رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل السابع والأربعون
مراد مع همسه قاعدين ف الجنينه و امه و ابوه معاهم و روسيليا و ام غرام و مهاب و بيضحكوا.. فجأه وقفت عربيه بسرعه خبطت البوابه فتحتها و دخلت و مدتش فرصه لحد يفتح و نزل منها مالك و حلم معاه.. قبل ما يتحركوا مارد وصل وراه بعربيته و زمر و هما وسعوا من سكتهم و دخل نزل بغرام.. الاتنين بصوا لبعض و قبل ما يتكلموا مازن دخل جرى بعربيته لحد جوه و هو بيزمر و ليليان ايديها على وشها و مميله بكسوف تدارى ضحكها.. مراد رفع حاجبه و ابوه بصّله: مين دول؟
مراد رفع ايده: و ربنا ما اعرف مهاب بصّلهم و رفع حاجبه لمراد: ده اللى قولتلهم يعملوه؟ مراد رفعله حاحبه: و ربنا ابدا همسه ضحكت اوى و سندت كوعها على كتفه: دول ال #ربع_دستة_ظباط بتوعك يا معلم.. البس مراد رفعلها حاجبه: البس؟ مهاب هزله راسه بإستفزاز اه: عشان خارجين مراد بص لهمسه على شماله و مهاب على يمينه و بص للكل قدامه و رفع حاجب و نزل التانى: تفتكروا هيعملوا ايه؟
همسه كتمت ضحكة شماته: بوفتييك مراد ببراءه مصطنعه: احبوووش همسه ضحكت ببلاهه و هى بتحط إيديها على كتفه: لا احبييه يا صغنن مراد ضحكلها بغيظ: هوبا مش هيتخلى عنى.. ده صاحبى و عشرة عمر مهاب هز راسه تماشيا مع كلامه و ضحك ببلاهه: ااه اكيد طبعا مراد ضحكلها برخامه: ده رفيق دربى.
مهاب ضحك بغلاسه و كإنه بيردهاله: درب اسود بعيد عنك.. و لا اعرفك مراد رفعله حاجبه و رجع لهمسه ببلاهه: مش بقولك.. واطى واطى يعنى.. ده مش شريك عمرى، ده ده اللى هيقصف عمرى مهاب كتم ضحكته و شاورله وراه: تعالى نشوف مراد شده رجّعه بضحكة غيظ: انت بتسلمنى تسليم اهالى و لا ايه مالك كان اخد حلم و راح عليهم بغيظ: بقا انت تقولها الباب اللى يفوّت جمل متخبطيش عليه كتير لا يقع عليكى؟ مراد بص لحلم اللى ضحكت غصب عنها و هزت راسها..
مراد بغيظ: يا فتانه مالك عض بوقه بغيظ و هو بيشاور على نفسه: الباب اللى فوّت جمل؟ بقا انا جمل؟ مراد بيهز راسه لاء بضحك و هو بيرجع لورا.. مالك بغيظ: جمل اما ينطحك يا مراد مازن نزل بليليان و راح على مراد من وراه بشر: بقا انت بقا اللى قولتلها متشديش حد عشان يفضل جنبك و لا تناهدى؟ مراد ساب مالك قدامه و بص لمازن وراه..
بص ل ليليان اللى مغطيه وشها بصوابعها و صوت ضحكاتها المكتومه بس اللى بتطلع غصب عنها: يا بنت الكلب بفتنى؟ مازن بغيظ راح عليه يشده: متشديش حد؟ تتشد من عرقوب عينيك يا مراد مارد راح عليهم و رفع إيديه الاتنين لفوق: بسسس ابويا و انا اولى بيه مراد ضحك ببلاهه و راح عليه: حبيبى ابنى حبيبى ميبقليش الا هو مارد بصّلهم: عنكم.. سيبولى انا الطلعه دى مراد رفعله حاجبه و بصّلهم عليه: مين ده؟
مارد غمزه ف جنبه و اتكلم و هو بيشاور بإيديه و جسمه: الاسم انا سلطان.. و جاى فيك عشمان.. تحقق ليا املى.. و انا ابقى بيك فرحان مراد ضحك جامد اوى على حركته اللى طلعت بكوميديا.. شاورلهم لجوه: ورا يا غنم غرام بوّزت: مش داخله همسه استغربت: انتوا متصالحتوش و لا ايه؟ غرام هزت راسها لاء..
مهاب ابتسملها و اخدها على صدره: معرفش يراضيكى ابن مراد و لا ايه؟ غرام كشرت و هى بتهز راسها لاء: معرفش همسه بصتله بغيظ: امال داخل منشكح كده ليه و بيهزر؟ غرام: مبيعرفش يعمل حاجه جد ابدا مراد ابتسملها و بص لمارد و همسله برخامه: راجل بسبع ادوار و بدروم و سطوح و معرفش و مبيعرفش؟ احيييه مارد برّق قدامه و بصّله و مراد هز راسه بإستفزاز: احيييييه.
مارد سابه و راح على غرام بين ابوها و امه و شدها: لا معلش بقا.. احنا اتراضينا لولا سيادتك قولتلها كلمتين نقحوا عليها ف اكسكيوزمى بقا انت اللى همسه شدتها منه و بِعدت بيها شويه ناحية جوه: لا اكسكيوزمى انت.. البت حامل و مش قدك انت و ابوك يا ابن مراد.. مارد بص لغرام اللى بصتله بكبرياء و رفعت رقبتها براسها لفوق تغيظه.. مارد عض بوقه بغيظ لأمه: خليهالك همسه بغيظ: بردوا؟ هتتجنن تانى؟ ما كنت عقلت غرام بصتله بغيظ و هى رافعه حاجبها: خليهالها؟ بردوا؟ بردوا مفيش فايده يعنى؟
همسه بصتله بإستفزاز: طب انا واخدها لحد ما تعقل تانى و بالمره اظبط ابوك معاك و ابقى تعالى اللى كل شويه عايز يعقّلنى و اما اعقل يجننى مراد ضحك بصوته كله و كلّمها و هى بتتحرك: ده انتى عاجبك الحوار بقا مارد بصّلها و بصّله و رفع حاجبه و هو لافف دراعه على كتفه: حوار ايه؟ مراد برخامه: اما تكبر هقولك.
مازن راح عليهم بغلاسه تانى ناحيه: طب قولى انا و حياة العلقه اللى اخدتها منك و المكان ده يشهد مراد فهم انه بيعاتبه بطريقته ف زقه ف خده بغلاسه: خلي ابوك يقولك مالك راح على مراد من وراه و شب من فوق راسه و فرد دراعاته على كتفه اخدههم كلهم: طب قولى انا مراد رفع راسه و بصّله فوقه: اقولك و لا تزعلش؟
مراد لف بيهم كان حلم و ليليان ضموا على بعض و ابتسملهم: العيال دى اتربت و لا لسه؟ ليليان هزتله راسها بسرعه اه و حلم ابتسمت بتلقائيه لمالك اللى غمزلها.. مراد زعق بضحك: هاا انطقوا.. اتربوا و لا لسه؟ بتهزوا راسكوا ليه احنا لا بنخاف و لا بنطاطى و لا بنحب الصوت الواطى مازن بيكلم مراد و باصص على ليليان: لا ماهو خلاص اتربينا يا مراد.. و زى ما ببقولوا اللى ميربهوش ابوه و امه يربيه مراد و عمايله و بارك الله فيما رزق مراد مسك رقبته و لفّها له: نعممم مازن رجع بوشه تانى ل ليليان: قولت يا عم مراد؟
مراد لف وشه له بس من رقبته بغيظ: داك عما اما يعميك.. حد قالك انى كنت بغيرلك كوافيلك و انت صغير؟ مازن رجع بوشه تانى ل ليليان برخامه: طب ما تيجى تغيرهوملى دلوقت طااه يا عم مراد مراد مسك رقبته و رجّع وشه برخامه له و ضربه على رقبته قلم خفيف: نعمم؟
مازن بص ل ليليان و غمزلها: ما ترد عليا يا عم مراد.. يا عم عبرنا طااه ده انا حاسس بيك و ربنا عينك فيه و بتقول اخيييه مراد شده برخامه لف وشه له و زقه من خده بغيظ: لا يا حبيبى روح حس ف حته تانيه.. روح حس عند ابوك اجرى.. روح حس عند ابوك ليليان ضحكت اوى بصوت عالى و مراد شاورلها بغيظ: جوه يا بنت الكلب مازن بصّله بغيظ : بردوا؟ بردوا؟ انت تانى؟ اخليهالك يعنى؟
الكل ضحك و مراد زقه بغيظ و ليليان بصتله بغيظ و هى رايحه على امها و غرام: انا بقول كده بردوا.. خليهاله بنتنا اولى بينا همسه اخدتها و لفّت دراعها التانى عليها قصد غرام و بعد ما اخدتهم و اتحركوا خطوتين لجوه وقفت و رجعت عليهم شدت حلم و بصتلهم بإستفزاز و سابتهم و دخلت جوه بيهم عند الكل.. مراد بصّلها و برّق و بصّلهم: الله يخربيييت معرفتكوا السوده التلاته ضحكوا ف صوت واحد و راحوا على تربيزه ف الجنينه و كل واحد شد كرسى و قعد عليه بالعكس و سند على دقنه على حرف الكرسى..
مهاب ضحك جامد على منظرهم و بص لمراد: البس مراد رفعله حاجبه: البس؟ ايه حكايتك انت و اختك مع البس البس؟ انا لابس و الحمد لله مهاب ضحك جامد و مراد راح عليهم بغيظ: اشكى لمين الهوى و كل اللى فيه مجاريح؟ مالك حط ايده على ودنه بخده كإنه بيغنى: و انا قلبى ياما اشتكى، من قلة الهشتكه و ف الفرح بقا مييح مارد قلد نفس ريأكشنه: و انا قلبى عايز حنيه، نفسه ف حلاوه طحنيه، و النكد خلوه تفاريح مازن عمل زيهم بنفس الحركه: و انا قلبى عايز شخلعه، نفسه ف حبة مرقعه و معايييش المفاتيح مهاب علّى صوته: و ايييييييه.
الكل ضحك جامد اوى و مراد شال كرسى و رفعه عليهم: يلا يا ابن الكلب منك له من هنا، هى ناقصه مواويل؟ مالك رفع رجليه الاتنين و ربّع ع الكرسى و رفع ايديه الاتنين: ماهو انا لو مرجعتليش الست بتاعتى يمين عظيم لاسيبلك حالى و محتالى و اقعدلك هنا و عايزين تعشونى عشوونى.
مازن قعد نفس قعدته و كعمش وشه و شاور بعينيه لمراد على مالك و بصّله: و انا شرحه و هبقالك انا زى الوليه المطلقه مش هى مارد هز راسه و هو مكعمش وشه زيهم: لا انا مليش ف قعدتهم دى، انت عارفنى مبسترش ف حته و هفضحك مراد رفعله حاجبه: هتعمل ايه يا اخرة صبرى؟
مارد ضحك ببلاهه و هو بيشاور بإيديه ف الهوا: هفتحلك الزار بدالك و روشتات بقا و اسبرينة الحب و برشامة الغرام و ادينى حنان و اه لو لعبت يا زهر لحد ما الزهر يلعب مراد حط إيده على وشه و هو بيضحك بغُلب و مارد رفع حاجبه: بس قسم المطلقات و اهو نستفيد من خبرات سيادة المستشارين قال اخر جمله و هو بيقعد جنب مازن و مالك..
مراد رفع وشه بغيظ لهم: يلا يا كلب منك له، حد قالكم ان انا فاتحها مَطلَقه هنا؟ ده حتى فال وحش ع البيت و صحابه، هو انا ناقص؟ مالك حط إيده على خده برخامه: مش ماشى، و اللى يعرف يخرّجنى يفرّجنى مراد بص وراه للصالون اللى فاتح ع الجنينه و فيه همسه و غرام و حلم و ليليان و شاورلهم عليهم: همسه عامله جمعية اتحاد المرأه العصريه جوه و لو ملمتوش نفسكوا و دخلتوا اخدتوا مرتاتكم هتقلبها هى لجمعية المرأه المضطهده و دى بقا ف الحتادى مبترحمش، مقولكوش.
مازن رفع حاجبه: بتطفشنا عشان نمشى؟ طب مفييييش جواز، قصدى مفيش مشى مالك غمزله برخامه: ااه يا نمس مارد شقلب بوقه بتريقه: هتعمل ايه يعنى؟ مراد ضحك بإستفزاز: و الله مش بعيد تفتحلهم فرع ف روسيا و تشحنهم و اللى له حاجه يبقى يدور عليها مارد برّق و مازن رفع حاجبه و مالك كان بيشرب بخ المايه ف وشه و التلاته قاموا جرى لجوه و مراد بيضحك مع مهاب على منظرهم..
فهد مع روفيدا هى نايمه و هو راقد جنبها رافع نفسه فوقها و بيبصلها بتدقيق بعيد عن الهزار او حتى الدلع.. روفيدا إبتسمت و هى مغمضه اما حست انفاسه بتلامس وشها و فتّحت عيونها واحده واحده مبتسمه: حد يصّحى حد كده؟ انت معندكش اخوات بنات؟ فهد باصصلها بإرتواء و هى اتعدلت و اتفردت بدلع: و لا اخوات ايه بقا بعد جنانك ده؟ فهد اخيرا ابتسم بعشق بس متكلمش..
روفيدا للحظه انتبهت لسكوته و بصتله بإستغراب: فهد فهد بصوت مبحوح: حبيبى روفيدا بقلق: قلقتنى، ساكت ليه كده؟ فهد بإيده اللى لافه حوالين راسها هز صوابعه ف شعرها: مفيش، وحشتينى مش اكتر روفيدا ابتسمت بهدوء: قولى الولاد صحيوا؟ اتطمنت عليهم؟ فهد ابتسم: اه حبيبتى، انتى قلقانه عليهم و لا ايه؟
روفيدا: لا بس متعودتش مالك ينام بعيد عن حضنى فهد باس راسها بجديه: ربنا ما يحرمه منك و لا يحرمنا منه، متقلقيش هو مش بعيد يعنى، ده ف الاوضه اللى جنبنا روفيدا ضحكت بكسوف: ما انت اللى صممت تجيب بيبى سيتر تقعد بيهم، قولتلك ليله و تعدى طالما موضوع مالك كده يبقى هيصبحوا يجوا فهد ابتسم اما افتكر ليلتهم: مانا الصراحه مكنتش ضامن نفسى و لا ضامنك و لا ضامن ابنك يسيبنا ف حالنا روفيدا ضحكت اوى و شدته عليها و باسته بخفه: مش هتقولى بقا مالك؟
فهد اخد نَفس بجديه: مش اكتر من اللى قولتهولك صدقينى، مفيش اكتر من انك وحشتينى روفيدا بوّزت: و ده اللى مخليك مكلضم كده؟ فهد برغم ريأكشن هزارها رد بجديه: اه روفيدا اتعدلت شويه: انت متضايق عشان وحشتك؟
فهد هز راسه بتأكيد: اه يا روفيدا.. متضايق عشان وحشتينى..مينفعش تبقى مراتى و توحشينى..مينفعش تبقى ام إبنى و توحشينى.مينفعش تبقى حبيبتى و توحشينى.. مينفعش تبقى حلالى و توحشينى..مينفعش.. مينفعش اوحشك او توحشينى بمزاج حد مننا روفيدا ابتسمت بندم و هى بتتعدل بعدت عن حضنه..
فهد شدها عليه و ضمها على صدره: ايا كان الغلط ايه.. من مين فينا.. حجمه اد ايه.. نتيجته ايه.. مينفعش تبقى دى جزاته.. تبقى دى النهايه.. اللى بيحب يا روفيدا بيبقى عنده قاعدة الملانهايه.. حب لمالانهايه.. عطاء.. سماح.. تضحيه.. طاقه.. مينفعش من اول مطب يسيب كده روفيدا: انا مكنتش هسيبك، انا
فهد قاطعها: غلطت؟ اعملى اى حاجه، اى حاجه مسموحلك بيها، شوفى، اى حاجه، اى حاجه حتى لو هتقتلينى، بس و احنا مع بعض، سوا، اختارتى تبعدى يبقى مكنش ليا عندك فرص.. مكنش ليا جواكى رصيد و الرصيد ده بيتجدد مع الحب يا روفيدا ف اما ميبقاش ليا رصيد عندك يشفعلى عند اول غلطه يبقى مكنش ليا حب جواكى روفيدا اتعدلت بجديه: انت ازاى بتقول كده؟ ازاى! انت مشوفتش ازاى انا كنت.
فهد قاطعها: انا مشوفتش غير ايدك و هى بتسيب ايدى و بس..بس يا روفيدا.. مشوفتش غير حلم مع مالك و حسدتهم برغم كل اللى حصلهم.. مشوفتش غير اصرارها عليه و تمسكها بيه و منكرش انى اتمنيت اشوفك فيها بس للاسف محصلش...معرفتش حتى اتخيلك فيها و انتى مكلبشه فيا كده.. عشان كده كنت طول الوقت متضايق من جوايا منها او بحاول اقنع نفسى انها غلط او حبهم غلط بس بينى و بين نفسى بتمناه بكل حته جوايا.
روفيدا دمعت: انا بحبك.. يمكن اكون مبعرفش اتكلم.. و يمكن اكون بردوا مبعرفش اتصرف عشان كده اما بتوه و اتلغبط ببعد على طول لحد ما اهدى عشان اعرف اتصرف حتى لو انا الغلطانه.. بس ده ميمنعش انى عمرى ما حبيت اد ما حبيتك فهد اتعدل ف قعدته ع السرير قصادها و هو هيتكلم هى بصتله بدموع لمعت ف عيونها: انت بجد حسدتهم على حب نفسك فيه؟
فهد كتم نَفس جامد: مش بالظبط، بس بينى و بين نفسى اتمنتك الحد اللى عنده استعداد يضحى حد الموت، يتملّك حد الموت، يعشق حد الموت، يتمسك حد الموت و يسيب بردوا حد الموت، اتمنيتك كده و نفسى ف كده و عشان كده برغم كل حاجه قولت يا بختهم و مينفعش تبقى معايا و ابص على اتنين بيحبوا بعض و اقول يا بختهم روفيدا دموعها نزلت و هو مد إيده مسحهم بهدوء: انا مبقولكيش كده عشان تتضايقى.
روفيدا بزعل: اما تبص لاتنين بيحبوا بعض و تقول يا بختهم يبقى يا انا اللى معرفتش احببك فيا و احسسك بالحب ده يا انت اللى غلط ف اختيارك و فهد قاطعها: انا غلطت ف كل حاجه.. او ف حاجات كتير صعب تتخيليها يمكن من بينهم حاجات متتغفرش زى اخويا.. لكن انا متأكد ان الحاجه الوحيده اللى مغلطتش فيها هى اختيارى ليكى.
روفيدا ابتسمت من وسط دموعها: فى ناس اما بتحس انها هتتساب بتبّت اكتر و ناس تانيه بتسيب على طول،و انا من الناس اللى اما بتحس انها هتتساب بتسيب من غير ما تفكر عشان ميصعبش عليها نفسها و لا الحاجه اللى بين إيديها، انا جات عليا لحظه حسيت انك هتسيبنى، لقيتك بتغلط غلطه ورا غلطه و حسيت ان الغلطه الجايه هتبقى فيا، سيبت اخوك و حسيت ان الدور الجاى عليا.. حسيت ان لو غلطت اقل غلطه مش هتغفرها.. مش هتسامح.. هتبيع على طول.. قلبى اتقبض ف جريت من غير ما افكر.
فهد غمض عينيه بزعل و هى مسكت إيديه و ضمتهم و ببراءه ميلت راسها بين ايديه باستهم: بس انا كنا متأكده انك مش هتسيبنى.. مش هتبعد.. هتعرف ترجعنى مهما تجرى.. اد ايه كنت بتطمن و انا بجرى و كل ما ابص ورايا الاقيك بتجرى ورايا قلبى يهدى.. مش غرور و لا دلع قد ماهو حب اوى فيك او امان كنت باخده منك بعد الخوف اللى اتملكنى من اللى حصل.. و اد ايه كنت بخاف و اترعب اما الاقيك وقفت مكانك و سيبتنى اجرى.. فهد انا وصلت لمرحلة انى كنت بتعمد اغلط قدامك او فيك عشان اشوف رد فعلك..
شوف خوفى كان واصل لفين! كنت خايفه من اقل غلطه تهد كل حاجه.. انا اتعمدت يوم محاكمة اخوك مقولكش انى كنت عارفه وجوده عشان تشوفها غلطه و اشوفك هتتصرف ازاى.. قلقت اما شوفتنى مع اخوك ف النادى يوم ما اتقابلنا بس استنيت رد فعلك بحذر اما لقيتك فاهم غلط.. انا دماغى اللى مقدرتش تستوعب اللى حصل مكنتش فيا و كانت بتودى و تجيب و بترسم كل ليله مية الف سيناريو و حوار لمية الف غلطه و حدوته بينا.
فهد بعتاب: بس انا هونت عليكى يا روفيدا.. هونت و هونت اوى كمان.. هان عليكى وجعى روفيدا دموعها بتتجدد: عشانا.. عشان علاقتنا.. لو اتوجعت انت ف ده عشان علاقتنا تعيش فهد بتصحيح: كل حاجه بتعيش و تستمر اما بتديها احسن ما عندك.. و عشان العلاقه تعيش كان من أحسن الحاجات اللى ممكن تقدمهالها إنها متهونش عليكى تتهجر كده.. اللى بيحب حد بيحسسه إنه ميهونش عليه.. مهما حصل بينهم.. المشاكل تتحل بس العلاقة نفسها متهونش على حد فيهم..
روفيدا ميلت راسها و هو مد إيده مسك دقنها رفعها و قابل وشوشهم بإبتسامه: انا مقولتش انى مغلطتش.. لا غلطت و غلطت اوى كمان.. الغلط الغلط اللى ميتعداش بس كنت مستنى منك اى حاجه غير انك تعدينى انا مع الغلط روفيدا رفعت ايدها مسكت إيده اللى ماسكاها و ضمتها على وشها و غمضت: تعالى نعدل الصوره من تانى.. نعدلها و نصلّح و نشيل الشخبطه اللى فيها.. او حتى نرسمها من تانى مش مشكله.. طالما لسه انا و انت عايزينها.. هتقدر؟ فهد ابتسم بحب: تفتكرى؟
روفيدا ضمت وشه بإيديها الاتنين بحب صافى: بالحب هنقدر.. صدقنى الحب بيعمل كتير.. كتير اوى.. هو اللى بيعمل اصلا بدالنا..هو اللى بيحرّكنا فهد ابتسم و بص لإيديها الاتنين اللى ماسكين وشه بغزل: اخد حقى طيب روفيدا غمضت اوى بكسوف: يخربييت حقك و يخربييت اللى لك حق عنده يا شيخ فهد شدها عليه بحب: حقى و لا مش حقى؟
روفيدا ضحكت اوى: ايوه بس فهد ف لحظه شقلبها و كان فوقها بس مش لامسها و لا لامس السرير غير كفوفه: يبقى الدفع مقدما و الشكك ممنوع اخدوا قعده خفيفه ف بيت مراد و مالك ضم حلم عليه و غمزلها: يلاا اخدها و قام و الكل صفّر.. مالك رفع حاجبه و مارد غمزله: ادى اول واحد جاب جاز و سلّم الاول مالك ضحك غصب عنه و غمزله: و بالنسبه لجازك انت؟
مارد بغيظ: ولّع فيا.. جازى انا ولع فيا بعيد عنك.. ما انت متعرفش الدكتور قال للوليه ايه؟ غرام رفعت حاجبها: وليه؟ مارد لف وشه لها بغيظ: اسكتى انتى.. خليكى ف كوبايتك اما نشوفوا حكايتك مالك ضحك اوى و ساب حلم بس لسه ماسك إيدها و قرب منه و لف دراعه حواليه و همسله: خد بالك عشان كتر الكبت بيجيب انفجار مارد رفع حاجبه و برّق قدامه: انفجار؟
مالك هز راسه اه و رخّم بإيده على وشه و اخد حلم و خرج.. مراد قام وراهم و نده علي مالك بعد ما خرجوا: مالك مالك لف وشه له و إبتسم: لو قعدت بألف طريقه و يوم اشكرك مش هعرف.. حقيقى مش هعرف.. عشان كده هسيبك لربنا مراد برّق: ربنا!
مالك إبتسم بعرفان: اه ربنا، هفضل من دلوقت لحد ما اروحله اقوله يارب الراجل ده اكرمنى بشكل عجزت عن رد كرمه ف اكرمه انت من عندك و بمعرفتك مراد إبتسم و قرب منهم المسافه اللى بينهم و طبطب على كتفه: انت كويس اوى يا مالك.. اوى.. معدنك كويس و بيلين و يتشكل بسهوله و مع ذلك صعب يتكسر و يوم ما يحصل بيلتئم تانى عشان يدى حاجه و شكل تانى احسن و دى الحته الحلوه اللى فيك.. اوعى تسيب الظروف تغيرك و لا تخلى الدنيا تاخد و تدى فيك بالشكل اللى يمحى الحته الحلوه اللى جواك..
كل ما تاخد و تدى فيك رازيها و قاوحها و شيل و اهبد معاها لحد ما تخليها تغلب فيك و هى اللى تسلّم مش انت.. تستسلم انها هى اللى مش قدك مش انت اللى مش قدها.. انت عندك حلم و طول ما جواك الحلم و طول ما قادر تحلم و تحقق حلمك يبقى انت قوى.. بس المهم تحافظ على حلمك و تخليك اد الحلم بتاعك.
مالك إبتسم و عينيه بتلقائيه راحت لحلم جنبه: عمرى ما حلمت حلم و ربنا مدهوليش،و عمرى ما ادانى حلم و اخده منى مراد ابتسم لانه كان يقصد كلامه معمم على حياته عموما و شغله بس فكرة انها تبقى حلم اساسى و ممحور جواه بسطته اد ما طلعت تلقائيه منه: مش عيب.. انت غلطك الوحيد كنت ماشى سكه ملكش فيها حلم.. ماشى لمطرح ما الريح توديك.. حتى قبل محنتك.. عشان كده اما وقعت ايدك مسكت الهوا عشان مكنش معاك حلم يصاحبك.. و يوم ما بقى ليك حطيت مسافه بينكم.. خليته معاك و قصاد عينيك بس عشان متخسرهوش لكن مصاحبتهوش ف سكتك.. عشان كده يوم ما وقعت مدت ايدك تمسكه بردوا مسكت الهوا و وقعت..
مالك ابتسم بإحراج و مراد ابتسمله: ايوه كده سيب قلبك متكتفهوش.. بيقولوا احكام القلب مغلطه دايما و دايما احكموا بالعقل.. لكن غلط و الله.. حكم العقل مشروط بالظروف اللى لازم تبقى مرتبه قدامه عشان يعرف يحكم صح.. لكن حكم القلب مش مشروط غير بالود و بس..عشان كده دايما اسمع لقلبك بثقه لكن راجع عقلك.. القلوب مبتتخدعش قد ما العقل بيتخدع، بيتلوث من الواقع وأحداثه! مالك هز راسه بتأكيد بندم و سكت..
مراد بهدوء: عندنا ف الصعيد بيقولوا القفه ام ودنين يشلوها اتنين.. متتعافاش على شوية الطاقه اللى عندك قدام اى ازمه و تشيل لوحدك عشان ف نص السكه طاقتك دى هتخلص و النتيجه هتبقى حاجه من اتنين اوحش من بعض، يا هتقع بشيلتك و مش هتكمل، يا هتمد ايدك تستنجد و مش هتلاقى ايد تشيل معاك.. مفيش احلى من الونس.. و الله بيبقى احلى حتى لو مش سند..
بعدين بيقولوا السكه الطويله يهوّنوها اتنين حتى لو كل واحد منهم لوحده هيقدر يكمل سكته للاخر.. بس كل واحد منهم للتانى بيبقى دعم انه يكمل و مدد و طاقه.. حاجه كده زى إنك تروح تشتـرى شوكلاتة و تاكلها ليها طعم وإن حد يجيبلك شوكلاتة بتحبهـا عشان عارفك هتفرح بيها ليها طعم تانى.. إنك تروح تشـرب كوباية عصير قصب ليها طعم وإنك تتعزم عليها و تشربها معاه و تهزوا و تضحكوا ف الشارع ليها طعم تانى.. إنك تجيب آيس كريم و تاكله لوحدك بيبقى ليه طعم وإنك تجمّع وتجيـب آيس كريم إنـت وأصحابـك و تـاكلـوه سـوا ليها طعم تانى..
إنك تقعـد تتفـرج على مسرحيـة بتحبهـا ليها طعم وإنك تتفرج مع حد بترتاحله و بتحبه و تقضوها ضحك وألـش ليها طعم تانى..الحياه و انت لوحدك لها طعم و الحياه مشاركه مع حد بتحبه لها طعم تانى.. و انت بقا دوقت الطعمين دوّر ع الطعـم الحلو فيهم و ماتفوتهوش مالك اتحرك خطوتين بحلم يمشى و وقف و بص لمراد وراه: مين اللى صاحب فكرة القضيه الهابله ف القسم؟ مراد ميل راسه على ناحيه و هو بيضحك و مالك ضحك معاه: سؤالى هو الاهبل مش كده؟
مراد ابتسم: لا هو الهبل بجد انك تكون فاكرنى انا مالك رفع حاجبه: نعمم؟ مراد ضحك و ضربه بكف ايده بخفه على خده: ده انت اللى طلعت اهبل بقا مالك بجديه فكر شويه و بص لمراد بإستفهام.. مراد ابتسم: اما تحب توصل لحد قلبه عليك كان لازم اول واحد تفكر فيه اخوك مالك اتذهل: فهد!
مراد هز راسه: جزء من محاولته يصلّح غلطه او يصلّح اللى باظ بينكم.. يوم ما حلم خرجت برا دايرتك و فضلت تلف عليها جالى و قالى انه عايز يعمل حاجه و هو شايفك بتخبّط قدامه كده مش عارف عايز ايه.. منكرش ان كان ف بالى حاجات كتير و منكرش بردوا انى كنت هعمل من بينهم حاجه و مش هسيبك كتير كده.. بس هو سبقنى بخطوه ف التفكير.. و اما جالى اتراجعت انا و سيبته هو يتصرف.. منكرش بردوا ان الفكره نفسها مجاتش ف حساباتى بس عجبتنى..
خاصة اما قالى ان المشكله بينكم كانت حته منها ف الثقه و التانيه ان كل واحد منكم من عماه هان ع التانى ف لو موثقتوش ف بعض و بردوا هونتوا على بعض يبقى متعلمتوش حاجه و ساعتها مهما حصل و لا عمركوا هتتعلموا.. سيبته يدوس و اهو النتيجه خير مالك ضحك بغيظ اما افتكر الشقه و ازاى جهزها لحلم و اوضتهم اللى وضّبها زى ما عمل ليلة فرحهم ف البلوره بالظبط كإنه عايز يوصّلها انه بيبتدى من اول و جديد..
مراد انتبه لسكوته فجأه و غمزه: روحت لحد فين؟ مالك انتبه ف بصّله بغيظ: روحت لفد.. سنته سوده معايا الجزمه مراد ضحك و شد حلم اللى مراد غمزلها و هى ابتسمت و مشيوا.. ام حلم ف بيتها ماسكه مجله بتقلب فيها بملل و مروان دخل بجمود.. هند ابتسمت بإستفزاز: يا اخى و الله انا تعبتلك مروان اتحرك ناحيتها وقف قدامها و شبّك إيديه ورا ضهره بجمود..
هند قامت ببرود وقفت قدامه: مروان.. و الله انت صعبان عليا.. فوق بقا متبقاش غبى.. انا مش عارفه انت طالع غبى لمين بس.. احنا مفيش ف عيلتنا عينة غبائك و لا ضعفك دى مروان ضحك بتريقه: عيلتنا؟ هى فين عيلتنا دى؟ هى مين اصلا!
هند ربعت إيديها: ايا كان.. بس بردوا كلمة ضعف مش موجوده ف قاموسنا.. كلمة عاطفه.. الحب ده كلمه هامشيه دايما بتتحط جنب حاجات كتير.. مينفعش تيجى حاف كده.. لوحدها.. لازم تتحط جنب حاجه.. جنب فلوس.. جنب مصالح.. جنب شغل.. جنب قوه نفسك فيها.. جنب عيله.. جنب اى حاجه.. دايما جنبه هدف بيزقه و يدفعه يتحرك.. و الحب اللى من غير الهدف لازم يقع.. يقف ف نص الطريق و يعطل و ساعتها مفيش حاجه هتحرّكه مروان هز راسه بتريقه و هى ابتسمت: طب انت عارف حب حلم لمالك اللى انت شايفُه زى الكل اسطورى ده! بردوا جه و جنبه حاجات كتير.. كتير اوى.. يمكن الحاجات دى قبله!
مروان بصّلها بحده لمجرد جابت سيرو حلم و هى قلبت شفايفها ببرود: يمكن جه جنبه قوه كان نفسها فيها زى ما قولتلك.. يمكن خلفه.. يمكن عيله.. يمكن تحدى للظروف جوم مع شوية عِند.. لكن ف الاخر كان مروان حط سيف إيده ع التانيه بعلامة تقف و هى سكتت.. مروان بجمود: برااا هند اتصدمت: انت مروران كرر كلامه بحده: انا.. بقول.. براا هند بذهول: انت بتطردنى؟
مروان هز راسه اه ببرود زيها و هى ردت بغضب: انت بتطردنى من بيتى؟ انت فاكر عشان ابوك مش هنا يبقى مروان كمل وسط ماهى بتتكلم اجبرها تسكت: يبقى تطلعى برا.. عشان ابويا مش هنا يبقى تطلعى برا.. انتى ملكيش هنا مكان رجلك حتى.. ملكيش غير ابويا و سابك.. بمزاجه بقا او غصب عنه ميخصنيش.. المهم انه سابك و معدش ليكى حاجه هنا هند زعقت: انت اتجننت؟ انت بتقولى انا الكلام ده؟
مروان هز راسه اه بإستفزاز و هى زعقت: لا فوق.. انا صحيح سيبتك تسترجل عليا مره قدام الست حلم بتاعتك و قولت يمكن حابب تعمل راجل قدامها لكن لو فاكر ده ضعف منى يبقى متعرفنيش.. متعرفش هند اللى داست على جوزها برجليها يوم ما باعها و زقته و حرقته اما حطت مكانه اقرب ما ليه.. و يوم ما ابوك نفسه يعملها هو كمان معايا و يبعنى يبقى ميعرفنيش و يبقى...
مروان قاطعها ببرود: يبقى تخلصى معاه هو مش انا.. انا هنا ف ملكى.. بيتى.. حاجتى اللى انتى لا لكى علاقه بيها و لا بيا...لو عايزه تعملى حاجه و لا بتهددى بحاجه و لا لو شايفه نفسك ليكى حاجه روحى اسطفلى معاهم هما.. كملى مثلت القرف.. لكن هنا ملكيش مكان قال اخر جمله و هو بيهز راسه ببرود و هى بصّاله بذهول و مش مصدقه: انت.. انت مروان اللى كنت بتقفل على نفسك و توطى راسك لمجرد حتة واحده حبيتها تكشر ف وشك! انت اللى كنت مبتقدرش ترفع صوتك على واحده و مستنى فضلة خير راجل تانى المفروض زيه زيك! دلوقت جاى تتكلم كده و تعمل كده! انت جيبت القوه دى منين!
مروان كتم وجعه مع نفس طويل اخده: مش انت قولتى الحب لوحده من غير حاجه جنبه بيقع.. و انا كنت بحب بنتك حب لوحده من غير اى حاجه جنبه.. لا مصلحه و لا قوه و لا فلوس و لا حتى عشان عيله و عيال.. كنت بحبها هى و بس لا عايز منها حاجه و لا معاها حاجه.. عشان كده وقعت و عشان الشاطر اللى بيقع و عشان الوقعه اللى متموتش تقوّى كان لازم اقوم كده..
هند زعقت: و انا مالى؟ انا مروان قاطعها بحده: انا قولتلك برا.. ملكيش حد هنا هند بترقب: انا ليا ورثى و حاجتى و مروان كمل كلامه بجمود: و لا حاجه هند بلعت ريقها بحذر: يعنى ايه!
مروان ضحك بتريقه: بتقولى ابويا ميعرفكيش! لا واضح انه كان يعرفك كويس اوى.. ابويا كاتب كل حاجه بإسمى هند بصتله اوى و مروان كمل كلامه بتأكيد: كل حاجه.. حتى الهدوم اللى عليكى.. يعنى لو عايز اخرّجك من هنا عريانه هعملها.. بس انا عشان الاصيل الوحيد اللى فيكوا هعمل بأصلى ده و اسيبك تمشى هند بتحدى: و انا مش هسيب بيتى..
مروان شاور للامن وراه عليها و هى بصاله بذهول: انت هتعمل ايه! انا سيبتلك البيت اللى مروان: و انا قولتلك كل حاجه بتاعتى.. و انتى لا تملكى حطة رجلك حتى...هاا.. هتخرجى و لا... هند بصت للامن بترقب و بصتله و فهمت انه مش باقى على حاجه ابدا.. للحظه لعنت حلم ف سرها و اللى كان ممكن بيها الوضع يتغير و تبقالها الكارت الكسبان اللى هتقش بيه كل حاجه او هى طول عمرها حسباها كده و عشان حلم صدّاها كانوا طول عمرهم مش متفقين..
وقفت بجمود و اخدت شنطتها و خرجت بحده و مستحلفه تهد المعبد ع اللى فيه! مالك اخد حلم و مشيوا بالعربيه.. حلم بتفرك ايديها من لحظه للتانيه و مالك متابعها لحد ما مد إيده بين إيديها فصلهم و رفع إيدها باس كفها: انتى ليه متوتره كده كإنك عروسه ليلة فرحها و بتدخلى البيت لاول مره! انتى خايفه منى بجد!
حلم ردت بتلقائيه بصوت مهزوز: خايفه نقع تانى مالك بإصرار: مش هيحصل حلم بقلق: و لو حصل؟ مالك بإراده: هنقف تانى.. كل مره هنقع هنقف تانى طول ما كل واحد مننا إيده ف إيد التانى.. دايما إيد التانى هتوقّفه حلم بخوف: هنتعب مالك بتصحيح: هنقوى حلم: او نستقوى..
مالك هز راسه: معرفناش نعملها اولانى يبقى هنعملها تانى! احنا معرفناش نستقوى على بعض ف الاول برغم كل اللى حصل! يمكن كل واحد فهم رد فعل التانى قوه لكن كان قمة الضعف! كنا بنقوى ببعض مش بنستقوى على بعض! بنقوى لدرجة الجنون! بين كل وقعه و التانيه هناخد قوه تخلينا نكمل حلم بتردد: او هناخد وجع..
مالك بتأكيد: و بردوا هيخلينا نكمل.. انا مكملتش قضيتى و كسبتها غير اما اتوجعت منك.. و مش بس قضيتى ف شغلى.. قضيتى مع الدنيا بحالها و الحمد لله كسبتها بيكى..
حلم ابتسمت بتوتر و هو كمل كلامه بإصرار: انتى كمان مكملتيش معايا غير اما اتوجعتى.. يمكن لو كنت رجعتلك اول ما رجعت مكنتيش انتى اللى هتقبلى تكملى و هتشكى فيا انى فعلا كنت غلط.. او حتى هتشكى ف حبى ليكى انه كان ضعيف عشان كده مهتمش.. و يمكن بردوا لو كنت بعِدت اول ما رجعت بعد القضيه و بيعت الحكايه من اولها من غير وجع كنتى مكملتيش و لا قاوحتينى.. لكن الوجع اللى كمل بقية الحكايه عننا و حرّكنا ف وقت مكناش عندنا فيه طاقه..
حلم سكتت بتوتر و مالك سكت و للحظه بصّلها بحماس: هنروحلها حلم استغربت: هى مين دى؟ مالك ضحك: دكتوره خُلل حلم ضحكت معاه غصب عنها: بردوا؟ ده محدش فاهمنا غيرها مالك ضحك اكتر معاها: هى بتفهم اصلا؟
ضحكوا اكتر و اخدها و مشيوا.. راحوا المستشفى و دخلوا و طلعوا على طول على مكتب و خبطوا و دخلوا.. دكتوره منال إبتسمت و شاورتلهم يقعدوا.. مالك رفع حاجبه و هما بيقعدوا: متفاجئتيش يعنى؟ دكتوره منال ابتسمت: و اتفاجئ ليه؟
مالك إستغرب: ع الاقل بيا.. انا عارف اه ان حلم معاكى على طول و مقطعتش.. لكن انا ف اخر الدكتوره منال كملت: ف اخر مره انفعلت و اتعصبت و زعقت و هربدت الدنيا.. يعنى طاقتك السلبيه اللى انت كابتها جواك من انعزالك و وحدتك مش هقول انفجرت.. بس ع الاقل بلغت ذروتها بالشكل اللى مينفعش تتكبت تانى و كان لازم تفتحلها الباب تخرج و ابتدت تخرج ف شوية انفعال.. يبقى لازم مكانها جواك هيفضى و كل ما تفضّى من جواك اللى جواك هيفضى شويه شويه و تعرف تستقبل اى حاجه..
مالك ابتسملها و ابتسم لحلم بصوت: مش بقولك محدش هيفهمنا غيرها! حلم برّقت و هو خبطها بكوعه ف جنبها و مشّى إيده على وشها قفل بوقها بعينيه المفتوحين.. دكتوره منال ابتسمت: السؤال هنا بقا انت جايلى ليه؟ مالك رفع حاجبه و ضحك بغيظ و همس لحلم: عرفتى ليه بقول عنها خُلل؟ حلم ضحكت بخفوت معاه و خبطته ف جنبه..
مالك رجع بص للدكتوره بإبتسامه مصطنعه: و الله انا ف بداية جملتك قولت فاهمانى ف اخرها قولت مش هتفهم الدكتوره بصتله مبتسمه و هو صحح و هو بيبصلها على حلم: مش هتفهم حلم خبطته ف رجله و هو صحح و هو بيشاور على نفسه: مش هفهم الاتنين بصوا لبعض و قبل ما يضحكوا هو صحح بلغبطه: مش هنفهم.. مش هنفهم ضحكوا الاتنين اوى و مالك ضحك معاهم بغيظ: اهو اى حد يفهم ام الليله دى سعادتك..
دكتوره منال قامت و هى بتضحك شاورتلهم على انتريه صغير جنب المكتب و قعدت و هما بيقعدوا حلم قعدت الاول بعد مالك عدلها الخداديه ورا ضهرها و بيقعد جنبها الدكتوره شاورتله يقعد على كرسى تانى و كان بعيد شويه.. مالك رفع حاجبه: نعم! دكتوره منال بصتله بهدوء: تعالى جنبى مالك نزّل حاجبه و رفع التانى: نعم!
دكتوره منال ابتسمت: حاليا انت جزء من المشكله مش جزء من حلها ف محتاجه اسمعك اكتر ما تسمعنى او تسمعها مالك ضحك بغيظ و افتكر اما طلبت منه يقعد جنبها و يمسك إيديها و حس ان فعلا حاجات كتيره اوى برا وقتها بتبقى باهته.. دكتوره منال: هاا يا مالك مالك سكت كتير اوى و إبتدت نظراته تزوغ حواليه بشكل مهزوز او متوتر..
الدكتوره بصتله بهدوء بتساعده يتكلم بس محتاجاه هو يبتدى ع الاقل تعرف وجهته: عايز ايه يا مالك! مالك متوتر جدا: انا.. انا مش عايز حاجه.. مش عايز الدكتوره اتعدلت ف قعدتها و بصتله بإهتمام ساعده يركز معاها: امال ليه انت هنا دلوقت؟ و ليه كنت هنا قبل كده؟ و ليه مع مراتك لحد دلوقت؟ و ليه بتعمل معاها كده؟ ليه حدة تعاملك مع الغلط دى سواء معاها او مع غيرها؟
مالك اخد نفس جامد بتوتر و هى بصتله بلوم: ليه الكتاب! مالك بصّلها و ضحك ضحكه خفيفه غصب عنه و بص لحلم بغيظ و همسلها: لحقتى فتنتى؟ حلم معرفتش تضحك و بصت للدكتوره بذهول: انتى ايش عرّفك بحكاية الكتاب دى؟
الدكتوره بصت لمالك اللى ملامحه قلبت جد بإستفسار و إبتسمت: انت بجد فاكر انى غبيه و لا ايه؟ انا مهمتى افهمك ف الوقت اللى انت متفهمش فيه نفسك، يبقى مش هفهمك و انت فاهم نفسك و فاهم عايز ايه! مالك ابتسم بالعافيه: انا مكنش قصدى ائذيها.. انا الدكتوره قاطعته: عارفه.. و متأكده كمان مالك استغرب و بص لحلم و بصّلها.
الدكتوره ردت ببساطه: انا قولتلها قبل كده انى مؤمنه جدا ان الغلط و الصح مسارات ممكن تتغير مع الظروف اه، لكن الشمال غريزه و المبادئ غريزه و الاخلاق غريزه و دول شئ بديهى و زى ماهو لا يُكتسب بظروف بردوا لا بينقلع من جوه البنى ادم بظروف مالك هز راسه بشكل مهزوز كإنه ما صدق لقى حد فاهمُه: هى.. هى مقالتليش انها عيانه.. انها..
سكت اما صوته إتخنق مش عارف عشان هنا كانت نقطة غلطُه و لا عشان كانت النقطه اللى اتقابل فيها غلطهم الاتنين ان كل واحد فيهم قدام المشكله اللى اتحطت قدامه اتصرف من وجهته هو و مشافش غير الجزء اللى باينله من الصوره اللى قدامه! الدكتوره: هى مقالتلكش انها تعبانه و بتتعالح من القلب لانها لو كانت قالتلك كنت هتعيد حساباتك من تانى بشكل تانى، لكن اللى حصل انك متعرفش اللى عندها و اما اتصدمت اتصرفت باللى عندك بس، باللى انت شايفُه.. انها كويسه و هتتحمل..
مالك هز راسه بسرعه بإستنجاد و هى كملت: و ده كان زى غلطتها نوعا ما.. انها بردوا ف لحظة صدمه اتصرفت باللى عندها بس، باللى شافته من ناحيتها من غير ما تبص لناحيتك و كانت النتيجه غلط.. المعادله طلعت مش موزونه.. عشان العلاقه دى معادله بين اتنين و عشان تطلع متزنه مش مختله و لا ناحيه تخل عن ناحيه مينفعش قرار يطلع من ناحيه واحده و لا تفكير و لا حتى الغلط ينفع يطلع من ناحيه واحده..
مالك هز راسه و هى إبتسمتله: هجاوبك على سؤالك عشان ميفضلش شاغلك طول الحوار و يشتتك.. هى مقالتليش فعلا على حوار الكتاب.. لكن انا استنتجته.. انا عارفه انك كنت ظابط ماهر جدا و متمرّس ف شغلك.. و اما مريت بمحنتك طلعت منها بشكل محترف.. كنت عامل زى السواق اللى انغرس بعربيته على حافة ترعه ف الوحل.. و كان لازم يطلع من مكانه و عشان يطلع كان بشكل محتوم هيطلع بخساره.. يا يخسر العربيه يا الطريق اللى ميقدرش يكمله من حادثته دى يا يخسر نفسه كله باللى معاه و فجآه صدم الكل بخروجه بكل حاجه بسلامته و من غير خساير..
اه منكرش انه اتخربش و اتبهدل شويه لكن ف الاخر طلع بنفسه و كل حاجته ف الاخر و كمان كمل طريقه، ف مينفعش اجى انا و اشك ف ذكائك، حتى حتة اندفاعك و غشمك بردوا ساعدتنى شويه افهمك.. عشان كده اما ابتدت حالة حلم تتشوّش قدامى كنت انت المسار التانى قدامى جنب المرض النفسى.. منكرش انى ف الاول رجّحت الامر للمرض النفسى و ده عشان حالتها و رجوعك و لغبطتك و لغبطة الظروف حواليكم، لكن بعد كده ابتدت الرؤيه توضح خاصة بعد ما شوفتك.. فهمت انك جزء من الصوره..
انا عارفه انك ظابط و جزء من دراستكم واسلوب شغلكم انك تعرف تستخدم كل حاجه حواليك و توظّفها تخدمك و انك ازاى تستخدم كل حاجه لصالحك.. و عارفه كمان ان الاسلوب النفسى بتعتمدوا عليه يمكن اكتر من الجسدى او العقلى حتى مع اى خصم قدامك، انتوا اما بتعجزوا بخبرتكم مع عميل او خصم تحت ايديكم تاخدوا منه اللى عايزينه بتلجأوا لتتعامل النفسى.. زى مثلا تشغلوا جنبه ف حبسه حنفيه تقعد تنقط جنبه تلعب بتركيزه او تسمعوه صوت تعذيب جنبه من زنزانه تانيه من غير ما يشوف تلعبوا بأعصابه و ف معظم الاوقات بينجح الاسلوب النفسى اكتر من خبرتكم او مهارتكم.. ف رجّحت انك هتلجئ للاسلوب ده.
مالك بصوت مهزوز جدا: بس هى مش خصم.. عمرها ما كانت خصم.. ابداا الدكتور هزت راسها بتأكيد: عارفه، و ده اللى استنيت اسمعه منك او ع الاقل استنتجه من النتيجه، انا عارفه انكم ف شغلكم بتلجأوا للاساليب النفسيه زى الضغط و الايحاء و التذنيب المعنوى و و و ف التعامل ف رجحت انك على سابق معرفه بالكتاب ده او ع الاقل بشكل ثقافى و اما ابتدت حالة حلم تاخد قدامى المسار ده ابتدى تفكيرى يروحلك، اه ف الاول منكرش انى شكيت فيك او ع الاقل كان قدامى احتمالين قصد بعض يا بتعالجها يا بتعاقبها و يمكن ده كان سبب اصرارى اشوفك و سبب انى استفزيت وجودك و قصدت استفز مشاعرك بحكاية الورم عشان اعرف ارجّح قدامى انهى احتمال صح لكن ف الاخر لهفتك و خوفك و الرعب اللى اتملك منك عليها عرّفنى الجمله اللى بدأتلها بيها كلامى معاها ان الراجل اللى اترسم قدامه الغلط الف مره غصب عنه و زقه برجله مش هيجى يشده بمزاجه..
مالك بصّلها كتير بلهفه و عيونه لمعت بدمعه: انتى تقصدى ايه انك استفزيتى مشاعرى بحكاية الورم؟ انتى قصدك انها معندهاش ور الدكتوره قاطعته: مش بالظبط.. احنا فعلا شكينا ف وجود ورم و فعلا اتأكدنا ان فى تجمع دموى اشبه بالورم لكنه بسيط و مش خبيث و مش بالخطوره اللى خوفنا منها و مش هتحتاج لجراحه كمان مالك اخد نَفس جامد اوى اوى و ابتسم بعيون مدمعه..
حلم بصتلها بذهول: بس انتى قولتى لمروان مش له! و ليه اصلا كل ده! انتى كنتى محتاجه تثيرى شفقته! الدكتوره بنفى: اولا لا انا مكنتش محتاجه اثير شفقته.. انا كنت محتاجه اثير عقله.. كنت عايزه اعمل حاجه كده شبه الصدمه الكهربيه لعقله تفوّقه و تخليه يخرج من دوامته.. و ده مكنش هيحصل غير بصدمه تانيه نفسيه.. حاجه كده زى الصدمه الكهربيه لمريض قلبه بيقف.. ثانيا انا كنت محتاجه اعرف هو بيعاقبك و لا له هدف تانى خاصة ان الاسلوب النفسى ده له مسارات كتير و اغراض كتير و نتايج اكتر ف رد فعله اللى كان هيحددلى.. ثم ان انا قولت لمروان عشان عارفه ان الموضوع كده هيوصله.. انا سيبت الخبر ف المستشفى و هو استقبله الاول مش انا اللى بلغته حلم بتوتر سألتها بخوف: هو فعلا ممكن حد يعالج حد...
سكتت معرفتش تكمل و الدكتوره بصت لمالك و بصتلها: بصى الطب النفسى و اساليبه محوّره ف مسارات و مجالات كتير و له استخدام ف كل حاجه حوالينا.. دكتور القلب بيستخدمه مع مريضه، دكتور المخ و الاعصاب، دكتور الاورام، مش بس طبيا، بيُستخدم ف المصحات النفسيه و العقليه و حتى مصحات الادمان و شغل البوليس و المخابرات و الديكور و حاجات كتير اوى اوى، و كل مكان من دول بيتحط فيه بيتغير شكله و فورمته رغم توّحد منهجه، حاجه كده زى السكينه اللى لو اتحطت ف المطبخ بتنفع و لو اتحطت ف ايد بلطجى بتأذى..
حلم بتسمعها بهدوء و الدكتوره بصتلها بشكل مُبسّط: بصى الكتاب ده شديد التعقيد و صعب الفهم حتى على المختصين ف علم النفس و الطب النفسى.. يعنى مثلا بيحتوى على تلاته و عشرين تقنيه من تقنيات صناعة المرض النفسى للاسوياء، اهى التقنيات دى او ع الاقل بعضها هى نفسها تقنيات للعلاج النفسى بس بإستخدامها بشكل عكسى و فى منها بردوا نوع من غسيل المخ، بس بتفرق ف الهدف، يعنى ف السياسه بيستخدموها كغسيل مخ لمسجون سياسى عشان يقنعوه انه لا شاف و لا سمع حاجه او يغيروا معتقداته او يهزوّها و يهزوا ارائه و ثقته بنفسه، ف المصحات النفسيه بيستخدموها ف اختبارات الذكاء و الثقه بالنفس و مقياس الثبات النفسى و الادراكى و الثبات الانفعالى و غيرها كتير..
حلم بصت لمالك اللى اتكلم بشكل مهزوز: انا.. انا كنت عايزها ليا.. ليا لوحدى.. عمرى ما كان عندى حاجه تخصنى لوحدى.. او ع الاقل اما خسرت ابويا و امى.. حتى و هما موجودين كنت شايلهم مش شايلنى.. شايلهم و شايل عنهم...كنت محتاج ايد من كتر ما متبته فيا احسها بتاعتى و جزء منى و من جسمى و عشان تفلت منى هتتخلع من جسمى.. كنت عايزها تحبنى الحب اللى انا محتاجُه مش الموجود حوالينا او المتاح قدامها.. كنت عايز تثق فيا.. متشوفش غيرى..
متشوفش طريق غير طريقى و لا سكه غير سكتى.. مكنتش عايز اللى حصل بينا يحصل تانى.. كنت عايز احط حبها ليا قاعده ثابته و راسخه يروح و يجى عليها الزمن و متتهزش.. تسمعنى انا بس.. تشوفنى انا بس.. تثق فيا انا بس.. مهما حصل.. مهما حصل.. حتى لو انا بنفسى يوم قولتلها انا غلط تثق فيا اكتر منى!
الدكتوره بصتله و بصتلها و حلم بتبصله و بتبلع ريقها كإنه بتدوق كلامه مش بتسمعه.. الدكتوره: مبدئيا كده وضحلها كل حاجه مالك انتبه بتوتر: ارجوكى.
الدكتوره سبقته بالكلام: انا محتاجه اكسرلها اى حاجه بينكم عشان تعرفوا تخطوا لبعض المسافه اللى فصلتكم.. اى حاجه.. و من بينهم علامات الاستفهام اللى جواها دى.. لازم تفهم.. لازم تقتنع.. لازم تحسك.. عارف انى اول علاج هكتبهولها ف يُعتبر اول جلسه دى هو انى هديها نسخة الكتاب ده تقراها.. هتقراها بس المرادى بعقلك انت.. هتشوفه بعينيك ساعتها الرؤيه هتتقلب بيها و هتفهم اكتر ما فهمت ان كل صوره ف الدنيا لازم تتشاف من الوجهتين عشان ملامحها تكمل..
مالك بصّلها شويه: انا بس مش متفهّم حاجه.. حلم شخصيه قويه و غير اعتماديه و لا اتكاليه و لا حتى مهزوزه.. مهما كانت مخبيه عنى حاجات من ماضيها لكن قدرت تكوّن شخصيه جميله.. اه كانت قدامى ف احيان كتير جواها محور خفى و هى بتلف ساعات بتخبط فيه تتهز و اه مكنتش فاهم المحور ده ايه لحد ما عرفت حكايه ابوها و ازاى اتحرمت منه و ازاى حرموها من حتى تسمع اسمه.. لكن ده مأثرش عليها كتير..
زى ما قولتلك ساعات كانت و هى بتلف ف سكتها بتدوس على البؤره دى زى ساعة حادثة فهد اخويا و قعدت تترجانى متخلاش عنه و زى وقفتها جنبى اول الحكايه بدون مبرر و لا معرفه و لا حتى منطق و زى رد فعلها اخر الحكايه، لكن ده مش معناه انها مهتزه او شخصيتها مختله.. بالعكس حلم شخصيه بتسموها كده اتب.. ازاى بعد كل ده ف اول وقعه اتهزت كده؟ يعنى.. يعنى ازاى كانت مهزوزه و بتصدق مثلا حاجات يرفضها العقل و المنطق؟ ازاى مثلا كانت بتصدق ف حاجات انها اتهيآتلها فعلا و انى مكنتش موجود مع انى كنت ببقى موجود؟
الدكتوره بصتله بتفهّم: الخوف و القلق من بكره و الاحتياج كل ده بيخلق ضعف جوه صاحبه بيعمله ايحاء انه مهزوز من غير احتياجه سواء لحد او حاجه و ف ظل الايحاء ده الواحد بيصدق اى حاجه و انه احتياجه ده بيتجسد قدامه ف صورة الحاجه اللى محتاجها ام حلم خرجت من البيت راحت ع الجهاز.. حاولت تدخل بس معرفتش..
وقفت بتنفخ بغضب و مسكت موبايلها كلمت كذا حد كان ثروت مديلها ارقامهم يساعدوها ف حالة مسافر مثلا ف مهمه او حصله حاجه.. بتكلم حد ورا حد بس مفيش.. امنيه كانت داخله الجهاز و شافتها و بسهوله قدرت تعرفها انها ام حلم.. راحت عليها بمكر و ربعت ايديها و هى بتبتسم بإستفزاز: خير؟
هند بصتلها من فوق لتحت و رجعت تكمل تقليب تانى ف موبايلها: غورى من وشى انتى كمان قبل ما امنيه تنطق هى ردت ع الموبايل و كلمت حد و زعقت: بقولك البيه كاتب كل حاجه بإسم ابنه.. كل حاجه.. و اكيد مروان مش هيكذب.. اتصرف يا بنى ادم انت مش المحامى بتاعنا!
سكتت شويه تسمعه و زعقت: حلم! حلم ايه اللى استخدمها كارت معايا! حلم دى اغبى خلق الله متجبليش سيرتها.. لو كانت طاوعتنى و اخدت زفت مروان مكنش كل ده حصل و مكناش اتحطينا ف موقف زى ده امنيه كانت لسه واقفه و بتسمعها و بمجرد ما جات سيرة حلم قربت و انتبهت اكتر و ابتدت تقلب الكلام ف دماغها..
هند سكتت و زعقت: متجبليش سيرة الغبى التانى.. هو السبب اصلا.. حق ايه اللى يرجعه لبنته اذا كان هو السبب ! ده هو وقف لاخوه المره اللى فاتت بس عشان كرامته نقحت عليه ان اخوه اخد منه كل حاجه زى ما اخدنى مش عشان بنته سكتت و ردت بتوتر: و لنفترض.. هقابله ازاى اصلا انا مش عارفه حتى ادخل اقابل حد! امنيه كانت بتسمعها بتركيز من بعيد و قلّبت الكلام ف دماغها.. قربت منها و شاورتله على نفسها..
هند انتبهت لها و قفلت بسرعه مع المحامى: طب غور انت دلوقت قفلت و بصت لامنيه بانتباه: خير امنيه بمكر: عايزه تقابلى جوزك صح؟ هند بصتلها باهتمام: عرفتى منين! امنيه بصت للموبايل ف ايدها تعرّفها انها سمعتها و هند بصتلها: بردوا عرفتى جوزى منين! امنيه ببرود: مش انتى والدة حلم بردوا! انا استنتجت ده من كلامك.. بس المهم انهى جوز بقا!
هند بغل: هامر امنيه سكتت شويه تحسبها.. هى عايزه تورط حلم و خلاص.. هى سمعتهم امها و المحامى بيجيبوا سيرة حلم و بيفكروا يستخدموها و اكيد ده هيورطها.. هتساعدها عشان كده! يمكن تخلص منها! اخدتها و مشيت لجوه.. طلعت الكارنيه بتاعها للامن و دخلت بيها.. طلعت بيها على مكتبها و هند بصتلها بضيق: انتى جيبانى هنا ليه! هو محبوس ف مكتب و لا ايه!
امنيه كانت بتكلم حد ف الفون و ام حلم وقفت بغضب تخرج: انتى شكلك بتشتغلينى؟ انا غلطانه اصلا انى سمعتلك امنيه شاورتلها تقعد و كلمت حد و قفلت: يلا هخليكى تشوفيه هند بصتلها بتشكيك و امنيه بصتلها ببرود: يلا ورايا مش هتخسرى حاجه هند بعد ما مشيت وراها وقفت: انتى عايزه تساعدينى ليه؟ انتى تعرفيه! انا عارفه انه له حد معاه من جوه عندكم، انتى معاه؟ امنيه ردت بسرعه: لالا، انا هساعدك بس هند بصتلها و مقتنعتش: انتى قولتيلى انى ام حلم! انتى تعرفيها؟
امنيه وشها قلب غضب و ام حلم بصتلها شويه: انا شوفتك ف فرح حلم انتى صاحبتها؟ امنيه بغيظ: لا تبع مالك ام حلم بصتلها كتير و تقريبا فهمت ان فى كيميا بينها و بين مالك او مبتطيقش حلم.. ملامحها الانثويه قالتلها كده ف ابتسمت بمكر ع القدر اللى ظنته بيساعدها.. امنيه اخدتها و مشيت راحت ع المبنى اللى محبوس فيه هامر و الكل.. دخلت بحكم شغلها و قدرت تطلع بيها مكتب صغير و كلمت حد من زمايلها يساعدها ف الخفى..
شويه و اخدت ام حلم و نزلت ف طرقه طويله و ضيقه و مفتّح زنازن عليها و وقفت.. هند بخوف: احنا هنا ليه! انا.. انا عايزه امشى.. لالا انا وقفت بالكلام اما شافت هامر حد خارج بيه عليهم و بيزعق: احنا رايحين فين! مفيش تحقيق دلوقت! انا مش هسمحلكوا تعملوا حاجه وقف اما شاف هند قدامه و هى اتسمرت مكانها و ف لحظه كل الغل اللى جواها من يوم ما اختفى ظهر عليها دلوقت.. هامر بصدمه: انتى!
هند قربت منه بحده و ربعت ايديها: اه انا... الدنيا صغيره مش كده! و لا كنت متوقع انك انت و اخوك هتلعبوا بيا بمزاجكم! هامر اتحرك يمشى و هى شدته بغضب لها: انا مش هسيب حقى.. لازم تفهم ده.. تفهّمه لاخوك.. تفهّمه لبنتك. للدنيا بحالها. انا مش هطلع ف الاخر بولا حاجه.. فااهم هامر اتقبض اما جابت سيرة بنته: سيبيها ف حالها.. سيبيها كفايه اللى عملناه انا و انتى فيها هند زعقت: لا انا لسه معملتش حاجه بس قسما بالله لو مخدتش حقى لاوريك العمايل بجد هامر زقها بعنف: عمايل ايه! انتى لو قربتى منها هقتلك.. فااهمه..
هند زعقت: اخوك يسيب كل حاجه لابنه عشان ابنه يلاعب بنتك بكل حاجه و يجيبها و الاخر انا اللى اطلع خسرانه! ده بُعدك.. انا عايزه حقى هامر وقف بالكلام بغضب اما فهم سر عنفها ان اخوه اخد كل حاجه تانى لابنه.. هند شدته و بتزعق و هو زقها بحده و بيمشى هى فضلت تشد فيه: اقف هنا.. بقولك اقف انت مش هتسيبنى تانى.. مش هتبيعنى تانى.. و المرادى مش هطلع خسرانه و استنى فضلة خيركوا انت و اخوك هامر زقها و ماشى زى التايه و هى بتحاول تجرى وراه مش عارفه تجيبه..
امنيه حست ان الموقف بيتصاعد و ندمت على اللى عملته بس قبل ما تلحق تصلحه هند كانت بتتلفّت حواليها و مش عارفه تعمل ايه و لا تمسك ايه لحد ما لمحت طفاية حريق ف الطرقه شدتها و جريت عليه خبطته بيها على راسه و قبل ما يلتفت ناحيتها خبطته تانى و تالت و عاشر لحد ما وقع غرقان ف دمه.. امنيه وقفت بذهول و حدفت موبايلها ف الارض و هامر نزل ع الارض غرقان ف دمه و هند مش مبطله دب بالطفايه على دماغه لدرجة اتفرتكت و اتفشفشت قدامها و كل حته ف ناحيه..
ف ثوانى جرس انذار رن ف المكان كله و اتلم ظباط و عساكر من كل حته حواليهم و هند الطفايه وقعت من ايديها اما ملقتش حاجه تخبط فيها من كتر ما دماغه اتفتفتت.. رفعت ايديها غرقانه دم و بتضحك بهيستريا و العساكر حواليها.. امنيه ايديها على وشها بتحركها بعنف و هى بترجع لورا و خبطت ف ابوها وراها اللى هز راسه بأسف و ف لحظه العساكر اتلموا حواليها هى كمان و...
رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل الثامن والأربعون
امنيه وقفت بذهول و حدفت موبايلها ف الارض و هامر نزل ع الارض غرقان ف دمه و هند مش مبطله دب بطفاية الحريق على دماغه لدرجة إتفرتكت و إتفشفشت قدامها و كل حته ف ناحيه.. ف ثوانى جرس انذار رن ف المكان كله و إتلم ظباط و عساكر من كل حته حواليهم و هند الطفايه وقعت من ايديها اما ملقتش حاجه تخبط فيها من كتر ما دماغه اتفتفتت..
رفعت ايديها غرقانه دم و بتضحك بهيستريا و العساكر حواليها.. امنيه ايديها على وشها بتحركها بعنف و هى بترجع لورا و خبطت ف ابوها وراها اللى هز راسه بأسف و ف لحظه العساكر اتلموا حواليها هى كمان.. أبوها بص ف عينيها جامد و زوغان نظراتها غنته عن سؤاله ف ميل راسه بخزى.. امنيه عيطت: انا.. انا معملتش حاجه.. معملتش حاجه صدقنى.. انا.. انا كنت عايزه اساعدها بس.. اساعدها بس أبوها هز راسه بأسف: ابقى قوليلهم كده ف التحقيق امنيه بصتله بصدمه: انت.. انت هتسيبهم ياخدونى؟ هتتخلى عنى؟
أبوها بحده: انتى اللى اتخليتى عن نفسك.. حذرتك كتير و مسمعتيش.. كنت عارف انك يوم ما هتسمعى هتسمعى غصب عنك و الظروف هتعلمك اللى طول عمرى معرفتش اعلمهولك امنيه زعقت: بس بقا.. بطّل كلامك ده.. طول الوقت حكم و مواعظ، حكم و مواعظ، و لا مره فكرت تساعدنى.. تعمل بدل ما تتكلم.. ابوها اتصدم: انا؟ انا يا امنيه؟ امنيه بتزعق بهيستريا: قولتلك مليون مره انى بحبه.. بحبه.. و انت مش عايز تفهم.. مش عايز تصدق.. مش عايز تساعدنى.. قولى على حاجه واحده عملتهالى غير الكلام!
أبوها هز راسه بأسف و هى بتزعق و بس و العساكر قربوا منها.. امنيه بتبصلهم بذهول و اما شافتهم بيقربوا ياخدوها فضلت تزق فيهم و تبعدهم لحد ما كلبشوها و اخدوها و طلعوا بعد ما اخدوا جثة هامر و كلبشوا هند كمان و اخدوها و مشيوا..
مالك مع دكتوره منال بصّلها بحيره: حلم شخصيه بتسموها كده اتب.. ازاى بعد كل ده ف اول وقعه اتهزت كده؟ يعنى.. يعنى ازاى كانت مهزوزه و بتصدق مثلا حاجات يرفضها العقل و المنطق؟ ازاى مثلا كانت بتصدق ف حاجات انها اتهيآتلها فعلا و انى مكنتش موجود مع انى كنت ببقى موجود؟
الدكتوره بصتله بتفهّم: الخوف و القلق من بكره و الاحتياج كل ده بيخلق ضعف جوه صاحبه بيعمله ايحاء انه مهزوز من غير احتياجه سواء لحد او حاجه و ف ظل الايحاء ده الواحد بيصدق اى حاجه و انه احتياجه ده بيتجسد قدامه ف صورة الحاجه اللى محتاجها مالك اتنفس جامد و هى بصتله بإستعداد: مبدئيا كده انت اول مره.
مالك كمل عنها: بعد ما خرجت من المحكمه على طول.. كنت محتاج اى حاجه اخرّج اللى جوايا فيها.. كنت عايز انفجر ف اى حاجه و الا كنت هنفجر ف نفسى.. اه مكنتش نويت على حاجه و لا ف دماغى حاجه لكن جات معايا كده.. روحت البيت.. شقتنا.. دخلت و بدل ما احس انى تعبان ارتاحت.. حسيت بدفا غريب ادانى ايحاء ان النار لسه مولعه حواليا.. حسيت بحنين غريب اوى الدكتوره: و ده ضايقك؟
مالك كان بياخد نَفس ورا كل كلام: جدا.. كنت مستنى من قلبى اى حاجه غير انه يحن بالسرعه دى و بالسهوله دى.. الدكتوره: فتحت الغاز و قطعت الستاير و بهدلت الشقه من باب التأنيب ليك و لا لها؟ مالك بلع ريقه بالعافيه: ليا قبلها.. لينا احنا الاتنين.. كنت عايز افكر نفسى باللى عملته و احطه قدام عينى يمكن افوق.. كنت عايز اخنق قلبى عشان اعرف اكمل من غيرها.. بس اما معرفتش اعمل ده عرفت انى عمرى ما هعرف.. سيبت كل حاجه و مشيت..
الدكتوره سكتت شويه: طيب عرفت اللى حصلها بعد ما مشيت! يعنى توقعته و لا استنتجته و لا اتمنيه و لا استنيته! احساسك كان ايه بالظبط؟ مالك: معرفش.. انا سيبت كل حاجه يمكن تفكرها ف تمشى هى.. او تأنّبها او تفكرها باللى حصل.. بس اما عرفت انها راحت الشقه و معرفتش تقعد و خرجت و عرفت من مراد انها راحت لدكتور نفسى او اتهيألها او فهمت إنه متهيئلها.. ساعتها قعدت شويه مع نفسى و الدكتوره كملت اما هو سكت: و قررت تلجئ للاسلوب النفسى.. صح كده؟
مالك رد بسرعه: عشان كده مكنش عقاب.. مكنش انتقام.. لانه وقتها جه قدرى مش ترتيب.. انا معرفتش اقعد ف الشقه من المشهد اللى فضل يزغلل عينيا ف كل ركن فيها ف مشيت و هى اتهيئلها انى موجود لسه ف كل حاجه جات صدفه.. حسيت انى محتاج ابقى لوحدى.. اقعد مع نفسى خاصة انى زى ما قولتلك فهمت من لهفتى لكل حاجه انى عمرى ما هعرف ابعد.. ف عشان افضل كان لازم حل الدكتوره: رجعت بعد ما قررت صح!
مالك هز راسه اه و سكت كتير اوى اوى: رجعت و انا واخد قرارى او ع الاقل هجرب الحق الباقى منى و منها و من الحكايه على رأى مراد.. حتى قبل ما اعرف ان فى حلم و ياسين.. صليت استخاره و رجعت كان فرح ولاد مراد.. عرفت بولادى و حسيت ان ربنا رد عليا اما اخدت رأيه و استخرته.. اد ما كنت مبسوط ان ربنا جنبى و سامعنى و حاسس بيا لدرجة رد عليا بالسرعه دى و حط ولادى قدام عينيا اد ما كنت مبسوط انها ف سكتى من اختيار ربنا مش اختيارى و لا اختيارها.. و ده خلانى اتشعبط ف قرارى اللى منكرش انه كان مهزوز شويه و داخل عليه و انا واخدُه تجربه، يعنى اجرب اصلّح اللى اتكسر بينا و لو معرفتش يبقى خلاص.. لكن يومها كل حاجه اتغيرت جوايا.. كل الموازين اتشقلبت قدام حلم و ياسين.. قدام رسالة ربنا و اختياره.. قدام ضعفها قدامى.. متخيلتش ابدا و لا استنيت تنزل تحت رجلى و تحط نفسها بين رجليا!
الدكتوره: استسلامك بين ايديها شوفته ضعف و لا حب؟ مالك ف وسط سكوته ابتسم بإحراج و مشّى ايده على وشه و الدكتوره ابتسمتله بعد ما بصت لحلم: قصدى وجود علاقه حميمه ف الوقت ده بينكم و دى كانت لحظات فارقه و حاسمه ف علاقتكم!
مالك إبتسم: معرفش.. كانت وحشانى.. وحشانى جدا.. كنت حاسس ان فى استرس على عقلى مش عارف يفكر.. كنت واقف مكانى مش عارف اخد اى خطوه زى المتربط ف كانت محتاج اخرّج الطاقه دى بأى شكل عشان اعرف افوق.. الاسبوع اللى اخدته بين المحاكمه و بين رجوعى ف الفرح انا فكرت فيه الف مره و اخدت فيه الف خطوه و رجعتها.. حجزت للسفر عشان ابعد عنها و لغيته.. فكرت اسيب شغلى و افتح مجموعة حراسه عشان ابقى معاها امان و مخسرهاش تانى بسبب شغلى.. فكرت ارجع و مرجعلهاش.. فكرت مرجعش دلوقت و ارجعلها.. فكرت اتجوز يمكن انساها.. فكرت امسكها اضربها.. انا فكرت اقتلها مالك قال اخر جمله و هو بيضحك بغُلب و الدكتوره ضحكت معاه و حلم ابتسمت بعيونها اللى دمعت..
مالك: كنت كل ما اجى اخد خطوه من كل دول ارجع لورا جرى كإنى بهرب من حد قدامى.. مره ارجح ده لخوفى و مره لضعفى.. مش عارف.. بس حسيت انى مش عارف افكر.. كان جوايا طاقه مش عارفها غيظ من عنف من ضعف من قهر من عتاب من قلة حيله.. معرفش.. بس كان لازم تخرج عشان اعرف افكر و قربى منها بالشكل ده و العنف ده دى كانت خطوتى اللى اخدتها من بين كل دول الدكتوره بصتله بترقب: طب خطوتك دى اللى اخدتها اترددت فيها زى كل خطوه فكرت فيها قبلها؟
مالك هز راسه بسرعه لاء و سكت شويه: بالعكس.. انا كنت عامل زى اللى بيتحجج.. بتحجج انى عايز اخرّج عنفى ف اى حاجه ماديه قدامى عشان ميخرجش على تفكيرى.. مجرد ما وصلت افكارى لهنا لقيت نفسى بجرى عليها الدكتوره انتبهت بإهتمام: عملت كل ده ازاى! هى شافتك و لا مشافتكش! كل حاجه، سواء فيها او حواليها كانت ازاى!
مالك ابتسم بتمهّل: ف البدايه انا روحت للدكتور قبل اى حاجه.. دكتور معرفه ف مجالنا و اخدت رأيه.. صحيح عارضنى شويه بس موصّليش الامور لكده.. قالى بس ان الامور ممكن تيجى معايا عكسيه و بدل ما تثق فيا تفقد الثقه فيا خالص.. او بدل ما تثق ف نفسها تتهز اكتر او بدل ما تتفهّم حبى لها تكرهنى.. لكن انا قررت اغامر.. مغامرتى معاها و الله كانت جزء من حبى لها.. من ثقتى فيها.. كنت واثق فيها لابعد حد رغم كل حاجه حصلت بينا.. الحاجه الوحيده اللى مفكرتش فيها هى تعبها او انها تكون مريضة قلب الدكتوره بهدوء: مفكرتش ف ولادك؟
مالك بصّلها بسرعه: لاء طبعا.. انا فكرت فيهم اول حاجه.. قبل اى حاجه.. انا جيبت بيبى سيتر و عملتلهم الاوضه اللى ع السطوح فوق بيتنا و فهمتهم امتى ينزلوا لحلم و للولاد و ياخدوا بالهم منهم! من ضمنهم اليوم ده! الدكتوره هزت راسها بفهم: و طبعا هما اللى كملوا المشهد عنك؟
مالك: انا اديتها مخدر قبل ما المسها.. فتحت و دخلت و رشيته حواليها لحد ما تاهت.. و اخدتهم و اديتهم للبيبى سيتر بعد ما اتطمنت عليهم.. بعدها طلعتلها ( سكت شويه ) و حصل اللى حصل.. حسيت انى بفوق.. حسيت انى بحبها.. لا انا حسيت انى عمرى ما هكرهها.. حسيت انى محتاجلها.. حسيت انى عيل صغير مكلبش ف حضن امه خايف تسيبه.. حسيت انى محتاجلها فايقه.. محتاج ابص ف عيونها.. اقراهم.. اتمنيت لو صاحيه و اول ما تفكيرى بقا كده اتخنقت من ضعفى من اول خطوه باخدها.. من قلة حيلتى قدام حبها بالشكل ده.. قومت..
( سكت شويه و اخد نفس جامد ) عارفه انى فضلت وقتها افوّق فيها.. كنت بفوّقها و انا مش عارف لو فاقت دلوقت كنت هعمل ايه.. بس بعدها كملت اللى نويته.. كنت عايز اشدد من ثقتها فيا و فيها.. لغبطت كل حاجه حواليها اللى كانت ملغبطه اصلا و سيبت حاجتى و مشيت.. خرجت اتطمنت على حلم و ياسين و عشان كنت انا اللى منوّم حلم كنت عارف هتفوق امتى بالظبط ف سيبت المفتاح للبيبى سيتر توديلها الولاد قبل ما تفوق بدقايق بس الدكتوره: و طبعا روحت المقابر بعدها بفهد عشان تأكد انك مكنتش معاها!
مالك هز راسه بنفى: لا مش للدرجادى.. صدقينى انا مكنش ف بالى ساعتها غير لهفتى المجنونه عليها.. و كانت اما تفوق اه كنت هقولها انى لا مكنتش معاها بس مرتبتهاش كده بالظبط.. هى جات معايا كده.. حسيت انى بختنق و محتاج حد.. روحت لامى يمكن اهدى و قضيت باقى الليل جنبها و من كتر التعب عينيا غفيت صحيت امشى لقيت فهد جاى.. مكنش حاجه مترتبه كده.. مكنتش مترتبه اصلا الدكتوره هزت راسها: ممم و اما رجعت كانت هى صحيت..
مالك كمل: اتخنقت من منظر فهد و ضعفه و يُتمه قدامى و كلامه خاصة انى كنت من جوايا لسه زعلان منهم.. اتفشيت فيهم بالكلام و اما نزلت حلم سمعتنا كنت متفق مع البييى سيتر تنزل اول ما ارنلها و تساوى كل حاجه و ده اللى حصل حلم بصتله بعتاب: و جسمى! ازاى بقا... سكتت و هو ضحك غصب عنه: لا ده كان مكياج لغبطته بالروج بتاعك و مجرد ما استحميتى راح.. كنت مخمن انك اول ما هتقومى هتاخدى حمام خاصة انى عارف انك دايما و احنا مع بعض بتعملى كده حلم بصتله بغيظ مذهوله و هو ضحك غصب عنه ضحكه خفيفه و حدفلها بوسه ف الهوا.. الدكتوره ابتسمت على مناغشتهم و كملت: طيب انت كنت عارف ان فى كاميرا ف الشقه صح!
مالك ضحك غصب عنه متغاظ: انا فهد باشا اخويا كان حاططلى كاميرا ف يوم من الايام يشوفنى بغلط و لا لاء ف مش صعب عليا اكتشف حاجه زى دى حلم بصدمه: بس انا محطتهاش اتجسس عليك او اشوفك بتغلط! انا اصلا حطيتها و انا مكنش قدامى اى احتمال انك جزء من اللى بيحصل.. انا عملت زى ما دكتوره منال قالتلى.. بدليل كنت عايزه اقتنع ان اللى بشوفه ده مجرد تهيؤات و انها محصلتش ف الحقيقه عشان اعرف اقتنع و اتعالج!
قالت كلامها ورا بعضه و سكتت فجأه و شويه و اتكلمت فجأه بإنتباه: لحظه لحظه.. بس حتى لو شوفت انت الكاميرا و عرفت بيها ازاى كانت بتجيبلى ان كل حاجه شوفتها محصلتش! يعنى طالما من كلامك اهو انى كنت صح و انت اللى كنت بتلغبط كل حاجه يبقى ازاى بقا! مالك بِعد ضهره براسه بوشه لورا بخوف مصطنع من هجومها عليه بجسمها و هى بتقرب و همس: كانت فيديوهات مسجله حلم مسمعتش اوى: نعمم؟
الدكتوره ضحكت غصب عنها على منظرهم و مالك ضحك معاها و بصلها و بص لحلم و على صوته شويه صغيره: فيديوهات مسجله حلم قعدت بذهول: يعنى ايه! مالك رفع ايديه بكوميديا كإنه خايف كنوع من تلطيف الموقف: اما عرفت بالكاميرا حسيت انها هتلغبطنى انا حضرتك حلم رفعت نفسها تانى عليه بهجوم: عملت ايه! مالك رجع لورا بخوف و كاتم ضحكته و يدوب حرّك شفايفه: عطلتها حلم زعقت بغيظ: اييه..
مالك همس بالعافيه من ضحكته المكتومه: عطلتها حلم ضربته برجلها ف رجله و هو صرخ: انطق يالا مالك ضحك اوى و هو بيمسكها تقعد: عطلتها و ربنا.. بقول عطلتها حلم قعدت بغيظ و افتكرت كل مره كانت بتشغلها..
مالك قعد و مش عارف يضحك و مش عارف ميضحكش ف كانت ملامحه ملغبطه: كنت بعطلها من موبايلى ف الوقت اللى عايزُه بعد ما وصّلتها بالبلوتوث بموبايلى.. يعنى اما كانت تحصل حاجه مش عايزها تسجله كنت بشوّش عليها قبلها و اما اخمن انك هتلجأى للكاميرا بعدها كنت برجع افعّلها و ببعت للكاميرا فيديو مسجل يعرضهولك.
حلم رفعت حاجبها: كنت بتجيب الفيديو منين اصلا! مالك بغيظ: ايه يا حلم انتى هنجتى بجد و لا ايه! ما الكاميرا كانت قبل ما بعطلها مسجله فيديوهات ليكى ف الشقه و للولاد و للشقه فاضيه ف باخد مقتطعات منها و كنت ببعتهالك فاضيه حلم بصت للدكتوره و بصتله و رجعت بصت للدكتوره: لا انتى ابقى فكرينى اخليكى تعالجيه قبل ما نفض الليله دى الدكتوره ضحكت مع مالك اللى ضحك..
حلم بغيظ: و طبعا منها اللبن و شهادات الميلاد اللى حضرتك جيبتهم؟ مالك هز راسه بخوف اه: و عم محمد البواب اللى حضرتك نفختيه حلم رفعت حاجبها و بصتله و هى بتقوم عليه: انا مكلمتهوش صح! مالك رجع لورا بكرسيه و هز راسه اه و كاتم ضحكه: انا اللى كلمته من موبايلك و انتى نايمه و قلدت صوتك حلم قعدت بذهول: و انا اما فتحت التروكول سمعت الصوت و المكالمه صدقت؟ ازاى معرفتش صوتك من صوتى حتى لو قلدته؟
مالك ببراءه مصطنعه: عشان احنا واحد يا روحى حلم ببلاهه: احبيبى يا عم محمد مالك اتعدل: حبيبك ايه ما تتظبطى يا بت متجوزه كولمان و لا ايه؟ حلم بصتله بغيظ و للحظه افتكرت: و طبعا هدومى انت اللى لغبطتها مالك هز راسه اه و هو بيرجع لورا.. حلم قامت ميلت على كرسيه: و المرايه! ده انا شوفت نفسى ف المرايه تخينه؟
مالك هز راسه لاء: لاء انتى رشيقه يا روحى حلم زعقت بغيظ: لا تخينه مالك بغلاسه: لا متقوليش على نفسك كده انتى حد جميل حلم زعقت: ولاا مالك اتكلم براحه ممثل الخوف: لا بدلت المرايه بواحده بتكبّر و اما نزلنا البيبى سيتر رجعتها تانى و فكت الضيق اللى ضيقته لهدومك حلم قعدت مكانها بذهول و مالك فضل على وضعه عايز يضحكها..
حلم بصت للدكتوره ببلاهه: و عندك واحد مجنون و صلّحه الدكتوره ضحكت جامد على لهجتها و مالك ضحك كمان.. الدكتوره لمالك: و طبعا من ضمنهم موقف الكافتريا مالك هز راسه بخوف مصطنع: ما تخليكى محضر خير.. انا فهمتها اللى حصل يومها كان ايه الدكتوره بمناغشه: طب انا كمان عايزه افهم مالك برخامه: ما تخليكى ف حالك.
حلم ردت بغيظ عنه: لا ما البيه كان مكلم الست و مخلى مصطفى عامل بالماسك انه هو و هى ما صدقت اندلقت و هو كان ف شغله عادى و اما عربيتى اتخبطت الحراسه كلمته جه و شوفته و شوفت مصطفى اللى عامل هو الدكتوره ضحكت و بصتلها و همست: هتزعلى عليه لو عملت فيه حاجه كده و لا كده؟ حلم هزت راسها لاء بغيظ..
مالك ضحك و قرب راسه من بينهم: بتقولوا ايه! الدكتوره رجعت براسها لورا و مثلت الخوف: لالا و لا حاجه حلم بصتلها و رفعت حاحبها و هى ضحكتلها: لا بدل ما اعالجه يجننى انا بدالك حلم ضحكت مع مالك على هزارها.. الدكتوره: طيب اخيرا بئا.. موقف الزنزانه الاتنين سكتوا.. سكتوا اوى.. كل واحد مستنى التانى ينجده..
مالك اتكلم بالعافيه بشكل مهزوز: كنت مصدوم.. مكنتش متخيلها بعد كل ده محبتنيش.. كنت عايز اموت حبها بجد جوايا.. كنت عايز.. عايز.. مكنتش عايز حاجه.. اتصرفت من غير وعى.. اخدتها ع الجهاز بس معرفتش اعمل حاجه.. كان لاول مره رد فعلى يبقى مش مرتب و لا مخططله.. و لا حتى كنت اقصدها تشوفها تهيؤات.. انا كنت عايز انتقم و بس.. بس مقدرتش.. خليت سمر و دعاء عملوا ده.. بس حسيت انى مكتفتش..
روحتلها و فشيت غلى و عنفى فيها و بعدها مشيت.. مكنتش ناوى اوهمها ان ده تهيؤات بس اما فاقت و لقيتها بتسألنى ده حصل و لا لاء لقيتنى بلغبطها و اقولها لاء.. مش عارف عشان كنت فوقت اصلا و رجعت اكمل زى ما كنت بعمل و لا عشان مخنوق من نفسى.. مش عارف.. و الله ما عارف.. بس انا مكنتش ناوى غير انى اما اروحلها تانى يوم اقولها انها مجرد متعه او شهوه.. وقت و بقضيه و خلاص بس معرفتش.. اه فعلا قولتلها ده بس من باب التهيئوات زى ما كانت فاهمه الدكتوره: و اما رجعت ليه طلقتها!
مالك اخد نفس جامد: روحت لمراد و حكالى كل حاجه.. قالى حكاية ابوها.. قالى ازاى كانت محتاجاله و ازاى اتحرمت منه.. ازاى كانت مشيله عمها و امها الذنب انهم اتخلوا عنه و باعوه.. مقدرتش اشوفها غير محبتنيش و كنت مجرد روبرت بيدبلج حكايتها.. بيكمل حكايه جوه خيالها بالصوره اللى كان نفسها تكمل بيها.. بتلوم فهد عشان معملش اللى عمها عمله.. بتعمل معايا اللى كان نفسها امها تعمله.. بتقف ف وش القانون اللى ظلم ابوها.. شوفت نفسى مجرد خيال قدامها.. معرفتش اتقبل ده.. كنت عايز اجرحها زى ما كنت شايفها جرحتنى.. كنت ماشى بمبدأ الوجع بالوجع و البادى اظلم!
مالك سكت بخزى او ندم و الدكتوره بتنقل عينيها بين الاتنين بترقب تقرا وشوشهم.. مالك ميل راسه بناحيه بندم: كان جوايا طاقة سخط غريبه على كل حاجه حواليا و مش عارف انا اللى كنت عايزها تطلع و لا هى اللى انفجرت مع الضغط.. بس كان لازم هتطلع حلم لمحت دمعه مكتومه جوه عينيه و للحظه صُعب عليها ندمه، هى مجربه الندم كويس اوى ف غصب عنها هزرت: طاقة سخط و عايزه تطلع! ده انت لو بتطلع عفريت مكنتش عملت كده..
مالك عيونه اللى ضحكت بخفه لمعت بدموع محبوسه تعبر عن ندمه: صدقينى غلطتى كانت ف تهورى و الغشم اللى اتعاملت بيه وقت صدمتى بعد ما سمعت من عمها لكن مسألة الكتاب مكنتش اكتر من جنون حبى لها... كنت.. كنت بحاول الحقها.. كنت عامل زى اللى ماسك ف إيده حاجه شايفها بتفلت و تقع منه و متبرجل و متلغبط و مش عارف يعمل ايه و لا ايه عشان يلحقها..
حلم بصتله كتير و برغم انه كان راجع و هى كانت متوقعه منه اى حاجه الا ان مالك فاجئها برد فعله اللى متخيلتهوش يوم.. بس فجآه رنت ف ودنها كلمة مراد لها اللى قالهالها قدام قبره اول يوم اتخدعت ف موته " لو كرهتيه مش هتحاولى تنسيه و لو نسيتيه مش هتحتاجى تكرهيه انما الوجع اللى انتى فيه ده بيقول انك لا كرهتيه و لا نسيتيه "..
مشافتش مالك غير انه حتى لو كان بياخد حقه.. ف ده يعنى انه كان موجوع و جرحه مبردش.. يعنى لا نسيها و لا كرهها و الا مكنش هيبقى محتاج ده و ده كفايه عندها حاليا..لا ده كفايه خالص.. شافته لسه بيحبها و ده كفايه.. لحظة اقتناعها و تقبّلها لاى عذر منه فهّمتها ان اللى جواها مش حب و لا مجرد حبيب.. ده زى الوشم ع روحها بكل تفاصيله قامت بتلقائيه و قعدت جنبه و الاتنين بصوا لبعض ف لحظات غريبه..
الدكتوره استغلت اللحظه اللى بينهم و اتدخلت: عارفين انتوا مشكلتكوا الحقيقيه ايه؟ انكوا يا فاهمين اوى يا مش قادرين تفهموا خالص اننا كلنا محتاجين ايد تمسك فينا اوووي متسبناش ولا مره فـ الزحمه، مش دايماً الباب يفوت جمل.. مالك ابتسم ابتسامه خفيفه: انا عمر ما بابى كان يفوت جمل.. انا بابى دايما مقفول ع اللى فيه.. و اللى بيدخله بياخد و بس.. دايما حياته و راحته فوق كل حاجه حتى انا..
الدكتوره: و ده مش دايما صح يا مالك.. ماينفعش لما تيجي تشوف أولوياتك تلاقي نفسك حاطط حياة كل اللي حواليك في الأول وسايب حياتك إنتَ في آخر الترتيب، ده ماسموش حُب، ده اسمه عَبَط مالك هز راسه بتفهّم و هى كملت و هى بتنقل عينيها بينهم: دايما سبب المشاكل اللي فـ حياتنا، هي ان احنا بنرفع سقف توقعتنا لاي شخص و مبنتخيلش منه اي حاجه لـ حد ما السقف ده بيقع ع راسنا يجبنا الارض مالك بذهول: احنا ما بنتعشمش غير ف اللى بنحبهم و بس.. لو متعشمناش فيهم هنتعشم ف مين بس!
الدكتوره بفهم: حلو ان احنا نتعشم ف بعض.. العشم من الموده لكن العشم لازم يبقى له حدود.. زى الملح اه ضرورى بس لو زاد عن حده بيبوظ الطبخه كلها.. عشان الوجع بيجى اد العشم و طالما زى ما قولت انت ان احنا لو متعشمناش ف اللى بنحبهم هنتعشم ف مين يبقى مش هنتوجع غير من اللى بنحبهم و الوجع اما يجي من الغريب مبيفرقش لانه مش بيكون عارف و عالم اوووي بكل نقط الضعف و الشد و طاقتنا عامله ازاي..لكن لما يجي من حد قريب بيووجع اووي.. علشان بيكون من ناس عارفه مدي تأثير اللي بتعمله فينا و عارفين بيدوسوا علينا فين و ازاي..الوجع من الغريب بيروح.. لكن من القريب بيعلم.. و ممكن الوجع يخف بس لازم ولابد يسيب اثر.. عشان كده دايما كل باب هيجى منه الوجع مع اللى بتحبهم سيبه موارب سواء بقا عشم او تضحيه او سند او اى حاجه!
مالك صوته اتردد: يمكن غلطتى كانت هنا.. اما عشمى اتكسر حسيت ان مكنش فى حب من الاول.. او كان مجرد حب امتلاك مثلا اما مقدرتش انكر احساسى بحبها الدكتوره: و حتى لو امتلاك ف ده باب من ابواب القلب اللى اما بيتفتح بيدخل الحب منه.. مينفعش تقف ف مسار العلاقه على المسمى.. لازم تتعلم إن مسمي العلاقه بيمحي العلاقه نفسها..الحب بيستمر لما ميتحطش ف حيز ولا يتحطله فروض و أحكام و لا يتسمى اذا كان حب امتلاك او احتياج او سد وحده او او..متحاولش تخسر القيمه الكبيره و اللى هى مضمون العلاقه عشان حاجه بتنتهي مع الوقت او بتتغير زى المسمى..إنت بتحب متصنفش حبك عشان متخسرهوش.. بدليل انك خسرته يوم ما حاولت تصنّفه انه مجرد امتلاك..
مالك: انا كنت بخبّط.. مكنتش فاهم اللى انا فيه.. مكنتش فاهم حاجه خالص.. حبيت واحده لدرجة العشق اللى خلانى غامرت بيها مغامره زى دى و فجأه سابت إيدى و قبل ما افهم ده حب و لا خوف و لا كره لقيت ايدها اللى سابتنى دى مرفوعه ف وشى.. اتلغبطت اكتر.. اتلغبطت بين احساسى اللى جوايا و الواقع اللى قدامى.. بين كلام لسانها و كلام عينيها.. اتلغبطت اكتر اما رجعت.. عارفه.. انا قعدت الفتره بين ما فوقت و بين ما رجعت بتخيل الف سيناريو و سيناريو لردة فعلها و حطيت الف افتراض الا اللى شوفته جوه عيونها اول مره اتقابلت عينينا.. تخيلتها لسه زعلانه منى.. او مثلا ظالمانى و هتشهد ضدى فالمحكمه خاصة ان مراد مكنش شرحلها حاجه.. تخيلتها لسه على موقفها.. او حتى لو تراجعت ف نوع من الاحساس بالذنب مش اكتر.. اما بصيت ف عينيها شوفت حب انضرب ف وشى زى الكشاف عمانى عن كل حاجه.. لغبطنى اكتر.. خلانى مبقتش فاهم حاجه...
الدكتوره ابتسمت: بص يا مالك.. غالبا بيجي عليك وقت مبتبقاش قادر تفهم اللي إنت فيه أو مبتبقاش قادر تفهم الموقف اللي قدامك سواء تصرف شخص أو أي ظرف حصل.. ده بيشبه مقطع أغنية إنت مبتبقاش قادر تفهمه أو مبتبقاش قادر تفهم معناه اللغوي و مع الوقت بتفهمه.. ف سيب كل حاجة في مكانها و إنت هتفهمها كويس أوي بس فـ وقتهاا آلمنااسب وبطل ترغي كتير وتهتم.! مش لازم كل شئ يبقى منطقى و مفهوم.. مش لازم يبقى الامر قدامك معتاد و متعاد..مش يمكن تكون انت خارج عن المألوف زى امورك؟ كفايه تحسبها بالعقل!.. كفآيه ع الاقل لو مش فاهم ليه حصل كده..
مالك سكت و الدكتوره بصتلهم الاتنين: عارفين ليه الناس بيفضلوا في حياة بعض شويه و يمشوا؟ الاتنين بصوا لبعض و بصولها بإهتمام و هى كملت: عشان مش كل شخص ربنا خلقه في الدنيا دي خلقه بيحب يتحب ع طول او يحبوا ع طول..مش كل القلوب بتشع نور و خير و دفا..فى اللى بيحبوا لما قلوبهم تنكمش ف بيروحوا لحد بوجة نظرهم انهم هيلاقو فيه الدفا.. و هما ميعرفوش ان كلنا روحنا مرقعه ومتاخد من كل جانب منها حته مع حد.. و ان جايز الحد ده اللى راحوله محتاج هو كمان اكتر..
مالك هز راسه بفهم و هى إبتسمتله: بس تعرف ان ده خير!يمكن ربنا بيعلمك الصمود قدام الخذلان و الالم و رحيل حد بعد كده في موت او مرض او توهه.. بس ثقوا تماما ان الروح الحلوه دي من غير ما تستعجل تسد احتياجها هى سكن لحد جاي هياخد كل سم في اربع حيطان قلبك و يسكنهم.. و يسد بيبان الاحتياج عن اي حد تاني..
مالك سكت كتير: هى ادتنى كتير و كتير اوى كمان.. بس كنت طمعان ف الاكتر.. سدت كل احتياجاتى.. عملت كتير لكن انا كنت مستنى منها نَفس اطول مع شوية ثقه اكتر، مع اللى ادتهولى الدكتوره: لا يا مالك.. المنطق بيقول لما حد يبقي بيعمل ٧ حاجات كويسة بس انت نفسك يعمل ١٠ حاجات كويسة تقوم انت تحسّسه انه مبيعملش اي حاجه كويسه هيبطّل يعمل ال ٧ حاجات الكويسه.. وصلت؟! مالك هز راسه: يعنى اما ادتنى حبها و حياتها معايا كان لازم انا اللى ادى وقتها.. الدور كان عليا.. و يمكن فعلا سكوتى طول الوقت هو اللى حسسها انها مقدمتش حاجه ف رجعت..
الدكتوره: هى كانت محتاجه اب.. محتاجه تعالج غلطة ابوها اللى شافتك صدفه قدامها بتعيشها من اول و جديد ف مدت ايديها من غير ما تفكر ليك.. و انت كنت محتاج حاجه يمكن قبل الونس لوحدتك اللى فجأه لقيت نفسك جواها او حتى سند للأزمه اللى اتحطيت فيها.. كنت محتاج حب.. حب مجنون يخطفك من نفسك و من شغلك و من كل حاجه حواليك و الحب ده معرفتش تلاقيه مع احلام قبلها و عشان كده كنت بتعوضه بشغلك او هى اللى مقدرتش تستحوذ عليك منه و تخلق لنفسها جواك مكان جنب شغلك..
كنت محتاج اللى تعرف تخلق لنفسها المكان ده خطف من غير تدخّلك او حتى ارادتك.. حاجه كده زى المغامره المجنونه و فجأه ف وسط دوشتك دى شوفت واحده مجنونه مدت ايديها ليك ف لحظة دربكه من غير ما تفكر و بتغامر معاك و تفوت ف اى سكه ف اتشديت و هنا مشكلتكم ابتدت ان كل واحد فيكم كان محتاج حاجه قدراً لقاها ف التانى و يمكن ملقهاش غير فيه ف اتشعبط فيه و هو مش عارف هيكمل بيه عشان عايزُه و لا عايز الحاجه دى و هيكمل بيها هى لحد ما يعملها لنفسه..
كان لازم كل واحد فيكم قبل ما يدخل ف علاقه سواء مع التانى او حتى مع غيره.. لازم يفرّق كويس أوي هو بيحب اللي معاه ده و لا متعود على وجوده؟ مالي قلبه؟ ولا مالي فراغه او احتياجه؟ ممكن يتعوض ف حاله غيابه ولا لأ؟ علشان ماتلاقيش نفسك بتهلك روحك ف شبه علاقه عُمرها ما هاتكمل وبتاكل من عمرك وروحك ع الفاضي الاتنين بصوا لبعض كتير كإنهم بيقروا الاجابات من عيونهم..
حلم صوتها اتهز: انا اه منكرش انى كنت محتاجه كتير.. و كتير اوى كمان.. بس كنت محتاجه مشاركه اكتر حاجه.. يمكن اول حاجه.. كنت مفتقده ده طول حياتى.. حد يشاركنى ف نفسى.. الاب و الام الوحيدين اللى ممكن يشاركوا اى حد ف نفسه و انا افتقدتهم من غير ما افقدهم ف كنت محتاجه ده اووى.. اوى سكتت كتير و اتكلمت بتنهّد: منكرش انى لقيت كتير اوى معاه.. لقيت حب و حنيه و طيبه و رجوله و جدعنه مشوفتهاش حتى ف نفسى.. اتغاضيت عنها ف الاول و قولت هعرف اخلقها بينا.. بس غصب عنى لقيت نفسى بقف ف لحظه مش قادره اكمل ف سكه شايفه نفسى فيها لوحدى..
الدكتوره بصت لمالك و بصتلها: لا يا حلم لو بتدوري علي حـد فيه خمس حاجات اوعي ترضي بحد فيه اربعـه بـس من الخمسه..مسيرك هتلاقيه... يمكن تقعدى فتره اطول شويـه بس هتلاقيه.. اوعي ترضي بقليلك واوعي ترضي بـأي حاجه.. خدي اللي عايزاه و اللي شبهـك بالظبط.
حلم بصتلها بإنكار: بس هو ف بداية علاقتنا ممكن مبيتكلمش اه لكن كان قدام عينيا.. بيشاركنى حتى لو غصب عنه.. كنت بشوف بعينيا اه حاجات بتشككنى او تلغبطنى لكن كنت بعتمد على احساسى و انا جنبه جوه الموقف.. كنت بعتمد على عينيه اللى بقراها و كانت بتطمنى.. لكن بعد الجواز الوضع اختلف.. معرفش عشان اتعشمت اكتر و لا احتياجاتى اللى كانت اكتر و لا عشان بقا يحصل كتير من ورايا و مبقتش اقرا عينيه او احساسى!
الدكتوره: السبب الحقيقى كان عشان اللى عدى عليكم قبل الجواز كان مجرد خربشه على ضهر قلوبكم.. مكنتوش لسه دخلتوا القلوب و شوفتوا احتياجاتها.. لكن البدايه الحقيقيه كانت بعد الجواز..اللي إتجوز عن حب خمس سنين زي اللي أتجوز في يومين واللي إتجوز صالونات زي اللي إتجوز البنت اللي كان هيموت عليها واللي حسبها بعقله زي اللي حسبها بمشاعره.. كلها فترة وعدت..
أنما البداية الحقيقية للعلاقة لما اتنين بيتقفل عليهم باب واحد و يعيشوا المسئولية والقرب ليل ونهار بدون أقنعة و هنا تبتدى كل حاجه تظهر بلون محدد..كل اللي قبل كده أبيض وأسود حلم بحزن: بس انا حاولت كتير.. حاولت اصلح كل الشروخ.. حاولت قبل ما ابعد.. حاولت اخليه يتكلم.. يشاركنى.. حاولت و الله بس فشلت و ايا كان الغلط من مين بس فشلت.. انا مش بس فشلت انى اخليه زى مانا عايزه.. لاء ده كمان انكر كل محاولتى دى و ده فشلى الحقيقى.. انه شافنى بيعت من اول مطب قابلنا..
الدكتوره: و دى اكتر حاجة وحشة في الدنيا ان مافيش حد بيكافئ اللي بيحاول.. بنكافئ بس اللي الاول او التاني.. بنكافئ بس اللي بيوصل.. لكن الناس اللي بتحاول و ممكن تكون ضحيت بحاجات في سبيل المحاولة دي، أحنا بنتجاهلها تماما... و بكده يكون خسروا حاجات في طريقهم للوصول و كمان خسروا نهاية الطريق اصلا... و نتيجة للحصل دا بيفقدوا الأمل في اللي حواليهم و في نفسهم.. و بيقفلوا ع نفسهم جوا نفسهم و يوجّهوا كل الاتهامات لنفسهم بكل قسوه او تعبير ادق يجلدوا نفسهم زى ما انتى عملتى..
الاتنين سكتوا كإنهم بيرجعوا حساباتهم.. الدكتوره كملت: لكن طالما احنا هنا عشان نحل يبقى نحل الوضع كله من اول و نرتبه صح.. لإن العلاقه زى لعبة المكعبات اللى بتتفكك و تديك صوره.. لو مكعب اتحط غلط مكان التانى هيديك صوره غلط و ملغبطه تشوّشك حتى لو له مكان ف الصوره و هتكمل بيه..ف من الاول كده و احنا ف المفترق لو هتسيبوا إيديكم أو واخدين بعض مرحله لحد ما تلاقوا الواقع الحلو قولوا من الأول علشان الحاجات الحلوه اللى كل واحد فيكم بيستنفذها ف التانى دى صعب أو تتجدد جواكم تانى..
الاتنين بصوا لبعض بنظرات ترقب ابتدت تدوب من اللهفه اللى نطقت بيها عيونهم اللى لمعت بأمل و بدأ يدبدب و الاتنين عشقوا دبدبته و الروح التايهه محتاجه الحضن اللى يطمنها.. الدكتوره ابتسمت من تلقائية ردود افعالهم: يبقى كل واحد فيكم يفهم احتياجات التانى.. و بشكل مباشر.. بدون ما يسيب التانى لإفتراضاته مالك اخد نَفس جامد مبتسم و إيده راحت على إيدها كلبشت فيها و بص ف عيونها: أوقات كتيرر بنكوون مش عايزين نسمع غير كلمه واحده بس.... متمشيش!!
حلم ابتسمت و شددت على ضمة إيده لها: و أنا مش محتاجه منك غيرك مالك اتعدل بجسمه كله ناحيتها و اتكلم بصوت همس زى المعطر بعشق: و انا عايز الحد اللي يفضل ماسك فـ ايدي و ميسبنيش و لا زحمه و لا توهه تاخده مني..نفسي اللى يكون شايفني من جوه اكتر..نفسي اكون شقى و صغير و عيل و كبير و عاقل و دلوّع و فاهم معاكى..محتاج محتجش لحد..عايز روحي متكونش بردانه..عايز اللى يكون عارفه انا محتاج ايه و يعمله من غير ما يبين انه كان عارف..نفسي فـ روحك تفضل ملزماني..و صدي ضحكتك و كلمتك انا هفضل جمبك و معاك يفضلوا مرافقني..
عايز مجوعش طبطبه و لا حنيه و لا حتي جبر خاطر متغلف بكلمه..نفسي فـ علامات كتير من ربنا تنورلي طريقي..نفسي تفضلى مكفيه و ماليه كل الاماكن الفاضيه جوايا..عايز القدر ينصفني مره و يحققلي الاحلام الحلوه.. بصى هو انا نفسي فيكى انتى، نفسى اخد اخر نفس ليا من الدنيا و انتى جنبى و تبقى انتى اخر حاجه اغمض عيونى عليها و مفتحهاش تانى..
حلم اخدت نفس جامد اوى و كملت عنه: انا محتجاني جواك شويه.. لا مش شويه.. كتير.. كتير اوى كمان..محتاجه حد يخبيني من الدنيا فيك..و بسأل نفسي ليه انت و اشمعني.. في حاجات ليك بحسها اول مره تعدي عليا برغم كل اللى شوفته و عيشته..نفسى ف تفاهم منك لحالة التردد اللي جوايا..نفسى في سكه كل ما اتوه منك اروح فيها و اقعد اعيط و تلاقيني و تطبطب و تقولي انا جمبك يا ماما..
نفسى ف حاجه منك و درجة حب تكون شفعالك عن اى حاجه ممكن تحصل..بصراحه.. في قلق في خوف و حيره.. ان عايزه اقولك انا يمكن اكون بقيت ممله و مبحبش التفاصيل الصغيره تعدي بس ده خوف احسن الحاجات الصغيره تكتر و تكون حاجه كبيره و مبتعديش زى ما حصل.. مش عايزه اغلطها دى غلطه تانى..و كمان متتعودش علي خوفي و قلقي حسهم تملي كل مره كإنهم اول مره و دايما طمني..و متسبش اسألتي معاك و حوراتي اجابتها مفتوحه متخلنيش اخمن..انا مش عايزه مبرر انشغالك يكون معايا ابدا انا عايزه تشغلني بيك و بأنشغالك..
نزلت برجليها ع الارض و برُكبها قربت منه و مسكت وشه بعشق: من يوم ما رجعت و انا قلبى مخلوع.. بس اللى مصبرنى ان ربنا بيبعتلى رساله جرس انظار فـ كـل وقت..صوت جوايا دايما يقولى: سيبي نفسك شويه.. حبي..ليه بتسيئ الظن بالله ان الحلو ديما مبيكملش.. احسني كده ظنك بالله و الامور هتمشي و ربنا ما هيحرمكوا بس قولوا يااارب..انا هحسن ظني بالله خير انه هيخذل بيك كل التوقعات اللي مكسره فيا روحي..
اخدت نَفس اوى و رفعت كف إيده مسحت بيه وشها بدموعها: بس في حاجات و كلمات دايما مش مظبوطه في وقتها.. محتاجه وحشتيني لو كل سنه مره.. بس بنفس لهفه اول مره وتكون بجد بتحسها..و كمان بحبك خليها تطلع من غير ما تكون مترتبلها..و الغي الكلام من حياتنا.. سيب افعالنا تغنيني عن مليون حوار.. فى حاجات ناقصه بتكمل بيك.. في دموع بتتمسح بإيديك.. فى لهفه و اشتياق و تفكير فيك..كملني واكمل بيا.. انا جمبك وهتحدي خوفي ده بأملي وحسن ظني بالله فيك..
مالك نزل برجله جنبها ع الارض: حبيبي صحيح بحبك طلعت مني بصعوبه و مهما اتقالت منك في الاول كان ردي عليها سكوت.. بس دلوقتي عرفت السبب.. انا كنت محتاج اكتر من كلمه بحبك دى اللى بقت مستهلكه و ممله.. كنت محتاج تحتوينى.. تحتاجينى زي ما انا محتاجك الدكتوره بصت للاتنين و هى بتنقل عينيها بينهم: أسخف الحكايات و أوجـعها الـحكايه اللـى نهايتها بتتأخر أوووى..
بـتخلص فـى نـهايه الـمشوار.. بـتستنذف مـشاعرك لأخر نـقطه فيها.. بـتاخد عُـمرك لأخـر يوم فيه..الـحكايه اللـى مفيهاش رجووع و للأسف صـعب من بـعدها يكون فـى بدايه لـ حكايه جـديده..مبتبقاش عـارف تـحدد رد فـعلك وقتها فـبتقضى اللى باقى منك حيره، حيره ما بين لو قربت تحتار لو كنت بعدت كنت هرتاح و بين لو بعدت تحتار لو كنت قربت كنت هرتاح! انتوا شايفين ايه!
مالك من غير ما يفكر وقف بحلم اللى كان ماسك إيدها و اتحرك بيها يمشى و هو متبت فيها اوى.. الدكتوره ابتسمت و وقفت معاهم و ندهت على مالك قبل ما يخطى برا الباب: مالك مالك بصّلها و إبتسم و لسه هينطق هى اتكلمت: لإن السكه طويلة مينفعش نَفَسنا يبقى قصير! خد بالك الواحد لما يقعد في مكان ضلمه تماما و يخرج فجأة للنور مش هيتحمل.. مش هيعرف أصلا و تلقائياً هيغمض عينيه و يرجع لضلمته تاني.. لازم يدخل النور واحده واحده ف المكان الضلمة دا.. زي الزعل او الاكتئاب مش مره واحده هتعرف تطلع منه او تطلّع حد منه و تقوله اضحك وافرح مش هيتحمل مش هيعرف يعمل كدا أصلا... واحده واحده.
مراد بعد ما مالك و حلم مشيوا دخل لولاده.. فرحان اوى بلمتهم سوا يمكن اكتر من لمتهم حواليه.. بيسمعهم اكتر ما بيتكلم.. مراد بص للكل و إبتسم: هاا؟ صافى يا لبن؟ الكل ابتسم و سكت و هو مهاب بصّله بغلاسه: صافى مين؟ مراد برّق و مهاب غمزله: طب فين طااه دى؟ مراد كز على سنانه و مسك فنجان من قدامه و مهاب استخبى ف همسه جنبه لحد ما الكل ضحك.. مراد ضحك عليه بغيظ و رجع بصّلهم: هاا؟ صافى و لا كل واحد يلم بضاعته و يتكل؟
مارد رفعله صوباعه لفوق و حدفله بوسه و مازن عضله على بوقه و غمزله.. مهاب رفع إيده: طب نقرا الفاتحه بقا مراد رفع حاجبه: فاتحه؟ انت جاى تجوز امك هنا؟ مهاب قلد حركة وشه: لا هنقراها ع الظالم و المفترى قبل ما العيال يمشوا مراد بصّله بغيظ و ضحك بإستفزاز: و مين قالك انهم هيمشوا؟ همسه جنبه حطت إيدها على راسها بغُلب و ضحكت بغيظ و مازن رفع إيده بكوميديا: الفاااتحه..اقروا الفاتحه الكل ابتسم و بيقرا و مراد رفع صوته: غير المغضوب عليهم و لا الضالين مهاب كتم ضحكته لمازن: يا خوفى لا نكون بنقراها على روحك مارد ميل عليهم و همس: انا بقول كده بردوا..
مازن ضحك بغيظ و غمزلهم و وقف بليليان و بص لمراد: طب نستأذن احنا بقا يا جماعه همسه ابتسمتلهم و مراد ابتسم و بص ل ليليان و اتكى على عينيه بحب.. ليليان هزت راسها لها و اتحركت بمازن ناحيته ميلت عليه و هو قاعد باست راسه و خده و هو طبطب عليها.. اتحركت بمازن اللى مصدوم و وقف بيها و بص لمراد و رفع حاجبه و شاور بإيده على برا بمعنى اخرج؟ مراد هز راسه اه مبتسم و مازن نزّل حاجبه و رفع التانى و شاور بإيده على ليليان يعنى و هى معايا؟
مراد ضحك غصب عنه على ريآكشنات وشه و هز راسه اه مازن قرب منه و ليليان بتمسك إيده مازن سابها بكوميديا: استنى انتى بس اما اشوف ماله قرب من مراد و حط إيده على قورته بهزار: طب ما انت حلو اهو مش سخن امال مالك؟ الكل ضحك و مازن ضحك معاهم: شكلك مش طبيعى.. اوعى تكون واخد حاجه اصفرا.. ازعل و الله.. انا مربتكش على كده مراد برّق و شاورله على نفسه و مازن هز راسه اه.. مراد بغيظ بص لهمسه: شايفه؟ عاجبك قلة ادبه؟
همسه كاتمه ضحكتها بالعافيه و مراد بصّله بغيظ: كده؟ طب مفيييش مازن شد ليليان و طلع يجرى على برا.. مراد قام وراه و همسه بتحلّق عليه من قدامه و مارد قام محاوطه من وراه و الكل بيضحك.. مراد ضحك معاهم بغيظ و ليليان ضمت ملامحها اوى بضحك و حدفتله بوسه كبيره و هو قلدها.. مراد بص لمازن: دى امانه خد بالك منها عشان ربنا اللى هيحاسبك عليها مش انا مازن ابتسم بحب و قرب منه باسه من خده بكوميديا و شاور على عينيه..
مراد إبتسملهم بحب و طبطب على كتفه و مازن برغم كل مناكفتهم و زعله من تعلقهم بيها بس اما سابوهاله يمشى حس بيهم اوى.. مش عارف عشان احساس الابوه اللى اتولد جواه من يوم ما عرف بحمل ليليان و لا عشان هو اكتر حد عاشر مراد و عاش معاه محنته لحظه بلحظه.. حضن مراد جامد و همسله: متقلقش.. انا داخل بيتك مش عشان انقصك.. انا داخل ازيدك.. و قولتلك اعتبرنى اضافه لعيلتك مش هاخد منها مراد اتكى على حضنه اكتر قبل ما يخرج منه بهدوء و حضن ليليان كمان و وصّلهم لحد ما خرجوا..
مارد رجع لغرام اللى كانت شبه مريّحه ع الكنبه و ميل برجله قدامها ع الارض: و انت يا جن.. مش هتحن بقا غرام دوّرت وشها بدلع و ريحت ف قعدتها اكتر.. مارد غمزلها: يلا بقا على اوضتنا.. دى وحشتنى اوى.. انا حاسس انى سايبها من سنين غرام هزت راسها لاء بغلاسه: لاء.. انا هبات هنا مش هطلع مارد كعمش وشه ببوقه: ليه بس؟ غرام: رجلى وجعانى مارد غمزلها: عـارفـه لـيه غرام رفعت حاجبها: لـيه؟
مارد عض على شفايفه و هو بيهز راسه و يغمزلها: مـن كتر ما بتروحى و تيجى على بالى غرام برّقت و هى بتشد خداديه من جنبها تكتم وشه بيها: و حياة امك
مراد راجع بهمسه لجوه شافهم بيضحكوا ف ابتسم لمناغشتهم.. بيرجع غرام انتبهت و اتعدلت و هو شاورلها تفضل: خليكى حبيبتى براحتك مارد بص وراه له بغيظ: خليها فين انت استحليت الحكايه و لا ايه؟ مراد ضحك: لمكان ما يريحها.. خليها على راحتها مارد راح عليه بغيظ: انت يا جدع انت معاها و لا معايا؟ مليش فيه.. زى ما عكيتها عليا عليك تصلّحها مراد شاور على نفسه: انا بردوا اللى عكيتها عليك يا بأف؟
مارد رفع صوباعه بكوميديا: مليش فيه مراد لف دراعه حواليه و اخده و دخل بيه عندها و قعد جنبها: هاا يا غرام؟ عايزه ايه؟ غرام سكتت بس ملامحها مبتسمه و مراد ابتسملها بإطمئنان من شكلها: خليكى متأكده ان انا هنا مكان ابوكى و اللى مش هرضاه لبنتى عمرى ماهرضهولك.. اللى انتى عايزاه بس هو اللى هيكون حتى لو عايزه تسيبيه غرام ردت بتلقائيه بسرعه: بعد الشر مارد كان هيرد بغيظ بس سكت تماما من ردها و ابتسم بعيون بتلمع..
غرام برغم هدوئها اتكلمت بصوت مهزوز: انا بس عايزاه معايا..جنبى.. ليا طول الوقت مش شويه اه و شويه لاء. حتى لو ف صالحى يبعد بردوا يختارنى انا.. لو قدامه خطوه و بعدها الموت يشد ايدى معاه و هو بيخطيها.. مش كل محنه يسيب ايدى حتى لو عشان يواجهها لوحده مش هيهرب منها..
مارد بصّلها بإستعطاف و هى قدام استعطاف عينيه لانت و قلبها بيهدى شويه شويه: متبعدنيش عنك قدام كل مشكله.. خلينا نواجهها سوا.. هنقدر عليها و احنا اتنين.. هحس بطعم حبك ليا و طعم علاقتنا و احنا بنواجه مشاكلنا سوا.. هحس بحلاوة الحياه معاك اكتر ما تواجه المشاكل لوحدك و تركنى و ترجعلى بعدها.. متبعدنيش تانى و تسيبنى للافتراضات تلعب بيا..
مارد هز راسه بوعد و مراد بصّله بعتاب: عايز اقولك حاجه و خلينى اقولهالك قدامها عشان هى كمان تعرف وصلت لانهى ليفل و متدكش فرصه توصل للوحش.. هتبعدها عنك مره..هتزعل قوي وهتعيط كتير و هتعمل المستحيل و ترجّعك.. هتبعدها تاني..هتزعل قوي برده واكيد هتعيط و هتحاول ترجّعك.. هتبعدها تالت…هتزعل قوي برده ويمكن تعيط و يمكن بردوا ترجّعك هتبعدها رابع …هتزعل منك بس مش هتعيط قدامك و هتتردد ترجّعك هتبعدها خامس… هتزعل منك ومش هتعيط قدامك ولا قدام اى حد و هتفكر الف مره قبل ما ترجّعك..
هتبعدها سادس.. هتزعل منك ومش هتعيط خااالص و لا هترجّعك.. بس هتسيبلك بابها مفتوح.. هتديك فرصه انت اللى ترجع لوحدك عشان تشوفك باقى عليها و لا لاء هتبعدها سابع.. هتزعل شوية بس مش هيفرق معاها كتير و هتبتدى تفقد الامل انك ترجعلها هتبعدها تامن.. هتزعل اه بس على نفسها لكن انت مش هتفرق قوي ف مش هتحاول حتى ترجّعك.. هتبطّل تستنى رجوعك هتبعدها تاسع.. هتزعل على عمرها الى ضاع و هى بتستناك.. و هتبتدى تفكر تقفل الباب اللى هى كانت سايبهولك بمزاجها مفتوح عشان وقت ما ترجع تعرف تدخلها هتبعدها عاشر …. مبرووك انت مش هتبقي فارق معاها اصلا.. و الباب هيتقفل خالص و مش هترجع لا بمزاجك و لا بمزاجها.. الحق نفسك بقا قبل ما رصيدك يخلص و خليك دايما متأكد ان محدش بيدى للملانهايه مهما كان حبه.
مالك اخد حلم و خرج رجعوا ع البيت.. لاول مره الاتنين يدخلوا بشئ من الراحه من جواهم اكتر من براهم.. لاول مره مش بس بعد الحادثه.. لاء يمكن من اول الحكايه. لاول مره يبقوا على نور كده.. مالك ركن العربيه و لف فتحلها و قبل ما تخطى رجلها ع الارض ميل شالها و دخل بيها.. حلم ابتسمت و من غير ما تتكلم كلبشت اوى ف حضنه.. طلع بيها لحد شقته و فتح و دخلوا و قفل الباب برجله لحد اوضتهم فتحها و دخل بيها..
حلم لسه مغمضه بس شامه الريحه و حاسه بالجو حواليها زى المتكهرب.. محستش بنفسها غير و هى بتتفرد براحه ع السرير.. فتحت عيونها ببطئ و هى بتلفها حواليها.. شافت دفا غريب محستهوش من زمان.. شافت حب و حنيه و انسه و الفه اكتر من مجرد زينه و ورد و هدايا.. مالك همسلها بحنيه: فاكره الليله و البوسه اللي جوّزتنا لبعض؟! حلم همست برقّه: أكيد ده كانت اول مره شفايفى تنجرح مالك بصّلها بجرأه: تفتكري هي احلي ولا الجايه؟ حلم غمضت عيونها اللى لمعت و قبل ما تفتحهم كانت اتخطفت من كل ده لدنيا تانيه خاصه بيهم لوحدهم..
ف التحقيق عند امنيه بتزعق من المحقق: انا معملتش حاجه.. معملتش المحقق: مين اللى نزّل مدام هند للمساجين؟ امنيه بتزعق من غير وعى: قولتلك معملتش.. انا بكرهها.. بكرهها.. هى السبب.. هى المحقق: كنتى عارفه ان مدام هند ناويه على جريمه؟ امنيه بهزيان حاطه ايديها الاتنين على جوانب دماغها: بكرهها.. بكرهها.. اخدت كل حاجه.. كل ما بتخسر بتكسب اكتر.. بكرهها المحقق: مدام هند قتلته متعمده و لا الحوار اتصاعد بينهم؟
امنيه قامت و بتلف حوالين نفسها و هى ماسكه دماغها و فضلت تلف و هى بتزعق لحد ما اغمى عليها و وقعت.. المحقق قام يجبلها مايه و فتح الباب ينده على حد و ابوها لمحها و دخل جرى.. اللوا صالح زعق: انتوا عملتوا فيها ايه؟ انا مش هسمح لحد يتعرضلها.. فاهمين؟ المحقق: محدش قرب منها.. احنل حتى مش عارفين نستفهم منها ع اللى حصل.. لا على سبب وجودها و لا تفاصيل الحادث اللوا صالح ميل عليها شالها و بيخرج بيها حاوطوه من برا يمنعوه يخرج..
اللوا صالح زعق: غوروا من وشى.. بنتى بتموت لازم تروح زفت مستشفى المحقق بهدوء: سيادة اللوا احنا مقدرين موقفك لكن ارجوك انت كمان قدر موقفنا.. امنيه متهمه زيها زى مدام هند ان لم يكن اكتر و خروجها من هنا صعب اللوا صالح بذهول: متهمه زيها؟ مراته اللى قتلته المحقق: بردوا لسه ف تحقيق و تقارير جنائيه و اقوال شهود.. ع الاقل تفسير لدخول مراته.. انت عارف ان ممنوع عليهم الزياره ف ازاى دخلت؟ اللوا صالح رجع و حط امنيه بهدوء ع الكنبه ف المكتب و المحقق شاور لحد جاب دكتور كشف عليها و علقلها محاليل و اداها ابره..
تانى يوم الصبح مالك ف حضن حلم اللى كل دقايق بتفوق تطمن انه جنبها و ترجع تنام تانى.. موبايله رن و بص فيه و كنسل بس مبطلش رن.. فتح بغيظ: ايه يا نووسه.. خيير يونس بقلق: انت فين؟ مالك: ايه انت فين دى؟ فى ايه! يونس بجديه: حلم معاك مالك اتعدل بقلق: فى ايه؟ بتسأل عنها ليه؟ دورها ف قضية زفت و خلص يونس حكاله اللى حصل كله بإختصار و مالك بيسمعه بصدمه.. يونس: لازم تجيبها يا مالك.. ع الاقل عشان تستلم الجثه و الدفنه و كده مالك بحزن: و امها؟
يونس: القضيه لابساها.. مفيش قضيه اصلا.. العساكر شهدت عليها و بصماتها على الطفايه اللى ضربته بيها و هى بتتكلم بهزيان زى التايهه مالك: ممكن.. ممكن تطلع منها يا يونس.. اى حاجه.. مثلا مكنتش قصدها.. مكنتش ف وعيها.. قتل خطئ.. اى حاجه يونس بإنكار: مفيش مخرج صدقنى.. دى مفيش على لسانها غير قتلته قتلته.. غير انها اما اتنقلت للحبس و اتفتشت لقيوا ف شنطتها سلاح و مرخص تقريبا بتاع زفت ثروت..
مالك اخد نفس جامد بعنف و يونس رد: ده غير ست زفته اللى لبست معاها و الله اعلم هتعمل ايه و هتخرج منها ازاى و هتخرج اصلا و لا لاء! مالك بص لحلم جنبه و سكت بيفكر: طب انا شويه و هكون عندك يونس بقلق: هتجيب حلم معاك صح؟ لازم مالك: هقولك تعمل ايه قفل معاه و انسحب من جنبها براحه بعد ما باس راسها و خرج الاوضه التانيه لبس و خرج براحه نزل..
عدّى على فهد الاول و بمجرد ما فتحله فهد ضحك بخوف مصطنع و رفع إيده: و ربنا مانا ده اختى منى مالك ضحك غصب عنه و حرّك ايده على وشه بغيظ: مش وقتك.. اصبر اما افوقلك يا كلب فهد ضحك معاه بس انتبه لمالك: فى ايه؟ هى حلم مجاتش معاك و لا ايه؟ مالك بضيق: لا جات.. بس رايحين تانى فهد بقلق: فى حاجه و لا ايه؟
مالك: عايزينا ف حاجه كده.. المهم خلى الولاد معاك و شويه و حلم هتنزل فهد بهزار: لاء انتوا اعملوا ابونيه احسن مالك بصّله بغيظ و كوّر ايده و عمل نفسه هيضربه و فهد رفع ايده و بيجرى بضحك.. مالك شده عليه بغيظ: اخلص خلى بالك بس فهد سكت بقلق: طب طمنى الاول مالك حكاله اللى حصل و فهد سكت بحزن: لا حول و لا قوة الا بالله.. يعنى ابوها و امها الاتنين كده بحح؟ اكيد هتتصدم.. حتى لو ف حسابها ان ابوها هيموت بس مش بالطريقه دى و لا على ايد امها!
مالك هز راسه بحزن و نزل.. راح الجهاز و قابلهم و هناك عرف التفاصيل.. نزل المشرحه شاف جثة هامر و منظرها البشع.. دخل التحقيق لام حلم بس معرفش يعملها حاجه.. معرفش يفهم منها.. اتصدم من منظرها.. بتتكلم بهزيان لدرجه مش مفهومه.. ايديها و وشها و هدومها ملغبطين دم.. تخيل للحظات شكل حلم اما تشوفها كده.. اما تشوف جثة ابوها كده.. افتكر برغم سخطها و غضبها منه الا انها ضعفت قدامه يوم ما نقلوه للحبس.. شاور ليونس و وقفوا يتكلموا شويه..
يونس بقلق: ما تروح انت..هى دلوقت محتاجالك انت اكتر مالك اتنفس بحزن: ماهو عشان كده عايز تجى بالطريقه دى.. انا فاهمها و حاسس باللى ممكن تحسه.. عشان كده اتعمدت اجى الاول و من غير ما اقولها.. اعمل بس زى ما قولتلك يونس هز راسه و اخد عربيته و مشى..
عند حلم ف شقتها نايمه و صحيت مخضوضه ع الجرس.. بتتلفت حواليها ملقتش مالك.. اتعدلت و وقفت بخضه و بتهز راسها بعنف و هى بتلف الشقه كلها.. مش حاسه بحاجه و لا سامعه حاجه و لا يمكن شايفه حاجه.. مش شايفه غير مالك اللى مش موجود.. رجعت جرى ع الاوضه مسكت هدومه و حاجته.. بتكبش فيهم.. بتحضنهم.. بتشم ريحته فيهم.. بتشم ريحته ف نفسها.. ف جسمها.. الباب بيرن اكتر و هى جريت عليه فتحت..
يونس اتصدم من منظرها و رجع خطوه لورا بإحراج.. حلم بصوت مهزوز: مالك فين؟ يونس همس: يا غبى حلم زعقت: جوزى فين انطق يونس بإحراج: طب ممكن تروحى تغيرى هدومك عشان اوصلك له حلم اتجمدت و انفاسها بقت تقيله اوى.. هى لا حمل ازمه تانيه و لا غياب تانى.. رجعت لورا بالعافيه لحد ما دخلت اوضتها لبست و خرجت معاه.. حلم بتبص ليونس بتوهان و هو عايز يطمنها مش عارف..
ابتسم بتكلف: ربنا يصبرك حلم غمضت عيونها اوى بعنف و بتهز راسها بجنون.. يونس ركن و فتحلها و نزل بيها دخل.. بتتلفت حواليها بتعب و عيونها حركتها مجنونه كإنه بتدور على وليفها.. كل ما بتقع عينيها على حد تغمض بسرعه كإنها رافضه تشوف غيره.. رافضه اى حاجه تلغى وجوده.. مسكت ف يونس بضعف: م.. مالك.. مالك فين؟ جراله ايه؟
قبل ما يرد مالك قرب منهم من بعيد و هى قبل ما تلف وشها له بمجرد ما شمت ريحته ابتسمت اوى و لفت له بمنتهى اللهفه.. جريت عليه و اتحدفت ف حضنه و اتعلقت بيه زى طفله كانت تايهه و لسه يدوب بترجع.. مالك ضمها اوى و هى رفعت وشها بالعافيه و شاورتله على يونس: ق..قالى.. قالى ربنا يصبرك.. جه خدنى.. بحسبك.. بحسبك جرالك حاجه.. بحسبك.. مالك ضمها عليها اوى و بتردد اتكلم بالعافيه: مش انا.. ده ابوكى و...
حلم ردت بمنتنى التلقائيه: الحمد لله مالك ابتسم غصب عنه بتوتر: و امك كمان يا حلم.. هى كده راحت خلاص و حلم ضمته اكتر: الحمد لله.. الحمد لله انت بخير.. الحمد لله مالك ابتسم اوى و ضمها عليه اكتر و...
رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل التاسع والأربعون
حلم بتبص ليونس بتوهان و هو عايز يطمنها مش عارف.. ابتسم بتكلف: ربنا يصبرك حلم غمضت عيونها اوى بعنف و بتهز راسها بجنون.. يونس ركن و فتحلها و نزل بيها دخل، بتتلفت حواليها بتعب و عيونها حركتها بقت عشوائيه و مجنونه كإنها بتدور على وليفها، كل ما بتقع عينيها على حد تغمض بسرعه كإنها رافضه تشوف غيره، رافضه اى حاجه تلغى وجوده.. مسكت ف يونس بضعف: م، مالك، مالك فين؟ جراله ايه؟
قبل ما يرد مالك قرب منهم من بعيد و هى قبل ما تلف وشها له بمجرد ما شمت ريحته ابتسمت اوى و لفت له بمنتهى اللهفه.. جريت عليه و إتحدفت ف حضنه و إتعلقت بيه زى طفله كانت تايهه و لسه يدوب بترجع.. مالك ضمها اوى و هى رفعت وشها بالعافيه و شاورتله على يونس: ق، قالى، قالى ربنا يصبرك، جه خدنى، بحسبك، بحسبك جرالك حاجه، بحسبك.. مالك ضمها عليها اوى و بتردد اتكلم بالعافيه: مش انا، ده ابوكى و.
حلم ردت بمنتنى التلقائيه: الحمد لله مالك ابتسم غصب عنه بتوتر: و امك كمان يا حلم، هى كده راحت خلاص و حلم ضمته اكتر: الحمد لله، الحمد لله انت بخير، الحمد لله.
مالك ابتسم اوى و ضمها عليه اكتر، ضمها بشئ من الجنون كإنه هو اللى معدش له غيرها مش هى اللى معدش لها غيره، مش عارف عشان احساس الفقد و وجعه اللى ممكن تكون حساه دلوقت هو جرّبه قبلها و داق مرارته و اتمنى وقتها ضمتها دى من يومها تحديدا و لا عشان جواها هيفضاله اكتر و هيستعمرها بدون شريك زى ما كل حاجه جواه فضيت لها.. رفع وشها و ضمه بكفوف إيديه الاتنين و اتكلم بمنتهى الحنيه: ربنا يباركلى فيكى.
حلم ردت بضعف: ربنا يخليك ليا مالك إبتسم و باس جبينها: لا بلاش يخلينى و يخليكى دى، سمعت انها دعوه مكروهه و معناها متحرف، حاجه كده زى التخلى او ترك الامر، يعنى اما تقول لحد ربنا يخليك يعنى ربنا يتخلى عن امرك او يتركك و الله اعلم حلم ابتسمت على حتى انه مش قابل اى هزه لهم تانى..
مالك رجع ضمها من تانى و شدد على ضمته: مبقتش عايز اى ثغره او هفوه تعدى لنا منها وقعه تانيه، مش عايز، مش هستحمل و لا لحظه ف اللى جاى من غيرك حلم فردت دراعاتها على ضهره بشكل اوسع و ردت بدقات قلبها اللى سمّعت ف جسمه.. امنيه كانوا ناقلينها من فوق للحبس بعد ما معرفوش ياخدوا منها اى اقوال لحد ما تفوق.. نازلين بيها و بمجرد ما نزلت لمحت مالك من ضهره ضامم حلم اللى وشها له..
بصتلهم بقهره و للحظه استوعبت هى عملت ايه او كإنها لسه بتاخد بالها، ف وسط انتباهها لهم و عينيها المتعلقه بيهم حاولت تخلّص نفسها من العسكرى المكلبش ف إيديها لكن معرفتش، حاولت مره ورا مره و هى بتتحرك بيه.. بصتله بعنف: فك الزفت ده العسكرى بص وراه للوا صالح اللى اخد نفس بإحباط من الموقف اللى متابعُه من الاول..
بص لأمنيه و هز راسه بخيبة امل و هى ميلت راسها بخزى بس للحظه رفعت وشها و شافت مالك متعلق ف حلم بشكل طفولى اوى، بتنقل عينيها بينهم و بين ابوها و مش عارفه انهى فيهم غيرتها و لا مجرد طاقة سخط اللى بتتحكم فيها و ملخبطه كل حركتها خلتها تتحرك بعنف ناحيتهم..
نزلت جرى بالعسكرى ف إيدها شبه متجرجر و اما حاول يعركلها لمجرد انه مش فاهم سندت بيه على سور السلم بينهم و كوّرت قبضة إيدها المتكلبشه و جمعت كل قوتها و ضربت الكبش ف حديد السلم مره و اتنين و كتير لحد ما لخلخته و بحركه سريعه فكت بنسه من شعرها و نفدتها بين فواصل الكلبش فكته ف اقل من دقيقه و جريت..
نزلت جرى بلغبطه و بتتلفت حواليها و للحظه انتبهت لبرا و بتتحرك جرى على برا خبطت ف مصطفى اللى كان لسه داخل من دقايق و منتبه بذهول للموقف قدامه!
بمجرد ما لبست فيه جسمها كله وقف، حاولت تتحرك بس كإن رجليها رافضه، مستغربه نفسها او حركتها اللى إتشلت فجأه كإنها اخدت فرامل عنيف، استغربت اكتر اما بتتحرك تبعد إكتشفت ان إيديها الاتنين ماسكين ف جنابه او شبه مكلبشين فيه، بصت لإيديها بذهول و رفعت وشها و استغربت اكتر.. مصطفى! جه امتى و ازاى! طب ليه! مسكت فيه كده ازاى او امتى اصلا!
بتبصله شبه تايهه، مش عارفه هى عايزه ايه او المفروض ممكن تعمل ايه اصلا او يمكن اصلا ايه جابها هنا! اتقابلت عيونها معاه ف نظره ملهاش ترجمه ف اى قاموس بشرى! مصطفى ف اللحظه دى كل الذهول اللى كان جوه داب زى الجليد، مشافش ف عيونها اى غدر او حتى تفكير يفسرله حركتها، مشافش غير عيون باهته و مجروحه، عيون حزينه!
بص وراه على برا شاف مالك و حلم مضمومه بدراعه على صدره و ملفوفه من وسطها بدراعه التانى، بصّلها و رجع بص وراه من تانى و بصلها بأسف.. امنيه عيونها مكنتش اتحركت عن عينيه غير اما هو حرّك عينيه وراه ف اتحركت بعينيها معاه، رجعت مع عينيه و بمجرد ما شافته بيهز راسه بخيبة امل حرّكت راسها بعشوائيه غريبه.. غمضت عيونها اما حسته بيسحب إيديه اللى ماسكه دراعاتها شبه ضاماها من اول ما خبطت فيه..
بمجرد ما اتحرك جسمها اتهز كإنه نسمة هوا ساقعه عصفتها، لسه بتستوعب و هتقرب هو اخد كمان خطوه لورا و بص وراه و بصّلها و اتحرك بعيد و هو بيهز راسه.. الموقف مخدش دقيقه و قبل اى حركه زياده كان المكان اتملى حواليهم عساكر و ناس و امن و الكل بيتلم ع المتهمه اللى كسرت الكلبشات و جريت..
الكل بيقرب منها و بيتلم حواليها و كل ما حد يزيد المسافه بينها و بين مصطفى تكبر و الناس تدخل وسطهم بس لسه عيونهم متعلقه ببعض.. دموعها نزلت بإنهزام بس بمجرد ما اداها ضهره حست انها بتخسر، كل حاجه بتقع من ايديها، احساس اول مره تستوعبه، و مين السبب! جريت بجنون و كل ما حد يحاول يعركلها تهبش فيه بلخبطه..
مالك مكنش مركز ف العالم اللى حواليه او زى المنفصل، معاه حلم و مش عايز حاجه تانى، صوت انفاسها بس المسموع من كل حاجه حواليهم، بس بمجرد ما صوت الدوشه حواليهم عِلى لغبط اصوات انفاسهم.. حلم التفتت حواليهم و شافت مشهد ملغبط، ناس بتجرى و رصاص و امن و عساكر بتقرب منهم و هى مش فاهمه!
بتلقائيه مسكت ف مالك و ادارت فيه و هو من غير تفكير لحظه شدها ورا ضهره و اتصدى للجمع اللى بيقرب منه من غير ما يفهم! هو مش فاهم اكتر من ان فى خطر بيقرب و هو مش هيسيبها تانى ف وش المدفع! امنيه كانت قربت ف لحظة ما بيداريها ورا ضهره و مدت إيدها بسرعه هبشتها من وراه، مالك باصصلها بذهول، مش مستوعب ان الحب ممكن يعمل كده! الغيره!
امنيه بتشدها و بتزعق و بس: و الله ما هسيبك، انتى السبب، انتى، انتى السبب ف كل حاجه، انتى! مالك شدها من ايدها بحده و ملامحه بتنطق عنه بس امنيه عنفها و عصبيتها مشددين اعصابها مخلين مسكتها قويه.. مالك زعق و هو بيشدها لبعيد: انتى اتجننتى و لا ايه! انا غلطان من الاول انى سيبتك تتمادى! كنت فاكرك هتعقلى لكن الواضح انك اتجننتى!
امنيه زعقت بصوت مهزوز بعياط: انا اللى كنت فاكراك هتعقل و انت اللى اتجننت مش انا! اتجننت اما دبحت اللى حبيتك و حبيت اللى دبحتك! سيبت اللى مسكت فيك و مسكت ف اللى سابتك! جريت من اللى سندتك و وقّفتك من تانى و جريت استخبت ف حضن اللى وقعتك! انت انانى! انانى اوى!
مالك بذهول: انا! انا اللى انانى! انتى مستوعبه انتى بتقولى ايه! انا اللى انانى! انا اللى كنت عايز اهد بيت مش بيتى عشان ابنى على انقاضه بيت ليا! و لا انا اللى كنت عايز احرم ولاد من ابوهم عشان اجيب ولاد ياخدوا حق مش بتاعهم! انا اللى كنت بتمنى كل لحظه اخد حاجه مش بتاعتى! ابص للى ف ايد غيرى! ابص لرزق غيرى لدرجة ان رزقى عدى من قدامى و مشفتهوش!
امنيه للحظه ايديها اترعشت من مسكتها لحلم اللى وقفت غصب عنها عن رد فعلها اما شافت مالك متصدر.. امنيه عيونها بتلقائيه اتلفتت كتير حواليها كإنها عايزه لقطه واحده و بمجرد ما وقعت عليها وقعت معاها دمعه ورا دمعه ورا دموع كتير.. مصطفى عدى من جنبها بعيون بصت بعيد و هى تابعته و قبل ما يختفى رجعت بدموعها لمالك بمشاعر غريبه من نوعها عليها: بكرهك، انا بكرهك!
مالك كان هيرد بس هزة صوتها و زوغان عيونها بينه و بين مصطفى منعوه ينطق، و هى مش عارفه لسانها اللى نطق حفظا لكرامتها و لا قلبها اللى اتحرر و حب يتشعبط ف امل بعيد زى القشايه هتشده من الغرق! ابوها قرب و الظباط و العساكر و اتشدت من قدام مالك اللى بص للوا صالح بأسف و إيده بتتحرك على وشه بعصبيه و ايده التانيه ضامه حلم عليه..
هند والدة حلم نازله مع الامن و بمجرد ما عدت عليهم وقفت بتصنّم، العسكرى حاول يشدها اكتر من مره بس هى واقفه بثبات غريب و عينيها راحت على حلم.. حلم رفعت وشها و بصتلها بنظره غريبه و دموعها نزلت، مش عارفه تنطق، ايه ممكن يتقال ف لحظة زى دى! اتنين عاشوا طول عمرهم متفارقين و انهارده بيتفارقوا!
هند قربت خطوات منهم بحذر من العساكر و همست بحقد: عمرى ما عرفت احبك، معرفش ليه، كنت قبل كده بقول عشان اخدتى من نصيبى كتير، لكن دلوقت لقيتك بتاخدى من حقى، عيشتى حياتى اللى كان مفروض اعيشها، حبيتى الظابط اللى اد ما اخلص لبلده اخلصلك، و قبل ما يشتريها اشتراكى، حد ف عز محنته، و يوم ما غاب، غاب غاب و رجع زى الكلب البلدى على صاحبه ضحكت بهزيان و هى بتسقف: فعلا كلاب، اخلاص كلاب!
مالك اخد نفس جامد و حلم هتقرب منها مالك شدد اكتر على ضمته ليها بدراعه اللى حوالين كتفها و ضمها على صدره، بص للعساكر اتحركوا بيها لحد عربية الترحيلات و اخدوها و مشيوا.. حلم همست بوجع مبحوح طالع من قلبها محسهوش غير القلب اللى ضاممها و لامس ضلوعها: و انا، حبيتك! برغم كل ده حبيتك! مالك غمض عيونه و دفن راسها ف صدره و ضمها بدراعاته الاتنين و باس راسها..
امنيه غمضت عيونها و مش عارفه تلوم مين! نفسها و لا هما و لا الظروف و لا الدنيا! العساكر قربت منها تاخدها بحذر.. اللوا صالح قرب بلهفه منهم و عيونه بصت لمالك برجاء.. مالك هز راسه له بتفّهم يطمنه: متقلقش، مش هنسيبها العساكر اخدوها و اتحركوا لبرا و منها راحوا على مقر الشرطه العسكريه..
مازن اخد ليليان و رجعوا على بيتهم، اخدوا الطريق مشى كإنهم عايزين زى ما بِعدوا عنه بمجهود كبير يرجعوا بمجهود تانى عشان ميبعدوش! فتحوا الباب سوا بإيديهم و دخلوا، مازن كان هيميل عليها يشيلها لكن حته جواه ذكوريه بحته خلته يقف و يسيبها تخطى بإرادتها قدامه.. و هى عشان حساه إبتسمت بعيون مدمعه: اوعى تشك ف يوم انى بحبك.
مازن غمض عيونه و رفع وشه لفوق و هو مغمض و اخد اطول نفس ممكن ياخده و إبتدى يخرّجه واحده واحده كإنه بيخرّج معاه كل الوساوس اللى كانت متملكاه من جوه.. ليليان قربت و مسكت وشه بحب منور على وشها و اتكلمت بلغة العيون: ندمان! مازن بصلها كتير: على ايه!
ليليان بتردد: على انك كنت جنبى ف وقت انا بعيد، كنت قدامى و مكنتش شايفه غير نفسى، اهتمامك، حبك، تضحياتك مره ورا مره، كتر تنازلاتك و الفرص اللى مكنتش بتخلص و لا على ان كل ده كان بدون مقابل مازن اتكلم برجاء: في حاجات يا ليليان مُمكن نعملها من غِير مُقابل بس صَعب نفضل نعملها من غير تَقدير.
ليليان دموعها نزلت بإعتراف و قبل ما تنطق مازن قرب وشه و بصوابعه مسك دقنها رفع وشها: اوعى تميلى راسك ابدا، انا موجود عشان راسك دايما تبقى مرفوعه، بشتغل و اتعب عشان ترفعى راسك بيا، بناهد مع الظروف عشان متكسركيش و توطى راسك، بكافح و اعافر مع علاقتنا عشان دايما راسك تبقى مرفوعه انك جوه علاقه زى دى، ف متوطيش ابدا، مهما كان حجم اللى حصل انا جنبك ليليان اتكلمت بحب صريح: و انا بحبك.
مازن عيونه بتلقائيه راحت على بطنها و هى من غير ما تشيل عيونها من عليه حسست بإيدها على بطنها بلهفه: و بحب اى حاجه منك، من ريحتك، اى كلمه من قلبك، ضحكه من شفايفك، ف مابالك حته منك!
مازن بص ف عيونها مشافش فيهم غير نفسه، رجولته، تملك رضى غروره كراجل، اما غريزته ف كانت مهمة شفايفها اللى قامت بيها على اكمل وجه بدون تردد، شدته من دوامة تفكيره و افتراضاته و وساوس كتير وقع تحت رحمة خربشتها طول الفتره اللى فاتت، شدته لحضنها زى ما هى اللى بعدته، سحبت كف إيده على بطنها و هو بتلقائيه حرّك إيده على بطنها بغريزة الابوه اللى جواه..
ليليان طمعت تحرّك كل غرايزه جواه مش بس الابوه، مش هتكتفى بس بمازن الاب و لا هتقبل يبقى دور وجودها و سببه ام، حطت كفوف ايديها على كفوفه على بطنها و نفدت صوابعها من بين صوابعه و حرّكتهم عليها و حرّكت معاهم غريزته كراجل، إبتدت ايده تتحرك على جسمها بشئ من جنون الوحشه..
مازن مكنش مستنى يشوف ان ليليان اتغيرت، لكن ملمسش حجم التغير ده الا اما لمست شفايفه، جسمه، قلبه بجد، كان فاكر تغيرها ف انها هتتجاوب مع خطواته و هيفضل هو اللى يخطّى دايما ناحيتها و يخطى بيها لقدام لكن اتفاجئ بيها بتبادر هى، بتخطى ليه و بيه! اقتحمت رجولته بهجوم اشبع غروره، كانوا بيتحركوا لجوه البيت ككيان واحد من غير ما ينفصلوا و كل خطوه بحرف جديد من حدوتتهم..
مالك ركن عربيته و طفاها و بص جنبه لحلم اللى قدامه غرقانه ف النوم، طول الطريق عيونه متعلقه بيها و بالعافيه بتسيبها و تبص ع الطريق و ترجعلها تانى.. بص لإيديها اللى ملفوفه على صدره و التانيه ملفوفه من ورا ضهره و الاتنين متقابلين ف كلبشه ف صدره، دايما مسكة إيديها فيه بتشبع احتياجه، بتدوّب اى خلاف حتى ف عز مشاكلهم، فاكر اول كلمه منه كانت متمشيش كان اول وعد اتوفى و بردوا اول وعد اتخان!
حلم عيونها مغمضه لمجرد انها مش عايزه تشوف لمحة الأسى اللى بتتولد ف عينيه كل لحظه قدام الباب ده، غصب عنها دموعها فاضت و قبل ما تتحرك من رموشها كان هو اسرع يحتويهم.. باس عيونها و ضمها عليه و بدون تردد فتح الباب و اخدها و نزل، دخلوا البيت من تانى بس المرادى بقلوب جديده غير اللى جرحت و اتجرحت و اللى حتى حبت و اتحبت، قلوب متواعده..
عشان حدوتتهم كانت مختلفه، و الجروح كانت جسميه مش بس نفسيه ف كان لازم اجسامهم تتراضى زى القلوب ما اتصافت، اتقابلوا ف ملحمه زى الحلم شبه اسمها و كل واحد فيهم بيصك ملكيته على جسم التانى زى اسمه.. حلم همست ف حضنه: انا دلوقت اللى لازم اقولك متمشيش، مهما كان اللى حصل و مهما كان المقابل خليك، مهما كان السبب و مهما هتبقى النتيجه خليك، خليك!
مالك إبتسم بحنيه: عمرى ما اختارت امشى قدام وجودك، مفيش خناقة أو حاجة بتحصل يا حلم بتفرّق بين إتنين، إللي عايز يمشي من الأول هو إللي بيكبّرها و انا عمرى ما كنت عايز امشى حلم ابتسمت ع الاصرار اللى ف عينيه و هو إبتسم: حتى لو مكنتش واثق انى هقدر، ف الاول مكنتش واثق انى هقدر عشان خايف و ف الاخر مكنتش واثق انى هقدر عشان مجروح حلم اتكلمت بإصرار هو كان مفتقدُه من كتير: هتقدر، دلوقت هتقدر.
مالك اتعلق بعيونها كإنه بيشحن نفسه من تانى من جواها زى ما عوّدته.. حلم عادت كلامها بلهجتها اللى اتعود عليها من الاول منها: هتقدر، مالك اللى خلق للحب مكان جواه وسط كل الدوشه دى يقدر يعمل اى حاجه عشان الحب ده يكمل مالك إبتسم: لو تعرفي كل مرة بتخليني اثق في نفسي بيحصل ايه؟ حلم ابتسمت: ايه؟ مالك بإستسلام لقلبه قدامها: بتخليني اثق فيكي انتى اكتر.
حلم رفعت كف إيده باست بطن ايده و هو باس ضهر ايدها اللى ماسكاه ف سحبت ايده حطتها على بطنها و ابتسمتله بعشق من نوع جديد.. مالك حرّك إيده على بطنها بلهفه و عيونه لمعت: هيبقى الرابع، طفلك الرابع حلم إبتسمت و هو ناغش مناخيرها بوشه كله و هو وشه فوق وشها: انا الاول حلم إبتسمت: و الاخير..
مارد ف حضن غرام ضاممها بتملك و راسه ع صدرها و كف إيده بيتحرك بحنيه على بطنها: يعنى هفضل ابنك الاول و الاخير؟ يعنى مش هتحبيهم اكتر منى؟ غرام إبتسمت على تملّكه: انا حبيتهم اصلا عشان منك، حته من كل حاجه فيك، من قلبك، من روحك، من كيانك، من جنونك..
مارد إبتسم: انتى اللى عشمتينى ف قلبك و حتى لو كان العشم بزياده اوعى تخلى بيا، اوعى ف يوم تنسى ان انا متلصم بيكى، بيكى انتى الاول قبل اى حد و اى حاجه، حبيت الدنيا اما لقيتك فيها، حبيت حياتى من يوم ما دخلتيها انتى، اتلصمت بيكى، لصمت كل شروخى و كسور روحى بيكى حتى قبل ما اقابل اهلى و ابويا و امى و اختى، الطاقه و القوه اللى حاربت نفسى بيهم كانوا منك و بسببك ف اوعى ف يوم تسيبى كل ده و تمشى، اوعى.
غرام ابتسمت على إيده اللى مش حاسس بيها بتكلبش فيه مع كل حرف بينطقه، قدر يراضى انوثتها قبل قلبها، يشبع احتياجها من احتياجه لها اللى لمسته قبل ما تسمعه..
غرام سكتت تماما قدام مراضية قلبها و هو قدام سكوتها رفع وشه بقلق يقرا ملامحها: احنا مفشلناش يا غرام، وقعنا اه لكن طالما قدرنا نقوم تانى يبقى لسه جوانا طاقه نقاوم و نعافر بيها و انا لاخر نَفس فيا هفضل اعافر عشانك، عمرى ما هستخسر طاقتى قدام لحظه واحده تبقيها ف حضنى كده، عمرى ما هسيبك تعافرى تانى لوحدك، عمرى، ف مش هنفشل تانى غرام كانت هتتكلم تقول حاجه بس هزة صوته منعتها..
إبتسمت بهزار تعلن قبولها لمعاهدة سلام لقلبها: و الله الفشل مش لازمله طاقه بس مارد رفع حاجبه و هى قلدت ريأكشن وشه: ساعات بيكون سبب فشل العلاقه إن من الاول كان في طرف المفروض ياخد بالجزمن و مخدش مارد اتعدل و بصّلها و عيونها اتحولت للازرق بغيظ: مممم نعمممم غرام رقعت إيديها بإستسلام: اناا، اكيد انا يا روحى مارد رجع رقد جنبها و ضحك بغيظ: ايوه كده اظبطى الاداء لا اظبطك، عبو اللى يدلعكم.
غرام بغيظ شالت مخده من جنبها و حطتها على وشه: انا بردوا قولت كده، مبتسترش ابدا مارد شال المخده بضحك حدفها جنبه و شدها لحضنه: لاء انا مليش تقل ع النكد، بيجبلى حرقان ع الصدر غرام ضحكت اوى و هو إبتدى يمتص رنين ضحكاتها اللى كانت وحشاه جدا من على شفايفها بطريقته.. حلم قاعده بشئ من الشرود و نظراتها بعيده جدا اد بُعد الامل اللى بيغمغم بيأس جواها..
مالك قبل ما يفتح عيونه و بمجرد فرد دراعاته و حس ببروده مكانها اتنفض بفزع.. قام بخضه اتحرك لبرا و قبل ما يخطى لمحها قاعده مكوّره و ضامه نفسها على بعض، لمح نظراتها المهزوزه مع هزة رجليها العصبيه و هزة إيدها بصوابعها اللى بتفرك اضافرهم بسنانها.. مالك ابتسم بحزن و اتحرك لعندها و قبل ما يقعد جنبها نزل بركبته قدامها و سند دراعاته الاتنين ربّعهم على رجليها و رفع وشه ف وشها كإنه بيحضنها بنظراته..
حلم انتبهت بوجوده قبل ما يقرّب حتى لكن معرفتش تحتوى وجوده ده او تندمج معاه.. هربت بعينيها المدمعه لبعيد و هزات نظراتها و رجليها زادوا جدا.. مالك مد إيده بحرف اصابعه لمّس تحت عيونها اجبر الدمعه المحبوسه تنزل.. حلم ميلت راسها تخبى عيونها ف نزلت براسها على صدره بضعف: انا بحبها يا مالك، بحبها اوى و محتاجالها، هى مش بتكرهنى؟ و مش محتاجانى! لكن انا بحبها و محتاجالها.
مالك غمض عينيه بوجع لوجعها و ضمها عليه اكتر و همس بنبرة مرح ملهاش علاقه بدراما الموقف: اكتر منى يعنى؟ حلم مستوعبتش جملته ف سكتت عن انفاسها العاليه بدموع و هو عاد كلامه بتكشيره مرحه: بتحبيها اكتر منى يعنى؟ محتاجلها اكتر من مالك؟
حلم رفعت وشها مسافه صغيره نوعا ما جعلتها شبه لامساه و اتكلمت بهمس حزين: عمرى ما حبيت حد اكتر منك، حتى ولادنا بحبهم لانهم منك، حتى لو اكتر ف بحبهم بردوا عشان منك و عشان خلقوا حياه معاك، يعنى انت السبب و انت النتيجه.
مالك رفع وشها بتكشيره وسعت بإصطناع رغم نبرة التملك اللى نفرت عروق الحب جواه: مفيش حاجه اسمها حتى لو اكتر، انا محدش يتحب منك اكتر منى، انا الاكتر و انا الاول و انا الاخير و انا المهم و الاهم، فاهمه! حلم ابتسمت اكتر بشكل مهزوز مع هزة صوتها: انت اغلى من الكل، انت حياتى نفسها و ولادى اغلى ما فيها، لكن، لكن هى كمان جزء منها، جزء من حياتى دى.
مالك هز راسه برضا لكلامها او احساس بيه و هى وقفت بتعب: حتى لو جزء صغير، حتى لو جزء مهمّش و مهجور بعيد، لكن هتفضل جزء من حياتى، من يومى، جزء من مستقبلى زى ما كانت جزء من ماضيا و ذكرياتى، مقدرش اتحمل بتر الجزء ده بسهوله كده او فجأه كده، مقدرش مالك وقف و راح عليها مسك كتفها من ضهرها و لف وشها له: و انا مقدرش اشوفك كده، مقدرش ابقى جنبك و انتى طول عمرك جنبى حلم دموعها نزلت: تفتكر لها حل؟
مالك رفع وشه و نظراته اتشتت حواليها بحيره: بنشوف، انا حاططها جزء من تفكيرى و حلولى للى حصل و مش هخرج من غيرها حلم بلعت ريقها بتوتر: انا خايفه اوى مالك رفع إيدها و باسها برقه: و انا مينفعش تبقى خايفه و انتى معايا.
همسه ف حضن مراد و لاول مره متهربش بعيونها، كانت حتى ف عز لحظات الحب بتهرب بعينيها بعيد، بتخاف من ضعفه و مبتحبش مراد يشوف الخوف ده ف عيونها ف يفهمه منه، لاول مره تحس انها مش خايفه من ضعفها بين إيديه، لاء ده حباه! امتى حبته كل الحب ده! ازاى قدر يخلق كل الحب ده له جواها! عمل ايه و ازاى و امتى اصلا! فى حد ممكن يتملك من حد اوى كده! ايه اللى يخليه مستعمره بالشكل ده! معقول الامان!
مراد عشان اتعود يحسها، يفهمها من عيونها إبتسملها بصفا: اه يا همسه الامان ممكن يخلق كل طاقة الحب دى، ممكن يحوّل الكره لحب، و الحب لعشق، و العشق لجنون و الجنون لتملّك، احنا بنحب اما بنتطمن، بندى اما بنتطمن، بنكمل اما بنتطمن، بنعيش اما بنتطمن، ساعتها بنحس بطعم كل حاجه، الخوف بيمغّص الانسان و يجفف حلقه و يحسسه بمرارة اى حاجه مهما كانت حلوه، الحب مع الخوف ميستعمروش قلب واحد، القلب ميحبش اللى يخاف منه و لا معاه..
همسه ردت بتلقائيه جمله خطفته لاكتر من خمسه و عشرين سنه لورا من غير ما تحس: انت كنت و مازلت حتة الامان ف طريق كله خوف مراد إبتسم بعيون لمعت ببهجه كإن قطر العمر رجع بيه و بيقوله عيد من الاول.. همسه إبتسمت لشكل ملامحه و هو وضحلها: عمرى ما هنسى شكل احساسى اول مره سمعت منك الجمله دى همسه اتعدلت بفضول: انا قولتلك كده قبل كده؟
مراد هز راسه و رجّعها من تانى لحضنه ف لحظتها كإنه بيعيد الطريق فعلا من غير فراق: مممم، كنا ع السلم، يوم ما دخلتى شقتى لاول مره بعد اللى حصل، بعد اللى حصل من عاصم معاكى و معايا و خيانته ليكى و ليا و مواجهتكم لبعض و ليا! بعد ما ابتدينا حدوتتنا و قفلنا الماضى بكل حواديته، او كنا بنرتب لحدوتتنا مراد ابتسم للذكرى: كنت راجع من شغل و شبه متصاب و جيتى مع ابوكى لعندى و دى كانت اول مره.
همسه: ابويا جابنى معاه؟
مراد قرص مناخيرها: لاء انتى اللى جيتى بنفسك، و دى كانت اول مره و اول خطوه و اول حرف اتكتب ف روايتنا و ساعتها قولتيلى الجمله اللى بعد السنين دى كلها و برغم انك لا فاكراها و لا فاكرانى و لا فاكره اللى حصل الا ان قلبك نطقها من تانى انت حتة الامان ف طريق كله خوف عدت السنين و اتغير فيا الف حاجه و حاجه الا احساسى و انا بسمعها منك من تانى، لسه شايف نفسى دلوقت الشاب اللى وقتها لقى نفسه مراهق قدام حروفك، مبسوط بيها اكتر دلوقت، ان احساسك متغيرش، قلبك متغيرش، طلعت بتلقائيه وسط دوشة هموم كتير.
همسه رفعت وشها لعيونه و دمعت بحب: فضلت تروح للقبر ليه بعد كل السنين دى؟ مراد باس عيونها: عشان اعرف اعيش، فى حد بيعيش من غير نفس يتنفسه! من غير روح! همسه بصوت مهزوز: بس مش انا اللى كنت ف القبر مراد إبتسم و بتعدى قدام عينيه كل لحظه قضاها فعلا قدام القبر: بس كنتى جوايا، ف قلبى، ف كنتى بردوا بتشاركينى ف قعدتى، حتى ف عيد ميلادك كنت بروح، ف اى مناسبه اروحلك.
همسه افتكرت عيد ميلادها و هى بتسمع رق الحبيب ف اتكلمت من غير ما تفكر: عارف، اخر عيد ميلاد كنت بعيده فيه، كان فى حته جوايا بتطمنى انك راجع، ان الغايب هيعود، دفتر الحكايه هيتفتح من تانى و يتسطّر فيه حكاوى من تانى، كنت بطلب من ربنا دايما اشاره تنور العتمه اللى حواليا و ف وسط الدوشه دى بفتح الاذاعه لقيت فى اغنية رق الحبيب و ساعتها حسيتها الاشاره اللى اترجيتها من ربنا، سمعتها اخر عيد ميلاد قبل ما نتقابل و رفعت وشى للسما و اتمنيت يرق الحبيب فعلا و يواعدنى.
مراد بصّلها اوى و افتكر انه كان بيسمعها ف نفس الوقت و اليوم: عرفتى انك كنتى جوايا بقا، اهو انتى اللى اكيد خلتينى يومها افتح الاذاعه و اسمعها مع انها مبتحصلش كتير و ان حصلت بشغل CD مش اذاعه همسه فجأه بصت لإيدها اللى ضماه من صدره كإن دقات قلبه بتحرّك كف إيدها و إبتسمت على براءة حبه..
مراد رفع كفها باسه بكل الحب اللى جواه: كنت لوحدى شكلا بس قدام الناس، لكن عمرى ما كنت من جوايا لوحدى، كنتى مشاركانى يا همسه حتى ف النَفس همسه إبتسمت بصوت غصب عنها: تلاقيك بتقول كنت مرتاح مراد رفع شعرها من على وشها و ابتسم: كنت ميت، ف غيبوبه، كنت مدفون، ساعتها ده معنى مرتاح بتاعتك، انما معرفتش انى عايش الا اما شاركتكم مشاكلكم و بقيت اتفاعل بيها مع الدنيا اللى كانت راكنانى ع الرف.
همسه بحركة شفايف من غير صوت: بحبك مراد ابتسم بهمس: لو تعرفي كل مرة بتحبينى من اول و جديد بيحصل ايه؟ همسه برقه: ايه؟ مراد بعشق: بتخليني اضاعف حبك، بتضربى حبى ليكى ف مليون.
مالك اتحرك بحلم بخطوات بطيئه و تقيله، عمرها ما كان ف حساباتها ابدا انها تقابل ابوها ف لحظه زى دى، زى ما هو عمرها ما كان ف حساباتها تقابله اصلا! يموت بالشكل ده و هى اللى طول عمرها بتتعامل مع اسمه شهيد ! خاين! محستش برجليها و هى بتتحرك من دوشة تفكيرها، محستش غير و هى جوه المشرحه و بتتشال ملايه من على سرير و ينكشف منظره قدامها..
بصتله كتير اوى نظرات ثابته، ثابته بشكل غريب و صعب، مالك جنبها محتضنها بعيونه و ضاممها و بيضمها اكتر.. حلم بصتله بعيون ضعيفه منزلتش و لا دمعه، منزلتش غير عتاب ورا عتاب لابوها لحد ما فضت كل الطاقه السلبيه اللى جواها.. مالك حضنها و هو خارج بيها و هى مستسلمه تماما جوه حضنه.. خرج كان مراد داخل ف ابتسم بإرياحيه اول ما لمح مسكتهم لبعض.. مارد همسله بإستفزاز: انت مالك انشكحت اوى كده اول ما شوفتهم سوا؟
مراد رفعله حاجبه بإنتصار كإنه بيقوله ف النهايه القلوب هى اللى انتصرت و اذا حبته بعقلها بس عرفت بردوا تحتوى عقله.. مارد اتجاهل نظرته اللى فهمها و ضحك ببرود: عايز تقول يعنى انك كنت خايف يا يرقّدها جنب ابوها؟ مراد غنض عينيه بغُلب و حط إيده على وشه.. مارد ابتسم بإصفرار يستفزه: معلش معلش.
قربوا منهم و للحظه الموقف مكنش محتاج كلام ف الكل سكت، شويه و جه مصطفى و صحاب مالك و اللوا صالح اللى اصر على وجوده جنب مالك رغم الظروف.. دقايق و خرج يونس و بص لمالك بورق ف إيده ينبهه ان اجراءات الدفن خلصت..
مالك هز راسه بحزن على حلم اللى مش عارف يكلمها او حتى يبص ف عيونها و يشوف فيهم كم الوجع ده، الوجع اللى هو برغم كل حاجه حصلت و برغم الوقت مقدرش ينسى ملامحه، فقدان الاب طول عمره الم بشع، بشع اوى، عامل زى بتر حته من الجسم بدون رحمه، بدون مسكن او مخدر، الاب طول عمره ف حياة ولاده حتى لو مهمش ف هو زى العمود الفقرى، الجزء اللى يوم ما يتبتر يصبح صاحبه عاجز، مشلول، حياته ناقصه مهما كملت، و فرحته ناقصه و باهته..
بص لحلم و اتقابلوا ف منطقة الوجع دى و اتحركوا فيها سوا لحد ما خلصوا الدفن و مشيوا..
فهد صحى على رن الجرس.. ابتسم بغيظ و من غير ما يفتح عيونه اتحرك من السرير يخرج.. روفيدا اتعلدت بقلق: مين يا فهد؟ فهد كعمش وشه بغيظ من غير ما يفتّح: ده سؤال يا روحى؟ انا قولتله اعملك ابونيه و انجز كسّل.
روفيدا ضحكت بنوم و رجعت ف رقدتها و فهد كمل للباب على وضعه و هو مغمض و اول ما فتح الباب سند بدراعه على جنب و كعمش وشه بإبتسامه حقيقيه صفارها مصطنع: انا اما قولتلك اعمل ابونيه كنت ناوى افتحها حضانه لكن شكلى هقلبها ملجأ او دار ايتام هنا و نلم بقا و الفلوس تبقى زى الرز يا معلم قال اخر جملته بصوت عالى و هو بيسقف بإيديه بعد ما فتّح عيونه.. مالك بص لحلم جنبه اللى وشها بهت فجأه و بصّله و عض بوقه بغيظ..
فهد اتعدل بسرعه بخوف مصطنع: افيييه وحش صح؟ مالك ضربه بوكس خفيف دخّله و سحب حلم و دخلوا: شبهك، افيهاتك دايما شبهك ياسبحان الله فهد حك دقنه بغيظ: و الله حلو حلم ابتسمت بمرح: هو اللى كئيب فهد ابتسملها بتردد: حمد الله ع السلامه، آآ، الف سلامه و نورتى بيتك، قصدى تقومى بالسلامه، و البقاء لله، قصدى، قصدى يعنى شده و تزول.
مالك اتوتر من رد فعل حلم و سابلها مساحه صغيره ترد على اللى يناسبها: الله يسلمك، الحمد لله على رجعتنا كلنا، كله يهون و كل حاجه تهون قدام سلامتنا مالك ابتسم برضا على اختيارها له وسط كل الردود دى حتى لو ف الكلام.. بص لفهد بمرح: ايه كمية المجاملات دى ف جمله واحده؟ انت ف فرح خالتك؟ فهد بإندفاع: لا فى واحده البقاء لله، دى بتاعة مرات ابوك مالك كز على سنانه: مش بقولك حتى افيهاتك شبهك.
حلم ضحكت ضحكه صغيره بخفه و التفتت وراها على روفيدا اللى لبست و طلعتلهم بترقب: ايه البقاء لله دى ع الصبح؟ ف مين؟ فهد راح عليها حط دراعه على كتفها بس معرفش يرد ف بص لمالك بتوتر كإنه رجع من تانى لدور أبوه اللى دايما ينجده.. مالك إبتسم ربع إبتسامه بالعافيه و حط دراعه على حلم اللى ملامحها انقبضت على بعض بخفوت.. روفيدا سحبت نفسها من فهد بقلق و قعدت جنبهم ع الانتريه: مالك فهمنى، البقاء لله ف مين؟
مالك بص لحلم كإنه مش عايز يقطع العهد اللى اخده على نفسه ميوجعهاش حتى لو بالكلام.. حلم نجدته و ردت بهدوء مهزوز: بابا، و ماما روفيدا بلعت ريقها و ردت من غير ما تحس: طب الحمد لله فهد برّق قدامه و نكزها ف جنبها و هو بيقعد جنبها و الكل باصصلها.. روفيدا اتعدلت بسرعه بكلامها: قصدى ربنا يعوضك فهد برّق تانى و نكزها و هو بيقرب منها كمان شويه.. روفيدا صححت بسرعه: قصدى ربنا يقومك بالسلامه.
فهد برّق و هى صححت بغيظ من نفسها: قصدى فهد حط إيده على بوقها بسرعه بضحكات مكتومه و هو بيقف بيها: ششش ششش منه لله لسانك اللى تحسيه تايه زى الكلب ف الصحرا مالك مضحكش الا اما حلم ضحكت غصب عنها و هى بتميل و إيدها على وشها.. فهد اتحرك بيها لجوه و بص وراه لمالك: استنى هشوفلك العيال لا يكون بنتك بتغرغر بإبنى و لا حاجه مالك فرد نفسه لورا بإبتسامه مريحه: لالا خليهم.
فهد لف نفسه كله له بروفيدا و بصّله بطرف عينيه: اخليهم ايه؟ انت صدقت انى هقلبها حضانه و لاايه؟ ده انا عايز انزّل الكلب التانى لاى حضانه من دلوقت عشان دماغى اللى بقا جواها نسوان بتجرى ورا بعض روفيدا بصتله بهجوم و هو شدد على دراعه حوالين كتفها: كلاب، بقا جواها كلاب سعرانه بتجرى ورا بعض مالك ضحك جامد مع حلم و فهد قرب عليهم ووقف قدامهم و حط إيده ف وسطه: ما تلموا نفسكوا بقا.
مالك حط رجل على رجل و شد حلم لحضنه: لاء احنا لمينا نفسنا خلاص، محتاجينك انت تلم عيالنا فهد دب ع الارض برجله بغيظ: و اما انتوا لميتوا نفسكوا، انا الم عيالكوا ليه؟ الداده اللى سابتهالك الست الوالده من ميراثك؟ مالك بلهجه مرتاحه: لا ماهو لسه فى حته صغننه اد كده عندنا محتاجه تلم نفسها بردوا، ف اروح المها و اجيلك.
مالك شد حلم و وقف و عمل نفسه هيخرج و فهد شدهم رجعهم: و الله ما يحصل، انا مالى و مال حتتكم، ما كل اللى عنده حته يلمها مالك رفع حاجبه و قرب منه ببطئ و هو بيعض بوقه بطريقه كوميديه: بتقول ايه يالا؟ فهد رفع إيديه الاتنين و هو بيرجع لورا بضحكات مكتومه: بقول هى حتتك المش ملمومه دى هتاخد وقت اد ايه و تتلم؟ مالك رفع حاجبه بلطافه و هو بيشاور بإيده: من خمس لست سبع سنوات فهد ببلاهه: خالتك اسمها جمالات.
مالك برّق و هو بيقرب بمكر: بتقول ايه يالا؟ فهد بخوف مصكطنع: لا يا باشا و لا حاجه، بقول لم براحتك حتتك و تعالى هتلاقينى باخدلك فومين غسيل مالك وقف عن حركته ناحيته و ضحك غصب عنه مع حلم وروفيدا اللى ضحكوا اوى.. فهد قرب منه و حط دراعه على كتفه: بقول ايه، ما تلم حتتك دى يا باشا لاحسن اخوك كمان عنده حته ربنا ما يوريك بعترتها يمين و شمال و اللى عاملاه فيه و عايز يلمها مالك ضحك بمكر و شاور لاء..
فهد بغيظ: طب شوف حد يلم عيالنا احنا الاتنين عقبال ما احنا نلم نفسنا مالك شاور لاء.. فهد بغيظ: كنت عارف انك واطى على فكره مالك بصّله و برق: بتقووول ايه؟ فهد حرّك جسمه فالهوا بكوميديا كإنه على موسيقى: فراخ بانيه مالك ضحك جامد على طفولته اللى رجعت بيه من تانى لنقطة المفترق و هيكمل من عندها..
امنيه اخدوها للتحقيق بس مبتقولش حاجه، دخلت ف حالة هدوء مريبه مالهاش علاقه بالعاصفه اللى كانت فيها قبلها، ابوها لسه عنده امل ينجدها و مساعدُه على امله ده سكوتها ف مقالتش حاجه تدينها حتى لو متورطه لحد ما يلقيلها حل.. ساعدهم ام حلم اللى تقريبا مبتبطلش هزيان، هزيانها ساعات عنيف بشكل مريب و ساعات هادى بتوهان..
مالك دخّل حلم و قفل الباب و إبتسملها بحب على نظراتها و عيونها اللى بتلمع على كل حاجه حواليها.. مسكت اليافطه اللى على مكتبه و رفعتها قدام عيونها و إبتسمت جدا: العقيد مالك ياسين الهجّام مالك حاوطها من ضهرها بعشق و همس ف رقبتها: مالك الحلم، مالك اكبر و احلى حلم حلم بيه ف يوم و حوّله لواقع منتشر حواليه زى الهوا بيتنفسه.
حلم ابتسمت و لفّت وشها له بعد ما حطت اليافطه و ربّعت إيديها بأنوثه: انهى حلم بقا؟ انا و لا العقيد؟ شغلك يعنى!
مالك ابتسم و لاعب ملامحها بمقدمة مناخيره اجبرها تبتسم بنعومه: واحد، انتى و كل حلم حلمته واحد، انتى الوجه الاخر لأى حلم حلمته و بحلمه و لسه هحلمه، كل حلم بالنسبالى بقا عامل زى العمله هو ضهرها و انتى وشها، اتخطيت اخليكى جزء من احلامى، خليتك ف كل حلم عشان تفضلى جوا تفاصيلى و نجاحى و تفضلى دايما هدف و غايه مش وسيله حلم ابتسمت على رجولته اللى بتقدر تحتوى ثورة مشاعرها مهما فاضت..
لفت قعدت على مكتبه و رفعت رجليها ع الترابيزه قدامها و شنكلتهم ف بعض.. مالك عض بوقه بغزل: قومى عشان انتى كده بتجرّى رجلى للرذيله و انا الصراحه بحبها، اسيب شغلى يعنى و امشى وراكى انتى و الرذيله؟ حلم ضحكت برقه ضحكه عاليه على مالك اللى محتاجش وقت كتير يرجع مالكها كإنه كان فعلا موجود بس متلجم..
مالك لف بسرعه ناحيتها مع ضحكتها و وقف بغيظ إيده ف وسطه: يا بنت الناس قومى، قومى يا انسه سلوى عشان انا كده هعمل حاجات همووت و اعملها حلم ضحكت اكتر و اكتر و هو شدها وقّفها بغيظ و ضحكاتها بتزيد اكتر لحد ما سندها على حيطه وراها ف راقت ضحكتها لإبتسامه منوره.. مالك عض بوقه بدعابه: احنا مش بتوع شغل حلم رفعت حاجبه بإبتسامه انثويه شرسه: امال بتوع ايه؟ مالك: احنا بتوع ربنا، استرها معانا يارب.
قال اخر جملته و هو بيزقها لكنبه جنبها ف قامت جرى بسرعه: اتلم يا ميكى هنتفضح مالك قرب بمرح: اكتر من كده؟ احنا مفضوحين لوحدنا يا روحى حلم ضحكت بغُلب قدام حركته اما شدها بس هى سندت راسها على صدره اجبرته يضمها بحب صافى.. حلم رفعت وشها و ملامحها اتكلمت عنها و هى فهم صمتها.. مالك: متقلقيش، كل حاجه هتمشى كويس و هتبقى كويسه.
حلم فركت إيديها بتوتر و هو سحبها تقعد و قعد جنبها: هاا، قوليلى يلا وصلتى لفين؟ حلم هربت بكلامها بتوتر: وصلت ايه؟ انا، انا مالك بهدوء: انتى اشطر محاميه مش بس عرفتها، لاء ف الدنيا بحالها، و جربتك بنفسى انت ناسيه؟ حلم بإبتسامه مهزوزه: لا مش ناسيه، بس بلاش انت، ده انت قضيتى الوحيده اللى فش مالك قاطعها: لا ده كان نصيبى، و عارف ان لولا الموضوع كان مترتبله من فوق كنتى هتعرفى تساعدينى و تخرّجينى منها.
حلم تمتمت: يارتنى كنت عرفت مالك ابتسم بمرح يشدها من حوارها اللى جواها: ده انا كنت ساعتها سايب المحكمه و القاضى و القضيه و الليله السوده اللى كنت فيها و مركز مع صاحبة المرافعه الذهبيه.
حلم ضحكت ببهتان للذكرى و هو مد إيده مسك إيدها جنبه: هاا، انا عارف ان حلم قويه و ف وسط ازمتها بتعرف تحود و تحرّك خطواتها لحد ما تخرج، كنت عارف من كلامك معايا من يومين انك بتاخدى رآيى ف مجرد التفكير، بتشوفينى فين، و انا قولتلك بكلامى انى معاكى ف اى حاجه و انا عارف ان ده كارت اخضر يحضّر روح المحاميه اللى جواكى، ف هاا؟ حضرت و لا اجيب شيخ؟
حلم ضحكت بتوتر و بصتله كتير قبل ما تتكلم لحد ما طلعت كل اللى ف دماغها و فردته قدامه.. مالك كانت عيونه بتلمع على الحلم اللى رجع من تانى يشوفن بيرفرف.. كان عارف انها محتاجه ايده عشان ترجع من تانى لشغلها اللى بتحبه زى ما رجعت لنفسه و له و صحيح مكنش عارف هيعمل ده ازاى، لكن القدر رضى عنه اخيرا.. بصّلها كتير بإبتسامه وتّرتها لحد ما رفع كفوف إيديه و سقف: الله عليكى حلم اخدت نفس براحه: يعنى..
مالك: كده هتظبط، استنى بقا نظبط الحبكه حلم: يعنى ايه؟ مالك: لا دى بتاعتى انا، انتى محاميه و حطتى المخرج انا بقى احبكها، زى الروايه كده اذا كنتى كاتبتها لازملها مخرج متمرس يظبطها حلم هزت راسها و ابتدوا يتناقشوا.. مالك بصلها: انتى متأكده انك عايزه تساعدى امنيه؟ حلم هزت راسها برضا بس نظرات الرضا فجأه اتقلبت غيظ.. مالك رفع حاجبه و رجع لورا بخوف مصطنع..
حلم شدته بتحذير: انا هساعدها اه، هخرّجها بمزاجى، بس عارف لو قربت منك و رحمة ابويا لا ادخّلها تانى سجن مش هتطلع منه الا اما ادخل قبرى مالك كتم ضحكته: بعد الشر يا روحى حلم زعقت بهزار: عليا و لا عليها؟ مالك ضحكته طلعت و هو بيلف دراعه حوالين كتفها: عليكى طبعا.
حلم ضحكت بتراجع مع ضحكاته لحد ما بصلها بإعجاب: بس بردوا ليه؟ يعنى لو عايزه تساعدى والدتك ده حقك و مش هلومك و لا هجبرك تكملى القضيه او تساعدى امنيه حتى لو حد تانى هيساعدها او احنا مش هنسيبها، بس ليه فكرتى فيها و عايزه تمدلها ايدك و بالشكل ده، ده انتى تقريبا قدمتيها على حاجات كتير تخصك...