رواية مارد المخابرات ج1 للكاتبة أسماء جمال الفصل العشرون
ف المستشفى مراد جنب همسه بعد ما خرجت من العمليات و اتعلقلها المحلول .. و الممرضه حطتلها فيه المسكن و إبتدت تروح ف النوم .. مراد مقرّب منها بيتأمل ملامحها بهدوء و كأنه مش مصدق .. و حاسس نفسه لسه ف حلم و مش عايزوه يخلص .. شويه و الممرضه خبطت و دخلت و مراد شاورلها على بوقه علامة تتكلم براحه الممرضه بهمس: حضرتك طلبت حد يبلغك اما دكتور القلب يوصل و إنك تبقا موجود و هو بيفحص البنت مراد إنتبه: هو جاه ؟ الممرضه: ايوه و شويه و هياخدوا البنت يتعملها فحص شامل و رسم قلب.
مراد بقلق ميّل على همسه باس راسها و إنسحب من جنبها بهدوء و شاور للممرضه تسبقه و هو خرج وراها !
مراد نزل ع الحضّانه و فضل معاهم خطوه بخطوه لحد ما أخدوا البنت و عملولها اللازم و كافة الفحوصات و هو معاهم .. بيبصّلها بوجع لحد ما خلصوا و رجّعوها الحضّانه تانى .. و الدكتور بلّغه إن كام ساعه و نتيجة ده كله هتظهر
الدكتور خلّص و خرج و معاه الممرضات اللى قدام إصرار مراد إنه يفضل شويه مع بنته سابوه و خرجوا ..
قعد يتأملها بهدوء و حب و وجع و لهفه و احاسيس كتيره متلخبطه جواه .. قد كده إحساس الأبوه حلو .. جرّب كتير بحكم شغله إنه يبقا مسؤل عن ارواح كتيره مش روح واحده .. لكن إن تبقا الروح دى حته منه ده شئ غريب عنه مديله احساس غريب .. قعد كتير لحد ما الدكتور خرَّجه و هو سمع كلامه اما حس ان وجوده هيأذيها .. خرج و طلع عند همسه و دخل جنبها بهدوء و القلق بيزيد جواه بالذات مع كلام الدكتوره عن حالة همسه !
قعد طول الليل يفكر بقلق ف ايه ممكن يحصل .. هل ممكن يخسرهم بسهوله كده ؟! بعد ما ربنا إداله كل حاجه ياخد بردوا ف نفس الوقت كل حاجه ؟! و بسهوله كده ؟ و لا عشان ما هما جولوه بسهوله هيروحوا بسهوله ؟! و هل هما فعلا جوم بسهوله ؟! الليل عدّى عليه بطئ قووى لحد الصبح و الدكتور بعتله ينزله .. قعد كتير متردد ينزل .. يقدم رجل و يأخر التانيه لحد ما وصل عند الدكتور إستأذن و دخل
الدكتور و هو بيبص ف الاشعه و الورق قدامه و مراد بيبصّله بلهفه و مش متطمن لملامحه: خير يا دكتور .. كل دى إشعه و تحاليل ؟! ليه كل ده ؟ الدكتور بروتينيه: عشان اقولك كلام أكيد بعيداً عن التخمينات .. و عشان بناءاً عليه نبتدى ناخد خطواتنا مراد قلقه بيزيد: هو فى ايه بالظبط ؟ إتكلم على طول و بوضوح الدكتور: حاضر .. بص الولد تمام مفهوش اى مشاكل و نموه كامل و صحته كويسه جدا .. حتى وزنه نقدر نقول معقول مراد بصّله بترقّب: طب و البنت ؟ الدكتور بأسف: البنت للأسف إكتشفنا ان عندها مشاكل ف القلب !
مراد إتجمّد مكانه و الدكتور سكت شويه: هو ثقب ف القلب و إرتجاع ف الشريان التاجى .. ده غير الكبد فيه نقص نمو و يمكن تحتاج زراعة فص ! و مع العمليه و العلاج هيكتمل .. خاصة إننا إكتشفنا ده بسرعه بس ده مع العلاج و المحافظه .. كمان البنت ضعيفه شويه و محتاجه غذا الدكتور سكت كتير و مراد بصّله مستنيه يكمّل و كأنه حاسس ان لسه فى تانى: ليه حاسس إن حضرتك لسه مخلصتش ؟ فى ايه تانى بالظبط ؟ الدكتور بأسف: البنت عندها تيتنوس و دمها محتاج يتغير ..و عايزين حد نفس الفصيله .. لإننا محتاجين دم فريش مش تلاجات .. هيكون افضل عشان يتفاعل مع جسمها بشكل أسرع و محتاجين كميات كبيره لإننا هنغيّر دمها كله ! مراد بوجع: هتعيش صح ؟!
و قبل ما الدكتور ينطق مراد هزّ راسه بتوهان: لازم تعيش ! اعمل كل اللى ف وسعك و تقدر عليه عشان تنقذها .. فاديها ب اى حاجه حتى لو بيا عشان تعيش و تبقى كويسه !
الدكتور بتفهّم: تمام .. و دلوقت نقدر نبتدى ف خطوات علاجها و ف البدايه محتاجين عينة دم منك و من امها ! لإنكوا أقرب حد ليها ممكن ناخد منه دم ليها .. لازم تبقوا على إستعداد ف اى وقت لده .. مراد: بلاش مامتها .. انا موجود و هعمل اللازم و تقدروا تاخدوا اى كميه دم تحتاجوها و ف اى وقت الدكتور: كويس دلوقت بئا تقدر تروح تعمل التحاليل دى و نشوف
مراد خرج من عنده مش شايف قدامه من الصدمه .. سند ع الحيطه لحد أقرب كرسى قابله و اتحدف عليه زى التايه لدرجة إنه محسش ب سليم و مهاب اللى كانوا لسه واصلين المستشفى و لمحوه مهاب بقلق: ف ايه يا مراد ؟ انت قاعد كده ليه ؟ و مش عند همسه ليه ؟ سليم بترقّب: بنتى مالها ؟ فيها ايه ؟ مراد بوجع: بنتى انا اللى فيها و فيها كتير كمان
الإتنين بصّوا لبعض بخوف و مراد حكالهم كلام الدكتور كله و تفاصيل حالتها و الإتنين على صدمتهم مراد بقلق: همسه مش لازم تعرف ب اى حاجه من الكلام ده سليم: بس مراد بحده: مش لازم تعرف ب اى حاجه من الكلام ده .. مش لازم ع الاقل دلوقت مهاب بخوف: عندك حق ع الاقل اما نتطمن عليها هى كمان و نشوف تقرير الدكتوره عن حالتها هى التانيه مراد: هى شويه و هيعملولها الفحوصات بتاعتها هى كمان و بعدها الدكتوره هتقول اذا كان ينفع نأجّل عمليتها شويه لحد ما تبقا كويسه و لا لاء سليم: ربنا يستر مراد: انا طالع عندها عشان متفوقش متلاقيش حد جنبها و تقلق و فعلا اخدهم و طلعوا عندها و هما انسحبوا شويه و هو فضل جنبها لحد ما فاقت ...
ف نفس التوقيت ده ف مكان ما نلاقيه بيدخّن سيجارته بغلّ و عينيه بتطق شر و غدر عاصم بصدمه و عيون كلها كُره و غلّ: خَلّف ؟! نضال بقلق: ايوه بعتلك حد تابعه زى ما طلبت انت .. مراته ف المستشفى و عرفت إنها هناك بتولد عاصم بذهول: مراته ؟! مراد اتجوز ؟ و لحق خلّف كمان ! طب إمتى حصل كل ده ؟ اذا كنت سايبهم من سنه إن مكنش اقل و مكنش كل ده حصل .. ده كان لسه حتى مطلقش مها !
نضال: انا بلّغتك قبل كده إنه بيتردد على مستشفى كتير عاصم بذهول: خلّف ؟ نضال سكت بغيظ من إنه اتحط قدام الامر الواقع و عاصم طلب حد يتابعله مراد ف إضطر يعمل ده بنفسه عشان ميقولهوش إنه خبّى عاصم كزّ على سنانه بغلّ: بس عارف كويس إنه جاله زى اللى أخده منى عشان اعرف أخد حقى بضمير .. نضال: عموما مدام همسه لسه مخرجتش من المستشفى و
قاطعه عاصم بترقّب: همسه مين ؟! نضال بصّله بترقّب: مراته ! و اللوا سليم معاها طول الوقت و بيت
قاطعه عاصم بصدمه: اللوا سليم ؟! انت بتتكلم عن همسه مين ؟ همسه مين اللى مراته ؟! نضال سكت شويه بلجلجه و تردد و عاصم بصوت جهورى هزّ المكان: انطق يا حيوااان ! ميين دى اللى مراااته ؟ نضال: همسه سليم السويدى .. مراته .. مرات مراد العصامى !
عاصم فتح عينيه بصدمه و غلّ و الشر مغطى ع الصدمه اللى على وشه و شويه و إتنفض من مكانه قام بغضب خرج ..
عند همسه و مراد ف المستشفى ... همسه صحيت و مراد جنبها بيأكّلها .. و هى نوعاً ما مبسوطه ب إهتمامه و شويه شويه بيقرّبوا من غير ما تحس .. و كل ما بتقرب بتكتشف جانب من شخصيته مكنتش شايفاه .. و رغم كل محاولاتها إنها تبعد او تبعده هو عنها إلا إنها بتفشل و ده بيقرّبه منها اكتر ..
همسه بصّتله بتردد و هو فهم إنها عايزه حاجه و متردده تطلبها منه مراد إبتسم: قولى عايزه ايه على طول .. مش محتاجه كل التردد ده عشان اى حاجه اياً كانت .. انتى بس تشاورى ع طول همسه بقلق: هما ليه لحد دلوقت مطلّعوش الولاد لعندى ؟ يعنى قصدى ان المفروض بعد الولاده اول ما الواحده مننا بتفوق بيطلعولها المولود تشوفه حتى لو هياخدوه تانى !
مراد إرتبك: عادى مستعجله على الزن و الدوشه ليه ؟ بكره تزهقى على الله ماتشتكيش بس همسه إستغربت: ايوه بردوا ليه مشوفتهومش لحد دلوقت ؟ مراد: انا قولت نستنى لحد ما تفوقى كده و تبقى تمام بعدها هوديكى لعندهم همسه ضيّقت عينيها: هو انت اللى قولتلهم يعنى يخلّوهم ؟ طب ليه ؟ و ليه تودينى عندهم ؟ ليه هما ميبقوش معايا هنا ؟ مراد ساكت بس وشه بيدل إن فى حاجه و ده قلقها اكتر
همسه حاولت تقوم من عالسرير و مراد بيسندها حاول يهدّيها: فى ايه ؟ ولادى مالهم ؟ انتوا شكلكوا مش مريّحنى اصلا من وقت ما فوقت .. حتى بابا ساكت كده مراد: مفهومش حاجه صدقينى .. الموضوع و ما فيه إنك أخدتى وقت كبير ف العمليات و نزفتى اكتر .. و زى ما قالت الدكتوره شربتى الوجع كله الطبيعى و القيصرى فقولت ترتاحى شويه بعدها اجيبهوملك .. لإنى عارف اول ما هيجوا هتنشغلى بيهم و مش هتقعدى دقيقه تريّحى فيها نفسك ..
مراد سندها لحد ما قامت من السرير و وقفت اتألمت بوجع .. بس إتحاملت على نفسها عشان تنزل .. و هو أخد باله من ملامحها انها تعبانه .. ميّل عليها بإبتسامه حب و حطّ ايد عند رجلها و ايد ف ضهرها و شالها و رفعها لفوق قووى على صدره زى البيبى .. بحيث ان وشها بقا قريب منه اووى و بيتنفس من وشها .. و ده خلّاها إتوترت اووى .. و بتلقائيه اتكّت على ضمّتها ليه و خبت وشها ف صدره و راسها بقت تحت دقنه على طول .. ميّل باس على راسها بهدوء و مرفعش راسه .. فضل ساند راسه على راسها المستخبيه ف صدره و بيتنفس من شعرها و هى تقريبا إتخطفت من الدنيا و تاهت معاه ف دنيته .. دنيته اللى بقت خاصه بيها هى و بس !
مراد شال همسته و نزل بيها على الدور اللى تحتهم .. اللى فيه الحضانه .. و كان هياخد الاسانصير بس إتراجع .. و قرر يكمّل جنان و ينزل بيها الكام دور دول شايلها .. لفّ من كذا اتجاه لافف عشان يخطف من الوقت لحظات ف حضنها ! بيبتسملها بحب و كل كام ثانيه بيميّل على راسها يبوسها .. و هى مش قادره تخرّج راسها من صدره من الكسوف .. و ده عاجبه كده .. بس فجأه الإبتسامه اتبخّرت من على وشه اما افتكر كلام دكاتره الحضّانه ..
مراد فاق من سرحانُه على صوت همسه اللى من الواضح إنها بتكلّمه من شويه مراد إنتبه: هاا همسه بقلق: ف ايه ؟ زى ما يكون فى حاجه و مخبيها ! قلبك بيتنفض كده ليه بعنف ؟ مراد ابتسم قووى: و الله اعتقد ف الوضع اللى احنا فيه ده لازم أسرح و أتوه .. اما بالنسبه لقلبى ف ده بئا ميئوس منه خلاص .. أهو ع الحاله دى من ساعه ما شيلتك نفس الشيله من سنه تقريبا و هو مغلّبنى معاه ! همسه حاولت تخفى إبتسامتها: طب ايه ؟ هنفضل كده كتير !؟ مراد: و الله قولتله كده همسه رفعت حاجبها: مين ده ؟
مراد ضحك: قلبى ! و قالى اه هنفضل كده كتير بس هى ترضى همسه الكلام تاه منها و بعدها إنتبهت و بتهتهه: ايه ايه انت ما بتصدق تتفتح .. انا قصدى هنفضل نلفّ كده كتير .. انت مودينا على فين انت مراد ضحك بانتباه: اه مش تقولى .. لاء قرّبنا نوصل اهو ..
همسه إتلفّتت حواليها و هو ضحك بهزار: قولتيلى بئا احنا كنا رايحين فين ؟
همسه بصّتله بصدمه و هو ضحك: ااه اه عند ولادنا طب مش تقولى ؟ هى نفخت بغيظ و هو ضحك بهزار: المهم إحنا فين بئا دلوقت ؟
همسه كزّت على سنانها بضحكة غيظ و هو إنفجر ف الضحك و ضمّها على صدره اكتر ف حضنه !
مراد أخدها و نزل ع الحضّانه بقلق .. رغم إنه منبّه ع الدكتور محدش يجيبلها سيره ب اى حاجه .. لا عن حالتها و لا بنته لحد تتحسن و هو هيقولها بهدوء أبوها و أمها و مهاب عند الحضّانه بيتفرجوا على ولادهم من القزاز و وشهم باين عليه القلق همسه بقلق: هما مالهم مش بيضحكوا ليه ؟ ليه عاملين كده ؟ مراد حاول يبتسم: هيضحكوا على ايه حضرتك ؟ بيتفرجوا على ولادى و لا أراجوزات ؟
همسه إبتسمت بقلق و كل مدى شكوكها بتزيد و هو لسه شايلها و مقرّب بيها ناحيتهم و إتفاجئوا بيهم امها ضحكت بفرحه على منظرهم و أبوها اتخضّ: ايه يا مجنون اللى انت عامله ده ؟ مراد ضحك: ما تخليك ف حالك .. بعدين مش عاجبك شايلها ( و عمل نفسه هيحدفهاله و ده خلّاها تبّتت فيه اكتر و دفنت راسها ف رقبته ): احدفهالك يعنى ؟ سليم رفع حاجبه بتحدى: تقدر ؟
مراد: مانت مش عاجبك اشيلها يبقا احدفهالك يعنى سليم بهزار: ده انت تشيلها ورجلك فوق رقبتك و على راسك كمان مراد ابتسم بحب: اشيلها اه بس مش على راسى ده ف جوه قلبى جوه عينيا جوه روحى .. المهم تبقا جوه و تفضل جوه عشان و لا حتى الهوا يلمسها أبوها غمزلها و ابتسم: مش بقولك واقع
و هى نوعاً ما انبسطت بقلبه اللى هى حاطه راسها عليه و دقاته اللى بتزيد بعنف .. و حسّت بصدق كلامه .. و مشاعرها شويه شويه بتزيد و تشدّها ناحيته و فقدت السيطره خلاص عليها همسه تاهت ف الكلام و مع قلبه اللى بيدق بعنف و تقريبا نسيت هما كانوا جايين ليه هدى: تعالى شوفى ما شاء الله حلوين ازاى همسه بتوهان: هما مين دول ؟ سليم رفع حاجبه: نعم !؟ هدى بإستغراب: الولاد همسه و هى على حالتها: ولاد مين ؟ مهاب بهزار: انتى لسه تحت تأثير البنج و لا حاجه يا روحى ؟
مراد كان كاتم ضحكته بس هنا إنفجر من الضحك على منظرها .. و هى يدوب رفعت وشها لفوق سِنه بسيطه و كان وشها لازق ف وشه .. و شافت أد ايه ضحكته حلوة عن قُرب مراد ميّل عليها و همس ف رقبتها: يعنى مكنتش اعرف إنى بدوّخ أكتر من البنج اوى كده همسه بغيظ: انت مش هتنزّلنى بئا ؟ مراد ضحك على غيظها: لاء همسه: انت متعبتش ؟ مراد بحب: لاء همسه: طب هنفضل واقفين هنا ؟ مراد: لاء همسه برّقت و حطّت ايدها على خده تزقّه بتريقه: انت علقت و لا سفيّت ؟ سليم ضحك اوى: أهو ع الحاله دى من ساعه ما ولدتى مراد ضحك: تقريبا .. المهم تعالى شوفى الحلويات بئا اللى دوختينى عشانهم
همسه دخلت و ودّاها عند سرايرهم .. راحت الاول للولد اللى إبتسمت اول ما لقت مكتوب ع السرير بتاعه مراد .. فضلت تبوس فيه كتير اووى و شالته بهدوء و حضنته ..
إبتدت دموعها تنزل بصمت و هاجمتها ذكرياتها مع إبنها من عاصم و مراد فهم ده .. قرّب منها و حضنها من ضهرها و هى مازالت شايلاه همسه بدموع: الله ! شوف حلو ازاى مراد بحب: لازم يطلع حلو طبعا مش إبنى همسه لفّتله و رفعت حاجبها و هو ضحك بهزار: قصدى مش إبنك يبقا لازم يطلع حلو
همسه فضلت حاضناه كتير و باسته اكتر و مش عارفين ياخدوه منها لحد ما مراد قرّب: انتى مش واخده بالك حضرتك من حبيبة أبوها هنا همسه إلتفتت للسرير التانى و إبتسمت: اه حبيب
و قطعت كلمتها من الصدمه: ايه ده هى صغننه كده ليه ؟ مراد إتوتر شويه: مش تؤم يا هموّسه ؟ ف الطبيعى هيبقا حجمهم اصغر حبه .. كمان إبنك كان بياكل اكل بنتى اعمل ايه انا حضرتك ؟ مهاب ضحك: لاء ده مش واخد بس اكلها .. ده تقريبا واخد كل حاجه .. البنت أوزعه اووى يا مراد كمان مراد بغيظ: بنت مراد العصامى أوزعه انت قد الكلمه دى ؟ مهاب رفع ايده باستسلام: لا على ايه ؟ ده حبيبة خالها مراد بثقه: ايوه كده جيب ورا ده الدكتوره همسه مراد العصامى !
كلهم إتفاجأوا بالاسم و همسه بصّتله بضيق: انت بردوا مصمم ؟ مراد بعِند: اه سليم: ما تفهّمونا ف ايه ؟ و همسه مين ؟ انت هتسمّيها همسه و لا ايه ؟ و قبل ما مراد يرد همسه بضيق: عايز يسمّيها همسه ! شوفت هدى ضحكت: و انتى زعلانه ليه ؟ ده بدل ما تفرحى همسه بغيظ: و ابقا همسه ام همسه؟
كلهم ضحكوا قووى بصوت عالى و شويه شويه ضحكهم بيزيد على منظرها و هى متغاظه سليم ضحك: انتى ليه محسسانى ان لو حد قالك همسه ام همسه هيبقا بيشتمك ؟ مراد رفع أيده بضحك: و الله قولتلها كده مهاب: طب خلاص يا مراد إختار إسم تانى طيب .. حتى ع الأقل عشان التغيير سليم اما لاحظ زعلها بجد: حتى عشان تعرفوا بعض يا اخى .. يعنى تمشوا ف البيت اتنين مراد و اتنين همسه ؟ ده حتى تتوهوا ف بعض مراد اما لاحظ إنها متضايقه بجد: يعنى كلكوا إتفقتوا عليا .. طب ماشى مع إنه كان نفسى .. بس خلاص هغيّره كل واحد فيهم ب إسم شكل و إقتراح و هو بيتفرج عليهم مبتسم
لحد ما قاطعته همسه: انت هتغيّره بجد و لا بتاخدنى على قد عقلى ؟
مراد إبتسم بحب طلّع من جيبه علبه قطيفه و إدهالها .. و هى إترددت شويه تمدّ ايديها .. بس منظر إيده الممدوده و الحب اللى ف عنيه قضوا ع التردد ده .. و أخدتها منه و فتحتها بلهفه .. لقت جواها سلسله جميله جدا عباره عن قلبين .. قلب فيهم مكتوب ف قلبه ( مراد ❤ همسه .. مراد ❤ ليليان ) بصّت للإسم بإستغراب شويه .. بس إبتسمت بهدوء لإنه الاسم نوعاً ما عجبها و نطقت بهمس: ليليان !
هدى: ليليان ! تصدقى جميل جدا مراد: انا قولت طالما متضايقه يبقا على ايه بقا ؟ همسه حاولت تبان عادى: و إشمعنا ليليان يعنى ؟ مراد: عجبنى همسه بنظره غريبه: بس كده ؟ مراد: اه يعنى انا قطع كلمته اما لاحظها بتجاهد تكتم لمعه غريبه عليه ف عينيها.
مراد إبتسم قووى بمناغشه: أعتقد ان لو ليا سوابق ف عالاقل مش هخليها ف بنتى .. حتى عشان متخلّيهاش ضرتك .. هى هتبقا ضرتك لوحدها اصلا همسه إبتسمت بشئ من الراحه: و ليه غيّرته انت كنت مصمم المره اللى فاتت على همسه مراد إبتسم اكتر: معرفتش ازعّلك .. اما إتكلمنا ف الإسم و لقيتك متضايقه قررت اغيّره بس عشان التكشيره اللى على وشك تروح .. تقدرى تقولى تقريبا وقتها عرفت إنى عمرى ما هعرف ازعّلك بسبب التكشيره دى همسه إتكسفت و فضلت تقلّب ف السلسه و جذب نظرها سلسلتين كمان ف العلبه ! همسه إستغربت و هو ضحك: ليا انا و بنتى .. يعنى حلال ليكى و حرام علينا ؟ همسه رفعت حاجبها: هتلبس سلسله ؟ مراد إبتسم: لاء بس هحطّها ف الميداليه عشان تبقا معايا على طول
مسكت السلسله التانيه و لقتهم كلهم نفس الشكل و الإسامى بس جذب نظرها سلسة مراد و سلسلة بنتها قلب مكتوب عليه الإسامى و القلب التاني منقوش جواه الكلام ده ..
" تعالى نستخبى ❤ ف حضن بعض حبه❤ و اما نغمض عينينا نلاقيكى بقيتى شابه ❤ ده انا اول يوم ف عمرى من اول ما اتولدى❤ و عشان كده قلبى حاسس إنك امى و بنتى❤ تعالى نستخبى انا و انتى من الزمان ❤ و نزرع المحبه ف و شويه من الأمان ❤ تعالى ف حضن ابوكى أبوسك من جبينك❤ ياريتك تاخدى قلبى تعيشى بيه سنينك ❤ ده انا اول يوم ف عمرى من اول ما اتولدتى❤و عشان كده قلبى حاسس إنك امى و بنتى❤ "
همسه عجبها الكلمات قووى و بصّت لمراد قوى بإبتسامه .. عجبها كأب و حسّت إنها إختارت الأب اللى بجد .. حسّت إنه هيبقا اب ممتاز ليهم ..
همسه فضلت باصّه كتير للعلبه و بتتفرج عليهم .. و هو من غير مقدمات مدّ إيده ف العلبه سحب السلسله بتاعتها و لف وراها و هى حاجه جواها منعتها تعترض .. بهدوء رفعت طرحتها و هو لبسّهالها و ميّل باسها من رقبتها بحب كذا مره .. حضنها من ضهرها و دفن راسه ف كتفها برقبتها و إتنفس جامد: مش هعرف اقولك بحبك لإنى تقريبا إتخطيت ده خلاص بس اللى إعرفه إنك ملكتينى ! همسه غمضت عيونها بتوهان إتعودت عليه مع كلامه و هو أخد السلسله التانيه و ضحك: مش هتلبسهالى انتى كمان ؟
همسه بصّتله بغيظ و هو ضحك و اخد الاتنين بتاعته و بتاعة بنته و حطهم ف الميداليه بتاعته لحد ما البنت تخرج و يلبسهالها .. الدكتور دخل لعندهم و مراد بصّله قووى كأنه بيأكد عليه ميعرّفهاش حاجه و هو هزّله راسه يطمنه الدكتور فحص الولاد و هما جنبه و همسه إنتبهت قوى بتركيز و مراد إستغربها فقرّب معاها: فى ايه ؟ همسه بذهول: البنت عيونها ملونه مراد ضحك و هى بصّتلها قوى: اه و الله .. قصدى كل عين بلون مختلف عن التانيه مراد رجع خطوه لورا و ربّع إيديه و هى إلتفتت ناحيته: طب حتى ركز معاها كده شوف إذا و قطعت كلمتها وهى بتحقق قووى ف مراد مراد لاحظها أخدت بالها: طب تفتكرى طالعه لمين بقاا ؟
الدكتور إبتسم: دى إسمها متلازمة تغاير القزحيتين .. يعنى كل قزحية عين بلون مختلف عن العين التانيه و نادراً ما بتحصل .. ممكن وراثه او بنسميه تميّز خُلقى .. بس اعتقد ف حالتها دى تعتبر وراثه من أبوها همسه لفّت وشها لمراد و لاحظت إن عينيه لونها بيتموّج للرمادى و اول مره تاخد بالها إن عينيه بلونين و كل عين بلون مقدرتش تدارى إعجابها: الله مراد فهم إنها مكنتش واخده بالها: إنتى لسه واخده بالك حضرتك ؟ همسه بإستفزاز: ما ولادك خلّونى اخد بالى اهو مراد شدّها و مسك راسها ميّلها بغيظ و هزار: ما هو من كتر ما انتى مش طايقه تبصّى ف وشى همسه زقّته بهزار و هو شدّها عليه بضحك وباس راسها و ضمّها قووى
( عارفه ان ممكن تفاصيل زى شكل بنت مراد او ابنه تقولوا عنها مالهاش لازمه او تفاصيل التعب اللى عندها .. بس خليكوا فاكرينها كويس قوى عشان لها اهميه و هتلعب دور قووى ف اللى جاى جدا )
همسه رجعت بصّت ف عينيه و إبتسمت: بس تعرف دى حاجه لذيذه قوى و أجمل ما فيها إنها مميزه مراد غمزلها بجراءه و همس ف ودنها: على فكره إنتى لسه مشوفتيش منى حاجه خالص همسه وشها احمّر من الكسوف او الغيظ .. زقّته بغيظ و هو ضحك بصوت عالى جدا لدرجة الكل إنتبه قرّبت منه حطّت إيديها على بوقه و قعدت تهزّ فيه بغيظ و هو بيعلّى صوت ضحكته اكتر و اكتر برخامه عليها ..
الدكتور عجبه مناغشتهم خلّص مع الولاد و طمّنهم و خرج و هما فضلوا شويه ف الحضّانه لحد ما مراد لاحظ همسه إبتدت تتعب من الوقفه و الحركه .. ف اخدها و خرجوا و شالها لحد فوق و برغم إعتراضها معرفتش تمنعه و من جواها كانت مبسوطه بإصراره ده ..
طلّعها اوضتها و نيّمها ف السرير و قعد جنبها و أمها و أبوها و مهاب حصّلوهم و فضلوا يرغوا كتير لحد ما الدكتوره جات تطمن عليها
الدكتوره: صباح الخير .. حمد الله على سلامتك .. كده دوختينا معاكى ؟ همسه إبتسمت بهدوء و الدكتوره شاورتلها على مراد: و بهدلتى الغلبان ده همسه بصّتله و الدكتوره هزّت راسها بتأكيد: ده مفارقكيش لحظه حتى ف غرفة العمليات همسه بصدمه: انت دخلت معايا العمليات ؟! انتى إدتيله إذن يدخل ؟! الدكتوره ضحكت: و الله هو محدش إداله حاجه .. ده هو اللى مدنيش فرصه .. هو تقدرى تقولى كده إقتحم علينا الغرفه و محدش عرف يقف قصاده
همسه بصّتله بذهول و كل شويه بيظهر قدامها شبح من ذكرياتها مع عاصم و إهماله ليها و تخلّيه عنها يوم ولادتها و هروبه ! همسه سكتت و عينيها دمّعت و مراد لاحظ ده ف دوّرت وشها الناحيه التانيه و لحقت دموعها حبستها .. الدكتوره إبتسمت: ربنا يخليكم لبعض و تفضلوا طول العمر سوا متتحرموش من بعض ابدا همسه بتلقائيه: ياارب و ده ف نفس الوقت اللى مراد إبتسم: ياارب و بصّوا لبعض و إبتسموا و هى إرتبكت
الدكتوره: عموما انتى هتتحوّلى دلوقت لقسم الاشعه عشان نعمل اللازم و بعدها هياخدوا منك عينه عشان التحاليل همسه إتخضّت: ليه ؟ الدكتوره: عشان نشوف حالتك هتسمح بالعمليه دلوقت و لا هنستنى ؟ همسه إتنفضت مره واحد و مراد لاحظ رعشتها دى ف اتّكى على ضمته ليها و باس راسها: حبيبى متقلقيش ده من باب الإطمئنان عليكى بعد الولاده حتى الدكتوره: انتى كده كده عارفه بالعمليه و اكيد عامله حسابك على ده همسه بخوف: بالسرعه دى ؟ انا افتكرت هنستنى شويه
الدكتوره لسه هترد ف مراد حلّق عليها: مش بالسرعه و لا حاجه انتى عارفه اننا كنا مأجلينها مش متسرّعين .. كمان الحمد لله ربنا رضانا و خلّفتى و بقيتى احلى ماما ف الدنيا هنعوز ايه تانى بئا ؟ همسه إبتسمت ربع إبتسامه بقلق و مراد عشان يفك قلقها همس ف ودنها: و لا انتى عايزه تانى ؟! همسه بتوهان: تانى ايه ؟ مراد بهزار: ماما .. عايزه تبقى ماما تانى ؟ عموما معنديش مانع بس المرادى مفيش عمليات اللى عايز حاجه يعملها لنفسه همسه بصّتله بغيظ و هو ضحك بهزار .. الدكتوره: انا هنزل و شويه و هيطلعلك إتنين يجهزوكى للفحوصات مراد رفع حاجبه: إتنين ايه ؟
الدكتوره بتتكى على حروفها بطريقه مضحكه .. و ده خلّى كل الموجودين ضحكوا: ممرضاات .. إتنين ممرضااااات يا سيادة المقدم ! همسه إستغربت من ضحكهم و بصّتلهم بإستغراب: بتضحكوا على ايه ؟ أمها بهزار: اه يا همسه لو كنتى شوفتى اللى حصل و انتى جوه ف الطوارئ بيجهزوكى للولاده .. الدكتوره دخلت و المساعدين بتوعها إستعدوا و هيدخلوا و مراد إتجنن و نزل فيهم شتيمه ده كان ناقص يلطّش فيهم ! همسه بذهول: ليه ؟ الدكتوره إبتسمت بغيظ: حضرته إعترض على دخول جنس راجل معايا ف العمليه .. ده حتى دكتور البنج كان هو اللى هيخدّره من البونيه اللى إدهاله اما صمم يدخل .. و مهما افهّمه ده دكتور تخدير يعنى مش هيشارك ف العمليه .. ده يدوب هيديكى الإبره و يخرج و ده ابدااا مفيش ! همسه رفعت حاجبها: و عملتوا ايه ؟ ولدتونى من غير بنج ؟
هنا الكل إنفجر ف الضحك حتى الدكتوره مراد ضحك قووى: ااه تصدقى .. و قعدتى تصوّتى و تضربى همسه لكمته بكوعها بغيظ ف جمبه و هو ضحك اكتر: إحنا بنتكلم عنك و لا عن اللى جنبك ؟ ع اساس إنك مش عارفه متخدره و لا بوعيك ؟! همسه بغيظ: ايوه بردوا مقولتوليش اما البيه ضرب دكتور التخدير مين إدانى البنج ؟ قبل ما الدكتوره ترد مراد رفع صوباعه بطريقه مضحكه: اناااا و الكل ضحك قووى و هى بصّتله بصدمه: نعممم ؟ انت ؟ همسه بصّت للدكتوره اللى رفعت إيديها بنفس الطريقه: مكنش قدامى حل تانى همسه بصّتله بذهول و هو ضحك: علمونا ف الكليه و التدريبات الحاجات دى و الاسعافات و انا قولت اجرّب ! همسه برّقت: انت بتجرّب فيا ؟ مراد ضحك اكتر: و انتى و حظك بئا .. يا تتخدّرى شويه يا تتخدّرى خالص همسه برّقت و الدكتوره ضحكت قووى على شكلها همسه بصّتلها بغيظ: عملتوا فيا كل ده و انا مغمى عليا ؟ إنتى رضيتى بالكلام ده ؟ الدكتوره رفعت إيديها باستسلام: و الله بعد البونيه اللى أخدها دكتور البنج كان لازم ارضى ..
الكل ضحك و همسه بصّتلهم بغيظ و هما ضحكهم بيزيد مراد ميّل على ودنها همس: دى إبرة بنج .. ليه محسسانى إنها ابرة قاطعته همسه بنظرة غيظ و هى بتكزّ على سنانها و هو إنفجر ف الضحك بصوته كله الدكتوره حكتلها كل اللى حصل جوه بالتفصيل و عمل ايه مع بنته .. همسه بتسمع بذهول و من جواها مبسوطه اووى الدكتوره إبتسمت: عموما فى CD بالعمليه هتشوفيه ده غير فى ممرضه صورته مع البنوته ابقى اتفرجى عليهم
مراد اتفاجئ: ايه ده حد صوّرنا ؟ انا و ليليان ؟ طب فين ده ؟ الدكتوره إبتسمت و هى خارجه: اما انزل الممرضه اللى هتطلع لمدام همسه تجهّزها هتديك الصور
مراد فرح لإنه كان فاكر يصوّرهم ف اول لحظاتهم .. بس نسى من الربكه اللى حصلت .. و بص ل همسه اللى بتبصله بذهول .. و مره واحده كزّت على سنانها بغيظ و هو ضحك اووى و الكل ضحك .. مراد من جواه إتبسط انه قدر يتوّهها عن قلقها من قرار العمليه .. شويه و طلعوا الممرضات اللى مراد اخد منهم فيديوهات العمليه .. و اللى فيهم كل حاجه بالتفصيل مع بنته .. و ازاى لقفها من ايد الدكتوره بلهفه اول ما خرجتها من بطن امها .. و اخدها و ضمّها عليه و حضنها و تشعبيطه فيها .. همسه بتتفرج بذهول و هو مبتسم بحب همسه بهمس: ااه يا مجنون !
جهزوها للفحوصات بتاعتها و فعلا نزلت .. و مراد أصرّ يكون معاهم .. و ده نوعاً ما حسسها ب الامان و طمنها اوى و بردوا نزل بيها شايلها قدام نظرات الكل .. خصوصا الممرضات اللى قعدوا يتغزّلوا فيه .. همسه بصّتلهم بغيظ و بإيديها الإتنين الملفوفين حوالين رقبته إتّكت اووى و هو ضحك و عجبه رده فعلها مراد عينيه لمعت: مفيش ف الدنيا بحالها اللى يحرّك رمش عينى مش يملى عينى .. غيرك .. انتى و بس .. لا قبلك و لا هيجى بعدك
همسه إبتسمت بغرور و إنتبهت لنفسها ف كشّرت بعدم اهتمام و هو عجبه دلعها ده أخدها و دخل معاها .. عملت اللازم كله من اشعه و تحاليل و كل حاجه و الدكتوره بلغتهم 48 ساعه و تبلغهم بالنتيجه !
يومين عدّوا عليهم ف منتهى القلق .. مراد مش بيسيبها نهائى و بيحرّك شغله بالتليفون لحد ما يشوف الامور هترسى على ايه .. همسه ع السرير و مراد جنبها و أمها بتصلى ف الارض و أبوها قاعد ع الكنبه قصادهم و شويه و الباب اتفتح و دخل اخر حد مراد كان متوقعه يجى و اتلاقت عيونهم ف نظره طووويله ..
عاصم بعنف: و انت مقولتليش ليه يا حيوان من وقتها ؟ نضال بتوتر: اناا عاصم بجنون: مستنى بعد ما بقت مراته و خلّفت منه و جاى تقولى ؟ من امتى و انا بسألك عن اخبارهم ؟ و الا انت كنت بتساهينى عشان مدوّرش و موصلش لحاجه نضال: انا يا عاصم ؟ عاصم بحده مسكه من رقبته: و هو مين كان منعنى اراقبهم بنفسى و ابعتلهم انا حد يتابعهم و قالى عشان لو زفت ده لاحظ حد وراه متابعوه و وقع تحت أيده ميقولهوش عليك و خليك بعيد و انا لو فى جديد هبلّغك ؟ مين قالى كده و مين كل ما اسأله يقولى مفيش جديد و متلهيين بالقضيه ؟ مش انت ؟ نضال نزّل إيده بضيق: يا سيدى اعتبرنى كنت خايف عليك .. هتقدر تقف قصاده بس هو معاه القانون و لا انت ناسى خارج من البلد إزاى ؟!
نضال خرج بضيق من عند عاصم و عاصم فضل رايح جاى بيغلى و بيكسّر اى حاجه تقابله ف وشه بمنتهى الغل و الشر عاصم بغلّ لنفسه: حاضر .. بس لو فاكر إن اللعبه خلصت على كده يا ابن العصامى يبقا لا عاشرتنى و لا عرفتنى ! اتقل عليا .. كل وقت و له ادان و اول ما وقتك يجى محدش هيرحمك من اللى هعمله فيك و مسيرك انت و هى هتقعوا تحت ضرسى ! مسك تليفونه عمل تليفون غامض بعنف و قفل و رجع إتصل تانى على حد عاصم بلهجه لا تقبل النقاش: إحجزلى طيراان حالا لعندك ..
و من غير كلمه زياده قفل و قام زى العاصفه مسك مسدسه حطّه ف جيبه و أخد مفاتيحه و اخد حاجات ونزل بعنف ..
و بعد رحلة سفر بالباخره وصل لمكان و دخل بجنون زى القنبله الموقوته و أذن وقت إنفجارها طلّع مسدسه بهجوم و عينيه بتطق شرار و قبل اى رد فعل منه
رواية مارد المخابرات رومانسية إثارة تشويق بلا حدود
رواية مارد المخابرات ج1 للكاتبة أسماء جمال الفصل الحادي والعشرون
همسه جهزت للفحوصات اللى هتعملها و مراد اخدها و دخل معاها عملت اللازم كله من اشعه و تحاليل و كل حاجه و الدكتوره بلغتهم اسبوع و تبلغهم بالنتيجه !
يومين عدّوا عليهم ف منتهى القلق .. مراد مش بيسيبها نهائى و بيحرك شغله بالتليفون لحد ما يشوف الامور هترسى على ايه .. معاها طول الوقت مش بيسيبها الا لو هيروح للحضّانه يطمن على ولاده و يفضل جنبهم كتير جدا يتأمّل فيهم .. خاصة " ليليان" اللى كان واعد نفسه مفيش حاجه هتاخده من همسته و لا تشاركها فيه .. بس جات " ليليان" البنوته اللى خطفته من الدنيا بحالها !
اللوا سليم كمان مش بيتحرك من المستشفى الا للضروره .. و مهاب بيروح و يجى عليهم محمد و يحيى و مهاب و بسمه و باقى صحابهم جوم ل همسه المستشفى زاروها و مراد قابلهم و شافوا فرحته اد ايه ب همسه و ولاده و إتمنلوهم العمر كله مع بعض
همسه ع السرير و مراد جنبها و امها بتصلى ف الارض و أبوها قاعد ع الكنبه قصادهم و شويه و الباب خبط و إتفتح و دخل اخر حد مراد كان متوقع يجى !
عند عاصم مسك موبايله بغلّ ... عاصم بلهجه لا تقبل النقاش: إحجزلى طيراان حالا لعندك ..
و من غير كلمه زياده قفل و قام زى العاصفه مسك مسدسه حطّه ف جيبه و أخد مفاتيحه و اخد حاجات ونزل بعنف ..
سافر ل روسيا و دخل بجنون زى القنبله الموقوته و أذن وقت إنفجارها طلّع مسدسه بهجوم و عينيه بتطق شرار و قبل اى رد فعل منه قرّب منه إتنين مسلحين بسلاحهم كتّفوه و الباقى اتلمّ واليه ماهر الشرقاوى شاورلهم يرجعوا و هما اخدوا خطوات لورا .. ماهر بحده: انت اتجننت ؟ جاى لحد هنا برجليك ؟ إنت مش عارف إن اول مكان المفروض يدوّروا عليك فيه هو هنا ؟! اكيد عارفين إن ليك اهل و زفت صحاب و اختك و جوز اختك و ليله سوده ليك هنا ! تقوم تيجى لحد هنا برجليك ؟
عاصم إتقدّم منه بغضب و مسكه من لياقة قميصه: و انت مقولتليش ليه ان ابن الكلب ده إتجوز مراتى ؟!
ماهر نزّل إيده بلامبالاه: و اقولك ليه ؟ انت و خلاص طلقتها و إبنك منها و مات و شغلك و سيبته و البلد بحالها و إتمنعت من دخولها .. يبقا هتستفاد ايه اما تعرف ؟ عاصم بغلّ: الحيوان بيتجوز مراتى و تقولى هستفاد ايه ؟ ماهر ببرود: طليقتك .. قولنا طليقتك .. بعدين هو يتجوزها او غيره عايز ايه انت ؟ ماهى كده كده كانت هتتجوز .. هو او غيره هتفرق معاك ايه ؟ مش هتفرق و لا كنت عشمان انها تعيش على ذكراك ؟! عاصم بغضب: بس مش صاحبى ! ماهر رفع حاجبه: و هو انت بعد اللى عملتوه ف بعض ينفع كلمو صاحبى دى ؟
عاصم بعصبيه: اوووه بعدين انا منوتش اذيته إلا اما وقف ف سكتى ماهر بصّله من تحت لتحت و هو نفخ بغضب: دى خلّفت ! انت متخيل ؟ انا مطلّقها مكمّلتش سنه .. و كانت تعبانه و لسه خارجه من ولاده .. إتجوزت إمتى و حملت إمتى و خلّفت إمتى ؟! حصل كل ده إمتى اذا كان كل اللى سيبتها فيه سنه واحده ؟! إلا اذا كان كانت عينه عليها بقا و هى مراتى ! ماهر ببرود: خلاص اللى حصل حصل .. و انت كده كده دلوقت او بعدين كنت هتسيب الشغل معاهم .. و تنضم و بشكل اساسى للمنظمه معانا .. ف خلاص سيبك منه و إنتبه و إستعد بقا لشغلك الجديد عشان تعرف تثبت جدارتك و ولائك هنا .. لإنك اكيد عارف الفشل هنا يعنى ايه !
عاصم بغضب: مش قبل ما اصفّى حسابى مع ابن الكلب
ماهر وقف بحده: مين يصفّى من مين ؟ انت إبتديت و اعتقد إنه بيرد .. و لا ناسى انت عملت ايه مع مراته ؟ عاصم بغضب و غيظ: متفكرنيش ماهر بحزم: لاء لازم افكّرك لإنك مش حمل مشاكل تانيه .. إحنا خرّجناك من تحت ايديهم بأعجوبه .. و اعتقد انك عندك خلفيه عن طبيعه شغلك اللى بيخون بيتعمل فيه ايه ؟ لاء ده احنا كمان جيبنا كبش فدا يشيل الليله .. و كل ده عشان نخلّصك منهم لاننا لسه عايزينك هنا !
عاصم بصّله بضيق و هو كمّل بلهجه تحذير: ف لو وقعت ف إيديهم تانى مش هيرحموك .. و لا هتلاقى حد ينجدك منهم تانى .. لإن ساعتها مشاكلك هتخليهم هنا يسيبوك ليهم .. و تبقا كارت محروق ف فوق كده و إنتبه قبل ما تتصرف اي تصرف يورّطك ! انا عملت المستحيل هنا عشان اقنعهم إنك لسه ليك فايده هنا و هيستفادوا منك كتير .. بس لو حسّوا بعكس كده او ان مشاكلك بتكتر .. ساعتها محدش هيقدر يوقّفهم .. دول ممكن هنا هما اللى يخلصوا منك ! عاصم قعد ع الكرسى بغلّ و كل الافكار السوده بتهجم على دماغه اللى بتغلى بجنون ماهر: مكنش ينفع تيجى هنا عاصم بضيق: متقلقش محدش يعرف حاجه عنى هناك .. ماهر: ليه ع الاقل ميعرفوش إن اختك و جوزها عايشين هنا ؟
عاصم بزهق: لاء .. و اكيد يعنى مهما كانوا واخدين عنى فكره إنى غبى أكيد مش لدرجة ابقا مطارد و استخبى عند اختى ماهر بإصرار: ااه بس لو دوّروا ورا جوز اختك ممكن يوصلوا لشغله و منه يوصلولك عاصم بزهق: محدش يعرف حاجه .. مفيش إلا ( و سكت بخنقه و صوته اتخنق ) مفيش إلا همسه ماهر بصّله من تحت لتحت: وأعتقد إنك خلاص عرفت همسه بقت مرات ميين ؟ عاصم وقف بعصبيه: و انا و حياة امى ما هسيبه يتهنّى معاها ليله واحده ! ماهر نفخ بزهق: ما تعقل بقا يا ابنى انت ابنى.. بالمنظر ده هتضيّع نفسك و تضيّعنا معاك عاصم بضله بغلّ و شر و كزّ على سنانه: متقلقش هيجيله يوم و ساعتها محدش هيحوشنى عنه و لا حتى الموت .. و رحمة إبنى يا إبن العصامى لأستخسر فيك الموت .. هموّتك بالبطئ و هقف اتفرج عليك و إنت بتموت واحده واحده .. بس اما يجى وقتك !
عند همسه ف المستشفى همسه عالسرير و مراد قاعد جنبها بيفتحلها عصير و الباب خبط بهدوء .. و اللى خبط دخل و مراد و همسه بصّوا لبعض بإستغراب و كل واحد فيهم مستغرب لسببه .. همسه إستغربت من اللى دخلوا لإنها متعرفهومش و إلى حد ما من هيئتهم خمنت .. انما مراد إستغرب وجودهم هنا مجرد إنه متوقعش إنهم يجوا و بصّلهم بصدمه امه إبتسمت بحب و فرحه: ولدى .. ايه مكنتش متوقع إننا هنيجى و لا مكنتش عايزنا نيجى ؟! و قبل ما مراد يرد اخته فاطمه ضحكت بهزار: معلش بقا كانت واحده و واخده عقله .. دلوقت بقوا تلاته و واكلين عقله ف معلش معاه عذره امه إندفعت: الله اكبر .. الله اكبر ياشيخه عليكى .. طب سَمّى و لا كبَّرى .. إنتى بقيتى مدب زى جوزك كده ليه ؟! فاطمه ضحكت: طب حتى بصّيله .. ده واحد بعقله ؟ ده سايبنا ع الباب و بدل ما يفتحلنا الباب فاتحلنا بوقه !
همسه إبتسمت و غمزت مراد ب إيديها و كأنها فوّقته و هو إنتبه و قام بلهفه و وحشه لأمه اللى تقريبا مشافهاش من شهور كتيره .. ممكن يغيب عنهم شغل او سفر اه ... بس مش كل ده و لا بالشكل ده خصام و خلاف و مقاطعه ..
مراد كأنه ما صدّق شافها قدامه .. هموم كتيره متزاحمه عليه .. همسه و عمليتها اللى خايف من نتيجتها .. و بنته اللى القلق هيموّته عليها بعد ما سمع بكل اللى عندها.. و علاقته ب همسه اللى مش عارف هتوديه لفين .. و خلافه مع عاصم اللى لسه لدلوقت متخفّى و كأنه فص ملح و داب و ده قلقه .. لإنه لسه معرفش رده فعله من جوازه و خلفته من همسه ! اخر مره إتقابلوا اتوعّدوا و استحلفوا لبعض .. لكن لحد دلوقت محدش فيهم إتقدّم ناحية التاني خطوه !
هموم كتيره إتسابقت عليه و ما صدق لقى الحضن اللى هيهوّن و يشيل .. إترمى ف حضن أمه و هى ضمته بلهفه و بدموع: وحشتنى قوى يا ضى عينى و كأن دموعها عطته الضوء الاخضر إنه يعيط هو كمان .. لإنه معرفش يحبس دموعه قدامها و كأنه محتاج ده .. عيط و عيط كتير جدا كمان ف حضنها .. و هى ضمّته بحب و قعدت تهدهد فيه زى العيل الصغير .. إتقدمت كام خطوه لقدام و قعدت ع الكنبه قصد سرير همسه و هو لسه على وضعه ف حضنها .. همسه متابعاه بإستغراب .. اول مره تشوف ضعفه و دموعه بالشكل ده ! أمه همست بدموع: سيبها على الله .. مسيرها تفرج من عنده
مراد إنتبه ليها و خلّص نفسه بهدوء من حضن امه و مشّى إيده على وشه رايح جاى بإبتسامه .. و قرّب من اخته حضنها بلهفه و همس لها: متشكر اووى فاطمه بعتاب: و انا اللى كنت فاكره ان ليا وحشه مش شكر و السلام .. و هتبقى وحشتينى مش متشكر .. ماشى ياعم شكرا مراد إبتسم: انتى ليكى كل حاجه يا طمطوم .. الحب و الوحشه و الشكر و الهزار و الضحك .. ده انتى الحب كله
فاطمه ضمّته بحب اخت بجد لأخوها و قعدوا يهزروا و يضحكوا و يرغوا كتير اووى .. كل ده و همسه متبعاهم بإبتسامه و كأنها بتكتشف جزء جديد من شخصية مراد اللى مازالت كل يوم بتشوف جانب منها .. نوعاً ما عجبها قووى تعلّقه ب أمه و شدّتها جدا العلاقه بينه و بين اخته .. بصّتلهم قوى بحب و إبتسمت و مراد مندمج معاهم لحد ما إنتبه ليها مراد إنتبه بأسف: ااه سمسميه معلش نسيت .. إتاخدت اووى بمفاجأه وجودهم اخد إيد امه بهدوء و قرّب من سرير همسته و مدهاش فرصه تعترض: امى دى همسه .. مراتى و حبيبتى و أم مراد و ليليان
أمه كانت جايه و ناويه تتجنّبها .. تشوف إبنها و أحفادها و تنسحب بهدوء بس مقدرتش تعمل ده .. نظره ف وش همسه كفيله تخليها ترجع عن قرارها و تقرّب بحب أمه و هى بتحضنها: حبيبتى و مرت ولدى و أم الغاليين .. تعالى يا بتى ف حضنى يا غاليه يا مرت الغالى همسه إتفاجئت بنفسها بتترمى ف حضنها براحه و حب و كأنهم يعرفوا بعض من سنين كتير
مراد إتبسط اوى من شكل بدايه علاقتهم .. و كل مدى كل ما طاقة الامل جواه بتنفتح اكتر و الامل بيزيد عنده .. قعدت جنبها ع السرير و باستها من راسها و ضمّتها بحب همسه بإبتسامه عذبه: حمد الله على سلامتكوا .. متعرفيش زياره حضرتك دى فرحتنى اد ايه أمه بإحراج: هى اتأخرت قووى .. كانت المفروض بدرى عن كده .. بس اعذرينى ماحاشنيش عنك غير الظروف اللى مسيرها هتعدّى ب إذن الله و بصّت لمراد بأسف و هو اتّكى بأيده اللى لاففها على كتفها و ضغط عليها بخفه و همسه بصّتلهم بإبتسامه: خير ان شاء الله .. المهم إنك جيتى و إنى شوفتك و ده لوحده كفايه مراد إبتسم و أمه كمان و همسه ضحكت بهزار: و لا حضرتك جايه بس عشان احفادك؟
أمه ضحكت بهزار: لاء هو يعنى مش قووى .. بصّى هما خدوا غلاوتكوا خلاص .. اعز الوِلد بقا .. همسه ضحكت و هى بتشدّها عليها بحب و هزار: لاء بس انا لسه مخدتش نصيبى عشان تروح عليا فاطمه برّقت بضحكه مكتومه: طب بقول ايه .. امشى انا بقا من المكان اللى ماليش فيه نصيب ده همسه إنتبهت و برّقت: خراشى عليا .. طب و الله نسيت فاطمه بغيظ: عادى متعوده .. جوزك سبقك
سلّموا على بعض بحب كأنهم خوات .. همسه حسّتها اختها هى لمجرد إنها اخت مراد و إستغربت إحساسها ده اللى كل مدى بيتولد بشكل كإنه جديد عليها .. هدى قامت قرّبت منهم بحب: نوّرتونا و الله و لا إنتوا هتوقّعوا كلام همّوسه بجد إنكوا جايين للقطط الصغننه أم مراد بتلقائيه فتحت حضنها و قرّبت سلّمت بطريقتها البسيطه و هدى قابلتها بودّ و بعدها سلّمت على فاطمه بهزار .. سليم سلّم عليهم بإحراج عشان عارف تقاليدهم و إنسحب بهدوء عشان ياخدوا راحتهم .. سليم و هو خارج: مراد انا تحت لو إحتاجت حاجه رنّلى
مراد هزّ راسه له و هو سابهم بهدوء و نزل .. قعدوا يرغوا كتير و ضحك و هزار و كأنهم سابق معرفه مش اول مره .. و مراد متابعهم من غير ما يتدخل ف حواراتهم .. و سايب همسه تاخد عليهم براحه .. و سايبهم يشدّوها لدنيتهم واحده واحده أمه إبتسمت: امال فين ولادكوا ؟ مش معاكوا ليه ؟
همسه بصتّ لمراد ب أسف: و الله إسألى إبنك اللى مصمم إنهم يفضلوا ف الحضّانه لحد ما اخرج من هنا بحجة اما ابقا كويسه ! أمه بقلق حقيقى: ليه حبيبتى مالك ؟ إنتى تعبانه و لا ايه ؟ كفى الله الشر عنك همسه إبتسمت: لاء الحمد لله كويسه .. بس عشان عمليتى قرّبت و بجهّز ليها ف هو مصمم إنى إرتاح شويه أمه مفهمتش و بصّت لمراد بقلق و هو إتّكى على كتفها ف سكتت و حسّت إنه مش حابب الكلام دلوقت
كلهم بصّوله باستغراب لإن المفروض إنهم كويسين زى ما قال ف ليه مش هيطلعهم ع الاقل دلوقت .. و هو إنسحب بسرعه قبل اى اسئله .. خرج بسرعه و نزل للدكتور اللى سمحله بالزياره عادى .. لإن البنت إبتدت تاخد علاجها و إبتدت تستجيب ..و هو طالع قابل فاطمه اخته جايه ناحيته و القلق على وشها
مراد بقلق: ف ايه ؟ ايه اللى نزّلك انا كنت طالعلكوا اجيبكوا عندهم .. فى حاجه ؟ همسه كويسه ؟ فاطمه إستغربت: الاسئله دى انا اللى اسألهالك يا مراد .. فى حاجه ؟ همسه كويسه ؟ و الولاد مالهم ؟ مراد لسه هيتكلم قاطعته: و من غير كذب لو سمحت .. انا حسيت من كلامك إنك مخبى حاجه حتى عن همسه و عمّال تتوه و تقفِّل ف الكلام .. فى ايه طمّنى مراد سكت كتير و إتنهد بحزن و أخد نفس طويل و خرّجه بضيق و هى متابعاه بقلق و إبتدى يحكيلها كل حاجه عن بنته و عمليه همسه و قلقه فاطمه بحزن: انا بردوا حسيت ان فى حاجه مش تمام .. شكلك مش مبسوط .. مش بالفرحه اللى كنت متوقعاها
مراد إتنهد: و الله مبسوط جدا .. متتخيليش احساس الأبوه عامل فيا ايه .. حاسس إنى فعلا بقيت حاجه مستاهله .. حياتى كنت عايشها من غير هدف .. من غير مسؤليه ...من غير سكن حب إستقرار عيله .. حياه من غير حياه ! فاطمه بقلق: طب و ابوك ؟ مراد سكت كتير: ماله ؟ فاطمه بترقّب: هتعمل معاه ايه ؟ مراد بضيق: و لا حاجه .. هو اللى إختار و انا كمان إختارت خلاص يبقا براحته أمه من وراه و هى بتقرّب منهم: طب و راحتى انا مش مهمه عندك ؟ مراد بصّلها بضيق و سكت و كأنه مش متحمّل حد يزايد على وجعه ..
و هى حست بيه: طب خلّيها محاوله اخيره .. مش يمكن اما يشوف دَخلتك عليه ب مرتك و ولادك ف حضنك يهدى و الأمور بينكم تصفى مراد بسرعه: لا طبعا مينفعش .. همسه مينفعش دلوقت خالص اروح بيها .. إفتراضا عمل معاها نفس اللى عمله معايا قدامكوا .. و لا نفس اللى عمله فيها ف بيتها و قدام اهلها يبقا قطعت اخر امل بيربطنى بيها .. ثم ان حالتها متسمحش اصلا تخرج من المستشفى أمه إتراجعت بإستعطاف: خلاص يبقا هات ولادك و روح لعنده .. تعالى على نفسك شويه حبيبى عشان خاطرى انا ده أبوك .. لو طوّلتوا عن كده الصله هتتقطع للإبد بينكم .. يرضيك اتحرم من ولادك و انت إبنى الوحيد ؟ و إتحرم من شوفتك .. ده انا كل مره بتيجى بتاخد روحى معاك و انت ماشى و افضل مستنياك ترجع عشان روحى ترجعلى
أمه إبتدت تعيط بحرقه و هو مخنوق من دموعها و من الموقف كله اللى محطوط فيه .. همسه و هى بتقرّب عليهم: روح يا مراد .. روحله و راضيه .. و لو رضيت بزعله مترضاش ابدا بزعل ست الكل دى .. اللى اكيد عشان بس تلمحك كسّرت كلمته .. و كفايه قطعت الطريق ده كله لاجل خاطرك .. ف إشترى انت كمان خاطرها
مراد بذهول: انتى اللى بتقولى كده ؟ انتى يا همسه ؟ بعد اللى قالهولك و بعد ما قاطعته همسه بهدوء: اللى حصل خلاص حصل و عدّى و إحنا ف انهارده .. و مادمت عايز تبتدى صفحه جديده معايا يبقا لازم تبقا جديده من كله .. و انت كمان تفتح صفحه معاه و تنسى اللى عدّى مراد بصّلها بحب و كأنه كان مستنى إيديها تتمدله عشان يتشعلق فيها .. و هى بصّتله برضا: انت دلوقت بقيت اب .. و اكيد مش انا اللى هوصفلك إحساس اى اب تجاه ولاده بيبقا عامل ازاى و هما بعيد عنه
مراد افتكر ولاده على طول و تعلّقه بيهم بالشكل ده و هما يدوب عُمر ايام و إبتسم اووى أمه بإطمئنان: يعنى راضى يابنى ؟ مراد بحب: راضى يا ست الكل .. هشوف الدكتور هيقول ايه و بناءاً عليه هتصرّف متقلقيش انتى بس مراد اخدهم عند ولاده ف الحضّانه و همسه معاهم .. مراد شاورلهم عليهم و أمه بتلقائيه قرّبت على مراد الصغير شالته مراد إبتسم لهمسه و غمزلها و هى إتكت على إيده كإنه بتطمنه أمه بفرحه: يا قلب ستك إنت .. كده إنا إتطمنت عليك .. طالما شبه مراد يبقا هتطلع راجل بجد.
فاطمه كانت جنب ليليان قرّبت من أمها و حبّت مراد: اييه ده تصدقى هو كمان شبه مراد قوى .. كنت فاكره ليليان بس .. ده عيونه بتلوّن اهى بلونين أمها زقّتها بغيظ: قولى الله اكبر مراد ضحك قوى و همسه معاه .. قعدوا يرغوا و يضحكوا و أمه و اخته اخدوا قعدتهم و إستأذنوا يمشوا مراد: هوصّلكوا مينفعش تمشوا لوحدكوا انتوا جايين ازاى اصلا ؟ أمه ضحكت: يااه انت لسه فاكر ؟ فاطمه بهزار: و الله كويس ان لسه فيه عقل يفتكر
مراد خبطها بخفّه على قورتها و ضحكوا سوا أمه: السواق جابنا لهنا و مستنينا تحت هيروحنا للبيت يعنى متقلقش مراد وصّلهم لحد ما خرجوا من المستشفى و ركبوا و مشيوا و هو طلع ل همسه مبسوط جدا من الزياره دى
ف الصعيد عند ابوه .. أبو مراد رايح جاى بغيظ و غضب .. عمال يهبد ف اى حاجه تقابله .. و منير قاعد جنبه بخبث لحد ما سمعوا صوت عربيه برا بتركن .. أبوه قام إتنفض بغضب من مكانه و وقف و هما دخلوا و إتفاجئوا بيه إرتبكوا شويه ف الاول أبوه بغضب: بردوا مشّيتى اللى ف دماغك .. قولت لاء و بردوا كسّرتى كلمتى لاجل خاطر اللى كسرنى و كسرك ! أمه بحزن: حرام عليك انت ايه مبتتعبش ؟ كفايه بقالكوا شهور مقاطعين بعض و خلاص اللى حصل حصل و لازم تتقبّله .. حياته و هو حر فيها أبوه بغضب: اه يعنى اخبط دماغى ف الحيط .. هو ده كلامك و لا كلام البيه اللى كنتى عنده ؟ أمه بضيق: إبنى لا قال و لا عاد .. إبنى سيبه ف اللى هو فيه .. مرته عيانه و هتعمل عمليه و بته كمان عيانه .. سيبه بقا ف هَمّه أبوه بتجاهل لكلامها: دى اول و اخر مره تكسرى كلمتى و لو حصل و خرجتى من غير علمى و لا رضاى إعتبرى نفسك طالق بالتلاته ! سابهم و خرج بغضب و هى قعدت ع الكرسى بدموع تدعيلهم
ف المستشفى عند همسه .. مراد بعد ما هما مشيوا طلع عند همسه .. لقاها ف السرير بتنام .. قعد جنبها بهدوء و هو مبتسم و فضل يلعب ف شعرها و هى مغمضه و ميّل باس راسها و همس ف ودنها: كنتى سألتينى حبيتك امتى و ازاى و ليه و انا معرفش عنك حاجه .. عرفتى بئا حبيتك ليه ؟
همسه فتّحت براحه و بصّت مبتسمه للناحيه التانيه و هو باسها من وشها مره ورا مره .. لحد ما رفعت نفسها لفوق من رقدتها و بصّتله كتير: ليه مقولتليش ؟ مراد: مكنتش اعرف ان هما جايين و قاطعته همسه: ليه مقولتليش على العمليه بتاعتى و إنى لازم اعملها و فى خطر و كل كلام الدكتوره مراد سكت كتير: مكنتش عايز اقلقك همسه بحزن: و ليه مقولتليش على ليليان ؟ مراد بتهتهه: ليليان ؟! مالها ليليان ؟ ماهى كويسه همسه بوجع: لاء مش كويسه .. انت فاكر إنى مش عارفه او ع الاقل مش حاسه ..
انا ام و احس بأى حاجه ف ولادى قبل ماهما حتى يحسوا بيها ف ليه بئا خبيت عليا ؟ مراد فضل ساكت كتير و إتنهد: كنت خايف .. كنت و مازلت خايف .. خايف عليها و عليكى و على الخيط اللى بيربط بينا لا بعد الشر يتقطع .. خوفت اقولك الاقى الاساس اللى حطيته عشان ابنى عليه حياتنا يتهد .. خوفت و مجرد إنى خوفت حسيت إنى تايه !
همسه بتسمعه و حاسه بوجعه و صدق حبه .. ف بتلقائيه مدّت إيديها على إيده و ضغطت عليها براحه و بسرعه إستوعبت ف سحبتها بسرعه .. مراد بصّلها بفرحه ناقصه حته: سيبى نفسك يا همسه .. حتى لو محبتنيش سيبى نفسك و الحب هيجى واحده واحده .. وعدتك قبل كده إنى لا عمرى هسيبك و لا هتخلى عنك .. ف مفيش خوف من ناحيتى لإنى عمرى ما هجرحك
همسه إبتسمت براحه و سكتت و هو ميّل عليها ضمّها بخوف حقيقى عليها من مجهول بيتملّك منه .. و كتير بيحاول يتناسى الخوف ده او يتجاهله و بيقنع نفسه إنه بس من العمليه من اكتر .. لكن من جواه حاسس بقبضة قلبه اللى بتتملّك منه شويه بشويه ..
عدّى كمان كام يوم و مراد على وضعه ده مع همسته اللى لسه ف المستشفى .. و منتظرين تقرير الدكتوره لحد ما النتيجه بانت و الدكتوره طلبتهم و همسه أصرّت تنزل معاه .. أخدها و راحوا عند الدكتوره اللى بلغتهم بنتيجه الفحوصات بتاعتها الدكتوره سكتت شويه و هى بتقلّب ف الورق قدامها و مراد صبره بيخلص و بيتبخّر و همسه ملاحظاه و برغم كل الظروف ظهرت على وشها إبتسامه عذبه من قلقه لا تتناسب مع الموقف اللى هما فيه .. لحد ما الدكتوره بصّتلهم بإبتسامه متوتره الدكتوره: للإسف معدش ينفع تأجلوا العمليه اكتر من كده مراد بقلق: طب يعنى مش خطر عليها كده ؟
الدكتوره بتفهّم: انا هبعتلك لدكتور جرّاح ممتاز هو هيقوم باللازم و يقولك اذا كان فى فرصه تستنوا مراد: لاء احنا هنسافر نعملها برا .. انا كلمت مركز طبى كويس جدا برا .. و هبعتلهم الاشعه و الفحوصات دى عقبال ما اخلص اجراءات سفرنا و نروحلهم و هما يقوموا باللازم الدكتوره: تمام و ان شاء الله ربنا يعديها على خير .. حتى البنوته تعرضها على دكاتره هناك و تتابع مراد بوجع: اه مانا مرتب لكده
مراد اخد همسه و خرج و هو متوتر من كل حاجه حواليه و ساكت بضيق .. عدّوا على الحضّانه فضل كتير مع بنته اللى إتعلق بيها بجنون .. و مبقاش يعرف يسيبها لحظه .. و قبل ما يخرج يفضل يصوّرها .. عشان اما يسيبها و يطلع يفضل يبصّ ف صورها لحد ما ينزلها تانى !
عدّى اسبوع كمان عليهم ف المستشفى مفهوش جديد .. مراد خلّصلهم إجراءات السفر بسرعه بحكم شغله و بعت اشعه و فحوصات همسه للمركز اللى رايحينه .. رتّب كل حاجه و حدد معاد السفر و همسه أصرّت تروح عالبيت الاول تاخد حاجتها بنفسها و مع إصرارها مراد وافق ..
همسه أمها ساعدتها ف اللبس و بتلم حاجتها عشان خارجين من المستشفى بعد قعدة 20 يوم بتعب و مراد جنبها باين على وشه الضيق و القلق همسه بهدوء قعدت جنبه: انت عايز تسافر لباباك قبل ما نسافر صح ؟ مراد بصّلها بضيق و هى إبتسمت: انا قولتلك لو عايز تروح روح و قولتلك رأيى إنه الصح انك إنت اللى تراضيه .. لكن متنتظرش منى اكتر من كده .. انا مش هقدر اسافر ف ظروفى دى و و لا ف الوقت ده !
مراد بحب: لاء انتى بلاش مش هحطك ف موقف زى ده .. كرامتك من كرامتى و كفايه إتهانتى مره و معرفتش إجبلك حقك .. يبقا كفايه ع الاقل دلوقت همسه: يبقا خلاص طالما دكتورة الاطفال إدّتك إذن السفر و مفهوش قلق عليهم سافر .. بس تعالى بسرعه .. قصدى يعنى متغيبش بيهم مراد إبتسم بعشق للمخلوقه اللى بقت روحه متيّمه بيها و من غير مقدمات قرّب اوى من وشها و ميّل خطف شفايفها بهدوء و شويه شويه الهدوء ده إتحوّل عاصفه .. لإنه مكتفاش ببوسه واحده ده زى العطشان اللى مش بيرتوى و كل ما بيشرب بيعطش اكتر !
لحد ما فاق على خبط ع الباب .. هى بعدت وشها عنه بسرعه و هو بصّ للباب بغيظ و أبوها فتح و دخل بلّغه انهم خلصوا .. مراد بغيظ: بتعدّهم عليا حسنات بسيئات انت صح ؟ سليم رفع حاجبه بإستفزاز: انا جاى اخد بنتى ليك فيه ؟ مراد سحب همسه اللى كانت جهزت و خرج على برا: اييه ده اللى ليا فيا ؟ ده انت اللى معتش ليك فيه همسه ضحكت بصوت غصب عنها و مراد ضمّها بغيظ و خرج و سليم ضحك عليه كتير و خرجوا وراهم ..
مراد اخدهم وصّلهم للبيت ترتاح شويه و يلمّوا حاجتهم و ده كان الصبح ..و بالليل هيعدّى عليهم هيكون راح لاهله و رجع عشان طيارتهم الفجر ! و بالفعل وصّلهم و رجع عالمستشفى اخد ولاده و كان عامل حسابه ف ممرضتين هيبقوا معاه إنهارده كله لحد ما يسافروا بيهم و يشوف بيبى سيتر ليهم .. اخدهم و أخد طريقه و سافر كمحاوله اخيره يهدّى بيها الجو بينه و بين أبوه و عنده امل إن النار اللى ولّعت بينهم تنطفى .. ميعرفش إنها للإسف بقت جمر و مجرد القرب منها هيحرق قوووى ..
ف البيت عند همسه .. همسه روّحت طلعت اوضتها .. أخدت حمام و غيّرت و إبتدت تلمّ حاجتها و تستعد .. مش بس للسفر .. لاء لحياه كامله جديده مع مرادها اللى مدهاش فرصه توافق حتى! خلّصت و دخلت ف السرير نامت كتير قووى .. صحيت بقلق على كابوس و نوم متقطع !
فضلت رايحه جايه بقلق .. متردده تكلم مراد و ف الاخر قلقها غلب عليها و كلمته كذا مره مردش .. ف رجّحت إنه مع أبوه و اما يخلص هيكلمها !
ف الصعيد عند اهل مراد .. أم مراد قاعده بتوتر و عماله تفرك إيديها .. و شويه و تبصّ ف الساعه و مره تتلكك و تفتح الباب .. مراد كان معرّفها إنه جاى إنهارده و خلاص ع الطريق و كام ساعه و يوصل .. أبوه قاعد متابعها و فهم إنها مستنيه حد و غالبا الحد ده مراد .. لحد ما شويه و سمعوا صوت عربيه بتركن برا و هى قامت بلهفه و لسه هتخرج .. بس نظرة غضب عنيف من أبوه جمّدتها مكانها أبوه بغضب: فووق أمه بإستعطاف: بس قاطعها بحدع بصوت عالى: فووووق .. قولت فوق و الا قسما بالله براا .. فوق و مسمعش حسّك و لا اشوف طرفك لحد ما اخلّص مع ولدك .. فهمتى ! سابته و طلعت بقلق و ضيق و هو قام بغضب
مراد نزل من العربيه و فتح و أخد " مراد و ليليان " و ساب الممرضات ف العربيه لحد ما يشوف الجو .. أخد ولاده و دخل لقى أبوه ف وشه و نظراته ناحيته لسه زى ما هى غضب و غيظ و رفض أبوه إتفاجئ .. هو صحيح كان متوقع مجيّه .. بس مكنش متوقع هيجيب ولاده معاه ! مراد لسه هيقرّب أبوه وقّفه بكلامه اللى صدموه: و انا بقا مقبلتكش لوحدك جايبلى دول تستعطفنى بيهم ؟ دول اللى هيخلّونى ارجع ف يمين صدر منى و انت كسرته ؟ جاى تتمحلس بيهم ؟ مراد اتصدم بضيق: انا لا جاى استعطفك و لا اتمحلس لحد .. انا جايبهوملك تشوفهم و يشوفوك قبل ما اسافر أبوه بجمود: بالسلامه مراد بضيق: بس أبوه: طالما كسرت كلمتى و يمينى و وقفت قصادى يبقى ملكش مكان ف بيتى و لا ف حياتى .. لا انت و لا ولادك
مراد بخنقه: جيت و افتكرتك ممكن تعيد حساباتك .. بس من الواضح إنى كنت غلطان .. بس إفتكر انت طردتنى مره و جيتلك و بتطردنى دلوقت تانى .. و ما بينهم جيتلك و رفضت حتى تقابلنى كإنك إستخسرتها فيا و بعتلك من تانى و رفضت حتى تسمع مش بس تعذر و ما بين كل ده هينت مراتى ف بيتها قدام اهلها .. و دى حاجه غير مقبوله مش بس عشانها .. لكن كفايه إنك صغّرت بيا و أهانت رجولتى قدام الغريب .. كده معدش عندى حاجه ممكن اعملها تانى .. مترجعش تزعل سلام !
مراد إتحرك بولاده و قبل ما يخرج من الباب أبوه وقّفه بكلامه: موافق اسمحلك تدخل البيت ده من تانى .. بس بشرط مراد بصّله بترقّب و دعى ف سره ميكونش اللى ف باله .. أبوه اتحرك ناحيته بجمود و حده: بس عشان تبقا عارف دى اخر فرصه ليك عندى .. قبلتها يبقا كان بها .. مقبلتش يبقا تعتبر نفسك يتيم مش بس الاب .. لاء الاب و الام .. و لو فاكر إن امك جاتلك من ورايا ف هتعتمد على حتة إنها ممكن تكررها تانى ف تبقى غلطان .. انا سمحتلها و بمزاجى عشان تاخد فرصتك الاخيره .. مراد غصب عنه بتلقائيه كلمة يتيم خضّته و جسمه إتهزّ عليها .. أبوه بلهجه قاسيه متقبلش النقاش: _
رواية مارد المخابرات رومانسية إثارة تشويق بلا حدود
رواية مارد المخابرات ج1 للكاتبة أسماء جمال الفصل الثاني والعشرون
مراد إتحرك بولاده و قبل ما يخرج من الباب أبوه وقّفه بكلامه: موافق اسمحلك تدخل البيت ده من تانى .. بس بشرط مراد بصّله بترقّب و دعى ف سره ميكونش اللى ف باله أبوه بلهجه قاسيه متقبلش النقاش: مشيّت اللى ف دماغك و مرضتش تصغّر نفسك قدام اهلها .. بس زى ما ليك الحق ماتصغّرش نفسك انا كمان ليا عليك حق إنك متصغّرنيش.
مراد غمض عينيه بضيق لإن تفكيره راح للى أبوه عايزوه و قبل ما يتكلم أبوه قاطعه: كبّرت نفسك و مرضتش ترجع ف كلمتك معاهم و دلوقت تكبّرنى و تنفذ كلمتى مع عمك
مراد نفخ بزهق: الموضوع ده حضرتك عارف إنه منتهى حتى من قبل موضوعى مع همسه أبوه بصرامه: و انا مقولتش إنه انتهى عشان تيجى حضرتك ببساطه تدوس عليه و على كلمتى و تصغّرنى قدام عمك و الكل مراد بضيق: بس أبوه بلهجه مفهاش نقاش: اعتقد ان الكلام خلص و اى كلام هيتقال مش هيفيد .. و دلوقت حابب اسمع ردّك
مراد متكلمش بعد كلامه تانى و وصّله ردّه بالفعل .. سابه و خرج بضيق من غير و لا حرف زياده .. ركب عربيته و مشى بسرعه رجع مصر ! أبوه فضل كتير مكانه بغضب و غيظ و ضيق لحد ما سمع صوت عربيته إتحركت .. ده معناه إنه مشى ف أخد بعضه و خرج .. قبل ما يخرج بص لفوق لقى أم مراد بتبصّله بوجع و حزن بصّلها بغضب و سابها و مشى !
مراد خرج من عند أبوه بضيق .. كده خلاص الخيوط كلها إتقطعت بينهم و اخر سكه كانت ممكن تجمعهم إتقفلت ..
اخد طريقه للرجعه و شويه و افتكر موبايله .. بصّ فيه لقى مكالمات كتير جدا من همسه .. خمّن إنها عايزه تعرف وصل و لا لاء .. و عمل ايه مع أبوه .. بس اللى قلقه إنه لقى مكالمات اكتر من أبوها و حتى رقم امها مراد اخد موبايله بسرعه و طلب رقمها بقلق: ايه يا همسه .. خير .. فى ايه ؟ مالك ؟ فيكى حاجه ؟ همسه بلهفة ضيق: انتوا فين ؟ خدت ولادى و روحت بيهم على فين ؟ فيكوا ايه انطق ؟ مراد إستغرب: ايه خدت ولادى و روحت بيهم فين دى ؟ مانتى عارفه انا فين .. و انتى اللى رضيتى بكده ! همسه إتنرفزت: اه رضيت .. بس مرضتش ابدا إنكوا تسيبونى بقلق كده اضرب اخماس ف اسداس و اخمن جرالكوا ايه و حصل ايه معاكوا !
مراد بعد ما كان متضايق من عدم ثقتها فيه .. نوعاً ما عجبه قلقها او إفتقادها ليهم ف إبتسم بهدوء: همسه إهدى مفيش حاجه لكل ده .. احنا بخير على فكره و ع الطريق أهو ! همسه إستغربت: ع الطريق فين ؟ انتوا لسه موصلتوش و لا ايه ؟ مراد بضيق: لاء وصلنا و ع الطريق راجعين همسه رفعت حاجبها بإستغراب من سرعتهم دى لإنها متعرفش اللى حصل معاهم .. بس تقريبا خمنت من رجعتهم على طول .. خاصه من الضيق اللى ف صوته ف إتنهدت: حصل مشكله تانيه ؟!
مراد بضيق: اما أجى يا همسه .. انا ع الطريق اما أجى هحكيلك و قفل معاها لإنه معندوش إستعداد للكلام دلوقت من ضيقه ! نفخ بضيق و كمّل طريقه لحد ما وصل القاهره .. بعد ما كان هيروح ل همسه .. لقى قدامه لسه وقت .. طلّع موبايله عمل تليفون الاول و لفّ عربيته على مكان تانى !
همسه قفلت مع مراد و إتنهدت براحه انهم بخير .. و بعدها الإبتسامه إختفت من على وشها بنفس السرعه اللى ظهرت بيها .. اما افتكرت أبو مراد و اللى عمله و قاله اول و اخر مره شافته فيها .. و خمّنت إنه حصل بينهم نفس الخلاف و إنها السبب ف ده كله ! أبوها دخل عليها بهدوء: ايه يا همّوسه خلّصتى لمّ حاجتك ؟ همسه بضيق: ايوه أبوها بصّلها بقلق: مالك ؟
همسه إتنهدت بخنقه و هو سكت شويه: كان لازم من المشوار ده يا حبيبتى .. دول بردوا اهله .. و ده أبوه و مهما كان الخلاف بينهم خليكى براه ! همسه بضيق: كل حاجه كانت غلط من الاول .. الاساس إتحط غلط ف بالتالى كل اللى إتبنى عليه بقا غلط .. و هيتهد بسرعه .. بسرعه قووى كمان و بكره هفكّرك ! أبوها قلبه إتقبض: ليه بس بتقولى كده ؟ ده خلاف عادى و مع الوقت هيتحل .. و انتى لازم تقدّرى وقفته قصد الكل عشان يبقا جنبك .. همسه بهدوء: و انا قررت اسمع كلام حضرتك .. بس لسه عند كلامى كل اللى بيتبنى ده هشّ و هيقع بسرعه ! أبوها ابتسم بقلق: سيبيها على الله
أبوها خرج و سابها و هى إتنهدت و شردت بقلق و بتدعى بصمت ان ربنا يفك قبضة قلبها دى اللى هى مش عارفه سببها !
مراد كلّم مهندس الديكور اللى سلّمه الفيلا اللى أخدها ل همسه .. كلّمه و بلّغه إنه رايح ع البيت يشوفه .. بعد ما بلّغه إنه خلاص ف التشاطيب و عمل كل حاجه طلبها و بدقه !
مراد لفّ بعربيته إتجاه الفيلا و اول ما وصل ركن عربيته ف الجنينه و نزل أخد ولاده .. و فتح الباب و دخل .. متفاجئش كتير بالمنظر لإنه ذوقه و طلبه بس عجبه جدا و اتمنى إنه يعجب همسه .. و إتمنى اكتر لو كانت ف اللحظه دى معاه و فضل يتخيل رد فعلها ! ميّل على عجلة الاطفال شال " ليليان " على صدره و ضمّها قووى ف حضنه: قلب ابوكى انتى و عمره كله .. نين عينه اللى بيشوف بيه الدنيا .. انتى القلب اللى بيشغّل قلب ابوكى .. انتى الروح اللى سكنت ف جسم مكنش فيه روح .. و انتى الحياه اللى دبّت ف حياة ابوكى .. بعد ما كان عايش حياه من غير حياه .. ايه رأيك ف البيت بئا ؟ ده بيت ابوكى يا باربى انتى .. ده بيتك اللى صممت انك تكونى اول روح تدبّ فيه و اول عين تشوفه .. عجبك ؟ ( البنت بتبتسم بصوت وملاغيه ): يا روحى انتى و لو مش عجبك نغيّره .. اه و ربنا ده انا عندى إستعداد اهدّه تانى و ابنيه عشانك يا حلو ..
مراد إلتفت على صوت عياط مراد بزن: ممممم ده انت غيران بئا .. طب تعالى شاله و ضمّه على الناحيه التانيه من صدره: انت راجل ياض مينفعش تتدلع و تتهشك و لا حتى تتشال .. ده انت ابن مراد العصامى .. الظابط مراد مراد العصامى ( بصّله بضحكه غيظ ) وحشه مراد مراد دى صح ؟ اعمل ايه ف امك بئا .. معرفتش ازعّلها ف اول طلب ليها ( مراد بيلاغى بصوت ) ااه يا ابن امك انت .. شكلك هتطلع دلوع امك .. باين من اولها من ناحيتها و ناحيتك .. لاء إنشف كده انت ابن ابوك .. اسد من ضهر اسد .. ده انت هتدخل عالم المخابرات بقلب جامد ..
قعد يلفّ بيهم ف كل ركن ف البيت و يحكى و يحكى: ايه رأيكوا بئا .. ده مش بس بيت جديد ده حياه جديده .. حياه جديده و انتوا اللى اسستوها .. إتبنت على اساسكوا انتوا .. و عشان كده هتبقا متينه عشان الاساس قوى .. انتوا الحلم اللى مالهوش نهايه .. نقطه و من اول السطر .. اللى قبلكوا لا كان عاجبنى و لا عايزوه و مسحته خالص بكل ما فيه و إتولدت معاكوا يوم ما اتولدتوا !
مراد قعد بيهم كتير يحكى و يلف و يقعد و يقوم و يروح و يجى و كأنه كان محتاج حد يفضفض معاه و يطلعله كل الشحنه السلبيه المدفونه جواه .. و ما صدق لقاه و مش اى حد دول حته منه ! فاق على تليفون اللوا سليم ف حس ان الوقت سرقه جدا .. رد ع الموبايل و بلغّه انه خلاص على وصول
عدّى على شقته كان مجهز حاجته يدوب نزّل شنطته و اخدهم و مشى على بيت همسه !
همسه ف بيتها جهزت شنطها و حاجتها و أبوها كمان لبس و أمها اللى صمموا يكونوا معاها .. لبست و إنتظرت و عدّى وقت كتير و مراد مجاش و الكل إبتدى يقلق بجد و هى دماغها بتودّى و تجيب .. تفكيرها راح إنه يكون خدهم منها او هيحرمها منهم او هيضغط عليها بيهم او او او بتلقائيه صورة عاصم و موقفه معاها ف إبنها اللى فات بتروح و تيجى قدام عينيها قلبها اتنفض و قعدت مية فكره و فكره يهبّوا ف دماغها .. و كل ما افكارها تزيد غضبها و قلقها يزيدوا .. لحد ما مراد رن على أبوها و سمعت صوت عربيته برا ف مدتش نفسها فرصه ترد ع الموبايل .. و لا إدّته فرصه يدخل و خرجت زى البركان عليه برا همسه بغضب: انت كنت فين كل ده ؟ هااا ؟ انت مكلّمنى من ساعات و قايلى ع الطريق .. و بعدها كلمت بابا إنك خلاص وصلت .. ف ليه كل الوقت ده ؟
مراد إستغرب هجومها: انا ك قاطعته همسه بعصبيه: انت فاكر نفسك هتقدر تبعدهم عنى ؟ فاكر إنك هتعرف تاخدهم منى ؟ بتضغط عليا بيهم ؟ بتورّينى بالفعل انت ممكن تعمل ايه ؟ تهديد ده ؟ لوى دراع ؟ مراد إتصدم: همسه إهدى انا همسه بعصبيه: انا ! انت ايه ؟ انت اصغر من إنك بس تفكر حتى تاخدهم منى .. فاااهم أبوها قرّب منها بضيق: ايه اللى انتى بتقوليه ده ؟ انتى إتجننتى ؟ ياخد ايه و بتاع ايه ؟ انتى اللى سمحتيله إنه يروح لأهله بيهم .. هو إستأذن و انتى رضيتى .. اتأخر شويه ايه المشكله المهم إنه جاه !
همسه بغضب: جاه بعد ما إتأكد إنه وصّل رسالته .. يقدر ياخدهم وقت ما يحب و يرجّعهم بمزاجه .. مش كده ؟ انت مجرد واحد قِبل ب الإتفاق .. واحد اتعرض عليه يتنازل عن ولاده و هو للأسف رضى و بدون مقابل حتى
مراد بصّلها قوى بشئ من الصدمه: للأسف رضى ؟! انتى كنتى عايزانى مرضاش يا همسه ؟ مرضاش و انتى ف محنه و لولا رضايا بالوضع ده و العرض بتاعك ده كان زمانك لا بقيتى ام و لا تخطّيتى اللى حصل و لا كان هيبقى فيه حلم إسمه " مراد و ليليان " ! و بدون مقابل ؟! بدون مقابل يا همسه ؟ انا مجرد واحد وافق ع عرضك اللى هو وقفته جنبك و شايفاه انه بدون مقابل ؟! و حبى ليكى كان ايه ؟ و تحمّلى لقسوتك و إهانتك مره ورا مره و إتهاماتك إتهام ورا التانى كان ايه ؟! و وقفتى قصد اهلى عشانك كان ايه ؟ كل ده و كنت مستنى المقابل منك رضاكى و حبك و الاخر تقولي إنك معندكيش المقابل ؟!
مراد بصّلها بضيق و أسف و أبوها بصّله ب إحراج: ممكن تدخلوا جوه .. ادخل جوه مش هينفع وقفتنا دى مراد بصّلها بوجع و هى لمحت ده ف عينيه و ندم سيطر عليها بعد ما كلامه فوّقها و إستوعبت هى قالت ايه و إتراجعت بضيق من تهورها ف رد فعلها ! مراد إتقدّم منها خطوات .. بس ساب مسافه بينهم تفهّمها إنها كل ما بيقرّب بتزقّه تبعده عنها بإتهامات باطله .. مدّ إيده إدّاها ولادها اللى اخدتهم بلهفه ف حضنها و ضمّتهم و قعدت بيهم ع الارض مكانها .. و فضلت تبوس فيهم بدموع .. و هو نوعاً ما إلتمسلها العذر بس لسه مخنوق من كلامها ف سابها و راح على عربيته
مراد: انا جاهز وقت ما تخلّصوا براحتكوا انا ف العربيه .. و سابهم و مشى من غير ما يدى فرصه تانيه للكلام ! أبوها بصّلها بضيق: ايه اللى انتى قولتيه ده ؟ يا شيخه حرام عليكى .. ده انتى لو شارياه مش هتمرمطى فيه كده
همسه بضيق من نفسها: يا بابا انا أمها بعتاب: حرام عليكى يا همسه .. انتى مشفتهوش كان عامل ازاى و احنا ف المستشفى .. ده كان تحت رجلك و بيتمنالك الرضا ترضى ! أبوها بصّلها ب أسف: انا نصحتك قبل كده و انتى حره .. بس عشان ابقى مقصّرتش معاكى هقولهالك تانى .. مراد هو رحمة ربنا اللى حطّهالك جوه إبتلائك .. ف إمسكى و تبّتى ف الرحمه دى قبل ما تزول من وشك !
سابها و مشى ناحية العربيه و امها حصّلته و هى وقفت مكانها شويه بخنقه .. و قرّبت منهم بس راحت على عربية مراد .. أبوها و أمها ف عربية أبوها و هى قرّبت من عربية مراد و جات تميّل تفتح الباب بس هو كان أسرع خرج بسرعه و لفّ و فتحلها ركبت بهدوء جنبه و هو دخل عربيه الولاد ورا و لف و ركب و خدوا طريقهم من غير و لا كلمه ! وصلوا المطار دخلوا قعدهم و خلّص هو الإجراءات و كل حاجه .. جاه معاد الطياره أخدهم و ركب عشان تبتدى الرحله اللى من عندها هتبتدى حياه جديده .. بس ياترى القدر هيرضى بالحياه الجديده دى لأخر العُمر و لا كاتبلهم حاجه تانيه ؟
وصلوا لندن و من المطار ع المكان اللى مراد عامل حسابه على الحجز فيه لإنه مش عارف ظروفهم هتحكم بوقت اد ايه مراد كان حاجز تأجير شقتين قصد بعض .. أبوها و أمها ف شقه و هو ف التانيه .. و هى ليها حرية الاختيار و كان عارف انها معاهم و هو هيبقا لوحده و متوقع ده ! وصلوا البرج و تمم على إجراءات الحجز و طلعوا .. ورّاهم الشقق و إنسحب يعمل تليفون عشان ميحرجهاش .. و اما رجع دخل شقته و إتفاجئ بيها جوه بولاده و شنطهم و بتبصّله ب إعتذار و ضيق من نفسها .. مراد كان لحد اللحظه دى مخنوق بضيق .. بس قدام قرارها ده اتبخّر اى وجع جواه و نسى هما اصلا جايين ليه او فين !
مراد إبتسم بحب و قرّب بهدوء منها .. ضمّها بلهفه و باس راسها: رغم إنى كنت حاطط قدامى تخمين غير ده عشان متصدمش .. بس اختيارك ده كان هيفرق معايا جدا همسه بعتاب: ممم يعنى كنت بتخيّرنى ؟! و لو كنت بئا اخترت غير كده كنت هتسيبنى ؟ مراد إبتسم: اسيبك بمعنى اسيبك و اتخلّى عنك لاء ابدا عمرى .. ده انا ما صدقت .. بس كنت هحس إنه مهما اعمل ف ده مالهوش قيمه عندك طالما انا ماليش قيمه .. و لما جاه الموقف اللى حصل بينا من شويه حصل .. ده أكّد عليا فعلا إنى محتاج إنك انتى اللى تاخدى اول خطوه .. لإن لو إختارتى غيرى ..
ساعتها هيبقا مش بس اللى بعمله مالهوش قيمه .. كمان هيبقا زعلى مالهوش قيمه عندك .. انما لو اختيارك بقا اللى انا شايفوه ده ساعتها عمرى ما هسيبك تعملى حاجه ليا و لا حتى لنفسك .. اول خطوه ف مشوارنا كانت لازم تبقا ليكى و انتى اللى تاخديها و بعدها كل حاجه عليا ..
همسه بتسمعه بهدوء: انا اسفه مكنت مراد بحب: ششششش خلاص إتمسح .. كل اللى حصل إتبخّر و اتعودى على ده .. انا لا بحب اعاتب و لا اشيل جوايا و لا ازعل من اى حد ف مابالك إنك مش اى حد .. اللى حصل امبارح ده بتاع امبارح .. إنهارده مالهوش ذنب يشيله معاه ! همسه بهزار: بس ده مكنش امبارح ده كان انهارده مراد ضحك: و الله ؟! هو امبارح كان ايه ؟ و النهارده مين ؟ هو بكره فين ؟ انا ايه اللى جابنى هنا ؟ منين بيودّى على فين ؟
همسه ضحكت قووى على طريقته ف الهزار و هو شدّته قووى ضحكتها .. شويه شويه ضحك معاها و أخدها ف حضنها ضمّها عليه يفرّجها ع الشقه و عجبتها و ورّاها اوضه مراد و ليليان مراد بحب: كمان ساعه تقريبا هيجى اتنين بيبى سيتر عشان يبقوا طول الوقت مع الولاد همسه بخضه: لاء انا مش هسيب ولادى مراد بصّلها قوى و هى بقلق: احنا هنا منعرفش حد إفتراضا اخدوا عيل منهم و هربوا.
مراد ضحك قووى على طريقتها و هى بتأكيد: انت مبتسمعش عن حوادث خطف العيال و لا تجارة الاعضاء و لا يدوهم لحد مابيخلّفش .. يا ختااااااى ! مراد ضحك قووى بصوته كله على تفكيرها و هى بصّتله بغيظ: سورى سورى بس مش قادر امسك نفسى بجد .. انتى بجد بتفكرى كده ؟ أبوكى اللوا سليم السويدى و هما أبوهم المقدم مراد العصامى .. اللى هو سيادتك يبقا جوزك لو لسه مش واخده بالك .. و بتفكرى ان حد ممكن يهوّب حتى ناحية مكان هما فيه .. اجرى يابت العبى بعيد
همسه سكتت بإستسلام و هو سكت و مره واحده انفجر ف الضحك و هى بصّتله بغيظ .. قامت و خطوتين و رجعت شالت مخده من كنبه الإنتريه و حدفتها ف وشه و جريت من قدامه مراد ضحك قووى على طفولتها: باينه هيبجا مرار طافح !
أبوها و أمها دخلوا شقتهم فضّوا الشنط و طلبوا عشا سليم: ننادى عليهم نتعشى سوا هدى شدّت منه التليفون: بلااش سيبهم براحتهم لو فاضيين هيجوا سليم بصّلها و فهمها: تفتكرى هدى إبتسمت: بس بنتك تعقل !
همسه سابت مراد و دخلت اوضه من اوض النوم الموجودين و قفلت بسرعه وراها .. وقفت ورا الباب تاخد نفسها زى ما يكون مبتعرفش تتنفس قدامه .. فضلت واقفه كتير مبتسمه و الاخر فتحت شنطها فضّتهم ف الدولاب .. دخلت أخدت حمام و خرجت لبست بيجامه اطفالى ب طاقيه ودان قطه و لكلوك قطه و سرحت شعرها و فردته بعشوائيه و حطت ميكب خفيف
مراد برا فضل شويه مكانه مستنيها .. بعدها قرر يطلب عشا و حب يسألها تاكل ايه .. خبط خبطه خفيفه ع الباب و اما مجالهوش رد قلق ف خبط تانى .. بس سمع صوت الميه ف عرف إنها ف الحمام .. رجع فضل يلاعب ف ولاده شويه و اغلب لعبه و سهرايته مع ليليان اللى كان مسميها باربى ابوها .. لإنها كانت شبه الباربى بجد " شعرها برتقانى فاقع جدا طبيعى و ناعم جدا و طويل أطول من إنه يكون شعر بنوته عمرها تلات اربع اسابيع .. و بيضا جدا .. خدودها محمره بشكل يخلّى اللى يبصّلها اول حاجه عينيه تيجى عليها فيها هى خدودها .. مِحمّره لدرجة اللى يشوفها يفتكرها مجروحه .. عينيها مموّجه و بلونين زى ابوها .. كانت جميله بشكل يفاجئ اى حد من شوفتها و مراد كمان طالع لأبوه بعيون مموجه بلونين و بياضه جذّاب و شعره مموّج بين الدهبى و الاورانج .. كانوا شبه مراد بشكل يخضّ !
( احم احم ركزّووووا شويه لو سمحتوا هنا و محدش يسألنى ليييه ) مراد كان متيّم بيهم جدا و خاصة ليليان اللى عشقه ليها بيزيد كل يوم الضعف .. لدرجه إنها مبقتش تهدى إلا ف حضنه و لا تنام إلا على صدره و قدام اى عياط و زن مابترتاحش إلا اما ياخدها كأنها متبرمجه !
مراد قعد كتير معاهم و إستغيب همسه اللى إتأخرت بشكل يقلق راح و خبط تانى همسه من جوه: احمم فى حاجه ؟ مراد بهزار: احم ايه حضرتك ؟ انا قولت إنك نسيتى احنا فين و لا احنا مين ؟ حضرتك إحنا مش هنتعشى ؟ همسه ببرود: طب ما تتعشى مراد رفع حاجبه: طب مش هنطلب ؟ همسه على برودها: طب ما تطلب مراد بغيظ: طب مش هتخرجى ؟ همسه بضحكه مكتومه: طب ما تخرج مراد بصدمه غيظ برّق: انتى علّقتى ؟ همسه ضحكت بهمس و هو حس بده ف إبتسم: طب عايزه تاكلى ايه ؟ حابّه ايه اجيبهولك ؟ همسه بتلقائيه من غير ما تفكر: اللى هتاكله هاتلى منه
مراد إبتسم و راح طلب دليفرى و هى خلّصت و خرجت و هو كان ع التليفون و لمحها و هى خارجه ف تنّح الموبايل على ودنه كان لسه بيطلب و هى خرجت ف سكت و هو مبرّق فيها و هى لاحظت تتنيحته قدامها ف إبتسمت بغرور .. عدّت من جنبه شاورت ب إيدها بتريقه من قدام عينيه و جريت وقفت قدام الشباك مراد للى ع التليفون: انا بقول نسكّ ع البيتزا و نطلب حمام همسه بضحكه مكتومه دوّرت وشها و هو رفع حاجبه بضحكه: حماااااام
خلّص طلب اكل و قفل و راح وقف جنبها و دوّر وشه ناحيتها فضل باصصلها كتير بإبتسامه حب كأنه اول مره يشوفها ..
هو فعلا كان اول مره يشوف منها حاجات كتير .. اول مره يشوفها بشعرها .. يشوفها بميكاب .. يشوفها ببيجامه .. حتى اما كان بيروحلها البيت كانت بتتعمّد تلبس إسدال او لبس خروج و تغطى شعرها .. لكن المرادى غير .. و اللى فوق ده كله اول مره يشوف ضحكتها صافيه ! همسه رفعت حاجبها و هو بصّلها بهزار: مالك ؟ همسه بغيظ: و انت مالك ؟ ! مراد حدفلها بوسه من بعيد و جابلها كرسى: اقصد الجميل هيفضل واقف كده كتير ؟ إرتاحى شويه اليوم كان طويل همسه: اااه .. سكتت شويه: طب ايه مش قولت هتاخد شاور ؟
مراد ضحك: لا مش وقته خلّيه بعد الحمام يمكن يبقا ليه فايده همسه بصّتله بغيظ و هو ضحك قووى: انا قصدى هكون بهدلت نفسى من الاكل ف محتاج حمام همسه رفعت حاجبها: ليه صغير ؟ مراد بإستفزاز: خلاص أكلينى انتى همسه بصّتله بغيظ و هو ضحك و قرّب منها بمناغشه: انا بقول اكّلينى مش ... همسه لحقته بسرعه و مسكت وشه من عند بوقه بكبشة إيديها كلها و فضلت تهزّه بغيظ مراد ضحك من بين حركاتها ف وشه: طب إعتبرينى إبنك مش انا مراد بردوا ؟
همسه ببراءه: طب و هو انا بأكّل مراد ؟ ده بيرضع مراد ضحك بصوت عالى جدا: مفيش مشكله انا كما همسه برّقت لمجرد إستوعب هيقول ايه و هو حط إيده على بوقه بكوميديا و كتم ضحكته و هى سابت وشه و اتحرّكت من قدامه بسرعه بغيظ و خطوتين و رجعت بنفس السرعه ضربته تنت رجلها و ضربته بركبتها ف رجله و قامت تجرى و همست بغيظ: قبيح
مراد بضحكه خلاص بتطلع: انا من ناحية قبيح قبيح اووى همسه جريت على اوضتها و قفلت وراها بغيظ .. و هو هنا مقدرش يكتم ضحكه عليها تانى و إنفجر و دخل ف نوبة ضحك مالهاش اخر .. و هى جوه سمعاه و متغاظه و مره واحده إبتسمت وحطّت ايدها على وشها مراد الاكل وصل أخده و فتحه و رصّه على السفره و خبط عليها مرضيتش تطلع همسه من جوه: شبعانه مش هاكل مراد ضحك: طب افتحى و مش ههزر معاكى خلاص همسه بغيظ: لاء انا عايزه انام مراد: هتنامى من غير عشا ؟
همسه: ملكش دعوه مراد: طب افتحى خدى الاكل جوه حتى همسه: لاء .. سكتت شويه و مراد راح جاب صنيه من المطبخ رصّ عليها الاكل و وقف بيه قدام الباب مراد: طب افتحى خديه و ادخلى كُلى لوحدك جوه براحتك و ابقى نامى همسه: لاء مراد: طب هسيبهولك و انتى ابقى اما تجوعى افتحى خديه همسه ببرود: لاء مراد رفع حاجبه: حبيبتى هو العيب ف الشريط و لا الراديو ؟ انتى إنهارده بتسفّى كتير ليه ؟
همسه فتحت بغيظ و هو إستغل ده و اخد الصنيه و دخل بسرعه و ف اقل من ثانيه كان نط بالصنيه ع السرير و قعد و ربّع و حطّها قدامه .. همسه ملحقتش حتى تفتح بوقها ف بصّتله بغيظ: انت بتعمل ايه ؟ مراد إبتدى يفتح ف العلب و عامل نفسه مش سامعها و هى كزّت على سنانها بغيظ: انت فاكر نفسك هتنام هنا و لا ايه؟ تبقى اتجننت بقا .. لعلمك إختارلك اى اوضه إلا دى لإنى هنام هنا و لوحدى مراد بصّلها ببرود بيستفزّها: و مين قالك إنى جاى انام ؟ انا هاكل بس .. و لا انتى بتجرّى رجلى .. بتغرغرى بيا يعنى همسه بغيظ: انا اصلا مراد بضحكه بيداريها و هو بيحطّ الاكل ف بوقه: ايوه اللى هو عينى فيه و اقول اخييييه همسه بصدمه: اخيييه ؟! مراد ضحك: اخيييييه اخيييييه
همسه قرّبت و لسه هتتكلم راح بحركه سريعه شاددها موقّعها عالسرير جنبه و بصّلها بمكر و هى بتلقائيه غمضت عينيها مراد بعشق _