رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل الخامس والثلاثون
مالك بص لثروت بغضب: كداب ..حلم اصلا مكنتش تعرف إنى عايش ثروت ضحك: ده بجد ؟ طب ليه حاولت تمنعك من سفرك يومها بأى شكل حتى لو وصلت للقتل ؟ لو روحت البنك شوفت حسابها هتلاقيه دخل فيه ورثها و حساباتها ف نفس التوقيت .. ليه بقا مع ان المفروض ده وقت حادثتك ! ( كعمش وشه بسخريه ) للدرجادى مش فارق معاها و لا ده كان مهمه و خلصت و حاجه مقابل حاجه و سلّمتك و إستلمت ؟
مالك انفاسه عاليه لدرجة بينهج و ف نفس الوقت بطيئه لدرجة بردوا بينهج و للحظه عقله وقف و مش عارف ياخد رد فعل .. ثروت متابعُه و حاسس بإنتصار عارف إنه صغير بس حالة مالك دى مكبراه اوى قدامه .. فجأه الباب إتفتح و دخل اللوا صالح و شافهم ف حالتهم دى و الصمت مغطى ع الاتنين و المكان كله بشكل مريب ..
اللوا صالح بقلق بينقل عينيه بين الاتنين: فى ايه ؟ ثروت ضحك اوى و اللوا صالح بص لمالك بحذر: مالك اوعى تصدقه ! اوعى ! مالك بصّله اوى: انت كنت عارف ؟ اللوا صالح: لاء بس سمعته ! اما صمم ميتكلمش غير اما يقابلك عرفت إنه عايز يلعب لعبه قذره و اهو بيلعبها..
ثروت ضحك بإستفزا لصالح و بص لمالك و رجع بصّله: اعتقد هو مش عيل عشان يتلعب بيه مرتين و إلا تبقى بتعلن عن فشل تلميذك الفصيح مالك بغضب مكتوم: متحاولش .. شوف كل اللى قولته ده مدخلش من بين صوابع رجلى عشان يدخل دماغى ثروت وقف: دوّر فى حساباتها ف البنك و شوف و اسأل نفسك ليه ورثها و حسابها هيرجعلها بالسهوله دى و بالسرعه دى و ف الوقت ده !
مالك بيتنفس بالعافيه و ثروت وقف يخرج و بصّله: مين بلغنا إنك مسافر فى عمليه تبع قضيتك و مسافر الجبل و ف التوقيت ده ؟ و مين فتح الرساله اللى بعتهالك بصور أخوك وقت العمليه عشان يثبت اللى هقوله ف التحقيق لو وقعت ان العمليه كانت بالإتفاق معاك مقابل أخوك ؟ مين بلغنا بسفر اخوك و مكانه ؟ و مين بلغك انت بمكان اخوك بعد ما رمناه لك ع الطريق ؟
مالك بلع ريقه بالعافيه و ثروت فتح الباب يخرج: ابقى اسأل نفسك ليه هامر كان مصمم يبعدها عن الموضوع مع إنه لو متخصهوش كانت هتبقى أقوى نقطة ضعف ليك ؟ اه و ابقى اسأل نفسك ليه جابتلك العيلين دول ف الوقت ده بالذات ؟ امال كانت هتشنكلك ازاى لحد ما نكمل خطواتنا ؟ هتكمل معاك ازاى ! قبل ما يخرج مالك وقفه بكلامه و هو بينطق بالعافيه: انت ليه قولتلى دلوقت ؟ عشان وقعت ؟ طب ماهو أبوها وقع هو كمان ! ليه غدرت بيها هى و أبوها ؟
ثروت بجمود: عشان اغبيه و انا مبحبش الاغبيه ! و اه على فكره زمانها عرفت إنى قولتلك لإنى بعتلها خرج و ساب مالك مكانه .. مخنوق و مش عارف يتنفس و لا قادر و لا عايز اصلا .. بيتمنى بس لو مسموحله النَفس المكتوم ده يدخل ميخرجش ! محسش بنفسه غير و هو برا المبنى خالص بيركب عربيته، بيلف بالعربيه و يخبط ف الطرق مش عارف لا يهدى و لا يرسى، راح ع البنك المركزى و دخل بحذر... قابل حد من المسؤولين هناك و طلعله الكارنيه بتاعه ..
المسئول: اهلا يافندم اتفضل مالك بهدوء مريب: خدمه بس محتاج تفاصيل دقيقه و موثوقه المسئول: اكيد يا فندم اتفضل مالك: عايز اتطلع على بيانات حد من العملا عندك، عايز تفاصيله المسئول بتردد: بس لازم وجود العميل او ع الاقل موافقه كتابيه منه و مالك طلّع الكارت بتاعه من جيبه و رفعه ف وشه بحده..
المسئول إتراجع: اكيد يا باشا اتفضل، ادينا بس الاسم ثلاثى و انا هجيبلك كل حاجه مالك سكت كتير اوى اوى كإنه بيحاول يستنجد بعقله بس ملقهوش اصلا فى اللحظه دى: حلم ابراهيم الدينارى المسئول اخده و دخل غرفه قعد على جهاز و ابتدى يقلّب فيه لحد ما فتح ملف قدامه و شاور لمالك بعينيه: ده الايسكور البنكى بتاعها اللى متسجل فيه كل تعاملاتها البنكيه سواء هنا او مع اى بنك مالك بص ف الجهاز بإهتمام و قبل ما عينيه تقع على حاجه بصّله: لو فى اى اوراق عن حسابات سواء تنازلات او استلام بتبقى هنا متسجله ؟
المسئول: طبعا،، لو اوراق او عقود و خاصه بالارصده اه بنحتفظ بيها مالك بص للجهاز و إبتدى يقلّب لحد ما عينيه وقعت على اوراق عليها امضة حلم على عقود استلام تنازلات عن نص الشركه بالاسهم بتاعتها و ارصدتها .. مالك بصّله بإنهزام و بص ع التاريخ شافه ف نفس يوم حادثته !
عقله مش عارف يستوعب او مش عايز .. للدرجادى كان هو اللى غبى ! واحده تلعب بيه ! ماهو لو ملعبتش بيه يبقى ع الاقل مكنش فارق معاها ! و ايه التمن ! ابوها و لا الفلوس و لا شغلها معاه اللى كان اجابه على كل اسئلة ثروت ! للدرجادى كان مغفل ؟ يتضحك عليه بالسهوله دى و من واحده ؟ اخد عربيته و راح ع المستشفى .. دخل بجمود و طلع بس اكتشف ان حلم مش موجوده .. نزل و رجع لعربيته و راح ع البيت .. ركن و طلع و بيفتح الباب شاف حلم فاتحه شنطه قدامها و بتلم هدوم و حاجات فيها !
مالك بجمود: رايحه فين ؟ حلم إتخضت: مالك ؟ خضتنى مالك بحده: ليه ؟ مكنتيش متوقعه ألحقك و لا اللعبه خلاص خلصت بسرعه من غير ما تعملى حسابك ؟ حلم بصتله بلغبطه و مش عارفه تبتدى من فين: مالك، انا عايزه اقولك على حاجه مالك بلهجه ناشفه: انتى كنتى عارفه ان أبوكى عايش ؟ حلم عيطت و هو عاد سؤاله بحده مفرطه بصوت مجلجل: كنتى عارفه و لا لاء ؟
غرام نايمه جنب مارد و موبايلها رن .. إتجاهلته بس بمجرد ما بصت فيه قلقت بتوتر .. بصت لمراد ف حضنها و باست راسه و انسحبت بهدوء من جنبه على طراطيف اصابعها لحد ما خرجت .. نزلت قابلت الدكتور .. غرام بقلق: فى اخبار ! الدكتور سكت كتير: بصراحه لاء ! لسه الحاله مش مستقره ! غرام عيونها لمعت بدموع: اعمل اى حاجه ! اى حاجه ف سبيل إنه يبقى كويس !
الدكتور لسه هينطق غرام عيطت: انا مش هقدر اشوفه كده ! مش هقدر ! ده مجرد ما فاق كنت اول واحده ساب إيدها ! مش هعرف اعيش من غيره ! و الله ما هعرف!
الدكتور إبتسم: على فكره هو محظوظ بيكى جدا .. اللى تبقى عنده زوجه زيك لازم يبقى محظوظ .. محظوظ قدام اى خساره مادام كسبان حب زى ده غرام مسحت وشها: مراد معتمد عليا ! معتمد عليا ف كل حاجه ! انا عودته كده ! إن قدام اى ازمه ابقى عقله اللى بيفكر بيه ! عيونه اللى بيشوف بيها الحكايه من زاويه تانيه ! و انا متآكده إنه لو كان ف وعيه و قدامه فرصة القرار او حتى التفكير او حتى فايق كان هيتصرف كده او حتى هيرجعلى اتصرف بداله الدكتور سكت شويه: هو يعرف ؟
غرام هزت راسها لاء بسرعه و إفتكرت انه اما فاق لمجرد إنه فهمها غلط و فهم إنه سابته إتصرف ازاى .. غرام بصوت مرعوش: مش هيفهم .. دلوقت مش هيعرف يفهمنى و لا يقدر .. هيشوف بس إنى فكرت ف نفسى غ عز ازمته .. اما يقوم بالسلامه او حتى يفوق كده هقوله ...لكن حاليا لاء .. هو اصلا مش مدينى فرصه الدكتور هز راسه و هى مشيت..
حلم مع مالك دموعها حابسه صوتها و هو زعق: كنتى عارفه ان ابوكى عايش و لا لاء ؟ حلم هزت راسها اه و بمجرد ما هزت راسها مالك غمض عينيه اوى بسرعه و حس انه خلاص مبقاش لا محتاج يسألها و لا يسمعها .. حلم صوتها إتهز: انا مضحكتش عليك، انا كنت هقولك بس.
مالك فتّح عينيه بإنهيار: اخرسى حلم راحت عليه بترجى حاولت تتكلم بس عينيها متعلقه بعينيه ف كلامها طالع متهته او متلغبط: مالك افهم .. صدقنى انت مش فاهم حاجه .. اصبر و هفهمك انت مش فاهم .. انا هقولك مالك ضحك جامد ضحكه غريبه اوى: انا فعلا مش فاهم .. الغبى بتاعك مبيفهمش .. بس خلاص فهمت .. مكنتش فاهم و خلاص فهمت ..
حلم بتبلع ريقها بمراره: فهمت ايه بالظبط ؟ انت مش فاهم صدقنى .. ارجوك اوعى تغلط غلطتى مالك زعّق: انتى تخرسى خالص .. فااهمه .. اخررسى .. مش هديكى فرصه تخدعينى تانى .. تلفى و تدورى عليا .. ماهى شغلتك يا و**** حلم عيطت مش عارفه من قلبها اللى إتعصر و لا من عقلها اللى شدها و رجع بالزمن لورا و وراها نفس الموقف ! دوّقها نفس الألم ! مالك فتّح عينيه بغل و ضربها قلم على وشها هز حيطان الشقه قبل ما يهز جسمها كله ..
حلم وقعت ع الارض بكسره: مالك اسمعنى، انا مالك من غير ما يميل بجسمه بإيده بس جابها من شعرها و حدفها ع الحيطه قصاده .. حلم بدموع: اسمعنى يا مالك، انا مكنتش مالك قرب عليها و هى لازقه ف الحيطه و ضربها قلم على ناحيه من وشها و قبل ما تفتح عينيها كان ضربها قلم الناحيه التانيه و وراه قلم تانى ناحيه و وراه قلم ورا قلم ورا مية قلم: اه يا بنت الكلب، يا بنت الكلب يا زباله..
حلم عيطت بمنتهى الألم: مالك انا كنت هقولك، لكن مكنتش اعرف ان مالك جابها من شعرها و لف وشها للحيطه و لبّسها بعنف فيها و بيتفاعل مع كلامه بهبدها ف الحيطه: انا يتضحك عليا من واحده ؟ و واحده زباله زيك ؟ ده انتى اللى زيك بنستعملهم ف اوض النوم و بس يا بنت ... حلم من كتر هبدها ف الحيطه نزلت بجسمها زحف ع الحيطه لحد ما نزلت ع الارض !
مالك مسكها بإهانه من هدومها وقّفها و بيضرب و بس: عملتلك ايه ؟ ده انا دخّلتك ف حياتى ف وقت كنت بتنفس بالعافيه ! طاقتى كانت يدوب مكفيانى نفس و بس و مع ذلك إديتك اللى مدتهوش لحد ..اديتك اللى مكنتيش تحلمى بيه .. كنت فاكر نفسى بترفع بيكى بس إكتشفت ان انا اللى رفعتك لفوق و انتى واطيه حلم ف وسط جنون العاصفه دى بتحاول تبص ف عينيه بوجع يمكن تلاقى اى حاجه تستنجد بيها: انا بحبك، و الله العظيم بحبك و..
مالك الكلمه جننته ..كونها قدامه طلعت محبتهوش ده جننه .. حطلها اعذار كتير و كان عنده استعداد يحطلها اكتر حتى لقتله لكن لإنها محبتهوش ده اللى مكنش له عنده لا عذر و لا سبب .. حلم عيالها عيطوا جامد من اصواتهم العاليه ف بصتلهم بكسره و ميلت على إيده باستها بدموع: انا بحبك، اوعى تغلط غلطتى، انا الموقف مكنش مستحمل و لا محتاج الذكرى عشان يولّع زياده... بص لولاده و إفتكر كلام ثروت اللى شككه ف حملها اصلا و إتجنن ! ده هما اللى كانوا مصبرينه يكمل !
سحبها من شعرها و فتح باب الشقه و نزل بيها مجرجرها لحد تحت .. حلم كانت متشعلقه ف رجله بإيد و بتمسك بإيدها التانيه اى حاجه تخبط فيها حتى سور السلم .. فتح العربيه و حدفها بعزم ما فيه و قفل و ركب و طار بيها .. طول الطريق مش قادره حتى تحاول تنطق و هو غله و غضبه بيزيد ..
مصطفى مكنش بيسيب مارد نهائى .. بس لوحده .. مش مع حد و لا عايز حد .. واقف على جنب لوحده زى التايه .. مش متخيل كل ده يحصل ف ساعات ! و لصاحبه ! حياته تتقلب بالشكل ده و السرعه دى ! شاف غرام خارجه و قبل ما يوقفها كانت بترد ع موبايلها و نزلت .. دخل عند مارد و بهدوء قعد جنبه ع السرير ..
حط إيده على قورته و فضل يقرا قرأن لحد ما صوته إتحبس بعياط .. حاول يهدى بس كل ما بيحاول دموعه بتغلبه و تزيد و تزيد لحد ما صوته بقا عالى اوى .. مارد فضل يبربش بعينيه و هى لسه مغمضه .. مصطفى لاحظه ف قرب منه اكتر بلهفه و مسك كتفاه الاتنين بإيديه: مراد.. مراد فوق .. طمنى عليك .. انت كويس فوق بقا مارد حاول يفتّح عيونه بالعافيه لحد ما قدر و شافه ف حالته دى و عيونه و وشه محمرين اوى و دموعه مغطيه ملامحه ف غمض تانى بسرعه ..
مصطفى باس راسه: مراد مارد اخد نَفس طويل و فتح عيونه بص حواليه و غمض تانى بوجع: سيبنى لوحدى دلوقت يا مصطفى مصطفى صوته إتهز: لاء مراد هيتكلم مصطفى رد بزعل: انا هموت من القلق عليك من بدرى و مش عارف اتطمن عليك .. مش عارف ادخلك و لا قادر ادخلك و اشوفك كده .. مراد خرّج الكل اول ما فوقت قبا ما ادخل و مهاب دخّلك مراتك و انا مش عارف .. مش عارف ابقى جنبك مارد ملقطش من الجمله الطويله دى غير مهاب دخّلك مراتك و هز راسه بإنهزام ..
مصطفى اتعدل ف قعدته و بصّله: احنا امتى كنا بعيد عن بعض كده ! و لا امتى سيبتك و لا سيبتنى ف ازمه زى دى ! ما احنا عمرنا ف ضهر بعض و سند و ونس لبعض ؟ امتى حد فينا احتاج يبقى لوحده ف وقت ضعف عشان يداريه عن التانى ؟ مارد رفع نفسه لفوق نص واحده و رغم إنه إتألم كتم وجعه بملامحه ..
مصطفى لف قعد قصاده و حاول يختار جمل ينفع تعدى من على جرحه من غير ما تدوس عليه: مراد.. انت اقوى من كده .. اقوى بكتير و ياما دقت ع الراس طبول .. مش هتجى دلوقت و تضعف و قدام حاجه زى دى .. انت يا ما خسرت يا مراد و كنت فاكر إنك مش هتعرف تعدى من غير خسارتك دى بس ف الاخر عديت و كملت ف مش هتجى دلوقت تقف و مش هتعرف و قدام حاجه انت اصلا لسه مشوفتهاش عشان تفتقدها !
مارد صوتها إتهز بضعف: فى حاجات تتعوض و حاجات لاء يا مصطفى مصطفى بإصرار: كل حاجه بتتعوض يا مراد.. كل حاجه .. كل حاجه مهما إفتكرت إنه مستحيل تتعوض او حتى تتنسى ف هى بردوا بتتعوض و تتنسى مع الوقت .. شوية اراده مع شوية صبر بيمحّروا مكان جرحها و يعدوها .. و يجى فوقهم تعويض ربنا و إلا ربنا مكنش وعد ببشرى للصابرين .. مكنش وعدهم بتعويض لو مفيش حاجه بتتعوّض !
مارد هرب بعينيه اللى دمعت بعيد و شاف قدامه شريط حياته بيعدى قدامه ف لقطات كلها خساره ورا خساره وجعوه .. يمكن من كترهم معرفش يشوف تعويض ربنا و رجوع امه و لا ابوه و اخته و لا وجود غرام ف الوقت ده جنبه .. هو بس شاف الخساره .. مكنش متخيل ان ممكن يكون فى خساره اكبر و وجعها ابشع !
مصطفى مسك إيده كإنه بيشده من نفسه: مراد .. مش هقولك ربنا مبيديش حد كل حاجه لإنك اكيد عارف ده .. و مش هقولك استعوض ربنا او ارجعله لإنك بردوا اكيد هتعمل ده .. بس صدقنى يا اخويا هما اربعه و عشرين قيراط لكل واحد.. بياخدهم كلهم حقه و نصيبُه .. مبينقصوش ملى واحد .. ربنا اعدل من كده بكتير .. بس فى واحد بياخدهم فلوس و واحد بياخدهم شغل و واحده بتاخدهم بيت و زوج كويس و واحده بتاخدهم ولاد و واحد بياخدهم اهل و عيله..
لكن يستحيل تلاقى واحد واخدهم كل حاجه .. مش عدل .. و انت ربنا اخد منك ابوك و امك اداك عبدالله و فاطمه اللى بيموتوا فيك من اول يوم شافوك لدرجة إنهم كانوا لبعض الوقت بينسوا الحقيقه.. إداك شغلك اللى يمكن لو كنت مع أبوك متحرمتش منه مكنتش هتوصل للى وصلتله ف شغلك ده و لا كنت هتعمل إسمك ده اللى بيهز بلد بحالها لمجرد إنك تدخلها و يفتكروا انك رايح لمهمه و البلد تقف على رجل..
يمكن كنت تطلع فاشل وقتها او معتمد على ابوك بس ده تعويض.. إداك واحده بتحبك اوى و تعشقك و وقفت قصد العالم كله و حاربته عشانك لحد ما بقت معاك و جنبك تحت اى ظرف و كان عندها استعداد تخسر أبوها و لا تخسرك.. يمكن كنت تتجوز واحده طماعه او انانيه او حتى متحبكش بالشكل ده و لا بالصوره دى بس ده تعويض ..
مارد اتنفس بصوت عالى و مصطفى إبتسمله بحب: صدقنى هما 24 قيراط و اللى بيقع منهم من إيدك ربنا بيكملهوملك تانى بعد اللى خسرته و يعوضك ف حاجه تانيه مارد إتكلم بالعافيه: هما فعلا 24 قيراط بس ساعات القيراط اللى بيقع منك خساره بيبقى هو الصالح فيهم .. بيبقوا كلهم بور و هو الصالح و هينبّت و يكمل للاخر بيك و تقف عليه ! يبقى الارض الصلبه اللى هتقف عليها ف عمرك ..
مصطفى: لا يا مراد .. نصيبك بيفضل نصيبك حتى مع اى خساره .. بعد الخساره بيفضلوا بردوا هما هما 24 قيراط مبينقصوش مع الخساره لإن الخساره دى مكنتش من ضمنهم اصلا و لا من نصيبك .. هى بس كانت من حسبتك انت لكن مش من نصيبك ف مبينقصوش ابدا .. دى حسبة ربنا و ربنا اعدل من إنه يظلمك..
مارد اخد نَفس جامد و مصطفى طبطب على إيده و هو بيتكلم: ربنا اكبر من إنه يلاقى خاطرك مكسور و ميجبرهوش .. صدقنى هتعدى و انا جنبك .. هتعدى المهم خليك على يقين ان ربنا هيعوضك ده ان مكنش عوضك قبل ما يخسّرك عشان يهونها عليك .. ابوك و عيلتك تعويض ...مراتك و وقفتها جنبك اللى بتعلن بيها استعدادها لاى تنازل مقابل وجودك ده اكبر تعويض..
مارد رد بصوت جاف و مع ذلك مهزوز: ساعات بتبقى الخساره و تعويضها عاملين زى عضو ف جسمك موجود منه اتنين ف اما تخسر واحد منهم بيفضل التانى يوجعك .. زى رجليك الاتنين لو خسرت واحده فيهم بتشوف التانيه تعويض و تعتمد عليها لكن مع الوقت بتوجعك و تخون اعتمادك عليها لحد ما بتحس إنك لو شيلتها التانيه هترتاح و ان الشلل افضل من الوجع !
مصطفى بحذر: يعنى ايه يا مراد ! مارد سكت كتير: و لا حاجه يا مصطفى .. متشغلش بالك انا هبقى كويس مارد إبتسمله بالعافيه و نزل بجسمه لحد ما رجع لرقدته تانى و غمض عينيه و مصطفى فهم إنه محتاج يبقى لوحده عشان يهدى ف سابه يهدى لكن مش لوحده و فضل جنبه ..
مالك وصل الجهاز بحلم و نزل من عربيته و هى بصت حواليها بترقب و هى بتبلع ريقها بالعافيه: مالك، مالك انا مش هنزل كده و
مالك فتح الباب ناحيتها و بصّلها بجمود: مش بمزاجك حلم لسه هتنطق مد إيده جرجرها من شعرها و دخل بيها .. يونس قابله و قبل ما ينطق شاف الوضع و برغم إنه عرف بمقابلة ثروت له إلا انه إتذهل ! راح عليهم بذهول: انت إتجننت و لا ايه ؟ ايه اللى بتعمله ده ؟
مالك زقه و إتخطاه: ابعد عن وشى السعادى يونس راح وراه بجرى: يابنى انت، انت غبى و لا ايه ؟ مش كده و مش بالشكل ده ؟ انت ازاى اصلا تنزّلها من البيت بالمنظر ده ؟ بالعقل يا بنى حلم عيطت و حاولت تدارى نفسها بإيديها .. مالك بصّلها بقرف: مش مع دى ! دى زيها زى كيس الزباله فايدته و احنا محتاجينه يلم الزباله و ينضف المكان و اول ما يخلّص مهمته يترمى ! يترمى مع الزباله اللى زيه يونس حاول يوقفه بس معرفش ..
مالك دخل و طلع بيها لحد ما وصل مكتبه و شاور لحد فتحه و حدفها ع الارض .. حلم وقعت ع الارض بنهجان: مالك ارجوك، ارجوك اهدى، انا لازم مالك ضربها بالقلم على وشها: اخرسى، مش عايز اسمع نَفسك حتى يونس حاول يدخل مالك زقه برا و قفل عليهم الباب و كمل ضرب فيها ..
ف خبطهم ف بعض حاجته وقعت من جيبه بما فيهم سلاحه و مالك ميل عليه مسكه.. يونس برا متابع الموقف بقلق من قزاز الشباك .. بمجرد ما سلاح مالك وقع يونس بص للسلاح بتوتر و حس إنه لازم يتصرف .. مسك سلاحه هو و ضرب ع قفلة باب المكتب فتحه و دخل و حاول يلف مالك بدراعاته يونس بقلق: يلا دلوقت، يلا لحد ما تهدى كده مش هينفع..
مالك بصّلها بقرف و ضرب الطلقه جنب ودنها بالظبط ف غمضت اوى و ضرب طلقه جنب ودنها التانيه و طلقه فوق راسها بالظبط و طلقه بين ضمة رجليها ف بعض: متقلقش انا مبغلطش مرتين..
امنيه كانت متابعه مالك اول ما دخل بحلم و بمجرد ما شافت وضعهم ظهرت ابتسامه لواحدها على وشها معرفتش تداريها .. اتحركت وراه و شبه شافت الوضع من بعيد ! مالك اخد يونس و خرج و امنيه اتدارت لحد ما مشى راح على مكتب يونس .. مالك رايح جاى بغل بيزيد مش عارف يهدى .. عايز يهدى مش عارف !
حلم كانت واقفه سانده ع الحيطه و اول ما خرج نزلت برجليها ع الارض بضعف بتعيط ..
ف مكتب يونس دخلوا و الاتنين ساكتين .. مالك شاور ليونس: سيبنى لواحدى دلوقت يونس: انا مش هسيبك ف حالتك دى .. مش هسيبك تضيع نفسك تانى اللوا صالح كان خرج ورا مالك بعد ما مالك ساب ثروت .. معرفش يلحقه ف راحله البيت ملقهوش ف راح ع المستشفى كان مالك سأل عن حلم و عرف إنها مشيت ف مشى ..
اللوا صالح وصل و سأل عنهم بس ملقهومش .. بعد ما إتحرك يمشى افتكر مراد ف سأل عنه و طلعله .. اول ما شافه معرفش يبتدى كلامه ازاى: مارد عامل ايه ؟ مراد بحزن: ادعيله اللوا صالح: ربنا يقومه بالسلامه..
سكت و بيغيب و يبصله بتردد و مراد بصّله: انا مش جاى دلوقت خالص و لا دماغى فيا حاليا، اعملوا كل حاجه و مالك معاك و اذا احتاج حاجه هيتصرف اللوا صالح بتوتر: مانا جايلك بخصوصه، مش عارف ايه اللى ممكن يحصل بس لازم تلحقه مراد كان هيعترض بس لهجة صالح قلقته: فى ايه ؟ اللوا صالح حكاله كل حاجه عن ثروت و مقابلته لمالك و كلامهم اللى قصد يسمعه ..
مراد حرّك إيده على وشه بعصبيه: مالك مش هيصدقه صالح: معتقدش،انت مشوفتش حالته مراد بصّله بقلق و لمح مازن بعيد ف شاورله جاه: اقلبلى الدنيا على مالك،هاته من تحت الارض مازن بقلق: حاضر، بس فى حاجه و لا ايه ؟ هو كان اصلا هنا مع اخوه مراد إستغرب: اخوه ؟ مازن حكاله عن اللى حصل مع فهد و إنهم لقوه و نقلوه لهنا ..
مراد نفخ جامد: لا حول و لا قوة الا بالله، روح هاته بأى شكل اللوا صالح كلم مراد و هو ماشى: انا هوصل للجهاز ممكن راح على هناك مازن سابهم و خرج .. كلم مالك على موبايله مردش .. اتصل على يونس .. يونس شاور بموبايله لمالك: مازن، غالبا مراد عايزك فتح عليه و مازن رد: مالك معاك ؟ يونس بص لمالك اللى مسك موبايله هو كمان و هو خارج: اه
مالك مسك موبايله كلم حد و مقالش غير كلمه واحده و قفل و خرج: تعالالى راح على مكتبه فتحه بعنف و ميل على حلم جرجرها و خرج بيها .. نزل تحت على مكان مغلق و فيه ممرات مشى ممر طويل لحد ما وقف قصاد حاجه شبه الحيطه بس متحركه كإنها باب .. شاور لعسكرى: افتح الزفت دى..
امنيه كانت لسه مكانها هتتحرك ناحية مكتب مالك بعد ما ساب حلم فيه بس اول ما شافته راجع إتدارت ! و بمجرد ما إتحرك بيها راحت وراهم .. العسكرى فتح الزنزانه و مالك دخل و حدف حلم اللى بتحاول تقف مش عارفه لدرجة بتنبش ف الارض تساعدها تقف: صدقنى انا مخونتكش، مخدعتكش مالك وقف بثبات و شبّك إيديه ورا ضهره و بصلها بجفا: مخدعتنيش ؟ ده انا حاولت اقفل سككك بكل الطرق و معرفتش ! و وهمتينى ان ده حب و طلع تخطيط ! و يوم ما رجعت حاولت بردوا اقفل سكتك و وهمتينى بعيالك !
حلم حاولت تقف وقعت: وهمتك بعيالى ؟ انت تقصد ايه ! مالك بصّلها بندم كنوع من الإعتذار لنفسه على إنه قابلها بواحده زى دى ف يوم .. حلم بتحاول تقف بترقّب: تقصد ايه ! مالك ! مالك بجفا: حاجه واحده بس اللى ممكن تقفل سكة اى واحده قدام اى راجل مننا حلم سندت بالعافيه ع الحيطه وراها و هى بتبصله بحذر ..
مالك وسّع سكه و شاور بعينيه لإتنين رجاله دخلوا من جنبه و شاورلهم عليها بعينيه .. حلم وقفت بهزيان و إندفعت ناحيته بس هما شدوها و حجزوا بينها و بينه بدراعاتهم .. حلم عيطت بذهول: مالك انت بتعمل ايه ؟ هتعمل ايه هاا ؟ مش هسمحلك فاهم مالك شاورلها على بوقه و هو خارج ببرود: ششش مش بمزاجك ! زى ماهو مكنش بمزاجى سابها و خرج و قفل الزنزانه و هو بيبصلها بجفا و وقف ورا الحديد و حط إيديه ف جيوبه ببرود و شاور بعينيه لرجالته عليها و هما قربوا منها !
واحد ضربها قلم على وشها و مسكها من شعرها لبسها ف الحيطه وراها و هى لفّت وشه و بتبصله بذعر و لفّت دراعاتها حوالين نفسها بهلع: لالالا،، انت،، انت مش هتلمسنى،، فااهم مالك بصّلها بقرف و بصّلهم بحده: لو ابويا طلع من قبره و قالوكم المخروبه دى تتفتح متفتحوهاش و لا مخلوق يهوّب هنا غير اما اجى حتى لو ابويا نفسه حلم بتهز راسها بهيستريا و هو شاورلها ببرود و مشى و سابها لمصير مرعب !
حلم عيطت بمجرد ما مشى و صرخت: ماالك، مالك لاء ارجوك ! ارجوك بلاش ! متسيبنيش واحد من الاتنين قدامها ضربها على وشها مره و اتنين لحد ما دروخت ! للحظتها حست ان ضرب مالك كان ضرب حبيب لسه ! مش واحد كاره ! ده واحد موجوع و متخدر!
عينيها بتقفل بتعب و ترجع تفتّحها بالعافيه و كل ما تفتحها عقلها يوريلها ذكريات لهم سوا و لحظات تجمعهم لحد ما التانى قرب منها و شدها من هدومها عليه و التانى كتّف دراعتها اللى بتهبد بيهم ورا ضهرها ! حلم هنا حست إنها النهايه .. مصيرها إتحتم و لازم هتواجهه ! نزلت ع الارض بمنتهى الالم و بمجرد ما إيد اللى قدامها إتحطت عليها و شدتها عليه من هدومها غمضت عينيها بشكل نهائى و إنسحبت لدنيا ضلمه خالص مفهاش وعى !
امنيه بمجرد ما مالك ساب حلم ف الزنزانه و خرج إبتسامتها وسعت و قربت كذا خطوه قصد الزنزانه و ربّعت إيديها بشئ من الانتصار اللى رسم ابتسامه موهومه على وشها ! اللوا صالح كان وصل للجهاز و دخل و سأل عن مالك و طلع فوق .. امنيه مكانها سمعت صوته برا و ف لحظه سريعه شدت الستار الحائط ع الزنزانه بحده قفلتها ع اللى فيها و مشيت بسرعه !
اللوا صالح قابلها و هى بتتحرك بسرعه لحد ما خرجت من الممر و نازله .. بصلها بقلق: مالك فين ؟ مشوفتهوش ؟ امنيه شاورت بإيديها بتوتر: لالا خالص أبوها قلق: امال فين ؟ عربيته برا امنيه بإرتباك: اه كان هنا و خرج ! مشى ! اه هو مشى ! تقريبا مشى أبوها بصّلها بترقب: انتى مشوفتهوش و لا كان هنا و مشى ؟
امنيه إتلغبطت: هاا ؟ لا قصدى كان هنا اه بس قصدى متكلمناش ! بس مشى ! هو مشى اه ! أبوها: اه طيب، هو كان لواحده ؟ مراته معاه ؟ امنيه بلغبطه: لالا مكنش معاه حد ! مراته ايه اللى هيجيبها هنا بس ؟ أبوها لسه هيتكلم ف هى اخدته من دراعه و نزلت بيه: يلا بس نمشى احنا كمان، انت ايه اللى جابك ؟ أبوها بضيق: مالك، البيه قعد مع ثروت و لعب بيه و خرج و هو متعفرت و الله اعلم هيهبب ايه ! انا مش عارف امتى هيتعلم يبطل يتهور ؟ ف حالته دى لو راح على مراته ممكن يعمل كارثه..
امنيه بضيق: و انت مالك ؟ هو حر ملكش دعوه أبوها بصّلها بخيبة امل: لا مش مليش دعوه و لا هو مش حر ! القضيه فيها كتير و ثروت اسالييه ملتويه و اكيد عامل حسابه و مجهز الكارت اللى هيلعب بيه ف وقت زى ده ! خاصة من بعد ما وقع مالك مع اخوه امنيه بذهول: اخوه مين ؟ ابو حلم ؟ ابوها هز راسه و هى قلبت شفايفها بتهكم: يعنى صفوت اخوه ؟ يعنى ميرنا تبقى لحلم بنت أبوها قاطعها: لا هامر امنيه بذهول: كمان ؟
خرجوا و أبوها شاف عربية مالك لسه برا ف وقف: عربية مالك ! اكيد لسه هنا ! انا هروح اشو امنيه قاطعته و هى بتلف بيه تانى يخرجوا بعد ما لف يرجع: لالا ماهو مشى مع يونس ابوها بصلها و هى ردت بسرعه: انت عارف يونس يعنى ! عامل زى خياله مبيسبهوش ف اخده و مشى أبوها إتنهد: طب الحمد لله إبتسمتله بتوتر و مشيوا ..
حلم جوه برغم عدم وعيها كانت من وقت للتانى جسمها بيتشنج بعنف تشنجات زى الصعقات الكهربيه و يرجع يخمل خمول جسم إتكتب عليه يبقى جثه و هو لسه فيه روح !
يونس كان جوه ف مكتب مالك بعد ما مالك سابه و خرج .. كان بيرد على مازن ف الموبايل .. قفل و بيتحرك لبرا المكتب قابل مالك جاى عليه .. يونس حاوطه بدراعاته: مالك ! كده مش هينفع ! مالك اللى لعب على اعصاب الكل مينفعش ميعرفش يتحكم ف اعصابه بالشكل ده مالك بقهره: يونس انا عايز يونس قاطعه: متقولش عايز ابقى لواحدى عشان مش هيحصل..
بيتكلموا و يونس بيتحرك بيه خارج و مازن كان اخد عربيته بسرعه لعندهم و وصل و راح عليهم .. يونس شاورله ميتكلمش .. مازن: مراد عايزك ضرورى اوى، دلوقت، قالى مرجعش من غيرك مالك نفخ و للحظه وقف مكانه .. عينيه حايره و بتنقل بهيستريا بين جوه مبنى الجهاز و برا .. بيتمنى لو مسموحله يصرخ و يصرخ و يصرخ زى ماهو من جوه بيصرخ .. مازن بيحرّك عينيه مع حركة عيون مالك بين جوه و برا و حاسس بيه متكتف .. يونس عشان ميعرفش مالك عمل ايه لف دراعه حواليه و إتحرك بيه ركبوا العربيه بصمت للمستشفى ..
مراد اول ما شافهم راح علي مالك: مالك بلاش تهور، بالعقل
مالك زعق: كل ما حد يشوف خلقتى يقولى عقل عقل ! انا مش غبى ! مراد إتنفس بصوت عالى: محدش قال كده ! بس ساعات الواحد ف لحظة تهور بيلغى عقله تماما و بيبقى الغباء هو اللى بيحرّكه مالك دوّر وشه و مراد بصّله بترقب: حلم فين دلوقت ؟ مالك وشها جِمد: عندى، محبوسه..
مراد لسه هيتكلم مالك رد بغضب: هى متهمه زيها زى أبوها و عمها ! حق القانون هياخده و هتتحاسب زيها زيهم زى ما هيتحقق معاهم هيتحقق معاها زيهم و هتتحبس زيهم،يا كده يا قسما بالله اللى هتشوفه منى هيبقى ألعن من الحبس و سجنى هيبقى ألعن مراد نفخ بغضب مكتوم بس وش مالك و ملامح الغضب عليه منعوه ينطق ! شاور ليونس و مازن: طب خدوه و اطلعوا دلوقت..
مالك سابهم و يدوب إتحرك كام خطوه و وقف و إتكلم من غير ما يبصلهم: و رحمة أبويا اللى إتقتل بسببها و مخدتش عزاه لو خرجت لا اخليها تتمنى اخد عزاها هى قبل ما حد فيهم ينطق سابهم و دخل المستشفى بغضب هينفجر !
مراد بصلهم بحزم: ميسبش المستشفى انهارده ع الاقل، لحد ما يهدى يونس بقلق: مش قادر عليه، ده صمم يحبسها و اخدها على مكتبه و مراد اما سمع إنه اخدها مكتبه مسمعش الباقى و استنتج ان مالك هيعاقبها بنفسه بس مش بشكل قانونى او مثلا هيستنى لحد ما يوصل لكل حاجه بنفسه .. بص ليونس: ميخرجش يونس بقلق: طيب لو..
مراد بص لمازن و بصله: قعدوه ! احبسوه ! اى حاجه ان شالله تخلوا اى زفت من جوه يديله منوم ! المهم ميخرجش ف حالته دى سابهم و رجع تانى لمارد و هما بصوا لبعض و طلعوا لمالك اللى بمجرد ما شافوه حسوا إنه فعلا محتاج يا يتربط يا يتخدر من حالة الجنون اللى مسكته ! مالك بصلهم بجمود: سيبونى لواحدى..
يونس لسه هينطق مالك رزع الترابيزه قدامه برجله وقعها بكل اللى عليها: بس بقا ! قولت عايز ابقى لواحدى ! براا بقى ! برا خرجوا و سابوه فى الغرفه لواحده بس فضلوا حوالين غرفته .. قضوا معظم الليل حواليه لحد ما يونس سمع صوت رزع و هبد ف الغرفه ف دخل شاف مالك بيخبط بإيده ع الحيطه قدامه بشكل يفتفت جبل !
حاول يهديه معرفش حتى ينطق ف شاور لمازن اللى جاب دكتور معاه و من غير ما يحس رش حاجه حواليه من وراه و مالك إبتدى يدروخ ف يونس سنده لحد ما قعد و الدكتور قرب إداله إبره لحد ما غاب عن وعيه تماما !
يونس بصّله قوى: انت عملت ايه ؟ الدكتور: ده منوم متقلقش، هيخليه ينام شويه و ده هيساعده يهدى خرج و سابهم و مالك فعلا نام بشكل متشنج و يغيب و جسمه يتنفض !
لحد الصبح و مراد دخل عليهم و شافه و هما جنبه ف شاورلهم بهدوء يفضلوا معاه و خرج !
حلم ف الزنزانه فاقده وعيها تماما و بتغيب و جسمها بيتنفض .. بتفتح و تغمض بسرعه و حركات عينيها عشوائيه لحد ما فتحت خالص .. بصت حواليها لا عارفه هى فين و لا فاكره جات ازاى و لا حصل ايه ! الرؤيه قدامها مشوشه و بتوضح و تبهت لحد ما إفتكرت ملامح اللى حصل اللى بتقرب من الزنزانه او الكابوس اللى إترمت فيه بإيد مالك !
فتحت عينيها اوى بذعر و بصت لنفسها بحذر و نظراتها إتحوّلت لهلع ! شافت هدومها مقطعه و جسمها من بين قطعات هدومها ازرق بكدمات دم ! مكنتش محتاجه تحسس على جسمها او تشوفه عشان تفهم اللى حصلها بالظبط ! بتحرك راسها بذعر حركات هيستريه و هى بتحاول تقف و بمجرد ما وقفت رجلها نزلت بيها ع الارض بشئ من العجز كإنها رافضه تشيلها بعد اللى حصل !
حاولت تقف تانى بس وقعت ع الارض نفس الوقعه ! حاولت تالت و رابع و عاشر و هى بتتسند ع الحيطان و بتقوم و بتقع من التعب ! إستسلمت لتعبها و قعدت و بصت لنفسها و عينيها بتوسع من الذعر و لأول مره تتمنى يكون اللى شافته تهيئات او خلل نفسى زى ما حصل كتير قبل كده ! شافت كدمات زرقا ف جسمها و صدرها و رقبتها ..
حسست بأصابعها على جسمها بحذر و بتقف لقت الدم مغرق رجلها لحد اخرها و بيزيد ! بصت لنفسها بذعر و بتنهج جامد كإنها بتصرخ صرخات مكتومه لحد ما صوت صراخاتها إبتدى يطلع شويه شويه ف رفعت إيديها من على جسمها و فضلت تخبط على وشها بمراره: لالالالاااا لا لا لاااااا لالالالااااااااء لاء لاء، مستحيل لاء
رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل السادس والثلاثون
حلم بصت لنفسها بذعر و بتنهج جامد كإنها بتصرخ صرخات مكتومه لحد ما صوت صراخاتها إبتدى يطلع شويه شويه ف رفعت إيديها من على جسمها و فضلت تخبط على وشها بمراره: لالالالاااا لا لا لاااااا لالالالااااااااء لاء لاء، مستحيل لاء قامت تجرى بخطوات تقيله و بتتحرك بعشوائيه حوالين نفسها و تخبط ع الحيطان بهيستريا: م .. مالك .. مالك ارجوك افتح، افتح بقا مالك ف المستشفى نايم تحت تأثير المنوم اللى الدكتور إدهوله ! جوه كابوس بيجرى ف عتمه ف طريق و مش عارف يجيب اخره و لا حتى يشوفه ! قام مخضوض و صرخ صرخه زى الرعد !
يونس كان جنبه و قام جرى عليه بخضه: ماالك اصحى، فوق مالك بص حواليه بتوهان و يونس شدد على إيده: معلش كابوس و خلص مالك قعد للحظات يقدّم و يرجع بعقله لورا يعيد اليوم كله لحد ما شاف اخر لحظاته: مخلصش يونس لسه هيتكلم مالك بصّله بحده: حد راح الجهاز ؟
يونس: انا مسيبتكش من امبارح اما جينا، حتى مازن معانا، و مراد مع إبنه مالك بغضب: امال نمت ازاى ؟ يونس: آآ مالك زعق: يووونس يونس بضيق: انت مكنتش شايف حالتك كانت ازاى امبارح ؟ الدكتور اداك منوم.
مالك لبس و خرج من غير كلام تانى .. بعد ما إتحرك لتحت و بيركب عربيته إفتكر فهد ف رجع بسرعه .. قابل الدكتور بتاعه و طمنه إنه كويس و بعد ما راح ناحية غرفته رجع نزل اخد عربيته مشى ! حلم بتصرخ جامد و بتخبط ع الحيطان بجنون لدرجة مسمعتش الباب و هو بيتفتح ! بتلف بعشوائيه حوالين نفسها إتفاجئت بمالك قدامها و حاطط إيديه ف جيوبه !
حلم جريت عليه بلهفه: ممم،، ماالك، مالك انت كنت هنا صح ؟ انت .. انت مسبتنيش صح ؟ انت لحقتنى ؟ انا،، انا مالك بصّلها بإحتقار و نظراته بتتوزع بإهانه على جسمها ! انفاسه عاليه و سريعه و مش عارف يغمض جامد و لا بيفتّح جامد ! حلم راحت بعينيها لمكان ما بيبص و ضمت نفسها بإيديها بقهره: مالك..
مالك رجع خطوات لورا و مد إيده لحد إداله ملايه بيضا حدفها ف وشها: قولتلك اللى زيك مكانهم السرير ! مياخدوش ربع ساعه ف السرير مع اى كلب و اخرهم ملايه تسترهم حلم عيطت: لالالاا، لاء لاء، لا يمكن يكون ده بجد، انا، انا اكيد بحلم مالك بقرف: لفى نفسك و يلا حلم هزت راسها بتوهه: لا ده اكيد كابوس ! لا ده مش حلم ! ده كابوس و هيخلص ! هصحى منه مالك قرب و مسك دقنها بقبضه إيده بنظره مخيفه: لا ده انتى لسه هتشوفيه مش هتصحى منه !
حلم عيطت و هو حدفها بعزم ما فيه نزلت ع الارض و برجله زق عليها الملايه اللى وقعت ع الارض: هتخلصى و لا هتخرجى كده ؟ حلم هزت راسها جامد: انا مش هخرج كده، فااهم، مش قطعت كلامها و إيد مالك غرزت بضوافره ف دراعها شدها وقفها و بالإيد التانيه جاب الملايه حدفها عليها غطتها كلها حتى وشها و جرجرها على برا ! اخدها على مكتبه و بمجرد ما دخل حدفها ع الارض ! قعد على كرسى مكتبه و رجع بيه لورا و رفع رجليه الاتنين على الترابيزه قدامه و شبكهم ف بعض و بصّلها ببرود قدام عياطها اللى بيعلى لدرجة صوتها اتنبح مبقاش طالع !
وقفت بضعف: مالك، مالك انا بحبك، انا مالك ضحك بصوت عالى: لا ماهو انتى لازم تغيّرى السيستم بتاعك بقا ! مبقاش نافع حلم بصتله بشكل يوحى إنها مش سامعاه: حكاية أبويا انا كنت هقولك عليها، بس،بس انا خوفت، انا مكنتش اعرف ف الحكايه كتير ف مكنتش عارفه اقولك ايه مالك ببرود: ممم، و بعدين ؟ حلم عيطت: لازم تصدقنى..
مالك فك رجله من بعض و رجع شبكهم تانى بالعكس: للاسف مبقتيش ف المكانه اللى ممكن تتصدقى فيها ! بقيتى زيك زى بنات الليل ! لاء ده انتى محصلتهومش ! حتى بنات الليل بيتاخدوا شقق و يتكرموا و يتدلعوا ! لكن انتى بقيتى زى،، زى، بصراحه مش لاقيلك تشبيه ! حلم عيطت بجمود مزيف: انا،، انا محدش لمسنى مالك كعمش وشه: مممم..
حلم حاولت تقرب نزّل رجله من ع المكتب و زقها بيها بعيد: كان لازم اعمل فيكى كده عشان تبقى ارخص من انى حتى ابصلك حلم بترجع لورا خبطت ف كرسى وراها سندت عليه و قعدت ! مالك شخط جامد: اقفى حلم جسمها اتهز بخضه على صوتها و وقفت بس من التعب رجليها بتنزل لوحدها !
مالك ببرود: انا سمحتلك تقعدى ؟ ماهو لازم تتعودى ان من انهارده، لاء من اللحظادى نَفسك هيبقى بإذن منى، يطلع و يدخل وقت ما يجيلى مزاج و اسمح و اللحظه اللى مش هيجيلى مزاج فيها و مسمحتش هيتكتم ! هتتنفسى بيا و تتخنقى بيا حلم بتسمعه بذهول ! لحد دلوقت مش فاهمه اللى حصل بالظبط و لا تعرف تفاصيل كلام عمها له !
مالك شاور على شنطه على كرسى قصاده: انجزى البسى هنخرج حلم لاول مره تحس انها مش عايزه تلبس قدامه ! مش عارفه من اهانة نظراته و وضعها اللى حطها فيه و لا من احساسها ان البنى ادم اللى قدامها ده لا عاشرته و لا حتى عرفته ! و لا رعب من منظر جسمها و مش عايزاه يشوفها كده ! هزت راسها بضعف: اخرج برا.
مالك قام و قعد ع الكرسى اللى قصاد قعدتها ع الارض و حط رجل على رجل: اخلصى حلم دموعها نزلت و هى بتلف نفسها بإيديها: مش هقلع قدامك ! ارجوك اخرج مالك كعمش وشه: مش هتغرينى متخافيش، كان زمان، ايام ما كنت اعمى، او برمرم مش عارف ! حلم عيطت و هى بتهز راسها: لاء مالك إستنى ثوانى و وقف و قرب ع الباب فتحه و هيشدها ضمت على نفسها بدموع: خلاص، خلاص ارجوك، خلاص هلبس مالك قفل الباب برجله و راح ع الشنطه زقها برجلها عليها بشكل مهين و قعد بجمود و فرد رجله قدامه !
بإيدين بتتعرش فتحت الشنطه و طلعت منها فستان خروج بسيط طويل و مقفول فتحته و هتلبسه شاورلها على هدومها و هى بلعت ريقها بمرار ! قلعت هدومها او الباقى على جسمها منها .. بصّلها من فوق لتحت بشكل مهين و هى بسرعه لبست الفتستان و حطت الطرحه بعشوائيه على راسها ! بتقف رجلها نزلت بغدر ع الارض ف سندت على كرسيه بإيديها الاتنين بشكل خلاها تميل عليه !
اتقابلت وشوشهم ف لحظه غريبه اوى و مالك بشكل مفاجئ ضحك بصوته كله: مش قولتك غيرى إسلوبك ده عشان مبقاش يجيب معايا ؟ غيريه عشان حتى لو كان الاول بيجيب ف دلوقت بعد ما قفلت سكتك و بالطريقه دى مبقاش هيجيب ! حلم بصتله بذهول و مقدرتش تنطق و هو وقف بشموخ قدامها و فتح الباب و شاورلها خرجت و خرج و لسه هتتحرك زقها وراه بإهانه و مشى قدامها ! وصلوا عند غرفه و مالك خبط و دخل و حد قام سلّم عليه و هو قعد و شاورلها تدخل ..
المحقق: مدام حلم إبراهيم الدينارى صح ؟ اتفضلى قبل ما حلم تقعد مالك بصّلها بجفا: مكانك المحقق بصّله و نقل عينيه بينهم و مكررش عرضه عليها لحزازية الموقف .. مالك: كلم زفت المحقق: انا عارف حزازية الموقف بس التحقيق ممنوع ان مالك: هحضره.
المحقق هيتكلم مالك سبقه: و مش عشانها ! هى متلزمنيش ! كانت بالنسبالى جزء من القضيه و خلصت زى القضيه ما خلصت ! حلم بصتله بذهول لمجرد متعرفش التفاصيل: يعنى ايه كانت جزء من القضيه ؟ مالك بجفا: يعنى اما بيبقى عندنا عميل وسخ كده ميبقاش فى مانع اجيبه بأى طريقه مهما كانت رخيصه قال اخر كلمتين و هو بيبصلها بإهانه و هى بصتله بتوهان و دموعها نازله: انت كنت عارف إنه ابويا ؟ حد وصل بثروت و خبط ع الباب و المحقق سمحله يدخل..
حلم وقفت و بصتله و عمها بصّلها و مالك متابع نظراتهم ! مارد ف المستشفى نايم و مصطفى جنبه و بيغيب و جسمه يتشنج .. مصطفى فضل متابعُه بقلق لحد ما تشنجاته زادت قام نادى الدكتور ! غرام كانت نازله و بمجرد ما شافت مصطفى جايب الدكتور و داخل لمارد جريت بهلع عليهم .. الكل نزل على اصواتهم و الدكتور منع حد يدخله ..
الدكتور دخل علقله محاليل و حطله فيها مهدئ و منوم اما شافه اعصابه هايجه كده ! مصطفى بس اللى دخل مع الدكتور و غرام مقدرتش حتى تخطى خطوه واحده .. قعدت ع الارض بوجع .. همسه راحت عليها: اقفى غرام عيطت بضعف: هيسبنى همسه عادت كلامها بلهجه جامده: اقفى، بقولك اقفى غرام دموعها زادت: هيسبنى، هيسبنى زى كل ازمه،زى كل وقعه، زى عادته.
همسه زعقت: مينفعش تقعى كده، لازم تقفى على رجلك عشان هو يفضل واقف على رجله و لو حتى وقع وقفتك هتقومه من تانى و هتخطى بيه برا المحنه غرام بترفع وشها لقت مراد باصصلها بترقب ف وقفت بتعب راحت عليه: انت فاكرنى ممكن ابعد عنه ؟ مراد بص بطرف عينيه على مهاب و بصّلها بعتاب: كنتى فين يا غرام ؟ من بعد ما خرج من.
غرام قاطعته: كنت محتاجاله ! كنت عايزاه جنبى ف وقت زى ده استقوى بيه و ملقتش غير ربنا اللى ممكن يجيبهولى، روحتله يرجعهولى مراد إبتسم بالعافيه و طبطب على كتفها: خلاص يا حبيبتى، دلوقت المهم غرام قاطعته بغضب: المهم ايه ؟ المهم إنك تفهم إنى متخليتش عنه و هو يفهم، كلكم لازم تفهموا، تفهموا انى مش انا اللى تتخلى عن حبيبها ف لحظه زى دى مراد ضمها من كتفها عليه و حاول يهديها و هى عيطت: خلينى ادخله، عايزه اتطمن عليه..
مراد: اتطمنى، مراد قوى و هيتخطى الازمه دى بيكى، المهم حاليا زى ما همسه قالتلك لا ينفع ضعف و لا استسلام و حاولى تتحسسى حتى انفاسك عشان غرام قاطعته: عشان ايه ؟ عشان ميفهمش غلط و لا يسبنى ؟ ليه ؟ اللى بينا كان ورق و مجرد زوبعه هتطيّره ؟ اللى بينى و بين مراد اقوى من كده ! اقوى بكتير ! بكتير اوى، انا بحبه اوى..
عيطت و مراد ضمها عليه بهدوء و باس راسها .. الدكتور خرجلهم: اديته منوم و هو حاليا نام مراد مهزوز جدا: طمنى إنه هيبقى كويس ارجوك الدكتور: ان شاء الله .. دى مجرد نوبات نفسيه و بمجرد ما اعصابه هتهدى جسمه هيهدى غرام سابتهم و دخلت عنده و مراد لسه هيتحرك معاها همسه قابلته ضمته عليها: سيبها مراد اخدها و دخل: نتطمن عليه..
غرام كانت دخلت و بمجرد ما شافته راقد قلبها اتهز .. مراد طول عمره قوى و كل محنه بتعدى عليه بتقويه اكتر ! مبيبقاش مهزوز كده ابدا ! قعدت جنبه ع السرير و لفت دراعها فوق راسه و ضمت وشه عليها بكف إيدها و إيدها التانيه لفتها على صدره و مسكت بيها إيده .. ميلت على راسه باستها اوى و نزلت براسها على صدره كإنها بتصافى قلبه !
مراد مع همسه إبتسم غصب و هى شددت على دراعها حوالين ضهره و رجعت بيه و قفلوا الباب ! لحد الصبح و مارد إبتدى يفوق من تأثير المنوم و بمجرد ما صحى حس بحاجه تقيله على صدره ! حاول يرفع نفسه معرفش ف شاف غرام على صدره ..معرفش يبتسم و لا يكشر ..محسش بحاجه غير بتقل على صدره مش عارفُه من برا و لا جوه ! غرام صحيت على صوت انفاسه و إبتسمت حتى قبل ما ترفع وشها له ..
بصتله بلهفه: حبييى مارد شاورلها بحركة جسمها انها تبعد شويه .. غرام اتجاهلت ضيق ملامحه و حركته و قربت اكتر: حمد الله ع السلامه، الف حمد الله على سلامتك مارد رفع نفسه عافيه اما مبعدتش و متكلمش و هرب بعينيه بعيد .. غرام مسكت وشه رجعته لها: مراد، انت عارف انى بحبك قبل اى حاجه و اكتر من اى حاجه صح ؟
مارد محبش لهجة الضعف اللى ف صوتها ف رد بقوه كإنه بيعوض ضعفها: عايز امشى من هنا غرام بقلق: لاء طبعا، الدكتور قال مارد بحده: عايز اتزفت من هنا غرام بمحايله معجبتهوش: حبيبى مينفعش، انت مشوفتش نفسك كنت ازاى..
مارد نفخ بغضب و هى اندفعت من غير ما تفكر: انت اتخطيت اللى حصل بمعجزه، ساعات بتنزف و مش عارفين يتصرفوا، ده ربنا نجدك بالعمليه، لولا كده كنت هتروح انت، يبقى انت بقا و لا مارد محبش يسمع باقى الجمله و حدف الغطا بعنف و وقف بالعافيه: بس بقا، قولت عايز اغور من هنا، ايه ف الزفت مش مفهوم و لا انتى غبيه ؟
غرام حاولت تمنعه معرفتش .. لفت بسرعه لتانى ناحيه من السرير تسنده معرفتش تساعده يقف ! هو مدهاش فرصه ! محبش تشوفه ضعيف ! وقف بحده و ضغط على جرحه و كتم الالم اللى اترجم على ملامحه و اتحرك .. غرام فتحت الباب و ابوه قبل ما تتكلم دخل بسرعه .. شافه بيلبس ف راح عليه بلهفه: حبيبى انت كويس ؟ لازم ترتاح..
مارد زعق: بس بقا، مش كل اللى يشوف وشى يقولى انت كويس انت زفت و لازم ترتاح ! انا مش ماشى من غير عقل يعنى ! مراد حاول يمسكه مارد شد إيده: يا حبيبى مش كده، احنا بس خايفين عليك مارد كان لبس و مراد وقف ف وشه: انت رايح فين يابنى ؟ مينفعش تخرج مارد بتعب: عايز اخرج..
مراد بمحايله: يا حبيبى بس مارد نفخ بشكل وجعه: كفايه لحد كده ف معاملة العيال دى ! انا مش عيل ! مراد متكلمش و مارد راح ع الباب همسه قابلته داخله: حبيبى انت كويس ؟ مارد نفخ و مهاب كان داخل وراها ف بصّله بقلق: حبيبى سلامتك، عامل ايه دلوقت ؟ انت كويس ! مارد مد إيده سحب حاجته من جنب السرير و مهاب بصّله: انت لازم ترتاح يابنى، مش هينفع كده مارد سابهم و خرج بنفاذ صبر ..
مراد خرج وراه و غرام اللى لحقته بس بمجرد ما نزلوا شافوه مع مصطفى .. مارد نزل قابل مصطفى اللى إبتسم اول ما شافه و حضنه اوى عشان فاهم انه حاليا مش محتاج كلام .. مارد إستسلم لحضن رفيق الازمات دايما اللى فاهمُه .. مصطفى شدد على حضنه قبل ما يرفع وشه: حبيبى و الله، ايوه كده ده المارد اللى اعرفه مش تقولى رقده و بتاع.
مارد إبتسم بتكلف: معاك عربيتك ؟ مصطفى رفع مفاتيحه: معايا يا سطى ؟ نطلع اى مارد اخد منه المفتاح و مشى من غير كلام ! اخد العربيه و راح ع البيت ! مراد كان وصل لبرا و شافه بيتحرك بالعربيه ف اخد عربيته بسرعه و غرام ركبت جنبه و مشيوا وراه .. وصلوا البيت كان هو وصل و دخل .. مراد طلع وراه و مارد دخل اوضته و قفل الباب و سند عليه بتعب ..
غرام خبطت ع الباب: مراد افتح، افتح بقا حرام عليك نفسك هو جوه لف وشه اللى كان ساندُه براسه ع الباب و لف ضهره و سنده عليه ! غرام: ع الاقل انا، حرام عليك انا، انت كده بتظلمنى باللى بتعمله ده مارد كتم نَفسه و ضرب بقبضة إيده جنبه كذا مره بعنف و هو بيتحرك لحد ما ضرب ع الكومدو جنبه ! شاف عليه شنطة علاج كانت من علاج السقط لغرام ف غمض عينيه قوى !
غرام برا مسحت دموعها بالعافيه بحماس: طب افتح عايزه اقولك على حاجه .. و الله هقولك حاجه هتريحك بس افتح مارد جوه مد دراعه حدف الشنطه بالعلاج و كل اللى على الكومدو ع الارض ! فتح الدرج و طلّع اختبارات الحمل المنزلى بتاع غرام و حدفهم على طول دراعه ! ميل جابهم من ع الارض و فضل يكسّر فيهم !
مراد برا كان اول ما سمع صوت الهبد مقدرش يستنى و حاول يتعانف ع الباب لحد ما فتحه .. غرام اول ما الباب إتفتح لسه بتتقدم خطوه شافته بيكسّر شرايط اختبارات الحمل اتربّطت مكانها و دموعها نزلت بإنهزام ! ابوه راح عليه و حاول يهديه معرفش،، خايف عليه من عنف حركته دى .. بياخد اى حاجه يمسكها و بيبعد اى حاجه من قدامه بس هو بيزيد لحد ما مراد عجز تماما يوقف حركته ف حضنه جامد و هو حاول يفلت من حضنه بس مراد ضمه اكتر لحد ما إستسلم بتعب و خبى وشه ف صدره اما دموعه إتمردت !
حلم بيتحقق معاها و مالك معاها و عمها دخل للتحقيق .. حلم بصت لعمها بغضب و بصت لمالك اللى بصّلها بجمود و بص للمحقق يبتدى التحقيق ! المحقق بص لثروت: عندك اقوال تخص القضيه ؟ ثروت من غير ما يبص لحد رد ببرود: لاء مالك ضحك بإستهزاء و بص لحلم برخص .. حلم حست إنها ضايعه بينهم و مش فاهمه حاجه !
مالك فهم ان عمها بإتفاق معاها ايا كان او مع أبوها مش هيجيب رجلها ! اوضغط عليه منهم او مثلا مش هيستفيد حاجه اما يقول عنها ! او هيستفيد اما ميقولش ! او وجودها برا هيفيده اكتر ! اى سبب او اى احتمال من دول لمجرد إنه حط واحد جنب واحد إدوله الإتنين اللى اقتنع بيه ! حلم وقفت تايهه راحت لعمها: ابويا فين اصلا ؟ مين ؟ ليه محاولش يشوفنى لدلوقت ؟ ثروت ببرود: معرفش حلم بكسره: يعنى ايه ؟
مالك بلهجه مهينه بصلها و بص للمحقق: يعنى زى ما قولتلك، كانت جزء من القضيه و خلصت حلم زعقت بإنهيار: يعنى ايه كنت جزء من القضيه ؟ انت تعرف إنه ابويا ؟ لالا مكنتش تعرف ! انا نفسى مكنتش اعرف ! مكنتش اعرفه مالك ضحك بتريقه: ده بجد ؟ عموما اه كنتى جزء من قضيتى، كنت محتاج حاجه و مش هوصلها الا بيكى ! كوبرى يعنى ! يتداس عليه بالجزمه من اى حد عايز يوصل !
اه مكنتش اعرف إنك بنته بس ف نفس الوقت كنت محتاج محاميه غبيه تقدر تلعبلى بالقانون و تخرّجنى من ثغراته ! غبيه او عاميه او رخيصه و الحمد لله لقيتك التلاته ! اسيبك بقا و لا استغلك ؟ غبيه و لقيتك ف منتهى الغباء و كنتى بتشوفى بعينك و تستغبى ! و عاميه و كنتى نص عملياتى كنت بتحضريها و تعملى نفسك مش شايفه و بتخرجينى منها ! و رخيصه و ببوسه و حضن شديتك ف جوازه و لو كنت عايز اشدك على اى سرير عارف إنى مش بس كنت هعرف، لاء ده بنتتهى السهوله و من غير مجهود ! يبقى ليه لاء !
حلم دموعها نزلت بصمت و المحقق بصّلها و رجع بصّله: يعنى بتنكر تورطها ف القضيه ؟ او تدنسها بناءا على كلام ابوها و عمها ؟ و انها عميله لحسابك انت ؟ مالك حط رجل على رجل بكبرياء: لاء، الاشكال دى مبنستخدمهاش غير ع السراير و بس نوصل بيهم للى عايزينه و يترموا ! زى السجاره يعنى ! و مبنحتاجهمش ف تحقيقات عشان استخدامنا لهم قانونى ! ف استخدامى لها مش هيتحقق فيه لإنه قانونى بعلمى انما تورطها معاهم غير قانونى ف هيتحقق فيه و بشكل رسمى المحقق: و اذا اثبت تورطها يبقى..
مالك بغضب: يعنى ايه اذا اثبت ؟ عمها قال كل حاجه ! زفت طلع ابوها ! هى و كل الادله ضدها ! فاضل ايه تانى ؟ حلم بصت للمحقق و فهمت ان عمها ورطها و بكده إستنتجت سبب العاصفه اللى مالك فيها ! فهمت ده بس اللى مقدرتش تستوعبه ازاى صدقه و اقتنع لاى كلمه بالسهوله دى !
المحقق لحلم: مدام حلم عايز اسمع اقوالك ! كل اللى تعرفيه عن القضيه و عن والدك و عمك حلم بصتله و لأول مره تحس إنها ف حرب، حرب و ضد الكل و برغم كل الضعف اللى احتلها الا انها من نظرات الاهانه من مالك صممت انها حتى لو ف حرب لازم تطلع حاجه من الاتنين يا كسبانه يا ميته ! ملهاش حل تالت ! بصت للمحقق و رسمت على وشها قوه غريبه: ممكن اتطلع على كلام اللوا ثروت الدخيلى ؟ المحقق: لسه مقالش حاجه ف التحقيق ف متحفظش كلامه.
حلم بصت لمالك بنظرات ثابته هزته هو: اولا كلام عمى لو قال حاجه ف ده كان معاك انت و بشكل شخصى مش رسمى ! يعنى لسه متثبتش لمجرد إنه مقالهوش ف التحقيق ! ثانيا كل الادله اللى انت بتقول ضدى ف لسه متنظرش فيها و لا اتعرضت ع المعمل الجنائى ! اما عن ابويا و عمى ف انا معرفش حاجه عنهم ! عن شغلهم ! مالك كعمش وشه بتريقه ..
حلم وقفت بهجوم عليه: انا ف يوم من الايام قتلتلك لمجرد ما شكيت لحظه إنك وسخ و شمال و مش هتردد اعمل ده تانى لو طلعت كده، و الراجل اللى بتتكلم عنه ده انا لا شوفته و لا اعرفه و لا بعتبره ابويا، انا ابويا بالنسبالى مات من زمان،من قبل ما اتولد، كان ظابط و اتقتل المحقق: يعنى مكنتيش تعرفى إنه كان عايش ؟ مالك بصّلها بترقب اخفاه ملامحه اللى رسمها بالبرود ..
حلم قعدت ع الكرسى بتعب: لاء مالك هز راسه بشبه ضحكة سخريه ! حلم عيطت: معرفتش غير من فتره قريبه، قريبه اوى شردت و افتكرت اللى حصل من اكتر من تلات سنين قبل ما تشوف مالك بفتره !
Flash baak حلم كانت ماسكه قضيه و حاضره التحقيق مع المتهم و بتتكلم مع وكيل النيابه و احتد النقاش بينهم ! حلم وقفت بغضب: اجراءات الضبط كلها غير قانونيه بالمره، مش معنى إنك عايز تقفل القضيه و خلاص يبقى تشيّلها لاى حد وكيل النيابه خبط ع المكتب: استاذه حلم لاخر مره هنبهك متتجاوزيش حدودك، التزمى ادب الحوار و إلا هتخرجى برا..
حلم اتنرفزت: يافندم انت إقتحمت على موكلى مكتبه بدون اذن نيابه، يعنى بدون وجه حق وكيل النيابه شاورلها: اذن النيابه اهو ممكن تطلعى عليه حلم: اه ده بعد ما اتجاب هنا، يعنى الموضوع فيه تنمر وكيل النيابه: الموضوع مشى طبيعى و الاجراءات قانونيه و الظابط اللى..
حلم: الظابط اللى جاب موكلى لهنا فى سابق خلافات بينه و بين موكلى و اعتقد التنمر له واضح جدا ف اجراءات الضبط و الاحضار وكيل النيابه كلم حد ف التليفون و شويه و الباب خبط و دخل واحد .. وكيل النيابه: الرائد ياسر عبد الرحمن المسئول عن تنفيذ امر الضبط حلم: عارفاه من كلام موكلى..
وكيل النيابه بص للظابط: استاذ حلم المحاميه عن المتهم الظابط قعد: اهلا وكيل النيابه للظابط: استاذه حلم بتتهم حضرتك ان اجرائاتك غير قانونيه و فيها نوع من التربص لموكلها الظابط اتعصب: تخبط دماغها ف الحيط..
حلم وقفت: انت قليل الادب و كنت بتهم ان شغلك غير مظبوط لكن من الواضح ان سيادتك اللى مش مظبوط بالمره الظابط وقف بغضب: و معدش الا بنت ابراهيم الدينارى اللى هتعلمنى اشتغل ازاى و تعدّل على شغلى ؟ حلم بصتله قوى بحده اما إتذكر اسم أبوها خاصة إنها شافته مقصود و فيه نوع من السخريه ! الظابط بغضب: مش حتة عيله زيك يا شاطره اللى هتعلمنى شغلى !
حلم: انا مش عيله، انا معايا ماجيستير ف القانون الظابط: و الله لو رئيسة جامعه، كفايه إنك بنت كلب حلم وقفت بهجوم: انت ذباله و متخلف و اقدر احبسك حالا ببلاغ سب و قذف الظابط ببرود: زعلانه عشان قولت انك بنت كلب ؟ و مش زعلانه على نفسك إنك بنت الراجل اللى داس برجله ع البلد اللى وقفته على رجله و سرقها و نهبها حلم بلعت ريقها بلغبطه: كذب، انت كذاب، انا ابويا اشرف من ان كلب زيك يجيب سيرته.
الظابط قلب بوقه بسخريه و هى خرجت زى الاعصار ! مش عارفه تعمل ايه بس واحد بس اللى اكيد عنده الحقيقه ! راحت ع البيت بس ملقتش عمها، مقدرتش تصبر ف راحتله مكتبه ! عمها إتوتر: أبوكى ايه اللى جايه تسألى عنه ؟ حلم بترقب: أبويا ساب شغله بموته و لا قبل موته ؟
عمها وقف بسرعه و قفل الباب و مسك دراعها بحده: انتى إتهبلتى و لا ايه ؟ ايه اللى خلاكى تفتحى ف الدفاتر القديمه دلوقت ؟ حلم عيونها دمعت من رد فعلها اللى هز ثقتها: يعنى ايه ؟ عمها ساب دراعها بغضب: يعنى احنا ما صدقنا كل حاجه إتدفنت و إتردم عليها ! جايه تنبشى فيها انتى دلوقت ليه و تطلعى القديم و الجديد اللى اتردم و تهديه ع الكل؟
حلم بذهول: الكل ؟ الكل مين ؟ انا ابويا مات و مفيش الا انت ! عنمها دوّر وشه و حلم قربت منه بغضب: رد عليا ! يعنى ايه أذى الكل ؟ الكل مين ؟ ابويا ! عمها كتم غضبه: عايزه ايه يا حلم ؟ حلم بصوت تايه بلغبطه حكتله اللى حصل مع الظابط !
عمها بغيظ: سيبهولى و انا هتصرف معاه، هعلمه الادب حلم بصوت مهزوز: و انا لا عايزاك تتصرف معاه و لا عايزاك تعلمه الادب، انا عايزه اعرف الحقيقه عمها بغضب: حقيقة ايه ؟ هاا ؟ هتستفادى ايه ؟ ايه المستعجل اللى يجيبك دلوقت و لحد هنا ؟ حلم: عايزه افهم عمها زعق: هنا ؟ تفهمى حاجه زى دى هنا ؟
حلم هتتكلم عمها زعق: ع البيت، اتفضلى و هناك نتكلم سابته و خرجت زى التايهه .. طول عمرها بتفتخر ان أبوها ف يوم كان ظابط و اتقتل و هو ف خدمته .. متخيلتش وجود احتمال واحد لوجوده و بالشكل ده ! متخيلتش حتى ف لحظه تشوف الحكايه معكوسه ! طول اليوم بتلف ف الشوارع زى المخنوقه .. حاسه إنها متربطه لدرجة نزلت من العربيه تلف على رجليها !
رجعت اخر اليوم ع البيت و شافت عمها قاعد بغضب و أمها و الجو متوتر ! قعدت قصادهم زى الاله و الصمت كهرب الجو ! امها بصتلها بهجوم: ممكن اعرف ايه اللى عملتيه ده ؟ حلم: طب و بالنسبه للى انتى عملتيه ؟ ايه ؟ امها اتوترت: ايه اللى عملته ؟
حلم بصتلها بقرف و بصت لعمها و عينيها المدمعه بتتنقل بينهم و سكتت .. عمها بغضب: انتى تقفلى الموضوع ده نهائى ! انتى عايزه تودينى ف داهيه و لا ايه ؟ حلم زعقت: الداهيه دى جايه جايه و لحد عندك، انا اعرف بس الحقيقه عمها كان هيتكلم بس ردها خلاه اخد مطب .. فهم إنه لو نطق كلامه هيبقى شبه التحقيق الرسمى .. حلم مش هتسكت و نظراتها بتعلن ده ! حلم مش الشخصيه اللى هتستسلم للواقع !
حلم وقفت قصاده بغضب: ابويا فين ؟ عمها بحده: معرفش حلم بصت لأمها اللى دوّرت وشها ! حلم زعقت: امال مين اللى يعرف ؟ امها: ابوكى مات بالنسبه للكل حلم راحت عليها بذهول: و بالنسبالك ؟
امها: اتطلقنا من قبل ما يخرج من البلد بخطوه واحده حلم بصت على عمها بذهول: و هو راح اخوه مكانه ؟ مش هتفرق بقا، اهو يروح راجل و يجى راجل المهم يسد الغرض امها ضربتها بالقلم على وشها: اخرسى ! انتى جايه تحاسبينى على ايه ؟ لو فى حد المفروض يحاسب يبقى انا ! ابوكى رمانى حامل فيكى و اختار نفسه و هرب بعد جرايمه، ابوكى يا هانم كان ظابط اه بس مختلس و حرامى و مرتشى و..
حلم صرخت: بس بقا، كفايه كدب بقا، ( بصت لعمها ) ابويا اتقتل ف مهمه، يعنى شهيد و انت اللى قولتى ده عمها بجمود: و ممكن بردوا اقولك لاء و ممكن اقولك اكتر ! بس خلاص معدش له لازمه ! ثم ان جوازى انا و امك متمش إلا بعدها و برضاه عشان عارف ان الموضوع ده بالذات هيخدمه حلم بذهول: يخدمه ؟
عمها: امال الكل كان هيصدق قتله بعد ما هرب ازاى ؟ الا لو مراته اتجوزت ! امها ببرود: و كفايه إنى محاولتش انزّلك و انتى كنتى لسه ف بطنى حلم بصتلهم بقرف: هو فين ؟ عمها بحده: معرفش حلم زعقت: بس انا من حقى اعرف عمها رد بجمود و هو ماشى: مش من حقك حاجه اكتر من اللى اخدتيه !
حلم زعقت: ايه هو اللى اخدته ؟ ها ؟ لا بصراحه كتّر خيركم على انكوا ادتونى حق الحياه و ادتونى فرصه اعيش ! لا كفايه الصراحه ! كفايه اوى عمها: هو فعلا كفايه ! و زى ما كانت اول مره تفتحى الحوار ده مش هقولك ياريت عشان هى غصب عنك هتبقى اخر مره حلم زعقت و هو ماشى: هتدفع تمن ده على فكره، مش هسكت سابتهم هى كمان و مشيت .. قعدت كتير تدوّر ف الموضوع بس معرفتش توصل لحاجه نهائى ! baak.
حلم فاقت من شرودها على عمها قدامها بيبصلها بحده و المحقق مستنى كلامها ! بصت لمالك بدموع زادت مع نظراته و بصت للمحقق و حكت اللى حصل او حكت المختصر منه اللى ينفع يتحكى ! المحقق: موصلتيش لحاجه بعد كده ؟ حلم بإنكسار: لاء، موصلتش غير لوجه واحد من الحقيقه و هو القضيه اللى اتعملت لابويا و اتفصل من الخدمه بسببها و عرفت إنه هرب خلال التحقيق فيها بعدها انتشر خبر قتله..
المحقق: مشوفتهوش وقتها ؟ حلم بقهره: لاء المحقق: و لا بعد حادثة مالك ؟ حلم: و لا قبلها، مشوفتهوش نهائى مالك هز راسه بتريقه و المحقق بص لثروت: عندك حاجه تقولها ؟ ثروت: لاء المحقق: فى اى اتهام لمدام حلم ؟
ثروت هز راسه ببرود: لاء المحقق بص لمالك: تحب تضيف اى اتهام مباشر او تسجيل رسمى بأى حاجه حابب تضيفها للتحقيقات ؟ مالك بص لحلم اللى بتبصله بوجع إنهزام و ملامحه جافه: لاء المحقق سجل اقوالهم و حفظ التحقيقات و بص لمالك: هامر مجبش سيرتها نهائى ف التحقيق مالك اتريق: فيه الخير.
المحقق بص لحلم: مدام حلم هتخرج على ذمة القضيه و اذا استدعى الامر حضورها تانى هنبعتلها، اما حاليا هتخرج بضمان محل اقامتها ان لم تكن على ذمة قضايا اخرى لعدم ثبوت ادانتها او اتهامها بشكل مباشر من قِبل ابوها او عمها مالك بجمود: و كلام عمها ؟ ده متسجل و فى شهود ! المحقق: حتى لو، ف عدم توافر اى ادله عليه يبطله، ده غير عدم ذكره ف التحقيقات مالك وقف بجمود و شاورلها و وقفوا يخرجوا ..
حلم بصت للمحقق بهزيمه: عايزه اشوف... سكتت و معرفتش تكمل و المحقق فهم و هز راسه بأسف: للاسف مش هينفع، لسه متعرضش للتحقيق و ممنوع اى زيارات مالك بصّلها بتهكم و شاورلها بحده ع الباب و خرجوا .. اخدها ف عربيته و مشيوا .. امنيه قابلتهم ف طريقهم لبرا و قبل ما تنطق مالك إتخطاها و مشى بحلم ! بصتله بغيظ و نفخت و بتلف وشها لقت أبوها بيهز راسه بأسف ف اتضايقت و مشيت !
مالك اخد حلم ف عربيته و مشيوا و إتفاجئت انهم قدام البيت .. بصت للبيت بذهول او توهان و بصتله و مش عارفه تفهم حاجه ! مالك نزل و شاورلها تدخل و اخدها و طلع .. فتحت باب الشقه و إتفزعت .. فضلت تتلفت حواليها زى التايهه .. فتحت كل الاوض و كل الابواب .. مالك كان متابعها بجمود لحد ما رجعت عليه بجنون: ولادنا فين يا مالك ؟ مالك بصّلها بغضب: ولادنا ممم !
حلم قلبها إتقبض: يعنى ايه ؟ مالك بجفا: مش اما يبقوا ولادى الاول ! مازن اخد همسه من المستشفى و مشيوا بعد ما مارد خرج و مراد و غرام وراه... ليليان كانت تحت و قابلتهم ف سكتهم و من غير ما تتكلم همسه شاورتلها و هى فهمت ! بصت لمازن بتوتر: تستنونى امشى معاكوا ؟
مازن دوّر وشه و همسه هزت إيديها الاتنين بضيق: اتصرفوا و حصلونى ع العربيه، انا عايزه اتطمن على إبنى سابتهم و ليليان مسكت إيد مازن اللى سحبها بنفور .. ليليان دمعت: للدرجادى ؟ احنا وصلنا للدرجادى ؟ مازن بصّلها بأسف: ياريت كان فى حاجه تقدر توصفلك وصلنا لايه !
ليليان صوتها إتهز و هتتكلم قاطعها هو و هو ماشى: اعتقد انتى عارفه السكه لوحدك يا ليليان مشى و هى وقفت مكانها بوجع .. للدرجادى هانت عليه ! عرف يتخطاها ! للحظه وقفت عند جملته و إتهيألها إنه بيقصد عارفه سكته هو و بكده بيفتحلها الطريق ! وقفت زى التايهه مش عارفه اذا كان بيخلقلها امل و لا بيموّته ! مازن راح على همسه ف العربيه اخدها و مشى و هى بمجرد ما شافته لوحده فهمت !
مازن هرب بعينيه بعيد: متزعليش منى همسه طبطبت على إيده: انت إبنى و يوم ما هزعل يبقى عليك و عشانك مش منك ابدا وصلوا البيت و همسه شافت مراد قاعد ع السلم جوه راحت عليه بخوف و هى بتنقل عينيها بينه و بين غرام: مراد فين ؟ مراد رفع وشه بالعافيه بتعب: نام، بالعافيه اما نام همسه قعدت تحت رجله بسلمه و ميلت راسها على إيدها بدموع !
مازن وقف جنبهم بعيد شويه بحرج .. دقايق و مهاب دخل و معاه ليليان مراد إبتسم بالعافيه و ليليان راحت عليه و كانت هتسآل عن مارد بس اول ما ضمها عيطت ! مراد باس راسها: ششش إهدى، كل حاجه هتبقى كويسه، لازم كل حاجه تبقى كويسه مازن إنسحب بهدوء: انا همشى و لو إحتاجتوا حاجه كلمونى مراد بصّله كتير و سكت و مازن نزل يخرج !
مراد بضيق: مالك عمل ايه ؟ مازن حكاله اللى حصل و التحقيق مع حلم و عمها... مراد: يعنى خرجت ؟ مازن بإستغراب: اه مراد: حلم ملهاش دعوه بحاجه، هى معرفانة كل حاجه من يوم حادثة مراد مازن: ان هامر ابوها ؟ مراد: مش بالظبط، المهم هى فين دلوقت و مالك فين ؟
مازن: معرفش، بس اللى اعرفه إنها خرجت مراد بقلق: اوصل لمالك و هاته، ده غبى و مبيعرفش يتصرف مازن هز راسها و قبل ما يخرج موبايل مراد رن .. مالك مع حلم بصّلها بغضب: مش اما يبقوا ولادى ! حلم رفعت وشها له بذهول و إتحركت بالعافيه: يعنى ايه اما يبقوا ولادك ؟
مالك بجمود: يعنى انتى واحده انا سايبك بتاخدى منع حمل عشان مش عايزه تخلفى منى و ساييك لوحدك راجع و معاكى عيلين ! ايش عرّفنى إنهم ولادنا ؟ مش يمكن جزء من اللعبه ! حلم بصتله بهزيان: انت بتقول ايه؟ انت إتجننت ؟ هجيب عيلين من الشارع و اعملهم عيالى و ارضعهم عشان العب عليك ؟ ده انت بنفسك شوفتنى برضعهم ! ده مراد اللى حاضر ولادتهم !
مالك بحده: و ليكن، ف ايش عرّفنى إنهم منى ؟ إيش عرفنى إنهم ولادى انا تحديدا ! حلم بصتله بذهول: انت اكيد مجنون مالك: انا وثقت فيكى مره و اتنين و عشره و مطلعتيش اد الثقه، ليه اثق فيكى تانى ؟ انا قولتلك مبغلطش مرتين !
حلم قعدت بوجع: انا عمرى ما خونت ثقتك و كنت جنبك للاخر، لحد ما انت بنفسك اللى وقّعت قدامى تمن ثقتى فيك مالك هز راسه بتريقه: عمرك ما خونتى ثقتى ؟ ده انتى خونتى ثقة اهلك قبلها قدامى بس انا اللى كنت غبى و مفهمتش،مفهمتش ان اللى تخون ثقة اهلها عشان راجل ممكن تخونه هو عشان اى حاجه تانيه..
حلم بتسمعه بصدمه: انا وثقت فيك ف وقت انت مكنتش حتى واثق فيه ف نفسك مالك بصّلها بقرف: و انا وثقت فيكى ف وقت مكنش ينفع اصلا اثق فيكى بعدها و انا شايفك بتخونى ثقة اهلك، ده انتى جيتى معايا و بيتّى معايا ف مكان ضلمه و لوحدنا و ف وسط البحر، و جيتيلى قبلها البيت و لوحدنا حلم بصوت تايه: انت ملمستنيش !
مالك اتريق: عشان نفسى مش عشانك، عشان مش دى مبادئى، لو هتحسبيها صح هتعرفى انها تتحسبلى مش تتحسبلك، ملمستكيش عشان مش انا اللى اخون مش عشان انتى اللى اد الثقه و اللى حصل بعدها اللى اثبت كده ! حلم عيطت: مالك ارجوك، مش هنفضل نلف ف دايره مقفوله كده مالك بجفا: الدايره دى انتى اللى رسمتيها ف مترجعيش تشتكى اما تدوخى و تقعى فيها، و بعدين متخافيش معتيش تلزمينى، امال انا قفلت سكتك ليه و للابد !
حلم رجعت بعقلها لورا و شافت لحظات و فلاشات من ليلة امبارح ! لحد دلوقت مش عارفه تصدق و لا عايزه ! وقفت بهزيان: محصلش حاجه مالك ضحك بشر: ده بجد ؟ و لا انتى معدتيش بتحسى اصلا ! حلم لفت دراعاتها حوالين جسمها بضوت مرعوش لدرجة متقطع: انت بتكذب عليا ! بتوهمنى انك عملت الجنان ده و عقابتنى بالطريقه دى عشان بس تثبتلى إنك قفلت سكتى زى ما عايز، بس،، بس ده كذب، محصلش..
مالك غمض عينيه بعنف و فتحهم ببطئ .. جاهد كتير يقيد دمعه متمرده خارجه من قلبه مش من عينيه بس هى شافتها ! شافت ندم بيحاول يكربجه يهرب ! قربت بفزع: انت .. انت بتضحك عليا .. انت.
مالك هرب بعينيه بعيد و لهجته اتهزت غصب عنه: انتى اللى اجبرتينى، انتى اللى اخترتى النهايه و حطتيها، انا مكنتش ف حساباتى اعمل ده، حتى بعد اللى عملتيه و بعد ما رجعت، قولتلك ابعدى بس انتى اللى اصريتى، قولتلك انا بعد اللى حصلى بقيت هشه زى لوح القزاز و القزاز ده انتى اللى كسرتيه، قولتلك ابعدى عنه بقا بدل ما يعورك بس انتى اللى جازفتى و اديكى دفعتى التمن، زى مانا جازفت ف الاول معاكى و بردوا دفعت التمن..
حلم بتهز راسها بجنون: لالا، انت،، انت مسبتنيش، انت مسبتنيش لهم مالك هرب بعينيه اللى جواها احاسيس متلغبطه .. ندم على قهره على كسره على غضب على عِند على غيره و فوقهم وجع شاحب وشه ! حلم شدته عليها بعنف مهزوز: محصلش مالك غمض عينيه: كل حاجه خلصت و انتى متأكده من ده كويس، لحد امتى هتقاوحى !
حلم فتّحت عيونها قوى و بتحرّكهم حواليها بهزيان و بين حركاتهم بتظهرلها فلاشات و ومضات من ليلة امبارح بكل بشاعتها و عنفها و شراستها ! مشوشه بس مش قادره تصدق ! لالا مالك ميبعهاش و بالرخص ده ! ميبعهاش اصلا ! حلم مسك إيده بترجى: انت سيبتنى ؟ انا،، انا تعبت و اغمى عليا و مالك غمض عينيه اوى بشكل وجعها: انا كنت مع مراد حلم بتهز راسها بعنف لالا !
مالك: مصحتش غير اما جيتلك حلم زعقت بكسره: انت سيبتنى و انت عارف ان انا ...، جالك قلب تنام ! ضميرك سمحلك ؟ ده اكبر دليل على كذبك ! انت كذاب مالك صوته إتهز برغم كل محاولاته يثبت بس فشل: مراد بعتلى ع المستشفى و طلب منى مخرجش و قبل ما اتتفس حسيت إن عنيا بتتكتف و مفتحتش غير ... ( سكت كتير ) غير اما جيتلك !
حلم بصت ف عينيه قوى و شافتهم ابعد ما يكونوا عن الكذب ف هزت راسها بإنهزام: لالا، لااء، لا انت بتضحك عليا ! بتضحك عليا صح ؟ جريت بهزيان جابت موبايلها كلمت مراد اللى اول ما شاف إسمها على موبايله رد بسرعه .. حلم بلهجة ترجى: مالك كان فين امبارح ؟
مراد إستغرب سؤالها او فهمه إن رده هيطمنها إنه معملش حاجه: كان عندى حلم غمضت عينيها قوى و كل الدموع اللى جوه قلبها خرجت من عينيها .. نزلت برجليها ع الارض بكسره شبه كسرة مريض كان مستنى يسمع نتيجة تحاليل و سمع خبر موته مسبقا ! مراد بقلق: حلم، حلم انتى معايا ؟
حلم عيطت اوى و مراد حاول يهديها بس كلامه كان شبه الفرامل اللى بدل ما يتشد قبل ما يخبط حد اتشد داس عليه: انا بعتله امبارح اما عرفت اللى حصل من عمك، انا حتى اما معرفتش احجز عليه خلتهم ادوه منوم لحد ما اعصابه تهدى و كمان يفصل شويه حلم اما سمعت منه نفس كلام مالك من غير ما تحس سابت الموبايل جنبها و عينيها مفتحه قدامها ف الولا حاجه ! مالك بيهرب بعيد بعينيه اللى بتتمرد على تمرده و تخون خيانته و تروحلها تتعلق بعينيها اللى تاهت ف ملكوت تانى !
مالك اما سكوتها طال اتكلم: اوعى تكونى فاكره ان انا صدقت الفيلم الاهبل بتاعك انتى و عمك عشان يخرّجك من القضيه ! ابوكى داس عليه رجع عشان جه على حقك ف مش مستبعد يدوس عليه بردوا يرجع عشان ميورطكيش، و لا الله اعلم مستنين منك ايه تانى ! حلم رفعت وشها له بذهول .. مالك قرب بخطوات ثابته لحد ما وقف قصاد قعدتها ع الارض و بصّلها بقرف: بس ده عشم إبليس ف الجنه !
حلم وقفت ف وشه و زعقت بإنهزام: مش،، مش من حقك،، مين اداك الحق ده ؟ هاا ؟ مالك هرب بوشه كله بعيد و بيلف يديها ضهره لفت وشه لها و مع مقاومته شدته من هدومه قصادها و هى ماسكاه من قميصه: مين اداك الحق ده ! حتى لو غلطت انا ! حتى لو تمن غلطتى الدبح مين سمحلك تدبحنى ! مين اداك الحق تبقى القاضى و الجلاد ؟ هااا ؟ ميين ؟ ميين ! مالك بجمود: ده قانون الزمن ده و انتى اول واحده مشيتى معايا بيه و لا نسيتى ! حلم عيطت بصوت تايه مهزوز: انت ايه ؟ قلبك حجر ؟
مالك بجمود: الارض الصالحه لو إتروت بمايه مالحه بتبور و تحجّر و انا ياما شربت منك صديد مش ملح، مخدتش منك غير مرار و علقم حلم مصدومه بوجع: يااه للدرجادى كرهتنى ؟ للدرجادى هونت عليك ؟ مالك بلهجه جافه: على اد ما حبيتك على اد ما كرهتك لإنك وهمتينى بحبك و ياريت طلعتى ما حبتنيش الا طلعتى معندكيش قلب اصلا تحبى بيه .. ع الاقل اللى عنده قلب ممكن ميحبش بس يحس .. يرحم .. يفكر حتى بيه لو عقله غاب.
حلم مش مصدقه صوت وجعها اللى بيرد على هيئة مالك قدامها: و اما انت كرهتنى كده رجعتلى بعد الحادثه و بعد ما رجعت ليه ؟ و رجّعتنى دلوقت لبيتك ليه ؟ مالك بجفا: اولا لإنك معاكى ولادى و كانوا لسه بيرضعوا ده غير بنتى تعبانه و محتاجه خدامه و اكيد مش هدوّر على خدامه و انتى موجوده و ف نفس الوقت لا يمكن آمن إنى اسيب ولادى مع واحده زيك على طور .. حد منهم يغلط مره تقتليه و لا حاجه حلم بذهول: انا ؟
مالك إتريق: ايه ؟ معملتهاش ؟ اظبّطلهم امورهم و بعدها انتى بالسلامه .. ده لولاهم كنت رميتك حلم صوتها إتنفض: هو بعد اللى قولته لسه فى تانى ؟ مالك هز راسه بجفا و قصد يبص ف عينيها مباشرة: ممم فى، فى ثانيا و هى إنى لسه مخدتش حقى منك حلم بوجع: عايز تعمل ايه اكتر من اللى عملته ؟ انت فاهم انت عملت فيا ايه ؟ ده انت دبحتنى ... ده انت .. ده ...
مالك بحده: و اللى عملتيه كان ايه بالظبط ؟ مش هو هو ؟ عرفتى إنه بيوجع ؟ اللى عملته ده كان رد فعل طبيعى للى انتى عملتيه معايا .. و الا انتى فاكره إنك لوحدك الشريفه بتاعة القيم و المبادئ و انا شرفى تحت رجلك ؟ حلم زعّقت بصوت مهزوز: خلاص سيبنى و ولادك اما يبقوا كويسسن اسيبهوملك..
مالك بجمود: مش انا اللى اللى تاخدينى وقت ما تحبى و ترمينى وقت ما تكرهى .. مش انا اللى يتقالى لاء .. كفايه قولتيها مره بمزاجك .. لكن التانيه بمزاجى انا .. انتى قرّبتى منى بمزاجك اه بس بردوا بمزاجى مش شطاره منك، بس يوم ما بعدتى منكرش إنه كان بمزاجك انتى، ف الدور عليا بقا حلم بصوت تايه: انت اكيد مجنون..
مالك إداها ضهره بجمود: ما احنا بقينا ف زمن الجنون .. كل القوانين إتلغبطت و إتشقلبت و العقل بقا قمة الجنون و الجنون بقا عين العقل .. هو فى حد عاقل يعمل زيك ؟ و لا فى حد عاقل يعاشرك اصلا ؟ فى عقل يحكم عشرتك ؟ فى عاقل يصدق اصلا اللى عملتيه معايا ؟ حلم بمحايله: انا حبيتك و إتجوزتك و صونتك و كنت طول الوقت ببرهنلك على كده و مش لحظة الصدمه اللى هتحكم علاقه كامله..
مالك بيدوس ع الكلام زى ما بيدوس على قلبها و ع العشره: برستيج بس .. بتكملى ديكورك مش اكتر .. زيى زى الشنطه اللى ف إيدك او الاكسسوار اللى بتتزينى بيه .. و وقت ما بهت رمتيه حلم عيطت: خوفت مالك زعّق: على نفسك..
حلم عيطت: و الله عليك .. و الله خوفت عليك لا تأذى نفسك زى ما عملت قبل كده .. انا شوفتك بتقتل قدامى و كل احلامى وقتها اللى ملحقتش تطلع من جوايا انطفى عليها النور .. و فجأه ربنا طلّعك .. حسيت وقتها إنه بيطلّعنى انا .. خوفت تقع تانى و مجرد إنى خوفت الخوف شل تفكيرى .. مالك بجمود: اللى بيتصدم تفكيره بيتشل زى ما قولتى، مش بيعرف يتصرف..
حلم هزت راسها بإنكار: لاء بيتصرف، بيتصرف بس بغباوه، بغشم، بجنون، بيتصرف من غير عقل و انا إتصرفت من غير عقل وقت صدمه.. لكن مفكرتش و خططت ازاى اعمل كده زى ما عملت انت وقت صدمتك مالك بجمود: انتى مبتتكلميش عن خناقه على مصروف البيت و لا زعيق على حاجه حصلت، انتى قتلتينى ! فاهمه يعنى ايه و لا غبيه زى عادتك ؟
حلم إتحرّكت بخطوات عشوائيه و هى مفتّحه ف الولاحاجه: و اللى انت عملته فيا ده كان ايه ؟ هو القتل بس رصاص و لا سكينه و دم و موت ؟ لا يا باشا ده فى حاجات ابشع منهم بكتير و إسمها بردوا قتل مالك ولّع سيجاره ببرود: و لنفترض ! و الله لكل فعل رد فعل مساوي له ف القوه و مضاد ف الاتجاه .. يعني متخبطيش الكوره في الحيطه بقوتك و تزعلى لما تترد في وشك بنفس القوه..
حلم هزّت راسها بهيستريا و هى بتبصّله قوى كإنها بتدوّر ف وشه على ملامح مالكها: فعل و رد فعل ؟ هى حرب ؟ مالك ببرود: انتى اللى اعلنتى الحرب و ف الحرب كل شئ متاح و مسموح زى ما ف الحب عندك كل شئ مسموح و لا تكونيش فاكرانى غبى و بريّل و بمجرد ما هشوفك هريّل عليكى ؟ انا طيب بمزاجى مع اللى يستاهل .. كل الناس لها عندى فرص .. بس وقت ما فرصهم بتخلص بخليهم يحسوا انهم قدام واحد تانى .. بعدّى كتير بس وقت ما بقف مبعدّيش النَفس..
حلم عيّطت: عمرى ما كنت اتخيل ان يبقى عندك وش تانى شبه ده مالك مط شفايفه و هو بيهز راسه: و لا انا كنت اتخيل انك عندك وش تانى اصلا ده انا فتحتلك حضنى و انا ف قلب النار و دخّلتك معايا من غير ما حتى تتلسعى بيها .. اديتك كل الحلو اللى جوايا .. كنت بستحمل اتهاماتك مره ورا مره و اقول معلش ..
كنت بستحمل كل مشكله تحصل بينا و بدل ما تحليها تضربيها بمشكله تانيه و انتى عارفه إنك بكده بتصعّبيها عليا بس كل همك إنك ترديها و بس .. عملت عشانك حاجات مكنش ينفع اعملها .. ده دخولك ف حياتى اصلا مكنش ينفع و ف الوقت ده و ف ظروفى ده بس دخّلتك عشان واثق فيكى .. دخّلتك و مكنتش اعرف إنك اول ما هتدخلى حياتى هتخرّجينى منها و بإهانه ورا اهانه..
حلم قعدت ع الكنبه او إتحدفت عليها: ما خلاص ردتهالى مالك ميل كفوف إيده ع الترابيزه اللى قدامها و سند بيهم و قرّب وشه جامد منها بس وشه جامد مفهوش تعابير: لاء لسه فى حاجه تانيه حلم إرتبكت من قربه و وجعها اكتر إنه مبقاش مسموحلها: حاجة ايه ؟
مالك لسه على وضعه: انا كنت اتوقع الخيانه من اى حد ف الدنيا إلا انتى و يوم ما غدرتى بيا خنقتينى .. حبستينى زى ما كنتى حبسانى جواكى و مفكّره ده حب .. و فتحتى الغاز عشان تموّتينى مخنوق و برغم إنى طلعت بس لسه مخنوق .. لسه ريحة الغاز بتخنق فيا .. لسه كل ما بشمها بفتكرك و سيبتها جوايا عشان كل ما اجى اضعف غصب عنى افتكر اللى عملتيه فيا .. كنت اتوقع الغدر من اى حد الا انتى و اما حصل جيبتيلى ازمه نفسيه مخلصتش بمجرد ما فوقت .. ده انا لسه بتعالج منها حلم بحذر: انا مش فاهمه انت تقصد ايه !
مالك وشه إتغيّر بغرابه: من الاخر كده هخنقك زى ما خنقتينى .. بس انتى خنقتينى بطريقتك و انا هخنقك بطريقتى و تاخدى الازمه النفسيه بتاعتك و انتى ماشيه حلم صوتها تاه بذهول: ده ظلم مالك ببرود: و رد الظلم حق حلم زعقت: مش من حقك مالك بجمود: اعتبريه حق ربنا، قصاص يعنى..
مالك بصّلها بجفا و فتح الباب و قبل ما يخرج ملامحه اتحولت لغرور عنيف: عادة ف المواقف الى زى دى الواحد بيبقى محتاج حاجه غير انه يسمع و الكلام و بتاع .. البنى ادم بيبقى حاسس بكتمه كده و عايز ينفجر .. بيبقى محتاج يصرخ، ينفجر، يصوّت حتى،، اسالينى انا،،اصرخى لو عايزه حلم بتهز راسها بعنف هزات ورا بعضها و مالك بصّلها بقرف.. قبل ما يخرج وقفت بجنون .. فضلت تتلفّت حواليها و شدت حاجه من جنبها و إندفعت عليه بجنون و...
رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل السابع والثلاثون
حلم صوتها تاه بذهول: ده ظلم مالك ببرود: و رد الظلم حق حلم زعقت: مش من حقك مالك بجمود: اعتبريه حق ربنا، قصاص يعنى مالك بصّلها بجفا و فتح الباب و قبل ما يخرج ملامحه اتحولت لغرور عنيف: عادة ف المواقف الى زى دى الواحد بيبقى محتاج حاجه غير انه يسمع و الكلام و بتاع .. البنى ادم بيبقى حاسس بكتمه كده و عايز ينفجر .. بيبقى محتاج يصرخ، ينفجر، يصوّت حتى،، اسالينى انا،،اصرخى لو عايزه..
حلم بتهز راسها بعنف هزات ورا بعضها و مالك بصّلها بقرف.. قبل ما يخرج وقفت بتعب و شدت طرحتها حدفتها عليها و اندفعت عليه بغضب: انا عايزه امشى من هنا مالك هز راسه بجمود: مش بمزاجك حلم صوتها إترعش من العياط اللى هاجمها: انت مش عملت اللى عايزُه ؟ اخدت حقك ! قفلت سكتى ! و بطريقتك ! عايز ايه منى بقا ! إبعد عنى بقا ربنا يكفينى شرك مالك اخد نَفس عنيف و هيرد و هى كملت: و حتى خيرك مش عايزاه..
مالك بغضب: قولتلك مش بمزاجك ! مبقاش حاجه لمزاجك يا صاحبة المزاج، بمزاجى انا المرادى حلم مسكته بضعف: و امتى هيجيلك مزاجك ؟ مالك زقها بجمود: ساعتها هبقى اقولك
خرج و سابها و هى من غير ما تحس عيطت و عيطت و عيطت لحد ما عياطها بقا بصوت قلب بصريخ و اتحول لصويت ! قامت دخلت الحمام بتعب .. قلعت هدومها و وقفت تحت المايه .. عندها إيحاء إنها ف كابوس هتقوم منه .. هتقوم تباقى مالك ف حضنها و مفيش حادثه من اساسه .. او حتى هتقوم تلاقى مالك راجع بعد الحادثه و بعيد عنها او حتى مطلقها .. هتلاقى اى حاجه و اى وضع الا اللى هى فيه ده .. اى حاجه تهون قدام صرخة وجع من قلبها دلوقت .. لالا من جسمها ! جسمها كله بيستجار وجع !
بصت لجسمها بحذر و شافته كدمات زرقا زى المعقوده بدم .. شافت خطوط على جسمها مزرقه زى الضرب .. شافت جسمها وارم .. نزلت تحت المايه و فتحت الكل الحنفيات و الدش و حتى الحنفيات البعيده عنها .. بتتمنى لو ف لحظه مريبه زى اللحظات اللى سبق و عدت عليها تختفى كل الاثار دى و ميبقالهاش اثر ف دقايق و تعرف إنه كان بيتهيألها ! بس للاسف لا إختفت و لا متهيألها ! جسمها من تحت بينزف بشكل مريب و موجوع !
مالك خرج نزل بعربيته و مشى .. مراد بعد ما حلم كلمته و سابت موبايلها جمبها سمع كل كلامهم .. اه مفهمش تفاصيل لكن الكلام وتر اعصابه .. استنى ماسك موبايله مصتنت للصوت حتى بعد ما مالك خرج و سمع صريخها ! فضل لحد ما الاصوات حوالين الموبايل اختفت و قفل و رن على مالك .. مالك طنش كتير و الاخر قفل موبايله ..
مراد بص لمازن بخوف: هتلاقيه يا ف الشغل يا ف المستشفى راح لاخوه، اتصرف و هاته مازن: هروحله المستشفى اكيد راح لاخوه مراد: لالا هتلاقيه راح الزفت، عشان القضيه، اكيد عايز يسمع و يعرف اكتر مازن هز راسه و مشى و راحله مكتبه و فعلا لقاه .. قبل ما يتكلم مالك نفخ .. مازن حاول يقول اى حاجه: تعالى نتطمن على فهد الاول مالك قلق: فى حاجه ؟
مازن: لاء، بس انت من امبارح هنا و اكيد هيستغيبك اخده و راح ع المستشفى و مالك وقف ف الطرقه بتعب .. مازن فهم إنه مش عايز يدخل لاخوه كده ف طلع سيجارتين و ولع واحده و إدهالها و اخد التانيه و وقفوا ف بلكونه ف الطرقه .. مازن سكت كتير: انت إتكلمت معاها يا مالك ؟ مالك بغضب: اتكلم معاها ف ايه ؟ هاا ؟
مازن: ع الاقل سمعت اللى عندها ؟ شوفت اسبابها ؟ مالك زعق: ايه اللى عندها ؟ اسباب ايه اللى ممكن تخلى واحده تبيع حبيبها و بالرخيص كده ؟ حتى لو محبتنيش ! حتى لو كنت لعبه بالنسبالها او مهمه بتقضيها، بس بعد كده ايه ؟ مازن وقف و راح عليه بعد ما مالك وقف و هو بيزعق ..
مالك صوت ضِعف رغم القوه اللى فيه: حتى لو كنت ف الاول مهمه بتعملها لابوها، بعد كده محبتنيش ؟ محستش بيا ؟ مصعبتش عليها ؟ بلاش كل ده ! طيبتى و حبى ليها و خوفى عليها مهزوش فيها شعره ! اخلاصى لها مشفعليش عندها ؟ ده انا كنت بموت فيها و عليها ! ده انا اديتها اللى اكبر من الفلوس و الجواز و الحب نفسه ! إديتها طاقتى ! إديتها كل طاقتى ف وقت مكنش عندى فيه طاقه ! ليه محبتنيش !
ده انا كان ممكن اسامحها لو كانت اه عملت كل ده بس مع الوقت حبتنى ! حتى لو كملت مهمتها ! لكن دى محبتنيش يا مازن ! محبتنيش ! كنت بسأل نفسى ليه مصعبتش عليها بس دلوقت عرفت ! دلوقت بس فهمت ! كان ممكن اغفرلها كل حاجه مقابل تكون حبتنى لكن دى لاخر لحظه كانت بتلعب بيا ! ده .. ده مضت على التمن يوم موتى ! يوم ما خلصت مهمتها ! قبضت التمن !
مازن معرفش ينطق و صوت مراد اللى رد من وراه: و ايش عرّفك انها خلثت مهمتها او انها كانت مهمتها اصلا ! هاا عرفت منين و لا إتآكدت منين ؟ مالك لف وشه له بذهول: انت بتدافع عنها ؟ مراد بجمود: لاء بسألك .. انا لا بدفع و لا بحط اعذار و لا بقدم اسباب، انا مجرد بسألك مباشر .. عرفت منين ؟ إتأكدت بنفسك و لا مجرد سمعت كلمتين و جريت زى المجنون ف لحظة صدمه عملت اللى ف يوم لومتها عليه ؟
مالك إتنفض بحده لمجرد إنه عمل حاجه ف يوم إستنكرها ف زعق: امال قبضت التمن يوم حادثتى ليه ؟ هاا ؟ اخدت املاكها و ورثها و فلوسها و فوق ارصدتها ارصده ليه ؟ تقدر تقولى واحد زى عمها كلب فلوس باعهالى ف يوم بالفلوس هيديها كل ده ليه ؟ هيتنازل بسهوله ؟ بدون تمن و لا مقابل ؟ و حتى لو ! ف ليه يوم حادثتى ! يوم ما قتلتنى ! كانت فايقه قوى يومها تحسب و تتحاسب ف اللى لها و اللى عليها ؟ اييه ده لو معاشره كلب و سمته بإيديها مش طفش كان هيصعب عليها موته ! ليه الا اذا كانت عارفه و مرتبه لخطوه زى دى كويس !
مراد: و ليه ميكونش ده تصفية حسابات بينهم ؟ مالك وقف بالكللم بتهتهه: بينهم مين ؟ مراد: بينها مثلا هى و عمها ! شاف إبنه هيشيل قضية البنوك لوحده و بدل ما يطلّعها من المولد بلا حمص لقى نفسه بيطلعها من القضيه ف رجعلها كل حاجه عشان يغرسها !
مالك تهتهه بالكلام: امضتها ع الورق بعد ما خرجوا من القضيه ! يعنى حتى لو هو اللى وصل للتنازلات اللى عندى بإمضتها و اخفاها اعتمادا على انها المستند الوحيد اللى هيخرجها من القضيه ف بعد ما القضيه اتحلت ليه مفضلش كل حاجه له ؟
مراد: و ليه منقولش ان لو ده صح يبقى تصفية الحسابات كانت بين أبوها و عمها مثلا ؟ يعنى ابوها اللى مقبلش على بنته يتاخد حقها و رجعه و يمكن هو نفسها اللى زق صفوت بعت اللى نصب على ابن عمها و بكده اخد حقه و حق بنته من اخوه بصياعه و اما اتفقوا رجعهولها بشكل رسمى و ورق مالك تهتهه لمجرد إنه مش قابل اى احتمال او سكه لبرائتها او حتى الدفاع عنها بعد عنف مواجهتهم: حتى لو كلامك صح ف ده معناه إنها بردوا كانت عارفه ! بدليل مضت على الورق ! ده معناه بردوا إنى مهزتش فيها شعره !
مراد إفتكر زيارة عمها الوحيده لها ف المستشفى يومها و إنه قلق بس إتجاهل قلقه ده اما شاف أمها و اعتبرها زياره عائليه .. مالك إنتبه لسكوته و بصّله بملامح مترجيه و مش عارف يترجاه يقول اى حاجه او يسكت !
مراد: عمها جه زارها بعد حادثتك ف المستشفى، كانت تعبانه و عرفت انها حامل يومها، و جولها، حتى امها كانت معاه و انا سيبتهم، بس عرفت بعدها انهم عايزنها تسقط و هى رفضت ف سابوها، محدش حتى جالها لحد ما خرجت، و هى اما خرجت مراحتش عليهم، يبقى فين الاتفاقات اللى بينهم ؟ فين الود اللى بعد اتفاقاتهم اللى انت جاى تتكلم عنها دى ؟ المفروض دى واحده عاملالهم اللى هما عايزينه و قاتله واحد كان ف يوم جوزها و شايله ف بطنها حته منه و عن تعمد و سابق ترتيب، يبقى هيقفوا لبعض ليه ؟
مالك مقتنعش و لا عايز يقتنع ! ماهو مينفعش يقتنع بعد اللى حصل ! بعد عقابها ! مراد بصلها كتير: انت عملت فيها ايه ؟ حصل ايه بالظبط ؟ مالك هرب بعينيه اللى دمعت بعيد، بعيد اوى: مفيش حاجه مراد بحده: اتمنى فعلا ميكونش فى حاجه و الا هتزعل مالك اتنفس بالعافيه: ياريت كان حصل ! ياريت ! لاول مره اتمنى اكون وحش ! ع الاقل كنت هثبت لنفسى اللى بحاول اقنع نفسى بيه من يوم ما رجعت و معرفتش اقتنع و هو ان الصدمه فعلا ممكن تأذى !
مراد بضّله كتير و إبتسم .. مالك انتبه و هرب بوشه بعيد بعد ما استوعب كلامه .. مراد اتنفس بصوت عالى: احمد ربنا ان الموضوع إتلم و القضيه إتقفلت مالك اتنفس بالعافيه: انا هروح اتطمن على فهد و بعدها هروح اب..
مراد بأمر: هتروح تطمن على فهد اه، بس بعدها مش هتروح ف حته، هتفضل جنبه لحد ما يخرج، حتى الشغل مش هتروحه، بعدها هتتفضل ع البيت، عندى مالك لسه هينطق مراد سبقه بلهجه ناشفه: ع البيت عندى،و من غير نقاش، لحد ما الامور تهدى و انت بنفسك تهدى و القضيه تخلص و تشوفها بنفسك خلصت على ايه، ساعتها انا متأكد كويس اوى هتخرج من عندى على فين مالك دوّر وشه بتريقه ..
مراد بأسف: بس اتمنى تكون سيبت لنفسك فرصه، متضطرش لخلق فرص و اعذار مالك غمض عينيه قوى و مراد سابه و بعد ما إتحرك لف وشه له: على فكره هى كانت قايلالى على كل حاجه من الاول مالك بذهول: ان زفت أبوها ؟ و انت ليه مقولتليش ؟ و من الاول امتى ؟ من اول حكايتى ؟ و...
مراد إتكلم وسط كلام مالك اجبره يفصل: لا مقالتليش إنه ابوها و لا مقالتليش من اول حكايتك ! قالتلى من يوم حادثتك، يوم ما فاقت من صدمتها على جثتك غرقانه ف دمها، يوم ما كانت بتجرى ف المستشفى تخبط على حيطانها بجنون بشكل ميقولش ابدا ان دى القاتل اللى يقتل القتيل و يمشى ف جنازته! ساعتها قعدت و حكتلى عن أبوها و حكايته مالك بفضول: حكايته ؟
مراد هز راسه: اه حكايته، حكايته اللى لحد وقت قريب مكنتش تعرفها و عرفتها بمنتهى الاهانه و الصدمه مالك إفتكر كلامها ف التحقيق و بص لمراد بحذر..
مراد: أبوها كان ظابط ف الداخليه و ف مداهمه اتصاب ف وشه و اتعمله جروح كتير و برغم حساسية الجراحه إلا انها سابت اثر ف وشه ساعتها، كان لسه لا الطب إتقدم و لا الجراحه اتطورت كده، ساعتها صدر قرار ف شغله بتحويله للشئون الاداريه و منعه من اى اشغال عسكريه او مدنيه بحجة تمييز وشه ! حاول مره و كتير مع شغله بس معرفش و قرار فصله كان خرج .. اتخلوا عنه ف شغله او هو زيك شافهم كده .. اخوه كمان كان اتخرج و اشتغل و سابه مع نفسه، حتى قال انه بيحمد ربنا ان اللى حصله ده حصل بعد تخرجه و شغله عشان ميأثرش عليه ..
بعدها بسنتين ابوها إتمسك ف قضية اختلاس و غسسل اموال .. كان بياخد رشاوى و عمولات من رجال اعمال و سماسره و يسلكلهم اراضى الدوله و ياخد نسبه .. اتفصل من شغله و اتفتح تحقيق معاه و قبل ما يتثبت او يتنفى التهمه هرب و ساب البلد و من وقتها إختفى .. بعدها بشهور اتعلن خبر قتله و هو بيهرب برا البلد على باخره للهجره و كان اوراقه مع الناس اللى عليها ! و من يومها و هو بالنسبه للقانون ميت .. و بعدها بكذا شهر تقرييا مراته و اخوه إتجوزوا و ده اثبت موته للكل مالك كان بيسمعه بذهول و بيتخيل شكل حلم و هى بتسمع كل ده: حلم اللى حكتلك ؟
مراد: لاء، هى قالتلى انها عرفت انه اتقتل و ساب شغله بقضيه مش بموته و انا دورت و عرفت تفاصيل الحكايه و عرفت إنه اخو ثروت و مع ذلك دورنا وراه بس مش سايب اثر لحاجه وراه تورطه و لا لوجود اخوه رغم إنه وقت قضية اخوه اخلى مسئوليه و سابه يغرق لوحده ! و اما انت جيت و بالتسجيل اثبتت انه هامر يبقى اخوه ساعتها إتأكدت انه ابوها اللى حكتلى عنه.
مالك غمض عينيه بإنهزام .. شاف حلم و وقفتها قصد فهد و دفاعها عنه و مهاجمتها لفهد مره ورا مره بسبب اتهامه له .. فهم وقفتها جنبه انها محبتهوش .. كان بيفكرها بس بابوها .. خلافه مع فهد و وقفتها لفهد كان عند بس عشان عمها و تخليه عن أبوها !
من غير كلام مشى و ساب مراد .. مراد شاور لمازن بتعاطف: حاول متسيبهوش لوحده .. خليك حواليه يا مازن .. مالك مش مصدوم قد ماهو تايه و عمال يخبّط .. مينفعش يبقى لوحده ف حالته دى و انا لو فاضى كنت عملت اكتر من كده بكتير لكن انت شايف و مازن قاطعه: متقلقش مش هسيبه .. المهم و حلم ؟ مراد بقلق: مالها ؟ هو عمل ايه بالظبط ؟
مازن: معرفش ! ملحقتهوش و هو خارج بيها بس اللى شافهم يونس و قال انها كانت مبهدله و وشها مزرق و ف حاله وحشه مراد سكت كتير بقلق: انا هعرف، بس هى حاليا فين ؟ مازن: بردوا معرفش ! اكيد مش هترجع لأهلها و لا امها مراد: ف بيته ! مازن بذهول: نعم ؟ مراد: هتلاقيها ف بيته ! المهم حاليا شدد على حراسة المستشفى و كمان حطله حراسه علي البيت لحلم و انا الامور تهدى شويه و هبعتلها همسه او ليليان يتطمنوا عليها..
مالك طلع لفهد و اول ما وصل للطرقه كانت روفيدا بتقفل الباب ف راحت عليه بقلق .. مالك بتعب: معلش تعبتك معايا روفيدا إبتسمت بقلق: حلم فين ؟ مالك وشه إتحول لغضب و ملامحه بقت حاده ..
روفيدا إتحرجت بس القلق زاد: مش قصدى و الله بس انا قلقت اما كلمتنى امبارح و كده و قولت إنها اكيد معاك او وراكم مشوار بس إستغيبتها دلوقت انها مش معاك مالك: معلش انا عارف إنى ضغطتك بالولاد امبارح و الظروف متسمحش .. بس روفيدا ردت بسرعه: لالا خالص و الله .. بالعكس .. ده يمكن مالك إبنى مهديش شويه إلا اما جوم .. تقريبا اتونسوا ببعض .. انا بس بتطمن منك لانى بصراحه قلقت عليك من شكلك امبارح..
مالك كتم انفاسه و مش عارف ينطق او مش قادر ف اختصر: هى بس كانوا محتاجينها ف القضيه عشان ياخدوا اقوالها عشان عمها اتقبض عليه .. كلمتك امبارح اما راحت و انا كنت معاها ف مكنش فى حد يستنى مع الولاد .. معلش الظروف جات كده روفيدا بسرعه: لالا و الله مفيش حاجه و بعدين الظروف دى ع الكل .. اديك شوفت اهو ظروفنا بتتقلب من ساعه لساعه مش يوم و كلما سوا ان مكناش هنقف جنب بعض دلوقت يا مالك و ف ظروف زى دى هنقف جنب بعض امتى ؟
مالك حط إيده على وشه حرّكها جامد و هى حاولت تبتسم: و كويس انك كنت جنبها .. زى ما بردوا فضلت جنب فهد مسيبتهوش .. انا مبسوطه اوى يا مالك بيك .. فعلا زى ما بيقولوا الملك ملك .. متخيلتش عن فهد و انا مش مستغربه على فكره .. هى دى اخلاقك المعروفه .. مالك إتنفس بالعافيه و بصّلها كتير: ينفع اطلب منك طلب اخير ؟
روفيدا إبتسمت: اكيد مالك نفخ بضيق: هبعت معاكى السواق بالولاد توصليهم لها مالك كان هيقولها اوصلك بالولاد تطلعيهم لحلم بس للحظه إتراجع .. روفيدا إبتسمت: اكيد مالك اخد نَفس جامد بتهرّب: انا بس عشان هفضل مع فهد .. مشوفتهوش من امبارح و مش هينفع نسيبه احنا الاتنين .. عايز اتطمن عليه روفيدا اخدت حلم و ياسين و السواق فعلا وصلها للبيت ..
طلعت و قبل ما ترن الجرس سمعت صوت نهجان و شهيق مش معروف عياط و لا صريخ مكتوم .. رنت الجرس بسرعه و اما الباب متفتحش طلّعت المفتاح و فتحت و دخلت .. روفيدا بصت حواليها بذهول و إتذهلت اكتر بمجرد ما عينيها وقعت على حلم ! شافتها جايبه علبة الدوا و بتاخد منها بشكل مخيف !
روفيدا حطت الولاد ع الكنبه و قربت بفزع منها مسكت الدوا من إيدها: ايه ده يا حلم ! حلم اخدته بهيستريا منها و فضلت تفضى قرص ورا قرص و تاخده: سيبينى روفيدا شدته جامد منها و حلم بتشده منها بضعف و عياط لحد ما روفيدا حدفته جامد بعيد و زعقت: لا مش هسيبك ! اسيلك تموتى نفسك ؟ انتى اتجننتى ؟ حلم كانت رايحه ع الدوا بس روفيدا شدتها و مسكتها بإيديها الاتنين من كتفها واجهتها بيها: حرام عليكى نفسك ! هتموتى نفسك كده حلم بصوت متعب: مانا موتت خلاص ! موتت و الله ! موتنى يا روفيدا ! موتنى !
روفيدا مفهمتش بس بتحاول تهديها: انتى بتعملى ف نفسك كده ليه ! و عشان مين ؟ عشان واحد مش عايزك ؟ ما انشالله ما عازك ! سيبيه و شوفى حياتك ! الحياه مبتقفش على حد ! متقفش و تستنى حد اما يخرج من حزنه او يرجّع اللى خسره ! يا شيخه ملعون ابو الحب اللى يذل كده ! حلم تبتت ف دراعاتها بإيديها الاتنين: انا .. انا مش عايزاه .. مش عايزاه .. بس هو اللى يسيبنى .. هو اللى يسيبنى يا روفيدا .. مش عايزاه .. بعد اللى حصل خلاص..
روفيدا بقلق: هو عمل ايه بالظبط ؟ وصلك للحاله دى ازاى ؟ حلم نزلت ع الارض بتعب و روفيدا نزلت جنبها و بتلقائيه اخدتها ف حضنها و عيطت .. روفيدا بقلق: انا بردوا شكيت امبارح ان فى حاجه مش مظبوطه ! مالك عدّى عليا قالى اروح اخد الولاد ! حتى مجابهومش هما و كان شكله مبهدل و زى التايه و بيتشنج بشكل مجنون !
حلم إنتبهت لها و للحظه افتكرت اما مالك قالها اخد منوم و نام ف المستشفى للصبح ! حتى مراد قالها نفس الكلام ! شافها امتى او راحلها امتى ! قبل ما يروح لمراد و لا معقوله ... ! انتبهت من تفكيرها لولادها ف إبتسمت اوى و راحت عليهم بلهفه اخدتهم ف حضنها و ضمتهم اوى ! اوى اووى ! لاول مره تحس ان هما الباقيين ! مش هينفع تسيبهم تانى لسراب !
اسبوعين عدوا بمنتهى البطئ على الكل .. مالك ف المستشفى مع فهد اللى حالته بتتحسن شويه بشويه ! مش بيسيبه و بردوا مش معاه ! مبيتكلموش و مقابلاتهم برعاية الصمت و كل ما تتقابل عيونهم بتهرب ! مالك مخنوق من نفسه و كل حاجه حواليه ! محتاج يصرخ بس حتى دى مش مسموحاله ! و لا حتى عارف يبقى لوحده ! فهد حس بخنقته و فسرها بإحساسه اللى دايما غلط .. انه مخنوق من وجوده معاه او مجبر مثلا ! مالك دخل عليه بخنقه: رايح فين انت دلوقت ؟
فهد بضعف: خارج مالك بضيق: خارج رايح فين ! الدكتور قال فهد إتعصب: قال ايه ؟ ها قال ايه الدكتور ؟ الدكتور مقالش حاجه و لا بيقول حاجه و لا انت بتخليه يجى اصلا ! مش فاضيلى يا مالك ! انت مش بتقابله حتى و هو مبيجيش !
مالك كان متعمد إنه ميقابلش الدكتور قدام فهد لحد ما ياخد اول جرعه من العلاج على مدار شهر و يشوفوا التحاليل هتثبت ان فيه استجابه و لا لاء .. فهد دوّر وشه بعتاب و مالك قصد يبصّله و يقابل وشه بعتاب: بردوا ؟ تانى يا فهد ؟ روفيدا كانت بتلبس مالك الصغير اما شافته مصمم يخرج و متابعه حوارهم ف ضحكت ضحكه خفيفه: فقرى صح ؟
مالك ضحك بالعافيه و فهد شاف ضحكته ف رزع القميص من إيده و دخل الحمام يكمل لبس كإنه بيهرب: لا تانى و لا تالت انا سايبكم لبس و خرج و عشان مالك كان محتاج يبقى لوحده او محتاج طاقه للمناهده مش عنده ف سابه يعمل اللى عايزُه ..
مارد ف البيت حالته بتسوء يوم عن يوم .. دخل ف حاله من الصمت المتناهى.. وحده غريبه برغم كل اللى حواليه.. مبيخرجش من اوضته و لا بيسمح لحد يدخله ! غرام طول الوقت قدام اوضته ! حتى النوم بتنام مكانها ! مراد اما شافها ف حالتها دى اللى نوعا ما مطمنه قلبه نقلها كنبه مكانها و شبه قفل المكان بباب جرار عليهم ! لحد ما مارد خرج و اول ما شافها إختنق ! اتعود كل ازمه بينسحب لوحده ! حاسس إنه محاصر !
غرام مسكت دراعه بلهفه: مراد .. مراد لازم نتكلم مارد سحب دراعه منها بخنقه: عايز ابقى لوحدى .. ممكن غرام دموعها نزلت: هو انا مليش لازمه ف حياتك كده ! ع الهامش ! كل ازمه تنسحب و تسيبنى كده ! حب ايه بقا اللى بتتكلم عنه و انا عندك ارخص من السيجاره اللى ف إيدك اللى لو سيبتها من إيدك اى وقت بتجرى عليها ف الازمات ؟
مارد إتخنق و سابها و نازل و هى شدته بمحايله: عايزه اتكلم معاك شويه ! عايزه اقولك حاجه و الله ! تخص موضوع الحمل ! انا نويت انى مارد زعق لمجرد فتحت السيره و زقها بعيد: بس بقا ! بس بقا انتى مبتزهقيش ! مبتحسيش ! غرام هتتكلم كانوا وصلوا للباب فقفله عليها جوه و مشى ! راح ع الاستراحه و قفل على لنفسه..
مالك بعد ما فهد خرج حس إنه بيفوق .. بياخد هدنه .. إبتدى يدور ف القضيه و ورا اللى حصل ! راح ع البنك بتصريح رسمى اخد الورق بتاع حلم و راح على ايوب صاحب مارد اللى بيخلصلهم اى اوراق تخص شغلهم .. ايوب: يعنى عايز تحوّل الاوراق دى للمعمل الجنائى ؟ مالك: اه .. بس محتاج تفاصيل التفاصيل .. مهما كانت صغيره او ملهاش لازمه .. عن الوقت .. عن الحاله الجنائيه للإمضا و صاحبها ! اى حاجه و كل حاجه تخص الورق ده!
ايوب: دى بسيطه .. المهم هو ده مالك سبقه: دى حاجه تخصنى انا و بس .. يعنى مش رسميه و اى نتايج تخصنى انا و عشان كده رجعتلك انت يا ايوب و فضّلت تبقى بينا و ياريت تفضل كده بينا ايوب إبتسم: تمام يا ملك .. يومين و تعالى مالك سكت شويه بتوتر و ايوب لاحظه: محتاج ايه تانى ! انا وعدتك دى حاجه هتفضل بينا مالك هز راسه: عايزك ف خدمه تانيه و بردوا بينا ايوب هز راسه و إستنى يسمعه و مالك شاورله يجى معاه و مشيوا ..
مالك مكنش دخل بيته نهائى من يوم اللى حصل .. كان بيحاول يهرب بفهد بس خلاص حجته هى اللى هربت منه .. مش عارف بيهرب من نفسه و لا من المواجهه للى حصل بس اياً كان ف خلاص مش هينفع يفضل مكانه كده زى اللى رجله متربطه ! لازم يتحرك او ياخد خطوه ! اخد ايوب و راح على بيته و وقف بالعربيه ع الباب .. كإنه دخل مكان معبق دخان مش عارف يتنفس ! انتيه على ايوب جنبه كإنه مش عارف ايه اللى جابه !
مالك بصّله للحظات لحد ما إستوعب او قدر يجمّع ايه اللى جابهم هنا و اخد نَفس طويل و نزل .. طلعوا شقته و مالك لاول مره يطلّع مفتاحه و يفتح و يدخل ع طول ! مش عارف عشان مش متوقع يرجع يلاقيها ! عشان المكان حاسس إنه مبقاش بتاعه و لا عشان هى اللى مبقاش لها مكان اصلا !
حلم ف شقتها مش بتخرج نهائى .. اعتزلت الدنيا بحالها حتى نفسها .. بقت مستغربه نفسها ! عيالها ! بيتها ! لا دى حياتها و لا دى هى ! بمجرد ما فتح و دخل شافها ع الارض لآول مره يحس بوجع غريب من نوعه ! برغم كل الوجع اللى إتوجعه بس لاول مره يحس بالوجع ده ! لا عارفُه جاى منين و لا على مين فيهم !
حلم كانوا ولادها ف حضنها و بمجرد ما الباب إتفتح إنكمشت على نفسها و ضمتهم اوى .. الاتنين بصوا لبعض ف نظره طويله ملغبطه تاهت فيها العيون كإنها اختلطت مش معروف مين فيها الظالم و مين مظلوم ! ايوب كان هيدخل مالك بسرعه حط إيده ع الباب قبل ما يخطيه او حتى يشوف الوضع ف رجع لورا بإحراج ..
مالك قدّم خطوات و وقف بجمود: ادخلى البسى و حطى حاجه على راسك حلم بصتله بذهول و إتصدمت من الكائن اللى المفروض من ايام بس كشف سترها كده و دلوقت مش قابل حتى حد يلمح شعرها ! مالك بصوت عالى: يلااا حلم قامت مهزوزه لبست اسدال و حدفت طرحته بعشوائيه على رقبتها براسها ..
خرجت و مالك بصّلها و عدل طرحتها على راسها حبكها جامد و دارى شعرها و دخّله و قفل الاسدال و شاورلها تقعد .. كانت متابعاه بذهول و هو شاور لايوب دخل.. ايوب دخل بإحراج و حلم بصتله بقلق و نقلت عينيها لمالك بترقب ! و بتلقائيه راحت على ولادها ضمتهم اوى !
مالك بصّلها و بص لايوب و هرب بعينيه بعيد و هو بيتكلم: خد منهم عينة دم يا ايوب ايوب بصّله بإستفهام و مالك اتكلم بختقه: التلاته ايوب بيقرب و حلم ضمت ولادها اوى: انت هتعمل ايه بالظبط ؟ عايز ايه ! مالك مردش و شاور لأيوب ينفذ ..
حلم زعقت: انت عايز ايه انطق ! انا مش هسمحلك تقرب مننا تانى ! مش هسمحلك تعمل حاجه ! مالك بحده: و انا قولتلك مش بمزاجك حلم صوتها إتهز بضعف رغم زعيقها: هتعمل ايه تانى اكتر من كل اللى عملته ! مالك حاول يزبف البرود على وشه: تحليل DNA حلم بصدمه كلبشت ف ولادها جامد اللى بمنتهى التلقائيه صرخوا ..
مالك جسمه إتهز على صرختهم و للحظه قلبه اتهز بس خلاص كان الكلمه طلعت او القرار هو اللى طلع من عقله .. شاور لايوب و هو قرب من حلم اخد عينة دم منها و من حلم و ياسين و هيتحرك يخرج مالك شاورله يقف و من غير ما ينطق رفع كم قميصه لحد فوق ! ايوب فهم و قرب اخد منه هو كمان عينة دم و خرج بهدوء و سابهم .. الاتنين إتقابلوا ف نظره شبه نظرة واحد مرفوع على راسه مسدس و مش عارف حزن و لا وداع !
مالك مشى .. حالة قلق مسكته زى المرض ! مش عارف يتمنى حاجه و لا عارف حتى يدعى بحاجه ! لأول مره ميعرفش هو عايز ايه ! مراد كلّمه و مع إصراره راحله .. مراد بغضب: هااا ؟ مالك هرب بوشه بعيد و سكت .. مراد: عملت ايه ؟ مالك بتهرب: و لا حاجه مراد بنفاذ صبر: ع الاقل ناوى على ايه !
مالك سكت كتير و قدام اصرار مراد حكاله خطوته اللى اخدها .. مراد: و لو طلعت انت غلط يا مالك ؟ مالك بصّله قوى و كإنه مكنش حاطط الاحتمال ده ف دماغه ! او مش عارف خايف يحطه ! مراد ربّع إيده لإنه فهم ذهول نظراته انه بيثبت لنفسه انه صح مش بيدور: يعنى مش بس عملت اللى لومت مراتك عليه ! لاء ده انت كمان عملت اللى لومت اخوك عليه !
مالك بذهول: فهد ! مراد: اه ! مش كنت طول الوقت بتلومه انه حتى لو بيدور وراك ف بيدوّر بس عشان يثبت لنفسه إنه صح و إنك تستاهل ! و اديك اهو بتعيد خطواته ! مالك اتنفس بصوت عالى و مش عارف حتى ينطق ! مراد بتحدى: عملت اللى انت عايزُه يا مالك بس محدش هيندم غيرك مالك بذهول: اندم !
مراد بتأكيد: عملت اللى ف يوم لومتها عليه ف بدل ما بقيت صاحب حق بقيت محقوق ! منافق ! مالك إتصدم: منافق ؟ مراد هز راسه بتأكيد: اه، امال انت فاكر ايه ! النبى عليه الصلاة و السلام لعن اللى بيدعى لعلم مبيعملش بيه ف مابالك اللى بيلوم و يحاسب على حاجه هو بنفسه عملها !
مالك اتنفس بالعافيه لانه عارف ان كلامه اصح من انه يترد عليه ! لاول مره يلف المنظار و يشوف جانب تانى للرؤيه !
مراد بعتاب: و بعد ما كنت مسامح بقيت لازم تتسامح ! مالك كان عايز يقوله كتير بس كلامه اتربط على لسانه ! فكرة إنها تكون محبتهوش اصلا دى قافله عقله و قلبه تماما ! مخلياه مش عارف يستنجد بحاجه تسعف تفكيره ! ايا كان بقا محبتهوش عشان متورطه و كان بالنسبالها مهمه و لا محبتهوش و كان بالنسبالها شفقه و عاشت معاه حكاية أبوها و بس و عملت اللى كان نفسها يتعمل مع ابوها حتى طول الوقت كانت بتخلى فهد يعمل اللى كان نفسها يتعمل !
مراد بصّله بغيظ: لاخر مره هسآلك .. عملت ايه يا مالك فيها ! مالك عينيه مفتحه اوى و اتكلم من غير ما يحس و مراد بيسمعه رغم ان كلامه مش مترتب و كل جمله بعيده عن التانيه ف المعنى و المضمون !
حلم بعد ما مالك نزل قعدت مكانها بتعب .. دخلت اوضتها و جابت الادويه المهدئه بتاعها و اخدت منها لحد ما راحت ف النوم ! صحيت على صوت فرامل عربيه عنيف حك ف الارض قدام البيت ! قامت قعجت بترقب و لحظات و كان الباب اتفتح ف اتخضت بفزع .. ولادها ع الكنبه و قبل ما تقوم من مكانها ع الارض قصادهم شافت مالك بيدخل و قفل الباب !
ضمت على نفسها بشكل مهزوز و هو إبتدى يفك هدومه ببرود مقلق و نزل جنبها ع الارض ! شدها عليها بعنف و اتعامل بهدوء عكس عنف شدته لها ! حلم كانت مستسلمه تماما بين إيديه زى المتخدره ! حاولت تستنجد بعقلها بس مفيش ! قلبها معرفتش ! جسمها إتجمد بين إيديه و إتخشب لمجرد ظهرت لقطات مخيفه قدامها !
بتحاول تنسحب ثبّت دراعاتها جنبها و ضم كفوف إيديها بإيديه و رجع بوشه على وشها و غمض كإنه بيهرب منها بيها بس بمجرد ما غمض دمعه غريبه خانته و نزلت ! حلم لفت وشها بعيد و بتحاول تهرب مش عارفه من ضمته لها ! حتى وشها كل ما بتهرب بيه بعيد بيرجّعه له بوشه هو لإن إيديه الاتنين ضامين إيديها حواليها ! قصد يقابل وشوشهم و صوت انفاسهم اللى إختلطت بتعلى شويه شويه لحد ما بقت نهجان !
مالك بصوت مبحوح: البرشام ! حلم هنا اللى قصدت تقابل عيونهم ببعض اما بصتله بذهول ! مالك رفع نفسه عنها: روحى خدى البرشامه و تعالى حلم بذهول: برشامة ايه ! مالك مد إيده و هو فوقها شد شنطه من وراه اللى دخل بيها و حدفها ف وشها: منع الحمل !
وقف و إبتدى يلبس من تانى و هى لفت وشها وراها مسكت الشنطه و فتحتها بحزن و طلعت منها فعلا علبة برشام منع الحمل ! لحظتها العلبه محشوره او مواربه ف فتحتها و إتصدمت ! كان فيها ورقه مسكتها و فتحتها و هى مصدومه: طلاق !
بتبص وراها و هتتكلم مشافتش مالك ! وقفت بتعب و هى بتقع و تقوم و خطواتها بتتبعتر ! فضلت تتلفت حواليها بس مفيش ! حدفت الورقه و جريت ع الباب بس شافته مقفول ! مقفول بالمفتاح من جوه ! متربس من جوه زى ما هى اللى كانت قافلاه ! فتحته بهيستريا و طلعت برا بس مفيش ! نزلت السلم كله و بتتلفت بس بردوا مفيش !
رجعت على فوق جرى و دخلت و قبل ما تروح ع الاوض تفتحها عدت على الكنبه و للحظه وقفت و رجعتلها تانى ! مشافتش شنطة البرشام ! مشافتش ورقة الطلاق ! مشافتش حاجه ابدا ! حاولت تدوّر بس مفيش ! فضلت تشقلب ف كل حاجه حواليها بس مفيش ! دخلت كل الاوض و كل ركن ف الشقه بس مفيش حتى الهوا !
راحت ع البلكونه بس مشافتش عربية مالك ! رجعت قعدت بتعب جنب ولادها .. مسكت موبايلها و كلمت مالك بس موبايله مقفول ! محتاجه حد بس ممكن ترجع لمين ! تروح لمين بس ! افتكرت مراد و اتصلت بيه !
مراد كان خلّص كلام مع مالك و مالك هيمشى مراد وقف بضيق: يعنى بردوا بعد كل اللى حكتهولك عن مارد مصمم تمشى ؟ مالك ضحك غصب عنه ضحكه خفيفه: انا اخر واحد ممكن ينصحه او حتى يخفف عنه !
مراد بترجى: انتوا شباب و هتفهموا بعض اكتر ! يمكن يعرف يتكلم معاك ! مراد مبيتكلمش و ده قالقنر عليه يا مالك ! خايف عليه من سكوته ده و خايف عليه من شكل تفكيره دلوقت ! اة قرار هياخده غلط لانه تحت ضغط ظروف ! و انا للاسف شايفُه ببُعده عن مراته و بيته بياخد قراره اهو و بينفذه كمان و مش مدى فرصه لحد حتى يتنفس معاه مش بس يعترض او حتى يناقشه.
مارد كان خرج للبلكونه بيشرب سيجاره و شافهم و قبل ما ينسحب مالك شافه و شاورله ! مارد نزل بخنقه اما مراد راح بمالك ع الباب و فتحله ف اضطر ينزلهم .. مارد بحده: طبعا جايبك عشان تطبطبله ع العيل اللى هو مخلّفه و يقوله كلمتين، مش كده ؟ مالك إبتسم بهزار: و الله هو المفروض كده .. بس واحد زيى يتكسف من نفسه يقولك الكلمتين دول مراد متابعهم و قبل ما يتكلم موبايله رن ف بصله و إبتسم و شاور لمالك بيه: دى حلم !...