رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل الثامن والثلاثون
مارد نزل بخنقه اما مراد راح بمالك ع الباب و فتحله ف اضطر ينزلهم .. مارد بحده: طبعا جايبك عشان تطبطبله ع العيل اللى هو مخلّفه و يقوله كلمتين، مش كده ؟ مالك إبتسم بهزار: و الله هو المفروض كده .. بس واحد زيى يتكسف من نفسه يقولك الكلمتين دول مراد متابعهم و قبل ما يتكلم موبايله رن ف بصله و إبتسم و شاور لمالك بيه: دى حلم مالك غصب عنه بصّله بلهفه تلقائيه اما ظهرت غصب عنه و اما فشل يداريها غصب عنه دوّر وشه بعيد ..
مراد كان هيفتح بس حس انه لو عمل كده هيقفل الحوار بين إبنه و مالك قبل ما يبتدى ف قفل .. مالك بصّله بإستغراب او نوع من الاحباط مش عارف و مارد بتريقه ضحك ضحكه خفيفه بدوب حرّكت وشه: لا عادى متستغربش هو بس عنده مشكله تانيه ! امال جايبك هنا ليه ؟
مالك حس بنبرة صوته و ضعفها اللى اول مره يشوفه عليه ف رد بجديه: لا و الله خالص ! هو فعلا مجابنيش يا مراد انا اللى رجعتله ! حسيت إنى محتاجله او عشان اكون صادق محتاج لحد ! حد حتى لو هيشاركنى الصمت ! لوحدى مقدرتش و لا قادر ! ف فتره من حياتى اختارت الوحده بس بغض النظر عن ان النتيجه كانت سيئه إلا إن المحصله إنى مقدرتش اتحمل الوحده دى.
مارد اخد نَفس عنيف و ضحك نفس ضحكة التريقه كإنه عايز يقوله كلامك بيدل على مضمون مجيك ! مالك طلّع سيجاره ولّعها و قبل ما يدهاله مارد سحبها منه و اخد نَفس ورا نفس ورا كذا نفس و بيكتمهم جواه.. مراد بص لمالك بحزن و اما لقى عيونه دمعت دارى وشه ف اى حاجه حواليه لحد ما لمح مازن بيدخل من البوابه .. مارد مكنش باصصله بس متابعُه و ده خلاه إتخنق بزياده ف انسحب يمشى ..
مراد شاف مازن جاى عليهم بس بيقدّم رجل و يأخر التانيه بتردد .. مراد بصّله كتير و مازن اما شاف مراد شافه وقف مكانه و إتقابلوا ف نظره من كتير مكنتش بالصفا ده ! فضلوا كتير لحد ما مراد شاورله و مازن دخل .. مالك شد من مارد السيجاره برخامه و هو بيضحك بغيظ: ابو بلاش كتّر منه و لا ايه ؟ انت متعمد تخلصها يعنى ف نفس واحد عشان مش بتاعتك ! مارد معرفش يبتسم و قبل ما يسبهاله راح شاددها منه و بالعِند اخد نفس و نفس و نفس و اخر نفس كان طويل اووى و هو شايف مالك هيشدها ..
مالك زقه برخامه: عيب عليك ده الكيف مناوله مازن من وراهم سحب السيجاره من بين شدتهم الاتنين لها و اخد نفس طويل: لا عيب عليكوا و الله انتوا الاتنين ! اييه ده ! حشيش ! اهو ده بقا الكيف بصحيح مارد بص لمراد لقاه بيبتسم إبتسامه غايبه من كتير ف إبتسم غصب عنه: عيب عليك كيف ايه ده انت ف بيت مولانا الشيخ !
مالك بص لمراد و سند كوعه بدراعه على كتف مارد و ضم بوقه على بعضه بضحكه مكتومه بغلاسه: مولانا الشيخ ايه ! ده مولانا العاشق مازن فك سندتهم على بعض و دخل وسطهم و الاتنين حطوا كوعهم عليه فبصّلهم و رفع حاجبه: لا ده مولانا النحنوح مالك بص لمراد و رفع نفس الحاجب و بص لمارد: انا بقول نعمله زار هنا و اللى عنده مشكله عاطفيه يجى و يقطع كشف.
مازن ضحك جامد: لا انا بقول نعمله مقام هناك كده عند النافوره دى و اللى يجى يدوب لفتين حواليها و الله حى مولانا جاى و عقدته هتتحل على طول مراد رفع حاجبه لمارد و حاسس قلبه بيتهز من فرحته إنه حتى بيتكلم .. مارد ضحك غصب عنه: اه و متنساش ياخد روشته ببوسه و حضن و ادينى حنان م اللى انا محتاجُه بقالى زمان مراد رفع حاجبه: حنان مين ؟
مالك رفع إيده: و ربنا ما اعرفها إبنك اللى قال مارد رفع لمراد نفس الحاجب بنفس الريآكشن: متنساش تبقى تجيبها ف الليله السوده دى و تتكتب ع الروشته لكل واحد مراد برّق: مين دى ؟ مارد ببراءه مصطنعه: حنان مراد برّق بضحك و عمل نفسه هيضربه و مارد رجع لورا بضحكه خفيفه ..
مالك ضحك غصب عنه بالعافيه: لا كده بقت دعاره مش زار محترم مراد كعمش وشه بضحك: و بنت سلطح ملطح تيجى ترقعلى بالصوت بالبلدى و اشيل انا مارد وقف من ضحكُه رافع حاجبه: تشيل مين ؟ مالك انفجر ف الضحك: حنان مارد بصّله و فضل بنفس الريأكشن و مالك هز راسه اه: ما تركز ياض ده انت ابوك و امك هيفتحوا مشروع اهو هيجيب دهب مارد رفع حاجبه: امى ؟
مالك ف وسط ضحكُه هز راسه اه: ماهى هتعمل هى كمان مراد رفع حاجبه من ضحكُه: تعمل ايه ؟ مالك ضحك جامد: تعمل سيدة القصر و نخليها للحريم مازن ضحك جامد اوى بشكل هيسترى: اه و متنساش شهادة الوفاه و حياة والدك، هنوزع على كل اللى يجى شهاده له و واحده هديه.
مراد ضحك جامد و مالك ضحك معاه بشكل اجمد و مارد ضحك معاهم اجمد و اجمد و ضحكتهم زى ضحكة السُكر او الهزيان لحد ما كلهم سكتوا ف نفس اللحظه و بصوا لبعض و رجعوا ضحكوا من تانى جامد .. مالك اتنهد: انا مخنوق مارد نفس التنهيد بنفس لهجته: و انا كمان مازن بنفس الريأكشن: و انا كمان مالك سكت شويه: انا نفسى اهج، اروح مكان مفهوش حد.
مارد: و انا كمان مازن: و انا كمان مالك بزهق: انا عايز اسيب الدنيا بحالها و الله مارد لاحظ مسار الحوار ف رد المرادى بقصد: و انا كمان مازن ببراءه ملاحظش بس رد بتلقائيه: و انا كمان.
مالك كان هيتكلم بس للحظه وقف بالكلام و برّق و غيّر اللى هيقوله بغيظ: انا عايز حاجه من الاتنين .. يا الاقى كل اللى انا فيه ده حلم ! انام و اصحى الاقى نفسى كنت بحلم مثلا و ابتدى الحكايه من اولها ! و كل ده يطلع حلم و محصلش ! يا انام و مصحاش و افضل ف حلم كده يفصلنى عن كل اللى حصل ! مش عايز اكتر من حلم !
مارد ضحك غصب عنه: و انا كمان مازن فهم و لسه هيرد مالك مسك مارد من لياقة التيشرت و شد مازن بإيده التانيه: جرا يا ابن المتضايقه منك له ! احنا ف مسابقه اكتر واحد قرفان و هتاخد هديه ! حلم ايه ياض اللى عايزها منك له ؟ مارد ضحك غصب عنه و مازن ضحك معاه و مراد وراه انفجر ف الضحك .. مارد فك إيده بضحك: يا شيخ اتلهى.
حلم ف شقتها فضلت تلف فيها بتعب لحد ما قعدت .. فقدت الامل تلاقى حاجه ! تفهم حاجه ! فقدت الامل حتى ف اى حاجه ! للحظه إفتكرت الكاميرا اللى كانت حطاها راحت بلهفه و جابتها و وصّلتها باللاب لكن إتفاجئت إنها مفهاش حاجه ! شافت نفسها نايمه و بس ! و صحيت مخضوضه و فضلت تتلفّت حواليها و فتحت الباب و نزلت و رجعت تلف و مسكت موبايلها و قعدت !
غمضت عيونها بإحباط و قبل ما تقفل رجعت بتوقيت الكاميرا لورا و فضلت ترجع لحد ما وقفت عند موقفها هى و مالك قبل ما ياخدها للجهاز ! شافت نفسها اول ما دخلت و كانت بتكلم أمها و قالتلها ان أبوها إتقبض عليه مع عمها ! شافت نفسها يدوب بتحط الشنطه تاخد حاجات لمالك اللى جايه مخصوص عشانه و ساعتها دخل مالك اللى جاى مخصوص عشانها و إتقابلوا ف مشهد لو إتسمى هيتسمى لعنة القدر ..
حلم غمضت عيونها بآلم و دموعها نزلت .. معرفتش تشوفه غير اخر مشهد بينهم قبل الحادثه و كانت هى الجانى ! معقوله الزمن يلعبها بغدر كده ! وقفت لحد ما اخدها و نزل و فضلت تشب براسها و تتلفّت كإنها هتشوف نفسها ف الباقى ! إتمنت لو الكاميرا جواها هى و توريها باقى الحكايه ! اه لو كان كده كانت هترتاح من الوجع ده!
قامت بحماس غريب و قوه اغرب و مسحت عينيها و لبست و اخدت ولادها و نزلت .. كانت هتسيبهم مع روفيدا بس وقفت بتراجع ! افتكرت قرارها انها هتستقوى بيهم مش هتسيبهم ! مشيت راحت ع الدكتوره بتاعتها و بمجرد ما دخلت كل قوتها المزيفه وقعت مع وقعتها ع الكرسى و حكتلها كل اللى حصل ! الدكتوره إبتسمت بهدوء: كويس حلم رفعت وشها بذهول: ايه اللى كويس بالظبط ؟ انتى فهمتى انا قولتلك ايه ؟ ده ... ده ...
الدكتوره قاطعتها اما معرفتش تكمل: اه طبعا كويس .. كويس إنه انفعل و بالشكل ده .. اولا اتحط مكانك مهما كانت اللحظه صعبه و قدر يفهم ان فى حاجه اسمها صدمه و ممكن تعمل صاحبها زى الريبوت قدامها و تبقى هى زى الريموت تحرّكه بدون ارادته بعد ما تجرده من عقله ! حلم بتسمعها بذهول و هى إبتسمت سبقتها بالكلام تمنعها تتكلم: زى بردوا ما صدمته حطته مكان فهد ! خلته يعرضك للتحقيق و يسمع اقوالك و يصر ان يتحقق فيها و ان مفيش حد فوق القانون !
حلم إفتكرت لحظاتها و دموعها نزلت .. الدكتوره: و فوق ده كله خرّج الطاقه السلبيه اللى كانت مدفونه جواه ! مش بس من يوم الحادثه ! لاء ! مالك مضغوط من يوم وفاة والده و والدته و كل حاجه حواليه كانت بتضغطه تفرّغ طاقته و تشحنه مكانها طاقه سلبيه ف كان لازم عشان يرجعلك و يرجع مالك من تانى الطاقه السلبيه دى تتفرغ نهائيا عشان يعرف يستقبل منك اى حاجه و يبقى جواه مكان فاضى ! و ساعتها انتى تبتدى تشحنيه بحبك اللى كان دايما بيديه طاقه ! لكن كان هيستقبل منك اى حاجه ازاى و هو مليان و معبى ؟
مالك مكنش متقبل منك اى حب او اعذار او اعتذارات او حتى كلام مش عشان مسامحش ! لاء ! هو بس مكنش جواه مكان يستقبل ! بدليل إنه معرفش حتى يستقبل ولاده منك ! قعد يقاوم يصدقك اول ماشافهم و بمجرد ما جاتله فرصه شككت فيهم عقله استقبلها بسرعه لمجرد إنه معندوش جواه طاقه ليهم ! يبقى الموضوع مش كره لإنه مش هيكره ولاده اد ماهو قلة طاقه و قلة حيله قدام عقله !
حلم بصدمه: حتى لو فرّغ طاقته بالشكل ده ! انتى مش فاهمه عمل ايه ! الدكتوره: انتى اللى مش فاهمه ! حلم إندفعت بالكلام و هى بتقف: لو انتى فاكره إنى جيالك زى كل مره عشان ارجّعه تبقى غلطانه و مفهمتنيش ! انا مش جيالك عشانه ! جيالك عشانى انا ! لاول مره احس انى بعمل حاجه ليا انا و لو لازم ابقى كويسه يبقى لنفسى ! انما هو خلاص ميلزمنيش ! مش عايزاه ! الراجل اللى يسمح لمراته تبقى فريسه متهانه زى الحيوانه بالشكل ده لا ينفع يتعاشر و لا يتسامح !
الدكتوره وقفت و راحت قصادها و قعدت و قعدتها: عشان كده بقولك مش فاهمه ! انتى بجد فاكره ان مالك سمح ان يتعمل فيكى كده ! ف مراته ! ام عياله ! حلم زعقت: مكنش فاكر انهم عياله ! مالك.
الدكتوره قاطعتها: مالك اللى مسمحش لمرات واحد قتل ابوه و امه ان حد يلمسها و دافع عنها و عن شرفها و مسمحش لكلب يلمسها حتى و هو ف موقف ميسمحلهوش بده عمره ما هيسمح لمراته ان حد حتى يفكر يهوب ناحيتها ! مالك اللى مسمحش لمرات اخوه ان حد يكون اتعرضلها و اتخض اما شافها قالعه الجاكت بتاعها و هى مخطوفه و اما اتطمن منها قلع هدومه و لبّسهالها عمره ما يسمح لمراته ان حد يلمسها و هى مقبوض عليها او يعريها !
حتى معاكى انتى نفسك ! مالك اللى مسمحش لإبن عمك حتى يلمس إيدك و يمسك دراعك و انتى فاقده الذاكره مش هيسمح لإيد غيره تلمسك ! و اللى مسحملهوش بردوا يميل يسندك و انتى ف المستشفى منهاره هيسمح لحد غريب يلمسك ! ده انتى بتقولى مخلاش صاحبه حتى يشوف شعرك او يخطى بيته غير اما تلبسى ! ده مالك اللى يخلى حد يعتدى عليكى !
حلم ميلت راسها و الدكتوره مدت إيدها رفعت وشها: ارفعى وشك و ردى عليا ! قوليله اه هو ده مالك و إنه يعمل كده و انا هصدقك و مش بس هصدقك لاء ده انا هجيبلك حقك كمان ! بس قوليلى اه و قوليلى إنك مقتنعه و مصدقه ! ماهو انا مش هعرفه اكتر منك ! حلم هتتكلم هى سبقتها بإصرار: حتى لو هو اللى قال بنفسه كده حلم انتبهت لكلامها و إبتدت تحلله ف عقلها اللى بيصدقه و يدعمه كمان و معرفتش حتى تواجه عقلها بحيله واحده تنكره !
الدكتوره إبتسمت اما شافت تفكيرها و سكوتها .. حلم بتوهان: امال .. امال ايه اللى حصل ! انا .. انا كنت .. انتى اقنعتينى مره ان ممكن يكون متهيئلى وجوده معايا حتى ف السرير .. لكن المرادى لاء .. مكنش متهيئلى .. جسمى .. جسمى كان .. انا دخلت الحمام و الدكتوره سكتت كتير بتفكير: انتى متأكده ان حصل حاجه صح ؟
حلم بصتلها بذهول و لسه هتزعق الدكتوره وقفت و سحبتها معاها: طب تعالى معايا شاورت للممرضه برا: ادخلى جوه مع الولاد و خلى بالك منهم لحد ما نطلع حلم مشيت وراها بتعب و الدكتوره نزلت بيها كذا دور لحد ما وقفت قدام مكتب و دخلت و إبتسمت لدكتوره: فاضيه ؟ دكتوره نورا: اه اكيد تعالى و دكتوره منال قعدت بحلم: عايزه كشف كامل لمدام حلم.
الدكتوره هتتكلم و حلم كانت هتتكلم ف نفس اللحظه بس دكتوره منال سبقتهم: شرعى ! كشف شرعى ! عايزه كشف نسا عليها و نشوف اخر علاقه كانت من امتى دكتوره نورا بتفكير: بس لو العلاقه عدى عليها اكتر من اسبوع منقدرش نحدد من مين تحديدا او حتى نحسمها بالظبط دكتوره منال بإصرار: حاولى بس و نشوف شاورت لحلم اللى معرفتش تعترض و اخدتها على سرير الكشف و إبتدت تكشف عليها و عملتلها اشعه و بصت للدكتوره و شرحتلها هى و حلم اللى بتسمعها بصدمه و ذهول !
فهد بعد ما خرج من المستشفى مشى مع روفيدا لحد ما راحت على عربيتها فتحتها و حطت مالك إبنهم و بتحط الشنط بترقب و توتر و هو ملاحظها .. كإنها مستنيه تشوف رد فعله مثلا او مستنياه هو ياخد خطوه .. فهد برغم كل حاجه إبتسم و لف دراعه حوالين وسطها و دخل بيها العربيه لجوه: ادخلى انتى لملوكه و انا هظبط الدنيا روفيدا إبتسمت بتوتر: انا خلصت حط الحاجه خلينى انا اسوق و.
فهد كان قعدها و قعد ف إبتسم: متقلقيش انا كويس مش هسوّحك يعنى ساق و للحظه إستوعب هيروح بيها على بيتهم و لا هيرجّعها بيت أبوها و ف لحظه لعن غبائه اللى لولاه كان سابها تسوق و ساعتها هيشوف قرارها بدون تدخل ! وصل بيتهم و ركن و هى إبتسمت بهدوء و نزلت بتشيل مالك و الحاجه و طلعوا .. بمجرد ما دخلوا الاتنين زعلوا من منظر الشقه .. اه كل حاجه زى ماهى بس بارده .. مهجوره ! مفهاش الدفا اللى إتعودوه !
فهد غمض عينيه و قبل ما يتحرك شافها دخلت اوضة مالك الصغير و بترقده ف سريره .. قبل ما ترفع بجسمها عن السرير كان وصلها و لف دراعها حواليها و ضمها بتملك .. روفيدا رفعت نفسها بالعافيه بس لسه ضهرها له و هو ميل راسه على كتفها و اخد نَفس طويل و همس ف رقبتها: وحشتينى روفيدا لفت وشها له و عيونها دمعت: بجد ؟ فهد سند راسه على راسها و و وطى صوته اكتر: انتى مش عارفه ده و لا ايه ؟
روفيدا صوتها تاه: عارفه بس مش عارفه اد ايه فهد رفع وشه بالعافيه عنها و إتنفس بصوت عالى و رجع لحضن وشها تانى: اد ايه ؟ اد قسوتك اللى جوه حنيتك و طيبتك ! اد قوتك اللى معجونه بضعفك ! اد عنفك اللى برغم رقتك و هدوئك ! روفيدا ميلت راسها و سكتت و هو للحظه سكت و حس ان لا ده وقت عتاب و لا مكانه ! اللحظه مش محتاجه عتاب ! مش محتاجه حتى كلام ! هى محتاجه حضن و بس و تسكت شهرزاد عن الكلام المباح ..
فهد رفع وشها و مسك دقنها اللى حسهم بيتهزوا بدموع مهدداها تبوظ اللحظه بس مش هيسمحلها: معجبتكيش الاجابه ! طب انا ممكن اغيرها على فكره روفيدا الدمعه خانتها و نزلت و هو إبتسم بهزار: لاء انا فهد اه بس برجع ف كلمتى عادى جدا روفيدا ضحكت غصب عنها و هو تاه ف ضحكتها اللى كانت من كتر ماهى وحشاه هتجننه و محسش بنفسه غير و هو بيضمها و بيضحك معاها بس بطريقته هو .. دموعها بتغيب و تنزل و هو بيغيب و يمسحهم بردوا بطريقته لحد ما الاتنين ناموا على دفا كانوا مفتقدينه من زمان اوى ..
صحى الصبح على صوت برا و بيحسس بإيده حواليه ملقهاش ف إبتسم و قام و يدوب بيفتح الباب سمعها هى و أبوها .. روفيدا بتوتر: انا مخنوقه اوى يا بابا .. مش هعرف اقوله متضغطش عليا تجبرنى أبوها مسك إيدها بحب: حبييتى انتى اقوى من كده و محدش بيجبرك على حاجه انا بس عايزُه يعرف منك انتى .. صدقينى كده احسن روفيدا هزت راسها: لاء.
أبوها: انا قولت اما مشيتوا امبارح من المستشفى إنك قولتيله او حتى جيتى بيه على هنا عشان تقوليله و متضغطهوش قدامنا و تعرفوا تتكلموا براحتكم روفيدا فركت إيدها: لا و الله يا بابا هو اللى صمم يخرج و هو بردوا اللى جابنا ! انا ! انا ان كان عليا مكنتش اجى و الا اتحط ف موقف زى ده ابدا.
فهد جوه غمض عينيه و ضغط على قبضة الباب جامد كإنه بيشاركها ضغط اعصابه و دخل فتح الدولاب و طلّع لبس يلبس ..
روفيدا برا مع أبوها: ما تدخله انت.. انا هدخل اصحيه و نفطر سوا و اقعدوا اتكلموا .. انت قبل ما تكون حماه انت مديرُه ف الشغل و هتعرفوا تتفاهموا ف نقطه زى دى و تتكلموا بالعقل و تفهمه الظروف أبوها سكت شويه: انا اقدر بس هو ف الوقت ده محتاجلك انتى .. محتاجك تحتويه .. مش محتاج عقل ابدا.
روفيدا سكتت و ابوها وقف: انا هنزل.. انا بس جيت اتطمن عليكوا اما روحتلكم المستشفى امبارح و لقيتكم خرجتوا .. كنت هجيلك على هنا بس أمك منعتنى و قالتلى خليهم ياخدوا راحتهم بقالهم كتير بعيد عن بعض .. حتى قولت اسيبكم فعلا براحتكم و انتى هتتكلمى معاه ف نقطة الشغل دى بس اول ما صحيت مقدرتش غير انى اجى اتطمن عليكوا.
روفيدا إبتسمت بكسوف: ملحقتش و الله .. احنا بس كنا راجعين مضغوطين و يدوب نيمت مالك و كده أبوها إبتسم و باس راسها اللى مميلاها و خرج: اما يصحى سلميلى عليه و انا هبقى اتطمن عليه تانى
مشى و سابها و هى فضلت مكانها شويه و بعدها عدلت لبسها ف المرايه قصادها و جربت إبتسامه على وشها و دخلت .. شافته اخد حمام و خرج و بيلبس .. روفيدا إستغربت بقلق: انت رايح فين ع الصبح كده ؟ فهد كشر و هرب بعينيه بعيد: خارج روفيدا بترقب: ايوه خارج فين يعنى ؟
فهد اخد الجاكيت بتاعه بيلبسه و هو خارج: الشغل .. عندك مانع ؟ روفيدا قلقت و للحظه اتوترت و حاولت تقول اى حاجه: بابا كان لسه هنا .. كان .. كان جاى يتطمن عليك .. بيقول لو لسه تعبان ارتاح شويه .. المفروض ترتاح و كده و فهد بضيق: و انا مسألتكيش روفيدا مسكت إيده و هو خارج و قابلت وشوشهم ببعض و معرفتش تتكلم .. فهد بصّلها و سكت و نزل بسرعه ..
حلم مع الدكتوره كشفت عليها و عملتلها سونار و بصت لدكتوره منال: حاليا فى علاقه فعلا تمت و من قريب ! حلم بلعت ريقها بحذر: انهارده ؟ دكتوره نورا بصت للجهاز و بصتلها: لاء انهارده لاء ! مفيش عينة سائل ف الرحم ! حلم غمضت عيونها اوى و دكتوره منال بصت للدكتوره: طب العلاقه دى من امتى بالظبط ؟ تقدرى تعرفى و تقدرى تعرفى من مين ؟
دكتوره نورا: لا مش اوى كده... انا يدوب اعرف استنتج اذا كام فى علاقه من قريب و لا لاء او اخر علاقه كانت امتى .. حتى ممكن معرفش امتى بالوقت لكن اقدر اعرف مثلا من شهور الرحم ده محصلش انقباض لعضلاته و لا من ايام و لا من اسابيع ! حتى كمان مش بالسائل المنوى لانه اكيد مش هيبقى لسه موجود ! لكن من خلال الرحم و انقباضاته دكتوره منال: طب ايه اللى عرفتيه بالظبط ؟
دكتوره نورا: ان اخر علاقه مش من شهور زى ما شرحتيلى او سنه تقريبا ! لاء فى علاقه قريبه ممكن اسابيع او ايام ! حلم غمضت عينيها و دكتوره منال بصت للدكتوره: طب تقدرى تستنتجى طبيعة العلاقه ؟ دكتوره نورا بصت للجهاز قدامها كتير بحيره قبل ما تتكلم: فى اضطرابات ف الرحم و تشنجات ادت لنزيف و فى جروح سطحيه او خفيفه و ده نقدر نستنتج منه ان فى علاقه عنيفه حصلت و نوع من الضرب دكتوره منال بحذر: ضرب !
دكتوره نورا: اه .. مش لازم الضرب يكون جسمى عشان يبقى ضرب .. ساعات الضرب نفسى بيبقى ابشع .. نوع من العنف المقصود و المبتذل و مبالغ فيه كمان و ده اللى قصدته دكتوره منال بصت لحلم اللى دموعها نزلت و قامت بسرعه خرجت.. طلعت اخدت ولادها و ضمتهم لحضنها اوى و جريت مشيت .. فهد راح على شغله و بمجرد ما دخل عدى كان اول واحد يروح عليه .. فهد إبتسم و سلم عليه بحضن حسّه متوتر ..
فهد رفع وشه بإستغراب و عدى ارتبك: انت ايه اللى جابك دلوقت بس ؟ فهد رفع حاجبه: يعنى ايه ايه اللى جابنى ! هو انا جاى بيت خالتك ؟ عدى ضحك بلغبطه: لا و الله مش قصدى .. مش قصدى يا ابنى .. بس يعنى شكلك تعبان فهد رفع حاجبه تانى: لا مش تعبان عدى: قصدى يعنى محتاج اجازه ترتاح شويه فهد بنفس لهجته: لا مش محتاج ارتاح..
عدى كان بيرد بجديه فهد مستغربها: قصدى إنك يدوب لسه خارج و اكيد عايز تأجّز .. بعدين يعنى انت واحد مراتك لسه مروحه معاك من فتره طويله ف اكيد مش هتسيبها و تيجى من اول يوم ترجعوا لبعض ! فهد بصّله قوى و هو كمان لهجته إتقلبت لجديه: و انت عرفت منين بقا ان مراتى روحت معايا ؟
عدى اتوتر: لا مش قصدى .. قصدى لا معرفش.. انا بس خمنت مش اكتر بما انها كانت قاعده معاك طول فترة المستشفى مش بتسيبك ف مش هتبقى معاك و انت مدشدش و هتخرج انت ف هتسيبك قال اخر جمله بهزار بس الجمله طلعت مهزوزه و فهد فضل باصصله .. عدى حاول يكمل بس اندفع: و بعدين حماك قال انكوا خرجتوا امبارح من المستشفى و روحتوا ع البيت ف عشان كده قولت هتأجز شويه بقا فهد بصّله كتير بضيق اما حس بعينيه بتحوّر: و انت عرفت ان مراتى روحت معايا ع البيت من حمايا اللى قالك و لا خمنت ؟
عدى بصّله و اخد نفس جامد و إيده بتتحرك على وشه .. قبل ما يتكلم فهد سبقه: و حمايا يقولك مراتى روحت معايا بخصوص ايه اصلا ؟ عدى لسه مردش فهد سابه و مشى .. حس ان فى حاجه مش مظبوطه .. كل حد بيقابله بيسلم عليه بنوع من الحزازيه .. راح على مكتبه و قبل ما يدخل لقاه مقفول .. طلع مفتاحه بيفتح مفتحش معاه بعد ما حاول كتير ..
راح على مكتب مجمع لهم كلهم بيجتمعوا فيه اما يبقى فى شغل مشترك بس بمجرد ما دخل لقى حد على مكتبه ! فهد وقف للحظات مش عارف يفهم و رجع على مكتبه حاول تانى يفتحه بس المرادى بعصبيه مش عارف .. نادى على عسكرى و زعق: انت يا زفت افتح الزفت ده العسكرى: مقفول يا باشا فهد نفخ بغيظ: شكرا ع الاضافه .. مانا عارف يا زفت امال انا نادهلك تفتحه ليه ؟ اتشليت مثلا ؟
العسكرى سكت و فهد زعق: بقولك اتفضل اتزفت افتحه العسكرى: مينفعش يا باشا فهد بغضب: نعمم ؟ العسكرى: يا باشا دى اوامر فهد مسكه من هدومه و زعق: اوامر من مين يا حيوان انت ؟ ده مكتبى و اوامر بقفله و فتحه ليك تبقى منى انا.
باسم صاحبه رد من وراه بتريقه: كان فهد لف وشه على صوته و شافه واقف و حاطط إيده ف جيوبه بغرور .. فهد إتجاهله و ماشى بس بعد ما اتخطاه وقف على كلامه .. باسم: كان مكتبك ! كان و مبقاش ! ده قبل ما يصدر قرار بفصلك من هنا ! هو القرار موصلكش و لا ايه يا حضرة الظابط ! فهد لف وشه له بصدمه و قبل ما ينطق باسم كعمش وشه بتريقه: و لا ظابط ايه بقا انا هغلط زيك و احطك ف مكانه مش بتاعتك زى ما انت جاى مكان مبقاش بتاعك !
فهد بغضب راح عليه مسكه جامد من هدومه: انت بتقول ايه يا حيوان انت ؟ عدى كان متابع فهد من بعيد و مش عايز يقرب عشان ميضطرش يقوله بس اما شافهم كده قرب بسرعه فصلهم عن بعض و بِعد بفهد بعيد: فهد اهدى فهد زعق لمجرد انه ابتدى يفهم و ف نفس الوقت مش فاهم: اهدى ايه و زفت ايه ؟ بيقول ايه الحيوان ده ؟ مكان ايه اللى مش بتاعى و مين ده اللى مبقاش ظابط ؟
اللوا مدحت كان بلغهم ف الاجتماع ان صدر قرار بفصل فهد لظروف صحيه و بعد الاجتماع عدى سأله اذا كان فهد يعرف و لا لاء فقاله غالبا بنتى هتقوله .. باسم كان سمعهم ف رد بضحك و هو ماشى: هو سيادة اللوا مبلغكش بقرار فصلك و لا ايه ؟ ده انا قولت انك هتعرف قبلنا منه ! طب المدام اما راحت معاك مقالتلكش ؟
فهد هيتحرك وراه عدى وقّفه بالعافيه و فهد بصّله بصدمه: مين ده اللى اتفصل يا عدى ؟ و مدام مين اللى مقالتليش ! مراتى ! احنا بقينا لبانه ف بوقكوا و لا ايه ؟ سابهم و مشى راح على مكتب اللوا مدحت و فتح الباب بعنف و دخل .. اللوا مدحت كان بيقفل التليفون مع روفيدا ف متفاجئش اوى بوجوده .. فهد لاحظ التليفون ف إيده و نظراته اللى مش متفاجئه و كلها عطف ف زعق: طبعا بنتك بلغتك إنى نزلت ف مش متفاجئ يعنى ! بس الغريبه بقا ليه هى مبلغتنيش انا!
اللوا مدحت وقف و راح عليه اخده و حاول يقعده: فهد اقعد عايز اتكلم معاك شويه فهد شد إيده منه جامد: مش انت باعتها عشان كده ؟ مش الهانم عاصره على نفسها شوال لمون طول الفتره اللى فاتت و بتتعامل معايا عشان كده ؟ مش روحت معايا عشام كده ؟
اللوا مدحت: فهد اهدى مش كده .. فى ايه ؟ انا لا بعتها و لا هى فهد بيزعق و بس لمجرد انه مخنوق: امال قالتلك ليه هو اللى صمم يخرج و هو بردوا اللى جابنا ! انا ان كان عليا مكنتش اجى و الا اتحط ف موقف زى ده ابدا ! هاا ! اللوا مدحت حاول يتكلم و فهد صوته اتهز بضعف: انا بردوا قولت فى حاجه مش مظبوطه ! انت ! مالك ! هى ! كلامكم ! حركاتكم ! وجودكم اصلا ! فى حاجه غلط ! بس مكنتش فاهم ! او لسه مش فاهم ! فى اييه !
اللوا مدحت اخد نفس طويل و مالك اللى رد من وراه: حبيبى اهدى .. دى فتره و هتعدى .. مجرد فتره هتاخد وقتها و ظروفها و تعدى فهد بص وراه و شاف مالك و بتلقائيه انفاسه هديت ! لمجرد ما شافه جنبه و ف لحظه زى دى و موقف زى ده هِدى ! مالك مستناش يروح عليه و راحله لف دراعه حوالين كتفه و شده عليه ضمّه جامد: شش اهدى ...زى ما قولتلك فتره و هتعدى .. انا اللى بوعدك بده .. بوعدك انها هتعدى و انا اللى هعمل المستحيل عشان تعدى و من غير خساره.
فهد عينيه اتعلقت بيه و مالك سكت كتير و إبتدى يفهمه و يشرحله حالته الصحيه اللى متسمحش بشغله حاليا .. مفيش ظابط ممنوع عليه الاجهاد او المجهود البدنى و مفيش ظابط مشكوك انه عنده مشكله ف المخ حتى لو مؤقته او هتعدى ف لازم يرتاح مؤقتا لحد ما يتشاف تقارير مسار علاجه و هى اللى تحدد ! فهد عينيه اللى لسه متعلقه بيه دمعت اوى و مالك نزل دراعه من عليه و مسك وشه بحب ابوى مش اخوى حتى: فهد .. احنا اتفقنا ان الازمه اللى مش هتموتنا هتقوينا و احنا لسه عايشين بعد كل الازمات دى .. ف مش هنسمحلها حتى تكسرنا مش تموتنا.. مش هنسمحلها غير انها تقوينا.
فهد مازال باصصله و الدموع اللى ف عينيه نزلت اوى بحزن .. مالك حرّك إيديه اللى ماسكه وشه لحد ما جابها على خدوده و مسح دموعه و عاد على كلامه بتأكيد: مش هنسمحلها يا فهد .. فااهم .. مش هنسمح لحاجه تكسرك كده .. و لو انت سمحت انا لاء .. لو انت ضعفت حتى انا لاء .. استقوى بيا عشان تقوى و عشان انا كمان اعرف ساعتها استقوى بقوتك دى فهد بصوت مبحوح: انا مش عايز اخسر شغلى يا مالك .. انا بحبه اوى .. هو اللى فاضلى و بيفضلى مع كل ازمه !
مالك إبتسم بحب: و انا مش هسمح بخساره تانيه يا فهد .. انت خسرت مره بسببى و برغم ان الخساره كانت كبيره ف ابويا و امى إلا انى عملت المستحيل عشان اعوضك ..لكن المرادى لاء .. مش هتخسر بسببى .. انا بقيتلك اب لكن مش هبقالك شغل.
فهد كشر: يعنى هتبقى جنبى بس عشان حاسس إنه بسببك ؟ طب انا بعفيك من المسئوليه يا عم و ان الحكايه لا بسببك و لا حاجه ! ده ظروف يا مالك ! ظروف اللى خلتك سافرت لشغل و ظروف اللى خلتنى رجعت للبيت عشان عيالنا و ظروف اللى خلتنى مكننش مركز ف اتصابت .. ظروف ! و اهى بردوا الظروف اللى خلتنى خسرت شغلى دلوقت !
مالك رفع حاجبه بهزار اما افتكر جملة فهد فعادهاله: لا لمؤاخذه الظروف دى للحريم بس ! فهد بدل ما يضحك عينيه دمعت و هرب بوشه بعيد .. مالك ضربه بخفه على قورته: دلوقت بس اللى عرفت ان فى حاجه اسمها ظروف يا حمار ؟
فهد بلع ريقه بزعل و مالك لف وشه له: بس لعلمك هى مسمهاش ظروف ! هى اسمها نصيب ! قدر ! قدر و اتكتب من قبل ما ننزل ع الارض و محدش بيغير قدره يا فهد ! مفيش حاجه على وش الارض ممكن تغير القدر غير الدعاء ! بس فى حاجات بتهوّنه زى الاراده ! الحب ! الصبر ! و الرضا ! القدر مش بإيدينا لكن فى حاجات كتير اوى بإيدينا يا فهد.
فهد سكت تماما و مالك رجع شده عليه و ضمّه بدراعه و بتلقائيه باس راسه و خرحوا .. رجعوا ع البيت و مالك اول ما ركن نزل و فتحلها الباب و إبتسم: يلا فهد سكت كتير: مش عايز دلوقت .. خلينى معاك شويه مالك فضل مادد إيده و فهد اضطر ينزل و الاتنين وقفوا قدام البيت .. مالك فضل محافظ على إبتسامته اللى لاول مره من كتير تطلع تلقائيه قدام البيت ده .. بص لفهد: نقرالهم الفاتحه ؟
فهد هز راسه و رفع إيده و الاتنين قروا الفاتحه و دخلوا .. طلعوا و اول ما وصلوا اول دور قدام شقة أبوهم مالك وقف و طلّع المفتاح و فتح و ركن على جنب و شاور لفهد يدخل .. دخل و مالك دخل وراه و إتفاجئ ان مالك رجّع البيت زى ما كان زمان ! اه عمره ما هيبقى ببهجة زمان بس كل حاجه قصد يجبها بنفس اماكنها ! اوضهم زى ما كانت جنب بعض !
مالك إبتسم: انا جعان ! تجهز معايا حاجه و لا هتستندل كالعاده ؟ فهد إبتسم بعيون بتلمع بدموع: لا خليك انت انا هعم مالك زقه برخامه: يلا انت هتمثل ! روح غيّر عقبال ما اعمل حاجه اليوم رغم إنه كان تلقائى و بيتعاملوا فيه بتلقائيه إلا إنه عدّى بطعم زمان .. بطعم العيله و الونس ..
مراد بعد مالك سابهم و مشى اما روفيدا كلمته بلغته ان فهد نزل سابه هو و مارد و مازن و مشى بسرعه .. مراد بص للاتنين و رفع حاجبه: هاا ؟ مازن انسحب بهدوء و بيتحرك يمشى شاف همسه خارجه من البيت بلهفه و موبايلها ف إيدها بتتكلم و ليليان داخله مع صاحبتها فقفلت و راحت عليهم .. مراد بقلق راح عليهم: فى ايه ؟
مارد راح وراه و بعد ما إتحرك خطوتين رجع شد مازن و مشى عليهم من غير ما يتكلم .. همسه كانت اخدت ليليان من صاحبتها و ضمتها عليها و داخله .. مراد جه ياخدها منها ليليان تبتت ف حضن أمها و إبتسمتله بالعافيه: انا كويسه حبيبى متقلقش مارد راح عليها اخدها من همسه و رفع وشها ف وشه بحب: حبيبتى فى حاجه و لا ايه ؟ وشك اصفر ليه كده ؟
ليليان بصتله و لمحت مازن وراه ف إتكلمت و عينيها متعلقه بيه: شوية دوخه و معدتى وجعانى اوى بس ف حسيت إنى مش هقدر اكمل اليوم مازن هرب بعينيه بعيد و هى إبتسمت بلهفه و قدام إبتسامتها و إتلاقوا ف نظرة أمل غريبه خلقتها اللحظه دى بينهم .. مراد متابع نظراتهم بهدوء لحد ما مازن هو اللى شافه ف إنسحب بهدوء .. ليليان قدمت خطوه ناحيته و هو اخد الخطوه دى لورا و إتكلم من غير ما يبصلها: الف سلامه مشى و ليليان بصت لأمها بضعف و راحت عليها و عيونها دمعت ..
مراد بغيظ: ممكن اعرف بتعيطى ليه دلوقت ؟ سايبك براحتك تسوّى امورك زى ما عايزه بس سيادته اللى مش عايز همسه بصتله و هتتكلم مراد سبقها بغيظ: اييه ؟ مش واخده بالك ؟ همسه بصت لليليان و رفعت وشها بحب: بصى يا ليليان هقولك حاجه .. محاولة إنك تعيدى إحياء علاقة بعد ما ماتت دي فكره محتاجه نفس طويل، مجرد قرار الفكره محتاجه مجهود، عشان مش مضمونه تنجح او طاقتك متعملش معاكى الدنيئه ف نص الطريق و تقف بيكى ف النص .. ف يا يكون نَفسك طويل يا تسيبيها تموت بسلام..
مراد بغيظ بصّلها و بص لمارد: يا سلام ع العظمه .. ده مش سيدة القصر ده سيدة الزار نفسه مارد إبتسم بصوت غصب عنه و ليليان إبتسمت بالعافيه لأمها و ردت بزعل: مش هيدينى فرصه ! مجرد الكلام معاه محتاج فرصه هو مش راضى يدهالى همسه مسكت إيدها بإصرار: فى حاجات كده يا ليليان لا ينفع فيها إستئذان و لا فرص نستناها .. لازم تيجى كده .. خطف ليليان همست: خطف !
همسه إبتسمت بحب: اه خطف .. اخطفيه .. اه مش عيب .. اخطفيه .. الخطف مش للرجاله بس على فكره .. احنا اشطر و اذكى و بنعرف نخطف كويس اوى .. انما ماتوقفيش تتفرجى عليه من بعيد و تعيطى و تسحى !
يا تخطفيه يا تزهدى فيه و تشيليه من دماغك و تكملى حياتك .. انما متبقيش لا طايله محبوبه و لا مكروهه ! معاه و لا بعيده ! متجوزه و لا متطلقه ! متطلقه جسديا و لا طلاق عاطفى ! ماتعيشيش متعلقه بين السما و اﻻرض بين السما و اﻻرض مكان حلو اوى نتوه و نحلم فيه ..
لكن ف الجواز مينفعش ! ف الحب مرفوض نهائى ! مكان ملعون ف تاريخ العلاقات ! احنا بنتجوز عشان نقف على ارض صلبه و نحس بالثبات، و لو بصينا للسما يبقى بس عشان نسهر ف ليله هاديه مع القمر ! ف الجواز يا سما يا ارض .. بين البينين ده اسمه لعنه ! مرض ! خيبه ! ف حتى لو غلطانه متبقيش بئا غلطانه و كمان خايبه ..
مراد شدها بغيظ و مشى بيها على جوه: تعالى اما نشوف حكايتك انهارده انتى كمان يا سيده همسه برّفت: سيده مين ؟ مراد ببراءه: سيدة القصر مارد علّى صوته من بعيد: حنااان .. حنان يا ابو مراد حناان اوعى تنسى حنان
مازن كان بعد ما خرج من عندهم رجع على البيت .. بس لأول مره يحس إنه مش عارف يفكر و لا بقلبه حتى.. نظرات ليليان كلها ضعف .. ترجى .. لاول مره يشوف عيونها من الضعف بتستقوى بيه ! من بين تفكيره إفتكر تعبها .. الجمله اللى قالتها " شوية دوخه و معدتى وجعانى اوى " .. معقوله ! خرج راح للدكتور بتاعها بتردد .. الدكتور سكت شويه: لسه منقدرش نعرف حاجه زى دى دلوقت !
مازن سكت شويه: انا بس قصدى إنها تعبانه و حالتها يعنى الدكتور كمل: بتدوخ و ترجّع و جسمها مهمد .. عارف .. هى جاتلى قبل ما تروّح .. و كشفت عليها و فعلا دى اعراض ممكن توحى ان يكون فى حمل خاصة انها معندهاش مشكله تمنع الحمل و خاصة إنها حملت بعد الفرح مباشرة برغم ادوية منع الحمل سواء لغبطت او مخدتهاش من الاول .. هى حصل علاقه بعد الاجهاض ؟ مازن غمض عينيه لمجرد إنه افتكر: اه تقريبا مرتين تلاته ورا بعض..
الدكتور إبتسم: و هى قالت مأخدتش اى منع بعد الاجهاض يبقى الاحتمال موجود و بنسبه كبيره مازن إبتسم اوى بلهفه مش عارف عشان قاله انها مخدتش بعد الاجهاض و لا عشان قاله فى احتمال تكون حامل .. الاتنين عنده كانوا زى جرعة الاكسجين اللى إتحطت لمريض إستسلم للحظاته الاخيره من الاختناق .. الدكتور لاحظه ف إبتسم: بس زى ما قولتلك منقدرش نحدد دلوقت مازن بضيق: ليه بقا ؟
الدكتور: عشان لسه مجاتش اول بريود بعد الاجهاض خاصة ده اجهاض مش سقط .. ع الاقل يعدى اربعين يوم و لو منزلش دم الاربعين تجى و نعمل فحص و تحليل و نتأكد مازن هز راسه على كلام الدكتور مش عارف بآمل و لا احباط بس نظرته اللى اتكلم بيها هو كانت منتهى الامل: هى اللى قالتلك إنها مخدتش منع الحمل من بعد الاجهاض ؟
الدكتور: اه و ماشيه مع دكتورة النسا من يومها ف كورس مكثّف لعلاج الانيميا زى ما قالتلها ساعة الاجهاض و ده مجرد تهيئ جسدى لها مازن إبتسم و مشى .. طول الطريق مبطلش تفكير و مش عارف يفكر .. ليليان كانت المره اللى فاتت تايهه و ملغبطه و مجرد خوفها و ضعفها لعبوا بيها .. لجأت لأبوها اللى كان زيها ف ضعفه و دوامته .. يمكن لو كانت لجأتله كان هيبقى النتيجه غير .. حتى لو نتيجة الحمل واحده لكن الضعف لاء .. علاقتهم لاء .. فجأه رنت ف دماغه كلمة أبوه " مش يمكن انت اللى مش عارف تحتويها ! تخليها تلجألك ! او مش عارف تحتوى خوفها و ضعفها ده " طب حاليا ايه ! هو مش بس مش عارف لا ده مش موجود !
للحظه إفتكر ليليان و هى ف حضن أمها و اما أبوها قرب فضلت بردوا ف حضن امها ! مش عارف ده قرار و اترجم و لا محتاجه قوه مش ضعف ! عايز يقرب و يحتويها لمجرد يشوف العيب كان في مين .. ف انه فعلا مش محتويها و محتوى ضعفها و لا حقبقى هى اللى مش عايزاه .. لكن خايف من النتيجه .. و فوقهم مش عايز خطوتهم الاولى دى تيجى منه !
من بين افكاره اللى بتخانق نفسها محسش بنفسه غير بصوتها بيرن ف ودنه و موبايله على ودنه ! مازن إتخض كإنه إتخطف من تفكيره و للحظه معرفش يستوعب مين فيهم كلّم التانى ! هى و لا هو ! و لو حتى هى ف مين فتح و مين رفع موبايله على ودنه ! مكنش محتاج يتأكد و برغم كده بص ف موبايله و شاف إنه طلبها من غير ما يحس ! ليليان صوتها إتهز بلهفه: مزّ..
مازن إبتسم بقلة حيله و حط إيده على وشه و مش عارف حتى يرتب جمله على بعضها .. ليليان مسابتلهوش فرصه و وقفت بحماس كإنها عايزه تقول اى حاجه: انت مشيت ليه يا مازن ؟ مازن اخد نَفس طويل: انا ممشيتش انا بس كملت طريقى ليليان دمعت و سكتت و هو كمل بإختصار: انا كنت رايح ع الشغل و ف طريقى قولت اعدى على مارد اتطمن عليه و خلصت و كملت طريقى ليليان هتتكلم هو سبقها و بيحاول يختصر اد ما يقدر: انتى كويسه ؟
ليليان هزت راسها لاء و نطقت بالعافيه: لاء مازن: انا قولت اتطمن عليكى عشان كنتى تعبانه .. عموما خدى بالك من نفسك و لو إحتاجتى حاجه كلمينى قال اخر جمله بسرعه قبل ما يقفل كإنه بيكسر حجة القدر عشان ميغدرش بيه و يجيبه سبب .. ليليان يدوب بتستوعب كلامه كان قفل ف بصت لموبايلها كتير و قلبها بيدق..
مالك فضل مع فهد طول اليوم كإنه بيهرب بيه .. بكره ننيجة التحاليل الجنائيه لحلم .. للحظه معرفش يفكر هو عمل كده ازاى ! امتى ! ناموا من غير ما يحسوا ف الصاله قدام التليفزيون .. فهد بصّله كتير و برغم كل اللى فات إلا إنه محسش ببشاعة موقفه مع اخوه غير دلوقت و بس .. اما شافه جنبه .. كان دايما بيلوم مالك و حجته الوحيده قدامه هو انه فاكر ان مالك كان لازم يرجعله .. يحكيله .. يشرحله و يتكلم معاه و انه طول الوقت كان مستنيه ياخد الخطوه دى و بيتحجج انه مخدش خطوه عليه و بقى جنبه بمجرد هو مبدأش الاول .. لكن هنا بس حس ان الخطوه الاولى اللى كان مستنيها دى كانت من عنده هو و الغباء مكنش ف خطوته الغلط اخدها اد ما كان ف خطوته الصح اللى ما اخدهاش !
افتكر روفيدا و للحظه إتحولت مشاعرها للنقيض لمجرد ما شافته محتاجلها .. حتى لو رجعت بس عشان تبقى جمبه ف ازمته .. ليه لاء ! ليه غلط ! الحب ايه غير تقوينى و اقويك ف مفترقات ف حياتنا زى دى و قدامها نركن خلافتنا على جنب قدام ! شاف نفسه و قهرته و هو بيفتح مكتبه و هو بيشوف حد مكانه و وجعه و ضعفه وقت معايرة صاحبه ! و شاف قوته اول ما لمح مالك جنبه و ازاى حالته إتبدلت .. دلوقت بس عرف الفرق ! شاف قوته جات منين و ضعفه كان منين و حس بمواقف مالك من كل زواياه ..
قام بهدوء اما حس ان افكاره بتتلم حواليه و بتخنقه .. لبس و خرج بهدوء و ساب لمالك رساله بعد ما كان هيكتبها ع ااموبايل اتراجع بإبتسامة حنين و راج جاب قلم جاف و مسك كف إيده و كتب عليه " حبيبى انا نزلت شويه محتاج اخد نَفسى و راجع "
مالك صحى الصبح و إتلفت عليه و قبل ما يقوم بيرفع إيده يمسح وشه شاف الرساله و إبتسم اوى على ذكرياتهم سوا .. كانوا دايما بيعملوا كده من و هما عيال .. قام لبس و بيفتح الباب شاف روفيدا نازله بلهفه عليه ف إبتسم .. روفيدا بصوت مهزوز بعياط: فهد فين ؟
مالك هيرد روفيدا دمعت: بعتلى رساله امبارح قالى مش جاى محتاج ارتاح شويه بس انا متأكده إنه جه .. متأكده إنه كان هنا .. انا حسيت بيه ف الشقه بس مصحتش غير على تكة الباب و ملحقتهوش .. و اما كلمته فون مردش .. بس هو كان هنا مالك إبتسم بحزن و واحده بس اللى جات ف باله او تقريبا سمع الجمله بصوتها هى .. حالة روفيدا من مجرد شكها ان فهد كان جنبها و مشى رسمت جواه إحساس بيوجع اوى .. عينيه بتلقائيه راحت على فوق و اتعلقت ..
انتبه على روفيدا اللى اتخطته و دخلت ف بصلها بهدوء: اتطمنى هو كويس روفيدا: فين ؟ مالك: بيتنا مع بعض امبارح هنا و هو صحى قبلى نزل شويه و راجع روفيدا إبتسمت بنفس طويل و طلعت .. مالك فضل لحظات مكانه .. شاف روفيدا جنب جوزها .. ف عز محنته سابت كل حاجه حتى زعلها منه و راحت جنبه ..
بس بردوا شافها عارفه بكل تفاصيله و ظروفه .. يمكن قبل ما هو يعرف .. و لو مكنتش تعرف كانت هتفضل بعيد ! حتى نفسه .. شاف نفسه مبقاش جنب أخوه إلا ما عرف .. إلا اما وقع .. حتى مارحلهوش الشغل إلا اما عرف من روفيدا إنه نزل ع الشغل .. عرف الاول بعدها حدد خطواته .. محدش بيمشى مغمض او ف حته مش عارفها إلا و بيخبّط .. لاول مره يشوفهم بعين تانيه ..
كان شايف اخوه ف المستشفى ازاى و بعد ما رجع بيته و لو ليله واحده بقى ازاى ! عرف ان القوه بالسند و السند بالحب و المصارحه و الثقه .. افتكر انه من اول ما صحى لقى ايوب اتصل بيه اكتر من مره .. بيهرب من الموبايل مش عارف و لا من حزنه ..متوتر بشكل غريب .. طلع على شقته و رن الجرس بس محدش بيرد .. رن مره ورا مره بس مفيش .. بيطلع المفتاح يفتح و إتصدم...!
رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل التاسع والثلاثون
مالك طلع على شقته و رن الجرس بس محدش بيرد .. رن مره ورا مره بس مفيش .. بيطلع المفتاح يفتح و إتصدم ان حتى المفتاح مش بيفتح .. حاول كتير لحد ما يأس .. كان خايف يفكر ف احتمال ان محدش هنا بس مجرد ما حاول يفتح و معرفش فكره واحده اللى جات ف دماغه و مجرد التفكير فيها رافضُه و مع ذلك إبتسم بغيظ ..
مسك موبايله رن على حلم و قبل ما الرنه تخلص سمع صوت حركه جوه الشقه و رجل بتقدّم ع الباب.. بص لموبايله و للباب بغيظ و ثوانى و الباب إتفتح و حلم قدامه .. مالك بصّلها كتير .. حس انه مش عارفها .. متغيره بشكل إستغربه و إستغرب اكتر حجابها اللى على شعرها بشكل مغطيها ! حتى انا رجع لقاها إتحجبت مكنتش ابدا قدامه بتلبسه !
ملامحها و وشها و حتى عيونها فيهم قوه غريبه و لأول مره يشوفها قوه حقيقيه مش مزعومه او مهزوزه حتى ! شافها حلم جديده غير حلم الفتره اللى فاتت او يمكن حلم القديمه ! ظهرت على وشه إبتسامة لهفه غصب عنه او يمكن بإرادته مش عارف ! حلم بهدوء: خير ! مالك رفع حاجبه: نعمم ؟
حلم بنفس هدوئها: خير يا سيادة العقيد ! مالك اتنفس بصوت عالى بشكل يوحى إنه متغاظ: سيادة العقيد ؟ حلم هزت راسها بهدوء و هو بصّلها و غيظه بيتحول لضيق خارج عن سيطرته: و الله ! حلم: احنا بينا غير كده ؟ القضيه و اللى لسه شغاله و ان شاء الله هتخلص ! مالك رد بتلقائيه: و ولادنا يا حلم !
حلم إتكلمت بلهجه تمنعه يكمل او حتى يقاطعها: ولادى ! قصدك ولادى ! و دول انا كفيله بيهم ! ميخوصكش ! لا عايزين منك حاجه و لا انت لك حاجه عندنا ! مالك بصّلها بغيظ و عض بشفايفه بشكل يقول إنه مش عارف يتنفس مش يتكلم .. بيقدّم يدخل حلم رجّعته بهدوء و هو بصّلها بذهول: انتى هتمنعينى ادخل بيتى و لا ايه ! حلم لهجتها هاديه جدا، هاديه هدوء الموتى: لا العفو .. بس انت سمعتنى اكيد و انا بقولك مش عايزين منك حاجه و لا انت لك عندنا حاجه مالك رفع حاجبه بعِند: و اذا قولت لاء ؟
حلم اخدت نَفس براحه: هتضطرنى اقولك ان الشقه من حقى ! انا حاضنه لولادى اولا و هى باللى فيها من حقوقى ثانيا سواء بقا دول ولادك او لاء يبقى ف النهايه المحصله واحده و هى ان ملكش حاجه هنا مالك بذهول: ده بيتى ! حلم: كان يا مالك .. كان بيتك و كنت مراتك و كانوا عيالك..
مالك مكنش رد على ايوب و لا عرف حاجه بس رد عليها بتلقائيه: انتى عارفه ان التحاليل قالوا ان حلم مستنتش يكمل: كانوا ملكك و يخصوك وقت ما كنت بتعرف تحافظ على املاكك .. وقت ما كانت نفسك كمان ملكك و كنت بتعرف تحترم نفسك و خصوصياتك.
مالك بصّلها كتير و عايز يقول كتير و ف نفس الوقت مش عايز .. حلم بهدوء: امشى مالك هيتكلم هى سبقته: امشى لو سمحت مالك لهجته طلعت برقه او صوته اللى ترجم ضعف غريب: و لو ممشيتش يا حلم ؟
حلم إتكلمت و هى بتقفل الباب: قولتلك قبل كده مش عايزه لا شرك و لا حتى خيرك .. زمان كنت بدعى و اقول يارب لو فيه خير قربه ليا و لو شر اجعله خير و بردوا قربه ليا .. لكن دلوقت ربنا يكفينى خيرك قبل شرك قفلت بمجرد ما خلصت جملتها و هو فضل مكانه لحظات يستوعب اتقال ايه او من مين بالظبط .. فضل مكانه كتير و زى ما إتمناها الاول لو يهبدها قلم يفوّقها دلوقت بيتمنى لو يهبدها نفس القلم يدوّخها !
رن الجرس بغيظ مره ورا مره ورا مره و الاخر طلّع مفاتيحه و بجنب المفتاح دخّله ف مقبض الباب و ف حركه خفيفه فتحه بسهوله .. حلم كانت يدوب دخلت و فكت طرحتها بتاع الاسدال و نزلت شعرها و لسه بترفع الاسدال تقلعه سمعت الباب ف وقفت بترقب مش مصدقه بيعمل ايه لحد ما فتح و دخل .. بخضه نزلت الاسدال تانى و رفعت طرحته على شعرها قدام ذهوله اللى بيحاول يظهره تريقه مش عارف ! اخدت نَفس بشكل مخنوق: فى ايه ؟
مالك زعق بهدوء نوعا ما: فى ان ده بيتى و دول عيالى و ده شئ مش بمزاجك حلم كتمت انفاسها بشكل بيقول انها مفيش كلام هيطلع و هو قدامها مش عارف دى قلة طاقه و لا قلة حيله بس الاتنين خانقينه و خلوه زعق: و ضيفى عليهم ان حضرتك مراتى و لو مش.
حلم اتكلمت بلهجه غريبه اوى مش مفهومه قمة الضعف و لا قمة القوه بس ناشفه و مهزوزه ف نفس الوقت: كنت .. كنت مراتك .. و لو انا معرفتش انكر حقيقة بيتك و عيالك ف حقيقة مراتك دى خلصت مالك بصّلها بحده: و انا قولتلك قبل كده مش بمزاجك .. معدش حقك تقولى او تقررى ايه يتعمل امتى و فين ! حلم بهدوء مفهوش طاقه جاى تلقائى: لا ده حق ربنا مش حقى .. احنا إتطلقنا و مبقاش لك حقوق انت كمان زيى مالك إتريق بسخريه: و الله ؟ و ده امتى ان شاء الله ؟
حلم بثبات: من امبارح يا مالك مالك بإستهزاء: ده ف الحلم ان شاء الله و لا حلم قاطعته بإصرار غريب: و لا مش هكذّب نفسى تانى و اصدقك .. شوفتك و حصل و مش متهيئلى مالك كعمش وشه: مش هيحصل .. مش هيحصل إلا بمزاجى و حلم قاطعته: لا حصل .. حصل يا مالك و خلصت .. خلصت.
قالت اخر كلمه و هى بتمشى و هو إتعصب بشكل مبالغ او غير مبرر و ف حركه سريعه كان اخد الخطوات اللى بعدتهم و شدها عليه .. حلم بمجرد ما لمسها جسمها كله إتنفض و بتلقائيه لفت دراعها حواليها: برااا مالك ضايقُه حركتها اكتر من كلمتها و بشكل مفاجئ ساب إيده من دراعها اللى ماسكُه و مسك بيه وشها و باسها بعنف اوى ..
حلم بتزق فيه بعزم ما فيها و للحظه إتفاجئ بنفسه بيتهبد لورا كان هيقع او شبه وقع اما إتخبط ف الترابيزه وراه .. استغرب من قوتها امتى جات ! حلم طول عمرها ضعيفه قدامه مش بس من وقت ما رجع و ضعفها كان بسبب غلطها او احساسها بالذنب ! لاء ضعيفه من اول لحظه إتقابلوا ! إتفاجئ بيها بتف ف الارص مره وراه مره بشكل يوحى إنها مقروفه او هترجّع !
مالك بصّلها اوى و كل حركه بتعملها بتستفزه .. بس حته جواه خفيه مبسوطه .. مبسوطه اوى .. كان ف يوم من الايام مش مصدق ان مبادئها ممكن تكون قويه بالشكل اللى ينصرها على قلبها و ان المبادئ عندها اقوى من العاطفه بشكل يخليها تدوس على قلبها و تأذيه .. بس شايفها دلوقت بتدوس على عاطفتها عشان مبادئها .. قالتله اتطلقنا او هى معتقده ده و برغم كل اللى بينهم رافضه حتى يلمسها !
قرب منها بهدوء معتاد او يمكن بإسلوبه اللى معتاد معاها كإنه عايز يثبت لنفسه حاجه لف دراعه حوالين وسطها و شدها عليه و قصد يقابل وشوشهم و سكت كتير و برغم إنه سامع دقات قلبها و برغم إنه كان مالك بشكل تلقائى قلبا و قالبا إلا انه اول ما قرب لفت وشها بعيد و سحبت نفسها .. مالك بيحاول يلف وشها له بإيده بس قبل ما يلمسها بِعدت وشها خالص !
مالك اخد نَفس بإبتسامه غريبه: حلم حلم بتحاول تسحب نفسها بكل مقاومتها لحد زقته: اطلع برا مالك هيتكلم حلم كملت برجاء غريب كانت ف يوم بتستخدمه بس عشان يقرب: ارجوك .. برا .. برا بقا مالك بصّلها كتير و حته جواه مبسوطه اوى و حته لاء و حته بتستغباه و حته بتسقفله و حته عايزاه ينطق و حته خارساه و ف توهانه بين كل دول راحت ع الباب فتحته و وقفت برا بشكل بيخيره مين هيخرج و الباب بينهم !
ليليان قفلت مع مازن او هو اللى قفل و فضلت مكانها عقلها يعيد و يزيد ف كلامه .. بيترجم بمية شكل و تفسير .. دموعها نزلت بضعف و بتلقائيه حطت إيديها على بطنها .. إتمنت لو ... لو ... بس ازاى ! هى رفست النعمه برجليها و اللى ليها عند ربنا عقاب مش تعويض ! و عقاب ربنا انه اخد منها مازن و مش هيرجع ابدا زى ما اللى ضيعته مش هيرجع ابدا ! بمجرد ما وصلت افكارها لهنا عياطها زاد لحد ما نفسها بيتكتم و بيروح شويه بشويه و حست انها بتختنق ..
عينيها غرّبت بتعب و هى بتقاوم الاغماء .. مراد جوه ف اوضته مع همسه بيتكلموا .. مراد بغضب: ده واحد رمى بنتى .. جابهالى لحد عندى و قالى مش عايزها ! اروحله اقوله لا و النبى خدها اهى ! همسه بنفاذ صبر: مراااد ! انت عارف إنه لا رماها و لا مش عايزها ف بلاش تلف على ثغرات تخرج منها مراد بضيق: ثغرات ! هقولك ايه مانا واقف قدام قاضى ناصب نفسه يحاكم فالكل !
همسه مسكت إيده: انت معترف إنك غلطان و لا لاء ! مراد بحده: و هو غلط ! مدة إيده على بنتى و ضربها و شتيمتها و معايرتها مش بس غلط ! لاء و عيب و قلة اصل يا همسه و لا العِند هينسيكى الاصول ؟ همسه بحب: طيب خلينا متفقين ف الاول انى مش بعاندك و لا مجرد انى اطلعك غلطان و لا ده الهدف من الحوار اصلا ! عارف ليه ؟ عشان انت اكبر من إنى اخليك تعتذر او حتى اغلّطك قدام العيال !
مراد بتلقائيه إبتسم اوى .. همسه: بس احنا فعلا قدام مشكله و لازم نتناقش ! مشكله انت مش معترف بوجودها اصلا و يمكن دى المشكله الحقيقيه اكتر من مضمونها ! انك مش شايف ان فى مشكله ! بنتى اتطلقت و خلاص ! راح راجل يغور و يجى الف او حتى ميجيش مش مهم انا موجود و اعرف اخليها متحتاجش لحد ! مراد بعِند: تنكرى ده ؟
همسه بسلاسه: لا يا مراد منكرش .. منكرش ابدا انك تقدر تسد احتياجها و احتياجى انا كمان لاى حد او اى حاجه غيرك .. انت تقدر تسد احتياج ابنك و تغنيه حتى عن الخلفه .. بس انت بقا اللى تقدر تنكر انها لها احتياجات خاصه انت براها ؟ احتياجات انت متنفعهاش ؟ مراد بصّلها بغيظ: بنتى مش هترجع لراجل مد إيده عليها لمجرد انها محتاجه راجل .. بنتى متربيه همسه بعتاب: هى اللى تحتاج حضن جوزها يا مراد تبقى مش متربيه ؟ على كده انا اما رجعتلك بعد مدة إيدك عليا ف تايلاندا كنت ...
همسه مكملتش اما صوتها إتخنق بدموع هددتها تنزل.. و مراد اتضايق اما لثى نفسه اختار تشبيه غلط ف وقت غلط .. همسه: مراد مازن كان مجرد رد فعل ف اما تيجى تحاسب مينفعش تسيب الفعل و تحاسب النتيجه .. متعملش زى اللى جه يدبح ف ساب الراس و مسك الرجلين و قال اهى كلها موته !
مراد بهدوء بيسمع الكلام اللى كتير لف و دار جواه كإن صوتها بيتردد من جواه: عايزانى اتذلله يا همسه ؟ اخسر كرامتى جنب كرامة بنتى قدام كرامته هو ؟ همسه بهدوء: انت عارف ان كرامة بنتك عنده محفوظه مهما حصل بينهم .. زى ما هى كرامتك انت كمان محفوظه عنده مهما عملت او هتعمل .. ف مش رجوعك عن غلطك اللى هيخسّرك كرامتك .. لو شايفها تحدى على مين فيكم هيروح للتانى و مش عايز تخسر التحدى ده ف صدقنى كسب القلوب اربح كتير من كسب المواقف ..
ممكن تستناه و يجيلك و هيجيلك فعلا لإن اللى زى مازن مبيعرفش يكره و طالما حب هيفضل لاخر نَفس فيه يحب و ده اللى هيرجّعه بس يوم ما هو اللى هيرجع هتبقى انت اه ف الظاهر كسبت و جيبته لعندك انت و بنتك بس صدقنى هتبقى ف الحقيقه خسرت .. خسرت حبه و إحترامه و قيمتك المعتاده منك و فوقهم كرامتك اللى بتحكى عنها .. عشان اما تبقى الكبير و تسيب الامور تتبعتر و تفلت منك كده يبقى بتقل منك .. حتى لو كانت بتفلت منك عِند بإرادتك هتبقى بتقل اكتر و اكتر..
مراد بيحلل كلامها قدام كل حاجه جواه من عقله و كرامته و فوقهم قلبه و همسه ملاحظاه ملامحه بتلين ف مسكت إيده: لاخر مره هقولك .. بنتك بتحب جوزها .. بتحب بيتها .. بتحب حبه لها .. بتحب حبها ليه هى كمان رغم انها و لا مره اظهرتهوله لكن بتحب حبها له اللى كله غرور و كبرياء .. و انت اللى للاسف خسرتها كل ده مراد اتنفس بصوت عالى قدام الحقيقه اللى مش هيعرف يجادل فيها .. همسه: و مش من دلوقت بس ؟ لاء من اول الحكايه خالص ؟ مراد بغيظ: كمان ؟
همسه: حشرت نفسك ف كل ثانيه ف حياتها .. كل حاجه كنت بتعملها بدالها لحد ما وصلتها لمرحلة اما سيبتها براحتها اهو مش عارفه تعمل حاجه مراد كشر و بص بعيد و همسه مسكت وشه قصدت تقابل نظراتهم ببعض: انا مقولتش انها مغلطتش .. بالعكس هى غلطها كان اساس غلطك .. لو قالتلك لاء .. لو ناقشتك حتى .. لو انت شوفتها حتى زعلانه كنت هتخاف على زعلها يمكن اكتر من حياتها و تفكر و لو لثانيه و تخرج برا دايرة خوفك .. لكن انهى معملتش ده للاسف و ده اللى خلانى مغلطاها .. لكن بردوا اما تغلط قدام أبوها و هو يسكت و يكمل غلطها يبقى هو غلط اكتر منها.. مره ف حق نفسه اما اتخلى عن دوره كأب انه يقوّمها اما تغلط و يسندها قبل ماتقع و مره غلط ف حقها هى اما سابها تقع قدامه نتيجة مشكله جواه هو..
مراد رد بصوت مبحوح: انا بخاف يا همسه .. بخاف عليهم اووى .. دول ولادى اللى اتحرمت منهم نص عمرى .. عارفه يعنى ايه نص عمرى ! انا مش متخيل انا عديت اللى فات كله ازاى من غيرهم ! كل ما افتكر كل ليله نمتها لوحدى و كل دمعه نزلت على خدى عشانهم و كل حلم حلمت بيه و هما جواه .. كل ما افتكر كل مره زورت فيها مكان الحادثه و كل سيناريو فضلت احطه للى ممكن يكون حصل و كل مره زورت القبر و كل دمعه نزلت قدامه .. كل ما بفتكر كل ما قلبى بيوجعنى .. و انا مبنساش يا همسه و الله ما بنسى..
همسه قربت منه و مسكت إيديه اللى بتترعش و ضمتهم اوى و فضلت ضماهم و بتشدد عليهم قاصده تثبتهم من رعشتهم كإنها بتقويه .. مراد اخد نَفس طويل اوى: عارفه .. انا حتى كل ما بفتكر الدعوات اللى كنت بدعيها على نفسى انى اموت قلبى بيوجعنى .. بيتقبض لمجرد احس او اخاف ان ربنا يكون قبلها منى و اموت ف اى لحظه و انا ملحقتش اشبع منهم.. همسه ردت بسرعه: بعد الشر .. الف بعد الشر يا غبى مراد إبتسم بالعافيه: انا بحبكم اوى يا همسه .. بحبكم و معنديش استعداد ل ولا ثانيه من سنين عمرى اللى عدت من غيركم..
همسه فتحت دراعها اخدته ف حضنها و ضمتها على صدرها: و لا احنا يا مراد .. انت فاكر ان الخوف ده جواك لوحدك ؟ انا كمان كل ما بتخيل مجرد تخيل حتى انى ممكن افتح عينى ملقكش قلبى يختنق و احس انى مش عارفه اتنفس .. و الله بخاف حتى اتخيل .. بس مش هنفضل طول عمرنا خايفين .. مش بإيدينا نخاف او لاء عشان الخوف للاسف اتزرع و اتغلغل جوانا لكن بإيدينا نحاربه ..
بس مينفعش تخلي خوفك من اللى جاى يكسرك .. الخوف لو مغلبتوش هيتغلب عليك .. علشان احساس الخوف نفسه بيكسر .. و بيخسّر الواحد حاجات كتير و قبلهم نفسه .. طول ماهو ماشى ورا خوفه و سايبُه بيتحكم فيه هيجي وقت و مش هيلاقيها ولا هيعرف يداويها .. خليك عنيد و اكسر خوفك بنفسك علشان محدش يجي و يكسرك مراد إبتسم على قوتها اللى عارفه امتى تظهرها و امتى تداريها و هى ضمته اكتر و اكتر و بتشدد على حضنه ..
ليليان برا فضلت تتسنّد لحد ما فتحت باب اوضتها بالعافيه و قبل ما تتحرك لاوضة أبوها جنبها نزلت ع الارض مغمى عليها .. مراد جوه إتنفض على صوت الدب و إترفع بالعافيه من جسمه اللى إتقبض بخضه: ماارد همسه كملت رفعه من حضنها و وقفت: لا .. لا ليليان .. ليليان اللى هنا غرام كانت ف اوضتها نايمه بتعب و إتخضت ع الدب و طلعت بسرعه: مرااد اول ما خرجت شافت ليليان واقعه ف ميلت عليها بتفوقها و رفعت راسها على صدرها و غصب عنها عيطت ..
همسه خرجت بسرعه و مراد وراها راحوا عليهم ..همسه ميلت جنبها بقلق بيحاولوا يفوقوها بس مفيش .. رفعت وشها لمراد اللى جامد مكانه مش عارف حتى يقرب: ساعدنا نرفعها ع السرير جوه مراد ميل بالعافيه و للحظه قوته اللى مش موجوده خانته و مقدرش يرفعها لوحده .. همسه سابت غرام جنبها من تانى ناحيه قصاده و شاورتلها بعينيها ترفعها معاه و لفّت هى بعد ما كانت هتجى ورا ليليان تسندها جات وراه هو سندته هو بشكل خلاه رفعها بسهوله ..
مراد إتفاجئ بنفسه قدر يرفعها و بتلقائيه بص وراه لهمسه اللى إبتسمت بالعافيه و إتحركت بيه ع الاوضه حطوها ع السرير .. همسه سابتهم يفوقوها و كلمت دكتورها شرحتله حالتها و شويه و جه .. كشف عليها و علقلها محاليل و اخد عينة دم بعتها مع ممرضه كان جايبها معاه .. مراد بقلق: فى ايه ! ليه المحاليل دى و ليه الابر اللى حطيتها فيها دى ؟ و ليه عينة الدم دى اللى بعتها ؟ و ليه تعبانه كده ؟ و ليه مش بتفوق ؟
الدكتور إبتسم على طول سؤاله اللى جه بدون نَفس حتى يفصله: مفيش داعى للقلق ده كله .. انا علقتلها محاليل بإبر تقويه و مغذى عشان شكلها مرهق و ضعيف و واضح إنها مش بتاكل غرام بقلق: و الدم ! همسه إبتسمت بهدوء: هى حامل ؟
الدكتور: هنتأكد اهو .. رغم إنه لسه بدرى يبان بشكل طبيعى لكن هنعمل رقمى جايز نعرف دلوقت مراد بصّله كتير و بص على ليليان و غرام إبتسمت جامد بشكل خلاها عيطت جامد .. جامد اوى و ضمتها .. الدكتور فضل معاها شويه كمل كشف سريع بشكل ظاهرى و خلص و انسحب .. همسه خرجت وراه: هى كويسه صح ؟
الدكتور: نوعا ما اه .. و مع العلاج و الاكل و الرعايه هتبقى احسن .. نتأكد بس اذا كان فى حمل او لاء و نحدد بالظبط هتاخد ايه و تمشى ازاى قبل ما يكمل موبايل الدكتور رن و هو بصّلهم: ده المعمل .. غالبا هيتأكدوا من التحاليل فتح و رد: ايوه مظبوط اللى ع التليفون إتكلم و هو رد: بردوا اعملوا الرقمى محتاج اتطمن من التفاصيل قفل معاهم و بصّلهم و قبل ما يتكلم همسه ردت: نتيجة التحليل ايجابى ؟
الدكتور: كنت طالب التحليل العادى و الرقمى زيادة تأكيد عشان لو مظهرش ف العادى .. بس حاليا بلغونى ان العادى اكد ان فى حمل همسه قبل ما ترد عينيها راحت على غرام اللى رفعت وشها لفوق و اخدت نَفس طويل كإن دموعها بتهددها .. قدام حالتها دى معرفتش تنطق و غرام بتلف وشها لقتها بتبصلها ف إنسحبت تخرج ..
مارد كان ف الاستراحه طالع البلكونه يشرب سيجاره شاف الممرضه خارجه .. فضل شويه مش راضى ينزل بس لمح عربيه تانيه داخله و غصب عنه إبتسم بالعافيه و نزل .. اول ما قرب شافوه و جده إبتسم اوى: بيقولوا اول القصيده كفر بس انت اول العسل مارد إبتسم اوى و قرب سلّم عليه و اما جده حضنه ضمّه اوى و طوّل الحضن .. جده قِلق و رفع وشه مسكه بحب: حبيب جدك انت .. مالك فيك ايه ؟ مارد اخد نَفس جامد يكتم بيه ملامحه و الحزن اللى إتحفر عليها ..
جده بعتاب: أبوك مقاليش على تعبك و رقدتك ف المستشفى غير اما خرجت .. و اما انا اللى ضغطت عليه اعرف ماله من صوته اللى قلقنى .. كده ؟ اهون عليك اعرف زى الغريب ؟ مارد إبتسم ربع إبتسامه و إستعد يتحرك لجوه: معلش كل حاجه جات بسرعه و الموضوع مش من كتير .. المهم ايه مش تدخلوا بقا و لا حالفين ما تدخلوا غير ف إيد سيادة اللوا ؟
سته إبتسمت بعتاب: طيب مش اما تسلم عليا الاول مارد إنتيه و ضحك ضحكه خفيفه و سلّم عليها و حضنها و هى خرجت من حضنه بقلق و بصتله و قبل ما تتكلم إنسحب بسرعه يخرج من حوار كله اسئله هو مش حِملها.. مارد و هو داخل: طيب انزّكوا سيادة اللوا بقا طالما الحكايه فيها قاعده هنا.
همسه جوه ضغطت على إيد مراد كإنها بتفوقه او بتطمنه و هو إبتسم بالعافيه بإرهاق و ميل باس راس ليليان و خرج مع الدكتور .. وصّله و يدوب مشى و شاف عربيه واقفه و آبوه و آمه نازلين منها و قاعدين على كنبه ف الجنينه ف اخد نَفس مريح نوعا ما و إبتسم و راح عليهم ..
الدكتور بعد ما خرج كلم مازن و بلغه بكل حاحه زى ما وصاه .. مازن قفل معاه بتوتر و مش عارف خطوته هتبقى ايه او المفروض ايه .. بس للحظه وقف و كإنه مستنى يقرا اللى جواها من رد فعلها او يشوفها هتعمل ايه ..
همسه خرجت ورا غرام بسرعه و يدوب نزلت السلم و هتخرج ع الجنينه تاخد نَفسها همسه لحقتها: حبيبتى مارد كان ساب جده و دخل من باب الغرفه اللى فاتحه ع الجنينه و بيدخل لمح غرام نازله و همسه وراها ف رجع خطوه و وقف مكانه بترقب ..
همسه نزلت السلم بسرعه و قربت من غرام مسكت إيدها اللى سانده ع السلم: حبيبتى غرام حاولت تدارى دموعها و اما معرفتش دارت وشها كله بعيد و حاولت تمسحه .. همسه لفت وشها لها و مهما غرام قاومتها إلا إنها مسكت وشها بمنتهى الحب ثبتته لها و اول ما غرام سمحت لدموعها المحبوسه من يوم حادثة مراد تخرج همسه شدتها لحضنها و ضمتها اوى .. مارد قصادهم اول ما شاف الوضع غمض عينيه اللى إتخنقت بدموع و لف وشه يمشى رجله إتربّطت على كلامهم ..
همسه حاولت ترفع وش غرام لها بس غرام تبتت ف حضنها اكتر ف إتكلمت و هى ف حضنها: حبيبتى .. ان شاء الله ربنا هيعوضك .. و الله هيعوضكم .. بس الصبر .. لازم تصبروا و ترضوا بأمر ربنا عشان يهدّى قلوبكم..
غرام عيطت اكتر و همسه صممت ترفع وشها: و الله بكره ربنا يبرد قلبك و ينسيكى و يهونها عليكى .. الحب بيعوض كل حاجه لكن مفيش حاجه تعوضه .. و انتى بتحبى جوزك و هو كمان بيموت فيكى و بحبكم ده تقدروا تتخطوا المحنه دى .. هتاخدى ايه من علاقه جواها مية عيل لكن ناقصها الحب و الامان اللى بينكم ؟ غرام هزت راسها لاء كإنها عايزه تقول حاجه بس صوتها ببخونها مش راضى يطلع ..
مارد لف عينيه اللى خانته كإنه عايز يقرا عيونها و بمجرد ما لمحها دمعه خانته و نزلت .. همسه إبتسمت لغرام و ضمت ملامحها بإيديها اللى ماسكه وشها و باست راسها: مراد قالك ايه ؟ احنا قولنا ايه يا غرام ؟ غرام ردت بالعافيه: مش قادره همسه بقوه: لازم تقدرى .. و يمكن ليليان ربنا كرمها عشانكم .. بيعوضكم فيهم .. هى يا عبيطه ليليان ايه مش اختك و اخته ؟ و مازن ايه مش اخوكم ؟ و عيالهم ان شاء الله عيالهم..
مارد للحظات وقف يستوعب الجمله لحد ما فهمها و اللى فسر بيها حالة غرام دى .. غرام رفعت وشها مسحته: ماما انا عايزه اقولك حاجه .. مكنش ينفع اقولها و لا وقتها و كان لازم مارد اول واحد يعرفها و منى بس مش عارفه اتكلم معاه و مش قادره استنى تانى..
مارد لحد هنا مقدرش يقف تانى .. لاول مره يحس بالعجز اللى هو حاسس بيه دلوقت .. لا قادر يقدّم عليهم و لا عارف يرجع خاصة بعد ما لمح أبوه خرج لجده من الباب الرئيسى و لا حتى قادر يقف مكانه .. حاسس إن رجله هتخونه .. من سنين كتيره محسش بالاحساس ده .. يمكن من يوم ما كان ابن اربع خمس سنين و إترسمله طريق لوحده !
صوت مراد داخل البيت بأبوه و أمه و بيرحب بيهم .. مارد من مكانه رجع كذا خطوه لورا لحد ما ضهره خبط ف الباب اللى دخل منه ف خرج بهدوء .. حس إنه محتاج ينفجر .. او دموعه اللى تنفجر .. مبقاش ينفع حد يشوفه كده ..
همسه مع غرام بصتله بإستفهام قلقانه: حاجة ايه حبيبتى ؟ غرام سمعت صوت مراد داخل ف مسحت وشها بسرعه و بصت لهمسه: انا هطلع اوضتى .. مش هقدر اقابل حد دلوقت و انا كده همسه إبتسمتلها بحب: طب يلا و انا هستقبلهم و شويه و هطلعلك اتطمن عليكى غرام طلعت و همسه راحت عليهم سلمت عليهم و رحبت بيهم و قعدوا و شويه و إنسحبت تجيب شاى و شويه و بعتتهولهم عشان تسيبهم براحتهم ..
مراد بص لأبوه اللى بصّله بقلق: ايه يا حبيبى ؟ مالك ؟ اول مره من كتير من يوم ما بيتك إتفتح اشوفك شايل الهم كده ؟ مراد اتنهد بصوت عالى و سكت .. أبوه بقلق: انت لولا خايف تقول ببالغ كنت قولتلك يمكن قبل ما يرجعوا مكنتش مخنوق زى مانا شايفك كده !
مراد اتنفس بالعافيه و حكى لأبوه كل حاجه .. كل حاجه عن ليليان يمكن من اول ما اداها منع حمل لحد ما حملت دلوقت و اجهاضها و طلاقها و تعبها و كل حاجه .. اتردد كتير يحكى عن إبنه و ف الاخر حكى المختصر ان حادثته اثرت على الخلفه و النتيجه بقت مستحيله .. أبوه بيسمعه بهدوء و سابها يتكلم و يتكلم و يفضفض لحد ما خلّص ..
مراد بحزن: قولى يا ابويا .. قولى اعمل ايه .. انت طول عمرك بتشورنى و تسمعنى بس دلوقت انا اللى محتاج اسمعك أبوه: الحكايه مش محتاجه كلام يا مراد عشان يتسمع .. محتاجه بس شوية ايمان على شوية صبر و ثقة بالله و حسن ظن فيه إنك لو اتوكلت عليه هيعدى كل ده و هو هيعديه مراد بتعب: يعديه ازاى بس ؟
أبوه بثقه: انت متعرفش ازاى لكن هو يعرف.. يعرف و يقدر و قبل ما يحدفك ف دايرة إبتلائه عارف ازاى هيخرّجك .. يمكن يكون بيختبر صبرك .. يمكن يكون بيختبر قوة ايمانك بيه .. او ممكن بيختبر قوة عقلك و حكمتك و يشوفك هتعرف تتصرف و لا لاء .. بس ايا كان مش هيسيبك مراد بقلق: مارد اصل..
أبوه: ربنا هيرضيه و يراضيه .. بالخلفه او بالعوض عنها .. دلوقت او بعدين .. هيراضيه و الله بس احسن الظن بالله و هو هيجعلك من ضيقك مخرجا مراد من الألم اتنفس بالعافيه .. أبوه: و ليليان كمان .. صدقنى ربنا هيراضيها .. يمكن اللى انت فاكرها هى فيه ده محنه تطلع ف الاخر منحه .. مسألتش نفسك ليه حملت ف الوقت ده بالذات ؟ مع ان من كلامك يدوب معادها عند الدكتور ف نفس اليوم جوزها عرف ! مش يمكن ربنا حط الحمل دلوقت بالذات و يكون ده المخرج من ضيقتها و ربنا يهدّى سرها ف بيتها ؟
مراد بغيظ: انا لا يفرق معايا بيتها و لا جوزها .. ما يتفلق .. ياكش تكون فاكر ان اللى شاغل بالى ارجّعه أبوه ضحك اوى و أمه ضحكت معاه: يا ساتر .. ده انت حما و لا اسمها ايه دى ف زمانها .. انا اول مره اشوفك بتخربش كده مراد ضحك معاهم غصب عنه: معدش إلا الاهبل ده اللى هيشغل بالى ارجعه .. انا لو عايز هبعت اجيبه متكتف تحت رجلى انا و بنتى..
أبوه ضحك لحد ما سكتوا و بص لمراد و إبتسم: عارف يا مراد .. ربنا فصل بين السما و الارض بُعد المشرقين .. و حطنا بينهم .. حط تحتنا الارض و رفع فوقنا السما من غير عِمد .. رفعها بعينه التى لا تغفل و لا تنام و بعض الفقهاء قالوا ان اللى بيبقى ماسك حاجه ف إيده و مجرد عينه تغفل عنها جزء من الثانيه بتقع من إيده .. ف مابالك بربنا اللى رافع السما بغير عِمد متخيل لو عينيه بتغفل عنها او تسهو لحظه متخيل ايه اللى ممكن يحصل ؟
مراد إبتسم: حاشا لله أبوه ردد: حاشا لله ده يحصل.. بس متخيل لو ربنا عينيه بتغفل عن مخلوقاته سهو و لو لحظه كان الدنيا باللى عليها إتهدت.. ف مابالك بعبده ! متخيل ان ربنا ممكن يغفل عنه ! يخلقه و يسهو عنه ! عن رزقه ! عن حياته ! مراد بيسمعه بإهتمام و نوعا ما من جواه بيهدى .. أبوه إبتسم: ربنا اكبر من إنه يخلق نمله و ينسى رزقها .. ربنا اللى رزق النمله قدام نبيه لا يمكن يحرم إبنك من الرزق .. لو حطيت ف دماغك الجمله دى هتصبح على رزقه..
ف حجره مراد إبتسم: و نعم بالله أمه إبتسمت تطمنه: و بنتك صدقنى ربنا هياخد بيدها .. هينجيها و يباركلك ف عمرها و ان شاء الله هتقوم بالسلامه أبوه: لو مكتوبلها بعد الشر حاجه وحشه لو إجتمعت انت و اهل الارض كلهم مش اهل الطب بس جنبها مش هتقدر تمنع الحاجه الوحشه دى .. و لو ربنا رايد ينجيها حتى لو انت خنقتها بإيدك هينجيها .. يا ابنى ده نجاها ف عز النار اللى إترمت فيها و جعلها بردا و سلاما عليها يبقى مش هينجيها دلوقت ! ده يمكن نجاها عشان يرجعهالك مخصوص و يبرد قلبك بيها يقوم اما يرجعهالك هيكويك بيها ! طب ازاى بس ! حاشا لله..
مراد بضعف: يارب ابوه: يا بنى ساعات بتحس ان الباب اتقفل ف وشك اوى و تحاول تفتحه و تفضل تحاول و تحاول و هو مقفول نهائى لدرجة تجيلك لحظه تظن انه اتخلق من غير مفتاح اصلا .. بس ف لحظه ارادة ربنا بتخليك تكتشف ان الباب ده اما اتقفل ف وشك متقفلش على رزق .. لاء اتقفل على هم و مشاكل و بلاء مش اده و لا كنت هتقدر تشيله .. و بيلقى فتحه لسكه تانيه بدل اللى الباب قفل عليها دى و بتبقى فتحة خير و الله..
مراد لاول مره يشوف الحكايه بعيون تانيه .. إبتدى يتنفس ثقه بالله و يقين إنه هيخلق ف قضاه رحمه و احسن الظن و إتنهد و قال: ياارب أبوه تمتم وراه و أمه ف صوت واحد: ياارب مراد اخد نَفس جامد و وقف: طب تطلعوا ترتاحوا من السفر و بكره ربنا يسهلها أبوه كده قدر يفهم حالة مارد اللى سأله عنها بس مقدرش يفهم هو راح فين ف سأل: امال إبنك فين ؟ و ليليان كمان ؟ مراد: معلش هما محتاجين يرتاحوا شويه .. اليوم كان متعب .. الصبح حتى اكون مهدت لمراد حكاية حمل اخته و عرفت هقوله ازاى
حلم ف شقتها مروان إبن عمها اتصل بيها .. فكرت متردش بس للحظه إفتكرت اما كلمته قالتله لو وصلت لآى جديد عن القضيه او أبوها يكلمها .. فتحت بتوتر: خير يا مروان .. فى جديد ؟ مروان بغيظ: طب ارمى السلام حتى..
حلم سكتت و هو حاول يمهد للى هيقوله بس صوته متردد: انتى عامله ايه المهم و القطط بتوعك ازيهم ؟ عايز اشوفهم يا حلم حلم بضيق اما لاحظت لهجته: كويسين مروان: بجد عايز اشوفهم .. عيب عليكى نبقى ولاد عم و مشوفش ولادك حلم: ان شاء الله .. بمناسبة بقا ولاد عم ايه الجديد ؟ مروان بغيظ: ما تقولى إنك لاول مره تستجدعى معايا و تردى عشان سؤالك ده حلم نفخت و هو رد: خلاص خلاص يخربيت اللى يزعلك..
حلم بصوت مهزوز: وصلت لحاجه صح ؟ مروان: اه .. اللى قدرت اعرفه لدلوقت حاجه متخصش تفاصيل القضيه .. بس حلم بلهفه: اى حاجه وصلتلها قولى .. انا قولتلك بلغنى باللى تعرفه اول باول مروان سكت شويه بحذر: انا معرفتش اكتر من إنهم هيترحلوا من مبنى الاداره لسينا بكره حلم اخد نفس بتوتر: اكيد ؟
مروان: اه .. انا عرفت من واحد صاحب بابا كنت برجعله من زمان اما يكون بابا مسافر مهمه او غاب و عايز اتطمن عليه و هو اللى قالى حلم من غير ما تحس قفلت التليفون و قعدت مكانها بأحاسيس متلغبطه .. احساسيس لا عارفاها توهه من غضب من لهفه من لغبطه من حزن من فرحه من ألم .. مش عارفه !
مراد اخد أبوه و آمه طلعهم اوضتهم و سابهم يرتاحوا و راجع اوضته ملقاش همسه .. خرج يشوفها ملقهاش جنب ليليان .. راح على اوضة مارد لقى الباب مفتوح و قبل ما يدخل سمعهم .. همسه كانت طلعت الاول اتطمنت على ليليان و بعدها راحت لغرام .. شافتها رايحه جايه بتوتر كإنها متردده تكلمها ..
همسه إبتسمت: معلش حبيبتى إتأخرت عليكى .. بس انا يدوب قعدت شويه و اتحججت بالشاى و قومت غرام بتردد: لا .. لا و لا يهمك .. كنتى خلتيكى معاهم .. انا هنام همسه فهمت إنها عايزه تقول حاجه و ملغبطه ف قعدت و اخدتها من إيديها جنبها: مش عايزه تقوليلى حاجه ؟
غرام وقفت بسرعه و لاهت نفسها ف رص التسريحه بلغبطه: لالا هقولك ايه ؟ هقولك ايه بس ؟ قصدى يعنى .. قصدك على اما قولتلك تحت ؟ لا انا كنت اقصد بس إنى اتطمنك انى مزعلتش و الله عشان ليليان حامل .. انا بجد كان نفسى ربنا يراضيها .. ع الاقل حتى عشان مازن و الامور بينهم تتصلح..
همسه حست انها بتتهرب ف محبتش تضغط عليها بس رمت كلامها و هى بتقف: لاء مش قصدى على اما قولتيلى تحت عايزانى ف حاجه .. انا قصدى على عنيكى اللى طول الوقت مليانه كلام مكتوم جواها و مش عارفه تبوح بيه .. و انا متابعاكى من بعيد بس مش عايزه اضغط عليكى لل تكونى مش عايزه او هتتعبى لو اتكلمتى .. ماهو فى كلام بيريح صاحبه اما يخرح من حبسته جواه و فى كلام بيتِعب يا غرام غرام بصتله بذهول: قصدك ايه ؟ انى ممكن اتخلى عن جوزى ؟ او حتى بفكر ف كده ! و متردده مثلا اقول ؟ ده قصدك بجد ؟
همسه راحت عليه مسك إيديها و طبطبت عليهم: لا طبعا.. انا اكتر واحده فاهماكى او بمعنى اصح حساكى و حاسه باللى ممكن تكونى انتى حاسه بيه .. يمكن عشان زى ما قولت لمارد إنى ف يوم من الايام عيشت تجربه شبيه لحكايتكم ..
اه مش فاكراها بس اكيد حساها و حاسه باللى ممكن اكون عيشته و حسيته وقتها .. و يمكن عشان كده انا اول واحده رفضت فكره إنك ممكن تتخلى عن حبيبك او حتى تبعدى عنه و قولتلهم إنك يستحيل تعملى ده حتى من قبل ما اعرف قرارك او اسمعك..
غرام إبتسمت اوى و همسه إبتسمتلها: اه انا عيشت حكايتكم دى او نفس الحكايه بوجه اخر .. اه كنت انا فيها الطرف اللى بياخد مش بيدى زيك كده بس ده ميمنعش إنى حساكى و حساكى اوى كمان ..انا عمك وقف جنبى ف ظروف مشابهه و صمم يبقى جنبى رغم انه عارف إنى ممكن مخلفش ف العمليه و ساعتها مش هخلف خالص و مع ذلك محطش قدامه افتراضات و لا حلول .. كان حل واحد و هو وجوده جنبى و بس .. ف مش هستغرب ابدا وجودك جنب إبنى او انا اخر حد يستغربه...
غرام دمعت: انا بحبه .. بحبه اووى.. بحبه اوى لدرجة إنى بلعن الظروف اللى خلت الكل عرف بحادثته دى .. بلعن غبائى اللى خلانى قولت للكل انه ف المستشفى اما مازن اتصل من عنده .. بقول لنفسى ف كل لحظه و كل دقيقه و الومها ان لو مكنتش قولت لحد و نزلت روحتله لوحدى و وقفت جنبه ف المستشفى مكنش حد هيعرف نهائى .. مكنش هينجرح كده قدامكم و رجولته و كرامته يعزوا عليه..
همسه إبتسمت اما إتأكدت إنها فعلا عايزه تقولها حاجه بس مش عايزه تجرح جوزها او تبلغ حد غيره: مش هو إبنى ؟ بس يبقى غبى لو خسر واحده زيك غرام صوتها إتهز بدموع: و الله انا اللى هبقى ميته لو خسرته همسه عضت بوقها بغيظ اما إفتكرت كلام مارد: الواد ده حمار و لا ايه ؟ غرام ضحكت من بين دموعها و همسه ضحكت معاها: طلع لمين مش عارفه..
غرام ضحكت معاها و بصتلها كتير و بحماس حكتلها كانت عايزه تقولها ايه .. همسه بتسمعها بذهول و مش مصدقه ان فى حب بديهى بالشكل ده .. مراد كان برا لسه و سامعهم و بمجرد ما غرام حكت اخد نَفس طويل و من غير ما يحس و بمنتهى التلقائيه ميل ع الارض سجد لله و دموعه نزلت بصمت .. مكنش متخيل ابدا إنه لمجرد ما يعقلها و يتوكل ربنا هيكونله اقرب من انفاسه حتى.. ربنا قال انا عند ظن عبدى بى ف ان ظن خيرا ف له و ان ظن شرا ف وجده ..
رفع وشه للسما بدموع: صدقت يارب .. صدقت يا حبيبى .. صدقت همسه جوه بصت لغرام بذهول: جوزك ميعرفش الكلام ده صح ؟ غرام هزت راسها لاء: مش مدينى فرصه حتى اتنفس معاه همسه بغيظ: مش بقولك حمار .. و حضرتك سايباه براحته يتمرقع عليكى ؟ غرام ضحكت ضحكه هاديه: كان لازم يهدى و يخرّج حزنه و وجعه و كنت عارفه إنه هيخرّجهم بعيد عنى .. عشان دى عادته ف كنت سيباه يهدى و ف نفس الوقت كنت معاه و جنبه بحاول اقرب منه..
مراد وقف من سجدته و مشى خطوتين يدخلهم و راح راجع لبرا و يدوب إتحرك خطوتين هينزل راح راجعلهم ! فضل وقف بشكل ملغبط و بيتحرك بعشوائيه و الاخر نزل جرى على تحت ...راح ع الاستراحه و دخل مخدش باله إن الباب مفتوح .. مراد بلهفه: حبيبى .. مرااد .. حبييى انت فين ؟ طلع على فوق و فضل يفتح ف الاوض بس مفيش ..
نزل بقلق و بينادى: انت فين يا بنى ؟ مراد مسك موبايله و بينهج مش عارف من لهفته و لا لفُّه ف البيت و حركته .. قبل ما يرن لقى مسدج منه و فتحها " انا برا عايز الف شويه " مراد اتنهد بإحباط و رن عليه بس لقى موبايله مقفول .. رجع ع البيت و طلع اوضته لقى همسه جوه بتجهز الحمام.. إبتسم بلهفه و راح عليها حضنها جامد و هى ضمته ..
مكنتش ناويه تقوله زى ما وعدت غرام بس بمجرد ما رفعت وشه و بصت ف عينيه فهمت ف إبتسمت اكتر بعيون مدمعه: ما قولتلك سيبها على الله ميسبكش مراد بلهفه اخد نَفس جامد و ضمها و هى تبتت ف حضنه كإنها رجعت عيله صغيره .. إستغرب ان العيله اللى ف حضنه دى متبته فيه هى اللى كانت من شويه شايلاه و قايم برجليها !
همسه رفعت وشها و باسته بسرعه ف عينيه الشارده خلته إنتبه: بقيت بتسرح كتير هاا ؟ مراد إبتسم بحب و هى إتحركت تمشى: اروح اخد حمامى بقا و ارجع اشوف حكاية السرحان دى ايه مراد شدها رجّعها لحضنه: انا اقدر ؟ ده انا محدش بيعرف يخطفنى منى غيرك .. لالا مش عاجبانى انتى لسعتى تانى و لا ايه ؟ ما كنتى عامله فيها الفقى ف زمانه همسه رفعت حاجبها: بنقلدددك مراد مسك راسها و ميلها بغيظ: عايزه تتضربى انتى هااا هنسه بغيظ: تاانى ؟
مراد رفع وشها و هو لسه ماسكها و بصّلها بعتاب: انتى بجد لسه منستليش اللى حصل يا همسه ؟ همسه فهمت انه قصده على اللى قالته انه مد ايده عليها ف إتعدلت و اخدته عليها و قعدت و إبتسمتله: لا يا مراد نسيت .. و لو مكنتش نسيت مكنتش عرفت اكمل معاك حتى لو الحياه اجبرتنا نرجع .. انت اكتر واحد عارفنى إنى مبعرفش اقلب صفحه و افتح صفحه زى ما الناس بتعمل و ان الصفحه اللى مبقالهاش لازمه عندى بتتقطع و تترمى .. انت بنفسك اللى قولتلى انى من اول الحكايه معرفتش اتقبل وجودك غير ما إتخطيت تجربتى قبلك و دوست عليها و عديت..
مراد إبتسم بشكل راضى قلبه و هى اخدته عليها لحضنها و ضمته: بس فى حاجات كده لازم تفضل معلمه عشان كل ما نقع نفتكرها و نفتكر احنا اتعلمنا منها ايه .. و ان كنت قولتلك كده و فكّرتك ف كان قصدى إنك ف يوم مديت إيدك على مراتك بردوا زى مازن عشان إفتكرتها باعت ولادك و اتسببت ف موتهم .. و بردوا كان عشان كرامتك و رجولتك .. و معتقدش هو اختلف عنك كتير مراد إتغاظ اما إفتكر: انتى بتشبهينى بإبن مهاب الاهبل ؟
همسه ضحكت بخفه على لهجته و شدته من شعره اللى كانت بتلعب فيه بإيديها: تربيتك بقا .. مش انت اللى ربيته و الحمار كان طول الوقت بيتمنى و يقول ياريت ابقى زيه اهو بقا زيك قلبا و قالبا مراد كشر بدلع: يعنى بقا زى الآمله ياخى همسه رفعت وشه و باست ارنبة مناخيره بملاغيه: احلى أمله و ربنا يا ميكس مراد رفع بوشه ملى و نزّل مناخيره اللى بتلاعبها و رفع شفايفه مكانها و ساب نفسه و هى كملت ملاغيتها على شفايفه ..
همسه ضحكت جامد و هو شدها عليه اكتر: طب ورينى كده فين إبتدى يفك هدومها حته ورا حته و هى بتضحك بغزل .. مراد كل ما يفك حته يبوسها و يغمزلها: هنا ؟ همسه غمضت بهمس: تؤتؤ مراد كمل بغزل: طب هنا ؟
همسه رجعت شعرها لورا و كشفتله وشها كله و هى مغمضه: لا انت ضربتنى هنا مراد باس عيونها اللى بترقص بغزل و باس كل ملامحها بهدوء.. همسه بصوت مبحوح ضمته بعشق: لالا هنا مراد باسها برقه مكان ما شاورت و هى زادت دلع: انا ناسيه ده كان هنا مراد كان مخطوف من دلعها و حس إنها بتسمحله يراضيها و يتصافوا من غير حتى ما تفتح عتاب .. وقت كبير مع بعض لحد ما مراد راح ف النوم ف حضنها ..
تانى يوم حلم صحيت الصبح بتوتر.. مهزوزه و محتاجه قوه تصلبها بس للحظه حست ان كل حاجه حواليها بتضعفها .. بتهد فيها ! لازم تعتمد على نفسها عشان مش هتقوى إلا بنفسها ! قامت لبست و لبّست ولادها و اخدت ولادها و نزلت .. قابلت مروان بيركن ف إبتسمت بالعافيه: عرفت ازاى انى خارجه ؟ كنت هكلمك مروان راح عليها اخد حلم و ياسين من على دراعها و باسهم فضل يلاغيهم: كنت متآكد على فكره .. و كنت متأكد إنك محتاجالى حلم سكتت و هو بصّلها بغيظ: قصدى محتاجه حد جنبك ف جيتلك نروح سوا..
حلم غمضت عينيها و قربت تاخد الولاد هو باعد دراعه بيهم: لا دول انهارده بتوعى .. انهارده اصلا بتاعى انا و بس .. يلا مالك كان نازل و قبل ما يطلع من الباب لمحهم و وقف ف سمعهم .. إتحرك عليهم قصد يظهر نفسه و حلم إتحركت مع مروان.. مالك قصد يوقفها: رايحه فين ؟
حلم بهدوء: خارجه مالك إختصر و هو رايح على مروان ياخد الولاد منه: طب يلا هاخدكم ف سكتى مروان مسك ف الولاد كإنه بيعدلهم و قصد يأخرهم عنه يدى فرصه لحلم تتدخل يشوف رد فعلها .. حلم قربت لعيالها اخدتهم من الاتنين و مالك بصّلها بغيظ: يلاا هاخدك ف سكتى حلم وجهت كلامها لمالك ممن غير ما تبصله و هى بتعدل ولادها: سكتنا مش واحده..
مالك إتضايق من ردها.. هى لا تعرف هو رايح فين و لا هو يعرف هى رايحه فين ! سكة ايه اللى مش واحده ! دى طول عمرها بتقابل سككهم عشان تجمعهم و بتقنعه ان ده القدر ! مشيت مع مروان اللى إبتسم اوى و فتحلها عربيته و اخدها و مشيوا قدام مالك اللى هيموت و يبقالها زرار يتكى عليه يقلبله قنواتها يمكن يرتاح ! مروان بصّلها بإبتسامه ضايقتها: نفطر فين ؟
حلم هتعترض هو سبقها بإصرار منعها تنطق: هنفطر يعنى هنفطر .. انا مفطرتش مستنيكى و متأكد إنك زيى حلم بمغزى: بس انا مش مستنياك مروان متغاظ: لاء انا اقصد زيى مفطرتيش حلم لفت وشها بعيد و هو بص لحلم اللى بتلاغى ف حجره و وشها للدريكسيون: بعدين ست البنات عايزه تفطر هى كمان .. ذنبهم ايه ؟ حلم سكتت و هو بص لياسين: صح يا باشا ؟ ياسين و حلم بيلاغوا بأصوات و هو ضحك جامد: شوفتى ؟
مالك اخد عربيته و مشى راح ع الجهاز .. طول الطريق مخنوق و عايز يفش خِلقُه ف اى حد .. وجودهم مع بعض مستفزُه بشكل مبالغ .. حلم دلوقت بتخبّط .. ضعيفه .. محتاجه لحد و من كتر ما هى مهزوزه و بتقع بتكبّش ف اى إيد حواليها و يمكن ده جزء من اسبابها اللى خلتها متبته فيه.. إفتكر كتير مسكت ف إيده و سابها تقع و اكتر و اكتر قصد يسيبها تمسك ف إيده عشان يسيب ف تقع ! حس إنه بيختنق و مش عارف يتنفس .. إفتكر ان ثروت هيترحل انهارده و هامر كمان و خمن إنهم رايحين لهم ..
راح ع الاداره و دخل ليونس: زفت هيترحّل امتى ؟ يونس بقلق: شويه كده .. هنتنقل بيه .. انا عامل حسابى متقلقش مالك بغضب: شدد الحراسه على عربية الترحيلات .. خد حرس كتير و أمّن الكماين اللى هنعدى عليها يونس: انت جاى و لا ايه ؟
مالك: اه يونس سكت شويه: مالك خليك و انا هروح و مالك: لاء يونس: انا عارف حساسية وضعك اولا .. ثانيا هما خلافهم معاك ف متربصينلك و ممكن يكون حد وراهم او عاملين احتياطاتهم مالك خرج: و انا هخاف و لا ايه ؟
خرج على مكتبه بس دماغه برا المكتب .. ف حته تانيه .. مسك موبايله بغيظ و يدوب فتحه نوّر و قبل ما يستعمله قفله بضيق .. شويه و رجع مسكه تانى و سابه.. قام ع الشباك فتحه بيقنع نفسه هيشم نَفسه اللى مش ثابت بس عينيه هى اللى مش ثابته .. بتزوغ حوالين المكان كإنها تايهه ! شويه و يونس خبّط و شاورلها: هتيجى و لا غيّرت رأيك و مالك بضيق اخد موبايله و مفاتيحه و شاورله نزلوا ..
عربية الترحيلات وقفت و ف وسط الحرس و العساكر و كذا ظابط معاهم خرّجوا هامر و ثروت و الكل مشدد عليهم .. مالك بيتلفّت حواليه بضيق و بيتحرّك ببطئ .. مسك موبايله بتردد و الاخر إتصل .. حلم كانت قاعده مع مروان بيفطروا قدام اصراره .. بتاكل ببطئ مش عارفه ملهاش نِفس و عايزاه يخلص بسرعه و لا مش عايزاه يخلص اصلا !
مروان ملاحظها ف ساب اللى ف إيده و مسك إيدها و لاول مره تسيبه او تتبت ف إيده .. مروان بص لإيدها بقلق قبل فرحه و طبطب بإيده التانيه عليها: حلم .. لو مش عايزه تروحى انا هفضل معاكى مش هسيبك حلم هزت راسها لاء بس عيونها دمعت.. مروان إبتسم و رفع إيدها اللى ماسكاه باسها: و بردوا لو عايزه تروحى هبقى معاكى مش هسيبك..
موبايلها رن و هى سحبت إيدها بهدوء مسكته و بصت فيه شويه قبل ما تفتح و سابته رن مره و مره و كذا مره و قدام اصراره او قلقها فتحت .. مالك كان متغاظ بس لهجته اللى اتكلم بيها كانت غامضه: أبوكى منقول للمعتقل لحد ما يصدر حكم و اعتقد هناك مش هتعرفى تشوفيه دلوقت .. او مش هتعرفة تشوفيه تانى هزت راسها اه كإنه شايفها و قفلت ..
رفعت وشها لمروان اللى خمن ان ده مالك و كتم غيظه: نروح ؟ حلم هزت راسها اه .. بتهز راسها و بس كإنها محتاجه طاقه مش عندها للكلام .. حاسب و ميل على الولاد شالهم و اخدها و مشى .. راح ع الاداره و قبل ما يركن حتى شاف الدنيا مدربكه قدام المبنى و حراسه و عساكر و صحافه و هيصه كتير اوى .. بص لحلم اللى اخدت نَفس طويل و بصتله: الولاد..
مروان لف دراعه حوالين كتفها ضمها عليه باس راسها و شدد عليها: متقلقيش سيبيهم عليا و انا معاكى نزلوا و بيدخلوا وسط الناس بالعافيه لحد ما لمحت مالك واقف و عينيه بتلف وسط الكل .. بصتله للحظه و قلبها خانها و إتمنى لو هو هنا بس عشان يبقى جنبها بس للحظه صُعبت عليها نفسها اما شافته اول ما لمحها بصلها بوش خالى من اى تعابير و بص على عربية الترحيلات و بص بعيد ..
حلم إيديها جنبها إتهزت و إنتبهت على مروان بيمسكها و يضغط عليها .. مشيت معاه و بيقربوا بالعافيه لحد ما وصلوا للبوابه الرئيسيه و وقفوا .. شويه و خرج ثروت و هى بصتله و بلعت ريقها بالعافيه و بتبص حواليه و بعيد و لمحت حد جاى وراه وسط حراسه و مكلبش ف إيده مع إيد ظابط .. حلم بصتله قوى و عيونها دمعت و قربت منه بخطوات بطيئه اوى ..
آبوها مكنش شايفها بس بمجرد ما قربت اوى و إتخطت ثروت لمحها و بصلها كتير بقلق و لهفه و غضب و حزن و فرحه و هى كمان عيونها نطقت بنفس اللغبطه و إتقابلت عيونهم ف لحظات صعبه .. حلم قربت منه بدموع: ليه ؟ كان كل ده ليه ؟ أبوها بصّلها كتير و بلع ريقه بشكل مش عارف يقول حاجه .. يونس بص لمالك يتدخل بس مالك متابع الموقف بينهم بترقب كإنه مستنيه يتصاعد او يشوف هيوصل لاى نقطه...
حلم بحزن: كانت مستاهله يعنى ؟ مكنش عندك حاجه تبقى عليها ؟ طب و انا ؟ ده انا حبيتك من غير ما اشوفك .. و برغم كل حاجه و الله لسه بحبك .. و الله ما عرفت اكرهك أبوها عيونه دمعت بندم و لاول مره يحس مرارة طعم الخساره: مكنش قصدى اخسرك .. بس كان لازم .. كنت ف اختيار و كنت كده كده لازم اخسر..
حلم بدموع: ده انت مش بس خسرتنى ده انت خسّرتنى معاك .. خسرت كل حاجه و خسّرتنى معاك كل حاجه .. ده انت خسرتنى عمرى كله و خليت الراجل اللى كنت بتحامى فيه بقيت بتحامى منه أبوها بص بعيد و عينيه جات على مالك اللى متابعهم و بصّله بغضب .. فكر للحظه ف فكره غشيمه من الغل و الغيظ اللى جواه دلوقت .. حلم بولاده نقطة ضعفه و ممكن يلوى دراعه بيهم بس لحد ما يخلص و بعدها يسيبهم و يفضاله ياخد حق بنته ..
كانت فكره وليدة لحظة تهور و ف لحظه كان شد مسدس الظابط بإيده التانيه و شد حلم عليه و لف دراعه بكوعه على صدرها برقبتها .. مالك إنتبه للوضع و إتنفض و قرب جرى عليهم .. هامر زعق: بعيد .. ارجع بعيد عشان متأذيش نفسك و تآذيها مالك هينطق كان ثروت استغل الدوشه و شد بإيده ياسين من على دراع مروان و قرب من هامر ..
حلم غمضت عيونها بمنتهى الوجع اللى ف الدنيا و دموعها نزلت بصدمه .. أبوها وراها إيده بتختقها و مالك قدامها نظراته بتخنقها كإنهم ماسكين طرفين حبل حوالين رقبتها بيشدوه قصد بعض .. هامر بص لمالك بغلّ: اعتقد إنك ذكى و انا بعترف .. عرفت عنك كل حاجه بس اول حاحه عرفتها كانت ده .. يارب متتغاباش دلوقت عشان انت اللى هتخسر
مالك نقل عينيه بين حلم اللى بتبصله بإنهزام و بين المسدس المرفوع على راسها و رجع بصّله ببرود: بتقول إنك سمعت عنى و عارف عنى كل حاجه، بس معتقدش، عشان لو سمعت عنى حاجه واحده بس كانت هتبقى إنى مبشتريش حد باعنى، ده انت مش بس سمعت ده، ده المفروض إنك شوفته منى مع غيرك حلم بتبصّله بهزيان و حركة عيونها و راسها و حتى جسمها المتكتف عشوائيه و هيستريه و هى بتنقل عينيها بين اللى قدامها و اللى مش عارفه تقتنع ان ده مالك و بين اللى وراها و اللى مش عارفه تشوف وجوده اصلا و هو بص لمالك: ايوه، بس حلم دى..
مالك وقّفه بالكلام و هو بيهز راسه بجفا لحلم اللى غمضت عينيها بألم مميت و خرّج سلاحه من جيبه و شد الزناد و رفعه عليها .. يونس قرب منه مسك إيده و مالك ضغط بإيده عليه .. حلم ممسوكه قدامه و هامر بيحاول يتحرك بيها و حاطط المسدس على راسها و كل ما حد يحاول يقرب منها يشدد عليها اكتر و المسدس حركته مش ثابته .. هامر إيده مكلبشه و التانيه لاففها على حلم بدراعه كله على رقبتها و ف كف إيده المسدس و بيحاول يرفعه و ثروت جنبه بيقرب ياسين منه ..
مالك بيقرب و هامر بيحذره بتهديد مهزوز: ابعد هأذيها حلم فتحت عينيها بإنهيار و ميلت راسها شويه و رفعتها بعنف خبطت راس آبوها اللى فوق راسه اوى .. ف لحظه إختل توازنه و هى فكت نفسها منه و خطفت المسدس من إيده و رفعته ف وشه بإنهيار ..
أبوها إتصدم من حركتها اللى جات ف لحظات: حلم .. حلم اهدى .. انا حلم بإنهيار: انت ! انت ايه ؟ انت غبى و لا انا اللى غبيه عشان محطتش قدامى احتمال تبقى بالقذاره دى ؟ أبوها بإنهزام: حلم اهدى .. انا مكنتش حلم بدموع: انت مكنتش بنى ادم اصلا عشان استنى منك تحس ! انت حيوان ! تخطيت الحيوانيه من زمان ! اما توصل لحد هنا و بردوا زى ما انت يبقى حيوان ! اما اهون عليك ف الاول و اهون عليك ف الاخر تبقى حيوان !
أبوها برجاء: انتى مش فاهمه .. انا مقصدتش اخاطر بيكى .. انا مالك كان متابعهم و مانع حد يتدخل .. باصص للمسدس بحذر و حته جواه مش مصدقه إنها ممكن تدوس ع المسدس و حته تانيه بتتمنى ده ! كان جايبها يشوف شكل صدمتها و متخيلش المشهد هيعيد نفسه ! دى لسه قايله لابوها انها بتحبه ! بيتحرك يقرب منهم بحذر و مشهد واحد بس اللى مرسوم قدامه .. مشهد ملهوش علاقه اصلا بكل حاجه حواليه !
أبوها بيحاول يتكلم و هو بيقرب من حلم و هى زعقت: اخررس .. مش عايزه اسمع صوتك .. انت ملكش الكلام .. ملكش حق .. ملكش حاجه غير الموت .. لازم تموت .. لازم
بتتكى ع المسدس و مالك بيقرب و هو باصللها بترقب و حته جوته خلته إبتسم غصب عنه .. صدمتها ف ابوها كانت فوق كل عاطفتها ! أبوها شاف مالك بيقرب و بصّله بحده كإنه بيحذره يقرب منها او يأذيهاو هى بصت وراها و شافت مالك و إتقابلوا ف نظره برغم كل الوداع اللى عدى بينهم إلا انها اول مره تجسد معنى الوداع ..
أبوها استغل وضعهم و كان قرب و ف حركه سريعه شدها عليه و لقط منها المسدس تانى بإيده و بص لمالك بتهديد: ابعد مالك غمض عينيه قوى و هو زعق: بقولك ابعد .. ابعد هأذيها ابوها فضل يتحرك بيها و المسدس قصد ودنها ف قبضة إيده اللى ماسكاها و شاور لثروت بعينيه اللى بيتحرك وراه: ابعد عشانها .. ابعد الكل خايف يتدخل و مالك بص وراه و شاف القوه بتستعد تتدخل راح ضرب علي حلم قفلت عينيها بجد: متخصنيش، خليهالك حلم جسمها رخى على صدر أبوها اللى إتذهل او مكنش متوقع و هى وقعت من مسكته لها و نزلت ع الارض و كتفها غرقان دم ..
مالك غمض عينيه اللى دمعت اوى و المسدس نزل من إيده ع الارض و راح عليهم .. يونس ميل اخد مسدسه و كان لف ورا ثروت اللى هيستغل دربكة الوضع و بيتلفّت .. يونس لف دراعه حوالين رقبته من وراه و مروان وقف من جنب حلم بسرعه اخد منه ياسين بعد ما يونس اجبره يسيبه .. حلم ف الارض غمضت عيونها كإنها فقدت مقاومتها او قدرتها و إستسلمت .. اول مره تستسلم كده ..
أبوها نزل ع الارض جنبها و ضم راسها على صدرها و فضل يعيط و يخبط على وشها بهيستريا: حلم .. حلم فوقى.. فوقى يابنتى و الله ما كنت اقصدك انتى .. انا مكنتش بجيبك انتى انا كنت بجيب حقك مالك قرب و ميل جنبهم و كل ما يحاول يمسكها منه أبوها يشدها لحضنه اكتر ..
مالك شدها منه بعنف و زعق: غور .. انت السبب .. انت .. انت اللى عملت كل ده .. انت السبب ف كل حاجه هامر بصّله بهزيان و مالك زعق للعساكر: انتوا بتتفرجوا ؟ خدوا الحيوان ده من هنا ؟ اتحركوا يلا مروان ماسك حلم و ياسين و نزل جنبهم ع الارض و بيقرب منها مالك زقه برجله وقعه: غور من هنا انت كمان .. غوروا كلكوا .. غوروا شالها و جرى بيها ع المستشفى اخدوها منه للعمليات و اتدخلوا طلعوا الرصاصه اللى كانت متنشنه بإحترافيه عشان متصيبهاش ف خطر .. خرجت من العمليات و اتحولت للرعايه بس مش بتفوق .. مش بتفوق نهائى !
مراد صحى الصبح مبتسم و همسه جنبه او ف حضنها .. باس راسها و قام بهدوء من جنبها اخد حمام و هى بتصحى ميل باس راسها: هشوف مارد و راجع همسه مسكت إيده وقّفته: بلاش الحكايه تجيله منك انت .. اعتقد لو سمع من مراته افضل له و لها..
مراد سكت شويه: اعتقد العكس افضل .. يمكن ميقدرش يحكم عقله زيها او يفهمها .. خلينى اقوله انا و اجيبها فيا انا .. بعدها يحلها ربنا زى ما حلها دلوقت همسه سكتت شويه و هو قعد على حرف السرير جنبها: انا فاهمك.. بس مارد برغم كل اللى وصله بس لسه جواه حته ملهوش حكم عليا .. حته بتخرج عن سيطرته ف اللحظات اللى زى دى .. مش هيعرف يستخدم عقله..
همسه بغيظ: هو عنده عقل اصلا ؟ ده البت اللى المفروض عاطفتها اقوى اتصرفت بحكمه و عقل عنه مراد ضحك معاها و همسه سكتت شويه: مراد .. انت مش هتقول لمازن على حمل ليليان ؟ مراد بغيظ: اشوف ابنى الاول يا همسه بعدين كل حاجه تتحل باس راسها و نزل ..
راح ع الاستراحه بس اكتشف ان مارد لسه مرجعش .. قلب الدنيا بس مفيش .. رن عليه مش بيرد .. رجع ع البيت بقلق شاف همسه نازله ف راحت عليه مخضوضه: فى ايه ؟ شكلك ليه عامل كده ؟ مراد بقلق: مراد مرجعش همسه بلعت ريقها بالعافيه و مسكت موبايلها و مراد سابها تجرب رغم انه عارف النتيجه ..
همسه رنت بس مقفول .. إبتدى القلق يسيطر عليهم .. غرام نزلت و شافتهم و تقريبا فهمت .. بتحاول تطمن نفسها: هو راجع .. راجع .. ان شاء الله هيرجع .. بقاله يومين ابتدى يخرج .. ممكن بيشم هوا مراد عايز يقولها مباتش من امبارح بس سكت .. ابوه و امه نزلوا على صوتهم بقلق و مراد بص لابوه بحزن: مراد مش لاقيه ابوه بهدوء: براحه بس .. هو عيل تايه ؟
امه: اكيد هنا و لا هنا و راجع .. مش انت قولت بعد اللى حصله بيقعد لوحده ؟ غرام بصتلهم بحذر و بصت لمراد بعتاب و سابتهم و طلعت على اوضتها لبست بسرعه اى حاجه .. الباب رن و حد سأل: فين مدام غرام السويدى ؟ مراد راح عليه بقلق: انت مين و عايزها ليه ؟
الراجل إداله ظرف: الظرف ده مبعوتلها مراد بص فيه من برا: ايه ده ؟ الراجل: معرفش .. هو اتبعتلها كده الراجل مشى و مراد فتحه بحذر و اتصدم: طلاق !
همسه شهقت و ابوه و امه اتخضوا .. غرام كانت نازله و شافتهم ..راحت على مراد بصدمه: طلاق مين ؟ مراد معرفش ينطق او يجمّل الموقف .. هو الموقف لا يقبل تجميل ! غرام بصتله و زعقت: طلاق ايه اللى بتقوله ؟ انطق مراد اتكى ع الظرف ف ايده و هى بصت للظرف و بصتله .. شدته منه و فتحته و دموعها نزلت بانهيار ..
جريت على برا و اخدت عربيتها و مشيت .. همسه بصتلها اوى و هى بتخرج و بصت لمراد و قلبها اتخلع .. مش عارفه تشوف حاجه قدام عينيها غير نفسها و بس ! بصت لمراد بوجع: ال .. الحقها .. الحقها و النبى يا مراد
مراد خرج وراها و همسه جريت وراه حتى بهدومها و ابوه اتحرك معاهم و امه .. كانت غرام مشيت بعربيتها ف اخدوا عربيه مراد و مشى وراها.. غرام مش عارفه بتتحرك ازاى و لا فين بس ماشيه و خلاص .. محستش بنفسها غير قدام شقة مارد قبل الجواز اللى كانت بتقابله فيها .. كإن قلبها اللى جابها .. هى اصلا كانت لابسه و نازله تشوفه هنا و لا لاء !
ركنت و نزلت جرى طلعتله .. رنت الحرس بإنهيار و مراد جوه اول ما الباب رن غمض عينيه بحزن و فضل مكانه غرام برا بترن الجرس بإيد و تخبط بالتانيه بإنهيار .. مراد طلع و الكل وراه و اتنهد بإرتياح اول ما شافها .. راح عليها حاول ياخدها ف حضنه: حبيبتى .. تعالى بس و.
غرام زعقت: خليه يفتح .. خليه يواجهنى مراد بص للباب و بصلها: هو قالك انه هنا ؟ غرام عيطت بزعيق: هو مبيقوليش ! مبيقوليش حاجه ! ابنك مبيقوليش حاجه ابدا مراد: طب اهدى .. هو اكيد محتاج غرام زعقت: محتاج ؟ محتاج ايه ؟ ابنك مش محتاج حاجه .. انا اديته كل حاجه .. كل حاجه و كانت النتيجه سابنى .. سابنى بعد كل اللى عملته عشانى .. مهمتهوش حتى يقعد معايا .. يودعنى .. يقولى انه هيسيبنى.
مراد هيتكلم بس هى زعقت: عارف ليه ؟ عشان ابنك ضعيف .. ضعيف و مهزوز .. حاولت اقويه بكل الطرق بس هو ضعيف .. لو راجل كان واجهنى مراد خبط ع الباب و رن الجرس اللى سابته و بتخبط بكفوفها الاتنين ع الباب .. مارد جوه اخد نفس طويل بصدمه على اخر جمله قالتها و فتح .. غرام وقفت بالكلام فجأه و بصتله بمنتهى الوجع و هى بتشاورله بالظرف: ايه ده ؟
مارد لف وشه بعيد و هى قربت بوجع لفت وشها له: قولى ايه ده... قولى اى حاجه .. قولى حد بيهزر معانا .. حد حتى بيوقع بينا .. قولى جه بالغلط مارد بيتنفس بالعافيه و هى زعقت: قول اى حاجه بدل سكوتك ده.. انطق مارد بهدوء مزيف: ملناش نصيب يا غرام .. ربنا عايز كده غرام زعقت: ربنا ؟ انت متجيبش سيرة ربنا على لسانك فااهم ؟ انت متعرفش ربنا اصلا عشان تتكلم عنه.
مارد بلع ريقه بوجع و بص لأبوه كإنه بيستنجد بيه يفض الموقف .. بس مراد رفض يتدخل .. رفض و سابها يمكن تفوقه .. كان هيقوله على كل حاجه بس اتراجع بغضب و وقف كإنه بيتفرج على فيديو مسجل من اكتر من عشرين سنه ! غرام بصت لمارد اللى شافته هيتحرك لجوه و يقفل الباب: انت مش بتعرف تعمل حاجه غير كده ! غير الهروب ! اى موقف انت مش اده بدل ما تحاربه و تقتله بتسيبه يقتلك ! بس عارف ليه ! عشان ضعيف !
مارد ضربها قلم على وشها جامد خض الكل .. غرام متصدمتش اد ما اتوجعت و اتكلمت بمنتهى الضعف برغم قوة كلامها و عنفه: و انت كده فاكر انك قوى ؟ راجل ؟ كنت عايز تثبت إنك راجل و كنت خايف تبان قدامى و قدام الكل مش راجل بس خليت نفسك اقل من انك تبقى راجل !
مارد بصّلها بغضب و ضربها قلم على وشها جامد و مسكها من شعرها زقها على مراد: خدها من وشى السعادى غرام فضلت تهبش فيه بصدمه و هى منهاره: عارف .. انا مكنتش عايزه الخلفه اد ما كنت عايزاك .. بس دلوقت لا عايزاك و لا عايزه الخلفه مارد بمجرد ما جات سيرة الخلفه اتجنن ..قرب منها و شدها بعنف حدفها ع الحيطه بجنون و ضربها قلم ورا قلم ورا قلم .. مراد قرب من وراه حاول يشده او يخلصه بش مفيش ..
همسه مفتحه عيونها قدامها بهيستريا و بترجع خطوات لورا بلغبطه و توهه و حاطه إيديها على بوقها و بتهز راسها بهيستريا .. مراد شافها من وسط دوشتهم ف ساب غرام و مارد و الكل و جرى عليها .. اخدها ف حضنه و ضمها اوى: اشش اهدى .. اهدى هما كويسين.
همسه جسمها بيتشنج بين إيديها و بتعيط و بس: الحقها يا مراد .. الحقها .. الحقها متسيبهاش .. متسيبهاش مراد بيحاول يضمها بس هى بتبعد ف ماسك وشها بعشق و خوف و بيعمل اللى قعد سنين يندم على انه معملهوش وقتها: اهدى حبيبتى .. اهدى انا جنبك .. جنبك مش هسيبك و الله همسه بتعيط و مارد اول ما اخد باله منها ساب غرام و جرى عليها .. مارد بضعف: حبيبتى .. اهدى.. انا جنبك معاكى متخافيش.
همسه لفت وشها له بجنون: لالا .. مش معايا .. مش عايزاك معايا .. انت لاء .. انت مش هتيجى تانى معايا .. معايا لاء مارد عيط ف حضنها و هى بتزقه: لالا ابعد .. امشى .. امشى من هنا .. اللى انت فيه ده بسبب انك كنت معايا .. مش عايزاك معايا .. لالا بتهز راسها و كل اللى بيقرب منها بتزقه لحد ما اغمى عليها .. مراد ميل عليها شالها دخلها جوه ..
غرام بصتله و هو بيعدى عليها بأمه و صعبت عليها نفسها و دموعها نزلت و رجعت بخطواتها لورا و اما ملقتش حد واخد باله حتى من عياطها اللى بقى صريخ نزلت جرى ..
الكل دخل و بيفوّقوا همسه لحد ما فاقت و هى ف حضن مراد و بمجرد ما حست نفسها ف حضنه اتنفست او قدرت تتنفس ..
مراد ضمها اكتر و امه بتبص حواليها بقلق و بتبصله .. مراد بصلها بقلق و هى بتتكلم و هى بتلف حواليهم: غرام
مارد اتنفض و مراد ساب حضن همسه و قام و ابتدوا يدوّروا بس مفيش .. غرام اختفت من وسطهم .. مارد سحب مفاتيحه و موبايله و نزل جرى و مراد وراه و الكل بيدور بس مفيش .. ساعات بيلفوا ف الشارع .. دوّروا ف كل الاماكن اللى ممكن تكون فيها او راحت عليها .. اتصلوا بكل صحابها .. كلموا امها .. ابوها جالهم اما عرف .. بس مفيش .. مفيش !
يوم و اتنين و عشره عدوا و مبيوصلوش لحاجه لحد ما كلموا مراد من مستشفى و راحلهم .. راح و بمجرد ما الدكتور طلعلهم مارد كلبش ف إيد ابوه برعب .. الدكتور: مراد مراد العصامى ؟ جوز مدام ... ( بص ف الورق ف إيده و بص لمارد ) مدام غرام السويدى ؟ مارد بلع ريقه برعب و مراد معرفش يسمع الجمله غير " همسه السويدى " ! الدكتور بصّلهم و نطق و مارد نزل ع الارض بشكل لا ارادى بعد ما جسمه كله خانه و...!
رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل الأربعون
بيدوروا على غرام ف كل حته ممكن تكون فيها بس مفيش .. يوم و اتنين و عشره عدوا و مبيوصلوش لحاجه .. ابوها معاهم و مازن و امها فضلت مع همسه ف البيت و بيخرجوا و يرجعوا عليهم بس مبيوصلوش لحاجه .. مراد بص لهمسه بترجى: همسه انتى تعرفى حاجه عن غرام ؟ همسه سكتت و مراد مسك إيدها: ارجوكى لو تعرفى حاجه طمنينى .. ع الاقل انا يا همسه .. انا و مش هقول لحد و لا حتى لإبنى ! همسه اخدت نَفس طويل و هربت بعينيها بعيد و سكتت ..
مراد سابها و إتكلم و هو خارج: ابقى قوليلها اما ترجع ان شاء الله عمك زعلان منك مشى و سابها و همسه تمتمت بضعف: بكره تشكرها مراد مبيسيبش إبنه نهائى اللى مبيسيبش الشارع .. اللى قدامه ده مش إبنه ده وجعه اللى سبق و داقه متجسد .. متردد يقوله ع اللى سمعُه من غرام حكته لهمسه بس كونه مش عارف ده هيهدّى إبنه و لا يوجعه ده خلاه اتراجع و سكت .. مهاب مسك مارد من هدومه بحده: يمين بالله بنتى لو جرالها حاجه ما هستنى عليك تعيش اللى أبوك عاشه..
مراد قرب منهم و مسك مهاب بضعف و لف دراعه حواليه: مش هيحصل حاجه .. ان شاء الله .. ان شاء الله مش هيحصل مراد بيكرر الكلمه كإنه بيطمن نفسه بيها او يثبتها جواه و مهاب زعق: بنتى هتموت يا مراد ! هتموت ! فااهم ! هتموت و إبنك السبب ده ان مكانتش ماتت مراد بيهز راسه بضعف و هو لسه ماسكُه: لالا .. مش .. مش هيحصل .. هتموت ؟ لالا مهاب رجع بوشه لمارد و زعق: امال فاكر ايه ؟ فاكر بعد اللى إبنك عمله فيها ده هيحصل ايه ؟ إبنك موتها يا مراد !
مارد بصوت مهزوز قرب عليه: مكنش قصدى .. و الله مكنش قصدى .. مكنتش شايف قدامى غيرها و عايز احميها و بس مهاب زق إيده اللى بتحاول تمسكه و زقه كله بعيد عنه بس مارد مصمم يقرب: بنتك يوم ما اخدتها منك وعدتك و وعدت امها إنى عمرى ما هحرمها من اى حاجه و الخلفه بالذات .. اصلا اخدت العهد ده على نفسى قدام ربنا و قدامها قبل حتى ما اشوفك .. من يوم ما حبيتها و ده اللى خلانى رفضت اتجوزها الا برضاك يا خالى.. عشان مخسرهاش اهلها و ادوقها اللى دوقته .. عشان موجعهاش و احرمها معايا منكم .. و دلوقت مكنتش عايز اوجعها !
مهاب انفاسه هديت شويه بس لسه بيتنفس غضب: يوم ما إبنى مد إيده على مراته أبوك مد إيده عليه و طرده و كان هيقتله و انا برغم اللى مراته عملته قولت حقه .. بنته غلطت ف مية الف تصحيح او حتى حساب ع الغلط غير ده .. رد فعله ع الغلط كان غلط اكبر و قدام ابوها.. بس اما جيت انت دلوقت و عملتها و قدام ابوك نفسه و ف غياب اهلها و أبوها عرفتنى ان ابنى مغلطش ..
مراد بيقرب منه و هو ساب إيده بخنقه و بص لمارد: ابوك بنته اتضربت قدامه و اخد حقها بإيده و بعد ما بنتى انا اتضربت قدامه انا هسيبك له .. حقى عنده هو عشان هو ابوها.. او ع الاقل انا بعتبره كده مراد إبتسم بالعافيه و بدراعه اللى لافُه حواليه شده عليه و ضمّه و حاول يتحرك بيه .. مازن راح على مارد و لافُه كله بدراعاته و اتحرك بيه يمشى و بص وراه لمراد اللى هزّله راسه مارد سابهم و اخد مازن و عملوا مشوار ..
مراد سابهم بمجرد ما مارد مشى و راح على شقته .. وقف بغل و طلع بهجوم حتى قبل ما يدخل .. فتح و دخل و برغم ان عاصم مبقاش ممه غير اسم بس الا انه هجم عليه او ع الباقى منه .. لسه حاسس بالعجز بسببه.. عاصم مراد مبيجيلهوش من يوم ما حبسوه نهائى .. مارد بس اللى بيجى من وقت للتانى .. فهم ان حاجه كبيره اللى جابته .. كبيره اوى .. مراد ضربه جامد ف وشه: انت السبب .. انت .. كل حاجه بسببك عاصم بشماته رغم انه ميعرفش فى ايه: كان لازم تعرف ان لكل شئ ضرييه !
مراد كز على سنانه بغل: حتى العقاب للبنى ادمين و انا إفتكرتك بنى ادم ! بس الغلط عليا ! عاضم ضحك بصوته كله: قولتلك مخلصتش يا صاحبى ! مخلصتش ! و واضح إنى كان عندى حق ! زى ما هو واضح كمان إنى معلّم عليك للمره ال .. ال ... ال ... عاصم حط صوباعه على دقنه علامة التفكير بإستفزاز: نقول للمره الكام ؟ الالف مثلا ؟
مراد قرب عليه بهجوم مسكه من هدومه و فضل يهز فيه بعنف: انا المرادى هقتلك ! لازم اقتلك ! لازم اخلص منك ! قالولى اخلص من كابوسى و انا حاولت و نسيت ان كابوسى فيك و عشان اخلص منه لازم اخلص منك ! انت السبب ف اللى حصل لولادى ! عشان يتخطوا اللى حصل لازم يدوسوا عليك كان بيكلمه و كل جمله بلكمه ف وشه ! مش عارف يهدى ! الكل اتلم و حاولوا يتدخلوا يفصلوهم و مهما عملوا مش عارفين !
عاصم ضحك جامد رغم ضعف موقفه: و هتقول للمحروس إبنك ايه ؟ مقدرتش عليه المرادى كمان ! و لا قتلته عشان ميظهرليش تانى و يقف قصادى حتى ف كوابيسى ! مراد كان الكلام بيحرق اعصابه قبل دمه و عاصم انفجر ف الضحك: اقولك قوله اصلى خايف ! جبان ! مراد مسكه من رقبته و فضل يضغط بعنف و مبينطقش كإن الكلام محتاج طاقه و هو حاليا مش عنده اى طاقه حتى للنفس ! مارد إتكلم بصوت ثابت بحده: سيبه مراد إلتفت وراه بتعب و لسه عاصم رقبته ف إيده ..
مارد دخل بشموخ هز المكان بهيبته المعتاده بس من جواه مهزوز ! حاسس إنه متعرى ! امتى كان بالضعف ده ! مراد صوته إتهز: ده .. ده هو اللى مارد فجأه رغم ضلمة ملامحه بالوجع ضحك بصوته كله .. بصوت عالى جدا جدا: هو ايه ! احنا يا ابويا ! احنا ! صوته اتهز جامد بمنتهى الضعف و مراد حس ان ابنه هيقع من كتر ضعفه .. لازم يتدخل عشانه و ينقذ كرامته .. قام راح عليه و اخده بالعافيه و خرج ..
مازن اخد مارد و بص لمراد و مراد شاورله بعينيه يمشوا: خد بالك منه يا مازن مشيوا و مراد رجع لمهاب و الكل بيلف .. مارد مع مازن و هما ف الطريق أبوه إتصل بيه .. مارد فتح بلهفه: بابا .. انتوا...
سكت و معرفش ينطق و لا مراد عرف يقوله ايه و بيحاول يختار جمله بس هى الجمله لازم تتقال كده زى ماهى على بعضها: حبيبى .. انا رايح ع مستشفى القوات الخاصه خليك مكانك و قولى انت فين هعدّى عليك اخدك كان مراد سايب صورتها و اسمها و تفاصيلها ف كل مستشفى ف البلد سواء حكوميه او خاص او برا او جوه القاهره .. و للحظه خطر على باله الدكتور اللى عمل لغرام السقط و اللى عارف إنها متابعه معاه .. مش عارف ايه اللى جابه ف باله وقتها و لا ايه اللى ممكن يكون جاب غرام له ! بس كلامها مع همسه خلاه لجأله ..
سأل عنه و قالوله ف المستشفى إنه مبيجيش .. مراد سابله خبر ف المستشفى اول ما يجى يكلمه .. بعدها بيومين كلموه ف المستشفى يروحلهم .. مراد كان رايح و مش عارف رايح الدكتور اللى طالبُه و لا المستشفى و فى اخبار عن غرام زى ما بلغوا ! اتصل بمارد و من ال GBS اللى موصّله من عربية إبنه لموبايله عرف هو فين و راحلهم و اخدهم و مشى ع المستشفى .. بمجرد ما الدكتور طلعلهم مارد كلبش ف إيد ابوه برعب ..
الدكتور: مراد مراد العصامى ؟ جوز مدام ... ( بص ف الورق ف إيده و بص لمارد ) مدام غرام السويدى ؟ مارد بلع ريقه برعب و مراد معرفش يسمع الجمله غير " همسه السويدى " ف حاول هو اللى يمسك ف إيد إبنه كإنه هو اللى محتاج ف اللحظه دى حد يقويه ! مهاب قرب بالعافيه: هو فى ايه بالظبط ! بنتى مالها ؟ الدكتور: لا احنا عايزين جوزها بس !
مراد بلع ريقه بحذر و مهاب بص لمراد و بص للدكتور و زعق: يعنى ايه عايز جوزها بس ؟ ده بنتى ! انا أبوها ! الدكتور هيتكلم مهاب زعق و هو بيزقه: بنتى فين انطق ! و مين اللى نقالهالكم هنا ؟ الدكتور إستغرب: يعنى ايه مين نقلهالنا ؟ بنت سيادتك يافندم اللى جات ! مهاب وقف مش فاهم: جات ؟ يعنى ايه جات ؟ الدكتور بص لمارد و بص لأبوها و مستغرب..
مهاب سابهم و بيدخل على جوه: بنتى فين انا عايز اشوفها ؟ همسه راحت عليه و مسكت دراعه بهدوء: مهاب تعالى معايا شويه مهاب لف وشه لها بذهول و مستغرب هدوئها: اجى معاكى ! بنتى ... همسه بصت للدكتور بهدوء و بصتله: سيب جوزها يدخل معاه و تعالى معايا مارد اخد نفس جامد اوى بعمق رغم انه لسه مش فاهم .. بس نوعا ما متطمن من هدوئهم ..
بص للدكتور اللى شاورله و اخده و ماشى مراد اللى زعق: فى ايه ؟ حد يفهمنا ! انتوا بتلعبوا بينا و لا ايه ؟ همسه اخدت مهاب اللى بيبصلها بعتاب و راحت على مراد: لا بنلعب بيك و لا حاجه.. مش معنى انك مش فاهم يبقى بنلعب بيك مراد بيزعق و بس لمجرد حالة إبنه اللى شايفها قدامه: امال ده يبقى إسمه ايه يا همسه ؟ شوية حريم هيلعبوا بأعصابنا الدكتور مكنش لسه مشى بمارد و مراد راح عليه بعصبيه: انا مش كلمتك اسأل عنها ؟
الدكتور: مكنتش موجود و لا هى .. بعدين انا مردتش و لا قولتلك مش هنا مراد زعق بهجوم: امال ده ايه ! صوت غرام اللى رد من وراه: دى رغبتى انا يا عمى
حلم ف المستشفى دخلوها عمليات و خرّجولها الرصاصه بس مفاقتش .. حوّلوها للرعايه و يوم و اتنقلت العنايه و على ابواب تتحول للانعاش و بردوا مفيش .. حالتها مش بتتحرك خطوه لا بتقدّم و لا بتأخر ! مالك زعق: لما انت مش فاهم فى ايه مين اللى هيفهم ؟
الدكتور: يافندم معندناش سبب واحد لحالتها .. الاصابه كانت ف منطقه خفيفه و مش حساسه اه لكن مكان اصابه قديمه .. و مع ذلك ده ميدخلهاش ف حاله زى اللى هى فيها دى .. ايه اللى حصل ؟ مالك زعق لمجرد انه عنده مية الف سبب و ف نفس الوقت مفيش سبب: هو انت اللى بتسألنى ؟ انا جايبها هنا مستشفى مش بقاله و المفروض انتوا اللى تجاوبونى الدكتور سكت شويه بتردد: عملنا فحوصات شامله و مستنين نتيجتها .. بس حاليا.
مالك بياخد نَفس بالعافيه بنهجان كإنه كان بيجرى مش بيتكلم: حاليا ايه ؟ الدكتور: حاليا دكتوره منال لجآنالها زى ما بلغناك .. و هى إتطلعت ع الحاله و طلبت تحاليل مخصوصه مش هتتعمل هنا ف ياريت تروح لمكان ما هتحوّلك و تجيب دكتور من هناك يشوفها و ياخد العينات اللى ممكن يكون محتاجلها.
مالك بصّله اوى بقلق: دكتور ايه و تحاليل ايه ! و مكان ايه اللى اروحله ؟ ليه مش هنا ؟ الدكتور: دكتوره منال تقدر تشرحلك اكتر و هى حاليا قطع الحوار و دكتوره منال مقربه منهم و إتجاهلت مالك و إتخطته و بصت للدكتور: انا كلمت المعهد هيبعتوا لدكتور بإسعاف مجهزه تنقلها يشوفوا اللازم و ترجع .. ياريت تكون جاهز و تعمل حسابك هتتنقل معاها عشان لو حصل اى مضاعفات من نقلها مالك بصّلها بخوف حقيقى و صوته إتهز: فى ايه بالظبط و تحاليل ايه دى اللى هتعملها ؟
الدكتوره بصتله بغضب: كلامى مش معاك انت.. اذا ملهاش ولى امر اتكلم معاه يبقى ملامى هيبقى معاها اما تفوق بالسلامه مالك زعق بجنون بشكل هجومى عليها: انا جايبك هنا عشان تكلمينى انا و تفهمينى حالتها و تساعديها كمان .. و لو مش عارفه تعملى حاجه او مقصرين قولى و انا هاخدها من هنا.
الدكتوره: انا لا مش عارفه اعمل حاجه و لا احنا مقصرين احنا بنعمل فوق اللى علينا بس هى خلاص اتخطت المرحله اللى انت متوقعها بمراحل مالك بضعف: ارجوكى ساعديها.. ساعديها و انا معاكى ف اى حاجه .. اى حاجه محتاجاها انا هوفرهالك و لو زى ما الدكتور قال لازم تتنقل حتى لو عشان تحليل انا انقلها الدكتوره بصتله بأسف: إتأخرت اوى .. كان من بدرى اوى كلامك ده .. كان لازم يبقى من اول ما قولتلك ساعدنى ف علاجها يمكن مكنتش وصلت لكده مالك دوّر وشه بعيد و عيونه دمعت بدموع محبوسه ..
الدكتوره حدفت بقية كلامها خلت الدموع المحبوسه جى تنزل بدون اراده: بس انت بدل ما تسمعنى و نساعدها او حتى تتجاهل كلامى و تسيبها لاء روحت كملت عليها .. اوعى تفتكر انى مش فاهمه حاجه .. انت كتت بتقول عنى غبيه و انا بعترف بده لإننا اكتشفنا متآخر اوى مالك بصّلها فجأه و صوته خانه: اكتشفنا ؟ هى..
الدكتوره ردت بسخريه: لاء .. هى لسه متعرفش حاجه .. كانت واثقه فيك لابعد حد .. اكتر من نفسها .. شكت ف نفسها و مشكتش فيك .. يمكن لو كانت بتعرف تشك فيك مكنش حصلها كل ده و كانت إكتشفت انها كويسه و انت اللى مش كويس .. لو كانت اصلا بتعرف تشك فيك من الاول خالص مكنش حصل كل ده و كانت توقعت اى حاجه !
مالك قعد ع الكرسى بتعب و هى للحظه صُعب عليها ف حاولت تتكلم بهدوء: حاليا هتتنقل و اعتقد بعد ما ياخدوا منها العينه احتمال تفوق .. اعتقد انت اخر واحد عايزاه جنبها و اول واحد لازم يبقى جنبها مالك وقف بالعافيه: مش مهم .. مش مهم هى عايزه ايه ..المهم حاليا هى .. هى و بس .. عايزها تفوق .. ترجع .. تبقى كويسه .. لازم الدكتوره سكتت بحيره: اما تفوق هنشوف .. هنشوف حالتها لانها حاليا لازم تكون بعيده تماما عن اى اجهاد.
مالك بحزن: تحاليل ايه اللى محتاجالها ؟ الدكتوره: اورام ! مالك بصّلها اوى و هى هزت راسها بتأكيد: اه .. حلم الاشعه اكدت انها بيدخل جسمها كمية ادويه مبالغ ف كمياتها و بتوقيتات متفاوته و احنا بنرجّح السبب لكده مالك إتذهل بألم: هى ممكن الادويه تعمل كده ؟ يعنى... الدكتوره بتآكيد: اه طبعا .. و انا بنفسى قولتلك الكلام ده قبل كده .. اى ادويه نفسيه لازم تتاخد بإشراف من الدكتور و وصفه.
مالك رد بسرعه بتلقائيه: ماهى بتاخدها من وصف دكتور الدكتوره بصتله بأسف: إشراف دكتور عليها هى كمان زى اشرافه ع الدوا.. ممكن الدكتور يشرف ع الدوا اه و يرجّحه لكن بمجرد ما يتاخد منه جرعات لازم دكتور يباشره و يشوف الاثار السلبيه بتاعته وصلت بصاحبه لفين .. حتى لو كانت اضراره قليله لكن تكرار استعماله و تحت ضغط و مع تعب و نفسيه و فوق ده كله بعيد عن اى متابعه يبقى لازم يودى صاحبه لكده.
مالك بتلقائيه سند بإيده ع الحيطه قصاده و حط إيده التانيه على وشه .. الدكتوره: الادويه النفسيه مهمتها بتعمل وظايف فى خلايا و اجزاء من المخ مختصه بالوظايف دى .. ف اما الواحد بياخد جرعات منها بيركن الخلايا دى و يسيب الادويه تقوم بالوظايف دى .. اما ده يتكرر مره على مره و فتره ورا فتره بتبتدى الخلايا دى حاجه من الاتنين .. الاولى منها يا تخمل شويه شويه لحد ما تتلف و تفقد قدرتها على القيام بوظايفها دى و يمكن ده اقلهم ضرر.
مالك إتصدم: اقلهم ؟ الدكتوره هزت راسها بتأكيد و مالك نطق بالعافيه بترقب: و التانى ؟ الدكتوره حاولت تطمنه: التانى مبنلحقش نتنبّئ بيه .. ضغط الادويه على خلايا المخ ممكن يؤدى لإنفجار ف المخ .. مفيش ادويه بتدّى بعشوائيه .. كل حاجه لازم بيبقى معمول حسابها و معروف الحد اللى مسموح يوصل له تأثيرها و اللى بيبقى بعده ده الخلايا مبتقدرش تتحمله و بيحصل انفجار بينهى صاحبها وقتى ! مالك بصّلها كتير و ميل راسها بندم غريب .. الدكتوره هزت راسها بأسف و سابته و مشيت ..
ف المستشفى عند غرام مراد إلتفت على صوتها و هى اكدت على كلامها: اه يا عمى دى رغبتى انا الدكتور ملهوش علاقه .. انا اللى طلبت منه ده مارد بمجرد ما شافها إتنفس بصوت عالى اوى اتسمع من الكل و غصب عنه وشه إتلون بفرحه كانت غايبه عنه من سنين مش ايام .. كان محتاج يحس بس انه مش محروم من كل حاجه عشان ربنا مبيحرمش حد من كل حاجه .. كان محتاج يحس ان ربنا معوّضه قبل ما يحرمه و ان عنده كتير اغلى من اللى مش عنده ! راح عليها و هى دوّرت وشها بعيد اوى بعيون فيها قوه غريبه ..
مهاب راح ناحيتها بغضب: انتى اللى طلبتى منه ده ؟ ده ازاى يا غرام ؟ هااا ؟ غرام بصوت مخنوق: بابا لو سمحت مهاب زعق و هو رايح عليها: سمحت ايه و مسمحتش ايه ! انتى عارفه انتى عملتى فينا ايه ؟ عملتى فيا انا ايه ؟ ده انا نزلت لف على رجلى على كل الشوارع .. مسيبتش شارع و مسآلتش فيه كإنى بدوّر على عيله بنت سنتين تلاته مش عارفه تحكّم عقلها .. ده انا كان فاضلى تكه و انزل ادوّر ف القبور ! فاهمه اللى عملتيه فينا !
غرام لفّت بعينيها بلمحه سريعه ع الكل غصب عنها .. من بينهم مارد اللى هربت بعينيها قبل ما تشوفه و شافت حالته و شافت الكل .. لاول مره تحس إنها فارقه كده .. طول عمرها لا فارقه مع أبوها و لا اهلها و حتى يوم ما حبت لقت نفسها مش فارقه او هى فاهمه كده لمجرد حبت واحد كيميته غريبه ! مهاب بيزعق و مارد راح عليه بسرعه و وقف بينهم و مهاب بيهجم عليها: انتى حسستينى بالعجز ! لتانى مره احس إنى متكتف ! مش راجل ! مهاب سكت ف نص الكلام و صوته اترجم بدموع حبسته ..
غرام واقفه مكانها بتبتسم غصب عنها و عينيها راحت لهمسه و إبتسمت بدموع اللى غمزتلها و إبتسمت.. غرام راحت على أبوها اللى دوّر وشه بعيد و هى قربت.. إتخطت مارد اللى إبتسملها بلهفه و بيقرب هى بعدت اوى و بصت بعيد و راحت على أبوها .. مهاب لف عينيه اللى دمعت بعيد و هى مسكت وشه بحب: حقك عليا .. و الله حقك عليا .. مكنش قصدى و الله زى ما فهمت مهاب بصّلها بعتاب: امال ايه يا غرام ؟
غرام سكتت شويه بتردد: طيب ممكن تيجى معايا همسه اتدخلت: روح معاها و مارد هيدخل شويه الدكتور عايزُه مارد بصّلها بإستغراب عشان كان فاهم ان الدكتور عايزُه عشانها.. بس هى قدامه اهى و كويسه ! مراد إبتسم بتلقائيه لهمسه اللى إبتسمت و اخدت ام غرام و بيتحركوا دخلوا الغرفه .. مارد زعق: ما تفهمونا فى ايه ! عشان واضح ان انا الوحيد اللى مش فاهم ! انا مليش لازمه ف الزفت و لا ايه ؟
همسه مسكت إيده: حبيبى اهدى مارد زعق لمجرد ان احساس النقص مسيطر عليه: اهدى ايه و زفت ايه ! انا خيخه هنا و لا ايه و لا خلاص معدش ليا لازمه ؟ غرام فركت إيديها بتوتر و مارد بص للدكتور اللى كان لسه واقف: طب انطق انت .. كنت عايز ايه ! و اما هى كويسه اهى هنا ليه ؟ الدكتور بهدوء: مدام غرام كانت جايه بتعمل طفل انابيب و حاليا كنا محتاجين موافقتك و امضتك على مسئولية العمليه و كمان محتاجين القسيمه مارد مسمعش من الجمله الطويله دى غير ان غرام جات و اتفقت على طفل انابيب ! و هو خلاص مبقاش ينفع ! و هى عارفه ده ! يبقى ايه ! دماغه مراحتش غير لحاجه واحده و بس !
مارد اتصدم و بص لغرام بتوهان: طفل ايه ! انتى عايزه تحملى ! و بالطريقه دى ؟ غرام حاولت ترد و مارد زعق لمجرد انه مش فاهم او لاول مره يحس بالاهانه دى: انتى إتجننتى و لا ايه ! هو ده اللى انتى عايزاه ؟ غرام بصتله مش فاهمه: انا إفتكرتك هتفرح ! انى كده بساعدك !
مارد راح عليها بصدمه و بيحاول يتمالك اعصابه بس بيزعق: افرح ! افرح بالقذاره دى ؟ و بتساعدينى بإيه ؟ بإنك تشيلى ف بطنك حته من راجل تانى ! غرام إتصدمت و بصتله اوى: راجل تانى ! انت إتهبلت و لا ايه ؟ مراد إتدخل يوضح سوء التفاهم و هو بيحاول يفصل بينهم و يقف ف وسطهم و وشه لمارد رغم إنهم مقربوش لبعض بهجوم بس قصد يفصل حرب النظرات بينهم اللى كلها وجع !
مارد زعق اما شاف غرام بتهز راسها بأسف لأبوها و أمها و راح عليها بهجوم شدها من إيديها وقفها: حكاية ايه ؟ ما الحكايه واضحه اهى ! الهانم الراجل اللى معاها مبقاش مكفى طلباتها .. مش مالى عينيها ف راحت تملى نفسها و عينيها ف حته تانيه ! من راجل تانى ! غرام بصتله بصدمه و صوتها إترعش: انت تصدق إنى ممكن اعمل ده ؟
مهاب قرب من وراها مسكها تهدى و مارد زعق و هو بيهز فيها: امال ده يبقى إسمه ايه ! هاا ! و ليه متعملهاش ما انتى كان عندك إستعداد تسيبى أبوكى اللى هو أبوكى عشان راجل تانى يبقى مش هتسيبينى انا عشان راجل تانى !
غرام فلفصت من أبوها و شدت دراعها من مارد و هجمت عليه بعنف يخرّج كل الكبت اللى جواها من فتره: اخرس .. اخرس يا حيوان .. انا انضف منك و من ان إسمى يجى على لسانك .. العيب مش عليك .. ع الحيوانه اللى حبت عيل زيك .. بس و حياة الحب ده يا مراد لاخليك تسف تراب الارض اللى بمشى عليها عشان ضفر رجلى ! مارد بيزعق: قسما بالله لو ده حصل يا غرام لا ادبحك .. شوفى مش انا مطلقك بس و حياة أبويا لا اقطعك .. انتى فاكره ان...
غرام بتتكلم ف نفس اللحظه اللى هو بينطق فيها ف كلامهم طالع ف نفس واحد: هيحصل يا مراد .. و قسم على قسمك لا يحصل .. و عِند فيك هيحصل.. بس ساعتها هسففك التراب على ضفر عيل منهم زى ما أبوك سف سنين عمره كلها على ضفرك مارد بيزعق و هى كمان و كلامهم محدش فاهمُه غيرهم و مراد زعق ف وسطهم: بس يلا .. بس يا بت انتى اسكتى .. بس بقا ايه مفيش كبير وسطكم ؟
مارد بيزعق و مراد بيتكلم و هو بيحط إيده على بوقه مره و مره على غرام و مره يزقها و مره يزق إبنه و بيزعق: منك يا حمار .. هتحمل منك يا حمار مارد وقف فجأه بالكلام و حس ان كل عصب جسمه وقف معاه و جسمه كله نمّل و للحظه معرفش ينطق .. فجأه كل الدوشه اللى كانت من ثوانى سكتت و مراد زعق لإبنه: منك يا ابن الكلب .. مين قالك إن ممكن حد كان هيوافق ع الهبل اللى قولته ده ؟ ان هى اصلا كانت هترضى ؟
مارد بلع ريقه بالعافيه و عيونه لمعت بدموع لأبوه و بتلقائيه مسك إيده بضعف و معرفش ينطق سؤاله ! مراد بص لغرام تتكلم بس هى للحظه دموعها نزلت بضعف.. لتانى مره يجرحها كده ! مارد بصّلها برجاء و منتهى الضعف و مراد اتكلم رغم ان إبنه إتخطته و قرب من غرام و عيونه متعلقه بيها ..
مراد: غرام كانت متابعه مع دكتورة نسا اللى راحتلها اما الدكتور عملها السقط و هى كمان اللى اكدتلها وقتها انها كويسه و اما شافت غرام ملهوفه اوى ع الحمل قالتلها على فكرة الحَقن او الانابيب بس غرام إستبعدت الفكره لمجرد لسه بدرى .. و اما حصل فجأه حادثتك كلمتها هل ممكن تتدخل او يكون فى عمليه ف لحظات ضيقه زى دى او حتى فى حل بديل .. و الدكتوره بتاعتها بعتتلها الدكتور حضر معاك العمليه و اخد عينة حيوانات منويه و جمّدها و قال ممكن تُستعمل ف العمليه بعدين .. مارد بيسمعهم بذهول و مش متخيل .. حاسس انه بيسمع صوت قلبه الضعيف اللى ياما اتمنى انه يكون فى حل لكن مش صوتهم !
غرام دورت عينيها بعيد و مارد حاول يمسك إيديها بس هى شدتهم بعيد اوى و وقفت .. مارد مسكها بضعف: ليه سيبتينى ف وجعى كل ده ! مقولتليش ليه ؟ غرام بصتله بحزن و رجعت بصت لبعيد .. كانت عايزه تحرق دمه ب اى كلمه بس الوجع اللى هازز كل كيانه ده لجّمها ..
همسه قربت عليه بعتاب: انتى إديتها فرصه تتكلم معاك من يوم اللى حصل ؟ امتى اصلا بتديها فرصه تاخد معاك قرار يخص علاقتكم ف لحظات زى دى ! انت من يوم اللى حصل و انت قافل على نفسك و يوم ما خرجت كان عشان تطلقها ! بانى بينك و بينها الف سد و سد و يوم ما جيت تهدهم هديتهم على دماغها مارد بيبلع ريقه مع كل كلمه و عينيه لسه متعلقه بغرام اللى برغم إنها باصه بعيد إلا انها سامعه انفاسه !
همسه بعتاب: و للاسف هديتهم على دماغك انت كمان و هديت كل حاجه .. هى بتجرى عشان تبنى و انت مع اول مطب وقفت مكانك و يوم ما جريت هديت اللى هى بنته مارد بصّلها بالعافيه و مش عارف ينطق او يسأل.. مراد سآل بحذر: يعنى ايه يا همسه ؟
همسه بزعل: يعنى إبنك طلقها يا مراد .. طلقها .. عارف يعنى ايه ! يعنى خلاص مبقتش مراته ! تعمل العمليه بقا ازاى و ليه ! عشان تخلف من واحد مش جوزها ! واحد رماها ! ده لو مش زعل يبقى حتى إسمه زنا ! مارد بصّلها قوى و بص لغرام اللى دموعها نزلت بصمت ..
همسه: انت هترضى مراتك تبقى زانيه ! تشيل عيل منك ف الحرام ! تخلف عيل إبن حرام ! ترضى باللى مكنتش راضى بيه و مستحرمُه من شويه ! و لا خلاص هيبقى حلال عشان لمصلحتك ! مازن إبتسم بفرحه و بص لمارد و قرب خبطُه على كتفه: يا ابن الايه يا لذيناا .. انت كنت عارف و لا ايه ! مارد بصّله و إبتسم بالعافيه و مراد قرب من الدكتور: مينفعش يبقى فى حل ! اى حل ! همسه إتصدمت: حل ايه يا مراد ! الحل البديل ان إبنك يستنى بقا اما يراضى مراته اولا و ساعتها هتضطر تعيد كل بروتكول العلاج بتاعها مع دوره جديده و يا عالم بقا...
مراد كتم نَفسه و همسه بصت لإبنها: شوفت اخر تهورك ايه ! قولتلك قبل كده التهور وحش ! اخرته زفت ! مصدقتش ! كان لازم تشوف بعينك ! كنت بصتلى يا مراد ! انا اتهورت مره و دفعت تمنها عشرين سنه من عمرى الدكتور إتدخل: خلاص .. نأجلها شويه اذا الظروف متسمحش .. احنا بس كنا متعلقين نعملها مع دورة الشهر ده عشان الحيوانات المنويه لسه فريش و ده بيعلّى نسبة النجاح .. انما مش بيلعى الفرصه نهائى .. لسه قدامهم فرصه ! مارد بصّلهم بهدوء غريب و مراد بص للدكتور: انت عايز ايه بالظبط ؟
الدكتور بص لمارد: قسيمة الجواز و اقرار منه بموافقته ع العمليه ! و ده اللى كنت متفق مع مدام غرام عليه لحد من اسبوعين عدوا .. لحد اما جاتلى منهاره و اضطريت احجزها هنا لحد ما تهدى او هى طلبت ده و عرفت منها اللى حصل و انهم إنفصلوا .. حاليا الحل عندك انت .. مش عارف الصراحه الوضع بينكم ايه بس كل ما عجّلنا بالعمليه كان افضل عشان الحيوانات المنويه اصلا مبتبقاش زى البويضات عند الست .. لاء بتبقى اضعف ف بالتالى مبتتحمّلش التجميد فترات طويله..
مارد سحب مفاتيحه بسرعه و اتكلم و هو خارج: طب شوف اللازم و انا هتصرف سابهم و مشى و الدكتور بصّلهم و مازن الوحيد اللى فهمه ف اكد ع الدكتور و هو خارج ورا مارد: اعمل زى ما قالك لحد ما يرجع
حلم ف المستشفى نقلوها معهد الاورام اخدوا عينه للتحاليل و رجّعوها المستشفى .. و عشان سحب العينه كان بتدخل جراحى زى ما الدكتور قال ده ساعدها تفوق شويه و إبتدت تفوق بعدها بساعات فعلا بس بمجرد ما بتفوق بيرجع يغمى عليها تانى .. مروان كان معاه حلم و ياسين و متبت فيهم و عنده استعداد لاى حاجه مع مالك حتى لو حرب بس ميسيبهومش .. اخر نظره لحلم له و توصيتها له عليهم واجعينه اوى .. مالك مكنش مركز معاه .. و لا حتى مع ولاده .. مبيتنقلش من جنب حلم ع السرير اللى اول ما فاقت انكمشت على نفسها ..
مالك قرب بحنيه: حلم حلم بنفور: براا مالك باس راسها و هو مميل عليها و هى زعقت بصوت مرعوش: اطلع براا مالك قعد قصادها على حرف السرير بس قريب منها اوى و بيحاول يمسك دراعها و هى ضماه اوى حوالين نفسها .. مالك بحزن: حلم انتى بجد مش فاهمه ؟ انا مكنش قصدى .. انا كنت اقصد..
حلم بحزن دموعها نزلت و هى حاطه إيديها على ودانها: مش عايزاك .. مش عايزه افهمك .. مش عايزه اسمعك .. مش عايزه .. مش عايزه .. اخرج برا مالك قام و بيحاول يقرب منها و هى انكمشت على نفسها اكتر لدرجة طلعت على اول السرير و فضلت تصرخ .. الممرضه دخلت و حاولت تهديها او تقرب منها و ضربت الجرس للدكتور اللى جه و بالعافيه رجعوها مكانها و إداها إبره مهدئه و منوم و شاورلهم يخرجوا ..
مالك خرج معاه: هى كويسه ؟ الدكتور: من ناحيتى انا مقدرش اكّد غير بعد نتايج الفحوصات .. اما من ناحيتك دى عندك انت مالك: يعنى ايه من ناحيتى !
الدكتور: يعنى هى مش متقبلاك .. مش متقبله وجودك .. قربك .. ده بيضغط على اعصابها ف اسلم حل دلوقت تاخد خطوه لورا لحد ما تهدى مالك بصّله بغضب و سابه و إتخطاه يدخلها الدكتور مسك دراعه وقّفه: صدقنى ده اسلم حل عشانها .. ع الاقل لحد ما نشوف تفاصيل حالتها من التحاليل و نشوف هى فيها ايه بالظبط عشان لو حصل و تعبت تانى نعرف نديها ايه بالظبط !
مالك وقف مكانه بتعب .. زيه زى اى بنى ادم غبى ف الدنيا مبيحسش بقيمة اللى ف إيده غير اما يخسره .. لاول مره يشوف نفسه زيها .. كان مستغبيها عشان رفست إيده اللى مدهالها مره بعد مره و محستش بقيمته غير اما البعد جالها اجبارى و اهو دلوقت لاول مره يدوق ده ! اما البعد جاله اجبارى ! قعد ع الارض بتعب و مر قدامه شريط طويل مفهوش غير لقطات لها و بس ! لقطات بتظهر زى الفلاش بيستغبى نفسه فيها اوى ! كان فاكر نفسه فيها بيعلمها حاحه بس طلع بيموتها بالبطئ زى ما هى كانت قبل كده فاكره نفسها بتحافظ على وجوده بس اذته !
مارد سابهم ف المستشفى و نزل اخد عربيته و قبل ما يتحرك شاف مازن جاى عليهم ف وقف لحد ما ركب معاه و مشى .. مازن رفع حاجبه: قولى بقا انت كنت عارف و لا ايه ؟ مارد بصّله بغيظ و شال علبة مناديل من ع التابلوه حدفه بيها .. مازن ضحك غصب عنه: امال ليه صممت تروح للمآذون ترجعها ! و ف الوقت الضيق ده ! انا قولت الواد إتجنن احنا ف ايه و لا ايه !
مارد ضحك غصب عنه بس قلبه مخطوف لمجرد إن ربنا فرجها مره واحده .. كان دماغه بترسمله الف سيناريو و سيناريو لاختفاء غرام لدرجة جرى بالسنين و شاف نفسه اد ابوه و زيه ! و لوحده حتى من غير ولاد ! ده يمكن هما اللى معوضين أبوه انما هو كان مين هيعوّضه ! و من بين كل الضيق ده استحكمت حلقاتها و فُرجت .. غرام رجعت و رجع الامل من تانى ..
انتبه لمازن اللى رافع حاحبه و عض على بوقه: هااا يا نحنوح مارد ضحك اوى اوى بصوت عالى و مازن ضحك معاه .. مازن من بين ضحكُه: بس شوفت هوبا ؟ ايه رأيك اما عمل عليك حته مراد ؟ مارد ضحك بصوته كله و مازن ضحك معاه: لا و اييه ! مراد جاب ورا على طول ! و الله انا وقتها بس حسيت ان العيب كان فيا انا ! انا اللى سايبُه يركب و يدلدل رجليه بدليل اول ما مهاب نفخه جاب ورا .. طلع العيب فيا انا مارد عمل نفسه بيتف عليه: اول مره تاخد بالك يا حمار ؟
مازن ضحكته راقت بصفا بس وشه حزين ومارد انتبه له و رجع بص للطريق: ياه لو عيالنا يجوا تؤم مازن رفع حاحبه: نعمم ؟ مارد إبتسم: ليليان بقالها تلات اسابيع تقريبا او اقل .. لو غرام ربنا كرمها من العمليه يبقى ف نفس التايمر و يبقوا زى عيال مالك و فهد مازن إبتسم لمجرد إنه اتخيل و مارد إبتسم معاه: لا و ايه .. يعوضوا اللى معرفناش نعمله احنا .. يبقوا صحاب يا ميزوو..
مازن إبتسم لمجرد إفتكرهم و هما عيال بس كشر بعِند: لاء انا الاول مارد رفع حاجبه و بصّله: لاء مازن رفع نفس الحاجب بنفس الريأكشن: لاء انا الاول مارد نطحه براسه و هما وشهم لبعض: طب و ربنا لو ما اتلميت لا اخلى مراد يحبس ابنك ف بطن مراتك لحد ما مراتى تولد و ده مجنون و يعملها مازن ضحك بغيظ و لاول مره يحس إنه واحشُه عشرتهم سوا و حركاته اللى مكنتش عاجباه .. اما ليليان اصلا ف هى واحشاه من قبل ما يفارق ..
مروان كلم ام حلم و صمم تيجى اما شاف إنه ف الكفه الخسرانه و وجوده بيقرب مالك مش بيبعده .. نيم ولاد حلم و اول ما امها جات و سألت عنهم و دخلت بصتله بغيظ .. مروان شاورلها على بوقها تسكت و رقد الولاد و وقف راح عليها .. هند بغيظ: نعمم ؟ داده انا و لا ايه ابوك جايبهالك انت شويه و هى شويه ؟
مروان بغضب: مش عايزين منك حاجه اكتر من ربعايه كده جنب الولاد لحد ما اتطمن على حلم و ارجع اخدهم منك و ابقى امشى هند رفعت حاجبها بلامبالاه: انت عايز تتنحنح انت حر . تتنحنح على حسابى ليه ؟ ما توديهم لأبوهم مروان نفخ بغضب و هى فهمت إنه ماسك ولاد حلم ككارت ربحان ف إيده ف قلب شفايفها ببرود: خد بالك لا الكارت الربحان ده يبقى كارت احمر و تطلع من الملعب و عاملينك داده..
مروان نفخ جامد و هى هزت راسها: خلاص .. روح متأخرش مش هستنى كتير مروان بصّلها بغيظ و هو خارج: انتى وراكى ايه يعنى ده انتى مدوباهم اتنين ؟ سابها و راح غرفة حلم و حمد ربنا ان مالك مش موجود لمجرد إنه مش عايز يدخل معاه ف حرب دلوقت و هو يدوب بيبتدى .. دخل و قفل الباب و شافها نايمه قصاده ع السرير .. وشها محمر ببوقها بمناخيرها .. بتغيب و تشهق كإنها حتى ف احلامها بتعيط ..
قرب و قعد قصادها و فضل متابعها كتير .. ميل باس راسها و طوّل اوى .. مش عارف يتنفس .. اول مره يبقى بالقرب ده منها .. مشّى شفايفه من على جبينها و نزل بيها على وشها بيحرّكها ببطئ .. ضم ملامحها بوشه كإنه بيحضنها ..
كفوف إيده مركزه ع السرير و كل ما جنون لهفته يزيد كل ما يكلبش ف السرير .. انتبه للبس بتاعها جنبه و مسكه و رفعه على وشه و اخد باله إنه قميص بتاعها و جنبه اسدال و غيار لها الممرضه دخلت طلعتلها لبس تاخد حمام تفوق بس هى كل ما بتفوق بتدوخ تانى .. مروان مسكه و اخد نفس طويل اوى بعمق و فضل يشم فيه .. مالك برا كان عند الدكتور يطمن عليها منه و طالع .. افتكر ان الدكتور حذّره من انفعالها وقف بخنقه.. حاسس إنه مش عارف يتنفس من عجزه عن إنه يعمل حاجه ف الوضع اللى كل ما يصلّحه من ناحيه يبوظ من خمسين ناحيه..
إفتكر حلم و ياسين و إكتشف إنهم واحشينه اوى .. لاول مره ميعرفش يستغرب إنه مشافهومش من كتير عشان ميسبهاش ! افتكر إنهم مع مروان و إتغاظ اوى... راح ع الغرفه اللى مروان اخدها تبع حلم و اول ما دخل إتفاجئ بيهم لوحدهم ع السرير و بيزنوا .. افتكر انهم كانوا مع مروان و كان هيتحرك بهجوم بس للحظه اخد نَفس جامد بنزاع كإنه بيخطفه من حواليه و إفتكر كام مره سابهم لوحدهم .. كام مره حلم سابتهم بسبب تعبها او بالاصح بسببه !
ميل عليهم باسهم و رفعهم لحضنه و عيونه دمعت اوى .. بمجرد ما ضمهم استغبى نفسه اوى ازاى ف لحظه شكك فيهم ! ف انهم حته منه ! بص لحلم اللى مكشره بطفوله و ضامه بوقها بشفايفها و فضل يبوس فيها تفك بوقها بس هى مصممه .. مالك بحب: و حياة أبوكى ما هسيبك تانى و وعد منى .. عمرى ما هسيبكوا..
ياسين زن جامد جنبه و مالك شاله على صدره تانى ناحيه و إبتسم و هو بيبوس راسه: لا انت و حياة أمك مش أبوك عشان هى اغلى ما هبعد عنكم تانى .. ادونى بس حبة وثت صغننين اد كده و انا هظبطلكوا الدنيا و بعدها عمرنا ما هنبقى غير سوا ياسين رفس برجله و مالك ضم بوقه على بعض بطفوله: حبه صغننين بس .. اد كدهوو حلم حطت راسها على وشها و بتهزها بلعب و مالك بصّلها: طب اد كدهووو ياسين بيعمل زى حلم و بيخبط راسه فيه و مالك إبتسم على حضنهم اللى اتفاجئ ان لاول مره بيحسه كإنه كان فى غشاوه اسمها الانتقام مغميه عينيه او قلبه ! مالك بصّلهم و رفع حاجبه: بردوا ؟ و لا قد كدهوو يعنى ؟
حلم بتخبط بكفوفها على وشه و مالك بيضرب على إيديها و بيغلسوا على بعض و عليه .. مالك شالهم و وقف بيهم: طب بقولكم ايه ! انتوا هتساعدونى و لا ايه ؟ فتح الباب و خرج بيهم و إبتسم لياسين و هو بيبوسه: انت تطلع تقولها البوقين دول بنفسك ماشى ؟ ياسين بيضحك لمجرد ان مالك مقرب وشه ف وشه جامد و بيحرّك مناخيره بمناخيره ..
مالك رافعله حاجبه: كلمتين ايه ؟ الكلمتين اللى لسه انت قايلهم دول ياض .. لا ماهو انت الراجل هنا و كلامك يمشى ..اطلع قولها كده.. قولها انا سوسو اه بس راجل اوى و كلمتى هى اللى هتمشى وصل بيهم الغرفه و بيضحك لياسين: اوعى تقولك حنفى .. انفخك.
مروان جوه عند حلم مميل عليها ع السرير و بيتنفس وشها و ملامحها و بيحاول يحفرهم جواه كإنه مش مصدق قربهم ده او مش ضامنُه .. مركز كفوفه ع السرير حواليها و مميل وشه فوقها و كل ما بياخد نَفس منها بيكبش ف السرير بشكل عنيف لحد ما شاف هدوم بتاعتها جنبها و مسك قميص منها و بصّله كتير و مش عارف إتمنى لو تلبسهوله و يشوفه عليها و لو للحظه او هو اللى سرح و شاف ده ف خياله ! مش عارف بس هى اللحظه حلوه ! كان مميل على حلم اللى سريرها ف وش الباب ف كان ضهره للباب مش شايف و مدارى حلم اللى مش باينه..
حلم حست بضمته الجامده للسرير جنبها و غصب عنها فتّحت و إتفاجئت بقربه ده منها .. بتحاول تتعدل او ترفع نفسها تقعد بس بمجرد ما رفعت نفسها لقت نفسها مقربه اكتر و انفاسهم تقريبا واحده ! مروان بعشق: انا بحبك اوى يا حلم .. اوى حلم معرفتش تنطق و قبل ما تنطق مروان رفع إيدها على شفايفه باسها: انا مش مستنى منك حاجه دلوقت .. عارف إنك مصدومه و ملغبطه و تايهه و انا مقدر ده و الله و عايز اقولك إنى عمرى ما هسيبك و لا هستنى منك حاجه.
ف اللحظه دى مالك فتح الباب بيهزر مع ولاده و إتسمر مكانه ع الوضع .. بيحاول يستوعب مش عارف .. ازاى حلم بالقرب ده من راجل غيره ! ازاى حد غيره ضاممها كده و لامسها كده ! ازاى هى هاديه اصلا كده !