير بتردد كل ما بيقدم خطوه بيرجع ادها عشر مرات ورا لحد ما حسم امره و دخل .. لازم يفهم مش هيفضل ف حيره كده كتير ! سأل على الدكتور بتاع ليليان و طلعله .. الدكتور إبتسم بعفويه: هى مدام ليليان مجاتش معاك و لا ايه ؟
مازن إستغرب لإن ليليان متابعه مع دكتورها برا لكن الدكتور ده للطوارئ بتروحله لو حصل تعب مفاجئ يسعفها لحد ما تروح لدكتورها: لاء، ليليان كويسه الحمد لله الدكتور إبتسم: طب كويس، عموما انا كلمتلها دكتوره نهله زى ما إتفقت مع مراد باشا و هى المفروض تروحلها هى هتتابع معاها و تشوف اللازم مازن إستغرب اكتر و مش عارف عقله يحلل الرد: دكتوره نهله دى لإيه ؟
الدكتور اللى إستغرب: نسا، ماهى كان لازم دكتورة نسا تشوفها مازن إبتسم من الامل اللى إترسم قدامه ان تخمينه صح: هو ليليان الحمل خطر عليها صح و المفروض ميحصلش ؟ الدكتور اخد نفس بهدوء: لاء طبعا، هى بس محتاجه غذا عشان الانيميا و ده شئ ممكن يترتب مع الدكتوره اللى هتتابع معاها الحمل الجاى عشان ميحصلش زى المره دى و انا قولت لمراد باشا الكلام ده بس هو قراره كان سريع و لحظى و محطش احتمالات لمجرد مكناش عاملين حسابنا و هنخاطر..
مازن بلع ريقه بالعافيه .. حمل جاى ايه و ميحصلش زى المرادى ايه ! و كلام ايه اللى قاله لمراد ! و قرار ايه اللى سريع ! افكاره اتقابلت ف منطقه رفض عقله يدخلها حتى !
بلع ريقه بالعافيه و بص للدكتور بحذر: هى ليليان كانت مع أبوها هنا امتى ؟ الدكتور: من اسبوع تقريبا مازن إفتكر يوم ما رجع ف السفر و راحلها، يوم سقط غرام: هو ايه اللى حصل بالظبط ؟
الدكتور حس إنه بيلغبط ف حب ينسحب لحد ما يفهم من مراد: انا معرفش بالظبط، هى كانت تعبانه شويه و اديك بتقول كويسه يبقى الحمد لله مازن حس ان الدكتور فهمه و مش هيفيده ف قام خرج من غير كلام .. عمل اول حاجه جات ع باله .. سأل ع الدكتوره و نزلها دكتوره نهله: يعنى انت جوزها ؟ طب هى مجاتش ليه ؟
مازن إبتسم بتكلف: هى بس تعبانه شويه و انا حبيت اتطمن عليها منك و اشوف ايه اللازم اذا امكن من غيرها الدكتوره إبتسمت: مفيش مشكله،انا بس كنت هكتبلها العلاج، هى الدم إترفع صح ؟ مازن بصّلها بحذر و الدكتوره كملت بعفويه: غالبا دم الاجهاض مبيبقاش زى الولاده يعنى خاصة لو الحمل كان لسه ف اوله كده مازن غمض عينيه بعنف اول ما الجمله رنت جواه ..
الدكتوره: عموما دى ادويه و فيتامينات هتساعدها الفتره الجايه مازن عايز يسأل ليه اجهاض بس خايف من اللى هيسمعه ! خايف يتهد اخر بصيص امل عنده .. الدكتوره قضت ع الامل ده من غير قصد: و ده مانع حمل مناسب زى ما طلبت .. هى قالت كانت بتاخد نوع بس طالما حصل غصب مع الوسيله هنغيره مازن خلاص مكنش قادر يسمع تانى ف وقف و قبل ما يخرج رمى صنارته يخطف اى امل بس للأسف طلعت فاضيه: طالما الحمل خطر ممكن تاخدى بالك بقا الدكتوره إستغربت: الحمل مش خطر عليها و لا كان خطر للدرجه اللى ينزل عشانها!
اه كان قلق بس مش خطر ! يعنى الانيميا كانت موجوده بس كان ممكن تتعالج ! و لو فى خوف من المخاطره كان ممكن نصبر شهر و لا حاجه نجرب ادويه و فيتامينات و غذا و لو متحركتش يبقى ساعتها ناخد قرار ! لكن مدام ليليان كانت اخده قرارها قبل ما تجيلى و حتى باباها رفض المناقشه..
مازن عينيه جمدت بخذلان ! ليليان كانت بتاخد منع حمل و حملت معاه ! يعنى مش مجرد حمل و جه عادى و الظروف اجبرتها ! لاء و طالبه مانع حمل اقوى ! و الدكتور بيقول ممكن تحمل عادى ! و فوق ده كله أبوها كان معاها خطوه بخطوه ! يعنى اقنعته ! ايه الاقناع الوحيد اللى ممكن يبقى عند واحده عشان ترمى حته ف بطنها من جوزها !
يبقى اييه ! افكاره هنا إتلضمت مع بعضها و هو بيمشى وراها لحد ما وصل لحقيقه واحده كانت موجوده جواه و بيغطيها بحبة كلام عشان ميشوفهاش ! بس حاليا خلاص إتعرت الحقيقه دى و لازم يشوفها !
اخد عربيته و رجع ع البيت .. بمحرد ما دخل و شاف ليليان بتقرب عليه و بتبتسم حس بجرح ف رجولته كإنه لسه بيستوعب بس دلوقت الطعنه اللى اخدها ! مازن بجمود: انتى سقطتى نفسك ؟ ليليان غمصت عينيها قوى بسرعه و عيطت .. مازن زعق و هو بيعيد سؤاله: انطقى، انتى قتلتى إبنى ؟ مش عايزاه ؟
ليليان كلمة قتلتى إبنى ألمتها اوى .. بتهز راسها لاء ورا بعض بهيستريا و دموعها نازله مش عارفه تنطق .. مازن بمجرد ما شافها بتهز راسها لاء جنونه انطلق و كل الكبت اللى جواه من فتره انفجر .. ضربها بالقلم على وشها و قبل ما تستوعبه ضربها قلم ورا قلم ورا قلم كإنه بينفجر من غير كلام ! وقعت ع الارض و هو شدها بعنف من دراعها و زعق: و اما انتى مش عايزه زفت بتتجوزينى ليه ؟ و لا مش عايزانى انا كمان ؟
ليليان عيطت اوى و هو شدها من شعرها و خرج بيها حدفها ف العربيه و قفل و اتحرك على بيت أبوها و اول ما وصل مداش فرصه لحد يفتحله ! كسر البوابه بإندفاع و ركن بعنف و شدها من شعرها مجرجرها .. مراد كان بيتكلم ف الموبايل و اول ما شافهم فهم ف راح عليهم بحذر: مازن..
مازن حدفها ف وشه: بنتك قتلت إبنى، انت اتغدرت ف ولادك بس ده كان انتقام، انا مش عارف بنتك كانت بتنتقم منى ف ابنى ليه ! محبتنيش ! كان ممكن تقولها و تجرحنى بدل ما تدبحنى ! مراد طبطب عليها و ضمها ف حضنه اوى و بيبص لمازن مازن بصّلهم بقرف: بنتك طالق، خليها بقا جنبك خليك تنفعها !
ليليان إتنفضت ف حضن أبوها زى اللى إتصعقت بكهربا مش مجرد كلمه ! مراد رفع وشها مسحه بكفوف إيده بوجع و قبل ما ينطق شاف وشها وارم و مزرق و محمر و عيونها و مناخيرها و ودنها بتنزف .. مراد بص لمازن قوى و مازن بصّله بعنف و...