logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 2 من 11 < 1 2 3 4 5 6 7 8 11 > الأخيرة


05-11-2021 11:00 صباحاً
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10


t21907_1395

الصح بيّن و الغلط بيّن و بينهم مشتبهات .. بينهم لحظه حرِجه .. بيزيد فيها الغلط من إغرائه و يقل فيها الصح من دفاعه .. و يقف بينهم مالك الاراده تايه عندما تُسلَب منه إرادته ..
ف هل سيحسم امره ؟ و لصالح مين ؟

بين الصح و الغلط سور عالى .. عالى قوى .. بس السور ده فيه ثغرات .. ثغرات ممكن يدخل منها الصح للغلط او الغلط للصح و يختلطوا ..
و يفضل السور ده بينهم عالى .. و وراه حلم اللى إستنت من مالك الإراده ينطّ لعندها من عليه و نسيت إنه لا خارق و لا عصفور عشان يتخطاه ..
و من الناحيه التانيه للسور وراه المالك اللى فقد إرادته و إستنى الحلم يبقى حقيقه و يتخطى السور ده ل واقعه و نسى إنه هيفضل حلم و مهما طال هيخلص و يفوق ..

و هيفضل بينهم السور زى السور اللى بين الصح و الغلط ..
بس مين فيهم هيمثّل معانا الصح و مين الغلط ؟
مين هيتخطاه للتانى ؟ مين هيسيب سكته و يتقابل ف سكة التانى ؟ ممكن الغلط و الصح سككهم ف يوم تبقى واحده و يتقابلوا ؟

هيتخطى الحلم السور ده و يقلب لواقع للمالك ؟ و لا المالك هو اللى هيتخطاه و يخطف حلمه ؟
يا ترى هيفضل بينهم سور ورا سور و كل واحد وراه منتظر التانى ؟
و هتفضل بالنسباله حلم زى إسمها و يفضل هو بالنسبالها ظابط (( مخابرات خلف الاسوار )) ؟
فصول رواية مخابرات خلف الأسوار


رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل الأول

ف بيت نوعا ما بسيط و هادى و الحياه فيه دافيه ..
امال زقّت الباب بغيظ و داخله بزهق: يلا يا فهد بقا .. مش طريقه هى .. كل يوم تلات ساعات اصحّى ف سيادتك .. امال لو مش نيله و بتتدّرب لسه .. يعنى المفروض مواعيدك مظبوطه
فهد بنوم: اه ماهو انا لو كنت مالك كان زمانك
امال بغيظ: مش هنخلص بقا من نغمة كل يوم .. ده اللى انت شاطر فيه .. اول رد أخده منك .. مالك مالك .. لو مالك بقا كان زمانى ايه ؟ هاا ؟

فهد قام نص واحده و إبتسم بغيظ: لو مالك ؟ يا سلام ؟ كان زمانك بتدلّعى و تهنّنى و يلا يا حبيبى و قوم يا ضنايا .. و لو تعبان اسيبك حبه .. و لا كإنه ماسك الداخليه
امال و هى بتفتح الستاره شالت فازه من ع الكومدو و حدفتها عليه بهزار و هو لقفها بضحك: يا ساتر عليك .. طب و هو انت زى مالك ؟ ده كفايه هلكته ف شغله ربنا يجيبه بالسلامه
فهد رفع حاجبه: على فكره انا ظابط زيه .. و هو إبنك زيي .. بتترافعى عنه ليه قدامى ؟

امال قرّبت منه و مسكت قزازة مايه و فتحتها: طب هتقوم و لا ؟
فهد قام و رفع اللحاف حدفه بخفّه غطّى وشها بهزار و هى واقفه قدام السرير: خلاص اهو
قام جرى دخل الحمام و هى إبتسمت بحب: ربنا يباركلى فيك و ف مالك و لا إتحرم منكم ابداا

ف مكتب اللوا صالح ف مركز العمليات الخاصه ..
يونس: طيارته على وصول متقلقش
اللوا صالح بحده: من المطار على هنا يا يونس
يونس ضحك: لا من الناحيه دى متقلقش .. مالك ده مربوط ف ساقيه و هو اللى رابط نفسه فيها تقولش خايف يفك
اللوا صالح و هو خارج: اول ما يوصل إدينى خبر و نتقابل ف قاعة الاجتماعات

يونس هز راسه و خرج بيحاول يتصل بموبايل مالك بعدها اخد عربيته و مشى ع المطار ..

ف بيت بسيط ف نفس منطقة مالك تقريبا ..
عبير: يا بنتى إتقلى شويه مش كده
احلام إبتسمت بلهفه: فى ايه يا ماما ؟ انتى عارفه مشوفتش مالك من امتى ؟ ده من قبل ما يسافر مهمته حتى .. من ساعة تقريبا ما مسك القضيه الخاصه بمهمته دى و هو مشغول
عبير: ده ع اساس إنه لو حتى إتكرّم و رد عليكى هتشوفيه يعنى ؟ و بعدين هو على طول مشغول .. بقضيه بقا او من غير
احلام بضيق: يا ماما حرام عليكى .. انتى عارفه طبيعة شغل مالك .. ده ظابط و مش اى ظابط .. ده ظابط ف العمليات الخاصه .. يعنى حتى مش بينطلب ف اى قضيه و لا اى عمليه .. شغله عملى و حساس و انا عارفه الكلام ده من الاول و رضيت بيه .. ده اصلا ده اللى شدّنى ليه .. إنه مش عيل و لا تافه .. لاء راجل و قد المسؤليه و يُعتمَد عليه.

عبير بغيظ: ايه ده واقفه ف مرافعه و انا مش واخده بالى ؟ امال لو مكنش لاطعك رايحه جايه تاكلى ف نفسك ؟
رؤوف أبو احلام ضحك و هو جاى عليهم: يا شيخه حرام عليكى .. عايزه ايه من البت ع الصبح ؟ ما تسيبيها ف حالها
عبير بضيق: هى كده ف حالها ؟ و لا زانقه نفسها ف حاله هو و ياريت عاملها مكان .. ألا حاشره نفسها ف حته ضيقه
رؤوف نفخ: مالك راجل محترم و قد مكانته و كلمته و هى عاقله و عارفه مصلحة نفسها .. إطلعى انتى ما بينهم .. عشان بالمنظر ده انتى اللى حاشره نفسك ف حته ضيقه و مالكيش فيها كمان.

عبير قامت بغيظ: ده مش هى اللى محاميه له .. ده انت اللى محامى عنها .. انا قايمه و سايبهالكوا بس ابقى افتكر ان بالمنظر ده بنتك ماشيه ف سكه مالهاش اخر .. سكه كل ما بتاخد فيها خطوه بتمط و بتكتشف ان اللى باقى من الطريق بيطول مش بيقصر بس هى اللى بتكابر
احلام دمّعت بضيق: ليه يا ماما ؟ كل ده ليه ؟
عبير: و اما كل ما خطوبتكم تقرّب يأجّلها يبقا ده اخرته ايه ؟ و لا معناه ايه اصلا ؟
احلام بزهق: على فكره هو أجّل الشبكه مش الخطوبه .. لو ع الخطوبه احنا إتخطبنا و خلاص و بعدين هو قال لو فضل كده مضغوط اليومين دول يبقا الفرحه كلها ف الفرح و خلاص.

عبير مشيت بغيظ: انتى حره .. هو بيتشرّط عليكى و انتى وافقتى بس مترجعيش تعيطى
احلام بصّت لأبوها بغيظ: ما تطلق الست دى يا حسين
رؤوف ضحك بهمس: يارب تسمعك
عبير من جوه: سمعتها و يلا إتجدعنى بلّغى الباشا بتاعك إنى نكدت عليكى ...زى عادتك يعنى
احلام و هى قايمه و الموبايل ف إيدها: لاء انا هكلم ماما امال اتطمن عليه منها.

ف المطار يونس وصل و لسه بيمسك موبايله سمع صوت من بعيد: افهم بس .. انت شغال ف مخابرات و لا ف سنترال شارعكوا ؟
يونس إلتفت بغيظ بس ثوانى و غيظه إتبخر و إبتسم بلهفه: ملّوكه
مالك كان قرّب منه و يونس بيمد إيده ف مالك ف حركه سريعه لف إيد يونس ورا ضهره و رجّع راسه لورا و ضربه براسه ف راسه بغيظ: ما بلاش زفت دى لا احسن بتحسسنى إنى اختك الكبيره
يونس على وضعه إتصنّع الخوف: الله .. مش بدلّعك؟
مالك زقه لقدام بغيظ: ما بلاش عشان انت اللى هتزعل
يونس ضحك: يخربييت أبوك .. صحتك بتيجى ع الاصابات.

يونس اخده و خرجوا على عربيته و منها ع الجهاز ..
مالك رفع حاجبه: يعنى لسه مقالكش حاجه ؟
يونس: كل اللى قالهولى من المطار على مكتبه
مالك عينيه لمعت: يبقا رحله جديده
يونس بغيظ: يا اخى بتحسسنى إنك طالع سفارى مش مهمه
مالك إبتسم: عشق بقا
يونس غمزله: بمناسبة العشق وصلت لفين يا فقر ؟

مالك: و لا فين .. اهو كل ما ناخد خطوه للشبكه يطلعلنا عفريت و اخرهم السفريه دى
يونس: ما بلاها شبكه .. معرفش مصمم عليها ليه ؟ انت جاهز و يخليلك الحاج موضّبلك الشقه فوقه ف بيتكوا يعنى جاهزه .. يعنى مش ناقص غير الفرش و اعتقد دول اخرهم كام يوم يتجابوا فيهم .. لازمتها ايه بقا الشبكه و انتوا اصلا مخطوبين من كذا شهر و عارفين بعض من قبلها ؟
مالك نفخ بغيظ: أمها بقا
يونس ضحك: لاء اذا كان كده يبقا ماشى يا حنفى
مالك ضحك بغيظ: أمها عايزه شبكه و هيصه و لمه حتى لو الفرح تانى يوم
يونس: طب و احلام ؟

مالك كشّر اما افتكر ان كل مشاكله معاها بتلف و تدور حوالين نفس النقطه: هى عايزه تفرح بردوا
يونس بجديه: عايزه تفرح دى معندناش فيها مشكله .. إنما لو بتبغبغ كلام أمها هنا هتبقى المشكله بجد يا مالك

مالك شرد بضيق و سكت و يونس محبش يضغط عليه اكتر ف سكت و كملوا طريقهم لمركز العمليات الخاصه ..
وصلوا و دخلوا على طول لمكتب اللوا صالح اللى إبتسم بحماس لوصولهم ..
اللوا صالح: كنت واثق إنك قدها
مالك همس بغيظ: ايوه نشرة المقدمه هتبتدى
اللوا صالح: و كنت عارف إن محدش غيرك هيبقا مش بس قد المهمه لاء قد ثقتى كمان
مالك بنفس الهمس: ايوه ايوه عارفها انا الاسطوانه دى بتوصّل لفين
اللوا صالح: عشان كده اى حاجه بتقف ف طريقنا بحدفهالك و انا متطمن .. هو انا سمّيتك الملك من شويه ؟
مالك عض شفايفه بهمس: ما تجيب م الاخر يا مصالح
يونس ضحك غصب عنه و اللوا صالح إنتبهله ف كتم ضحكته و رفع إيده بإستسلام ..

اللوا صالح: عشان كده اصرّيت تجيلى على هنا .. مكانك اللى محدش هيملاه غيرك خاصة ف العمليه الجايه
مالك هنا علّى صوته بغيظ: حبيييب قلبى
اللوا صالح إبتسم: مهمه بس المرادى غير .. هى ميدانيه اكتر من إنها عسكريه .. بس للإسف مفيش ف الشرطه المدنى و لا ف الداخليه كلها حد اخد خطوات محسومه فيها .. عشان كده إتحوّلت لهنا بس بشكل سرى ..
مالك هز راسه بجديه: يبقا اكيد جوه مصر
اللوا صالح وقف: ايوه .. سلاح .. يلا بينا دلوقت و هتفهم جوه
مالك وقف معاه و يونس وراه: طب و البقيه ؟
اللوا صالح: يلا عشان مستنينا ف الاجتماع و هناك هتفهم و بعدين انت اللى هتحضر و بعد الاجتماع هتجتمع بفريقك و نتناقش

ف قاعة اجتماعات ..
ترابيزه كبيره و عليها مجموعه من اكبر لواءات الجهاز و كذا رُتبه .. دخل اللوا صالح و معاه مالك و يونس ..
شويه و دخل عليهم رئيس مجلس إدارة مركز القوات الخاصه .. الكل قام و هو شاورلهم قعدوا و قعد ..إتناقشوا كتير ف القضيه اللى شغلتهم كتير ف الفتره الاخيره ..
رئيس المركز: العمليه عباره عن مافيا برا البلد لكن بتضم اكبر تجار السلاح جوه و برا البلد و بيموّلوا لأكتر من منظمه ف اكتر من دوله منهم عندنا هنا .. لهم وزنهم و مش من السهل يتمحوا بس ع الاقل تنقطع جدورهم اللى جوه البلد و تنقطع صلتهم ب اى حاجه جوه البلد .. المافيا دى بتتاجر ف كل حاجه ممكنه منها السلاح اللى هيدخّلوه البلد من الجبل ف العمليه دى .. كميات السلاح كبيره جدا جدا كافيه تفتفت الجبل نفسه و لو اُستُعمِلت ف حرب هتغطيه !
و اللى متصدرين لمفايا السلاح دى و هيستلموه من جوه البلد و يشيلوه ف خبايا الجبل و يتخزن لحد ما يتوزع !

و بعد رصد الداخليه للوضع ع الواقع لقوا السيطره عليه محتاجه معجزه ..





العمليه كبيره نظراً لان الناس المشاركه فيها كبيره و كتيره ناس تقيله برا و جوه البلد .. كمية السلاح هتدخل و تتوزع بينهم و هما هيتصرّفوا فيه .. عشان كده العمليه دى إتحوّلتلنا ..
الكل بيسمع بتركيز و رئيس الجهاز سكت شويه: احنا اكتر من إننا محتاجين العمليه بتاعتهم دى تقع ف احنا الاهم محتاجين نعرف خطة التوزيع ..
معنى ان المافيا دى معظم اعضاءها من جوه البلد تبقى دى مش اول عمليه لهم هنا .. و يبقى كذا عمليه تمت ف الجبل بالمنظر ده بس بتختفى الكميات دى من غير ما حد يعرف مسارها .. احنا ممكن نوقّف العمليه من بدايتها بس عايزين نعرف جدورهم و تحركاتهم ف البلد و بيتحركوا بإسم مين .. لإن عمليه بكميات السلاح دى مش هتتوزع للشارع او قطّاعى .. ف بتروح فين و لمين ده المطلوب نوصله بدقه الاول بعدها يقعوا المسؤلين عن العمليه ..

مالك بتفكير: و بكده يبقا لازم نسيب العمليه تفلت بمزاجنا
رئيس الجهاز: اه بس لازم تبقا واعى لكل تحركاتهم و كل خطوه منهم و حواليهم و إلا هتفلت من إيدك و يبقا لا انت اللى عرفت اللى تبعهم جوه و لا انت اللى وقّفتها من البدايه و بكده تبقا ساعدتهم
مالك: و اكيد ناس بالتقل ده تحركاتهم ف البلد مش بنفسهم .. اكيد لكل عمليه كبش فدا وراه اللى بيحرّكه
اللوا صالح: ده اللى لازم نتأكد منه
مالك بتفكير: و ده اللى هيبقا شغلنا عليه بعد ما العمليه نعدّيها عشان نشوف خطة التوزيع .. لإنه اكيد هيبقا على صله بيهم و لو حتى إتصال.

رئيس الجهاز وقف و لفّ الملف اللى قدامه ناحية مالك: هنا الخطوات السابقه اللى اخدتها الداخليه .. اه مش هتمشى عليها بس اكيد هتلزمك .. عايز ملف كامل بكل تفاصيل العمليه قبل و بعد التنفيذ و كل تحركاتهم و اللى منها هتعرف كميات السلاح دى دخلت البلد ليه و هتروح لمين و تتوزع ازاى و فين
مالك وقف بثقه: متقلقش إدينى وقت بسيط و هقدملك حاجه اكيده
رئيس الجهاز: تحركاتك بفريقك خطوه بخطوه مع اللوا صالح عشان لا قدر الله لو حصل اى طوارئ نعرف نتصرف احنا .. و خد بالك الوقت مش معانا .. اما تطّلع ع الملف هتفهم ان الحكايه مجرد ايام.

مالك: ان شاء الله
رئيس المركز سابهم و خرج و وراه خرج مالك و اللوا صالح و يونس ..
اللوا صالح: ساعه و جمّع فريقك و تعالالى على مكتبى
مالك راح مكتبه الاول بص ف الملف اللى اخده و شويه و كلّم باقى فريقه اللى منهم يونس و حمزه و عمر و حازم و امنيه و دعاء و نهى و إستنوا اللوا صالح ف مكتبه ..
امنيه إبتسمت بلهفه: حمد الله على سلامتك يا ملّوك
مالك حاول ميبتسمش بس فشل: الله يسلمك
حازم ضحك: بقا مالك باشا اللى بتتهزّله اكبر منظمات ف العالم ف لحظه بقا ملّوك ؟

مالك ضحك ضحكه خفيفه و امنيه بصّت لحازم بغيظ و رجعت بصّت لمالك و نظرتها و لهجتها إتغيروا: لك وحشه .. طب كنت سلّم الاول
مالك بصّلها كتير و سكت ..
امنيه إرتبكت: قصدى يعنى كده من الدار للنار ؟ من المطار على هنا ؟
يونس ضحك بهزار: الله يسامحه اللى كان السبب .. جابنا على ملى وشنا .. ربنا
قطع كلامه مع دخول اللوا صالح بغيظ: ما تقول احسن الله يهدّه بدل الله يسامحه
مالك ضحك و يونس حدفله بوسه ف الهوا: انا اقدر ؟ ده انا حتى كنت لسه هدعيلك .. مسمعتنيش لسه كنت بقول ربنا و هدعيلك
اللوا صالح بغيظ: ايوه ايوه عارف .. إتنيل اترزع خلينا نشوف الليله دى
فتحوا القضيه و مالك بصفته الليدر بتاع فريقه فرد قدامهم اللى إتقال ف الاجتماع و اللى بص عليه ف الملف .. قعدوا يتناقشوا فيها كتير و حطوا خطة عمل و رتبوا خطواتهم و وزّعوا الادوار عليهم ..

مالك بجديه: امنيه و حازم و دعاء عايز كل المعلومات عن الاشخاص اللى مذكور إسمهم ف الملف ده بكل تفاصيلهم ..
نهى و حمزه و عمر معلومات الاشخاص اللى وقعوا تحت إيد الداخليه منهم حتى لو كانوا مالهومش صله بيهم و مجرد كبش فدا
يونس بهزار: اوعى تقول ان انا براءه
مالك بصّله بغيظ: معلومات المداهمات السابقه بلمفاتها اللى ف الشرطه تجيبها و تفنّتها و تطلعلى اللازم منها
اللوا صالح: ده ف خلال ساعات من دلوقت مش اكتر من كده
مالك هزّ راسه بثقه: و انا هجيبلك تفاصيل المكان اللى معلوماتنا بتقول هيتنفذ فيه و كل ثغراته.

اللوا صالح: بس ده ف الجبل
مالك بثقه: متقلقش ساعه بالكتير و هتحرك .. هطلب اللى محتاجه و اتحرك اشوف الدنيا هناك فيها ايه و ارصد المكان بحيث كل تفاصيلهم تبقى تحت إيدينا طالما هنسيبهم يعدّوا عشان نبقى معاهم من بدايتهم و نواصل وراهم
و هنتقابل اول ما ارجع و كل واحد فينا يعرض وصل لإيه

الاجتماع خلص و الكل خرج و مالك راح ع البيت ..
أمه بلهفه و هى بتحضنه: حبيبى حمد الله على سلامتك
مالك باس راسها و إيديها: حبيبتى و الله
أمه: ايوه كده روحى إتردتلى
فهد من وراهم: تيراراراراا .. مش بقولك الدلع له ناسه
مالك سابها و راح على أخوه و فهد مثّل الخوف ف رفع إيده: بهزر يا ابو صلاح انت مبتهزرش؟
مالك ضربه بوكس خفيف: لاء بهزر تشوف ؟

فهد جرى من قدامه بضحك و مالك وراه بهزار: لاء اشوف ايه يا قادر ؟ انت اللى يشوفك بيعمى
مالك ضحك بصوته كله: ما تجمد ياض كده .. دى خلقة واحد اسبوعين تلاته و هيخلص تدريباته و يستلم شغله كظابط ؟
فهد عض شفايفه: مش كنت مسكت شرطة السياحه احسن ؟

مالك برّق و جرى وراه و هو جرى و صوت ضحكهم بيعلى
أبوهم خرج على صوتهم ف إبتسم: سيادة المقدم
مالك راح عليه بحب حضنه و طوّل ف الحضن قوى و أبوه مستسلم و حاجه جواه متشعلقه ف حضنه ..
امال بهزار: و بتعيّب عليا هاا ؟
فهد ضحك بغيظ: يعنى حتى الحته بتاعتى إستولى عليها

مالك خد أبوه و قعد و فهد معاهم و قعدوا يرغوا كتير .. بعدها أمه قامت تحط الاكل و مالك إنسحب اخد حمام و غيّر هدومه و خرجلهم ..
أمه بضيق: انت خارج تانى ؟
مالك إبتسم و قعد ع السفره: اه حبيبتى عندى شغل
أمه: تاانى ؟ انت لحقت ؟
مالك: انا اصلا مكنش ينفع اجى إلا اما اخلصه .. بس لولا إنى هأخّر فيه و مش راجع إلا بكره او بعده كنت طلعت عليه على طول
أمه قلبها إتقبض: انت مسافر ؟

مالك لاحظها بس كعادته مبيتكلمش عن تفاصيل شغله قدامها عشان متقلقش: حبيبتى هسلّم بس الشغل اللى رجعت بيه و ارجع على طول
أمه تمتمت بهمس: ربنا يستر ان شاء الله
فهد حاول يفك الجو: انت شكلك هتتجوز ع المعاش و الله
أمه بصّتله بغيظ و هو ضحك لمالك: يا بنى انت بطريقتك دى هتدخل دار مسنين مش دنيا
مالك بغيظ: اعمل ايه بس هو انا عارف افلفص ؟

فهد غمزله: اوعى تكون بتتلكك .. و ربنا ازعل .. يعنى تبقى راجل بسبع ادوار و بتتلكك ؟ دى تبقا مصيبه
مالك برّق بغيظ و حدفه بمعلقه: ما تخليك ف حالك
أبوهم إبتسم لفهد: طب ما تشد حالك انت و ورّينا
أمه بغيظ: مش قبل مالك .. مالك الاول
فهد: لاء من الناحيه دى إتطمنى .. لا قبله و لا بعده و لادلوقت خالص
مالك غمزله: شوف مين اللى هيتلكك اهو.

فهد ضحك: لاء يا حبيبى انا لسه معيشتش الدنيا عشان اطلع منها .. ده انا من يوم ما دخلت شرطه و انا مش عارف إتلفت ورايا و لا اشم نَفسى و ما صدقت خلصت اهو عشان اعيش
أبوه: طب ما تتجوز و بردوا هتبقا بتعيش بس صح
فهد بسرعه: ابدااا .. هو اللى بيتجوز بيعيش بردوا ؟ ده بيندفن يا حاج ..
أمه بغيظ: مسيرك بردوا ف الاخر للجواز
فهد ضحك: ده مش هيحصل إلا اما تجى اللى تغيّر فكرتى دى و تحببنى ف الجواز نفسه قبل ما تحببنى فيها
مالك شرد شويه: بعد الجواز الحب بيجى واحده واحده.

فهد ضحك بصوت عالى بهزار: عايز تقنعنى إن الواحد مش هيحبها و هى عامله ركيكه و برفانات و لبس و ميكاب و تقوله يا بيبى و يجى بعد الجواز هيحبها بمريلة المطبخ ؟
و لا هى هتسيبه و هو كل خروج يطقّم و برفاناته بقا و هدايا و هتموت ف لغاليغوه و هو قاعدلها ف البيت بفانله و بوكسر ؟
مالك ضحك بغيظ و عمل نفسه قايم عليه و فهد قام مثّل الخوف: اثبت مكانك لا تولع .. و ربنا مانت قايم انا كنت قايم لوحدى
مالك قام وراه و فهد جرى بضحك و أبوهم ضحك على مناغشتهم لبعض و شرد: ربنا يجعلهم دايما كده إيد واحده
أمه إنتبهت لشروده: يارب
خلصوا و مالك دخل على اوضته بياخد حاجته و فهد قام وراه و قفل الباب ..
فهد بقلق: انت رايح فين كده ؟

مالك لسه هيتكلم فهد قاطعه: مهمه و لا ايه ؟ اصل مش داخله دماغى حكاية تسلّم شغل دى
مالك خبطه بخفه على راسه: ما تبطّل تعمل ظابط عليا
فهد إبتسم بقلق و سكت و مالك بصّله و رفع حاجبه: اعتقد إنك ده بقا شغلك انت كمان فين القلق بقا ؟
فهد صوته إتهز: ربنا يستر
مالك خلص و اخد حاجته و خارج فهد بتلقائيه حضنه: خد بالك من نفسك
مالك حاول يهزر: لا جو خالتك ام مالك ده مش هعرف ابلعه من اتنين.

فهد ضحك ضحكه باهته: انت مش بس اخويا الكبير و لا الوحيد كمان ...انت أبويا و عارف إنك بتعتبرنى ابن مش اخ ف عشان كده لازم اقولك خد بالك من نفسك و بلاش مثاليه يا مالك .. بلاش الكفه اللى فيها حياتك تبقا هى اخر كفه تبص فيها .. ع الاقل عشان خاطرنا احنا
مالك قلبه إتهز و معرفش يتكلم ف حضنه و خرج ..
كعادته مبيسلمش على حد و هو مسافر ف إتهرّب بإستعجال بس المرادى عدّى على أبوه اللى كان بيصلى فالصاله و صوته ف القرأن رن ف ودانه ..
مالك وقف بتلقائيه و أبوه ثوانى و سلّم من الصلاه و وقف .. سلم عليه بهدوء و باس إيده و مشى من غير ما حتى ينطق ..إتحرك و بعد ما خرج من الباب صادف أمه ع الباب بتحط حاجه ف صندوق الزباله او هى اللى إتحججت بكده ..

مالك حاول يهزر: اوعى تقوليلى خد الذباله و انت نازل .. كده هتطيرى جبهة هيبتى يا لولو
أمه إبتسمت من بين دموعها اللى لمعت بسرعه: لا مش هقولك ...ميرصنيش الباشا ينزل بكيس ذباله ف إيده
مالك لفّ دراعه حوالين كتفها و باسها من خدها: لاء انا كده إتثبّت بصراحه و هاخده و انا نازل
أمه إبتسمت إبتسامه خفيفه: طمّنت احلام ؟

مالك خبط قورته: اخخخ تصدقى راح عليا
أمه بعتاب: راح عليك ايه يا مالك ؟ راح عليك تطمن قلبها عليك ؟ حرام عليك و الله، دى بتبقا هتموت من قلقها عليك طول سفرك .. ده انا ساعات بضطر اكدب بقا عليها و اقولها اه كلمنى طمنى عنه و بيطمنك عشان بس تطمن
مالك غمزها بهزار: حبيبة قلبى انتى و ربنا
أمه بحب: طب يلا كلّمها طمنها عليك و طمنها بس ترجع و هنروحلهم نجيب الفرش بقا يا مالك .. كفايه تأجيل بقا
مالك بغيظ: ممم طب الست مارى منيب كلمتك .. معرفش مبتعمليش انتى كمان حما ليه ؟
أمه طبطبت عليه: ملكش دعوه .. انا و احلام محدش له دعوه بينا
مالك غمزلها و إبتسم و باس راسها: حبيبتى ربنا يباركلى فيكوا.

أمه من غير مقدمات رفعت إيدها على كتفه و لفّت دراعها التانى ورا ضهره و ضمته قوى بس معرفتش تتكلم..
مالك إتجمد مكانه .. مش عارف عشان متعودش يودعهم و لا مره و هو مسافر و لا عشان اللمحه الغريبه اللى شافها ف عيونها ..
متكلمش بس طبطب على ضهرها و إنسحب بهدوء و اخد السلم ف خطوات سريعه و نزل ..
أمه وقفت مكانها تابعته بعينيها لحد ما خرج: ربنا يكفيك وجع اللى متستحملش وجعه و يبعد عنك شر اللى متطيقش شره

مالك نزل عربيته ركب و إتحرك بس قلبه متعلق بهنا .. بيغيب و يبص وراه لحد ما مشى من المكان كله..
من بين شروده مسك موبايله و إتصل
احلام بحب: حرام عليك يا مالك كل ده ؟
مالك إبتسم: حلمى
احلام بغيظ: ما بلاش حلمى دى
مالك ضحك: ليه بس ؟ ده انتى احلى حلم يا لوما
احلام عضت شفايفها بغيظ: ما هى بتحسسنى إنى اخت عم عبده البواب .. حد يدلع حبيبته يقولها حلمى ؟
مالك ضحك بصوته كله: حبيبتى
احلام بلهفه: ها هشوفك امتى ؟ و اوعى تقول
هى كملت ف نفس اللحظه اللى مالك نطق معاها: طلبونى ف شغل فجأه

زى ما نطقوا سوا ف نَفس واحد سكتوا الاتنين ف نفس اللحظه و بعدها مالك ضحك بصوت عالى: طب مانتى حفظتى اهو .. امال ايه بقا ؟
احلام بغيظ: يا مالك حرام عليك .. طب بلاش انا .. ع الاقل حرام عليك نفسك
مالك إتنهد: معلش حبيبتى إستحملينى شويه اليومين دول بس اخلص حاجه ف إيدى بعدها افضالك
احلام بغيظ: بذمتك انت راضى عن نفسك بعد الجمله دى ؟ طب انا راضيه ذمتك .. انت سمعت نفسك بالكلام ده كام مره قبل كده ؟
مالك رفع راسه بحاجبه بشفايفه لفوق و ضحك غصب عنه: طب اعمل ايه بس غصب عنى و الله .. حظك جاه ف واحد كده
احلام إبتسمت بحب: ده من حسن حظى بس و انا راضيه بيه
مالك: ايوه كده .. فين الكلمتين دول من الصبح ؟

احلام إنتبهت بغيظ: ع اساس كنت بترد ؟
مالك ضحك بغُلب: انا اللى جيبته لنفسى صح ؟
احلام بضيق: يعنى سمّعتنى كلمتين مالهومش لازمه من ماما .. لاء و لسه اما تعرف إنك مش هتفضى اليومين الجايين
مالك بضيق: يعنى انتى بس زعلانه عشان هى هتزعل إنى مش جاى ؟ يعنى لو هى تقبّلت الامر عادى انتى هتقبليه ؟

احلام بتراجع: لاء بس
مالك بزهق: خلاص هقفل دلوقت انا ع الطريق .. بس اوصل و اكلمك
قبل ما ترد مالك قفل و هى نفخت بضيق: يا الله .. بردوا نفس الحوار معاه .. نفس المشكله معاها
بتتلفت لقت أمها وراها ف إبتسمت بتوتر ..
أمها بترقب: مالك جاى ؟
احلام بلغبطه: اه هيرتاح بس من السفر و نتفق هيجى امتى
أمها هزّت راسها بضيق و مشيت و هى إتنفست بصوت عالى ..


مالك سافر لمكانه اللى كان محدده بدقه .. وصل الجبل و كان عامل حسابه ف قوه خاصه تسافرله .. إتقابل معاهم على بُعد من المكان و إداهم تعليماته و إبتدوا يأمّنوا دخوله و خروجه من المكان ..
بعدها هو إتحرك بخفه لجوه المكان .. كان معاه كاميرات ضوئيه ترصدله الوضع من على بُعد ف إبتدى يتنقّل بمهاره بين الصخور و من كهف ل كهف لحد ما رصد المكان بمنتهى الدقه .. حدد نقاط الضعف و القوه للمكان و مداخل المكان و مخارجه سواء المكشوفه او المخفيه و خاصه بصحابه ..
لمح واحد من الرجاله خارج بيتكلم ف الموبايل .. مالك تابعه بتركيز قوى مع حركة شفايفه و قدر يستنتج كلامه و ده كان إسمه خليل ..

شويه و خرج للراجل كذا واحد و إبتدى يتكلم معاهم و يشاور بإيده و مالك مدقق مع إشاراته و حركة شفايفه لحد ما إبتدى يجمّع الموقف كله ..
بعدها مالك إنسحب من المكان بمهاره بنفس الهدوء اللى دخل بيه و خرج ..
إدّى إشاره للوا صالح اول ما خرج ..
اللوا صالح بقلق: يعنى ايه يا مالك ؟ انت مش مستعد كويس للخطوه دى .. ده كانت مجرد خطوة جمع معلومات
مالك بهدوء: و من هنا قدرت احدد الراجل تبعهم و إكتشفت منه ان العمليه هتتم خلال ساعات قليله ف مش هينفع ارجع حتى لو مش مستعد .. اى خطوه لورا مننا فيها خساره كبيره علينا، لازم افضل موجود بنفسى و خطواتهم تبقى تحت عينى عشان اعرف اتابع مسارهم بعد كده.

اللوا صالح: دى مخاطره خد بالك كويس قوى
مالك خد نفس طويل و خرّجه مره واحده: سيبها على الله
اللوا صالح: القوه اللى معاك مش كافيه لتأمينك .. هبعتلك قوه خاصه
مالك: احنا مش هنقتحم و انت عارف ده .. احنا بس هنترقبّهم و نتابع خطواتهم ف مالهاش لازمه زحمه تجذب الإنتباه
اللوا صالح بقلق: انا هتابع هنا مع باقى فريقك وصلوا لأيه و انت خلينى معاك خطوه خطوه
مالك: ربنا يسهل

مالك قفل معاه و إتحرك ناحية القوه اللى معاه و اللى كانوا ف مكان متخفى ف خبايا الجبل مستنيين التعليمات
مالك وزّعهم بشكل خفى ف اماكن متفرقه و هو إتخفّى ف مكان و إبتدى يستخدم الكاميرات الضوئيه لرصد الوضع عندهم ..

اللوا صالح قفل معاه و إبتدى يقلق بجد .. هو عارف ان إنسحاب مالك فيها خطوره ع العمليه لكن وجوده خطوره عليه خاصة بالشكل المفاجئ ده و هما لسه بياخدوا إستعدادتهم ..
فضل رايح جاى بقلق ف مكتبه لحد ما دخل يونس عليه
يونس بغموض: مالك فين ؟
اللوا صالح بضيق: ايه مالك فين دى ؟ مانت عارف إنه سافر لتجهيز المهمه
يونس بشك: اه بس ليه مبيردش ؟ و ليه موبايله إتقفل ؟ و ليه اصلا مرجعش لدلوقت ؟ ده مسافر يشرف ع المكان مش اكتر
اللوا صالح إتنرفز: ايه يا زفت انت كل الاسئله دى ؟ انت بتحقق معايا ؟

يونس إبتدى يقلق من شكله: انت ليه قلقان كده ؟ حصل ايه مع مالك هناك ؟
اللوا صالح: محصلوش .. ربنا ان شاء الله هيستر .. مش هيحصل حاجه
يونس وقف بقلق: و احنا هنستنى اما يحصل ؟
اللوا صالح شدّه بحده: انت رايح فين انت ؟

يونس و هو خارج: رايحله .. انا اصلا كنت شاكك من وقت ما كلّمك ان الامور فيها جديد و إضطرته يبقى هناك
اللوا صالح: سفرك له فيه خطر عليه و عليك .. اكيد إبتدوا هما يفردوا رجالتهم ع الطريق و ده طريق جبل يعنى مش هيسمّوا عليك .. خاصة إنك معندكش تعليمات تهاجم و لا حتى تكشف نفسك
يونس بعنف: و انت عارف كل ده و سايب مالك إتحاصر جوه لوحده ؟ لا هيعرف ياخد خطوه لورا يرجع و لا خطوه لقدام يهاجمهم .. بتخاطر بيه ؟
امنيه دخلت على صوتهم و على جملة يونس الاخيره ف إتنفضت بقلق: هو فى ايه ؟ ماله مالك ؟

اللوا صالح القلق إتملك منه: ده شغله و انتوا متدربين كويس قوى تتعاملوا مع المواقف دى ازاى تحت اى ظرف
يونس بعنف: و انا مش هسيب صاحبى
يونس خرج على مكتبه بسرعه اخد سلاحه و جهاز الإرسال تبعه و خارج ..
امنيه دخلت وراه: ماله مالك ؟
يونس بضيق: إسألى أبوكى
امنيه زعّقت: انططق
يونس حكالها بشكل سريع الموقف..

امنيه: طب يلا نتحرك و هنلحقه
يونس بتردد: بلاش انتى المهمه دى .. جات فجأه قبل اى استعداد و لا الوقت و لا الظروف مساعدنا
امنيه: و هنسيب مالك اللى دخل يرصد المكان و يجيب معلومات ف إتحاصر جوه لمجرد إنه عرف ان عملية التسليم خلال ساعات ؟
يونس بغيظ: هو اللى بلّغهم هنا ب ده و إنه لسه مخرجش من المكان و بناءا على كده طلبوا منه يبقى هناك.

امنيه بخوف: و اكيد المكان ساعات و هيتلغّم رجالتهم و سلاح و لو لمحوا مالك او حتى حد من رجالته هيعرفوا إنهم إتكشفوا و فى حد مننا هناك و بسهوله هيلاقوه لإنهم إتعاملوا مع المكان قبل كده و اكيد دارسينه كويس قوى و ساعتها انت عارف هيعملوا ايه و هو القوه اللى معاه مش كافيه .. ده مجرد كذا واحد يساعدوه ف لف المكان لكن لو حصل حاجه مش هيعرفوا يتصرفوا معاه
يونس متكلمش بس إتحرك بسرعه لبرا و هى خرجت وراه
قابلوا اللوا صالح ف طريقهم و من شكلهم قدر يفهم إنهم هيتحركوا لمالك ..

اللوا صالح: امنيه خدى بالك من نفسك
امنيه و هى بتتحرك بسرعه: متقلقش مالك معايا
مشيت و هو فضل باصص كتير مكانهم لحد ما إتحركوا: ربنا يهديلك قلبك

شويه و مالك إدّى إشاره للوا صالح ..
مالك قِلق من صوته: فى ايه ؟ فى جديد عندك و لا ايه ؟
اللوا صالح تهته: امنيه و يونس ف طريقهم لعندك
مالك بصوت عالى: نعمم ؟ اللى هو ازاى يعنى ؟
اللوا صالح بضيق: زى ما قولتلك
مالك إتنرفز: و ازاى تسمحلهم ب الهبل ده ؟ احنا بنلعب و لا ايه ؟

اللوا صالح: يونس سمعنا و امنيه سمعته و مقدرتش امنعهم .. المهم ف قوه هتتحرك معاهم لتأمينك
مالك نفخ بغيظ و اللوا صالح سكت شويه: مالك خد بالك من امنيه .. بعيدا عن الشغل ف خد بالك منها .. امنيه متهوره شويه خاصة ف وجودك .. مش هتحكّم عقلها
مالك فهم كلامه او اللى وراه: متقلقش .. من غير ما تقول امنيه اختى و غير كده مش هسمح لحد فيهم يتأذى حتى لو اغبيه
اللوا صالح بقلق: ربنا يستر

مالك قفل معاه و فضل يتحرك بعشوائيه ف المكان بقلق .. ساعات بتعدّى و الوضع بيتطور شويه شويه تحت عينيهم .. و بالفعل شويه و ركنت عربيات كبيره و نزل منها رجاله بأحجام مخيفه .. خرجلهم واحد مالك بصّله قوى و دقق فيه كإنه بيحفظ ملامحه و ده كان خليل اللى مالك شافه بيتكلم ف الموبايل ..
الرجاله اخدوا تعليماتهم منه و إبتدوا يتوزّعوا على جوانب الطريق بأسلحتهم و ف اماكن خفيه بس عشان مالك كان راصد المكان من على بُعد بالكاميرات ف كان كاشفهم ..

مالك إبتدى يقلق بجد .. يونس و امنيه على وصول و الوضع عنده معدش يسمح بوجودهم .. مش هيسمح بدخولهم اصلا .. لازم يتصرف
مالك شاور لحد كان ماسك القوه بعده على طول و ده كان ملازم محمود: خليك متابع الاجهزه و المكان و لو حصل اى طوارئ إدينى إشاره بسرعه
محمود: بس خروجك من هنا مخاطره
مالك بغيظ: لازم اشوف الجزم اللى جايين
سابه و إتحرك بخفه و عشان كان راصد المكان و عارف ثغراته قدر يخرج براحه ..

يونس و امنيه وصلوا و ركنوا على بعد و كانوا إبتدوا يتحركوا ..
مالك الجهاز ف إيده لقط ذبذبات بوجود جهاز تانى ف المكان ف عرف إنهم وصلوا و ف المكان معاه .. إتحرك بحذر على مخارج المكان لحد ما لمحهم ف نفخ بغيظ و إتحرك ناحيتهم لحد ما وصلهم ..
مالك همس بغيظ: انتوا طالعين رحله يا زفت منك لها ؟ ايه اللى جابكوا ؟
يونس إتشاهد: يخربييت أبوك هتموتنى مره متجمد
مالك رفع حاجبه: جاى طريق زى ده و جبل و ليل .. يعنى المفروض قلبك ميت يا ابو قلب خصايه و بتتخض ؟

امنيه كتمت ضحكتها و مالك لاحظها ف نفخ بغيظ: ايه الغباوه دى ؟ ايه اللى جابكوا ؟
امنيه ببرود ميتناسبش مع الموقف خالص: اللى جابك جابنا و لا انت ناسى إننا شغالين سوا ع القضيه ؟
مالك طبّق إيده بغيظ و نفخ: يلا إنجزوا انا خرجت بصعوبه
امنيه بقلق: انت ايه اللى خلاك تخاطر و تخرج ؟ احنا عيال يعنى ؟

مالك بص ليونس بضيق و نفخ و مسك سلاحه و سبقهم بخطوات بيأمّنهم و هما إتحركوا وراه .. امنيه ف ضهره على طول و يونس وراهم ..
ف خطواتهم فجأه امنيه رجليها فلتت من على صخره و إتدحرجت ..
يونس قرّب منها بسرعه و مالك إلتفت اسرع و الاتنين حاوطوها و حاولوا يرفعوها .. امنيه رجليها اما فلتت إتزنقت بين صخرتين بأحجام صعبه ..
مالك بسرعه خد باله من الوضع .. نزل خطوات بحذر و قرّب من مكان رجليها ف لاحظ رجليها بتزرقّ و بتجيب دم ..
مشّى إيده بعصبيه على وشه و قرّب من الصخره و إبتدى يزحزح فيها بحذر و هى بتكتم صرخاتها ..

يونس قرّب معاه و بيحاولوا و فجأه الصخره إتدحرجت بسرعه و نزلت لمنخفض تحتهم و عملت صوت جامد مع سكون الليل هزّ المكان ..
ف حركات سريعه إبتدى يحصل قلق و الرجاله قصادهم بتتحرك ف المكان و صوت رصاص بينضرب بشكل عشوائى حواليهم ..
مالك بسرعه ميّل و ميّلهم معاه و إتخفّوا ورا حجاره لحد ما الصوت رجع يهدى بس كانوا الرجاله اخدوا بالهم من الوضع و الصوت و الحركه ان فى حد غيرهم ف المكان ف حاوطوا المكان ..

فضلوا شويه على وضعهم ده متابعين الوضع من بعيد لحد ما مالك إبتدى يزحف بحذر و هما إتحركوا وراه ..
مالك بهمس: انا كده تقريبا وصلت للى انا عايزُه و مسكت طرف الخيط من هنا، حاليا لازم نتحرك سكوتهم ده مقلق، ع الاقل لازم تخرجوا انتوا
يونس بقلق بص لمالك على امنيه: و العمل ؟
امنيه بصّت ف عيون مالك قوى بس صوتها إتهزّ: إتحركوا انتوا .. انا شويه و
يونس: شويه و ايه ؟ المكان إتكشف ان حد غيرهم فيه و اكيد عارفه بالمنظر ده و الرجاله دى لو حد فينا فضل هيعملوا ايه فيه
امنيه حاولت مره و اتنين و اكتر تتحامل على نفسها و تتحرك بس رجليها كانت ازرقّت و بتورم ف رجعت ع الارض بإستسلام ..

مالك متغاظ من إندفاعها بس حاول يطمنها: خلاص إتحرك انت اخرج و انا هفضل معاها عشان لو حصل حاجه اعرف اخرّجها
يونس إتضايق: نعمم ؟ بتقول ايه انت كمان ؟ احنا اصلا بمجرد ما حد فينا هيتحرك يخرج المكان هيتقلب .. مش شايف مرشّقين ازاى ؟ احنا لازم نتحرك بهدوء لحد ما نقرّب من القوه و اول ما نقرّب ناخد خطوات سريعه بيهم و نخرج
مالك بص لأمنيه شويه بتردد و هى اخدت نفس طويل كتمت الآلم و قامت المرادى بس متحامله عليه ..
اخدها و إبتدوا يتنقّلوا و يتخفوا لحد ما قرّبوا من القوه اللى كانت على بُعد بسيط منهم ..

مالك مسك جهازه إدى إشاره للملازم محمود: إسحب رجالتك بهدوء و خد بالك هنتحرك .. سيبلى عربيه و إتحرك برا المكان بيهم
و عشان القوه من الاول كانت برا المكان و بعيد عنه بمسافه عشان يأمنّوا خروج مالك قدروا ينسحبوا من محاوطتهم للمكان ف الخفا لحد ما إتجمعوا ..
الملازم محمود دوّر العربيه و ركنها ع الطريق على بُعد منهم بسيط و بعدها مشى بالقوه زى ما مالك امر ..
يونس اخد امنيه و مالك محاوطهم بحذر لحد ما قرّبوا من مخرج للمكان و ده كان ملغّم حراسه خفيّه اللى خليل إدّاهم تعليماته و مالك كان عرف وجودهم و رصدهم ..

مالك بعد ما إكتشف ان خروجهم من هنا محتاج معجزه .. حس إنه إتسرّع اما حكم ع العمليه إنها سهله خاصة إنه إكتشف إنهم هيلازموا المكان مش مجرد خطوه من عمليتهم هتتم ف مكان و هيسيبوه و يمشوا بعدهم هو يمشى !
حاول يفكر بشكل سريع ازاى هيطلعوا من الموقف ده لحد ما إنتبه ف بص ليونس: خليك انت و هى هنا و اول ما تسمع صوت إتحرك بسرعه بيها فى عربيه مستنيانا برا.

امنيه لسه هتعترض مالك نفخ بهمس: يلااا
يونس بضيق: امال احنا جايين ليه لو هنسيبك لوحدك وسطهم ؟ انا مش هخرج إلا معاك .. هنتحرك سوا
مالك إتنرفز: لاء ماهو انت فالح قوى و جايبها معاك
يونس بصّلها بغيظ و هى ضحكت ضحكه مكتومه ..
مالك بنفاذ صبر: هخرجلكم .. بس لازم حد يشغل الوضع لحد ما الباقى يخرج بعدين ينفد هو
يونس: طب
مالك غصب عنه صوته عِلى: يلااا
حد من الرجاله إنتبه لصوتهم و مالك ف حركه سريعه ميّلهم ع الارض و ميّل معاهم لحد ما الراجل رجع مكانه ..

مالك شاورلهم على بوقه سكوت و ميّل و سند كف إيده عالارض و إبتدى يتحرك بيه و الاتنين متابعينه بقلق ..
حاول يبعد اكبر مسافه عنهم لحد ما وصل على بُعد مسافه كافيه تحرّك الرجاله ناحيته و لو اخدوا بالهم منهم يبقى عقبال ما يتحركولهم يكونوا خرجوا ..
مالك اخد نَفس طويل بشئ من التوتر و إبتدى يتلفّت حواليه لحد ما لمح صخره بس كبيره و عاليه شويه .. حاول يشوف غيرها ملقاش مناسب ف حسم امره و قرّب بحذر منها ..
إتحرك لحد ما إتخفّى وراها و ثوانى و إبتدى يقف واحده واحده و بشكل سريع حاوطها بدرعاته و زقّها بعنف إتدحرجت و إبتدت تتشقلب لتحت عن المكان اللى هو فيه ..

مالك بسرعه إختفى بين الصخور اللى حواليه ..
وقوع الصخره عمل صوت زى الرعد مع الهدوء ده ف الكل إنتبه ..
يونس بص بقلق على مكان مالك و مش قادر يمشى و لا عارف يفضل و الاهم مش هينفع يروحله و إلا كل حاجه هتبوظ خاصة إنه شاف الكل بيجرى بالسلاح ناحية الجهه اللى وقع منها الصخره و اللى فيها مالك ..
يونس حسم امره و شد امنيه اللى عارفها هترفض ف شدّها و إتحرك من غير كلام ..

امنيه بتحاول تفلفص إيديها منه و هى باصه وراهم و شايفه الوضع عند مالك: انت إتجننت ؟ مش هسيبه .. ده هيخلّصوا عليه .. مش شايف .. ده.. ده
يونس سحبها بعنف و إتحرك بسرعه وسط إنشغال الكل لحد ما إنسحب من المكان .. وصل لحد العربيه و هنا مقدرش تانى عليها
امنيه وقفت و شدّت إيديها منه بعنف و فضلت تزقّ فيه بهجوم: انت إتجننت ؟ انت ازاى تسمح لنفسك تمسكنى كده ؟ مين سمحلك ؟

يونس صوته إتهز: اصبرى .. هيخرج
امنيه زعّقت بصوت مرعوش: هيخرج ازاى بعد ما سيبناه لوحده ؟ احنا سيبناه لوحده جوه وسطهم ؟ و لا مش واخد بالك ؟
يونس بيكلمها و هو عينيه متعلقه ع المكان بيحاول يلقط اى حاجه بعينه: هيخرج .. ان شاء الله هيخرج .. بس تعالى نستناه ف العربيه
امنيه زقّته بعنف: احنا مش هنتحرك من هنا فاااهم ؟
يونس شدّها بعنف: يلاا عشان اول ما يخرج نتحرك بسرعه.

ركبوا العربيه الاتنين بضيق من الموقف اللى مش عارفين هيخلص على ايه بس مقبوضين خاصة من الرصاص اللى بقا حواليهم زى المطر و الاصوات اللى بتزيد ..

عند مالك جوه حدف الصخره عمل صوت بيها و ف حركه سريعه إختفى ورا صخره بعيده شويه بس لامح اللى حواليه
طلّع مسدسه التانى اللى ف جيبه و مسك الاتنين بحذر .. متابع وصول الرجاله لعنده و اول ما إبتدى ضرب النار يقرّب منه إتحرك بخفه ورا صخره تانيه ..





لمحوه و ضرب النار إتوجّه عليه و هو وجّه مسدسه ناحيتهم و قعدوا يتبادلوا الضرب .. و كل ما حد يقع يجى مكانه و العدد قدامه بيزيد ..

اللوا صالح لسه بيحاول يديله إشاره يتطمن ع الوضع سمع الاصوات فقدر يخمّن و ده خلّاه ينفخ بضيق ..
مالك حس ان التعامل هنا بالرصاص مش هينصفه .. بحذر رفع تيشرت الزى العسكرى بتاعه و خرّج قنبلة غاز و صوت من الحزام اللى حوالين بطنه .. ظبطها و فعّلها بس حدفها قريب منهم مش ف وسطهم بحيث يحرّكهم بعيد عنه ف يهربوا و ف نفس الوقت يعرف يتحرك ..
و فعلا اول ما حدفها صوت القنبله كان زى البركان و الغاز ملى الجو و غطى ع المكان حواليهم و إبتدت حاله من الربكه ف المكان و الكل بيجرى ..
مالك إنتهزها فرصه و إتحرك من مكانه بحذر و إبتدى يتنقل من مكان للتانى لحد ما وصل لمخرج هيطلع منه ع الطريق برا ..

إتحرك و يدوب هيطلع لحقه خليل اللى كان بيدى الاوامر للرجاله و متابع معاهم تحركاتهم ..
مالك حاول معاه يفلفص منه بس للإسف مع هجومه عليه إضطر يشتبكوا و يتعانفوا على بعض ..
مالك مكنش عايز يضرب بشكل حيوى ف إكتفى يضربه بقاعدة المسدس ف وشه بحيث يغمى عليه .. بس خليل قاوم و رفع نفسه و ضرب مالك برجله وقّع مسدسه و مالك ضربه بوكس وقّع مسدسه هو كمان و إضطروا يشتبكوا بالإيد بعنف و يتمارغوا ف الارض ..

مالك مكنش عنده اوامر بالقبض على حد زى ماهو مكنش عنده اوامر يشتبك بس إصرار خليل عليه خلّاه يكتّفه و يسحبه بعد ما إتأكد إنه شافه و إتعرف على شكله و اخد باله منه كويس قوى .. يعنى مش بس إتأكدوا ان اللى معاهم ف المكان ظابط من إستخدامه لقنبله لاء ده كمان حفظ شكله !
ف وسط إنشغالهم و عشان كانوا برا المكان يونس إنتبه للصوت ف نزل بفزع و امنيه وراه لحد ما وصلوا لمكانهم و هنا شافوهم ..
يونس إتشاهد اما شاف مالك قدامه و مالك شاورله فقرّب و اخدوا خليل معاهم حدفوه ف العربيه و ركبوا و مالك ساق بجنون بعد ما لمح كذا عربيه طلعوا وراه و فضل يراوغهم لحد ما فلت منهم و خرجوا من المكان كله ..

يونس بقلق: مالك انت جيبت ده معاك ليه ؟
مالك بضيق: مكنش ينفع اسيبه خاصة بعد ما إتكشفنا ع الاقل قدامه هو
يونس حط إيده على دماغه: العمليه كده باظت
مالك سكت شويه بس عقله شغال: لاء لسه .. هنظبط الدنيا متقلقش امال انا جيبته ليه ؟ هو بس اللى اخد باله مننا و عرف إنهم متراقبين فبالتالى هو اللى كان هيفهّمهم إنهم متسابين عن قصد من الداخليه
امنيه: اه بس حتى لو أخفيته عشان ميقولهومش حاجه ف غيابه هيأكدلهم إن فى حاجه مش مظبوطه و بكده هيتفهم ان حد منهم وقع يبقى كانوا متراقبين ف هياخدوا احتياطاتهم.

مالك بصّلها و سكت و يونس إنتبه: قصدك تاخده لحسابك ؟
مالك بتفكير: هما كده كده بيتحركوا بحد صوره لهم من سكّان الجبل هنا .. يعنى تعاملهم مش مباشر .. مجرد كبش فدا يعنى و مش هيبقا قدامه اختيار تانى
يونس سكت بقلق و مالك هدّى شويه من سرعته بعد ما إتأكد ان محدش وراهم: خلونا بس نوصل الاول بعدين نرتبها صح

وصلوا القاهره بعد وقت كبير .. راحوا الاول على مستشفى عسكرى حطوا خليل و حطوا عليه حراسه بعدها راحوا ع الجهاز و هناك قابلوا اللوا صالح ..
اللوا صالح بعنف: انت إتجننت ؟ انت فاهم انت عملت ايه ؟
مالك بضيق: فاهم بس
اللوا صالح بحده: لاء مش فاهم لإنك لو فاهم كنت إستخدمت عقلك .. انت يا بيه لقيت نفسك إتكشفت و مهمتك فشلت ف عكيت الدنيا من ناحية هى كده كده خربت بقا
امنيه بغيظ: انت كنت عايزوه يموّت نفسه عشان مهمتك تكمل ؟ ده لو معملش كده كان هيطلع من وسطهم ميت ده ان طلع.

اللوا صالح بغضب: انتى بالذات تخرسى خالص .. فااهمه .. انتى السبب .. لو مكنتيش إتنيلتى روحتى للبيه مكنش الدربكه دى كلها حصلت





امنيه بغيظ: ايوه ده عشان كنتوا تخاطروا بيه من غير ما حد يلحقه
اللوا صالح كز على سنانه بغيظ: و هو انتى كده لحقتيه ؟
مالك زعّق بنفاذ صبر: بس بقا كفايه زفت ولوله خلونا نشوف هنرتبها ازاى.

اللوا صالح إتنرفز: هى كده لها ترتيب ؟ ما باظت يا بيه و زمانهم اخدوا خبر و الدنيا إتدربكت و بضاعتهم خلاص الله اعلم نقلوها على فين و هتدخل و تتوزع ازاى
مالك بتفكير: لسه .. الواد ده مجرد كبش فدا مستخدمينه لحسابهم .. تم العمليه كان به .. متمتش سواء بقا فشل او إتكشف او إتنيل يبقا بالنسبالهم يغور .. يعنى لو وصّلنالهم إنه متكشفش يا اما هيرجعوا يستخدموه يا حتى لو رموه ف بردوا هيتطمنوا و يكمّلوا
اللوا صالح بقلق: و دى هتعملها ازاى ؟

مالك بيحاول يرتب خطواته ف التفكير: انا وصلت ل ان العمليه هيخلّصوها على مراحل عشان لو وقعوا بضاعتهم كلها متقعش ف سيبت رجاله تبعى هناك مع العرب اللى حوالين الجبل .. يعنى لو جمعنا عمليه مزيفه ان كان بيتقبض على حد من المطاريد هناك و الراجل بتاعهم هو اللى إشتبك معانا بالغلط هتدخل عليهم
اللوا صالح بحماس: صح .. بس ده معناه ان الراجل بتاعهم لازم يخرج و انت لازم تاخد بالك كويس قوى لإنك هتبقا تحت عينيهم لإنه خد باله منك
مالك حاول يدارى قلقه: المهم نخرّجه دلوقت قبل القلق ما يزيد حواليه و يتشك فيه
يونس: و ده هنخرّجوه ازاى ؟

مالك كان خلاص كل افكاره إتقابلت ف نقطه: اول حاجه يتحوّل على اى قسم تبعنا .. ظابط ميدانى يعنى يمسك التحقيق معاه و يوصّله إننا كنا هناك بنجيب واحد مطارد و عشان تتسبك عليه هخليه يحقق مع حد تانى معاه ع اساس كنا رايحين له هو و زفت خليل نفتحله باب الدفاع و اى محامى يجيله اقبل دفاعه و خرّجه بكفاله
اللوا صالح وقف بحماس: و انا هخلّى الظابط هناك هو اللى يطلبله محامى من النقابه بعد ما يفهم الليله عشان يبقى المحامى تبعنا اضمن و انت يا مالك ابقا ظبّط مع المحامى الحكايه و فهّمه الليله كلها بحيث كل حاجه تمشى صح.

مالك وقف: هروح اخليهم ينقلوه ع القسم بعد ما شافوا إصاباته من الإشتباك
اللوا صالح بغيظ: قصدك بعد ما خرشمته
مالك ضحك غصب عنه: اعمله ايه ما هو اللى غبى

مالك إتحرك و يونس وراه و اللوا صالح كلّم ظابط تبعهم ف قسم الجيزه و فهّمه الحكايه و طلب قوه تنقل الراجل من المستشفى للقسم و فعلا إتنقل و إتعرض ع النيابه هناك ..
خليل بذهول: يعنى ايه الكلام ده ؟ تعدّى ايه اللى على ظابط اثتاء تأدية واجبه ؟
الرائد محمد العِمرى: يعنى المقدم مالك الهجّام كان هناك ف الجبل ف مهمه يجيب واحد مطارد هناك و حضرتك إعتديت برجالتك عليه
خليل بتوهان: واحد مين و ليه ؟

الرائد محمد: واحد هربان من قضية إختلاس و عرفنا إنه هيخرج برا البلد بس متخفّى ف الجبل لحد ما ورقه يخلص .. خلّصناله الورق تحت عنينا لحد ما اللى تبعه راحوا يسلّموله ورقه ف هجمنا عليه
خليل نفخ براحه: يا باشا احنا سمعنا ضرب نار و قنابل و دربكه ف طلعنا بالرجاله .. انت عارف احنا معزولين عنكم هنا و الحكومه حتى مش بتحمينا .. يعن?
 
 






look/images/icons/i1.gif رواية مخابرات خلف الأسوار
  05-11-2021 11:02 صباحاً   [1]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل الثاني

حِلم خبطت ع المكتب: ده واحد فاشل و مستهتر و اما يدوس على حياة الناس بالمنظر ده يبقا لازم يتبلّغ عنه و يغور من مكانه عشان.مترجعوش تزعلوا اما نقول الداخليه زفت
مالك كان ناوى يفهّمها بس اما خد فكره عن شخصيتها من إسلوبها رفع حاجبه بعِند و برّق بغيظ و خد نفس طويل و قرب من الباب فتحه بغيظ و دخل ..
و هنا حِلم إلتفتت نص واحده لناحيته وراها و قامت بغيظ ناحيته ..
الاتنين وقفوا قصد بعض و عيونهم بتطق شرار و عِند ..

مالك كانت هيبته واضحه قوى على ملامحه و شخصيته و ده قدر يجذبها قوى للحظات ..
مالك كتم ضحكه طلعت غصب عنه من ملامحها اللى تاهت و رفع حاجبه: الفاشل المستهتر اهو قدام سيادتك يا فندم ورّينى عايزه منه ايه بقا ؟
حلم إرتبكت: انا المحاميه حلم الدينارى اللى جايه عن المتهم ..
مالك ببرود سابها و عدّاها و الظابط قام بإحترام له و مالك قعد ع المكتب و ربّع إيديه ورا راسه و رجّعهم مع ضهره لورا ع الكرسى ..

حِلم ضيّقت عينيها بغيظ و راحت عليه خبطت الكرسى بتاعه برجليها و إتفاجأت إنه حتى متهزش: انت فاكر نفسك قاعد ف وكالة أبوك ؟ انت حياله حتة واحد فرحان بشهادته اللى حطّته ف مكان اكبر منه
مالك متابعها ببرود مستفزها جدا: طب إتفضلى اقعدى و متتكلميش إلا اما يتأذنلك و إلا هتطلعى برا
حلم بعنف: نعمم ؟ انت فاكر نفسك انت اللى هتحقق و لا ايه ؟
مالك هزّ راسه ببرود اه و نوعا ما مستمتع بغيظها اللى بيزيد ..

حلم راحت ع الباب فتحته: حد يندهلى بحد كبير هنا اكلمه .. حد يجى هنا يتصرف .. انت فاكرها سايبه و لا ايه ؟ البلاغ بينك و بينه .. ثم إنك انت متهم زيك زيه .. ان لم يكن انت المتهم اصلا
مالك متابعها اه بس مركز مع خليل اللى بيبصّلها بشئ من الذهول .. مالك بيحاول يقرا الخوف اللى ف عينيه من ان الموقف يتصاعد ..
خليل وقف بتوتر: يا استاذه إهدى من فضلك .. محصلش حاجه لكل ده .. ده كان سوء تفاهم مع البيه و هيخلص
حلم بصّت لمالك اللى كتم ضحكته و رجعت بصّت للراجل بغيظ: انت بتقول ايه انت كمان ؟ مش شايف منظرك المشلفط ؟

خليل حسّس على وشه بإرتباك: لا مفيش و زى ما قولت البيه كان بيأدّى شغله و احنا فهمنا غلط .. احنا سكان المقطم متعودين على كده .. دى حته مقطوعه و معلهاش عين و محدش له دعوه بينا اصلا .. عشان كده مخبأ لأى حد .. ف لما بيجى حد بالدربكه دى بنخاف يكون مطارد ف بنوقفله
مالك إتكلم بجديه: و كنت بتعمل ايه ف الجبل ؟

خليل إتوتر: يا باشا انا عندى محجر هناك و مرخّص كمان .. ف بنكسّر حجاره من هناك و صخر و ننقله لمصانع السيراميك و الرخام تبعنا هنا
مالك هز راسه و سكت و حلم نوعا ما هديت ف رجعت قعدت على الكرسى بغيظ بس مش عارفه تقول ايه ..هتموت و تتفش ف الكائن المستفز اللى قدامها ..
خليل متوتر: و انا مستعد اصلّح اللى عملته و مستعد لأى تعويض عن اى خساير بس الباشا يدينى فرصه
مالك بغموض: تمام انا هسيبك بس عشان معاك فرصه تصلّح اللى عملته .. بس ابقا خد بالك المره الجايه عشان مش هسيبك
حلم حست ان ورا كلامه كلام ف بصّتله قوى: ده تهديد ده و لا ايه ؟

خليل إبتدى يشك ف موقف مالك: اللى تشوفه يا باشا
مالك بصّلها بغيظ و رجع بص للرائد محمد: خلاص ظبّط الدنيا انت و اعمل محضر صُلح و قفّله
خليل بخوف: ليه بس يا باشا ؟ لازمته ايه المحضر بس ما احنا حليناها
مالك بصّله بطرف عينه: انت واحد إتاخد من شغله ف نص الليل و من ظابط ف اكيد عارف الكل هيقول ايه و يفهم ايه .. ف عشان لو حد سأل يفهم من المحضر ان الموضوع كان سوء تفاهم و انت جيت ف الرجلين
خليل شكه بيتأكد من موقف مالك إنه كاشفه بس بيجيب رجله لعنده: ااه اه اذا كان كده ماشى

الرائد محمد فتح المحضر و سجّل فيه كلام مالك إنه كان ف مهمه و بيجيب حد مطارد هناك و اعتدى عليه خليل و رجالته ف قبض عليه .. و سجل دفاع خليل و تنازله و مالك إتنازل ..
مالك وقف: تمام كده خلاص و سيبه يخرج
خليل إتنفس بصوت عالى و مالك بصّله بغموض: بس ابقا خد بالك عشان انا بروح عندكم كتير
مالك خرج و حلم بصّتله كتير و رجعت بصّت لخليل: انت تعرفه قبل كده ؟
خليل بغيظ: لاء و متشكر على خدماتك يا استاذه و اتعابك هتوصلك بس اما اكلم حد يجيلى
حلم وقفت بغيظ: لاء متشكره
سابته و خرجت من المكتب مش فاهمه حاجه بس هتفرقع من الغيظ .. وقفت مكانها بتتلفّت حواليها عليه بس مفيش .. نفخت بإحباط و لسه هتتحرك سمعت ضحكه عاليه خطفتها ..

مالك من بعيد زق فهد بغيظ: بتفرح ف المصايب
فهد رجعله برخامه: حبيب قلبى انا ف دى الساعه اما اخدمك و اجيبلك عيش و حلاوه ؟ ده انا قلبى رفرف اما كنت بكلم يونس و عرفت منه إنك هنا عندنا
مالك بغيظ: ماهو لطخ زيك
فهد بهزار: قولى بس هما شلفطوك ليه كده بس ؟ انت ماقرّيتش على طول .. اخسس
مالك برّق بغيظ و ضربه بوكس ف وشه و فهد ضحك ..

حلم متابعاهم و مبتسمه بتلقائيه و مالك بيلف وشه لمحها ف رفع حاجبه: نعمم
حلم إنتبهت لنفسها ف دارت نفسها بغيظ و راحت عليه و لسه هتتكلم مالك سبقها بهزار: اوعى تكونى جايه تعتذرى .. كده ازعل
حلم رفعت حاجبها و لسه هتتكلم بغيظ مالك حلّق عليها بالكلام: اما بقا لو جايه تتأسّفى ف انا معنديش مشكله يلا الله يسهلك
حلم لسه هتتكلم تانى بغيظ بيزيد فسبقها هو: بس اوعى تكونى فاكره نفسك شاطره و محاميه بقا و كده .. هى كانت خلصت و انتى حبيتى تعملى شو عشان القرشين و كده بس حابب اقولك برافو.

حلم عضّت شفايفها بغيظ و فضلت تتلفّت حواليها عايزه تعمل حاجه تدوّب بروده مش عارفه ف شقلبت كلامه عليه: اوعى تكون فاكر ان دخل عليا الفيلم اللى حصل جوه ده .. هى إتطبّخت و انت اكّلتها للراجل و انا عارفه كده و ده اللى انا كمان حابه اقولك برافو عليه
مالك ضحك بصوته كله اما فهم شقلبتها للكلام و هى رفعت حاجبها بتحدى و شويه شويه ضحكه بيزيد و غيظها بيتضاعف لحد ما دبّت رجلها ف الارض و سابته و مشيت بتبرطم ..
مالك ضحكته العاليه هديت شويه شويه و راقت لحد ما سابت إبتسامه صافيه بلمعه غريبه على وشه ..
فهد متابعه و رافع حاجبه لحد ما مالك إنتبه: نعمم ؟

فهد غمزله: مين دى يا رايق ؟
مالك شرد: دى حلم
فهد رفع حاجبه: نعمم ؟ ده اللى هو ازاى ؟
مالك غصب عنه إبتسم بهزار: زى السكر ف الشاى
فهد لفّ دراعه على كتف مالك بهزار: و هو انت مش قادر على احلام بتاعتك روحت جايب حِلم دى ؟
مالك رفع حاجبه و فهد ضحك اكتر: قولت تاخدها حلم حلم .. اللى هو من باب التقسيط يعنى
مالك زقّه بغيظ و ضربه ف وشه و الاتنين ضحكوا بهزار و مشيوا ..

خليل خلّص إجراءات خروجه و دفع الكفاله و طلع و اول ما طلع كلّم الناس اللى شغال معاهم ..
عزّام بعنف: انت غبى بتكلمنى و انت العين عليك ؟
خليل: يا باشا خلاص الموضوع خلص
عزام بغضب: موضوع ايه اللى خلص يا حمار ؟ انت فاكر إنه هيسيبك بسهوله كده ؟ ده مش عبيط للدرجادى .. انا سألت عنه و عرفت إنه مش سهل و بعدين ده مش شغال عندك اصلا .. ده ف المخابرات .. حد من القسم اللى انت فيه جابلى قراره.

خليل إتوتر: يعنى ايه ؟ الموضوع اصلا طلع مالهوش علاقه بينا و جاه بالغلط .. و بعدين مخابرات و لا غيره مالناش دعوه .. هو كان رايح لحد و احنا فهمنا غلط عشان الوقت ساعتها كنا ف التسليم
عزّام شرد بتفكير: إحكيلى حصل ايه بالظبط معاك جوه
خليل حكاله و عزّام شرد شويه: خلاص روح انت على اى مكان دلوقت عندك .. المهم متجليش و لا حتى تهوّب ناحية الجبل لحد ما اقولك هتعمل ايه بالظبط قبل ما تيجى
خليل قلق: بس
عزّام بحده: فااهم ؟
خليل: حاضر تمام
قفل معاه و إتصل على حد: هاتلى تفاصيل الواد ده بسرعه و كلمنى..

مالك اخد فهد و روّح ع البيت ..
أمه بحب: حمد الله ع السلامه
مالك باس إيديها: حبيبتى
أمه غمزتله: يلا ادخل خد حمام و غيّر هدومك عقبال ما اجهز الاكل عشان عندنا ضيوف
مالك رفع حاجبه و إتلفّت يمين و شمال: مارى منيب ؟ اكييد هى
أمه ضحكت: عزمت احلام و أمها و أبوها نتغدا سوا و نشوف بقا
مالك ضحك بغيظ: لييييه يا لولو ليييه ؟

أمه خبطته بخفه على قورته: عشان عارفه إنك مبترتاحش تروح هناك و لا بتعرف تاخد راحتك عندهم
مالك باسها بحب: و الله انتى حبيبة قلبى
فهد من وراهم بصوت عالى: إوعدنا ياارب
الاتنين بصّوله بغيظ و هو ضحك: اهو قبضتلك عليه و جيبتهولك من قفاه زى ما طلبتى
مالك رفع حاجبه و فهد مسكه من دقنه حرّكه يمين و شمال و كتم ضحكته: هو صحيح مشلفط و شكله ميجيبش عريس بس يلا عشان يبقا يتلكك صح
مالك عض شفايفه بغيظ و بص لأمه اللى بتكتم ضحكتها مش عارفه بس متغاظه و الاتنين شدّوا فهد عليهم و نزلوا فيه ضرب بهزار ..

حلم روّحت و شردت ف مالك اللى لسه حتى معرفتش إسمه و لا عرفت حاجه عنه رغم إنها حاولت بعد ما مشى ..
بس اللى تعرفه إن ف الكام لحظه معاه دول حاجه منها إتخطفت و رجعت من غيرها ..

اللوا صالح إتصل على مالك: هاا تمام ؟
مالك: تمام متقلقش
اللوا صالح: خد بالك من الواد ده كويس و حطه تحت عينيك
مالك: إتطمن انا كلّفت حد يفضل متابعه خطوه بخطوه من غير ما يحس و عرفت إنه نزل ف فندق و ده معناه إنهم حذروه يرجع
اللوا صالح: انت هتكلمه تانى امتى ؟

مالك سكت بتفكير: خلينى متابعه كده يومين و لا حاجه الاول لحد ما القلق يسوّيه لإنه اكيد قلقان من اللى حصل و مستنى اى جديد .. و قلقه ده هيخليه يقع و يغلط و انا محتاج غلطته دى عشان هتنفعنى .. ف خلّيه لحد ما يجيب اخره و لو موصلناش من مراقبته لحاجه او محاولش يتواصل معاهم هتصرف
اللوا صالح: تمام و ابقى بلغنى باللى بتوصله اول بأول

مالك قفل معاه و دخل اخد حمام و غيّر و طلع على صوت احلام و أمها و أبوها برا ..
راح عليهم سلّم على أبوها الاول و إبتسم: صباح النور منورين
عبير برخامه: حد يقول صباح النور المغرب؟
مالك رفع حاجبه: انا
عبير بضيق: ماهو اكيد اما تبقا نايم لدلوقت لازم تقول صباح النور.

مالك كتم غيظه و رسم على وشه إبتسامه قصدها مصطنعه: معلش بقا يا حماتى إستحملينى
احلام إتدخّلت ف الحوار عشان تهدّى الجو: حبيبى حمد الله ع السلامه
مالك إبتسم بهدوء: تسلميلى حبيبتى
أمها بصّتلهم بغيظ و قعدت و الكل قعد .. فضلوا يرغوا ف اى حاجه لحد ما أمه جهزت السفره و قاموا إتغدوا ..
أحلام قامت مع أمه: كده كتّر خيرك يا حبيبتى .. سيبيلى انا بقا الباقى
أمها بصّتلها بضيق و امال إبتسمت بحب: لا حبيبتى تسلمى .. روحى انتى لمالك بقالكم كتير مشوفتوش بعض .. اكيد عايز يتكلم معاكى.

احلام بحب: لا نخلّص الاول و بعدين نشوف الباشا
مالك غمزلها و هى إبتسمت و دخلت مع أمه خلصوا و عملوا الشاى و خرجوا قعدوا ..
عبير بضيق: يعنى ايه مفيش شبكه ؟ انا لسه مفرحتش ببنتى
رؤوف أبوها إبتسم: الله .. و هو يعنى الفرح مش هيفرّحك و لا ايه ؟
احلام إبتسمت بحماس و بصّت لمراد اللى غمزلها..
عبير: ايوه بس دى لا شبكه و لا هيصه و لا خطوبه و لا لبّسها شبكتها
امال بحب: يا ستى ماهو هيلبسّهاله ف الفرح اهو .. الشقه خلصت على تشاطيب بسيطه .. يدوب عقبال ما تختار فرشها و العفش و تكمّل حاجتها تكون جهزت و تبقا الفرحه فرحتين.

عبير بصّت لبنتها اللى هزّت راسها بفرحه قوى ف دوّرت وشها بغيظ: براحتكم
رؤوف بص لأبو مالك: يبقا إتفقنا .. مالك يشوف جاهز امتى و ينزل معاهم يشوفوا الحاجه
عبير بغيظ: و ياترى بقا حضرة الظابط هيعرف يفضّيلنا شويه من وقته و لا الحكايه هتتلصق زى الشبكه ؟
مالك بصّلها بغيظ و كان هيقول حاجه بس بص لأحلام اللى عيونها بتلمع بفرحه ف إبتسم غصب عنه ..
مالك: لاء معايا كام يوم الجايبن متأكد إنى هبقا فيهم هنا ف خلونا ننجز فيهم المطلوب
عبير بغيظ: ننجز فيهم المطلوب ؟ انت بتتكلم ف قضيه و لا جوازه ؟

مالك همس بغيظ: معاكى مش هتفرق
احلام ضحكت غصب عنها و أمها بصّتلها بغيظ ف سكتت ..
امال: خلاص يبقا من بكره نبتدى ننزل نشوف كده و لا ايه يا مالك ؟
مالك ببلاهه: براحتكوا
عبير: ايه براحتكوا دى انت مش جاى معانا و لا ايه ؟
مالك لسه هيتكلم لمح احلام وشها إتضايق ف إبتسملها: لا طبعا جاى
احلام ضحكت: ايوه كده جيب ورا
مالك همسلها: امال أمك هتطلّع عين مين ترخّم عليه ؟

احلام غمزته بإيديها و الاتنين ضحكوا بصوت عالى
فهد غمزله: مبرووك يا باشا
مالك حدفله بوسه و فهد راحله حضنه و ميّل عليه همس بهزار: قولنا بلاش و خدها حلم حلم مسمعتش الكلام إلبس بقا يا باشا
مالك رفع وشه بغيظ و فهد حدفله بوسه و رجع قعد مكانه ..
مالك شرد ف كلمة حلم حلم و من بين شروده إبتسم بتلقائيه لحد ما إنتبه لأحلام جنبه ف مسك إيديها باسها: مبروك يا حبيبتى
أحلام برقّه: مبروك علينا
مالك إبتسم: تعالى نطلع افرّجك الشقه بعد ما خلصت.

أحلام قامت بحماس و بعدين بصّت لأمها: ثوانى هشوف ماما
مالك بغيظ: انا هاكلك ؟ بعدين ده معانا ف نفس البيت
احلام لسه متكلمتش ف أمها إتدخّلت ف الحوار: اه اكيد يلا نشوفها .. ع الاقل لو حاجه مش مظبوطه نشوف عشان تخلص قبل ما الفرش يجى
مالك عض شفايفه بغيظ و احلام كتمت ضحكتها و مشيت معاه و هو أخدهم و طلع ..
فرّجهم ع الشقه و ساب أمها و أبوها مع أمه و أبوه و اخد احلام و دخل البلكونه ..
مالك إبتسم: انتى ليه مدمّعه كده كإنك اول مره تشوفيها ؟

احلام بفرحه: مبسوطه قوى يا مالك
مالك بحب: لو فى حاجه مش عجباكى قولى و انا
احلام بسرعه: لاء طبعا دى تجنن .. كل حاجه فيها عجبانى قوى و كفايه إنك سيبتلى كل حاجه براحتى
مالك إبتسم: انا اقدر اغصبك على حاجه حبيبتى ؟ بعدين ده بيتك اللى هتعيشى فيه ف لازم يبقا بإختيارك عشان تبقى مرتاحه
احلام بحب: قصدك بيتنا .. ايه بيتك دى ؟ ده هو حلو عشان بيتنا
مالك غمزلها: يا مسهل
عبير راحت عليهم: و انتى بقا هتعرفى تاخدى اجازه من الجامعه اليومين الجايين ؟

احلام بتلقائيه رفعت دراع مالك حطته على كتفها و إبتسمت: انا بدّرس على فكره مش بدرس .. يعنى بشتغل ف لو إتزنقت هخلّى حد من المعيدين زمايلى يظبطلى الدنيا لحد ما افضى
عبير بترقّب: انتى مش هتسيلى شغلك صح ؟ و اظن احنا متفقين على كده
احلام بصّت لمالك اللى كان هيقول حاجه ف إتراجع بغموض: دى حاجه بينى و بينها هنبقا نتكلم فيها
عبير إتنرفزت: ايه اللى حاجه بينك و بينها ؟ و يعنى ايه لسه هتتكلموا فيها ؟ احنا إتفقنا و من اول ما جيت ان بنتى معيده ف كليتها و مش هتسيب شغلها .. انا تعبت كتير معاها لحد ما خلّصت دراستها و الماجيستير بتاعها و بقت معيده ف مش هتسيب ده كله و تقعدلك ف البيت.

مالك بص لأحلام مستنى ردها و هى إبتسمت بتوتر و لسه هتتكلم أمها إندفعت: انتى هتسمعى كلامه ؟ هتسيبى شغلك و لا ايه ؟ انتى إتجننتى ؟
احلام إرتبكت: لا يا ماما طبعا .. شغل ايه اللى اسيبه ؟ بعدين انا معملتش الماجيستير عشان اقعد ف البيت
مالك بصّلها بإحباط على جملة أمها اللى مسابتش منها فصله و كتم نفخته و أمها بصّتله بتحدى..
مالك بزهق: انا اصلا مكنتش هخليها تقعد من شغلها .. و من غير ماجيستير اصلا و لو بتشتغل ف بقاله طالما حابه الحاجه اللى بتعملها هسيبها تعملها مادام مش غلط .. انا بس كنت مستنى ردها
احلام بصّتله بإحراج و لسه هتتكلم و قبل ما حد فيهم ينطق مالك سابهم و مشى ..

خرج لأمه برا و وقف معاهم و هما خرجوله و فضلوا يتكلموا كتير و إتفقوا ينزلوا تانى يوم و الاخر مشيوا و مالك وصّلهم ..
تانى يوم مالك اخد آمه و أبوه و فهد و نزل يقابلهم زى ما إتفقوا ..
فهد بهزار: افهم بس انت واحد رايح يتنفخ انا رايح ليه ؟
مالك خبطه بخفه على وشه: عشان تنتشلنى
فهد ضحك قوى: اه اذا كان كده ماشى
وصلوا و مالك أخدهم و راح على الاماكن اللى حددوها .. فضلوا يلفّوا كتير و يختاروا و هو سايبهم على راحتهم بس متضايق من الوضع .. احلام طول الوقت مع اختيارات أمها حتى لو مش عجباها هى ..

مالك بصّلها كتير و متابعها و احلام قرّبت منه بإعتذار: مالك متزعلش منى بلييز .. امبارح بس كان
مالك بضيق: خلاص محصلش حاجه .. ده كان موقف و عدّى و انا قولتلك إنى مكنتش هخلّيكى تسيبى شغلك
احلام: بس
مالك لسه هيتكلم أمها ندهت عليها: احلام تعالى شوفى دى كده
احلام بتلقائيه راحت عليها بسرعه و مالك تابعهم من مكانه ..
عبير: دى تجنن
احلام سكتت شويه: هى حلوه فعلا بس.

عبير بحماس: بس ايه ؟ دى تقريبا احلى حاجه ف اللى شوفناه كله
احلام بتتويه: بس احنا إختارنا اوضة نوم قبلها فوق
عبير: و ايه يعنى ؟ احنا لسه مشترناش .. و بعدين دى احلى .. خلينا نسيب اللى فوق و خليكى مع دى .. اللونين مع بعض عاملين حاجه تحفه .. الاحمر و الاسود اصلا احلى الالوان ف مابالك اما يبقوا سوا ؟
مالك متابعهم و مستنى يشوف رد احلام اللى عارفه إنه مبيحبش اللونين دول تحديدا ..

احلام سكتت شويه: طب هشوف مالك
عبير بغيظ: ايه هتشوفى مالك دى ؟ دى اوضتك و ده فرشك و انتى اختارى اللى تحبيه
احلام متكلمتش بس إلتفتت لمالك اللى بيبصّلها بترقّب..
مالك إتكلم بغموض كإنه بيختبرها: اسود ف اوضة النوم مش لطيف خالص، بعدين الاحمر مزعج جدا خاصة ف الحيطان او الخشب .. بيبقا مبهرج
احلام لسه هتتكلم أمها سبقتها: لاء طبعا .. ده رُقى و ذوقه عالى ف الاثاث حتى، ايش فهمك انت؟

مالك بص لأحلام اللى فركت إيديها بتوتر: هو بصراحه حلو يا مالك
مالك غمض عينيه بضيق و فتّحهم تانى بهدوء: خلاص براحتك
احلام بتردد: بس انت مالكش ف الالوان دى بالذات .. مبتحبهاش
مالك بصّلها بنظره معناها مفيش فايده فيكى: يعنى انتى واخده بالك اهو
احلام بصّت لأمها اللى بتبصّلها بحده و رجعت بصّت لمالك بتوتر ..
مالك كتم ضيقه: خلاص حبيبتى هاتى اللى يعجبك المهم تكونى مبسوطه
احلام إبتسمت بإحراج: ربنا يباركلى فيك حبيبى
أمها أخدتها و راحوا يكمّلوا و مالك وقف بضيق لحد ما أمه راحت عليه ..

مالك إنتبه لها ف قرّب لف دراعه على كتفها: حبيبتى مروحتيش معاهم ليه تشوفوا باقى الحاجه ؟
أمه شدّت على ضمّته لها: متزعلش هى بس عارفه نفسها فتره بسيطه و هتسيبهم و تبقالك ف مش عايزه تزعّلهم ع الاخر
مالك مقتنعش: ده طبع يا امى
امال بحب: و بكره اما تبقا ف بيتك هتتطبّع بطبعك انت
مالك إتنهد: ربنا ييسر
أمه خدت إيده و طبطبت عليها: يلا حبيبى متعكرش فرحتك و سيبها على الله.

مالك ضحك بغيظ: انا مش عارف انتى ليه مش حما كده ؟ حونينه انتى يا لولو معاها
أمه إبتسمت بحب: عشانك على فكره قبلها .. مينفعش ابخل معاها بحنيتى و هى تبخل معاك بحضنها
مالك باس إيدها اللى بتطبطب على إيده و هى بتتكلم: هو فى زى حصنك انتى يا حبيبتى ؟
أمه باست راسه و هو بيميل على إيديها: و هو انا هعيشلك عمرك كله ؟

مالك لسه هيتكلم بسرعه و هى سبقته: و حتى لو عيشتلك .. حضن الست لراجلها غير لإبنها .. حضن الست اما بيبقى راجلها بيبقى ليه لوحده .. حضن الام فيه حنيه اه بس حضن الست لراجلها فيه راحه لجسمك و قلبك و ونس و عشره و دافى .. و الايام اه بتوريك جواه الحلو و بردوا الوحش بس الحلو بينسّى الوحش .. إلحق إتشعبط ف حضن و دفّى نفسك فيه
مالك إبتسم بقبضه و أخدها و راحلهم .. فضلوا كتير يلفّوا و يختاروا الحاجه لحد ما خلّصوا و أخدهم يتغدوا برا ..
احلام: متزعلش منى حبيبى
مالك بصّلها بعتاب بس متكلمش ..
احلام بحب: انا بس مش بحب ازعّلها .. انت عارف هى مالهاش غيرى و لا انا كمان ليا غيرها .. انت عارف إنى مش مختلطه قوى بصحابى .. عشان كده بحبها و مبحبش زعلها.

مالك غمزلها بمناغشه: بتحبيها هى بس ؟
احلام إتكسفت و دوّرت وشها و إبتسمت و هو رخّم عليها: طب يعنى هو الحب لأمك و احنا حرام علينا ؟
احلام إبتسمت بكسوف: بس بقا
مالك بملاغيه: طب اييه ؟
احلام برقّه: ما انت عارف
مالك غمزلها: مفيش مانع اعرف تانى
احلام بحب: ب .. ح .. ب .. ك
مالك بصوت عالى: يخربيييت أمك
احلام حطّت إيديها على بوقه و بصّتلهم حواليها و دارت وشها بإيديها بكسوف ..

مالك ضحك بصوت عالى و شدّ إيدها من على وشها و باسها بحب ..
مالك بهدوء: انا مش بزعل من قربكوا من بعض .. انا بس بزعل اما بتلغى شخصيتك ف وجودها .. مع ان شخصيتك جميله و ارائك اوقات كتير بتبقا اصح عنها .. بس كل ده بيتبخّر ف لحظه قدامها و ده غلط .. خليكى ليكى شخصيتك و اعتزّى بيها حتى معايا انا كمان ..
كل واحد ليه شخصيته و قراراته و اختياراته .. مينفعش تسألى حد على اختيار لكى ولا المفروض تختارى ايه و لا تعملى ايه .. اعملى رد فعلك الأول وأغلطى .. من حقك .. الغلط مش عيب .. من لا يخطأ لا يتعلم ... اعملى اللى جواكى الاول وبعدين خدى رأي اللي حواليكى في رد فعلك و خدى من ارائهم بس اللى يناسبك مش حاجه مسلّم بيها ..

انتي ليكى شخصيتك وقرارتك وبصمتك في الدنيا انتى مش عروسه بخيوط حد يلاعبك و يحرّكك و يمشيكى على مزاجه حتى لو انا مش بس امك ..
احلام إبتسمت بحب لمالك اللى بيخطفها من مجرد الكلام بس و مالك خبطها بخفه على إيديها: قوليلى بقا عجبك الحاجات اللى جيبناها ؟
احلام بحماس: جداا جيبنا حاجات كتير قووى و كلها حلوه
مالك إبتسم: نتهنّى بيهم حبيبتى
قعدوا كتير لحد ما مالك إنتبه لموبايله بيرن ف أخده و قام ..

مالك: متخافش الناس اللى انا سايبهم تبعى متخفيين ف وسط العرب هناك و متابعينهم بدقه
اللوا صالح: فى جديد تبعهم ؟
مالك: انا متابع معاهم و عرفت فى حركه غريبه هناك و هروح اشوف الوضع
اللوا صالح: بلاش انت تروح .. اكيد عينيهم عليك .. انا هبعت يونس يشوف الوضع هناك
مالك: خلاص و انا هشوفه قبل ما يروح
اللوا صالح: هو شويه و هيتحرك.

مالك بص وراه لأحلام و بقيتهم و رجع بص قدامه بضيق: خلاص إدينى ساعه و هكون عندك
مالك قفل معاه و راح عليهم: معلش بس طلبونى ضرورى ف الشغل و لازم اروحلهم
عبير بغيظ: ايه قلة الذوق دى ؟ المفروض إنك قاعد مع ضيوفك اللى المفروض عازمهم ف مينفعش تسيبهم كده و تمشى
مالك لسه هيرد أبو احلام رد بسرعه: لاء طبعا .. ده إسمه كلام ؟ ده شغله و له حق عليه و بقدر المسئوليه اللى عليه من وضع شغله الحساس لازم يبقا قدها
عبير سكتت بضيق و مالك بصّ لأحلام: حبيبتى متزعليش اكيد الجايات اكتر بس دلوقت لازم امشى .. شوفوا عايزين ايه .. لو هتروّحوا اوصلكم .. عايزين تفضلوا شويه فهد معاكم و هيبقا يروّحكم.

احلام بصّت لأمها تشوفها و هو نفخ بزهق: شوفوا عايزين ايه انا لازم امشى
أمه بهدوء: لا حبيبى براحتك .. احنا مع بعض اهو و لو هنروّح اخوك هيوصّلنا
فهد شاورله حاضر و مالك سابهم و اخد عربيته و مشى ع الجهاز ..
يونس: انت مالك قلقان ليه كده ؟

مالك: الوضع هناك لبش و انت شوفته بعينك و اصلا كنت معايا المره اللى فاتت
يونس: بس محدش خد باله منى و زى ما قولتلى متقابلناش اليومين اللى فاتوا عشان لو متابعينك
مالك بقلق: ربنا يستر
يونس: العمليه احنا المره اللى فاتت وصلنا إنها مش هتتم إلا على مراحل عشان تحت اى وقعه ليهم متقعش بضاعاتهم كلها
مالك: و ده يأكّد على إن خليل ده مجرد كبش فدا بيتحركوا بيه لحد ما دوره يخلص و اكيد هيجى بعده يحرّك المرحله اللى بعده.

يونس: خلاص طالما وصلنا ان فى قلق و حركات مريبه هناك هروح انا المرادى اشوف و اكيد ده باقى من بضاعتهم و المرادى هنتابع اللى معرفناش نعمله المره اللى فاتت و اما الجو يهدى عليك يبقا كمّل
مالك بشرود: ربنا يستر
إتناقشوا كتير ف القضيه و اللى هيتعمل بعدها يونس قام إستعد لسفره و مالك سلّم عليه ..
مالك و هو بيسلّم عليه: خد بالك من نفسك .. متخاطرش بنفسك بلاش غشم
يونس حاول يهزر: شوف ازااى ؟ ده مين اللى بيتكلم ده ؟

مالك إبتسم إبتسامه باهته: ملكش دعوه بيا .. خليك ف نفسك و ركز
يونس إتقبض من شكل مالك و مالك حاول يبتسم: ابقى طمنى اول ما ترجع و لو حصل اى حاجه ارجعلى بسرعه مهما حصل
سلّموا على بعض و يونس مشى و مالك إستنى شويه بعده و مشى ..
مالك رجع البيت بس قلبه مقبوض .. حاسس بحاجه مش مظبوطه مش عارف ليه .. طول الليل كوابيس و قلق و نوم متقاطع لحد الصبح ..
صحى بإرهاق حاول يكلّم يونس بس معرفش يوصله موبايله إتقفل .. قام إتوضى و صلى و أخد حاجته و نازل
قابلته أمه: حبيبى مش هتفطر ؟

مالك إبتسم ربع إبتسامه و باس إيديها: لا حبيبتى مستعجل
أمه بحب: ربنا يرضيك و يراضيك حبيبى
مراد بتلقائيه: إدعيلى كتير يا امى .. كتير قوى
أمه قلقت من لهجته: ربنا يكفيك شر اللى ماتطيقش شره
فهد جاى عليهم: يا عم هى بتبطّل تدعيلك اصلا
مالك إبتسم: ربنا يباركلنا فيكى .. و انت هتقابل اللوا مدحت انهارده ؟

فهد بهزار: اه ربنا يسهل بقا ادينا هنبتدى اهو ناخد وضعنا .. مش كنا ريّحنا شويه قبل ما ندخل ع الشغل ؟
مالك حاول يهزر بس معرفش يبتسم: تريّح ؟ ده انت هتتنفخ
فهد ضحك: ربنا يبشرك .. انا بقول الف و ارجع
الاتنين ضحكوا و أمه متابعاهم بقلق من شكل مالك لحد ما جاه يمشى راحت وراه: حبييى انت كويس ؟

مالك هز راسه و متكلمش بس بتلقائيه إتحدف ف حضنها و هى ضمّته قوى و طبطبت على ضهره ..
أمه عيونها دمّعت بحب: ربنا يراضى قلبك و يكتبلك ف كل خطوه سلامه و ينجيك و يكفيك شر كل أذى و كل مؤذى
مالك من غير سبب عيونه دمّعت و معرفش ينطق ف مشى ..
و أمه تمتمت بهمس: استودعك الله يحفظك ف هو خير الحافظين
فهد من وراها: ايه يا ام مالك واقفه ليه كده ؟ حضرة الباشا مشى وصلة الحب دى مش هتخلص بقا و لا ايه ؟

أمه لفّت وشه و هو لمح عيونها مدمعه ف قرب حضنها: حبيبتى مالك ؟ فى حاجه و لا ايه ؟
أمه صوتها إتهز: قلبى مخطوف على مالك قوى
فهد حاول يهزر: انتى طول عمرك قلبك رهيف عليه .. انا بسأل عن الجديد بقا
أمه دموعها نزلت لوحدها: معرفش بس بقالى يومين قلبى واكلنى عليه
فهد: حبيبتى متقلقيش .. مالك بيعرف ياخد باله من نفسه كويس
أمه حاولت تبتسم: ربنا يراضيه.

فهد بهزار: طب بالنسبه للعبد لله ايه بقا ؟ مفيش ربنا يراضيه .. يديه .. يهديه .. اى حاجه ان شالله ياخده
أمه بسرعه شدته عليها: بعد الشر يا غبى .. الف بعد الشر عليك .. ربنا ينجيك
فهد بصوت عالى: دعواتك يا ام فهد .. ايوه كده هيصينى دعوات انا كمان .. ده انا حتى نازل انهارده اول يوم اشوف دنيا الشغل
أمه صوتها إتهز: ربنا يحرسك انت و هو و يكفيكوا شر الايام الوحشه و تفضلوا على طول سند لبعض
فهد وشه إتخطف من لهجتها ف باس إيديها: يارب حبيبتى و لا يحرمنا منك
أمه: ادخل البس يلا عقبال ما احضرلك الفطار
فهد سابها و دخل يلبس و هى حضرتله الفطار فطر معاها و أبوه و نزل ..

مالك وصل مركز العمليات الخاصه و هناك قابل اللوا صالح اللى وشه بيقول فى حاجه ..
مالك بترقّب: فى حاجه بخصوص يونس ؟
اللوا صالح بضيق: مفيش
مالك إتكى على كلامه: فى ايه عند يووونس ؟
اللوا صالح إتنرفز: لسه منعرفش قولتلك
مالك: بكلمه من امبارح مبيردش .. انا جاى عشان اشوفه بعتلك إشاره و لا حاجه
اللوا صالح بضيق: مبعتش و موصلش اصلا
مالك إتنفض: نعمم ؟

اللوا صالح: الناس اللى تبعنا هناك بيقولوا موصلهومش .. معرفش بقا وصل و حصل حاجه خلته إتراجع و لا
مالك إتنرفز: هى فيها و لا؟ انت ازاى متكلمنيش من وقتها ؟
اللوا صالح إتعصب: عشان انت بالذات مينفعش .. انت بالنسبالهم مشكوك فيه ده ان مكننش محروق قدامهم و اى خطوه منك هتبقا قلق عليك و ع المهمه و على يونس نفسه
مالك و هو خارج: و انا مش هسيب صاحبى .. ايه التهريج ده ؟
مالك خرج على مكتبه و حازم و امنيه راحوله و باقى فريقه ..

بياخد حاجته و خارج و امنيه وقّفته: اصبر بس احنا
مالك زقها بضيق: اصبر ايه بيقولك موصلش و من امبارح محدش يعرف عنه حاجه
حازم: انا كلمت حد من اللى تبعنا هناك و هما خرجوا يدوّروا عليه
مالك إتنرفز: هو ده اللى ربنا قدّرك عليه ؟ هو عيل تايه ؟ ده واحد رايح ف مهمه و موصلش حتى .. يعنى عارف ممكن يكون حصله ايه
حازم: ماهو عشان موصلش بقول نستنى .. هما هيدوّروا ع الطريق او الاماكن اللى حواليهم و اما يوصلوا لحاجه هيبلغونا
مالك: و انا مش هستنى اما يوصلوا
اللوا صالح و هو داخل: لازم تستنى .. اى خطوه ناحيته فيها قلق .. بلاش عليك بس ع الاقل عليه هو .. لإنك اكيد فاهم إنك كده بتكشفه ليهم إنه تبعك
مالك مردش لإنه عارف ان كلامه صح ف ضرب الكرسى قدامه برجله و فضل رايح جاى بقلق ..

فهد نزل راح مبنى الإداره و هناك وصل مكتب اللوا مدحت اللى السكرتير بلّغه ينتظره فاجتماع ف قعد يستناه .. سمع ضحكه هاديه من بعيد ف إلتفت و هنا لمحها ..
روفيدا: خلاص يا ماما مش حدوته هحفظ فيها .. حاضر هقوله و مش بعيد اجيبهولك معايا و انا جايه
فهد قام إتحرك بعشوائيه لحد ما قرّب منها و هى كانت قفلت و بتلف ف خبطت فيه ..
فهد تنح ببلاهه ف وشها: دعوااتك يا ام فهد
روفيدا برقّه: سورى مخدتش بالى
فهد وشه نوّر بهزار: اكاد من فرط الجمال ادووووب .. اه و ربنا
روفيدا رفعت حاجبها: نعمم ؟

فهد ضحك: ايه ده وحشه ؟ ده انا لسه حافظها امبارح اما لقيت نفسى هنزل شغل بقا و كده ف قولت اكيد هشوف عنننب
روفيدا إبتسمت بكسوف و فجأه موبايلها رن ف إيديها ف إتخضت و فهد ضحك بصوته كله و هى اخدت موبايلها و بعدت ..
شويه و السكرتير راح لفهد بلّغه يدخل و هو راح معاه ..
اللوا مدحت: اخو مالك مش كده ؟
فهد بهزار: لاء كده ازعل .. حتى هنا كمان ؟ مش كفايه البيت
اللوا مدحت إبتسم: اقعد .. مالك كلمنى يا عم
فهد رفع لياقته: اخويا بقا.

اللوا مدحت ضحك: و قالى انفخه و متسميش عليه
فهد رفع إيده بكوميديا: و لا اعرفه
اللوا مدحت ضحك: امال انت فاكر ايه ؟ ده انت داخل المكان اللى محدش بيسمّى فيه على حد

فجأه الباب إتفتح و دخلت روفيدا بغيظ: ايه يا بابا كل ده ؟ بقالى ساعه مستنياك
اللوا صالح راحلها: روفى حبيبتى
فهد برّق ع الصوت من غير ما يلتفت و بتلقائيه غمض و إبتسم: بابا ؟ احم لا الحق اتكل انا بقا
اللوا مدحت: ايه ده انت رايح فين ؟ انت هتجرى من اولها كده ؟
فهد وقف و حط إيده على شعره بإحراج: لاء انا بقول امشى بكرامتى احسن
روفيدا إبتسمت و دوّرت وشها و أبوها نقل عينيه بين الاتنين: انتوا تعرفوا بعض و لا ايه ؟

فهد إبتسم: عز المعرفه
روفيدا برّقت و هو ضحك: خلاص بقا يا روفى مفهاش كسوف
أبوها بص لروفيدا اللى وشها جاب مية لون و بص لفهد: اكيد شوفتها ف شغلها
فهد كتم ضحكته: اكييد ...كنت بجيب حاجه و شوفتها
أبوها بعفويه: اه ماهى الصيدليه بتاعتها قريبه من هنا
فهد: يا صلاة النبى هى دكتوره و صيدلانيه كمان ؟ هو انا ليه مش عارف مهبط و دايخ و نفسى غازّه عليا
روفيدا ضحكت غصب عنها و أبوها فهم ف إبتسم: انت بتشتغلنى يالا ؟

فهد ضحك: لا بس ايه رأيك ؟ انفع مش كده ؟ و اهو أثبتلك إنى ظابط ظابط يعنى
أبوها ضحك: لاء بالمنظر ده انت ظابط إيقاع
فهد بهزار: بص انا عايزك تذكّينى
أبوها رفع حاجبه: نعمم ؟

فهد بهزار: قصدى تسيّطنى
أبوها ضحك غصب عنه معاها و فهد معاهم: اسمع بس .. يعنى تفضل طول مانت قاعد .. الظابط فهد راح .. الظابط فهد جاه .. الظابط فهد عمل .. الظابط فهد سوّى .. كده يعنى
أبوها زقّه ع الكرسى قعد: انت لسه إشتغلت يالا عشان تبقا ظابط اصلا .. انت يدوب كده تظبط نفسك
فهد ضحك بهزار: لاء ماحنا هنشتغل اهو بس انت قول ياارب
روفيدا إبتسمت: خلاص يا بابا همشى انا عشان شكلك مش فاضى بس متنساش معادنا
أبوها إبتسم: عنيا و بعدين أخر ايه ؟ احنا قد الحكومه ؟

روفيدا غصب عنها ضحكتها الرقيقه طلعت بصوت خطفت قلب الفهد و خرجت ..
أبوها بيرفع وشه لفهد يتكلم لاحظه ف قصد يعلّى صوته: فهههد
فهد إتخض بهزار: حبيييب قلبى
أبوها بصّله بطرف عينه: ها إتفقنا ؟
فهد بهزار: على بركة الله .. نقرا الفاتحه بقا
أبوها رفع حاجبه و فهد إبتسم بهزار: عشان ربنا يوفقنا ف الشغل بس .. اصل انا امى قالتلى اى حته تروحها اقرا فيها الفاتحه عشان ربنا يكرمك
اللوا مدحت بصّله بطرف عينيه: لاء هنا بقا الفاتحه بتبقا على روحك.

فهد ضحك و وقف: خلاص زى ما إتفقنا و انا هجى لحضرتك زى ما قولت
اللوا مدحت بجديه: و انا هستناك و اعرف إنى مش بذكّى حد .. يعنى مش هتدخلى على حس مالك
فهد رفع حاجبه ببراءه مصطنعه: مالك مين ؟
اللوا مدحت برّق بضحك و فهد بهزار اخد حاجته و خرج: اه مالك اخويا ؟ مش كنت تقول
فهد خرج من المكتب .. عينيه تايهه ف المكان .. عايزه تلاقيها .. عايزه تلمحها من تانى .. فضل يلف المكان بعينيه اللى بسرعه من بين كل الموجودين خطفتها ف بتلقائيه قرب منها ..

روفيدا كتمت إبتسامتها: خيير
فهد بهزار: لاء هو لازم يبقا خير .. ده انت وش الخير عليا .. انت اصلى و ميه ميه
روفيدا ضحكت بهدوء و هو خبط قورته: يا جمال أمك
روفيدا و هى ماشيه: متركزش
فهد: انا كنت جاى اعتذر عن سوء التفاهم اللى حصل
روفيدا رفعت حاجبها: هو كان ايه اللى حصل ؟

فهد ضيّق عينيه بهزار: بستعبط صح ؟ مدخلتش عليكى ؟ طب ينفع اعتذر عن سوء التفاهم اللى لسه هيحصل ؟
روفيدا لسه هتتكلم قاطعها: اصل انا هقولك اعزمك على شاى و انتى هتقوليلى ايه ده يا استاذ انت فاكرنى ايه و انا اقولك ده شاى برئ بس حتى تعالى إتأكدى و انت هتيجى و هتلاقيه برئ
روفيدا كتمت ضحكتها: هو فى شاى برئ ؟
فهد بهزار: اه و ربنا تيجى بقا تشربى الشاى البرئ حتى تتعرفى عليه ؟

روفيدا و هى ماشيه: لاء محبوش
فهد علّى صوته بهزار: حبيه و النبى
هى مشيت و هو وشه نوّر بإبتسامه لمعت جوه قلب الفهد قبل وشه .. بعدها مشى ..

عند مالك ف المركز ..
مالك رايح جاى بجنون من القلق لحد ما موبايل حازم رن ف جرى عليه خطفه بسرعه و فتح ..
مالك بصوت متكتف زيه: فى جديد ؟ وصلتوا لحاجه عن يونس ؟
اللى ع التليفون: وصلناله العربيه مقلوبه ع الطريق و حاليا الرجاله تبعنا واخدينه لمستشفى ف المقطم
مالك مستناش يسمع تانى و حدف الموبايل لحازم من غير حتى ما يقفل و اخد مفاتيحه و حاجته و خرج و حازم و امنيه و عمر خرجوا وراه ..
اللوا صالح من وراهم بقلق: خد بالك يا مالك
مالك متكلمش بس هزّ راسه و مشى و اخد عربيته و إتحرك و هما معاه .. حازم إتصل بالراجل تانى عرف نقلوه لأنهى مستشفى تحديدا و تابع معاه الطريق ..

خليل بقلق: يا باشا الواد ده شكله مش سهل و مش هيسكت
عزّام بحده: و لا احنا كمان سهلين و لا هنسكتله عن اللى عايز يعمله .. عايز يبقا ظابط شاطر على عينى و راسى بس يبقا بعيد عننا
خليل بخوف: مش هيعدّيها
عزّام بحزم: و احنا كمان مش هنعدّيها .. لإن لو عدّينهاله هيكررها و رجله هتاخد ع المكان و ده أمن مكان لمعظم شغلنا
خليل بتوتر: ده بس لو عرف اللى حصل هيقلب الدنيا .. ف مابالك لو
عزّام بحده: اخلص و كلمنى
خليل قفل معاه و نفخ بتوتر و بعدها إتصل بحد تبعه ..

مالك ع الطريق للمستشفى .. طول الطريق مخنوق و دماغه ماشيه ف ميه اتجاه و عماله تحطله مية احتمال ..
قطع شروده صوت ضرب نار موجه على عربيته .. مالك إلتفت وراه لمح عربيه بتشاغله و شويه شويه بتقرب منه تخبط فيه و تبعد ..
مالك ركز مع العربيه قوى و فهم إنها حركتها مش عشوائيه و لا غصب .. ده زى ما تكون مستنياه و عارفاه كويس قوى و عارفه إنه جاى .. خاصة إنهم كانوا قرّبوا ع المستشفى .. و برغم إنه كان واخد باله من اول ما خرج من المركز ان محدش وراه بس ظهرتله دى هنا .. ف ده معناه ان حد من الاول عارف إنه جاى هنا و اكيد الحد ده ورا اللى حصل ليونس ف اكيد تبع الناس دى ..

مالك إنتبه للوضع اللى فجأه إتأزّم و ظهرت فجأه عربيات كتيره بيقرّبوا منه بسرعه و بيحاوطوه ..
العربيات كانت كتير و كل ما بيقدّم بعربيته بتظهر عربيات تانيه تحلّق عليه ..
فجأه عربيه طلعت قدامه ضرب فرامل جامده العربيه فضلت تلف حوالين نفسها .. مالك إتحكم و وقّف العربيه
عدّت عربيه من جنبه نزل منها رجاله بأحجام ترعب بجد ..
كان معاهم سلاح و وقفوا حاوطوا عربيته و فضلوا يضربوا عليه نار .. و برغم إنه قفل كل ازاز العربيه بس بقى يبص حواليه كذا عربيه قدامه و جنبه من كل جهه .. مابقاش عارف يتحرك ازاي ..
شاور لحازم ف العربيه التانيه يتحرك هو بسرعه و اللى معاه للمستشفى بس هما قرّبوا بعربيتهم منه يتعاملوا مع الوضع ..

مالك دوّر العربيه بسرعه و رجع بيها ورا فضلوا يضربو عليه نار ..بقى يسوق بسرعه جدا و العربيات عمّاله بتخبّط ف بعضها و صوت الرصاص بقا زى المطر و العربيات بقت معجنه و الكل بيضرب بمسدسات و خروجهم من وسطهم محتاج معجزه ..
مالك قافل قزاز عربيته اللى كانت مفيّمه و ضد الرصاص و عربية حازم زيه .. ف كانوا بيضربوا بمسدساتهم على عجل العربيات تفرقع و تتشقلب ..
فضلوا كده لحد قضوا تقريبا على معظم العربيات اللى قصادهم و الباقى نفد من تحت إيديهم ف الزحمه و هرب .. و مالك سابهم عشان كان كل همه يوصل ليونس بسرعه يتطمن عليه و خاف اكتر بعد اللى حصل ع الطريق لا يكونوا راحوله هو كمان يأذوه ..

مالك وصل المستشفى اللى فيها يونس و حازم و امنيه و عمر وراه .. دخلوا و هناك قدروا يوصلوا ليونس اللى عرفوا إنه دخل العمليات ف وقفوا ينتظروه برا ..
ساعات عدّت عليهم قدام العمليات لحد ما خرجلهم دكتور من عنده ..
مالك راح عليه بلهفه بس مقدرش ينطق ف إكتفى إنه يبصّله بترقّب ..
الدكتور بعمليه: هو إتنقل لهنا ف حاله خطره و مقدرش اقول عدينا الخطر ده دلوقت إلا ع الاقل اما يعدّى الساعات الجايه و نباشر حالته حتى لو مفاقش دلوقت
مالك بترقّب: مفاقش دلوقت ؟ هو فيه ايه بالظبط ؟
الدكتور: هو كان معاه نزيف ع المخ من اثر الخبط على دماغه و الحمد لله قدرنا نوقف النزيف بس
مالك قاطعه: خبط على دماغه ؟

الدكتور بتفكير: انا بعتقد ان زياده ع الحادثه إنه إتعرض لضرب على دماغه .. لإن الصدمات اللى ف دماغه دى كتيره و كبيره و كذا خبطه ف برجّح ده
مالك أخد نفس طويل و نفخه بعنف: يا كلاااب
الدكتور بصّله بتركيز و مالك: طب و حالته وصلت لفين ؟
الدكتور: زى ما قولتلك احنا وقفنا النزيف و عالجنا إصاباته بس مستنين الاشعه اللى عملناهاله ع المخ نشوف تأثير ده عليه و حاليا
مالك: حاليا ده احنا هننقله القاهره ده فى خطوره عليه ؟
الدكتور سكت شويه: هو يكون افضل بس الافضل إنتظر كام ساعه كمان
مالك هز راسه و الدكتور سابهم و مشى و مالك نزل برجليه ع الارض قدام غرفة العمليات و سند راسه لورا ع الحيطه ..
شويه و يونس خرج من العمليات و كلهم إتصدموا من منظره و ملامحه اللى مش باينه من الحادثه .. اخدوه ع العنايه و مالك راح وراهم معاهم ..

خليل بضيق: يا باشا هو اللى عامل زى القطط بسبع ارواح .. نفد منها بس اصبر هو
عزّام بحده: انا مش هصبر لحد ما الاقيه مطربق الدنيا على دماغنا
خليل: احنا إتصرفنا زى ما قولت و اديك شايف اللى حصل
عزّام سكت شويه بتفكير: طب إسمعنى كويس و ركز عشان المرادى مفهاش فرصه
خليل بترقّب: حاضر

مالك عند يونس ف المستشفى .. بعد ما نقلوه العنايه خرج عمل تليفون للمستشفى العسكرى ف القاهره تبعهم و شرح حالته للدكاتره هناك و طلب إسعاف طبيه و مجهّزه تنقله عندهم و بالفعل بعتوله ..
قفل معاهم و رجع ليونس تانى .. عدّى عليه كام ساعه زى ما الدكتور قاله بعدها نزل المستشفى خلّصله اجراءات الخروج و كانت الاسعاف وصلت ف اخدوه و إتنقلوا بيه ..
حازم: مالك انت خليك معاه و احنا
مالك بضيق: لاء خلينا زى ما جينا كل واحد ف عربيته .. عشان نبقا حواليه لو حصل اى حاجه ع الطريق
حازم و هو رايح على عربيته: طب يلا و انا وراك
امنيه راحت مع مالك على عربيته و حازم و عمر عربيتهم و اخدوا طريقهم ..

ف بيت مالك أمه رايحه جايه بقلق و كل شويه تمسك تليفونها تبص فيه و تسيبه ..
ياسين أبوه بإستغراب: مالك فى ايه ؟
أمال عيونها دمّعت: معرفش قلبى واكلنى على ولادى قوى
ياسين: يا ستى ف شغلهم و انتى عارفه قلقانه من ايه بقا ؟ ربنا معاهم
امال: مش عارفه بس قلبى متشحتف عليهم
ياسين: هو فهد قالك مش جاى دلوقت ؟
امال: لاء .. كلمنى طمنى عليه إنه عند عُدى صاحبه و هيسهروا شويه بمناسبة شغلهم الجديد و يمكن ميرجعش الليلادى.

ياسين: مع إنه مبيباتش برا و أخوه مش بايت ف البيت
امال: مانا مرضيتش اقوله إن مالك إتصل قال هيبات برا
ياسين بإستغراب: طب ليه ؟ اهو ع الاقل كان جاه و كنتى تهدى شويه بدل مانتى رابكه الدنيا كده
امال بضيق: معرفش بقا .. اهو قولت خلّيه يغير جو شويه و طالما مع صحابه مفيش مشكله .. اهو بكره يمسك شغله و يهلكه زى مالك و مش هيلحق حتى ياخد نَفسه
ياسين بحب: ربنا معاهم و يراضيهم يارب
امال دمّعت: و لا يحرمهم من بعض و يفضلوا طول عمرهم زى الإيدين ف الجسم مفيش فيهم اللى يستغنى عن التانى ..
أبوه بصّلها كتيير و هى قامت: انا هقوم اصلى عقبال ما نيجى ننام

دخلت تصلى و ف صلاتها فجأه شمّت ريحة غاز ملت الشقه بكثافه و قبل ما تتحرك سمعت صرخة أبوهم بتهز البيت ..
فتحت الباب و بتطلع لقت النار بتحلّق عليها و تهاجمها من كل ناحيه و مهما تحاول تتدارى النار بتقرّب منها ..
حريقه مسكت ف البيت كله من اوله لأخره بكل اللى فيه و صرخاتهم بتعلى بجنون من جواه و النار حواليهم بتشد عليهم و تزيد لحد ما قضت على كل حاجه ف المكان اللى بقا رماد بيهم ..

الناس إتلمت برا ع البيت و الكل بيحاول يعمل حاجه بس الوضع كان اكبر من السيطره ..
حد من الجيران إتصل على مالك مردش ف كلّم فهد اللى جاه جرى و إتصل على مالك ..
مالك: فهد انا ع الطريق و
فهد بيصرخ: إلحقنى يا ماااالك .. ماتوا يا مالك ماتوا
مالك إتجمّد مكانه ف العربيه و عقله مش عارف يستوعب الكام كلمه اللى إتحدفوا على قلبه ..
فهد بيصرخ بجنون: البيت بيولع يا ماالك .. البيت وقع من الحريقه .. رااح و هما جوااه
مالك مش عارف يستوعب .. او بمعنى اصح مش عايز يستوعب الكلام .. بيت مين اللى بيولع ؟ و مين اللى راحوا ؟

رافض حتى يسمع ف قفل من غير وعى و داس بنزين عربيته و طار ع الطريق اللى كان خلاص قرّب يوصل ..
كان بيسوق بجنون و عدّى الاسعاف و طار .. حازم و عمر اخدوا بالهم منه و إستغربوا إنه حتى لو بيعمل كده عشان يونس ف هو ساب الإسعاف و عدّاها ..
حاولوا يكلموه بس معرفوش يوصلوله لإنه مردش ف إتحركوا ورا عربيته بنفس سرعته لحد ما لقوه واخد طريق بيته ف فهموا ان فى حاجه حصلت ..
مالك مكنش ف وعيه .. مسك موبايله و كلّم فهد تانى
فهد بيصرخ بهيستريا من غير كلام ..

مالك بتوهان: خد أبوك و أمك و اخرج من البيت
فهد صريخه بيزيد و مالك كإنه مش سامعه: خدهم و امشى .. ملكش دعوه بحاجه .. انا جاى .. انا هخلّص .. انت امشى بيهم
فهد إنهار: خلاص يا ماالك .. خلاااااص
مالك ضرب رجله ف العربيه بعنف: إتحرررك .. اخلص .. انت بتعيط ليه ؟ انت مش رااجل ؟ انت راجل فاااهم ؟ هتلحقهم

مالك قطع كلامه مع وصوله للشارع بتاعهم اللى مقدرش يكمّله من الدخان اللى معبّق الجو ..
ركن عربيته و نزل منها زى التايه من المنظر حواليه .. رجله مش شايلاه .. مش عارف يتحرك خطوه .. بيقدّم خطواته ببطئ قوى كإنه خايف يوصل .. كل اللى حواليه بيبصّوله بنظرات هو فاهمها كويس و يمكن ده اللى خلّاه يغمض عينيه عشان ميشوفهاش او عشان ميصدقش او يمكن عشان كان لسه جواه امل بس الامل ده إنهار بمجرد ما وصل قدام البيت و لمح المنظر ..

مالك نزل برجله ع الارض و عينيه زايغه بتوهان ع البيت اللى من شدة الحريقه تقريبا وقع و إتدمّر ..
فهد راح عليه و نزل جنبه بصوت إتنبح: راحوا يا مالك .. سابونا .. انا سيبتهم شويه و هما سابونا خالص ..
مالك وقف بجمود و بصّ لأخوه بحده و شده وقّفه و _____



look/images/icons/i1.gif رواية مخابرات خلف الأسوار
  05-11-2021 11:03 صباحاً   [2]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل الثالث

مالك ركن عربيته و نزل منها زى التايه من المنظر حواليه .. رجله مش شايلاه .. مش عارف يتحرك خطوه .. بيقدم خطواته ببطئ قوى كإنه خايف يوصل ..
كل اللى حواليه بيبصّوله بنظرات هو فاهمها كويس و يمكن ده خلّاه يغمض عينيه عشان ميشوفهاش او عشان ميصدقش او يمكن عشان كان لسه جواه امل بس الامل ده إنهار بمجرد ما وصل قدام البيت و لمح المنظر ..
نزل برجله ع الارض و عينيه زايغه بتوهان ع البيت اللى من شدة الحريقه تقريبا وقع و إتدمّر ..

فهد راح عليه و نزل جنبه بصوت إتنبح: راحوا يا مالك .. سابونا .. انا سيبتهم شويه و هما سابونا خالص ..
مالك وقف بجمود و بصّ لأخوه و شدّه وقّفه بحده: اقف على رجلك .. متنخّش كده .. انت راجل و الراجل اقوى من ان حاجه تخلّيه يوطى راسه كده
فهد دموعه من كترتها مخلياه مغمض عينيه بقهره و مالك قرّب مسك وشه بوجع و مش عارف يقول ايه ف صرخ بصوته كله و شدّه حضنه بعنف و فهد ضمّه اكتر و دموع قهرتهم بس اللى بتنطق نيابة عن الموقف ..

حازم و عمر قرّبوا منهم و من لمحه سريعه للموقف قدروا يفهموا خاصة ان الجيران كانوا طلبوا المطافى و ساعدوهم يطفّوها و إبتدى الكل يدخل البيت من جوه بس مفيش شئ يمكن إنقاذه ..
حازم اخد موبايله و اتصل على حد يبعتلهم نجده تشوف الوضع ..
و امنيه قرّبت منهم و نزلت جمبهم ع الارض و لفّت دراعها حوالين مالك اللى ضامم فهد بعنف و شهقاتهم بتعلى .. ملقتش كلام تقوله ف شاركتهم دموعهم ..

شويه و وصلت كذا عربية نجده و نزل منها ناس متخصصين للمواقف اللى زى دى و دخلوا البيت و إبتدوا يتحركوا بحذر و يفتشوا فيه ..
و شوية و طلعلهم واحد منهم و حازم بسرعه راح عليه بحيث ميوصلش لعند مالك ..
و الراجل هزّ راسه بأسف: للإسف مفيش حاجه ممكن تتلحق خالص ف البيت كله بأدواره .. فى جثث و على ما اعتقد اتنين و صعب يتنقلوا من المكان .. دول مفهومش جسم اصلا
فهد صرخ صرخه مكتومه هزّت جسم مالك اللى كتم ملامح وشه بألم و شدد على ضمّته و وقف بيه ..

مالك بصوت بيطلع بالعافيه: خلاص انا هكلم حد مختص من المعمل الجنائى يتصرف
الناس مشيت بعد ما روّقت البيت على قد ما قدروا و مالك كلّم حد تبعه جاله و فعلا بصعوبه قدر يخرّج جثثهم اللى مكنتش اكتر من عضم و مفصّل عن بعضه ..
مالك غمض عينيه بعنف و هما نقلوهم لعربية المستشفى ..
حازم قرّب منه بحزن: حبيبى تعالوا عندى
مالك هز راسه بوجع و امنيه قرّبت منه: تعالى عندنا .. بابا اصلا كلّم حد جهّز البيت .. حتى عشانهم و تخرج بيهم من عندنا و عشان الدفنه و العزا و كده و لحد ما توفروا مكان ليكم .. و لا ايه ؟

اللوا صالح و هو بيقرّب منهم: هى دى فيها و لا ايه ؟ طبعا هيجى هو بمزاجه ؟
عمر بحزن: ع الاقل عشان فهد يا مالك .. مش هتفضلوا ف الشارع كده
مالك اخد نَفس طويل و كتمه كإنه بيكبس بيه الآلم: لاء هروح بيهم المستشفى
حازم بذهول: مستشفى ؟ مستشفى ايه يا مالك ؟ ده .. ده
اللوا صالح قرّب منه بحزن: حبيبى
مالك بصوت مبحوح: هطلّع اذن الخارجه و تصاريح الدفن و اخلّص كل حاجه هناك و الغُسل و اطلع بيهم
امنيه: بس

مالك سابهم و إتحرك بفهد اللى مكلبش ف حضنه زى العيل الصغير و اخده على عربيته و إتحركوا و عربية المستشفى إتحركت معاهم و الكل إتحرك وراهم ع المستشفى ..
وصلوا و دخّلوا الجثث و مالك كلّم دكتور يشوف فهد اللى تقريبا مبقاش قادر حتى ينطق و ساكت بتوهان ..
الدكتور حاول يشوفه بهدوء و بصّ لمالك بحزن: دى صدمه نفسيه و اكيد عارف من الوضع اللى حواليه .. انا هديله إبره مهدئه و هينام شويه لحد ما تشوفوا هتعملوا ايه
حازم: طب نخليها بعد الدفنه ؟

مالك بجمود: لاء .. هو اهم دلوقت .. يرتاح الاول بعدين اى حاجه تيجى
مالك إتحرك بفهد اللى كان زى الآله ف حضنه و لافف دراعه حواليه و واخد راسه على صدره و دخل بيه غرفه و الدكتور دخل معاهم إداله مهدئ و علقله محاليل و خرج و شويه و هو نام ..
مالك شاور للكل يستناه برا و خرجوا و هو هنا ضمّه لحضنه و سمح لدموعه تنهار بعد ما كان مجمّدها بتوهان ..
عيّط بكسره و هو ضمّه و منتبهش حتى لجسم فهد اللى بيتهز ف حضنه و بيشاركه ..
فضلوا كتير ع الوضع ده لحد ما فهد نام من تأثير المنوم و مالك جنبه ..

عند احلام ف بيتها دموعها نازله بحزن و مش مبطله عياط ..
رؤوف أبوها بحزن: انا رايح لمالك المستشفى .. كلمت حد من جيرانهم اللى راح وراهم و عرفت منه عنوان المستشفى و ان الجنازه كمان شويه
عبير: و هو مردش ليه ؟
رؤوف بصّلها بصدمه: واحد أبوه و أمه ماتوا و بالطريقه دى هيبقا فيه حيل يرد على حد ؟ احنا كان المفروض عرفنا بدرى عن كده و روحناله من وقتها بس لولا إنى لسه جاى من الشغل و انتى لسه قايلالى .. معرفش متصلتيش بيا ليه ؟

عبير بضيق: انا ايش عرّفنى ؟ انا سمعت من اختى ان الشارع عندهم مقلوب عشان حريقه ف بيت مالك و كلهم مشيوا و معرفش راحوا على فين
رؤوف إتنرفز: بردوا كان لازم تكلمينى
احلام وقفت بعياط: انا جايه معاك
عبير وقفت قصادها: رايحه فين ؟ دى دفنه و جنازه يعنى مقابر .. ايه اللى هيوديكى انتى ؟ ثم ان مفيش حريم اصلا معاهم ف مش عارفين العزا هيبقا فين و لا هيبقا اصلا فى عزا و لا لاء ..
احلام بحزن: لا انا مش هسيب مالك ف وقت زى ده
عبير: مش دلوقت .. مرواحنا مالهوش لازمه دلوقت ..اما أبوكى يبقا يروح يبقا يعرف و يقولنا
رؤوف بص لأحلام اللى سكتت ف مشى بضيق: براحتكم

مشى و سابهم راح ع المستشفى .. سأل عن مالك و عرف إنه مع فهد ف غرفته ف راحلهم .. خبّط خبطه خفيفه ع الباب و دخل ..
مالك شافه ف شاورله على بوقه و حاول ينسحب بهدوء من جنب فهد اللى بمجرد ما إتحرك جسمه إتنفض و كلبش فيه ..
رؤوف شاورله يبقى و قعد هو جنبهم ..
مالك بص ناحية الباب بترقّب كإنه كان مستنى حد بس غمض عينيه بوجع و غصب عنه عيونه دمّعت ..

رؤوف بصّله بإحراج: احلام و أمها كانوا جايين معايا .. بس انا قولتلهم مش وقته دلوقت .. مفيش حريم و وجودهم مالهوش لازمه خاصة إننا هنطلع ع الدفنه على طول
مالك هزّ راسه و سكت و رؤوف بصّله بحزن: المهم شوف هتعمل العزا فين و انا هبلّغهم عشان حتى يبقوا مع الناس
مالك سكت كتير: بعد الدفنه هشوف الدوّار اللى تبعنا و اكلم الناس تفرشه و مش هاخد العزا إلا على بكره
رؤوف: احسن اهو ع الاقل يكون اهلكوا ف البلد وصلوا.. انت بلغتهم صح ؟

مالك هزّ راسه و رؤوف سكت شويه: انت هتاخدهم على فين ؟ قصدى يعنى ان البيت .. قصدى إنه
مالك غمض عينيه قوى و قبل ما يرد رؤوف سبقه: تعالوا على عندى .. هخلّى احلام و أمها يجهزوا البيت و إستقبلهم عندى ماهو بيتك بردوا
مالك سكت كتير: سيبها على الله
رؤوف طبطب على كتفه و فضل جنبه كتير لحد ما طلع دكتور من المستشفى لعنده و مالك شاورله يستناه برا و خرجله ..
الدكتور: احنا هندخّلهم للغُسل و زى ما طلبت منى ابلغك قبلها
مالك هزّ راسه: انا جاى معاك إسبقنى و هحصّلك
الدكتور نزل و مالك دخل تانى عند فهد اللى جسمه بيتشنّج و يلين لوحده .. ميّل على راسه باسها بهدوء و خرج و رؤوف خرج وراه ..

رؤوف بحزن: انا نازل معاك
مالك: لا معلش عايز ابقى لوحدى
مالك سابه و نزل سأل عن مكانهم و راحلهم .. وقف بجمود قدام غرفة الغُسل .. متجمّد مش عارف ياخد خطوه زى اللى متلجّم .. لحد ما حازم قرّب منه و حط إيده على كتفه و مالك إنتبه ف مسح عينيه اللى محسش بيها و شاورله يفضل و دخل هو ..
دخل و قفل الباب وراه و سند ضهره ع الباب و رفع راسه لفوق و غمض عينيه .. وجع الدنيا كله حسّه بس ف اللحظه دى .. كإن النار اللى مسكت فيهم مسكت ف قلبه و حرقته معاهم ..

قرّب بخطوات تقيله ناحية سرايرهم و الدكتور قرّب منه بحذر: مالك باشا .. اذا حابب خلينى انا اعفيك من المهمه دى و انت ع الاقل باشرنى من بعيد
مالك هزّ راسه يمين و شمال و من عنف هزته دموعها كلها جريت تتسابق ..
قرّب من أبوه و إبتدى الغُسل و الدكتور بيساعده و بيناوله بس اللى يحتاجه بعد ما مالك رفض حتى يلمسه ..
خلّص و لفّه بكفنه و كان الدكتور وفّرله حد من المستشفى خاص بغُسل الحريم ..
مالك شاورلها على أمه و هى قرّبت منها و إبتدت تغسّلها لحد ما خلّصت و لفّتها بكفنها ..
مالك شاورلها تخرج و راح بهدوء إتوضى و فضل جنبهم يصلى لحد ما حس قلبه بيهدى او ع الاقل بيحاول يهدى ..

قرّب منهم ببطئ باس جبينهم و غطى وشهم و قبل ما يتحرك سمع صوت فهد برا ف خرج بسرعه ..
فهد حضنه من غير و لا كلمه و مالك ضمّه عليه: متخافش انا مرضتش نطلع بيهم إلا اما تبقا كويس
فهد بعفويه إبتسم من بين دموعه: الحمد لله .. كنت خايف مشوفهومش ..
مالك غمض عينيه بألم و فهد صوته طلع مهزوز: هو احنا مش هنشوفهم تانى يا مالك ؟

مالك طبطب على كتفه اللى ضمّه بدراعه: فهد لازم تبقا اقوى من كده .. انا معاك و جنبك و مش هسيبك .. إستقوى بيا عشان انا كمان اعرف استقدر ع اللى جاى بيك .. لازم تبقا اقوى من كده
فهد هزّ راسه و مالك بصّله بقلق و بص ع الغرفه اللى هما فيها: لو مش هتقدر بلاش و
فهد بسرعه: لالا مره واحده .. دى اخر مره يا مالك بس عايزك معايا .. متسبنيش
مالك حاول يهديه بس دموعه خانته: انا امتى سيبتك يا اهبل ؟ ده انت إبنى مش اخويا.

فهد سكت و مالك إتحرك بيه للغرفه و دخل .. فهد غمض عينيه بمنتهى العنف و بسرعه لفّ وشه و دفنه ف صدر مالك و بقا يهزّ راسه ف حضنه بعنف: لالالاا خرّجنى يا مالك .. عايز اخرج .. خرّجنى
مالك لفّ بيه من مكانه و خرج و هو ف حضنه .. قابله اللوا صالح ف مالك شاورله ف رجع معاهم ..
خرجوا من المستشفى وقفوا قدامها دقايق و الكل خرجلهم و كل شويه حد يزيد عليهم ..

يونس جوه كان فاق من شويه و الدكتور دخله إتطمن عليه و خرج و مقالهوش حاجه ..
شويه و الممرضه دخلتله تعلّق له محاليل ..
يونس إستغرب نا محدش بيدخله: مفيش حد هنا و لا ايه ؟
الممرضه: حاليا طالعين بالجنازه مع مالك باشا و
يونس إتنفض ف قام بسرعه من السرير: جنازة ايه ؟ مالك فين ؟ جراله ايه ؟ مين اللى مات ؟ مالك ماله ؟
الممرضه: أبوه و أمه اللى جوم هنا ف حريق بس
يونس مستناش يسمع و برغم حالته خرج جرى بيقوم و يقع لحد ما خرج .. الدكتور كان خارج يبلّغ مالك ب إنهم جاهزين للخروج بس اما قابل يونس وقف و رن على مالك ..

مالك برا شاف موبايله ف إنسحب بهدوء من حضن فهد اللى لسه هيتكلم مالك سبقه: خليك مع الناس هنا بلاش تدخل انا هتصرف
فهد سكت و مالك سابه و إتحرك لجوه و عمر و حازم و حمزه راحوا وراه ..
دخل و إتفاجئ بيونس مقابله ف الطرقه بتاعة المستشفى ف راح عليه بقلق ..
مالك صوته إتخنق بدموع: انت ايه اللى قوّمك من سريرك ؟
يونس متكلمش بس إتحدف ف حضنه و مالك زى ما يكون كان محتاج الحضن ده بالذات ف الوقت ده ..

يونس كان سمع من الدكتور اللى حصل: البقاء الله يا صاحبى
مالك دموعه نزلت و شهقاته هى اللى ردّت و يونس رفع وشه و بصّله قوى: معرفتش دى حادثه و لا
مالك هزّ راسه بعنف: انا يدوب وصلت و جيبتهم على هنا و لسه مخرجتش
يونس بغلّ: و رحمة أبوك و أمك ما هنسكت
مالك الكلمه وجعته قوى يمكن لإنها لسه جديده عليه ف سكت ..

و يونس إتحرك معاه: يلا
مالك بذهول: يلا فين يا غبى انت ؟ انت فاكر نفسك هتعمل ايه ؟ انت مش شايف حالتك ؟
يونس بنفاذ صبر: متحاولش عشان مش هسيبك .. هو انا عمرى سيبتك عشان اسيبك ف وقت زى ده ؟
مالك محاولش يعترض تانى .. يمكن عشان شافه مصمم .. او يمكن عشان كان محتاج تصميمه ده .. مش عارف .. بس اللى عارفُه كويس قوى إن يونس يمكن اقرب من فهد .. صحاب دراسه و جيره و شغل و سفر و عُمر بحاله ..

مالك مشى و يونس و حازم و عمر و حمزه إتحركوا وراه لحد ما وصلوا آخدوا النعش و خرجوا كل اتنين بخشبه ..
إتحركوا و الكل إتحرك وراهم و اخدوا عربياتهم و مشيوا .. وصلوا المقابر و خلّصوا الدفن و مالك صمم يفضل هناك شويه .. الكل مشى و فضل هو و بقى معاه بس يونس و فهد و شويه و مشيوا كلهم ..

مالك بصوت مبحوح: يونس هوصّلك المستشفى و هسيب فهد معاك عشان هو كمان لازم يفضل انهارده و همشى و شويه و هرجعلكم
يونس: لاء طبعا انا
مالك إتكى على كلامه بخنقه: هوصّلك الزفت و مش عايز كلمه زياده
يونس سكت بضيق و دوّر وشه و مالك سكت شويه: هعمل كام مشوار و هحصّلكم
يونس فهمه: طيب خلينى جنبك
مالك بص على فهد اللى كان شبه تايه و رجع بصّله و سكت و يونس فهم إنه عايزُه يبقا مع فهد لحد ما يرجع ف خبط فهد على إيده: خلاص اللى تشوفه و انا الواد ده هنظبّط نفسنا متقلقش
فهد إبتسم ربع إبتسامه و بص لمالك: مش هتأخر صح ؟
مالك بشرود: سيبها على الله
مالك وصّلهم المستشفى و سابهم و مشى ..

عند احلام ف البيت ..
احلام بزعل: يا ماما ازاى بس يعنى ؟ يعنى ايه انتى تروحى و انا لاء ؟
عبير: هو مفيش اصلا عزا حريم و لا فى حد من اهلهم لسه جاه
احلام بضيق: طب ما انتى رايحه اهو
عبير: انا رايحه عشان أبوكى صمم نزورهم ف المستشفى عشان فهد هناك.

احلام بإصرار: خلاص انا كمان اسأل عليه
عبير بنفاذ صبر: و بعدين بقا
رؤوف من وراهم: انا مش فاهم انتى مش عايزه تخليها تروح ليه ؟ لعلمك هى المفروض تروح قبلك .. هى خطيبته و ف حكم مراته يعنى هى اللى لازم تبقا جنبه ف الوقت ده و ف الظروف دى
عبير بقلق: اهو عشان حكاية خطيبته و ف حكم مراته دى انا بقول لاء .. انت مش سامع الناس حواليهم بيقولوا ايه .. ده الكل بيقول ان الحادثه مدبره
رؤوف تهتهه: يا ستى ده كلام و
عبير: امال لقيوا كل الانابيب دى ف البيت ليه ؟ الناس اللى دخلت تطّفى البيت ف الحريقه قالت إنهم لقيوا ف البدروم اكتر من عشر انابيب .. عارف ده معناه ايه و لا مش عارف ؟

رؤوف بضيق: ده قضاء و قدر .. عمرهم انتهى لحد كده و ربنا حط ده سبب
عبير بإصرار: و اما بنتى يجرالها حاجه هتعرف تقول قضاء و قدر ؟ انا مش هعرف استحمل ده و لا هقدر اقول عمرها و خلص .. مالك ظابط و اهو فهد كمان خلّص و بقا زيّه و اكيد لهم مشاكل مع حد و لا قضايا .. اضمن منين بنتى تسلك من ده كله ؟
رؤوف بذهول: هو انتى لسه عارفه إنهارده الكلام ده ؟ و لا لسه واخده بالك ان خطيبها ظابط ؟
عبير بضيق: امال انا مكنتش راضيه من الاول ليه ؟ بس بنتك اللى صممت عليه ف ع الاقل خلينا بعيد لحد ما ظروفه تهدى شويه و يحل مشاكله
رؤوف بص لاحلام اللى إبتدت تعيط و سكتت ..
عبير سكتت شويه: شويه بس الوضع يهدى و يشوف اذا كان فعلا حد ورا اللى حصل و اكيد لو حاجه هتبان و هو هيعرف يحلها و بعدين يبقا يحلها ربنا

رؤوف سكت و هى كملت لبس و اخدته و خرجوا ع المستسفى ..

مالك بعد ما وصّل فهد و يونس المستشفى و مشى كلّم حد جاله و آخده و راح ع البيت ..
بذل مجهود نفسى فوق الطبيعى عشان يعرف يدخل البيت من تانى و هو بالمنظر ده .. فتّش البيت حته حته و فعلا شاف كذا انبوبة غاز محدوفه من سور البيت لجوه و مفتوحين !
شاور للى معاه يدخل وراه و دخل ..
مالك بجمود: عايز اعرف كل حاجه .. كل حاجه و اى حاجه تخص الحريق ده سواء قبله او بعده .. كل تفصيله مهما كانت تجيبهالى
ياسر بفهم: حاضر
مالك سكت شويه: و زى ما فهّمتك ده مش بشكل قانونى .. دى حاجه شخصيه منك ليا .. يعنى لا رسمى و لا تقارير و لا حاجه تطلع لحد برانا احنا الاتنين
ياسر بترقّب: انت بردوا مش هتبلّغ ؟

مالك بجمود: لاء
ياسر سكت شويه: بس فى حد من النيابه هيجى يعاين المكان و
مالك: إديله قرشين و خلّيه يقفّل الاجراءات
ياسر: زى ما تشوف
مالك: خلّص و اول ما توصل لحاجه كلمنى
هز راسه و شويه و مالك شاورله مشى و قعد بعده كتير و الاخر خد عربيته و مشى .. راح الاول إتفق مع حراسه مخصوص حطّها على أخوه و حراسه على يونس .. بعدها راح ع المستشفى ..

وصل المستشفى و قبل ما يطلع موظف الإستقبال نده عليه و مالك راحله ..
الموظف: فى حد ساب لحضرتك الظرف ده
مالك بصّله بغموض: ساب إسمه ؟
الموظف: لاء بس قال إنك تعرفه
مالك اخده منه و هزّ راسه و مشى: متشكر
إتحرك بعيد شويه و فتح الظرف بترقّب و هنا لمح جواه صور .. مسكهم فضل يقلّب فيهم واحده ورا التانيه كذا مره ورا بعض .. بيقلّبهم مره ببطئ و مره بسرعه لحد ما كزّ على سنانه بغلّ: ااه يا ابن الكلب و رحمة أبويا ما هسيبك

مالك رجّع الصور للظرف و لمح صوره منهم له و هو ف غرفة الغُسل مع جثث أبوه و أمه مكتوب على ضهرها
" لسه فيك حيل يا إبن الهجّام و واقف على رجلك طب و الله كويس و عجبتنى على فكره .. بس ابقى خد بالك عشان مره تانيه و رجلك اللى شالتك المرادى هكسرهالك المره الجايه لو خطت عندنا و كويس إنك سيبت معاك يونس و فهد عشان يفضلوا يفكرّوك إنك لسه مخسرتش كل حاجه و عندك اللى ممكن تخسره "
مالك كزّ على سنانه بعنف و بعد ما كان هيطلع للمستشفى رجع و اخد عربيته و خرج ..
إتصل على حد و هو ع الطريق: زفت فين ؟

اللى ع تليفون: خليل ؟ انا براقبه زى ما قولتلى و هو زى ما قولتلك بقاله يومين متحركش من الفندق لدرجة شكيت إنه هرب بس دخلت و بعتله جرسون إتأكدت إنه لسه جوه
مالك بجمود: اقفل معايا و إبعتلى عنوانه بالظبط
قفل و ثوانى و جاتله رساله بالعنوان و هو إتحرك عليه ..
ركن عربيته و دخل بعنف و قابل الراجل اللى إداله رقم غرفته ف طلع عليها ..
خبط بهدوء مميت ع الباب و خليل فتح بحذر و اول ما شافه إتنفض مكانه ..

مالك بغموض: إتحرك معايا
خليل: يا باشا انا
مالك إتكى على كلامه: هتنزل معايا بهدوء و لا هتنزل بردوا بس
خليل بسرعه: لالا جاى
مالك شدّه بحده لبرا و قفل الباب و مشى و هو مشى وراه برعب لحد ما نزلوا ..
مالك زقّه بعنف من غير كلام ع العربيه يركب و ركب هو كمان و إتحرك بسرعه مُخيفه لحد ما وصلوا على مكان على طريق مهجور ..

ركن و لفّ فتح الباب و شدّه بعنف و ضربه ف وشه بوكس ورا التانى ورا التالت ورا العاشر و كإنه بيخرّج كل اللى بيحاول يكتمه جواه من قبل حتى ما يرجع و يشوف الحريق .. من ساعة ما راح ليونس المستشفى ..
خليل وشه كله بيجيب دم: فى ايه يا باشا ؟
مالك بقهره: مين اللى بيحركّك يالا ؟
خليل بينهج: يا باشا انا
مالك بيتكلم و هو بيضربه: انا عارف إنك مش شغال لحسابك و لا ده شغلك اصلا ف إنجز و قولى شغال لحساب مين ؟

خليل مش عارف حتى ينطق و مالك حدفه بعنف ع الارض: انا عارف ان مش انت اللى ورا قتل أبويا و أمى و اللى متداريين وراك هما اللى عملوها .. عملوها و إتداروا وراك زى ماهم متداريين وراك ف شغلهم و تهريب السلاح و اخرهم العمليه اللى انا روحتلكم فيها
ف انا بقا كل اللى عايزُه منك هما مين ؟ توصّلنى بيهم و انا هخرّجك ما بينا .. عرفت عايز منك ايه ؟
خليل بخوف: محدش ورايا .. انا .. انا
مالك ضربه برجله بعنف و هو ع الارض: هحميك منهم لو دلّتنى عليهم
خليل الكلام طلع غصب عنه: كنت حميت نفسك انت .. كنت عرفت تحمى أبوك و أمك حتى .. هتعرف تحمى اخوك ؟

مالك إتجمّد مكانه بعنف من مجرد سيرة أبوه و أمه، تهديده بفهد فزعه، هو بيحاول يستحمل الخساره ف أبوه و أمه بس فهد لااء، مش هيقدر !
قرّب منه وقّفه و ضربه ف وشه و كل ما يقع يوقّفه و الاخر رفعه من ع الارض مسكه من رقبته و إتحرك بيه لمكان جنبهم فتحه و حدفه بعنف ع الارض ..

مالك بنبره مخيفه: مبديش حد فرص بس ده دم أبويا و أمى اللى و رحمتهم لو عدّى إنهارده عليك من غير ما اوصلهم لا ادفنك تحت رجلك بس بعد ما احرقك حى لإنى هعتبرك انت اللى عملت كده ..

مالك موبايله رن ف بص فيه بضيق و نفخ و خرج و قفل الباب عليه و إتصل على حد جاله ..
مالك بتحذير و هو ماشى: مش لو خرج .. لاء لو شاف نور ربنا برا هخليك انت متشوفش تانى ..

شويه و موبايله رن تانى ف فتح بضيق ..
اللوا صالح: انت فين يا مالك ؟ انا روحتلك المستشفى و عرفت إنك مش هنا
مالك بضيق: شويه و جاى
اللوا صالح: ايوه يعنى فين ؟ و ازاى تسيب أخوك ف الظروف دى لوحده ؟
مالك بقلق: حصل حاجه ؟
اللوا صالح: لاء بس إستغربت إنك مش معاه خاصة ف وقت زى ده .. ده حتى حماك و حماتك هنا و مش عارفين يوصلولك
مالك نفخ براحه: طيب انا ع الطريق لعندكم.

قفل و كمّل طريقه للمستشفى لحد ما وصل .. دخل و بيحاول يدارى بس الغلّ اللى على وشه نطق عنه ..
اللوا صالح راح عليه: فى حاجه جديده حصلت ؟
مالك وشه مفهوش تعبير: و الله المفروض انت اللى تقولى .. انا من امبارح هنا
اللوا صالح بضيق: قصدى حد كلمك ؟
مالك ببرود: لاء
اللوا صالح بصّله قوى و مالك دوّر وشه و قبل ما حد فيهم يتكلم حماه و حماته راحوا عليه و مالك بصّله بحذر يسكت ..

عبير بحزن: البقاء الله يا مالك
مالك إتلفّت حواليهم و معاهم و خد نَفس طويل قوى بإحباط و كتمه .. مقدرش حتى يرد ف هزّ راسه و سكت ..
عبير بإحراج: معلش يا مالك .. احلام كانت هتيجى معايا بس وقعت من طولها من وقت ما جالنا الخبر و من ساعتها راقده .. انت عارف المرحومه كانت غاليه عندها ازاى
مالك غمض عينيه بقهره و إتكلم من غيرما يبصّلها و من غير حتى ما يفتّحهم: و لا يهمك

اللوا صالح بصّلهم قوى بذهول و رجع بص لمالك و إتحرك بيه خطوات بعيد عنهم: فى حاجه و لا ايه ؟
مالك بهدوء: لاء عادى
اللوا صالح بضيق: ازاى يعنى خطيبتك و مش جنبك ف وقت زى ده ؟ دى واحده هتشيل إسمك
مالك حاول يكتم ألمه: لا هى كلمتنى و انا قولتلها بلاش تيجى .. خليها بعيد لحد ما اشوف الامور هترسى على ايه
اللوا صالح مقتنعش: خلاص انا همشى دلوقت و هبقا اعدّى عليك تانى
مالك هزّ راسه و سابه و طلع عند فهد و هو مشى بقلق لحد ما خرج ركب عربيته و إتحرك و إتصل على حد ..
اللوا صالح: هاا خرّجته ؟

الراجل: اه .. ده كان هيموت ف إيده .. وشه كله متدمّر و دماغه مفتوحه و غرقان ف دمه
اللوا صالح بضيق: خده ع القسم زى ما قولتلك و هناك هيقابلك الرائد محمد انا متفق معاه هو فاهم الموضوع ف هيتصرف
الراجل بقلق: طب لو مالك باشا
اللوا صالح بغيظ: إخلص الاول إتصرف قبل ما الباشا يرجعله يخلّص عليه و بعدين نبقا نشوف هنعمل ايه مع زفت
الراجل: حاضر
اللوا صالح قفل معاه و راح ع الجهاز و الراجل قفل و اخد خليل ع القسم زى ما قاله و هناك قابل الرائد محمد اللى فتحله المحضر اول مره و إدهوله و قاله يتصرف زى ما اللوا صالح قاله ..

مالك فضل كتير ف المستشفى جنب فهد .. فهد نام و مالك إنسحب من جنبه بهدوء و وقف ف البلكونه ولّع سيجارته و شرد كتير ف اللى فات و اللى جاى و اللى ممكن يجى تانى ..
حس ان الامور بتتصاعد معاه بسرعه مُريبه .. إفتكر اللى عمله و خطوته إنه خد خليل و مش عارف اللى عمله ده هيوديه لفين ..
إفتكر كل اللى حصل ف القسم و إنهم خاطروا و خرّجوه بس عشان المهمه تكمل .. يعنى حاليا لازم يبقى برا مهما كان و محدش هيسكت و بردوا عشان المهمه !

و بمجرد ما إفتكر ده جات على باله و إفتكر ملامح مقابلته لها .. تهورها .. جنونها .. نرفزتها .. عصبيتها .. ضحكتها .. تتنيحتها اللى طلعت اول ما شافته ..
مالك غمض عينيه لثوانى و بيفتّحهم حواليه بشرود لمحها داخله من مدخل المستشفى و مش عارف متهيأله و لا ده حلم زيها !
بضّلها قوى و إكتشف إنه كان محتاج يشوفها مش عارف ليه !
إتحرك براحه من البلكونه و بص على فهد إتطمن إنه لسه نايم و خرج من الغرفه نزل ع الريسيبشن تحت..
حلم كانت داخله و معاها حد و بتتلفت شافت مالك اللى عينيه إتعلقت بيها و إتقابلوا ف نظره شبه الاحتياج ..
هو كان محتاج وجودها ف اللحظه دى بالذات من غير سبب و هى كانت محتاجه تشوفه تانى و بردوا معندهاش سبب غير قوه خفيّه اللى رسمت الاحتياج ده و بتشدهم !

حلم شالت عينيها من عليه بالعافيه و بصّت جنبها: مروان ممكن تدخل انت الاول و انا شويه و هحصّلك
مروان إستغرب: ليه ؟ ما احنا جايين مع بعض
حلم عينيها رجعت لمالك تانى من غير ما تاخد بالها: هاا ؟ لا بس إفتكرت تليفون هعمله و ادخلك .. و بعدين عشان عمى ميقلقش
مروان حاول يبص لمكان ما بتبص و شاف مالك اللى عينيها ثابته عليه ف رجع بصّلها بضيق: انتى تعرفيه و لا ايه ؟
حلم إنتبهت و معرفتش ترد: لالا عادى .. إتقابلنا مره مش اكتر .. بعدين انا فعلا هعمل تليفون و ادخلك .. المهم روح انت دلوقت عشان أبوك ميقلقش و إتطمن عليه عقبال ما اجيلك.

( مروان يبقى ابن عمها، أبوه متجوز امها بعد موت أبوها و كلهم عايشين مع بعض )
مروان بصّلها قوى بضيق و بعد ما كان هيعاند يقف إتحرك: متأخريش
حلم منتبهتش له حتى و هو بِعد شويه بس وقف و عينيه تابعتهم ..
حلم راحت على مالك لحد ما بقت قصاده بس معرفتش تقول حاجه او تفتح حوار ..
مالك رفع حاجبه: نعمم عايزه ايه؟
حلم إبتسمت بهزار: جاى هنا ليه ؟ مخرشم مين المرادى ؟
مالك ضحك غصب عنه: اناا ؟

حلم رفّعت صوتها بتريقه: امال يعنى انا ؟ يعنى اعتقد إنك دى شغلتك الاساسيه ف شغلك ..
مالك إتغاظ: انتى شيفانى رايح جاى بمطواه ف إيدى ؟ انتى اللى ظروفك غريبه زيك
حلم ضحكت: انا ؟ و انا مالى ان شاء الله ؟
مالك سكت شويه: من ساعة ما شوفتك و انا مش فاهمك .. حاطه نقرك من نقرى مش عارف ليه و مش طايقانى و شغاله إتهامات عمّال على بطّال طول الوقت مع إنك مش مقتنعه باللى بتقوليه و على ما اعتقد سألتى القسم كله عنى بعد ما انا مشيت
حلم إرتبكت: انا لاء .. انا بس مبحبش اتكروت و انا حسيت إنكوا بتكروتونى ف كنت عايزه افهم... فضول يعنى
مالك قصد يبص ف عينيها لحظات قبل ما يتكلم: على فكره اللى واقف قدامك ده ظابط و مخابرات كمان... يعنى يبص ف عين اى واحد يفهم هو عايز ايه و بيفكر ف ايه بالظبط
حلم رفعت حاجبها بغيظ: و دى بقا اكتر حاجه غيظانى منك
مالك مط شفايفه: اللى هى ايه ؟

حلم بغيظ: ظابط .. ظابط .. و يمكن عشان اغلب شغلى بتعامل كتير معاكوا حسيت زى ما يكون إنتوا شايفين الناس كلها من طينه و انتوا من دهب .. و بتتعاملوا من فوق مع اى حد عسكرى بقا متهم محامى حتى .. محسسنا إن الناس من طريق و انتوا من طريق تانى
مالك ضحك ضحكه خفيفه: يا ساتر
حلم: ده انت خرشمت الراجل لمجرد جاه ف طريقك .. انزل من فوق يا باشا و حط المنظار اللى بتبص منه ع اللى حواليك و شوف بعينك انت مش بعينه عشان المنظار مهما بيوريك مبيجبلكش كل حاجه
مالك وشه كشّر بمجرد ما جات سيرة خليل: ملكيش دعوه و خليكى ف حالك
حلم لاحظت ملامحه اللى إتقلبت ف ثانيه و حاولت تتكلم بس هو سابها و مشى من قدامها بخنقه ..

حلم حاولت توقّفه و لو حتى بالكلام بس ملحقتهوش .. راحت ع الإستقبال و بصّت للبنت و معرفتش تسأل عنه .. هى حتى إسمه لسه متعرفهوش !
مشيت تانى بخنقه و إستغبت نفسها للحظات من الكلام اللى قالته ..

مالك طلع تانى عند فهد بس مخنوق، مش عارف ليه نظرتها له ضايقته !
فضل كتير جنب فهد لحد ما إبتدى يفوق .. اللوا مدحت راحلهم و طلع خبّط خبطه خفيفه و دخل ..
مالك متفاجئش قوى بوجوده يمكن لإنه سابق معرفه بس إتفاجئ باللى معاه و دول كانوا روفيدا و هناء أمها ..
مالك بصّلهم و ضيّق عينيه و رجع بص لفهد اللى غصب عنه ظهرت إبتسامه باهته على وشه ..
مالك إبتسم بهدوء و غمز ليونس و وقف من جنب فهد راح عندهم سلّم عليهم ..

اللوا مدحت بحزن: البقاء لله يا مالك .. انا لسه جايلى الخبر ف حاولت اوصلك معرفتش ف كلمت اللوا صالح و عرفت إنكم هنا و للإسف عرفت كمان إنكوا طلعتوا بالجنازه
مالك بهدوء: لا و لا يهمك .. هى بس كل حاجه جات بسرعه ف مكنش ينفع نستنى .. حتى عشان الظروف ( و بص لفهد )

اللوا مدحت هزّ راسه بفهم و بص لفهد: البقاء لله يا حضرة الظابط
فهد إبتسم غصب عنه: يعنى انا اه قولتلك سيّطنى رايح جاى بس اكيد مش هنا يعنى
اللوا مدحت إبتسم و مالك خبط فهد بخفه على قورته و إبتسم: ايه شغل الكلامنجيه ده ؟ انت لسه إتنفخت عشان تتسيّط ؟
فهد بصّله بغيظ: لاء ماهو البركه فيك .. انت وصيّت و هو بيستعد يقوم بالواجب
كلهم ضحكوا بهزار و هناء قرّبت منه بهدوء: البقاء لله يا سيادة المقدم
مالك لسه هيرد فهد سبقه: و بالنسبه لأخو سيادة المقدم مفييش ؟

روفيدا إبتسمت برقّه على مرحه بس حاولت تدارى و سبقت أمها: البقاء لله يا
فهد بغيظ: اوعى تقولى يا مالك انتى كمان .. كده تبقا كوسه .. انتى مشوفتهوش
روفيدا برقّه: لا انت هقولك الف سلامه و إن شاء الله تخف
فهد رفع حاجبه: تخف ايه ؟ انتى جايه تزورى واحد عنده السُل ياروفى ؟
روفيدا كتمت إبتسامتها و مالك غمزله و ميّل على ودنه همس: روفى يا صايع ؟

فهد إبتسم بغيظ: خدتنى على غفله روفى دى .. بعدين يا عم دى داخله حاميه قشّت البيت باللى فيه ف وشها
مالك غمزله و فهد حدفله بوسه ف الهوا و يونس لاحظهم ف رفع حاجبه لهم و ضحك ..
قعدوا شويه و مشيوا و فهد خرج يوصّلهم ..

يونس: مش هتقولى روحت فين ؟
مالك ببرود: متقلقش
فهد دخل عليهم و مالك شاور ليونس يسكت ..
فهد: انت ماشى و لا ايه ؟
مالك حاول يبتسم: شويه و راجع متقلقش
فهد بضيق: انت بتروح فين ؟

مالك سكت شويه: متزعلش منى .. عارف إنى لازم اكون جنبك دلوقت بالذات .. بس انا عندى كذا حاجه لازم يخلصوا الاول .. بعدها مش هسيبك
فهد سكت و مالك أخد حاجته يخرج ف فهد وقّفه بسؤاله: هو احنا مش هناخد عزاهم و لا ايه ؟
مالك كتم نَفسه بصعوبه و حاول يخرّجه بهدوء و إتكلم من غير ما يلتفت له: متقلقش هناخده .. بس زى ما قولتلك مش قبل ما اعمل كذا حاجه ورايا
يونس بصّله قوى و قبل ما يتكلم مالك خرج بسرعه ..

فهد: هو اللى حصل ده له علاقه بشغل مالك ؟
يونس حاول يتوّه: اكيد لاء .. مالك كان بس عايز يتأكد إنه مفيش حاجه ورا اللى حصل
فهد سكت بقلق و يونس وقف: انا هروح اوضتى دلوقت و شويه و اجيلك
فهد إستغرب: انت خارج و لا ايه ؟
يونس ضحك غصب عنه: اخرج ايه ده أخوك مش حاططلنا حراسه .. ده حاطط علينا ابراج مراقبه
فهد إبتسم و يونس غمزله و خرج .. قفل الباب وراه و إتحرك بسرعه خرج من المستشفى .. حاول يوصل لمالك بس مبيردش ف راح الجهاز ..

مالك اما خرج من المستشفى راح على المكان اللى سايب فيه خليل ملقهوش ..
حاول يخمن مين خرّجه .. ممكن اللى ورا خليل ؟ بس هو كان متأكد ان محدش وراه رغم إنه كان عارف إن خليل متراقب بس عارف قدر يفلت بيه منهم .. طب ميين ؟
واحد بس اللى ممكن يكون كان مراقبه هو و وصل لخليل منه .. كزّ على سنانه بغيظ و رجع ركب عربيته و راح ع الجهاز ..
وصل و راح على مكتب اللوا صالح و زقّ الباب و دخل بهجوم: زفت فييين ؟
اللوا صالح عشان كان متوقع مجيّه راح قفل الباب وراه و خده من إيده يقعد ..
مالك زقّه بحده: بقولك الحيوان ده فيين ؟

اللوا صالح: انت مش قولت محدش كلّمك ؟ عايزُه ليه بقا ؟
مالك بعنف: بقولك اييه الإسلوب ده مش عليا .. اللف بالكلام ده انتوا اللى بتعلّموهولنا ف متعملهوش عليا .. انا خدت الكلب ده .. و انت عارف ده .. ماهو محدش غيرك ممكن يوصل لحاجه زى دى لإنى متأكد ان محدش تابعنا و احنا خارجين
اللوا صالح بهدوء: و انت بقا خدته ليه ؟

مالك بحده: عشان منه هوصل للى وراه .. هما اللى بيحرّكوه ف اكيد عارفهم او ع الاقل عارف اى حاجه عنهم
اللوا صالح: و احنا مش دى مهمتنا دلوقت .. مهمتنا نباشر شغلهم لحد ما يدخل البلد و نشوف بيتوزع ازاى و على مين بعدها نجيب اللى وراه
مالك بعنف: ده مهمتك انت مش انا .. انا مهمتى دلوقت هى حق أبويا و أمى .. دمهم اللى حتى ملمحتهوش و نشف ع الارض من اللى حصل
اللوا صالح وقف قصاده: هيحصل و هتاخد حقهم بس.

مالك بحده: بس ايه ؟ انا مش هاخد عزاهم قبل حقهم .. المهمه بتاعتك إنما انا حقهم ده بتاعى حتى لو هقدم إستقالتى
اللوا صالح بحده: انا مش هسيبك تضيّع نفسك و تضيّع شغلك و تضيّع الدنيا، قسما بالله لو عارفك هتتصرف بعقل لا اسيبك و ملعون ابو الشغل خاصة ان باللى حصل ده انت ف خطر، بس انت بالمنظر ده هتضيّع الدنيا
مالك زعّق: و انا مش هسيبك تضيّع حق أبويا و أمى عشان شغل رابطينا فيه زى البهايم ف ساقيه .. آلات بتنفذ بس اللى بينطلب منها .. إنما تعترض ؟ لااء .. يبقى لها حق ؟ لااء .. تفتح بوقها ؟ بردوا لااء.

اللوا صالح مسكه من إيده: و حتى لو وصلت للى وراه و لو عرفت تجيبهم هيبقى بتهمة ايه بقا ؟ لا معاك دليل إنهم قتلوا أبوك و آمك و لا حتى هتعرف تجيبهم بتهمة السلاح عشان لا هما كمّلوا عمليتهم و لا احنا كمّلنا مهمتنا .. لازم تهدى عشان بالشكل ده التمن هيبقى غالى
مالك زق الباب بعنف و هو خارج: لو التمن شغلى يبقا إعتبرنى مستقيل يا باشا
خرج بسرعه أخد عربيته و مشى زى المجنون مش شايف قدامه ..
ثوانى و يونس وصل و دخل و قابله اللوا صالح بسرعه
يونس بقلق: فى ايه ؟

اللوا صالح بخوف: إلحق مالك بسرعه ده خرج زى المجنون
يونس إتخضّ: حصل ايه خلّاه يخرج بالشكل ده ؟
اللوا صالح إتنرفز: انت لسه هتسأل ؟ روح وراه بسرعه على قسم الجيزه .. زفت خليل هناك و مالك اكيد طالما عرف إننا هنطلّعه يبقا خمّن إنه هنخرّجه بشكل رسمى من هناك و راحله
و بالمنظر ده هيخلّص عليه
يونس بغضب: ما يخلّص عليه .. هو بعد اللى إتعمل ف أبوه و أمه عايزُه يسكت ؟
اللوا صالح بغيظ: ما تخلص يا زفت ده هيودّى نفسه ف داهيه
يونس سابه و خرج راح ع القسم و اللوا صالح فضل رايح جاى شويه بضيق و شويه و خرج ..

ف القسم ..
الرائد محمد خد خليل حطّه ف الحجز و خرج ينفذ اللى إتقاله عليه .. إتصل بحِلم اللى بمجرد ما سمعت إسم خليل و المحضر بتاعه مع الظابط جات جرى بلهفه ..
وصلت القسم و دخلت للرائد محمد و بمجرد ما دخلت قابلها بهدوء و قفل تليفونه مع اللوا صالح اللى بلّغه باللى حصل مع مالك و إنه اكيد جايله ..
الرائد محمد: إستاذه حلم إتفضلى الاول لازم نتكلم كلمتين
حِلم إندفعت: عايزه اشوفه الاول .. هو هنا ؟
الرائد محمد: اه ف الحجز
حلم إستغربت: نعمم ؟

الرائد محمد: خلينا الاول نتكلم ف المهم لإن تقريبا كده مالك باشا جاى
حلم بتوهان: مالك مين ؟
الرائد محمد: الظابط
حلم ببلاهه: امال مين اللى ف الحجز ؟
الرائد محمد إستغبى سؤالها: اكيد خليل
حلم أخدت نَفس طوييل: ااه
الرائد محمد: لازم افهّمك حاجه الاول بس بعيد عن مالك باشا
حِلم إنتبهت لسيرة مالك و الرائد محمد بصّلها شويه: مالك باشا كان ف مهمه هناك تبع شغله ف المخابرات و خليل للإسف خسّرهاله و خسّره حاجات اكبر و اخرهم شغله اللى انا لسه عارف بيه من اللوا صالح من شويه و إنه عايز يستقيل و

قطع كلامه مع صوت زعيق و خبط و دربكه و اصوات عاليه و صريخ برا ..
الرائد محمد خرج بسرعه و حِلم راحت وراه .. وصل عند زنزانة خليل و فتحها و إتفاجئ بمالك ماسكُه بإيده من رقبته و زانقه ف الحيطه و بيضرب فيه بالإيد التانيه بعنف و غلّ ..

الرائد محمد قرّب منه و حاول يخلّص خليل من إيده بس كان صعب .. إتنقل على مالك و حاول يبعده بس كان اصعب و اصعب ..
مالك ضربُه ف خليل بيزيد اكتر و اكتر و كل ما يفتكر منظر البيت و هو بيولع الغلّ جواه يزيد ..
كل ما يفتكر منظر أبوه و أمه بعد موتهم عنفه على خليل بيتضاعف .. منظر الصور اللى بعتوهاله بيثير جنونه عليه .. حتى موقف احلام و عدم وجودها جنبه إنهارده زاد غلّه ع اللى قدامه لحد ما بقا هو اللى ينهج من كتر ما بيضرب بجنون ..
بيحاولوا يخلّصوه مش عارفين ف الرائد محمد خرج ناحية الباب بينده ع العساكر يساعدوه ..
و بمجرد ما خرج إتسمّر مكانه من صوت الرصاصه اللى سمعها ..

إلتفت وراه من بعيد شاف مالك ماسك خليل بإيد و زانقه ع الحيطه و خليل مفهوش نَفس اصلا و جسمه مرخى منه و عيونه مغمّضه و جسمه إتشنّج مرتين تلاته و إتحدف من إيده ع الارض ..
مالك حاول يتبّت فيه بإيده يرفعه بس مش عارف ف بإيده التانيه خرّج مسدسه من جيبه و رفعه على راسه ..
حِلم قرّبت منه بسرعه زقّت إيده و ده خلّى الرصاصه حادت عن دماغ خليل و جات ف رجله ..
مالك زقّها بعنف و رجع بمسدسه تانى عليه ..

الرائد محمد حاول يوصله بسرعه بس مالك كان اسرع منه و ضغط بغلّ على مسدسه و خرجت منه طلقه وصلت وسط دماغه بالظبط فرتكتها ..
حِلم حطّت إيديها على بوقها و بتحرّك راسها يمين و شمال بعنف و هى بترجع لورا ..
و الرائد محمد حط إيده على راسه بعنف و شالها دب ع الحيطه كذا مره: ليه يا ماالك ؟ لييييه ؟ هو كان كده كده هياخد جزاته منهم ..
مالك وقف بجمود مكانه قدام خليل اللى بقا ع الارض جثه غرقانه وسط بركة دم حواليه و صمت مريب غطّى ع الموقف و المكان بحاله ..
منظره حتى ف الحاله دى ما أثارش شفقته و لا حرّكله رمش و فضل واقف بجمود ..

حِلم قرّبت منه بتلقائيه و فضلت تزق فيه بعنف و هى بتعيط: قتلته ليه ؟ اديك ضيّعت نفسك .. عملت كده ليه فيه و ف نفسك ؟ لييييه ؟
ف اللحظه دى دخل يونس جرى على صوتهم و من منظهرهم قدر يجمّع الموقف ف نفخ بعنف و راح على مالك حاول يضمّه بس مالك جسمه متخشّب و جامد مكانه ..
يونس حاول يهدّيه: متشغلش بالك بيه .. ده كلب و راح
مالك بجمود: انا مش شاغل بالى بحاجه .. ده مش دمه اللى ع الارض .. ده دم أبويا و أمى اللى نشف اكيد من الخوف وقتها

اللوا صالح و هو داخل: و ايش عرّفك إنه هو اللى قتلهم ؟ شوفته بعينك ؟
مالك بصّله قوى و هو إتكلم بحده: ده حتى لو كنت شوفته شهادتك مكنش هيتاخد بيها اصلا و اعتقد إنك بتفهم ف القانون و عارف ده كويس
مالك بتوهان: اللى وراه هما اللى زقّوه
اللوا صالح بجمود: بردوا ايه دليلك ؟ ايه اللى يثبت إنك لك حق عنده و بتاخده ؟ انت ناسى المحضر مُثبت فيه ايه ؟ ده مفهوش حاجه تدينه اصلا و لا انت كنت لسه وصلت لحاجه من الاساس
مالك بصوت تايه: و دوره ف العمليه ؟ و المهمه ؟ و السلاح اللى كان هيدخل البلد ؟

اللوا صالح: ايوه بردوا فين دليلك عليه ؟ ده مجرد واحد انت لقيته ف الجبل .. فين دليلك ان كان بيدخّل سلاح و انت مهمتك مكملتش و معرفتش تثبت عليه حاجه و لا عرفت توصل للى وراه اصلا ؟ و لا حتى جيبته وقتها متلبّس و لا حتى دلوقت
يونس بصّله بإستغراب: انا شاهد
اللوا صالح بحده: انت مشترك ف المهمه يا بيه مش شاهد .. ثم إنك مدخلتش الجبل اصلا و شوفته .. البيه بس اللى شافه و لسه مهمته مكملتش ف معهوش دليل..

و حتى لو معاه .. فين القانون ؟ هو كل ظابط فيكوا هيقبض على متهم هيقتله ؟
مالك بصّله بتوهان و اللوا صالح شاور ل يونس بجمود: خده و إتحرك بيه على محبس الإداره
يونس بصوت عالى: نعمم ؟
اللوا صالح بلهجه ناشفه: امال الباشا هيقتل و قدامنا و نتفرج و لا نسمّى عليه ؟ اما كل واحد هيتصرف بدراعه يبقا نروح احنا نقعد ف بيوتنا
يونس بعنف: مش هيحصل
اللوا صالح شاور للرائد محمد وراه يتصرف و يونس زقّه بعنف: انتوا إتجننتوا و لا ايه ؟ لا انا و لا غيرى و لا حد هيقرّب منه .. فاااهمين ؟

حِلم كانت واقفه زى التايهه بينهم .. مش مركزه معاهم .. مش سمعاهم اصلا .. عيونها متعلقه بمالك اللى ما بين لحظه و التانيه إتحوّل لقاتل بالوحشيه دى و قدام عينيها ..
بتغمض عينيها كإنها عايز تكدّبهم .. جواها مية سؤال و سؤال و لازمهم تفسير .. بتبص ف عينيه قوى بعتاب كإنهم يعرفوا بعض من سنين ..
مالك بسهوله قدر يقرا كل ده ف عيونها .. ده قدر يلمح و يقرا اللى اكتر من كل ده ف بصّلها قوى بشئ من التوهان و إتلاقت عيونهم ف نظرات مُبهمه مالهاش تفسير ..

اللوا صالح شاور للرائد محمد: إتحرك انت بيه لعندنا ف الجهاز و هناك هكلّف حد يستلمه منك
الرائد محمد قرّب من مالك اللى كان مستسلم تماما و يونس لسه هيقرّب مالك شاورله يفضل مكانه ..
الرائد محمد لسه هيتحرك بمالك اللوا صالح وقّفه و شاور لعسكرى وراه: بكلبش
مالك بصّله قوى بتركيز و توهان ف نفس الوقت و اللوا صالح دوّر وشه ..
الرائد محمد خد العسكرى بالكلبش و لسه هيتحرك بيه لمالك اللوا صالح إتكلم بجمود: بنفسك
الرائد محمد حط كلبش ف إيده و التانى شبكه ف إيد مالك معاه و إتحرك بيه ل برا و الكلبش رابطهم ببعض ..
يونس خرج وراهم و اللوا صالح هزّ راسه بزعل: الله يسامحك يا شيخ ضيّعت نفسك و ضيّعت الدنيا

الرائد محمد اخده و خرجوا على عربيه و لسه بيركبوا مالك مغمض عينيه بمرار و كإنه لسه حالا بيفوق من الموقف ..
كإنه لسه بياخد باله دلوقت من اللى عمله ! متخيلش إنه يتهوّر كده ! و ياريته جاب حق أبوه و آمه الا لسه مخدش حقهم، مش خليل اللى عمل كده و هو عارف و السلاح مش بتاع خليل و بردوا عارف و مع ذلك قتله !
عقله رسم قدامه افكار سريعه و مشوّشه و قفل نفسه بعد ما رسمله افكاره دى عشان حتى ميفكرش !

مالك بص للرائد محمد: إتحرك يا محمد
محمد مش فاهم و مالك بيحاول يتحرك و هو بيجرّه وراه بس الرائد محمد وقف مكانه و مالك بيشده من إيديه اللى مقفوله بالكلبش معاه ..
مالك مفيش فرصه يشرح او يتكلم .. هو بيجرى و بس و الرائد محمد مش فاهم و اللوا صالح و يونس و حلم و الكل كان خارج ف شافوا الوضع قدامهم و اللى ملهوش تفسير غير تفسير واحد و بس ..
مالك حاول يحرّكه معاه مره و اتنين بس الرائد محمد بيعافر معاه .. مالك اقرب حل جاه ف دماغه نفّذه ..

شد السلاح بتاع الرائد محمد من جيبه و جمّد إيده اللى مكلبشه معاه و ضرب رصاصه ورا رصاصه على قفل الكلبش بين إيديهم لحد ما كسره .. رمى السلاح و جرى ف إتجاه معين و بيتلفّت حواليه ..
مشى بسرعه مخيفه بس مش شايف حاجه و لا فى حاجه ممكن تساعده .. حلم كانت خرجت و يدوب رايحه جنب عربيتها شافته بيتحرك بتوهان و هو بيلفّ عينيه بعشوائيه عينيه جات ف عينيها و فجأه بدون مقدمات.



look/images/icons/i1.gif رواية مخابرات خلف الأسوار
  05-11-2021 11:04 صباحاً   [3]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل الرابع

الرائد محمد اخد مالك و خرجوا على عربيه و لسه بيركبوا مالك مغمض عينيه بمرار و كإنه لسه حالا بيفوق من الموقف ..
كإنه لسه بياخد باله دلوقت من اللى عمله ! متخيلش إنه يتهوّر كده ! و ياريته جاب حق أبوه و آمه الا لسه مخدش حقهم، مش خليل اللى عمل كده و هو عارف و السلاح مش بتاع خليل و بردوا عارف و مع ذلك قتله !

رفع وشه للسما بدعوات صامته و بيلف وشه حواليه بعشوائيه عينيه جات على حد جنب القسم و مالك دقق ف ملامحه قوى ..
الراجل كان بيتكلم ف الموبايل و عينيه بتتنقل بين القسم و العربيه اللى بتنقل مالك و كإنه متابعهم ..
مالك ركز قوى مع حركة شفايفه و قدر يستجمع منها كلمات ..
الرائد محمد شاورله يدخل العربيه: يلا يا مالك
مالك مش معاه اصلا و مركز مع الراجل بيكمّل معاه الحوار ن حركة شفايفه و الرائد محمد عينيه راحت لمكان ما بيبص بس كان الراجل بيلتفت شاف مالك و عينيهم إتقابلت ..

الراجل إتحرك بسرعه و هو بيقفل الموبايل و بيختفى من قدامهم شويه شويه و هو بيبعد ..
الرائد محمد ملحقش يشوفه ف بص لمالك و لسه هيتكلم مالك شاورله لناحيته: إتحرك يا محمد
محمد مش شايف حد و مش فاهم و مالك بيحاول يتحرك و هو بيجرّه وراه بس الرائد محمد وقف مكانه و مالك بيشده من إيديه اللى مقفوله بالكلبش معاه ..
مالك مفيش فرصه يشرح او يتكلم .. هو بيجرى و بس عايز يلحق الراجل و الرائد محمد مش فاهم و اللوا صالح و يونس و حلم و الكل كان خارج ف شافوا الوضع قدامهم و اللى ملهوش تفسير غير تفسير واحد و بس ..

مالك حاول يحرّكه معاه مره و اتنين بس الرائد محمد بيعافر معاه .. مالك اقرب حل جاه ف دماغه نفّذه ..
شد السلاح بتاع الرائد محمد من جيبه و جمّد إيده اللى مكلبشه معاه و ضرب رصاصه ورا رصاصه على قفل الكلبش بين إيديهم لحد ما كسره .. رمى السلاح و جرى ف إتجاه الراجل اللى كان إختفى ..
مشى بسرعه مخيفه بس الراجل مفيش و لا فى حد و لا حاجه ممكن تساعده .. حلم كانت يدوب رايحه ناحية عربيتها و لمحته و هو شافها و يدوب لسه بتتحرك ناحيته
كان موتسيكل بيعدّى وسطهم مالك خبط اللى عليه نزّله و إتحدف مكانه و طار بالموتسيكل ..

اللوا صالح و الرائد محمد واقفين بيبصوا بذهول .. مش متخيلين ان دى محاولة هرب ؟ و من مين ؟ مالك ؟ لا ميعملهاش !
اللوا صالح زعّق للرائد محمد: انت واقف بتتفرج ؟ اضرب عليه
الرائد محمد لسه هيتحرك يونس سرّع خطواته ناحيته و وقف ف وشه: لو حصل هقتلك
اللوا صالح زعّق اكتر: وراه يا سيادة الرائد .. وراه و إلا مش هعتبر ده إهمال منك .. لا هتعبرك هرّبته او شاركته
يونس وشه قلب بشر للرائد محمد: متلومش إلا نفسك
الموقف مخدش اكتر من دقيقه و نص و كان إختفى مالك..

اللوا صالح زعق: غبى .. غبى و مصمم يخسر بغبائه
شاور لحد من القسم اللى خرجوا ع الصوت يروح وراه و هو عارف النتيجه كويس بس إتحركت كذا عربيه وراه و كان مالك إختفى تماما ..
كلّموا اللوا صالح بلّغوه إنه اختفى بس هيقلبوا المنطقه اللى اكيد مخرجش منها و هو قفل و شاور ليونس: حصّلنى ع الجهاز و هنتحاسب يا بيه
يونس إتنهد بإرتياح بعد ما فهم من كلامه إن مالك نفد: هنتحاسب على ايه ؟
اللوا صالح إتنرفز بتهتهه: انت منفذتش الاوامر يا سيادة المقدم
يونس ببرود: و الله انا مكنتش ف الخدمه اصلا عشان انفّذ .. انا مش ف الشغل انا جاى لصاحبى و مش شغل عشان اُلزم بأوامر .. انا ف اجازه و مرضيه كمان و لا ناسى ؟
اللوا صالح تقبّل دفاعه بمزاجه و مشى بغيظ من قدامه ع الجهاز و يونس خد عربيته و مشى ..

مفضلش غير الرائد محمد اللى بصّ لحلم بأسف: يا خساره
حِلم بحذر: هو هيجراله ايه ؟
الرائد محمد: اللى حصل كله حصل قدامك ف انتى شايفه اللى عمله و اعتقد يوم ما يقع مش هينكر و لا هيكون قدامه اصلا فرصة الإنكار ف النتيجه معروفه
حِلم بتلقائيه شهقت و الرائد محمد بصّلها شويه: على ما اعتقد هيطلبوا شهادتك انتى تحديدا ف ياريت تكونى مستعده
حلم قلبها إتنفض من غير سبب: انا ؟
الرائد محمد هز راسه بتأكيد: اناى الوحيده اللى شوفتى اللى حصل بالظبط و بالتفصيل، و اعتقد ان مالك لو وقع مش هيلاقى انسب منك محاميه ع الاقل عشان يبطل شهادتك و دى فرصه له اعتقد مش هيضيعها
حِلم بصّتله بتوهان و خرجت تقريبا بتتسنّد ع الحيطه لحد ما وقفت على موبايل الرائد محمد اللى رن و فتحه و إتكلم بسرعه ..

مالك كان خد طريقه بالموتسيكل ف إتجاه الراجل اللى ركب عربيه و بيسوق بسرعه و مالك بيحلّق عليه الطريق و الاتنين بيخبّطوا ف بعض ..
مالك زعّق: اقف يالا
الراجل بيسرّع اكتر و مالك علّى صوته بنرفزه: اقف ياا انا مش هآذيك انا عايزك ف حاجه بس
الراجل مش بيتفاهم و بيسرّع يفلت منه و بين كل حركه و التانيه بيحاول يخبط الموتيسكل بس مالك بيفاديه بسهوله ..
مالك حس ان مفيش فايده يوقّفه و خاف حد اللى يوقّفه هو و ميعرفش يوصل للراجل لإنه توقع إنهم ف القسم بعتوا اكيد حد وراه ..
مالك بحركته حاوطه بالعربيه لحد ما قرّب منه قوى و زنق عليه و ف حركه سريعه كان نط من ع الموتسيكل ع العربيه من برا مسك فيها بإيد و التانيه مدّها من الشباك بيحاول يفتح او يدخل منه ..
الراجل بياخد فرامل بسرعه و يطلع تانى بالعربيه بسرعه و يبطّئ مره واحده و يسرّع ع طول عشان يوقّعه بس مالك كان بيحاول يتفادى محاولاته لحد ما دخل العربيه معاه ..

مالك حاول يسيطر ع العربيه لحد ما ظبط حركتها بعدها بص للراجل: انت مين يالا ؟ و مين اللى باعتك ؟
الراجل بعد ما مالك الموقف بقا تحت سيطرته إبتدى يخاف: و الله انا
مالك عايز يطمنه لمجرد يوصل منه للى عايزُه: انا عارف إنك مكنتش جاى ليا انا و مكنتش متابعنى انا
الراجل هزّ راسه بسرعه: اه و الله .. انا .. انا معرفكش
مالك حاول يتكلم براحه: انا عارف إنك جاى عشان خليل .. صح ؟
الراجل هزّ راسه بخوف: اه
مالك بيتطمن من السكه اللى إتفتحت قدامه: كويس .. مين بقا اللى بعتك تتابع خليل ؟ مين اللى وراه ؟

الراجل هز راسه: معرفش
مالك زعّق: نعم يا روح امك .. انا سامعك بتبلغ حد إنه مات .. عرفت ازاى إنه مات و هو اصلا لسه جثته مخرجتش و لا حد دخل القسم و لا حد خد خبر اصلا ؟ ده انا لسه قاتله من دقايق
الراجل إستغرب بتوهان او إتخض: قتلته ؟ طب ازاى ؟
مالك منتبهش لإستغرابه: اه قتلته و هقتلك لو منطقتش .. انطق يالا مين اللى وراه ؟ مين اللى باعتك له ؟
مالك إنتبه للطريق و شاف من المرايه عربيات بتتابعه و من شكلها تبع المديريه .. هو اه مكنش هربان و لا عايز يهرب بس لو وقع ف إيديهم دلوقت مش هيعرف يوصل لحاجه .. هيكونوا اللى ورا خليل إختفوا او اخفوا اى حاجه ممكن توقّعهم .. لازم يكمّل دلوقت و إلا كل حاجه هتبوظ ..
الراجل إستغل إنشغال مالك بتفكيره و إنشغاله مع العربيات اللى وراه و مره واحده فتح الباب و إتشقلب ع الارض ..
مالك عقبال ما إلتفت له كان الراجل نزل ع الارض و هو مش هيعرف يوقف يجيبه و إلا هيقع هو كمان ف مشى كمّل طريقه ..

الرائد محمد لسه قدام القسم و موبايله رن و حلم يدوب بتتحرك ناحية عربيتها ف وقفت بلهفه غريبه ..
الرائد محمد فتح: وصلتوله ؟
اللى ع التليفون: اه .. خد عربيه من ع الطريق و بيتحرك بيها
الرائد محمد: خليك وراه و انا جايلكم و هتابع معاك لحد ما اوصلك
قفل معاه و راح بسرعه بس إفتكر ان كل العربيات الموجوده طلعت ورا مالك .. نفخ بضيق بس إنتبه لحلم اللى مكنتش إتحركت لسه و جنب عربيتها ..
راح عليها ف نفس اللحظه اللى هى رايحه عليه: فى ايه ؟ فى حاجه بخصوص مالك ؟

الرائد محمد شاورلها تدخل عربيتها و لفّ جنبها: إطلعى بسرعه
حلم ركبت و طلعت معاه بعربيتها ..
الرائد محمد موبليه رن تانى و كان اللوا صالح: انا وصلت لمالك
اللوا صالح: انا عايزُه .. فى حاجات كتير هتقع لو فضل بالحاله دى .. ده غير هو نفسه هيقع ده ان مكنش وقع .. اوعى يفلت من إيدك و إلا هحاسبك انت
الرائد محمد: متقلقش القوه وراه و محاوطاه مش هيفلت
قفل معاه و حلم إتقبضت .. متعرفش ليه حست إنها إتسرّعت اما ساعدته بعربيتها ! سرعتها هديت شويه شويه لحد ما بقت بطئ غريب و جواها دعوات صامته بتطلع لوحدها ..

مالك ماشى بعربيته مش عارف يروح فين بس لازم يتصرف .. جاه ف باله فجأه خليل و المكان اللى كان فيه و إنه حاططله فيه كاميرا ..
اكيد لقطت اى حاجه .. اى حد جاله او حتى مكالمه ..
خد طريقه لعنده وصل و دخل الفندق و طلع الغرفه بتاعته .. كسر الباب بعنف و دخل و عشان كان عارف مكان الكاميرا راح عليها على طول .. فكها و خد الشريحه منها حطها على تليفونه و إبتدى يشغّلها و يراجعها لعند التوقيت اللى قبل ما خليل ينزل ..
عمّال يعيد و يزيد و يرجع باللقطات لحد ما وصل للقطه خليل بيكلم حد ع الموبايل .. مالك مدقق فيها قوى و هنا الباب إتزق و دخل كذا حد و وراهم الرائد محمد اللى بصله بأسف و مش قادر يفهم ده واحد هربان طب ايه اللى يجيبه هنا !

مالك مش مركز معاهم اصلا و بيراجع الكاميرا و مدقق ف حركة خليل و كلامه ف التليفون و مكالمته مع عزّام و هو بياخد اوامره يحرّك الرجاله يأذى يونس و يقطعوا الطريق على مالك و اخرهم يحرقوا بيته ..
الرائد محمد شاور للعساكر ورا و راح قعد بهدوء جنبه: يلا يا مالك
مالك غمض عينيه و بيهز راسه بعنف لاء بس يقصد لاء ع الكاميرا و اللى فيها و الرائد محمد هنا فقد هدوءه و وقف و شده وقّفه: بقولك يلا يا مالك .. يلا متخلنيش استعمل العنف معاك
مالك متكلمش و الرائد محمد شدّه وقّفه و بيتلفّت حواليه ..

عايز يكلّم اللوا صالح يبعتله قوه بس مش عارف .. خايف مالك يهرب !
شاور لحد من العساكر إداله كلبش: روح هاتلى الجهاز ابعت إشاره لسيادة اللوا
العسكرى إداله الكلبش و خرج و الرائد محمد خده و حط الكلبش ف إيد مالك اللى زى التايه او تايه عن اللى حواليه بس عقله مركز ف جهه تانيه بيحاول يفكر ف حاجه .. خليل اللى عمل كل ده بس بآوامر و اللى إداله الاوامر ف المكالمه حذّره يرجع الجبل يبقى اكيد هناك !

الرائد محمد حط الكلبش ف إيد من مالك و لسه مكمّلش سمع صوت ضرب نار برا ..
مسك الحلقه التانيه من الكلبش بتوتر و مش عارف يتصرف إزاى .. لازم يخرج يشوف الوضع برا و خايف يسيب مالك يهرب تانى ف عمل اول فكره إترسمت قدامه !
شد حلم بسرعه و حط بقية الكلبش ف إيدها و قفله بسرعه: خليكى معاه عقبال ما اشوف فى ايه برا .. اوعى يتحرك
الرائد محمد خرج و مالك تقريبا مخدش باله و افكاره بتتسارع لحد ما إتقابلت عند نقطه عينيه بتلقائيه راحت عليها و هى الباب !

بص ع الباب بتوتر و بيحاول يستنجد بعقله اللى رسم قدامه كذا فكره لحظيه و قرر يمشى وراها بدون تفكير ..
بيتحرك ناحية الباب حس بحاجه بتتشد وراه .. بص وراه و إنتبه لحلم اللى الرائد محمد كلبشها ف إيده و إتفاجئ ب ده و كإنه مخدش باله وقتها !
مالك بص ف عينيها مباشرة و هى بعتتله نظرات صامته مش مفهومه اذا كانت ذهول من اللى فهمته او قلق او خوف مُبهم .. بس اللى شايفُه فيهم إنهم مفهومش تردد !

مالك حاول يتلفّت حواليه كإنه بيدوّر على حاجه و هى تقريبا فهمته إنه بيدوّر على حاجه يفك بيها الكلبش !
لمحت من بعيد حاجة الرائد محمد اللى حطّها ع الترابيزه اول ما دخل و فيهم سلاحه ..
مالك بيتحرك بيها بسرعه و بعشوائيه ف الغرفه حوالينهم و هى من غير ما تتردد لحظه مدّت رجليها وقّعت سلاح الرائد محمد نزل تحت الترابيزه و زقّته برجلها تحت الكرسى !
هى مش عارفه ليه عملت كده ! مع إن مالك لو لمحه كان هيفكها منه حتى لو هيهرب ! و مع ان وجودها معاه خطر عليها !
ليه عايزه تبقى معاه ؟ سؤال معندهاش له إجابه حاليا !

مالك حاول مره و اتنين يستنجد بأى حاجه يفك بيها الكلبش بس معرفش و الوقت مش ف صالحه ..
نقل عينيه بين الباب و بين حلم اللى مستنيه خطوته الجايه كإن مصيرهم فعلا إتربط ..
مالك شدّها و جرى ناحية الباب خرج منه .. إتفاجئ إنها حتى مقاومتش .. بس مش وقت تفكيره ده ..
خرج و شاف ناس بتجرى راح بص من شباك شاف ضرب النار قدام الفندق و الكل مشغول ..
فضل يتنقّل من دور ل دور و من مخبأ لمخبأ و يتدارى ف الكل لحد ما وصل اخر دور ف الفندق تحت و هنا شاف عساكر و القوه .. اه هما مشغولين بس مش ضامن يخرج بردوا خاصة بحلم اللى بصّلها بغيظ و هى مستسلمه تماما لحركته و بتتحرك معاه ..

مالك إتلفّت حواليه لحد ما لمح غرفه مفتوحه شدّها و دخل و شاف فيها شباك .. حاول يطلع ع الحيطه مره و اتنين لحد ما إتشعبط ف الشباك و ضربه بالكلبش اللى ف إيدهم و اما حلم صرخت ضربه بكوعه مره ورا مره ورا مره و نزل فتافيت ..
طلع و هى طلعت وراه و نظ منه نزل قدام الفندق ف شارع جانبى و هى نزلت وراه او شدّها ..
مالك إتلفّت حواليه و هى فهمته: انا معايا عربيتى برا
مالك و هو بيبص حواليه بتركيز: هيوصلولنا منها
سكت شويه و رجع بصّلها: فيين ؟

حلم شاورت على ناحيه كانت راكنه ف وسط الدربكه اللى برا .. مالك إتردد ثوانى و شدّها و راح عليها و ف حركه سريعه فتح الباب هى دخلت و هو دخل وراه و طلع بيها بسرعه ..
الرائد محمد كان ف وسط الضرب اللى قدام الفندق لمحهم و لسه هيتحرك ناحيتهم كانوا طلعوا ..
هو ببجرى عليهم و هما بيختفوا شويه شويه لحد ما إختفوا ..
نفخ بعنف: ليه يا ماالك ؟ كل مدى بتعكها لييه ؟

مالك طلع بالعربيه مع حلم بس حركته مقيّده .. الكلبش رابط إيده الشمال ف إيدها اليمين .. يعنى المفروض هى اللى تقعد تسوق عشان قعدتهم تناسب وضعهم !
ف لغبطة الموقف مالك زقّها و هما داخلين العربيه و قعد هو يسوق و هى معرفتش غير إنها تنزل ف ارضية العربيه تحت رجله !
الوضع كان غريب و ملغبط و ملغبطُه معاه و بيقنع نفسه ان اللى اللغبطه دى براه مش جواه !
مالك متوتر: معاكى موبايل ؟

حلم كإنها بتطمنه: معايا بس قفلته اول ما طلعنا و
مالك نفخ: احنا هننزل بس هاتيه دقيقه
خده منها إتصل على يونس من رقم غير رقمه المعروف ..
مالك: يونس إبعتلى عربيه على طريق (..)
يونس بخوف عليه: حاضر بس انت كويس ؟
مالك صوته إتخنق: متقلقش المهم خد بالك من فهد .. فهد يا يونس .. خد بالك منه .. اوعى حد يقرّب منه
يونس حاول يطمنه: اكيد .. بس المهم دلوقت انت .. ناوى على ايه ؟ انا معاك
مالك إبتسم إبتسامه مهزوزه ..

يونس كإنه إفتكر: و البت اللى معاك ؟ الرائد محمد قال ان المحاميه طلعت معاك .. ده بجد ؟
مالك سكت شويه: اه
يونس قلق بجد: هى امان ؟
مالك عينيه راحت مباشرة لعينيها بدون تمهيد و قال كلام كإنه بيقرا حاجه مكتوبه قدامه: سيبها على الله
يونس قفل معاه و كلّم حد بعتهوله بعربيه مأمنّه يقابله ع الطريق ..
مالك قفل معاه و بعفويه حدف الموبايل من الشباك و داس بنزين ..
حلم مكنش هاممها الفون بس بصّتله و رفعت حاجبها و مالك كإنه إنتبه ف نفخ بصوت عالى: هجيبلك غيره .. بس حاليا وجوده معانا هيضرّنى
حلم عينيها ردّت بكلام مقالهوش لسانها و هو بصّلها كتير بيحاول يقراها كويس بس مش وقته ..

الرائد محمد بعد ما مالك إتحرك من الفندق معرفش يلحقهم .. عقبال ما خرج من وسط الدربكه اللى حصلت قدام الفندق و البلطجيه و ضرب النار و إتحرك لعربية القوه كان مالك و حلم إختفوا من قدامه ..
إتصل باللوا صالح بلّغه بإختصار باللى حصل ..
اللوا صالح زعّق بنرفزه: انت عايز تقول إنه لتانى مره يفلت منك و لا انا سمعت غلط ؟
الرائد محمد نفخ بضيق و سكت ..
اللوا صالح إتنرفز: مالك لو إتصرف ف الوقت ده و ف حالته دى هيعك الدنيا اكتر على دماغه و على دماغنا .. اى تصرّف هيكون تمنه اغلى من كل اللى حصل
الرائد محمد كإنه إفتكر: إدينى ربع ساعه بالكتير و هجيبلك اخبار اكيده عنه
اللوا صالح سكت بترقّب: فى ايه ؟

الرائد محمد: مالك عربيته اللى جاه بيها لسه هنا .. هو إتحرك بعربية حلم و ده شئ ممكن نوصله منه
اللوا صالح: حلم مين ؟
الرائد محمد إختصر و هو بيتحرك بعربية القوه: المحاميه اللى كانت جايه نقفل بيها البلاغ
اللوا صالح مفهمش: و دى ايه علاقتها بمالك ؟ و ايه اللى ودّاها معاه ؟ و ايه اللى جابها القسم اصلا ؟
الرائد محمد إتجاهل كل الاسئله دى: هوصل بس لحاجه و اكلمك
اللوا صالح قفل معاه و الرائد محمد إتصل على حد إداله إسم حلم و هو جابله ارقام ملكية عربيتها ..
بعدها إتصل على لجان المرور اللى محاوطه المنطقه و بلّغ بعربية حلم و ارقامها !

مالك كان عارف خطواتهم او كان بيمشى عكس الإتجاه اللى كان هيفكر بيه لو كان مكانهم ..
وصل عند النقطه اللى إداها ليونس و لقى عربيه فعلا مستنياه و مركونه ..
مالك خد فرامل عنيف لدرجة الاتنين لبسوا ف العربيه قدامهم و ردّوا ف بعض ..
مالك إتوتر: معلش .. معلش اسف
زق الباب برجله و نزل و هى إتحركت وراه و بتلقائيه مسكت دراعه بإيدها التانيه كإنها مش مكلبشه فيه ..
مالك إستغرب رد فعلها بس متكلمش، خدها و إتحرك ع العربيه فتحها و دخل و هى هنا قعدت جنبه على شماله بحكم إيديهم المكلبشه و قعدتها جات قصاد السواقه ..

مالك لف العربيه بعينيه كإنه بيفكر بشكل سريع و لجأ لأول تفكير .. قفل الباب كويس و زنقها ف الباب و دخل عليها و الاتنين على كرسى السواقه عشان إيده الشمال مكلبشه ف إيدها اليمين بحيث هو اللى يسوق بإيده اليمين و ربط الحزام عليهم الاتنين زى ما يكون جاه الحزام يكمل كلبشتهم ف بعض و طلع بيها !
يونس بعد ما قفل مع مالك و بعتله حد و إتأكد إنه سابله العربيه و مشى طلع ع الجهاز دخل عند اللوا صالح اللى كان بيكلم الرائد محمد و سمع حوارهم لحد ما قفل..

يونس كان متطمن إنه مش هيوصل لحاجه من العربيه ف قعد بشئ من الراحه ..
اللوا صالح بصّله بحذر: مالك كلمك ؟
يونس شاور على نفسه ببرود: انا ؟ و هو حتى لو هيحتاج لحد او حاجه تفتكر هيلجألى انا ؟
اللوا صالح بغيظ: ده مش هيلجأ لغيرك
يونس مط شفايفه ببرود: جايز
امنيه و حازم و باقى فريقهم دخل و الكل بيتكلم و بيحلل اللى حصل ..
اللوا صالح بغضب: يعنى الدربكه اللى حصلت قدام الفندق دى هو عملها عشان يهرب ؟ و من ايه ؟ من جريمه عملها عينى عينك قدام الكل و ف القسم ف عز الضهر ؟

يونس زعّق: هيلحق يعمل كل ده امتى ؟ هاا ؟ ليه ان شاء الله ؟ خارق ؟
اللوا صالح سكت بتفكير منطقش بيه بصوت ..
يونس عرف إنه حطّه على بداية تفكير تانى: الدربكه اللى حصلت دى و البلطجيه اللى راحوا للفندق كانوا رايحين لمالك و انت مش بس عارف .. لاء متأكد
و ده مالهوش غير معنى واحد و هو إنهم متابعين مالك خطوه بخطوه و كل حاجه مترتبلها و هو إتاخد على غفله و موت أبوه مدهوش فرصه يرتب خطواته او يتابع خطواتهم

اللوا صالح إقتنع و مقننعش: انت مش محامى .. مش شغلتك تدافع عنه و لا البيه موكّلك عنه ؟
يونس زعّق: انا مبتكلمش عن موكلى انا بتكلم عن صاحبى اللى من اول ضربه وقع عايزين تدوسوا عليه عشان تعدّوا و تكملوا
اللوا صالح زعّق: هو اللى وقّع نفسه بنفسه .. هو اللى إتغاشم
يونس وقف بهجوم: إتغاشم ؟ و مقولتش الكلام ده من الاول ليه ؟ من لحظة ما راح يستطلع المكان و إكتشف ان العمليه اول خطوه فيها هتتم و قرر يخاطر بنفسه و حياته عشانكم و عشان ميتين ام الشغل ع البلد ؟ و للإسف اللى دفع التمن أبوه و أمه
مقولتلهوش لاء بلاش غشم ليه ؟ و لا احنا بهايم رابطينها ف ساقيه تلفّوها وقت ما عايزين و توقّفوها وقت ما عايزين ؟

اللوا صالح معرفش يقول ايه ف زعّق: انا عايز مالك هنا .. عايزُه ب أى شكل و اى طريقه حتى لو تحت الارض
يونس خد نَفس جامد و قعد ببرود: دى مش شغلانتنا
اللوا صالح إتنرفز: نعمم ؟
يونس: اعتقد دى شغلة المباحث
اللوا صالح لسه هينطق بزعيق يونس سبقه: زى ماهو الدفاع شغلة المحامى و التحقيق للنيابه
اللوا صالح بتحذير: انت لتانى مره بتكسر الاوامر يا بيه
يونس بلهجه بارده: اوامرك ليا جوه الخدمه مش براها .. و انا مش ف الخدمه اصلا حاليا
اللوا صالح بصّله بتحدى و منرفزه بروده او إنه مش عارف يصرّحله بتفكيره: كده ؟ طيب طالما مش ف الخدمه إتفضل برا لحد ما تبقى بصحتك و ترجع
يونس بصّله ببرود و لسه بيقوم موبايل اللوا صالح رن تانى و هو فتح ..

مالك كان طلع بالعربيه وحلم معاه على طريق الجبل .. كان بيسوق بسرعه مُخيفه و اما يفتكر وجود حلم معاه يهدّى و اما يندمج ف تفكيره يدوس تانى لحد ما وصل ..

اللوا صالح فتح موبايله: وصلتوا لحاجه ؟
الرائد محمد بضيق: وصلنا لعربية استاذه حلم بس
اللوا صالح بترقّب: بس ايه ؟
الرائد محمد: العربيه فاضيه و مركونه ع الطريق
اللوا صالح إتنرفز بغيظ: و هو حضرتك عايزُه يستناك فيها يا سيادة الرائد ؟ و لا يشاورلك تطلع وراه ؟ انت عقلك جرا فيه ايه ؟
الرائد محمد معرفش يوصّله اللى عايز يقوله او فهم إنه موصلهوش: قصدى ان المكان مقطوع و مفهوش حد و لا حاجه
اللوا صالح سأل سؤال متأكد من إجابته: مفيش لجان قريبه منه ؟

الرائد محمد: و لا كاميرات .. و اقرب كاميرات ع الطريق بعيده و مش لقطاهم و هما بيتحركوا من العربيه لعربيه تانيه
اللوا صالح قفل الموبايل و حدفه بعنف: يخربييتك يا مالك
يونس بصّله ببرود و كمل ف طريقه للباب يخرج بعد ما كان وقف اما اللوا صالح فتح الموبايل ..
اللوا صالح: البيه إختار مكان هو عارف كويس و متأكد مفهوش كاميرات و معنى كده ان اللى ساعده حد منكوا .. من هنا .. حد فاهم مش بينفذ و بس
امنيه إتدخلت ف كلامهم: و ده معناه ان مالك ف دماغه حاجه و مُصر يوصلها
يونس: غير الهرب .. اى حاجه غير الهرب ..مسألتش نفسك مالك اما طلع من القسم و إتحرك كده ليه طلع ع الفندق اللى كان فيه خليل ؟ واحد هربان ايه اللى يوديه لمكان زى ده؟ و ايه اللى يخليه يسيب القوه وراه و ينزل يطلع الفندق رغم إنه عارف إنهم وراه و بكده هيوصلوله ؟
اللوا صالح إتجاهل تفكيره ده او ع الاقل اخفاه و فجأه إنتبه لحاجه من كلام يونس: و ده ملهوش غير معنى واحد .. ان مالك مش هيروح غير مكان واحد

اللوا صالح كان هيتكلم ف إتراجع و خرج و يونس خرج ..

مالك وصل الجبل قريب من المكان اللى كانوا بيتابعوا منه العمليه قبل كده .. بس المكان فاضى و مهجور و كإنه إترتبله يبقى بالشكل ده ..
بص لحلم بتوتر و خدها و إتحرك ف المكان كله اللى كان دارسُه كويس بس موصلش منه لحاجه و لا لحد ممكن يوصّله لحاجه ..
إفتكر خليل اللى جاب تفاصيله اول ما رجع بيه اول مره ع القسم و عرف إنه واخد سكن إحتياطى ف المقطم قريب يدارى بيه وجوده ف الجبل ..
مكنش عارف ممكن يوصل لأيه بالظبط منه بس حس إنه لو راح ممكن يوصل لحاجه عن اللى كانوا ورا خليل او ع الاقل اللى كان بيكلمه ع الموبايل ..
ساب العربيه و إتحرك ب حلم بحذر لعنوان خليل بس البيت فاضى و مفهوش حتى الحرس و لا رجالته !
مالك نفخ بعنف و حس كإنه حبل حوالين عقله بيخنقه ..

حلم بتبصّله بذهول و مش عارفه تقرا دماغه و لا توصل لتفكيره .. ده واحد قتل و عمد و قدام الكل .. طب بيدوّر على ايه ؟
مالك إتراجع بيها لحد ما شاف مكان على بُعد زى الغرفه من الصخر كده ع الطريق .. مشى لحد ما وصلها و قعد بيها و هى عايزه تسأل مية سؤال و سؤال ..
مالك بصّلها كتير: انا مقصدتش اخدك ف سكتى و لا قصدت أذيتك
حلم ردت من غير ما تفكر: و انا مقولتش كده و لا لومتك
مالك بص ف عينيها مباشرة: امال ايه اللى عايزه تقوليه ؟
حلم: انت ليه هربت ؟

مالك إستغرب سؤالها او بمعنى اصح إستغرب ان السؤال منها .. هى متعرفهوش ف ليه مكنتش متوقعه منه ده ؟
حلم: قصدى انت عملت جريمه انت نفسك مش ناكرها و لا حتى مستغلطها .. و حتى لو مش فاهمه ليه فاللى مش فاهماه بجد انت بتدوّر على ايه ؟ و جاى هنا ليه ؟ روحت للفنق اصلا ليه ؟ عايز توصل لأيه و لا متوقع ايه بالظبط ؟ انت قتلت يا مالك .. مش قضيه و شيلتها هتدوّرلها على منفس .. هو الدم عندك سهل قوى كده؟

مالك كان هيقولها كل حاجه من اول ما طلبوها ف القسم و اللى كانوا هيقولهولها هو لحد اللحظه دى بما فيهم الراجل اللى شافه قدام القسم و ليه جاه هنا او ع الفندق بس إتراجع: ده انتى فعلا مش طيقانى و متغاظه منى و قوى كمان زى ما قولتى قبل كده.. طب اما انا كده ايه اللى جابك معايا ؟ اما انتى مش طيقانى كمّلتى المحضر ليه اول مره بمجرد ما انا دخلت بعد ما كنتى هتمشى ؟

و متقوليش عشان طلبوكى .. و لا تقوليلى إنك معايا لحد هنا رغم الخطر عشان انا اللى جيبتك ف سكتى و لا حتى القدر اللى حدفك فيها .. انتى من النوع اللى مبيعملش حاجه غصب عنه
حلم إرتبكت و قالت اقرب حاجه جات على لسانها: فضول زى ما سبق و قولتلك
مالك بص ف عينيها قوى: فضول تكملى المحضر ماشى .. فضول تيجى تانى اول ما يطلبوكى لنفس المحضر مع إنك إعترضتى من الاول إنك مبتجيش بكده و لا لبلاغات كده و بردوا ماشى .. فضول تسألى عنى القسم كله رغم إنك لا تعرفينى و لا حتى إسمى بس ماشى ..
لكن تيجى ف مكان زى ده و مع واحد هربان من جريمه و انتى شوفتيه بعينك بيقتل ؟ و مش عارفه مصيره اللى بتربطى مصيرك بيه ؟ و تقوليلى فضول ؟
حلم إتوترت لمجرد إحساسها ان كل علامات الاستفهام دى طلعت من جواها هى مش منه هو: اه .. هو تقدر تقول فضول مشيت وراه من غير ما يبقى قدامى فرصه افكر.

مالك بصّلها كتير: ع فكره انا قولتلك قبل كده إنك بتكلمى ظابط مش مبيّض محاره
حلم إتوترت اكتر و سكتت و هو سكت و كإنهم إتقابل تفكيرهم ف نقطه مش إفترقوا ف نقطه زى ما بان ف الحوار اللى إتقفل !
قطع سكوتهم صوت صريخ من واحده و اصوات كذا حد و كذا رصاصه إنضربت ..
مالك إنتبه لصوت و حلم عينيها بتتلفّت حواليها و لسه هتنطق مالك حط إيده التانيه على بوقها: ششش
حلم بصوت همس: فى حد هنا و لا ايه حوالينا ؟
مالك مركز مع الصوت: تقريبا فى حد هناك .. بس بعيد
إصتنتوا للصوت ثوانى بعدها مالك وقف بيها و هو بيتحرك ورا الصوت اللى بيعلى ..

حلم بتحاول توقّفه: انت رايح فين ؟ احنا مالنا
مالك و هو لسه بيتحرك ناحية الصوت: مالنا ايه ؟ ده صوت واحده و ف حته مقطوعه زى دى .. إستنى نشوف فى ايه
إتحركوا لحد ما قرّبوا من الصوت و هنا مالك اخد باله إنه من بيت خليل ..
واحده و كذا واحد شكلهم مُخيف كسروا الباب و دخلوا قلبوا البيت و الاخر جابوها من البدروم و خارجين بيها ..
مالك نقل عينيه ف نظرات سريعه بينها و بين الرجاله اللى محاوطينها و بين حلم اللى مكلبشه ف إيده و مش عارف يحسم خطوته لحد ما صرختها حسمت صراعه ..
مالك همس لحلم: خليكى ف ضهرى.

حلم ملحقتش تنطق و هو جابها ورا ضهره بس إيده متكتفه بالكلبش معاها و هو قرّب بيها خطوات سريعه منهم ..
الرجاله إنتبهت و لسه واحد منهم هيرفع مسدسه مالك كان رفع رجله و ضربه ف دقنه بوشه لفوق و نزل برجله على إيد الراجل وقّع منها المسدس ..
الراجل رجع لورا خطوات يستوعب الحركه المفاجئه دى و مالك قرّب منه نفس الخطوات و ف حركه برجله زق المسدس جابه قدامه ..
بيحاول ينزل يجيب المسدس بس إتكاتروا عليه و حاوطوه .. خاف يميّل حاجه تيجى ف حلم..
شد واحد منهم اللى وقّع منه السلاح و بإيد واحده لفّ دراعه حوالين ضهره و بيفادى بيه اى رصاصه تجيله ..
لحد ما الراجل وقع من إيده بكذا رصاصه بداله ..

مالك كان بيغيب و يبص وراه على حلم اللى ضهرها ف ضهره بس بتلقائيه لفّت دراعها التاني حواليه كإنها بتشدده ..
الكل قرّب منه تانى و مالك بيضرب برجله و اللى بيطوله بيلف دراعه حوالين ضهره و يمسكه بإيده المكلبشه و التانيه بيلوى بيها رقبته يقع ميت !
الضرب بينهم إستمر شويه و كذا حد محاوطينه و هو بيضرب و يفادى لحد ما قرّب منه واحد من ورا محاوطة البقيه له و رفع مسدسه ناحية مالك ..
مالك حاول يقرّب منه بإيده يجيبه او حتى يضربه برجله يوقّع مسدسه بس كل ما يتحرك خطوه ناحيته اللى حواليه يحاوطوه بالضرب !
حلم ورا ضهره بتلف بوشها تتابع تحركاتهم إنتبهت للمسدس اللى كان واقع من الراجل جنب رجله !

فكرت بسرعه و هى ضهرها ف ضهر مالك و قدّمت بيه لقدام شويه و مالك إستغرب إنها بتزقّه لقدام ناحيتهم !
حلم بحركه خفيّه طلّعت رجلها من جزمتها و لقطته بيها و رفعته لحد ما مسكته بإيديها ..
الراجل بعيد بمسدسه و رفعه و لسه هيضرب على مالك كانت حلم ف حركه سريعه جات من ورا ضهر مالك لجنبه و رفعت المسدس و ضربت طلقه بشكل عشوائى ناحية الراجل اللى رافع مسدسه على مالك و الطلقه جات ف رقبته مباشرة ف نزل ع الارض ف لحظتها ..
حلم جسمها إتنفض من المنظر و عينيها زى اللى إتجمدت او وقفت !

مالك زى اللى مكنش متوقع حركتها ف إلتفت حواليه يشوف ايه اللى حصل لحد ما هى مسكت إيده بإيدها المكلبشه فيه و هنا بصّلها و لمح المسدس ف إيدها ..
مالك شد المسدس بإيده التانيه من إيدها و شدد على مسكة إيديهم المكلبشه لبعض: ششش إهدى
إنشغل بيها لحظات و كان متبقاش غير كذا واحد و اول ما لمحوا الوضع وصل لكده و المسدس بقا ف إيد مالك إستغلوا إنشغاله و إتخفّوا ورا كذا حاجه حواليهم لحد ما طلعوا بعربيتهم و إختفوا من المكان كله ..

مالك معرفش يطلع وراهم عشان العربيه اللى معاه راكنه بعيد و ملحقش يجرى بحلم اللى نزلت ع الارض و ساكته تماما ..
مالك نفخ بعنف و حاول يتلفّت حواليه بس كل اللى حواليه جثث مش هيعرف يستفيد منهم ف حاجه او يعرف حاجه ..
نزل ع الارض بحلم و مش عارف يقولها ايه: إهدى مفيش حاجه
حلم صوره واحده بتروح و تيجى قدام عينيها، مالك هو بيقتل خليل و صوتها بيرن ف دماغها و هى بتقوله هو الدم عندك سهل كده و نوعا ما إبتدت تحطّله اعذار خفيّه ..

مالك قدر يقرا شكل افكارها من عينيها: ششش إهدى ده كلب و راح
حلم صوتها تايه: انا قتلته
مالك صححلها: ده إسمه دفاع عن النفس و ملكيش فيه حاجه .. ثم ان احنا محدش يعرف إننا هنا و هنشيل اثرنا .. ثوانى هظبط الدنيا
وقف إتحرك بيها فك الكوفيه من على رقبته و إتحرك بيها مسح بصماتهم من ع الراجل ..
و مسك المسدس شال بصماتهم من عليه .. خطر ف باله فكره و عينيه بتلقائيه راحت ع الكلبش اللى ف إيديهم .. سكت ثوانى بس حاجه جواه خلّته إتراجع .. شاف ان كده امان له او اضمن ان حلم مش هتتصرف و لا هتعرف تاخد خطوه طول ماهى ف إيده او هو اقنع نفسه بكده !
خلّص و حط السلاح جنبهم كإنهم بلطجيه و خلّصوا على بعض !

حلم بصتله و عينيها جات ف عينيه و زى اللى بتشوفه من اول و جديد .. بتشوفه بصوره تانيه ..
مالك حاول يبتسم: متقلقيش .. و بعدين المفروض إنك فاهمه و لا انتى محاميه واقعه و شايفه نفسك ع الفاضى و لا ظروفك ايه ف ليلتك النيله دى ؟
حلم إبتسمت و عيونها لسه متعلقه بيه بس دمّعت و مالك إتحرك بيها: قومى كده و انتى طلعتى سكّه
الاتنين إتفاجئوا ب البنت اللى كانت بتصرخ و كإنهم كانوا ناسينها ..
مالك إنتبه: انتى مين و هنا بتعملى ايه ؟

البنت رجعت خطوه لورا بخوف: انا .. انا اسفه يا بيه .. انا ماليش ذنب و الله .. هما اللى إتهجّموا عليا و
مالك ضيّق عينيه و افكاره تقريبا لضمت ف بعض: هما مين ؟ مين دول ؟ انتى تعرفيهم ؟
البنت هزّت راسها بخوف: لا و الله .. من ساعة ما خليل إختفى و عرفت إنه إتقبض عليه و واحد جالى قالى إنه تبع شغله و طلب منى مطلعش من البيت و انا مطلعتش .. بس دلوقت لقيت دول كسروا البيت و جابونى من البدروم بتاع بيتنا و معرفش كانوا هياخدونى على فين و لا ايه اللى هيحصلنا لولا انت جيت .. انا متشكره.

قرّبت منه تبوس إيده و مالك شرد بتفكير و بيحاول يربط بين كلامها و كل حاجه حصلت قبله ..
حلم إتدخلت: هو انتى تعرفى خليل منين ؟ انتى تقربيله ؟ إسمك ايه الاول ؟
الست هزت راسها بقلق: انا مراته إسمى حنان
مالك تقريبا قدر يجمّع الموقف .. حتى لو فى حلقه مفقوده بس قدر يفهم حاجه .. حاجه خلّت الراجل اللى شافه قدام القسم يتصل بحد يقوله ان خليل مات مع ان لسه محدش كان عرف و اللى خلاه بردوا إستغرب اما مالك قاله اه انا لسه قاتلُه و البلطجيه اللى راحت وراه الفندق و اللى تقريبا رايحين له و دلوقت اللى جوم لمرات خليل و اللى اكيد عشان يخلّصوا عليها ..

و ده معناه حاجه واحده و هو إنهم إتدخلوا ف قتل خليل .. بس ازااى ؟ فى حلقه مفقوده و لازم يوصلها !
هو كان جاى بس عشان يوصل للى ورا خليل و اللى إتسببوا ف قتل أبوه و أمه اكيد اما إتكشف قدامهم إنه متابعهم و ماسك مهمة السلاح بس بمجرد اللى حصل تفكيره راح لحته تانيه ! بس هيثبتها ازاى ؟
حلم مسكت إيده كإنها بتفوّقه: مالك
مالك إنتبه: هاا ؟ معاكى موبايل ؟
حلم هزّت راسها و هو إفتكر ..

حنان ردّت بسرعه: انا معايا بس جوه
مالك بسرعه: طيب هاتيه ثوانى
البنت دخلت و هما إتحركوا وراها لحد ما جابت الموبايل إدتهوله...
مالك أخده و بِعد عنها شويه و إتصل على يونس ..
يونس بلهفه: مالك انت كويس ؟ روحت على فين ؟ انا عملتلك كذا حاجه كده و خدت كذا خطوه و مش اكتر من يومين و هتكون برا البلد و
مالك قاطعه: إسمعنى يا يونس .. انا عايز منك حاجه تانيه ضرورى و بسرعه
يونس إنتبه: ماشى انا معاك .. بس قولى الاول البت دى لسه معاك و هتفلت منها ازاى ؟

مالك سكت شويه: اه معايا متقلقش انا كده إبتديت افهم هعمل ايه بالظبط .. بس محتاجك ف الخطوه الجايه و محتاج تتعمل من غير ما حد ياخد خبر .. هتعرف ؟
يونس بتأكيد: اكيد، بس قولى انت عايز ايه و ناوى على ايه بالظبط ؟
مالك: إسمعنى كويس و هقولك تعمل ايه بالظبط بس من غير غلطه و اول ما تخلّص هتلاقينى انا اللى بكلمك
إبتدى يشرحله هو عايز ايه بالظبط و قفل و يونس راح ينفذ ..
مالك قفل معاه و رجع للبنت و خد نَفس طويل و كإنه نوعا ما متطمن او مستنى حاجه هتطمنه ..
حنان بصتلهم بتوتر: هو المفروض اعمل ايه دلوقت ؟

مالك بصّلها بقلق: المكان هنا خطر عليكى .. اكيد هيحاولوا يوصلولك تانى و اكيد كانوا عايزين يخلصوا منك فاكرين عندك حاجه تدينهم زى خليل
حنان بصتلهم بخوف قوى و كإنها إنتبهت: هو خليل فين و جراله ايه ؟ هما عملوا فيه حاجه ؟
مالك حط إيده على وشه و حرّكها قوى و حلم ضغطت على إيده و هو إتوتر: إهدى المهم دلوقت نتحرك من هنا قبل ما حد تانى يجى
حلم همستله بصوت واطى: و دى هتبقى معانا ليه ان شاء الله ؟

مالك لسه هيرد شاف عينيها و نظرتها و لهجتها خدوا الكلام لسكه تانيه ..
حلم إتوترت بغيظ من تلقائيتها: قصدى يعنى انت واحد متنيل هربان تعك نفسك ليه زياده ؟
مالك كان هيقولها إنه محتاج وجودها ف حاجه ضرورى بس بصّلها و رفع حاجبه و بلع الكلام اللى كان هيقوله ..
حنان بعفويه: طب عايزين حاجه من البيت ضرورى قبل ما نمشى ؟
مالك بص حواليهم بشكل سريع و نفخ بتوتر و هى كملت بسرعه: انا قصدى لو مش هنعرف نطلع من هنا دلوقت او حتى هناخد الليل ع الطريق اجيب اى فرش او غطا
دخلت جابت كذا فَرش و طلعت و مالك خدهم و إبتدى يبعد عن المكان .. راح على عربيته و إتحرك بيهم لحد ما خرجوا و راحوا جانب تانى من الجبل و كان فيه زى الكهف كده مهجور نزلوا فيه ..

مالك كان جاى و مكنش مهم عنده يوصلوله و لا لاء .. كان كل اللى ف دماغه يوصل للى ورا خليل بس حاليا لازم يختفى لحد ما يثبت اللى ف دماغه !
حلم مكنتش فاهمه حاجه بس بتقلق اما يقلق و إتطمنت اما إتطمن و ده من غير كلام .. من عينيه و بس كإنها مكتفيه بإحساسها اللى ماشيه وراه ..
مالك نزل ف مكان زى الكهف و الليل إبتدى يليّل عليهم و الارهاق بان ع الكل ..
مالك سكت كتير من وضعهم الغريب ..
حنان بصتلهم بإحراج: هو انا ممكن اطلع انام برا ؟

مالك لسه هيتكلم ف هى كملت: قصدى يعنى عشان تاخد راحتك و بعدين المدام كمان شكلها عايزه تنام
مالك إتصدم من الكلمه او إتخطف و حلم ضحكت بصوت خافت ف مالك لف وشه لها و كان هيقول حاجه وقفت على لسانه من ضحكتها و ضحك غصب عنه معاها ..
حنان لسه بتقوم مالك وقف بحلم: لالا هتخرجى فين ؟ انتى مش شايفه الجو ليل و ضلمه ازاى ؟ و لا المكان عامل ازاى ؟
خد حلم و خرج برا .. فضلوا يتمشوا كتير حوالين المكان و الاتنين بيبصوا على اى حاجه حواليهم إلا على بعض ! كإنهم بيهربوا ..
فضلوا كتير لحد ما مالك حس بيها بتخمل شويه او هو شافها كده ..

رجع عند الكهف تانى و إتلفّت حواليه بس مفيش حاجه ممكن تساعدهم و لا مكان تانى ..
وقف بتوتر و حلم لاحظته: وقفت ليه ؟
مالك بضيق: شكلها نامت
حلم بصتله كتير: اكيد
مالك رجع بيها خطوات لورا و سكت و هى غصب عنها إبتسمت: اوعى تقولى إنك بتتكسف .. ازعل و الله
مالك كان بيضحك غصب عنه مع كل مره تنطق كإنها بتخطف منه الضحكه ..
حلم حست إنها بتشوف واحد جديد خالص غير القديم اللى هى اصلا مكنتش تعرف عنه حاجه .. بس مش ده ابدا اللى قتل بدم بارد قدامها لمجرد لحظه خرج فيها عن اعصابه !

بصتله كتير و بصت حواليها: تعالى براحه ورايا اجيب حاجه من الفرش اللى جابته و نفرش برا يا مولانا
مالك بصّلها بغيظ من ضحكته اللى بقت تطلع لوحدها و هى زقته بكوعها: بس ورايا و وشك ورا
مالك رفع حاجبه: و انتى مالك ؟
حلم بإستفزاز: مش ابقى المدام
إتحركت بيه و دخلت جابت فرش و خرجت فرشوا حاجه قعدوا عليها و لفّوا التانيه عليهم .. شويه و مالك طبّق باقى الفرش و حطها على حجاره وراه و سندوا عليها و المفروض بعد اليوم ده كله بغرابته و إرهاقه المفروض يناموا بس منين هيجى النوم .. فجأه الجو إتكهرب و إتملى شحنات و موجات و حراراته بتعلى ..
مالك إبتدى يتضايق من القوه الخفيه المحاوطاه و بتشده و بيحاول يتنفس زى اللى مش عارف او زى ما يكون هى سحبت انفاسه ..
حلم و هى على وضعهم: انت تعرفها ؟

مالك ضحك غصب عنه و هو مغمض: انتى شاغله نفسك بيها ليه ؟ ما تتنيلى تخليكى ف حالك
حلم ضربته برجلها تحت الفرش: ما ترد زى الناس
مالك حط إيده على وشه بغيظ: اسمع ان الفضول قاتل و اسمع ان فى ناس بيتقال عنهم فضولهم هيموّتهم و مكنتش اصدق لحد ما شوفتك .. فضولك ده مره هيموّتك
حلم بغيظ: اصلى مستغرباك .. انت على بعضك تركيبه غريبه
مالك: مستغربه ايه فيا ؟

حلم: يعنى، واحد قتل لمجرد لحظة فشل .. و المفروض إنه ظابط و متدرب يتحكم ف اعصابه و انفعالاته .. و ف نفس الوقت يدخّل نفسه ف موقف غريب و يدافع عن واحده متخصهوش اصلا .. حتى انا كنت فاكراك تعرفها إنها مرات خليل ده ف مجرد احساس بالذنب او حتى عايز توصل منها لحاجه .. بس لاحظت إنك إتفاجئت إنها تبعه .. و دلوقت مستحرم تدخل و هى راقده ! مبادئك غريبه او متناقضه !

مالك سكت شويه: مينفعش اشوف حد ف موقف زى ده و اسكت .. معرفش .. بس شغلى علمنى كده .. إحنا تقريبا طبيعة شغلنا كده .. ايا كانت الظروف بقا .. احنا بيعلمونا نبقى بنموت و نقف مكانا ثابت ف الخدمه
حلم: ايوه بس بردوا تدخّل نفسك ليه ف حوار زى ده اصلا من الاول ؟ و حصل و حشرت نفسك ما تسيبها و لا لازم تاخدها تحت جناحك ؟ ما تطبها احسن
مالك ضحك غصب عنه ضحكه خطفت إنتباهها: هو ده بقا طببعة الظباط اللى انتى بتكرهيهم .. شغلنا علمنا كده
حلم إستفزته: ممم مش مبادئ يعنى
مالك كان فاهمها ف إبتسم غصب عنه بإستفزاز: لاء.

حلم: بس متنكرش ان مفيش ظابط مش شايف نفسه
مالك: و هو انتى تعرفيهم كلهم ؟
حلم لسه هتنطق هو سبقها: و لو تعرفيهم ف بردوا متعرفيش كمية المعاناه اللى صابغه طبيعة شغلنا .. متعرفيش يعنى ايه تبقى رايح شغله و عارف إنك ممكن مترجعش منها و بردوا تروح بنفس الحماس و انت سايبها على الله .. متعرفيش يعنى ايه تنزل مع صاحبك مهمه و يتصاب و لازم تتعامل مع جرحه ببرود او يموت قدام عينيك و مطلوب منك تكمل من غيره عادى و تملى مكانك و مكانه و بردوا تكمل و انت سايبها على الله .. متعرفيش يعنى ايه واحد بينزل كل يوم بيخاف ينسى يحضن أمه لا يكون اخر حضن و بردوا بينزل كل يوم الصبح عادى و هو سايبها على الله .. متعرفيش يعنى ايه حد مطلوب منه يتنازل مره ورا مره ورا مره بسبب شغله لحد ما يجى التنازل اللى ميقدرش يشيله ف يكسره
حلم سكتت تماما و معرفتش ترد ..

عند بيت حلم مروان رايح جاى بقلق و خوف و أبوه اللوا ثروت معاه و هند أمها تبقى مراته .. بيحاول يتصل ع الموبايل بكذا حد ..
مروان بقلق: هتروح فين يعنى ؟ الارض إتشقت و بلعتها ؟
هند أمها ببرود: متقلقش الموضوع مش هيطلع اكتر من سفريه جاتلها فجأه و سافرت
ابو مروان جوزها بصّلها بذهول: بنتك غايبه عن البيت من يومين و بايته برا و حضرتك بالبرود ده ؟ ماهو انتى لو مربياها مكنتيش هتبقى بارده كده و لا كانت هى هتبات برا بالبرود ده و تسيب اللى ف البيت يخبطوا اخماس ف اسداس.

هند: حبيبى انا قصدى يعنى إن حلم زى ما انتوا عارفينها و طول الوقت شايفينها شغلها واخد كل وقتها و اهتمامها و اى قضيه بتمسكها بتبقى متحمسه قوى لها و تتنطط من مكان لمكان لحد ما تخلصها
مروان زعق بتوتر لأبوه: ما كفايه بقا انت و هى .. مش وقت زفت .. ما تشوف حضرتك اى زفت طريقه ممكن نوصلها منها .. كلم اى حد من شغلك
أبوه نفخ بغضب: مانا بحاول اتزفّت
شويه و حد دخل: فى حد طالب يقابل حضرتك
ابو مروان: مش عايز اقابل حد دلوقت
لسه هيمشى مروان وقف: يمكن حد بخصوص حلم او جاى عشانها .. انا هنزل اشوفه
نزل و قابله ..

الرائد محمد سكت شويه: انا الرائد محمد العمرى
مروان قلق و دماغه راحت لحلم: حلم فيها حاجه ؟
الرائد محمد: انتوا عرفتوا حاجه عنها ؟
مروان بخوف: هى حصلها حاجه ؟
كان أبوه نازل من فوق على كلامهم: هو فى ايه بالظبط ؟ حصل ايه ؟

الرائد محمد وقف: استاذه حلم كانت جايه للقسم ف محضر تخلصه و حصل دربكه و قلق للاسف
كلهم بصّوا لبعض بقلق و هو حكالهم اللى حصل بالتفصيل بس إستثنى الكلبش اللى ربطه بيهم خوفا من اللوا ثروت ..
مروان إفتكر مالك و إنه شافه ف المستشفى و إفتكر نظرات حلم له و شرد شويه ..
الرائد محمد بصّله بتدقيق: انت تعرفه ؟
مروان إنتبه: هاا ؟ لاء انا بس مستغرب ازاى يعنى تخرج وراه كده او هو ياخدها معاه .. ده واحد بيهرب يشبك نفسه بيها ليه إلا اذا
الرائد محمد إنتبه: إلا اذا ايه ؟

مروان: هاا ؟ لا و لا حاجه
اللوا ثروت بغضب: عموما متشكرين و انا هتصرف
الرائد محمد وقف بإحراج: عموما لو وصلتوا لحاجه عنها او كلمتكوا ياريت تبلغنى
خرج و سابهم و اللوا ثروت مسك تليفونه إتصل بكذا حد يستفهم عن اصل الموضوع ..

فهد ف المستشفى و إبتدى يقلق بجد من تآخير مالك اللى اما عدّى يوم و تانى يوم ف بقى غياب مش تأخير خاصة ان يونس خرج من المستشفى و هو ف حالته دى ..
يونس كان بيحاول اد ما يقدر ما يحسسش فهد بحاجه لحد ما الامور تهدى شويه او يشوفوا هيتصرفوا ازاى بس ف كان بيروح و يجى ع المستشفى و يتحجج بالشغل..
يونس بتتويه: يعنى افهم بس انت متضايق ليه كده ؟ ما انا معاك اهو ..
فهد إتنرفز: انا مش متضايق انا قلقان و جدا كمان و محاولتك إنك تخبى زايده قلقى بزياده
يونس: يا عم انا جنبك اهو .. هو انا مش كفايه ؟

فهد زعّق: انا مش عيل صغير بطّل الاسلوب ده بقا .. مالك فين ؟ ازاى يسيبنى لوحدى كده ؟
يونس حاول يهزر: و بتقول إنك مش عيل صغير ؟ يابنى افهم مانا قولتلك اللى فيها .. اخوك ف الشغل بيعمل فيها سبع البورمبه و مبيهمدش .. حتى ف اضيق ظروفه او تعبان خاصة لو.

فهد زقّه بعنف: و انا قولتلك إنى مش مصدقك .. يلا غور من وشى مش مضطر تكذب و ابقى قوله متشكر مش عايزك، خليك مع شغلك
فهد زقّه و خرج نزل من غرفته و خرج من المستشفى كلها و يدوب بيركب عربيته فجأه إتضربت طلقه ورا طلقه ورا طلقه و صوت الرصاص بقا زى الرعد حواليه !
يونس كان بيحاسب المستشفى و اول ما سمع الصوت حدف اللى ف إيده و خرج يجرى ..
فهد اول ما إنضرب نار ميّل راسه بجسمه جنب العربيه و فتح بابها و حاول يدخل بس الرصاص اللى مش عارف يصيبه إتوجه ع العربيه فرقع العجل !
يونس ف اللحظه دى كان خرج و لمحه و شاف الوضع حواليه و إتأكد إن فهد المقصود .. راح عليه و حاوطه بدراعه و خرّج مسدسه بإيده التانيه و إبتدى يتعامل مع الوضع و هو بيرجع بيه للمستشفى تانى !

دخلوا و فهد زقّه بحده: هو فى ايه بالظبط ؟
يونس خرّج موبايله و بيحاول يتصل على حد و فهد شد منه الموبايل رماه بزعيق: ما تنطق .. فى ايه ؟ قولتلك اللى حصل لأمى و آبويا شغل مالك له علاقه بيه او حتى اى حد ؟ قولت لاء، قولتلك مالك فى حاجه ف شغله قولت لاء ! امال مختفى ليه ؟ و حاطط حراسه هنا ليه ؟
يونس: هو انت فاكر إنه لو حتى فى خطر مالك هيتخلى عنك و يسيبك بمزاجه ؟
فهد زعّق: امال فين ؟ و متقوليش شغل ! كل اللى بيحصل حوالينا ده ليه ؟ هاا ؟ انا بدأت اتأكد ان أمى و آبويا إتقتلوا مش ماتوا .. هو ف انهى زفت ؟ مش هنا ليه؟

صوت رد من وراه: عشان هربان
فهد إتلجّم ع الكلمه و لفّ وراه شاف اللوا صالح اللى هزّ راسه يآكد على كلامه ..
فهد إتصدم: هرباان ؟
اللوا صالح لسه هيتكلم يونس زعّق: لاء مش هربان .. انت عارف مالك كويس، انت اكتر حد عارفُه ف عيب قوى اما تيجى دلوقت و تعمل نفسك متعرفهوش
اللوا صالح: و الله انا اه كنت اعرفه، او كنت فاكر نفسى اعرفه، بس بعد اللى حصل هو اللى حسسنى إنى لا عرفته و لا عاشرته .. انا لا اعرف الهمجى اللى يروح يجيب واحد من بيته بدون اى دليل لمجرد فشله .. و لا اعرف الغشيم اللى يقتل بدم بارد ف عز الضهر و بسهوله كده و ف القسم و قدام الكل و لا اعرف الغبى اللى معندوش ادنى تحكم على نفسه و لا على اعصابه و لا كإنه إتعلم حاجه.

اللوا صالح كان قاصد كلامه كويس قوى لإنه قرر إنه مش هيعرف يوصل لمالك إلا عن طريق فهد .. فهد اقرب حد له و نقطة ضعفه و هو اللى هيجيبه خاصة إنه شاكك ف يونس إنه عارف طريقه ف الضغط على فهد هيوصل لمالك و يجيبه زائد اللى حصل و ضرب النار عليه !
فهد إتسمّر مكانه زى التايه .. مش متخيل ان الكلام ده عن مالك .. مش متخيل ابدا !
فهد بصوت تايه: قتل ايه و دم مين ؟ انت بتتكلم عن مين ؟ انا بتكلم عن مالك ! مالك اخويا !

اللوا صالح لسه هيتكلم يونس إتدخل ف الكلام زى ما إتدخل بينهم و رجّع فهد ورا اللى مستسلم تماما زى الآله قدامه ..
يونس زعّق: مالك لا قاتل و لا هربان و انت عارف كده كويس .. زفت اللى كان ف القسم ده اصلا متورط ف قضية السلاح و انتوا اللى مش عايزين تكشفوا ده عشان لسه عندكوا امل القضيه تخلص ف عايزين تحاسبوا مالك و خلاص لمجرد الموضوع يتغطى قدام الكل ..
اللوا صالح: و هرب ليه ؟

يونس: قولتلك مهربش و يمكن عشان هو فاهمكوا زى ما انا وضحتلك و فاهم تفكيركوا اجبرتوه يعمل كده .. يهرب ع الاقل لحد ما يجيب حق آبوه و أمه اللى انت عارف كويس ماتوا ازاى و ليه
فهد بتلقائيه غمض عينيه بعنف قوى و فتّحهم و بص للإتنين بقرف و مشى من غير حرف زياده ..
بمجرد ما خرج رجع الضرب من تانى و كإن حد مستنيه او موجود بس عشانه !
اللوا صالح خرج و يونس جرى على برا و الاتنين إتفاجأوا بفهد بينزل ع الارض واخد رصاصه ف كتفه ..
يونس ميّل عليه بخوف رفعه و بص ف وشه بس كانت عينيه بتغرّب ... رفعه و اللوا صالح رفعه معاه و إتحركوا بيه لجوه المستشفى .. خدوه منهم ف الطوارئ و دقايق و حوّلوه ع العمليات و الاتنين واقفين قصد بعض مستنينه برا ..

موبايل يونس رن و يدوب خرّجه و بص فيه كان اللوا صالح سرّع خطواته لعنده و خده من إيده: مالك مش كده ؟
يونس حاول يشده منه بس اللوا صالح ثبّت قبضته عليه و فتح ..
مالك إتنرفز: زفت انت مبتردش ليه ؟ عملت اللى قولتلك عليه ؟ و بعدين قايلك روح طمنى على فهد .. انا قلقان عليه يا يونس
اللوا صالح سابه اما خلّص كلامه خالص و رد بلهجه غريبه مفهاش اى تعبير: لاء معملكش حاجه و مش هيعمل على فكره و لاء مش هيطمنك على فهد .. عارف ليه ؟ عشان البيه مع اخوك ف المستشفى و اكيد لازم متوقع اللى حصل
مالك زى اللى إتجمّد او إتربّط مكانه .. دماغه مش عارفه تجيب حاجه ..

اللوا صالح سكت شويه: مالك .. كفايه اللى حصل .. أبوك و أمك و إتقتلوا بدم بارد بسبب تهوّرك .. و خليل و إتقتل بردوا بسبب تهوّرك و اخوك و اهو كان هيحصّله و بردوا بسبب تهوّرك .. بس المرادى نفد منها الله اعلم المره الجايه ايه .. و مش هيسيبوك على فكره إلا اما يبقى فى تمن تانى و دم تانى .. كفايه لحد كده و ارجع .. مش هينفع حد تانى يموت بسببك !

مالك ساكت تماما و اما جاه ينطق صوته طلع مهزوز زى اللى بيتكلم ف حلاوة الروح: فهد ماله ؟ جراله ايه ؟
اللوا صالح عرف إنه وصل بيه لنقطه هو اللى عايزها: اكيد لازم تبقى متوقع اللى حصل من قبل ما يحصل و إلا تبقى ظابط غبى يا بيه .. و لو فاكر ان شوية الحراسه اللى سايبهومله و لا حتى الحمار التانى هيحموه تبقى غلطان
يونس شد منه الموبايل و اللوا صالح سابهوله اما حس ان رسالته وصلت: اوعى تسمع كلامه يا مالك . اوووعى .. اوعى ترجع .. فهد كويس .. انا معاه .. مفهوش حاجه على فكره .. حاجه بسيطه ابسط من إنك تضيّع نفسك عشانها .. انا مسيبتهوش هو اللى صمم يخرج اما عرف اللى حصل و معرفتش اوقّفه
مالك مع اخر جمله فهم ان مش فهد اللى يتسيطر عليه و إنه مش هيقتنع و مش هيعرف يقيّده ع الاقل لحد ما يوصل للى عايزُه !
يونس بترقّب: انت ساكت ليه يا مالك ؟ انت بتفكر ف ايه بالظبط ؟

مالك بلهجه غريبه: اقفل دلوقت يا يونس
من غير ما يرد مالك قفل .. إتحرك بحلم و هو شبه تايه او مُغيّب لحد ما وصل لعربيته ..
حلم كانت جنبه و سمعت كلامهم و تقريبا شبه فهمته: مالك .. لازم تفكر شويه .. إستعمل عقلك و اركن قلبك دلوقت .. مش وقت مشاعر ده
مالك بصوت مخنوق على وشك العياط: فهد ف المستشفى
حلم مفهمتش عشان ممعهاش اصل الحكايه بس مصره على رأيها ان خطوته دى غلط: يمكن حاجه بسيطه زى ما صاحبك قالك .. يمكن ده كمين و معمولك .. يمكن فى طرف تالت ف الحكايه و هيستغل نقطة رجوعك .. فى الف يمكن ف اللى حصل لازم تعمل حسابها .. مينفعش من مجرد كلمتين تلغى عقلك و متفكرش .. انا اللى هقولك ؟ انت المفروض ظابط ! اييه !

مالك قفل عقله تماما و وصل بيها عند العربيه و بيفتحها ف هى مسكت دراعه لفّته ليها و لسه هتنطق
مالك زعّق: بس بئااا .. إخرسى انا مش ناقصك
حلم مخدتش بالها من كلامه قد ما خدت بالها من هزّة صوته و رعشة إيده ف إيدها و عينيه اللى بتزوغ بحزن ..
سكتت شويه و هو سكت لحد ما قطع سكوتهم صوته المهزوم: انا أبويا و امى إتقتلوا .. عارفه يعنى ايه إتقتلوا ؟ و بسببى ! مينفعش دلوقت فهد كمان يرووح ! مينفعش ! انا معتش ليا غيره و لا هو كمان له !

حلم معرفتش ترد بس لفّت صوابع إيدها المكلبشه معاه و مسكت بيهم صوابعه .. حسّتهم متلجين و بيترعشوا .. حاول يفلتهم او يهرب من مسكتها بس معرفش ف هرب بوشه بعيد عن عينيها و هى مسكت ف إيديه جامد و ثبّتت إيده ف إيديها لحد ما حسّت رعشة إيده سكنت كإنها بتديله وعد ملموس !
حنان اللى كانت معاهم كانت سامعه صوتهم من جوه بس خايفه تطلع او مُحرجه لحد ما صوتهم هِدى ف قلقت و خرجت بترقّب ..
مالك لاحظها و كإنها كان ناسى وجودها ف شاورلها تيجى: يلا هنتحرك.

راحتلهم و ركبت و مالك فتح الباب و دخل قعد قدام السواقه و زنق حلم جنبه ناحية الباب بحكم إيده الشمال المكلبشه ف إيدها اليمين بحيث الاتنين على كرسى واحد و هى ناحية الباب و شد الحزام عليهم و طلع بسرعه شبه مُغيّبه ..
الطريق طويل و اخد وقت بس بحكم سرعته وصل ف وقت قليل ..
اللوا صالح بعد ما قفل معاه توقع بالظبط رد فعله .. مشى بعيد عمل كذا حاجه و كذا تليفون و رجع ..
فهد خرج من العمليات و حوّلوه على الرعايه ..
يونس راح ع الدكتور: هو كويس صح ؟

الدكتور سكت شويه بحذر او توتر: حاليا لازم يدخل الرعايه نطمن اكتر اما يفوق
حوّلوه و يونس حاول يدخل يشوفه بس الدكتور رفض و قدام إصراره إستنى برا .. فضل كتير بس مفيش اخبار و فهد مش بيفوق !
يونس نزل يقابل الدكتور تحت يتطمن منه ..
مالك وصل بعربيته قدام باب المستشفى الخلفى و من غير كلام قفل اللوك على حنان و خد حلم و مشى ناحية جوه ..

وصل عند الباب الخلفى و بمجرد ما دخل و بينزل السلم قابل الرائد محمد ف وشه و من شكله مستنيه ..
مالك إتجاهل وجوده و لسه هيعديه الرائد محمد مسكه من كتفه رجّعه خطوات لورا: مالك رايح فين ؟ كفايه بقا كده
مالك لمح اللوا صالح ورا ف وجّه كلامه له: قول لتلميذك يا باشا يمشى من وشى السعادى ..
اللوا صالح لسه هيرد مالك كمّل كلامه بتحذير: فهّمه إنى جاى بمزاجى لإنى وصلت خلاص للى عايزُه .. ف خليّه يغور من وشى و إلا مش هبقى مسئول عن اللى هيحصل

اللوا صالح شاور للرائد محمد بعينيه موافقه إنه يسيبه يدخل و الرائد محمد وسّعله طريقه ..
مالك عدّى بحلم خطوتين و الرائد محمد وقّفه بكلامه: لحظه يا مالك
مالك وقف و نفخ بصوت يخوّف و هو قرّب منه بحذر و شاورله بمسدسه: افك الكلبش
مالك لفّ وشه لحلم جنبه اللى تقريبا ف نفس اللحظه دارت وشها له و إتلاقت نظراتهم ف شئ من التوهان ..
الرائد محمد بيمد إيده حلم خطفت إيدها بالكلبش بحده و إتشدت إيد مالك معاها او تقريبا هو اللى بتلقائيه شدّها ..
و الاتنين إتحركوا لجوه ..

و بمجرد ما بيلفّوا لجوه إتفاجأوا بفهد قدامهم ..
مالك إبتسم بتلقائيه و لسه بيروح ناحيته فاتح حضنه إتفاجئ بفهد رافع مسدس ف وشه ..
مالك شبه مستوعبش ده .. هو بس كل اللى إستوعبه إنه جاى لفهد و متوقع فيه حاجه وحشه و بمجرد ما شافه على رجله قدامه إتطمن ..
فهد زقّه بالمسدس ف صدره بَعده عنه: اهلا بالبيه المجرم البلطجى
مالك بصوت تايه او مصدوم كإنه مسمعهوش: حبيبى .. حقك عليا .. و الله حقك عليا .. إهدى و انا هفهّمك كل حاجه .. اهدى بس دلوقت انت تعبان
فهد زعّق بتعب: انت ملكش دعوه بتعبى .. فاهم ...ملكش دعوه .. انت السبب.

مالك إتجمّد مكانه و حس إنه قدام واحد غريب ميعرفهوش: فهد انت بتقول ايه ؟ انا جاى عشانك .. انا
فهد زقّه: لا كتّر خيرك الصراحه .. و لا جاى تشوفنى موتت و لا لسه زى ابوك و امك اللى راحوا بسببك و لا اللى إتقتل بسببك
مالك مش عارف يرد من كلامه اللى ورا بعضه و فهد وقف بالعافيه و زقّه مره ورا مره ورا مره و هو بيتكلم: غور برا مش عايز اشوف وشك .. انا مش متخيل إنك بالقذاره دى .. انا ازاى كنت غبى كده !

مالك بصّله كتير و لأول مره يحس إنه إتسرّع ف قرار خده و هو إنه يرجع عشانه .. حلم بصتله بعتاب على رجوعه و هو عينيه بتلفّ حواليه ع المكان بشئ من التوهان و التركيز و صدمته بس هى اللى مسيطره عليه و فجأة...

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 2 من 11 < 1 2 3 4 5 6 7 8 11 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية مارد المخابرات رومانسية إثارة تشويق بلا حدود زهرة الصبار
81 2429 زهرة الصبار
مسلسل ذهاب وعودة – قصة حقيقية للمخابرات المصرية مع النجم أحمد السقا ART
0 530 ART
نبيل الحلفاوي – قصة حياة رجل المخابرات في السينما المصرية laila
0 286 laila
سمير الإسكندراني – قصة حياة الفنان الملقب ثعلب المخابرات وحقيقة إيقاعه بالجواسيس laila
0 544 laila
محاولة قتله وزوجته عميلة المخابرات وعمله بائع خردوات ودفنه فى مقابر المسيحيين.. أسرار لا تعرفها عن يوسف فخر الدين Moha
0 322 Moha

الكلمات الدلالية
رواية ، مخابرات ، الأسوار ،











الساعة الآن 09:20 AM