رواية مارد المخابرات ج1 للكاتبة أسماء جمال الفصل السادس والعشرون
همسه فضلت مستنيه مراد ف اوضتهم كتير لحد ما غلبها النوم و صحيت على كابوس مخيف .. غمضت عينيها بعنف كأنها رافضه تفاصيل كابوسها و لا حتى ف الخيال .. مسحت دموعها و حطّت إيديها على قلبها يهدى و بتقنع نفسها إنه كابوس و قامت منه قامت بتتسنّد لحد ما خرجت من الاوضه .. بتمشى بخطوات تقيله راحت على اوضة ليليان و يدوب بتفتح باب الاوضه و وقفت بغيظ و برّقت .. لقت مراد خرَّج الداده برا و نايم هو على سرير ليليان على ضهره .. منيّمها على بطنه و ضاممها بحب و حاطط راسها على صدره و إيده ف شعرها و هو اللى نايم و هى بتضحك بملاغيه و صوت !
همسه بعد ما كانت متغاظه غيظها اتبخر من منظرهم و من ضحكة بنتها اللى مراد كل مدى بيتعلق بجنون بيها و مبيعرفش يبعد عنها .. همسه قرّبت منهم بغيظ و لسه قبل ما تتحرك لاحظت مراد صدره بيطلع و ينزل بعنف كإنه ف سباق و بيجرى .. وشه غرقان عرق و عيونه مغمضه بعنف كأنه بيقفلهم غصب .. ملامح وشه كلها مخيفه .. همسه رغم ان منظره واضح إنه محبوس جوه كابوس إلا انها قلبها اتقبض من هيئته و إتقبضت اكتر اما افتكرت كابوسها .. معقوله يكون نفس الكابوس ؟ بس ياترى شافوه سوا و لا لسه هيشوفوه ؟
قرّبت منه بحذر حاولت تهدّيه .. إبتدت تحرّك إيديها على جانبى دماغه فوق ودنه و شويه و إبتدت تقرا قرأن .. بس مراد مفييش و كأنه متربّط جوه كابوسه ..
جوه كابوس مراد .. واقف هو بين عاصم و همسه و الاتنين بيخبّطوا فيه و ولاده على دراعه .. و كل ما ولاده يجوا يقعوا من على دراعه يتبّت فيهم اكتر .. همسه بتضرب فيه بعنف من ناحيه و عاصم بيشاورلها من تانى ناحيه تضرب اكتر و هى بتزيد مراد بيصرخ بس صوته مبيطلعش كإنه متكمم: همسسه إهدى هفهّمك .. إهدى عشان خاطرى .. همسه انا
همسه مش بتتفاهم و صوته مش واصلها و مراد لفّ ناحيتها و إدّى ضهره لعاصم .. ولاده كل واحد على دراع و هو حاول يمسكها يهدّيها و هى بتشد فيهم منه و ف لحظه رجلها فلتت و نزلت بإندفاع لتحت و من غير تميهد سقطت مره واحده .. مراد بيبص لمكان ما وقعت لقاها حفره عاتمه مش باينلها اخر و لا حتى ملامح .. قبل ما يستوعب الموقف كانت ف وقعتها ولادها نزلوا من على دراعه وراها واحد ورا التانى.
مراد نخ على رُكبه على حرف الحفره و حاول يدقق بس عتمتها منعته يشوف حاجه .. قام يتلفّت حواليه بجنون على حد يساعده لدرجة إنه راح على عاصم يساعده يخرّجوها .. بس بمجرد ما بيتلفت وراه ناحية عاصم لقا نار مولّعه حواليه و بتقرّب منه و إبتدت النار تاكل فيه حبه حبه قدام مراد اللى واقف بينقل نظراته بذهول بين عاصم اللى بيولّع قدامه و الحفره اللى نزلت فيها همسه ..
برا الكابوس همسه قعدت على حرف السرير جنبه و سحبت البنت من حضنه و مراد كلبّش فيها و فتّح عيونه فجأه بعنف .. همسه حاولت تهزر ف بصّتله بغيظ: يعنى قولى لو عايز تنام ف حضنها هى و انا افضّلكوا الاوضه عادى و الله !
مراد إتنفض بعنف و كلبش ف بنته اللى على صدره بأيد و لفّ الإيد التانيه على مراد إبنه اللى كان جنبه
همسه مستغربتش قوى رد فعله لإن من شكله كانت عرفت إنه ف كابوس و رد فعله اما فتّح أكدّلها ده و يمكن اكدّلها شاف ايه بالظبط من اللى شافته هى قبله ..
همسه حاولت تبتسم بس صوتها اتهزّ: اخسسس كده تهرب من اول يوم ؟ و تروح لضرتى كمان ؟ طب كنت استنى اما اتعوّد عليك بعدين ابقى اصدمنى براحتك مراد إبتسم بعذوبه على غيرتها: مخدتش بالى و الله .. انا جيت قرّبت منها ابوسها و احضنها لقيتها صحيت .. ف فضلت العب معاها و نسيت نفسى و عنيا غمضت ف حضنها
همسه بغيظ: لقيتها صحيت و لا انت اللى صحّيتها اصلا ؟ مراد ضحك بنوم: لاء الكدب خيبه .. الصراحه انا اللى صحّيتها .. قعدت اعضعض فيها لحد ما فوّقتها همسه برّقت بغيظ و هو إبتسم بمنتهى الحب و هو ضامم بنته و بيبصّلها: يعنى انام من غير ما اسمع صوتها و لا اشبع من حضنها و اشوف ضحكتها ؟ و رجع بص لإبنه و باس راسه بحب و رجله
همسه بغيظ: ما تكمّل و تقول يعنى انام من غير حضنها ؟! مراد: طب اعمل ايه بس ؟ ماهى عوّدتنى على حضنها .. طول عمرى بنام لوحدى و هى جات ملت حضنى الاول .. و انا كنت اول حضن بردوا ليها .. انتى ناسيه إنى لقفتها من إيد الدكتوره من بطنك لحضنى .. الصراحه إتعوّدنا على حضن بعض .. لا بقيت اعرف اغمّض عينى من غير حضنها و لا هى بتهدى و تروح ف النوم إلا على صدرى .. همسه كزت على شفايفها بغيظ و هو بصّلها بيغيظها: ذنبك انتى بئا انك سيبتى مكانك من الاول .. اربع شهور اهى و هى مستعمره حضنى
همسه بصّتله بغيظ و ضربت الارض برجليها بطفوله و سابته و مشيت على اوضتها .. فضلت رايحه جايه ف الاوضه .. مره تبتسم على عشقه لبنته وتعلّقه بيها .. و مره تتغاظ على جنانه بيها .. و مره تنفخ لحد ما سمعت رجله بتقرّب من الباب نطّت عالسرير .. عملت نايمه و إدّته ضهرها و غمّضت و هو دخل الاوضه بهدوء و دخل السرير براحه من غير صوت .. إستغربت و بتلفّ تشوفه ساكت ليه إتصدمت !
لقته بيميّل ع السرير براحه يحطّ ليليان ف حضنه و بيرقد همسه رفعت حاجبها و هو إبتسم: طب اعمل ايه مرضيتش تنام من غيرى و مراد نام و هى لوحدها همسه كزّت على سنانها: قول معرفتش تنام من غيرها ! مراد إبتسم و حطّها على صدره و قرّب براحه من همسه اللى راحت لطرف السرير .. شدّها عليه و اخدها ف حضنه وحطّ راسها على كتفه جنب ليليان و همس: انتى بردوا حبيبتى همسه إستسلمت لانها عرفت انها لو عاندت هتبقى ف حرب خسرانه .. دى عشق أبوها الجنونى .. ف إستسلمت و نامت و هو كمان ! عشان يصحوا على حياه جديده تجمعهم بحب كلهم سوا ..
عند عاصم .. نضال بقلق: و العمل ؟ ماهر بغيظ: جاى دلوقت بعد ما عكيت الدنيا تقولى العمل ؟ العمل ايه بقا دلوقت ؟ نضال: ما هو كده كده كان لازم هيعرف .. انا عرفت انه كلم حد من حبايبه هناك يجيبوله قرار جواز زفت ده من مراته و القضيه كده كده محفوظه .. يعنى اى قرشين لاى كلب ف القسم كان هيديله ملف القضيه ماهر بضيق: معرفش بقا بس لو سيبناه كده هيورط نفسه و يورّطنا معاه نضال بتفكير: طب ما تكلم جوسير ماهر إنتبه: الوحيد اللى ممكن يرجعه نضال: لا مش ممكن ده اكيد .. صوباع عاصم تحت ضرسه عشان لسه مطارد و مطلوب من الجهاز و هو هنا ف حماءة المنظمه و لو اتخلّوا عنه هيبقى انحصر بين الاتنين و مهما يعمل مش هيعرف ينفد منها ماهر وقف: خلاص انا هتصرف .. بس المهم امسك لسانك شويه عشان لو حاجه تانيه اتسربت مش ضامن اللى هيحصل.
ماهر خرج و قابل جوسير بشكل مستعجل و شرحله الوضع و فدر يقنعه ان عاصم لو مهديش و بِعد عن الجو ف مصر و الاحداث هناك هيتورّط و يورّط الكل معاه و.جوسير وعده يساعده و فعلا استدعى عاصم بعدها عاصم بضيق: يعنى ايه ؟ انتوا بتحمونى انا و لا بتحموه هو ؟ جوسير بحده: لاء بنحميك انت و عشان كده ببعدك عن الكل هناك ف بلدك و إلا لو وقعت هنا اول ما هيتخلى عنك عاصم بغضب: و حقى ؟
جوسير بهدوء: عندى و اوعدك وقت ما هيجى الوقت المناسب انا اللى هجيبهولك عاصم وقف بغيظ: و انا مش محتاج حد يجيبلى حق شرفى من الكلاب اللى داسوا عليه لسه جوسير هيتكلم عاصم قاطعه: حاضر هسيبه بس موعدكش إنى هسيبه كتير عشان ده مش هيحصل .. شوية وقت الجو يهدى و القضيه تموت و اهو ساعتها تبقا الضربه مفاجئه و يومها مش هرحم حد جوسير بتحذير: بردوا مش هفكرك تانى .. خد بالك عشان الوقعه هنا بفوره و انا كمان موعدكش ان كل مره هتلاقي إيدى ممدودالك خاصة لو بتوقّع نفسك بغبائك.
عاصم بصّله بغيظ و بصّ لماهر و نضال بعنف لإنه فهم إنهم اللى زقّوه عليه و سابهم و خرج و هو دماغه بتغلى من الشر ..
بعد مرور 8 شهور كمان .. عند همسه و مراد كانوا ليليان و مراد كمّلوا سنه .. همسه قامت من النوم و بصّت لمراد النايم جنبها و فضلت تراقبه كتير بحب .. اد ايه ربنا كرمها بيه بعد رحلة عذاب و تعب من غيره .. إتنهدت بقلة حيله ل ليليان النايمه ف حضنه و ضاممها اووى و بردوا على بطنه و راسها على صدره همسه بفقدان امل: مفيش فايده .. نومة الزواحف دى .. حب ايه ده مش عارفه ؟ مراد ضحك و هو بيوارب عينيه: عايزه ايه من البت عالصبح ؟ مالك بيها هى بتعشق أبوها ؟
همسه رفعت حاجبها: هى بردوا ؟ مراد ضحك: و أبوها بيعشق امها .. عايزه ايه انتى ؟ همسه بغيظ: و امها سيبهالكوا و ماشيه مراد إستغرب و قام نص واحده: رايحه فين انتى دلوقت ؟ همسه و هو بتقوم: شغلى يا مراد .. اهملته كتير اووى الفتره اللى فاتت و ما صدّقت إنتظمت مراد بضيق: يعنى انا وافقت ماشى تكمّلى شغلك .. بس اكيد ف يوم زى إنهارده مش لازم همسه عملت نفسها مش فاهمه: إشمعنا إنهارده ؟
مراد بصّلها بغيظ و هى ضحكت اووى و جريت من قدامه دخلت الحمام .. اخدت حمام و خرجت لقته مرقّدها عالسرير و بيلاعبها و جايب مراد جنبها و بيساهرهم: إنهارده الحلو كمّل سنه .. عدّت سنه بحالها .. اجمل و احلى سنه عدّت ف عمرى كله .. و الاحلى انكوا إتولدتوا يوم ميلادى انا كمان .. بس الفرق 28 سنه .. عقبال مانتوا اللى يكون عندكوا ال 28 سنه دول .. و احنا سوا ولا نفترق ابدا .. باس ليليان بحب: و تفضلى متعلقه بأبوكى كده و تفضليهم ف حضنه همسه برّقتله بصدمه: انت عايزها تفضل مكلبشه ف حضنك كده لحد ما يبقى عندها 28 سنه ؟! مراد: و انتى متغاظه ليه ؟ و لو ليا عُمر اكتر تفضله كله كده ف حضنى و ميفرّقناش غير الموت.
همسه إتقبضت: لاء و على ايه موت يا عم ؟ خليها ف حضنك .. بكره يجى اللى تتشعلق هى بحضنه .. و ساعتها تقولك بالسلامه مراد بغيظ: اخرسى .. بنتى انا تتشعلق ف حضن حد !؟ ده على جثتى ! ده انا اقتله ! همسه بصّتله بذهول: هو انا بقولك هتتخطف ؟ انا قصدى اما تتجوز مراد بعِند: بردوا مش هيحصل ...محدش هياخدها من حضنى ابداا همسه بصدمه: انت مش هتجوزها عشان تفضل ف حضنك !؟ هتبّور بنتى عشان متسيبش حضنك !؟ مراد بغيظ: و انتى مالك ؟ هى اصلا مش هترضى همسه هزّت راسها بمعنى مفيش فايده و تمتمت لنفسها: لا ده خلاص لسع ع الاخر.
همسه و مع إصرار مراد مفيش شغل إنهارده مراحتش .. فطروا و هو ليليان مبتفارقهوش و بيأكّلها و همسه بتأكل مراد و هو كمان بيغيب و يأكّله و يحضنه .. خلّصوا و قاموا و شويه و جات ناس متخصصه لتجهيز الحفلات .. مراد كان كلّمهم و إبتدوا يجهزوا البيت لحفله عيد ميلادهم اللى نفس ميلاده !
على بالليل كانوا خلّصوا و مشيوا و همسه طلعت تجهّز.. لبست فستان سيلفر ضيق من فوق و نازل بنفشه لتحت تايبست و لفّت طرحه شبهه و ميكب رقيق خلّاها ملكه..
و كان هو مع ليليان و مراد و الداده بتلبّسهم .. و هو بيشارك ف تجهيزهم لحد ما همسه خلّصت و راحت لعندهم مراد إنبهر اول ما شافها و صفَّر: ايه الرقّه دى ؟ همسه: ده انا و لا ليليان ؟ مراد ضحك: يابنتى هى مراتى ؟ ضرتك يعنى !؟ همسه بغيظ: اكتر .. دى مرات ابويا مراد بصّلها و رفع حاجبه و هى دبّت برجلها ف الارض: خلاص مرات أبوها هى .. دى مش بنت أبوها دى مرات أبوها مراد إبتسم ل ليليان: ايووه كده .. دى مش مرات حد غير أبوها .. مرات ابوها !؟ مرات ابوها !؟ تصدقى حلوه.
همسه بصّتلهم بغيظ و سابتهم و نزلت .. و هما خلّصوا لبس و مراد كمان لبس و حصّلوها .. إبتدت الحفله و قطّعوا التورته و اليوم كان مبهج ..
مراد لبّس ليليان السلسه اللى زى بتاعة امها اللى عملهالها معاها و خلّاه معاه اما تكبر حبه مراد بعشق: حبيبة قلب ابوكى انتى و عمره مش عايزك تقليعها خالص و لا تشيليها من رقبتك .. دى اول هديه و من ابوكى يا عُمر ابوكى انتى همسه قرّبت منهم بابتسامه: كل سنه و انتوا طيبين و مع بعض دايما مراد بهزار: من قلبك ؟ همسه بتريقه: دى من جوه جوه جوه ... قلبى مراد بيغيظها: مش عارف ليه مش حاسسها .. فى حتة حقد دفين كده مستخبيه.
همسه ضحكت و مراد إداها هديتها هى كمان اللى كانت عباره عن طقم الماظ رقيق جدا و عجبها اووى همسه إبتسمت: المفروض انا اللى اجيبلك مش انت .. ده عيد ميلادك انت معاهم مراد بهمس: انتى إدتينى اول هديه منك ف اول عيد ميلاد ليا معاكى .. همسه بتلقائيه عينيها راحت على مراد و ليليان و هو كمان بصّ لولاده بحب: و دى احلى هديه و مهما تهادينى مش هتجبيلى اغلى منهم همسه ضمّته اكتر و مراد غمزلها بمكر: و بعدين انا مش عايز هديتى قدام الكل كده .. مش عايز كرّوته .. هديتى فوق .. ف اوضتى .. ف حضنى .. همسته ضحكت اووى و ضمّها اوى و ميّل باس راسها.
مهاب راح عليهم و ولاده معاه .. مازن ف إيده و بنوته على دراعه مراد اول ما شافه راح عليهم اخدها منه فضل يبوس فيها: يا رووحى انا ع الجمال همسه بصّت لمهاب و هزّت راسها: البنات كلوا عقله مهاب ضحك بصوت عالى: هو فى عقل اصلا ؟ مراد ضربه بوكس بغيظ و البنت على دراعه: لذيذه قووى همسه قرّب عليه: و ألذ مافيها اسمها .. غراام مراد إبتسم: غرام مهاب السويدى مهاب بهزار: شد حيلك انت بس و اجهز لاحسن الامور ظبطت نفسها لوحدها اهى مراد بص بتلقائيه على ولاده ليليان مع همسه لقى مازن حاضنها و مراد مع مهاب بيلاغى للبنوته على دراع ابوه.
مراد بصّلهم و رفع حاجبه و مهاب ضحك بصوته كله: ما تسيب العيال تعيش مراد بغيظ زقّه و إداله بنته و اخد منه ابنه و شد ليليان من همسه و مشى بعيد: ده بُعدك مشى خطوتين و رجع اخد منه غرام بتحدى و مشى و مهاب و همسه إنفجروا ف الضحك على منظره ..
بعد مرور اربع سنين كمان ...
همسه مقموصه قدام التليفزيون و تغيب و تنفخ و مراد ملاحظها .. بس مفهوش دماغ للخناق ف ساكت و ده غايظها زياده ! همسه بغيظ: يعنى افهم الدكتور قالك ان انت و لولى اه جاهزين للعمليه .. بس لسه كام يوم لزوم التحاليل الاخيره .. لازمتها ايه بئا السفر من دلوقت ؟ مراد بضيق: همسه مش هنقعد نحكّى ف الموضوع ده كتير ! انا قلقان على بنتى .. هناك هبقا مطمن عليها اكتر لو حصل اى حاجه هيبقى الدكاتره جنبها يلحقوها ! هى بتستعد للعمليه و العلاج تقيل عليها !
همسه: اللى يشوف قلقك عليها يفتكر انك مش مشترك ف العمليه معاها ! ده انت اللى هتتبرعلها بفص الكبد ! يعنى القلق عليك انت ...بتقلق عليها اكتر من نفسك ! مراد بوجع: اه بقلق عليها اكتر من نفسى .. عشان بحبها اكتر من نفسى .. ليليان انا رضّعتها دم ! فاهمه يعنى ايه ؟ يعنى بجرى جواها .. بتتنفسنى ..و ده مقرّبنى اوى منها عن الكل
همسه بصّتله و دوّرت وشها و هو نفخ: و بعدين لو مش عايزه تيجى معانا قولتلك براحتك .. هتفرق ايه يعنى نسافر دلوقت و لا كمان كام يوم ؟ همسه بغيظ: كمان مش عارف !؟ و لا حاجه
سابته و قامت بغيظ و هو سكت متضايق لزعلها لإنه عارف إنه عيد جوازهم كمان تلات ايام .. بس عشان قلبه مشغول على بنته هرب بالسفر و إتحجج و اما يرجع يراضيها و فعلا سافروا تانى يوم و راحوا ع المستشفى على طول و كملوا إجراءات العمليه و فعلا عملوها .. و ليليان إتزرعلها الجزء من الكبد اللى أخدوه من ابوها و بقوا كويسين الإتنين و خرجوا و اما رجعوا مراد عملها حفله كبيره يعوضها عن عيد الجواز اللى انضرب
مراد قاعد سرحان قدام التليفزيون و ليليان على رجله .. و همسه قصاده ف المطبخ .. بتعملهم كيك بالفراوله ب أمر من مراد لإن ليليان بتحبه جدا .. مراد باين عليه الضيق و الهم .. لدرجة إنه مش مركز نهائى و لا حتى سامع همسه اللى بتكلمه
همسه بعد ما ندهت عليه كتير و مردش او بالأصح مسمعش .. سابت اللى ف إيدها و راحت ناحيته و فضلت تبصّله كتير ..و إستنته يتكلم لحد ما إنتبه لوجودها جنبه مراد إستغرب: سمسميه ! بتبصيلى كده ليه ؟ همسه بنص ابتسامه: لاء انت مش بس مسمعتنيش .. انت كمان مشوفتنيش ! مراد بتتويه: قولتى حاجه ؟ كنتى عايزه حاجه حبيبتى ؟! همسه إتنهدت بزعل: أبوك بردوا ؟
مراد نفخ بضيق و سكت و هى إبتسمت بمنتهى الحب: مانا قولتلك قبل كده خلينا نروح انا و مراد و ليليان .. و هو مش هيقفل بابه ف وشنا .. ع الاقل ف وش احفاده .. يعنى لو انا و انت زعّلناه .. هما ع الاقل مالهومش ذنب هيقبلهم و هيخلّوه يقبلنا مراد وقف بعصبيه: لاااء .. و انا قولت لاء .. مش هحطّك ف موقف زى ده ابداا .. و بعدين يوم ما اهلى يقبلوكى يقبلوكى عشان نفسك .. مش عشان حد حتى لو كنت انا ! فاهمه ! همسه بحب: بس مراد بنرفزه: قولت لاء و مش هتناقش تانى ف نقطه زى دى !
همسه وقفت مسكت إيديه بحب و قعّدته: حاضر انا بس يعز عليا زعلك مراد سكت بضيق: انا إتلككت بالعزا اللى كان ف البلد عندنا هناك و روحت بس عشان أشوفه .. بس هو عاملنى زى الغريب و إستكتر عليا حتى واجب الضيافه .. ده عزم على ولاد عمامى و قرايبنا اللى هنا ف القاهره يعدّوا على بيته و انا اللى إبنه كأنى و لا موجود ! همسه إتنهّدت بزعل و تمتمت: ربنا يهدى النفوس و يعديها على خير ! سكتوا شويه و مراد بصّ لولاده بقلق و شرود ..
همسه لاحظت ده و حسّت ان فى حاجه تانيه مخبيها و قلقاه خاصة إنه متغير اووى من فتره و مشغول على طول
همسه بصّتله كتير: مالك يا مراد ؟ مراد بصّلها بإستغراب لإنهم لسه متكلمين و هى لاحظت إستغرابه: لاء انا مش قصدى ف اللى حصل مع أبوك .. فى ايه تانى ؟ فى ايه قالقك و موّترك بالشكل ده ؟ بتحاول تخبّى ايه و مش عارف ؟ و ارجوك متقوليش مفيش لإنك كذاب فاشل جدا و بيبان ف عينيك مراد ضحك بتتويه: مممم عينيا ! مانا اللى جيبته لنفسى و علّمتك إزاى تقرى العيون و حركة الشفايف و و و.
همسه بإصرار: ماشى متشكرين على مجهودات حضرتك العظيمه .. بس بردوا هتقولى فى ايه مراد بتهرّب: مفيش .. قرف شغل مش اكتر .. مانتى عارفه شغلنا همسه: قضيه جديده يعنى ؟ طب احكيلى مراد إرتبك شويه و اتوتر و ده بان عليه اووى و هى لاحظته و زاد قلقها من رد فعله ده .. و هو حاول يغيّر الموضوع و هى تقبّلت ده همسه إتنهدت لنفسها بقلق: اول مره تخبى عليا حاجه يا مراد ! ياترى فى ايه عامل فيك كده ؟
مراد بصّ ل مراد إبنه و هو بيلعب ف الارض .. لاحظ إنه بيفك ف مسدسات و رشاشات لعبه و يركّبهم تانى .. مركز قووى بشكل لا يتناسب مع سنُّه خالص .. و ده خلّى مراد أبوه إبتسم قووى و ركّز هو كمان معاه همسه إبتسمت: ابن الوز عوّام بئا مراد بإبتسامه امل: تفتكرى ؟! همسه بحب: أبوه ظابط و جده كمان .. هيجيبه من برا يعنى .. ده متحاصر مراد بشرود: نفسى .. بجد نفسى يبقا مش بس ظابط لاء اعظم ظابط ف العالم كله كمان .. حلمت بيه كده .. من يوم ما اتولد و انا شايفوه كده .. بس ياترى هيتعلم فعلا على إيدى و انا اللى هدّربه و أكبّره و اشغّله ؟!
همسه قلبها إتقبص مره واحده و بصّتله بشرود و هو اخد باله: ان شاء الله هخليه اسطوره و انا اللى هسطّر كتابتها !
همسه حاولت تدارى قلقها اللى إتملّك منها فجأه: طب و ليليان ؟ اول مره نقعد من غير ما تبقا محور كلامك !
مراد بصّ ل ليليان بحب و شرد كتير: لاء ليليان دكتوره .. بحلم بيها دكتوره ...اعظم دكتوره ف الدنيا .. و العالم كله يحلف بيها .. معرفش استحمل لحظه قلق واحده عليها من شغلنا ! همسه إبتسمت بمكر: طب لو هى إختارت مجالك هترفض طلب لحبيبة قلبك ؟ مراد بقلق: هحاول اد ما اقدر ابعدها عن المجال ده .. هحاول ...معرفش استحمل عليها ده همسه قلقها بيزيد من كلامه و هو لاحظ ف قلبها هزار: يلا هاتيلها حاجه تشربها عقبال ما تخلّصى الغدا
همسه بنفاذ صبر: ااه طبعا برتقان باللبن كالعاده .. عادة ايه النيله دى مش عارفه ؟! حد يحط ع البرتقان لبن ؟! اسمع عن فراوله بلبن .. جوافه بلبن .. موز بلبن .. إنما برتقان بلبن لا سمعت و لا شوفت و لا جربت الا معاك انت و بنتك !
مراد ضحك: انتى مالك ؟ هى بتحب كل حاجه أبوها بيحبها .. قلب ابوها دى همسه جابتله برتقان و قزازة لبن و هو إبتدى يحطّ ف الكوبايه من ده على ده و بيشرب .. ليليان جات جرى بحب عليه و هو إبتسملها و إداها و بصّ ل همسته اللى بتهز راسها بمعنى مفيش فايده و ضحك اووى !
ليليان قاعده و مراد بيلعب ف شعرها و متابعها و إكتشف هى اد ايه شبهه بجد زى ما همسه بتقول مراد إبتسم: عارفه يا باربى كل بنوته بتشيل ف بطنها حته من حبيبها .. و انتى شيلتى جواكى حته من ابوكى .. يعنى انا حبيبك و بس ! ليليان بطفوله: حتة ايه يا مغاد(مراد) ؟ مراد ضحك: حتة كبده .. ده حتى اللى بتشيل من جوزها حته منه بتنزّلها بعد تسع شهور لكن انتى شايله حته من أبوكى هتفضل جواكى العمر كله ! ليليان ضحكت بطفوله: طب اوعى تخاصمنى تقولى هاتى الحته بتاعتى مراد ضحك بصوته كله و هى ضحكت معاه: و الله ساعتها هروح اتجوز و اشيل حته من جوزى مراد برّق: تشيلى حته من جوزك ؟! ليليان ضحكت بخفّه و مراد قام جرى وراها ف البيت كله: طب خدى يا بت .. هاتى حته الكبده بتاعتى
ف الصعيد عند اهل مراد ... أبو مراد قاعد بغضب و امه واقفه ع السفره بتقطّع و توزّع الاكل عليهم .. و تعزم على ده و تحطّ لده .. بس عقلها ف حته تانيه .. بقت زى التايهه .. دموعها محبوسه بالعافيه زى اللى مكتّفاها .. و ابوه لاحظها و ده زوّد غضبه أبوه مره واحده حدف المعلقه من إيده بطريقه فزعت الموجودين كلهم و بصّلها بعنف: يعنى افهم قالبه وشك و قالبه ع الكل ليه؟ و عشان مين ؟ هاا ! عشان واحد حتى إستكتر يسلم عليكى !
أمه إندفعت و صوت مخنوق بدموع: و هو مين اللى حاشه عنى ؟ هاا ! مين منعه يجيلى و حرمنى من دخلته عليا ؟ مين وقف بينا ؟ و عشان ايه ؟ عشان عاش حياته اللى هو إختارها بنفسه أبوه بصّلها بغضب و هى كمّلت بعد ما فقدت السيطره على نفسها و لا دموعها: عاارف .. حتى لو كان غلط فيك او ف إختياره حتى .. بس خلاص إختار و إبتدى يعيش بهدوء ف حضن بيته و مراته و ولاده كان المفروض تسامحه .. تتقبل قراره و إختياره اما تلاقيه إتغيّر و بقا اب و استقر .. ده كل اللى بيشوفه بيقول إنه إتغيّر .. بطّل سهر و خروج و تنطيط و استقر ف حياته و بيته .. ايييه ؟ ده مشفعلهوش عندك ؟ و لا انت عايزوه هو اللى يتراجع ف حياته اللى تخصّه هو .. و مش عايز تتراجع انت ف اللى ميخصكش !
أبوه بصّلها بغضب و مره واحده زقّها بعنف قدام الكل وقعت و سابهم و خرج
اللوا سليم قاعد ف بيته و من شكله فى حاجه و كبيره ام همسه بصّتله بقلق: فى ايه ؟ كام يوم و انت مش مظبوط و لا مراد كمان فى ايه ؟ سليم بتتويه: مفيش بس اصل قاطعته هدى بقلق: متقوليش خناق مراد مع اهله .. هو ع الوضع ده معاهم من يوم ما اتجوز همسه .. و اديه مخلّف بقالهم خمس سنين و الوضع متغيرش .. ف ايه اللى جدّ دلوقت مشقلبكم و بعيد عن الموضوع ده.
سليم بغضب مكتوم: قضية عاصم إتفتحت تانى ! هدى بترقّب: عاصم مين ؟ سليم بصّلها و إتنهد بضيق و هى خبطت على صدرها بخفه: و ده عمل ايه تانى و لا عاوز ايه ؟ سليم بغضب: وقع تحت إيدينا معلومات بتقول انه بيشتغل لحساب ناس لها ف كل سكه .. من تهريب و إغتيالات لرجال شرطه و جيش و خراب .. يعنى شغل كله شمال ! هدى بصّتله بحذر: طب و قلقان ليه ؟ هى اول قضيه تمسكها بالشكل ده و لا هو اول واحد ؟
بصّلها كتير بغموض و هى حسّت إنه مدارى حاجه و ده زاد قلقها هدى قلبها اتقبض برعب: انت خايف على همسه منه ؟ فى حاجه تخصّها ؟ قلق عليها يعنى ؟ هو ممكن قاطعها سليم بإرتباك: لا لا مفيش .. و هى ايه دخلها ب ده كله و بشغله .. هى مجرد كانت مراته و إنفصلوا .. و مش اول و لا اخر اتنين يتطلقوا .. و ده مالهوش علاقه ب ده ! هدى بصّتله قوى و لمحت القلق و الخوف اللى ورا عينيه و بيداريه و حسّت ان الموضوع فيه كتير و مش هيعدّى بسهوله و لا على خير ابدا !
همسه و مراد إتعشوا و طلعوا يناموا .. همسه قدام المرايه بتحرك ف الحاجات بعصبيه ملحوظه و مراد باصصلها بضيق بس ساكت .. لأنه عارف حوار كل يوم .. و لو اتكلم هو عارف كويس الحوار بيقفل كل مره على ايه .. ف اخد ليليان ف حضنه و بيحكى معاها بهدوء و إبتسامه و ده غاظ همسه جدا .. و مره واحده حدفت اللى ف ايدها بعنف ع التسريحه و بنفاذ صبر: مراد حرام عليك مش معقوله كده .. ليليان لحد دلوقت مبتعرفش تنام إلا ف حضنك.
مراد بصّلها بضيق و هى سكتت شويه و كمّلت بترقّب من رده فعله كل ما يفتحوا الموضوع ده: مراد ليليان كام يوم كمان و تكمّل خمس سنين .. مينفعش لحد السن ده و هى بتنام جنبك ! مراد انت قاطعها مراد بغضب: عاجبنى و عاجبها .. و لا انا و لا هى بنرتاح غير كده .. يبقا خلاص و إقفلى الكلام بئا همسه ب إصرار: مانت لو تسمع كلامى .. مراد بعصبيه: اسمع كلامك ف ايه ؟ هاا ؟! عايزانى اودّى بنتى لدكتور ؟! ها ! و اقوله ايه بئا ؟ معلش جايبلك بنتى عشان بتنام ف حضنى !
همسه بضيق: بس مراد إتنرفز: و لا حرف زياده ف الموضوع ده .. فاهمه ! و صدقينى لو الحوار ده إتفتح هتزعلى منى جامد ..
سابها و إداها ضهره بضيق و من غير ما يبصّلها: ااه و على فكره ياريت حماتى متكلمنيش ف الحوار ده عشان منزعلش من بعض ! و قبل ما ترد كان نفخ بضيق و اخد ليليان المبسوطه جدا ف حضنه و هى نفخت بضيق و لنفسها: خلاص يبقا مفيش غير حل واحد و انت اللى اضطرتنى
ام مراد الحزن بقا معلّم عليها اووى .. طول الوقت ساكته .. دخلت اوضتها بهدوء حزين .. و من غير كلام دخلت السرير تنام و أبوه مراقبها بضيق على زعلها أبو مراد بضيق: انتى هتنامى ؟ أم مراد بتقوم: عايز حاجه قبل ما انام ؟ تحب اجيبلك حاجه أبوه بضيق: يعنى افهم الزعل ده كله ليه ؟ إبنك لا احترمنى و لا احترمك يبقا ميتزعلش عليه أمه بزعل: هو اما يعيش حياته زى ما بيحب و عايز يبقا أجرم يعنى ؟ أبوه إتنهد بغضب: و انا قولت لاء .. يقوم ايه بئا .. البيه يحطّنى قدام الامر الواقع .. لاء و يقف قصادى و يتحدانى و يعلّى صوته عليا قدام اهل مرته و يصغّر بيا.
أمه اتنهدت بنفاذ صبر لإن مفيش كلام تانى تقوله .. عملت كل حاجه تراضى بينهم و بردوا رافضين أبوه بضيق: خلاص يبقا يرضينى و انا ارضى عليه أمه بحذر: يرضيك ازاى ؟ أبوه بصرامه: مش عاوز يصغّر نفسه قدام مرته و اهلها يبقا ميصغرنيش انا كمان قدام اخوى و العيله كلها .. مش عاوز يطلقها ماشى لكن بردوا يتجوز بنت عمه امه لسه هتتكلم بإعتراض و هو قاطعها بغضب: يا كده يا يطلقها .. يا ميصغّرش بيا زى ما مصغّرش بنفسه .. يا بلاها الاتنين و يطلقها ! أمه بحزن: و يهون عليك بيته يتخرب و ولاده يبعدوا عن حضنه أبوه ب إصرار: و ده اخر كلام عندى .. دى فرصته الاخيره اللى يثبتلى فيها إنه باقى على رضايا .. يا ينسى إنه له اب و انتى كمان حاولى تقنعيه .. يا تنسيه و تبطلى ولوله و قفل الكلام و سابها و خرج و هى دعت ربنا يهدى بينهم و إبنها يرضى !
عند مراد و همسه .. مراد صحى الصبح على صوت المنبه .. إنسحب بهدوء من السرير و اخد ليليان برا .. صحّاها بإبتسامته المعتاده معاها و إدّاها للداده بتاعتها تلبّسها للحضانه .. و هو اخد حمام و خرج لبس كانت الداده لبسّتهم ليليان: بابى حطلى بغفان(برفان) بتاعك مراد ضحك: ده رجالى انتى حطى من بتاع مامى عشان حريمى ليليان بقمصه: يعنى ايه حغيمى؟ مراد: يعنى للبنوتات الحلوه اللى زيك.
همسه من وراه بتريقه: هى جات على ده ؟ حطّلها ياخويا من برفانك ماهى بقت بتقلدك ف كل حاجه مراد ضحك: و انتى مالك مش حبيبتى.. بعدين هو انا مجنون عشان تخافى تقلدنى؟ همسه رفعت حاجبه: و البطاطس المقليه ام طحينه و البرتقان و عليه لبن و القهوه و جواها حته شيكولاته و و و ده ايه ؟ عقل ده ؟ مراد بغيظ: و انتى مالك ؟ إبتسم ل ليليان بحب: تعالى يا باربى ابوكى انتى و قعد يرشّلها من البرفان بتاعه و اللى بتصمم كل ما تخرج و ف البيت تحط منه ..
ليليان بفرحه: بابى كده جميله ؟ مراد ابتسم بعشق: ده كده جميله الجميلات يا قلب ابوكى ليليان بضحكه: ليليان و لا همسه ؟ مراد ضحك بصوته كله: يعنى هى مش ناقصه ولعه .. دى هتولع فينا لو قاطعته همسه من وراه: لا متقلقش لا هولع و لا هشيط حفظنا حوار كل يوم .. تحب اسمّع ؟ مراد بحب قرّب منها باسها من خدها .. ميل على ليليان خطفها على كتفه و سحب مراد: الحق انا بئا اطير قبل موشّح كل ساعه مش كل يوم .. ضراير انتوا !؟
مراد اخد ولاده و همسه وصّلته لحد تحت .. ركّبهم العربيه و لفّ عشان يركب همسه ندهت عليه
همسه بغيظ: و انا اللى افتكرتك هتفتكر الفلانتين مراد بيستفزها: ماليش انا ف الجو ده مانتى عارفانى يا سمسميه ماليش ف التلزيق .. و احمر بئا يطفح على كل حاجه و تلزيق و محن اووووع همسه بغيظ: طب مش هتجيبلى ورد .. انا عايزه ورد يا ابراهيم مراد كتم ضحكته: الجنينه برا فيها كل اللى تشتهيه .. اجرى شالله تاخديه كله همسه كزّت على سنانها: طب دبدوب مراد بهزار يغيظها: دبدوب ايه يا هموستى اللى عايزاه ؟ الله يمسّى امك بالخير يوم ما ابوكى جابلها دبدوب عملت عليه محشى همسه بغيظ حدفته ع العربيه بغيظ و طارت من قدامه بتاكل ف نفسها و هو مقدرش يكتم ضحكته اكتر من كده و وقع من الضحك و هو بينه و بين نفسه واخد خطواته لحاجه تانيه ..
مراد لفّ ركب جنبهم و مشى عشان يوصّلهم و يلحق مشواره .. افتكر امبارح بالليل مكالمه امه له .. و حكتله اللى حصل بالتفصيل .. كلام أبوه و شرطه .. و ده بعد ما طلبت بس إنه يجى .. مراد إتحجج بالشغل و هى إضطرت تقوله كلام أبوه و إستحلفته يجى و يتكلموا حتى لو هيرفض طلبه .. و اما رفض حتى يجى عيّطت بحرقه و صعبت عليه .. فقرر يراضيها و يروح و يعتبرها محاوله صلح !
مراد وصّلهم للحضانه و بعد محاولات كتيره زى كل يوم فلفص نفسه من حضن ليليان بالعافيه .. دخّلها و مشى و اخد طريقه للصعيد .. بس المرادى مقالش ل همسه و مش عارف ليه .. يمكن عشان كان لسه هناك من قريب ف العزا .. يمكن عشان كلام أمه و شرط أبوه و مع إنه مبيخبيش عنها حاجه بس محبش يجرحها
اخد طريقه و سافر و وصل بيت أبوه .. إتردد اوى بس خلاص مواجهه لابد منها و دخل لقى أبوه منتظره لإنه عارف ان كلامه هيوصله من امه و هو قالهولها و قاصد إنه يوصله مراد مدّ إيده يسلم و أبوه بصّله بصرامه و بصّ لأيده الممدوده و دوّر وشه .. مراد إتنهد بضيق و نفاذ صبر و سكت لحظه صمت بغضب مرّت ع الاتنين و كل واحد فيهم بيبص للتانى بعِند أبوه ببرود و صرامه و هو بيبص لأيده اللى لسه ممدوده: اعتبر ده ردك ؟ مراد كان فاهم كلامه بس محبش يسبق الاحداث: انا طول عمرى إيدى ممدوده لحضرتك و تحت رجلك أبوه بشده: انت فاهم انا اقصد ايه .. و بص وراه لامه اللى واقفه بقلق: و اعتقد ان الكلام وصلك بالحرف .. ف السؤال هنا بئا .. اعتبر مجيّك ده و مدّه إيدك دى ردك ع الكلام اللى وصلك .. اعتبرها موافقه يعنى !؟
مراد لسه هيتكلم أبوه قاطعه: هعتبرها اخر محاوله و اللى هيحصل بعد كده انا نفسى مش مسئول عنه .. لو فاكر هجى بالمقاطعه تبقا غلطان .. ع الاقل كنت جيت بلوى الدراع اللى انت عملتهولى اما حطّتنى قدام الامر الواقع بس لا حصل و لا عمره هيحصل .. ف اعمل حسابك ان اختيارك دلوقت هيبقا الاخير بعدها انا عارف همنعك من هنا ازاى ..
مراد بصّله كتير بتوتر بيحاول يستشّف اى فرصه حتى لمحاوله تانيه بس مفييش .. وش أبوه جامد مفهوش اى نوع من القبول لفّ عينيه على أمه اللى واقفه بقلق و عيونها كلها دموع و بتبصّله برجاء .. شافها قد ايه دبلت و انطفت و ضعفت .. و حس ببشاعة الخساره اللى ممكن يخسرها فيها و صورة همسه بتلقائيه جات قدام عينيه و ولاده و عارف إن اى اختيار قدامهم هيبدّيه عليهم هيخسرهم ف المقابل ..
يعنى ف الإختيارين خساره بس ياترى اى خساره هيقدر يستحملها خاصة الإصرار اللى شافه على أبوه و خاصة بعد ما اتآكد إنه يعملها بدليل مقاطعته له السنين دى كلها ..
مراد غمض عينيه بمنتهى الوجع و باله شرد بعيد: مواافق أبوه بصّله بصدمه كإنه مكنش متوقع ردّه: موافق على ايه بالظبط ؟ تطلقها و تسيب بنت عمك و لا اكمل اتفاقى مع عمك ؟ مراد شرد كتيرر بمراره ع الدنيا اللى عماله تضيق عليه لحد ما بقت اضيق من خرم الإبره مراد بلهجه غريبه: هقولك موافق على ايه و زى ما حطيت شرطك انا كمان ليا شرط أبوه ببرود: إتفضل سمعنى مراد أخد نَفس طويل جدا و طلّعه مره واحده: ___
رواية مارد المخابرات رومانسية إثارة تشويق بلا حدود
رواية مارد المخابرات ج1 للكاتبة أسماء جمال الفصل السابع والعشرون
مراد غمض عينيه بمنتهى الوجع و باله شرد بعيد: مواافق أبوه بصّله بصدمه كإنه مكنش متوقع ردّه: موافق على ايه بالظبط ؟ تطلقها و تسيب بنت عمك و لا اكمل إتفاقى مع عمك و تفضل مع الإتنين ؟ مراد شرد كتيرر بمراره ع الدنيا اللى عماله تضيق عليه لحد ما بقت اضيق من خرم الإبره مراد بلهجه غريبه: هقولك موافق على ايه و زى ما حطيت شرطك انا كمان ليا شرط أبوه ببرود: إتفضل سمعنى.
مراد أخد نَفس طويل جدا و طلّعه مره واحده: همسه متعرفش اى حاجه من اللى هيتقال بينا دلوقت أبوه بصّله كتير: للدرجادى خايف منها يا واد العصامى ؟ للدرجادى عاملها حساب هى و أبوها ؟ ده انت معملتليش انا شخصيا حساب زيهم كده ! مراد بزهق: لاء مش كده .. بس ... بس مراد سكت مش عارف يقول ايه .. هو ف دماغه حِسبه تانيه بس مش هينفع يتكلم عنها لا قدام أبوه و لا حتى دلوقت.
أبوه لاحظ سكوته ف هزّ راسه بتريقه: يا خساره ع الراجل اللى كسرت ضهرى عليه مراد بضيق صوته اتخنق: ابويا انا اليومين دول مضغوط بما فيه الكفايه مش متحمّل اى ضغط زياده من اى نوع .. ارجووووك أبوه سكت شويه: طب شرطك ده ع الاقل هتنفّذه ازاى ؟ ما هو اياً كان إختيارك لازم هتعرف مراد اتنفّس بأمل إنه هيطلع من المخرج اللى حطّه لنفسه: لا مش لازم .. مش لازم هتعرف أبوه بصّله بشك: كييف يعنى ؟ هتطلقها من غير ما تعرّفها ؟ و هتعيش معاها بقا ف الحرام و لا هتقولها روحى لأبوكى اجازه ؟ مراد دوّر وشه بضيق و أبوه بصّله بحده: و لا تكون ناوى تتجوز بنت عمك ف السر ؟ و تفضحنا و تغرّقنى اكتر ف وحلك قدام العيله و الكل ؟ مراد لسه هيتكلم أبوه قاطعه: انا مش هسمح بده مراد بتحدى: و لا انا اصلا هسمح بده و لا هسمحلك لا انت و لا غيرك و لا حتى هسمح لنفسى بده أبوه ضيّق عينيه بصدمه: افهم من كده إنك إختارت تطلقها ؟
مراد دوّر وشه و عينيه شردت كتير أبوه بغموض: خلاص يبقا تجيب ولادك يعيشوا هنا .. مراد بيحاول قد ما يقدر يكون هادى: بص بقا اللى قولته لأمى ده مالهوش علاقه ب وجودى هنا ..انا كنت جاى إحتراما لحضرتك .. مجرد محاولتك دى لها إحترامها و انا جيت إحتراما لإنك حتى اتكلمت .. حتى لو الكلام معجبنيش و مرفوض ..
ابوه بصدمه: مرفوض ؟! يعنى بتعصانى للمره التانيه؟ّ جاى لتانى مره تقف قصادى !؟ مراد بضيق: اى طلب على رقبتى .. لكن انت كده بتخيّرنى على خراب بيتى .. على قهرة بيتى و مراتى و كسرة ولادى
أبوه بصرامه: و انا حطتلك اختيار تانى .. يا تخرج من هنا و تبقى اخر مره تدخل البلد اللى صغّرتنى قدام اهلها .. و خلّتهم يقولوا ابن كبير البلد صغّر ب ابوه عشان حته مَره !
مراد نفخ بضيق و غضب لإنه حس ان مفيش فايده و كل مدى الامور بينهم بتتعقد و بص لأمه اللى بتعيط بصمت بضيق ! أبوه بحده: هقولهالك تانى طالما قولت إنك مش هتسمح بجوازك عليها يبقا إختيارك واضح .. و يبقا ساعتها لازم تجيب ولادك يعيشوا هنا .. مش واحده زى دى اللى هتربى ولادنا مراد إنفجر بعنف: يعنى ايه مش واحده زى دى اللى تربى ولادى ؟ مالها الواحده دى ؟ هاا ؟ تعرف عنها اييه عشان مينفعش تبقا زوجه و لا حتى ولادها ينفع تبقالهم ام ؟ أبوه بصوت عالى: بلاااش .. بلاش عشان انت عارف كويس اللى فيها .. بس كونك بقا وافقت تركب قرون انت حر مراد بصّله بعنف و هو قرّب منه خطوات ببرود: اعرف عنها ايه ؟ نامت معاك و هى على ذمة صاحبك .. اتجوزتك بعد ما خلصت عِدتها بساعات حتى مستنتش يوم .. الله اعلم حملها منك جاه ازااى .. مراد لسه هيتكلم أبوه قاطعه بأصرار بعد ما خلاص العِند إتملّك منه: و لا كلمه .. احنل مش جايين نقلّب ف اللى فات . إحنا ف دلووقت .. هااا ؟
مراد سكت كتيير بس دماغه ليها حسابات تانيه و مش عارف القدر المرادى هيساعده و لا زى كل مره ؟! أبوه بصّله كتير يشوف رده بس مراد رده مكنش كلام .. اخد بعضه و مشى من البيت و من البلد بحالها و طول الطريق دماغه هتنفجر و مش لاقيلها حل .. صعبان عليه قطعته هو و أبوه من بعض .. أبوه عنده حاجه كبيره و بيحترمه و عمرهم ما وقفوا قصد بعض كده و لا عصاله امر .. و الأصعب خراب بيته لإنه عارف ان الاختيارين فيهم خراب !
وصل القاهره و بعد ما كان هيروّح بيته إتراجع عشان همسه متشفهوش كده .. ف راح شغله بعد ما اللوا سليم كلمُه ..
وصل الإداره و دخل و شويه و إجتمع مع اللوا سليم و مهاب و قعدوا يتكلموا كتير ف قضية عاصم و يحطّوا خطواتهم سليم بضيق: امتى نخلص من الكابوس ده ؟ مراد نفخ بغضب و مهاب بصّله بقلق: هى همسه عارفه ؟ مراد بضيق: لاء و مش هعرّفها حاجه .. و ياريت و لا حد كمان يبلّغها .. مش عايز اقلقها ع الفاضى ده هبل و هيخلص بئا سليم بصّله بترقّب: المهم هتعمل الاول اللى إتفقنا عليه.
مراد بصّله بغضب و ضيق و سليم وقف بصرامه: هتعمل اللى قولتلك عليه يا مراد .. و بدون نقاش .. انا مش هخاطر بحياة بنتى اللى ماليش غيرها .. مش هينفع تقع تانى و بالمنظر ده .. وقعتها المرادى مفهاش قومه ! سابهم و مشى بغضب و هما بصّوا لبعض بضيق.
مهاب ب أسف: متقلقش اللى طالبُه منك ده مجرد خطوه مش اكتر و انا واثق إنك هتعرف تلمّ اللى جاى مراد بتحذير: لو ده حصل يبقا من غير ما همسه تعرف يا مهاب .. و إلا قسماً بالله مفيش حاجه هتحصل .. قبل ما مهاب يرد مراد سابه و مشى و رزع الباب وراه ..
خرج و أخد عربيته و قعد يلفّ و يلفّ بيها كتير و اخر اليوم روّح على بيته و كان مهموم و مخنوق و كأن الدنيا بوسعها ده كله ضيقه بيه .. همسه طول الوقت ملاحظه إنه متغير و مش بيتكلم و ساكت بضيق و سرحان .. مهما بتحاول مبتعرفش تاخد منه كلمه إتعشوا بصمت و هو طلع ينام و كالعاده بليليان ف حضنه.. دخّلها السرير و هينام جاله تليفون بصّله بقلق بعد ما شاف من مين .. أخد موبايله و خرج براحه من جنب همسه اللى إعتقد إنها نامت مراد بضيق: ايوه يا امى ؟ خير ؟ اى إهانه تانيه ؟
أمه بدموع: حبيبى حقك عليا انا .. بس كنت قاطعها مراد بضيق: امى انا جيت بس إحتراما لحضرتك و لأبويا اللى حتى محترمنيش .. امه: حبيبى على عينى و الله .. طب اقولك إتجوز و لو فتره مؤقته لحد ما تتراضوا .. بعدها يبقا قاطعها مراد بنرفزه: و هو يا اطلقها يا اتجوز عليها .. و عشان ايه ؟ ياريتها غلطت .. لاء عشان إنكوا مختارتوهاش ده كلام يُعقَل امه: هو بس عشان كلم عمك و ده عقّد الامور اكتر مراد بنفاذ صبر: هى المشكله ف هتجوز مين ؟
أمه بمحايله: يعنى معدش لها حل تانى يا مراد ؟ خلاص كده ؟ هتحرم منك و من دَخلتك عليا ؟ مراد بضيق: مانا قبل ما احطّله اى حل او حتى اختار هو اللى صعّبها بشرطه ! أمه بدموع: على عينى ولادك يتربوا هنا بعيد عنك او حتى عنها .. مش هيحصل .. انا مش هسمحله .. كفايه بقا مراد بخنقه: امى خلاص ارجوكى يبقا نتكلم بعدين .. حاضر هفكر متشغليش بالك انتى .. سلام.
مراد قفل و إتنهد بخنقه و قعد عالكنبه وراه و شرد ب هَم لدرجه إنه مخدش باله من همسه اللى كانت واقفه وراه و سمعت كل كلمه .. بعد ما كانت هتقرّب منه .. حتى لو متكلموش ع الاقل تهوّن عليه .. إتراجعت بهدوء و دخلت اوضتها .. قررت تسيبله القرار ف إيده و تشوفه هيعمل ايه .. هو اه سبق و إختارها .. بس المرادى هى بقالها فتره مقبوضه و قلبها بيوجعها و مش عارفه ليه ! لازم تستنى و تشوف قيمتها عنده قدام اى اختيا .. ع الاقل لازم تستنى تفهك شرط ايه ده اللى أبوه حطّهوله؟ شرط ايه قدام رفض وجودها وسطهم؟ و شرط ايه قدام تمسّك مراد بيها ؟
مراد قعد مكانه كتير لحد ما النوم غلبه و نام مكانه .. صحى الصبح على لعب ف شعره و راسه ف حضن حد .. إبتسم و هو لسه مغمض لإنه عارف كويس هو ف حضن مين .. مراد بصوت مبتسم كله نوم: قلب أبوكى انتى و حياته و عشقه .. انتى الحضن الباقى .. اللى مهما أبعد مبعرفش ارتاح من غيره و مهما اغيب الاقيه بيجرى عليا.
ليليان بضحكه طفوليه بريئه: غوحى انت ( روحى انت ) مراد ضحك: ااه من لسانك المقطوش حته ده ليليان حطت إيديها ف وسطها بغيظ: باغبى (باربى )زعلانه منك مراد قام إتعدل و ضحك: مقدرش انا على زعل باربى ٦بوها ليليان: طب يلا عسان سغلك بابى .. انا انهاغده (انهارده)مفيش حضانه بس هنغوج مشواغ (نروح مشوار) انا و مامى مراد إستغرب: مشوار ! مشوار ايه ده ؟ همسه ماقلتليش على حاجه زى كده ! ليليان ببراءه: ماما قالتلى سغ (سر) مراد ضيّق عينيه و ليليان جريت من قدامه تتنطط و شويه همسه خرجت و حضّرتلهم الفطار مراد بشك: رايحين فين انتى و ليليان إنهارده ؟
همسه إرتبكت من سؤاله و إتوترت شويه: و لا فين هنروح فين يعنى ؟ مراد قلق من توترها: انا اللى بسألك ! همسه بتتويه: عند ماما .. بقالنا كتير مروحناش و هى بتزعل اما بنغيب عنها .. خاصة إنها بتقول ان بابا مشغول اليومين دول معرفش ليه ما انت عارف مراد: و ده يستدعى إنه يكون سر يعنى ؟ همسه بصّت ل ليليان بقلق و بصّتله و ضحكت بتوتر: انا كنت بهزر معاها .. عشان يعنى هى و مراد ناقر و نقير .. فقولت لكل واحد فيهم كده مانت شايفهم.
مراد بصّلها بشك بس سكت و هى توّهت: يعنى لو سر بجد هيبقا الباربى دى اخر واحده اقولهولها .. دى بير اسرارك و بترغيلك تفاصيل التفاصيل ...هفضح نفسى يعنى بسر مع دى .. قال سر قال !
مراد حاول يبتسم بس فشل .. فطروا و خلّصوا و مراد قام راح شغله .. و هى شويه و لبّست ليليان و أخدتها و خرجت و سابت مراد مع الداده .. وصلوا مكان ركنت العربيه و نزلت بتوتر .. بصّت للافته المتعلقه فوق ( عيادة امراض نفسيه ) إترددت شويه بس حسمت امرها و دخلت .. لقت امها ف انتظارها هدى: كل ده يا هموّسه انا قولت مش جايه همسه بقلق: اسكتى انا كنت فعلا مش جايه .. مراد شك .. الجزمه دى قالتله رايحين مشوار سر .. و هو هاتك يا تحقيق تقوليش خطفاها هدى ضحكت: معلش مانتى عارفه متعلق بيها اد ايه .. امال احنا جايين بيها هنا ليه؟ همسه بتوتر: انا خايفه .. مراد لو عرف إنى عملت كده غصب عنه مش هيعدهالى .. و انا اول مره اعمل حاجه من وراه.
هدى: حبيبتى هو احنا هنأذيها ؟ الدكتوره دى دكتوره سلوك هتتكلم معاها .. ماهو تعلّق بنتك ب باباها مش طبيعى . تعلّق مرضى .. ده كفايه بس اما بيسافر لمهمه او حاجه مبتنامش لحد ما يرجع
قطع كلامهم دورهم ف الدخول و فعلا دخلوا .. الدكتوره قابلتهم بإبتسامه و قعدوا و همسه إبتدت تشرحلها اللى من وجهه نظرها مشكله .. و اد ايه ليليان متعلقه ب أبوها و حكايه النوم اللى من وجهة نظرها غلط الدكتوره إبتسمت: بصى مبدئيا ده مش مرض .. هى اه مشكله بس مش مرض نفسى همسه: هى تفرق ؟ الدكتوره: طبعا.. فى بنات بتتعلق بأبوها او أمها نتيجه حاجه معينه إتعرّضتلها .. ف بتتمسك قووى بيهم و فى بيبقا من باب الحب او الدلع.
همسه إتنهدت بفهم: بس زيادة الشئ عن حده .. ليليان مبتنامش إلا ف حضنه رغم إنها بقا عندها 5 سنين .. ده لو غاب يوم او اتنين متنامش فيهم و لو هتموت .. لحد ما يرجع .. ده غير تقليدها الاعمى ليه ف كل حاجه مهما كانت الدكتوره: مبدئيا هو باباها سلوكه ازاى عشان نفهم هى وصلت لفين ؟ همسه بحب: مراد ده اعظم و احن راجل ف الدنيا .. مفيش جنبه وجود لأى راجل تانى اصلا الدكتوره إبتسمت: طب تمام يبقا مفيش مشكله ف حتة إنها تقلّده .. و حتى تعوّدها عليه و تمسّكها المرضى بيه هتقل شويه شويه .. و لا نقول دى غيره بئا ؟
همسه ضحكت و الدكتوره كمان و إبتدت تتكلم معاها و تشرحلها و مع ليليان اللى إتقمصت من كلامها .. الدكتوره بصّت ل ليليان: البنات الشطار عيب يناموا ف حضن باباهم اما يكبروا .. و لا انتى عايزه تفضلى صغننه و العيال تضحك عليكى ؟
ليليان سابتها و جريت برا و همسه إتننهدت بضيق و إستأذنت الدكتوره و خرجت وراها و اخدتها و مشيت على وعد يجوا تانى !
مراد خلّص شغله و اللوا سليم عدّى عليه و اخده و مشى و هو ف قمة غضبه و بينفخ و طول الطريق ساكت .. راحوا عملوا مشوار سوا .. مشوار تقيل قووى على قلب مراد و صعب و وجعه قوى بس لابد منه بس كان زى الشر اللى لابد منه ! خلّصوا و مشيوا سليم بخنقه: هتعمل ايه مع همسه ؟ مراد بصّله بغضب و دوّر وشه و سكت: مش مشيّت اللى شايفوه إنه حل من وجهه نظرك .. كمّل بقا و اتصرّف
سابه و مشى روّح عالبيت و هو مش عارف اللى عمله ده صح و لا غلط و هيوصله لفين .. بس اللى عارفوه إن قبضة قلبه بتزيد !
عند عاصم ... عاصم قاعد على مكتبُه شارد بغلّ و شر و بيكزّ على سنانه و ماهر دخل عنده مره واحده مندفع
ماهر بغضب: تقدر تقولى وصلولك ازاى يا زفت انت ؟ عاصم ببرود: مايوصلوا هيعملوا ايه يعنى ؟ ماهر: لا من ناحية هيعملوا ف هيعملوا و كتير جدا كمان .. و حذّرتك قبل كده و شكلك مسمعتش كلامى .. قولتلك خد بالك عشان وقعتك الجايه بفوره و انت اللى مصمم تغلط .. وصلك ازاى ابن العصامى إلا اذا كنت انت لسه حاطه ف دماغك ؟ عاصم بغلّ: و مش هشيله من دماغى إلا اما اخد حقى ماهر: حقك ؟! عاصم إندفع بغضب: اه حقى .. حق طردتى من شغلى بفضيحه بعد الخدمه دى كلها .. حق إبنى اللى قتله.. حق بيتى اللى خربه .. حق مراتى اللى خدها بعد ما مرمغ شرفى !
ماهر بضيق و تحذير: قولتلك حرّس و مشيت ورا إنتقامك و اديك بتقع و محدش هيلحقك عاصم بشرود: متقلقش عامل حسابى كويس اووى لسه ماهر هيرد قاطعه صوت موبايل عاصم اللى إنتبه بتركيز له و رد بسرعه
عاصم: ايوه _____:** عاصم ضحك بصوته كله بشر: بجد ؟! طب ماهو طلع بيخاف اهو امال ليه كان عامل فيها قلب الاسد ؟ _____:** عاصم: تمام خليهم تحت عينك و اى جديد بلّغنى .. و إبعتلى اللى قولتلى عليه خلينى اتبسط شويه .. _________: ** عاصم بمكر: لا متشغلش بالك انت .. الخطوه دى عليا انا
قفل و بصّ لماهر اللى بيبصّله بإستفسار و حيره و هو ضحك بصوته كله: مش قولتلك عامل حسابى
عند مراد .. مراد روّح و اول ما دخل كالعاده سأل على ليليان همسه إتوترت: ف اوضتها نايمه مراد إستغرب: دلوقت ؟! دى اول يوم اجى و ملقهاش ع الباب مستنيانى ! همسه سكتت و هو بصّلها بغموض: اه صحيح روحتوا مشواركوا همسه بخضه: مشوار ايه ؟ مراد رفع حاجبه: عند امك ! مش انتى اللى قولتى ! همسه إتنهدت بصوت عالى و هو اخد باله:ااه و رجعنا على طول عشانك .. انت عارف مبتستغناش عنك
مراد شرد بقلق و سكت و هى دخلت تجهز العشا بتوتر .. مراد طلع خبط على اوضه ليليان و دخل بخضّه اما سمع صوت عياطها اللى إتفتحت فيه اول ما سمعت صوته تحت ..
مراد و هو بيرفع راسها و إتفاجئ بوشها اللى زاد حَمار و عنيها الوارمه مسكها بلهفه: حبيبة قلب ابوكى مالك ؟ مين زعلك ؟ ليليان شهقت ف عياطها بصوت عالى مراد بغضب: همسه ضربتك ؟ تيتا طيب ؟ ليليان: ______ مراد بقلق: طب عايزه حاجه ؟ نِفسك ف حاجه ؟ ليليان: _____
مراد شالها بلهفه و نزل لتحت زى المجنون على عياطها و همسه اول ما شافته قلبها وقع ف رجلها .. مراد بصّلها كتير و بيبصّ ليليان اللى بتتخض من العياط ف حضنه و ضاممها قووى و ساكت .. كأنه بيديها فرصه تقول من غير ما يسأل همسه بتهتهه: مانت عارف اما بتغيب عنها حبه بتزعل
مراد كزّ على سنانه لإنه لاحظ كذبها من توترها: عملتى ايه ف بنتى انتى و امك يا همسه ؟ انطقى همسه إتنرفزت: يعنى هعمل ايه فيها ؟ هى بتتدلع عليك و انت معوّدها على كده .. ايه الجديد بئا ؟ مراد بنفاذ صبر: انطقى يا همسه و إلا اقسم بالله هتلاقى منى رد فعل هيزعّلك بجد .. انا لدلوقت ماسك نفسى
همسه سكتت بتوتر و دوّرت وشها الناحيه التانيه و هو رفع وشه ليليان من حضنه و بحنيه: نور عينى انتى و لا حد يقدر يزعّلك طول مانا موجود .. يلا تعالى نطلع اغيّر هدومى و ننام شكلك تعبانه ليليان بدموع ببراءه: لاء ليليان شتعغف (شتعرف)تنام من غير حضنك مراد بص ل همسه بشك و إبتدى يفهم: مين قالك إنى هبعد عن حضنك حبيبتى ؟ انا معرفش استغنى عنك ليليان بتعيط بصمت: الدكتوغه (دكتوره)
هنا مراد فهم الحوار كله و إستنتج ان همسه مشّت اللى ف دماغها غصب عنه و من وراه .. و طبعا مستناش إنه يسمع الباقى منها لإنه إستنتجه حضنها قوووى و قعد يهدهد فيها ف حضنه و أخدها و طلع نيّمها ف سريرها لحد ما هديت و قام دخل الحمام ..
مراد إبنه دخل ببراءه عليهم و وشه عليه غضب طفولى مراد إبنه: انتى غلسه عاجبك كده خلتيهم يتخانقوا ؟ ليليان قامت تزعق ببراءه: انا مش قولتلهم اتخانقوا مراد بهجوم و هو بيشدّها من شعرها: انتى قولتى لبابى على مامى و هى قالتلك سر و قعدتى تعيطى عشان يزعل مامى انتى غبيه و هنا مراد أبوه خرج من الحمام على صوتهم لقاه بيزق اخته بعنف من إيديها أبوه زعق: ملكش دعوه بيها هى مقالتليش حاجه و اخر مره تسمح لنفسك تمد إيدك عليها مراد إبنه بصّله بزعل و مراد علّى صوته: فاااااهم مراد إبنه عينيه دمّعت و بصّله بكسره إنه زعّله عشان اخته خاصه إنه شايفُه طول الوقت بيدلعها هى سابهم و خرج على اوضته بعد ما بص لمراد أبوه نظره للأسف عمره ما هينساها ..
مراد نفخ بضيق ع الامور اللى كل مدى تتعقد منه بزياده .. نيّم ليليان ف سريرها و سابها و خرج من الاوضه .. كان هيدخل اوضة إبنه يراضيه بس للأسف إتراجع محبش يدخله و هو متعصّب كده عشان ميشدّش عليه .. نزل ل همسه اللى قعدت كل ده رايحه جايه بقلق لإنها عارفه إنه مش هيعدّيها على خير ..
مراد نزل زى المجنون عليها: انتى بتكسرى كلامى يا همسه ؟ بتاخدى بنتى لدكتور نفسى من ورايا ؟ و اقول لاء تلوى دراعى و تحطينى قدام الامر الواقع ؟ بتمشّى اللى ف دماغك غصب عنى ! همسه بخوف: مراد إهدى .. البنت فعلا محتاجه دكتور .. ثم إنها دكتوره سلوك هتفهّمها بس مراد بعصبيه و بكل الغضب اللى كاتموه جواه من فتره بسبب خلافه مع أبوه و قضية عاصم و مشواره مع أبوها اللى لسه عامله .. و كأنه كان محتاج للخلاف ده عشان يطلّع كل الغضب اللى جواه: و انا قولت لاء .. تقومى ايه بئا .. تلفّى من ورايا و تاخديها و لا كأن فى حمار له عليكى كلمه .. لاء و كمان تكدبى و اسألك الصبح تقولى رايحين لامى
همسه بتبرير: انا مكدبتش كنت هقولك مراد زعق: ب أمارة ايه ؟ بأمارة ما كدبتى الصبح و قولتى رايحين لأمك !؟ و لا بأمارة ما كذبتى دلوقتى و قولتى زعلانه لانى اخرّت همسه بعِند: قولتلك مكدبتش مراد بغضب: لاء كذبتى .. خبّيتى يعنى كدبتى همسه إتنرفزت: لاء مكدبتش .. انا كنت هقولك .. ثم إنك انت اللى إضطرتنى اخد الخطوه دى من وراك .. من كتر ما إتناقشنا و انت بترفض .. و لو كنت إديت نفسك فرصه تقتنع بكلامى كنت هتوافق و مكنتش هتتفاجئ و لا حاجه و لا هتغصبنى اخبّى
مراد بغضب: انتى من امتى و انتى بتخبّى عليا حاجه ؟ من امتى بتخرجى من غير إذنى و تروحى و تيجى ؟ و لا الحمار دلّعك زياده ؟ همسه إتصدمت من كلامه: انا عمرى ما عملت حاجه من وراك
شدوا قصد بعض و صوتهم عِلى جدا .. لدرجة مخدوش بالهم من ولادهم اللى نزلوا على صوتهم .. و ف وسط خناقهم ف المطبخ ليليان لاحظت ان همسه بتعيط و صعبت عليها إنها خلّتها تعيط .. بتقرّب منها و ف لحظه نرفزه من همسه كانت بتشوّر و البنت جايه ف وقعت و كان فى سكينه ف الارض إنغرست ف صوباع رجلها و إبتدت تنزف ..
الاتنين سكتوا مره واحده و بصّولها بصدمه و مراد ميّل عليها شالها بلهفه .. سحب حرف السكينه و عشان عندها القلب و سيوله جامده النزيف زاد جدا اخدوها بسرعه للمستشفى .. و مراد حاضن بنته قووى و هما بيتعاملوا مع رجلها .. مش عارفين يسيطروا على صوباعها اللى بينزف قوى و هى بتدوخ ف حضنه من كتر ما فقدت دم .. مراد إبتدى يقلق بصّ للدكتوره و هى بصّتله ب اسف: النزيف مش راضى يقف خالص السكينه غرزت ف شريان حيوى و نزف و مش عارفين نوقّفه إلا ... و سكتت شويه مراد بترقّب: إلا ايه ؟ الدكتوره: هنضطر نبتر صوباعها
لسه مراد هيعترض الدكتور قاطعته: لو معملناش كده النزيف مش هيتوقف و هى عندها القلب .. يعنى الدم اللى بتفقده ده ممكن يدخّلها ف غيبوبه .. ده غير ان احنا شاكين ف غرغرينه مكان غزّة السكينه .. تقريبا السكينه كانت ملوثه .. و عشان دخلت جوه لوثت و خايفين الغرغرينه تمشى ف رجلها كلها .. ساعتها مش عارفه ممكن نحدّ ده ازاى ؟ و اللى انت مش موافق بيه دلوقت .. بعد شويه هنضطر نعمل الأصعب منه ف خلينا نتصرف بسرعه ..
مراد بصّلها بوجع و وافق: اعملى اللى هينقذها بس بسرعه الدكتوره: تمام .. و حوّلتها عالعمليات و إبتدت تتعامل و فعلا بترت صوباعها الصغير و خرّجوها .. كل ده و مراد معاها و لسه حاضنها .. خدت وقت عقبال ما فاقت و الدكتور كتبتلها علاج و على خروج و تيجى تغيّر عليه !
همسه طول الوقت ده هتموت من القلق على بنتها و من الخوف من رد فعل مراد .. و عشان عارفه ان الامور زادت سوء كلّمت ابوها و امها و هى برا و جولها .. الكل انتظر برا لحد ما مراد خرج ب ليليان على دراعه نايمه و إتفاجئ بيهم برا بصّ لحماته بضيق و بصّ لسليم بجمود: كويس إنكوا جيتوا عشان همسه هتروّح معاكوا الليله همسه بصّتله بصدمه و هو اخد بنته على دراعه و مشى وسط نظرات الذهول منها .. هى اه كانت عارفه إنه هيزعل و متوقعه يعمل اى حاجه بس مش بالشكل ده !
فكرت كتير تروح وراه بس للأسف كرامتها وقفت بينهم و دى كانت اكبر غلطه .. خاصة إنه عمل كده قدام أمها و أبوها .. أبوها متفاجئش قوى بس مكنش متوقع ان الامور هتيجى بالشكل ده ! اخد همسه و أمها و مشى و مراد اخد بنته و روّح عالبيت ..
دخل و طلّعها اوضتها و نيمها ف سريرها .. طول الليل جنبها و هى بتعيط قووى من الجرح و هو متبت فيها قووى .. و كأنه حاسس إنه اخر حضن ! طول الليل قلق .. كوابيس .. نوم متقطّع .. و كل شويه يقوم مفزوع و بينهج .. و يحضن ليليان قوى و شويه و قام جاب مراد نام جنبهم ! قلبه مقبوض مش عارف ليه .. كأنه حاسس ان القدر هيلعب لعبته معاهم بغباء ! حضنهم بجنون و طول الليل مكلبش فيهم قووى .. ندم للحظه على عنفه مع همسه و اعترف بينه و بين نفسه إنه زى القنبله اللى إنفجرت مره واحده على حاجات حتى متخصّهاش بس كله طلع عليها !
همسه روّحت مع أبوها بيته بصدمه .. مكنتش متوقعه من مرادها كده ابدا .. طول الليل مش عارفه تنام .. رايحه جايه شويه بغضب منه و شويه بندم و شويه بقلق منه و شويه بقلق عليه .. لحد ما غلبها النوم قُرب الصبح ..
قلق .. كوابيس .. نوم متقطع و كل شويه تقوم تصرخ و تنهج .. و ترجع تنام بتعب ! قلبها مقبوض مش عارفه ليه .. يمكن عشان دى كانت اول مره تنام من غير حضنهم ؟! من غير مرادها و لا ولادها و لا ف البيت ؟! بس لو ده عشان اول مره تبات من غيرهم .. ليه حاسه إنها كانت اخر مره تنامها معاهم !؟ ليه مفزوعه بالشكل ده و مقبوضه .. لحد الصبح و هى ف دوامة كوابيسها
مراد صحى الصبح بعد ليل كله كوابيس و فزع و ضلمه سيطرت على قلبه و عقله مالهاش اخر و مش عارف سببها .. بس حاسس كأن الدنيا خرّجته برّاها و بتقفل ابوابها ف وشه .. قام قعد جنب ولاده و هما نايمين فضل يبصّلهم كتير و عينيه متعلّقه بيهم مش عارف يشيلها .. عينيه كأنها حاسه هى كمان إنها اخر مره هتلمحهم ! كل ما يقوم يرجع تانى جنبهم .. لحد ما قطع تفكيره صوت موبايله اللى مبطلش رن و إضطر يرد بضيق و قبل ما ينطق كان خد الصدمه ف وشه ...
همسه صحيت الصبح على صوت جرس الباب تحت .. نزلت تجرى إفتكرته مراد ندم و جاى يصالحها .. و مع كل زعلها منه نسيت و جريت عالباب فتحت و لقت حد إدّاها ظرف و مشى من غير و لا كلمه و قبل ما تنطق كان اختفى من قدامها .. أخدته بإستغراب إترددت شويه تفتحه ليكون مش لها .. بس فضولها غلبها و فتحته و كانت صدمة عمرها اللى عجّزتها تماما و جمّدتها مكانها ! همسه إتفزعت بصدمه: ورقة طلااااق ؟
رواية مارد المخابرات رومانسية إثارة تشويق بلا حدود
رواية مارد المخابرات ج1 للكاتبة أسماء جمال الفصل الثامن والعشرون
بعد ليل طويل و مقلق همسه صحيت الصبح على صوت جرس الباب تحت .. نزلت تجرى إفتكرته مراد ندم و جاى يصالحها و مع كل زعلها منه نسيت .. و جريت عالباب فتحت و لقت حد إداها ظرف و من غير و لا كلمه مشى أخدته بإستغراب إترددت شويه تفتحه لا يكون مش لها بس فضولها غلبها و فتحته و كانت صدمه عمرها اللى عجّزتها تماما .. همسه إتفزعت بصدمه: ورقه طلااااق !
قعدت ف الارض او بمعنى اصح رجليها مبقتش شايلاها .. دموعها إتجمّدت .. الدموع للى مصدوم انما هى ف اللحظه دى كانت عدّت مرحله الصدمه بمراحل .. معقوله ؟ معقوله ده مرادها اللى مكنش بيسيبها لحظه ؟! اللى كان بيتمنالها الرضا ترضى ! اللى كان بيقولها ابيع الدنيا بحالها و اشتريكى ؟ يبيعها كده ف ثانيه؟ عشان غلطه؟ عشان بنته اللى هى كمان بنتها؟ و لا هو اصلا إشترانى من الاول عشان ولاده ؟ ده كان عنده إستعداد يبيع الدنيا بحالها عشانى .. ده باع اهله عش.
قطعت كلمتها كأنها إنتبهت لشئ مهم .. افتكرت مكالمة التليفون بينه و بين أمه .. معقول يكون باعنى عشانهم ؟ إختار إنه يسيبنى ؟ هيتجوز زى ما طلبوا منه ؟ همسه اول ما تفكيرها وصل للنقطه دى قامت مره واحده و عينيها جامده بتبصّ قدامها ف الولا حاجه و الصدمه بس اللى مسيطره عليها ! طلعت على فوق لبست بسرعه و نزلت خرجت زى المجنونه .. قبل ما تخرج عدّت على اوضة أبوها بس ملقتهوش .. بس مهتمتش قوى إنها تكلمه .. و خرجت ركبت عرببتها و مشيت !
مراد صحى الصبح بعد ليل كله كوابيس و فزع و ضلمه سيطرت على قلبه و عقله مالهاش اخر و مش عارف سببها .. بس حاسس كأن الدنيا خرّجته براها و بتقفل ابوابها قام قعد جنب ولاده و هما نايمين فضل يبصّلهم كتير و عينيه متعلقه بيهم مش عارف يشيلها .. عينيه كأنها حاسه هى كمان إنها اخر مره هتلمحهم ! كل ما يقوم يرجع تانى جنبهم .. لحد ما قطع تفكيره صوت موبايله اللى مبطلش رن و إضطر يرد بضيق أمه بعياط بحرقه: الحقنى يا مراد ! اتخانقنا انا و أبوك و رمى عليا يمين الطلاق .. و انا مش عارفه اروح فين و لا لمين ! مراد متصدمش قووى لإنه حتى لو متوقعش ده ف كان زى المتخدر من الحاجات اللى بتقع عليه ورا بعض .. سكت بخنقه و صوت عياطها بيزيد ضيقه و خنقته و بصّ لبنته النايمه بتعب جنبه و ضيقه بيزيد ..
مراد بهدوء عكس اللى جواه: حاضر .. انا جايلك حالا و ان شاء الله كل حاجه تتحل قفل معاها و نفخ بضيق .. و قام لبس و قبل ما يخرج راح على مكتبه اخد ورقه حطّها ف جيبه و همس بضيق: يمكن يكون ليها لازمه ع الاقل دلوقت ! نادى ع الداده و طلب منها تفضل جنب الولاد لحد ما يجى متسبهومش .. بعد ما خرج حاجه ف قلبه عصرته .. خلّته يرجع تانى .. و طلع ميّل على ولاده باسهم كتير اووى و حضنهم و نزل اخد عربيته و اتحرك..
ف الوقت ده همسه كانت أخدت عربيتها و مشيت .. ركنت قدام بيتهم بوجع و مش عارفه ايه اللى جابها .. ايه اللى ممكن يقوله و يبرر بيه تخلّيه عنها ؟ ايه المبرر اللى ممكن يبرّد النار اللى ف قلبها دلوقت ؟ او ايه اللى ممكن يحصل بينهم ف موقف زى ده ؟ مش عاارفه ! إترددت كتير و اخدت نَفس طويل خرّجته بغلّ و دخلت !
مراد كان أخد عربيته و مشى بعد ماكان هيسافر على طول ع الصعيد قرر يروح على همسه الاول .. مكنش عارف هيقولها ايه ! هو صحيح ميعرفش بالظرف اللى جالها بس قلبه مقبوض و ده كفايه ف كان عايز يتطمن عليها و يتكلم .. مكنش عارف هيبررلها ازاى و لا هيقولها ايه و لا ينفع و لا لاء ف الوقت ده بالذات .. بس اللى عارفوه إنه محتاجلها قووى .. ف اللحظه دى مش محتاج اكتر من حضنها و بس .. لفّ بعربيته ناحيه بيت أبوها و دخل ملقهاش و عرف إنها خرجت و محدش ف البيت ف مشى بضيق !
همسه كانت وصلت بيته و دخلت زى المجنونه بتدوّر على مراد ف كل ركن ف البيت بس ملقتهوش .. طلعت فوق لقت ولادها نايمين ف نوعاً ما هديت شويه و إتطمنت .. بس لسه قلبها مولع و عايزه تتكلم معاه محتاجه ع الاقل تفهم ! ندهت ع الداده اللى جاتلها بسرعه همسه: البيه فيين ؟
الداده: هو بلّغنى إنه مسافر للصعيد و طلب منى افضل مع الولاد لحد ما يجى .. همسه كزت على سنانها بغلّ لإن شكوكها إتأكدت من وجهة نظرها و إنه سابها عاشنهم و قررت تروحله و اللى يحصل يحصل .. مواجهه بمواجهه بئا يبقا المواجهه كمان لازم تشمل اهله ع الاقل تفهم كارهينها ليه كده ! جات تخرج بس ليليان و مراد صحيوا و إبتدوا يزنّوا متسيبهومش ..إتنهدت بضيق و خنقه و فكرت شويه تفضل معاهم و اهو تستناه اما يرجع بس مقدرتش على نفسها .. قامت لبّستهم حتى ليليان التعبانه و قررت تاخدهم معاها.
ليليان ببراءه: مامى حطيلى بغفان (برفان)بتاع بابى همسه بغضب: مش وقته ! انا لبّستك بالعافيه يلا و اديكى هتشوفيه ابقى اشبعى بيه ليليان بزنّ طفولى: لا ماليس دعوه .. عايزه بغفان همسه بنفاذ صبر شدّت البرفان بتاعه من عالتسريحه و إدتهالها و شدتها من إيديها بغيظ و اخدتها و نزلت و إبنها معاهم .. اخدتهم و ركبت العربيه و اخدت طريقها للصعيد و هى مش عارفه رايحه ليه .. بس المتحكم فيها كان غيظها و غضبها غير الصدمه المسيطره عليها !
مراد وصل بيت أبوه و دخل بغضب و طلع على طول على اوضة أمه قابلها و قعد معاها و هى حكيتله اللى حصل بينهم و فهم خناقهم اللى كان بسببه و يمين الطلاق إترمى لحظه غضب .. اتكلموا كتير جدا و هو طلب منها تلمّ هدومها و تنزل مصر معاه ع الاقل اما الامور تهدى .. كان جاى ناوى يتفاهم مع أبوه لكن خلاص بئا معدلهاش كلام .. أمه بتلم هدومها و ابوه دخل زى العاصفه عليهم أبوه بغضب: انت جاى تقلبنا على بعض ؟ جاى تعصّيها عليا ؟ هو ده اللى طلع ب ايدك؟ مراد بصّله قوى و بيحاول يتحكم ف نفسه و أبوه غضبه بيزيد: مش كفايه وقفتها قصادى بسببك ! جاى تخرب البيت كمان مراد و كان خلاص فقد سيطرته على نفسه: اخرب البيت ؟ غضبان على خراب بيتك ؟ و انا خراب بيتى عادى ؟ مش فارق معاك ؟ أبوه بصّله قوى و كأنه حط نفسه مكانه خاصة ان أمه صممت المرادى تمشى و توقّع الطلاق.
مراد بغضب: عموما اتطمن ( خرّج ورقه من جيبه و مدهاله ) اللى عايزوه حصل ! ممكن اكون معملتهوش عشانك بس خلاص كل حاجه خلصت ! أبوه بصّله قوى و اخد الورقه من ايده و بص فيها بصدمه: طلقتها ؟! صحيح هو ضغط عليه لكن مكنش متوقع إنه هيعملها !
الإتنين بصّوا لبعض ف نظره طويله محدش فيهم فهمها .. أبوه بصّله و لمح ف عينيه دمعه مكتومه و وراها قلق مستخبى و كأنه خايف من حاجه هتحصل و مفهمهوش ! و مراد بصّله و لاحظ ملامحه المصدومه و شاف ندم ف عينيه بيحاول يخبّيه و بردوا مفهمش ! أمه عيّطت: ليه كده يا ابنى ؟ حرام عليك تخرب بيتك ! حرام عليك ولادك قرّبت بعنف من أبوه الواقف قدامهم ساكت تماما و للحظه ما حس بندم سيطر عليه لمنظر إبنه اللى بيقول ان فى حاجه.
أمه لأبوه: إرتاحت كده ؟ خربت بيته و حياته ؟ إرتاحت يلا بئا جوّزه ! كمّل اللى عايزوه و جوّزه لو تعرف ! مراد بتوهان: مش فارقه ! خلاص عملتله اللى عايزوه و بيه من غيره كان هيحصل ! مش هتفرق و اى حاجه تانيه مش هتفرق ! ف الوقت ده همسه كانت وصلت و كلّمت فاطمه اخته اللى كان معاها رقمها .. كلمتها و عرفت منها العنوان و راحت و دخلت و عشان صوتهم كان عالى جدا طلعت بتوهان ناحية الصوت و للأسف وصلت ف الوقت الغلط ! وصولها كان جاى مع كلام مراد الاخير ..
همسه وقفت بتوهان و جمله واحده بصوت مراد بتتردد زى الصدى قدامها: بيه من غيره كان هيحصل ! كان لازم يحصل مش فارقه ! همسه نخّت ع الارض بصدمه و إيديها على ودنها و هى بتتوهّم إنها لسه بتسمعه من شدة ما الكلمه بتخبط ف ودنها !
مراد كان مديها ضهره و باصص لأبوه اللى واقف ف وش الباب و لمحها و من منظرها و ولادها ف ضهرها عرفها و حس بندم بس كان خلاص رصاصة القدر طلعتلهم .. فضل باصصلها قوى بضيق من نفسه.
مراد إنتبه لمكان ما بيبص و التفت وراه و لمحها على حالتها دى ! لحظات صمت و صدمه عدّت عليهم .. مراد كأنه عايز يفهمها حاجه بس حاجه منعاه ف ساكت و هى كأنها مستنيه منه اى مبرر .. مش بس للى حصل و للطلاق اللى هى لحد دلوقت متعرفش لسه سببه .. لاء ده كمان لكلمة " اللى حصل بيه من غيره كان لازم يحصل مش فارقه " مراد غمض عينيه بمنتهى الوجع و سكت و سكوته كان كفيل إنه يوجعها فوق وجعها زياده !
همسه بتوهان: قول حاجه ! عملت فيا كده ليه ؟ بعتنى ليه ؟ مراد بصّلها بوجع على وجعها و متردد: همسه اللى حصل ده كان غصب عنى .. و الله غصب عنى .. انتى حياتى اللى ناا عايشها .. انتى مش بس اغلى ما فيها .. لاء ده انتى من يوم ما دخلتى حياتى و انتى بقيتى كل حاجه ! همسه إتنفضت بعصبيه بعد ما إنتبهت لورقة الطلاق ف إيد أبوه و كأنها إتأكدت إنه باعها بالإتفاق معاهم و مجيه لهنا عشان يكمّل .. همسه بعصبيه: انا مش ف حياتك ..انت اللى دخلت حياتى و شغلت الفراغ اللى انت عايزوه و محتاجوه و كان ناقصك، فصّلت حياتى كلها على مقاسك و طلبت منى احط ذكرياتى كلها قبلك ف الذباله و ابدأ معاك من جديد .. ليه؟
( شدّت السلسله اللى كان لبسهالها بعنف اتقطعت و رمتها ف وشه ) بتلبسّهالى ليه و انت عارف انك هتسيبنى ؟! ليه و انت عارف انك مس هتكمّل ؟ ليه و انت عارف إنك هتمشى و تسبنى ؟ ليييه ؟ انت بتقول لأبوك اللى حصل كان لازم هيحصل بيك او من غيرك ! انا اللى بقولهالك دلوقت .. ان اللى حصل ده كان لازم يحصل و من زمان اووى و انت عارف كده .. بس انا اللى إتغابيت و الحمد لله إنها جات منك ! مراد صوته إترعش بخنقه: همسه ارجوكى اهدى .. خليكى معايا و انا شويه وقت و هفهمك .. طب اقولك بلاش انا هخلّى أبوكى يفهّمك .. همسه انا مش هسيبك تهدّى اللى ما بينا ..
قاطعته همسه بإنهيار: و انا مش هسيبك تهدّ اللى فاضل منى .. مش هسيبك تيجى على كرامتى اكتر من كده، كفايه خلاص إكتفيت بئا .. حرام عليكوا .. لييه كده ؟ لييه انا ؟ لييه متحبّش ؟ مراد بصّلها بترجّى و بص لإبنه اللى مغمض عينيه بشكل لا يتناسب مع سنّه خالص و رجع بصّ لبنته اللى ماسكه ف إيديها برفان بتاعه و بتبصّله و قرّب منها مسك إيديها و لسه هيتكلم همسه شدّت إيديها منه بعنف و هى بتبعد ورا: انت ايه يا اخى ؟ انتى موّتنى و لسه ليك عين تطلب منى افضل معاك ! ده انت خلّتنى مريضه ! انا كنت زى اللى مدمناك .. مريضه بيك و بحبك اللى كان زى القشه اللى بتعلّق بيها .. انا كنت معاك عندى مرض اسمه مراد ! بس طلع مرض خبيث زى انتى عندك ايه ؟ عندى سرطان .. عندك ايه ؟ عندى مراد ! سيبنى بئا .. و متخافش انا لا عمرى هبقا ليك تانى و لا لغيرك !
انا ﻻ هقدر اتوجع تانى و ﻻ حتى اقدر افشل تانى عارف ..انا كان عندى ازمه نفسيه .. عُقده من اللى كنت بشوفه مع عاصم .. عُقده و خفّيت منها لما حبيتك .. انا كنت عايزه واحد احس معاه بالأمان واحد مبقاش خايفه اصحى من النوم ملقهوش، حتى لو مش هابقى ام، حقى و ﻻ مش من حقى ؟! بس كويس إنى صحيت من النوم ملقتكش .. لقيتك رامينى برا حياتك .. عشان اعرف اشوفك بالصوره اللى شوفت بيها غيرك و احطّك مكان ما حطّيته .. انت من إنهارده برا حياتى ! فاااهم ! برااا حياتى !
همسه أخدت ولادها و مشيت زى التايهه مش عارفه هتعمل ايه و لا هتروح فين ع الاقل لحد ما تهدى .. بس اللى عارفاه إنها لازم تمشى من المكان ده .. لازم تمشى من قدامه .. مش لازم يشوف ضعفها و كسرتها اكتر من كده .. كفايه إهانه بقا ! سبق و أهانت نفسها مره قبله للى قبله و كانت النتيجه اييه ؟ إنه بردوا باعها .. اخدت مراد إبنها و سحبت ليليان بعنف وسط صرخها و تشعلقتها بأبوها اللى عينيه حضناها بدموع و كأنه كان حاسس إنها لأخر مره هتتلاقى العيون !
همسه خدت ولادها و خرجت و هو فضل جامد مكانه كتير و عينيه بتبص بجمود لأبوه اللى سحب كل كلامه قدم كسرة إبنه و ولاده بس للأسف كان خلاص فات الوقت ! أبوه بنرفزه من نفسه: ايييه ايييه انت ؟ هتفضل واقف زى الصنم كده كتير ؟ مراد بصّله بتوهان و هو علّى صوته: ما تتحرك يا بنى ادم .. إتحرك الحقها هى و ولادك .. هتقف تتفرج علينا و لا عليها و هى ماشيه ف الحاله دى ؟ مراد خرج مشى خطوتين و وقف و من غير ما يبصّله بقسوه: انا عمرى ما هصفالك .. و لا هسامحك على الموقف ده ابداا ! و قبل ما أبوه ينطق تانى كان سابه و خرج ..
مراد خرج و يدوب بيركب عربيته لقى موبايله بيرن و قبل ما يقرر يقفل لقاه كان رانن كتير جدا من مهاب و سليم و اخيرا الإداره بيكلّموه بعد ما طلبوه كتير مراد بقلق: فى ايه ؟ سليم بغضب: انت فين يا زفت انت ؟ من امتى بكلمك ؟ قدامك دقايق و تكون قدامى ! مصيبه ! مراد ببرود: فى ايه ؟ الدنيا إتهدّت ؟ و لسه هيقفل سليم إتنرفز: انت ايه البرود اللى انت فيه ده ؟ بقولك مصيبه ؟ مراد ببرود: همسه جات هنا و عرفت إنى طلقتها و مشيت سليم مفهمش: جات هنا فين ؟ انت فين اصلا ؟
مراد بضيق: انا ف الاقصر سليم بغضب: و ايه اللى ودّاك الزفت ؟ مش عارف القرف اللى احنا فيه من ساعه قضيه زفت ما إتفتحت و لا اللى حصل مراد إنتبه: ايه اللى جدّ عنه ؟ سليم بغيظ: مانت و لا هنا .. انت مراد زعق: انا ايه ؟ هاا ! انت تسكت خالص .. مجرد إنك تسكت لإنك السبب .. انت اللى صممت على إنى اسمع لتهديد الكلب ده و انا نفذت رغم إنى مقتنعتش و ادى النتيجه ! بيتى إتخرب و بنتك معرفش عرفت منين بس جاتلى و هى عارفه و ف إيدها ورقه الطلاق و مشيت ! سليم بقلق: طب تعالى بسرعه و هى اكيد اما تروّح هتيجى عليا و انا هفهّمها .. بس المهم تيجى .. جاتنا معلومات عن مكان عاصم بشحنات سلاح و دى فرصتنا يقع رغم إنه برا بس هنجيبه و ساعتها قسما بالله ما هرحمه ع القلق اللى عيّشنا فيه عليها الفتره اللى فاتت ! مراد قفل معاه من غير و لا كلمه و إتنهد بغضب و اخد طريقه للقاهره بسرعه جنونيه و طول الطريق بيتلفّت عليها !
متابعه ليا و الجديد هيوصلكوا همسه لما خرجت ركبت عربيتها هى و ولادها و مشيت بسرعه قبل ما مراد يخرج .. حسّت ان اعصابها بتنهار .. مش عارفه تطّبق حتى إيديها .. وقفت بعربيتها و ركنتها على جنب و نزلت .. فضلت واقفه كتير مش قادره تعمل حاجه .. حتى مش قادره تاخد نَفسها بعد ما كانت هترجع لعربيتها إتراجعت .. حسّت إنها مش هتقدر تكمّل طريقها .. شاورت لتاكسى ركبت معاه هى و ولادها و مشى .. طول الطريق و كلمة مراد بتتردد ف ودانها .. و كل ما تتردد يزيد الغلّ و القسوه جواها .. و يزيد معاهم جنونها و إنهيارها و عصبيتها .. اللى زادوا بجنون اما افتكرت كلمته " هخلّى ابوكى يفهمك " يعنى أبوها كان عارف إنه طلّقها ! و مقالهاش ! سابها تتصدم !
كأنها إنفصلت عن العالم كله و مفيش غيرها ف المكان اللى صوت مراد بيتردد زى الصدى فيه مش بس كلام إنهارده لاء و خناقهم امبارح .. لحظات توهان عدّت و كأنها مُغيبه .. مسكت موبايلها و هى مش عارفه تكلم مين .. مراد و باعها و أبوها و داس عليها .. فاضل مين ؟ طلبت أمها اللى فتحت عليها بقلق: اييه يا همسه فينك كده ؟ انا صحيت خرجت للدكتور بتاعى رجعت ملقتكيش .. ده انا روحت بدرى عشان ارجع بدرى قبل ما تصحى.
همسه متكلمتش بس دموعها إنفجرت و أمها إتقبضت من صوت شهقاتها: فى ايه حبيبتى ؟ مالك ؟ إنتى فين كده ؟ همسه ساكته بإنهزام و كأنها مش سامعاها حتى .. هدى بقلق: انتى عند مراد ؟ روحتيله ؟ قالك حاجه ؟ همسه بمرارد بصوت بيخرج بالعافيه: طلقنى يا ماما .. مراد طلقنى هدى اتنفضت: اييه ؟ بتقولى ايه ؟ اكيد فى حاجه غلط ؟ مراد لا يمكن يعمل كده همسه بقهره: و اهو عملها و رمانى و ورقة الطلاق جاتلى هدى بذهول: طب قالك اييه ؟
همسه بغلّ: عنده ايه يقوله ؟ معندوش مبرر عشان حتى يتكلم ! هدى إتنرفزت: لاء ده بيتلكك بقا همسه عيّطت اكتر اما إفتكرت وقفتها قدامه هو و أبوه: اه بيتلكك و كتّر خيره جاى يفرّحهم هدى مفهمتش بس ثوانى و كإنها إنتبهت: قصدك ميين ؟ اهله ؟ همسه سكتت و أمها وقفت و إبتدت تتحرك: طب اصبرى بقا و انا جيالك .. الموضوع معتش ينفع يتسكت عليه اكتر من كده .. دول زوّدوها قوى و كل ما اقول لأبوكى يقول مالناش دعوه هو و اهله حرّين مع بعض.
همسه عيطت اكتر اما جات سيرة أبوها: لا متجيش هدى بعِند: لاء انا همسه بنفاذ صبر: انا خلاص خرجت من عندهم و ع الطريق جايه هدى إستغربت: خرجتى من عند مين ؟ هو مين اللى عند مين ؟ انتى فين بالظبط ؟ همسه بزهق: انا اللى روحتله بعد ما عرفت إنه راحلهم و خلاص ماشيه و جايه ع الطريق هدى: و سابك ترجعى لوحدك ؟ فضل معاهم ؟ همسه إتقهرت و حكتلها اللى حصل بينهم هناك لحد ما مشيت و كلام مراد لأبوه و ورقة الطلاق اللى شافتها معاهم هدى بغيظ: اوعى تكونى سيبتيلهم ولادك .. لا لهم و لا له .. فاااهمه ؟ هاتيهم و تعالى و اما تيجى هيبقا فى كلام تانى
همسه مسحت دموعها بالعافيه: لاء انا مش جايه عليكوا هدى: همسه همسه بزهق: انا تعبانه و محتاجه ابقى شويه لوحدى .. ارجووكوا محدش يضغط عليا .. انا اعصابى تعبانه و مش قادره اتكلم مع حد .. اما ابقا احس إنى كويسه هجى .. و محدش يكلمنى عايزه ابقا لوحدى و هقفل الزفت ده عشان البجح اللى مبطلش رن هدى بغيظ: البجح لسه له عين ؟
همسه مدّتش فرصه لأمها تعترض و قفلت بسرعه و إبتدت تعيط بمراره .. ذكريات كل حاجه حصلت معاها بتمر قدام عينيها .. كل ذكرياتها حتى من قبل مراد و هى لسه مع عاصم .. و مش عارفه ايه اللى جابه ف بالها دلوقت بالذات .. يمكن عشان هو السبب ف اللى هى فيه دلوقت .. يمكن عشان مقهوره من مراد .. يمكن عشان تخلّى مراد عنها دلوقت فكّرها بتخلّيه هو كمان عنها ؟ مش عارفه بس كل ما بتفتكر اكتر عياطها بيزيد اكتر .. لدرجه جسمها إبتدى يتشنّج و مش عارفه تاخد نَفسها و إبتدت زى اللى بتتخنق .. السواق بصّلها بقلق: خير يا مدام ؟ مالك ؟ فيكى حاجه ؟
همسه مش بترد بس وشها إبتدى يزرّق و بتنهج السواق بصّلها و بصّ قدام لمح لجنة مرور .. بصّلها بقلق: يا مدام .. احنا داخلين على لجنه ارجوكى إهدى كده و فوقى لاحسن يفتكروا حاجه همسه إتنفّست بصعوبه و هزّت راسها و هو إتحرك لقدام ناحية اللجنه بقلق .. و الظابط شاورله و هو وقف الظابط بصّله و بصّ جوه العربيه و لفت نظره همسه اللى كان منظرها بيقول ان فى شئ مقلق ..
الظابط بشك: انتوا رايحين على فين و جايين منين اصلا ؟ السواق بصّ ل همسه: احنا يا باشا جايين من الاقصر .. راكبه من على طريق الصعيد و رايحين القاهره الظابط بشك: كل المسافه دى ؟ السواق: يا باشا انا غالبا مباخدش مشوار بالمسافه دى مره .. بس المدام لقيتها ع الطريق تعبانه و بالمنظر اللى حضرتك شايفوه ده .. و إترجّتنى اوصّلها و اخد اللى عايزوه الظابط بصّله بشك و عمّال يبصّ ل همسه مره و ولادها مره اللى بردوا كانوا بيعيطوا .. شاور للسواق ينزل و شاور لحد من العساكر يفتش العربيه السواق نزل و طلّعله الرخص و هو بيتحقق منها .. و العساكر راحوا يقلّبوا ف العربيه و هنا السواق بصّ لهمسه بقلق إنها تتكلم او تقول حاجه.
همسه نزلت بعصبيه: فى ايه يا بنى ادم ؟ ما قالك جايين منين و رايحين فين لازمتها ايه الدربكه دى و لا هو قرف و خلاص ؟ الظابط: إهدى يا مدام احنا بنعمل ده لمصلحه الركاب .. انتى مبتسمعيش عن حوادث الخطف ؟ همسه بنفاذ صبر: انت مبتفهمش يا غبى انت ؟ قالك انا اللى اترجيته يوصلنى الظابط سكت شويه همسه بنفاذ صبر مسكت موبايلها تكلم أبوها بس للإسف موبايله كان إتقفل لإنه إتحرك بالطياره مسافر للمهمه .. نفخت بضيق و بتحط الموبايل ف الشنطه تانى لمحت كارت بتاع أبوها كان مديهولها للظروف اللى زى دى .. لو حصلت حاجه معاها زى كده تتصرف بيه و هما هيعرفوا هى بنت مين .. مسكت الكارت بغيظ و إدّته للظابط و هو بصّ فيه بقلق: همسه سليم السويدى ؟!
حضرتك بنت سياده اللوا سليم السويدى ؟ همسه بغيظ: انت شايف ايه ؟ الظابط: تمام يافندم اسف همسه سابته بقرف و رجعت للتاكسى بعصبيه لدرجة نسيت معاه الكارت .. ركبت و هو شاور للسواق يمشى .. مشيوا بس كانت المخالفه إتسجّلت .. الظابط إكتشف إنها نسيت الكارت معاه .. نفخ و حطّه مع المخالفه بحيث السواق اما يروح يسدد المخالفه ياخده لو يعرفها
متابعه ليا و اقتباسات الجزء التانى هتوصل بسهوله مراد وصل للقاهره .. وصل ف وقت اقصر من الطريق لجنونه .. وصل الجهاز و دخل و قابل اللوا شليم اللى لقاه مجتمع مع مهاب و محمد و يحيي و معاهم كذا حد تانى إستعان بيه..
مراد قعد بغضب و هو فرد معلوماته قدامه و اللى وصله و بلّغه إنهم هيسافروا بالظبط كمان ساعه و لازم يتحركوا مراد إتردد: طب و همسه ؟ سليم بقلق: متقلقش .. اما نرجع هتفهم كل حاجه لوحدها ! و ساعتها هتقدّر مراد إتنهد بغضب و إبتدوا يتحركوا و سافروا للمكان اللى وصلهم ان عاصم فيه و معاه شحنه سلاح هيخلّصها لناس هيدخّلوها مصر .. و المكان ده كان ف بنكوك ! سافروا بأسامى مختلفه و اتحركوا بطياره .. مراد عينيه غفيت و مره واحده قام مفزوع من النوم و هو بينهج و بيتشنّج و العرق كأنه محمّيه ! إتفزع و مسك موبايله و طلب همسه اللى مبطلش رن عليها و قافله موبايلها !
سليم قام عنده بقلق: فى ايه ؟ مالك ؟ مراد بقلق: بكلّم همسه مبتردش سليم إتنهد: يا اخى حرام عليك انا قولت مصيبه ! اكيد مقموصه .. عموما انا لسه مكلّم حماتك و قالتلى إنها كلمتها و حكتلها عن اللى حصل .. مراد بضيق: طب انت محكيتلهاش عن اللى حصل ؟ سليم: لاء .. نرجع بس و كل حاجه تتحل.
مراد نفخ بخنقه و سليم حاول يهزر: دول اكيد عملوا قاعدة نسوان و طبعا كنت انت البطل الشرير ف القاعده دى و قطّعوا فروتك .. و لحسن حظك ان القاعده دى ع الموبايل بس مراد بقلق: ليه ع الموبايل بس ؟ هى همسه مروّحتش و لا ايه ؟ سليم: لاء .. قالت لأمها إنها عايزه تفضل شويه لوحدها لحد ما تهدى .. و قالتلها كمان إنها هتقفل الموبايل .. و طبعا انت عارف ان الحته دى مخصوص عشانك لإنها اكيد متوقعه إنك هتكلمها .. و هى قالت لأمها إنها مش عايزه تتكلم مع حد دلوقت لحد ما تهدى و تفوق من الصدمه فقفلت تليفونها عشان تعلّمك الادب ..و مش هترد عشان متقلقش .. مش هتكلمك إلا اما تروّح عشان تبقا عارف .. اصلا ف اللى حصل بينكم كلام التليفونات مينفعش فاصبر اما نرجع مراد سكت مش مقتنع و قلبه إتعصر ..
مراد و اللى معاه و اللوا سليم وصلوا و نزلوا ف مكان متدّارى و إبتدوا يشتغلوا و يحطوا خطواتهم و ازاى هيوقّعوا عاصم و كمان شحنه السلاح دى و هى بتدخل البلد ! عدّى اسبوع عالحال ده و إضطروا يقفلوا موبايلاتهم للمهمه اللى هما فيها ..
اسبوع لحد ما جاه اليوم اللى هينفّذوا فيه .. و هنا ظهر عاصم اللى كان مختفى تماما و بيحرّك كل حاجه من بعيد بس هما عارفين بوجوده .. خلّص الشحنه و سلّمها للناس اللى هتدخّلها البلد .. و مهاب راح للناس دى ف مكان ما هيدخّلوها و معاه قوه و هجموا و اتقبض عليهم و حرّز السلاح قبل ما يدخل البلد .. و من ناحيه تانيه كان مراد و معاه سليم هجموا ع المكان اللى فيه عاصم .. و إبتدى ضرب النار بينهم لحد ما وقع عاصم متصاب بتلات رصاصات ف صدره .. و هنا قرّب منه مراد بغلّ: اخيراا وقعت .. خِلصت !
و إتقابلت عنيهم ف تحدّى و كأنه عايز يقوله إنها لسه مخلصتش و فعلا همس قبل ما يغمى عليه: مخلصتش يا .. يا صاحبى .. مخلصتش ! مراد بصّله قووى و عاصم حاول يفتّح عينيه و ف لحظه بسرعه كان