logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 6 من 18 < 1 11 12 13 14 15 16 17 18 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية ربع دستة ظباط اثاره رومانسيه تشويق
  05-11-2021 02:22 مساءً   [40]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل الحادي والأربعون

مروان جنب حلم ع السرير .. مميل وشه فوقها و كل ما بياخد نَفس منها بيكبش ف السرير بشكل عنيف لحد ما شاف هدوم بتاعتها جنبها و مسك قميص منها و بصّله كتير و مش عارف إتمنى لو تلبسهوله و يشوفه عليها و لو للحظه او هو اللى سرح و شاف ده ف خياله ! مش عارف بس هى اللحظه حلوه ! كان مميل على حلم اللى سريرها ف وش الباب ف كان ضهره للباب مش شايف و مدارى حلم اللى مش باينه..

حلم حست بضمته الجامده للسرير جنبها و غصب عنها فتّحت و إتفاجئت بقربه ده منها .. بتحاول تتعدل او ترفع نفسها تقعد بس بمجرد ما رفعت نفسها لقت نفسها مقربه اكتر و انفاسهم تقريبا واحده !
مروان بعشق : انا بحبك اوى يا حلم .. اوى
حلم معرفتش تنطق و قبل ما تنطق مروان رفع إيدها على شفايفه باسها : انا مش مستنى منك حاجه دلوقت .. عارف إنك مصدومه و ملغبطه و تايهه و انا مقدر ده و الله و عايز اقولك إنى عمرى ما هسيبك و لا هستنى منك حاجه..

ف اللحظه دى مالك فتح الباب بيهزر مع ولاده و إتسمر مكانه ع الوضع .. بيحاول يستوعب مش عارف .. ازاى حلم بالقرب ده من راجل غيره ! ازاى حد غيره ضاممها كده و لامسها كده !
حط ولاده على اقرب كرسى قابلُه و بيقرب منهم شاف هدوم حلم ف إيده و شاف السرير حواليهم ملغبط مكان مسكته و شافه بالقرب ده .. شاف وضعهم كله على بعضه ملغبط !

حلم كانت متداريه من مروان و بمجرد ما دخل مالك مشافتهوش الا اما اتحرك جوه و حط ولاده و راح عليهم ..حاولت تتعدل بخضه لمجرد ما شافت مالك و نظرات الشر اللى ف عينيه ! خضتها جننته بزياده ! ميل على مروان مسكه من هدومه بعنف و رفعه و ضربه ف وشه .. بيشد الهدوم من إيده يرميها شافها قميص نوم ف إتجنن بزياده !

حدفه على طول دراعه و نزل ضرب ف وشه بهجوم : اه يا ذباله .. يا ابن الكلب يا ذباله
قرب من حلم اللى مكانها ع السرير و ف لحظة تهور شد الملايه من عليها كإنه عايز يشوفها مثلا ! حلم بصتله اوى و هو بمجرد ما شافها بهدومها اتنفس جامد اوى و إبتسملها غصب عنه و بيقرب منها هى هربت بعينيها بعيد اللى غمضتهم بمنتهى الوجع و فتّحتهم و إتقابلوا ف نظره كإن الادوار إتبدلت مخصوص عشان كل واحد يدوق مرارتها ف عينيه ..

مالك كز على سنانه و اتنقل بهجوم على مروان مش عارف عشان هو السبب اللى حطه ف موقف زى ده و لا عشان للحظه إتخيل موقف حلم اما شافت ميرنا معاه و قدر يستشعر وجعها !
مسكه بإيد و بالإيد التانيه بيضرب ف وشه.. مبيتفاهمش .. بيضرب و بس .. وشه إبتدى يجيب دم لدرجة إيده اللى بتضرب غرقت دم .. و بردوا مش ساكت و مش عارف يهدى !

بكل غل قطعله هدوم و بيشيله و يرزعه بكل قوته قصاده و يرجع يهجم عليه يجرجره .. مروان كان بيضرب او يحاول بس قوته قدام مالك لا تُذكر ..
ميل حدفه ع الارض و شد قميص النوم اللى كان ماسكُه و ميل عليه دخّله من رقبته و لبسهوله و رفعه جرجره من راسه هابش ف شعره و فتح باب الغرفه و حدفه بعزم ما فيه ع الناس اللى إتلمت قدام غرفتهم ..
الامن طلع و الكل إتلم و فصلوهم عن بعض و ميلوا على مروان رفعوه اللى كان معظم لبسه متقطع و لابس قميص النوم اللى مالك برغم معافرتهم لبعض لبسهوله..

مالك تف عليه و شاور للامن بحده : خدوا الكلب ده برا .. و وحياة ولادى لو دخل هنا تانى لا اطربق المخروبه دى ع اللى فيها
مارد اخد مازن و راح ع المأذون اللى رد غرام عنده من اول يوم و إختفت .. اخد منه ورقة إثبات مكتوبه بإنه ردها تانى و مشى ..
راح ع المستشفى و اول ما مراد شافه راح عليه و زعق : انت كنت فين يا بنى ؟ انت كل ما حد هيكلمك هتجرى لوحدك ؟
مارد قرب منه و حضنه جامد اوى و مراد زقه بزعل : انت مش هتبطّل عادتك دى بقا ؟

مارد باس راسه و عيونه دمعت : حقك عليا ..حقك علي راسى و الله
مراد بضعف : انت وجعت قلبى يا مراد
مارد باس راسه تانى و بيبوسها مع كل كلمه : معلش .. انا عارف إنى تعبتك معايا .. تعبتكم كلكم .. بس و الله غصب عنى .. غصب عنى اعذرنى انا كنت ف نار
مراد إبتسم بإرتياح : بعد الشر عليك يا حبيبى من النار ربنا يكفيك شرها
مهاب قصادهم كان واقف مع غرام و أمها و مازن راح عليهم ..

مهاب بص لمارد بزعل و دوّر وشه .. مارد بصّله بنوع من الراحه و إبتسم ..
مراد متابع نظراتهم ف شاور بعينيه لمارد عليه و غمزله : صالح عمك يلا
مارد بعد ما راح على مهاب برخامه بص لمراد و رفع حاجبه : عمى مين ده ان شاء الله ؟
مراد راح عليهم و إبتسم بصفا لمهاب : انت ساكتله ؟

مهاب بزعل بِعد عن مارد بس مقدرش يبعد عن مراد ف وقف جنبه : اعمل ايه بس ؟ مانا لو زيك مكنش هزقنى كده و لا قل قيمتى
مارد إتكلم بجد و هو بيبوس راسه : ما عاش و لا كان اللى يهزقك يا خال و لا عشت و لا كنت عشان اقل قيمتك انا و لا غيرى
مهاب إبتسم غصب عنه و مارد يمكن لآول مره يبوس إيد غير إيد أبوه : ده انت مقامك كبير يا خالو و الله .. كبير اوى
مهاب طبطب على إيده اللى ماسكاه و مارد إتكلم بحزن : متزعلش منى و الله انا كان غصب عنى .. اللى انا كنت فيه كان خارج عن ارادتى.

مهاب بحب : عارف .. بس كده مش هينفع يا مراد .. مش هينفع مع كل مشكله ترميها كده و لا كإنها لها اهل
مارد رد بسرعه : يالهوى ! ارميها ! ده انا اترمى تحت قطر و لا ارميها
مهاب رد بسرعه : بعد الشر يا غبى .. انا مش زعلان منك اد ما زعلان عليك .. لازم تتخطى كل حاجه يا مراد .. كل حاجه .. كل حاجه عدت و خلصت ارميها ورا ضهرك و دوس عليها .. متخلهاش تفضل مكانها و كل ما تعدى عليها تشنكلك
مارد اخد نَفس جامد اوى و باس راسه تانى و علّى صوته و رماه بعيد بقصد : زعلان يا هوبا ؟

مهاب هيرد شاف غرام خارجه من الغرفه و مارد كاتم ضحكته ف ضربه على راسه بغيظ : طب ما تقول من الاول ان الحكايه كده
مارد ضحك بصوته كله ضحكه رنت ف قلوب كل اللى حواليه ..
همسه خرجت على صوتهم و كانت هتقول لمارد حاجه بس بمجرد ما سمعت ضحكته إبتسمت غصب عنها و وقفت على باب الغرفه جنب غرام و امها و مهاب ..
مارد راح عليها اول ما لمحها و ضمها اوى و كان هيقول حاجه بس بيرفع راسه على كتفها شاف غرام قصاده قريبه و من غير ما يحسوا إتقابلوا ف نظره طويله و عيون مش عارفينها بتلمع من الالم و لا الامل ..

مارد لسه ف حضن همسه و حدف بوسه ف الهوا : وحشتينى
همسه كانت هترد بس من دقات قلبه اللى على صدرها إبتسمت و بمكر لفّته و هو لسه ف حضنها و بقت وشها هى اللى قصد غرام ..
همسه بمكر غمزت لغرام و كلمته : و انت كمان وحشتنى يا حبيبى
مارد لسه ف حضنها لفّها تانى و رجع ف وش غرام : طب و الله وحشتينى يا حب
همسه بغلاسه لفّت بيه تانى و إتكلمت : ايوه مانا عارفه عارفه
مارد لفّها رجعها بغيظ و جاب نفسه ف وش غرام تانى : و حياة سيدى اللبلوبى وحشتينى..

همسه هتلف بيه مارد مسكها بغيظ و رفع وشها و بص وراه لغرام اللى ضحكت غصب عنها لهمسه اللى بتغمزلها ف برّق لهمسه و حول عينيه و هى بتقلب للازرق ..
الكل ضحك اوى و مارد حدف لغرام بوسه ف الهوا .. بيلف وشه شاف مهاب باصصله و مبتسم ف حدفله هو كمان بوسه ..
مراد بيضحك راح حادفله بوسه .. مازن هيتكلم راح حادفله بوسه .. كان بيعملها بكوميديا و اى حد هيتكلم يحلّق عليه و يحدف بوسه بغلاسه ..

مراد ضحك بصوته كله و مهاب راح على مارد و مسكه اوى من شعره و فضل يميّل راسه بغيظ : ايه ياد انت فاتحها مبوسه هنا و لا ايه ؟
مراد راح عليهم و مسكه من تانى ناحيه و بردوا إيده ف شعره و ميّله بغيظ مع مهاب ..
مارد رفع وشه بالعافيه لمراد من الضحك : هى بقت كده يعنى ؟
مراد شاورله بعينيه على مهاب : يا كده يا هيعمل عليك حق عرب و انا راجل حقانى الصراحه
مارد بغيظ : ما تقول احسن إنك راجل مبقوق منى و ما صدقت..

مراد هز راسه اه بإستفزاز و مهاب بص لمراد بعِند : لا انا عايز حقى يا اقلعلكوا ملط هنا
مارد ضحك جامد و مراد ضىبه بخفه على راسه : عاجبك كده ؟ اهو ركّبتنا الحق لواحد زى ده
مهاب بغلاسه : بردوا مش عاجبنى .. يا ينضرب يا اقلعلكوا ملط هنا
مارد رفع حاجبه و مراد برّقله : ما تتلم بقا قربت تبقى جد
مهاب كتم ضحكته : يا تلم إبنك انت يا اقلعلو..

مارد قاطعه بضحك جامد : طب ما تقول احسن انك عايز تقلع و خلاص
مهاب هز راسه اه و ضحكوا جامد ..
الدكتور خرجلهم و مارد إداله الورقه اللى اخدها من المأذون و إبتسم : انطلق بقا
مراد بص لمارد و بص للدكتور : انا قعدت معاه و اتطمنت منه .. شرحلى كل حاجه بالتفصيل من اول العمليه و بروتكول علاج غرام و طمنى ان الحمد لله الامور ماشيه تمام .. عموما اقعد معاه انت كمان و..

مارد رد بسرعه بهروب : لالالا .. انت كفايه .. انت اقعد معاه انا .. انا خلينى مع غرام ..خلينى بعيد
مراد فهم إنه مهزوز و خايف و محتاج يتسند ف ضغط على إيده بدعم : متقلقش انا جنبك
الدكتور بص للورقه اللى مارد إدهاله : كده تمام .. عشان شرعية الموضوع و نبعد عن الشبهات
غرام غمضت عيونها بوجع لمجرد ما شافته ردّها بس عشان الخلفه .. مكننش تعرف إنه كان راددها قبلها .. شافته سابها عشان الخلفه مفيش و رجّعها دلوقت عشان بقا فى ...للدرجادى هى صغيره كده جواه !

مارد بصّلها بمنتهى الحب اللى ميفهمش الكميا بتاعته غيرهم .. بس هى حاليا موجوعه و بس ف دوّرت وشها بعيد ..
مالك ف المستشفى طرد مروان و اخد عياله .. حلم بتتجنّبه نهائى .. نهائى ..
رجعت غرفتها و قبل ما يدخل بمجرد ما وصل للباب إتكلم بضعف : حلم .. حلم افهمى .. انا
حلم رفعت وشها له و قصدت تقابل وشوشهم كإنها بتوريله انها خلاص قوتها اللى كانت محتاجاها منه عرفت تاخدها من غيره !
دخلت و مالك برا بيقرب و هى قفلت باب الغرفه اللى بينهم !

مالك رفع إيده لسه هيخبط ع الباب راح ساندها عليه و سند راسه عليه بوجع ..
نزل راح للدكتوره بتاعتها و حكالها اللى حصل و هى نوعا ما إتطمنت و إبتسمت ..
مالك بصّلها بإستغراب و هى إبتسمت : كون انك إتكلمت دى خطوه كويسه .. سيبت مشاعرك لتلقائيتها ده احسن اكتر .. إستسلمت اكتر لخطوة العلاج و اعترفت ان فى مشكله من الاساس ده ف حد ذاته شئ مطمئن .. الاعتراف بالمشكله و معرفتها ده نص الحل !

مالك اتنفس بتعب : انا .. انا عملت كل حاجه لومتها عليها .. كل غلطه جربتها .. حتى طريقة مواجهتها للمشاكل و تهورها و كونها بتضرب مشكله بمشكله !
الدكتوره قامت بهدوء تخرج : واحده واحده .. كل حاجه هتتحل واحده واحده .. الاول نتطمن عليها و بعد كده عليكوا و بعدها هنقعد و نتكلم ف ازاى كل ده يتصلح .. ازاى تتعامل !
مالك هز راسه بأمل و هى طلعت تطمن على حلم ..

الدكتور ابتدى مع غرام بروتكول علاجها.. ابتدى يديها ادويتها و يتابعها و طلب تفضل شويه معاه ف المستشفى تكمل الخطوات تحت اشرافه.. مارد بيحاول يقرب بس مفيش بينهم مسافه عشان يقربها .. ده سور و عالى .. عالى اوى ! مش مصبّره غير مشيها ف الاجراءات للعمليه و ده معناه باقيه عليه ..
مالك شاف مراد ف المستشفى و إبتسم اول ما لمحه و راح عليهم ..

مالك رفع حاجبه : لاء .. لاء .. لاء
مراد هيتكلم مع مالك وقف على كلام مارد اللى عملها تانى بكوميديا و هو بيشاور : لاء .. لاء .. لااء
مالك رفع حاجبه لمراد اللى رفع حاجبه لمارد اللى بيضحك : النظام ده مش هينفع .. كده الموضوع واقف علينا بخساره و الله
مالك ضحك غصب عنه و مراد زقّه : موضوع ايه يلا ؟

مارد : انا بقول ناخد كومباوند ف ام الحزينه دى.. يا نفتح فرع ايجار جديد .. ماهو مش هينفع كل يومين حد فينا يجى شايل جثه و يقعد جنبها
مالك ضحك غصب عنه و مراد بص لمارد بغيظ و برّق : جثه ؟
مارد هز راسه اه و مراد بص لمالك بغُلب : معلش هو بس دماغه كانت مسافره شويه
مالك بص لمارد اللى بردوا هز راسه اه و مالك رجع بص لمراد : طب حمد الله ع السلامه.

مارد سلّم عليه ببراءه بيضحك : الله يسلمك يا حبيبى .. عقبال عندك
مراد حط إيده على راسه بغُلب : بس يابنى ...يابنى بس يابنى
مالك ضحك بالعافيه و مراد ضحك معاه..
مارد : خير يا فقر انت هنا ليه ؟
مالك هيتكلم سكت و سأله : قولى انت الاول .. بتعمل ايه هنا ؟

مالك وشه هِدى بحزن و اتنهد : غرام اللى هنا
مالك بصّله بإهتمام و مارد ولّع سيجاره و ادهاله و ولع واحده لنفسه .. حكاله اللى حصل بتفاصيل يمكن هو نفسه إستغربها ازاى حكاها !
مالك بصّله بزعل : احمد ربنا انه فرجها عليك ف الوقت المناسب .. غلطت اه بس لسه قدامك فرصه تصلّح
مارد بصّله مخنوق : انا مديت إيدى عليها يا مالك.. عايرتها بحبها ليا و وقفتها جنبى .. رخّصتها قدام اهلها و اهلى و حسستها انها صغيره قدام الكل.

مالك اتنفس بالعافيه : هتسامحك .. طالما داست ف موضوع العمليه يبقى لسه ليك رصيد عندها و ده اللى هيساعدك
مارد اخد نَفس طويل و بص لمالك : و انت ايه حكايتك بقا انت كمان ؟
مالك سكت كتير و مراد بصّله بحذر : حصل ايه انطق
مالك حكاله اللى حصل مع حلم .. حكاله كتير اوى يمكن من يوم ما رجع .. كل حاجه الصح بالغلط !
مارد برّق بذهول : يخربيييتك يا مالك
مراد بغضب : اكتر من كده خراب ؟

مالك بضعف : كنت عايز انفّس الوجع اللى جوايا .. اخرّجه بأى شكل و مكنش فى غيرها قدامى امتصه
مراد زعق : قصدك إسمها مكنش فى غيرها جنبك
مالك بزعل : انا قولتلها ان انا
مراد بغضب : حتى اخوك سابك .. رضاك مره و اتنين و عشره و حايلك اه لكن بمجرد ما بِعدت سابك .. لكن هى لاء .. فضلت جنبك تغلّيك و انت للاسف رخّصتها
مالك بحنين : انا بحبها يا مراد.

مراد زعق : انت متتكلمش عن الحب .. انت بالذات متتكلمش ابدا عن الحب .. ابدا .. اللى بيحب مبيخبيش حاجه عن حبيبه .. مبيعرفش .. حتى لو حاول لسانه بيخونه و يفضفضلها .. اللى بيحب بيثق .. اللى بيحب مبيكذبش حتى لو على رقبته .. اللى بيحب مبيختبرش حبيبه .. اللى بيحب مبيبعدش .. مبيوجعش .. مبينتقمش .. مبيهونش عليه.

مارد هيتكلم مراد سبقه بعنف : اوعى تقولى هى .. هى كل اللى عملته مكنش زيك .. حتى لو نفس خطواتك بس تفرق عنك كتير .. كتير اوى .. هى لو عملت حاجه عملتها بدافع الحب لكن انت عملتها بدافع الانتقام و الوجع .. هى عملتها بصدمه انت عملتها بترتيب و تخطيط .. حتى لو انتوا الاتنين اتصدمتوا ف بعض ف هى مكنش عندها فرصه تفكر .. مكنش فى .. و لحظة ما فاقت كان فهد اتخطاها .. لكن انت .. انت كان عندك وقت فكرت و حسبت ..

مالك صوته إتهز : كنت عايز اكمل معاها .. من اول يوم ما رجعت و انا محطتش حتة البعد ف حساباتى .. عشان كده كنت بوجعها.. مش عارف عشان تبعد هى و لا عشان احساسى انى مسلوب الاراده قدامها و لا يمكن عشان اخرّج كل اللى جوايا ... حتى لو كنت عايز ف معرفتش بمجرد ما شوفتها
مارد استغرب : انت روحت للبيت اللى كنت فيه انت و هى تشان تنساها ؟

مالك : انا مش مكنتش عايز انساها .. كنت عايز اتخطاها ، كنت عايز افضل شايف قدام عينى اللى حصل ، اشوفها حلم و بيخلص
مارد : بس انت كده بتشوفها واقع و يمكن ده اللى خلاك ضعفت
مراد بغضب : انت بتحاسبها حتى على ضعفك انت ؟ ضعفك قدامها ؟ ذنبها ايه ف ضعفك ده ! هى وعدتك انها هتفضل جنبك ف الغلط ؟ وعدتك بده ؟
مالك بحزن : التدوير على امل بيخلى الواحد يصدق اى وعد حتى لو متقالش.

مراد بصّله بغضب : لو عرف انك هتخرج بالوحشيه دى كنت هفكر الف مره قبل ما امدلك إيدى.. انت خلتنى لاول مره اندم على حاجه صح عملتها .. ياريتنى كنت حاسبتك على غلطك حتى لو بسيط كنت ساعتها هتتعلم معنى الرحمه
سابهم و مشى و مالك بص لمارد و سكت بحزن : مكنتش متخيل ان الامور هتوصل معايا لكده !
مارد : انت مش اول مره تنفصل ! تهد علاقه ! اشمعنى المرادى مختلف.

مالك : عشان دى غير دى ، كل علاقه و لها ظروفها و على اد قوتها بتحتاج قوه مضاده تنهيها .. على اد ما حبيتها على اد ما اتوجعت منها .. لكن احلام لاء.. احلام وقتها مكنتش محتاج مجهود اهد علاقتها .. مكنتش محتاج وقت اصلا .. علاقه جات بسرعه و اتهدت اسرع .. لكن حلم لاء .. مزعلتش من احلام اما شكت فيا انى غلط و سابتنى لكن حلم اتقهرت .. مكنتش متخيل و لا ف حساباتى انها ممكن حتى تشك فيا و بسبب شوية ورق.

مارد : ربنا هو الحقيقه الوحيده اللى مفهاش شك يا مالك ، الحق المطلق .. انما احنا بشر .. معرّضين للصح و الغلط
مالك بإستغراب : انت اللى بتقول كده ؟ ده انت اول واحد كنت مأيدنى.

مارد : انا اول واحد يقولك كده .. انا ف يوم من الايام شكيت ف ابويا و بردوا مقابل شوية ورق زى ما بتقول.. كل حاجه اترتبت قدامى بالشكل اللى مخلنيش حتى افكر مش اكذّب او اشك و كانت النتيجه ابشع .. كانت النتيجه انى بعدت عنه بمزاجى.. اه منكرش انى كنت خايف عليه و على امى و اختى.. بس بردوا مقدرش انكر ان كان جوايا حته مخنوقه و مش عارفه تكذّب التزييف اللى قدامى..

جوايا كانت حته متمرده بتقول ينوبه من الوجع جانب من غير ما اعرف انه اخد من نايبه.. ربنا خلق العقل كده مبيقبلش غير الادله و البراهين .. انت خبطت الكره بعنف و ردت ف وشك بنفس العنف .. بس الاختلاف عنفها عليك جسدى لكن عنفك نفسى .. انت كنت الفعل يا مالك و هى رد الفعل ! هى مبدأتش بالانتقام منها لنفسها عشان تسمى نفسك رد فعل.. لاء انت كنت سابق غلطها بخطوه و ده اللى شافعلها و سماها رد فعل.

مالك : مكنتش متوقع النتيجه .. حتى لو كنت عارف انى غلطت من الاول و انا فعلا غلطت بس النتيجه كانت ابعد من السما عن عقلى ..
مارد : لو كنت صارحتها من الاول كان ايه رد فعلها ؟
مالك رد بسرعه : كانت هتبقى جنبى.. اللى زعلها هى انى خبيت و ده بردوا اللى صدمها .. قرارى الوحيد الغلط هى انى خبيت عنها
مارد : حياتنا ايه غير قرارات و اختيارات و ردود افعال فوق بعض و كل ما كان دول غلط او حتى حاجه منهم يبقى حياتنا غلط و هتتهد
مالك اخد نَفس جامد و مارد إبتسمله : الحقها يا مالك
مالك بصّله بتردد : الحقها ؟

مارد هز راسه : الحقوا بعض يا مالك .. الحقوا بعض قبل مطب تانى .. الحق الباقى من الحكايه ..
مالك إبتسم كإنه كان مستنى حد يوريله نفسه اللى مش عارف يشوفها ..
مارد بهزار : انجز قبل ما تلاقى الجمهور زهق و هو اللى قام شد الستاره
حلم الدكتوره بتاعتها طلعتلها و قعدت معاها و اتكلمت ف اللى حصل و اتعمدت تسأل حلم عن اللى حصل رغم انه سمعته من مالك .. كانت عايزه تشوف الصوره من زاوية عينيها هى او شافتها ازاى بس حلم مبتنطقش .. كإنها فقدت اخر مقاومه لها و استسلمت للمصير او التيار مكان ما ياخدها..

الدكتور بيدخلها يوميا يتطمن عليها .. دخل عندها و إبتسم و بيحاول يتكلم بس كالعاده مبتردش .. ولادها معاها و بس.. مكتفيه بحضنهم ..
الدكتور إبتسم لولادها معاها و بصّلها : يلا شدى حيلك عشانهم .. ده انتى لو اللى جايلك تؤم زيهم دول اللى هيفوقوكى
حلم رفعت وشه له بصدمه : جايلى ؟ تقصد ايه !
الدكتور : اقصد الحمل
حلم بحذر : حمل ايه ! مين حامل؟

الدكتور إستغرب : هو مالك باشا مبلغكيش ان تحليل من تحاليلك وضح ان فى حمل ؟
حلم وقفت بذهول و صوتها اتهز : انا حامل ؟
الدكتور بص لدكتوره منال اللى بتحلل كلامه ف عقلها و ساكته بتفكير و معرفش يرد ..
حلم زعقت : انطق .. مين حامل ؟
دكتوره منال اتدخلت : من امتى الحمل ده ؟
الدكتور : من شهر تقريبا او شهر الا ايام.

حلم عقلها بسرعه رسملها قدامها لحظات الزنزانه ! مكنتش قادره تقتنع ان حصل اعتداء عليها ! برغم ان الدكتوره اكدتلها انه الاشعه بتقول حصل علاقه عنيفه جدا ! مالك ملمسهاش من يوم ما رجع ! يبقى ايه ! اييه !
الدكتوره مسكت إيدها و قربت منها و هى اتخضت و انكمشت على نفسها : انا حامل ؟
الدكتوره : ممكن تهدى .. انا هقعد مع مالك و افهم اذا
حلم زعقت بإنهيار : تقعدى مع مين ؟ و تفهمى ايه ؟ انا حامل ! انتى عارفه ده معناه ايه !

الدكتوره حاولت تتكلم وسط كلامها : اهدى يا حلم
حلم بهيستريا : انا حامل ! يعنى حصل ! يعنى صح ! عارفه ده يعنى ايه ! يعنى انا شايله ف بطنى عيل ابن حرام ! يعنى هو راجل ديوث ! انتى متخيله مقبلتش احب راجل شمال و دلوقت بقا راجل... راجل ..

الدكتوره حاولت تتكلم و حلم وقفت و بتلف حوالين نفسها و بتتكلم و هى مفتّحه اوى قدامها ف الولا حاجه : لالا .. انا .. انا اللى زانيه .. انا اللى كنت بفوق وسط اللى بيحصل و لمسات على جسمى و ارجع ادوخ .. مكنتش بقاوم .. كنت بحسه هو .. بيتهيآلى هو زى ما كل مره بيتهيألى .. بس هو قالى مش هو .. مراد قالى مش هو .. انا كنت بسيبه ..يعنى زانيه..

مالك دخل على صوتها وانهيارها بالشكل ده و سامع كل كلامها ..
حلم بصتله بإنهيار و اما شافته بيقرب منها شدت قزازه من جنبها و خبطتها ع الترابيزه كسرتها و رفعتها على نفسها ..
مالك رجع خطوه بحذر لورا : حلم اهدى .. حبيبتى افهمينى
الدكتوره منال شاورت للدكتور يرجع بعيد عنها و هى بعدت كمان بعيد جنب سريرها ..

حلم زعقت بإنهيار : اهدى .. انا .. انا حامل .. عارف يعنى ايه ! يعنى انت خليتهم يعملوا فيا كده فعلا ! لحد اخر لحظه كنت بحاول اكذّبك و اكذب نفسى بس طلعت انا الكذابه
مالك بيتكلم بضعف : انتى مش فاهمه حاجه .. ارجوكى ارمى القزاز ده .. ارميه .. محدش عملك حاجه
حلم زعقت : اخرس .. غور من هنا .. غور برا .. انا مش عايزاك .. انت دمرتنى .. انت دمرت حياتى .. انت .. انت
قطعت كلامها و هى صوتها بيضعف شويه بشويه و عينيها بتقفل ..

مالك بص وراها لقى الدكتوره بترش بخاخ ف الجو و بعد ما كان هيزعق وقعة القزازه من ايد حلم خلته يسكت و جرى عليها كانت بتقع ع الارض اخدها عليه .. اخدها ف حضنه و ضمّها اوى ..
الدكتوره قربت منهم و شاورت لممرضه دخلت و حاولوا يرفعوها ع السرير ..
مالك كلبش فيها اكتر و بصّلهم بحده : اطلعوا برا .. برا كلكوا
الدكتوره بأمر : مينفعش .. لازم تاخد منوم .. لازم تهدى.

مالك هيتكلم هى منعته ينطق : و انت كمان لازم تطلع معايا .. عايزه اتكلم معاك و مش بمزاجك
شاورت للممرضه رفعوها ع السرير و ادوها منوم و مهدئ و سابوها ..
مالك بص للدكتوره بمنتهى الضعف : محتاج اقعد شويه لوحدى .. ارجوكى
الدكتوره منال سكتت شويه .. لاول مره تشوفه بالضعف ده .. عايزه تسمعه و ف نفس الوقت مش عايزه تخسر طاقته دى او يعاند ..
مالك سابها و نزل من غير ما تتكلم ..

بيتحرك ف المستشفى شاف امنيه داخله ف نفخ بمنتهى العنف كإنه متهيأله مثلا هيخرّج كل اللى جواه ف النفخه دى !
امنيه كانت مبتسمه و راحت عليه و اتعمدت تفضل مبتسمه ..
مالك لف يمشى هى سرّعت خطواتها و شدت دراعه : يا اخى لم نفسك بقا
مالك زعق بشكل خضها : مش اما تلمى نفسك انتى الاول !
امنيه اتصدمت : الم نفسى ! هى بقت كده يا مالك ؟

مالك زعق : هى كانت ايه اصلا عشان تبقى كده ؟ هاا ؟ ما تفوقى بقا
امنيه كتمت انفاسها بإصرار : افوق من ايه ؟ انا جيت جنبك و لا انت خايف تضعف ؟
مالك بصّلها بصدمه : اضعف ايه و اضعف قدام مين اصلا ؟ قدامك انتى ؟ اللى مش شايفك اصلا !
امنيه إتجاهلت اهانته و ردت بثقه غريبه : زى ما ضعفت قدامها .. و لا انت فاكرها شطاره منها .. لاء انت اللى ضعيف
مالك زعق و هو بيرفع إيده عليها بهجوم و للحظه إستوعب و وقف بإيده...

امنيه بصتله بصدمه : انت هتمد إيدك عليا ؟
مالك نفخ : امشى من وشى دلوقت
امنيه بإستفزاز : و ياترى ده بقا عشان قولتلك ضعيف و لا عشان حاسس انك ضعيف فعلا ؟
مالك سابها و ماشى و هى اتكلمت بغضب : امال ضعفت قدامها ليه ؟ بعد كل اللى عملته معاك ! ده انت مقدرتش حتى تعاقبها و لا تبيعها !
مالك بصّلها قوى و هى ربعت إيديها بغيظ كتمته : و لا انت فاكرنى غبيه زيها ؟

مالك بضيق : عايزه ايه انتى ؟
امنيه زعقت : عايزاك تفوق بقا .. تفوق و تعرف ان دى مفيش منها رجا .. و كل اللى بتعمله ده هبل و لا فاكرنى مش عارفه حاجه و لا فاهمه !
مالك بصّلها و هى ردت بغيظ و إفتكرت كلامها مع ميرنا : على فكره ميرنا قالتلى على كل حاجه .. على يوم ما خلتها تقابلك و
مالك زعق لمجرد ما افتكر الذكرى : و انتى مال اهلك ! انت ايه دخلك انتى ؟

امنيه : انت مبتحبهاش ..انت عايز تنتقم و بس و اذا كنت معاها لدلوقت ف عشان كده و بس .. عشان تنتقم.. بس انت لا عارف تنتقم و لا عارف تسيبها من غير ما تنتقم .. الحب برا الحسبه كلها
مالك بخنقه : ملكيش فيه
امنيه : مبادئك هى اللى مانعاك تسيبها عشان متتخلاش عن عيالك .. زى بردوا ما مبادئك منعتك توسّخ معاها
مالك بصّلها قوى : انتى عرفتى اللى حصل منين ! انتى بتراقبينا و لا ايه ؟
امنيه إفتكرت اللى حصل يوم ما اخد حلم ع الجهاز !

Flash baak
مالك اخد حلم ع الجهاز و دخّلها مكتبه و قفل .. يونس اخده لمكتبُه .. الغل مسيطر عليه مش عارف يهدى .. عايز يبرّد ناره بآى طريقه ..
خرج راح على سمر زميلتهم ف الفريق .. عارف إنه امنيه ابعد ما يكون عن مهمه زى دى ..
دخل لسمر بغضب و مش عارف ينطق ..

سمر وقفت راحت عليه بهدوء : مالك اهدى شويه
مالك زعق : اهدى ازاى ! هاا ! بعد كل ده ازاى ؟
سمر مسكت إيده بأخوّه : بالعقل.. كل ده هيتحل بالعقل .. التهور و الحاله اللى انت فيها دى مش هتعمل حاجه غير انها هتعقدها بزياده
مالك زعق : انتى مسمعتيش كلام عمها ! ابوها !

سمر بهدوء : و لو .. ايش عرّفك انهم صح ؟ مش يمكن بينتقموا منها ؟ منك ؟ بيشتتوك ؟
مالك اخد نفس عنيف و كتمه .. عارف ان كلامها فى شبه من الصح بس محتاج عقل يرجّحه او ينفيه .. بس هو حاليا مفهوش عقل .. لازم يهدى الاول .. ايه اللى ممكن يهديه بس !

بص لسمر كتير بتفكير و إتكلم فجأه : تعالى معايا
قبل ما تتكلم اخدها على غرفة لبس التدريبات و شد بدله عسكرى و حدفهالها : البسى دى
سمر فهمته و هتتكلم : هتلبسى و لا
سمر : خلاص.

مالك : هاتى دعاء معاكى .. خليها تلبس زيك
سمر سابته يعمل اللى عايزُه بس قبل ما تتحرك بصتله : مالك لازم اقولك الاول إنك كده ممكن تهد الدنيا
مالك بغضب عاميِه : انجزى بقاا
سمر هزت راسها اه و كلمت دعاء زميلتهم و لبست زيها ..

مالك بصّلهم بحده و حدف لسمر قزازة منوم بخاخ : عايزه تقتنع .. قسمابالله اهد الدنيا بجد لو حد عرف
سمر : حاضر .. ههيئ الدنيا و اخدرها .. بس انت جاى ؟
مالك بعنف بصّلها كتير و اتكلم و هو خارج : محدش يدخلها بعد ما تسيبوها .. محدش نهائى .. سواء جيت او لاء .. شويه و اما اعوزكم هرنلك تنزلى
مالك خرج ليونس و شويه و راح مكتبه اخد حلم ع الزنزانه و رن على سمر اللى جات له ع الزنزانه هى و دعاء و سابهم معاها و مشى ..

راح ع المستشفى و مكنش ف حساباته مراد هيحبسه بالشكل ده .. قعد ف الغرفه بس مش عارف يهدى .. كل ده و نار بتزيد اكتر .. استخدم مهاراته و خرج بشكل خفى من المستشفى راح ع الجهاز .. دخل لحلم لقاها متخدره و خرّج كل العنف اللى جواه .. بتنزف بين إيديه بس متجاهل ده كإنه مش شايف !
مش عارف قصد يسيب علامات ف جسمها و وشها و رقبتها و كل حته تقابله و لا عنفه اللى عمل ده !

امنيه كانت مشيت مع أبوها عشان تطمن انه مشى و اول ما سابها رجعت تانى .. دخلت و قبل ما تطلع لمحت عربية مالك و بصتلها بغيظ .. طلعت للزنزانه و شافت الوضع !ملحقتش تشوفه من الاول بس شافته واقف قصاد حلم المتخدره قدامه و بينهج .. بيغطيها اوى و كل حته منها بيداريها بلغبطه و يرجع يكشفها و ف لحظه يرجع يداريها كإنه تايه بين قلبه و عقله !

امنيه قدرت تفهم او تستنج هو عمل ايه بالظبط و كزت على سنانها بغيظ و فكرت لو توريله نفسها بس ف لحظه اتراجعت لان مالك لو عرف انها متابعه اللى حصل ممكن يفضل مع حلم او يرجع ف قراراته اللى نوعا ما مبسوطه منها ! ف اخدت خطوه لورا و رجعت لحد ما شافته خرج تانى مشى رجع المستشفى و دخلها بالشكل المتخفى ده .. تانى يوم عرفت باللى حصل و قصدت تسمعهم و عرفت هو وهمها بإيه !
baaaak.

كانت بتحكى لمالك و فاكره ده انتصار او حاسه بيه لحد ما نظرات مالك فوّقتها...
امنيه بصتله بقلق يكون احساسها غلط إنه كره حلم ..
مالك بصدمه : انتى كنتى عارفه انى مدخلها اتنين و شوفتيهم بيعملوا فيها كده و مع ذلك مشيتى ابوكى عشان تمنعيه يخلّصها ؟

امنيه مكنتش عارفه بإتفاقه مع سمر : انا مشوفتش حاجه غير انهم دخلولها و قولت اكيد هترجعلها و اديك رجعت بجد
مالك بذهول : و لو مرجعتش ؟ و لو فعلا الاتنين اللى كانوا معاها دول رجاله كنتى هتسيبيها كده عادى ! هتسيبى بنت زيك تتحط ف كارثه زى دى ؟
امنيه بصتله قوى : يعنى ايه لو كانوا اللى معاها دول رجاله ؟ امال ايه ؟

مالك بصّلها كتير و شاف غيرة حلم عليه ف لحظة صدمه خلتها عملت ايه .. مكنش مصدق ان الغيره ممكن تلغبط عقل واحده بالشكل ده .. بس موقف امنيه دلوقت وراله ان غيرتها مش بس لغبطت عقلها لاء و مبادئها كمان.. مهمتها تحافظ على كيان الناس و حقوقهم و دى وظيفتها و ف لحظه نسيت كل ده و داست عليه قدام قلبها و سمحت بموقف زى ده يحصل رغم انها متعرفش تفاصيل الموقف ..

امنيه مسكت إيده و عشان كان مش منتبه لاول مره تمسكها و افتكرته إستسلام ..
إبتسمت اوى : مالك انت مبتحبهاش .. ابسط حاجه لو بتحبها مش هتوهمها كده .. مش هتوجعها كده .. انت مش بتحبها انت بس لسه متخلصتش من اثارها جواك
مالك باصصلها و عقله مش موريله قدامه غير حلم و بس اللى شاف حقها الشرعى ف غيرتها عليه جنون ..

امنيه بتتكلم بسرعه بتحاول تقول اى حاجه كإنها مستغله هدوئه ده : انت .. انت بس كنت مستنى تعاقبها.. اللى بيحب مبيعاقبش.. و بالبشاعه دى.. انت. انت بس بتتخلص منها.. بتزيل
مالك رد بهدوء غريب : مش يمكن بحافظ عليها ؟ مش يمكن بعلمها تحافظ عليا ؟ مش يمكن بحل اى مشكله ممكن تقع بينا قبل ما تحصل ؟ بعلمها تثق فيا انا و بس ؟ مش عايزها تشوف غيرى انا و بس ؟ متسمعش غيرى ؟ مش يمكن ده قمة الحب ؟ جنونه ؟

امنيه بصتله بصدمه و مش قادره تفهم المنطق الغريب ده ! ازاى حبيب ممكن يوجع حبيبه بالشكل ده ! و عشان ايه !
مالك كإنه ببستوعب بس ان إيده ف إيدها ماسكاها ف سحبها منها بقرف و اتكلم و هو ماشى : انا ربنا حطنى مكانها عشان يبعتلى رسالها .. و دلوقت ربنا حطك مكانها عشان تكمليلى الرساله و تكمل الصوره ... مع الفرق بينكم ان مفيش مقارنه .. هى صاحبة ملكيه و انتى مجرد عابر سبيل..

امنيه اتصدمت و هتنطق مالك بصّلها بقرف و سابها و مشى ..
اسبوع عدّى على حلم ف المستشفى رجعت لصمتها تانى.. اول ما مالك يدخل او حتى تشم ريحته تنكمش على نفسها بهيستريا و تحط إيدها على دماغها بفزع و تعيط..
لحد ما الدكتوره منعته تماما يدخلها ..

الدكتوره قعدت جنبها : هتصدقينى لو قولتلك كده اتطمنت فعلا ؟
حلم رفعت وشها لها بتوهان : اتطمنتى ؟
دكتوره منال : اه ! الشكل اللى وصفتهولى الدكتوره للعلاقه ده ميجيش غير من واحد زى مالك ف حاله زى حالته اللى وصفتيها ! حاله لا شهوه و لا حيوانيه قد ماهى غضب و انتقام و غل و كبت جواه عايز يخرج.

حلم بصتلها اوى و الدكتوره كملت : زائد ان سكوته ده مش ندم .. ده حزن .. و ده معناه انه معملش غلط .. مسابكيش لحد
حلم بذهول : معملش غلط !! الغلط بس انه يكون ساب مع مراته واحد غيره ! ده معنى الاغتصاب بس !
الدكتوره هتتكلم حلم وقفت بذهول : و ده طمنك ؟ و فاكره ده طمنى ؟ انه يعامل مراته بالحيوانيه دى ! انه ينتقم منها بالشر ده ! انه يغتصبها ! يعتدى عليها !

الدكتوره حاولت تبسطهالها : حبيبتى ده مش اغتصاب بمعنى اغتصاب او بمعناه المتعارف عليه .. ده
حلم زعقت : امال ده ايه ؟ اما ينام مع مراته ف لحظات زى دى و ف مكان زى ده و بالطريقه دى يبقى ده اسمه ايييه ! اما يقطع هدومها و يقطع جسمها بالاهانه دى يبقى ده اسمه ايييه ! و اما يوهمها و يثبتلها ان كل ده محصلش منه هو هيبقى ده اسمه اييييه ! يبقى ده لو مش اغتصاب يبقى ايييه !

الدكتوره معرفتش تقولها حاجه ممكن تبرد قلبها و حلم سابتها و قامت بتلبس ..
الدكتوره بقلق : انتى رايحه فين !
حلم : انا بقيت كويسه .. لاول مره ابقى كويسه او احس انى لازم ابقى كويسه
الدكتوره : بس
حلم بوجع : متقلقيش مش هموت .. و اذا ع التحاليل مش هتفرق .. النتيجه واحده
لبست و خرجت قابلت مالك ف وشها ..

مالك بندم : حلم .. حلم ارجوكى سامحينى .. انا
حلم دموعها نزلت بصمت و قبل ما تتكلم صوتها اتخنق و اتحبس ..
مالك دموعه لمعت بندم اول مره يدوقه : شوفتى عملتى فينا ايه ! خلتينى دبحتك من غير ما احس ! مكنتش متخيل ان الصدمه ممكن تقتل لكن انتى اثبتيلى انها ممكن تدبح ! تحرق القلب !

حلم سابته و مشيت .. اخدت ولادها و خرجت من المستشفى .. رجعت ع البيت و بمجرد ما دخلته غمضت عيونها بدموع كتيره اوى .. نزلت ع الارض بضعف .. فضلت كتير كل ما تفتح عيونها تلفّها ف الشقه حواليها على كل حاجه لها معاهم ذكرى شكل ..
ضمت ولادها ف حضنها .. مالك وراها كان وصل و طلع و رن الجرس .. فضل يرن بس هى حتى مش سامعاه ..

قامت بالعافيه بيهم دخلت اوضتهم .. حطتهم ع السرير و جابت شنطتها و فتحتها ع السرير و فتحت الدولاب و إبتدت تحط حاجتها و كل ما تطلع حاجه تغمض عيونها بوجع على ذكرياتها ..
من وسط حاجتها سابت كل حاجه جابهالها .. دهبها و هداياه و برفاناته و كل اللبس اللى جابه و اللى كان بيحبه عليها ..
اخدت شنطها و فتحت الباب و إتفاجئت بيه واقف .. خرجتهم برا و اخدت ولادها و ف لحظة وجع بصت وراها لبيتها قبل ما تقفل الباب ..

مالك حاول يتكلم : حلم .. ارجوكى
حلم بصتله بقوه غريبه مش عارفه جات امتى : انا بكرهك
مالك حاول يقول حاجه تمتص وجعها : اقعدى نتكلم بعدها يبقى
حلم بقوه : بكرهك .. انا بكرهك
مالك زعق : حلم ! مش هنلف ف دايره مقفوله و يوم ليكى و يوم ليا ! انا اصلا.

حلم بألم : الدايره المقفوله دى كنت ف يوم فاكره و موهومه إنى اللى راسماها لكن انت من نقطة بدايتها اللى عندك و نقطة قفلتها اللى بردوا عندك اثبتلى انك انت اللى رسمتها .. رسمتها و حطيتنا جواها .. رسمتها يوم ما خلتنى الف وراك من شك لشك و من علامة استفهام للتانيه و كل ما الف الاقى نفسى بعدى على نفس النقط و كل ما اعدى ادوخ اكتر ساعتها عرفت انك حطتنا ف دايره و مقفوله و انت فرحان اوى كل ما تشوفنى لسه عندى طاقه الف وراك ..

مالك هيتكلم هى قاطعته : و رجعت عشان تثبتلى من تانى اننا ف نفس الدايره يوم ما رجعت عشان تنتقم و بس ! عشان تعيد اللى انا عملته حتى لو غلط ! ساعتها بس إتأكدت اننا فعلا ف دايره و كل واحد فينا بيعدى على نفس النقط و لو مخرجناش منها هنفضل طول عمرنا فيها و هنفضل طول عمرنا بنتقلب من جمر لجمر جواها !
مالك عايز ينطق بس مش واخد فرصه حتى للنَفس و هى كملت : بس انا خلاص بقا قررت اخرج منها يا مالك ! اخرج بقا.

مالك بصّلها بترقب و هى كملت بمنتهى الهدوء : و لوحدى يا مالك
مالك هرب بوشه بعيد و هى سكتت شويه : بيتك هسيبه .. كان لازم اسيبه من الاول و اسمع كلامك .. بس عندى انا دى .. انا اللى غلطت و انا اللى بدفع التمن اهو
مالك بصّلها بحزن تايه : انتى كنتى موجوعه اوى كده يوم ما رجعت !
حلم كانت عايزه تقوله لا ده من يوم الحادثه .. من لحظة ما فهد وصل و هو بيعدى البلكونه .. لانها فاقت هنا مش بعد ما رجع .. زى ماهو فاق دلوقت .. لكن وجعها منعها تنطق ..

نزلت و إتخطته و قبل ما تعدى على شقة أبوه كان مالك بيستوعب خروجها دلوقت .. اختفائها .. غيابها لمجرد ما اختفت من لفتة السلم ..
نزل جرى كإنه بيلحق نفسه مش بيلحقها .. لحقها على باب شقة أبوه و حاول يمسك فيها بس هى بعدت بقرف .. حاول مره و اتنين بس كل ما بيزيد عنفها ف بُعدها عنه بيزيد ..

شالها بالعافيه و إبتسم غصب عنه و فتح الباب بمحاولات كتير و دخّلها ..
ف لمحه سريعه لف وراه شد عجلة ولاده دخّلها و قفل الباب و سند ضهر عليه : مش هتمشى
حلم بصّاله بذهول على حركته اللى جات مفاجئه و بالسرعه دى ! مش عارفه مش متوقعاها و لا مش متقبلاها !
مالك قرب منها و إبتسم : انا قولتلك قبل كده .. انا ما صدقت اتلصم فيكى عشان اعرف اعيش ف اوعى تسيبينى.. اوعى
حلم بصتله بغضب و حاولت تتحرك بس هو بيتحرك مع حركتها يعاكسها .. كل ما تقرب للباب يقرب قدامها تروح لتانى ناحيه يروح معاها ..

بيقرب زقته جامد و هو عشان يمتص كل الطاقه السلبيه اللى ملجّمه تفكيرها دلوقت بيستفز غضبها تخرّجها ..
قفل الباب وراه و حط المفتاح ف جيبه و ميل شال ولاده و دخل اوضته ..
حلم دخلت وراه و زعقت : بس بقا كفايه .. سيبنى بقا عايز ايه تانى ! اقرب تبعد ابعد تقرب ! هى دى طريقتك ! ده عقابك !
مالك بحب : لا يا حلم .. ده.

حلم زعقت بعياط بتجاهد تحبسه : معملتهاش قبل كده ؟ ها ؟ يوم ما خرّجتنا احنا و الكلاب بتوعك ؟ قربتنا بس عشان اما تبعد تجدد وجعك من تانى ! زى الكلب اللى بتحاوره بعضمه ! اسلوب رخيص من واحد رخيص !
مالك إفتكر يومها و ذكرياته و اللى عمله و غصب عنه عيونه دمعت : حقك عليا .. مكنتش اعرف انى غبى كده .. بس عارفه انا لو معملتش كده مكنتش هعرف اهدى
حلم معرفتش تشوفه حتى ندمان ! بيدى نفسه الحق !

بصتله و هى بتنهج : براا
فضلت تزق فيه و هو ثابت قدامه كإنه بيمتص وجعها.. ثباته قدامها كان ثاير اعصابها .. شايفاه برود .. فضلت تكسر و تحدف اى حاجه تقابلها .. بتشد هدومه ترميها .. بتحدف برفانه و حاجاته ..
ف وسط كل الدربكه دى و حاجاته اللى بتحدفها وقع من دولابه كتاب !!

هى إتجاهلته ف الاول بس للحظه وقفت ع الاسم " كيف تصنع مريضاً نفسياً " !!!
حلم وقفت بصدمه و ميلت مسكته .. بتقرا الاسم مره ورا مره ورا مية مره بذهول كإنه الاسم له معنى تانى مثلا !
مالك جنبها اول ما مسكته حط إيده على وشه و حرّكها بعصبيه جامد و اخد نَفس جامد اوى : حلم
حلم رفعت وشها ف وشه و دموعها نزلت اوى و اتقابلوا ف نظره تايهه !

حلم فتحت الكتاب و بتقلّب فيه .. بتقرا بعشوائيه سطور من قلب صفحاته ..
شافت متعلم بخطوط تحت جمل معينه " ايجاد طرق و اساليب بدينه و ذهنيه تولد الشعور بالصدمه و الاختلال الذهنى لفتره معينه من الزمن "
إبتدت تقرا بصوت عالى مهزوز و هى بتتحرك بعشوائيه " كبسوله يمكن ان يتناولها المتلقى عن طريق الماء او حتى الطعام و تؤدى الى فقدان مؤقت للذاكره و تشويش الذاكره ساعات ".

غمضت عيونها و بتقلب ف الصفحات و بتقرا بعشوائيه " العزل الحسى .. اى عزل الفرد عزلا تاما لوحده عن الحياه العاديه .. و يُترك فتره وحده دون ابداء اى رد فعل مباشر حتى يتأمل انه سيُترك بدون رد فعل ف يطمئن .. كل فتره زمنيه معاقبته بشكل ظاهرى خفيف حتى يفقد الامل الذى اجتهد كثيرا ف جمعه .. ثم يُترك حتى يكوّن امل جديد انه سيُترك و الرجوع بعدها لمعاقبته .. و هكذا الى ان يصل لمرحله معينه من الضعف و اليأس تؤدى الى الاستسلام لاى شئ او طلب عقابه بنفسه ! و نتيجة القلق و التفكير الطويل و ما يصاحبه من ضغط فسيولجى و هنا يصبح عقله ضعيفا غير قادر ع المقاومه او اتخاذ القرارات و هنا يسهل ترويض عقله ".

حلم رفعت وشها له بصدمه و رجعت بصت للكتاب و بتقلب " الضغط الجسمى و يتم من خلال حرمانه اكبر قدر من النوم او الطعام و استخدام العقاقير المخدره .. و هذا يصل بالضحيه الى درجه من الاعياء او الانهيار بحيث تؤثر تأثيرا مباشرا على عقلها الذى يصبح اكتر استعدادا للتنازل حتى عن معتقداته و قيمُه "
بتقلب و لقته معلم على حاجات حست انها بتشوفها مش بتقراها " تناوب امتزاج الخوف و الامل .. بحيث يحرص ف معاملته على ان يظل يراوده الشعور بالامل انه سينول امله ! ".

" الايحاء .. و يلعب الايحاء دورا اساسيا ف معاونة الفرد على تلوين عقله و يصبح غير قادرا على التمييز بين افعاله هو و الافعال التى اوحيت اليه "
" التكرار .. يكرر على الفرد مره بعد اخرى انه مذنب .. منبوذ .. مع استغلال الشعور بالذنب "
" تدمير الذات بنفسه .. حيث ان عملية التذنيب التى يشعر بها تلقائى من نفسه و يخضع له من غيره تؤدى به الى التقليل من شأن نفسه..

و تبدو هذه العمليه اكثر تحطيما للنفس .. كلما كان للشخص اهميه من قبل كلما قارن بين ضعفه و عجزه و بين قوته من قبل و مكانته و الذى ينتج عن ذلك من اثار نفسيه يؤثر بشكل كبير على درجة مقاومتخ لعملية غسيل عقله او بالمعتقد الطبى " غسيل دماغه " و حينها يسهل تشكيله ! "
حلم بتقرا و محستش بدموعها اللى نازله .. مش حاسه بصوتها اللى من شدة رعشته زى المتكهرب !

لقته معلّم على كل حاجه حصلتلها .. كل لحظة وجع عاشتها .. كل جرح داقته من قسوته !
كل وجع و مرارة الشهور اللى فاتت و ايامها و لياليها اللى عاشته حسته ف اللحظه دى بس دلوقت !
رفعت وشها و بصتله بمنتهى الصدمه و...


look/images/icons/i1.gif رواية ربع دستة ظباط اثاره رومانسيه تشويق
  05-11-2021 02:23 مساءً   [41]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل الثاني والأربعون

حلم ف إيديها الكتاب اللى لقته و بتقرا و محستش بدموعها اللى نازله .. مش حاسه بصوتها اللى من شدة رعشته زى المتكهرب !
لقته معلّم على كل حاجه حصلتلها .. كل لحظة وجع عاشتها .. كل جرح داقته من قسوته !
كل وجع و مرارة الشهور اللى فاتت و ايامها و لياليها اللى عاشته حسته ف اللحظه دى بس دلوقت !
رفعت وشها و بصتله بمنتهى الصدمه و معرفتش تنطق ..

مالك حرّك إيده على وشه بعصبيه و بيلعن حظه اللى برغم كل اللى فات الا انه دلوقت بس اول مره يحسه غبى معاه اوى..
حلم صوتها طالع بالعافيه بنهجان من كتر ما جاهدت تخرّجه : انت .. انت عملت فيا كده ؟
مالك قرب منها بسرعه و بيمسك إيدها هى بِعدت لورا .. بِعدت اوى ..
بصتله بإستنكار و هى بتهز راسها ببطئ اوى : انا كنت بقول عنك حيوان لمجرد وهمتنى ان حد إعتدى عليا ! لكن دلوقت ! دلوقت مش عارفه اقول عنك ايه ! انت خساره فيك تبقى حيوان !

مالك عيونه لمعت بندم طردت دموع كتير من جواها : حبيبتى افهمى.. ارجوكى افهمى .. الحكايه مش كده .. انتى
حلم زعقت بصوت مهزوز من العياط : امال ايه ! امال الحكايه ايه ! اما تعمل فيا كل ده ! اما توهمنى بكل ده ! اما تنام معايا مره و اتنين و عشره من غير ما اعرف و تقول لنفسك لو معرفتش توصل لحاجه اهو تشوف نفسها مريضه و لو وصلت يبقى تشوف نفسها حيوانه بتأدى الغرض و خلاص ! يبقى ده اييه !
مالك بندم : مكنتش متخيل ان حلم زعقت : برا .. برا حياتى .. برا خالص.. انا مش عايزاك.. برااا.

مالك بيقرب و هى فضلت ترجع خطوات لورا اد ما بيقرب لحد ما خبطت ف الباب وراها ف لفت وشها و خرجت تجرى ..
قبل ما تطلع من باب الشقه خبطت ف العجله بتاع ولادها بس معرفتش حتى تقف و خرجت جرى لحد ما نزلت و مشيت..
مالك خرج وراها بس عقبال ما نزل كانت اخدت عربيتها و مشيت .. قبل ما يتحرك إفتكر ولاده فوق لوحدهم .. وقف بخنقه و طلع بسرعه اخدهم لبرا و قبل ما يقفل الباب شاف الشنط بتاعتها برا .. بصّلهم بحزن و فتح الباب دخّلهم و قفل ..

اخد ولاده و للحظه وقف ع السلم مش عارف يتحرك .. كإنه متكتف مش عارف ياخد خطوه !
بسرعه طلع شقة فهد و رن الجرس ..
روفيدا فتحتله و قبل ما تتكلم وشها قِلق : مالك ! فهد فيه حاجه ؟
مالك ف اللحظه دى بس حس إنه محتاج يعيط و بس ..

روفيدا بصت لولاده معاه و نوعا ما إتطمنت شويه ان الموضوع يخصه هو و حلم اكتر : هاتهم و تعالى ..ادخل يلاا
مالك بصوت مهزوز : فهد فين ؟
روفيدا حاولت تبسّط الموقف : يعنى هو لو مكنش اخوك هنا مينفعش ؟ ادخل طيب
مالك : اخويا فين يا روفيدا ؟ ليه مش هنا ؟ ليه مش معاكى ؟

روفيدا اخدت نَفس جامد و خرّجته براحه بشكل مُرهق : عشان حاسس بالذنب .. إنه ميستحقش يبقى هنا.. انه غلط و غلطُه بشع و مينفعش يُغتفر و لا حتى بالدم .. عشان حاسس بالندم .. عشان حاسس ان اللى اتكسر عمره ما هيتصلح .. عشان حاسس انه خسر كل حاجه .. عشان حاجات كتير اوى يا مالك ..كتير اوى و اولهم الاحساس بالذنب .. الاحساس اللى انا بنفسى زرعته فيه و كبّرته و كان متهيئلى إنى كل ما اكبّره جواه هيعلّمه و مكنتش اعرف إنه هيكسره.

مالك بصّلها اوى و شاف حلم بين كلامها، كان بيحسسها بالذنب كل شويه و يعيد ف اللى حصل قاصد يعمل لعقلها ريفرش فاكر إنه كده بيعلّمها، بس دلوقت بس حس إنه كان بيكسرها .. اما وصلت لمرحلة الهشه و من اول خبطه انهارت كده عرف انه زيادة الشئ عن حده بيقلب لضده !

روفيدا فهمت انها داست على الوتر بتاعه او هى قصدت ده : كل ده كان غلط .. كان غلط من الاول .. انا كنت بلوم على فهد انك ف يوم هونت عليه و مكنتش واخده بالى إنه هو كمان بيهون عليا و بيهون اوى كمان .. كنت بلومه إنه بِعد عنك من اول غلطه و بردوا مخدتش بالى إنى انا كمان ببعد و بتخلى عنه من اول غلطه !
مالك غمض عينيه كتير و بمجرد ما غمضهم دموعه إستحضرت مش عارف من كلامها و لا من ذكريات الموقف ..

بس مبقاش عارف يفتّحهم و يعيط بالضعف ده و لا يفضل مغمضهم و يشوف المشهد قدام تغميضة عينيه : بس هما غلطوا يا روفيدا .. الغلطه كانت قاسيه اوى .. ف كان غصب عن الكل ردتها لازم هتبقى قاسيه .. على اد قساوة الدرس بتكون طريقته اقسى
روفيدا بكسره : درس ! درس و لا انتقام يا مالك ! ده كان انتقام.
مالك : لاء درس .. الدرس بيعلّم .. بيعلّم عشان يتحط بعده نقطه و من اول السطر .. انما الانتقام الصفحه كلها بتتقطع .. كل حاجه بتتقطع .. كل حاجه
روفيدا بصتله كتير و غصب عنها حاولت تبتسم : تفتكر فى امل ؟

مالك للحظه إفتكر حلم و هى بتسأل مراد نفس السؤال و قالها السؤال ده ميطلعش غير من واحده ضعيفه او حبها مهزوز ! هل هو ضعيف او حبها لها مهزوز !
الاجابه اترجمت ف حركته اللى نازل ع السلم بسرعه و بيتكلم و هو نازل : خلى العيال معاكى .. انا راجع
روفيدا إبتسمت بلهفه و حاولت تبص من سور السلم و هو نازل جرى : فهد هتلاقيه ف
مالك قاطعها : عارف .. عارف ممكن الاقيه فيه.

غرام ماشيه ف علاجها مع الدكتور او بتكمله لانها كانت بدأته من فتره طويله يمكن من قبل حادثة مارد و من يوم الحادثه الدكتور إبتدى خطوات العمليه معاها..
ليليان معاها مش بتسيبها .. شويه بتتحجج بإنها تكون جنبها و شويه بتتحجج بالشغل ف المستشفى .. بس من جواها عارفه ان لا ده السبب و لا ده ..
مازن متابعها من بعيد و و مبيفرطش ف اى فرصه تجيله يبص ف عيونها كإنه عايز يقراهم ..

مستنى منها تقوله ع الحمل بس محصلش.. مستنى ف خطوه معاكسه تروح حتى للدكتور زى اول مره بس بردوا محصلش .. طب ايه !
مراد متابعهم من بعيد و بالعافيه ملجّم خطواته مش راضى يتحرك ناحيتهم .. حزين من جواه اوى على بنته اللى حزنه مش على وجعها او فراقها لحبيبها او حتى على تعبها اد ماهو على انه شايفها بالضعف ده .. الضعف اللى مخليها مش عارفه تاخد خطوه لوحدها .. الضعف اللى من اكتر ما اتعالج غلط اتحوّل عجز !

اول مره يشوف الحكايه من براها... هما بالذات طول تفاصيل حكاويهم بينهم .. بالنسبه لبنته جواها اكتر ماهو جنبها لدرجة مبيعرفش يشوف اللى جواها .. لكن اما بِعد خطوه واحده لورا شاف كتير .. شاف ضعف و عجز مخلينها مش عارفه تتحرك .. الاول كان بياخد خطواتها بدالها و شايف استسلامها قدامه دلع مثلا .. لكن بمجرد ما بقى سايبها براحتها و مش عارفه تتحرك عرف انها قلة حيله ! بيتفرج على الضعف ده من بعيد بس مش ده دوره ابداا كأب !

مازن شايفها قدامه زى التايهه .. كان مخنوق من فكرة انها تكون مش مكتفيه بيه او مش مالى عينيها.. بس بمجرد ما شاف عيونها من غيره تايهه .. طول الوقت مدمعه .. دبلانه و بيغمضوا بوجع و يفتّحوا عليه حس ان مش دى ابدا العيون اللى تخون او تطمع و متكتفيش !

بعد الفراق بتيجى للإنسان لحظه يوجّه فيها طاقة عتابه لنفسه بدل ما يوجهها للشخص اللي فارقُه .. احساس سخيف بجلد الذات ان هو كمان غلط مش الطرف التاني بس .. ويبتدي شوية بشوية يشيل الغلط الكامل من على الشخص ده ويوجّهه لنفسه .. حتى لو الشخص ده هو اللى باعه و اهانه واصر على خسارته ، يبتدي يحس ان هو اللى غلطان وهو اللى قصر و إنه السبب اللى خلى التانى يعمل كده .. ويفضل احساسه بالندم يكبر .. وتتحول الصوره من ابيض واسود فيها كل الامور واضحة وباينه زي الشمس ، لصورة رماديه مش واضح مين فيها الظالم والمظلوم ، لحد ما يحن للبنى ادم ده ويفتكر ايامه الحلوة ..اللى وقت ما عاشها عمرها ما كانت حلوة !

دخل عند غرام بحجة يشوفهم عايزين حاجه قبل ما يمشى .. ملاحظ انها مبتجيش من يوم ما غرام اتحجزت .. شافها قاعده لوحدها ف ركن الركنه .. لاول مره يختنق من نفسه اما شافها كده ..
همسه جنبها و معاها طبق فاكهه بتقطعلها و ليليان بتجاهد حتى تتنفس مش تاكل .. شكلها مرهق اوى جسميا اكتر من نفسيا .. وشها اصفر بشكل ملحوظ و يقلق .. متابعها من بعيد كل شويه تقوم ترجّع و ترجع تقعد .. بتتسنّد حتى تقوم للحمام ترجّع و بتدوخ ف النص ..

قرب منهم بهدوء و قعد جنبهم و إبتسم بصفا لهمسه اللى إبتسمت اول ما قرب منهم و هى شايفاه طول الفتره اللى فاتت بيتجنبهم خاصة بعد ما بيضطروا الكل يتقابلوا يوميا عند غرام ..
بصت ل ليليان لقتها مرهقه اكتر ما موجوعه و بصت لمازن و وقفت : هقوم اشوف مراد و اجى
مازن حاول يهزر ف علّى صوته : اه و النبى لاحسن زمانه جاى و ده بيحضر ع السيره.

همسه ضحكت و رجعت مسكت شعره بغيظ و فضلت تهز راسه : لم نفسك يا ابن مهاب .. هاا .. اتلم بقا
مازن ضحك جامد اما حسها تقصد ليليان اكتر من مراد : مانا لامم نفسى و ربنا .. لامم نفسى ع الاخر .. بس هو يلم نفسه بقا
همسه ضحكت اوى : طب ما تلمه انت
مازن بغيظ : لاء هو اللى يلمنى .. انا عايزُه هو اللى يلمّنى ياكشى يلمّنى ف شوال
همسه ضحكت جامد اوى و هو ضحك معاها لدرجة ليليان اتخضت من صوتهم مع انها مع حوارهم من اوله ..

مازن بص بغيظ لليليان اللى بصتله اول ما صوتهم عِلى : اعمله ايه بقا مبيحسش بعيد عنك
همسه كانت فاهمه ان كلامه عن ليليان زى ماهى قصدت كلامها و مع ذلك رفعت حاجبها : مين ده اللى مبيحسش يالا ؟
مازن ضحك برخامه و هو بيغمزلها على ليليان : مراد
همسه رجعت مسكت شعره جامد : ميين ؟
مازن بصّلها على ليليان و رجع بصّلها بغيظ : مراد
همسه عملت نفسها عبيطه و سابت شعره و مسكت خدوده برخامه : ميين ؟

مازن زعق بغيظ : بنت مراد .. ارتاحتى كده ؟
همسه سابت وشه ببراءه مصطنعه : اه اذا كان كده ماشى .. ياكشى تاكلوا بعض انتوا حرين .. لكن مراد تنطق اسمه اخرّطك
مازن بغيظ : طب يلا بقا احسن ده بيجى ع السيره و ده لو جه مش هيخرج و لا بالطبل البلدى
همسه ضحكت جامد و هى شايفه مراد داخل ..

مازن ضهره للباب ف كمل : اه و الله .. تحسيه عامل زى البتاع ده بتاع زمان اللى بيلبد فالوش و يبقى محتاج طبل بلدى عشان يتحرك
همسه كاتمه ضحكتها و بتحاول تبص على برا .. مراد برّق و شاورلها على نفسه انا ؟
همسه هزت راسها اه و هتموت و تضحك ..

مازن شافها بتهز راسها على كلامه هو : اه مانا عارف .. لازقه و الله .. ده مش محتاج طبل بلدى ده محتاج زار .. زار و يتدبح فوق راسى فرخه شرشوحه او ديك قليل الادب عشان يقبّح معاه قبل ما يمشى ف يخاف يرجع.
مراد عض بوقه بغيظ و شاور لهمسه على نفسه و همسه هزت راسها اه بضحكات مكتومه ..

مازن فاهم هزتها لكلامه ف ضحك بغيظ : اه و الله عارف .. يا عينى حاسك انتى كمان عايزه زار زى ده بس الظروف منعاكى .. كتمة عيالك على نَفسك منعاكى .. و لا عايزاه يقعد بعفاريته ؟
مراد عض بوقه كله بغيظ و رفع إيده لفوق قفاه و عمل نفسه هيضربه و شاورلها ..

همسه هزت راسها لاء و مازن ضحك جامد لها : حتى انتى كمان مش عايزاه يقعد ؟ عايزه زار انتى كمان يا عمتو ؟ طب ساكته على نفسك ليه ياختى ؟ هو مهددك ؟
مراد رافع إيده فوق قفاه و بيشاورلها ينزّلها و همسه بتهز راسها لاء و كاتمه ضحكتها ..
مازن بغلاسه : طب ماسك عليكى ذله ؟ مصوّرك مثلا حبة صور من بتوع العيال التوتى دول !

همسه ضحكتها بتخرج عن سيطرتها بصوت براحه و يتهز راسها لاء لمراد ..
مازن بكوميديا : طب مغرغر بيكى ؟ زى العيال التوتى بردوا ؟
همسه ضحكتها طلعت عاليه اوى اوى و هى شايفه مراد برّق و عينيه بتقلب للازرق..
مازن ضحك معاها و للحظه حس بنفسه بيتشال من قفاه و بيترفع جامد ..
مازن برّق من غير ما يبص وراه و عدل ياقة قميصه : هى مالها برّدت كده ليه؟
مراد هبده نزّله عالكنبه تانى و ضربه بخفه على قفاه : عيال توتو ؟ انا ؟

مازن بص لهمسه و زعق بضحكه مكتومه : بس بقاا .. بس .. من الصبح عماله تشتكى منه .. و نازله تقطيم فيه و انا ساكت و بقول دى دماغها فيها مهلبيه و ناسيه هو عمل ايه معاها ربنا معاها .. انك تسكتى ؟ ابدااا ! عماله مره غرغر بيا مره جرجر فيا .. ما كفايه افترا بقا
همسه برقت جامد : يخربييت ابوك .. ده انا اللى هقتلك
مراد شدها بغيظ ورا ضهره و قرب رفعه من قفاه : و تقتليه انتى ليه ؟ عدمتينى مثلا ؟

مازن لف وشه بسرعه له و رفع إيده بخوف مصطنع : يخربييت اللى يزعلك
مراد شمّر كمه و مازن رجع خطوه ورا : و يخربيت اللى يفكر يزعلك
مراد شمر كومه التانى و مازن رجع كمان خطوه : و يخربييت اللى يزعلك و هو قاصد انه يزعلك
مراد قرب عليه و مازن شد ليليان من جنبه و إستخبى وراها : و يخربيت اللى قاصد يزعلك
مراد شد ليليان من قدامه جابها وراه مع همسه و مازن رفع إيده تانى : و يخربييت اللى مش قاصد يزعلك وجنبه واحد قاصد يزعلك
ليليان ضحكت غصب عنها من الضحكه اللى اتمنت تكونلها هى و بس ..

همسه و غرام ضحكوا جامد اوى و مازن بصّلهم : حد ياخده ؟
همسه هزت راسها لاء ..
مازن بص لغرام : انا اخوكى حبييك .. فخدة هوبا التانيه
غرام رفعت حاجبها : لاء
مازن بص لليليان : طب انتى ؟
ليليان حدفتله بوسه ف الهوا بقصد وهو بص لهمسه : لاء انتى بعد البوسه دى لازم تتصرفى و تاخديه لا اقلعلكوا ملط هنا
مراد هيقرب منه همسه اتدخلت و شدته و بتخرج .. مراد بيفلفص منها و رايح على مازن بغلاسه و مازن كل ما مراد يبعد يضحك و اول ما يلتفت له ينكمش ع الحيطه و يمثل الخوف ..

خرجوا بالعافيه و فضل مازن مع ليليان اللى ضحكتها راقت بس قاعده ع الكنبه ..
مازن استغرب انها حتى مقامتش اما أبوها دخل الا اما شدها هو و متحركتش الا اما ابوها شدها وراه و رجعت دلوقت قعدت ..
بصّلها بقلق : انتى كويسه ؟
ليليان هزت راسها اه ..

مازن بصّلها شويه : مشوفتكيش الصبح و انا معدى عليكوا .. كان عندك شغل كتير و لا ايه ؟
ليليان بلهجه هاديه : لاء .. انا كنت معاهم هنا .. بس ممكن كنت نايمه
مازن بصّلها كتير بقلق .. كان عايز يتكلم اكتر بس إتفاجئ ان مش عارف ينطق ..مش عارف عشان مفيش حاجه تتقال و لا عشان اللى المفروض يتقال كتير .. و لا عشان اكتشف انها واحشاه جدا بشكل ميتقالش !
غرام خبطت و اول ما دخلت رفعت إيدها : الدكتور عايزنى تحت .. هظبط لبسى بس
ليليان بصت بمازن بلغبطه : هروح معاها
مازن شاورلها براسه و هى دخلتلها ..
غرام إبتسمتلها : انا قطعت عليكوا و لا ايه ؟

ليليان صعبان عليها نفسها اوى لمجرد انها مش عارفه ايه اللى لازم يتعمل .. مين لازم يعتذر .. الاتنين جرحوا بعض بس مين هيهون عليه التانى يصد إيده !
غرام بصت لعيونها اللى لمعت بدموع و ليليان مسحتها بسرعه قبل ما تنزل : لا متشغليش بالك .. مكنش فى حاجه عشان تقطعيها .. مكنش فى حاجه ابدا
غرام سابت الهدوم و مسكت إيدها و قعدت بيها : حبييتى .. متضغطيش على نفسك .. انتى سيبتيه لحد ما يهدى و المفروض إنه هِدى و قدر يحكم عقله ..ف لو بعد ده كله محكمش عقله و فكر بهدوء يبقى هو اللى اختار و قرر و ساعتها متلوميش نفسك .. انتى غلطتى اه بس كلنا بنغلط .. اعتذرتى و صلحتى غلطك .. لكن اكيد مش هتجلدى نفسك يعنى عشانه ! مش هتفضلى طول الوقت تدى كده حتى لو اعتذارات.

ليليان بصتلها بذهول : انتى اللى بتقولى كده يا غرام ؟ و انتى اللى اكتر واحده بتدى مراد و جنبه حتى و هو جارحك !
مارد كان داخل يشوف غرام نازله للدكتور و سمعهم و وقف على كلامهم ..
غرام إبتسمت بحزن جوه لليليان : ماهو عشان كده انا اللى بقولك كده.. الواحده كل ما بتدى اكتر بترخص اكتر .. بتحط نفسها ف خانة المباح و كل ما بتدى بترخص لحد ما بتبقى ببلاش و ابو بلاش بيترمى بسرعه.

مارد سكت بضيق من نفسه على نبرة الوجع اللى لمسها ف كلامها .. كان هيلف يخرج بس للحظه افتكر كلامها " انت مع اول حاجه بتوجعك بتهرب .. مبيهمكش انها بتبقى واجعانى انا كمان .. المهم انت متتوجعش .. او متوجهاش "
وقف مكانه و اخد نَفس طويل و بيلف وشه يدخل شاف مازن واقف ف مسكه من كتفه بغيظ ..
مازن إتخض و مارد بصّله بغيظ : انت تلم مراتك و تتكلوا من هنا يا و حياة أبويا و أبوك ابعت اجيب بوكس يلمّكوا
مازن رفع حاجبه : بوكس ؟
مارد رفع نفس الحاجب ف وشه و نطحه براسه : و يكون اداب.

ليليان جوه عيطت و اتحدفت ف حضن غرام : انا بحبه .. بحبه اوى يا غرام .. اوى
غرام كانت هتتكلم بس للحظه حست ان الجرح واحد ف طبطبت عليها ..
غرام رفعت وشها اما لقتها بتنهج : حبيبتى .. اهدى .. انتى كده هتتعبى .. انتى حامل و عيانه و بالمنظر ده هتقعى مش هتكملى و لا حتى مع نفسك مش معاه .. انتى بقيتى لا بتاكلى و لا بتنامى و جسمك بيضعف شويه شويه .. كلنا خايفين عليكى بالذات دلوقت.

ليليان مسحت وشها بالعافيه : متقلقيش .. زى ما تيجى تيجى .. اللى ربنا عايزُه هيكون
غرام بقلق : لاء طبعا .. مفيش حجه اسمها زى ما تيحى تيجى .. مينفعش تستسلمى للتعب كد و تقولى ده ربنا اللى عايز ده .. انتى عارفه انا كنت مستغربه ازاى هان عليكى تنزلى حته منك لمجرد فى احتمال تتعبى شويه .. بس اما ابتديتى تدخلى ف حملك و مهزوزه كده حسيت انك كان لازم تخافى و تترددى.

مازن برا سكت بقلق و انسحب بسرعه خرج مخنوق.. مارد وقف شويه لحد ما خرجوا .. ليليان اول ماشافت الغرفه فاضيه و خرجوا مشافتش حد غمضت عيونها بإحباط ..
مارد اخدها ف حضنه بقلق : حبيبتى
ليليان مسكت ف حضنه اوى و سابت نفسها جواه : انا كويسه بس ممكن تخلينى شويه .. محتاجاك

مازن كلم الدكتور بتاعها و راحله و اتكلموا ف تفاصيل حالتها ..

مالك خرج ورا حلم بس ملقهاش .. قلب عليها الدنيا ملهاش اثر .. راح بيت أبوها و آمها رفضت تقابله ..
البواب خرجله : محدش هما و الهانم سايبه خبر لو
مالك كسر البوابه بعربيته و إتخطاه و دخل ..
نزل و دخل و هى زعقت و هى نازله : انت ايه يا بنى ادم انت ؟ همجى ؟ حد يدخل بيوت الناس كده ؟ متعلمتش الاتيكيت قبل كده ؟
مالك قرب منها بهجوم لدرجة إتخضت و رجعت لورا..
مالك بغضب : مراتى فين ؟
هند بصوت ملغبط من غضبه : معرفش
مالك زعق : بقولك فين انطقى.

هند ردت بمكر تستفزه : هو انا هشتغلك انت و هو عشان الهانم و لا ايه ؟ مره داده لعيالها عشان افضيله الجو و مره سكرتيره لمواعيدها عشانك !
مالك قرب منها بغيره واضحه فاجئها بمسكته لدراعها بحده : مين ده اللى تفضيله الجو ؟ قسمابالله لو ما اتلميتى لا ابعتك لاجوازاتك تونسيهم ف حبسهم
هند بصتله بغيظ و شدت دراعها منه : انت جاى تسألنى انا عنها ؟ ده انت مش راجل ف بيتك بقا ! مره تمرمطك و مره تجرجرك وراها ! بدل ما جاى تسترجل عليا روح شوف مراتك !

مالك بصّلها بغضب و فهم إنها بتستفزه .. و الاكتر إستنتج من كلامها ان حلم مش هنا .. سابها و خرج بغضب..
هند إتكلمت بإستفزاز و هو خارج اما ضمنت إنه بِعد عنها : لو معرفتش توصلها و تعمل حاجه ابقى كلمنى اقولك تعمل ايه !
مالك كز على سنانه و لف وشه لها و هى إبتسمت بمنتهى الاستفزاز : كالعاده يعنى .. انت امتى بتعرف تعمل حاجه ! عموما لو معرفتش ابقى حاول توصل لمروان.. اصله هو كمان مختفى ..

مالك بصّلها بغيره اتحولت لشر على وشه و لو قدامه وقت فاضى كان نسى انها واحده ست !
مازن مع الدكتور بتاع ليليان اللى بيشرحله حالتها ..
بصّله بتوتر إبتدى يقلق بجد : يعنى ايه ! انتى طمنتنى انها كويسه !
الدكتور : و انا لسه عند كلامى .. هى لحد دلوقت تمام
مازن اتعصب : يعنى ايه كلامك ده و يعنى ايه لحد دلوقت ؟ انت كلامك مش واضح ليه؟

الدكتور : لاء انا كلامى واضح و زى ما قولتهولك هقولهولك تانى .. هى كويسه و الحمد لله الى الان مفيش اى مضاعفات .. لكن هى عندها انيميا و دى مريضة قلب ف بنبقى متخوّفين شويه مش اكتر و كل النتايج قدامنا مش ثابته
مازن بعد ما كان وقف رجع قعد بخوف : يعنى ايه النتايج مش ثابته ؟ انت مش ضامن نتيجة حملها ؟
الدكتور : بردوا مقولتش ده .. انا كل اللى عايز اقوله ان هى ضعيفه و الضعف ده وحش عليها هى .. ممكن الحمل يعدى مع الادويه اللى بنديهالها و المتابعه و الرعايه .. لكن.

مازن وقف و زعق : يعنى ايه الحمل هو اللى ممكن يعدى ؟ طب و هى ؟ هى ! هى اغلى من مية حمل ! انت بتخاطر بيها و لا ايه عشان حتة عيل !
الدكتور : يافندم لاء .. موصلناش لكده .. انا بقولك ده مجرد تعب حمل بس زايد عشان هى ضعيفه و ده اللى كان مخوفنا من مجرد الفكره .. يعنى مثلا مش كل مرضى القلب فعلا ممنوعين من تجربة الحمل لكن هى اللى موتّر الموضوع ضعفها و ده اللى بيخلينا متحفظين شويه ف المتابعه و على اهب الاستعداد للتدخل لو لقينا ف اى وقت حالتها مش هتسمح تكمل ! خلينا نستنى و نشوف.

مازن زعّق بإندفاع غريب : يعنى ايه نستنى و تشوف ايه ؟ تستنى اما تشوفها هتتعب و لا لاء ؟ هتموت و لا هى و حظها ؟ هى تعبانه
الدكتور : مفيش داعى للقلق ده كله انا اقصد واخده علاج للانيميا و هنستنى نشوف نتيجته .. ع الاقل اول تلات شهور و لو حصل مضاعفات يبقى نتصرف .. اه التحاليل بتقول فى انيميا لكن ممكن من هنا لاخر الحمل تكون اتظبّطت
مازن بتوتر : و ممكن لاء ، ساعتها هيبقى ايه الحل المتاح قدامك ؟
الدكتور : هى لسه ف شهر و شويه ، يعنى لسه قدامنا وقت و فى امل نظبط الدنيا و اذا لاء هنتصرف فورا.

مازن بصّله بقلق حقيقى و خرج .. فضل يلف بالعربيه كتير و دماغه بترسم قدامه خطوط كتير بدايتها من دلوقت و نهايتها ف حته وحشه بنهايه اوحش ! إتفاجئ بنفسه حاطط قدامه فكرة يتنازل عن الحمل ده ! لمجرد تعبها قدامه و دبلانها ده ! من وسط دوشته دى انتبه على شكل تفكيره و إستغرب .. مش عارف مستغرب نفسه إنه فكر ف كده و لا مستغرب نفسه انه معرفش يستوعب او يحتوى موقفها وقتها !

غرام دخلت للدكتور و همسه و مارد معاها .. الدكتور عملها اشعه و طلب تحاليل ..
و هو بيكتب الروشته مارد بصّله بإهتمام : لإيه كل التحاليل دى ؟
الدكتور : دى تحاليل هرمونات .. كده البريود دى اللى هيتعمل على اساسها العمليه ف لازم نتآكد ان كل حاجه تمام
مارد بقلق : هو انت مش متأكد قبل كده ؟

الدكتور بهدوء : اه طبعا .. قبل كده عملنا اشعه شامله و اشعة صبغه و منظار و تحاليل هرمونات .. و كل حاجه كويسه .. لكن دى البريود اللى هيتعمل منها الحمل ف لازم نتطمن ع الهرمونات انها لسه مظبوطه لان الهرمونات بالذات دى حاجه مش ثابته .. دى بتتغير مش بس من شهر لشهر .. لاء ده ممكن من يوم ليوم
مارد قلق اكتر و حاول يتكلم اكتر : طيب هو فاضل كده اد ايه ع العمليه ؟

الدكتور : من اسبوعين لتلاته
مارد بوتر : طب ماهو ممكن تتغير خلال الفتره دى .. انت بتقول ممكن تتلغبط بين يوم و يوم
غرام خطفتله نظره سريعه و شافت ف عيونه قلق جامد .. شافته ضعيف اوى قدام رغبته دى و رجولته .. إلتمست ضعفه حتى لو معرفتش تلتمسله عذر !
الدكتور بص لمارد : متقلقش الهرمونات الاساسسه معانا بنتأكد منها يوميا خلال متابعة التبويض.

مارد بضعف : طيب ممكن الهرمونات كلها .. اقصد تحاليلها كلها
الدكتور هز راسه و إبتسم و مارد اتكلم بتوتر : و الاشعه كمان
الدكتور : كده كده الاشعه بنعيد فيها عشان متابعة التبويض و نتابع حجم البويضه
مارد اخد نَفس متوتر و وقفوا يخرحوا ..
مارد مسك إيد غرام بحب بس صوته مهزوز : هو احنا ان شاء الله ربنا هيراضينا صح ؟
غرام سحبت إيديها و بصتله بجفا : هيراضينى.. هيراضينى انا ان شاء الله
نزلت عملت تحاليلها و ابتدت كورس العلاج الاخير للعمليه ..

حلم كانت بعد ما خرجت من البيت .. اخدت عربيتها و مشيت .. تايهه .. برغم كل اللى عاشته و شافته بس لاول مره تحس انها وحيده كده.. ده حتى بعد موت مالك و حادثته محستش بالوحده دى !
محستش بوحدتها غير اما إحتاجت حد جنبها و ملقتش.. تروح لمين بس ! كانت ف اللحظات دى مبتروحش غير لحضن واحد و كانت فاكره وجعها من احتياجها لحد ما اكتشفت ان الحضن ده كله شوك و بيمزّع فيها ! بتدفع نتيجة غلطتها اهى ! او حتى نتيجة اختيارها ! لكن هى امتى إختارت بإرادتها ! ده لو حتى إختارته محدش بيختار اهله ! كانت اختارت مين بس !

ابوها اللى ف السجن ! اللى خاطر بيها و بحياتها عشان نفسه و لا اللى اصلا باعها من الاول عشان يشترى نفسه !
و لا امها اللى و لا مره ف حياتها كانت معاها ! كانت صح ! و المره الوحيده اللى كانت بجد صح فيها اما قالتلها هتندمى و ترجعيلى معيطه و اهو بيحصل !
محاولتش حتى تروح الكومباوند .. إختنقت من مجرد الفكره .. كان عندها شقه بتاعتها من قبل حتى ما تقابل مالك ميعرفش عنها حاجه .. اخدت بعضها و راحت..

مالك قلب عليها الدنيا بس مفيش .. مش عارف يوصل لحاجه ..
كلّم يونس : يونس هبعتلك نمرة عربيه عايز اعرف تفاصيلها
يونس بقلق : انت بردوا لسه موصلتش لحلم ؟
مالك بحزن : لاء
يونس : اقفل هجيلك
مالك : شوفلى الاول العربيه ممكن نوصل منها لحاجه.

يونس قفل معاه و اخد نمرة العربيه بس عرف انها واقفه قدام الكومباوند .. كلم مالك و راحله و راح هناك .. فتح و دخل و قلب الدنيا بس مفيش اثر ..
يونس بصّله بقلق : المهم دلوقت ان عيالك معاك
مالك اتضايق : المهم هى يا يونس ...هى
يونس بتردد : حصل ايه يا مالك ؟ حصل ايه شقلب موازين حكايتكم كده و سابت كل حاجه و مشيت حتى ولادها !
مالك اخد نَفس جامد و حكاله تفاصيل كل حاجه ..
يونس بيسمعه بذهول : انت ليه مقولتلهاش كل ده ؟

مالك بضيق : هى مدتنيش فرصه .. هى لمجرد ما شافت الزفت سابتنى و مشيت .. سابت ولادنا .. سابت بيتنا . سابتلى الدنيا بحالها و مشيت
يونس بعتاب : مش يمكن انت اللى غلط يا مالك ؟ لازم تعرف ان كل حاجه لها صلاحيه.. لها حدود .. حتى لو الحب مبيخلصش و مبيبقاش محجّم لكن الثقه و الطاقه لهم نهايه
مالك كان هيتكلم : انا بس.

يونس : انت بس ايه ؟ انت متكلمتش لمجرد عايزها تثق فيك ثقه عاميه .. ثقه مش مرهونه بسمع و لا شوف .. ثقه مش مشروطه .. للملانهايه .. كنت عايز تشوف رد فعلها .. هل هتثق فيك انك ممكن تأذيها او لاء ! مخدتش بالك من الظروف .. الوقت .. ان ممكن يكون فى كتير خارج قوانينك ضاغط عليها .. ابوها و اللى حصله او امها و تخليها عنه مثلا .. مالك ده اللى بياخد دوا و بيبقى ضامن نتيجته لو اخده ف وقت غير وقته ممكن يأذيه .. لو اخده حتى بكمية غير كميته بيأذيه.. لو اخده و هو عنده برد حتى بيأذيه ! و ده دوا و علاج ! ازاى فكرت ان مثلا تشوف نتيجة ثقتها فيك ف لحظه زى دى و هى تحت كل الضغوط دى اذا كانت هتثق انك هتآذيها و لا لاء !

مالك هيتكلم هو سبقه : او حتى هتقف و تسمعك و لا لاء ! مالك انت وهمتها انك سيبت معاها راجل تانى لمسها ! اعتدى عليها ! رسمت كل الظروف و الناس يثبتولها ده ! الدكتوره انت بتقول عرفت انها راحت كشفت عليها و اكيد قالتلها حصل و هى مش هتتخيل انك ف وقت زى ده و مكان زى ده هتعمل كده ! مراد خليته قالها انك كنت معاه ! يبقى اييه ! ازاى تخيلت اصلا ممكن يبقى فى ثقه عشان تختبرها !

مالك اتنفس جامد و يونس قرب منه وقف جنبه و سند ع العربيه : انت مشيت بمبدأ الغايه تبرر الوسيله لكن نسيت ان مش كل الوسايل متاحه لاى حد و لا ف اى وقت و نسيت ان مش كل غايه تستحق
مالك بحده : وجودنا سوا يستحق .. حياتنا مع بعض تستحق .. انا عملت كل ده عشان نعرف نكون مع بعض تانى .. هى ف يوم من الايام اذتنى لمجرد يا نكون مع بعض يا لاء
يونس إبتسم : افهم من كده انك جربت ! عذرتها ؟

مروان كان سافر سينا عشان ابوه طلب يشوفه .. رجع و عرف من هند اللى حصل .. راح ع المستشفى و هو عارف انها اكيد مش هناك بس مفيش قدامه غير انه يسد كل الاحتمالات ..
سأل ف الريسيبشن و عرف انها خرجت .. عرف كمان ان الدكتور بتاعها سايب خبر لو جات تطلعله ..
مروان طلعله و الدكتور قابله : انت تبعها صح ؟

مروان بقلق : اه.. هى ليه خرجت ؟ حالتها مكنتش مستقره
الدكتور : فعلا .. و مكنش ينفع ع الاقل اما تاخد علاجها و ادويتها و تفهم هتمشى بيها ازاى
مروان بقلق : يعنى ايه ؟ و ليه مقولتلهاش كده و ليه سيبتها تخرج اصلا !

الدكتور : انا إتفاجئت بيها خرجت .. مجرد ما عرفت هى بالحمل .. مالك باشا عرف و بلّغ الممرضه محدش يقولها بالحمل دلوقت بس انا كنت طلعتلها و انهارت و خرجت
مروان واقف مش فاهم حاجه .. ليه انهارت اما عرفت بالحمل ! ليه خرجت اما عرفت ! ليه اصلا مش مع مالك ! معقول مش عايزاه مثلا !
اتحرك يمشى و الدكتور وقّفه : ياريت تبعتهالى عشان العلاج .. بعد التحاليل ما ظهرت لازم ادويتها هتتغير
مروان بقلق : تحاليل ايه ؟

الدكتور شرحله ليه طلب التحاليل و نتيجتها .. مروان بيسمعه بصدمه و اخدها منه و خرج ..
راح كل حته ممكن تكون فيها.. سأل كل صحابها .. حتى بيتها راح و سآل من بعيد .. ايام بتعدى و مفيش ..

غرام متابعه مع الدكتور يوميا .. الدكتور اقترح عليهم ممكن ترجع البيت و تجيله يوميا بس هى رفضت.. مارد اتقبل رفضها بقلق على خطوتها الجايه.. اتطمن بس عشان هتبقى تحت اشراف الدكتور بشكل مستمر ..

الدكتور بيتابع بالاشعه يوميا حجم البويضات لحد ما وصلوا للحجم المناسب و عملها سحب و ده اول خطوه فالعمليه قرر معاد العمليه خلال خامس يوم و فعلا عملتها و استنت النتيجه خلال اسبوعين ..
مارد مكنش عايز يدخل عندها نهائى من يوم العمليه .. بس ف لحظه انه لو خسرها ف ده كان عشان هروبه قدام اى ازمه مش عشان خناقهم .. و دلوقت مش هيكرر ده تانى ..

دخلها و هى إبتسمت بفرحه معرفتش تداريها .. كانت متوقعه منه يهرب من المسئوليه كالعاده لكن خلف ..طول الوقت جنبها حتى النوم بينام على كنبه جنب السرير رغم انهم مبيتكلموش
الكل متوتر و الكل على اعصابه و مستنيين ..
همسه راحت على مارد بحب و مسكت ايده قعدت بيه على كنبه .. بتلقائيه استخبى ف حضنها و هى ضمته على صدرها ..
مارد بخوف عيل صغير بصّلها و معرفش يتكلم ..

همسه لمّست على راسه بشعره بمنتهى الحب : حبيبى .. انا عارفه انت ممكن تكون حاسس بإيه دلوقت .. انا اكتر واحده حاسه بيك .. انا عيشت نفس تجربتك.. اه مش فاكره حاجه لكن انا فقدت ذاكرتى مش قلبى .. صدقنى ربنا مبيعملش حاجه وحشه .. ربنا مبياخدش حلو و لا بيدى وحش .. ربنا خلق الدنيا بحالها بميزان حساس.. كل حاجه فيها مظبوطه حتى المشاعر ..

كل حاجه رزق و كل رزق و له معاد متستعجلش رزقك عشان ميجليكش رزق مزيف ..انا متأكده ان انا ف يوم من الايام استعجلت و اعترضت على تقسيم ربنا للارزاق .. يمكن يكون كنت مش هخلف غير بعد عشرين سنه لكن استعجالى و اعتراضى على امر ربنا كان سبب ان ربنا يدينى اللى عايزاه و يحرمنى منه لحد ما يجى معاده
مارد بصّلها بحب و اتخيل نفسه جوه حكايتها و إبتسم بشئ من الرضا ..

همسه باست راسه و ضمته : حبيبى بعد الشر عنك من كل ده .. بس انا عايزاك ترضى باللى ربنا هيقسمهولك و قول الحمد لله
مارد اخد نفس جامد : يارب

مالك احساسه بالوحده دلوقت خلاه يحس ان اللى فات كله مكنش وحده .. غياب فهد و حلم كان عامل زى غياب النور بالليل و ضى النهار ..
من غير ما يكلم فهد راح على طول ع المقابر ..
بمجرد ما شاف عربيته متفاجئش بس إبتسم اوى .. الحبايب اللى فرّقوهم دايما بيجمّعوهم ..
دخل و بمجرد ما شافه قلبه اتقبض .. اتخلع .. رقدة فهد جنب القبر بتاعهم خلته غصب عنه شافها رقده جواه مش جنبه !

جرى عليه و ميل .. كان على جنبه مسك إيده بلهفه بيعدله على ضهره .. شاف وشه شاحب و اصفر و عيونه برغم تغميضتها بتنطق حزن ..
اتنهد بزعل و مره واحده وقف بمكر خرج راح عربيته جاب فرش ابيض كان حاطُه ف العربيه لزوم سفرياته و بيبات طول الليل ع الطريق ..
مالك رجع و ميل عليه رفع راسه و برغم انه إتأكد انه نايم الا انه سحب قزازة ميه اللى جنبه و حط ف إيده و غسله وشه..فهد إتخض و ملامحه برّقت قبل حتى ما يفتّح ..

مالك رفع حاجبه و رش بقية القزازه على وشه ..
فهد فتّح بغيظ و هو لسه راقد على ضهره : حرام عليك يا مالك .. حد
سكت بالكلام و برّق على منظر مالك اللى لافف نفسه بالمفرش و ناكش شعره و مبرّق ..

فهد عشان كان لسه صاحى من النوم صرخ اوى ف الاول لحد ما استوعب الموقف .. بعدها اتعدل بسرعه و رفع إيده و مثّل الخوف و هو بيتلفّت حواليه : سلام قولا من رب رحيم .. خير .. ملك الموت ده و لا ايه !
مالك برّق بغيظ : ملك الحساب هيجيلك يرش مايه على وشك قبل ما يصحيّك ؟ ليه كان خالتك ام مالك ؟
فهد ضحك غصب عنه : لا انا قولت ملك الموت
مالك رفع حاجبه بغيظ : لا و الله ؟ موت هاا ؟ مشبعتش ؟

فهد وقف بسرعه : لا و ربنا .. بهزر يا مرضان ده انا حتى قاعد على قلبك و مستربع تحس مراوح صدرك مهوّيه و عامله طراوه
مالك برّق : ان ما بطّلتك شغل شحتفة امينه رزق ده و مبياتك هنا مبقاش ابن امى
فهد قام جرى و مالك جرى وراه و بيضحكوا اووى لحد ما قعدو بنهجان ..
مالك شدّه عليه و مسكه بإيد من ياقة تيشرته و رفع إيده التانيه على وشه ببوكس : ولاا .. هتلم نفسك و لا لاء ؟

فهد كتم ضحكته بخوف : حاضر و ربنا
مالك عمل نفسه هينزّل البوكس على وشه و فهد خبّى وشه بالعافيه ..
مالك بغيظ : ولا استرجل شويه .. ده انت اعيل من ياسين .. ان جيت هنا تانى و رحمة ابويا و امى لا اقفل عليك الباب عشان تعيش الدور بجد
فهد بينهج بضحك : لا خلاص
مالك : مشوفكش هنا.

فهد هز راسه بضحك من غير صوت : حاضر
مالك : لو عوزت تيجى كلمنى نيجى سوا
فهد بيهز راسه حاضر و مالك نطحه براسه قبل ما يسيبه و الاتنين ضحكوا ..
فهد لاول مره من ورا ضحكته يقدر يقرا حزنه .. يشوف الاحتياج ف عينيه..
بصّله بقلق : فيك ايه يا مالك ؟ مالك يا مالك ؟

مالك إبتسم بحزن ع السؤال و ذكرياته .. حكاله اللى حصل .. احتفظ بجزئيه لنفسه لكن فضفض ..
فهد إبتسم : متقلقش خير ان شاء الله .. اللى فيه الخير ربنا هيعمله و الله
مالك : الخير لو مش ف اللى عايزُه مش عايز
فهد غمزله : ما تقول لو مش فيها مش عايزُه
مالك إبتسم بالعافيه : مكنتش متخيل ان الامور هتوصل لكده.

فهد : اكيد محتاجه تهدى .. و حتى لو مهديتش ف اما تسمعك هتهدى و الامور هتهدى معاها
مالك بصّله شويه قبل مايتكلم : مين قالك اما تسمع هتهدى؟ انا اذيتها يافهد
فهد إبتسم : انت مبتعرفش تآذى حد يا مالك .. مبتعرفش .. ممكن تقسى .. لكن تأذى لاء
مالك بصّله كتير و إبتسم و فهد طبطب على إيده : انا متأكد ان اللى قولته ده مش كل الحكايه .. او ع الاقل مش الوجهه الوحيده لها .. جوه كل حكايه حكاوى كتير .. و كل طريق مهما كان سالك بيلف و يوصّل لحاجات كتير .. و لانا متأكد إنك كنت عايز اى حاجه غير الاذيه..

مالك إبتسم اوى ع الكلام اللى اتمنى ف وقت من الاوقات يسمعه .. دلوقت بس اتنهد براحه إنه سمعُه و حس انه نجح يعلّمه درس كويس حتى لو بالقسوه ..
فهد إبتسمله : صدقنى اكيد هى كمان اتعلمت كتير و مش هتغلط تانى .. هترجع ع الاقل عشان تسمعك .. مش هتحكم من بعيد .. هى بس ممكن عايزه تهدى عشان يوم ما تسمعك تعرف تحكّم عقلها.

مالك بوجع : حتى لو عرفت امتص طاقة اعذار ليا جواها ف اللى حصل و حتى لو سامحت .. لكن موضوع
فهد قاطعه : الاعتداء ده كان لحظة صدمه .. و هى اول من جرب الصدمه قبلك و ده اخر حاجه هتحاسبك عليها .. مش عشان محقوقه لك لكن عشان مجربه
فهد اخده و خرجوا .. رجع يدوّر من تانى بس المرادى حاسس بالفرق .. مش لوحده .. فهد جنبه و حاسس انه لاول مره يكون مسنود بجد ..

حلم ف شقتها اكتفت بنفسها .. اكتفت من مالك .. اكتفت من الدنيا لحد كده ..
مروان راحلها و اول ما رن الجرس بصت للباب بخمول و فضلت مكانها ..
اتنبّأت ان ع الباب هيمشى .. مش هيستناها كتير و لايصمم ...عمر ما حد اتمسك بيها اصلا !
بس جرس الباب رن مره و اتنين و عشره و اللى برا مصمم ..
قامت بخمول فتحت و شافت مروان ..

إبتسم بلهفه اول ما شافها : حرام عليكى .. الواحد موته هيكون بسببك
حلم مردتش و لاول مره تفتحله سكه يدخل و هو نوعا ما اتنفس امل من جديد ..
قعدوا و هو مسك إيدها : حلم ...لازم تبقى كويسه .. لازم .. ارجوكى .. ع الاقل عشان نفسك
حلم بتهرّب : انت عرفت منين ان انا هنا ؟
مروان إبتسم اوى و شاور على قلبه ..

حلم اتنفست بضيق و هو بصّلها بغيظ : بعد ما قلبت عليكى الدنيا و روحت كل مكان كان ممكن تكونى فيه و ملقتكيش خمنت انك هنا .. مفيش غير هنا ماهو اكيد مش هتطيرى يعنى .. انا كنت لو ملقتكيش هنا هسأل زفت مالك عنك !

حلم هزت راسها و سكتت .. بعد اللى مالك عمله فيه و طرده و بعد كل صدها له لسه بيدور عليها ! مش عارفه ليه رغم حبه لها شافتها قلة كرامه خاصة بعد اللى حصل بينه و بين مالك .. غصب عنها شافت مالك انتقم لحقه اللى عندها انتقام لكرامته .. لرجولته .. ده حتى مسابش حقه عند فهد و هو اخوه ! و هو حتى مفكرش ياخد حقه من مالك ده مش اصحاب حتى !

مروان اتكلم يشدها من تفكيرها : انتى ناسيه انك انتى اللى قايلالى اما اخدتى الشقه هنا ؟
حلم ابتسمت بالعافيه ربع ابتسامه و هو بصّلها بعتاب : بس واضح انك انتى اللى نسيتى و نسيتى كمان كنتى واخداها ليه ! حلم انتى كنت واخده الشقه دى تعمليها مكتب محاماه خاص بيكى و بشغلك لوحدك .. انا وقتها اه كنت متغاظ انك هتنشغلى اكتر و ان لو عندك وقت يبقى شركتك اولى بيه .. لكن ياريتك كنتى عملتى ده
حلم هربت بعينيها اللى دمعت بعيد ..

مروان قام من ع الكرسى قعد ع الكنبه جنبها : انتى فاكره واخداها امتى ؟ قبل قضية زفت بفتره صغيره ! كنتى نشيطه و كلك حيويه و طاقه .. كان عندك طموحات كتير .. كنتى ناويه تفتحى مكتب .. كنتى ناويه تكملى ماجيستير .. كنتى ناويه توسعى شغلك .. كنت عايزه كتير .. لكن دلوقت وقّفتى كل حاجه .. كل حاجه يا حلم ..

زمان سمعت من ابويا كلمه بسببك و دلوقت انا اللى هسمّعهالك " ان الحب اللى ميعلّكيش يوم ما يقع منك متوطيش عشانه تجيبيه " فوقى لنفسك بقا يا حلم
حلم ميلت راسها بين ايديها و عيطت : صُعبت عليا نفسى اوى يا مروان .. اوى .. مراد مقبلش على بنته تنضرب قلم و اخد حقها و كان هياخد روح جوزها ف ايده .. مالك نفسه مقبلش ولاده يبقوا بعيد عنه حتى لو هيدوس عليا و على نفسه و اخد حقه و اخدهم .. لكن انا.. انا عمرى ما كان ليا حد ممكن يعيط عليا اما الدنيا توجعنى كده
مروان ابتسم و مسك إيدها ضغك عليها اوى : عيب عليكى ..امال انا فين من كل ده ! خلينى جنبك !

حلم إبتسمت من بين دموعها : انت اخويا يا مروان و لولا انت مكنتش هقدر اكمل من و انا عيله لدلوقت و انا مليش اخ زيك
مروان بصّلها بغيظ : لاء انا قولت خلينى جنبك مش شلّينى جنبك
حلم ضحكت غصب عنها و هو ضحك معاها بغيظ اتبخر مع ضحكتها ..
مروان : ايه رآيك نسافر ؟ انتى محتاجه تغيرى جو يا حلم
حلم بصت للتحاليل اللى دخل بيها و إبتسمت بحزن ..
مروان اتوتر بقلق : الدكتور بيقول كويسه .. بس محتاجه راحه و
حلم بحزن : التحاليل اكدت على كلام الدكتور
مروان اتخض : هو كلمك ؟

حلم سكتت و مروان حاول يطمنها : انا جنبك متخافيش .. هنسافر و هنروح لدكتور برا مصر كويس انا اعرفه و نعرض عليه الحاله .. جايز فى حاجه غلط .. هنا بيعكوا كتير
حلم افتكرت الادويه اللى بتاخدهاو اللى قرتها فالكتاب و إبتسمت بحزن ..
مروان بسرعه : حتى لو .. ف اكيد هنلاقى حل عندهم و اكيد فى علاج .. حلم انتى لازم تبقى كويسه .. مفيش حل تانى .. يا ستى بلاش عشان حد .. عشان نفسك .. ولادك
حلم افتكرتهم و اكتشفت انهم واحشينها اوى .. بصت لمروان اللى فضل معاها بيقنعها لحد ما شبه اقتنعت..

حلم : محتاجه اجهز و
مروان بسرعه : انا هجهز كل حاجه .. هرتب و هحجز و نسافر
حلم هزت راسها و هو قعد كتير معاها و نزل جابلها حاجات و عملها اكل و اتغدوا سوا بالعافيه منها و مشى ..

عدى اسبوعين على عملية غرام لحد ما جه يوم التحليل .. الكل بيتقلب على الجمر ..
الدكتور دخلها اخد عينة الدم و نزل المعمل يعمله ..
ساعات عدت زى السنين لحد ما طلعلهم و الكل وقف بترقب ..
الدكتور اول ما ابتسم قبل ما ينطق مراد عيونه دمعت و رفع وشه للسما بإمتنان : حبيبى يارب
مارد بصّله و بص للدكتور و كإنه مفهمش او مش قابل غير انه يسمعها صريحه ..
الدكتور : الحمد لله ربنا كرمها.

مارد بصّله قوى و مش عارف ياحد رد فعل .. واقف و باصصله اوى و كإنه مآجل رد فعله او خايف يكون للكلام بقيه و يستعجل الفرحه ..
مراد الوحيد اللى فهمه .. قرب من مارد و لفّه كله بدراعه من ضهره و التانى ضمه من صدره و اخده عليه : مبروك يا حبيبى .. مبروك الحبايب اللى هينوروا العيله
همسه قربت عليهم و حضنته مع مراد : مبروك يا قلبى انت .. مبروك الف مبروك.

مهاب قرب عليه و معرفش يحضنه من ضمة ابوه و امه له ف باس راسه بينهم : مبروك يا ابو مراد
كإن الكلمه فوّقته ف بص لمراد اللى ابتسم .. ابتسم اوى و مارد ابتسم اوى .. اوى اوى .. ابتسامه بتوسع شويه بشويه لحد ما بقت ضحكه و بصوت بيعلى شويه شويه لدرجة الكل ضحك ..

مارد ساب ابوه و بيرجع لورا و هو بيضحك بهيستريا .. مصطفى كان معاه فقرب منه و شده و حضنه اوى : مبروك يا عموو
مارد رفع وشه و مسك دراعه و فضل يتنطط : مراد جااى .. جااى .. مراد التالت جاى جاى
مصطفى ضحك جامد اوى و بيردد معاه : الله حى .. مراد جاى .. حى حى مراد التالت جاى جاى
مراد ابوه ضحك اوى بدموع بتنزل و ضم همسه عليه اوى و باس راسها ..

همسه بدموع : الله كريم
مراد اخد نفس عالى : اووى
همسه باست إيده اللى ضامه كتفها : مراد هيتجنن
مراد بصّلها بعيون بتلمع : انا اكتر واحد حاسس بيه .. و مش عشان ابوه .. بس انا ف يوم من الايام كان قلبى هيقف من الفرحه بيه زيه دلوقت كده
غرام جوه سامعه اصواتهم و هتموت و تطلع بس الدكتور مانعها من الحركه ..

مارد جرى على جوه و مراد لحقه جرى بقلق : اوعى تقرب منها يا مجنون .. الدكتور مانعها تتكلم حتى
مارد بيشب عليها و مراد حايشُه بالعافيه محلّق عليه من قدامه ..
غرام دموعها نزلت اوى و بتتمنى لو تعرف تحضنه دلوقت .. فرحته محت وجع كتير .. كبر الفرحه رسم حجم الوجع اللى كان موجود
مصطفى حلّق عليه من ضهره و بيتنطط بيه : مراد جاااى .. جاااى .. جاى ..

مازن قرب عليها و عشان يضمه فضل يتنطط معاه و يغنى معاهم : و الله و عملوها والرجاله
ممرضه معديه من عليهم فبصت لمارد : كابتن هو الماتش كام كام ؟
مارد بص لمصطفى اللى بص لمازن و انفجروا فالضحك ..

مروان جهز للسفر و مقالش لحد زى ما طلبت منه .. راح لحلم يومها و اتفاجئ انها مستعده عكس ماكان متوقع ..
اخدها و مشى و هى بصتله شويه بجمود : ينفع تودينى ع البيت الاول
مروان اتلغبط بقلق : بيت ايه ؟ بيتنا و لا
حلم : بيت ابوك
مروان اتنهد و اخدها و راح ..

دخلت و اول ما شافت امها وقفت بجمود : انا سيبالك الدنيا بحالها ...ماشيه يارب بس ترتاحى
امها بغيظ بصت لمروان و بصتلها : لا برافو عليكى .. مبتضيعيش وقت انتى .. بتتعلمى بسرعه
حلم ضحكت بتريقه : بنتعلم منك .. عيب تبقى امى و اعاشرك كل ده و متعلمش
امها ببرود : و رايحه فين بقا و لا رايحين فين ماهو واضح انكم رايحين سوا.

حلم ببرود : ملكيش فيه .. انا بس جايه اقولك مش عايزه اشوفك تانى .. مش هتشوفى وشى و لا انا عايزه اشوف وشك و لو حصل و جمعنا طريق ابقى لفى عينيكى بعيد لحد ما اسيبهولك
امها ببرود : احسن .. بس هقولك اللى قولتهولك قبل كده .. هترجعى تعيطى
حلم صعبت عليها نفسها لمجرد كانت متخيله انها حتى هتسألها او هتهتم : انتى اخر حد ممكن ارجعله .. عارفه انا لو بموت مش هرجعلك .. و دلوقت اتفضلى برا
امها اتصدمت : نعم ؟

حلم بحده : بقولك براا ..ده بيت ابويا و انتى ملكيش مكان هنا
امها زعقت : و انتى ناسيه انه جوزى ؟
حلم ببرود : انهى فيهم ؟
امها بحده : كويس انك لسه فاكره ان الاتنين يخصونى و مش انا اللى يتلعب عليا .. و لو انا اللى عايزه اللى اطلّعك من المولد بلا حمص هطلعك من غير هدومك حتى
حلم بصت لمروان اللى مدهاش فرصه و رد هو : اطلعى برا .. لو حد له حاجه ف حق ابويا ف انا الوحيد اللى من حقى كل حاجه
هند بحذر : يعنى ايه ؟

مروان بحده : ابويا كاتب بإسمى كل حاجه .. كل حاجه بعقود بيع و شرا و انتى ملكيش حطة رجلك .. و كنت سايبك عشان حلم و دلوقت هى مش عايزاكى .. اخرجى برا
امها بصتله بغل و طلعت فوق .. عملت تليفون و لبست و اخدت حاجتها و نزلت ..
كانوا لسه واقفين فبصت لحلم بحده : هتندمى
قبل ما يتكلموا عربيه وقفت و نزل منها مالك اللى دخل بغضب ..

امها اخدت شنطتها تمشى و بصت لحلم بقرف بعد ما شافت مالك داخل و سامعهم : كنتى بتعيبى عنى انى مرات الاتنين .. ع الاقل انا مروحتش للتانى الا اما سيبت ابوكى .. سلام بقا يا مرات الاتنين شوفى نفسك هتسافرى مع مين فيهم .. ماهو مش معقول هتسافرى لوحدك و وراكى اتنين
مالك دخل بغضب : مين دى اللى هتسافر ؟

حلم مرضيتش حتى تبصله و هو نقل عينيه بينها و بيم مروان اللى لابس و معاه شنط و ف ايده ورق و باسبورات ..
مالك قرب بهجوم من حلم : رايحه فين ؟ انطقى
حلم زقته بحده : ملكش فيه
مالك زعق بغيره مجنونه : انتى مسافره معاه ؟ هاا ؟ و انتى عارفه انه باصص ليكى و عينه عليكى و لا انتى مسافره اصلا عشان كده ؟
حلم زعقت : اخرس ..انت فاكرنى زيك ؟

مالك بصّلها بغضب و للحظه معرفش ينطق ..شدها من دراعها جرجرها لحد ما طلع ..
مروان رايح عليه مالك بصّله بعنف : غور من وشى لا المرادى افرمك
دخلها العربيه بالعافيه قدام مقاومتها و ركب و راح ع البيت .. طول الطريق هيولّع من الغضب .. مش شايف قدامه غير صورتها و هى بتختار غيره .. بتلجئ لغيره .. ماهى اكيد لجأتله ف وحدتها او احتياجها !

وصل البيت و طلع بيها.. اخدها شقتهم و دخل و قفل ..
حلم بتزعق : سيبنى يا حيوان انت .. قسما بالله لو ما سيبتنى لا المرادى اولع فالشقه كلها و انا فيها
مالك متكلملش و رن على روفيدا طلعتله عياله .. اخدهم و دخلها ..
حلم دخلت اوضتها مش عارفه تهدى .. رايحه جايه بغضب بيزيد .. عملت تليفون بغضب و قفلت و قعدت ..
مالك برا هيطق من الغيظ .. معرفش يهدى غير اما تخيل منظرها و هى شايفاه مسافر مع ميرنا .. للدرجادى الاحساس وحش !
بص لولاده و ابتسم و لسه بيقوم جرس الباب رن ..

راح عليه بغيظ فتح و اتصدم بالرائد محمد قدامه ..
مالك استغرب : نعمم ؟
محمد : تعالى معايا يا مالك
مالك بترقب : عايز ايه ؟
محمد : معايا امر بالقبض عليك
مالك بغضب : نعمم
محمد بهدوء : يلا معايا هناك هتعرف.

مالك حاول ينطق محمط شده بشكل غريب و معاه كذا عسكرى شاورلهم شدوه شبه متجرجر قدام ذهوله و اخدوه و نزلوا .. حطوه ف البوكس و مشيوا و مالك حس ان الموضوع بجد ف ابتدى يزعق..
وصلوا القسم و نزلوا و اخدوا مالك جوه.. اتفاجئ ببنزلوا زنزانه فعلا و بيتكلبش و الموضوع بيقلب بجد ..
بمجرد ما دخل الزنزانه و بيلف وشه اتصدم ...!!


look/images/icons/i1.gif رواية ربع دستة ظباط اثاره رومانسيه تشويق
  05-11-2021 02:24 مساءً   [42]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل الثالث والأربعون

مالك اخد حلم على شقتهم .. دخلت اوضتها مش عارفه تهدى .. رايحه جايه بغضب بيزيد .. عملت تليفون بغضب و قفلت و قعدت ..
مالك برا هيطق من الغيظ .. معرفش يهدى غير اما تخيل منظرها و هى شايفاه مسافر مع ميرنا .. للدرجادى الاحساس وحش !
بص لولاده و ابتسم و لسه بيقوم جرس الباب رن ..
راح عليه بغيظ فتح و اتصدم بالرائد محمد قدامه ..

مالك استغرب : نعمم ؟
محمد : تعالى معايا يا مالك
مالك بترقب : عايز ايه ؟
محمد : معايا امر بالقبض عليك
مالك بغضب : نعمم
محمد بهدوء : يلا معايا هناك هتعرف.

مالك حاول ينطق بس محمد شده بشكل غريب و معاه كذا عسكرى شاورلهم شدوه شبه متجرجر قدام ذهوله و اخدوه و نزلوا .. حطوه ف البوكس و مشيوا و مالك حس ان الموضوع بجد ف ابتدى يزعق..
وصلوا القسم و نزلوا و اخدوا مالك جوه.. اتفاجئ بينزلوا زنزانه فعلا و بيتكلبش و الموضوع بيقلب بجد ..
بمجرد ما دخل الزنزانه و بيلف وشه اتصدم ان الباب بيتقفل عليه فعلا .. لف وشه لجوه و شاف مساجين كتير معاه و عنبر و كل واحد على سريره ف داومته كإنها دنيا تانيه ..

وقف للحظات يستوعب الموقف بس بدل ما يستوعب تاه .. شاف نفسه من اكتر من سنتين تلاته و هو بيدخل نفس المكان ده .. شاف المكان بؤرة خسارته اللى اترمى فيها و من يومها مش عارف يخرج ..

شاف خليل .. شاف نفسه بيقتله ف لحظة تهور زى لحظة تهور حلم .. لالا دى لحظة صدمه .. بس بردوا ايا كان المسمى ف المحصله واحده .. قاتل .. لالا مش قاتل .. ابوه و امه كانوا عيلته و اهله و سندُه و بيته و ف لحظه لقى البيت ده فضى و سابوه ف شاف انه من حقه يقضى ع السبب .. هو مقتلش .. بيلف وشه على تانى حيطه و كإنه بيقلب شريط العرض قدامه و شاف حلم بتضربه .. بتخنقه .. غصب عنه عقله مشى بيه نفس الخطوات..

دى لحظة تهور .. لالا صدمه .. المحصله واحده.. قتلته .. لالا هو كان عيلتها و اهلها و سندها و البيت اللى تعبت كتير عقبال ما عملته و ف لحظه سابلها كل ده و مشى .. مشى من غير ما يشرح .. من غير ما يبرر .. كان مجرد صوره للمالك اللى جواها مش مالك ابدا و اما الصوره دى شوهت مالك اندفعت عليها كسرتها .. كان لازم تقضى ع السبب !

لف وشه قصاده ع الحيطه اللى ف وشه و شاف نفسه بيجرجر مراته من بيتها مبهدله لمجرد شك فيها .. لالا هو مختلف عنها .. هو سألها ف الاول انتى كنتى عارفه ان ابوكى عايش و قالت اه .. يعنى سمع منها ايش عرّفه ان الحكايه هيكونلها وجه اخر .. لالا مختلفش عنها .. هى سمعته بيقول ليونس انا مشيت معاهم سكتهم بمزاجى ، انا عايز اخرج برا البلد ، انا مش مآمن نفسى ، متبلغش .. بس هو سألها هى مسألتهوش .. لالا هى سألته ..

سألته قدام البحر اول ما خرجوا سألتله و قالتله مخبى عليا ايه يا مالك .. قالتلك كتير قولى و هساعدك .. لو قولتلى بنفسك يبقى بتستنجد بيا و انا عمرى ما هتخلى عنك لكن لو عرفت من برا يبقى كذبت و انا عمرى ماهبقى معاك .. سألته .. مكنش قدامى فرصه اتكلم .. لالا كان قدامى انا كنت وقتها خلاص اتكشفت يعنى كان ممكن اقولها .. هى رجعت دوّرت بنفسها ورايا .. انا دوّرت و اتحققت و عملتلها فحص جنائى .. ده حتى اثبات النسب ف لحظة صدمه عملته .. ده اتهام للشرف و اتهام الست ف شرفها غير اتهام الراجل .. بس الفرق هى دوّرت قبل رد فعلها لكن انا بعده !!

هى خلاص اخدت حقها بإيديها .. انا كمان اخدته .. مختلفناش .. بقينا زى بعض .. لالاا اختلفنا .. هى بين الفعل و رد الفعل كان مش اكتر من دقايق.. بين ما اكتشفت الحقيقه و بين رد فعلها.. القلب مبيتقفلش ف دقايق العقل بيتقفل ف ثوانى .. ده احنا بنحتاج سنين عشان نكره لكن مبناخدش ثوانى عشان نغلط ..
ف لحظة نجده من قلبه صوتها رن جواه " اوعى يا فهد " !

و ف لحظه غريبه من عقله صوتها بردوا اتردد جواه ف اول الحدوته و هى بتقوله " اوعى يا مالك " و هو بيقتل خليل !
بس لو كان سمعها من الاول ! مكنش كل ده حصل ! بس لو كان فهد سمعها ف الاخر ! كان ايه اللى هيحصل ! كان رد فعلها خلاص ! مين يقدر يرجّع رصاصه طلعت !

حط إيده على ودنه و الصوت بيزيد و يتزايد و هو بيزيد على ضغطته على دماغه بوشه ..
قام و فجأه مسك ترابيزه ف نص العنبر بياكلوا عليها و شالها هبدها قصاده ..
الكل اتخض ع الصوت و حركته و الكل نزل عليه .. مالك شد عمدان العنابر قدامه و بيكسر فيها .. اى حاجه ف وشه بتقابله بيهبدها ..
محدش عارف يهديه .. يقرب اصلا منه .. حالته بتزيد و اعصابه بتخرج عن سيطرته كإنه للحظه دى بس بينفجر ..
الكل شافه فرد عضلات .. مسجون جديد و عايز يسيطر ع المكان او يعمل لنفسه هيبه جوه السجن ..

واحد منهم قرب منه و ضربه بوكس ف وشه : جرا ايه يالا انت جاى تفرد عضلاتك ف مكانى و لا ايه !
البوكس اللى ضربه لمالك كإنه بيفوّقه من الثوره اللى قامت جواه .. لكن البوكس التانى قام ثوره تانيه من نوع تانى..
الراجل ضربه كمان بوكس : فرد العضلات ده عند امك يا روح امك
ضربه تالت و مالك مسك قبضة إيده ف إيده عصرها ..

الراجل حاول يفقده توازنه ف بصّله بإستفزاز : و لا امك مش فاضيالك يا روح امك
الكل ضحك اوى و الراجل ضحك معاهم و هو شايف مالك بيرخى على قبضة إيده .. ف لحظه مالك ضربه براسه ف راسه ف مناخيره خلاها ضربت دم و رجع شدذ على قبضة إيدها و ضمها بعنف بقبضته لحد ما الراجل اختل توازنه و نزل ع الارض بس ثوانى استعاد قوته و وقف اما شاف ذهول الكل.. وقف و مسك مالك من هدومه و حدفه ع الحيطه اللى وراه و قرب منه خنقه بإيده من رقبته : يا ابن الكلب
مالك بيفلفص و يفلفص و حته جواه بتقاوم و حته مستسلمه ..

ف حركه سريعه زاح نفسه من ع الحيطه و قدّم خطوه بمسكة الراجل له و لف نفسه بحيث يبقى ضهره للراجل و ضربه بالرجل ف بطنه ..
الراجل ميّل لحظه و مالك دعك رقبته و اخد نَفس جامد و ضربه كمان مره .. مره ورا مره لحد ما رجل نخ ع الارض .. مالك شاله رفعه و حدفه و الراجل قام بهجوم على مالك ..

حلم ف شقتها ف اوضتها بعد ما مالك خرج سمعت الباب بيتقفل .. مسمعتش صوتهم او بيكلم مين لإنهم برا بس استنتجت ان مالك خرج ..
فتحت باب اوضتها و خرجت و شافت فعلا ولادها لوحدهم .. راحت عليهم بإرهاق قعدت جنبهم و ميلت شالتهم و قعدت بيهم ..
عينيها اللى بتلف كل ركن حواليها ف الشقه دمعت.. دمعت اوى و دموعها نزلت على كل ذكرياتها هنا.. شافت اول مره دخلت هنا و اول مره شافت الانابيب تحت ف البدروم .. شافت اول مره وصّلته .. اول كلمة حب منها كانت هنا .. اول الحكايه هنا .. و بردوا شافت اخرها هنا..

شافت نفسها هى اللى إبتدت .. هى اللى حبت الاول برغم انها مكنتش تعرف عنه حاجه .. طب ماهو كان فعلا ممكن يطلع شمال بجد ! ساعتها كانت هتلوم مين !
هو خبّى عليها ! لالا مخباش ! هو مقالهاش هتكلم و مقالهاش هسكت قالها سيبينى لحد ما يجى وقت و اعرف اتكلم .. بس هى قالتله متخلنيش اعرف عنك حاجه من برا هو سابها تخبّط و عرفت من برا ..

هو غلط .. اه اه غلط اما محطهاش ف حساباته .. لالا مغلطش هو يمكن كان عامل حسابها زياده عن اللزوم و ده لدرجة خاف زياده عن اللزوم بردوا غلط ..
بس هو طلع كويس .. لالا هو كان مش كويس و اخد خطوات ف طريقه لولا مراد .. هو اه مقالهاش لكن عرفت من مراد او تلميحاتهم يوم المحاكمه .. هو لقى حد يلحقه من غلط ابشع من غلطها .. هى ملقتش حد يلحقها .. لا هى لحقت نفسها بس الظروف مساعدتهاش .. هو الظروف ساعدته .. هو مراد ساعده .. هى مكنش حد معاها.. لا كان معاها فهد .. لالا ده غرّقها .. بس ياترى لو كان فهد سمعها و وقف و هى بتستوعب الموقف و تقوله " اوعى يا فهد " كان هيبقى الموقف شكله ايه ساعتها ! هيكمل على ايه !

هو كان عنده وقت يكمّل موقفه .. هى لا مكنش عندها .. بس هو مش زيها .. هو سمع من عمها هى سمعت من صاحبتها .. لالا هى شافت .. هو سمع ادانتها هى شافت بعينيها ..
قامت ف وسط تخبّطها فضلت تخبّط ف كل حاجه حواليها .. بتلف و تدور حوالين نفسها كإنها تايهه .. بتهز راسها بعنف مع حركتها كإنها بتخرّج كل اللى جواها..

الباب خبّط بس هى مش سامعاه .. رن مره و اتنين و كتير لحد ما روفيدا طلعت من تحت ع الصوت ..
فهد كان رجع مع مالك يومها و ف شقة ابوه .. سمع الصوت و طلع بسرعه جرى ع السلم و اتقابلوا هو و روفيدا ف طريقهم .. للحظه وقفوا و عيونهم اتعلقت ببعض و سكتوا كإنهم كل واحد اتخطف من طريقه او نسيوا مثلا هما جايين ليه ..
بالعافيه إنتبهوا على شقة مالك بينهم و الخبط ..
فهد قلق اما شاف الرائد محمد ف راح عليه : محمد ! انت هنا ليه !

الرائد محمد : قاضى الغرام
فهد رفع حاجبه : مانا شغال عند اخوك بقا .. نقفلها احسن و نخليها مصلحة مالك باشا للمناقشات العائليه
فهد مفهمش بس اتطمن نوعا ما من هزاره : مالك كويس ؟
الرائد محمد ببلاهه : قول يارب
فهد : هو معاك ؟ يعنى رايحله و لا جاى من عنده ؟ و لا ف شغل سوا ؟
الرائد محمد : قول ياارب
فهد بقلق : طب انت جاى هنا ليه ؟ انت عايز حاجه له ؟ جاى تاخدله حاجه ؟

الرائد محمد ضحك غصب عنه : قول ياارب
فهد مسكه بغضب : ما تنطق بقا
روفيدا نزلت بسرعه مسكت فهد و الرائد محمد كمل خبط لحد ما حلم فتحت ..
حلم قلقت من وجودهم اكتر من استغرابها و سألت سؤالها بتلقائيه : مالك فين ؟
الرائد محمد بجديه : مدام حلم ممكن تتفضلى معانا شويه
حلم كإنها مسمعتهوش عادت سؤاله بهزه : مالك فين ؟

الرائد محمد بهدوء : هناك هتعرفى
حلم بترقب : هناك فين ؟
الرائد محمد سكت شويه مكنش عايز يتكلم من فهد و هو زعق : ما تنطق .. مالك فين ؟ و عايزها ليه و فين ؟ و عايز منها ايه !

الرائدمحمد : مدام حلم معايا امر بالقبض عليها و معنديش اى تفاصيل .. معرفش
فهد زعق و هو بيشده ناحيته و يبعد حلم : انت مش هتقرب من بيت اخويا و حرمة بيته و هو مش موجود.. فااهم.. اما انت متعرفش مين يعرف ؟
الرائد محمد بصّله بغيظ و فهد مسك موبايله و اتصل على حد ..

الرائدمحمد ضغط على إيده و هو بيتكلم ف الموبايل و شاور لحلم : ارجوكى اتفضلى معانا بهدوء.. ع الاقل هناك هتفهمى
حلم هزت راسها بخوف و دخلت عدلت طرحتها بسرعه و مسكت موبايلها .. حاولت تتصل بحد و الحد ده كان بشكل تلقائى منها مالك و قبل ما تتصل الرائد محمد سحب منها الموبايل و حدفه و اخدها و خرج نازلين ..

فهد راح وراهم بسرعه نازل و محمد شاورله و مدهوش فرصه يركب معاهم و اخدها و مشى وسط صدمتها و هى بتشاور لفهد : حلم و ياسين يا فهد .. خد بالك منهم مالك مش هنا
وصلوا القسم و دخل بيها و نزل زنزانه و قبل ما يدخل عدّى على زنزانة مالك ..
الصوت كان عالى جدا جدا و صوت التكسير و الهبد و الرزع .. الرائد محمد بيقرب و حد من العساكر راحله و قبل ما ينطق محمد راح معاه جرى و حلم بتتحرك وراهم و هى مش فاهمه ..

محمد راح ع الزنزانه فتحها و اتفاجئ بالوضع ..
حلم اتصدمت و وقفت مكانها زى المتربطه.. الرائد محمد قرب بخوف من ورا مالك حاول يمسكه بحذر : سيبه يا مالك
مالك مسمعهوش و بيضرب و يتضرب و بيحدفوا على بعض اى حاجه تقابلهم ..
الرائد محمد زعق ف الراجل اللى قصاده : ابعد يا حمار .. سيبه.. سيبه ده ظابط هنا
الراجل اتريق بسخريه و هو بيحدف عليه ترابيزه : ده عيل خِرع .. مش انا اللى يتعلّم عليا.

مالك بغضب : طب و حياة امك ما هسيبك الا اما تقول انك مَره
الراجل بيضرب و يتضرب : عشان يبقى إتعلم عليك من مَره
مالك سمع الجمله دى من ثروت و كانت زى فتيل القنبله اللى اتشد ف لحظة غدر ..
محمد بيحاول يسلكهم مش عارف .. اضطر يرفع سلاحه و ضرب كذا طلقه فوق ..
مالك شد السلاح منه و رفعه ع الراجل ..

حلم حطت إيديها على بوقها و هى بترجع لورا بخطوات تقيله و بتهز راسها لاء .. الرائد محمد حط إيده على وشه بعصبيه و بيرفع وشه لمالك شافه واحد بايع الدنيا باللى عليها .. خسر كل حاجه و معدش له الا نفسه اللى مبقاش عايزها !
حلم مش عارفه تتحرك ..و لا قادره تقف .. صورة مشهد واحد اللى جات ف باله ف اللحظه دى .. مشهد ابتدت من عنده الحكايه و معرفتش تعمل فيه حاجه بس دلوقت لاء.. مش هتخسر ..

قربت منهم و اترسم على وشها قوه غريبه تلقائيه بتظهر ف الازمات دى : اوعى يا مالك.. اوعى
مالك شافها و اتذهل ! ايه ده المشهد بيعيد نفسه و لا الزمن رجع عشان يمحى الحكايه من اولها و يكتبلها سيناريو جديد !
حلم دموعها نزلت بصمت و برغم ضعفها شافها بقوة اول مره شافها ف موقف زى ده : بلاش يا مالك.. بلاش
مالك بتلقائيه السلاح وقع من ايده و هو عينيه متعلقه بيها.. الرائد محمد استغل الموقف و اخده و مسك مالك خرج بيها ..

اخده على مكتبه و دخّله و بص من الباب شاور لحد على حلم : خدها مكتب عدى لحد ما اجى
مارد مع ابوه و أمه و مهاب و مازن حوالين غرام اللى جنبها أمها و الكل مبسوط ..
مازن عينيه متعلقه بليليان .. على اد ما شايفهم دبلانين على اد ما شايف جواهم امل بيحيهم كل ما يدبلوا .. على اد ما شايفهم فرحانين على اد ما شايف جواهم وجع مخليهم مدمعين ..

ليليان شايفه فرحة الكل بغرام .. شايفه مارد و جنونه و عيونه اللى بتنطق فرحه بمراته .. ليه مش زيها ! هى غلطت و تستحق ! لاء ليه مش زيها من الاول ! ليه ابوها مكنش جنبها ! امها ! اهلها ! عيله و اهل و صحاب ! يمكن مكنش اتزرع مكانهم كل الهلع ده !
ميلت على راس غرام باستها و حاولت تتكلم بفرحه مع ان فرحتها بيها حقيقيه بس صوتها طلع مهزوز : مبروك يا حبيبتى
غرام رفعتلها وشها و لمحت دموعها المكتومه زى كتمة ملامحها كإنها بتجاهد عيونها : حبيبتى.

ليليان سحبت نفسها بهدوء و خرجت من الغرفه .. عدّت ع الكل برا و مارد اول ما شافها إبتسم و راح عليها ضمها..
مارد همسلها : المرادى انا و انتى اللى هنجيب مراد و همسه مش انتى لوحدك.. و المرادى ربنا هيخليهوملنا.. هيعوضنا متقلقيش
ليليان دمعت ف حضنه : يارب
مارد ضمها اكتر و حاسس قلبها على صدره ساكن كإنه بيدق بالعافيه ..

حاول يهزر ف رفع وشها و إبتسم : بس خدى بالك هنخلف الحكايه .. مراد و همسه الاصل مراد بتاعك انتى و همسه بتاعتى انا .. لكن مراد و همسه الجايين مراد بتاعى انا و همسه الله يملهالك بركه
ليليان ضحكت غصب عنها من بين دموعها و هى بتمسحهو و مارد مسحلها الباقى منها : با ستى انا راجل صحتى على ادى .. يدوب هجيب مراد و اطلع معاش مبكر .. لكن انتى ابقى هاتى مراد تانى .. و لا اقولك هاتى مرادين تلاته انتوا وراكوا ايه ؟

ليليان ضحكت بحزن و عينيها بتلقائيه راحت على مازن و إتفاجئت بيه عينيه عليها كإنه متابعها و خطفوا نظره سريعه لبعض ..
مراد ابوهم راح عليهم من وراهم و دخل وسطهم و ضمهم عليه كل واحد على كتف : بتقولها ايه يا بأف ؟
مارد رفع حاجبه بغيظ : على فكره مش انا اللى معيطها ..بنتك نكديه يا حج
مراد ضحك بغيظ و ليليان ضربت مارد بكوتشيها : اهو انت..

مراد ضحك اكتر و مارد بصّله بغيظ و بصّلها : شوفتى
ليليان طلعتله لسانها برخامه و مارد بسرعه مسك طرفه و هى مش عارفه تصرخ ..
مراد برّق على حركته السريعه و ساب دراعاته من عليهم و حاول يقرب من مارد بس هو كل ما بيقرب منه بيتكى على لسانها اكتر و يبعد بيها ..
مراد بغيظ : انت يالا..

مارد بعِند : مش هسيبها غير اما تقول انك بتحبنى انا اكتر
مراد بغيظ بيحاول يقرب و مارد بيتكى اكتر بصوابعه تصرخ بصوت مكتوم ..
مارد بصّله بطرف عينيه : هاا ؟
مراد بغيظ : بحبك انت اكتر
مارد ميل ودنه ناحيته و رجّعها بغلاسه و شاور براسه : لالا مش حاسسها .. قولها تانى كده ؟

مراد دب رجله ف الارض : بحبك انت اكتر
مارد برخامه كرر حركته بودنه و رجّع راسه : بردوا مش حاسس.. مش من قلبك .. تحسها كده من ...
مراد رفع حاجبه متغاظ و مارد رفعله نفس الحاجب بطفوله ..
مراد بغيظ : بحبك انت كمان يا حمار.

مارد وشه نوّر اوى عشان الكلمه طلعت من أبوه بمنتهى التلقائيه .. مقالش بحبك انت اكتر مجرد كلمه او رد و خلاص .. لا قالها بصدق بحبك انت كمان رغم هزار الموقف بس شافه احتوى طفولته ..
مراد شاف لمعة عيونه ف إبتسم اوى : مانا بحبك يا حمار .. مراد ايه اللى لها و همسه لك .. يعنى انا مليش نصيب فيك انا كمان و لا ايه ؟ و الله بحبك بس انت اللى حمار متبرمج.

مارد عض شفايفه بضحك : قولها كمان مره
مراد مبتسم : بحبك يالا
مارد غمض عينيه بكوميديا : لاء .. يا حمار
مراد ضحك جامد اووى اووى : بحبك يا حمار انت كمان
مارد رفع وشه لفوق و هو مغمض عينيه : يالهوووى.. و متلحنه كمان ؟

مراد بغيظ : و الله لو مكنتش حمار كنت هتفهم لوحدك انى بحبك اكتر من كل الموجودين دول .. كلهم .. حتى البت اللى هزّاك دى و أمها كمان
مارد غمزله بوش مزقطط زى العيال : اييه ؟ قول تانى كده
مراد هيتكلم مارد هز جسمه مع حركته و صوته كإنه بيرقص : ميين ؟ تقصدنى انا ؟ حبنا عشقنا ؟ هو انت بتتكلم عننا ؟
مراد برّق و الكل انتبه و ضحك اوى ..

مارد كمل حركته له و هو بيحرّك ليليان معاه : يا ناسى هواك و واخد معاك اجمل ليالى و سنين عمرنا
مراد حط إيده على وشه بغُلب و هو بيضحك مع الكل..
ليليان غمزت لمارد بعينيها على أبوها ف سابها غمزتله بصوابعها ف جنبه : انت مين ف الهوا و ف الشوق ؟ و لا انت حبك ده ايه ما تفوق
مارد لف معاها حواليه : و لا انت فكرك بكلمه منك خلاص هسامحك و هنسى قواام.

مراد بيحرّك عينيه مع حركتهم حواليه و كإنه بيتأكد دول ولاده اللى بيتنططوا حواليه و لا قلبه من الفرحه صدره مساعهوش ف بيرقص حواليه ..
الكل بيضحك اوى و مارد وقف على ناحيه من مراد و ليليان تانى ناحيه و بيضحكوا ..
مارد دندن بمزيكا : انت فكرك بكلمه منك خلاص هسامحك و انسى قووام
مراد ضحك تانى : بردواا ؟
مارد برخامه : امال انا عايز اسمى مراد ليه ؟ فكرك حب فيك ؟ لالا خالص انا بس عايز اعوض خيبتى فيك
مراد برّق و هو باصص قدامه : خيبتك ؟

مارد هز راسه بإستفزاز اه و مراد بصّله بغيظ و كوّر قبضة إيده و هو رايح عليه : خيبتك يا ابن الخايب
مارد مسك قبضته باسها و مراد مصمم يضربه بيها و مارد فضل يبوسها لحد ما رخاها و رفع دراعه لف نفسه بيه ..
مراد بصّله بحب : انت بجد لحد دلوقت لسه معتقد إنى بحب ليليان اكتر منك يا مراد ؟
الرائد محمد دخل لمالك و دخل معاه حد للتحقيق مع مالك و إبتدوا المناقشه ..
مالك خبط بعنف ع الترابيزه : انت بتستهبل و لا ايه يا محمد ؟ احنا هنهرّج !

الرائد محمد بحذر : و الله احنا مش عايزين نهرّج ! انت اللى شكلك اهو عايز تهرج ! انا فاتح التحقيق و انت اللى مش عايز تستوعب لدلوقت إنك متهم و بشكل رسمى
مالك بغضب زعق : تحقيق ايه و زفت ايه ! و بتهمة ايه ان شاء الله ؟ هااا ؟ خطف واحده ! اللى هى اصلا مراتى و ام عيالى ؟

الرائد محمد : اولا التحقيق مش بسبب خطفها او مش ده السبب المباشر.. لاننا مكناش نعرف اصلا انها عندك غير اما انت بنفسك دلوقت قولت ف التحقيق و اتأكدنا انها عندك.. و عموما كويس عشان نتحقق ف النقطه دى
مالك وقف بهجوم : تحقق ف ايه ؟ انت اتهبلت و لا ايه ؟ ده مراتى
الرائد محمد : اولا معلوماتى بتقول انكم اتطلقتوا.

مالك هيتكلم الرائد محمد سبقه : ثانيا انا قولتلك مش ده السبب اللى انت هنا عشانه .. احنا منعرفش بإنها عندك غير منك رغم انفصالكم
مالك بصّله قوى و سحب موبايله و مفاتيحه و اتحرك يمشى بحده الرائد محمد شاور للعساكر قفلت الباب و حجزوا عليه ..
مالك بصّلهم بصدمه و بصّله : فهّمهم كويس اللى بيعملوه و فهّمهم انه مش هيعدّى
الرائد محمد : اما انت تفهم الاول الموقف و تفهم انه مش مجرد موقف و هيعدى .. انت ف تحقيق يا مالك .. انت هنا متهم و رسمى مش العقيد مالك
مالك بصّله بحذر و ملامحه اتقلبت جد : و متهم بإيه حضرتك ؟

الرائد محمد بص ف اوراق قدامه : متهم بقضية اذى..
مالك اتصدم : اذى !
الرائد محمد بأسف : تقارير المستشفى اللى كانت فيها مدام حلم بتقول انها كانت بتتعاطى ادويه نفسيه مهدئات و منشطات للاعصاب .. و كانت بتاخد ادويه لتشويش الذاكره .. و كذا ادويه بالشكل ده .. و ده ادّى بيها للضرر الجسمى قبل النفسى و نتج عنها ورم ع المخ
مالك بصّله بصدمه عشان مكنش اصلا وصل لنتيجة التحاليل او متخيلهاش ..

الرائد محمد كمل : و اما رجعنا للمستشفى و حوّلنا الفحوصات بشكل جنائى اثبتت انها كانت بتاخد الادويه بدون علمها و ده معناه انها بدون ارادتها .. لان المعمل الجنائى اثبت من عينة دمها اللى ف المستشفى انها الادويه دى كانت بتدخل جسمها ف ميه و عصاير و احيانا اكل و ده معناه انها مش هى اللى بتاخدها لان واحده تعبانه و بشكل نفسى هتاخدله دوا مش هتحطه ف اكل !!

مالك قعد ع الكرسى بحزن و الرائد محمد قعد قصاده : صدقنى الموضوع جد يا مالك .. مش مجرد بلاغ .. النيابه اتحفّظت ع البلاغ و رجعت للمستشفى و اتأكدت من صحته
مالك بصّله قوى بحذر : بلاغ ! مين اللى بلّغ !
الرائد محمد بص ف الورق و بصّله و مالك وقف و شد منه الورق و بص فيه ..

محمد شد منه الورق بسرعه و زعق : مالك ارجوك اقعد و حاول تهدى عشان نعرف نتكلم
مالك بإصرار : و انا مصمم اعرف البلاغ من مين ؟
محمد هيتكلم مالك قاطعه بحده : و مش هنطق حرف قبل ما اعرف
الرائد محمد بصّله بحذر : حلم !!
حلم دخلت مكتب مع ظابط و قعدت بتوتر .. مش قادره تفكر ف حاجه خالص .. لا هى هنا ليه و لا مالك هنا ليه ..
اتفاجئت بيونس داخل عليها ..

وقفت بسرعه بقلق : يونس فى ايه ! مالك هنا ليه ؟
يونس ببرود : مش اما تعرفى انتى نفسك هنا ليه ؟
حلم بسرعه : مش مهم .. مش مهم دلوقت .. المهم دلوقت مالك .. هنا ليه ؟ ليه محبوس ؟ ده ف زنزانه ! انا شوفته !
يونس لعن غبائهم بغيظ ف سره و هى كملت بسرعه : و لا هو ف شغل ؟
يونس رد : اه ف شغل .. ممكن تهدى بقا و تبطلى اسئله عشان نفتح التحقيق ..اعتقد انتى هنا عشان انا اللى اسأل مش انتى
حلم هديت نوعا ما بس استغربت او للحظه فاقت على وجودها هنا : تسأل ف ايه ؟ انا هنا ليه اصلا ؟

يونس بهدوء : قضية مالك بتتقفل و لازم التحقيف معاكى
حلم بلعت ريقها بالعافيه : بس انا قولت كل اللى اعرفه عن القضيه .. انا معرفش حاجه
يونس : اه ده كان الاول
حلم دمعت بصوت مهزوز : و اللى بعد كده بخصوص ابويا ف انا قولت معرفش عنه حاجه
يونس : الموضوع مش بخصوص ابوكى .. الموضوع يخص مالك
حلم بحذر : مالك !

يونس : قضية الشروع ف قتله و حادثته
حلم قلبها اتنفض بصدمه و بصتله اوى بوجع : بس مالك قال ....
سكت و يونس سكت يسيبها تكمل بس منطقتش ..
يونس : كان لازم الاول قضية الكلاب دى تخلص بعدها نحقق ف البلاغ عن قضية الشروع ف القتل
حلم بصدمه : بلاغ !

يونس هز راسه اه و هى وقفت بتلقائيه : مين قدم البلاغ !
يونس بتهرب : مش مهم .. المهم حاليا عايز اسمع اقوالك و
حلم عادت سؤالها بإصرار : مين قدّم البلاغ ؟
يونس وقف قصادها و هى شددت على كلامها بشكل مهزوز : مش هنطق بحرف ف التحقيق ده الا اما اعرف الاول
يونس بحذر : ...... !!
مراد بصّ لمارد بحب : انت بجد لحد دلوقت لسه معتقد إنى بحب ليليان اكتر منك يا مراد ؟

مارد بصّله كتير و سكت .. كان عايز يقوله انه بيحبهم الاتنين زى بعض ممكن .. لكن هو دايما بيبقى محتاج اكتر.. مستنى اكتر.. ليليان مفقدتش كتير اد ماهو فقد كل حاجه.. ليليان لو عاشت حياه صعبه من غيرهم ف هو معاشش خالص .. حبه ليليان هتستقبله منه دلع لكن حبه له هو هيرويه احتياج ..
مراد منتبه لسكوته و ملامحه إتقسمّت بضيق من نفسه ..

مارد انتبهله و حس ان لا وقته و لا مكانه .. مش ظروفه الكلام ده .. الاحساس ده بتاعه هو .. احساس انه لسه مرتواش .. مكتفاش .. لسه جعان عيله و ونس و لمه .. ابوه مش مسئول ابدا عن احساسه ده .. ملهوش ذنب فيه ..

بص لأبوه و إبتسم و باس إيده : ف يوم من الايام غرام قالتلى جمله لمستنى اوى .. قالتلى بحبك اد اللى ملهوش اد و انا اد ما ضحكت ع الجمله اد ما حبتها .. يمكن وقتها كانت صعب افهمها لمجرد مكنتش جوايا ارتقيت لمستوى الحب ده لكن اما جربت معنى انى اخسرها عرفت معناها .. او بالاصح حسيته .. انت كمان .. طول مانا بعيد كنت عارف انى بحبك اوى اد كل حاجه حلوه او حتى وحشه بس اما قربت حسيت انى بحب اد اللى ملهوش اد..

مراد عيونه لمعت على كلامه و معرفش ينطق.. حس ان اللى قدامه ده عيل صغير مش شاب عاش فوق الربع قرن .. احتياجه بيبتدى من شيكولاته و كيس شيبسى يدخل عليه بيهم مش من عند مسئولياته و مشاكله و شغله ..
مارد حس ان نظرات أبوه معبره اكتر من اى رد .. مترجمه إحساسه ف حب يلطف الجو ..
قرب من مراد و لف دراعه حواليه بهزار : يا باشا انا بس عايزك تدينى حنان م اللى انا محتاجُه بقالى زمان.

مراد ضحك غصب عنه ضحكه خفيفه و مسك إيده : انت و ليليان عاملين زى رجليا .. انتوا الاتنين رجليا الاتنين اللى بمشى عليهم .. اللى بيسندونى .. اللى دايما شايلنّى .. اللى مهما تعبت بيفضلوا يحركونى.. العمود اللى بيحرك الواحد مهما حصل .. لو رجل فيهم تعبت بتوجعنى انا مش بتوجع الرجل نفسها يا مراد .. لاء انا اللى بحس بوجعها زى ما الرجل التانيه غصب عنها وقتها بتحس بالوجع .. و زى بردوا مينفعش اقول بحب رجلى دى اكتر من رجلى دى حتى لو واحده فيهم تاعبانى .. و زى بردوا مينفعش رجل فيهم تتحرك من غير التانيه او حتى تقدّم عنها .. ف متجيش بعد ده كله و تقولى إنى ممكن استغنى عن حد فيكم او احبه اكتر .. فى حد ممكن يحب رجل عن رجل او يقدر يعيش من غير واحده فيهم ؟

مارد رفع حاجبه برخامه : اه .. ابو رجل مسلوخه
مراد كان هيقول حاجه بس للحظه وقف بالكلام يستوعب رده : نعمم ؟
مارد هز راسه بإستفزاز : اه و ربنا زى ما بقولك كده .. ابو رجل مسلوخه بيمشى برجل واحده .. مش يمكن تكون انت ابو رجل مسلوخه اللى بيخوّفوا بيه العيال و احنا منعرفش ؟
مراد برّق : انا ابو رجل مسلوقه ؟

مارد رفع حاجبه : مسلووخه
مراد عض بوقه : وات ايفر
مارد برخامه : انا ايش عرّفنى ؟ انا كنت معاك ؟ انا سيبت ابويا من عشرين سنه رجعت قالولى ده أبوك ! اعترض ؟ انا عارف بقا ؟ انا عارف كنت بتعمل ايه من غيرنا ؟
مراد زعق بملامح بتضحك : بتقول ايه يالا ؟
مارد ببلاهه : انا عارف ؟

مراد حط إيده على وشه بغُلب و ضحك غصب عنه : ابسطهالك .. انت و ليليان زى إيديا الاتنين .. مينفعش استغنى عن واحده فيهم و لا ينفع احب إيد و إيد لاء.. مينفعش
مارد كتم ضحكته بالعافيه : لاء ينفع
مراد رفع حاجبه : ازاى بقا ؟
مارد بإستفزاز رخم مانع ضحكته : اما تبقى اشول.

مراد لسه رافع حاجبه و مارد هز راسه بتأكيد بإستفزاز : يعنى مش الاشول بيستغنى عن إيده اليمين .. و بيحب الشمال اكتر عشان بتعمله كل حاجه ؟
مراد حط إيده على وشه بغُلب : لاء بس .. طب بص .. ابسطهالك .. انتوا ولادى نور عينى .. انا مش دايما بقولكم كده انكم نور عينى ؟ عشان انتوا فعلا عينيا اللى بشوف بيهم كل حاجه حواليا سواء الناس او الظروف او حتى الحاجات .. مينفعش اعيش من غيركم .. محدش بيعيش من غير عينيه و محدش مبيحبهومش و لا بيعرف يستغنى عنهم .. محدش بيحب عين اكتر من التانيه .. فى حد يقدر يستغنى عن عين من عينيه او يسيبها عشان التانيه ؟

مارد هز راسه برخامه : اه فى
مراد برّق : فى ؟
مارد بيهز راسه بغلاسه مع كلامه : الاحول
مراد حط إيده على راسه بغُلب ..
مارد شال إيديه و مسكهم ببلاهه ممثّله : هو الاحول مش يمكن يستغنى عن عينيه عشان يشوف بالتانيه كويس ؟ او ممكن الواحد عين واحده تسد ؟
مراد بصّله و برّق و مارد قلّد نفس ريأكشن وشه بس ضم شفايفه على بعض و صدّرهم لقدام و الاتنين وشهم بشوش بضحكه من غير صوت ..
مراد بيتلفّت حواليه كإنه عايز يدوّر على مثل يقوله و مارد على نفس ريأكشنه : هاا ؟

مراد بغيظ : آآ .. زى مثلا .. آ
مارد برخامه شاور على وشه : حواجبك
مراد رفع حاجبه : نعم ؟
مارد كتم ضحكته : اه و الله .. حواجبك الاتنين ماهو كل الاحبه اتنين اتنين و معدش فى الا حواجبك .. جيبتلى ايديك و رجليك و عينيك خلاص مفاضلش الا حواجبك الاتنين
مراد عض شفايفه يستفزه : عندك حق .. اهو انتوا زى حواجبى الاتنين .. ينفع استغنى بقا عن واحد منهم ؟

مارد هيتكلم مراد سبقه بغيظ : و اوعى تقولى اه
مارد ببراءه مصطنعه : اكييد
مراد متغاظ : همشى بحاجب واحد انا ؟ اهبل انا اياك ؟
مارد كاتم ضحكته : مش ساعات بيطير منك و انت بتعمل وشك ؟
مراد برّق : نعم ؟

مارد بغلاسه : دقنك .. و انت بتعمل دقنك .. و ساعتها بتستغنى
مراد حط إيده على راسه بنفاذ صبر و بيضحك بغُلب و مارد مكعمش وشه و باصصله كإنه مستنيه يتكلم ..
مراد رفع وشه له شاف ريأكشن وشه ف شده عليه بغيظ مسكه بإيد و رفع التانيه يضربه بيها : ولاا .. ماهو انت لو مقتنعتش بكلامى ده يبقى عمرك ماهتقتنع انى بحبك اد ما بحب ليليان لا دلوقت و لا بعدين و لا ف عمرك كله
مارد رفع إيديه بخوف مصطنع : انا معاك يا معلم.

الكل ضحك جامد اوى و مراد زقه بغيظ سابه : ولا متخلنيش اعملهم عليك هنا احنا مش ف البيت
مارد راح عليه بغلاسه و باس راسه و هو بيضحك بصوته كله : لاء انت تعملهم عليا هنا و هناك و ف اى حته
مراد ضحك بغيظ : ربنا يرزقك بتؤم و يبقوا نفس دماغك الجزمه و ابقى تعالى على قبرى و ورينى هتعمل ايه
مالك ف مكتب الرائد محمد وقف بصدمه .. مش عارف يستوعب هو سمع ايه .. مش عايز ..

الرائد محمد قام من على مكتبه وقف قصاده و مسك إيده : مالك .. اسمعنى.. الحكايه ان
مالك شد إيده منه بحده : حكاية ايه و اسمع ايه ؟ انت جايبنى هنا عشان اسمع الهبل ده بجد ؟
الرائد محمد بهدوء : حلم بلّغت انها اتعرضت لإيذاء جسدى و نفسى ناتج عن حد لعب ف الادويه بتاعتها زائد لعب معاها اللعبه القذره دى.. و انت الوحيد المتهم.

مالك بغضب : هى قالتلك كده ؟
الرائد محمد : انت الوحيد المتهم .. انت الوحيد اللى عندك القدره تعمل ده و ببساطه كمان لإنك الوحيد اللى تقدر تدخل و تخرج من عندها اى وقت و تقدر تطلع على ادويتها
و تفاصيلها الشخصيه و سهل تتلاعب فيها
مالك زعق : انا بسألك عنها هى .. عن كلامها هى مش كلامك.

الرائد محمد بهدوء : التحاليل الجنائيه اثبتت يا مالك انها كل اللى حصلها ده نتيجة ادويه دخلت جسمها بأشكال متضاربه و متناقضه مع ادويه تانيه هى بتاخدها و ده اللر وصّلها لحالتها دى .. يعنى حتى لو افترضنا انها هى اللى بتاخد الادويه دى و انها بردوا هى اللى بتحطها لنفسها ف الاكل او العصاير و حط تحت افترضنا دى مية خط .. ف ع الاقل مش هتاخد حاجه متعارضه مع علاج تانى بتاخده .. ماهى اسهل توقف علاجها التانى .. او مثلا تاخد ادويه مناسبه طالما لسه مواصله علاج القلب !

مالك زعق : و انا مبسآلكش عن رأيك الشخصى و لا رأى الزفت .. انا بسألك عنها هى ! هى قالتلك ده !
الرائد محمد بهدوء : انا قولتلك هى رافعه عليك قضيه يبقى اكيد بغض النظر عن اننا اتحققنا من البلاغ يبقى ده كلامها اكيد
مالك بحده : و انا بقولك انى مش مصدقك
الرائد محمد بصّله بترقب : يعنى ايه !

مالك وقف بغضب اتحرك يخرج : يعنى انت كذاب
الرائد محمد راح عليه بملف ف إيده : البلاغ عندك و ملف القضيه و الخطوات و الاجراءات قدامك اهى تقدر تتحقق منها
مالك شدهم من إيده حدفهم بعزم ما فيه : انا مش هتحقق من حاجه .. انا قولتلك مش مصدقك و مهما تعمل مش هصدقك.. شوف لو جيبتهالى قالتلى بنفسها الهبل اللى انت لسه قايلُه دلوقت ده بردوا مش هصدقها.

عند يونس ف المكتب وقف بحذر راح ناحية حلم اللى واقفه ف قمة غضبها و لم الاوراق من ع الارض و حطهم بهدوء ع المكتب ..
يونس : ممكن تهدى ؟ عصبيتك دى لا تحل و لا هتربط
حلم بغضب : و انا لا عايزه احل و لا اربط و اللى عندى خلاص قولته
يونس : يعنى ايه يا حلم ؟
حلم بغضب : يعنى انا مش مصدقه الهبل ده من اساسه.. ف شوف لو عندك حاجه غيره تقولها ياريت تكون مقنعه.. معندكش همشى
يونس : انتى هنا ف تحقيق.

حلم بحده : انا عارفه انك بتكرهنى .. من اول لحظه يمكن من قبل حادثة مالك اللى جاى تحاسبنى عليها دلوقت .. و مش عايزنا انا و مالك سوا .. غيره بقا حقد كره الله اعلم بيك .. بس ايا كان سببك خليه لنفسك .. متجيبهوش ف مالك .. مالك يستحيل يعمل ده .. يستحيل .. كان عملها وقتها .. ايه السبب يعمل حاجه زى دى دلوقت ؟

يونس : كتير .. مكنش مثلا عايز يفتح على نفسه كذا جبهه ف وقت واحد .. مكنش عارف انك بنت الراجل اللى اذاه .. مكنش سمع من عمك عن علاقتك بيهم اللى حتى لو مشتركتيش معاهم ف كنتى جزء من اسبابهم .. كان عايز يتفرغ للقضيه بعدها يفوقلك .. معدش باقى عليكى
حلم إتكت على كلامها بحده : شوف مهما تعمل.. لو جيبتلى مالك بنفسه قدامى دلوقت و قال مية سبب على اسبابك دى بردوا مش هصدقه هو شخصيا
عند مراد و عياله ف المستشفى الكل بيجهز و بيستعدوا يخرجوا ..

ليليان شايفه مارد بيلف حوالين غرام بتوتر زى العيال الصغيره .. مجرد قرارها اللى لسه مش عارفُه موتّره .. خوف مالى عينيه موتر كل حركاته ..
بصتلهم بندم و عينيها لمعت بدموع و سحبت نفسها و نزلت ..
مازن متابعها من بعيد من النظرات اللى بيسرقها ف الخفى ..
وقف بخنقه يتحرك روسيليا قامت وراه و وقفته ع الباب ..

مازن إبتسم بحب : حبييتى اللى نسيتنا زعلان منك و الله
روسيليا بزعل : انا اقدر بس ؟ و بعدين مين يزعل من مين ؟ انا اللى زعلانه منك
مازن عارف هى تقصد ايه و مع ذلك إستغرب : زعلانه منى انا ؟ انا يا ماما ؟

روسيليا مسكت إيده بحب و إتحركت بيه لبرا خرجت و اتمشوا ف الطرقه : اهو عشان كلمة ماما دى اه زعلانه منك .. زعلانه من إبنى حبيبى اللى محترمش غيابى كإنى بس قيمتى ف وجودى و بس .. معملش حسابى ابدا .. بحسبه اما اسافر يومين و اغيب عنه و يحصل كل ده هيرجعلى .. هيتكلم معايا .. يشتكيلى همه و ياخد رأيى و يفضفضلى .. لكن لقيته بيلغينى خالص و لا كإنى كنت موجوده ف يوم ف بيته و اكلنا عيش و ملح سوا و لا كإننا إتواعدنا يبقى إبنى مش مجرد جوز بنتى.

مازن بعتاب : و اما رجعتى و عرفتى مجتليش ليه انتى ؟ بعدتى عنى ليه زيهم و زيها ؟ و لا مغلطانى انتى كمان ؟
روسيليا بحب : ما عاش و لا كان اللى يغلّطك .. انت راجل يا مازن .. اللى يعيش على ذكرى بنت اربع سنين و يحبها و يفضل شايلها جواه و يخلصلها ف غيابها قبل وجودها و اللى يضمها ف حضنه و ف حياته برغم كل اللى حصلها و يدوس على كل حاجه و يعدّى بيها و عشانها يبقى ارجل من إنه يتغلّط
مازن بحزن : كنت غلطان يا ماما.

روسيليا حطت إيدها على شعره بوشه بحب : بعد الشر عليك من الغلط .. الغلط ده بتاع العيل و انا قولتلك انت راجل .. انت الراجل و الراجل دايما بيصلّح .. الغلط ده بتاعنا احنا .. احنا دايما الغلط مننا .. لو مكنش مننا يبقى بسببنا .. يبقى بدايته من عندنا .. يبقى الثغره اللى دخل منها الغلط وقعت مننا . سواء بقا قصد او سهو .. مش تحيز ده ليك و لا حتى عشان حُرمة الموقف اللى احنا فيه او الامور تمشى ..

لكن هى سنة الحياه كده .. طبيعتنا و غريزتنا كده .. ربنا خلقنا كده .. عاطفيين اكتر من اننا نبقى عقلانيين .. العاطفه عندنا اقوى .. مشاعرنا بتتحكم فينا .. ايا كان بقا المشاعر دى ايه .. هو انت فاكر اما بيقولوا مشاعر الست بتتحكم فيها يبقى يقصدوا الحب بس ؟

لاء مشاعر الحب و الكره و الخوف و الانتقام و القلق و الصدمه و كل حاجه .. كل مشاعرها بأنواعها بتتحكم فيها و تحرّكها.. ده حتى مشاعر الجوع ممكن يتحكم فيها .. ممكن تلاقى راجل و عيان و ممكن يستغنى عن الاكل خالص لمجرد هيتعبه و تلاقى ف تانى ناحيه ست عندها السكر و هيموّتها و مجرد نفسها ف حاجه حلوه او شافتها بتدوس على اى حاجه و تاكل.

مازن ضحك غصب عنه ضحكه خفيفه و هى ضحكت معاه و طبطبت على إيده : امال ربنا ليه خلّى شهادة المحكمه شهادة الراجل تعادل اتنين ستات ؟ عشان دى طبيعتنا اللى هو خلقنا بيها و عارفها و هو ادرى بيها مننا .. ليه خلّوا العرف و السائد ان عصمة الطلاق ف إيد الراجل ؟ عشان ف اى لحظة تهور ايا كان نوع مشاعرها المتهوره ممكن تهد العلاقه دى و تطلق .. لكن الراجل لاء .. الراجل عقلانى اكتر ..

مازن بزعل : ليليان مكنتش محتاجه شوية عقل عشان تبقى عليا انا و إبنها ! ليليان كانت محتاجه شوية حب
روسيليا صححت كلامها و هى بتقاطعه : شوية امان .. شوية استقرار .. شوية سكينه .. ليليان كانت محتاجه شوية وقت و مجرد انها مكنش عندها الوقت ده ده كان المسمار اللى اندق ف نعش عقلها لغاه زى ما اندق ف علاقتكم كسرها
مازن بوجع : يعنى انا مكنتش محتويها فعلا ؟ محسسها بالامان ؟ مش مطمنه معايا ؟

روسيليا : اكيد لاء .. مش ده اللى عندها و لا ده اللى اقصده انا كمان .. بس فى حاجات مينفعش يجيبها الا الوقت .. مهما نجيبها احنا بإيدينا الوقت بيسبكها اكتر .. منها المشاعر بالاخص .. يعنى مش هتروح تقول لحد اطمن معايا و لا امنلى لكن مع الوقت و شويه شويه بعشرتكم سوا ده احساس بيجى تلقائى .. و ده اللى ليليان كانت معتمده عليه .. انه الحاجات دى هتجى مع الوقت و العشره و المواقف و حياتكم اللى هتتبنى واحده واحده بإيديكم و المشوار اللى هتمشوه سوا و إيديكم ف إيد بعض و كانت خايفه لا متعرفش بس متطمنه بيك ..

لكن فجأه اكتشفت انها اتحطت ف اول اختبار و هى لسه معملتش و لا شافتش حاجه من كل ده ف كان لازم تفشل.. ترتبك لمجرد اتخضت من رهبة الموقف و ربكتها خلتها وقعت .. و وقعت اكتر اما إيديك سابتها ف اول المشوار مع اول غلطه يا مازن .. اثبتلها انها كانت غلط اما اتطمنت بيك انك هتمشى بيها المشوار مهما حصل ..
مازن بصدمه : يعنى انا غلطان ؟

روسيليا بحب : لاء بس اللى حصل زاد المشكله مش حلها .. او ع الاقل زاد مشكلتها هى .. خوفها هى .. قلقها هى .. عقدتها اللى عملت كل ده .. ليليان كانت خايفه من تجربة ابوها و امها و هى شايفاك زى ابوها الظابط اللى ممكن تخسره ف اى وقت تحت ضغط ظروف او شغل .. بس مسألتش نفسك ليه اتحكمت ف خوفها ده و كملت معاك او بدأت ! عشان اتطمنت بيك انك مش هتسيبها ..

مش هتبعد عنها فى اى يوم من الايام لاى سبب ايا كان زى ما آبوها عمل .. كان قدام عقلها سبب قهرى و هو إنك الراجل اللى مسابش ذكراها يوم و هى عيله ف مش هيسيبها دلوقت و هى بين إيديه و حبيبته و مراته.
مازن إبتسم بزعل : وعشان كده بقا جاتلى و شرحتلى كل ده اما إختلفنا ؟ يا امى دى محاولتش حتى تتكلم معايا .. مش هقولك تعتذر او حتى تراضينى .. بس حتى تشرحلى .. تعمل زيك دلوقت كده و تدينى سبب احطه قدام عقلى .. سابتنى للافتراضات.

روسيليا بحب : لاء بس عشان انت اثبتلها انها كانت غلط و إنك مش الراجل اللى يستحيل يسيبها مهما حصل .. شافتك بتسيبها قدام اول مشكله .. غلطه .. انت فاكرك ليليان مش حاسه بغلطها ؟ دى بتعض إيديها كل يوم ندم خاصة من يوم ما حملت تانى و داقت احساس امومتها .. لكن خطوتك لجّمتها مكانها.. خلتها تقف مكانها مش عارفه تتحرك لا ناحيتك و لا ناحية غيرك و بقت هى اللى محتاجه سبب قدام عقلها يخليها تقتنع انها هتبقر معاك ف امان و تتطمن انك مش هتسيبها ..

انكم مش هتفترقوا مثلا لسبب ايا كان زى ابوها و أمها .. شافت أبوها ساب امه ف يوم عشان خلافهم عليها او هى عاشت ده و كان بنتهم جزء من السبب لمجرد امها غلطت و شافتك بتسيبها عشان ابنك اللى مشوفتهوش حتى و ابنها السبب .. كل الموازين اتلغبطت جواها .. كانت محتاجه شوية احتواء يا مازن .. هدوء .. فضفضه .. عارف لو كنت يومها قعدت معاها و اتكلمت مش هقولك بهدوء بس حتى لو زعقت بس سألتها او اديتها فرصه تتكلم .. انا متأكده انها كانت هتقولك حاجات مدفونه جواها من سنين و من زمن غير الزمن..

مازن غمض عينيه اما هى داست على نقطه ضعفه اللى بتوجعه لدلوقت.. و هى انها مسمعهاش .. كتير اتمنى لو كان وقف وقتها و سمعها حتى لو كان هياخد نفس رد فعله .. كان محتاج ده ..
روسيليا ضغطت على إيده بحب كإنها بتدعّم تفكيره او عارفاه مثلا ..
مازن انتبه لها و بصّلها بزعل : ليه مقالتليش انها حامل ؟

روسيليا إبتسمت : مش يمكن عايزاك انت ؟ عايزه تكون عايزها هى بعيدا عن ابنك ؟ عايزه تتأكد ان مازن عايز ليليان حبيبته مش ليليان ام مراد ! مش عايزه تغلط المرادى و هى بترص طوبه على طوبه ف علاقتكم !

مازن إبتسم و هى وقفت بيه يمشوا : صدقنى يا مازن .. متبصش للموضوع من زاويتك انت .. جرب تلف المنظار و تشوف الامور بعيونها هى .. بعيونها كست .. و احكم عليها بعاطفتها كست و مشاعر و ظروفها هى مش انت .. انت راجل ربنا خلقك بطبيعتك اصلا عقلانى و شغلك و طبيعته علمتك تبقى امورك عقلانيه اكتر بشكل بحت .. لكن لو اتخليت عن نظرتك انت و شوفت الامور من عندها هى انا متأكده انك هتحكم حكم مختلف..

عشان مـهما حاولت تحكم ع موضوع و انت بره مش هتكون درجه حكمك عليه زى وانت جواه .. كمان انت دلوقت قفلت العلاقه بينكم بالطلاق و بعدت .. يعنى لا معاها و لا لسه جوه العلاقه سوا .. فـ مينفعش تحكم و انت بره الدايره .. ده حتي نظرتك للحاجه من قريب غير تشويش النظره البعيده ..
مازن اخد نفس جامد اوى و إبتسم بشئ من الراحه ع الكلام اللى كان مستنى يسمعه من حد كإنه متلكك..

مراد كان عينيه متعلقه بولاده اللى كل واحد فيهم عينيه تايهه على روحه المفارقه كإنها مفارقه جسمه و قدامه .. اول ما ليليان خرجت اتنهد بزعل و بص لهمسه اللى سكتت و ضغطت على إيده تطمنه..
مارد بيحاول يقرب من غرام و هى امها بتساعدها تجهز و بيحاول يشارك ..
مراد انسحب بهدوء كإنه بيديله مساحه اكبر من اللى عطيهاله يخليه حتى يعرف يتكلم معاها ..

خرج يشوف ليليان هى كمان و لمح مازن مع روسيليا من اول حوارهم و وقف على جنب سامعهم..
مهاب خرج وراه و وقف اما شافه .. مراد إبتسمله بحزن و مهاب طبطب على كتفه ..
روسيليا شافت ليليان بتطلع من الاسانصير و بتظبط طرحتها ف بصتله عليها و إبتسمت : هاا ؟
مازن وشه نوّر بلهفه و هى إبتسمتله : صدقنى يا مازن افشل علاقه بين اى اتنين اما يكون كل واحد فيهم عنده عزه نفس مبالغ فيها .. ف هاا بقا ؟ هتسيب علاقتك تفشل عشان عزة النفس اللى مخليه كل واحد فيكم واقف مكانه صعبان عليه من التانى ؟

مازن بصّلها كتير و بص على ليليان جوه الاسانصير و رجع بصّلها و إبتسملها بحماس ..
سابها و إتحرك بلهفه محمّسه خطواته و رجع بسرعه باسها من خدها ..
ليليان بتطلع من الاسانصير مازن وقف ف وشها و حط كفوف إيديه الاتنين على حروف الباب قصد بعض و إباسم بمنتهى اللهفه ..
ليليان همست برعشه : مازن ؟

مازن بمجرد ما عيونها دمعت قلبه اتهز .. عينيها دمعت و الدمعه نزّلت من عينيه هو و سلام عينيهم سبق سلام إيديهم ..
مهاب بص لمراد جنبه اللى إبتسم غصب عنه و عينيه مدمعه : ابوسها انا كمان ؟
مراد برّق و بصّله : نعمم ؟
مهاب بصّله على روسيليا : هى الحريم مالها كل ما بتكبر بتهبل ليه ؟

مراد بص يشوفه بيبص على ايه و شافه باصص على روسيليا ف بصّله و رفع حاحبه : زى ما انت كل ما بتكبر بتتهبل
مهاب عض شفايفه : النبى عايزه تتباس من بوقها الحلو ده اللى اتكلم .. مينفعش ابوسها كرد للجميل اللى لسه عاملاه ؟
مراد ضربه بخفه على راسه : اعقل بقا
مهاب بغلاسه : و لا حتى عشان البوقين دول ؟

مراد رفع إيديه الاتنين بغيظ و كوّرهم كإنه هيضريه و مهاب ضم راسه بخوف مصطنع بين إيديه الاتنين ..
مراد بغيظ زقه : قدامى
مهاب بص على مازن و ليليان : انام معاهم
مراد برّق و مهاب ضحك اوى : ابوس معاهم
مراد لف وشه شافهم بغيظ دخلوا الاسانصير بس على وضعهم واقفين قصد بعض محدش فيهم بيرمش حتى ..

مراد هيتحرك مهاب مسكه بغيظ : و حياة أمك ما ينفع
مراد بيحاوره يتحرك و مهاب بيشده و الاتنين بيغلسوا على بعض ..
مراد شاورله يسكت و مهاب راح وراه بس لسه ماسك دراعه من ورا .. مراد وصل عندهم و اتصرف هو ..
مهاب متابع تحركاته بصدمه و بصّله بذهول : انت اتجننت و لا ايه ؟

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 6 من 18 < 1 11 12 13 14 15 16 17 18 > الأخيرة





الكلمات الدلالية
رواية ، دستة ، ظباط ، اثاره ، رومانسيه ، تشويق ،












الساعة الآن 10:05 AM