رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل الثاني والثلاثون
مالك ف المستشفى اللوا صالح راحله و بلّغه باللى حصل .. مالك بغضب مسك موبايله قلّب فيه و شاف حاجات خلته كز على سنانه و خرج بإندفاع ! اللوا صالح راح وراه و وصلوا الجهاز و مالك دخل قاعة التحقيقات و دقايق و كان اللوا صالح مجهز اجتماع من كذا قياده منهم اللى تمموا العمليه و مدير المخابرات و الجهاز يحضروا التحقيق مع مالك !
المحقق: مالك محتاجك تسمع اقوال المتهمين لكن حاليا خلينى اسمع اقوالك ف الاول مالك اخد نَفس طويل و اللوا صالح اتكلم بتحذير للكل: مالك مش متهم و لا بيتحقق معاه اللوا ثروت هز راسه و ضحك ضحكه من غير صوت بتريقه.
اللوا صالح بصّله بحده: مالك هنا عشان يوضح امور كتيره للكل و انا اولهم لإنى انا و اى حد اشتغل مع مالك عارف انه دايما ف كل مشوار بيحتفظ بخطوات لنفسه متداريه عن الكل يمكن حتى عليا انا نفسى مالك بهدوء: انت اخر حد ممكن يكون ميعرفش حاجه عن اى مشوار نمشيه! لان ببساطه لو حد لازم يبقا عارف هيبقا انت لانى المفروض تربيتك مش بس تعليمك و لا ايه ؟
مدير المخابرات: بس بردوا ايه اللى حصل ؟! انا اول ما بدأنا نتابعهم قولت ع الاقل معظمنا هيندفن هنا و هتتقلب مقبره بعد ما هتبقا مجزره و الدم هيغرق الدنيا مالك بثقه: و انا لو كنت بخاطر بحياة حد معايا مكنش ده بقا حالى و لا ايه ! انا مبخاطرش بحياه حد معايا .. و قبل ما اجى وعدت انى هخلصها ب اقل الخساير و انا مبوعدش بحاجه الا اذا كنت قدها و اعتقد انى وفيت..
الكل بصّله بانتباه و ثروت متابع الموقف كله من غير ما يتدخل بس من ثقة مالك حس إنه هيضطر يلجأ للكارت التانى يلعب بيه و هو حلم ! مالك ابتدى يشرح الوضع: انا لما روحت المكان هناك إستطلعه إكتشفت إنه فيه خيم و كهوف بعدد مفزع فيها سلاح بغباء و ده لرجالتهم هناك لاستعمالهم الشخصى ..
تقدر تقول كده اللى بيحموا بيه نفسهم او بيستخدموه ف المواقف اللى زى اللى اتحطينا فيها دى ! و بالتالى عدد الاسلحه ده مع عدد رجالتهم ده مع المكان اللى مهما كنت مسيطر عليه ف هو بتاعهم و مسكنهم كانت هتبقا حرب مش عمليه ! اللوا صالح بصّله بتركيز لانه فهم دماغه ..
و هو ابتسم: هنا طلبت من صالح باشا القنابل و المتفجرات و زرعناها ف الاماكن اللى فيها اسلحتهم اللى هيستخدموها ف اى لحظه نهجم فيها ! فجّرنا الخيم و الكهوف دى بالاسلحه اللى فيها و اللى هى بعيده عنهم اصلا .. و ادناهم فرصه و هما ابتدوا يستخدموا اسلحتهم اللى كانت ف ايديهم و اللى من اول ما انتهت ابتدوا يفهموا الوضع .. ساعتها احنا هجمنا و وقتها لا كان في اسلحه معاهم لانها خلصت و لا عرفوا يلجأوا للكهوف دى لانها اتحرقت..
و اعتقد اننا بكده نكون حجِّمنا الخساير اللى كانت ممكن توصل لان كل اللى هنا سواء من عندنا او عندهم كان هيتنسف ! فهمتنى الكل بصّله بفهم و استغراب انه قدر يحتوى الموقف بالسرعه دى و هو بصّلهم و سكت .. المحقق: هامر بيقول مالك قاطعه: مش محتاج اسمع اللى قاله، عارف هو قال ايه..
ثروت إتريق بسخريه: و عرفت منين بقا ؟ ذكائك بردوا ؟ مالك رد بنفس لهجته: طبعا وقف بثبات و وصّل موبايله بالشاشه اللى قدامهم و شّغلها و بصّلهم: من اول الحكايه و انا كنت شاكك ان لهم يد جوا المكان هنا و الايد بتتحرك لصالحهم ! عارفين منافذنا و مداخلنا و ازاى يوقعوا حد مننا و ازاى بردوا يلقفوه ! و إتأكدت من ده بعد ما كشفوا الرائد محمد بسهوله إنه فتح قضيه ليا رغم إنها كانت سريه !
الكل إنتبه و مالك سكت شويه يلعب على الاعصاب لحد ما رجع يكمل كلامه: و ايدهم دى اللى دايما بتساعدهم هى بردوا اللى عرّفتهم ان مفيش قضيه اتفتحت للباخره اللى إتحرقت و خلتهم شكوا فيا مع انهم كان ممكن يخمنوا ان فى تحقيق فعلا بس بسريه كالمعتاد، لكن دول كانوا متأكدين ان مفيش و ده معناه ان اللى نقلهم حد من جوه !
مالك اتحرك من جنب الشاشه و رجع وسطهم و ربع إيده بثقه و الايد التانيه ضغط بيها شغل الشاشه: و عشان غلطة الشاطر بألف غلط الغلطه اللى وقّعته، كنت عارف انه هيرجع لهم بمجرد ما يقعوا عشان يتفقوا من تانى و عشان كده سيبتلهم هديه صغيره ف المستشفى ! تقدر تقول مصيده و جابتهم الشاشه اشتغلت و عرضت تسجيل فيديو صوت و صوره لكل الكلام اللى دار بين هامر و ثروت و اتفاقهم و تعليمات ثروت يقولوا ايه ف التحقيق !
الكل بيسمع بذهول و مالك حط إيديه ف جيوبه و هو واقف ع جنب الشاشه .. وقف بعقله عند إسم حلم اللى إتذكر و رفض هامر يدخّلها ف اللعبه ! بس مجمعش اوى خاصة ان كلامهم مكنش مباشر ! خمن إنه قصد ساعدتهم بوقوفها قصاده و ده إداهم فرصه وقتها يخرجوا برا البلد خاصة إنهم وضحوا ان ده كان قصد هامر اما قاله تنكر ان لولاها مكنتش هتعرف تفلت من إيده ! فهم ده بس اللى مقدرش يفهمه كانوا يقصدوا ايه ب " نسيبها تكمل هى " و تفكيره رجّح إنهم مثلا يقصدوا اما يشيلوه الليله هتقف قصاده تانى خاصة إنهم طلعوا اهو مرتبين يشيلوه الليله !
اللوا ثروت وقف و زعق: ايه الهبل ده ؟ انت فاكر ان حتة عيل زيك رد سجون هيعرف يوسّخ معايا و لا ايه ؟ ده انا افرمك من غير ما اسمّى عليك لو مبعدتش عنى مدير المخابرات وقف بغضب: تهديد ده و لا ايه ؟ اللوا ثروت بغضب: مش حتة عيل محروق من الخلاف اللى حصل بينا اثناء العمليه ف هيلعب لعبه وسخه زى دى !
اللوا صالح بقرف: اتفاقكم متسجل صوت و صوره ثروت زعق: التسجيل ده تبله و تشرب مايته ! انا هطعن فيه و هثبتلك إنه افترا و ساعتها هقلبها عليه اللوا صالح: قصدك عليا مش عليه لإنى انا اللى اخدت الخطوه دى ثروت تهته بعنف: عليك عليه على اى حد يجيب سيرتى ف الهبل ده ! ثم ان التسجيلات دى من غير تصريح نيابه و لا يُعترف بها و لا هتطبّخوها زى محاكمته ؟
مدير المخابرات هنا اللى رد: انا اللى مطلّع تصريح الموافقه بالتسجيل و ماضى عليه ثروت مش عارف يقول ايه بس لازم يتكلم ! لازم يعمل حاجه ! راح على مالك بهجوم مسكه من هدومه و رزعه ع الحيطه وراه بعنف و بيرفع إيده يضربه على وشه مالك مسك قبضة إيده بعنف فركها ف إيده: مش مالك الهجام اللى يتعلّم عليه و من مَره..
الكل هاج على خناقهم و الاصوات عليت و رئيس الجهاز صدر قرار بحبس اللوا ثروت على ذمة التحقيق و فتح تحقيق معاه و متابعة مسار القضيه ! و قفل التحقيق بالنسبه لمالك اللى خرج لعدم إدانته بأى ادله ! اللوا ثروت إتاخد على حبسه و هو خارج بص لمالك بغل و الاتنين إتقابلوا ف تحدى كإن التراك لسه مخلصش بيهم !
غرام ف المستشفى بعد ما سابتهم قدام العمليات و نزلت فضلت واقفه دقايق قدام الاسانصير لحد ما قرّب عليها من بعيد دكتور .. غرام جسمها إترعش جامد بقبضه لدرجة لفّت دراعاتها حوالين نفسها و معرفتش تتكلم .. الدكتور إبتسم بهدوء: مدام غرام، انتى كويسه ؟
غرام دموعها نزلت بصمت و معرفتش تتكلم ف هزّت راسها لاء .. الدكتور بتفهّم: انا جيت اول ما كلمتينى و قدرت فعلا ادخل العمليات لدكتور عمر و شوفت الحاله و حضرت بالفعل العمليه غرام بتسمعه بوجع و بتهز راسها.. الدكتور: احنا عملنا اللى علينا صدقينى و الباقى بقا على ربنا .. لكن فعلا زى ما دكتور عمر بلغكم مكنش لها حل تانى
غرام غمضت عيونها و هو هز راسه بتفهم لحالتها: هتبقى تيجى و غرام فتحت عيونها بالعافيه و عينيها مشوشه من الدموع و قاطعت كلامه و مشيت بعيد من غير ما تنطق ..
حلم ف المستشفى كانت اخدت ولادها ف غرفه مالك حجزها و غيرتلهم و نيّمتهم و سايبه روفيدا مع فهد ف غرفته و مالك برا .. خرجت تشوفهم بس ملقتش مالك ! دخلت لروفيدا شافتها قاعده ف الارض جنب سرير فهد و رافضه تماما تخرج ! إتلفتت حواليها بس ملمحتهوش ! قلبها إتقبض ! رجعت جابت موبايلها رنت عليه بس مبيردش ! نزلت تسأل عنه ف الريسيبشن شافت مازن ف راحت عليه بسرعه: مشوفتش مالك ؟
مازن قلق: فهد كويس ؟ فيه حاجه ؟ حلم: لا كويس بس مالك إختفى فجأه مازن: شوفته كان خارج من شويه مع صالح، اكيد فى شغل و لا حاجه خاصة القضيه لسه بتتقفّل و التحقيقات شغاله مع صفوت و اللى معاه حلم إتقبضت و عقلها هيألها إنهم مثلا ممكن جابوا رجله او ورّطوه من تانى ! للحظه إفتكرت اما وصلت المستشفى و حالة مالك اللى شافته عليها و ازاى قالها مكتوب عليا الخساره ! و الظابط اللى كان جايله المستشفى ! مش عارفه تلضم حاجه ف التانيه بس القلق إتملك منها !
خرجت من المستشفى بسرعه اخدت عربيتها و راحتله على شغله! وقفت و نزلت بقلق و بتحاول تتصرف او ازاى ممكن توصله لحد ما شافته خارج مع يونس و امنيه و حازم و اللوا صالح و كذا حد ! بتلقائيه راحت بلهفه عليه و إترمت ف حضنه و عيطت ! عيطت كتير اوى ! مالك كان هيخرّجها من حضنه بهدوء عشان وجود الكل بس معرفش غير إنه يضمها اكتر: ششش اهدى، اهدى انا كويس..
حلم رفعت وشها بالعافيه و عيطت: انا إترعبت اما ملقتكش ! متخيلتش افتّح عينى ملقكش من تانى ! معرفتش استحمل مجرد التفكير ف الكابوس من تانى مالك مسح وشها بكفوفه كلها و للحظه سكت شويه و هو بيبصلها بحذر: واضح ان الكابوس لسه مخلصش يا حلم حلم بإيديها الاتنين مسكت إيديه الاتنين اللى مسحوا وشها و غصب عنها إترعشت: المهم إنك موجود مالك لسه هيتكلم هى اتكلمت: اى حاجه تهون قدام مسكة إيدك دى ! المهم إنك موجود..
مالك بترقب: عمك متهمنى إنى متورط لسه معاهم و بشهادتهم و بالدليل و إستخدموا حادثة فهد عشان يثبتوا إنى قلبت عليهم اما حبوا يضمنوا وجودى معاهم بفهد حلم مسكت وشه و حاولت تبتسم: المهم إنك بخير، هتعرف تخرج منها و ربنا هيغيثك منهم زى ما نجدك مية مره قبل كده مالك بص ف عينيها مباشرة: و لو قولتلك ان ف المقابل عمك متورط معاهم و إنه بيشد رجلى معاه مش اكتر !
حلم ردت بسرعه: مصدقاك! و الله مصدقاك و ان شاء الله ربنا هيحلها .. ربنا قال ان مع العسر يسرا.. مع العسر يسران مش عسران و لا حتى يسر واحد و لا حتى قال بعد العسر ! ده قال معاه ! ثق ف الله و هو هيكون جنبك و هيحلها و انا جنبك متقلقش..
مالك بتلقائيه اخد نفس طويل اووى اوى و هو بيرفع وشه للسما و مسح وشه و رجع بصّلها و إبتسم بنظرة حب من كتير مكتومه ف عينيه و لاول مره تظهر بإرادته: طيب خلينى اقولك ان الحمد لله حلها مش لسه هيحلها حلم صوتها إتهز مع إبتسامه حلوه على وشها: بجد ؟ يعنى .. يعنى مالك هز راسه و رجع حضنها من تانى: الحمد لله عدت، عدت على خير..
امنيه واقفه متابعاهم و عيونها بتطق غيظ و بتتمنى لو تعرف تجرجرها من حضنه او هتموت و تبوظ اللحظه مثلا ف إتدخلت بإستفزاز: غريبه ! شكلك مكنتيش عارفه حلم إتجاهلتها و عينيها متعلقه بمالك بتحاول تشبع من حضنه .. مبقتش ضامنه الظروف و لا القدر هيسمحلها بالحضن ده امتى تانى ! امنيه إتغاظت من تجاهلها و زادت العيار حبه: عمك بيقول إنك ساعدتيهم و لولاكى مكنش حاجه من ده كله تمت..
حلم معرفتش تتجاهل الكلام و رفعت وشها بإستفهام بس لمالك .. مالك للحظه إفتكر الفيديو و إستغرابه لهامر و موقفه من حلم و دفاعه عنها او رفضه اى خطر لها و كان عايز يسألها بس حس إن مش وقته ! او مش قدام الكل كده ! كان لافف دراعه حواليها ف إتحرك بيها و سابهم: لازم ارجع المستشفى دلوقت انا سايب فهد لواحده مشى من غير ما يستنى اى رد و امنيه كانت هتندفع بقوة غيظها بس نظره من أبوها وقّفتها ..
غرام سابت الدكتور و نزلت زى الآله اللى مفهاش روح ! راحت اتوضت و قعدت تصلى ! بتصلى و تصلى و تصلى و كل ما تخلص تصلى تانى ! قلبها مقبوض اوى ! اوى ! محتاجه لحد يضمها دلوقت ! تجيب منين الحضن اللى كان بيحتويها دلوقت ! مسكت موبايلها تكلم أمها اللى اول ما فتحت عيطت .. امها بدموع: اخس عليكى يا غرام، كل ده مسمعش صوتك ؟
غرام كتمت عياطها و أمها كملت بعفويه: افرضى تعبانه ! بموت ! محتاجالك ! ملاقكيش جنبى ؟ غرام مش بتنطق و امها حاولت تهدى من عتابها: حبييتى انتى كويسه ؟ انا بس صعب عليا انى كنت عيانه و معايا دور برد جامد و مكنتش قادره اقوم ! كنت محتاجالك بس !
غرام بصوت مخنوق: متزعليش منى امها إبتسمت: ليا مين غيرك عشان ازعل منك ؟ ده انتى بنتى و حبيبتى و نور عينى و غصب عنى بستغيبك و احتاجلك ! غرام عيطت اوى ع الكلام اللى بدل ما يهديها اتحدف زى الملح على جرحها و بدون وعى قفلت ! صعب عليها نفسها اما شافت احتياج امها لها و سندها، هى هتحتاج لمين ؟ عيطت اوى بوجع !
و ف لحظه إفتكرت نفسها طول عمرها ايه بالنسبه لابوها و ان ساعات الخلفه مبيبقاش لها لازمه ف مسحت دموعها بأمل ! و رجعت إفتكرت مراد و حياته كانت مخوخه ازاى من غير عياله و ازاى كان آله بتتحرك وسطهم من غير روح ف عيطت من تانى بوجع ! و رجعت إفتكرت عمتها و ازاى الخلفه اللى ف يوم فرّحتها وجعتها و اد ما دوت جرح عملت جرح جديد ! داوت جرح ساعه و عملت جرح سنين ! ف مسحت دموعها بأمل من تانى !
و فضلت تمسح دمعه و تتجدد وراها دمعه زى ما تخلق امل و يتبدد معاه امل تانى و هى موجوعه بينهم ! عقلها بيعيد عليها كل ذكريات بينها و بين مارد تخص الحمل او الخلفه ! كل كلمه قالتهاله و كل موقف حصل و انها عرّت احتياجها قدامه ! عارفه مارد و شخصيته اللى ف يوم قالها اعملى حسابك تقنعى اهلك بيا عشان لو محصلش مش هاخدك غصب عنهم و احرمك منهم و مش هدوقك مرار انا عيشته مش هبقى انانى ! و هو عارف مشاعرها و احتياجها للخلفه اللى كتير قالتهوله !
و خايفه من معرفتها زائد معرفته ممكن يساووا ايه ! موضوع الخلفه له مية حل لكن مراد لاء ! لازم تلقاله حل ! ازاى هتقنعه إنها مش عايزه حاجه ف يوم عيطت قدامه عليها ؟ مش هيفهم و لا هيقتنع ! يبقى لا تتنازل عنها و لا عنه ! تتبنى مثلا ! تتبنى عيل ! لاء اتنين ! و يبقوا مراد و همسه زى ما حلموا بيهم سوا ! قفلت مع أمها و رجعت تصلى من تانى .. عيطت اوى اوى بين إيدين ربنا اللى الوحيد اللى يقدر يرأف بيها ف وقت زى ده !
مالك اخد حلم عربيتها اللى كانت جايه بيها و مشيوا ع المستشفى .. حلم بصتله بإستغراب: قالك ايه عمى ؟ مالك إتضايق و سكت كتير و حب يهرب من الحوار اللى هى بنفسها هتزعل إنه اتفتح و هو حاليا مش قابل اى زعل: مش وقته حلم بلعت ريقها بإصرار مهزوز: قالك ايه ؟ انا لا شوفته و لا قابلته من يوم ..
سكتت بصوت مخنوق قبل ما تقول يوم حادثتك و مالك فهم ان ده بقية الجمله ف هز راسه: ما ده اللى كان يقصده ! قصده إنه استغل ده ف هروبهم قبل كده ! لإنه معنى انه معاهم يبقى هو اللى خرّجهم برا البلد..
حلم دمعت و بالفعل زعلت من غبائها اللى فتح السيره و هو بتلقائيه مسك إيدها: المهم حاليا الحمد لله كل ده عدّى،، عدّى يا حلم،، الكابوس خلص و اخيرا نتنفس حلم بصتله و قبل ما يطلع منها كلام شافت ف عيونه نظره صافيه اوى مكنتش عارفه تصدقها ف فضلت معلقه عيونها بعينيه تشبع منها ! مالك كان فاهم شكل احساسها و فتح دراعه و هى اترمت ف حضنه ف ضمها عليه اوى ف حضن طويل !
مراد و همسه و مهاب و ليليان و مازن منتظرين قدام غرفة مارد ليليان إستغيبت غرام و إستغربت إنها إختفت بعد كلام الدكتور ف بصت لهمسه: حد شاف غرام ؟ همسه بصتلها بتعب و سكتت .. مهاب اتلفت حواليه بغضب اما فعلا ملقهاش و وقف ..
مراد مسكه: اكيد بترتاح شويه، احنا طول اليوم كده مهاب بغضب: ده وقت زفت ؟ ليليان: كانت بتتكلم ف الموبايل من شويه و مارد جوه قبل العمليه مهاب نزل و سابهم يشوفها و ليليان بصت لأبوها بذهول: هى تقريبا من ساعه ما الدكتور خرج من العمليات و قال،، قال..
همسه قاطعتها: جنبه ليليان استغربت: لا هى مش عنده همسه بإصرار: مش لازم تبقى جنبه ف المكان، يا تعبانه انه مش جنبها يا بتدعيله يطلع من محنته و يبقى جنبها و بردوا كده تبقى جنبه، مش غرام اللى تتخلى عنه..
مارد كان جوه و إبتدى يفوق .. حاسس بتعب جامد و جسمه كله محلول و مكسر .. إتصاب قبل كده بس اول مره يبقى كده .. حاول يتعدل بس بمجرد ما سند إيده ع السرير و حاول يقعد حس بجسمه مولع ! اتحسس جسمه و مواضع إصابته بحذر و نوعا ما فهم ان فى حاجه مش مظبوطه ! كان فى ممرضه داخله تغيرله المحاليل و شافته ف إبتسمت: حمد الله ع السلامه مارد بتوتر: هو فى ايه بالظبط ؟ ايه اللى حصل ؟
الممرضه: حضرتك اتنقلت هنا متصاب بضرب نار ف بطنك و منطقة الحوض و كنت بتنزف اوى و عملت كذا عمليه لإصابتك و كذا عمليه عشان نوقف النزيف و الحمد لله بقيت تمام مارد حس إنه لا كويس و لا تمام و جسمه بيتألم بشكل لا يطاق ! ده مش عارف يقعد حتى ! بص للممرضه: انا،، انا حاسس..
الممرضه كملت: تعبان و ده طبيعى متقلقش ! حتى حركتك هتبقى محدوده و صعبه لحد ما الجرح ينشف شويه مارد بتعب شبه فهم من شكل تعبه او جرحه ف بص للممرضه بترقب: عمليات ايه ! الممرضه: اضطرينا نستأصل جزء من الامعاء لوقف النزيف و كذا حاجه يمكن الاستغناء عنها للحد من النزيف ! مارد بلع ريقه بلغبطه: كذا حاجه !
الممرضه: الدكتور اضطر يستأصل الخصيتين لان رصاصه اصابت منطقه الحوض و ده كان مزود النزيف او بمعنى اصح مزوده ف كان لازم يستأصل مكان الاصابه عشان يوقف النزف ده مارد غمض عينيه اوى بعنف و مره واحده فجأه حصلت دوشه جوه دماغه و دربكه و فلاشات غريبه للقطات عدت لا وقتها و لا مكانها ظهرت قدامه و فلاشات للقطات ممكن تيجى !
الممرضه: ده انت كنت هتموت من شدة النزيف و كان لازم حل و ده كان اسرع حل قدامنا و المتاح مارد إتسند يقف بمنتهى التعب و الممرضه حاولت تمنعه ف زقها بعنف لدرجه خبطت ف المحاليل جنبه وقعت ! وقفت بسرعه حاولت تساعده ف زقها من تانى و هو بيقف و بمجرد ما داس ع الارض صرخ بأعلى صوته صرخه هزت المستشفى تقريبا كلها ! مراد كان برا و بمجرد ما سمع الصوت دخل جرى و همسه وراه و ليليان و مازن ..
مراد راح عليه بلهفه و بمجرد ما شاف عينيه عرف ان الصرخه طالعه بسبب جرح ف قلبه مش ف جسمه ! ضمه عليه بحنيه لحد ما قعد بيه على حرف السرير و رفع إيده على راسه وسط شعره: ششش اهدى، اهدى انت كويس مارد كان هيبعده بس لقى نفسه ف حضنه دموعه بتنزل غصب عنه ف مرضيش يرفع وشه و تبت فيه اكتر .. همسه قربت منهم و نزلت ع الارض و رفعت وشها له: حبيبى..
صوتها مرضيش يكمل بقية الكلام و عيطت .. مارد إتوجع اوى لشكلها ده .. ليليان قربت و سندته من ضهره من وراه و هى بتحاول تعدله: اتعدل مراد، كده جرحك هيوجعك اكتر، القعده مش كويسه، مش كويس على جرحك كده، كده بتضغط ع الجرح و هتأذيه و لو نزف تانى هيبقى صعب الموضوع يتلم مارد متكلمش و ماسك ف حضن أبوه زى العيل الصغير ! وجع ايه اللى بتتكلم عنه ! هو حاسس زى المتخدر !
ليليان لفت دراعاتها حواليه و مازن قرب ساعدها و كل ما بيعدلوه مراد بيتبّت ف أبوه اكتر .. مراد كان زى ما يكون مش إبنه اللى متبت ف صدره ! ده وجع الدنيا اللى محبوس ف صدره دلوقت ! عايز يصرخ ! بيتمنى لو يشيل اللى فيه حتى لو هيحطه ف نفسه ! كان حاسس إنهم جسم واحد ! او هو الجسم اللى لاممهم كلهم ! و زى اللى ف إيده حرق ف الجسم كله بيصرخ وجع اكتر من الايد نفسها ! بص لهمسه و إتردد قدامه كلامها انه لو وقع كلهم هيقعوا ! حس إنه لازم يبقى اقوى !
رفع وشه و سحب مارد من حضنه بالعافيه و مسك وشه بضعف مغلف بقوه: حبيبى لازم ترتاح، لازم، اهم حاجه دلوقت انت ! انت و بس ! سامعنى ! انت و بس ! مارد ملامحه ضمت على بعضها بشكل يوحى ان فى صريخ محبوس و عينيه بتلقائيه لفت حواليه ! شاف كل الوشوش حواليه حزينه او نظراتها موجعه و ده خلى نفسه تصعب عليه اكتر ! بس مش ده حاليا المهم و لا ده الوجع ! الوجع إنه مشافش الوش اللى كان مستنيه ! الايد اللى بتمسك إيده كل ازمه ! الايد اللى يوم ما مسكها مسابتهوش ! فين ! معقوله ...!
مالك وصل بحلم المستشفى و طلع عند فهد .. الدكتور قابله خارج متضايق و مالك راح عليه بقلق: فى ايه ؟ الدكتور بضيق: لازم المدام تخرج، مش وكاله هى مالك إتنفس بصوت عالى و حط إيده على وشه و هو بيرجع لورا ! كان عنده إيحاء من شكل الدكتور هيسمع حاجه تانيه !
حلم مسكت دراعه شددت عليه كإنها بتقويه و بصت للدكتور: معلش سيبك منها حاليا،المهم هو حالته وصلت لفين ؟ الدكتور: اشارات المخ و انضباط ضربات القلب مؤشر كويس لإنه حالته بتاخد مسار يطمنا مالك بضعف: هيفوق امتى ؟ امتى بس !
الدكتور: حالته مكنتش بسيطه للدرجه اللى تخليه اول ما يخرج من العمليات يفوق ! سايبنله وقت مساحه يفوق فيها ! مش اقل من 24 ساعه و ده طبيعى ! المهم ان اعضاء جسمه حيويه و ابتدت تمارس مهامها بشكل طبيعى نوعا ما و ده اللى كنت حابب اطمنك عليه حاليا مالك اتطمن بس هو مش قابل بأقل من إنه يشوفه بيتحرك قدامه ! يكلمه مثلا ! يسمعه حتى ! او يفتح عينيه و يشوفه !
الدكتور انسحب بهدوء و سابهم و مالك فتح الغرفه و دخل إتطمن عليه و باس راسه بضعف اوى بوسة أب بتضم ضنا ! حلم جنبه مسكت إيد فهد و ضغطت عليها بخفه و حاولت تكسر الموقف: فوفا كاات بقا لحد كده، هاايل يا فنان، ميكى عفا الله عما سلف مفيش داعى لاكتر من كده، انزل من ع المسرح لا ازقك و الله..
مالك معرفش يضحك و معرفش لاء ف ضحك و دمعه بتنزل مسحتها هى بإيدها: يلا ياض لا يرجع ف كلامه و انت عارف اخوك بيموت ف دور الضحيه و متقمص الدور و هيموت و يعشش على خشبة المسرح، انزل يلا مش طالبه نكد تانى يا اولعلكوا ف نفسى يا ولاد الهجام و ف المسرح ده و ف الجمهور و ف كريمه السكرتيره مالك بصلها بغيظ و شد إيده ضربها بهزار على قفاها: لا و انتى ما شاء الله الدور ده بالذات محترفه فيه !
حلم رفعت وشها و جريت لبعيد و هو شدها عليه ف بصتله و حاولت تكمل مسار هزاره تكسر الذكرى: الله يا لمبى، مش عشان تحسوا بالدفا، ذنبى يعنى ؟ مش انت اللى قولتلى حسيت معاكى بالدفا و بيتنا حبيته و مش عايز اخسره عشان دافى !
مالك برّق قدامه من غير ما يبصلها و رجع بصلها و رفع حاجبه بغيظ و صرخ: مش ده،، مش دددة،، مش الدفا ده يا فوزيه حلم ضحكت جامد اوى و هو رجع ضربها بخفه من تانى على راسها: لاء انتى فاهمه غلط ! انا اقصد الدفا التانى، ابو احضان و بوس، مش بتاع الغاز و الولعه يا فوزيه
روفيدا ضحكت غصب عنها و بصت على فهد: ربنا يقومك بالسلامه حلم بصتلها: يلا نستنى برا، الدكتور اكتر من كده هيجى يدينا دفا جماعى مالك كان إبتدى يهدى و ميل على راس فهد باسه تانى: يلا ياض بقا انت هتثبت انك فوفا بجد و لا ايه ؟ حلم إبتسمت لفكرة إنها حاولت تخرّجه و لو شويه من حالته و هو كان مستجيب نوعا ما عشان اتطمن من كلام الدكتور ..
روفيدا بصتلهم بدموع: لالا انا مش مالك: مش هينفع، الدكتور بيقول حلم ضغطت على إيده و هو اخدها و خرج و بص لروفيدا: حاولى متجهدهوش بس خرجوا على الغرفه اللى مالك كان حاجزها و قعدوا على الكنبه قصد ولادهم ع السرير ..
حلم بصتله و مالك سكت: انا كنت عايزُه فعلا لواحده ع الاقل لحد ما يفوق زى ما الدكتور قال حلم ضغطت على إيده اللى ماسكاها: محدش بيفوق لواحده يا مالك، مهما قاوح بيفضل يخبّط لحد ما يستسلم للإيد اللى محاوطاه تمسكه و ساعتها مسكتها بتفوقه مالك ضم راسها على صدره: عندك حق، هو حاليا محتاج وجودها اكتر من راحته نفسها..
حلم كانت هتتكلم بس شافت ف عيونه احتياج لمع فجأه و حست ان الرساله مغلفه بفهد او عايز يقولها إنى و انا كنت زيه كده كنت محتاجلك برغم كل اللى كان و هو حاليا محتاجلها برغم كل اللى حصل بينهم ! رجّعت راسها على صدره من تانى و اتمنت لو ده بس ترجمة احساسه !
مهاب نزل يدوّر على غرام بس ملقهاش،خرج بغضب بس قبل ما يمشى شاف عربيتها برا، يعنى لسه هنا، امال فين ! رجع تانى بضيق و مسك موبايله رن عليها كتير و هو بيتحرك يمين و شمال بس مبتردش لحد ما سمع موبايل بيرن قريب منه و راح ناحية الصوت لحد ما دخل المسجد و كانت غرفه صغيره كده للصلاه .. اول ما شافها كانت ساجده إتنرفز: ده وقته ؟ سايبه حماكى و عمتك و جوزك و حضرتك قطع كلامه و هى بترفع وشها و شافها شبه منهاره و وشها بمناخيرها بعيونها شبه الدم !
سكت بحزن او ترقب و اما طوّلت قعد جنبها لحد ما خلصت .. من غير كلام اول ما سلّمت بصتله بضعف و رمت نفسها ف حضنه و عيطت بصمت .. مهاب رفع وشها بتردد: غرام انتى زعلتى من كلام الدكتور ؟ إنه اضطر يلجأ للحل ده عشان ينقذه ؟ غرام غمضت عينيها و دموعها زادت اوى ..
مهاب: لو معملش كده مكنش هيعرف ينقذه، كان هيتأذى ! حتى لو كانوا استنوا و النزيف وقف بعدها كان هيتضرر و يا قلبه يا المخ هيتأذوا ! كان هيخسر نفسه و شغله ! كان هيبقى اشبه بالآله اللى بتتحرك بريموت! يرضيكى يبقى كدهّ ! كنتى هتبقى مبسوطه بالخلفه وقتها ! هو كان هيموت ألف مره و هو شايف نفسه كده ! غرام تبتت ف حضنه و هو ضمها عليه بحب: حبيبتى الحاجه اللى تتعوض ميتقالش عنها خساره و الخلفه دى ممكن تتعوض ب اى حاجه، بيه و بيكى و بحياتكم سوا و حبكم..
غرام رفعت وشها له بصوت بينهج من العياط: اقنعه ازاى بده ؟ مهاب مفهمش و هى مسكت إيده و كلامها طلع مرعوش بصوت مشحتف: قولى يا بابا، انت راجل قولى ازاى راجل يقتنع انه اهم حاجه ف حياة ست ! إنه اغلى حاجه تملكها مراته ! انها مش عايزه غيره ! مهاب إبتسم لإنه فهمها دلوقت ان ضعفها ده مش قدام الخلف قد ماهو ضعف قدام خوفها من اللى جاى !
غرام إفتكرت كل كلامها معاه عن الخلفه قبل كده و عيطت: ازاى واحده تقنع واحد انها استغنت عن حاجه هى فى يوم عيطت قدامه عشانها ؟ ازاى تفهّمه انها مش عايزه حاجه هى كشفتله احتياجها لها ! بابا،، بابا انا كنت كل شهر بعمل خمسين اختبار حمل و قدامه و اعيط عشان مفيش ! كنت برفض نسافر او حتى نخرج كتير ف اخر شهرى عشان خايفه اكون حامل ! ده انا كنت اما اخر الانتظار ده كله ...
سكتت و معرفتش تقوله اما دورتى بتنزل كنت بموت قدامه او هى افتكرت اللحظات دى ف صوتها اتخنق بعياط .. مهاب من نبرة العشق اللى ف صوتها لام نفسه ازاى فكر إنها سابت جوزها مثلا و اتمنى لو كان من الاول قريب منها كان هيبقى محتويها و فاهمها اكتر .. غرام بصتله بضعف: ازاى هقنعه إنى شيلت الموضوع من جوايا من بين يوم و ليله !
مهاب حاول يبتسم يطمنها و ضمها لحضنه تانى: لازم انتى تبقى الاول مقتنعه بده من جواكى عشان هو يعرف يقتنع ! لان دى حاجات مبتتقالش يا غرام، دى بتتحس ف لازم تطلع من جواكى عشان توصل جواه و بشكل مظبوط غرام: يعنى ايه بشكل مظبوط ؟
مهاب إبتسم: يعنى إستغنيت عن جزء من احلامى عشان يفضل حلمى فيه هو و افضل جوه الحلم ده طول عمرى مش عشان صعبان عليا او ملهاش حل تانى او مش عارفه مثلا احسم الموضوع بين عقلى و قلبى غرام مسحت وشها بسرعه: لاء طبعا، انا لا يمكن افكر كده،بابا انا بعشق مراد و انت عارف و هو عارف و الدنيا بحالها عارفه أبوها إبتسم و مسك وشها بحب: يبقى توصليله ده و براحه..
غرام بخوف: هعرف ؟ أبوها ضمها و هو بيقف بيها: متهيألى اللى عرفت توصّله انه فى حاجه تستاهل يتنازل عن حزنه و وحدته عشانها هتعرف تعمل توصّله انها بتحبه .. و اللى عرفت تداوى جرح اتحفر ف جسمه قبل ذاكرته سنين هتعرف تداوى جرح زى ده و تعرف تعمل اى حاجه، هما مش بيقولوا الحب بيعمل معجزات و لا ايه ؟
غرام ابتسمت بأمل انتعش جواها و أبوها اخدها و طلع: و حاليا يلا عشان محدش يستغيبك و محدش يفهم غلط غرام بصتله بزعل: هو انتوا بجد فاكرينى انى ممكن استغنى عن مراد ؟ اعرف اعيش من غيره ؟ أبوها إبتسم و هى بصتله بلهفه: ده انا من خوفى من رد فعلى دماغى عماله تشيل و تحط ف مية حل و حل قدامى لدرجه فكرت نتبنى بدل العيل اتنين اول مايخرج مهاب بسرعه: لاء، بلاش دلوقت،مش هيفهم إنك بتعملى ده عشانه وصلوا قدام غرفة مارد و ملقوش حد و غرام بصت لأبوها بقلق: فى ايه ؟ هما فين ؟ انتوا مشيتوا من هنا قبل ما تيجى ؟
مهاب قلق: لاء انا سايبهم هنا و نزلت اشوفك اما عمتك إستغيبتك غرام بلعت ريقها بخوف قدام احتمالين مش عارفه تحدد مين فيهم الاسوء ! يا مراد تعب فجأه تانى ! يا اما فاق و اكيد هيستغيبها ! ده اذا كان ابوها فهمها غلط ! ممرضه معديه و مهاب سألها: فين مراد ؟
الممرضه: الباشا الكبير جوه ف الغرفه و التانى فاق من شويه و الكل عنده غرام بصت لأبوها و قلبها بيتهز من قلقه و هو مسك إيدها يطمنها و اخدها و دخل .. اول ما دخلت كان مراد و ليليان بيعدلوا مارد ع السرير و هو عينيه بتلف الغرفه ببطئ مميت مش عارف يتقبل انها مش هنا ! مش جمبه ! اول ما الباب إتفتح بص ناحيته بلهفه و هى بصتله بعيون مليانه توتر يكون فهمها غلط و حضنوا بعض ف نظره شبه الإحتضار !
مالك مع حلم قاعدين ع الكنبه قصد بعض و رغم ان كل ما عيونهم بتتقابل بترجع تهرب بسرعه إلا ان جواها كلام كتير .. كتير اوى ماليها و فايض حواليها مغرقهم توتر ! حلم سندت بكفوفها ع الكنبه قدامه و سحبت نفسها ناحيته لحد ما بقت ف حضنه و رفعت دراعه و استخبت فيه او بمعنى اقرب استخبت جواه !
مالك كان مستسلم بشكل لا إرادى قدام قلبه او بشكل ارادى قدام موافقته ! مش عارف ! هو بس اللى عارفُه انه محتاج للضمه دى دلوقت ! الجو حواليهم بقا بيطلّع شرار من كهربته او الحضن اللى ضاممهم .. لحظات و العيون نامت على دفا كانت مفتقداه من كتير و سابت القلوب المحبه تتعاتب بصفا !
غرام دخلت عند مراد مع أبوها و هو شافها ماسكه ف إيد أبوها او شاف ابوها اللى ماسكها ف دوّر وشه بعيد ! غرام قربت مدت إيدها بلهفه و قبل ما تمسكه سحب إيده و اتكلم من غير ما يبص لحد: برا غرام غمضت عيونها بخيبه مش عارفه على غبائها اللى خلاها قعدت مع نفسها حبه و لا من غبائه اللى خلاه فهمها غلط !
مراد أبوه حاول يقرب منه و يتكلم: مراد حبيبى آ مارد بنفاذ صبر ع المهاوده و الطبطبه اللى مش عارف يقبلهم: قولت برااا غرام قعدت على حرف السرير قصاده و صوتها غلب عليه العياط: مراد انا كنت مارد زعق و هو بيحدف عليها الغطا اللى كان مغطيه: قولت برااا، ايه اللى ف الجمله مش واضح ! غرام مسكت إيده و مهما بيحاول يشدها بتبت اكتر: طب ممكن تهدى ! انت لسه تعبان و مارد بص لأبوه: خلصناا بقا ! برااا..
مراد بص لغرام بس وشه متضايق منها: لازم يرتاح شويه ! اطلعى مع عمتك و انا هفضل جنبه غرام بصتله بذهول: انا مش هسيبه ! انا مسيبتهوش اصلا انا كنت محتاجه ابقى مارد دور وشه بغضب بيكتمه و مراد ملاحظ حالته ف زعق فيها: خلصنا بقا، هو عايز يبقى لواحده و اى حاجه غير كده ضغط على اعصابه هو مش هيستحمله، انتى مش شايفه حالته ؟
غرام زعقت بصوت مرعوش اوى: ضغط على اعصابه ؟ انا وجودى جنبه ضغط عليه ! انا يا عمى ؟ بصت لمارد و دموعها نزلت بألم: انا يا مراد ؟ غرام ؟ غرام ضغط عليك ؟ ابوه بصلها و لهجته هديت نوعا ما: طب خليه يرتاح دلوقت و..
غرام زعقت من سكوت مارد بالشكل ده اللى خلاها تقرب من التفكير اللى كانت خايفه منه: لا معلش بقا، انا عمرى ما كنت ضغط عليه ! انا اول واحده جنبه و هفضل اخر واحده جنبه حتى لو مفضلش جنبه غيرى و حتى لو الدنيا كلها اتخلت عنه ! مش انا اللى هبعد عشان حاجه تافهه زى دى ! حاجه احنا مرينا باكتر منها و اتخطناه ! مراد: و لا حد هيتخلى عنه، بس هو حاليا..
مارد كان خلاص مش قادر يسمعهم تانى و لا يشوف محاولاتهم بالتمسك دى اللى شايفها طبطبه ف شاور بإيده خبط الكومدو جنبه وقعه باللى عليه و زق العامود اللى عليه المحاليل و بيخبط ف اى حاجه إيده تطولها و هو بيزعق: بس بقاا،، بس بقا كفاايه،، براااا،، قولت برا انتوا ايه مبتفهموش ؟ مراد ابوه لسه هيتكلم مارد زعق: كلكوا ! كلكوا برا مهاب قرب منه بحزن: طب هى خليها ممكن تحتاج حاجه او.
مارد بنفاذ صبر: يا تاخدها دلوقت يا قسما بالله هتاخدها خالص بلا رجعه، قولت ايه ! مهاب بص لمراد ابوه اللى شاورله على غرام: طب تعالوا دلوقت لحد ما يفوق، هو لسه مدروخ من اثر البنج و المنوم
مهاب قرب من غرام اللى زقت إيده بتوهان: بيحلف على مين ده ! مراد حاول يضمها عليه و هى عيطت و زقته: إبنك بيحلف على مين و مين دى اللى تروح خالص بلا رجعه ! اناا !
مراد اخدها ضمها عليه بالعافيه و هى باصه لمارد بزوغان: انا مش هسمحله اصلا ! انت فاكرنى هسمحله و لا ايه ! انا لو كنت سمحتله من اول مره صدنى فيها او حاول يبعدنى بعدها مكناش هنبقى مع بعض دلوقت ! مكنش هيبقى فى حاجه إسمها مراد و غرام ! ابنك كل مطب يقابلنا بيسيب ايدى قبل حتى ما نخبط فيه ! و قال ايه خايف عليا من الخبطه ! ميعرفش إنى بتخبطها بردوا بس لواحدى ! و لا انا حاولت اعرّفه ان اللى يسيب ايدى ف الزنقه مينفعش امسكها بعد ما نطلع منها !
غرام بتتكلم و عيونها متعلقه بمارد و مراد ضاممها عليه و بيتحرك بيها لبرا لحد ما فتح الباب و خرج بيها و خرّج الكل و ساب مارد زى ما طلب ! مالك مع حلم نايمين و فتّح على زقزقه شبه الزن و إبتسم بنوم اما رفع وشه نص واحده ناحية السرير و شاف حلم و ياسين ! شافهم بيبتسموا بملاغيه ف إبتسملهم بحب..
بيلف وشه لقى حلم مرفوعه عنه شويه لفوق و لقى نفسه نايم جوه حضنها و إيدها لافه ضهره و إيدها التانيه ضامه صدره و هى ممده رجليها و هو قدامها و راسه على صدرها ! إستغرب الوضع كله على بعضه ! امتى بقوا كده ده اخر حاجه فاكرها ان هى اللى إتحركت جنبه حضنته و فضلوا ساكتين لحد ما النوم خطفهم ! كان عايز يتكلم او اتكلم بعينيه و شاف ف عينيها كتير ندم و عتاب و عشق و زعل و الم و توهه و حب و مشاعر كتير متلغبطه!
و ساب عينيه لتلقائيتها اللى زى ما ظهرت العتاب ظهرت ندم غريب او غامض ! بس امتى استخبى ف حضنها كده ! معقوله ده اخرة عتاب القلوب ! العيون نامت بالدفا ده بعد ما اتصافوا ! و استخبى ف حضنها ! فضل باصصلها كتير و بتلقائيه رفع نفسه عنها سقطت هى ف حضنه .. فضل مراقب ملامحها بلهفه لحد ما إبتسمت و هى نايمه إبتسامه بتوسع حبه حبه لحد ما عملت صوت رقيق: صباح الفل من الحلم اللى مستنى نور وشك عشان يطلع عليه النهار..
مالك بتلقائيه رجّع راسها تانى على صدره لحد ما ياسين زن تانى ف شاورلها بعينيه عليه: غلس زى أمه حلم رفعت حاجبها قبل ما ترفع وشها له و نطحته براسها بغلاسه: لا زى أبوه مالك قلد ريأكشن وشها و فرد كف إيده بصوابعه على وشها و زقها بغيظ: لا زى أمه..
حلم رجعت عليه برخامه و قبل ما تتكلم شال مخده من جنبه زقها بيها و حدفها ف وشها .. حلم لقفت المخده و قربت منه حطتها على وشه و ركزت نفسها فوقه و هى سانده بكفوفها على وشه بالمخده .. الاتنين كانوا بيسرقوا لحظات عبريه او لحظيه من الزمن كإنهم مبقوش ضامنينه او خوفهم منه غلب ع خلافهم !
حلم قامت اخدت ولادها بحماس و غيرتلهم و رضعتهم و مالك متابعها من بعيد و بيقدم خطوه يشاركها و يرجع يأخّر خطوه بمشاعر ملغبطه .. حلم متابعاه بشكل مفهوم بالنسبالها و فاهمه توتره اللى ملغبط ريأكشاناته و متقبلاه و كل ما بيأخر خطواته بتشده ناحيتها و تتحجج بأى حاجه يساعدها او تشاركه هى صمته !
الدكتور اخر اليوم طلب مالك، مالك واقف فى البلكونه بتوتر و مولع سيجاره ورا التانيه و إيده بتتحرك بيها و بيهز رجله مع حركة إيده بعصبيه .. حلم سابت ياسين ع السرير و راحت جنبه، سحبت السيجاره من إيده طفتها جنبها و مسكت إيده الاتنين ضمتهم اوى: إن شاء الله خير مالك بتوتر: نتيجه الكشف بتاع فهد و حلم حاولت تطمنه: ان شاء الله هيطلع خير و مفهوش حاجه تقلق، مش الدكتور طمنك !
مالك دوّر وشه و اخد نَفس طويل: يارب حلم بتلقائيه لفت دراعها ع رقبته اجبرته يبصلها و من غير تمهيد ضمته لحضنها و هو كإنه ما صدق ف لف دراعاته حواليها و شدد اوى .. مالك إبتسم بالعافيه و اخدها و خرج و هو طالع قابل اللوا مدحت بيتلفت حواليه و روفيدا راحت عليه و اخدها ف حضنه و عيطت .. اول ما شاف مالك اخدها و راحله بقلق: ايه يا مالك فهد ماله حصل ايه ؟
مالك صوته إتهز بكسره: ادعيله الموضوع يعدى معاه على خير اللوا مدحت قلق: حصله ايه بالظبط ؟ روفيدا عيطت و مسكت إيد مالك: ليه خرّجونى من عنده ؟
مالك: متقلقيش الدكتور بس كان بيتطمن عليه اللوا مدحت: قالك ايه الدكتور ؟ مالك بتردد: هدخله اهو المفروض نتيجة الكشف و الاشعه بانت اللوا مدحت بص لروفيدا بقلق: طيب تستنينا مع حلم هنا و
روفيدا بدموع: لا انا عايزه اسمع الدكتور، عايزه اتطمن منه
نزلوا للدكتور و مالك قعد بتوتر: اذا فى حاجه مش حلوه بالله عليك متقولش الدكتور سكت شويه: فى حاجات كويسه و حاجات لاء بس هتعدى او جسمه هيتقبلها نوعا ما مالك بلع ريقه بحذر و الدكتور بصّله و كمل: هو اصابته كانت ف الشريان السباتى زى ما بلغتك و ده عمله درجه من درجات السكته الدماغيه .. و الحمد لله كانت اقلها ..
يعنى فى سكته دماغيه بتؤدى للموت فورا لإنها عموما بتيجى نتيجة نقص وصول الدم و الاكسجين للمخ ف بيؤدى ده لموت بعض خلايا المخ و ده إسمه سكته دماغيه بس فى منها اللى بتبقى نتيجتها فوريه و حتميه للموت و ده اما بيبقى الخلايا اللى ماتت اساسيه و ملهاش بديل لوظايفها .. لكن فى خلايا بتبقى لها تعويض .. يعنى فى مناطق ف الدماغ بيبقى عندها القدره على التعويض عن المهام المتضرره ف المنطاق المجاوره مالك بصّله بعيون دمعت لوحدها: طب و حالته ؟
الدكتور: الحمد لله الجزء اللى إتضرر يمكن تعويض مهمامه بس طبعا ده بالمتابعه و العلاج بإستمراريه و مع الوقت مالك: وقت اد ايه ؟ الدكتور بتفكير: ده العلاج بس اللى يحدده لإنها هتتوقف على مدى إستجابته للعلاج و نفسيته و الراحه الجسديه و يبعد عن اى مجهود بدنى و عوامل كتير هتتدخل عشان نتفادى اى اثار جانبيه ممكن تتساب مالك بلع ريقه بالعافيه: ممكن حتى بعد العلاج يبقى فى اى اثار او ضرر ؟
الدكتور: بردوا ده العلاج اللى هيحدده لإنه هيتابع بشكل استمرارى و هنشوف مع رسم المخ بشكل متكرر هل الموضوع بيتلم مننا و لا بيوسع ! مالك وقف بتعب و معرفش يتكلم تانى و بص للوا مدحت اللى هز راسه بزعل و وقف معاه.. الدكتور وقف قصادهم: المهم حاليا زى ما قولت يبعد عن اى مجهود بدنى او ارهاق لان حاليا ده ممكن يوسّع الموضوع مننا حلم: اذا محتاج دكتور نفسى يكون افضل صح ؟
الدكتور: بالظبط .. بس ف البدايه خلوه يتابعه من بعيد و بمجرد ما يفقد طاقته على تحمل الألم او حتى نتايجه يتدخل الدكتور بشكل نفسى مالك هز راسه إتحرك يمشى و الدكتور إبتسم: على فكره ممكن تروح تطمن عليه دلوقت روفيدا بحماس: فاق صح ؟ الدكتور هز راسه: اه و انا بنفسى إتطمنت عليه ف تقدروا تدخلوا بس بلاش ضغط من اى نوع حتى لو بالكلام..
خرجوا كلهم، مالك حلم معاه و خطواته بطيئه و هى مسكت موبايلها: هكلم دكتوره منال استشيرها و اذا كان ممكن تشوفه مالك إبتسم على اهتمامها و محاولتها بأقصى طاقتها تدعمه: ماشى حلم كلمتها شرحتلها بسرعه حالته و إتفقت معاها تجيله و مالك متابعها بإهتمام..
حلم خلصت و لفت دراعها حوالين ضهره و شددت عليه: المهم إنه فاق و الأهم ان فى أمل، بعد كده اى حاجه هتيجى حتى لو براحتها مالك تمتم بخفوت: ربنا يرزقنا بالحاجه اللى تيجى براحتنا احنا يا حلم حلم إبتسمتله: ان شاء الله .. طالما فى امل يبقى كل حاجه هتيجى .. الامل بيجيب اى حاجه مهما كانت بعيده او صعبه
مالك بِعد عنهم خطوات و ولع سيجاره و وقف ضهره لهم .. اللوا مدحت قرب منه: مش مهم اى حاجه دلوقت،المهم هو
مالك بحزن: طبعا، هو اهم من اى حاجه، ياريت هو يتقبل ده او يفهمه اللوا مدحت بحده: لازم يفهمه مش بمزاجه .. لازم يفهم ان قومته بالسلامه تستاهل الف حمد .. اى حاجه تتعوض مالك بخفوت: اى حاجه تغور روفيدا قربت عليهم بعدم فهم: حاجة ايه ! مش الدكتور قال إنه كويس و ان المسأله مسألة وقت و كل حاجه هترجع لطبيعتها تانى ؟ مالك اخد نَفس عالى و سكت و اللوا مدحت بصّله و سكت ..
روفيدا عادت سؤالها بحذر: فى ايه ؟ حد يفهمنا فى ايه اكتر من كده ! اللوا مدحت حاول يبسّطهالها: مفيش حبيبتى،زى ما الدكتور قال شوية وقت لحد ما يبقى تمام و الامور مش هترجع لطبيعتها مره واحده و لا بسهوله، واحده واحده روفيدا بصّاله و مستنيه لكلامه بقيه و حلم بحكم شغلها و إحتكاكها بالقانون فهمت ف حطت إيدها على راسها بزعل: ان شاء الله هيبقى وقت بسيط مش هيطوّل و لا العلاج هيطوّل و هيستجيب له ان شاء الله و كل حاجه هترجع لطبيعتها و هو كمان يرجع لشغله و حياته..
روفيدا بصتلها بشكل تايه: ايه علاقة شغله ؟ الدكتور قال فاق و قال يقدر خلال ايام يخرج بس جرحه يلم .. و اذا كان ع العلاج هيستمر يقدر يتابع عادى جنب حياته و شغله
سكتوا و هى بصتلهم بحذر: الدكتور بيقول كورسات العلاج هتاخد شهور لحد ما تعوض الاثار اللى اتسببتها الحادثه اللوا مدحت بحزن: و لحد ما تعوض هيرتاح من الشغل .. اهو ياستى يغير جو و يتفرغ للعلاج عشان يقوم اسرع منها
روفيدا صوتها إتهز: هيقعد من الشغل ؟ طب ليه ؟ هو مش هيرضى اصلا ! اللوا مدحت: للأسف مش بإيده روفيدا بخوف: يعنى ايه ؟ اللوا مدحت: يعنى عمرك شوفتى ظابط ممنوع عنه المجهود ؟ الحركه ؟ الاجهاد ؟ عمرك شوفتى ظابط مشكوك حتى ان عنده مشكله صحيه و ف منطقه حساسه زى دى !
روفيدا دموعها نزلت: بس هو مالك: مش لازم يعرف حاجه .. محدش يكلمه ف حاجه تخص الشغل و انا هتصرف .. المهم دلوقت يتخطى رقدته دى و يقوم بالسلامه و العلاج انا بنفسى اللى هباشره معاه..
روفيدا عيطت: الدكتور قال ممكن يجيب نتيجه و ممكن لاء .. ممكن ياخد شهور و ممكن سنين و ممكن يفضل ملازم للعلاج عشان يبقى كويس و ساعتها مالك بإصرار: انا اللى همشى معاه خطوه خطوه .. هاخده و نسافر برا .. هنروح مراكز متخصصه .. هنشوف حد بيفهم و مختص .. هنشوف اذا فى تدخل جراحى او جلسات او اى علاج ايا كان .. اى حاجه .. اى حاجه المهم يبقى كويس..
انا عارف ان فهد مش هيتقبل اثر الموضوع ده ع شغله اكتر ماهو مش هيتقبله على صحته عشان كده مش هسمح لحاجه تكسره .. انا ف ضهره مش هيقع حلم غمضت عينيها و عيطت .. عيطت اوى لدرجة دموعها بقت بصوت بيعلى و يعلى لحد ما قعدت ع الارض .. مالك برغم إنه إستغرب رد فعلها إلا إنه حس ان فى حاجه ورا انهيارها بالشكل ده من عينيها اللى فتّحت و باصه قدامها بزوغان ف الولا حاجه !
مالك ميل لف دراعه حواليها سندها وقّفها و هى بصتله بنظره بعيده اوى كإنها مش شايفاه قدامها و بتتكلم بصوت ملغبط: لازم تساعده .. تقف جنبه .. اقف جنبه متسيبهوش .. مفيش اخ بيسيب اخوه .. اوعى تسيبه هيضيع زى ما غيره ضاع و كانت النتيجه الكل بيضيع مالك ف الاول فهم إنها تقصده بس قعد للحظات يشقلب جملتها ف دماغه و حس ان فى مجهول ورا عقلها اللى بيتكلم او جواه! وقف للحظات بيبصلها و مره واحده شدها و...
رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل الثالث والثلاثون
مالك مع روفيدا بيشرحلها وضع فهد و ازاى هيأثر على شغله و هى إبتدت تعيط بحزن .. مالك بإصرار: انا اللى همشى معاه خطوه خطوه .. هاخده و نسافر برا .. هنروح مراكز متخصصه .. هنشوف حد بيفهم و مختص .. هنشوف اذا فى تدخل جراحى او جلسات او اى علاج ايا كان .. اى حاجه .. اى حاجه المهم يبقى كويس .. انا عارف ان فهد مش هيتقبل اثر الموضوع ده ع شغله اكتر ماهو مش هيتقبله على صحته عشان كده مش هسمح لحاجه تكسره .. انا ف ضهره مش هيقع..
حلم غمضت عينيها و عيطت .. عيطت اوى لدرجة دموعها بقت بصوت بيعلى و يعلى لحد ما قعدت ع الارض .. مالك برغم إنه إستغرب رد فعلها إلا إنه حس ان فى حاجه ورا انهيارها بالشكل ده من عينيها اللى فتّحت و باصه قدامها بزوغان ف الولا حاجه !
مالك ميل لف دراعه حواليها سندها وقّفها و هى بصتله بنظره بعيده اوى كإنها مش شايفاه قدامها و بتتكلم بصوت ملغبط: لازم تساعده .. تقف جنبه .. اقف جنبه متسيبهوش .. مفيش اخ بيسيب اخوه .. اوعى تسيبه هيضيع زى ما غيره ضاع و كانت النتيجه الكل بيضيع مالك ف الاول فهم إنها تقصده بس قعد للحظات يشقلب جملتها ف دماغه و حس ان فى مجهول ورا عقلها اللى بيتكلم او جواه ! اللوا مدحت: يلا نتطمن بس عليه الاول و زى ما مالك قال بلاش نفتح اى كلام..
دخلوا عند فهد و مالك كان اسرع حد يوصله بمجرد ما فتح الباب و شافه مفتح عيونه .. مالك ميل عليه بلهفه حقيقيه: حمد الله ع السلامه يا فوفا
فهد إبتسم بتعب بس عينيه لمعت اول ما شاف مالك .. مالك اللى يعرفه .. لهجته و صوته و كلامه و خوفه عليه ! مالك إبتسم: انت كويس صح ؟ فهد رد بصوت طلع مبحوح: انت قولت عفا الله عما سلف صح ؟ مالك ضحك بفرحه على اخوه اللى مهما يحصل بينهم لسه بيشوفه عيل قدامه .. فهد بصّله بغيظ: لا و ربنا قولت، انا كنت سامعك..
مالك رفع حاجبه بغلاسه: لا مقولتش فهد حاول يتعدل: لا قولت، انا سمعتك و سمعت حلم حلم كانت قربت منهم ف مسحت دموعها و هزت راسها بهزار: اينعم، حصل فهد بصّلها بحماس: مش كده ؟ حلم ضحكت: و لو غير كده نخليه احنا كده، هو يقدر ؟ فهد رجع ف رقدته بضحك: اه كده..
مالك رفع حاجبه و هو بينقل عينيه بين الاتنين برخامه: محصلش حلم زقته برخامه بكتفها من جنبها: حصل فهد زقه من تانى جنب بغلاسه: حصل مالك بص للاتنين بغلاسه و قعد على حرف السرير جنبه: و الله ؟ طب قولت و رجعت ف كلامى فهد رفع نفسه نص واحده بتعب مسكه من ياقة قميصه بإيديه الاتنين و شده عليه بجمود مصطنع: حنفى..
مالك بعفويه نطحه براسه ف راسه: مانا قولت تنزل فهد مثّل عليه برخامه: دماغى يا عم انا راجل على ادى مالك ف لحظه ملامحه إتغيرت للقلق و مسكه: معلش مخدتش بالى ! نسيت ! فى حاجه ؟ ابعت للدكتور ؟ فهد إستغرب رد فعله: لا مفيش انا بهزر حلم ضغطت على إيد مالك يهدى و فهد شافها ف سكت بإستغراب ..
روفيدا قاعده ساكته تماما و فهد بصّلها بغزل: و سيادتك مفيش سماح ؟ روفيدا إبتسمت بالعافيه إبتسامه هو شافها مصطنعه و حسها متضايقه من الظروف اللى اجبرتها تيجى ف نفخ بضيق و بص بعيد .. روفيدا كانت بتبتسم بالعافيه او حابسه دموعها جواها بالعافيه من كلام الدكتور و بعده كلام أبوها عن الشغل .. بصت لمالك اللى بص على فهد و بصّلها بغضب تتظبط !
فهد مكنش باصصلهم بس حس نظرتها لمالك و نظرة مالك لها و حس إنه جزء من السبب لمجيها هنا مثلا ! اللوا مدحت إتدخل يفض صمت الحوار ده: حمد الله ع السلامه يا فهد، يلا شد حيلك كده و فوق فهد رفع حاجبه: حمد الله ع السلامه ؟ يعنى مفيش قوم يلا انت هتمثل ؟ و لا هتبعتلى عسكرى يجرجرنى ع المكتب ؟ طب مفيش اظبط نفسك ؟ لا انا كده اشك اللوا مدحت ضحك بالعافيه: لا يا عم خد راحتك بس قوم بالسلامه المهم و الشغل ف داهيه فهد إبتسامته اختفت من اللهجه او من نظراتهم و حس ان فى حاجه مش مظبوطه ..
مالك قعد جنبه بهدوء و إبتسم: الحمد لله إنك فوقت يا فهد .. انت متتخيلش امبارح و انهارده عدوا ازاى ! فهد سكت كتير: متقلقش انا كويس،و يا عم رب ضارة نافعه .. مش يمكن لو مكنتش جيت و لا لو مكنش حصل اللى حصل مكناش هنتصالح ؟ مالك إتنهد بتعب: ياريتك لا جيت و لا حصل اللى حصل، ايا كان النتيجه فهد بصّله و مالك حاول يبتسم: و يا عم كنا هنتصالح .. انا كنت ناوى على كده اول ما ارجع .. احنا اصلا كنا إتصالحنا و لا نسيت إنى انا اللى كلمتك ؟ فهد إبتسم بقلق .. لهجة مالك مش مريحاه..
روفيدا الدموع اللى بتقاومها من اول ما دخلت حستها هتغلبها ف وقفت و خرجت: هقوم اشوف مالك فهد بصّلها كتير و بص لمالك اللى إتكلم ف اى حاجه: العيال اما إتلمت على بعض جننوا الدنيا فهد بصّله بتردد: انت عملت ايه ف قضية زفت ؟ مالك إبتسم: تمام، كل حاجه خلصت خلاص فهد: هما اللى ورا اللى حصل معايا ده صح ؟
مالك غمض عينيه و فهد رد بسرعه: مقصدش إنك السبب بس بتطمن بس ان الموضوع خلص .. يعنى اللى ورا اللى حصل ده حاجه خلصت مش قضيه او حاجه تانيه ف يبقى فى قلق لسه على حد مالك: لا اتطمن، هما و حياة اخوك ما هسيبهم و هيدفعوا تمن اللى عملوه معاك قبل معايا و رقدتك دى مش هتعدى بالساهل فهد سكت بقلق بس شكوكه مش ساكته .. مالك وقف و إبتسم ربع ابتسامه و هو بيميل عليه باس راسه: هسيبك دلوقت ترتاح .. الدكتور مأكد على إنك لازم ترتاح .. حاول تنام شويه يلا و انا جنبك مش هسيبك
حلم كانت خرجت ورا روفيدا و لحقتها ع باب غرفتهم دخلوا سوا: ايه اللى عملتيه ده ؟ هبله انتى و لا ايه ؟ روفيدا صوتها إتخنق بعياط: قلبى وجعنى اما سمعت بابا و مالك مالك خرج و قبل ما يروح عندهم وقف قبل الباب ع صوتهم .. حلم جوه مع روفيدا: و بدل ما تبقى جنبه تبعدى كده !
روفيدا قعدت بتعب: انا مش قصدى بس حسيته صعب عليا ! زى مالك ما قال ان تأثير اللى حصل ع شغله هيبقى اصعب عليه من لو كان على حياته ! معرفش هيواجه ازمته مع شغله ازاى ! حلم بإصرار: بيكى ! بيكى هيواجه شغله و تعبه و اى حاجه حتى لو اصعب من كده مليون مره !بوجودك معاه و جنبه..
روفيدا بصتلها و حلم إتنهدت بوش حزين: متستغربيش إنك بتسمعى منى انا الكلام ده ! ده انا بالذات اللى لازم اقولهولك ! انا متخليتش عن مالك يا روفيدا من اول مطب و لا إيده فلتت منى مع اول خبطه ! انا كنت جنبه من الاول ! مش من الاول اوى بتاعه هو ! بس من اول حدوتتنا و بإصرار ! و ده اللى خلاها كملت للأخر و عدت على كل ده و ده بردوا اللى مخلى جزء من ندمى هو إنه ياريتنى كنت جنبه من اول حدوتته !
من وقت ما اتحبس ! يمكن لو كنت ضغطته و اصريت عليه وجودى كان حطنى جزء من حساباته ! اه مغلطش بس اعتقد كان هيبقاله حسبه تانيه خالص غير اللى حصلت ! كنت هبقى جزء من الحكايه بدل ما اتفرج عليها منه برا ! يا كان هيجرى منها معايا يا كان هيمسك إيدى و نجريها سوا ! مكنتش ابدا هستنى منه يتكلم ! يحكيلى ! يصارحنى ! روفيدا بصتلها بقلق: هو فهد ممكن يبقى زى مالك ؟
حلم إبتسمت و قبل ما روفيدا تصحح ردت: قصدك ينضغط ضغط مالك ! يعيش مأساته ! لا معتقدش ! اللى شافه و عاشه مالك ميعديش على بشر ! ده يعدى على جبل ! بعدين مالك كان الموضوع له ابعاد تانيه و كذا وجه ! تار أبوه و أمه ! تاره مع شغله اللى اصلا كل اللى حصل كان بسببهم غير فهد اللى حصله ده كان بسبب قضية مالك و خلافاته !
روفيدا حاولت تتطمن و حلم إبتسمت و هى بتقف تخرج: و فوق ده كله مالك كان لواحده .. معهوش حد من بداية الحدوته زى ما قولتلك و مكنش معاه حد و هو بينهيها زى ما شوفتى ! معتقدش ابدا ان فهد هيبقى زى مالك لو بقيتى جنبه بس للأخر زى ما مالك هيعمل .. طول ما انتى و هو جنبه هيتخطى أى نتيجه ايا كانت .. بلاش تبقى انتى و مالك زيى انا و فهد .. حتى لو من غير قصدك .. صدقينى الندم بعد الخساره بيوجع اكتر من الخساره نفسها..
مالك كان برا سمعها و بتلقائيه إبتسم و انسحب قبل ما تخرج نزل تحت و شاف امنيه داخله المستشفى .. الدكتوره منال جات زى ما حلم طلبت منها و قبل ما تدخل شافت مالك و وقفت ع جنب بعيد بشكل ميبينهاش بس مخليها متابعه حوارهم .. مالك قدامها تركيبه غريبه غامضه محتاجه تسمعه و هو مبيتكلمش !
مروان ابن عم حلم إستغيب أبوه اللى اختفى من امبارح و موبايله إتقفل فجأه ! راحله شغله هو و أم حلم و عرفوا باللى حصل ! مروان بص لأمها اللى متوتره و متلغبطه و مش على بعضها: فى ايه بالظبط ؟ انتى تعرفى حاجه انا معرفهاش ؟ هند بتوتر: لالاء، هعرف ايه يعنى ؟ أبوك مبيتكلمش عن شغله عشان حساس مروان زعق: عشان شغله حساس و لا شغله شمال ؟
هند زعقت: انت هتتجنن انت كمان و لا إيه ؟ مروان بغضب: أهلا، هى فيها انت كمان ؟ هى الحكايه كده ؟ هند دورت وشها و هو بصلها بحذر: حلم تعرف ؟ هند بضيق: معرفش مروان مسك دراعها بحده: بقولك حلم تعرف ؟ ماهو لو تعرف انتى هتبقى عارفه هى عندها فكره و لا لاء !
هند بضيق شدت دراعها منه: مش بالظبط ! من فتره طويله حصل تاتش ف شغلها و عرفت طشاش عن الموضوع و أبوك و عمك و الشغل سكتت و مروان بصلها بترقب: و بعدين ؟ هند ببرود: و لا قبلين مروان زعق بغضب: مش حلم اللى تسكت عن قرف زى ده لأى حد ايا كان ! دى كانت هتموّت جوزها عشان شكت فيه..
هند بلامبالاه: عشان كده مكنتش لازم توصل لحاجه ! مكنش لازم تعرف من الاول و اما عرفت محدش فينا إداها عقاد نافع و عشان كده معرفتش توصل لحاجه مروان زعق: و دلوقت بمزاجكم او غصب عنكم هتعرف و هتوصل للى كانت عايزه توصله ! هتعملى ايه دلوقت ! هند بضيق: كنت خايفه توصل لحاجه عشان مش هتسكت و هتكركب الدنيا ع الكل و تنبش ف اللى فات و إتدفن ! دلوقت هخاف من ايه ! انت مخدتش بالك من اللى حصل و لا ايه ! ابوك موقعش لواحده ! هامر معاه ! يعنى كل حاجه وقعت هخاف منها ليه ؟
مروان بقلق: جوزها عارف ؟ هند زعقت: انت غبى و لا حالف ما تفهم؟ بقولك هى نفسها مكنتش تعرف تفاصيل ! غير مجرد تاتش بسيط و موصّلهاش لحاجه مروان إنتبه بخوف: معنى كده إنها ف خطر .. جوزها لو عرف و ده اكيد هيحصل ممكن يأذيها .. لا ده مش ممكن ده اكيد .. إدته قلم و جاتله فرصه أهى على طبق من دهب يردلها القلم و مش هيتردد..
هند دورت وشها بغيظ: يولعوا ف بعض مروان بصلها بغضب: انتى ايه يا شيخه ؟ ده انتى لو حجر كان مع اللى حصل ده نطق ! سابها و مشى بيحاول يفكر ممكن يوصل لحلم ازاى .. كلمها ع الموبايل مبتردش .. مالك اللى هيوصّله بيها .. لو عرف هو فين هيعرف يوصلها .. سأل عن مالك و عرف إنه ف المستشفى ف خمن ان حلم معاه و راحلهم يشوفها !
سأل فالريسبشن و طلع ع الغرفه و اول ما شاف حلم خارجه من عند روفيدا إبتسم إبتسامه مريحه اووى .. حلم إستغربت وجوده: مروان ؟
مالك شاف امنيه داخله ف نفخ بصوت عالى و هى راحت عليه بغيظ: ما تبطّل عادتك المنيله دى مالك ببرود: ما انتى بتاخدى بالك اهو امنيه بضيق: يارب انت كمان تاخد بالك مالك بصّلها كتير و للحظه إفتكر حلم ف بداية علاقتهم و كانت بتصر عليه ف اى مكان او مقابله و ازاى كان بيبقى جواه مبسوط و بيتمناها متزهقش .. عرف إن الحب فعلا بيعدّى كتير و العين اللى بتشوف بحب غير اى عين !
مالك إنتبه على ملامحها اللى مبتسمه لسرحانه و شكلها فاهماه غلط ف صحح الغلط ببرود: عايزه ايه ؟ اعتقد أبوكى قالك اللى كان مفروض تفهميه لواحدك و اما مفهمتهوش عفانى هو منه و قام بالواجب .. مستنيه ايه تانى تسمعيه !
امنيه بصتله قوى و صعبت عليها نفسها و عقلها وراها و هو بيزق إيدها اول مره و قدام حلم بردوا و صعب عليها اكتر انه سمعها مع أبوها: مالك انا مالك بجفا رد ع الجمله اللى مكملتهاش: و انا بحب بيتى امنيه بصوت مهزوز: بيتك بس ! انت بتحب البيت اللى إتحرمت منه فجأه و جو العيله ! لكن حلم..
مالك ببرود قصد يعيد عليها نفس الكلام اللى قالهولها قبل كده يمكن الذكرى توريها النتيجه او تفوقها: و العيله دى و البيت ده لو مش معاها و مش بيها مش عايزهم.. انا مش بس بحبها انا بعشقها و لو غميتى عيون قلبك و شوفتى بعينيكى هتعرفى ده .. انا بعاقبها عشان سابتنى يوم مش عشان عاقبتنى .. تفرق كتير لإنى استاهل عقابها مش بُعدها .. ف مش عارف ازاى شوفتى عقابى لها كره ؟
امنيه بصتله بوجع و هو حاول يقضى على اى امل جواها: لو قلبى فاضى مكنش هينفع اعشّمك ف مابالك اما يبقا مليان بيها امنيه دورت وشها بعيد بعيون مجروحه و قبل ما تدمع لمحت حد داخل عليهم ف ثوانى حزنها اتحول غيظ ..
مروان راح على حلم بغيظ: ممكن اعرف سيادتك هنا ليه ؟ بتعملى ايه ؟ حلم رفعت حاجبها و هو إبتسم بغيظ: انا إتخضيت اما عرفت إنك هنا .. بحسبك فيكى حاجه .. معرفش ان البيه اللى هنا حلم بضيق: البيه ده يبقى جوزى على فكره .. هو اللى كان هنا الاول عشان إتصاب مروان بضيق: كان المفروض تطمنينا عليكى .. مش تسيبينا كده على أعصابنا من يوم ما مشيتى لا عارفين انتى فين و لا حصلك ايه حلم بهدوء: كويسه محصلش حاجه..
مروان بغيظ: امال انتى هنا بتعملى ايه ؟ انتى هتفضلى تلفى وراه من مستشفى لمستشفى و من قسم لقسم ! حلم إستغريت سؤاله و ده خلاها ردت بشكل هجومى نوعا ما: ع فكره انا هنا جنب جوزى ! وجودى الطبيعى ! لكن اللى مش طبيعى وجودك انت و لفّك انت مروان لهجته ضعفت: حلم انتى عارفه إنى لو بلف وراكى ف ده عشان انا..
حلم إتكلمت بشكل حاد منعته يكمل: و انا بحب جوزى .. بيتى .. ولادى منه .. و مش هقبل حد مكانه و لا حتى ف خياله هو مش خيالى انا مروان بضعف: انتى بتحبى بيتك عشان بس انتى اللى عملتيه مش عشان حد و لا حاجه .. عشان احساسك بالغربه وسطنا خاصة بعد اللى عرفتيه عن أبوكى ! ف كنتى محتاجه تعملى حياه ليكى لوحدك .. بيتك متحسيش فيه بالغربه .. عيله تبقى بتاعتك انتى و..
حلم قاطعته: و البيت و العيله دول لو مكنوش مع مالك و بيه مكنتش هعملهم و لا هحتاجلهم .. انا مش بس بحبه انا بعشقه و لو انت فاكر انى وقفت قصاده و كنت هموته عشان اعاقبه يبقى اعمى .. انا يوم ما وقفت قصاده وقفت عشان كنت شايفاه بيسيب ايدى .. بيبعد .. عاقبته على بُعده عنى و كنت فاكره إنى كده همنعه يسيبنى .. يتخلى عنى زى ...
سكتت و مروان اخد نفس بخيبة أمل لإنه كان عنده أمل هشه و دوّر وشه بوجع ..
مالك مع امنيه لف وشه يشوفها بتبص على ايه و شاف ميرنا جايه عليهم: و دى ايه اللى جابها دى كمان ؟ امنيه إتريقت: انت بتسألنى ؟ ميرنا قربت و إتجاهلت امنيه و سلمت على مالك بلهفه واضحه: وحشتنى، كل ده مشوفكش ! اخسس ده احنا بينا عيش و ملح امنيه كعمشت وشها بتريقه: و العيش و الملح ده اكلتوه فين ان شاء الله ؟
ميرنا إتجاهلتها و بصت لمالك: انت هنا بتعمل ايه ؟ مالك نفخ من احساس المحاصره اللى حس بيه.. ميرنا: تعالى نقعد ف اى حته عايزه اتكلم معاك كتير .. وحشتنى .. ما تيجى نروح الكافيه اللى مالك قاطعها بضيق: لاء ميرنا إفتكرت إنها اخر مره كلمته و فتح قالها حلم تعبانه ف بصتله بضيق: هى حلم لسه تعبانه ؟ مالك بإختصار: لا بقت كويسه الحمد لله..
ميرنا بذهول: هى هنا من وقتها ؟ و انت معاها ؟ و لا بتجيلها تشوف طلباتها زى اى حاجه او شغله و تمشى ؟ على فكره انت مش ملزم تبقى مالك قاطعها بنفاذ صبر: على فكره انا لو مش ملزم بحاجه ف هى إنى ابررلك انا فين و بعمل ايه ! انا حر ! و اللى بتتكلمى عنها دى مش حاجه و لا شغله ! دى مراتى و ام ولادى و وجودى الطبيعى هنا ! لكن اللى مش طبيعى وجودك انتى ( بص لامنيه بقصد ) او اى حد مش قاصدها ! ميرنا إتصدمت من هجومه ف بصتله بذهول: و اللى بينا ؟
مالك اللى إستغرب هنا: اللى بينا ؟ ايه اللى بينا ؟ انا امتى عشمتك ف حاجه او ربطتك بكلمه ؟ امتى قولتلك إنى بحبك مثلا او عايزك او إنى ممكن ف يوم احطك او احطها مكان حلم ؟ امنيه بعد ما كانت مبتسمه اوى كشرت بغيظ ..
ميرنا معرفتش تتقبل هجومه او شافته لعب بيها: و اما ترجعلى ف اول ازمه تحصلك بدل المره اتنين ؟ و اما انا اللى اقف جنبك ف الوقت اللى المفروض هى اللى جنبك فيه ! و اما اخد بإيدك اوقفك من تانى ف الوقت اللى هى زقتك وقعتك ؟ و اما ترجعلى اول واحده تطمنى عليك بعد حادثتك و قبلها ! و اما ترجعلى عشان تنتقم منها و تذلها و تخلينى اخليها تشو مالك قاطعها بعصبيه: كل ده فسرتيه بمزاجك و لا انا اللى فسرتهولك ؟ ميرنا بغضب: مش فارقه.
مروان مع حلم بصّلها كتير مش مصدق ان حلم اللى طول عمره عرفها قويه تبقى بالضعف ده: و اللى بينا يا حلم ؟ حلم بصتله بذهول: بينا ؟ بين مين و مين بالظبط ؟ انا امتى كان بينى و بينك حاجه ! امتى كان فى حاجه إسمها احنا اصلا ؟ مروان زعق: و اما ترجعيلى من اول ما تشكى فيه ؟ و اما تدورى وراه عشان تثبتى برائتى حتى لو على حسابه ؟ و اما يوم ما يغور و تكتشفى إنك محتاجه لحد تجيلنا ع البيت ؟ و اما يوم ما تختلفوا و لا الله اعلم حصل ايه بينكم تيجى علينا ؟ ده يبقى ايه !
حلم بغضب: ده يبقى ايه ! ده يبقى حاجه غير إنه يبقى إسمه ( بينا ) ! ده عشان كنتوا جزء من المشكله ! جزء من الحكايه ! انا لو رجعتلك مع اول خلاف ف ده عشان كنت عايزه اعرف ابعاد الحكايه ! ابوك جه إتهم مالك قدامى ف كان لازم اسمع من اصل الحكايه اللى هو انت ! لكن مجيتش ابدا عشانك و لا يوم ما وقفتله كان عشانك ! وقفت قصاده عشانه هو ! عشان كنت مرعوبه يسيبنى ! اعيش معاه نفس الكابوس اللى عيشته مع أبويا و للأسف عملت اللى مقدرتش اعمله ف زمن غير الزمن اللى مكنتش موجوده فيه اصلا !لكن انت بقا امتى وهمتك بحاجه من التخاريف دى ! هاا ! كل ده فسرته مع نفسك و لا أنا اللى وهمتك ! مروان بخنقه: مش فارقه..
مالك مع ميرنا بصّلها مذهول بحده: لاء فارقه ! و كتير كمان ! و لو بتفكرى كنتى هتعرفى ان دى افتراضات تبينلك حبى مش ليكى ! لو مش لها ف ع الاقل مش ليكى ! بالعكس ! انا رجعتلك أول مره قبل الحادثه عشان مكنتش عايز اخاطر بيها او ارميها وسط دايرة نار انا مكنتش ضامن إنى هطلع منها ! و اما جيتلك بعد الحادثه مكنش ف بالى إنك هتفهميها كده إنى جاى اطمنك عليا ! بدليل خيرتك و انتى إختارتى مساعدتى ! جيتلك عشان كنتى جزء من الحكايه و أبوكى مش هيقع غير بيكى و ده جزء من شغلى على فكره ! احنا بيعلمونا ف شغلنا لو واحده هتساعدنى ف كلمه ممكن انام معاها عادى..
ميرنا بصتله بذهول و مش قادره تتخيل ان كل أحلامها الورديه اللى رسمتها ف خيالها معاه بتقع ورا بعضها على دماغها: و اما خليتنى اخليها تشوفك و انت مالك ببرود: ده عشان كنتى جزء من المشكله و لازم تبقى جزء من الحل .. و لو فكرتى كنتى هتفهمى كده .. انتى ناسيه ان وجودك يومها لغبط مفاهيم كتير ! ميرنا هزت راسها و مش قادره تستوعب و لا تصدق: انا وقتها بيعت ابويا عشانك مالك سكت كتير: و ممكن تبيعينى عشان غيرى طالما المبدأ موجود يا ميرنا.
مروان مع حلم بصّلها بضعف: انتى عارفه ان عمك إتقبض عليه ! و من جوزك ! حذرنى قبل ما أجيلك إنى أجيلك بس مقدرتش ! جيتلك عشان خوفت عليكى ! كسرت كلامه عشانك زى ما كسرت كلامه قبل كده و بردوا عشانك ! بيعته يوم ما عرفت إنه خلى جوزك يتنازل عن ورثك ! بيعته عشانك ! حلم ربعت إيديها: بيعته عشان واحده بتحبها مش عشان الصح و الغلط و ده معناه إنك ممكن بردوا تبيعنى لو يوم حبيت واحده عليا ! ماهو المبدأ موجود مروان بصوت مذهول: ماهو كمان باعك ! باعك يوم ما فضّل شغله عليكى و باعك يوم ما زيف موته و سابك تتحرقى بموته و راجع يبيع و يشترى فيكى !
ميرنا مع مالك بصتله بتوهان: هى كمان باعتك مالك بإصرار: عشان مبادئها ! باعتنى عشان الصح و الغلط و مبادئها ثابته و صريحه و مبتتجزأش ! لكن انتى بيعتى أبوكى عشان راجل ! ميرنا سكتت و هو بصّلها شويه: هسألك سؤال مش من حقى بس إعتبريه فضول ! لو انتى مكانها كنتى هتبيعينى و انا متأكد ميرنا لسه هتنطق مالك سبقها: بس لو انا اللى فعلا مكان أبوكى و زيه و كنت بشتغل معاه فعلا كنتى هترضيلى ده ؟ يعنى موقفك كان هيبقى ايه !
حلم مع مروان ردت بثقه: مباعنيش و لو بتسمى خوفه عليا بيع يبقى اهلا بالبيع ! لو باعنى ف باعنى عشان شغله ! مبادئه ! قيمه و أخلاقه ! الصح و الغلط اللى إتعلمه و عاش و إتربى عليه ! لكن انت لو بتقول بيعت أبوك ف ده عشان واحده ! مروان بصّلها بخنقه: يعنى ايه يا حلم ؟
حلم: يعنى بما إنك مقدرتش تفهم موقفى مع مالك خلينى اسألك .. انت و بتحبنى و انا عارفه ده يمكن من قبل ما انت نفسك تعرفه .. السؤال بقا لو على كل حبك ليا ده و جيت ف يوم و إكتشفت إنى شمال ! شغلى يعنى شمال ! او انت شكيت ف كده و لقيت كل حاجه قدامك بتثبتلك شكوكك دى و انا مكنش قدامى فرصه اشرحلك حاجه ! موقفك ساعتها هيبقى ايه منى ؟ مروان لسه هيرد بسرعه هى شاورت بصوباعها ف وشه: مع العلم إنك بتحبنى و اى رد فعل هييجى مع حبك ليا !
ميرنا ردت بسرعه على مالك تحسب الموقف لها و متعرفش ان ردها هيحسبه عليها: كنت هرضى ! و الله لو حتى كنت وحش فعلا كنت هرضى بيك زى ما انت و هبقى جنبك ! اللى بيحب حد بيتقبله زى ما هو بظروفه و حلوه و وحشه مالك ضحك إتريق: بشماله و حرامه و وحاشته ! يبقى ده مش حب يا ميرنا ! اللى بيحب حد بيحب يشوفه احسن واحد ف الدنيا و مبيعرفش يتقبل يشوفه وحش و لا يرضى و يسكت ! كنتى هترضى تعيشى معايا ف الحرام و تاكلى حرام ! طب و مبادئك ! ميرنا سكتت بخنقه و مش عارفه تمسك إيده اللى شايفاها فلتت منها و هو مكنش ماسكها اصلا ..
مروان رد على حلم بسرعه: كنت هرضى بيكى يا حلم ! هرضى اوى كمان ! بيكى و بكل ما فيكى بالوحش قبل الحلو ! انتى لو شيطان بيتحرك ف صورة بنى ادم كنت بردوا هحبك ! لو عرفت إنك ابليس بكل وحاشته حبى لكى مش هينقص مللى حتى لو عرفت ان اخرتك جهنم كنت هفضل بردوا احبك و معاكى حتى ف جهنم حلم ضحكت بتريقه: يبقى محبتنيش يا مروان..
مروان وشه إتذهل و هى مدتهوش فرصه يعترض و كملت: تحبنى يعنى ابقى عندك زى القرآن و العظمه لله وحده .. يعنى متقبلش فيا غلطه .. عيب .. حاجه وحشه .. يعنى تحب دايما ابقى أحسن واحده ف الدنيا .. تتقبل عيوبى اه لكن يوم ما عيوبى دى تأذينى متقفش تتفرج .. يوم ما هتلاقينى أبعد يبقى موتى عندك أحسن من بُعدى مش تفضل قريب و تتفرج !
مالك اخد نفس هادى و حاول يبتسم لميرنا قدامه: صدقينى انا جوايا مش فاضى .. جوايا واحده إحتلت و إستعمرت كل مللى من أول ما دخلت و اما عجبها جابتلى اللى شاركوها بمزاجها و الوحيدين اللى هتسمحلهم يشاركوها .. جوايا دوشه و لغبطه و كركبه و المكان بقا مش بتاعى .. بقا بتاع صحابه و مهما أعمل ف دى حقيقه و بعترف إنى هفشل اغيرها .. انا مجرد خطوة المحاوله و فشلت أخدها !
ميرنا بأمل: ادى نفسك فرصه تنساها .. انت معاها طول الوقت و هى قدامك ف مالك قاطعها بإصرار: مش بالمكان و الله و لا بالوقت و بالظروف .. فى حاجات بتبقى محفوره جوه .. عشان تتنسى لازم تتمحى و ده مش ممكن .. و لو ممكن ف انتى اكبر من إنك يتنسى بيكى واحده و لو انتى كده ف مش انا الراجل اللى يضرب واحده بواحده او ينساها بيها.
حلم بصت لمروان بشكل يقضى على اى أمل ممكن يكون لسه موجود: صدقنى انت كنت قدامى و قبل مالك و معرفتش اشوفك بالعين اللى شوفت بيها مالك ف مش هاجى دلوقت بعد ما قلبى إتملى بصاحبه و عينيا إرتوت بيه هعرف أدخّلك قلبى و لا حتى عينيا تشوفك ! مروان بحزن: انتى محاولتيش،مدتيش نفسك فرصه !
ميرنا بصت لمالك كتير و الأخر سابته و مشيت و هو بص لأمنيه و قلب شفايفه: فى حاجات لازم تتحس و الاحساس بيها بيبقى أصعب من إنه يتقال، ف اما متتفهمش من الاحساس يبقى لازم تتسمع امنيه حست ان الكلام كان لها هى او هى اللى ترجمته على نفسها لمجرد سمعته منه لها قبل كده ! مالك حس ان رسالته وصلتلها هى كمان ف هز راسه بتفهم و إتحرك يمشى .. بعد خطوتين وقف و بصّلها: انتى كنتى جايه ليه ؟
امنيه بصوت تايه: ها ؟ و لا حاجه مالك حرّك وشه بلامباله و لسه هيمشى هى إتكلمت بتذكر: اه، ثروت طالب يقابلك مالك: و ده عايز ايه ؟ امنيه بضيق: معرفش، هو اصلا منطقش بحرف ف التحقيقات غير إنه عايزك..
مالك شرد شويه و إفتكر التسجيل و إسم حلم اللى إتذكر فيه: خلاص اسبقينى و انا اقرب فرصه اعرف اسيب هنا شويه هاجى امنيه مشيت بغيظ مالهوش اول من اخر .. غيظ إتحوّل لنار لو خرجت من جواها هتحرق اللى ف وشها ! بس معقوله هتسيبها جواها هى و تحرقها هى ! امتى هيبقى مسموحلها تخرج تحرق و تشيل اى حاجه ف طريقها !
الدكتوره منال كانت لسه واقفه و إبتسمت لان تفكيرها كان صح و حوار مالك اكدلها ده سواء لميرنا او امنيه ! بتتحرك خبطت ف مالك اللى رفع حاجبه اول ما شافها: خير ؟
حلم مع مروان بصتله بنفاذ صبر: الحب مفيهوش محاولات بالمناسبه .. ما فيش حاجه إسمها يمكن بالوقت نحب بعض ! الوقت بيخلينا نتعود علي بعض مش أكتر لكن حب لاء .. مش محتاج وقت .. انا عشقت مالك ف لحظه كانت جزء من الثوانى اللى شوفته فيها !
مروان زعق: ده كان فضول جواكى مش اكتر ! مش اكتر من فضول ! انتى أول مره شوفتيه لا كنتى عارفاه و لا عارفه حاجه عن سبب وجودك اصلا ! كان حتة عيل مستهتر فاشل فرحان بشهادته و مفترى على واحد ( حلم لسه هتنطق شاور ف وشها ) ده اللى كنتى فاهماه ساعتها .. اللى هى اول مره شوفتيه اللى قولتى حبتيه منها و ده كان كلامك وقتها عنه ! تقدرى تقوليلى حبتى ايه وقتها ! هاا ! حتى لو بعد كده حصل كتير او عرفتى كتير بس الوقت اللى قولتى حبتيه من عنده انتى مكنتيش تعرفيه اصلا ! اللى حرّكك ساعتها الفضول مش اكتر ! زى ما قولتلك ! كرهك لاى زفت ظابط !
حلم ربعت إيديها بنفاذ صبر: ده ف الاول ! لو قولنا صح و حط تحت لو دى مليون خط ف ايه بقا اللى خلانى اكمل ؟ فضول بردوا ؟ مروان: رغم إنك بنتريقى بس اه فضول .. لإنه مشبعش فضولك و فضل غامض و متشفر قدامك ف فضولك كان بيزيد مش حبك لإنك محبتهوش اصلا و لا ده كان حب !
دكتوره منال إبتسمت لمالك: إسمها صباح الخير مالك إبتسم غصب عنه: حلم كلمتك ؟ الدكتوره: اه و طالعالها بس وقفت صدفه مع حد و شوفتك مع حد .. عموما انا رايحالها انا محتاجه اشوفها هى قبل فهد اللى طلبتنى عشانه .. عايزه اتطمن عليها .. هى كويسه صح ؟
مالك إبتسم إبتسامه إتحولت لغيظ اول ما الدكتوره كملت: اعتقد لو هى اللى سمعت منك الكلام اللى قولته بدل الاتنين اللى سمعوه كانت هتبقى كويسه اكتر مالك رفع حاجبه: اللى قولته عنها ملهوش علاقه باللى بعيشه معاها الدكتوره هزت راسها: على فكره انت معجبكش ف بنت صفوت ترضى بيك لو كنت زى أبوها و لا حتى عجبك بنت مديرك ترضى بيك لو كنت زى أبوها بتخاف مالك إتريق: انتى متأكده إنك كنتى معديه صدفه ؟
الدكتوره كملت كلامها و إتخطت رده: بس حلم غيرهم .. محبتش تبقى زى أبوها ! كانت رافضه حتى تشوفك فى مكانه رغم إنها كانت حطاك عندها مكانه و بتملى مكانه و احتياجها له بيك .. بس كانت رافضه تشوفك زيه و يوم ما شافتك مكانه معرفتش تشوفك انت .. شافتك هو و ده اللى خلاها إتعاملت بالإندفاع ده ! مالك بصّلها اوى و بيحاول يحلل الكلام و قبل ما ينتبه كانت الدكتوره سابته و مشيت ..
مالك طلع و قبل ما يحود من السلم للطرقه شاف حلم مع مروان و صوتهم عالى .. كان هيندفع بس حس إنه لازم يسمعه .. يسمعها .. يشوف حوارهم او شكل حواراتهم .. اه هو عارف هما ايه لبعض بس ده كان لحد حادثته ! هو إختفى فتره و كان بالنسبالها ميت و مجرم كمان ! قرب منهم بحذر و وصل على سؤال مروان الاخير ف بلع ريقه بتوتر و اجابه واحده اللى إتمناها ..
مروان زعق بخنقه: الحب اللى انتى بتتكلمى عنه ده كان فضول و اعتقد راح اما إتفك شفرته قدامك و وصلتى لكل حاجه حتى لو وصلتى بشكل غلط او لحاجه غلط ! تقدرى تقوليلى لو مكنش فضول إنك تعرفى عنه كل حاجه ليه بعدتى اصلا قبل الحادثه ! لمجرد سألتيه و مرضيش يفهمك حاجه ؟
حلم هنا صوتها إتهز: عشان كنت هموت ! كنت شايفانا بنقرب من النهايه شويه بشويه ! خطواتنا كانت رايحه ناحية الخساره ف لقيت نفسى بشكل مفزع بفرمل معاه بدون تفكير ! إتفزعت و انا شايفانا بنقفل باب الحكايه ! أخد موبايله يومها بعد ما طلعنا من البحر و سمعته ساعتها بيكلم حد و سمعت كل كلامه اللى شلّ عقلى وقتها ! شلّ تفكيرى !
Flash baak مالك يوم ما هامر بعتله ناس يخلصوا عليه ف وسط البحر و بعد ما طلع ع الشط بحلم حطها ع الرمله .. حد قرّب منه: تعالى اوصّلكم مستشفى مالك كان هيقول حاجه و بدّلها: معاك موبايل ؟ الراجل إداله موبايل و مالك وقف بتعب و إتحرك بعيد شويه و عمل تليفون الاول ..
حلم قربت زحف بجسمها لحد ما قربت شويه منه بشكل يسمحلها تسمع .. مالك بما إنه فهم إنه كده كده إتكشف إتصل ف الاول على مراد مردش ف كلم يونس: الحقنى يا يونس يونس: فى ايه اهدى مالك صوته مفزوع: انا ف كارثه .. الكلاب اللى شغال معاهم غدروا بيا يا يونس .. غدروا بيا .. غدروا بيا بعد كل اللى عملته يونس بخوف: اهدى بس و فهمنى كلاب مين و عملولك ايه ؟ مالك فهمنى فى ايه ؟
مالك زعق: و رحمة ابويا ما هسيبهم .. و حياة الزنقه اللى زنقوهالى لا ازنقهم زنقة الكلاب .. انا إتلوى دراعى مره بس التانيه لاء .. هما فاكرين إنهم قدروا يلوا دراعى و شدونى غصب لسكتهم ميعرفوش إنى سمحتلهم بده بمزاجى و سكتهم دى انا مشيتها لواحدى و بمزاجى .. مشيتها بالإنتقام .. من شغلى و منهم و من نفسى و من دى بلد بنت كلب.. بس هما فاكرين إن كل حاجه هتيجى بلوى الدراع .. لووا دراعى يا يونس تانى..
يونس بخوف: بلغ يا مالك ! لازم تبلغ ايا كان الوضع ! يا تبلغ انت يا هبلغلك انا و مالك بسرعه: لالا .. اوعى يونس تبلغ .. اوعى .. انا متورط معاهم و لسه مأمنتش نفسى .. وقعتهم تحت إيدى هى الامان الوحيد ليا يونس وقف: قولى انت فين اجيلك كلام الموبايل مش هينفع مالك: انا لازم اخرج برا البلد و حالا يا يونس .. حالا مش هستنى تانى .. و انت اللى هتساعدنى يونس لسه هيرد مالك بص ف الفون و شاف مراد بيرن ع الرقم ف قفل بسرعه مع يونس: اقفل دلوقت..
حلم مفتحه عينيها بذهول قدامها ف الولا حاجه ! يعنى ايه ده ! يونس و طلع ميعرفش حاجه عن مالك و لا شغله و مش فاهم هو كمان ! و لا شغله يعرف حاجه بدليل يونس ميعرفش لإنه لو تبع شغله يبقى يونس لازم يكون اول حد عارف ! يبقى اييييه ! يعنى مش تبع شغله اهو ! و مالك بيقوله إنه مشى سكتهم بمزاجه و سمحلهم بمزاجه يبقى ايه ! اييييه ! حلم بتتكلم بهزيان: سمحلهم بكل حاجه بمزاجه و مش ف شغله يعنى مش بيلعب عليهم يبقى اييييه !
هى اه شافته قدامها بيعمل كتير بس كان قدامها احتمالات كتير ! اما قتل قدامها خليل الموضوع بعد كده إكتشفت حقيقته و إنها مكنتش عارفه بحقيقة الحكايه ف بالتالى بقت كل ما بتشك ف حاجه بتحط قدامها احتمالية ان يكون للحكايه وجه تانى زى ما حصل ف موضوع خليل و يكون فى حاجه متعرفهاش !
لكن فى لحظه كده تكتشف ان كل ده وهم و الوجة الاخر المستخبى اللى متعرفهوش هو ناس شمال يهجموا عليه كده و هو يقول انا سمحتلهم بمزاحى و مشيت معاهم سكتهم بمزاجى و هما غدروا بيا ! بتحاول تستنجد بعقلها يسعفها بس هيحطلها له عذر بناءا على ايه تانى !
كان انتظارها و اعذارها بناءا على إنه اكيد مخبى حاجه و هييجى يوم و يحكيلها و كانت حاطه احتمالات كتير للمستخبى ده زى إنه يكون لسه ف شغله ! يكون بعيد عن القرف ده و بيهاودهم ! يكونوا بيهددوه و مبلغ عنهم مثلا ! او حتى ده تار ابوه و امه و هى عارفه و شافته بيهرب عشان تارهم ! ف كان فى احتمالات كتير مشتته بينهم بيصبروها على كل شك بتشوفه و فجأه تكتشف و لا احتمال من دول ! ده بيقول مينفعش بلاغ ! يعنى حتى مش مبلّغ !
مالك ف لحظاتها دى كان بيكلم مراد و شرحله بسرعه اللى حصل و إنه إتبعتله ناس يقتلوه ف اسكندريه و مراد قاله لازم يرجع ! مالك قفل معاه و راح على حلم اللى كانت كل السكك اللى قلبها بيفتحها قدامها عقلها و المنطق بيقفلوها بسرعه ! حلم بصتله نظرة إستفهام من غير ما تنطق او بمعنى اصح كانت مرعوبه تنطق ..
مالك إتكلم بصوت مهزوز: صدقينى مش زى ما فاكره .. انا بس مكنش ينفع اقولك حاجه وقتها .. كنت هأذيكى معايا .. عشان كده مكنتش عايزك معايا من الاول ف سكتى .. حلم بجمود بتترجم الكلام على افكارها القديمه و الجديده: و دلوقت ايه اللى مانعك تتكلم ؟
مالك: مش وقته .. صدقينى مش وقته حلم محستش بنفسها غير و هى بتمشى و تسيبه ! لازم تبعد عن البنى ادم اللى بين لحظه و التانيه شافته بوش تانى غير اللى حبيته ! شافت ان لو حق الاختيار من البدايه حرمها منه فى اللحظه دى كانت من حقها تختار بنفسها،، تقرر هى و بردوا سلبها الحق ده و اختار نفسه عنها ! baak.
حلم فاقت من ذكرى اليوم المشئوم بالنسبالها على مروان قدامها و بصتله بشئ من الذهول كإنها كانت فاكره ان مالك اللى قدامها .. مروان دوّر وشه بضيق: و هو مش عايزك ! راميكى زى ما يكون ما صدق ! محى كل اللى عملتيه عشانه قدام حاجه شافها غلطه ! شافك غلطتى اما سيبتيه و راجع يحاسبك و للاسف انتى اللى عملاله نفسك مداس ! غاويه ليه قلة الكرامه مش عارف ! انا احترمتك اما سبتيه يومها لمجرد شكيتى مكنتش عارف إنك كنتى مصدومه او مرعوبه يسيبك ف سبتيه !
حلم بتزعق بهزيان: انا مسيبتكش ! فاهم مسيبتكش ! انا سمعتك بتقول متورط معاهم ! مشيت معاهم سكتهم بمزاجى ! هما غدروا بيا الاول ! كنت هسامحك كنت بحاول ادورلك على عذر لقيتك بتطلب من يونس يهرّبك برا ! برا البلد مروان حس إنها مش بتكلمه هو و ده ضايقه بزياده ف اتحرك يمشى ..
حلم مسكته بعنف و بتتكلم بسرعه مخيفه كلام ورا بعضه: انا سمعتك بتقول ليونس يخرّجك برا ! يهرّبك ! كنت هتهرب ! كنت هتسيبنى زى أبويا ! كنت هتبعد عنى زيه ! كنت هعيش ف بعدك زيه ! كنت شايفاك بتسيب ايدى ! انت اللى اتخليت عنى ! انت مش انا ! انت مروان كان هيقولها على حواره مع امها و ابوها بمجرد ما فتحت سيرة ابوها بس لمح مالك جاى عليهم ف سكت زى المخنوق ..
مالك اول ما شاف حلم وصلت للحاله دى مقدرش يقف تانى قدام انهيارها بالشكل ده و راح عليهم بلهفه .. حلم متبته ف مروان و بتتكلم بهزيان: افهم بقا .. افهم انا مسيبتكش .. و لا كنت عمرى هسيبك .. عارف لو كنت قولت كل اللى قولته وقتها و طلعت اوسخ بس مطلبتش من يونس يهرّبك و يخرّجك برا البلد كنت هسامحك ! كنت هستنى معاك ! لو كنت حتى قولتلى بعدها اما قفلت الموبايل و رجعتلى و سألتك كنت بردوا هسامحك ! لا كنت هساعدك ! بس اصرارك على السكوت كان عندى اصرار على انك تبعد و ده اللى مقدرتش استحمله !
مالك قرب و ضمها من ضهرها و هى زى ما يكون متخدره او مش حاسه بحاجه: انت السبب .. انت .. كان لازم تعاقب نفسك قبلى .. انت اللى وصلتنى لكل ده .. كان لازم تعرف ان كتر الخوف على حاجه لانخسرها بيخلينا فعلا نخسرها ! انت مرضيتش تقولى خايف تخسرنى لحد ما فعلا خسرتنى و انا مرضيتش أفضل بعدها معاك مرعوبه من اللحظه اللى هفتّح الاقيك سيبتنى و سيبت البلد خوفت من الخساره لحد ما خوفى خلانى فعلا اخسرك ! خوفك كان من عندك لكن خوفى انا كمان كان من عندك ..
انت اللى وصلتنى للخوف .. يبقى انت اللى عملت الخساره لنا احنا الاتنين ! مروان رفع وشه وراها لمالك اللى بتلقائيه عيونه دمعت اوى و هو بصّله بغضب و هز راسه بأسف: خساره فيك
مالك ضمها اكتر و مروان بعد ما كان هيمشى وقف و حاول يسندها .. مالك زق إيده بعنف لدرجة وقع لولا سند ع الحيطه وراه: غوور من وشى مروان اتعدل بغضب و لسه هيقرب بهجوم مالك لف حلم له و مسك وشها بحب: حقك عليا، انا عارف انى كنت غبى و غشيم و اتغاشمت عليكى كتير وقتها و حتى بعد ما رجعت و غاشمت بيكى و انتى معايا، بس ده كان حب و رعب عليكى..
حلم بمجرد ما شافت وشه او حست لمسته حست إنها بترجع لواقع وقتهم دلوقت ! كإن كان عندها ايحاء انها لسه ع البحر ! لسه جوه الموقف ! بصت حواليها زى التايهه و بصت لمالك و بعدت خطوات و بتلمس الحيطان بإيد بتترعش و ترجع تميل ع الكراسى تلمسها و تبص للارض ! كإنها بتستشعر بس دلوقت هى فين ! هى من ثوانى كانت حاسه نفسها جوه الموقف ! امتى جات هنا !
فضلت تهز دماغها بهزيان و نظراتها بتزوغ حواليها و تغمض و تفتّح لحد ما غمضت خالص و هى بتقع .. مالك لحقها قبل ما تنزل ع الارض و اخدها بين دراعاته ف حضنه و ضمّها اوى على صدره .. رفع وشها ف وشه و كإنه رافض تقع كده او تغمض من التعب و همس ف وشها بصوت مبحوح بعشق: خلاص مش هنقع تانى .. مش هنقع تانى كفايه .. مش هسمح بده..
ميرنا مشيت من المستشفى هتولع، راحت عربيتها و ركبت بس مقدرتش تتحرك، مقدرتش حتى تتنفس .. امنيه خرجت بعدها بس بغيظ و هتموت و تعمل اى حاجه تطفى الغيظ ده بس مش عارفه ! شافت ميرنا لسه ف عربيتها .. إبتسمت بصفار و راحت عليها .. كانت رايحه عليها تطلع فيها غيظها او تحدف اى كلمتين من جواها بس بمجرد ما قربت و شافتها بتعيط شافت نفسها فيها اوى ..
امنيه بضيق: مش ده اللى يتعيط عليه على فكره ميرنا رفعت وشها و اتنرفزت: بتقولى ايه انتى ؟ امنيه ببرود: بقولك مش ده اللى يتعيط عليه ميرنا مسحت وشها: مش انا اللى اعيط على راجل ! امنيه ضحكت بتريقه: امال بتعيطى على ايه ؟ ساندوتش شاورما مثلا !
ميرنا اتعصبت: غورى من وشى انتى كمان امنيه قلبت شفايفها: براحتك انا بس شوفتك خيبتى خيبه حد قبلك ف صعبتى عليا ميرنا عيطت من تانى: انا فعلا خيبت، خيبت اما صدقته، اما صدقت واحد زيه،واحد اصلا ف يوم من الايام كدب على مراته و ام عياله و اللى هو بيقول عنها بيعشقها و بيموت فيها ! شوفته بيلعب بيها كان لازم افهم انه بيلعب بيا انا كمان..
امنيه بصتلها و مفهمتش و هى عيطت تانى: ده لعب بيا ! اه مقاليش بحبك، موعدنيش بكلمه، بس الوعود مش كلها كلام ! امنيه: لا فهمينى كده براحه ميرنا مسحت وشها و امنيه بصتلها: انتى عارفه ان ابوكى اتقبض عليه ؟
ميرنا: اه مانا كنت اصلا جياله افهم منه اما عرفت، كنت عايزه افهم و اشوف بابا امنيه: خلاص تعالى انا رايحه للجهاز اصلا اخدك ف سكتى و فهمينى كلامك ده و افهمك وضع ابوكى و اوصلك بيه هناك
مالك ميل على حلم شالها و اتحرك بيها بعشوائيه ف المستشفى حوالين نفسه كإنه مش عارف يروح فين ! مروان قرب عليه بغضب مكتوم: انت هتفضل تلف بيها كده كتير ؟ ما تنجز يلا ننزل بيها ع الطوارئ و لا تسيبها و انا كفيل بيها اتصرف ! مالك بصّله نظره جحيميه هى اللى كانت كفيله تصرفه من قدامه: غوور من وشى مروان قرب منه بهجوم زعق: انت هتعمل فيها مصدوم بروح أمك و انت اللى موصّلها لكل ده !
مالك بصّلها و كز على سنانه و بيتمنى لو ف موقف غير الموقف عشان يعرف يرد .. بيلف بحلم و مروان استغل عجز حركته و هجم عليه شده و ضربه ف وشه .. مالك عشان كان شايل حلم و مش باصصله استقبل الضربه جامد و اتحدف لورا و قبل ما يقع إيد من وراه سندته .. دكتوره منال: ايه ده فى ايه ! ايه اللى بيحصل !
مالك بص ع حلم بخوف: حلم،، حلم مش صوته إختنق و الدكتوره بصتله بغضب مترقبه: انت عملت فيها ايه بالظبط ؟ مالك بصّلها بحده و هى بصت لمروان وراه و رجعت بصتله: عملتلها ايه تانى انطق ! اوعى تكون فاهم إنى غبيه و مش فاهمه غباوتك معاها و لا هى كمان غبيه و مش فاهمه ! ده ساعتها تبقى انت بقا اللى غبى..
مالك وشه اتحوّل بشكل مخيف و نطق بصوت برغم قوته مهزوز: يا تتفضلى تشوفى شغلك و تتصرفى يا تغورى من قدامى، انجزى الدكتوره كانت هتنسحب من قدامه بس بصت على حلم و شافتها بتترعش على دراعاته و بتتنفض و تتشنج و عينيها بتغمض و تفتح بعشوائيه سريعه !
الدكتوره مشيت و شاورتله نزل وراها، دخلوا غرفه حطها ع السرير بخوف و ميل عليها فكلها طرحتها و فضل يرفع شعرها لورا و رفع إيده على وشها يفوّقها و قبل ما ينزّلها حطها على وشه بضعف و رجع مسك وشها بإيديه الاتنين و معرفش ينطق ف سند جبينه على راسها و لاول مره يحس إنه محتاج يعيط و مسموحله او هو سمح لنفسه !
الدكتوره متابعه الموقف من برا و مروان كمان كان نزل وراهم و وقف ع الباب متابع من بعيد .. الدكتوره طلبت حد من الطوارئ و طلبت ادويه و محاليل علقتهالها و ادتها ابره .. مالك بشكل مهزوز: ليه ده ؟ الدكتوره: مهدئ و منوم..
مالك زق إيده حدف الابر ع الارض بحده: كفايه بقا الدكتوره رجعت اخدتهم و قربت تكمل: لازم تاخد مهدئ، لوحدها مش هتعرف و لازم تنام شويه مالك سكت و هى ادتها و بصتله: المهدئ و لا المنوم او اى ادويه نفسيه مش ضرر بالشكل المدمر، ضررها ف الصوره اللى بتتاخد بيها، زى طريقة اخدها و الوقت و الكميه، كل ده متتخيلش ممكن يوصّلها لفين ! مالك سكت كتير بحذر: لفين !
الدكتوره: تكرار الادويه و توقيتاتها الغلط و كمياتها و الغلط ف شكل اخدها بيلعب على افعالها و تصرفاتها و يهزها و ممكن مع التمادى يخليها تلغى نفسها مش بس عقلها و تعتمد ع الادويه تحرّك ردود افعالها، يعنى متنامش غير اما تاخد منوم حتى لو طبقت ايام، المهدئ بس اللى يخليها تهدى، المسكن بس اللى يخليها ترتخى حتى لو مش تعبانه ! و ده مع الوقت بشكل مجزم بيأذى المخ، يا بيسبب جلطات يا بيجيب امراض ف المناطق اللى كان المفروض تقوم بالوظايف دى و اتركنت او اتلعب فى حركتها بالادويه !
مالك بصّلها كتير بشكل مكسور ما يتناسبش مع الكلام اللى نطق بيه ! بصلها و لف جنب وشه لمروان من غير ما يبصله: برااا الدكتوره: نعم ! مالك زعق: قولت برااا
ميرنا راحت مع امنيه اتكلموا كتير اوى و حكتلها حاجات اكتر، بعدها راحوا ع الجهاز و عشان التحقيقات مخلصتش معرفتش تقابل أبوها ! شافته و هو خارج من غرفه و جريت عليه بإنهيار: بابا،، بابا انا محتاجالك اوى، اوى يا بابا صفوت قلق من شكلها ! بنته طول عمرها قويه و متعوده تبقى لوحدها و معظم الوقت من غيره لكن لاول مره بالضعف ده ! بصّلها بحذر: فى ايه ! مالك انتى كويسه ؟
ميرنا هزت راسها بدموع بتنزل: لالاء، انا محتاجالك يا بابا اوعى تسيبنى صفوت: حد عملك حاجه ؟ قرب منك ؟ جالك ؟ قالك حاجه ؟ ميرنا: لاء صفوت زعق بشكل خضها: امال فى ايه ؟ انتى ليه عامله كده و شكلك عامل كده ليه ؟
ميرنا ضمته و عيطت: سابنى، بعد ما عشمنى سابنى، بعد ما بيعت كرامتى عشانه سابنى، بعد ما بيعتك عشانه بردوا زق إيدى و سابنى صفوت مكنش محتاج يسأل مين بعد جملتها الاخيره و بصّلها بغضب و لسه هينطق ثروت كان داخل غرفة التحقيقات و الاتنين بصوا لبعض و اتقابلوا ف نظرة شر !
مالك بعد كلام الدكتوره ساب حلم نايمه و نزل مخنوق، حس إنه عايز يجرى كإن حد بيطارده و الاغرب ان اللى ببجرى نزل لفهد قبل ما يدخل شاف روفيدا جنبه و متبته ف إيده و بتعيط، و برغم إنه كان نايم بس مكلبش ف إيدها
خرج بهدوء إفتكر مارد نزله و يدوب بيدخل شاف غرام قاعده على حرف السرير و محاوطاه بدراعها و هو نايم بعمق تقريبا جواها إبتسم و خرج و هو معدى من الطرقه شاف غرفه مفتوحه و مراد راقد ع كنبه على رجل همسه و فارد رجله و هى بتطبطب على شعره بصلهم كتير و اتخطف ف لحظه شاف نفسه فيها ف عمر مراد كده بس لوحده ! من غير ضمه زى دى !
فاق بشكل مخضوض و مشى بسرعه زى اللى عايز يلحق حاجه قابل مازن واقف لوحده ساند على سور و قبل ما يروحله شافه مركز مع حاجه اوى، مشى مع نظراته لحد ما وصل ل ليليان تحت مع زمايلها و شافه عينيه بتحضنها بلهفه !
حس إنه شايف نفسه من برا شباك حكايته ! نفس النظره بنفس ألمها ! نفس اللهفه و وجعها بس الصوره المرادى اوضح ! حس كإن دى اشاره ف طريقه، لا دى مش اى اشاره ! دى اشاره خضرا ! إبتسم ع القدر و رسايله ! نزل جرى و هو شارد لحد ما دخل غرفة حلم و بمجرد ما دخل فجأه...
رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل الرابع والثلاثون
مراد ف المستشفى مع مارد مبيسبهوش .. من وقت ما الدكتور خرّجهم من عنده و إداله مهدئ مأثرش معاه إداله منوم لحد ما نام تماما .. الكل برا و غرام إنسحبت من وسطهم و راحت ناحية غرفته .. مراد وقف بسرعه متضايق مسك إيدها: رايحه فين ؟ مراد لازم يرتاح و غرام بصت لإيده اللى ماسكاها بخنقه و قبل ما تنطق مهاب وقف بسرعه راح عليهم ..
غرام بصتله بإستنجاد و مهاب إبتسملها يطمنها و بص لمراد: سيبها يا مراد مراد ساب إيدها بس بردوا لسه واقف ف طريقها سادُه: مراد تعبان و محتاج يرتاح شويه مهاب اخده و إتحركوا و شاور لغرام ع الاوضه تدخل .. غرام بصتله و بصت لمراد و إستنته يقول حاجه بس مقالش ف سابتهم و دخلت .. مهاب بهدوء: هو محتاجلها دلوقت يا مراد مراد بلهجه ناشفه: هو تعبان و مش محتاج اكتر من إنه يرتاح..
مهاب: و لو .. بردوا محتاجلها .. محتاجلها و مش محتاج اى حد او اى حاجه غيرها دلوقت و لا حتى العلاج .. هى علاجه مراد زعق بخنقه: و هى كانت فين ؟ ليه مشيت و ليه إستنتك تجيبها ؟ جيبتها ليه اصلا ؟ مشيت يبقى خلاص خلصنا مهاب كان هيلومه بس إفتكر موقفه هو كمان و غضبه لحد ما فهم منها: مين قال إنها مشيت و مين قال إنها سابته ؟ و مين قال إنى انا اللى جيبتها ؟ او اجبرتها ! مراد دوّر وشه مش مقتنع ! لا مقتنع بالكلام اللى هو قاله و لا حتى مقتنع بعكسه ! مش عارف غير ان وجع إبنه واجعه اوى !
مهاب بصّله بذهول: انت بجد مقتنع بكده ! مقتنع ان غرام اللى معرفتش اقنعها تسيبه قبل ما يتجوزوا و قبل ما كنت اعرفه هعرف اقنعها دلوقت ترجعله ! هعرف اجيبها غصب عنها ! ع اساس إنها بتعمل حاجه غصب عنها ! مراد اخد نَفس عالى و مهاب إبتسمله: غرام كانت جنبه بردوا بس بطريقتها يا مراد .. بطريقتها هى .. او نقول بطربقتكم انتوا مراد بصّله و مهاب حاول يفرفشه: اه نقول بطريقتكم انتوا يا نحانيح .. يا بتوع المحن .. انما انا المحن ده مليش فيه..
مراد إبتسم بالعافيه و مهاب شدد على كتفه اللى ضامُه بدراعه: كانت بتصلى و الله .. كانت محتاجاله و رجعت للى هيرجعه لها مراد هز راسه بحزن: ادعيله يا مهاب .. ادعيله انت كمان مهاب صوته إتهز بدموع محبوسه: ياريتنى راقد رقدته دى و لا هو يرقدها مراد زقه بغضب: بعد الشر يا حمار .. بعد الشر عليك و عليه مهاب بص لهمسه اللى قربت منهم و بتحاول تبتسم غصب عنها عشان تخفف عنه ..
همسه مسكت إيده بحب: مراد .. لازم ترتاح شويه مراد لسه هيندفع بالرد همسه حطت صوابعها على شفايفه و إتكلمت بترجى: لازم ترتاح شويه يا مراد .. لازم .. انت من ساعة ما جينا هنا منمتش و لا قبل ما نيجى حتى كنت نمت .. لازم ترتاح عشان تعرف تكمل و تقف على رجلك .. مراد دلوقت محتاجلك اكتر من الاول .. محتاجلك اقوى .. عشان تعرف تبقى معاه لازم تبقى اقوى .. عشان تقويه لكن بالشكل ده بمجرد ما هيسند عليك هتقع و توقعه..
مراد بصلها و هى مسكت إيده لفّت نفسها بيها و مشيت بيه و هزت راسها لمهاب اللى إبتسملها: يلا انا مش هسيبه و لا مازن كمان روحوا خليه يرتاح همسه اخدته على الغرفه لهم و قعدت على حرف الكنبه و قعدته جنبها و هو رجّع راسه لورا بضهره و غمض عينيه و حط إيده على عينيه بوشه .. همسه بحب إستخبت جوه حضنه و كلبشت فيه كإنها هى اللى كانت محتاجه تستقوى بيه .. تتسند عليه .. تطمن بيه و منه ..
مراد فضل كتير على وضعه لحد ما حسها فعلا نَفسها بيهدى و ينتظم كإنها بتروح ف النوم .. إبتسم على برائتها و قوتها اللى بتتولد من رحم ضعفها ! رفعها شويه عنه و هى عشان عارفه هيعمل ايه إستسلمت لحركته لحد ما رفعه عنه شويه و نزل هو بجسمه عنها شوبه و حط راسه على صدرها إستخبى جوه حضنها .. همسه إبتسمت بتلقائيه و عينيها مغمضه و إستسلمت للنوم كإنها بتشجعه او بتسحبه معاها للنوم ..
غرام كانت دخلت لمارد .. اول ما فتحت الباب و شافته راقد قدامها قفلت الباب و سندت عليه و اخدت نفس بعمق و غمضت عيونها و سمحت لضعفها يخرج قدام الوحيد اللى بتسمحله يشوفه و يمحيه! بس هو فين دلوقت عشان يمحيه ! عشان يقويها ! ده ف دنيا غير الدنيا ! راحت عليه و قعدت جنبه و ميلت باست راسه .. باستها و طولت لدرجة ضمت وشه بوشها و حضنت ملامحه.. فضلت تبوس وشه بهدوء و دموعها من كتر ما مغرقاه هو كإنها نازله من عيونه هو ..
اخدت راسه على صدرها و ضمته اكتر و من بين لحظه و لحظه بتبوس راسه لحد ما نامت زيه .. فضل ع الباب مازن و ليليان و مهاب .. مهاب كان بيقلب ف موبايله و بيرفع وشه شاف الاتنين عيونهم ف الظاهر بتهرب من بعض لكن ف الحقيقه هى متعلقه ببعض ! كل ما بتتلاقى عيونهم كل واحد بيهرب بعينيه بعيد !
مهاب رفع الموبايل على ودنه و إتكلم و شاور لمازن و هو ماشى: متسيبش ولاد عمك لوحدهم .. هو دخل يرتاح شويه سابهم قبل ما حد يرد و فضل الاتنين كل واحد ف ملكوته او الاتنين ف ملكوت واحد بس كل واحد بيلف فيه لوحده ! ليليان شافته باصص بعيد بخنقه ف عيونها لمعت بدموع: لو عايز تمشى مفيش مشكله .. مش محتاج تقف كده مازن بصّلها و سكت و رجع بوشه بعيد ..
ليليان صوتها اتهز: قصدى ان مراد نايم و غرام دخلتله و مش هتسيبه و هو محتاجلها .. و بابا كمان نايم و ماما راحت معاه و مش هتسيبه عشان تعبان .. نفسيته تعبانه من وقت ما مراد فاق و شافه كده ف هو محتاجلها ف مش هتيجى إلا اما يجى معاها و ده اما ينام شويه .. ف لو وقفت بالكلام اما شافت مازن هز راسه بضحكة تريقه .. للحظه شقلبت كلامها ف دماغها و فهمته بس كان خلاص كلامها فتح جرحه معاها و عمل مفعوله !
ليليان فركت إيديها ف بعض بتوتر ملغبط و معرفتش تنطق تانى .. فضلت السكوت .. مازن بلهجه مش مفهومه اذا كانت عتاب او تريقه: سكتى ليه ! ما ده العادى يا دكتوره ! مفيش حبيب بيسيب حبيبه و هو محتاجله ! مفيش ! مبيسبهوش يشبع احتياجه ف حته تانيه و هو موجود ! بيحسه من غير ما يطلب ! من غير ما ينطق ! مراد مطلبش من عمتو تدخل معاه او تنيمه لكن هى حست بيه!
ببساطه حست محتاج ايه و عملته ! غرام صممت تبقى جنب مراد بكل الطرق حتى اضعفها و هى الدعا و الصلاه ! حتى من غير ما يطلب ! من غير ما تشوفه ! رغم إنها كانت متوقعه إنه اما يفوق هيسيبها بس مدتهوش فرصه و وقفت قصد مراد اما حب يخرّجها و وقفت قصد حبيبها نفسه ! ليليان دموعها اللى لمعت نزلت بصمت و سكتت ..
مازن: يارب بس يفوق ! يفوق قبل ما يضيّعها و يضيّع معاها كل حاجه بقسوته دى ليليان بعتاب ردت بمغزى: قسوته ! حتى لو كان قاسى او تصرفه غبى بس لو بتحبه هتفضل جمبه .. مش هتتخلى عنه عشان موقف وليد لحظة ضعف و وجع و جروح كتير متراكمه من كتير جواه لحد ما شوهت روحه و رقعتها..
مازن رد بنفس لهجتها و بنفس المغزى بتاعها: لا قاشى و بقسوته دى هيخسر و يرجع يعض إيده و رجله كمان من الندم .. عمر القسوه ما كانت حاجه كويسه .. و لو الواحد فاكر ان اللي قدامه هيستحمل القاسيه دي .. ف لازم يحط فـ بالك ان كل واحد ليه طاقه ..و اللى قدامه ليه طاقه و مهما كانت طاقته واسعه بس هيجيلها وقت و تخلص و ممكن يقسي فـ يوم و ميلاقيش رد الفعل الطبيعي و يقعد يناهد معاه و لما هيستغرب هيرد يقوله كان زمان..
اوعى تفتكرى ان في حد مهما كان هيفضل يحب اى حد علطول حتى لو كان نفسه .. ده حتى نفسه مهما حبها بيجى عليه يوم و يكرهها اما تهينه و تضعف قدام حد مش مقدّره .. الواحد هييجي علي نفسه مرة واتنين و كتيير بس هييجي يوم و يوصل لمرحلة برود تام .. برود ف مشاعره ناحيته .. ليليان عيطت جامد .. جامد اووى لدرجة إبتدت تشهق بصوت ..
مازن اتنفس بالعافيه قدام دموعها و لف وشه بعيد عشان ميضعفش ! حس إنه مهدد ف إتحرك يمشى بس وقف على سؤالها .. ليليان حاولت تخلق اى حوار اما شافته سايبها: هو مراد ممكن يسيبها ! مازن لف وشه لها و هى بصتله: يسيب غرام يعنى ! ممكن يسيبها حتى لو فهم إنها متخلتش عنه ! مازن بمغزى: ده هو اصلا هيسيبها عشام متخلتش عنه ! عشان جنبه !
ليليان بصتله بذهول و هو هز راسه بحزن: عشان بتدى من غير حساب ! بتدى قدام اى حد و اى ظروف ! ماهو واضح كده ان الواحد اما يفضل يدى من غير حساب بيرخص و كل ما بيدى شويه بيرخص شويه لحد ما بيبقى ببلاش .. بيفضل دايماً مركون ع الرف و اخر حاجه يفتكروها الناس و يقرفوه بأفاعلهم .. علشان غبى و اكتر واحد يدي فرص و يختلق اعذار .. عشان مينفعش نعمل اللي فوق العادي مع حد مبيعملش معانا العادي بس حتي ..
ليليان بصتله بوجع و شافت عيونه بتلمع بدموع مداريها عن الدنيا بحالها .. بس لو مداريها عن الكل لازم تحتويها هى .. قربت بحب ف رجع خطوات لورا و فضل يرجع يرجع لحد ما بقى بعيد و لف ضهره لها و مشى .. مالك إفتكر مارد نزله و يدوب بيدخل شاف غرام قاعده جنبه السرير و محاوطاه بدراعها و هو نايم بعمق تقريبا جواها..
إبتسم و خرج و هو معدى من الطرقه شاف غرفه مفتوحه و مراد راقد ع كنبه على رجل همسه و فارد رجله و هى بتطبطب على شعره و راسه على صدرها .. بصلهم كتير و اتخطف ف لحظه شاف نفسه فيها ف عمر مراد كده بس لوحده ! من غير ضمه زى دى ! فاق بشكل مخضوض و مشى بسرعه زى اللى عايز يلحق حاجه..
قابل مازن واقف لوحده ساند على سور و قبل ما يروحله شافه مركز مع حاجه اوى، مشى مع نظراته لحد ما وصل ل ليليان تحت نزلتله بعد ما سابها بس ملقتهوش ف وقفت مع زمايلها و شافه عينيه بتحضنها بلهفه ! حس إنه شايف نفسه من برا شباك حكايته ! نفس النظره بنفس ألمها ! نفس اللهفه و وجعها بس الصوره المرادى اوضح ! حس كإن دى اشاره ف طريقه، لا دى مش اى اشاره ! دى اشاره خضرا ! إبتسم ع القدر و رسايله !
نزل جرى لحد ما دخل غرفة حلم و بمجرد ما شافها رغم إنه إتقبض من هزة جسمها و تشنجاتها إلا إنه إتنفس بشكل مريح و قرب قعد قصادها على حرف السرير .. ثوانى و قام قعد جنبها .. بصّلها كتير و ضمها عليه فى حضن طويل اوى ..ضمه كلها خوف .. و كل ما يشرد يضمها اكتر،، كإنه مش مقتنع بالقرب ده و مش مشبعه و لا مكفيه ..
حلم من شدة ضمته لها جسمها إبتدى يتشنج كإنه بيتفاعل معاه ..عيونها بتبربش جامد مده و ترجع تقفل خالص لمده و بين المده دى و دى عينيه متعلقه بيها لحد ما فاقت .. اول ما شافته جنبها او بمعنى ادق شافت قلبه هو اللى جنبها و على صدرها ف ضمته لها و وشه و ملامحه متعلقين بيها إبتسمت اوى .. مالك إتوتر: انتى كويسه يا حلم ؟ كويسه صح ؟
حلم هزت راسها: اه بس ممكن ابقى كويسه اكتر مالك مفهمش و هى دخلت جوه حضنه اكتر: متهيئلى كده كويسه اكتر مالك رفع وشه بعينيه لفوق يتشرّب الدموع اللى بتهدده و ضمها عليه: شوفتى صعّبتيها ازاى يا حلم ؟ عليكى و عليا ! صعبتيها عليكى و عليا..
حلم سكتت و راسها على صدره و حست بصدره بيعلى و يهبط اوى و قلبه كإنه بيتنفض ! بتلقائيه من غير وعى شردت شافت نفسها بتفتح الغاز عليه و نهجانه ده مش عارف يتنفس ! لالا ف قلبه سريعه من عقلها للمشهد قدامها شافت رفعتها للمسدس و طلقه ورا طلقه بيوقّعوه و هو بينهج ! ف غمضة عين كان المشهد اتقلب قدامها و ظهرتلها إيده بتتمدلها و هى جامده مكانها و شافت البوفيه بيقع بقزازه عليه لحد ما اغمى عليه و بردوا بينهج !
زى ما هى إنتبهت لنهجانه و شافتله الف سيناريو و سيناريو مالك كمان إنتبه لسكوتها و شاف جواه عتاب كتير على حاجات اكتر هو مقدرش ينكر بينه و بين نفسه حقها ف عتابها ! حلم عيطت: قبل اى حاجه انت عارف إنى حبيتك و لا لاء !
مالك بعد ما اتحرك بملامح وشه كان هيقول حاجه سكت لحظه و قال اول حاجه جات ف باله: حبتينى ؟ طب و دلوقت يا حلم ؟ حلم رفعت وشها و صوتها اتهز: اووى، دلوقت بحبك اووى مالك حرّك إيده على وشه و إبتسم إبتسامه رايقه: لا عمرى حبيت و لا هحب اد ما حبيتك حلم بصوت مذبذب: و دلوقت ؟
مالك بصّلها بغزل جرئ: دلوقت قرب وشه ببطئ مميت عارف امتى يسرّعه و امتى يهدّيه و بشفايفه بيحركهم بعشوائيه حوالين ملامحها اللى بتنقبض و تلين كل ما يقرب و يبعد .. فضل يلعب على اعصابها لحد ما وصل بيها لنقطه جننته هو ف ضم شفايفها بشوق غريب .. شوق مراهق لأول مره بيدوق جنون لحظه زى دى ! حلم رفعت إيديها و ضمت وشه من غير ما ترفع شفايفها عنه و إتعاتبوا بلغه مفهومه للقلوب !
مالك رفع وشه عنها بالعافيه اما حسها بتنهج و إبتسم: دلوقت ؟ ده انا عديت الازمه اللى غيّرت فيا الف حاجه و حاجه إلا دى حلم عيونها لمعت و هو قدام لمعة عينيها إبتسم: وحشتك ؟ حلم غمضت و اخدت نَفس عميق من رقبته: اووى مالك بعتاب: كنتى هتقدرى تعيشى من غيرى ! لواحدك ! طب مع حد تانى ممكن يتحط مكانى !
حلم لسه هترد سبقها: كنتى هتملى مكانى بغيرى يملى إحتياجك ده و لا كنتى هتبقى لواحدك و انتى محتاجانى كده ! حلم دمعت: و لا عمر الدنيا بحالها تعرف تفتح مكانك اصلا و ان فتحته مش هتعرف تدخله و ان حتى دخلت و لا هتعرف تملاه ! القلب لمالكه مالك بعتاب: القلب اللى يدخله الحب الغدر مينفعش يبقى له مكان فيه .. لو دخل يبقى مكنش فيه حب من الاول..
حلم بذهول: اه ما هو هو نفس القلب اللى لما بيدخله الحب بيحرّم عليه الكدب يا مالك .. عشان كل حاجه تتغفر الا كدب القلوب على بعضها .. عشان الكدب بيخرب القلوب .. و القلوب اما بتخرب كل اللى جواها بيفسد مهما كانت قوته او حلاوته .. عامله كده زى التلاجه اللى اما بتخرب كل اللى فيها بيخرب مهما كانت جودته .. و انا قولتلك قبلها إلا الكدب يا مالك..
إلا الكدب اعمل اى حاجه وحشه بس اوعى تكدب عليا، لكن انت معملتش حاجه وحشه اه بس كدبت عليا .. عملت الحاجه الوحيده اللى حذرتك منها .. هدّيت بنفسك كل حاجه اما إكتشفت إنك كذبت عليا ف حاجه ..كذبت ف حاجه يعنى كذبت ف كل حاجه .. هدّيت الامل اللى إتبنى من شكوك كتير مالك إتنهد: كنت عشمان فيكى .. عشمان تفهمينى و حتى لو مفهمتيش تصبرى عليا لحد الاخر و كنتى هتفهمى لواحدك..
حلم زعقت لمجرد شافت نفسها خذلته: ده مش عشم ده كذب ! ده غباء ! ده غشم و مخطاره ! اى حاجه اى حاجه غير عشم ! اوعى تنكر إنك كنت تقدر تفهمنى برغم كل محاوطتهم ليك او تعمل معايا حتى زى مراد ! اووعى ! بس انت اختارت تختبر ثقتى فيك و تشوف هوصل معاك لفين ! كنت مستمتع بغباء المسلوبه اللى معاك ! كانت راضيه رجولتك و مشبعه كبريائك لمجرد واثقه فيك و مسلّمه..
مالك برغم انفعالها ف الكلام الا انه إبتسم اوى: اه كنت مبسوط و منكرش إنى فعلا كنت مستمتع و انا شايفك ماسكه فيا قدام اى حاجه ممكن تشكك فيا او توقعنا ف بعض ! و اه كنت مبسوط برجولتى عشان لو بتسمى نفسك مسلوبه معايا ف هى اللى سلبتك و ده اللى كان مشبع غرورى كراجل و كان معشمنى فيكى ! حلم هديت نوعا ما من لهجته و إبتسامته بس وشها مبحوح بزعل: اه بس نسيت ان العشم مينفعش يزيد او يقل عن حده ..
لما زاد قلب بكذب و غش و خلاك تكسر حدود مش من حقك تكسرها.. و يوم ما رجعت و عشمك ده قل خلاك تبعد عن اكتر واحده ف الدنيا بتحبك و كانت هى الميته مش انت .. كان لازم تفهم ان العشم حاجه لازم تبقي مظبوطه عشان كل حاجه وراه تكمل مظبوطه و تفضل موازين علاقتنا مظبوطه و يفضل بيتنا يلمنا كل ما نوصل لمفترق، ميبقاش هو اول طوبه تقع هدت مننا..
مالك معرفش يرد .. شايفها صاحبة حق و ف نفس الوقت محقوقه .. حلم صوتها ضعف بألم: بس البيت المبنى على غش بيت من قش مالك بذهول: انا مغشتكيش ! انا مالك بصّلها بعتاب: اللى بيحب مبييأسش يا حلم، بيخلق فرص و اعذار و قدام كل باب بيتقفل بيفتح الف باب، مش ده كان كلامك ؟
حلم بوجع: بس انت المرادى مسيبتش ابواب تانيه ادق عليها ! هديت كل حاجه ! حطيت مكانها اسوار عاليه و يوم ما حاولت اهدها هديتها علينا ! علينا انا و انت ! هديتها و هديت كل حاجه معاها مالك: مستنتيش ليه ورا الحواجز دى لحد ما اجيلك انا ؟ مصبرتيش ليه ! كان ناقصك ايه ! معايا او حتى اما بعدت ! ده انا كنت بآمنّك و انا بعيد اكتر !
حلم بوجع: كان ناقصنى ايه ؟ كان ناقصنى ابقى كل حاجه ف حياتك يا مالك ! رقم واحد ! رقم واحد اللى مجاش قبله حاجه و لا يجى بعده حد ! ابقالك الاولى و الاخيره ! كل حاجه حتى الصغيره قبل الكبيره ! ابقى المهمه و الاهم !ميجيش قبلى شغلك و كرامتك و خوفك و وحدتك و صحابك ووو .. متفكرش كتير قبل ما تتكلم معايا ف حاجه ! متفكرش اصلا ! كان ناقصنى ابقى السالبه لعقلك و إرادتك و تتحكم فيا انا و لا تتحكمش فيهم معايا ! مالك: مين قالك إنك مش كده ؟ انك عندى حاجه تانيه غير ده !
حلم صوتها إترعش بذهول: انا سمعتك يومها بتحسبها ازاى تبلغ ! ازاى تنقذ نفسك و تاخد احتياطاتك ! ازاى تخرج برا البلد ! بس ملقتش نفسى جوه حسبتك دى ! انا مالك قاطعها بثقه: كنت انا اللى هجيلك ..كنت ههد كل الاسوار دى و اجيلك ..انا عارف إن الأسوار اللى بينا دى انا اللى حطيتها و بردوا كنت عارف ههدها ازاى و اجيلك ! مكنتيش عارفه تقربى ؟ حقك! بس مكنش لازم تبعدى ! كان لازم تعرفى إن فيه درجه من القرب مينفعش نبعد بعدها ! و لو حصل بنرجع حتى لو غصب عننا !
حلم دموعها نزلت: اترعبت مترجعش ! فكرة إنك ماشى و مش راجع ! إنك إختارت نفسك قبلى ! اختارت إيد تانيه تمسكها حتى لو هتنقذك من وسط الغرق ! كانت فكره مرعبه قدامى ! انت ف يوم مديتلى إيدك و هربنا سوا قدام مشكله زى دى و بعدها قولتلى انا سيبتك مكلبشه فيا بإرادتى عشان محتاجلك ! خدتك ف سكتى عشان محتاجلك ! فكرة احتياجك لغيرى و احتمالية تمشوا نفس السكه لكون إتقابلتوا ف نفس النقطه رعبتنى ! محستش بنفسى..
مالك بعتاب: انتى سيبتينى قبل ما تشوفيها ! يوم ما فهمتى إنى هبعد عشان بختار نفسى ! مش عارف انتى ازاى فهمتى كده ف لحظه كنت هموت عليكى و عشانك بس سيبتى الخيط لمجرد ما إتشد قصادك شويه..
حلم ضحكت بهزيان وجع: كنت فاكره كده بحافظ عليك ليا ! ببعد اجبرك تقرب ! بمشى عشان تسيب سكتك و تجرى ورايا سكتى ! كنت فاكره ان احنا طول ما مع بعض و انا اللى وشى ليك و مكلبشه فيك هتفضل مصمم على طريقك و انا مسحوبه وراك مش عارفه اشدك ! كنت فاكره إنى اما اسيب إيدك و اديك ضهرى و امشى هتسيبك من طريقك و تلف وشك وراك ليا و تمشى معايا ! و الله كنت فاكره كده هحافظ عليك..
مالك إتوجع من رعشة صوتها ف بصلها بعتاب: اللي عـايز يحافظ علي علاقته بحد يا حلم هيفضل ماسك بالخيط اللي رابط بينهم بإيده و سنانه و يظبط الدنيا و يعمل توازن، اما اللي يفضل يمسك شويه و يسيب شويتين و يرمي علي الارض ده مبيحافظش لا علي علاقه و لا حب و لا عليه و لا على نفسه حتى.. حلم سكتت كتير: كنت حاطه قدامى إفتراضات كتير ! تكون ف شغلك مثلا ! طب مبلّغ ! طب بتاخد تارك ! طب ملوى دراعك و بتحاول تشوفلها سكه تانيه ! لكن بمجرد ما سمعتك و شوفت بعينى توقيعاتك معاهم عقلى وقف ! اللى حصل جوه عقلى ساعتها كان اشبه بالزلزال ! كان حاجه اشبه بالفوضى ! مهزله بكل ما تحمله الكلمه من معنى ! مهزله معرفتش المّها لمجرد ان ده مكنش حتى جزء من افتراضاتى و لا اخرها ..
مالك بتلقائيه مسك إيدها اللى شافها بتترعش و هى بتتكلم و كل شويه تمسح بيها دموعها و وشها و ضغط عليها جامد .. حلم ضمت إيده بإيديها الاتنين و بتتفاعل مع إيديها بالكلام: جرب تعض لسانك كده اوى و انت مستعد و افتكر اما تخبط فيه بسنه مكسوره فجأه حتى لو براحه و شوف فرق الوجع ! لو عضيت لسانك و انت مش قاصد بيوجعك انما لو عضيته و انت قاصد مش هيوجعك ..عشان دايما الحاجه الي عقلك مش متوقعها بتوجع اكتر من الحاجه الي عقلك عامل حسابها ! و انا مكنتش عامله حسابى و لو من باب الافتراض على حاجه تهز صورتك قدامى !
مالك غمض عينيه: ايا كان وجع اللحظه و ايا كان اللى حصل فيها ف اساسها هو الوجع بجد ! اساسها ان ثقتك فيا إتهدت و إتبنى علي الهد كل اللى حصل ! ف اللى وجع اللى إتهد مش اللى إتبنى حلم فهمت إنها رسمت المشهد من تانى قدامه ف رفعت إيديه اللى مسكاهم بإيديها الاتنين و باستهم و رجعت ضمتهم اوى: رد الفعل ع قد المـحبه .. و الصدمه والخوف على قد الغـلاوه .. يـعنى لما أتخان من الغريب .. هفقد ثقتى فيه لواحده ..لكن لما أتـخان من حبيبى وقتها هفقد ثقتى فى العالم كُـله.. مالك فتح دراعه و كإنه بيعلن معاهدة السلام بينهم و هى إستخبت جوه جوه حضنه ..
إبتسم بعد ما سكت كتير: عارفه، من اول يوم وقعت ف محنتى دى اه مشكتش لحظه ف رحمة ربنا بس اما جيتى انتى حسيت ان رحمة ربنا بتتجسد قدامى .. حسيتك إشاره .. رساله و اللى بسطنى اكتر من مجيها هو إنى قدرت افهمها و الاكتر إنى تبتت فيها بإيدى و سنانى .. ساعات كتير ربنا بيبعت للواحد إشارات ف طريقه تدله و ميشوفهاش او ميفهمهاش و ساعات بيتجاهلها ! لكن انتى ؟ انتى كنتى اكبر من إنك تعدى من بين إيدى او اتجاهلك حلم إبتسمت: بس متنكرش ان ده مكنش هيحصل لولا إنى تبتت فيك..
مالك إيده حوالين كتفها ضاممها بيها و بإيده التانيه رفع راسها باس جبينها: نَفسك طويل و ده اللى كنت باخد منه نَفسى كل ما أحس إنى هضعف او اختنقت،..صحيح كنت ف الاول بقاومك بس خوفى وقتها مكنش منك ..كان من المجازفه عشان كنت عارف ان تمن المجازفه دى انتى او حبك او حياتك او علاقتنا .. اى حاجه تخصك و انا اى حاجه منك مش حمل خسارتها ف كنت بدوس على قلبى و بموّت اى إحساس بحسه قبل ما يطلع من قلبى ..بسكت اى دقه منه قبل ما اسمعها..
لكن مع اول يوم حطيت راسى فيها معاكى على مخده واحده و شميت نفسك حسيت انى بتنفسك انتى ..إستغبيت نفسى اوى عشان عرفت انا كنت مخنوق ليه ! و من يومها و انا قلبى مبيقفلش منك لدرجة ببقى عايز اديله بالجزمه حلم دمعت: ليه متعاتبناش اول ما رجعت ؟ ليه مش قبل كده ؟
مالك لسه هيرد كملت هى: عارفه إنى مستحقش بس كنت هموت و نقعد القاعده دى يوم ما رجعت مالك سكت كتير: كنت خايف ! خايف من مشاعرك تكون إتغيرت مع الظروف اللى إتغيرت ! خايف تفضلى مذبذبه و موسوسه من ناحيتى من تانى ف كان لازم ارسى بيكى على بر حلم صوتها اترعش: اعوذ بالله من يوم تبعدني فيه عنك وساوس شيطان او مشكله تانيه..
مالك إبتسم على ردها اللى شبه رضى رجولته ف اخد نَفس بعمق اوى و هو لسه مبتسم: المشاكل اللى بينا كنت بعتبرها شوية تراب مجرد ما امسحهم الصوره بترجع نضيفه و بتلمع من تانى لحد ما انتى جيتى و الصوره دى كسرتيها حلم بصتله بندم و هو لف دراعه حواليها من تانى و قربها منه .. حلم سكتت و هو سكت بعد ما حس ان الطاقه السلبيه اللى جواه إتسرسبت براه على هيئة كلام ..
حلم فجأه رفعت وشها من حضنه و بصتله و كشرت بطفوله: الصوره إتكسرت اتكسرت ؟ مالك بصّلها و رفع عين بحاجبها و نزّل التانيه و كعمش وشه بهزار بعد ما باس شفايفها اللى قلباهم بهزار.. حلم لمعت من كيد انوثتها فكره ف إبتسمت بغيره: طب مش تقول ان دى المشكله، تعالى ناخد صوره تانى مالك رفع حاجبه بغيظ على خفة روحها اللى بتقلبه من ثانيه لثانيه: اهو إستظرافك ده اللى مخلينى برغم كل حاجه لسه بحبك..
حلم كانت اخدت موبايله من جنبه فتحته و بصتله و بصت للكام: يلا سيلفى، اسمايل مالك رفع حاجبه برخامه: لاء حلم زغدته بكوعها ف جنبه وراها: اسمايل فيس مالك بغلاسه: لاء حلم بصتله ورا ضهرها و برّقت: اسماايل..
مالك لسه هينطق بإيدها التانيه شدت دراعه و حدفته على كتفها و لفت نفسها بيه و بصتله و عملت اسمايل غمضت عيونها اوى و ضمت ملامحها على بعض و ضمت شفايفها لقدام و هى ماليه بوقها هوا ف كان مديها ملامح طفوليه حلوه جدا .. مالك ضحك بصوته كله و هى لقطت صوره ورا صوره ورا صوره و هو ضاممها و بيضحك لحد ما إستسلم و عمل نفس الريآكشن بالظبط و لقطته سيلفى.. مالك ضحك: كده آمنت رسمى بجنانك..
لمحها بتفتح الواتس بتاعه و بعتتهم لحد و قفلت.. بصلها و رفع حاجبه و هى ضحكت ببراءه مصطنعه: بحفظهم يا روحى امنيه كانت خلصت مع ميرنا و ودتها الجهاز و قابلت أبوها و خارجه منهاره .. امنيه نازله توصلها سمعت موبايلها رن بمسدج .. فتحت و إبتسمت اول ما شافت إنها من مالك بس ثوانى و إبتسامتها إتحرقت بنار طالعه من جواها !
و ده كان ف نفس اللحظه اللى موبايل ميرنا رن بنفس المسدج و فتحتها و شافت صوره مالك مع حلم ضاممها و بيضحكوا جامد ! امنيه بغضب: اه يا بنت الكلاب مالك مع حلم بيضحكوا جامد و مالك ميل راسها بهزار: عيله اوى حلم ضحكت بمكر: لاء انا اعيل من كده بكتيير .. بعدين ده تار و احنا ف الحته دى من نسل ابو مراد صعايده مبنسيبش تارنا مالك ضربها بخفه على راسها و هى بوزت: و بعدين انا شوفتك بتحضنها هاا..
مالك إفتكر يوم ما رقص مع ميرنا فى فرح مارد ف إبتسم: شوفتى الجزء اللى عايزه تشوفيه من الصوره اللى قدامك بس هل شوفتى اللى وراه ! حلم بزعل: ايا كان، بس شوفتك بتح مالك شدها عليه اما بعدت و ضمها جامد: محصلش، و لو شوفتيه يبقى مسمهوش حضن ! اصل كل الأحضان غيرك بتعرّى مبتدفيش حلم رفعت وشها ف وشه و غمزتله: طب بمناسبة الدفا بقا، ايييه ؟
مالك قلد ريأكشن وشها بغلاسه: ايييه ؟ حلم هزت راسها و هى بتغمزله جامد: ايييه ؟ مالك خبط راسها براسه قبل ما يهزها: ايييه احوّليتى و لا ايه ؟ حلم هى بتغمزه بإيدها من جنبه: ما تحن يا جن..
مالك إنفجر ف الضحك و هى شدته من ياقة التيشرت بتاعه و برّقت بضحك مكتوم: ما تيجى بالموف بتاعك ده، ده حتى الموف علينا حق مالك ضحك اوى على خفتها و هى عضت شفايفها و شدته عليها اكتر من تيشرته: ما تيجى و نجيب مليجى مالك ضحك جامد اوى و هى ضحكت معاه: نأخى العيال بس مالك زقها برخامه و اما تتزق بعيد يشدها عليه و هى بتضحك: ده عشان العيال بس، عايزه آخيهم مالك ضحكته سكتت و هى بصتله شويه بترقب لحد ما إبتسم تانى بالعافيه: انتى عرفتى امتى بالحمل ؟
حلم بتلقائيه غمضت بسرعه و سكتوا كتير لحد ما تقريبا عرفت تتكلم او تختار كلمات مناسبه: انا معرفتش ف وقتها، بعد فتره من الحمل تعبت و كنت ف المستشفى و عرفت مالك سكت شويه بحذر: زعلتى !
حلم بصتله و دموع كتير إتجمعت ف عينيها للذكرى: على اد فرحتى كان زعلى ! و لهفتى عليهم كانت اد حزنى و قلقى و رعبى ! و على اد حبى لهم كان جوايا طاقة كره انا نفسى كنت خايفه عليهم منها بس اما جوم جه معاهم طاقه غريبه ف وقت كنت خلاص وقعت و مستنيه يتردم عليا و إستغربت ف يوم إنى كنت خايفه اكرههم مالك بصّلها بزعل: كره ! كنتى عايزه تكرهيهم يا حلم ؟
حلم و هى بتتكلم دمعه نزلت تظهر ضعف مستخبى جوه: اه يا مالك كنت خايفه اكرههم ! اما احس إنهم كانوا جرح بإيدى وجعتك بيه ! سور حطيته بينى و بينك ف لحظة غباء يبقى اخاف اكرههم ! اما الكل يقولى احمد ربنا ان ربنا عوضنى عنك بيهم و احس إنهم تعويض عنك يبقى اخاف اكرههم عشان و لا الدنيا باللى عليها يعوضوا ضفرك ! اما كل الحوامل بطنهم توجعهم من يوم ما العيل يتحط ف بطنهم و انا قلبى اللى يوجعنى و كل ما يكبر يوجعنى اكتر ! و اما يبقى مطلوب منى ابص ف وشهم و ارضى إنهم يبقوا بدالك يبقى لازم اخاف اكرههم !
سكتت و معرفتش تنطق تانى من رعشة صوتها اللى شدت وراها رعشة إيديها و دقنها و وشها و جسمها كله .. مالك لف دراعه حواليها و ضمها اوى و هى انفجرت ف العياط بشكل متشنج: انا بحبك اوى يا مالك .. اووى ..و عمرى لا كرهتك و لا عمرى هعرف اكرهك .. و الخلفه دى انا كنت هموت عليها اكتر منك .. بس خوفت .. اترعبت ..
فكرة إنك عندك حاجه مخبيها و إنك مكنتش لسه واثق فيا تأمنلى كانت مخليانى حاطه احتمالية بعدك قدامى فى كل لحظه و كل خطوه بخطيها معاك .. كنت حاطه بعادك عنى افتراض من وسط افتراضات كتير اوى .. مكنتش بنام و كل ليله عقلى يودينى ف حته مفهاش انت و يخيّلى إنى هبقى فيها ف يوم و كنت كل ما اعدى ع الحته دى بخيالى قلبى يترعب .. كنت خايفه اجيب طفل يشاركنى رعبى ده .. مش يشاركنى بعدك حتى ..
لا مجرد الرعب من التفكير إنى ابقى لواحدى خوفت اجيب عيل يعيشه معايا .. انت مش مجرب يعنى ايه واحد يعيش من غير ابوه .. بيقولوا الأم الصدر الحنين لعيالها .. اه بس الأب ضهر و سند و ونس و الارض الصلبه اللى تحسسك إنك عمرك ما تقع .. و لو حتى وقعت مبتبقاش خايف .. عشان بتبقى متأكد إنك هتقوم تانى .. فى ايد وراك هتلحقك .. لالا مش مجرب ..و حتى لو جربت ف ده بعد ما عيشت كل ضعفك و احتياجاتك معاه و عملك راجل و علمك تعمل اللى ممكن ف يوم تحتاجله فيه..
عيطت من تانى و مالك كان بحضنه و ضمته بيقوى ضعفها اللى بيلمسه ف دموعها و صوتها .. كان عايز يسألها عن معنى كلامها لمروان عن أبوها بس معرفش،، انهيارها من تانى بين إيديه لجّمه !
حلم بصوت مرهق اوى: انا وجعتك مره بس انت وجعتنى الف مره و مره ! قتلتك مره بس انت كنت بتقتلنى بالبطئ مره بعد مره ف كل مره كنت بشوفك تايه و ساكت و اشوف عينيك خايفه ! كنت بموت ! و الله كنت بموت مالك ضمها: ششش اهدى، انا جنبك مش هسيبك تانى، و الله ما هسيبك تانى حلم رفعت وشها بقوه غريبه عكس الضعف اللى متملك منها: و لا هتخبى عليا حاجه تانى..
مالك قبل ما ينطق هى حطت إيدها على بوقه: و خليك دايما متأكد إنى هختارك قبل اى حاجه و قدام اى حاجه مهما كان التمن و المقابل مالك باس راسها و بيحاول ينطق وسط كلامها المهزوز: حاضر، و الله حاضر ..ممكن تهدى ..اهدى عشان خاطرى.. عشانى و عشان ولادنا.. انا لسه محتاجلك حلم بتتكلم ف اللحظه اللى هو بيقاطعها فيها بكلامه و اصواتهم ملغبطه ف بعض: هتبقى انت اختيارى الاول و الاهم.. بس ارجوك اوعى تحطنا ف منحنى زى ده تانى مالك اما معرفش يهديها ضمها لحضنه من تانى و هى فضلت تتكلم و تتكلم و تتكلم لحد ما العياط حاش صوتها و إستخبت ف حضنه و إستسلمت لحالة التعب اللى إحتلتها !
صمت ما بعد العاصفه غطى عليهم و ع المكان كله .. مالك بعد وقت كتير حاول يرفع وشها بس هى كانت بترجع تستخبى ف حضنه لحد ما قابل وشوشهم: انا ... بحبك ... اوووى حلم إبتسمت وسط دموعها و هو باس عيونها و مسح دموعها بحركة وشه على وشها: عارفه ده و لا لاء ؟ حلم رجعت لحضنه تانى و هو سابها تتبت فيه لحد ما نامت .. فى الجهاز ثروت إبتدى التحقيق معاه بس مبينطقش نهائى ..
اللوا صالح دخل بقلق متغطى بجمود: انت فاكر ان سكوتك ده هيفيدك ؟ لا انسى ! الحركات دى نعملها لكن متتعملش علينا ! ده احنا اللى بنعلّم العيال تعملها اما تقع ف لا انت عيل و لا احنا هنشربها اما تتعمل علينا ! ثروت ضحك بشكل غريب: انا قولت اللى عندى اللوا صالح بغضب: ايه هو اللى عندك ؟ إنك عايز مالك ؟ هيعملك ايه مالك ؟ انت بجد فاكر ان واحد زى مالك ممكن تلوى طريقه او تلوى دراعه حتى ؟ لا فوق ثروت ببرود: و اما هو كده خايف ليه ؟
اللوا صالح زعق من بروده و هو خارج: انسى ثروت: قوله إنى عايزُه ف حاجه هو اللى هيعوزها منى ! ف يا ييجى بإرادته يا هييجى بردوا بس بغباوه اللوا صالح للحظات القلق إتملك منه و كان بعد ما وصل للباب لف وشه بصّله و خرج .. مش عارف يبلغ مالك و لا لاء بس قلقه غلب عليه ف اتصل على مالك .. مالك جنب حلم و الاتنين ناموا كإنهم بياخدوا هدنه ..
موبايله رن و حلم صحيت مخضوضه عليه .. مالك ضمها و باس راسها: ششش اهدى اهدى ده الفون حلم بصوت مبحوح: متسبنيش، متمشيش يا مالك مالك إبتسم و رفع وشها باسها برقه من بوقها: مش هيحصل متخافيش ساب الموبابل بس مبطلش رن .. رد عليه بالعافيه و كان اللوا صالح و بلّغه بكلام ثروت .. مالك بص لحلم بقلق معرفش يداريه و مش عارف يصيغ استفساراته ..
حلم إتعدلت بإهتمام: فى حاجه و لا ايه ؟ لو محتاجينك ف شغلك روحلهم ! انت مش هتسيبنى و لا انا هسيبك مالك مشّى إيده على شعره بقبضه و حلم مسكت إيده: فهد الحمد لله كويس و إتطمنا عليه إنه إتخطى مرحلة القلق.. و اللى جاى هيعدى ان شاء الله و انا هنا معاهم مش هسيبهم .. مكانك لحد ما تتخطى انت كمان اللى جاى و اللى باقى من القضيه مالك إبتسملها بحب صافى و باس إيدها: ربنا يخليكى ليا..
حلم لفت نفسها بدراعه و اتنفست ف رقبته بهمس: بس ده مش معناه ابدا تسيبنا يعنى و لا تغيب مالك إبتسم و رفع وشها ف وشه و إتقابلت نظراتهم ف منطقه مكهربه هزتهم .. مالك قرب بلهفه من وشها موبايله رن ف غمض اوى بغيظ .. حلم ضحكت اوى بفرحه على لهفته و هو مسك موبايله بغيظ و بصّلها بغيظ و بيعضلها شفايفه و يكز ع سنانه للتليفون و بشكل متغاظ خطف شفايفها ف بوسه شرسه سريعه ..
وقف بغيظ: هروح و مش هتأخر حلم ضحكت و هو خرج مشى راح ع الجهاز .. روفيدا جنب فهد و اول ما حسته بيتقلب إنسحبت من جنبه بهدوء .. مش عارفه خايفه من مواجهته يسألها عن تفاصيل وضعه و لا من عتابه ! فهد اول ما خرجت إتنفس بإحباط .. حس ان طاقته خلصت .. مالك وصل الجهاز و دخل المكتب و كان قاعد و اما اللوا ثروت دخل حط رجل على رجل بثبات و بصّله بإنتصار ..
ثروت كان طالب مالك لغرض بس بمجرد ما شاف نظراته شماته و غرور غيّر خطواته بشكل سريع ! وقف قدامه و قلب شفايفه و سقف: برافوو، بس تفتكر انت كسبت ؟ مالك نزل رجله من ع التانيه و فرد الاتنين قدامه ع الكرسى اللى قصاده و كعمش وشه: هى الدنيا كده، يوم مكسب و يوم خساره ثروت قلد حركات وشه: و انت بقا كده كسبت ؟ تعرف ان المكسب الوحيد اللى بعتبرك كسبته هو إنك خلتنى مش عارفك غبى و لا بتستغبى !
مالك رجّع ضهره لورا بثبات: هى الدنيا كده يوم مكسب و يوم خساره، مشكلتك بس إنك مش عارف تعترف بخسارتك ثروت قلب شفايفه: خسارتى انا و معترف بيها ان خسارتى الحقيقيه ان كل حاجه وقعت على إيدك ! طب و خسارتك ؟ معترف بيها ؟ مالك ببرود: بعترف إنى خسرت ف الاول بس ده مكنش غباء منى، و لا ذكاء منك، عشان لا انا استمريت ف غبائى و لا انت عرفت تكمل اللعبه بذكائك..
ثروت بغموض: اهو انت دلوقت اللى مش عارف تعترف بخسارتك ! لا كان ذكاء منى و انت بينك و بين نفسك عارف ان انت اللى غبى مالك قلب شفايفه: ماهو ده المكسب، قوانين اللعبه بتقول ان اما الواحد يكسب قدام الغبى ميبقاش مكسب ! لكن اما حتى يخسر قدام الذكى مبتبقاش خساره قد ما المعركه نفسها مكسب له ف مابالك اما يكسب ! ف كون إنك بتعتبر نفسك ذكى ف ده مكسبى ثروت شاف مالك بيقلب الترابيزه عليه ف حدفها ف وشه: و حلم ؟ مكسبك و لا خسارتك ؟
مالك وشه إتجمد بشكل حاول يداريه معرفش: ميخصكش ثروت ضحك عشان من ملامحه عرف إنه عزف على وتر اعصابه: عرفت بقى مين فينا الغبى ؟ انا و غبائى كان ف إنى معرفتش اكشفك من الاول، طب و اما انت متعرفش تكشف حلم للأخر ده تسميه ايه ؟ ايه ؟ ايه ! مالك وقف بحده و قبل ما ينطق ثروت قلب شفايفه بتريقه: اللى يخسر قدام الذكى فعلا كسبان، معاك حق، طب و اللى يخسر قدام مَره ؟ يبقى ايه يا .. ياسيادة العقيد ؟ كسبان و لا خسران ؟
مالك عايز يستشف حواره و ف نفس اللحظه مش عايز حتى يسمعه ف رسم برود جاف على وشه .. ثروت كمل بلهجة التريقه: يعنى انا غبى و ضحك عليا راجل زيك ؟ طب و انت اما تضحك عليك مَره ؟ لا و تتجوزك و تخلف منك و تنام معاك على فرشه واحده و انت تريل قدامها تبقى ايه ؟ مالك ساكت مش عارف يفك لسانه كإنه مربوط..
ثروت كعمش وشه بشكل قرفان: بنعلمكوا ان لو إحتاجت لحاجه عند عميل مطلوب بتجيبها بأى طريقه حتى لو هتنام مع مراته ! و ده يبقى ذكاء منك ! لكن اما تتعمل عليك يبقى اييه ! مالك بشكل مفاجئ مسكه من رقبته و كز على سنانه ف وشه: و رحمة أبويا لو قربت منها حتى لو بالكلام لا اقتلك ثروت برغم ضعف موقفه مسك قبضة إيد مالك على رقبته فكها: لا متقلقش مش هقرب منها ..خليهالك اشبعبها ..هى عملت اللى عليها و زياده و قامت بدورها على اكمل وجه..
مالك بصّله بعنف و لسه هيقرب عليه ثروت شاورله بإيده: زى ما إترسملها بالظبط .. و لا انت فاكر إنها كان ممكن تبيع أبوها عشانك ؟ مالك للحظه سكت و عقله بيحاول يترجم الكلمه او يحللها بس فشل ! مين ابو مين و مين يبيع مين ! ثروت شاف ذهوله ف لعب على الوتر ده و ضحك بصوت عالى: لا هو انت كمان كنت متعرفش ؟ و لدلوقت ؟ يا خساره ع الذكاء اللى جاى تتنفخ بيه ؟
مالك بترقب: هى حلم بنت مالك كان تفكيره راح ف إتجاه إنها بنته مثلا بس ثروت قاطعه و رد: هامر،، حلم ابراهيم الدينارى،، بنت الظابط اللى إشتغل ف بلده سنين و محدش يعرف عنه حاجه لحد ما إتكشف و فصلوه من خدمته و خرج برا البلد و مرجعش و بقا هامر !
مالك بلع ريقه بحذر مش عارف يداريه او ف اللحظه دى مهتمش يدارى قلقه: حتى لو .. ف حلم ملهاش علاقه بالقرف بتاعكم ده كله .. قالتلى ان محدش فيكم قربلها ف غيابى و لا حتى بكلمه ثروت ضحك عشان ملامح مالك و لهجته ساعدوه يتكلم بثقه: مش بقولك غبى ! ارجع كده بضهرك لورا و هات خطوات الحكايه من اولها .. مين ساعدك تهرب بعد قتل خليل ؟ انت لا كنت تعرفها و لا شوفتها و لا بينك الود اللى يخليها تجازف مع واحد لسه شايفاه قدامها بيقتل ؟ ايه غير إنها رايحه عارفه هتعمل ايه بالظبط ؟
مالك هيرد ثروت شاورله و كمل: مين عرّف الرجاله بمكانك ف الجبل و راحوا يخلصوا من مرات الغبى اللى وقع و كشف الكل ؟ مين كان معاك وقتها اصلا ؟ مالك بحده: حلم مكنش معاه موبايل اصلا ! رمته قدامى ثروت ضحك جامد: بجد ؟ و احنا اغبيه زيك و لا ايه ؟ طب مش يمكن دى حركه عشان تطمنلها و فى احتياط تانى ؟ مالك بجمود: كذب..
ثروت كعمش وشه: مين مكنش عايزك ترجع و تكمل هرب و لو كنت هربت كانت هتساعدك تخرج برا البلد و ساعتها هنكمل احنا خطواتها ! تفتكر واحده لا تعرفك و لا تخصها هتشجعك ع الهرب و إنك مترجعش ليه ! مالك مسكه من هدومه و ثروت مدهوش فرصه حتى ينطق و كمل: مين دافع عنك ف المحكمه تطلع بأقل الخساير عشان لسه احنا عايزينك ؟ مين كان بيزورك كل يوم ف السجن يتابع خطواتك ؟ مين راحلك اول ما فتحت المجموعه عشان يبقى متابعك لنا و ينقلنا خطواتك؟
مين كان بيلف وراك ف كل مصيبه و ف كل قسم و مهتم يطلّعك ؟ مين كان معاك زى خيالك و ملازمك خطوه خطوه ؟ مين راح معاك المستشفى بعد وقعتك مع فهد و برغم إنها شافت بعينيها عملت نفسها مش فاهمه و مسمعتش لفهد ؟ مين راحلك يوم المحكمه و قتل الرائد محمد و مين شهد معاك بحاجات محصلتش عشان يطلّعك ؟ مين كلمك يوم تهريب عادل و هو مترحل مع فهد و فضل معاك عشان يلغبط خطواتك و تتهدد بيه ؟ مين شاف بعينيه المخدر على هدومك يومها و عرف الحكايه من الوجهه التانيه عند فهد و عمل نفسه غبى عشان يكمل اللى مرسومله ؟ مين بلغنى يومها بمكانكم ؟
مالك زقه من مسكته له وقعه ع الكرسى: انت كذاب ثروت إتعدل ف قعدته ع الكرسى و هو اللى حط رجل على رجل: مين اللى منع فهد يدخلك يوم ما انت وصلت لمراته اما إتخطفت و اداك فرصه تخرج بيها من وسط المكان و الرجاله اللى كانوا تبعنا عشان متتكشفش قدام اخوك ؟ و مين اصلا بلغنا إنك وصلت للمكان و خلى عادل يهرب يومها و متوصلهوش انت مع إنه هو اللى كان خاطف مرات اخوك ؟
مالك بيحلل الكلام ف عقله و باب عقله عامل زى اللى ملهوش كالون و بيتقفل و يتفتح بهيستريا ! ثروت بتريقه: مين صمم ع الجواز منك عشان يغرس رجلك اكتر ؟ لإنها بمجرد الجواز منك يوم ما نقع هتقع معانا لان مجرد النسب ده اتفاق ! ليه مكنتش عايزه تخلف منك ؟ مسألتش نفسك ليه قضية البنوك خلصت بغموض اللى ابتدت بيه و ليه بعد مضيتك على ورثها ؟
مالك بصله باهتمام و ثروت قلب وشه بتريقه: اختلفنا انا و أبوها اما عرف إنى اخدت نصيبها ف الشركه و بعت حد رجّع اللى انا اخدته بطريقته،، بس مسألتش نفسك ليه القضيه خلصت بسرعه و ازاى اصلا ؟ و ازاى اصلا ورثها لسه معاها رغم إنها ماضيه على تنازل عنه ؟ عشان إتفقنا، تكمل هى اللى بدأته معانا فى مهمتها مقابل يرجعلها ورثها..
مالك بغضب مذبذب: كداب ..حلم اصلا مكنتش تعرف إنى عايش ثروت ضحك: ده بجد؟ طب ليه حاولت تمنعك من سفرك يومها بأى شكل حتى لو وصلت للقتل ؟ لو روحت البنك شوفت حسابها هتلاقيه دخل فيه ورثها و حساباتها ف نفس التوقيت .. ليه بقا مع ان المفروض ده وقت حادثتك ! ( كعمش وشه بسخريه ) للدرجادى مش فارق معاها و لا ده كان مهمه و خلصت و حاجه مقابل حاجه و سلّمتك و إستلمت ؟
مالك واقف بيتنفس بالعافيه مره و مره بيتنفس بسرعه انفاس عاليه ورا بعض لدرجة إبتدى ينهج و عقله رجع بسرعه لورا و إبتدى يحلل الحدوته من اولها لأخرها .. فجأه و من غير مقدمات الباب إتفتح و...