logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 5 من 18 < 1 7 8 9 10 11 12 13 18 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية ربع دستة ظباط اثاره رومانسيه تشويق
  05-11-2021 02:15 مساءً   [28]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل التاسع والعشرون

مالك و مارد و يونس وصلوا للرجاله اللى إستقرت فعلا ف الجبل ..
مالك إدى مصطفى إشاره و فعلا كل قياده جهزت بالفريق بتاعها و إتجمّعوا و بالفعل إتجهوا للجبل مكان العمليه و رصدوا المكان اللى إنتشرت فيه الرجاله و وزعوا نفسهم و اللى يعتبر مدخل لجوه الجبل و ده معناه هيستلموا حاجه ايا كانت ايه هى بس الوضع و الترقب و كمية الرجاله بتقول إنها كتيره و غالبا ف نفس العمليه هيتهرّب حاجه بردوا و غالبا ده صفوت و معاه هامر و لو خرج برا البلد يبقى صعب يقع !
مالك إدى إشاره لرجالته اللى كانت متابعه الرجاله من الاول ياخدوا خطوات لورا و وزعهم و إستخدموا كاميرات مكبِّره عشان تقرب الرؤيه بالظبط و إبتدوا يستعدوا !

اللوا ثروت و صالح كان بحكم إنهم القياده الموجوده ف كانوا المحرّك الفعال للظباط و العساكر ..
لاحظوا من كاميرات الرصد وصول عربيات بس شكلها عادى و حجمها متوسط و إبتدت الرجاله تنزل منها كراتين و طلع الطرف التانى من كهوف ف الجبل و إبتدوا يقفوا يتابعوا الرجاله و يستقبلوهم بالكراتين لجوه الكهوف دى
هنا مالك ادى امر بالاقتحام و المبادره بضرب النار بعد ما وزع رجالته ف اماكن مختلفه تحاوطهم !

اللوا ثروت: لحظه لحظه انت فاكر نفسك هتعمل ايه ؟
مالك بغموض: انت مش شايف هنعمل ايه ؟ و لا العرض للفرجه بس ؟
ثروت إندفع: ايوه يعنى هتهجم و هتقبض عليهم بتهمة ايه مش فاهم ؟

مالك نظراته غامضه و هنا صالح إتدخل: فى ايه يا ثروت ؟ مانت فاهم احنا هنا ليه ! الناس دى لازم تتلم باقصى سرعه، كميات السلاح اللى معاهم دى لو دخلت البلد قادره تدمرها و انت عارف مبيلجألهومش غير البلطجيه و سكان الجبل و ولاد الليل !
اللوا ثروت بإعتراض محسوم او ثقه: و ايش عرّفك ان اللى معاهم ده كميات سلاح ؟! كنت شوفتها ؟ عندك معلومات إنهم هيدخّلوا سلاح اصلا ؟ طب مخدرات ؟ طب اى ممنوع ؟ جيبت منين الثقه دى ؟

مالك ببرود غريب ملهوش علاقه بالموقف: طب ما احنا هنشوف اهو
هنا اللوا ثروت انفعل بغضب: انت جاى تهرّج يا بنى ادم انت ؟ لو انت جاى تهرج احنا هنا مش للهزار ؟
مالك بغضب مكتوم: انا لا بهرج و لا انا كمان عندى الوقت لده بس
قاطعه اللوا صالح: انت معترض على ايه يا ثروت مش فاهمك ؟

اللوا ثروت إندفع من غير ما يفكر: انت مش ملاحظ ان كل حاجه طبيعيه ؟ لا العربيات و لا الرجاله و لا حتى الحاجه اللى بينزلوها بتوحى للقلق ده كله ؟ ع الاقل اتأكد من مصدرية معلوماتك
مالك ببرود غريب: ماشى المره الجايه هتأكد
هنا اللوا ثروت انفجر بغضب و فقد سيطرته على انفعاله: انت هنا عشان تنفذ الاوامر و بس ! فاااهم ! مش انت اللى هتعترضنى و لا انا اللى هاخد تعليماتى من حتة عيل زيك !

و قبل ما يتحرك مالك ادى اشاره من خلال الجهاز اللى ف إيده لمارد يخلى بعض القوات تتحرك و تبتدى بضرب النار عشان تربك ع الوضع ..
و مداش لثروت فرصه تانيه يعترض و إتحرك و إبتدت بالفعل القوات بضرب النار ..
إتقدمت رجاله بعدد كبير بخطوات محسوبه ناحية العربيات و الناس اللى المفروض بتسلم و تستلم !
اللوا ثروت لمالك بعد ما لاحظه بيباشر حركات و إشارات غامضه: انا لايمكن أشارك ف المهزله دى .. ده هبل .. و انا لو معرفتش امنعك من الغلط ده و سرعة قرارك ف مش هشاركك ف الغلط ده..

مالك بشكل مستفز ضغط على حروف كلامه: براحتك
اللوا ثروت بصّله بغضب و غيظ: و انا هحاسبك على ده بس مش دلوقت
إبتدوا ضرب النار و إتحركوا ناحيه العربيات بس مفيش تبادل ضرب من الطرف المقابل !
و إتفجأوا بده بس خلاص مفيش فرصه للتراجع .. إتقدموا بحذر ناحيه العربيات و إبتدوا بالسيطره عليهم و رجالة الطرف التانى رمت اسلحتهم اللى كانت ف إيديهم ع الارض و اللى كانت قليله خالص و إستسلموا بسهوله !

وقّفوهم و إبتدوا يفتحوا الكراتين اللى دخلت جوه الكهوف و اتفاجأوا إنه فيها فواكه و خضار !
إتصدموا و اللوا صالح ادى امر بفتح باقى الكراتين اللى لسه مدخلتش و كانت جوه العربيات بردوا فيها خضار و فاكهه !

فتّشوا كل العربيات و اللى كانت شكلها بسيط مش عربيات ابدا لنقل سلاح و بردوا مالقوش فيها حاجه ممنوعه !
فتشوا الرجاله و الكهوف و كل مكان يخصهم مفيش حاجه تتمسك عليهم و ده تحت نظرات الضحك والشماته على وشوش الرجاله ف الجبل !

اللوا ثروت ظهرت على وشه بشكل لا إرادى علامات شماته او انتصار و إستنى من مالك احساس بالفشل او ندم ف إنه إتسرع ف إتخاذ قراره و إعتراف إنه فشل و العمليه باظت بس مشافش حاجه من ده كله ! مالك وشه غامض و ملامحه مفيهاش اى تعابير ! بل ممكن يكون عليها علامات إنتصار واضحه !
اللوا ثروت وقف قصاده إستناه ينطق بس مالك بصّله بنظرات غامضه قبل ما يتخطاه و ادى امر لقواته تتراجع !
و بالفعل إبتدت القوات تتراجع من اماكنهم للعربيات اللى جوم فيها و إتحركوا خارج المكان و الكل مشى و ساب الرجاله ف الجبل بنظرات شماته و انتصار على وشهم ..

اللوا ثروت لمالك و هو ماشى: ماتنساش يبقى تقول سبب اصرارك ع العمليه ف التحقيق يا سيادة .. العقيد !
مالك ضحك بغموض و مشى ..
وصلوا اماكن تجمّعهم ف حاله غضب من الكل و انطلب فعلا مالك للتحقيق
المحقق لمالك: اللوا ثروت بلّغنا إنك صممت ع العمليه لحد اخر وقت مع إنك رايح على غير علم باللى هيحصل و دى كانت مجرد خطوه احتماليه .. و مكنش فى تعليمات مباشره بالإشتباك إلا لو جديد .. اتفضل بررلى موقفك..

مالك بشكل غامض: الموقف إستدعى الاقتحام ف اقتحمنا ! رجاله ف وقت زى ده و بالشكل ده و ف مكان زى ده بيتحركوا ف لازم نفهم ! الموقف حكم !
اللوا ثروت زعق بغضب او عِند: موقف ايه اللى حكم ؟ هاا ؟ شويه رجاله بينزلوا كراتين خضار و فاكهه رايح تقبض عليهم ؟
مالك بصّله بنظرات ثابته قصد تبقى طويله قبل ما ينطق: و انت كان ايه عرّفك إنهم شايلين خضار و فاكهه مش سلاح ؟ اذا كنا احنا اللى مجهزين للعمليه و مجمعين معلوماتها إتفاجأنا بالوضع وقتها !

اللوا ثروت إتنفس بلغبطه و حس إنه ف تحدى مش حوار و لازم يطلع منه كسبان: و الله صاحب العقل يميز و لا انت معندكش .. شكلهم، حركتهم، منظر الموقف كله كان كفيل يوريك اللى انت إتفاجأت بيه !
المحقق بص لمالك اللى رمى كلامه اللى اذهل بيه الكل: مين قالك إننا إتفاجئنا ؟ مش يمكن دى كانت من ضمن خطواتنا !

المحقق: ممكن توضح .. اشرح بوضوح
مالك بثبات: اولا .. عمرك شوفت طريق للجبل مفهوش رجالة ليل للى ف الجبل ؟ او حراسه للناس دى ؟ او اى كلب يهوهو حتى ؟ دول لو مجهزينلك الطريق عشان يسهّلوا وصولك مش هيخلولك الطريق كده !
كمان العربيات اللى نزل منها الكراتين بسيطه و صغيره و مش مسلحه عاديه ! يعنى مش هيئة عربيه بتنقل سلاح و لا مُجهزه لعمليه بالحجم ده !

كمان منظر الرجاله شرح الموقف ! اللى بينقل سلاح ده بيبقا خايف طول الوقت من اى مفاجئات و متوتر و بيركز بس ف اللى بيعمله عشان ينجزه بسرعه و يخلص قبل اى حاجه ما تحصل ! لكن دول كانوا طول الوقت مبتسمين و هاديين لأقصى درجه و من وقت للتانى بيبصّوا وراهم بإبتسامه كأنهم مستنيين حد ! متوقعين مجى حد ! كإنهم حادفين طٌعم و مستنيين الصيده !

و الاهم من ده كله ان اللى بيتاجر ف سلاح و يشارك ف عمليه زى دى بيدخلها و هو عامل حسابه يا قاتل يا مقتول ! يعنى اما تدخل عليهم بضرب النار هيردوا و بعنف كمان .. ع الاقل مش هيستسلموا لا بالسرعه و لا بالسهوله دى ! دول مضربوش رصاصه واحده ! و كإنهم عارفين ان مفيش قضيه اصلا هيشيلوها ف محبوش يشيّلوا نفسهم قضيه اعتداء على رجال شرطه بضرب النار .. ف إستسلموا بهدوء .. حد بيسلم نفسه بالهدوء ده إلا اذا كان واثق من اللى بيعمله !

اللوا ثروت لسه مفهمش ف إتريق: الكلام ده ليا و لا لسيادتك ؟

المحقق بصّ لمالك بتَّفَهُّم و اللوا ثروت إتحرك ناحيه مالك بغيظ: و اما انت فاهم و بالفصاحه دى اشتبكت ليه ؟
مالك بمغزى: مانا عشان فاهم كان لازم اشتبك ! كانت حركه لها معنى و إتفهمت
اللوا ثروت إتلغبط: و ده بقى من وجهه نظرك الفصيحه معناه ايه ؟
مالك بغموض: رغم إنك بتتريق بس حاضر هقولك .. ده مالهوش غير معنى من الاتنين يا حد من عند الناس دى وسط رجالتك يا حد من رجالتك مع الناس دى .. و منه كله حاجه إتفتشت..

اللوا ثروت بصّله قوى: و الله انا واثق من رجالتى بدرجه عاليه .. حتى القيادات اللى كانت معانا كلها رُتب عاليه و اسامى لها تُقلها مش انت اللى هتشكك فيها !
مالك بصّله كتير: انا مذكرتش حد معين .. انت طلبت اسبابى و انا قولتها
اللوا ثروت بغيظ: و انا كمان قولت وجهه نظرى ان لو كلامك صح و فى حد وسطنا يبقا متهيألى إنك الغريب وسطنا .. معتقدش الناس دى فيهم رد سجون و لا غشيم و غبى ! ده غير غيابك اكتر من اسبوعين قبل العمليه و حضورك المفاجئ ف الوقت الضايع ! الوقت اللى محدش يلحق فيه يكشفك..

مالك وقف بحده و اللوا صالح حلّق عليه و وقف قصاده ف إتكلم بغضب: طب إتحاشانى و متخليش رد السجون اللى جوايا يطلع عليك
اللوا ثروت قرب منهم بغضب و اللوا صالح زقه لورا عن مالك بغضب: لاء انت كده زودتها اووى و محدش هيسمحلك ..
مالك له إسمه و سُمعته اللى محدش إستجرى يهوب ناحيتهم ف مش هتيجى انت لاسباب شخصيه ترميها عليه
اللوا ثروت بغضب: امال تفسر ب ايه اللى حصل منه ؟

مالك رغم إنه إتريق بس كلامه طلع غامض: و هو انا لو معاهم هبلّغك ليه و لا هصمم ليه على مشاركتى ؟
اللوا ثروت بعِند: مش يمكن ضميرك صحى على اخر وقت ؟ خوفت تتورط مثلا ؟
مالك ضم بوقه بتريقه: اخدت منكوا المعلومات الاخيره ف اخر وقت و شاركت ف اخر وقت و إتفقت معاهم ف اخر وقت و ضميرى صحى ف اخر وقت و إتراجعت ف اخر وقت ! انت مصدق نفسك ! سامع نفسك اصلا !؟

هنا رئيس الجهاز كان موجود و عجبه رأى مالك و إستعقله و نوعا ما شدّه طريقه تفكيره و إهتمامه بالتفاصيل و سرعه اتخاذه للقرارات: طب ده عن تحليلك للموقف ! ايه بقى عن رأيك ؟ رأيك اللى خلاك برغم إنك اهو طلعت فاهم و مش متفاجئ إلا إنك اخدت نفس الخطوه !

اللوا ثروت كان هيتكلم بغيظ بس وقّفه بإشاره بإيده و مالك بصّله كتير بتركيز: معنى إنهم حطوا خطوه زى دى و ف وقت زى ده يبقى دى خطوه تمهيديه لهم و تشتيتيه لنا !
يعنى يا العمليه ف مكان تانى بس ف نفس الوقت و مكان الجبل ده بالرجاله دى إتحط مجرد تمويه عشان عارفين إننا هنرجعله ف حبوا يبعدونا عن المكان الرئيسى للعمليه ..

يا العمليه ف نفس المكان بس وقت تانى و ده عشان يبعدونا عن الوقت الاساسى بتاعهم و الوقت ده عشان يتوهونا مش اكتر عنهم !
القيادات الموجوده نوعا ما عجبهم رأيه و تحليله بدقه للموقف و قرروا يمشوا ورا تفكيره ..

مالك كان كلامه موزون و ثابت و هيبته بتنطق عنه: زى ما وضحتلك ده كان طُعم و إتحدفلنا .. و بما إنه طُعم ف ده معناه ان فعلا فى عمليه و كبيره و إلا مكنوش لجأوا يشتتونا .. ف كان لازم ابلع الطُعم قدامهم و ادخل بالرجاله عشان خطوتهم اللى هتيجى بعد الطُعم تفضل ثابته و يتطمنوا لها و إلا لو كنت بينتلهم إنى فهمت لعبتهم كانوا هيغيروا خطواتهم و ساعتها الله اعلم كانت هتبقى خطواتهم هتتحرك لإيه و لفين !

مدير المخابرات: إعتبر معاك كارت اخضر و إتحرك
مالك وقف بهيبه معتاده و بثقه: و انا جاهز .. بس ليا مش هقول شرط لإنكم اكبر من إنى اتشرط على حد بوضعكوا و لا الموقف ده اللى يستحمل شروط بس خلينا نسميها تحفظات

الكل بصّله بترقّب و هو بثقه: هختار حد يبقا خطواته موازيانى لإنه يعتبر انا بطريقه تفكيره .. كمان القرارات ليا سواء ف الوقت او الطريقه او اى شئ يخص العمليه مهما كان القرار صغير او كبير
الكل بصّ لبعضه شويه و بعد مناقشات إدوله الموافقه بشرط إنه هينفذ بمساعدة اللوا صالح و ثروت معاه لإنه كان متابع خاصة بعد غياب مالك الفتره اللى فاتت !
مالك بهدوء: مش هينفع
اللوا ثروت كتم غضبه: انت معترض كمان على وجودى ؟!

مالك ببرود: لإننا ببساطه مش هنتفق .. هنعارض بعض .. واحد فينا هياخد قرار و التانى هيلغيه ..حضرتك إعترضت على رأيى ف الاول لمجرد إنك مش مستحمل حد يزايد على رأيك .. و مكنش في بينا سابق خلاف .. لكن دلوقت هتعترض لمجرد العند مش من منطق الصح و الغلط .. عشان بس تثبت غلطى .. و ده انا مش هقبله ف هنختلف و ده مش ف صالح العمليه..

اللوا ثروت كان هينطق بغضب قاطعه رئيس الجهاز: طب اعرض خطواتك و احنا هنشوف و لو صدّق عليها هتتعاونوا مع بعض
مالك تحفز ف الكلام بشكل ملحوظ: انا قولت حاجه من الاتنين يا العمليه ف مكان تانى بس ف نفس الوقت ..
يا العمليه ف نفس المكان بس وقت تانى
و من رأيى إنه المنطقى و من الاسهل ليهم ان التغيير هيبقا ف الوقت .. يعنى لعبوا على نقطه الوقت ..
اللوا صالح: و تفتكر اقرب تخمين للوقت الصح امتى ؟

مالك فكر شويه: ده معناه ان الوقت الصح للعمليه هيبقا مش بعد الست ساعات الجايين .. مش هيبعد عن كده ف الوقت .. و ده اللى هنتحرك بناءاً عليه !
كلهم بصّوله بإستغراب و اللوا ثروت زعق بهجوم: ده كلام يُعقَل ؟! عمليه لسه طالعينها من ساعتين تلاته و فشلت عشان عِند البيه اللى عايز يفرد عضلاته و يعمل لنفسه مكان و خلاص وسطنا يقوم اما نيجى نعيدها نعيدها ف اقل من كام ساعه ؟! ده عقل ؟ ده تخلّف !
مالك بصّلهم بمعنى مفيش فايده: مش قولتلكم مش هنتفق..

اللوا صالح: طب وضّح وجهه نظرك ليه بالسرعه دى ؟
مالك: طالما معانا المعلومات اللى تجزم ان فيه عمليه و طالما طلع اللى حصل ده مجرد مغرز إتنصب مخصوص ف ده معناه إنهم مختارين وقت تانى للعمليه و حطوا الوقت ده تتويه .. و انسب وقت هيكونوا مختارينه هو بعد التمويه اللى عملهولكوا ده بكام ساعه بس لإنهم هيخمّنوا إنك هتفكر بنفس الطريقه إنه مش معقول لسه ماشى بخيبه من كام ساعه و هترجع بعد كام ساعه!

مش هتقيس السكه و ترجع يعنى ! ع الاقل هتاخد كام يوم عشان تراجع معلوماتك و تهجم تانى.. ساعتها يكون كل حاجه خلصت .. يعنى هيحطوا خطه تناسب طريقة تفكيرك انت مش تفكيرهم هما.. هيفكروا بنفس طريقتك مش معقوله ترجع بعد ما مشيت على طول ف هيخلوها بعد ما تمشى على طول و عشان هتفكر إنه مش معقوله ف نفس المكان اللى إتكشف ف هيخلوها ف نفس المكان !

اللوا ثروت نفخ بغضب لإنه العقل بيقول ان كلام مالك مُقنِع و مقبول للعقل بس رافض الإعتراف بده: و انت بقى فاكر نفسك هتعرف تدخل الجبل تانى بعد اللى حصل؟ ع الاقل دلوقت ده زمانهم مفخخينه لو على كلامك ده
مالك بغموض: ماهو كان الصح حضرتك تستغل وقت التفتيش و التراجع مننا و تسيب حد من رجالتك هناك و اى جديد يديك اشاره .. يبقا عينك هناك مش تقف تتفرج علينا.

اللوا ثروت إرتبك بلغبطه و مالك محافظ على غموضه: و طبعا حضرتك معملتش ده .. لإنك ببساطه إنشغلت بحاجات تانيه
اللوا ثروت زعق: حاجات زى ايه يا بنى ادم انت ؟ تقصد ايه !
مالك بهدوء بارد: زى إنك تعاند و تمشى قراراتك و اهو تطلعنى غلطان و بس
اللوا ثروت إننفس بصوت عالى و مالك بصّله قوى: مممم عموما دى انا هتصرف فيها و بنفسى لو اخدت كارت التحرك.

كلهم بصّوله بقلق شويه بس إختاروا إنهم يثقوا فيه للاخر، و قرروا يحطوا الليله كلها بين إيديه و يتابعوه من بعيد ف قرارته و يوفروله اللازم ..
اللوا ثروت خارج بيزعق: معرفش واحد رد سجون بسبب غشمه ف لحظات زى دى ازاى يبقى ف نفس المكان تانى ؟
وقف على كلام مالك اللى قصد يرميه: ممنوع رجوع اى حد او استخدام اى شبكة ارسال او اجهزه الكترونيه لحد ما العمليه تخلص !

اللوا ثروت بصّله قوى و مالك كمل كلامه من غير ما يبصله: و للعلم هيبقى فى اجهزه تفوّر اى جهاز موجود ف المكان و تسقّط الشبكه
اللوا ثروت هيندفع مدير المخابرات رد على مالك: ماشى يا مالك و احنا هنثق فيك و اتمنى تبقى قد الثقه دى و إلا خسايرنا هتبقى كتير ! صفوت اللى خرّجناه بإيدينا و السلاح و الرجاله و فوقيهم هامر !

مالك بثقه: و لو حضرتك مش عارفنى كويس مش هتدينى الثقه دى
اللوا صالح: و هتختار مين معاك ؟ تقصد مين ؟
مالك إبتسم: اكيد عارف اجابتى من قبل ما اقولها .. يونس .. بيفهمنى من عينيا مبحتاجش اتكلم عشان ياخد الخطوه اللى المفروض تتاخد ..و بما اننا معندناش الوقت اللى يكفى للكلام و الفهم و اللى نجرب فيه ف لازم يونس معايا لإننا فهمنا لبعض هيوفر كتير من الوقت اللى مش عندنا اصلا .. كمان مارد ده اكيد لإننا إشتغلنا مع بعض كتير من اول القضيه و طبعا مازن و مصطفى..

اللوا ثروت بغيظ: و هما شويه العيال دول اللى هيمسكوا مهمه زى دى ؟! انت مش عارف انت بتتكلم ف ايه ؟
مارد كان متابع الحوار بصمت تام من غير كلام بس نظراته لمالك كل ما تتقابل بتقول كتير كإنهم قاريين بعض سابق ..
اللوا ثروت بصّ للكل بغيظ: انتوا هتوافقوا ع الهبل ده ؟ هتسيبوا حتة عيل رد سجون يحرككوا زى الالات ب إيده و تكمل بشوية عيال !؟

اللوا صالح لسه هينطق بغضب مالك قاطعه بغضب و كزّ على سنانه: شوية عيال ؟! طب و رحمة أبويا لا اوريك رد السجون و شويه العيال دول ممكن يطلع منهم ايه ؟
اركنلى انت بقى على جنب و انا هفرّجك على اللى بتقول عنهم عيال و هما بيخلصوها !
اللى انت شايفهم عيال دول هما اللى هيخلصوا المهمه دى و من غير تدخّل من حد .. هتبقا موجود بس عشان تشوف هيمشّوها ازاى لكن حق القرار و تقرير مصير العمليه ف ايدى و منى ليهم !
اللوا ثروت بصّله بغضب اعمى: و انت بقى اللى هتخلصها يا ... رد السجون !؟

مالك وقف بهيبه و ثقه: و رحمة ابويا كمان مره لاخلّصها و من غير خساير خالص .. و لولا اذن الموافقه كنت وعدتك اخلصها بطولى .. ب أيييه ؟ بطولى !
كلهم بصّوله بذهول بس ثقته ف الكلام غير تاريخه اللى سابقه مطمنينهم ..
الكل اجمعوا ع الموافقه إنه هيبقى القائد الفعلى للعمليه برغم وجود قياداته و هو حس إنه فعلا ف اختبار ثقه لازم يبقا قدها !
مالك بهدوء: ادونى ساعتين بالظبط من دلوقت و هديكوا الضوء للخطوه الجايه
خرج و سابهم و هما انتظروا اللى ممكن يحصل ..

خرج من عندهم على الكرفان اللى نصبوه لتجمعهم جاب اللبس المخصص ليهم لبس و حط اللى ممكن يحتاجه من اسلحه ف جيوبه و لف حوالين بطنه حزام بكذا قنبله غاز و يدوى ..
اللوا صالح دخل عنده و هو طلب منه متفجرات و قنابل يدويه و هيدروجينيه و بكميات !
صالح بإستغراب: انت ناوى على ايه بالظبط ؟

مالك سكت و هو بغضب: انت هتعملها بجد ؟ انت فاكر نفسك ايه ؟ انا مش هسمحلك ب ده ؟ انا سيبتك تهدد اه لكن حته بطولك دى انسى .. انت اهبل؟
مالك بتريقه: ايه يا عم طولى ايه و عرضى ايه ؟ انت فاكرنى جاكسون ؟ انا بس هاخد اول خطوه لوحدى و دى عشان نحجّم الخساير .. لإنك زى ما قولت إنهم كتير و اكيد هيستخدموا ديناميت و متفجرات و قنابل .. و اللى عايزُه منك ده هيقيّدهم شويه !
اللوا صالح بقلق: فهمنى الاول ..

فهد تانى يوم صحى بدرى جدا و نزل شغله خلّص كذا حاجه و قابل عدى و طلب منه هينزل و لو اجازه مؤقته لحد ما مالك يرجع او يتطمن على عيالهم و مراته و حلم ..
عدى: احنا خلصنا تقريبا و اسبوع و هنرجع القاهره و
فهد بزهق: لالا مش قادر تانى .. اللى باقى مش كتير و كله شغل نظرى و تحقيقات و شغل نيابه .. كمل معاهم و هتابع معاك بالموبايل..

عدى رفع حاجبه: اللى يسمعك يقول مربطينك و جايبينك ان مكنش انت اللى جارى ع القضيه دى و انت عارف هتسافرلها ! انا بردوا قولت غريبه تنزل شغل كده من غير مناهده و تجرى عليه زى اللى بتهرب من حراميه بيجروا وراك..

فهد صوته محبط من روفيدا اللى بقا متأكد ان الموضوع يا اخد سكة عِند معاه يا قلبها قفل بجد: انت بتقول فيها ! انا فعلا بهرب! بهرب من كل حاجه كنت بجرى وراها و عليها ! كل حاجه موتت عليها عشان عايزها و مبقتش عايزانى ! مراتى و اخويا و حتى إبنى ! ده مالك الصغير بقا بيزن و يعيط اول ما اشيله زى ما اكون مثلا غريب عنه مش عارفنى او عارفنى و نافر منى ! مش عارف..

عدى حاول يبسطهاله: ايه الهبل ده ! مالك ايه اللى هتزعل منه يا اهبل ! ده عيل مش فاهم و اه فعلا ممكن يكون مستغربك ! انت عارف العيال ف السن ده بتبقى مرتبطه بآمهاتها اكتر..

فهد غمض عينيه و عدى حط إيده على كتفه: و اذا كان على أمه ف صدقنى الموضوع مش محتاج اكتر من شويه صبر مع معافره مش إستسلام و هروب بالشكل ده ..مش يمكن محتاجاك تحارب خوفها او حتى عِندها زى ما بتقول و من هنا تحس بالامان و ترجّعلها ثقتها فيك زى ما هى طلبت ! مش يمكن مستنيه اكتر ف الوقت اللى انت بتهرب فيه ! لسه فى بينكم حاجات كتير متهدتش، ع الاقل مالك الصغير، و الكبير كمان على فكره..

فهد ضحك بحزن: الكبير ! مالك الكبير ردلى القلم سواء بقا يقصد او لاء ! الله اعلم قعد معاها ليه و قالها ايه بس هى قالتلى وسط الكلام إنه حتى لو بيحذرنى منك ف مش هيبقى اختلف عنك ! يعنى ع الاقل قالها إنى مثلا روحت لحلم سابق و وقفت بينهم ! يبقى باقى مسار الحوار مفهوم !

عدى سكت شويه: متكلمتش معاه ؟ لسه مبتتكلموش !
فهد غمض عينيه و إبتسم فجأه و بردوا كشر فجأه: كلمنى امبارح، غايب بقالى اسابيع مش عارف ازاى مخدش باله و لا إستغيبنى غير إنه إستغنى ! ده انا محصلتش عنده زى حلم ! كلمنى امبارح عشان نازل سفريه تبع شغله..

عدى: ده معناه إنه لسه باقى عليك بدليل رجعلك ف وقت زى ده ! و الحراسه اللى سايبهالك لدلوقت ! و اهتمامه ببيتك و مراتك و إبنك ف وقت زى ده ! صدقنى القلوب الصافيه مبتبقاش محتاجه اكتر من حبة محايله و مالك قلبه صافى
فهد إبتسم بالعافيه: المهم حاليا عايز انزل .. عايز ابقى جنبهم ف وقت زى ده يمكن اما يرجع يلاقينى نتكلم، نتعاتب، نتخانق حتى بدل مانا زى الفراغ بالنسباله ! يمكن صالح حلم عشان قدامه او عندها اصرار ف استسلم و يستسلملى زيها..

عدى: خلاص انزل، اسبوع مش هيفرق و لو فى جديد هبلغك و لو حصل حاجه كلمنى
فهد هز راسه و عمل كذا حاجه ف شغله و كذا تليفون و اخد حاجته و خد عربيته و مشى ..
ف نص الطريق لاحظ عربيات بتقرب منه و بتحاول توصله و الحراسه بتحجز عليهم ..
فهد إنتبه بتركيز و خرّج سلاحه و إبتدى يتعامل بيه اما شافهم بيضربوا على عربيته و الحراسه بتتصدرلهم !

العربيات كانت كتيره اوى اوى و زى ما يكونوا دارسين الموقف عن بُعد و عارفين بالطريق و خطوات فهد و حتى بالحراسه اللى معاه و يمكن عددهم ف عملوا ترتيباتهم بشكل يغطى ع الموقف بسرعه !
ف دقايق كانت عربيات الحراسه بتقع واحده ورا واحده و مفضلش غير عربية فهد و حاوطته عربيه من جنبه و عربيه من تانى جنب و عربيه قدامه و بيحاول يرجع لورا يلف خبط ف عربيه وراه و المكان بقا معجنه !

بيضرب و بيتضرب عليه لحد ما اخد طلقه جات ف صدره ! حاول يقاوم بس جات وراها طلقه وراها كمان طلقه لحد ما إبتدت روئيته تتشوش لكل حاجه قدامه و العربيات قدامه كإنها بتدخل ف بعض و شافها بتقف و شاف وشوش غريبه بتظهر و تغيم و تشوش و تقرب منه و هنا الصوره إسودت قدامه و بوقه بيحدف دم و عيونه غرّبت و قفلت !

مالك شرح بشكل سريع للوا صالح اللى هيعمله و اخد منه اللى طلبه و قسِّم الحاجه ف شنط كتف بينه و بين يونس و مصطفى و مارد و مازن و كل واحد اخد شنطته و ركبوا عربيه واحده و إتجهوا ناحيه الجبل ..
نزلوا و ب إشارات لبعض كانوا وزّعوا نفسهم على مداخل ل اماكن معينه و إبتدوا يزرعوا القنابل و المتفجرات اللى مالك اخدها من اللوا صالح ..

حطوا عدد مش قليل و ظبطوها على توقيت معين مالك حدده بدقه و وزعوا كل حاجه و ظبطوها ب مُتحَكِم خارجى بحيث يتدخلوا ف الوقت المحسوم اللى حطوه !
مالك اخد لفه بهدوء و تفحيص للمكان كله و ف وقت قصير كان حدد مداخل و مخارج المكان و عدد رجالتهم ف الكام بالظبط و اماكنهم و كل معلومه ممكن تفيده عن المكان و خباياه !

جمّع كل ده بس مش على ورق و لا حتى فلاشه ! لاء جوه دماغه اللى بقت موسوعه و ف نفس الوقت كان مارد و الباقى خلصوا كمان ..
خلصوا و كل واحد فيهم اتجه للمكان اللى إتفقوا عليه يجمعهم اما يخلصوا .. و فعلا إتجمعوا و بإشاره كل واحد منهم فهموا بعض ان كل واحد عمل المطلوب بإحترافيه و فاضل الباقى وقت الإشتباك !

ركبوا و إتحركوا بحذر لحد ما خرجوا من المكان كله و وصلوا الكرفان اللى بيتجمّعوا فيه و هناك قابلهم اللوا صالح بقلق
اللوا صالح: ايه يا مالك ؟ كل ده ؟ وصلتوا لفين ؟
مالك بثقه: متقلقش
مالك اخده و دخل و يونس و مارد و مصطفى و مازن معاه ..

اللوا ثروت من شكله متربص لمالك و عينيه بتطق غيظ ..
إتتجمعوا و مالك إبتدى يشرح بالتفصيل خطته اللى حطها من خلال إستطلاعه للمكان و طبعا احتفظ بجزء معين لنفسه .. مطلعش كل حاجه وصلها و قرر يخرّج اللى عنده شويه شويه !

مالك حط خطته و وزع المهام عليهم و إستثنى اللوا ثروت زى ما وعده و ده غضّبه جدا و ثار جنونه اللى كتمه جواه لحد اما يشوف هيوصل لإيه !
خرجوا و مالك إستعد و معاه مارد و البقيه ف عربيتهم و الباقى وراهم !

إبتدوا ياخدوا طريقهم للمكان حسب إشارة مالك ليهم و هنا اللوا ثروت إعترض بغضب: احنا هنوصلهم من نفس الطريق ؟
مالك ببرود: اه، و محدش هيتحرك بمزاجه لإنى حاسب حساب كل خطوه !
اللوا ثروت بضيق من لهجة مالك: و انت مفكرهم هبل للدرجه دى ؟! لسه ماشى من عندهم من كام ساعه من المكان من الطريق ده و هيسيبهولك كده مفتوح و هتعديه بسهوله ؟ ده اكيد متلغم تحسُّبا لاحتمال مجيك مره تانيه !
مالك بصّله كتير: انت بتتكلم بجد ؟
اللوا ثروت بصّله بغيظ و هو بثقه: ماهو عشان هيفكروا بنفس طريقتك انا جيبتك من هنا ..

المكان بتاعهم ليه طريقين بيوصّلوا ليه و لإنهم هيفكروا بنفس طريقتك و هيعتقدوا إنك هتختار الطريق التانى غير اللى انت جيت منه المره الاولى عشان هتتوقع نفس اللى قولته ده ف بالتالى هيختاروا هما الطريق التانى يسدوه عليك و يلغموه عشان يمنعوا وصولك ليهم .. و هيسيبهم من الطريق ده اللى انت سبق و جيت منه لإنهم هيخمنوا تفكيرك ده و هيتوقعوا إنك هتستبعده ف بالتالى مالهوش لازمه تأمينه لإنك هتستبعده ..و عموما انا سايب مصطفى ع الطريق التانى تحسبا لاى جديد
اللوا ثروت نفخ بضيق و مالك بصّله بثقه: اتحركوا..

بالفعل الكل اخد طريق مالك و إتجهوا للمكان اللى حدده و ده كان على بُعد مسافه كبيره من النقطه اللى بالتحديد هيتم فيها العمليه !
اللوا ثروت إعترض بهجوم و مع اصرار مالك و تحذيره له بعدم التدخل نهائى سكت على مضض ..
ركنوا عربياتهم و دخلوا عربيه كبيره زى الكرفان مقفله بتضم القيادات دى و معاهم مالك وسطهم ..

و كان العربيه فيها كاميرات رصد تقرّب المكان من على بُعد و توصّلهم تحركات الرجاله برا .. شغّل الكاميرات و إبتدوا يتابعوا بقلق و إستنوا اللحظه المطلوبه
اللوا ثروت إعترض بسخريه: موزعتش القوات ليه على اماكنهم يا .. يا باشا طالما رد السجون بتزعّل كرامتك ؟
مالك اخد نَفس عنيف و ثروت بصّله بتريقه: و لا هتخلصها بدراعك !؟

مالك بغموض: و الله انا قولت ليا حق تقرير المصير و على مسؤليتى
اللوا ثروت نفخ بضيق و بصّلهم بتوتر و سكت و هما متابعين بتركيز لحد ما ظهر قدامهم عربيات وقفت .. المرادى عربيات فخمه جدا و كبيره وكل عربيه منهم محاوطها من فوقها حراسه مشدده مسلحه وكتيره ..

عدد العربيات كان كتير جدا جدا بشكل صدم الكل و بالتالى الحراسه المسلحه اللى كانت عليها كانت بعدد فوق العادى و بالتالى خمنوا إنه الوضع فوق السيطره !
اللوا ثروت بص لمالك بنظره طلعت من غير إرادته شماته و الكل إبتدى يقلق بجد و مالك بيبصّلهم بغموض و متابع بتركيز !
اللوا صالح: ايه العدد ده كله ؟ و ايه العربيات دى كلها ؟ دى لو كلها محمله سلاح يبقا خربت بجد !

ثروت ضحك ضحكه مستفزه و صالح بص لمالك: مالك ! احنا اه كنا حاسبين حسابتنا و سايبين مسافه لاى احتمالات او مفاجئات بس مش بالشكل المفزع ده !
مالك متابع بتركيز و ساكت تماما !
و هنا إندفع اللوا ثروت بغيظ و غضب: ما تنطق يا بنى ادم .. اخلص خد خطوه ع الاقل وزّع القوات ف اماكنهم
مالك ببرود: لسه كل خطوه لها وقتها المحدد بالظبط
اللوا ثروت بغضب: انت هتفهم اكتر
مالك قاطعه بتحذير صارم: و لأخر مره بحذرك و إلا هتزعل..

الكل إنتبه للكاميرات و إبتدى ينزل منها الحراسه رجاله باشكال ضخمه و إبتدى يفتحوا العربيات و ينزلوا منها حمولات شكلها غريب و مقفله و ملفوفه بحذر ومن شكلهم و من شكل الحمولات دى و القلق اللى ع الكل المره دى تختلف و شويه و نزل صناديق خشب كبيره جدا زى التوابيت !
هنا مالك نزل بحذر و إبتدى يقرّب بهدوء و ترقّب و إدى إشاره لمارد و زيها ليونس اللى كل واحد فيهم محطوط على راس طريق محدد و معاه حد من مازن و مصطفى..

بعتلهم إشاره غامضه و هو طلع ريموت تحكُّم من جيبه و إبتدى يتعامل معاه و هنا طلع صوت انفجار زى الصاعقه هز المكان كله و مع هدوء الجبل و الليل الصوت كان زى الرعد جلجل المكان !
و ثوانى و كان الصوت إتكرر من مكان تانى ف الجبل و بعده من مكان تالت و هكذا .. و إبتدت سلسله انفجارات ورا بعضها و النار إبتدت تطلع من كل جهه فيها انفجار و غالبا الجهات دى بعيده شويه بس محاوطه العربيات بالحراسه برجالتهم..

اللوا ثروت إتبرجل بصدمه: انت عملت ايه ؟ احنا من امتى بنتعامل بالغُشم ده ؟
مالك شاورله على بوقه شش ببرود غريب: لسه مجاش دورك

اللوا ثروت زعق: دور ايه يا حيوان انت ؟
مالك بهدوء يلعب ع الاعصاب: دورك ف الكلام ! ف الخطوات اللى بناخدها ! اسكت بقا لحد ما يجى !
اللوا ثروت بصّله بحده: انت اما طلعت تستكشف المكان من تانى عشان تحط خطواتك ف بدل ما حطيت خطتك حطيت قنابل تهد بيها الوضع و خلاص ؟
مالك هز راسه ببرود مستفز اه !

اللوا ثروت زعق بإندفاع: ده معناه إنك فاشل و مش عارف تسيطر ع الوضع !
مالك كان بيكمل معاه حواره ف نفس اللحظه بيكمل الجهازب إشاراته للبقيه ف هز رايه بإستفزاز و إتجاهله !
اللوا ثروت بصّ للبقيه بغيظ: المفروض بنبتدى بالرصاص .. احنا حتى بندى فرصه للإستسلام الاول قبل الضرب و بعدها حتى اما بنضرب بنضرب بشكل عشوائى عليهم ! يعنى مش ف اماكن حيويه عشان يقعوا تحت إيدينا عشان نعرف لو للقضيه باقى نكملها و نسمع منهم ! لا دى طريقتنا و لا اسلوبنا .. ده غُشم و غباء !

مالك عامل مش سامعُه و بيكمّل اللى بيعمله و مارد و معاه مازن و مصطفى و معاه يونس بردوا ماشين معاه خطوه خطوه ..
هنا الرجاله إتفزعوا من الانفجارات و النار اللى محاوطاهم و إنتبهوا للفخ اللى إتنصب بس لسه مفهمهوش اووى لإنهم مش شايفين حد ظاهر ف بالتالى مش عارفين بيتعاملوا مع مين !

بس الوضع اللى هما فيه و صوت الانفجارات خلتهم يطلعوا اسلحتهم اللى ف إيدهم و يبتدوا بضرب النار ..
و بما ان مالك موزعش قواته و كان راكن و متابعهم على بُعد كبير منهم .. ف بالتالى الضرب كان عشوائى لمجرد إنهم خمنوا ان فى حد معاهم ف المكان و هو اللى فجَّر ده كله !

مالك ادّى إشاره لمارد و بقيتهم بالتراجع لورا و يكونوا على وضع الإستعداد !
اللوا صالح: انت مش هتدى امر للقوات تنزل ؟
مالك بهدوء: تنزل عشان تموت ؟
اللوا ثروت بغيظ: انت قفّلتها بالشكل ده عشان تمنع الإشتباك ؟ موِّت الكل بدون اى فرص ؟
مالك ببرود: و الله انا لسه مموتش حد
اللوا ثروت هيزعق مالك بصّله بتريقه: بس شكلى هبتدى.

اللوا ثروت بصّله بغيظ و عنف و هنا صالح إتدخل: مالك ! ايه اللى بيحصل !؟ و اما انت هتلجئ للتفجير بالعنف ده ليه حواليهم ؟ ليه مش عليهم ! اه محتاجين الناس دى بس لو اكتشفت الوضع خارج السيطره و هتفجر يبقى..

مالك لسه هيتكلم يقاطعه ف لاحظ الرصاص بيقل و ضرب النار بيختفى شويه شويه و إبتدت حركات عشوائيه من الرجاله و التجار و الحركات دى كانت معظمها للكهوف و الخيم .. الاماكن دى كانت زى المخازن بيحطوا فيها اسلحتهم الشخصيه اللى بيستعملوها بشكل شخصى ف اى طوارئ مش اللى بيهرّبوها !
كانت الكهوف دى فيها المتفجرات و القنابل و الاسلحه اللى هما حطينها للاستعمال الشخصى ليهم لو حصل اى لبش ف العمليه او كبسه و باظت ..

و بمجرد ما وصلولها إكتشفوا ان التفجيرات دى كانت فيها و إتفجرت باللى فيها و إتحرقت بالكامل ! و إنهم حطوا قنابل جوه اماكن اسلحتهم اللى هيلجأوا ليها وقت الطوارئ و بتالى هيشلّوا حركتهم .. إبتدوا يتجهوا ناحيه العربيات و هيستعدوا للحركه !
و هنا مالك إدى إشاره لمارد يتقدم و ف لحظه كان مازن و يونس و مصطفى و امنيه بيتقدموا كل حد فيهم من جهه و معاه اسلحته و مالك إتحرك بسرعه كان سابقهم بخطوه بس ف اتجاه تانى و هما إبتدوا يسيطروا ع الوضع !

و لإن الطرف المقابل ليهم كانت اسلحته انتهت و مفيش اسلحه مساعده ف اضطروا يستسلموا بغل و شر !
لحظات و كان الوضع تحت سيطرتهم من غير ضرب نار ..
و هنا مارد و اللى معاه إبتدوا يقرّبوا و بنوع من المقاومه إبتدى إشتباك بالإيد و الملاكمات !
و اللوا صالح نزل و معاه اللوا ثروت اللى حركته بطيئه بغضب و إبتدى نوع من الاشتباك الخفيف بالإيد كمقاومه اخيره منهم !
هنا ظهر مالك من فوق صخره كبيره من جهه تانيه ف الجبل و ف إيده اتنين و لاففهم بعنف قدامه و دول كانوا هامر و صفوت !

مالك قرب و رمى صفوت ف الارض مربط تحت رجليه و فضل ماسك هامر و طلع مسدسه على دماغه و بقوه: ادى امر لرجالتك يوقفوا الهبل ده .. خلاص خلصت !
هامر بصّلهم بغضب و عنف و هنا رجالته بالعدد ده كله من غير سلاح مالهومش لازمه ف إبتدوا يستسلموا .. مالك شاورلهم ف نزلوا ع الارض و مارد و يونس حاوطوهم بقوه !

مالك بصّ للوا ثروت بغموض و إتريق: ااه نسيت .. ادى بقا امر للقوات بتاعتك تتحرك يا .. باشا !
اللوا ثروت بصّله بعنف و مالك قرّب منه بهيبه و ثقه و رمى هامر اللى كان ف إيده تحت رجل ثروت و انسحب بثقه لورا ..
اللوا صالح ادى امر للقوات تتحرك ناحيتهم بعربيات فارغه و إبتدوا يكلبشوا ف الرجاله و ينقلوهم على العربيات لترحيلهم للسجون !
و عربيات تانيه بتفتّح الحمولات اللى إتصدموا باللى فيها من كميات مخدرات و هيروين و حمولات تانيه بأسلحه بيضا و الادهى من ده كله كذا عربيه ببنات كانوا هيعدوا بيهم لبرا البلد بعد ما تتسلملهم دلوقت !

الكل واقف على وشهم اسئله كتير بس مبسوطين بالنتيجه المرضيه بالنسبالهم !
صالح بصّ لمالك بقلق بعد ما لمح دم على التيشرت بتاعه تحت الجاكت اللى رغم إنه اسود إلا ان الدم بان منه
امنيه قربت بفزع: ايه ده انت إتصابت ؟
مالك بصّ للجرح بانتباه كأنه مكنش واخد باله منه: ااه ده تعويره بسيطه مش اصابه..

امنيه زعقت و قرّبت منه بلهفه: يا زفت انت و مقولتش ليه ؟ و واقف ترغى و تتكلم وتشرح ما اللى يفهم يفهم و اللى إستغبى شالله عنه ما فهم
اللوا ثروت بصّلها بغضب لإهانته المقصوده و هى شدته بلهفه: يلا نتحرك على اى زفت
مالك بغيظ: دى مش رصاص و لا اصابه .. ده الهباب ده كان بينازع و انا بقرّب منه خبطنى بسكينه كانت محطوطه قدامه على طبق ف الخيمه ! تقولشى ابو جهل قاعد و لامم من كل رجل قبيله !

الكل ضحك و صالح رفع حاجبه و مالك ضحك بهزار: ماهو كان قاعد ف كهف بس بعيد شويه عن حركتهم .. تقريبا كان هيتحرك معاهم من هنا لبرا البلد
اللوا صالح شاورله: فى اسعافات يلا حد يسعفك و مارد و يونس بيباشروا الوضع لحد ما يقفلوه و معاهم مازن و مصطفى،، يلااا
مالك: هشوف مارد طيب
إتحرك ناحية مارد و مصطفى اللى كانوا بيتابعوا تحميل الرجاله ف عربياتهم و مازن و يونس مراقبين تحميل الحاجات اللى كانت معاهم !

قرب مبتسم: مبروك يا عيال
مارد قرّب عليه بهجوم عمل نفسه هيضرب: عيال !
مالك رفع إيده و مثل الخوف: حرام عليك انا راجل صحتى على قدى و ماشى بدوا الضغط و معلش
الكل ضحك و بيسلموا على بعض بإبتسامه انتصار على الكابوس اللى خلص ..
مالك بيتحرك وسط رجالته و هما بيتمموا الشغل و معدى ع..

اللوا ثروت ف ثروت من غير ما يبصله إتكلم بصوت مبحوح من الحقد: مش هعديهالك .. تكسيرك لكلامى و وقفتك قصادى و تغليطك ليا قدام القيادات كلها يُعتَبر غلطه ف حقى و انا مبسامحش ف اى غلط فيا و هدفّعك تمنها بس يارب تقدر عليه
مالك إتعدل ف وقفته و ثبّت جسمه بتحدى غريب و بصّله بغموض: نشوف
ثروت إبتسم بحقد إبتسامه صفرا و إتقابلت عينيهم فى نظرة تحدى ..

اللوا صالح لاحظ من وشوشهم ان فى حاجه مش مظبوطه ف قرب منهم و قبل ما ينطق اللوا ثروت انسحب و إتحرك لقلب الرجاله اللى بتتحمّل و عينيه متعلقه عليهم بثبات مزيف او ملغبط !
صالح بصّ عليه و رجع بعينيه لمالك بقلق: عايز ايه ده منك ؟

مالك بغموض: تصفية حسابات ! المهم عايز أباشر التحقيقات بنفسى ! مش عايز حد يدخل للناس دى خاصة صفوت و هامر تحديدا ! و ان لزم الأمر يبقى بمعرفتى
اللوا صالح قلق شويه و مالك و اللوا ثروت بعيد عن بعض بس كل ما تتقابل عينيهم نظراتهم تتخانق مع بعض بشكل هجومى !
امنيه لاحظتهم و إتدخلت قطعت نظراتهم ببرود و هى بتبص لمالك: طلعت قدها يا ملك، اثبت مين اللى لازم يتقال عنهم عيال و مين الملك !
اللوا ثروت هز راسه بغضب: معدش إلا العيال اللى هتتكلم و لا ايه ! انت صدقت نفسك و لا ايه !

مالك بصّله بثقه: و مصدقش نفسى ليه ! قولتلك هخلصهالك ياباشا من غير جثه واحده و خلصت ! و لو عايزها بطولى كمان كنت عملتها ..بس انا حبيت ان اللى انت بتقول عليهم شويه عيال دول هما اللى يعملوا اللى انت مقدرتش عليه .. عشان تطلع انت اللى عيل
ثروت نقل عينيه بين هامر تحت رجله ف الارض و بين مالك و إتحرك ناحية مالك بهجوم بشكل مبهرج و عشوائى و ف حركته سلاحه وقع منه !

إندفع ناحية مالك بغضب: مين ده اللى عيل يالا ؟ هاا ؟ انت نسيت نفسك ؟ لا فوق كده ده انت حتة صورصار افعصك تحت رجلى
هامر إستغل وقفتهم قصد بعض بالهجوم ده و وضعهم اللى ثروت مديله ضهره و حاجب عنه مالك .. زحف مسك سلاح ثروت اللى وقع و بيرفعه على مالك !
مارد كان اقرب حد لهم و لمحه بيرفع المسدس ف رفع سلاحه ضرب طلقه عليه جات ف إيد هامر ! هامر كان مصمم ف نقل المسدس لإيده التانيه و ضرب طلقه بس جات عشوائيه ف كتف مالك !

مارد كان قرب الكام خطوه دول منه و حاول يكتفه بإيده و يشد المسدس منه و هامر بيرفع إيده بإصرار و بيضرب و الطلقات بتطلع عشوائيه ف اى حته حواليهم !
مارد رفع إيده مع إيد هامر و بيحاول يكتف قبضة إيده يسيطر عليها بالمسدس و هامر ضربه بركبته ف بطنه و إستغل مارد اللى إتجزع و ميّل لحظه بجسمه و نزل بإيده بالمسدس و مارد ف لحظه سريعه رفع نفسه و بيلف دراعاته يكتف إيديه بالمسدس و هامر بيضرب ف طلعت طلقه ورا طلقه ورا اكتر من كذا طلقه لمارد ف بطنه !

الموقف مخدش اكتر من دقيقه عقبال ما الكل إتلم حواليهم من مفترق الجبل و العربيات و كل واحد ساب اللى ف إيده و راح عليهم كان مارد نزل ع الارض غرقان ف دمه !
مالك بيقرب بخطوات مبعثره و ملغبطه عشان اصابته و اول ما وصلهم مد إيده من هامر مسك قبضة إيده اللى متصابه و قبض على الجرح عصره ف المسدس فك من إيده التانيه و إتحدف ع الارض و هو نزل برجله ع الارض بصراخ ..

مصطفى كان بيقرب و لمح مارد ع الارض و الدم حواليه زى النافوره من بطنه ف مسك مسدسه على هامر ضرب رصاصه عليه: اه يا ابن الكلب
بيضرب التانيه على دماغه بس مالك بسرعه رفع إيده حادت الطلقه عنه ف الهوا و قرب حجزه لبعيد بالعافيه: سيبه لسه عايزينه و هياخد حق اللى عمله اصبر
مصطفى سابه و راح على مارد و نزل بركبته جمبه ع الارض و بيبصله زى التايه مش قادر يصدق المنظر اللى هو فيه !

مارد خد لحظات بيحاول يقاوم الاغماء او يقف بس عقله خانه و إبتدى يتوه و صوره واحده بتيجى و تغيب قدام عينيه اللى بتبتسم لها و نطق بصوت متقاطع: آآ .. آبو .. آبوياا .. مراد إلحقنى
قطع كلامه من عينيه اللى قفلت لوحدها بتقل و جسمه بيرخى بدون مقاومه !

مصطفى صرخ فيه بزعيق: مرااد، مراد فوق،، اقف بقا،، انت هتيجى دلوقت و تنخ ؟ مرااااد
فضل ينادى و ينادى و ينادى و يصرخ بس كان خلاص مارد انسحب من دنيته لدنيا تانيه خالص هوس هوس !

مالك نزل بركبه جنبه زى التايهه و بيرفع وشه شاف..


look/images/icons/i1.gif رواية ربع دستة ظباط اثاره رومانسيه تشويق
  05-11-2021 02:16 مساءً   [29]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل الثلاثون

مارد رفع إيده مع إيد هامر و بيحاول يكتف قبضة إيده يسيطر عليها بالمسدس و هامر ضربه بركبته ف بطنه و إستغل مارد اللى إتجزع و ميّل لحظه بجسمه و نزل بإيده بالمسدس و مارد ف لحظه سريعه رفع نفسه و بيلف دراعاته يكتف إيديه بالمسدس و هامر بيضرب ف طلعت طلقه ورا طلقه ورا اكتر من كذا طلقه لمارد ف بطنه !
الموقف مخدش اكتر من دقيقه عقبال ما الكل إتلم حواليهم من مفترق الجبل و العربيات و كل واحد ساب اللى ف إيده و راح عليهم كان مارد نزل ع الارض غرقان ف دمه !

مالك فجأه شاف هامر و ثروت نظراتهم لبعض غريبه و مريبه .. قام و بيقرب بخطوات مبعثره و ملغبطه عشان إصابته و اول ما وصلهم مد إيده من هامر مسك قبضة إيده اللى متصابه و قبض على الجرح عصره ف المسدس فك من إيده التانيه و إتحدف ع الارض و هو نزل برجله ع الارض بصراخ ..

مصطفى كان بيقرب و لمح مارد ع الارض و الدم حواليه زى النافوره من بطنه ف مسك مسدسه على هامر ضرب رصاصه عليه: اه يا ابن الكلب
بيضرب التانيه على دماغه بس مالك بسرعه رفع إيده حادت الطلقه عنه ف الهوا و قرب حجزه لبعيد بالعافيه: سيبه لسه عايزينه و هياخد حق اللى عمله اصبر
مصطفى سابه و راح على مارد و نزل بركبته جمبه ع الارض و بيبصله زى التايه مش قادر يصدق المنظر اللى هو فيه !

مارد خد لحظات بيحاول يقاوم الاغماء او يقف بس عقله خانه و إبتدى يتوه و صوره واحده بتيجى و تغيب قدام عينيه اللى بتبتسم لها و نطق بصوت متقاطع: آآ .. آبو .. آبوياا .. مراد إلحقنى
قطع كلامه من عينيه اللى قفلت لوحدها بتقل و جسمه بيرخى بدون مقاومه !
مصطفى صرخ فيه بزعيق: مرااد، مراد فوق،، اقف بقا،، انت هتيجى دلوقت و تنخ ؟ مرااااد.

مراد ف بيته نايم و مره واحده جسمه زى اللى إتصعق ف اتهز كله بحركه عنيفه من قوتها هزت السرير بكل حاجه جنبه !
همسه صحيت مخضوضه و حاولت تقوم و هى بتتلفّت حواليها بخضه او فزع !
و قبل ما تستوعب الموقف سمعت مراد بيهمهم جمبها بصوت كإنه متشحتف بعياط او بينهج مثلا بكلام مش مفهوم !

قربت منه بلهفه و حاوطت راسه بدراعها و بتخبط بإيدها التانيه على وشه تفوّقه: مراد،، مراد فوق، مراد فوق انت كويس، ده كابوس يا مراد فوق
مراد كان زى اللى كلامها او حركتها بيزيدوا نهجانه و عنف حركته او يمكن اسم مراد اللى بتناديه بيشارك نداه جوه كابوسه و إبتدى ينهج بصوت مسموع و جسمه بيغيب و يتشنج فى حركه عنيفه !

همسه جنبه معرفتش تعمل حاجه بس جواها اصرار مريب إنها تخرّجه من كابوسه ف بتزيد ف خبطها على وشه و بتتكلم كلام ورا بعضه بهيستريا: مررراد، مراااد قووم، قووم يا مراد، قووم بقا
مراد كان جوه كابوسه بينطق نفس كلامها بنفس الوجع و اللهفه بس لحد تانى و صوتها كان بيزيد وجعه او بيأكدله مثلا ان ده مش كابوس زى ماهو جوه كابوسه بيحاول يوهم نفسه و بيتلفّت على حاجه تقوله ان ده مش حقيقه !

غرام ف اوضتها جنب ليليان صحيت مفزوعه بصريخ: مراااد
فتّحت عيونها بالعافيه و بمجرد ما بصت حواليها دمّعت و هى مبتسمه اما إتأكدت إنها كانت بتحلم !
بس شويه شويه إبتسامتها وسعت اوى لدرجة بقت شبه ضحكه و دموعها كمان زادت اوى و قلبت بعياط !
ليليان صحيت و شافتها بتعيط و قبل ما تتكلم للحظه إنتبهت لصوت أبوها و أمها ف اوضتهم و لثوانى ركزت ف الصوت و سمعت الاتنين تقريبا بيقولوا نفس الكلام و مش عارفه ده كابوس و لا حقيقه !

قامت تجرى عليهم و غرام طلعت وراها و بمجرد ما فتحوا الاوضه ليليان إتسمّرت ع الباب اما شافت أبوها بينهج و العرق بيصب منه كإن حنفيه مفتوحه فوق راسه و حركته عنيفه اوى اوى !
عقلها مش عارف يسعفها ان ده كابوس او تعمل ايه ! غرام جريت عليهم و نزلت برجلها بالعافيه جنبهم ع السرير و ميلت على مراد بتحاول تسمعه او مثلا تشوف هو هو نفس كابوسها !

همسه بصت ل ليليان و زعقت: انتى هتتفرجى ؟ قربى شوفيه !
ليليان قربت منه بخطوات تقيله و حطت إيدها على وشه بتفوّقه بس مش عارفه: ماما نجيب دكتور ؟ انا خايفه عليه
همسه زعقت: ده كابوس ! مفيش حاجه ! مفيش تعب ! ده كابوس مش حقيقى ! كفايه عجز بقا ! مش مجرد كابوس اللى هيكتفنا كده ! امتى هتفهموا ان الخوف هو اللى بيعجّز !

غرام قربت جامد من وشه و سمعته بينادى على مراد و للحظه إستوعبت كابوسها من شويه ف عيطت إنه بيشوف نفس المنظر !
همسه بصتلها بعنف و رجعت بعينيها لمراد بس المرادى بتخبط على وشه بهيستريا و بتحرّك إيديها من على وشه تخبط على دراعاته و ترجع لوشه تانى و ترجع تنزل بإيديها على صدره تضغط و ترجع لوشه و خبطها بيزيد مع اصرارها !

ليليان بخوف: ماما براحه،، براحه يا ماما
همسه بهزيان: لازم يفوق بقا ! لازم يخرج برا الكابوس ده ! لإمتى هنفضل فيه ! لازم يخرج !ّ لازم يقتنع إنه مجرد كابوس و إنه خلص عشان يعرف يطلع منه ! كفايه بقا !
ليليان مسكت راس أبوها و حطتها على صدرها و بتعيط و بس .. همسه للحظه وقفت عن اللى بتعمله و عينيها بتزوغ على كل حاجه حواليها كإنها بتحاول تستنجد بعقلها يساعدها لحد ما ف لحظه سريعه صرّخت بأعلى صوتها ف وشه: مراااااد،، الحقنى يا مرااااد الحقنى..

مراد جسمه إتنفض كذا مره ورا بعض بشكل بيتعانف و كان صوتها برا كابوسه ممزوج مع صوت مارد جوه كابوسه بينطق بتوهان: الحقنى يا مررراد و بيغمض قدامه
مراد فتّح عيونه فجأه على صوتها و سمع جملتها الاخيره الحقنى يا مراد ف نفس اللحظه اللى صرخته طلعت لا اراديه منه: مراااااد
همسه سكتت اول ما فاق و حاولت تبتسم بس معرفتش لمجرد إنه اول ما فاق نادى مارد و ده معناه إنه هو اللى كان جوه الكابوس معاه ف بصتله بقلق مريب !

ليليان اول ما شافته بيصرخ و عينيه بتتلفت حواليه زى التايهه جمدت مكانها معرفتش حتى تقربله و عيطت من تانى !
غرام مسمعتش و لا شافت من ده كله غير إسم مراد اللى صحى عليه و قلبها إتخلع !
الصمت غطى ع المكان و مراد لسه بيتلفت حواليه بتوهان كإنه مش شايفهم او مصمم يشوف واحد بس: م.. مم .. مراد فين !
محدش رد و مراد عاد سؤاله مره بعد مره و اضطر يبصلهم و بينقل عينيه بينهم و بمجرد ما شافهم قلبه إتفطر و كإنه مستنى حد يأكدله ان اللى كان فيه ده من دقيقه كابوس ! امال ليه مش حاسُه كابوس او خلص مثلا !

همسه دموعها بتهدد بالنزول بس بتحاول تتماسك ! هو حاليا محتاجها اقوى ! لازم تساعده يدوس على كل حاجه و يخطى: حبيبى اهدى،، ده،، ده كابوس و
مراد كإنه مش سامعها ف زقها اوى و نزل من ع السرير خرج من الاوضه و بيفتح اى باب يقابله و يتلفّت: مراد،، مراد
همسه راحت وراه و ليليان و غرام و بيحاولوا يتكلموا بس مش سامعلهم !
لحد ما دخل اوضة مارد و فتحها و كإنه بيتفاجئ بعدم وجوده مثلا ف قعد ع السرير بتوهان !

همسه قعدت قصاده: مراد اهدى، ده كان كابوس و الحمد لله عدّى
مراد بصّلها بزوغان و مش عارف انهى كابوس اللى تقصده عدّى !
همسه مسكت إيديه الاتنين بإيديها و حستهم متلجين و بيترعشوا: اهدى احنا كويسين، كويسين
مراد مكنش بينطق و كل ما ينطق مبيقولش غير كلمه واحده: مرااد ! مراد إبنى ! إبنى !
همسه حاولت تطمنه بس صوتها مهزوز: اهدى هو كويس .. انت عارف إنه بايت برا .. مسافر شغل
مراد بصوت مبحوح بصّلها كتير: انتى كنتى بتنادى عليه ؟ بتزعقيله يقوم زى ما كنت بزعقله !

همسه للحظه معرفتش ترد او معرفتش تفسرله شعورها وقتها و احساسها إنها كانت عايزه تعمله اى حاجه عشان يقوم: كنت شيفاك قدامى مش عارف تخرج من كابوسك و لا قادر تسيبه و لا تقتنع حتى إنه كابوس ! كنت شيفاك وشك بيزرّق و بتنهج و جسمك بيتشنج و بدل ما تخلص من كابوسك حسيته هو اللى لو فضلت فيه هيخلّص عليك ! كنت عايزه اعمل اى حاجه و اشدك منه ! كنت قاصده اقسى عليك عشان تفوق !

مراد حس ان كلامها مشخص على قبل الكابوس اللى شافه مش بعده بس للحظه إستوعب هو شاف ايه و عرف ان الاتنين كابوس واحد !
همسه ميلت راسها بضعف بين إيديه اللى ماسكاهم بإيديها و سمحت لدموعها تنزل: حقك عليا حبيبى .. حقك على قلبى
مراد معرفش يتكلم و عقله مشتت اوى و صورة مراد بس اللى قدامه: مراد..

همسه رفعت وشها له و سابت إيديه من بين إيديها ف كلبش فيها اوى .. مسكته من تانى و قربت ف قعدتها قصاده و سحبت إيديها تانى و قبل ما يتبت فيهم مسكت بيهم وشه بعشق: اهدى انت كويس و احنا كلنا كويسين و مراد كمان اكيد كويس
مراد هز راسه لاء بألم: مراد لاء ! لاء قلبى إتخلع عليه ! مفطور عليه اوى
غرام للحظه دى نزلت برجلها ع الارض جنب قعدتهم ع السرير و سندت راسها ع رجله و عيطت !

همسه مسحت دموعه اللى نزلت منه بمنتهى الضعف و حاولت تبتسم: لا ان شاء الله كويس .. انت بس اللى عشان مش متعود تزعله و كمان جه سفره و انتوا زعلانين من بعض و فوقيهم معرفتش تشوفه قبل ما يسافر ف نمت و انت زعلان
مراد صوته إتخنق بهزه اوى: شوفت نفس ملامح اخر ..
سكت و معرفش يكمل و همسه حطت إيدها على بوقه و معرفتش ترد و الاتنين دموعهم كملت الموقف نيابة عنهم !

ف الجبل دقايق و مازن إدى إشاره لعربية الاسعاف اللى كانت مجهزه و على بُعد من المكان تحسبا للطوارئ تروحلهم و بالفعل دقايق و كانت عندهم !
مازن و مصطفى كانوا محاوطين مارد اللى غاب عن الوعى تماما و النزيف من بطنه شكله مرعب !
وصلت عربية الاسعاف و اخدت مارد و مالك و ركب معاهم مصطفى و مازن و إتحركوا بسرعه اوى ..
امنيه كانت مصممه تركب معاهم أبوها شدها بغضب: انتى فاكره نفسك رايحه فين ؟

امنيه زعقت بلغبطه: انا مش هسيبه .. مالك إتصاب و
ابوها زعق: و الشغل ده مين هيخلصه هاا ؟ اتفضلى مع الناس تمموا ع العربيات و كل حاجه و بعدين امشى
امنيه لسه هتندفع أبوها شاورلها على بوقه: و لا كلمه، اتفضلى
مشيت تتابع الشغل اللى مش مركزه فيه اصلا و عينيها متعلقه بعربية الاسعاف لحد ما إختفت ..
وصلوا المستشفى و إتحوّل مالك و مارد للعمليات لكن مارد كانت حالته اسوء !

يونس راح جنب مصطفى و مازن بتوتر: هو مش المفروض أبوه ياخد خبر ؟
مازن سكت عشان عارف إنه حتى لو المفروض ف هو اخر واحد ينفع يعمل ده !
مصطفى مش مركز اصلا و عينيه متعلقه بالباب: مش وقته
يونس بحزن بص لمازن: ان شاء الله هيقوم منها بس قصدى ان مراد باشا لو عرف من برا او متآخر ممكن
مصطفى إختصر بصوت مذبذب: اعملوا اللى تعملوه بعيد عنى !

سابهم و قرب من باب العمليات و بضعف قعد ع الارض و غمض عينيه و رجّع راسه لورا ..
ساعات عدت عليهم لحد ما مالك خرج و الدكتور طمنهم إنه كويس و الرصاصه نوعا ما وصلتش مكان حساس و خيّط الجرح الاول و شويه و هيفوق !
مارد جوه و إتأخر و الوضع بقى مقلق و محدش بيخرج من عنده و محدش عارف يتطمن ..
مصطفى وقف بعنف و زعق لممرضه داخله: فى ايه لكل ده ! حد يغور من الاوضه يخرج يطمننا..

الممرضه بتوتر: بينزف جامد و مش عارفين نوقف النزيف و لسه بنتعامل
مصطفى ملحقش يسمع اخر الجمله و مشى وراها و زق الباب و دخل ! محدش اهتم لدخوله او حتى إنتبه و الكل مركز مع مارد اللى ممدد وسطهم و منظر النزيف مرعب !
مصطفى وقف مكانه و غصب عنه دموعه نزلت ! مازن دخل وراه بس معرفش ينطق ! إتحرك زى الاله لحد السرير جنبهم و بيحاول يقرب من السرير او يهزه: قووم يا مراد.، قوم يا اخويا، قوم انت كويس يالا..

الدكتور زعق بعصبيه نادى على حد من برا و شاورلهم عليه و هما شدوه لبرا و خرّجوا مصطفى معاه اللى إتحرك معاهم زى الريبوت ..
مازن بيزعق بإنهيار: فى ايه ! حد يفهمنا فى ايه ! ماله ! جوه لدلوقت ليه ! بيحصل ايه معاه جوه !
خرّجوه و قفلوا العمليات و وقفوا منعا لحد يدخل تانى لحد ما دكتور خرجلهم: محتاجين حد فصيلة دمه ضرورى و بسرعه
محدش لحق يسأله عن حاجه و هو سابهم و رجع للعمليات ..

مازن وقف بلغبطه دوّر على موبايله لحد ما جاب الشنطه بحاجتهم و مسكه بدون تردد كلم مراد ..
مراد كان منامش من اول ما صحى من كابوسه او نام و قام ع نفس الكابوس و اخد ليله كله بالتعب ده !
اول ما موبايله رن و شاف مازن قلبه إتهز ! مارد كان مع مازن و الاتنين ف شغل ! ايه اللى يخلى مازن يتصل و إبنه لاء ! و ليه دلوقت بدرى كده ! و ليه مازن خاصة بعد اللى حصل بينهم !

اسئله كتير مش عارف يواجهها و كلها بتوصّل لنفس النقطه !
همسه فتّحت بخضه ع صوت الموبايل اللى مبطلش رن و بصت لمراد بحذر !
مراد شاورلها بالموبايل و مقدرش ينطق زى اللى متربّط و هى شافت إسم مازن ف مفهمتش او بتحاول تتفائل: رد عليه يا مراد .. انتوا عمركوا ما زعلتوا من بعض و هو اكيد بيجر معاك، رد...

مراد زى ما يكون لسانه المقبوض مش قلبه ف هز راسه لاء ! عايز يقولها على كل الافكار السوده اللى بتهاجمه بس لا قلبه و لا لسانه مطاوعينه !
همسه بصتله برجاء و شافت الدموع اللى لمعت ف عينيه ف قلبها إتقبض !
شدت الموبايل من إيده و هو سابهولها بإستسلام بس كان الموبايل فصل !
مازن اما فقد الامل ان مراد يرد جات على باله غرام و كلمها ..
غرام فتحت عليه بلهفه: ميزو حبييى ايه خلصتوا و لا ايه ؟

مراد كان جوه و اول ما سمع موبايلها و صوتها غمض عينيه و غصب عنه كل الدموع اللى كاتمها من ليلة امبارح و من اول ما الدنيا وقعت عليه و قدامه نزلت !
همسه بتتعدل تخرج شافت رد فعله و إتوترت و معرفتش تفضل جنبه و لا تخرج تطمن ف مسكت إيده بإيدها و إيدها التانيه بتشاور ع الباب كإنها بتسبقها لبرا !
غرام برا لاحظت سكوت مازن اللى للحظه حس إنه إتسرع اما كلمها بمجرد ما معرفش ينطق !
غرام بخوف: مازن رد عليا فى ايه ؟

مازن تهته: لا،، آآ،، بس اصل خلصنا شغل و مراد هيبات عندى ف كنت بطمنك و
غرام مقتنعتش من كلامه اللى مش مترتب و لا لهجته و لا صوته: فى ايه ! مراد ماله !
مازن لسه هيرد غرام عيطت و هى بتزعق: ماله مراد يا مازن ! انطق
مازن بحزن: محتاجين دم من فصيلته..

غرام كإنها مستوعبتش الجمله او الجمله تحتمل معنيين مثلا مع ان ملهاش غير معنى واحد و نتيجه واحده: خلاص،، خلاص انا جايه ! قوله يتطمن انا جايه ! انا نفس فصيلته مش هتأخر
قفلت ف وشه بشكل تايه حتى مخدتش العنوان و بتتلفت لقت ليليان وراها بتعيط ف بصتلها بهدوء مريب: فى ايه مالك ؟ هو كويس عايز ! عايز حد فصيلته ! بيدور على حد نفس دمه ! عايز،... عايز دم .. عايز..

وقفت بالكلام و هى عماله تكرر فيه كإنها بتحاول تفهمه ! إتسندّت ع الحيطه لحد ما دخلت اوضتها لبست اى حاجه و خرجتلهم !
مراد قام بالعافيه خرج و ليليان اول ما شافته جريت حضنته: بابا مراد ف المستشفى و شكله تعبان و
همسه صرخت جامد بصويت ورا بعض و مراد بينقل عينيه بينها وراه و بين ليليان قدامه و ملامحه غريبه !

غرام خرجت على اصواتهم برا و زعقت: فى ايه ! انتوا هتندبوا ! هتفوّلوا عليه ! مازن مقالش اكتر من إنه محتاج حد فصيلته و انا ريحاله انا فصيلته و اديته قبل كده ! عايزين تيجوا يلا .. مش هتروحوا شالله ما روحتوا
نزلت و سابتهم و مراد من غير ما يلبس نزل بخطوات تقيله وراها بالترنج اللى عليه حتى حافى و يدوب لحقها كانت بتدوّر العربيه !
وقفت اول ما شافته و نزلت اخدت إيده و ركب معاها و مشيوا !

همسه فوق بتصرخ بتعب لحد ما اغمى عليها و ليليان مش عارفه تسيبها و تروحلهم و لا تفضل معاها و تسيبهم !
مراد ف العربيه بص لغرام بصوت مرعوش: فين !
غرام إستوعبت إنها حتى مش معاها عنوان المستشفى ف مسكت موبايلها تانى كلمت مازن اللى بعتلها العنوان و راحوا عليه !

فهد ف مستشفى غريبه إتحول على غرفة العمليات لحد ما خلّصوا معاه و خرج ..
بعدها حد من الرجاله مسك موبايله و إتصل على حد تانى: اهو معانا يا باشا
اللى ع التليفون: خلوه معاكم و تحت عينيكم لحد ما اقولكم تتصرفوا ازاى
الراجل: متقلقش المستشفى اه ع الطريق بس عرفنا نكلفت الدكاتره هنا
اللى ع التليفون: مستشفى ! حصل ايه بالظبط !

الراجل: قاوم كتير و إشتبكنا ف إتصاب و إضطرينا نحدفه مستشفى
اللى ع التليفون زعق: انت غبى ! رايح توديه مستشفى و دلوقت بالذات عشان تودينا ف داهيه ! قولتلك خد بالك !
الراجل: يا باشا كنت هعمل ايه ! لو مكنش إتنقل لمستشفى كان هيموت ! ده اصابته كانت ف صدره و كان هيموت
اللى ع التليفون زعق بغضب: عشان غبى..

الراجل: انت قولت هاتوه ب اى تمن و هو كان معاه حراسه و لا الحرس الجمهورى اخوه حاططها عليه و كان لازم نتعامل
اللى عالتليفون نفخ بعنف: اخوه ! اخوه ! داهيه تلم اخوه بقا خلينا نخلص من القرف ده
الراجل: هبلغك اول باول .. لو خرج حاليا هيموت بيقولوا حالته خطر و الا هو ميلزمكش ؟
اللى ع التليفون زعق: ميلزمنيش و باعتك تجيبه بالشكل ده و بالسرعه دى ؟ انت غبى ؟

الراجل: اقصد
اللى ع التليفون: اخلص بلغنى اول باول لحد ما اقولك تتصرف ازاى
قفل معاه و الراجل راح إتطمن على فهد من الدكتور اللى بلغه ان حالته مازالت خطر و مفاقش !
فهد جوه بيحاول يفوق مش عارف ! كل ما بيفوق دقيقتين و بيلاقى نفسه مغمى عليه تانى ! و ده مفعول المنوم اللى بيتجددله ف المحاليل اللى إتعلقتله بناءا ع الاوامر اللى راحت للدكتور بتاعه !

حلم مع روفيدا ف البيت صحيوا على عياط عيالهم تقريبا ف وقت واحد !
حلم قامت مفزوعه و بتنهج و بتتلفت حواليها كإنها بتحاول تستوعب هى فين !
سابت ولادها و فتحت الاوضه و خرجت و بتدور بعيونها ف كل ركن ف البيت: مااالك، مالك انت فين !
روفيدا كانت لسه صاحيه و إبنها بيعيط و مش عارفه تسكّته ف قعدت تعيط جنبه !
حلم راحت عليها فتحت الاوضه و شافتها: فى ايه مالك !

روفيدا هزت راسها: مفيش ! مالك بيعيط مش راضى يبطل
حلم عينيها بتخونها او زى ما يكون خرجت عن إرادتها و عماله تلف على كل حاجه حواليها !
روفيدا بصتلها بقلق: انتى كنتى بتحلمى و لا ايه ! بتعيطى ليه !
حلم كإنها بتتفاجئ بعيونها و وشها غرقان دموع ف قعدت جنبها بتعب و للحظه إفتكرت ولادها او صوتهم فكّرها ف راحت جابتهم و قعدت جنبها !
بتحاول تسكتهم مش عارفه و لا قادره او الاصح مش عايزه عشان عايزه تعيط معاهم و ماصدقت تلاقى حد تعيط قدامه من غير سبب معروف و من غير ما يسألها مالك!

مالك خرج من العمليات و بيفوق شويه شويه و يونس جنبه بيحاول يساعده يفوق و كل ما يفتح عينيه يقوم عليه بلهفه يكلمه لحد ما يرجع تانى يتوه ! بيفوق ينادى على واحده بس لحد ما يتوه و يرجع ف توهانه يهلوس بيها !
فضل شويه لحد ما فاق و يونس اخد نفس عنيف: حرام عليك ده انت لو واخد حشيش مش بنج كان زمان دماغك صحصحت عن كده
مالك بتعب: حلم..

يونس إستعبط برخامه: كنت ف حلم ؟ شوف ازاى و انا اللى إفتكرتك تعبان مش نايم
مالك ضحك بتعب و كررها تانى: حلم يا يونس
يونس إستعبط بغيظ: حلم وحش اكيد اللى رقّدك كده ! عارف و الله
مالك شاورله يقرب و يونس قرب ببراءه و مالك رفع إيده و ضربه ف وشه بضعف ..

يونس مثّل إنه هيقع و إتزق بمزاجه لورا بفرحه او ضحك: يخربييت أبوك انا قولت قبل كده صحتك بتيجى ع الاصابات انا عارف
مالك شاورله: عايز موبايل
يونس فاهم هو عايز ايه فبصله بغيظ: على فكره مش وقته مش هتطير يعنى

مراد وصل مع غرام المستشفى و اول ما دخل غرام جريت ع الاستقبال سألت عن مراد و عرفت إنه لسه ف العمليات ف طلعت عنده !
اول ما وصلوا شافوا مازن و مصطفى و راحوا عليهم و مراد بصّلهم بحذر او تحذير و الاتنين سكتوا محدش عرف يقول ايه او معندهومش حاجه يقولوها !
مراد زعق: ما تنطق يا بنى ادم منك له ! إبنى ماله ! هو فين اصلا !

الاتنين ساكتين و مراد بيزعق بصوت ملغبط و عمال يتحرك بعشوائيه حواليهم و حوالين نفسه: انا .. انا مش هتخدع تانى .. مش .. مش هيتضحك عليا تانى .. مش هسيب الموت ياخده تانى .. لالا
مازن عيط اوى بصوت و راح عليه حاول يضمه: حبيبى .. حبيبى اهدى .. ده..

مراد رفع وشه له بهزيان: لالا .. هيرجع .. شالله بعد عشرين سنه هيرجع .. هيرجع بس مماتش .. هيبعد بس مماتش .. هيفارقنى بس مماتش
مازن بيحاول يمسك وشه يخليه ينتبه له و مراد بيتكلم و بس: انت .. انت مش شوفته رجع ! رجع من الموت ! رجع بعد عشرين سنه صح ! زعلته و سابنى و مشى و مرجعليش غير بعد عشرين سنه ! بس رجع ! و دلوقت بردوا زعلته و مشى و سابنى ف هيرجع ! هيرجع يا مازن ! هيرجع صح !

عمال يعيد ف الكلام بمنتهى التعب و عنده اصرار غريب يعيده تانى برغم تعبه كإنه بيحاول يثبته قدام عقله !
مصطفى رد ف وسط كلام مراد و قال نص الجمله بصوت مهزوز و مرعوش و بقيتها اتلغبط بعياط: مراد بقاله ساعات ف العمليات و محدش عارف فى ايه
مراد لف وشه له زى التايه: محروق ؟ إبنى فيه حرق ! شوفت جسمه ؟ عرفته صح ؟ عرفت تعرفه ؟ قالولك هو مراد صح ؟
مصطفى كان هيتكلم بس رد مراد كتمه تماما او حبس الكلام و طلع عياط !

مراد تايه تماما: طب .. طب التحاليل ! شوفتوا التحليل بتاعه ؟ كذاب ! التحاليل كذابه ! كذب ! طلعت كذب !
مازن عيط اوى من حالة مراد اببى مفسره نفسها !
مراد زعق: انت بتعيط ليه ؟ ما تقف عدل و تسترجل و تكلمنى ! إبنى ماله هو فين ! مش معاكوا ليه ! مش رايحين سوا ! اشمعنى هو !
مازن عيط جامد و قرب منه تانى يحضنه و مراد زقه: ابن عمك فين يا مازن ! اخوك فين !

مازن رجع مسكه تانى و حضنه بالعافيه و إتحرك بيه لحد اقرب كرسى جنبهم و قعد بيه ..
مراد نزل عليه بالعافيه بس بيزعق و بس: انتوا .. انتوا مش المفروض لابسين واقى ؟ فين الواقى بتاعه ؟ هو وعدنى معدش هينزل شغل من غيره ! و لا حتى من غير شغل !

مصطفى رد بضعف: مراد كان قريب من الضرب اوى ! انضرب من مسافه قريبه جدا و كذا مره ! اقل من سنتيمترات عشان كده الرصاص اخترقه بسهوله ! انا شوفت اصابته ده كانت اخر ..
سكت اما صوته إتحاش بعياط ..
مراد زعق: اخر ايه ؟

مصطفى رجع بضهره للحيطه سند عليها كإنه بيستقوى بيها بعد ما وقع سنده .. حط إيده على وشه بدموع و لف وشه للحيطه ..
مراد بص لمازن بمنتهى الوجع: إبن عمك ماله يا مازن ؟ فيه ايه و اخر ايه ده اللى بيتكلم عنه ؟
مازن نزل برد بحزن: الاصابه،، الاصابه كانت اخر بطنه ! الواقى محاشهاش !
مراد بصّله جامد و بيحاول يتخيل شكلها مش عارف ! بيحاول يتخيل مدى الوجع اللى ممكن يكون إبنه حس بيه بردوا مش عارف !

غرام كانت بتسمعهم بإنكار ! بيتكلموا عن مين دول !إتخطتهم بخطوات واثقه كإنها هتدخل تلاقى مراد مستنيها او مش عارفه لحد دلوقت تستوعب !
الدكتور قابلها خارج من العمليات بشكل مرهق و اول ما شافهم بصلهم بقلق: لازم
غرام كملت عنه: فصيلة دمه و انا و أبوه فصيلته و نقدر نديله و مصطفى اخوه كمان، فى ايه تانى !

الدكتور: اخدنا من اخوه عقبال ما جيتوا بس مش كفايه، نزف كتير و لدلوقت مش عارفين نوقف النزيف و لا نحده
مراد برعب: يعنى ايه مش عارفين ! فى ايه بالظبط !
الدكتور: اخد تلات رصاصات ف بطنه و الحمد لله مصابتش اعضاء مميته او حيويه زى الكبد او الكلى لكن نزف ! اضطرينا نستأصل جزء من الامعاء اللى اتأثرت بالاصابه لكن النزيف بيزيد و ده لإن
مراد وقف بالعافيه راح عليه بهلع: لإن ايه !

الدكتور: الرصاصه إستقرت ف الحوض و قدرت تصيب الخصيه و حاليا لازم نستأصلها
مراد غمض عينيه بدوران و الدنيا كلها بتلف بيه و كل حاجه قدامه بتدخل ف بعضها او بتقع !
غرام بتحاول تبلع ريقها بالعافيه مش عارفه من كمية المرار اللى فيه كإنها فى صبار حساه ف جوفها فعلا !
الدكتور بصلهم: مينفعش نستنى تانى ! كده هيبقى بنخاطر بحياته لإنه جسمه مش هيتحمل فقدان دم اكتر من كده !

همسه ف البيت بتفوق و تصرخ بألم زى اللى ماسكه ولعه مش متحمله وجعها و لا عارفه تسيبها !
ليليان عيطت: ماما فوقى، فوقى ارجوكى انا لوحدى، متسبنيش انتى كمان، بابا و غرام سبونى و مشيوا، متسيبنيش، و لا احنا لازم نسيب مراد دلوقت لازم نتطمن عليه..

همسه كإنها مش سامعاها و بتعيط و بس او شبه بتصرخ: مراد،، اخوكى يا ليليان،، اخوكى
ليليان اتكلمت بمنتهى الضعف: هيبقى كويس،احنا اصلا هنلاقيه كويس و حاجه بسيطه او مفيش حاجه اصلا
همسه بصوت تايه: و لو لاء ؟ هقدر اعيش من غيركوا تانى ! من غير إبنى ؟
ليليان ضمتها عليها و عيطت معاها و همسه بتتوه ف حضنها و بتقع منها اخر قوتها !

ليليان بتحاول تفوقها مش عارفه: يلا هنروحله و هتطمنى
همسه مستسلمه تماما للضعف: لالا انا،، انا مش هروحله،، مش هقدر،، مش هقدر اسمع حاجه،، مش هعرف استحمل صدمه تانيه، انا خايفه
ليليان زعقت: فوقى بقا، مش انتى اللى قولتى لازم نتغلب ع الخوف ! منستسلمش كده ! نحارب الكابوس عشان نعرف نطلع منه ! و ده مجرد كابوس ملهوش علاقه باللى حصل لمراد دلوقت ! اللى حصلنا كان مجرد كابوس و خلاص خرجنا منه و ملهوش علاقه بحادثة مراد دلوقت و مش معنى إنه إتكتبلنا الخساره زمان يبقى هيتعاد تانى !

ليليان شدتها وقّفتها و دخلت بيها اوضتها لبست و ساعدتها تلبس و اخدتها و نزلت مع الحراسه !
خلت الحراسه كلمت السواق اللى راح مع غرام و أبوها و عرف منهم المستشفى و وصّلهم !
دخلوا و طلعوا ع طول و هنا وصلوا على كلام الدكتور مع مراد و غرام !
مازن اول ما شافهم إتحرّك بجسمه ناحيتهم بس رجله كإنها إتسمّرت مكانها ف رجع بجسمه ف وقفته !

ليليان بصتله بلهفه اوى و اخدت نفس عميق بس اول ما ثبت ف وقفته خرّجت نفسها بإحباط او وجع و إتقابلوا ف نظره صعبه !
مالك عرف من يونس حالة مارد ف بعد محاولات يونس و اصرار منه طلع بالعافيه من غرفته بتعب و إتسند لحد ما نزل للعمليات و قبل ما يقرب شاف الوضع قدامه ميسمحش حتى يسأل ! وقف على جنب يسمعهم باهتمام ..
همسه بصتلهم بتوهان: نزيف ايه و خطر ايه ! بيتكلم عن مين ؟ إبنى فين ؟

الدكتور بصلهم و عاد كلامه: مينفعش نستنى تانى ! كده هيبقى بنخاطر بحياته لانه جسمه إبتدى يفقد مقاومته و توازنه و ده او استمر تأثيره هيتنقل للمخ ! اسرع حل متاح قدامنا نستأصل مركز النزيف و سببه عشان نعرف نوقفه ! الخصيه اللى هى سبب النزيف و بكده احتمال كبير هنسيطر ع النزيف او ع الاقل هنحجّمه
همسه صرخت بوجع: خصيه ! و ده معناه إنه مش هيخلف !

الدكتور: اه، ممكن نخاطر و نعمل جراحه نلم الجروح ف المنطقه دى كمحاوله بس لو فشلت المحاوله دى هيبقى تمنها وحش ! النزيف هيرد من مكانها و ساعتها مش عارف ايه اللى ممكن يحصل لو ملمناش الموضوع ! اى انتظار مش ف مصلحته و مخاطره بحياته !
مازن بص لمراد و غرام غمضت عينيها و بتحاول تفتحها مش عارفه ! حاسه عينيها تقيله او رافضه تشوف الحقايق قدامها !
الدكتور: هاا ؟

مازن بص للاتنين و رد هو !
امنيه خلصت شغلها و سابتهم يتحركوا بالعربيات ينقلوا الحاجه و إتحركت هى ع المستشفى ..
دخلت سألت على مالك و عرفت إنه خرج من العمليات ف طلعتله و رايحه ناحية اوضته شافته بيتحرك لبرا بخطوات تقيله شويه و ماسك الموبايل ..

بتلقائيه رجعت على جنب تشوفه بيكلم مين ! مين يهمه اوى كده لدرجة اول ما يفتّح من وقعه زى دى يلجأله !
مالك كان انسحب بتعب او حزن و شاور ليونس يجبله موبايله .. يونس نزل جابهوله و مالك فضل مستنيه لحد ما رجع و اخده منه كإنه معندوش صبر يطلع اوضته الاول او معندوش طاقه !

مسكه و كان هيرن على فهد شاف الوقت بدرى جدا ف إتراجع !
او هو الموقف اللى شافه خلاه محتاج حد تانى ! رن على حلم اللى اول ما شافت موبايله إبتسمت بلهفه حتى قبل ما تشوف مين !
فتحت و جات ترد صوتها اتحاش بدموع ف سابت دموعها تتكلم !
مالك اخد نَفس بتعب و حاول يكون هادى او تقريبا هو بقى هادى اول ما سمعها: انتى كويسه صح ؟

حلم بضعف: لاء ! من غيرك لاء ! من غيرك لاء يا مالك لا عمرى كنت و لا هكون كويسه و لا هكون اصلا ! انت النفس اللى بتنفسه هكون كويسه ازاى و انفاسى غايبه معاك !
مالك إبتسم ع الحلم اللى قادر يحتويه مهما كان و لسه عنده القدره يحاوطه و يحاصره و يتمرد على اصله حلم و يفرض نفسه ع الواقع ..
حلم: مالك يا مالك ؟

مالك ضحك ضحكه هاديه ع السؤال و هى ضحكت معاه و إتقابلوا ف ذكرياته !
مالك بصوت هادى: وحشتينى
حلم عيطت: انت كويس ؟ احساسى بيقول لاء
مالك: عشان قولتلك وحشتينى ؟ و لا عشان احساسك ؟
حلم بضعف: من امبارح منمتش و لا انا و لا حلم و ياسين و هما بيعيطوا و انا مش عارفه اعمل حاجه غير اعيط معاهم
مالك مش عارف ليه حس إنه محتاجلها دلوقت ! لاول مره يستغبى اوى فكره إنه ممكن يكون له سكه تانيه مفهاش قلبها دليل له !

مش عارف عشان الموت اللى واجهه من شويه و إترعب إنه ممكن يموت و يسيبهم ! يموت جعان حنيه و طبطبه ! يموت لوحده ! و لا عشان حالة مارد اللى فيها و شاف مراته و أبوه و امه جنبه ف حس إنه محتاج للإحساس ده ! و لا عشان تعب و قرر يستسلم لقلبها اللى محاوطُه او قلبه هو اللى متمرد منه مش فارقه !
الاسباب كتير و مش عارف و لا عايز يعرف ! هو عارف بس إنه محتاجلها دلوقت !

حلم شدته من لغبطته بكلامها: مالك انت فين ! قولى انت فين بالظبط هجيلك
مالك إبتسم بالعافيه: انا محتاجلك اوى،، انا
حلم قاطعته: انت فين ؟ محتاجلى او لا دى مش قضيتى ! انا دلوقت ف انت فين ! شكلك مش مظبوط او فى حاجه و انا هجيلك سوا احتاجتلى او لاء
مالك غمض عينيه بإبتسامه رايقه و سكت شويه: هكلم الحراسه دلوقت عقبال ما تجهزى هيوصلوكى لعندى
قفلت معاه و دخلت بسرعه لبست !

روفيدا دخلتلها: فى حاجه و
حلم قاطعتها بوجع: مالك فيه حاجه و ريحاله
روفيدا بقلق: كلمك ؟
حلم هزت راسها و هى بصتلها: طب سيبى الولاد لحد ما تفهمى فى ايه ! ان شاء الله بسيطه بس
حلم هزت راسها: لالا هخدهم .. هو محتاج يكونوا معاه دلوقت
مالك قفل معاها و كلم الحراسه و فعلا إداهم عنوان المستشفى و إتحركوا معاها لعنده !

اللوا صالح كان راح وراهم المستشفى و متابع مالك لحد ما خرج من العمليات و نزل يتطمن من الدكتور و طالع شاف امنيه و قبل ما يروح عليها كانت واقفه مكانها بغيظ و مش عارفه تقدّم و لا ترجع بس غيظها بيحرّكها ..
راحت علي مالك: ده مين ده اللى يخليك تقوم من رقدتك عشان تكلمه و انت حتى لسه مفوقتش ؟
مالك لف وشه لها و مستغربش كتير من وجودها و لا حتى سؤالها و قصد يتجاهل سؤالها و يرمى سؤاله ع الشغل عشان يوصّلها ان اللى بينهم شغل ..
مالك: خلصتوا ؟

امنيه إتغاظت من تجاهله و سابت سؤاله معلق قدام سؤالها !
مالك رفع حاجبه و هى ربعت إيديها: ياترى بقا يستاهل خروجك و وقفتك دى و تعبك عشانه ؟
مالك نفخ بشكل مكتوم و هى كعمشت وشها بتريقه: مفتكرش، مش عارفه هتفوق امتى ؟
مالك زعق بشكل مرهق: افوق من ايه ؟

امنيه ببرود: من التخدير اللى انت فيه ؟ مش بردوا كنت لسه خارج من عمليه ! و لا خلاص
مالك مردش و أبوها هو اللى راح عليهم و هو بيرد عليها: ياريتك انتى اللى تفوقى الاول
امنيه نفخت بضيق من غير ما تلتفت لأبوها و هو وصل عندهم و إبتسم لمالك: حمد الله ع السلامه يا ملك
مالك إبتسم بإرهاق: الله يسلمك عقبال عندك
اللوا صالح رفع قبضة إيده عمل نفسه هيضربه و مالك رجع لورا بضحك: بهزر يا مرضان..

امنيه إبتسمت على ودهم و هزارهم و شكل علاقتهم اللى متغيرش و إتمنت لو كانت هى جزء من العلاقه دى او سببها ..
مالك: متقلقش انا هتابع الموضوع لأخره حتى و انا هنا و
اللوا صالح: لا ريّح انت بس لحد ما تبقى كويس و الباقى سهل اصلا .. دى تلبّس و التحقيقات مش هتاخد كتير حتى لو فى انكار
مالك هز راسه بتفهم و اللوا صالح بص لامنيه و نظرته و لهجته إتغيروا: شددتى على نقل زفت هامر للمستشفى ؟

امنيه بضيق: هما نقلوه للمستشفى العسكرى و
اللوا صالح شدد على سؤاله و هو بيعيده: تممتى وراهم و بعتى إشاره تشدد على حساسية وجوده هناك ؟
امنيه تهتهت بخنقه عشان هى بس تابعت العربيات لحد ما نقلتهم و سابتهم راحوا و جات ع المستشفى بعد ما عرفت من يونس إنهم هنا !
اللوا صالح بغضب: إتفضلى كملى اجراءات العمليه و ابعتى إشاره للإداره ف الجهاز بإتمام العمليه و يبتدوا شغلهم و تحقيقاتهم..

امنيه لسه هتتكلم آبوها نفخ اوى و لسه هيزعق مالك شاف الوضع بينهم متوتر و عارف سببه ف إنسحب بهدوء بعد ما بص للوا صالح: طيب انا ف غرفتى لو فى حاجه كلمنى اول باول
مشى و سابهم و امنيه بصت لأبوها بغيظ: حضرتك عارف كويس ان إتبعتت إشاره للجهاز بتفاصيل اللى حصل و النتيجه و هما بعتوا قوه لزفت ع المستشفى العسكرى و اكيد معاه، لازمته ايه زعيقك ده !

أبوها هز راسه بزعل بمعنى مفيش فايده: زى لازمة وجودك هنا !
امنيه دوّرت وشها و هربت بعينيها بعيد و أبوها بصلها بضيق: اتفضلى ع شغلك
امنيه لسه هتتكلم أبوها زعق: يلاا .. احنا مش هنخلص من الحوار ده بقا ؟ يعنى حضرتك سايبه شغلك و جايه و مش متخيله حتى ايه اللى ممكن يحصل ! مالك و يونس معاه و مارد و مصطفى و مازن معاه و المفروض سيادتك تبقى هناك تتابعى بقية الشغل .. لكن ساييه ده كله و جايه ببرود ليه مش فاهم !

امنيه صرخت فيه: انا مش هزفت حاجه ! انت كل حاجه شغل شغل ؟ مبتعرفش تشوف الامور مره بعواطفك ؟ كل امورك بتحكم عليها بعمليه ! حتى مالك اما وقع كنت اول واحد اخدت خطوه لورا ! متهمتوش اه بس مفكرتش حتى تبقى جنبه ! مسألتش نفسك ليه مرجعلكش انت بدل مراد !
أبوها كتم غضبه على غبائها: و لو حصل و كنت اخدت خطوه ناحيته كان ايه اللى هيحصل ! لو كنت إستمريت جنبه و معاه قدام الكل عارفه كان ايه اللى ممكن يحصله؟

امنيه دورت وشها عشان عارفه ان مالك ساعتها كان هيتشك فيه و ده هيأذيه !
أبوها هز راسه بأسف: ساعات القرب الزياده بيأذى ! القرب اللى ملهوش لازمه ! القرب اللى صاحبه ملهوش مكان !
أمنيه نفخت بغضب لإنها حاليا معندهاش طاقه تدخل حوار كله حكم و مواعظ ! هى طاقتها حاليا سامحالها تتنفس بالعافيه بعد مكالمة مالك لحلم اللى سمعتها كلها !

أبوها شايف شرودها ف مسك دراعها و زعق كإنه بيفوّقها: انتى بقا اللى المفروض تسألى نفسك اللى حصل ده كان بسبب مين ! مش بسببك !
امنيه إتصدمت: بسببى ؟ انا ؟
أبوها بغضب: انتى امتى هتبطلى تهور ؟ اه بسبب سيادتك ؟ و دلوقت بردوا بتتغابى لسه ! هو مش إتضرب بسلاح ثروت اللى وقع قدام الكلب ده و كان مشغول ف إشتباكه مع ثروت اللى هجم عليه بزعيق بعد ردك و تدخلك ؟

امنيه لسه هترد أبوها زعق: يعنى انا مش عارف امتى هتفوقى بقا ! انتى اللى امتى هتخرّجى عواطفك شويه من حساباتك ع الاقل حسابات الشغل ! انا علمتك كده ! بس من الواضح إنى لا علمتك و لا حتى الدنيا و الظروف بيعلموكى ! يعنى حتى لو بتحبيه او هو بيحبك و ده مستحيل بردوا لازم كنترول على تصرفاتكّ ! وقع مره بسببك و دفع تمنها كتير و دلوقت راجعه تكرريها تانى و اهو بيدفع تمنها و ده غير مرواحك له المستشفى قبل الاجتماع ! و طبعا فوقهم مجيك له المستشفى و رميتى كل حاجه تحت رجلك و مفكرتيش ف العواقب..

امنيه لسه هترد أبوها مش بيديها فرصه للكلام: و ياريته حبك كنت هقدر اندفاعك ده ! لكن لا حبك و لا عمره هيحبك ! عارفه ليه ! عشان قلبه اللى المفروض يحب او يكره بيه مش معاه اصلا ! عارفه فين ! مع واحده تانيه ! و الواحده دى تبقى مراته و ام عياله و حبيبته ياريت تفهمى ده !
امنيه إتنرفزت: لا معلش الحب ده من ناحيتها هى ! لكن هو اوعى تقنعنى إنه لسه بيحبها !

اللوا صالح حرّك إيده على وشه يكتم غضبه: امال اول ما فاق رجعلها هى ليه ! إحتاجلها دلوقت ليه ! مع إنك قدامه اهو و بإشاره هتبقى بين إيديه ! زى ما كنتى قبل كده قدامه بس إختارها هى و دلوقت بردوا بيختارها هى
امنيه إتعصبت عشان الكلام و عقلها مألوفين على بعض: كان غلطان
ابوها هز راسه بأسف: و إحتياجه لها دلوقت بيكرر حاجه هو عارفها غلط ؟

امنيه نفخت و أبوها بصلها بغضب: حتى لو، ف مختلفش عنك كتير ! مانتى جايه تكررى غلطك تانى ! ف الاول حطيتى نفسك جنبها قدامه و انتى عارفه هيختار مين و دلوقت راجعه تكرريها تانى و انتى عارفه بردوا هيختار مين ده ان مكنش اختار اصلا !
امنيه: مختارهاش ! الظروف اللى كل مره بترميها ف طريقه
أبوها بيحاول يتماسك عشان يشدها من الدوامه دى ! بنته صعبانه عليه: الظروف قبل كده ادتهاله ! طب و دلوقت معاها ليه ! ساب الدنيا كلها بما فيهم قضيته اللى كان هيموت بسببها ليه عشانها ! ساب حتى ولاده ليه عشان يبقى جنبها ! معاها لحد دلوقت ليه ؟

امنيه لسه هترد بإندفاع أبوها سبقها بتحذير: و اوعى تقولى عشان الولاد و لا القضيه و لا اى ظرف مهما كان ! عارفه ليه ! عشان و لا اى ظرف مهما كان هيجى حاجه جنب محنته و الظروف اللى إتحط فيها و مع ذلك الظروف دى مزنقتهوش و لا اجبرته على حاجه هو مش عايزها ف مش هتجبره الظروف دلوقت ! اكيد شوفتى ازاى حارب الظروف مهما شدت عليه و ممشيش ف تيارها ! عشان مالك مش من النوعيه اللى بيتلوى دراعها و لا بيعمل حاجه هو مش عايزها !

امنيه الدموع لمعت ف عينيها و أبوها بصلها بتأكيد: هو معاها عشان عايز يبقى معاها مش عشان حاجه تانيه ! قبل كده حارب الظروف بيها و انهارده بيحاربها عشانها و بكره هتتأكدى
مالك كان انسحب من وسطهم و حود اخر الطرقه ينزل السلم بس وقف على كلامهم يسمعه خاصة اما لقاه بيلف حواليه هو و حلم .. دايما اللى برا الدايره بيبقى مشغول باللف فيها ف مبيشوفش كل حاجه او بيشوف اللى قصاده بس و هو كان محتاج يسمع حد برا الدايره ! حد بيتفرج ع الحكايه من برا يمكن يفهم اللى مش قادر يفهمه ! و بمجرد ما سمعهم عقله حدف قدامه كلام مراد و تلقائيا إبتسم ع الحقيقه المسلم بيها ! كمل طريقه و نزل غرفته !

امنيه مع أبوها دورت وشها عشان عارفه ان كلام أبوها فيه كتير من الصح اللى هى بتحاول تهرب منه او مش عارفه تواجه عقلها بيه و قافله عقلها ! أبوها سابها و مشى و بيدعى تستسلم بقا ! فضلت مكانها شويه عينيها بتطق غيظ بيقلب لغضب و يتحول لغيره و فجأه كل ده إتقلب لشرار اول ما إنتبهت لحلم قدامها و عيالها ف حضنها!
حلم شافتها و قدمت خطوات و امنيه راحت ناحيتها و الاتنين وقفوا قصد بعض بنظرات محتده !

مالك كان طلع اوضته و رقد ع السرير بتعب و بيتقلب بملل و شويه و يقوم يبص من الشباك و شويه و يرجع يقعد ع الكنبه !مسك موبايله و بيقلب فيه يفتح الواتساب يسيب رساله لفهد اما يصحى يكلمه شاف فى مسدجات من رقم غريب و مفتوحه يعنى مقريه ! إستغرب للحظات و فتحها و إتسمّر مكانه و عينيه ضلّمت بغلّ !
ف المستشفى العسكرى هامر إتنقل هناك عشان إصابته و صفوت كمان اللى كان مضروب ف إيده و خلّصوا و هما ف العمليات قبل ما يتحوّلوا لغرفه الباب إتفتح و دخل اللوا ثروت !

هامر بصّله بحده و ثروت وقف و حط إيديه ف جيوبه و إبتسم بمكر: الدنيا صغيره اوى مش كده ؟
هامر بصّله بغضب: متخلنيش اخليها كبيره عليك
ثروت ضحك اوى بعدها وقف ف الضحك بأسف: نتفق
هامر بحده: عايز ايه !
ثروت بشر: مالك يشيل الليله
هامر رد بقرف: كان هيشيلها لولا
ثروت عاد كلامه ببطئ مخيف: ماالك .. يشيل .. الليله
هامر بصّله شويه بتفكير: السبب و المقابل ؟

ثروت ضم بوقه على بعضه ببرود: السبب ليا و المقابل ليك ! السبب تقدر تقول كرامتى ! و المقابل تقدر تقول كرامتك !
هامر بصّله بتدقيق: و لو محصلش ؟ يعنى لو معرفناش نحدف الليله كلها ف حجره ؟
ثروت بص لصفوت و رجع بص لهامر: ساعتها فى خطوه سايبها اخيره .. كوره بس مش هتتلعب غير ف الوقت الضايع
هامر بتحذير بص لصفوت زى ما ثروت بصّله و رجع بص بثروت بحذر: اوعى يكون..

ثروت ببرود: حلم
هامر بصّله بحده: بلاش .. ده غبى و هيشوط ف الكل .. انا بحوشك عن غباءه
ثروت بغضب: اعتقد احنا إختلفنا بسبب عيله بس دلوقت مش هنقع بسببها ! قولت ايه !
هامر زعق: إختلفنا بسبب طمعك و غبائك !
ثروت قرّب بخطوات ثابته ناحيته و ركز إيديه ع السرير قصاده و ميل عليه: حلم بنتى !
هامر زعق: بأمارة ؟

ثروت رجع ف وقفته بجمود: انا اللى ربيت و انا اللى كبّرت و انا اللى علّمت !
هامر زعق: كفايه عليها لحد كده ! ساعدتنا كتير اوى و من اول الحكايه و كانت النتيجه وقعت و احنا بردوا وقعنا !
الاتنين بصوا لبعض قوى و سكتوا و ثروت قطع سكوتهم: نتفق و لا هى تكمل الباقى من الحكايه !
هامر بتردد: بس...


look/images/icons/i1.gif رواية ربع دستة ظباط اثاره رومانسيه تشويق
  05-11-2021 02:17 مساءً   [30]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل الحادي والثلاثون

ثروت قرّب بخطوات ثابته من هامر و ركز إيديه ع السرير قصاده و ميل عليه: حلم بنتى انا !
هامر زعق: بأمارة
ثروت رجع ف وقفته بجمود: انا اللى ربيت و انا اللى كبّرت و انا اللى علّمت !
هامر زعق: كفايه عليها لحد كده ! ساعدتنا كتير و كانت النتيجه وقعت و بردوا وقعنا !
ثروت إتريق بغضب: ساعدتك اه !
هامر بحده: تنكر لولا وقفتها قصد مالك مكنتش هتعرف تخرج من البلد ! مكنتش هتعرف تفلت اصلا من تحت إيده !

هامر بتريقه: و انت فاكرها عملت ده عشان عيونك ؟ دى وقفت قصاده عشان صدقت فيه إنه غلط و شمال ! حاولت تقتله عشان شافته شمال ! عارف ده يعنى ايه ! يعنى لو كانت وصلت لاكتر من كده مكنتش هتبقى على حد و لا على حاجه ! و لسه انا عند كلامى و عشان كده راجعلك نظبط الحكايه و يشيلها هو و يغور بعيد عنها و عننا و لا فاكر إنه هيبقى عليك اما يعرف !

هامر بتهديد: مش هيعرف يا ثروت و ده اخر كلام !
ثروت ببرود: يبقى يشيلها
هامر نفخ بغضب: خلينى اتصرف الاول و احاول اخرج بطرقنا، و لو مكنش
ثروت عاد كلامه: يشيلها .. مالك يشيلها،،
هامر بقلق: بس
ثروت اول ما شاف قلقه اتطمن نوعا ما: مش هيعرف حاجه طالما إتفصّلت على مقاسه ! هى بس محتاجه الحبكه و دى عندك و تحديدا ف التحقيقات !

هامر هيتكلم ثروت قاطعه: يا كده يا الحل اللى ف الكفه التانيه هيبقى ف ايد حلم !
ثروت: نتفق و لا !
هامر بتردد: بس و لا خطوه تتاخد من ورايا ! اعرف الاول هتعمل ايه و لو منفعش تورينى الحل البديل ايه و لو موافقتش مش هيحصل !
ثروت بخبث: هقولك بالظبط تعمل ايه و تقول ايه عشان تكمل الخطوه اللى انا بدأتها قبلك ! و لو منفعش و اضطرينا للحل التانى و لحلم متقلقش حبيب القلب هيلم الليله بمزاجه ! مش هيآذيها !

هامر سمعه بتركيز و ثروت إبتدى يشرحله هيقول ايه بالظبط لحد ما خلص و خرج من عنده مشى !
الدكتور مع مراد و الباقى قدام العمليات و مستنى منهم رد و الكل إتسمّر كإن على رؤسهم الطير لحد ما مازن قطع سكوتهم ده ..
مراد حس ان لسانه مربوط .. سبق و اخد قرار متهور لبنته ف لحظه جاتله غدر و عقله كمان غدر بيه و ما اسعفوش ! و كانت النتيجه ان بنته اللى دفعت التمن و اهى موجوعه قدامه مش عارف يعملها حاجه ! هيواجه إبنه ازاى بعدها !

مازن بص للدكتور: اعمل اللى انت شايفُه هينقذه !
همسه لفت وشها له بتوهان و مازن بصلها و بص لمراد: حياته اهم ! حياته فوق كل ده ! انتوا بتفكروا ف ايه هى محتاجه تفكير !
الدكتور إتحرك بسرعه لجوه كإنه مستنى الرد و سابهم: خليكوا مستعدين خاصة اللى بنفس فصيلته
رجع العمليات تانى و فعلا إبتدى ف العمليه اللى لسيطرها عليها بتخرج من إيده !

مالك ف غرفته بيقلب ف الموبايل شاف مسدجات وصلاله و الغريب إنها مقروئه و من وقت كبير ! موبايله كان مقفول اصلا مين فاتحها و جات امتى !
بيفتحها شاف فيها صوره لفهد مرمى على الارض ف مكان مفتوح باين إنه طريق مقطوع او صحراوى مثلا مهجور و صدره عريان و باين اصاباته و محطوطله تنفس !
الصوره لوحدها كانت محلله نفسها و الرساله اللى معاها ترجمتها اكتر !

كان مكتوب تحتها رساله " اعتقد لو رجعت بعقلك لورا هتفتكر ان ده كان اساس اتفاقنا ف لو لسه باقى عليه بلاااش ! و إلا هسيبهولك جثه ع الطريق مع شوية العيال اللى فاكرهم حراسه "
مالك مقدرش حتى يقف .. سند بإيده ع الكنبه ف قعدته و بيقرا الرساله مره بعد مره كإنها مش مفهومه !

حلم برا وصلت و سألت عن مالك عرفت غرفته و طالعه شافت امنيه اللى اول ما شافتها هى كمان عملت نفسها مش واخده بالها و رجعت خطوات لورا طلعت اخر سلمه و عملت نفسها نازله من فوق و لغبطت شكلها !
قربت خطوات و حلم إتقدمت خطوات و الاتنين بقوا قصد بعض !
امنيه بصتلها ببرود: دايما متأخره كده ؟
حلم ضحكت اوى بثقه: لاء انا بجى ف وقتى بس انتى اللى مش واخده بالك !

امنيه قلبت شفايفها تبان مش مقتنعه و حلم كعمشت وشها بصعبانيه: اصلى تقدرى تقولى كده مبحبش استنى ! بكره الانتظار خاصة لو لحاجه مجتش و مش هتيجى ! و بردوا مبحبش ابقى محطه ! يعنى لو فى قبلى ف مش انا اللى يجى بعدى ! عشان كده بجى ف وقتى بالظبط بعد ما اشوف الباب مفتوحلى !
امنيه عايزه تستفز ثقتها ب اى شكل: طظ ف اى حاجه او اى ظروف ترميكى ف سكته قدام لحظه يقف فيها قدامى يدافع عنى او يشترينى بحياته ! زى ما حصل قبل كده و انهارده بردوا..

حلم كعمشت وشها بتريقه و امنيه بصتلها ببرود: عارفه إنه هنا لتانى مره عشانى ! بسببى زى ما بابا قال !
حلم قربت منها بلهجه بانت بارده بس مخيفه: عارفه ان كان مالك كان عنده كلبه قبل حريق بيتهم ف الاول و اما عرف بالحادثه دوّر عليها و فرح اوى اما لقها ف الشارع و فهم انها نطت من الحريق
امنيه بصتلها بغضب و حلم ضمت عيونها ببوقها بوشها اوى و اتريقت: اكيد ده مش معناه إنه بيحب حيوانه او ممكن يتجوزها !

امنيه وشها إتغير و ملامحها قلبت شر اكتر من غيظ و سرحت لحظه و شافت نفسها بتجيبها من شعرها تمرمغها ف الارض ف تعيط بدل إبتسامتها المستفزه دى ! او تمد إيديها تهبش وشها تمزعه و بردوا تمسح ابتسامتها دى ! حلم قصادها شايفه سرحانها و فكرة إنها تكون سرحانه ف جوزها دى جننتها ف إتحركت ناحيتها !
امنيه فاقت على حلم اللى إتحركت تتخطاها و هى معديه من جنبها قصدت تعدى من قصادها و زقتها و عشان امنيه كانت شارده ف اتهزت كانت هتقع لولا مسكت حرف السلم !

حلم ضحكت بثقه: معلش اصلى بدوس على اى حاجه ممكن تسد طريقى للى عايزاه ! خاصة لو لجوزى !
امنيه وشها إتعصب بغضب و لسه هترد حلم رجعت براسها بس لورا من غير جسمها و قربت راسها من ودنها بصوت بطئ واطى: خدى بالك عشان المرادى لحقتى نفسك المره الجايه هتقعى..

سابتها و طلعت و امنيه فضلت مكانها و ف لحظه غريبه لعنت غبائها اللى كان سبب ف بداية الحدوته و دخول واحده زى دى لمالك حياته !
هامر إتنقل لغرفه عاديه و صفوت و راحلهم قوه بقيادة فريق محققين من الجهاز و إتفتح التحقيق معاهم !
صفوت إتحقق معاه و قال زى ما ثروت حفّظهم بالظبط و اتنقل التحقيقات مع هامر اللى قال نفس الكلام بنفس التكنيك مع تاتشات خاصه بيه ضافها !
اللوا صالح دخل مندفع و مسك هامر من صدره بهدومه و رفعه و ضربه ف وشه: لو فاكر إنك هتعرف تضيّعه تانى يبقى غلطان !

هامر برغم حدة الموقف رد ببرود مزيف: انت اللى لو فاكر هتعرف تطبّخها مع تلميذك يبقى غلطان ! المرادى لابساه لابساه
المحقق سلّكهم من بعض و بص لهامر: لو فاكر ان اللف و الدوران هيفيدك ف خلينى اقولك إنه مش هينفعك بحاجه و لا حتى تورط مالك معاك هيفيدك
هامر ببرود: و لو،، بس ده مش معناه إنه يفلت منها
اللوا صالح قرب منه بهجوم تانى: انت ابن كلب و ذباله و شغل حوارى البولاقيه ده مش علينا
هامر بصّله بسخط و ملامحه جمدت ..

اللوا صالح إتريق بغضب: لا تكون فاكر إنك مش معروف و لا كاشفينك من اول ما الكلب بتاعك وقع !
هامر بغضب: اللى عندى قولته
اللوا صالح لسه هيقرب منه إتحجز بينهم من العساكر اللى كانت موجوده و إبتدى يتسجل اقواله اللى اصر عليها ..
هامر إتعدل ف قعدته و حط رجل ع رجل بشر: انا إتفاقى كان مع مالك !-و مش بالسهل يفك إتفاقه خاصة لو متوثق بالدم
المحقق: يعنى ايه متوثق بالدم !

هامر: يعنى اتفاقنا كان ممضى على دم اخوه ! و سيبتله فرصه يفكر و بعتله ان قدامه فرصة الرفض او القبول بس بمجرد ما هيقبل مش هينفع يفك من اتفاقنا و الا هيبقى التمن دم اخوه و هو قِبل
المحقق: و سلّمكوا بعد ما كشف كل شغلكوا هنا
هامر ضحك بشر: قصدك بعد ما إختلفنا !
المحقق: بمعنى !

هامر: كان طمعان يمسك كل شغلنا اللى برا و يدخل المؤسسه نفسها و انا مكنتش لسه إديته الامان ف رفضت ! حب يأمن نفسه بشوية التسجيلات الهبله دى اما حس من رفضى إنى ممكن ابيعه ف اى لحظه ! بعدها اخوه كشف حقيقة شغله معانا و هو اللى فتحله القضيه و دور وراه لحد ما وصل لعادل بعدها مالك عرف و طلب منى تانى اسفّره برا و اضمه للمؤسسه و انا ساعتها حسيت ان حواليه لبش و مشاكل و لو ضميته ف الوقت ده و الظروف دى تحديدا هيعملنا مشاكل ف رفضت ! و قولتله يحل مشاكله الخاصه الاول بعدها نشوف ! ساعتها هو استغل التسجيلات اللى معاه !

المحقق: ده ملهوش علاقه بأخر عملية !
هامر بسخط: لا له علاقه بأخر إتفاق بينا ! مانا وضحت ان الاتفاق اللى كان بينا كان ممضى بالدم و مش بمزاجه يتفك طالما مضاه ! رجعنا و إتكلمنا و ده اللى وضحتهوله ! إنه هو وافق ع الشغل معايا بمزاجه و بعد ما فكر و مقدموش خطوات ورا عشان يعرف يرجع ! وراه اخوه على حافه و لو رجع هو هيخبط فيه يزقه يوقعه ! ساعتها هو فهم و كانت النتيجه واضحه !
المحقق: واضحه يعنى ايه !

هامر ببرود إبتسم ع القدر اللى ساعده او خطوات مالك اللى عرف يمحورها و يلفها ناحيته: واضحه يعنى واضحه ! بعدها صفوت هرب ! تقدر تقولى ازاى ! الوحش بتاعكم بيتعلم عليه و تعدى منه بسرعه كده و لا هو اللى سابها تعدى ؟
المحقق: هروب صفوت كان جزء من خطواته
هامر ضحك اوى: و الله ؟ ده بجد ! لا انت كده هتخلينى اعترف بذكائه ! ماهو اما يعرف يلفنى و يشتغل معايا من تانى يبقى ذكى ماشى ! لكن اما يلف جهاز بحاله بوضعكم يبقى وحش بقا !

المحقق: عايز تقول إنه هرّب صفوت بإتفاق معاك انت مش معانا ؟ و انت امنتله تشتغلوا مع بعض تانى بقا ؟
هامر كمل: كان اول بنود إتفاقنا يخلّص صفوت و حصل ! كان شرطى يبعد عن اخوه نهائى و لا يختلط و لا يحتك بيه و حصل ! طلبت منه يخلصلى كذا شحنة مخدرات و عملها و عشان ميفكرش يتذاكى عليا كانت هتتسلم لناس تبعى بردوا ! اختبار يعنى و سلّمها و وزعوها كمان ! و ممكن ادلك عليهم ! يبقى مرجّعهوش ليه !
المحقق: و ف الاخر سلّمك ليه اما كنتوا متفقين !

هامر: إختلفنا ! العمليه دى بالذات كنت محتاج منه ضمانات اكتر من ثقتى فيه ! العمليه دى كانت نجاحها ف كفه و حياتى انا ف تانى كفه لإنى كنت هتمها بنفسى و هخرج منها برا البلد ف فشلها يعنى وقعتى ف كان لازم اامّن نفسى و اختلفنا على كده !
المحقق: ازاى ؟

هامر: بعت رجالتى جابوا اخوه ضمان عندى لحد ما العمليه تخلص و هو اكيد كان لازم يعرف عشان سايب مع اخوه حراسه و إتجنن خاصة اما بعتله قبل العمليه احذره إنه لو فكر يلعبها معايا اخوه هيبقى المقابل
المحقق: لو كلامك صح يبقى كان لازم يكمل معاك مش يبيعك
هامر: هو اتصرف ! كلم رجالته تلف ع الطريق تشوف اخوه او ع الاقل تشوف إتاخد منين ! و عشان رجالتى غشيمه شويه و بينفذوا تعليماتى قدام اى مقابل و هما بيجيبوا اخوه إتصاب منهم و هو بيقاوح و عربيته ولعت ! هو لقى العربيه و فهم ان اخوه اتقتل ف حب يقلبها عليا و عشان كده غيّر خطته !

المحقق بيحاول يعقل الكلام او يحلله و هامر حس انه بينتصر ف بصله بثقه: عرف منين اننا ف الجبل ؟
المحقق بصله و هامر اتكلم: عشان يتوهكم ! يرميلكم معاد قبل العمليه بساعات و تروحوا متلاقوش حاجه و انتوا تمشوا و احنا نكمل ! و فعلا ده كان اللى هيحصل بس لولا اختلافنا بقا على اخوه اللى إعتبرته ضمان و هو فهم إنه غار كان زماننا خلصنا ! امال ليه إتدخل هجم و هو اكيد عارف ان العمليه فشنك ! و اما رجع ليه رفض حد معاه يكمل العمليه او حد يروح معاه الجبل و جاب كل المعلومات اللى قدمها منين الا انه كان عارف كل ده سابق و عشان اختلفنا قلب الترابيزه ؟

المحقق سكت شويه و بص للوا صالح: عندك حاجه تانيه تقولها ؟
هامر ببرود: لاء
المحقق بص للوا صالح و قفل التحقيق بعد ما سجل اقواله و هامر قبل ما يقف بصّله: اه انا اما بلغته ب ان اخوه عندى بعتله صوره برساله و اكيد عنده و تقدروا تتحققوا من ده حتى لو إتمسحت..

حلم سابت امنيه و طلعت على غرفة مالك اللى عرفت إنه فيها بس جواها متغاظ ان مالك خاطر بحياته عشان واحده زى امنيه زى ما قالتلها !
داخله و مش عارفه تدارى الغيظ اللى على وشها و متطمنه نوعا ما عشان لسه مكلمها !
شافت مالك قاعد زى التايه و عينيه زايغه بدموع مشوشه عليها مخلياه مش شايف قدامه !
حلم دخلت بسرعه و حطت ولادها ع الكنبه و جريت نزلت برُكبها قدامه: فى ايه ؟

مالك إنتبه لوجودها و كإنه ما صدق حاجه تشده ترجّعه لعقله بس بيبصلها و ساكت !
حلم رفعت راسه و مسكت وشه بإيديها الاتنين بعشق و لمحت الدموع المتحجره ف عينيه: فى ايه يا مالك ! حصل ايه !
مالك انفاسه عاليه و ورا بعض و افكاره كلها ملمومه ف نقطه واحده إسمها الخساره ! الرساله بتوقيت العمليه او تقريبا بعد الهجوم الاول و ده معناه إنهم نفذوا تهديدهم !

حلم مسكت إيديه لقتهم متلجين .. رفعت وشها و بصتله بخوف و هو بتتلفت ع جسمه بإيديها تتحسس اصابته لحد ما وصلتلها: مالك طمنى فى ايه ؟ انت كويس صح ؟ الدكتور قالك حاجه ؟
مالك اخيرا نطق بصوت طلع بالعافيه: ليه مكتوب عليا الخساره ؟ لتانى مره اخسر بالغباء ده
حلم بلعت ريقها بالعافيه و كلمة امنيه إنه هنا بسببها عقلها بيحللها بكذا شكل بس و لا شكل فيهم مطمئن !

إتكلمت بصوت مهزوز: اهدى بس، اهدى و فهمنى حصل ايه
قبل ما مالك يرد الباب خبط و إتفتح و دخل ظابط و دخل ..
مالك من حالته اللى كان فيها وقتها معرفش يسأل و لا حتى يستغرب و لا ينطق اصلا !
الظابط بهدوء: مالك باشا حضرتك محوّل للتحقيق و عايزين اقوالك لحد ما نشوف باقى التقارير الجنائيه و تخرج من هنا...

حلم بلعت ريقها بتوتر و نقلت عينيها بين الظابط اللى بيتكلم بثقه و مالك اللى شافته مش مستغرب الكلام و وقفت بالعافيه و لسه هتندفع ع الظابط بزعيق مالك مسك إيدها و ضغطها بس لا حالته و لا طاقته سامحينله ينطق و حلم لفّت وشها له و اتقابلوا ف نظره مهزوزه !
فهد مرمى ع الارض ف مكان مهجور ع الطريق و بينزف جامد من صدره و جسمه بيتشنج و بيغيب و يتهز بعنف و بوقه شبه بيرجّع دم !

دخل عليه راجل بعد ما قفل تليفونه و مسك سلاحه ضرب رصاصه كان قاصدها على راسه بس ف تشنجات فهد و هزة جسمه الرصاصه حادت شويه و جات ف اعلى صدره قرب كتفه !
الراجل شاور للرجاله بسرعه يتحركوا: ارموه ع الطريق بسرعه و سيبوا المكان و إختفوا زى ما قولتلكم
شدوا فهد من رجليه جرجروه للعربيه برا و اتحركوا لاول الطريق و حدفوه و مشيوا !

مالك بص للظابط بتوهان و متوقع اللى هيسمعه يخص فهد او خبر عنه و متوقع الخبر ده هيكون ايه بالظبط ! وقف و الظابط قرب منه: لو مش قادر انا ممكن
مالك هز راسه لاء و الظابط: طب خلينا نخرج من هنا بهدوء و انا هنا لوحدى معاك
مالك بيتحرك زى الاله لحد ما نزل معاه .. حلم خطفت عيالها من ع الكنبه و نزلت وراه !

وصلوا قدام المستشفى و حلم شافت ليليان راحت عليها بسرعه مدتهاش فرصه تنطق و حدفتلها ولادها ع دراعها: خليهم معاكى يا ليليان ارجوكى دلوقت
ليليان لسه هترد ملقتش حلم اصلا قدامها !
مالك خرج مع الظابط قدام المستشفى و غصب عنه عيونه اللى لفّت جنبه ملقتش حلم دمعت لوحدها !
غمض عينيه بوجع و بيفتحهم شاف اللوا ثروت لسه واصل ع المستشفى و كان بيتكلم ف الموبايل ..

مالك بصّله قوى و مقدرش يجمّع بس نظراته اللى اتحوّلت اول ما شافه خلت تفكيره ضلّم زى عينيه و اللوا ثروت بصّله بجمود و هز راسه بتريقه و رفع إيده جانب راسه بإشارة سلام و هو بيقلب شفايفه بشماته !
مالك كإنه بيفوق دلوقت و قرّب منه بهجوم مسكه من هدومه بعنف: و رحمة ابويا ما هسيبك..

اللوا ثروت معرفش ينطق و مالك ضربه ف وشه مره بعد مره لحد ما وشه جاب دم ! الظابط قرب بيسلكهم من بعض مش عارف !
مالك معرفش يفكر ف اللحظه دى غير ف اخوه و بس ! خسر مره بس التانيه لاء ! لاء كفايه ! ع الاقل حقه لاء !
شماتة ثروت و نظراته دى ملهاش غير معنى واحد و هو إنهم لسه متصرفين ! ممكن يلحق !
بيتلفّت حواليه بلغبطه شاف امنيه لسه بتخرج ف راحت عليه ..

امنيه بقلق: مالك ! فى ايه ؟
مالك بغضب: انا ف مصيبه ! كارثه !
امنيه بخوف: مصيبة ايه ؟ حصل ايه و مين الناس دول ؟
مالك: انا عايز امشى بسرعه من هنا ! اتصرفى !
امنيه: تمشى لسه و تروح فين ؟ انت هتغلط تانى ؟ لازم تفهم ان..

مالك زقها بغيظ و إتحرك خطوات بعيد عنها و إيده بتتحرك بعنف على راسه و هو بيلف حوالين نفسه
و هنا حلم كانت لسه طالعه من المستشفى و شافته ف إتقدمت منه و مسكت إيده شدته و جريت ! مالك كإنه ما صدق إيد تمسكه و اكتر ما شافها هى ! جريوا رجعوا لجوه المستشفى !

الظابط كان بيعدل اللوا ثروت ف وقف بأسف و اللوا ثروت زعق: انت بتتفرج يا حمار ؟ ما تشوف شغلك !
امنيه كانت لسه واقفه و شافت موقف حلم و لعنت غبائها !
بصت للظابط بغيظ: وراهم يا زفت
الظابط راح وراهم بس عارفها محاوله يائسه !

حلم ف طريقها متبته ف مالك بدون تفكير و بتتحرك من غير هدف معلوم بالنسبالها ! اى حاجه تقابلها ف طريقها بتشنكلها وسط السكه لحد ما راحت للباب الخلفى للمستشفى و لمحت عربيتها ف فتحتها بسرعه و دخلت و مالك دخل معاها و ساقت بسرعه !
اتحركت بسرعه اوى و هى مش فاهمه غير انها شافت مالك بيتلفّت على حاجه او حد ينجده و مستنتش يبقى لوحده او النجده دى تكون حاجه غيرها !

مالك اخد نفس عنيف و بصّلها و هى عشان مش فاهمه حاولت تهزر تكسر حالة توتره: هما مكلبوشناش المره دى ليه ؟
مالك عينيه اللى معرفتش تبتسم دمعت و هى بصتله بإبتسامه: طب ايه ؟ نرجعلهم يكلبشونها و لا تقرب شويه ؟
مالك حط إيده على وشه و حاول يرتب تفكيره ..
حلم حست ان فى حاجه اكبر من اللى فهمته ! لازم تسمعه و مينفعش تسأله !

بصتله و حاولت تهدى: متقلقش كل حاجه هتتحل، خلينا نروح دلوقت اى
مالك بصوت مهزوز: فهد
حلم حكت بالعربيه جامد ف الارض بس رجعت مشيت بيها تانى قبل ما تقف ..
بصتله بلغبطه: ماله ؟
مالك دموعه نزلت حاشت صوته و حلم اتكلمت بحذر: فهد ماله يا مالك ؟ حصله حاجه ؟ العمليه اللى كنت فيها تبع صفوت صح ؟ هو قرب منه ؟ عمله ايه !
مالك كان موبايله ف إيده ف فتحه ع الصوره و ورهالها و هى شهقت اوى بصريخ ..

مالك بسخط: اوصله الاول، لازم اشوفه، جايز،، جايز يكون،، ممكن
حلم كملت عنه: هتلحقه، ان شاء الله هتلحقه طالما لسه باعتينلك سبقى ملحقوش اكيد يعملوا حاجه
مالك بحزن: باعتينلى من امبارح بس موبايلى مقفول
حلم بإصرار: بردوا هتلحقه
مالك مسح وشه بشعره بحركات عنيفه و بيحاول يفكر ممكن يكون فين او يلاقيه فين !

حلم حاولت تفكر معاه بصوت عالى: متقدرش تخمن اى مكان تبعهم ؟
مالك هز راسه بإحباط لاء و حلم بصتله بأمل بيتجدد مع كل سؤال: طيب بص ف الصوره تانى ! ركز ! متعرفش المكان ده ؟
مالك فتح الصوره من تانى بس الوجع كان اكبر من تفكيره و مغطى ع الرؤيه !

حلم بصتلها و بصتله: ركز يا مالك ! انت كويس ! هتقدر تلحقه بس لازم تفوق ! انت لحقتنى قبل كده فاكر ؟ و روفيدا كمان انقذتها ؟ ركز ! بص ف الصوره ! بص جنبه ! حواليه ! شوف اى حاجه ممكن تدلك
مالك نظراته للصوره مش عارفه تحيد عن فهد اصلا و بيتخيل الف سيناريو و سيناريو للى كان فيه وقتها و اللى ممكن يكون فيه دلوقت !
حلم شدت الموبايل منه و هو متبت فيه و دموعه نزلت ورا بعض بضعف ..

اضطرت تقرب منه تبص معاه فيها و حاولت تحط معاه حلول: الصوره دى قريبه من الطريق، و طريق مقطوع او مهجور شكله، يعنى اكيد حلّقوا عليه ع الطريق و اتزاوا بيه ف حته بس مش بعيد، ع جانب الطريق مثلا !
مالك اتشجع بشكل تفكيرها و بيحاول يركز معاها: اكيد كان جاى من الاسماعيليه لهنا خاصة انى كلمته عرفته انى مسافر و سايبكم
حلم بأمل: يبقى نطلع على طريق الاسماعيليه..

مالك بحزن: انتى متخيله اننا عقبال ما نلف طريق الاسماعيليه كله هيكون ...
سكت و صوته اختنق و هى حاولت تشجعه او تلاقى منفس: طب كلم اى حد من صحابه، ف شغله مثلا و اعرف خرج من هناك امتى و شوف الرساله جاتلك امتى و حاول تخمن الوقت ده هيكون فين ! ف نص الطريق مثلا ؟ اخره ؟ كده..

مالك كلم عدى و عرف منه فهد مشى امتى و بص للرساله و قدر يخمن ان عدى اكتر من تمن ساعات يعنى كان قرب من القاهره !
مالك بصلها بحماس نوعا ما و حاول يتحرك: تجى اسوق ؟
حلم كانت هتقوله ماشى بس شافته مهزوز او متشعبط فيها و خايف يقع ف إبتسمت تطمنه: متقلقش انا كويسه و عارفه مدخل القاهره، نطلع على هناك
الاتنين سكتوا بأمل بينعشهم شويه و يروح شويه !

مالك بصّلها فجأه و كإنه إفتكر: حلم،، حلم و ياسين يا حلم
حلم مسكت إيده تطمنه: متقلقش عليهم
مالك بخوف: ايوه فين ؟ انا اخدت بالى إنك كنتى جايه بيهم
حلم: سيبتهم مع ليليان
مالك بتوهان: ليليان مين ؟
حلم: ليليان العصامى، بنت مراد
مالك اخد نفس بعمق و هى ضغطت على إيده: متقلقش ف امان..

مسكوا طريق القاهره من المدخل و حلم بصتله بقلق: ركز ع الطريق و انا هحاول اهدّى عند المفترقات و ان شاء الله هنوصله
مالك ف اللحظه دى كان اضعف من إنه يدوّر على اخوه مرمى عالطريق و هو محتمل يلاقيه جثه ف بصلها بضعف و هى فهمته ..
هدّت العربيه و حاولت تقف مكانه تجى مكانه و شاورتله: تعالى سوق انت و انا هركز مع الطريق
مالك إبتسم بمنتهى الضعف و إتنقل مكانها و ساق و هى بتتلفت ع الطريق لحد ما فعلا بيعدوا حلم لمحت بقع دم ع الارض عدوا من جنبها ..

بلعت ريقها بحزن و مسكت دراع مالك اللى غمض عينيه و بيحاول يبص بنظرات ملغبطه حواليه !
حلم: اقف يا مالك، هو اكيد قريب من هنا، فى دم ع الارض قبل خطوات من هنا
مالك وقف بفرامل عنيف و فتح و نزل و هى نزلت و لفت ناحيته ! شافته شبه عيل صغير تايه ف مسكت إيده و هو بتلقائيه تبت ف دراعها و بيميلوا ع الارض بتدقيق و بياخدوا خطوات مبعتره حوالين المنطقه ..

لحد ما حلم لمحت حاجه متكومه ع الرمله على بُعد منهم ف شاورت لمالك بحماس من غير ما تنطق !
مالك زى اللى إتربّط مكانه و عينيه جريت عليه و اتعلقت و بيدعى يكون هو و من المنظر بيدعى لاء !
حلم شدته شبه مجرجراه لحد ما وصلوا عنده و اتأكد انه فهد ! مالك ميل بضعف على رُكبه و مسك وشه عدله ع ضهره و شافه غرقان دم لدرجة اصاباته مش واضحه مكانها !

بتلقائيه حط راسه على صدره مكان قلبه و هو بيعيط اوى ..
حلم رفعته بالعافيه: يلا يا مالك نتحرك بيه
مالك رفع راسه حطها ع صدره و متبت فيه اوى و هى صرخت فيه: مالك انت كده هتأذيه،يلا نلحقه، كده هتأذيه
مالك صرخ صرخه من قوتها زى اللى ما تكون مكتومه من سنين جواه غصب: اااااااه
مارد كان خلصوا معاه ف العمليات و الدكتور خرجلهم..

الكل كان اعصابه انهارت او باظت و مش عارفين حتى يتخيلوا ايه السيناريو اللى ممكن يحصل لو معرفوش ينقذوه !
الدكتور بإرهاق: الحمد لله قدرنا نلحقه بالعافيه
مراد بيبصله و مش عارف يفهمه او كان عنده ايحاء مثلا انه مستنى مارد اللى هيطلعله يطمنه بنفسه مش الدكتور !
همسه قامت بالعافيه راحت عليه بتعب لدرجة كانت هتقع و مهاب لحق إيدها سندها ..

الدكتور: النزيف الحمد لله اتوقف بإعجوبه و ده طبعا بعد العمليه
همسه كانت قربت منه و بصتله بمنتهى الوجع: مش هيخلف صح !
الدكتور بأسف: لاسف لاء ! إستأصلنا
مراد وقف بشكل مهزوز قاطعه و هو رايح علي همسه بغضب: خلفة ايه و زفت ايه ! اى حاجه تغور قدام حياته ! المهم هو !
همسه نزلت ع الارض مكانها بوجع و عيطت بشكل موجع..

مراد راح عليها شدها وقفها و زعق: انتى بتتكلمى ف ايه دلوقت ! !هاا ؟ ف خلفه ؟ عيال ؟ لازمتهم ايه مقابل حياته ؟
همسه ضمت إيديه اللى ماسكينها بإيديها و سندت راسها عليهم بضعف و عيطت ..
مهاب وقف راح عليهم خاصة اما شاف مراد بيجاهد يبان يالقوه دى و مراد زعق و هو مهاب ضامه: هتفيده ب ايه الخلفه هاا ؟ لو كان خلف قبل كده و دلوقت ملهاش حل و راح مننا كانت هتنفعنا بإيه الخلفه ؟ هتعوضنا عنه ؟ هنفعه هو بإيه ؟

همسه عيطت اوى و بتتخيل شكل مراد اما يفوق و يعرف ! ازاى هيواجه حقيقه زى دى ! ده سنين و سنين و مقدرش يرضى و لا يتقبل حقيقة حرمانه من ابوه و امه ! هيتقبل ازاى انه يتحرم من انه يكونله ولاد !
عيطت اوى: انا اكتر واحده حاسه بيه..

مراد زعق لا قادر يشوفها ضعيفه كده و لا هيتحمل ضعف إبنه قدام حاجه زى دى: انتى مش حاسه بحاجه ! انتى لو حاسه بيه كنتى هتعرفى ان ربنا فاداه بالعيال ! ان و لا مليون عيل يساوا ضفره ! انتى اكتر واحده المفروض تكونى حاسه بيه ! شوفتيه قبل ما تعرفيه إبنك و شوفتى العيل بيبقى ازاى و حالته ايه من غير ابوه ! لو كان جاب عيل و دلوقت عمره خلص بدون ما يكون فى حاجه تفاديه كان إبنه يتلطم من غيره ! ربنا عالم و اختار اهون حاجه..

مهاب ضمه اكتر من صدره اللى بيعلى و ينزل بنهجان كإنه بيجاهد و خده بالعافيه قعّده: اهدى، اهدى يا مراد
غرام وسطهم زى التايهه ! لا شايفه و لا سامعه و لا قادره تشوف و لا تسمع و لا عايزه و لا عارفه اصلا !
القدر حطه قدامها مره بيموت و عاشت مساوئ اللحظه و اهى بتعيد نفسها من تانى بس المرادى موت ف اسوء اشكاله ! قامت بالعافيه و هى بتتسنّد لحد ما وقفت و اتحركت زى الآله سابتهم !

اللوا ثروت راح ع الجهاز و كتب تقرير باللى حصل من مالك و صاغه بشكل يفيد اقوال هامر و اتهامات لمالك ! قال عن هروبه و إعتدائه عليه للتشويش و تغطية هروبه و حاول يستخدم ده بشكل قاطع يدين مالك !
اللوا صالح دخل و هو بيزعق: مستحيل،، يستحيل ده يحصل .. مالك معملش حاجه عشان يهرب
اللوا ثروت بثقه: امال حاول يهرب ليه ؟ او بمعنى اصح هرب !
اللوا صالح بغضب: مالك مهربش
ثروت ببرود: تقدر تقولى هو فين ؟

صالح بحده: انا هوصله و
ثروت ببرود: اما تبقى توصله بقا نبقى نشوف
اللوا صالح خرج بغضب و بعت حد على بيت مالك و حد ع المستشفى و اى مكان ممكن يكون فيه او يروحه لإنه متأكد ان ده مش هرب !
حلم مع مالك ع الطريق و فهد قدامهم زى الجثه .. بتحاول تفوّق مالك مش عارفه ! مالك مكنش ناخخ من مجرد موقف ! مالك كان زى الجمل اللى شال و شال و شال لحد ما مبقاش قادر يشيل تانى ف نخ !

ف لحظه سابته و جريت ع العربيه ركبتها و قربت بيها منهم و وقفت و نزلت جنبهم ..
مسكت موبايلها تكلم المستشفى ممكن يسعفوها عن مالك شافت عمها بيرن عليها فتحت و لسه هترد لمحت عربيه بتقرب من بعيد او قصادهم و هتلف و تقرب و شكلهم مريب او اتجاهها لحته مقطوعه زى دى هو اللى مريب و مالهوش غير معنى واحد و هو إنها جايه لهم !

حدفت الموبايل و شدت مالك وقفته و زعقت: فوق بقا يا مالك، عشان خاطرى،و حياة فهد اللى بين إيديك دلوقت فوق، مالك هنمووت، فهد هيموت و احنا، يلااا
ميلت على فهد بتحاول تسنده او تتحرك بيها و قوة اصرارها ادتها قوه جسميه غرييه خلتها نقلته العربيه و مالك متابعها بعينيه بضعف كإنه من المنظر صدر حكمه ع النهايه !

لحقها على اخر لحظه بتسند فهد بعد ما دخّلت نصه للعربيه و بتحاول ترفع بقيته ! سنده معاها لحد ما عدلوه ع الكنبه و قفلت و لفت ركبت بهلع و ساقت هى بسرعه مخيفه !
العربيه قربت ع اخر لحظه و هى بتشد موبايلها و جريت ع العربيه و بتقفل الباب و مبانش منها غير اسلحه بيضا من شبابيكها و ابتدت تضرب عليهم !

حلم بتحاول تحود بالعربيه شمال و يمين عشان تشتتهم محدش يعرف يضرب ع العجل يقلب العربيه لإنها عارفه ان لو العربيه إتقلبت يبقى اتحكم عليهم بالموت !
لا مالك ف حالته دى هيعرف يطلع و فهد يستحيل طبعا ينجى و هى مش هتسيبهم !
قدرت ف تحريكها للعربيه تتفاداهم و بتغيب و تبص لمالك و عينيها بتستنجد بيه مالك لمح العربيه بتخبط ف جنبهم و بيصوبوا عليها عشان يشلوا حركتها و اول رصاصه جات ف دراعها !

حلم اتعمدت تصرخ بمبالغه عشان تحط مالك ف الامر الواقع اللى هيفوقه و هو صرختها كانت زى جرس الانذار اللى رن جواه ! بصلها جنبه و بص وراه لفهد و حس بابين حياته بيتقفلوا ! بيتصوّب عليها تانى كان مالك ف حركه سريعه خرّج مسدسه من تابلوه العربيه و ضرب ناحية الراجل اللى بيضرب عليها طلقه جات ف دراعه !
قام و مسك الدريكسيون بإيد و ساعدها تتنقل بإيده التانيه و قعد مكانها يسوق و بيتعامل بسلاحه !

مالك اخد طلقه ف إيده وقّعت المسدس ف العربيه و خلته يفقد شويه من تحكمه ف العربيه و ده خلى اللى قدامه يقرب اكتر منهم و بيقرب سلاحه من مالك اللى مميل راسه لتحت بيبص ف إيده و يدوب بيرفع وشه لقى الراجل مصوّب السلاح ناحية راسه بالظبط و لسه هيضغط كانت جات للراجل طلقه ف رقبته و السلاح وقع من إيده و هو وقع لورا ! التانى لسه بيحاول يرفع سلاحه كانت جاتله طلقه ورا طلقه وقع !

العربيه فقدت توازنها عشان محدش بيسوقها و الاتنين وقعوا ف اتقلبت و ثوانى و كانت مولعه !
مالك بص وراه لحلم بشئ من الذهول و بص للجثث قدامه و ف لحظه غريبه ظهرت شبح ابتسامه على وشه ان الموقف خلص بقوتها: عبو اللى مسكك مسدس يا شيخه..

حلم ضحكت غصب عنها بإرهاق و هى بتحدفه ع التابلوه قدامها و رفعت رجلها ربعتها ع التانيه: عجبتك ها
مالك بصلها و مش مصدق انها لولا قوتها مكنوش عرفوا يخرجوا من الموقف ! إستغرب ضعفها اللى ف قوتها و قوتها اللى جايه من ضعفها !
وصلوا المستشفى و حلم نزلت بتعب لجوه بلغتهم و خرج معاها كذا حد نقلوا فهد لجوه و مالك جنبه !
اتحول ع العمليات فورا و مالك وقف و حلم جنبه منتظرين الجاى بقلة صبر !

اللوا صالح كان سايب حد ع المستشفى يبلغه اى اخبار عن مالك و اول ما وصلوا عرفوا و راحلهم..
دخل بيزعق: ممكن افهم اما حضرتك فاهم اللى فيها كان لازمتها ايه الحركه الهبله دى ؟
مالك مسح وشه بعنف و اللوا صالح راح عليهم: انت يابنى استحليت السيناريو و لا ايه ؟ انت
وقف بالكلام اما شاف شكلهم مبهدل و إيده مضروبه رصاصه و حلم ف الارض دراعها غرقان دم و وشهم فى كدمات من خبط و رزع العربيات !

اللوا صالح بقلق: انا بردوا قولت فى حاجه مش مظبوطه ! فى ايه ؟
مالك مكنش يعرف هو مطلوب ليه للتحقيق و لا اللى حصل بس فهم بشكل تخمينى ف بصّله بغضب اما شاف كذا حد دخل عليهم: خليهم يغوروا من هنا السعادى لحدما اتطمن على اخويا
اللوا صالح بخوف: فهد ! ماله حصله ايه !

مالك زعق: بيدفع التمن ! زى ما ابويا و امى قبلوه دفعوه ! قبل كده دفّعتوه التمن من حرمانه منهم و دلوقت بحرمانه من حياته !
اللوا صالح قرب منه بعطف و حاول يمسكه: طب اهدى اكيد هيبقى كويس، و الحمد لله إنك لحقته
مالك بصوت مبحوح: معرفش ليه مكتوب عليه اضيّع كل اللى بحبهم ! ائذيهم ! اخسرهم بعد ما اخسّرهم كل حاجه ! ليه كده
اللوا صالح مسك إيده يقعده و شافها متصابه ف حاول يتحرك بيه: إيدك متعوره مينفعش تفضل كده،انزل لدكتور يسعفك و
مالك شد نفسه و كإنه مش حاسس بيها او وجع إيده تاه وسط الوجع اللى كان محاوطه من كل ناحيه: مش رايح لاى زفت دلوقت..

اللوا صالح بمحايله: لو فضلت اكتر من كده هتأذى نفسك و احنا مش عارفين هيخرج من العمليات امتى
مالك زعق: بس بقااا
اللوا صالح بص لحلم يستنجد بيها تتكلم شافها دراعها غرقان دم ف هز راسه بضيق و نزل ..
راح طلب دكتور و طلع بيه لعندهم و بص للدكتور بأمر: اتعامل و شوف شغلك ان شالله تكتفه..

ليليان كانت تحت نازله تجيب مايه لأمها اللى كانت كل شويه تتوه و تفوق قبل ما الدكتور يخرجلهم فقابلت حلم و هى خارجه و ادتها الولاد .. طلعت بيهم كان الدكتور خرج و بلغهم و الكل قاعد بحزن برا مستنيين مارد يخرج و يفوق ..
مازن إستغرب العيال اللى معاها و هى ملاحظه نظراته ف انسحبت لتحت تسأل عن حلم او تفهم اللى حصل !
مازن بِعد شويه و ولع سيجاره و للحظات عقله عمال يراجع و يعيد اللى بيحصل ده !

ليليان نزلت بالعيال و سألت عن حلم و عرفت انهم فوق ف طلعتلهم و اول ما شافتهم من بعيد اتحرجت من الموقف اللى هما فيه رغم إنها إستغربته و لسه هترجع حلم شافتها و بعد ما كانت هتسيبها تمشى بولادها بصت لمالك اللى مغمض عينيه تماما و كإنه منعزل عن الدنيا و بصت لولادها و حست إنه محتاجهم او محتاج طاقه للى جاى و هما طاقته الايجابيه !

راحت على ليليان و إبتسمت بتعب و عينيها دمعت: معلش يا ليليان إنى اديتهوملك بالطريقه دى بس احنا ف مشكله و كان لازم اتصرف
ليليان استغربت: لا و لا يهمك، انا بس استغربت جريكوا و دلوقت و شكلكوا كده
حلم غمضت عينيها بتعب و حكتلها بشكل سريع اللى حصل..
ليليان بحزن: واضح ان اليوم كان وحش ع الكل، طب هنزل اسيبهم مع حد من صحابى تحت و طالعالك
حلم بسرعه: لالا هاتيهم
ليليان: يابنتى انا مكنتش اعرف باللى فيكوا و بعدين لازم انتى اصلا دكتور يشوفك، جرحك شكله سطحى بس لازم تعامل معاه..

حلم حاول تاخد منها العيال بإيدها التانيه و يدوب عرفت ترفع بيها ياسين بس على صدرها و سندته بإيدها السليمه و بصتلها: ممكن بس توصلينى بيهم لعند مالك ؟
ليليان راحت معاها و كان مالك عدلوه على كرسى بالعافيه و اخد بنج رش على إيده و الدكتور خلى ممرضه تطلعله بترابيزه جراره و عليها الحاجه و إبتدى يتعامل مع جرحه ! خرّجله الرصاصه و خيط إيده و لفها ..

كان مغمض عينيه و مرجع راسه لورا و حلم حطت ياسين على رجله ! مالك فتّح بسرعه و بصّله و بتلقائيه إبتسم ..
ياسين كان ف السن اللى يسمحله يبتسم و يلاغى بصوت و ده اللى عمله اول ما شاف مالك ..
مالك بضعف ميل باس راسه بحب و ياسين رفع إيده بيلعب ف شعره و يلغبطه و قدر ببرائته يداوى او يخفف حدة وجع الموقف ..
ليليان بصت للدكتور: شوف جرحها لو محتاج تخدير كلى هنزلها بالعافيه للعمليات..

الدكتور شافها و كانت الرصاصه ف دراعها اه بس عدت عليه بشكل سطحى و مخترقتش العضم: الجرح سطحى الحمد لله
اخدها و دخل غرفه جانبيه للكشف و اداها بنج خفيف موضعى و إبتدى يتعامل لحد ما خلص و خيط الجرح و لف دراعها و قبل ما يتكلم قامت بسرعه اخدت حلم الصغيره من ليليان و خرجت لمالك برا ..

مالك إبتسم ربع إبتسامه بالعافيه و نزل ع الارض بتعب و فرد رجليه و حط ياسين على رجل ..
حلم قربت قعدت جنبه ع الارض و حطت حلم بين رجليه و سندت هى على رجله التانيه و سندت راسها علي كتفه و رفعت وشها له: هتعدى، ان شاء الله هتعدى على خير، ثق بس ف ربنا و هيعديها
مالك رفع إيده على راسها و ضمها عليه باس راسها بضعف: يارب، ادعيلى..

حلم قلبها دق على حضنه اللى لاول مره من وقت اللى حصل يفتحهولها بإرادته و ضمته هى اكتر و بترفع وشها له شافت ف عينيه نظره شبه اول نظره جمعتهم و شدتها له ! نظرة احتياج ! شافته لسه محتاجلها و ده بالنسبالها محى كل اثار الوجع جواها ..
روفيدا كانت ف البيت رايحه جايه بقلق خاصة إنها مش عارفه توصل لحلم و لا هى طمنتها اول ما وصلت زى ما قالتلها !
قلقت اكتر اما شافت كذا واحد غريب حوالين البيت بيسألوا عن مالك ! بتكلم حلم مش بترد ! قعدت بقلة حيله غصب عنها دموعها نزلت !
مالك مع حلم قدام العمليات و الصبر جاب اخره لحد ما دكتور خرجلهم..

مالك وقف بسرعه بس سؤاله كمان وقف على لسانه و خايف اوى من اللى هيسمعه !
الدكتور بعمليه: كان واخد كذا رصاصه و للاسف المكان حساس و الاكتر من كده متلحقش وقتها ده غير الجرح نزف كتير عقبال ما إتنقل لهنا
مالك حط إيده على وشه و رجع بضهره لورا لحد الحيطه !

حلم كانت وقفت ف راحت ع الدكتور بحذر: المهم إنه عايش و إنه عدّى الخطر
الدكتور: عايش اه، لكن عدّى الخطر لاء، لسه منقدرش نجزم بكده إلا اما يعدى وقت و يفوق و كمان نباشر حالته و محتاج رسم مخ عشان نشوف اثار اللى حصل وصل لفين
مالك بتعب: هو ممكن ..

الدكتور: بنسبه كبيره اه ممكن يتضرر ! قعد فتره بينزف و المخ مبيوصلهوش اكسجين خاصة ان اصابته ف اعلى كتفه و اثابت الشريان السباتى و ده ادّى لسكته دماغيه لحظيه اه بس غالبا هتسيب اثر ! عموما رسم المخ هيوضح
سابهم و مشى و شويه و فهد خرج على سرير و مالك جرى بلهفه معاه لحد ما نقلوه للعنايه و علقوله محاليل ..

قعد جنبه بوجع و مسك إيده و باسها اوى و دموعه غلبته: انا عارف ان كل اللى حصلك بسببى ! كل حاجه كانت بسببى من الاول ! كل حاجه، كل حاجه حتى وقفتك قصادى اللى كنت بحاسبك عليها ! بس اللى مش هقدر يبقى بسببى هو رقدتك دى ! خسارتى ليك ! مهما انت اتكلمت او قولتلى ف انا محستش باللى انت كنت فيه إلا اما جربته ! محستش و انت بتقولى عقابك اخدته وجع اما بقيت السبب بنفسك اللى خلاك تخسرنى غير لما دلوقت اما انا كمان بقيت السبب ف إنى بخسرك دلوقت
سكت و صوته إتخنق بشكل حبس صوته ف إتكلم بالعافيه: حقك عليا ! حقك عليا يا إبنى ! ايوه إبنى ! مش انت طول عمرك بتقول عليا ابوك ؟ لازم تقوم يا فهد ! لازم ! مكنتش متخيل الاحساس بالذنب بيقتل كده !

حلم كانت بتتحرك ورا مالك لحد ما دخلوا العنايه ولادها بيزنوا ف نزلت العربيه تجيبلهم شنطتهم اللى كانت جيباها معاها ..
جابت الشنطه و شافت الموبايل بيرن و لقتها روفيدا رانه كتير و باعته رسايل كتير ..
طلعت شافت مالك الدكتور مخرّجه من عند فهد بيتنفس بالعافيه ف راحت عليه: هيبقى كويس صدقنى
مالك غمض عينيه بحزن و هى إفتكرت روفيدا ف شاورتله بالموبايل: روفيداا، من بدرى بتتصل و
مالك كان هيقولها بلاش تعرف بس بصّلها كتير و لمس وجودها فرق معاه اد ايه و اكتشف إنه بيتنفس قوته منها ف حس ان روفيدا اكتر حد فهد محتاجله دلوقت..

حلم شايفه توهانه و تقريبا قارياه ف إبتسمت: طالما اتطمنا عليه يبقى لازم تيجى ! وجودها هيقويه صدقنى
مالك هز راسه و هى شاورتله بياسين و حلم بعد ما حطتهم ف العجله بتاعتهم: هكلمها
كلمتها و روفيدا كانت شويه شويه بتنهار من القلق ف اول ما شافت تليفونها فتحت بغضب: يا غبيه،عارفه إنى كان فاضلى شويه و يغمى عليا من القلق ! حرام عليكى ! قولتى اول ما توصلى هتكلمينى تطمنينى ! و عدّى ده كله و دماغى عماله تروح و تجى بيا ف خمسين حته و حته
حلم حاولت تهدى و روفيدا سكتت بقلق: مالك كويس ؟ فيه حاجه و لا عايزك ف حاجه عادى ؟ انتوا روحتوا شقتكم و لا ايه !

حلم بحزن: لا مالك كويس، كان متصاب و اتنقل المستشفى بس الحمد لله تمام
روفيدا اتنفست براحه: كويس
حلم بتحاول تبسّط اللى هتقوله بس مش عارفه و روفيدا إفتكرت: فى كذا حد شكلهم غريب كده جوم هنا سألوا عن مالك، حتى فضلوا شويه حوالين البيت بس تقريبا مشيوا
حلم إفتكرتهم بخصوص اللى حصل لفهد: اه، لا حاجه و ربنا ستر..

روفيدا متطمنتش: انا ليه مش متطمنه إن مالك كويس او حاجه بسيطه ! صوتك عامل ليه كده ! ينفع طيب تديهولى اسأل عليه ؟
حلم بصت لمالك قصادها و سكتت: هينفع تيجى صح ؟
روفيدا قلقت اكتر و وقفت: خلاص جيالك، ابعتيلى انتوا فين و شويه و هكون عندك
حلم: الحراسه هتجيبك، خدى بالك من نفسك..

قفلت معاها و القلق إحتلها لحد ما لبست و اخدت مالك الصغير و نزلت .. مسكت موبايلها رنت على فهد تتحجج بإنها تقوله بس موبايله مقفول ! طول الطريق القلق بيزيد و عقلها بيحدفها عند حته رافضه حتى تشوفها و كل ما يحدفها بترجّعه بالعافيه !
وصلت و اول ما دخلت شافت مالك ف حاولت تطمن نفسها و راحت عليهم و قبل ما تتكلم سمعت الدكتور مع مالك ..

الدكتور لمالك: انا بعت فاكس بحالته للمستشفى ف انجلترا زى ما قولت و مستنى الرد
مالك بوجع: اول ما يردوا عليك كلمنى، ابعتلى عايز انا اتكلم بنفسى مع حد من هناك، لازم يشوفوا حالته، لازم حد يجى طالما سفره مينفعش ف حالته دى
الدكتور هز راسه: ان شاء الله
روفيدا قلبها إتقبض و قربت منهم بتوهان: حالة مين و مين ده اللى مينفعش سفره و هو ف حالته دى ؟

مالك بصّلها بلغبطه و حلم راحت عليها لفت دراعها حوالين كتفها: حبييتى تعالى و
روفيدا بِعدت عنها بإنكار: مين ده اللى لازم يشوفوه و بعتوا لمستشفى برا ؟
من حالتها محدش عارف يرد و هى بصت لمالك بضعف: مالك انت كويس اهو قدامى ! يبقى مين ؟ ارجوك
مالك معرفش ينطق و حلم بشئ من القوه اتكلمت: فهد يا روفيدا
روفيدا دموعها نزلت ف نفس اللحظه كإنها كانت مستنيه معاها ..

حلم ردت بهدوء: هو الحمد لله بقى كويس و هيبقى احسن كمان، بس مالك محتاج يتطمن اكتر، المهم دلوقت لازم تكونى جنبه
مالك اتشجع ينطق: لازم تكونى اقوى
حلم: اقوى و لا اضعف ف الحالتين هو محتاجلها و ف الحالتين لازم تكون جنبه عشان مش هيعدى المرحله دىالا بيها..

روفيدا كإنها مش سمعاهم او كل حاجه حواليها وقفت بمجرد ما سمعت اسم فهد ! حلم اخدت منها إبنها و هى برغم سكوتها و توهانها و نظراتها و حركتها البطيئه وسطهم إلا انها مره واحده جريت لجوه و سابتهم !
مالك طلع بسرعه وراها لحد ما لحقها و وصّلها لاوضته و سابها تدخل لوحدها ! هو الوحيد دلوقت اللى عارف احساسها ممكن يكون شكله ايه و مجرّبه اما جاب حلم لهنا!

روفيدا دخلت حدف و كلبشت ف الباب اول ما شافت حالته و صدره العريان و كمية الاسلاك و المحاليل اللى عليه و الشاش اللى على جروحه !
اتحركت بالعافيه قربت منه و نزلت برجليها ع الارض جنب السرير و مقدرتش تمسك إيده حتى: انت،، انت بتعاقبنى صح ؟ انت اللى بتعاقبنى مش ربنا ! ربنا مش هيعاقبنى فيك ؟ مش هيحرمنى منك ! انا،، انا مكنش قصدى اسيبك،، انا انا كنت بس عايزاك تندم شويه، كنت محتاجاك تشد ف الندم عشان تتعلم متخسرش حاجه بسهوله كده ! كنت خايفه ! خايفه تخسرنى انا كمان و تبيعنى ف كنت عايزه اوريك ان الندم بعد الخساره اوحش من الخساره نفسها ! كنت ... كنت هرجعلك و الله،، كنت هرجعلك، كنت مستنياك عشان نرجع ! انا رجعت اصلا ! انا ف بيتنا ! الدور عليك بقا انت ! انت اللى ترجع !

ليليان سابت حلم و مالك و طلعت ! دخلت عند مارد بعد ما إتحوّل للعمليات اتطمنت عليه و حطتله منوم ف المحاليل و سابته و خرجت ..
طالعه شافت مازن واقف لوحده فإتوترت و قلبها دق قوى ! مش عارفه تقرب و لا تعديه بس هتموت و تقربله خاصة دلوقت ! مش عارفه عشان اما شالت عيال حلم و بمجرد ما ضمتهم حست بإحساس غريب و قد ايه محتاجه لضمه زى دى لحته منها حتى اما الكل يسيبها ف لحظه زى دى هما عمرهم ما هيسيبوها ! و لا عشان حست بوجعه لانه اكيد جواه نفس الاحتياج ده ! و لا عشان شافت ضعف أبوها قدام اللى حصل لمارد ف ده خلاها حست اوى بمازن !

مش عارفه ! يمكن كل دول اتحطوا فوق بعض و عملوا حالتها دى و إدوها قوه غريبه تهد كل الحواجز بينهم عشان يبقى جنبها دلوقت بالذات !
مازن كان مديها ضهره اه بس بمجرد ما نزلت الدور و وقفت اول الطرقه و ريحته امتلكته و مش عارف ريحتها هربت من خياله ف اللحظه دى و لا هى موجوده بجد !
كان مستنى يشوفها هتعمل ايه ! هتتخطاه و تعديه و تمشى و لا مش هتعرف حتى لو هتقف و فعلا قدمت خطواتها و وقفت وراه ..

مازن بتلقائيه إبتسم بحزن و بدون ارادته لف وشه لها و خطفوا لبعض نظره سريعه موجعه قبل ما كل واحد يهرب بعينيه من التانى ..
ليليان حاولت تقول اى حاجه او تخلق حوار: حلم كانت سايبه عيالها معايا ف نزلت اسأل عنها و خدتهم، حتى كانت متعوره و هتعمل عمليه ف دراعها بس صممت تاخدهم مرضيتش تسيبهم و قالت مالك محتاجهم
مازن بصلها بوجع: مفيش ام بتعرف تستغنى عن ولادها يا ليليان ! مفيش ! حتى لو بتموت !

ليليان غمضت عينيها و لعنت غبائها اللى خلاها تختار المدخل اللى قفل الحوار مش فتحه !
مازن هز راسه بتريقه و اداها ضهره و بص بعيد: خاصة شايفه جوزها زى ما قولتى محتاجلهم ! داست على نفسها و معرفتش تدوس على احتياجه ! معرفتش تبقى انانيه مع انها زى ما قولتى تعبانه..

ليليان دمعت و سكت و هو سكت و كل واحد فيهم بيتمنى التانى يقول اى كلمه و الحوار يطول ! و الموقف انطبق عليه زى ما عمرو دياب قال " ده انا لما كنت بقول، بقصد كلامى يطول، يمكن تقول حاجه اسمعها اصفالك "
مازن قلبه غلبه اما حسها بتعيط رغم مكنش شايفها و لف وشه بهدوء لها: مارد عامل ايه ؟ دخلتيله ؟
ليليان مسحت وشها بسرعه: اه بس لسه مش هيفوق دلوقت خالص، لسه جروحه كبيره و صعبه و اخد بنج قوى
مازن: هيفوق امتى ؟

ليليان بحزن: اديته منوم ع الاقل عشان مش هيعرف يستحمل الالم لو فاق دلوقت
مازن سكت و هى حاولت تتكلم ف حكتله اللى حلم حكتهولها حصل معاهم ..
مازن رفع وشه لفوق قوى و اخد نفس طويل: غريب قوى القدر ده..

ليليان مفهمتش و مازن كمل بعفويه: فهد من يوم الحادثه بيلوم ف مالك إنه إتهز شويه من الظروف اللى ضغطته غصب عنه و خسر بسببها شغله و يشاء القدر يحصله كده و لو زى ما بتقولى كده يبقى هيتضرر من اصابته و انه محدش اسعفه ف وقتها و للاسف ده اكيد هيأثر على شغله و انا متأكد ان لو ده حصل هيلعن الظروف و يسخط عليها رغم إنه كان بيعيب مالك ! بس يمكن ربنا اراد يحطه ف اختبار الظروف عشان يفوق ! ربنا عدل
ليليان بصتله قوى و هو سكت اما لاحظ نظراتها له ..

ليليان دمعت بصوت مرعوش بعياط: انت شمتان يا مازن ؟
مازن بصلها بذهول: انا ؟ انا هشمت يا ليليان ؟ و ف مين ؟ اى علاقة فهد و اللى حصله بيكى و لا هشمت ف فهد نفسه ليه !
ليليان دوّرت وشها بعيد بدموع غلبتها بس اما زادت بوجع فضّلت تنسحب ف اتحركت تمشى !
مازن مسك إيدها بسرعه شدها وقفها: انتى تقصدى ايه ؟
ليليان بزعل: اسأل نفسك او راجع كلامك كده..

مازن وقف للحظه يسترجع كلامه و بصّلها: لحظه معلش، انتى فاكره انى اقصد مارد ؟
ليليان سكتت و بصت بعيد و مازن زعق: انتى فاكره كده ؟ هشمت ف اخويا ؟
ليليان: معنى كلامك كده !
مازن بغضب: حتى لو هشمت و لا ده طبعى ف بعيد عن مارد ! بخلاف انه اخويا ف ملهوش دعوه و برا اللى حصل..

ليليان اتصدمت: و لو انا ؟ و لو ابويا ؟ تشمت عادى ! انت كنت بكلامك تقصد ان ابويا السبب ف اللى حصل بينا و دلوقت ربنا حطه ف نفس الموقف عشان يتعلم ! حرمك من الحمل اللى كان موجود ف اتردله ف مراد ! صح كده !

مازن بصلها بصدمه مش عارف يستوعب شكل تفكيرها او مش عارف يقبلها او يمكن مكنش واخد باله من النقطه دى اصلا: انا لو عايز اشمت كنت شمتت وقتها ! كنت قولتله وقت خناقتنا على سقط غرام ! موت حفيده اللى كان تقريبا ف نفس اليوم و بينتله ان واحده قصد واحده و ربنا اللى عملها عشان يتعلم !

ليليان هزت راسها شبه تايهه: ده انت شمتان بجد
مازن بصلها بأسف و حس الكلام إتحجز على لسانه او معدش فى كلام اصلا يتقال ..
ليليان سكوتها وجعها اكتر كإنه بيأكدلها ف إندفعت: لا معلش ابويا اللى عايز تشمت فيه ده ملهوش علاقه بحاجه، ابداا، انا اللى،،،،،
وقفت بالكلام و مازن بصلها بوجع ع الجمله اللى عقله كملهاله !

ليليان استوعبت قالت ايه و لا مسار ردها ايه بس كان خلاص الكلام لعب دوره و قبل ما تحاول تصلحه مازن سابها و مشى !
مالك فوق جنب حلم و اللوا صالح راحلهم ..
مالك كتم نفخته و هو بصّله: فهد عامل ايه دلوقت ؟
مالك بألم: ادعيله
اللوا صالح سكت شويه بس لازم يتكلم: مالك حاليا لازم نروح الجهاز..

مالك لسه هيزعق اللوا صالح سبقه: انا عارف الظروف اللى انت فيها و مقدر و الله و لو الظروف غير عمرى ما كنت هطلب منك كده، بس حقيقى الوضع متآزم و لازم نقفل الليله دى بقا
مالك عقله عرف يقنعه ان كلامه صح بس هو مش عارف يقنعه يمشى من هنا !
اللوا صالح شايف حيرته: ثروت لعبها صح و التحقيقات كملت على هواه و اللى حصل لفهد كمل، لازم نوقف المهزله دى
مالك بغضب مسك موبايله قلّب فيه و شاف حاجات خلته كز على سنانه و خرج بإندفاع !

اللوا صالح راح وراه و وصلوا الجهاز و مالك دخل قاعة التحقيقات و دقايق و كان اللوا صالح مجهز اجتماع من كذا قياده منهم اللى تموا العمليه و مدير المخابرات و الجهاز يحضروا التحقيق مع مالك !
المحقق: مالك محتاجك تسمع اقوال المتهمين و عايز اسمع اقوالك
مالك بحذر: حصل ايه ؟
المحقق فتح الاوراق قدامه بأقوال هامر و صفوت ..
مالك قراها بذهول و إتصدم .. اخد نَفس عنيف و وقف و...

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 5 من 18 < 1 7 8 9 10 11 12 13 18 > الأخيرة





الكلمات الدلالية
رواية ، دستة ، ظباط ، اثاره ، رومانسيه ، تشويق ،











الساعة الآن 08:07 AM