رواية مارد المخابرات ج1 للكاتبة أسماء جمال الفصل السابع عشر
مراد راح بيت همسه و قابله ابوها و دخلوا و قعدوا شويه
سليم: دلوقت خلاص اللى حصل حصل انت دلوقت ايه ؟ و لا ناوى على ايه ؟! مراد بهدوء: ف ايه ؟ انا راجل متجوز و مراتى حامل و كلها كام شهر و ولادى يجوا .. و ده وضع مش هيتغير لا بمزاجى و لا غصب عنى
و قبل ما سليم يرد همسه دخلت و مراد متفاجئش لإنه رمى كلامه و كان زى اللى مستنى ردها و عارف إنها هتدخل ..
همسه ببرود مصطنع: بابا ممكن نتكلم شويه بعد اذنك سليم: طبعا .. انا هروح اخلى والدتك تجهز الغدا و قاطعته همسه بضيق: لا معلش هما كلمتين و هنخلّص و مراد هيمشى لإنه معندوش وقت ! مراد بصّلها بصدمه و سليم بصّله و بصّلها بضيق: طب
قاطعته همسه بالكلمه اللى لجّمتهم الاتنين و بصّوا لبعض همسه تصنّعت البرود: مراد كده اعتقد مهمتك خلصت .. طلقنى !
عند اهل مراد ف الصعيد .. أم مراد القلق بيزيد عليها و زاد اكتر اما حاولت تكلم مراد و معرفتش .. فضلت رايحه جايه بقلق ..و بتدعى ف صمت إن ربنا يعدى الامور على خير بين ابنها و ابوه و قامت تتوضى و نوت للصلاه .. و قبل ما تخلّص أبوه دخل و الشر عاميه و الغضب مسيطر عليه تماما ..
دخل بغضب و من غير و لا كلمه سابهم و طلع اوضته .. و مداش فرصه لحد يسأل عن حاجه .. و ده اكدّ ظنونها إنه كان مسافر لمراد و فى حاجه حصلت بينهم ! سلّمت من الصلاه بقلق و طلعت بتوتر خبّطت و دخلت .. حاولت تتكلم الاول ف اى حاجه كمدخل للحوار بس مفيش
سكتت شويه و بصّتله بقلق أم مراد بقلق: خير يا حاج .. أديلك ساعه جاى من برا .. دخلت و حبست نفسك ف الاوضه لا حس و لا خبر .. خير أبوه بصّلها بغضب و ساكت تماما بس ملامحه كلها حده و جمود ! أم مراد: قصدى يعنى سافرت و رجعت ف حال غير الحال .. لا بتتكلم و لا بتحدتت مع حد .. ايه اللى حصل لكل ده ؟ شغل ايه اللى انت كنت مسافرله مصر ؟ و حصل فيه ايه مغيّرك كده ؟ أبو مراد غضبه بيزيد و ساكت: ______ أم مراد بخوف و ترقّب: انت قابلت مراد ؟ حصل حاجه بينكم ؟ اتكلمتوا ف حاجه ؟ أبو مراد بصّلها بضيق و هى صبرها بيخلص: ما تقولى يا حاج .. فى ايه ل كل ده ؟
بصّتله بخوف و فتّحت عينيها فجأه و كأنها انتبهت لحاجه: اوعى يكون روحت لمراد شغله .. اتخانقتوا ؟ وقفتوا قصد بعض ؟ ف شغله يا حاج ؟ كده تصغّر بيه قدام زمايله .. انت مش عارف مركز إبنك ايه و شغله حساس قد ايه .. كده يهون عليك مراد ؟ أبو مراد بجمود و صوت ناشف: اطلعى برا ام مراد: طب ماتشو
قاطعها أبوه بضيق: اطلعى برا .. اطلعى برا و سيبينى لوحدى دلوقت .. أمه خرجت و قبل ما تقفل الباب دوّرت وشها ناحيته بقلق و هو نفخ بغضب: اطلعى برا زى ماهو من إنهارده برا حياتنا .. برا حياتنا خالص .. إبنك انهارده صغَّر بيا و قلّ منى .. و وقف قصادى و علّى صوته .. و لو كنت اديته فرصه يكمّل يمكن كان الله اعلم القلم اللى اديتهوله كان هو اللى إدهولى .. أمه بصدمه: انت مدّيت ايدك عليه ؟
أبوه بغضب مكتوم: اديته القلم اللى يفوّقه .. بس طالما مافقش يبقا اعتبريه مات و مش هاخد عزاه حتى ! أمه بدموع: و هان عليك ؟ أبوه بغضب: اللى يهون عليه يصغّرنى .. يهون عليا مش احطّه شبشب ف رجلى .. لاء ده انا كمان احطّه تحت رجلى .. أمه باستعطاف: طب.
أبوه بغضب و شر: اقفلى الحوار ده خالص .. و لو عايزه تروحيله باب البيت مفتوح .. بس ساعتها قسماً بالله اسمك مايتربط بأسمى طول العمر و لا تباتى على ذمتى ليله واحده ! أمه بصّتله بدموع و شهقت بحزن و هو زعق بغضب: لو مجاش و باس على أيدى و رجلى يستسمحنى و يرجع عن اللى ف دماغه ينسى إنه له أب و أم .. و يوم ما تكسّرى كلمتى و اعرف إنك على اتصال حتى بيه ماتلوميش إلا نفسك ! أمه بصّتله بحزن و قهره و خرجت بهدوء و هو قعد على اقرب كرسى و دوّر وشه بغضب !
ف بيت همسه ... همسه بوجع جواها غطّت عليه ببرود مزيف: مراد كده اعتقد مهمتك خلصت .. طلقنى ! مراد بصّلها كتير اووى .. مش قادر يستوعب إنه بعد وقفته دى كلها جنبها تتخلى عنه ف اول أزمه .. تنسحب بسرعه كده .. و ياريت بتنسحب بهدوء .. دى بتنسحب بعنف و بدون مقدمات هو صحيح مكنش فى بينهم العشم اللى يخلّيه يتوقع وقفتها جنبه بس كان متعشم.
ابوها بعد ما كان هيتدخل ف الحوار .. قرر ينسحب بهدوء و يسيب القرار ليهم .. و بناء عليه مراد هيتصرف .. و لإنه واثق فيه و ف تفكيره إداله الفرصه دى .. سابهم و خرج بس قبل ما يخرج بصّ لبنته نظرة ضيق و عتاب و هزّ راسه بأسف: مش عارف ليه مُصرّه تبقى دايما الخسرانه ! سابهم و خرج و الاتنين فضلوا واقفين قصاد بعض و إتلاقت عينيهم ف نظره طويله جدا و كل واحد فيهم ساكت ..
مراد بعد ما كان جاى يتكلم .. و عنده كلام كتير حابب يقوله .. و كان ناوى إنه يفهّمها كل حاجه .. ع الاقل عن موقف ابوه .. سكت تماما و حسّ إنه بعد كلمتها مفيش حاجه ممكن تتقال ع الاقل دلوقت .. الموقف كله على بعضه زى الحجر و الدق عليه دلوقت مش هيكسره و لا هيفتفته بالعكس هيخلّيه يطلّع شرار .. فضل كتير ساكت و اخد بعضه و ماشى عدّى من جنبها و من غير ما يبصّلها: الغالى مايتباعش بالرخيص .. و انا حتى الغالى مرضيتش ابيعك بيه .. اشتريتك بالغالى اووى و متعودتش افرّط ف حاجه خدتها غاليه..
سابها و خرج من غير كلمه تانيه و لا إداها فرصه لأى كلام و مشى .. فضلت كتير واقفه مكانها بتبصّ على مكان الفراغ اللى سابه .. كانت متلخبطه من تصرفاته و مش فاهمه هو بيعمل معاها كده ليه .. جنبها ليه ؟! و دلوقت بعد اللى حصل اتلخبطت اكتر .. و مش عارفه المركب اللى جمعتهم هترسى بيهم على ايه ؟!
مراد خرج من عندها مخنوق و الدنيا ضيقه ف عينيه .. كل حاجه بتقع .. ياترى ليه ؟ هما اللى غلط و لا الظروف و لا الغلط من عنده اصلا و هو اللى استعجل ؟ قرر يسيبها على ربنا ع الاقل لحد ما همسه تولد و يشوف اخرتها ايه ؟
عدّى شهرين كمان مفهومش جديد .. كل حاجه على ما وقفت عليه مراد و ابوه تجنّبوا بعض تماما .. من اخر موقف بينهم و كل واحد أخد قراره إختار و صمم على إختياره .. مراد راح لأبوه البلد و خيّره بين طلاق همسه و يكتب على بنت عمه وبيدخل عليها يا إما يخرج برا و معدش يجى تانى و مراد إختياره كان واضح جدا .. من بعدها بطّل يروح البلد و لا حتى يتكلم .. و محدش بيكلّمه .. لا أبوه اللى أعلن غضبه عليه .. و لا أمه اللى متكتّفه بينهم بيمين أبوه .. و لا حتى اخته اللى جوزها كتّفها عنه و اتقطعوا من بعض ..
مراد بيتجنب همسه .. معدش بيروح البيت عندها ف اى وقت غير مواعيد الدكتوره اللى متابعه معاها الحمل .. و حتى اما بيروح بينتظرها برا البيت لحد ما تخلّص لبس و تجهز و تنزل .. و بيوصّلها من غير و لا كلمه و يستناها برا حتى ما بيدخلش المستشفى .. بينتظر ف العربيه لحد ما تخلّص و يرجعها ع البيت و بردوا من غير كلام .. و بعدها يرجع ع الدكتور يتطمن عليها منها و يمشى !
حتى عاصم مفيش عنه اى اخبار اختفى تماما .. حتى قدروا يوصلوا للمعلومات و الميكروفيلم اللى كان معاه لكن هو فص ملح و داب و مفيش اى ريحه ليه و كأنه مات!
همسه مستغربه من رد فعل مراد على طلبها الطلاق ! ياترى بُعده ده وافق و مستنى اما تولد ؟ و لا زعل من كلامها و لا لسه مخدش قراره و بيفكر ؟ و لا قادره تفهم موقفه و لا حتى موقف أبوه اللى لسه غامض بالنسبالها و مقدرتش تفهمه .. و حتى أبوها مقالهاش حاجه عشان يبقا لمراد فرصه عندها يفهمّها و يتفاهموا !
الأيام بتمرّ عليها بضيق و هى مستغربه نفسها ليه زعلانه كده ؟! هى مش عايزاه و هو بِعد ليه بقا مفتقداه كده ؟! كل يوم بتدبل اكتر عن اليوم اللى قبله .. و أبوها شايفها قدامه طول الوقت تايهه .. و ده أكدّله احساسه .. إنها خوفها مش من مراد .. خوفها من التجربه اللى مش عايزه تعيدها تانى .. عينيها شايفاه عاصم ف قرر إنه يشيل الغشاوه من على عينيها عشان تشوفه صح و عشان كده كان لازم يقعد يتكلم معاها و يقولها كل حاجه !
همسه بنص إبتسامه: بابا ! اتفضل سليم إبتسم بحب: حبيبتى انا لقيت نورك موّلع .. فقولت اكيد لسه منمتيش .. ايه اللى مصحّيكى لدلوقت ؟ همسه بملل: مفيش .. حضرتك عارف إن حركتى بقت قليله من ساعه ما دخلت ف السادس و ادينى بقرّب أهو سليم: طب و متضايقه ليه ؟ ربنا يكمّلك على خير و ولادك يجوا بالف سلامه .. و تاخديهم ف حضنك .. و ساعتها يا ستى ابقى اتحركى براحتك .. و اتنططى كمان معاهم
همسه بتحاول تضحك: اه على الله بس يدونى فرصه اتحرك سليم بحب: ربنا ما يحرمك منهم و لا يحرمهومش منك لا إنتى و لا ابوهم همسه حسّت إنه رمى سيرة أبوهم و كأنه عايز يقول حاجه و شيئا ما خلّاها تسكت .. يمكن لإنها حابه تسمع .. يمكن عشان عايزه إجابات لكل علامات الاستفهام اللى جواها .. او يمكن لإن حته فيها هو واحشها و مفتقده إهتمامه و مناغشته ليها .. او يمكن لإن كل الاسباب دول اتجمّعوا مع بعض و عملوا حالة الملل اللى هى فيها .. ف سكتت تماما و بصّت لأبوها نظره هو فهمها و هو سكت شويه
سليم بعتاب: ليه جرحتيه كده ؟ ليه أهانتيه بالشكل ده ؟ هو إشتاركى ليه انتى بعتيه بالرخيص كده ؟ كان ممكن تنسحبى بس مش بالشكل ده و مش ف الوقت ده .. مش ف الوقت اللى هو باع فيه كل حاجه و إشتراكى ! همسه: انا مبيعتهوش .. ده كان إتفاق بينا و هو عارف أخرته ايه و وافق ! سليم: مش يمكن وافق بس على وقفته جنبك إنما مش على مشيه من جنبك بعدين ؟ مش يمكن ساب بعدين ل بعدين ؟ همسه بصّتله قوى و بينها و بين نفسها بتراجع مواقفها معاه و اكتشفت قد ايه هو شاريها .. سليم بهدوء: مش مستغيبه مراد يا همسه ؟! مش عايزه تفهمى كل حاجه ؟ ع الاقل كان لازم تفهمى قبل ما تقررى
همسه بصّتله بتساؤل وهو أبتدى يحكيلها كل حاجه من الاول خالص .. حتى الحاجات اللى هى عارفاها ابتدى يعيدها عليها من تانى .. خلاها تشوفها من تانى بس من ناحيته هو .. و ف وسط حكيُه عن مراد كان بيتعمّد يجيب سيرة عاصم و تفاصيل حياتها معاه .. كان عايز يورّيها الفرق بين عاصم و مراد عشان تقدر تشوف الفرق بين التجربتين !
حكالها موقف مراد مع اهله و رفضهم و وقفته قصادهم عشانها .. و ازاى اتخلّى عن ميراثه و فلوس بالملايين .. ف اراضى و مصانع و مزارع ف الصعيد بس و اشتراها هى و اشترى رضاها ! و ابتدى شويه بشويه يوضّح الموقف قدامها و تتفهّم موقف أبوه اما جاه و رفضه بالعنف ده ..
همسه بحيره: بردوا مش فاهمه ليه .. ليه أبوه ظانن فينا السوء كده و اننا .. اننا يعنى ( و سكتت ب إحراج ) و أبوها فهم قصدها سليم بتفّهُم: لإنك حملتى على طول .. إنتى ناسيه اننا كتبنا الكتاب قبل العمليه بيوم واحد بس ؟ يعنى الحمل بالنسباله حاجه مش مفهومه و غامضه ! همسه بحيره: طب ليه مراد مقالهوش ع العمليه ؟
سليم إبتسم لإنه قدر يحدف تفكيرها ف إتجاه ما هو عايز: طب ليه ما سألتهوش إنتى ؟ همسه سكتت و هو ابتسم بحب: مرضيش يصغّر بيكى يا حبيبتى .. مرضيش يقلّ منك قدام أهله خاصة إنك مش منهم و غريبه عنهم .. محبش يكسر عينك وسطهم ! همسه بصّتله باستغراب و هو ابتسم: طب إنتى عارفه إنه قالهم ان المشكله اللى هتضطركم للحمل و العمليه عنده هو مش عندك .. عشان تفضلى ف نظرهم غاليه و مقامك عالى و محفوظ .. تفتكرى ليه غلّاكى كده قدامهم و حفظ قيمتك ؟ ف وقت انتى جيتى فيه و قلّيتى قيمته و حسستيه إنه اللى عمله ده كان و لا حاجه .. و رميتى كل تضحياته دى ف وشه و قفلتى الباب وراه !
همسه سكتت كتير: انا مكنتش اعرف حاجه من ده كله .. و هو مقاليش سليم إبتسم بحب: عارف و قالى مقولكيش حاجه همسه إستغربت: ليه ؟ ليه مكنش عايزك تقولى انت حتى ؟ المفروض إن دى تضحيه تتحسب لصالحه سليم: مكنش عايز يحطّ عليكى ف وقت إنتى مكنتيش فيه مستحمله اى جديد .. و تجربتك مع عاصم كانت مأثره عليكى .. فقرر يسكت حتى لو على حساب نفسه همسه بعتاب: و ازاى حضرتك توافق تحطّه و تحطّنى ف موقف زى ده ؟! معرّفتونيش ماشى بس ع الاقل كنت انت اللى اخدت الموقف و فوقّته سليم: و تفتكرى انا معملتش ده ؟ حاولت كتير معاه .. و عارضته اكتر .. و اتناقشنا بس عارضنى و صمم على رأيه ..
ده غير انه معرّفنيش غير قبل كتب الكتاب بوقت أصغر من إنى اتصرف فيه .. و كنتى انتى خلاص مشيتى ف إجراءات العمليه و فاضل عليها يومين تلاته .. يعنى مكنش في سكه للرجوع اصلا ف إستسلمت لقراره و انا واثق فيه .. و ف إختيارى ليه .. و ف قدرته على إنه هيقدر يتصرف ..
همسه بإصرار: بردوا كان لازم تقولى .. او ع الاقل هو يقولى اما أبوه جاه هنا سليم: إنتى كنتى رافضه اى فرصه لوجوده جنبك .. و بتسدّى عليه اى ثغره ممكن يدخلك منها .. تفتكرى وقتها لو كان جاه قالك ابويا رافض الموضوع و اهلى مش عايزينك كان ايه اللى هيحصل منك ساعتها ؟ همسه سكتت كتير و نوعاً ما إبتدت تعقل كلامه و تحسبها من تانى ..
كانت فاكره إنها بتحسبها من تانى دلوقت بعقلها لإنها زى ماقالت لأبوها إننا اتسرّعنا و محسبنهاش كويس بس إتفاجئت إنها قلبها مشاركها ف حسابتها دى .. بيدق قووى .. بيدق بعنف .. بيدق كأنه لأول مره يدق اصلا .. طب ليه ؟ ده كان قلبها قبله عايش و كمان عاشق .. ليه دلوقت معاه دقاته كأنها لأول مره .. رغم إن دقاته دى ف الوقت اللى قلبها المفروض لا عايش و لا بيحب !
سليم ملاحظ شرودها و حس إنه حط أيده ع الجرح لمسه ف لازم يتعامل بهدوء وعقل عشان يداوى .. هى إنتبهت و سليم ابتسم: بُصى يا همسه اى علاقه ف الدنيا حتى لو مؤقته زى مانتى عايزاها كده .. لازم يبقى ميزانها مظبوط بالملّى .. ﻻزم الكفّتين يعملوا المستحيل عشان الميزان يفضل متزّن و الكفّتين يبقوا باصّين و شايفين بعض كويس .. لو كفّه مالت بشوية حب و تضحيات زياده .. الكفّه التانيه هتفضل عاليه و مش حاسّه بقيمة الكفه التانيه و لا اللى فيها لإنها باصه للموضوع من فوق ..
همسه حاولت تخفى إبتسامتها بس وشها اللى نوّر كان كفايه: و ليه حضرتك قررت تيجى و تحكيلى دلوقت ؟ ايه اللى اتغير دلوقت يعنى ؟ سليم إبتسم: عشان الإبتسامه الحلوه اللى على وشك دى .. و اللى بتحاولى تداريها مع إنها محلّياكى .. عشان اللمعه اللى ف عنيكى دى اول ما حكيتلك كل حاجه و اللى بتنوّر من اول ما بتيجى سيرته ..
همسه سكتت كتير: خاايفه يا بابا .. خايفه أسيب قلبى تانى ف يأذينى تانى.. اللى أذانى قلبى اللى حبّ عاصم مش عاصم نفسه .. لإنى لو.مكنتش حبّيته كانت حاجات كتير اوى اتغيرت .. تفتكر بعد ده كله ينفع أسيب قلبى تانى يحسبهالى ؟ سليم بهدوء: حبيبتى الواحد لما بتحصل حيره كبيرة بين عقله وقلبه مش مطلوب منه وقتها دايماً إنه يحكّم عقله أو يضعف ويحكّم قلبه بس إختيار العقل الكامل هيرهق قلبك قوى وده هيتعبك جدا وإختيار القلب الكامل بيكون غير عقلاني وهيسبب خساير كتييره .. لازم يكون في موازنات بين الإثنين إختيارات القلب ضعف لكن لابد منها لإنه لو الحياه عقليه بس هتبقى ممله و وحشه جدا .. لازم تخلطى بين الإتنين عشان توصلى لقرار صح
سليم وقف يمشى أما لاحظها إبتدت تحسبها من تانى ف محبش يضغط عليها همسه وقّفته بتردد: هو مراد قالك حاجه بالظبط ؟ سليم ابتسم: بخصوص طلبك ؟ لاء اطمنى هو مستنى تحسبيها من تانى همسه بان ف صوتها قلق غصب عنها: مش يمكن هو اللى بيحسبها من تانى؟ سليم ابتسم على مشاعرها اللى ابتدت تطلع بتلقائيه: لاء اطمنى هو خلاص حسبها بعقله ( و شاور على قلبه ) و ب ده همسه ابتسمت غصب عنها: طب ليه خد خطوات سريعه كده لورا ؟ سليم كده خلاص اتأكد من اللى جواها و دوره يسحب الخوف شويه شويه منها: مش يمكن عشان انتى تحسى باللى انتى حسّاه دلوقت ؟ ماهو مينفعش تقول لحد عاملنى كويس .. بس ينفع تعامله بمعاملته و هو هياخد باله و هيحس بقيمتك و قيمة معاملتك ليه و يتعدل !
همسه إبتسمت بتلقائيه و أبوها قام يخرج: مش هقولهالك تانى .. بس افتحى باب قلبك .. ع الاقل واربيه و سيبى الباقى ع الايام .. شوفيها شايلالك ايه
أبوها خرج و سابها .. و هى قعدت تراجع كل حاجه حصلت من الاول .. بس بنظره تانيه و تراجع نفسها من الاول و جديد خاصة بعد اللى سمعته من ابوها !
بعدها بكام يوم سليم كان ف مكتبه و فى إجتماع مع مراد و فريقه بس مراد مجاش رن عليه كتير بس مراد مردش .. مراد كان ع الطريق .. بيفكر بشرود ف كل حاجه حصلت ف الفتره الاخيره .. إزاى هيعرف يلمّ الموقف اللى كل مدى بيتسع منه ؟ معقول همسه مفتقدتهوش كل ده ؟ فجأه قطع شروده صوت ضرب نار موجّه على عربيته .. مراد إلتفت وراه لمح كذا عربيه بيقرّبوا منه بسرعه و بيحاوطوه .. العربيات كانت كتير و كل ما بيقدّم بعربيته بتظهر عربيات تانيه تحلّق عليه ..
فجأه عربيه طلعت قدامه ضرب فرامل جامد.. العربيه فضلت تلفّ حوالين نفسها .. مراد اتحكّم و وقّف العربيه عدّت عربيه من جنبه نزل منها رجاله بأحجام ترعب بجد بس اكيد مش عليه .. أخد نَفس طويل و إدّى لنفسه ثقه إنه هيعرف يلمّ الموقف .. كان معاهم سلاح و وقفوا حاوطوا عربيته و فضلوا يضربوا عليه نار .. مراد قفل كل إزاز العربيه و بقى يبص حواليه كذا عربيه قدامه و جنبه من كل جهه .. مابقاش عارف يتحرك ازاي .. بلع ريقه و إبتدى يفكر بشكل سريع هيخرج من الموقف إزاى ..
مره واحده ظهرت ف باله صورة همسه و من بعدها لمحات لصور ياما إتخيلها ولاده منها .. حس إنه لازم يبقا أقوى من كده .. لازم يقوم عشانها دوّر العربيه بسرعه و رجع بيها خطوات سريعه لورا .. فضلوا يضربو عليه نار بقى يسوق بسرعه جدا و بيحاول يتصل على مهاب او محمد ...اى حد يلم معاه الموقف اللى فعلا بيزيد لإنه كل ما بيقدّم خطوه بالعربيه عدد العربيات اللى بتحلّق عليه بيزيد ..
مهاب فتح عليه الموبايل: مارد انت قطع كلمته مع صوت العربيات اللى بتخبّط ف بعضها و صوت الرصاص اللى بقا زى المطر مراد بسرعه: انا كنت ف سكتى للجهاز جايلكوا .. تعالالى ع الطريق مهاب أخد مفاتيحه و نزل جرى من الجهاز على الطريق ناحية شقة مراد بيتلفّت على اى لبش ع الطريق .. لحد ما لمح معجنه عربيات و الكل بيضرب بمسدسات و خروج مراد من وسطهم محتاج معجزه فعلا ...
مراد كان قافل قزاز عربيته اللى كانت مفيّمه و ضد الرصاص و بيستخدم حاجات بتوّلع بيجهّزها و يفتح الشباك بحذر لثوانى يحدفها على عجل اى عربيه منهم تفرقع و يرجع يقفل القزاز تانى .. لحد ما فرقع أكتر من عربيه و بقا اللى بيمشى وراه عربيتين تلاته .. فجأه عجل عربيته فرقع و العربيه إبتدت تلف حوالين نفسها بجنون و بتتشقلب .. مراد لحق نفسه بسرعه قبل ما العربيه تنقلب و اتحدف منها ع الارض و لسه العربيات بتقرّب منه هنا ظهر مهاب بعربيته اللى كلّم محمد و كان محصّله بعربيته .. و ابتدوا يدخلوا وسط العربيات يشاغلوهم لحد ما قام مراد ..
طلّعوا مسدساتهم و مراد كمان قام بسرعه و ابتدى يتحرك بخفه وسط حركة العربيات و بيتفادى الضرب بمهاره لحد ما نط ف عربية من اللى كانوا ماشيين وراه و ابتدى يضرب و ينضرب ب أيده لحد ما وقّع معظمهم .. و مره واحده شاور لمهاب اللى كان موازيه بعربيته و بيضرب معاه مراد شاور لمهاب بعينيه و رجع بص على عجل العربيه و مهاب فهم إنه عايزوه يفرقع العجل بتاع العربيه مهاب قلق شويه خاصة إنه فهم من حركة مراد دى إنه جوه العربيه اللى معاه كتير و الموقف صعب يتلم .. و شاف مراد بيضرب بأيده لإن مسدسه وقع ف قلبة عربيته .. و كان بيتفادى الرصاص بإنه ماسك واحد و لافف دراعه حوالين ضهره و كل ما تتوجّه رصاصه له يلفّ اللى ف أيده ناحية الرصاصه تيجى فيه و يحدفه و يمسك غيره.
مهاب إتردد شويه و مراد لاحظ تردده ف بصّله بعنف ينفّذ و هو هيلحق نفسه و ف لحظة إنشغال مراد مع مهاب جات رصاصه لمراد مصوّبه ناحية راسه بالظبط .. و ف حركه سريعه كان مميّل جسمه كله لتحت تفاداها و جات وراها التانيه و هو بسرعه عكس حركته بس جات ف أيده .. مهاب لاحظ تأزّم الوضع و إنه فعلا لازم يتصرف زى ما قاله .. قلق شويه بس مفيش حل تانى .. شاور لمحمد اللى راح بعربيته الجهه التانيه و وازوا العربيه اللى فيها مراد من الجهتين و كل واحد فيهم صوّب رصاص على عجل العربيه و حدف حاجات بتولّع و ثوانى و كان العجل بيفرقع و العربيه إختلّت توازنها و ابتدت تتشقلب من ع الكوبرى اللى طلعوه ..
و قبل ما تتحدف مراد فلفص من وسطهم و زقّ الباب برجله و اتشقلب منها عالارض و العربيه كمّلت شقلبه و نزلت من ع الكوبرى مولّعه باللى فضل من الرجاله فيها .. مهاب وقّف عربيته بسرعه و محمد زيه و نزلوا جرى خوفاً إن يكون مراد لسه جواها .. بعدها لاحظوه بينط منها و العربيه فرقعت بعدها محمد بسرعه راح عليه: مراد انت كويس ؟ مراد بيكح جامد متكلمش بس هزّ راسه مهاب بذهول: هو ايه ده ؟ مراد رفع راسه بغيظ: بروفه لفيلمى الأكشن الجديد تخيّل ؟
مهاب بهزار: يارااجل طب مش كنت تقوول .. تصدق إفتكرته بجد ؟ مراد رفع حاجبه: و حياة امك محمد ضحك: لاء هى شكلها الكاميرا المخفيه مراد بغيظ و هو لسه قاعد ع الارض: غور ياض منك له بدل مانا اللى هخفيك مهاب غمز لمحمد: لاء اسكت يا حموو مش فيلمه الأكشن هيقلب لفيلم رومانسى و شكلنا كده هنطفّى النور و نشد الستاره قريب مراد ضحك غصب عنه: طول مانت ورايا و اختك قدامى لا فيها رومانسيه و لا حتى نيله .. عبوكوا كلكوا مهاب: يا عم النحنوح و العزايم و التورت و الشيكولاتات و بنتنحنح و نسبّل مراد قام بغيظ و نسى جرح أيده و فجأه ضربه ف وشه و مره واحده صرخ بصوت عالى و الاتنين ضحكوا قوى عليه ..
ركب مع مهاب راحوا ع المستشفى خرّجوله الرصاصه و خيط أيده و لفّ الجرح و صمم يخرج مراد إصابته كانت خفيفه ..عشان كده رجعوا ع الشغل و اتقابلوا هناك مع اللوا سليم اللوا سليم: ايه اخرّتوا ليه كده يا مهاب ؟ انت مكلّمنى من شويه و قولتلى مراد ع الطريق و اول ما يجى هنتلم و الاجتماع هيكو قطع كلمته اما لمح مراد باين عليه الإرهاق .. و إيده ملفوفه بشاش ابيض .. و لافف دراعه كله و معلّقه اللوا سليم بلهفه و هو رايح ناحيته: ايه ده يا مراد ؟ فى اييه انت متعوّر ؟ مراد بهزار: لاء دراعى مكسوف شويه ف مغطى وشه.
كلهم ضحكوا و اللوا سليم بصّله بغيظ: و مقولتليش ليه و انت بتكلمنى يا زفت ؟ مراد بغيظ: الله يسلمك يا باشا اللوا سليم بصّله بغيظ و هو ضحك: يعنى اعملك ايه ؟ و لا انت لو قولتلك كنت هتعمل ايه ؟ مهاب نزلى و محمد و الحمد لله الموقف اتلمّ و عدّى اللوا سليم بإصرار: بردوا كان لازم تقولى مراد بعِند: لاء مش لازم مهاب ضحك: بسسسس احنا كده نعمل قاعدة عرب .. ايوه كده إقلبوا زى اى واحد و حماه بدل شغل النحنحه بتاع الفتره اللى فاتت .. يا راجل ده انا كنت اتفقعت كلهم ضحكوا و مراد و سليم ف صوت واحد بغيظ: اطلع برااا.
قالوا كلمتهم و الاتنين بصّوا لبعض و ضحكوا بغيظ و مهاب رفع ايده بإستسلام: و الله مانا قاعد .. يعنى بتطردونى من الجنه ؟ خرج و مراد قعد شويه مع سليم .. سليم بضيق: طبعا زفت ورا اللى حصل مراد: متشغلش بالك .. و بعدين أهى عدّت سليم: ماهو مش معقول يكون لسه جوه البلد !
مراد بغيظ: انت دماغك لفّت و لا اييه ؟ ع اساس إنه لو عايز يوسّخ هيستنى يعملها بأيده ؟ سليم نفخ: الكابوس ده لازم يخلص بقااا مراد إبتسم: سيبك انت .. المهم سمسميه عامله ايه ؟ سليم رفع حاجبه: نعمم ؟ ايه سمسميه دى ؟ قاعد ف المولد ؟ مراد بغيظ: خلاص همستى عامله ايه ؟ اللوا سليم بإستفزاز: ايه همستك دى ؟ من امتى ده ان شاء الله ؟
مراد كزّ على سنانه: السيده همسه بنت جناب سعادتك و اللى هى حرمى المصون عامله ايه ؟ حلوه الصيغه دى ؟ سليم ضحك: اه يعنى مراد سكت شويه: متقولهاش حاجه .. انا إصابتى خفيفه و الحمد لله مفهاش حاجه سليم بهزار: لاء خفيفه ايه ؟ انا عايزك تستموت مراد رفع حاجبه: نعمم ؟ سليم هزّ راسه بتأكيد: اه و انا مش بعيد اجيبهالك ع اساس إننا جايين ناخد عزاك مراد رفع أيده بضحك: تجيبهالى ؟ لاء انا كده هروح الحق اى صبّاره .. اعتبرنى موتت يعنى سليم ضحك و هو خارج: على الله بس يجى منه .. استنانا.
اللوا سليم ساب مراد و روّح ع البيت .. دخل و بعدها إتلمّوا ع السفره للغدا و همسه معاهم سليم بصّلها من تحت لتحت و تصنّع الزعل و بصّ لأمها: بقولك ايه اجهزى بعد الغدا هدى بعدم فهم: ليه رايحين فين ؟ سليم بخبث: مشوار هدى: لالا مشوار ايه ؟ انت عارف انا مبخرجش و اسيب همسه لوحدها سليم بمكر: لاء المشوار ده بالذات مينفعش .. لازم تيجى معايا هدى بإصرار: لاء مش هسيب بنتى لوحدها .. ده ممكن.
قاطعها سليم بغيظ: ما تسمعى و انتى ساكته ...قولت هتروحى يبقا هتروحى هدى بصتله مش فاهمه و هو غمزلها: المشوار ده ضرورى همسه كانت متابعاهم بهدوء: خلاص يا ماما روحى .. انا هتغدى و انام شويه على ما ترجعوا سليم بمكر: أهى قالتلك .. و الا انتى عايزه جوز بنتك يزعل منك و يقول عليكى حما بجد هدى مفهمتش: مراد ؟! و ايه علاقته هو جاى معانا و لا جاى هنا عقبال ما نيجى ؟ سليم بمكر: لا ده و لا ده .. احنا اللى رايحينله
سكت شويه و بصّ لهمسه يقرا رد فعلها اللى تنّحت بقلق و مستنياه يكمّل و هو فضل ساكت يجيب أخرها هدى بقلق: ليه هنروحله ليه ماله ؟ و هنروحله فين ؟ سليم بصّلها بغيظ و بص لهمسه اللى كانت خلاص جابت أخرها همسه إندفعت: فيه حاجه و لا ايه ؟ سليم بخبث: متشغليش بالك إنتى مالكيش القلق .. ان شاء الله تكون حاجه بسيطه و يقوم منها .. لولا إنى عارفك تعبانه كنت قولتلك لازم تيجى معانا .. ده ربنا يكون معاه همسه بخضّه: ماله ؟
سليم كتم إبتسامته: كان ف مهمه و رجع متبهدل و متصاب و تعبان .. ده حتى قعد كام يوم ف المستشفى إكتفى يقولها كده و مرضيش يحكى تفاصيل اللى حصل بالظبط عشان ميسمحش لسيرة عاصم تعكر الجو .. هدى بعتاب: اخص عليك و متقولناش .. يقول علينا ايه دلوقت ؟ سليم بخبث: هو مرضيش يخلينى اقول لحد .. محبش يقلق ولاده .. إنتى عارفه القلق وحش لهمّوسه و الحركه بردوا وحشه همسه بان على وشها القلق: هو متصاب إزاى يعنى ؟ سليم: مشلفط و ضايع .. إدعيله ربنا يستر بس.
رمى كلامه و سابها و قام و هو عارف كويس القرار اللى هتاخده بعد كلامه .. مرضيش حتى يعرض عليها تيجى معاهم مع إنه شاف منها القبول .. حبّ الخطوه دى تيجى منها همسه قامت بعد الاكل على اوضتها .. رايحه جايه بقلق هى نفسها مستغرباه مسكت موبايلها بتردد بعدها رجعت حطّته تانى و نفخت بضيق: لالا هو بيقول تعبان .. اكيد مش هيعرف يرد .. و يقول قله ذوق فضلت تخبّط ف ترددها لحد ما سمعت صوت أبوها و أمها برا بيستعدوا للخروج .. هنا ترددها اتبخّر و قاامت بسرعه لبست فستان رقيق ابيض و عليه جاكت جينز و طرحه ملوّنه و نزلت بهدوء ..
أبوها لمحها نازله و الإحراج على وشها و بتفرك إيديها بتوتر .. إبتسم بمكر بس مرضيش يعلّق عشان ميحرجهاش اكتر امها ابتسمت و هى راحت عليهم من غير و لا كلمه .. ركبوا العربيه و مشيوا و أبوها من جواه مبسوط بسرعه تجاوبها معاه ..
وصلوا و ركنوا و طلعوا عند شقة مراد .. أبوها رن الجرس و وقف يستنى .. همسه من اول ما نزلت من العربيه و لفّت المكان بعينيها و هى ذكرياتها البسيطه مع المكان هنا ابتدت تهجم عليها .. أبوها لمح عينيها و الوجع اللى ملاها فجأه و فهم حالتها و ده نوعاً ما ضايقه و خلّاه غلّط نفسه إنه جابها سليم قرّب منها بقلق: نمشى ؟
همسه بدموع بتحبسها بالعافيه: لاء .. انا كويسه .. يمكن بس عشان اتحركت سليم سكت بقلق و قبل ما يتكلم تانى مراد فتح الباب و خرجلهم رغم إنه كان أبوها مبلّغه انهم جايين إلا إنه تنّح لمجرد إنه مكنش متوقع إنها ترضى مراد إبتسم بعشق على همسته اللى كانت طول الفتره اللى فاتت وحشاه و مفتقدها برغم الإرهاق اللى كانت فيه إلا انها كانت جميله .. جميله جدا .. و هدوء جمالها زايدها جمال على جمالها ..
مراد تنّح ببلاهه لهمسته و سليم بغيظ من تتنيحته: إتنحرر كده و متعمليش فيها سوما العاشق كأنك اتفاجأت مراد بصّله بغيظ و رجع بصّ لهمسته بإبتسامه رايقه: يا صباح الجمال همسه برقّه: صباح النور مراد على إبتسامته: لاء نور ايه ؟ النور ده انتى اللى جيبتيه معاكى و إنتى جايه همسه إبتسمت بنعومه برغم الإرهاق اللى كانت فيه و أبوها بصّله بغيظ و بصّ لأمها بتريقه: طب ايه ؟ ندخل عقبال ما مولانا العاشق يخلّص و لا نقعد ع الباب ؟ مراد بصّله بغيظ: انت ايه اللى جابك ؟
سليم رفع حاجبه و شاور على نفسه بغيظ: انا ايه اللى جابنى ؟ مراد هز راسه بتأكيد و عِند: ما يلاا تتكل أنا مش لسه كنت معاك من كام ساعه ف الشغل ؟ سليم بغيظ: انا ؟ و ف الشغل كمان ؟ مراد ببلاهه: اه يا جدع انت .. و بعد الإجتماع قولتلك هقعد مع مهاب شويه قبل ما اروّح سليم كزّ على سنانه: انااا يا بأف ؟ مراد كتم ضحكته: اه و اما قولتلى.
سليم حطّ إيده على بوق مراد و زقّه بغيظ لجوه: عبو اللى طلّعك ظابط يا لطخ مراد تقريبا إبتدى يفهم و أبوها كزّ على سنانه بعد ما دخلوا: انت مش كنت بتموت ؟ و راجع متبهدل و قطع كلمته و هو بيبصّ على أيد مراد و شافه شال الشاش من عليها مراد هنا فهم الحوار و حبّ يستفزه: انااا ؟ امتى ده ؟ سليم بغيظ: اما روحت تجيب الصبّاره يابتاع الصبّاره.
هدى ضحكت قووى عليهم و همسه إبتسمت لأبوها و رفعت حاجبها مراد بإستفزاز له: للدرجادى بتحبنى ؟ كنت بتحلم بيا اكيد صح ؟ سليم بغيظ: اه و جاى اكمّل نوم عندك يمكن الحلم يخلص على موتك بجد كلهم ضحكوا اووى و مراد ابتسم: يا راجل .. طب مش تنبّهنى سليم هزّ راسه و قرّب من مراد عمل نفسه هيضربه و مراد خد خطوات سريعه لورا بضحك و رفع ايده: خلاص المره الجايه هاخد بالى سليم بإستفزاز: ابقى قابلنى إن بقا فيها جايه.
ضحكوا و قعدوا يرغوا بس مراد كانت عينيه متعلقه على همسته اللى عينيها بترغرغ و ذكريات الشقه هنا بتخنق فيها .. ذكريات المره اللى جاتها لمراد تعرف منه الحقيقه .. و ذكريات نزولها معاه للسفر اللى فقدت فيه إبنها .. حتى ذكريات خيانة عاصم ليها هنا اللى مشافتهاش إبتدت تتخيلها و ده خلّاها تتخنق و كأنها مش عارفه تتنفس ..
مراد أخد باله و ده خلّاه إتخنق لإنه فهم اللى هى فيه و إتخنق اكتر اما معرفش يتصرف ازاى .. ماهو مش معقوله هيقولها نمشى ! و قبل ما ياخد اى رد فعل لمح دموعها اللى فقدت سيطرتها عليها ابتدت تنزل بهدوء .. و شويه شويه الهدوء ده إتحوّل عاصفه و دخلت ف نوبه عياط و مره واحده قامت بخنقه فتحت الباب و خرجت خالص من الشقه .. مراد ميّل راسه بخنقه لمجرد إن كل ما تيجى تقرّب حاجه تبعدهم سليم نفخ بغيظ: انت هتنّح ؟ اتحرك لا تمشى ف حالتها دى و يحصل حاجه مراد هنا هو اللى افتكر اما خرجت من نفس المكان ده قبل كده و اللى حصل قام يجرى بلهفه و يدوب فتح باب الشقه و قبل ما يتحرك خطوه ناحية السلم سمع الصوت اللى خلاه اتسمّر مكانه و غمض عينيه بوجع عالمنظر اللى خلاص حفظه !
رواية مارد المخابرات رومانسية إثارة تشويق بلا حدود
رواية مارد المخابرات ج1 للكاتبة أسماء جمال الفصل الثامن عشر
همسه خرجت بضيق من الشقه بعد ما ذكرياتها فيها خنقتها .. و مراد هنا هو اللى إفتكر اما خرجت من نفس المكان ده قبل كده و اللى حصل .. قام يجرى بلهفه و يدوب فتح باب الشقه و بيتحرك سمع صوت عياطها بحُرقه .. لمحها قاعده ع السلم و بتعيط بكل القهره اللى جواها .. كل مره شافها كانت بتعيط بصمت ..
بس إنهارده بتعيط بصوتها كله .. كأنها فقدت قدرتها ع الكتمان .. زى ما يكون عايزه تخرّج الطاقه السلبيه اللى جواها و بتخرّجها على هيئة عياط .. مراد غمض عينيه بوجع على جرحها اللى كل مدى بتيجى حاجه بتفتحه بعنف و يرجع ينزف من تانى .. مش عارف إمتى الجرح ده هيلمّ .. و لا هيتلمّ إزاى اصلا .. و لا ايه اللى ممكن يتعمل فموقف زى ده ؟
فضل واقف كتير مكانه متردد يروح جنبها .. إتنهّد بوجع عليها و قرّب منها بحذر و قعد جنبها بهدوء .. و بتلقائيه مدّ إيده ورا ضهرها و ضمّها عليه و هى نوعاً ما إستجابت و حطّت راسها على صدره .. يمكن عشان إحتياجها له .. او يمكن كلام أبوها اثّر فيها .. او يمكن حسّت ب أمان محستهوش قبل كده .. متعرفش .. هى بس كل اللى تعرفه إنها بعد ما كانت طول عمرها إتعودت تسمع اسيبك لحد ما تهدى .. دلوقت بس لقت اللى يقولها انا معاكى لحد ما تهدى ..
مراد سابها تخرّج كل اللى جواها و اتنهد: عارفه الواحد لما بيقرر يتخلص من التراكمات و يقول انا هبتدي صفحه جديده .. بيلاقي الدنيا معاه عامله بالظبط زي ما يكون كاتب مره بقلم حبر ع ورقه و يقلب خلاص علشان تخلص يقوم يلاقي بواقي الحبر ع الصفحه اللي بعدها .. وقتها لو ناوى فعلا على صفحه جديده لازم يصبر و يقلّب شوية صفح بشويش لازم ولابد هياخدو وقت لحد ما يلاقي بواقي الحبر مش متبقيه .. و يبدأ على صفحه صافيه و جديده ..
كل حاجه بتسيب اثر مش بسهوله يروح .. بس الواحد لو ناوي يبتدي فعلا على حاجه تريّحه .. لازم يتعب شويه علشان يتخلص من اللي باقي فيه .. و ع اد تعبه هيحس بقيمة الراحه .. اصبرى على نفسك شويه و انا جنبك مش هسيبك و هنخطّى المرحله دى سوا .. همسه بقهره: عارف أصعب حاجة إنك تدعي ربنا ينسّيك حاجات كنت في يوم بتدعي ربنا إنه يخلّيهالك ! و ده باعنى ...باعنى رخيص اوى .. ده باعنى من غير تمن حتى .. ببلاش .. حسسنى إنى رخيصه و ياريتنى قادره اتخطّى اى حاجه .. ألا الذكرى اللى بعد الفُرقة مش بتسمّي قبل الدبح !
مراد ابتسم بحب: انتى عارفه إنى مبسوط اوى إنه عمل كده .. يمكن اول مصيبه تحصلى ف حياتى و ابقى مش بس راضى .. لاء و مبسوط كمان همسه رفعت راسها من على صدره و مسحت دموعها بعشوائيه و برّقت: مبسوط إنه خانك ؟ مبسوط إن مراتك ... مراد ابتسم: اه مبسوط .. و اووى كمان .. باعك عشان انا اشتريكى .. و اشتريكى بالغالى كمان .. بأغلى ما عندى .. اشتريكى بعمرى يا عمرى و تبقى احلى فرحه من عند ربنا جات بعد رحلة تعب همسه دمّعت من تانى: الفرحه لو مُستهلكه بتسيب وجع قدام يا مراد .. مراد ابتسم: اى وجع منك و معاكى يهون .. يهون بيكى و عشانك .. عارفه انا مش بحب علاقتى بحد تكون باب مردود كده مببقاش عارفه أدخل ولا أخد الباب في إيدي و أمشى .. بس معاكى راضى بأقل حاجه .. لاء راضى بالولا حاجه ..
همسه عيونها لمعت على كلامه اللى من صدقه بيخرج منه جرى ياخد قلبها بالحضن .. إبتسمت برقّه من بين دموعها و مراد تاه ف حلاوة عيونها اللى بتتموّج بين الدمعه و البسمه مراد عيونه قلبت بتلقائيه للرايق قوى: اوعى تزعلى على حاجه سابتك ايا كانت.. إعرفى دايما ان فى حد عاشق للضحكه دى .. لاء ده هو عايش عليها اصلا .. همسه بتلقائيه رجّعت راسها على صدره و هو باس راسها بمنتهى الحنيه: اوعى تقولى كلمة رخيصه دى تانى على نفسك .. إنتى ممكن تكونى دعوه حد بيدعى بيها كل يوم و انتى مش حاسه ! همسه من غير ما تفكر: و إنت حتة أمان ف طريق كله خوف .. مراد إبتسم على تلقائيتها: انا محتاجلك قوى همسه رفعت راسها من على صدره نص واحده و بصّتله قوى: انت اللى محتاجلى ؟ اناا ؟ عايز اييه منى يا مراد ؟ مستنى منى ايه بصراحه مقابل كل اللى قدمته و بتقدمه ؟
مراد بحب: عايزك كلك على بعضك .. انا حبيتك كلك على بعضك بزعلك بدموعك بعصبيتك بنرفزتك ببرودك .. بكل ما فيكى .. فمابالك اما ترجعى لطبيعتك همسه بتلقائيه افتكرت عاصم و كل نقد منه لها و كل حاجه مكنتش بتعجبه بصّت لمراد بتردد: و لنفترض رجعت لطبيعتى و لقيتها وحشه و معجبتكش ؟ مراد من عينيها قدر يقرا ذكرياتها و كان حابب يرجّعلها ثقتها من تانى عشان تقدر ترجع تقف على رجلها: و انا مالى ؟ لاء بجد انا مالى ؟ يوم ما هتبقى وحشه عينيا اللى عشقتك مش هتشوف إلا الحلو منك .. عينيا هتشوفك دايما حلوه اللي بيحبك هايحبك بمميزاتك، بعيوبك، ب بلاويك ..
هايحاول يصلّح فيك .. بس مش هايسيبك ! واللي بيسييك .. خليكى متأكده إنه كان ناوي أصلا يسيبك لما مدلك إيديه ! همسه بلهجه غريبه حسّها إستنجاد: بس انا لسه قدامى كتير عشان ارجع لطبيعتى من تانى .. انا عايزه مجهود كبير لده
مراد ابتسم على تجاوبها: و انا معاكى للأخر .. ثم إنك مش محتاجه مجهود .. إنتى محتاجه إحتواء .. حد يحتويكى .. محتاجه الإحتواء اللى هو اللحظه اللي الواحد بيكون خلاص هيقع وحد يمسكه جامد و يقوله مش هسيبك متخافش .. اللي في عز دموعه يطبطب عليه ويمسحها ويحاول يضحكه .. الحد اللي عارف أن دواكى في اللحظه دي حضن ف يضمّك جواه أوي بمنتهي اﻷمان ويهمسلك أنا جنبك متقلقش
همسه بتلقائيه رجّعت راسها على صدره تانى و اخدت نَفس طوويل جدا كأنها بتاخد قرار مش نَفس .. او يمكن كانت زى اللى مخنوقه طول اللى فات و ف حضنه بس رجعت تتنفس .. او الأصح ابتدت تتنفس اصلا لإن اللى عاشته قبله كان حبل حوالين رقبتها مانعها حتى تتنفس .. مكنتش عارفه .. بس الحاجه الوحيده اللى بس كانت تعرفها ف اللحظه دى هى إنها كانت حاسه إنها بتتنفسه هو مش الهوا ابدا اللى حواليهم .. همسه أفكارها بتغازل قلبها و غصب عنها مشاعرها بتترسم بإحترافيه على وشها اللى نوّر و اما طوّلت ف سكوتها مراد ابتسم يناغشها: اه ده حضنى عجبك بقا ..
برّقت بغيظ و لسه هتتكلم قاطعها خروج أبوها اللى قلق من تأخيرهم ف خرج يتطمن و اما شافهم ف وضعهم ده ابتسم لمراد اللى غمزله .. همسه لمحتهم و هنا إنتبهت لوضعها فقامت بخضّه .. و قبل ما تتكلم حلّق عليها مراد ينكشها: ايييه ما كنا حلوين و بنبوس و احضان و بتاع كزّت على سنانها و بتلقائيه بصّت لأبوها و بصّتله و هو بصّ لأبوها و رفع حاجبه بغيظ: انت ايه اللى جابك ؟ سليم هز راسه بتريقه: قال يعنى كنت بتجيب الديب من ديله .. ع السلم يا بأف ؟ انا علّمتك كده ؟ مراد بغيظ: و هو انت لو علمتنى حاجه كان زمانى مزنوق زنقة القطط ف بير السلم دى ؟ ما تتكل على الله سليم بيستفزّه: انا ممكن اتكل على الله و اخدها منك بردوا
مراد شاورله على عينه بمعنى ده بعينك و سليم شاورله على راسه بمعنى بمزاجى و همسه ضحكت ضحكه رقيقه بصوت على مناغشتهم .. قاموا وقفوا و بيتحركوا ناحية باب الشقه .. همسه وقفت بتردد و مراد فهم إنها مش حابه تدخل تانى .. مش حابه المكان اصلا مراد بحماس: طب ايه رأيكوا نخرج نتعشى برا ؟ قبل ما حد يعترض لقط مفاتيحه و موبايله من ع الكوميدو جنب الباب: يلااا سليم وقف مكانه و رفع حاجبه: كده ؟ مراد مش فاهم: ايه كده ؟ سليم بغيظ شاور عليه: كده ؟ مراد على وضعه: ماله كده ؟
سليم كزّ على سنانه بتريقه: هتخرج معانا كده ؟ زى اللى مقفوش متلبّس ؟ طب لفّ نفسك بملايه حتى مراد إنتبه لنفسه ببرموده و تيشيرت خبط على راسه: اااه طب خليكوا .. هدخل اغيّر ف ثوانى و جاى قدّم خطوات بسرعه و رجعهم بنفس السرعه: اوعى تمشوا .. خليكوا استنونى مش هأخر سليم بغيظ: هنا ؟ مراد ببلاهه: ايه ؟ سليم بغيظ: هنستناك هنا ؟ مراد رفع حاجبه و بصّله بطرف عين: هو انا ليه حاسس إنى مش فاهمك اليومين دول ؟
كلهم ضحكوا اوى و سليم ضحك بغيظ: ده مش مش فاهم .. ده بقا ضايع همسه ضحكت بصوت غصب عنها و أبوها بصّلها و ضحك معاها: انتى عملتى فيه ايه ؟ همسه رفعت صوباعها بطريقه مضحكه بعد ما فشلت تكتم ضحكتها .. و شاورت عليه و هزّت إيديها الاتنين بحركات بمعنى ماليش فيه هو لوحده كده ضحكوا اكتر و مراد عجبه تجاوبها و دخل و سابهم غيّر ف ثوانى و خرجلهم بشياكته المعتاده اللى اول مره تركز فيها و قدرت تجذب و لو جزء من انتباهها ..
خرجوا اتعشوا و سهروا مع بعض و مراد روّحهم ع البيت بعدها استآذن و مشى ..
مراد وصّلهم و روّح .. دخل و قعد فضل يراجع اللى حصل بإبتسامته اللى اختفت اما افتكر دموعها لمجرد انها دخلت شقته .. بصّ للشقه حواليه و حاول يتخيل همسه معاه ف بيته .. عايشين سوا و بشكل طبيعى .. حاول يتخيل بس ذكرياته ف الشقه وحشه و ماضيه فيها و وحدته فيها أوحش .. متليقش بيها .. لازم يبتدى من اول و جديد .. و اللى حصلها انهارده أكدله انه لازم كل حاجه تتغير .. لو عايزها بجد يبقا لازم كل ده يتغير و اولهم المكان ده !
اتلفّت على موبايله و جابه و كلّم السمسار طلب منه بيت .. بعد ما كان هيطلب شقه .. حبّ يبقا بيت و يبقى مش متشطب عشان يوضّب فيه براحته و يحطّله الديكور اللى حابّه .. و اداله فرصه يشوف و يرد عليه .. قفل معاه و قعد يفكر و يفكر لحد ما راح ف النوم ..
همسه بعد ما روّحت طول الليل بتراجع لحظاتها البسيطه مع مراد و الحته اللى جواها اللى إبتدت تستجيب له .. نامت بهدوء وسط تفكيرها مبتسمه ..
كلام أبوها معاها زائد لحظاتها مع مراد إمبارح كانوا كفايه يخلّوها تقوم على غير عادتها روحها نشيطه .. إتوضت و صلّت و نزلت مع أبوها و أمها ع الفطار .. بتحاول تاخد و تدّى معاهم ف الكلام على غير العاده طول الفتره اللى فاتت و هى سرحانه و تايهه و كأنها روحها اتجددت ! أبوها ملاحظ تغييرها ده بس ساكت .. و بيبصّلها براحه و حب لإنه تقريبا فاهم سر تغييرها .. و إنها بتحاول تعمل بكلامه .. هو مش عارف نصيحته ليها صح ولا غلط .. الايام لسه هتثبت .. بس ده الى حد ما مريّحه ! سليم بحب: ايه يا هموّسه معادك عند الدكتوره امتى؟ همسه ابتسمت: بكره ان شاء الله
سليم بهزار: هو لسه بردوا مأكدتش عليكى نوعهم ايه ؟ هدى: كل اللى يجى راضيين بيه .. هى بس تقوم بالسلامه همسه: المفروض بكره هيبان بشكل اكيد .. لإنى هعمل ال 4D أبوها بحب: يا مسهل بئا .. و سكت شويه: ده مراد هيتجنن عشان يعرف هما ايه .. مع إنه بيقول بردوا كل اللى يجى كويس .. المهم هى تكون كويسه همسه إنتبهت لكلامه و هو ابتسم: اصل هو نفسه ف بنت .. يعنى بيقول ان البنوته بتبقا دنيا جديده .. ف لو جاتلى بنت هتفائل بيها إنها هتفتحلى دنيا جديده .. و بعدين يا ستى خلفة البنات رزق
همسه قلبها دق قوى .. معلقتش بس إبتسمت بهدوء و غيّرت الموضوع و سألت عن مهاب و هو تقبّل ده .. بدأوا يرغوا ف اى حاجه و أبوها مبسوط إنها شويه شويه بتتجاوب معاهم و ده بيخرّجها من حالتها و بتتقبّل الامور براحه ..
تانى يوم ف الشغل سليم خلّص و عدّى على مراد ف مكتبه اللى كان عارف بمعاد همسه إنهارده عند الدكتوره و متردد يروح و لا ميضغطش عليها .. طول الفتره اللى فاتت من بعد موقف أبوه عندهم و طلبها للطلاق و هو بيحاول يمنع نفسه بس مبيعرفش و الاخر بيروح .. بس بيتجنبوا بعض تماما .. يدوب بيوديها و يرجّعها حتى معدش بيروحلها البيت ! بس مجيّها امبارح لعنده فتح قدامه سكه و إداله امل ..
سليم خبّط خبطه خفيفه و دخل: ايه يا مراد انت لسه هنا و لا ايه ؟ انا قولت سبقتنى مراد حاول يتظاهر إنه مش فاكر: ليه خير فى حاجه ؟ انا قولت مواريش حاجه فقاعد شويه سليم رفع حاجبه: و الله ؟ ده من امتى ده ان شاء الله ؟ ده انت حافظ كل حاجه بالثانيه ! مراد استعبط: كل حاجه ايه ؟ بتتكلم عن ايه ؟ سليم بغيظ: طب مش قايلك .. و لو محصّلتنيش ده إن مسبقتنيش هفتن عليك عند بنتى و بنتك و ابقى قابل بئا !
مراد ضحك و هو قايم: لا يا عم و على ايه .. اعتبرنى هناك ..انا مشيت اصلا سليم بتريقه: اه مانا بقول كده بردوا .. و اعمل حسابك هنتعشى سوا مدالهوش فرصه يعترض و خرج .. و هو كمان قعد شويه عمل كام تليفون بخصوص شغله ولمّ حاجته و نزل روّح على شقته اخد حمام و غيّر و راحلها ع البيت ..
دخل مع ابوها وقفوا يرغوا شويه ع الباب و شويه و امها نزلت و قالتلهم همسه هتحصّلها و حبّه و لمحها نازله و تنّح مكانه من منظرها ! طول الفتره اللى فاتت و هى مش بتلبس غير الاسود و بتتلكك ب موت ابنها .. بس ف الحقيقه مكنش ليها نفس لأى حاجه .. بس كلام ابوها فوّقها و طالما قررت تعمل بيه يبقا لازم كل حاجه تتغير .. نزلت بفستان حوامل سيمبل .. موف رايق و فيه شريطه ورد ابيض ف موف رقيقه من تحت الصدر محدده بدايه بطنها .. و تحته بادى ابيض مقلّم بموف و طرحه باللونين و ميكب رقيق جدا !
مراد تنّح و أبوها كمان اتفاجئ بس معلقش همسه بهدوء و إبتسامه خفيفه جدا: صباح النور مراد مدّ ايده يسلّم و مدالهاش فرصه تحرجه زى كل مره .. ف مد إيده ف إيدها و حطّ إيده التانيه علي إيدها بحيث إيدها بقت بين إيديه الاتنين .. و رد بضحك: لاء نور ايه بئا .. قولى صباح السكر .. العسل .. المانجه .. البسبوسه .. اى حاجه من المسكره دى .. سليم بهزار: يعنى انت إعترضت ع النور و بالنسبه للصباح اللى جاى ف المسا ده عادى ؟ مراد ضحك: اه عادى .. إحنا اى حاجه بتيجى ف اى وقت خلييك ف حاالك ..
همسه اتكسفت و حاولت تسحب إيديها بهدوء بس هو ضغط بخفّه عليها و سحبها على برا برقّه: يلا هنسبقكوا ع العربيه عشان منتأخرش
اخدها و طلع فتحلها الباب اللى قدام جنبه و هى اترددت لحظه بس افتكرت كلام أبوها فقررت تمشّى امورها بهدوء ..
ركبت قدام و هو ساعدها و بيقفل الباب ف أبوها جاه و أخد باله منها ..و لسه هتتكلم ف غمزلها بعينيه بإبتسامه. .. و لفّ هو و أمها ورا و مشيوا ! راحوا ع المستشفى و انتظروا دورهم .. و مراد جابلهم حاجات يشربوها .. و هى أخدت منه عادى بردوا .. على عكس عادتها ما كانت بترفض اى حاجه من إيده .. و هو إستغرب تجاوبها معاه ده بس طبعا معلّقش .. شويه و جاه دورهم و المفروض هيدخلوا للدكتوره .. و المفروض ان مراد هيتراجع زى ما بيعمل كل مره و يستناهم برا .. بس تجاوبها معاه و لو بسيط شجّعه إنه يدوس شويه شويه ويشوف رد فعلها ف قرر يدخل .. قام معاهم و فتحلها الباب و اتردد شويه وهى التفتت و بصّتله بهدوء و بعدها دخلت ف دخل وراها و هى معلقتش ف ابتسم .. دخلوا غرفة الكشف و شويه و الدكتوره نقلتها على غرفة الإشعه جنبهم .. انتظر هو و أبوها قدام الغرفه و هى دخلت جوه مع أمها و دقايق و الدكتوره ندهت عليه الدكتوره ابتسمت: سيادة المقدم انت مش عايز تشوف ولادك و لا ايه ؟ مراد بلهفه كان هيرد بس سكت و هى ضحكت بهزار: ايه مش حابب ؟ هقولهم على فكره
مراد ساكت بس بيتمنى لو ينطّ لعندهم .. سليم لاحظ ده ف قام و شدّه معاه من غير كلام .. و هو اتقدّم و كأنه مستنى ده .. دخلوا عندهم و همسه اتسمّرت مكانها و وشها احمّر جدا و دوّرت وشها للحيط بس بخجل .. الدكتوره: انا قولت إنك هتيجى جرى تشوفهم .. انت كل مره بتسألنى عنهم و عن شكلهم .. و بقولك حاول تفضّى نفسك و لو دقايق وتعالى معاهم و انت تشوفهم .. مع إنك مش بتتأخر انت تقريبا بتيجى بعدهم بساعه مش اكتر !
همسه التفتت ناحيته مره واحده و بصّتله قووى كتير بشئ من الذهول .. و أبوها اللى كان واقف جنبها حبّ يوضحلها الموقف ف بهمس: أصله كان بيجى يتطمن عليكى من الدكتوره كل مره بعد ما نمشى !
همسه سكتت بس مش عارفه ليه جات على بالها فجأه ذكريات حملها مع عاصم .. و قد ايه كانت بتتحايل عليه يروح معاها و لو مره للدكتور .. و كل مره يتحجج بشغل او حاجه شكل .. و لا مره كان جنبها ! عينيها دمّعت و مراد لاحظها و ده نوعاً ما ضايقه لإنه تقريبا فهمها و فهم فكرت ف ايه ! الدكتوره إبتسمت و هى بتدوّر الشاشه ناحيتهم: بُص ادى البيبى الاول ( و ابتدت تشرح تفاصيله ) و ده البيبى التانى و بردوا شرحت مراد مره واحده نخّ على ركبته بين سرير همسته و كرسى الدكتوره قدام الشاشه و ركز اووى .. بصّلهم كتيير قووى و عينيه رغرغت بدموع كتير اووى محسش بيها و هى بتنزل .. كلهم انتبهوا ليه بما فيهم الدكتوره .. و همسه لاحظته و ده خلّى قلبها يدق بعنف و كأن الفرحه دى كانت محرومه منها او زى اللى اول مره تحسّها ! مراد قدام الشاشه بس شريط حياته اللى بيمر قدامه و كل حاجه عملها .. و حتى شغله و الموت اللى بيواجهه كل لحظه من غير تردد لإنه معندوش اللى يملكه و يخاف يفقده ! بس من اللحظه دى بقا عنده اغلى هديه من اغلى ما عنده ..
الدكتوره إبتسمت: اعتقد لو مركز زى مانا شايفه هتعرف هما ايه ؟ مراد عينيه بتتحرك بعشوائيه عالشاشه و الدكتوره ضحكت: و لا انت مش معانا اصلا ؟ مراد: هاا الدكتوره بهزار: ااه انا قولت كده بردوا .. عموما هما ولد و بنت .. جايلك بنوته مع مراد يا ابو مراد ! مراد بهمس: بنوته ! الدكتوره ضحكت: و الولد بلاش يعنى .. انت من القليلين اللى فرحانين بالبنت اكتر ! مراد بحب: اى حاجه من همستى تفرّحنى المهم إنها منها .. بس بيقولوا البنت دنيا جديده و انا كنت بتمناها عشان بهيئ لدنيا جديده .. و بما ان ربنا إدهالى هعتبرها إشاره من ربنا و دى بشره خير ! همسه معرفتش تخفى إبتسامتها .. و مراد اخد باله ..
الدكتوره خلّصت و خرجت و سليم شاور لهدى و أخدها بهدوء برا ورا الدكتوره على مكتبها و قفلت الباب بهدوء وراها مراد ميّل علي همسه و قرّب من وشها اووى و هى راقده ع السرير: مبروك علينا دنيتنا الجديده يا ام مراد ! همسه اتوترت جدا و مراد بسرعه بعد ما كان هيرفع وشه ميّل تانى باسها من خدها مره ورا مره زى المُغيّب .. ركز كفين إيديه عالسرير حوالين وسطها و خلّى وشه قصد بطنها و ميّل بعشق باسها بشغف كتيير و كل ما يرفع راسه يرجع من تانى يبوسها .. مراد لاحظها غمضت عيونها بس مبتسمه و وشها منوّر .. يمكن كانت دقات قلبها من كتر ماهى عاليه مسمّعه ف كل حته ف جسمها بما فيهم بطنها اللى لامسها بوشه.. مراد إبتسم على رد فعلها و إتمنى لو الحياه بينهم طبيعيه يمكن ف لحظه زى دى كان خد منها اكتر .. رجع بشغف باس بطنها من تانى برقّه و إتعمّد يلامس بشفايفه على كل حته فيها .. فضل يطلع بشفايفه برقّه من غير فاصل لحد ما لمس وشها .. باس كل حته منه و كل حركه فيه حتى عيونها المغمّضه .. و رفع وشه و إنتظر ثوانى يوهمها إنه خلّص و هى إفتكرت ده و فتّحت عيونها و ده اللى كان عايزوه .. يلمح اللى شافوه جوه عيونها لحظتها .. هو مش عارف ايه اللى شافه جواهم لإنه تاه بمجرد ما إتلاقت عيونهم بس اللى عارفوه إنه اياً كان اللى شافوه ف ده كان أبعد ما يكون عن الرفض و ده اللى شجّعه يندفع بهجوم من غير لحظة تردد على شفايفها .. مراد قرّب من شفايفها بدون تمهيد و خطفهم بشئ من الجنون .. قلبه دق بعنف أما حس بتجاوبها .. مش عايز يرفع نفسه او حتى يهدى عشان يتأكد من تجاوبها .. معندوش الجرأه يقطع لحظات الجنون دى ابداا .. شاف شفايفها بتتحرك و حس إن انفاسهم إختلطت ببعض بس مكنش متأكد هى مستجيبه فعلا و لا متهيأله .. مشاركاه بجد و لا ده اللى نِفسه فيه ف عقله خلّاه إترسم بتلقائيه قدامه ! نظراتها ليه بتأكد وعقله عمال ينكر .. بس مسكة إيديها لرقبته و ضمّتها له اللى طلعت منها بتلقائيه أكّدوا له جنون اللحظه و شجّعوه يقرّب منها و قرّب شفايفه منها بشئ من التوهان .. نظراته متعلقة بعينيها يمكن يلمح اى رفض بس مفييش .. فقرّب منها و إتلاقت شفايفهم ف حضن غريب بيقول إن الإنتين دوول لا يمكن يكونوا متجوزين إجبارى ابداا .. دول عشاق مراهقين حلموا كتيير باللحظه دى شوقهم كان بيقول إن لا يمكن تكون اللحظه دى الأولى من نوعها و لا حد فيهم عنده إستعداد تكون الأخيره ..
انتبهوا لصوت أمها مع الدكتوره برا و بيتكلموا عن البيبيهات .. همسه رفعت نفسها بسرعه زى اللى كانت مُغيّبه و إنتبهت و بصّتله بتوتر مراد ابتسم بهيمان: بعشقك يا أم مراد و يا عشق المراد و نين قلب المراد همسه إتوترت بزياده و بتلقائيه بصّتله و بصّت ع الباب و هو غمزلها بمناغشه: ما تخلينا قاعدين شويه .. حلو السرير ده ؟ همسه زقّته بغيظ و هو ضحك قوى: طب أجربه طيب همسه زقّته أبعد بزعيق واطى: امشى برااا و هو هنا ضحك بصوته كله على منظرها و ضحكتها اللى بتجاهد تكتمها ..
همسه معرفتش تقوم تسكّته إتلفّتت بغيظ حواليها على حاجه تحدفه بيها و اما ملاقتش كزت على سنانها بغيظ: تعاالى مراد بمناغشه: ما ترسى على بر .. امشى و لا اجى ؟ انتى توهتى و لا ايه ؟ دى كانت بوسه على فكره مش إبرة بنج
همسه شدّته عليها بغيظ و هو عمل نفسه وقع جنبها على حرف السرير و هى مسكت شعره بغيظ و دفنت وشه ف السرير و بتتكى على راسه و تهزّها بعنف و غيظ .. مراد ف وضعه ضحكته بتطلع متقاطعه: عينى فيه و أقول اخييييييه همسه بغيظ قامت و سحبته و هو إستجاب لها و قام لحد الباب فتحت و خرّجته و هو غمزلها و حدفلها بوسه ف الهوا و خرج وقف و سند ضهره ع الباب و غمض عيونه بإبتسامه ..
همسه من جوه قفلت الباب و وقفت و سندت ضهرها عليه و غمضت عيونها مبتسمه و بتلقائيه حطّت إيديها على شفايفها و إفتكرت لحظات جنونه معاها .. مكنتش مصدقه إنه مش بس سمحتله يدوق شفايفها لاء كمان داقته هى .. حاولت تقنع نفسها إنها متهيألها سندتها ع الباب كانت قصد سندته من برا .. مراد حسّها بتتنفس بصوت عالى قريب منه .. عينيه راحت بتلقائيه ع الباب من تحت ف لمح خيالها .. ابتسم قوى و قرّب من الباب بمناغشه: طب يعنى لو عايزه حاجه او مساعده قولى همسه إنتبهت و قبل ما تتحرك هو همس: اقصد يعنى بدل مانتى حاطه إيدك على شفايفك كده همسه برّقت و بصّت للباب و هو ضحك بصوته كله لإنه خمّن حركتها طلعت تجرى لجوه دخلت الحمام و عدلت لبسها و خرجت .. كان مراد مستنيها اخدها براحه و راحوا على الدكتوره ف الغرفه اللى قصادهم و كان سليم و امها معاها سليم كان جنبه همسله بتريقه: كنت بتعمل اييه يا بأف ؟ مراد رفع حاجبه: اقولك و لا بتتكسف ؟
سليم رفع حاجبه و مراد ضحكته طلعت غصب عنه بصوت عالى و الكل إنتبه لمناغشتهم همسه بصّتله بطرف عينيها بحده كأنها بتحذّره و اما ضحكتها غلبتها بسرعه كتمتها و دوّرت وشها بعيد عنه .. و مراد غمزلها و حرّك شفايفه من غير صوت بحبببك .. ابتسمت غصب عنها و دوّرت وشها و بتلقائيه عينيها لوحدها راحت عليه راح شاورلها بصوباعه عليها و رجع شاور على قلبه .. إبتسامتها وسعت غصب عنها و دوّرت وشها من تانى و من غير إراده منها عينيها إتمرّدت و رجعت تبصّله من تانى و هو هنا إتأكد إنها معاه ابتدت تفقد سيطرتها على نفسها ف إبتسم بجنون و المرادى ناغشها و شاور بصوباعه على شفايفه ..
خلّصوا مع الدكتوره و اخدوا الروشته و خرجوا ..
روّحوا ع البيت و قدام إصرار سليم مراد إضطر يفضل معاهم ع العشا .. همسه طلعت غيّرت هدومها ..
و بعد ما كانت هتفضل ف اوضتها زى كل مره .. حاجه جواها خلّتها لبست اسدالها و نزلت .. و اقنعت نفسها إنها بس من فرحتها ان ربنا عوّضها بمراد زى ما كانت عاوزه ! مراد إتفاجئ بنزولها و ابتسم اوى .. شويه و قاموا ع السفره اتعشوا و قاموا ياخدوا الشاى و هى كل ده معاهم و مراد إستغرابه بيزيد .. سليم إبتسم: ايه يا هموّسه خلاص رسيتى على اسم مراد بشكل نهائى ؟ همسه بحب: ايوه ان شاء الله .. طالما التؤم طلع فيهم ولد هيبقا مراد .. و الحمد لله اووى على كده .. سليم غمزلها: للدرجادى متعلقه بالأسم اوى كده ؟
همسه عينيها شردت: اووى و مش هيتغير ان شاء الله .. و مكنش هيتغير إلا لو ربنا مكنش رايد يكون فيهم ولد .. و يكونوا بنتين سليم بحب: لاء ان شاء الله يا ستى ربنا يراضيكى ب اللى عايزاه و مراد مراد مش مشكله .. بس إنما يعنى إشمعنا مراد ( و غمزلها ) هااا هدى بصّتله اووى بتحذير وهمسه دموع لمعت ف عينيها بسرعه بس حبستها: على إسم مراد إبنى الله يرحمه .. لحقت تنساه يا بابا ؟ سليم غمض عينيه بتأنيب لنفسه: معلش حبيبتى .. انا اسف مأخدتش بالى و الله .. و انا اللى طول الفتره اللى فاتت كنت كل شويه بهزر معاكى ع الأسم و انكشك .. أتارينى بجرحك مكنش قصدى.
همسه بتفهّم: حبيبى و لا يهمك .. بعدين خلاص ربنا عوضنى الحمد لله .. انا بس إفتكرتك واخد بالك انا عايزه اسم مراد ليه ( و غمزتله بإبتسامه ) بدل ماحضرتك فاهم غلط سليم ضحك: لاء إذا كان كده يبقا عندى انا دى .. بس ماهو إنتى اللى سمّتيه المره اللى فاتت بردوا همسه إستغربت: لاء مش انا .. انا فوقت ف المستشفى لقيتهم جايبينه لعندى و مكتوب علي الإسوره ف إيده مراد ف قلت أكيد حضرتك سليم رفع حاجبه: لاء مش انا .. بعدين انا حصل معايا نفس اللى بتقوليه بالظبط .. دخلت اشوفه ف الحضّانه قالولى مراد فقلت أكيد إنتى سمتيه !
الإتنين بصّوا لبعض بإستغراب قدام مراد اللى متابع الحوار و مبتسم اووى من تخبطّهم ده .. ابوها بصّله لقاه مبتسم ف فهم الليله كلها بس محبش يعلق و سكت همسه بحيره: امال مين اللى سمّاه ؟ ماهو أكيد مش الدكتور يعنى
مراد إبتسم لحيرتها و سابها تخمّن و هى إستغربت فسكتت .. اخدوا سهرتهم و مراد إستأذن يمشى و أبوها وصّله ع الباب و قبل ما يخرج همس ف ودن أبوها: متشكر اووى سليم ضغط على كتفه بحب و هو ضحك: طب ما كنت عملت كده من الاول .. سليم بهزار: امشى ياض اطلع برا يلا
مراد ضحك و مشى و همسه طلعت على أوضتها و مشاعرها متلخبطه حاسه بتوهه .. مشاعر جديده بتتولد جواها مش عارفه حبّاها و لا مستسلمه ليها .. و لا دى هرمونات حمل اصلا .. بس اللى عارفاه إنه عندها إحساس كأنها بتعيش المشاعر دى لأول مره مع إنها لا أول مره تتجوز و لا أول مره تحمل !
مراد روّح غيّر هدومه و اخد حمام و جاه ينام معرفش .. كل شويه بيفتكر اليوم بتفاصيله .. همسته و تغييرها معاه و كأنها بتمدّله إيديها .. بس لسه بردوا متردده .. بس كأنه بتديله امل إن كل حاجه هتيجى حتى لو براحه ! قام الصبح على تليفون من السمسار بيبلّغه إنه لقاله طلبه .. فيلا كويسه و محتاجه التشطيب و اللمسات الأخيره عشان يقفّلها على ذوقه .. و مراد بلّغه إنه هيستناه اخر النهار و يروح يشوفها معاه !
مراد راح شغله و مجابش سيره لسليم نهائى عن موضوع الفيلا ده .. إختار إنها تبقا مفاجئه او مش عارف يمكن خايف من رده فعلها .. و مستنى بالخطوه دى اما المسافات تقرّب اكتر !
اخر النهار السمسار عدّى عليه و اخده و راح شافها و عجبته جدا .. خاصة إنها بتطل بشكل مباشر جدا و قريب جدا من النيل .. لدرجة سورها باصص ع الميه مباشره .. و دى كانت اكتر حاجه عجبته فيها .. لإنه عرف ان همسته حابّه هدوء النيل و منظره ف قرر يربطها بالبيت بحاجه بتحبها !
مراد وافق عليها و إتفق مع السمسار و تانى يوم كان كاتب العقد بتاعها اللى كتبه ب إسم همسه .. و بعدها كلّم مهندس ديكور قاله على كل حاجه عاوزها بالتفصيل .. الألوان الهاديه جدا .. اللون الأبيض الغالب عليها بالحيطان و السيراميك و السقف مع دخول لمسات خفيفه من الفضّى و السيلفر ف السقف و الارضيه .. انما الحيطان دخول رسومات فنيه على اللون نفسه .. و السلّمين بيتاقبلوا مع بعض بشكل قلب مدفّر بين الابيض و رسومات فصوص اللؤلؤ و الفضّى !
إداله تفاصيل كل حاجه .. حتى الجنينه و شكل حمام السباحه اللى عايزوه غير تقليدى .. و أنواع الورد اللى همسته بتحبها و عايزها .. و النافوره اللى ضوءها بأسمها و أسمه و ف قلبها ضوء ب إسم ولاده اللى إختارهم ! مراد إختار كل حاجه بذوق عالى جدا و ساب المهندس يشتغل فيها و كل ما يجى ف باله حاجه او يعرف همسته بتحب حاجه معينه بيكلمه يقوله عليها و هو ينفذهاله !
عدّى شهر كمان و همسه دخلت ف التامن و ولادتها بتقرّب و الامور شويه شويه بتستقر بينهم تدربجيا .. و نوعاً ما همسه بدأت تتقبّل شكل الحياه بينهم .. او بتقنع نفسها إنها مجرد قبلت بالأمر الواقع و خلاص !
سليم بعد ما كان هيفضّى نفسه ينزل معاهم خطرت ف باله فكره و قرر ينفذها ف ابتسم: طب يا هموّسه مين هينزل معاكوا ؟ أمك بتقول إنكوا نازلين بكره و انا مش هعرف افضّى نفسى اوى يعنى همسه: خلاص يا بابا إحنا نروح لوحدنا .. المول قريب من هنا و مش هنأخر اصلا سليم إدّعى القلق: لا لا انا مأمنش اسيبكم لوحدكم .. انتى اوقات بتدوخى او تتعبى و لا حاجه و والدتك لوحدها مش هتعرف تتصرف
همسه تقريبا فهمت قصده: طب خلاص ممكن نستنى حضرتك اما تفضى سليم بسرعه: لالا تقريبا اليومين الجايين مش هعرف معلش .. همسه كتمت إبتسامتها على قصده اللى بيلف حواليه و هو إبتسم: طب ما إنتى تكلمى مراد يروح معاكم همسه إبتسمت و هى رافعه حاجبها: طب مانت اللى تقول كده من الاول .. عموما بلاش .. اكيد هو كمان هيبقا مشغول معاك ف خلاص مش وقته سليم بسرعه: لالا بالعكس .. و بعدين ده ما هيصدق اصلا همسه سكتت و هو رمى عليها الفكره و سابها تقرر ..
همسه فضلت طول اليوم متردده لحد ما جات تنام .. قعدت تتقلب يمين شمال و شويه .. قامت جابت موبايلها فضلت مسكاه حبه بتوتر .. و بعدين جابت رقم مراد و رنّت عليه و قبل ما حتى يرن لقته فتح و ده خلّاها اتخضت جدا !
رفعت التليفون من على ودنها و بصّت فيه و هى بترفع حاجبها بإستغراب و رجّعته على ودنها تاني
فضلت ساكته شويه بإرتباك .. و بتقنع نفسها انها إتورطت و تقفل السكه .. بس مراد مدهاش فرصه ف ضحك: طب على فكره انا عندى إستعداد أفضل كده عادى جدا لحد ما انام .. و بما إنى مش هعرف أسيب الحلو ده و انام ف هفضل كده على طول
همسه مجرد إنها سمعت صوته تاهت و معرفتش تقول ايه ف سكتت .. و هو حسّ بإحراجها فقرر ينكشها هو: طب بقول ايه ممكن تضحكى او تكحّى حتى .. إن شالله ياستى تعطسى المهم تعرّفينى انتى مين يعنى ؟ همسه برّقت بصدمه: و هو انت يا بتاع الليل و أخره مين بيكلمك ف الوقت ده يتنحنحلك ؟ مراد ضحك بصوت عالى جدا إنه عرف يخرّجها عن سكوتها: يعنى انتى إننحنحتى و انا قولت لاء ؟ همسه بغيظ: الرقم غلط عن إذنك مراد حاول يكتم ضحكته: ااه قديم اووى جو النمره غلط و إتصلت بالغلط و خالتى عفاف هنا ؟ همسه بغيظ: خالتى عفاف !؟ مراد بإستفزاز: ااه او استظراف مش فاكر همسه قفلت و حدفت الموبايل بغيظ و فضلت رايحه جايه: الله يسامحك يا بابا .. مانا الغلطانه
مراد بعد ما قفلت انفجر ف الضحك و مره واحده إفتكر هو معرفش كانت عايزاه ليه ماهو اكيد حاجه ضروريه اللى أجبرتها تتكلم .. رن عليها مره ورا التانيه بس مفيش .. فهم إنه إستفزها بعد ما كان هيكلم أبوها اتراجع عشان ميضايقهاش ..و قرر يستنى للصبح يشوف فى ايه !
الصبح فالشغل عند مراد مشغول بمكالمه همسته اللى خلصت قبل ما تبدأ و مردتش تانى .. حتى الصبح كلمها بردوا مردتش فضل شويه متردد .. بعدين قرر يروح لأبوها .. أهو يتكلم معاه ف اى حاجه يمكن يفهم لو فى حاجه مراد خبّط و دخل و قعد يتكلم ف اى حاجه و اأبوها فهم إنه عمال يلف و يدور لحد ما أبوها رخّم عليه
سليم بتريقه: انت فاضى و لا انا متهيألى ؟! مراد برخامه: اه تخيل .. عندى مدير سايبها سداح مداح سليم رفع حاجبه: ف دى عندك حق .. اتكل يلا مراد خرج بغيظ لإنه معرفش ياخد منه حاجه بس قبل ما يخرج و هو ع الباب سليم ابتسم: طالما فاضى كده منزلتش معاهم ليه ؟ أهو ع الاقل تشيلهم الحاجه مراد: أشيلّهم الحاجه ؟ سليم بإستفزاز: مش حاجه عيالك ؟ هى هتشيلّك عيالك و كمان حاجتهم مراد بإستعباط: انت بتتكلم عن مين ؟
سليم لقف طفايه من ع الترابيزه حدفه بيها و مراد لقفها: تصدق انا غلطان إنى خلّتها تكلمك .. مش هتكرر مراد ضحك: و على ايه ؟ انت بقا خُلقك ضيق ليه كده يا باشا ؟ احنا بنضّحّك معاك سليم سكت شويه و بصّله: حماتك نازله مع مراتك يجيبوا حاجات ولادك .. قولتلهم إنك جاى معاهم .. و الباقى عليك بئا مراد بهزار: و الله إحنا تاعبينها حماتى دى .. هى لازم يعنى تخبط المشوار ؟ سليم بتريقه: ما قولنا الباقى عليك مراد بعد ما خرج هبّت ف دماغه فكره ف رجع تانى فتح الباب و دخّل راسه: ما تيجى معانا سليم بإستفزاز: لاء مراد بتريقه: لاء ده اكيد مش حباً فيك .. انا بس عشان أشبكك بحماتى و أخلع بولادى
سليم بصّله بغيظ و هو قفل الباب بسرعه و مشى .. راح مكتبه خلّص شغله و روّح غيّر و راحلهم ع البيت .. لقاهم كأنهم مستنيينه اخدهم و خرج و سليم معاهم
إتغدوا مع بعض و قضّوا وقت كتير جدا برا و بعدها اخدهم على مول كبير مخصص للبس البيبيهات .. دخلوا الاول الكافتريا اخدوا حاجه يشربوها مراد بهمس لأبوها: طب ما قولنا كده من الاول سليم: على الله يطمر .. انا قولت يا بأف هتتلبخ و تغرق ف شبر ميه .. لطخ مين اللى طلّعك ظابط ؟ مراد بغيظ: معرفوش سليم رفع حاجبه: مين ده ؟ مراد بهزار: اللطخ .. قصدى اللى طلّعنى ظابط سليم رافعله حاجبه و قبل ما يرد مراد رفع حاجبه بغيظ: انت ايه اللى جابك ؟
سليم بنفاذ صبر: انت يا جدع انت مش اللى قولتلى تعالى معانا ؟ مراد بغيظ: امال واقف معانا ليه ؟ ما تتنحرر سليم بعِند: تصدق ف دى عندك حق .. و نده بصوت عالى ل همسه اللى واقفه متابعاهم من بعيد: يلا يا هموسه احنا ننقى بئا .. ده انا سمعت ان فى شويه حاجات هنا انما ايه ( و كمّل بضحك و هو إيده على كتفها و واخدها و ماشى و هى نوعاً ما فهمت إنه بيغيظ مراد و ده عاجبها ف إبتسمت بغرور و مشيت معاه ) مراد بصّلهم بغيظ و ف حركه سريعه كان سابقهم .. مسك حماته من إيديها اللى تقريبا كانت هتقع من الضحك على منظرهم .. و إداها لسليم و سحب همسته منه بغيظ: كل واحد يخليه ف الحاجه بتاعته سليم بهزار: ماهو دى بتاعتى بردوا مراد بغيظ: بتاعتك ازاى يعنى ؟ جوز الاتنين حضرتك ؟ سليم بصّله بصدمه و رفع حاجبه بضحكه مكتومه و هو بيسحب همسه معاه .. و مشى من غير ما يديله فرصه يعترض و هى وشها مية لون من الكسوف و الغيظ
همسه مشيت معاه بغيظ و هو معاها و لسه إيده على كتفها و بينها و بين نفسها مبتسمه ..
لفّوا كتير و اتفرجوا على حاجات كتير جدا ..و اختاروا لبس كتير جدا للبيبيهات. .. و مراد تقريبا هو اللى اختار معظم لبس البنوته .. و اصر يجيب ل همسته حاجات شبهها .. زى الكابلز كده .. و أصرّ انها تقيس و يشوفه عليها و مع إصراره وافقت مراد كان بيتعمّد و هما بيختاروا الحاجه إنه يلمس ايديها .. يقرّب من وشها .. يهمس ف ودنها .. و حاجات من دى .. و كان إلى حد ما مستمتع برد فعلها اللى ما بين كسوف و غيظ و الإتنين بيقلبوا وشها احمر ! مراد إبتسم بحب: عايزه تسمّى البنوته ايه ؟
همسه بإختصار: معرفش مفكرتش مراد: طب يعنى لو اختارت انا مش هتزعلى همسه حاولت تبان طبيعيه: و هزعل ليه ماهى بنتك ؟ مراد بحب: خلاص يا أم همسه همسه بصدمه: همسه ؟! مراد هزّ راسه و هو بيقلّب ف الحاجه اللى قدامه: اه .. مراد و همسه ! مش بذمتك كابلز حلو ؟ همسه برّقت: انت عايزنى همسه أم همسه !؟
مراد بصّلها مره واحده و ضحك قووى بصوت عالى على صدمتها: و مالك بتقوليها على إنها شتيمه كده ليه ؟ همسه بغيظ: إسمى شتيمه ؟ مراد رفع حاجبه: انتى بتقولى شَكَل للبيع بقا همسه بغيظ: لاء انا مش هكون همسه ام همسه انا ! مراد بإستفزاز: مانتى خلتينى مراد ابو مراد .. كنت فتحت بوقى همسه بتوتر: انا حره و انت رضيت خلاص .. لكن انا مش هرضى مراد حاول يستفزها اكتر و ضحك: خلاص خليكى انتى همسه أم مراد و انا مراد أبو همسه
همسه بصّتله بغيظ و لسه هتتكلم قاطعها بضحكة استفزاز: إختارت و حُسِم الامر همسه حدفت اللى كان ف إيديها بغيظ طفولى و مشيت و هو عجبه غيظها و ضحك و مشى معاها ..
كمّلوا لف و إختاروا بقيه حاجتهم و مراد اصرّ يتعشوا كمان برا .. و سهروا وهمسه نوعاً ما شويه شويه بتندمج معاه .. مراد ابتسملها: اليوم خلص بسرعه قوى ليه كده ؟ همسه برقّه: إحنا من بعد المغرب مع بعض .. قصدى برا يعنى .. و أدينا بقينا اخر الليل .. مراد بمناغشه: بس ف الاخر كل واحد هيروّح لوحده .. ماتيجى همسه برّقت و هو ضحك: و هكون مؤدب والله همسه رفعت حرف فستانها بسيط و ضربته ف رجله مراد ضحك أكتر: طب يعنى لازم اتشلفط عشان تيجى ؟ طب أنا مستعد همسه كتمت ضحكتها اللى كل ما بتكتمها حلاوتها بتزيد: إنت طماع على فكره
مراد ابتسم بنعومه: ده قلبى اللى عايز و الله همسه إبتسامتها وسعت اكتر: يبقا قلبك اللى طماع مراد: اهو ده بقا القلب المدلوق .. على طول طمااع .. بس لعلمك العشاق دايما كده ..طمّاعين .. بيحلموا بمكالمه و اما تتحقق يحلموا ب اللُقا و اما يتلاقوا و سلام عينيهم يسبق سلام إيديهم يحلموا بالحضن .. وكل ما يقربوا يحلموا يقرّبوا أكتر .. وفي كل مره بيبقوا فاكرين إن ده آخر حضن .. و إنهم ممكن يشبعوا من بعض .. بس الشبع و العشق مفيش بينهم عمار .. عمرهم ما بيتلاقوا ابدااا ..
همسه خلاص بقت معاه إبتسامتها بتتمرد و تخرج عن إرادتها غصب عنها او يمكن هى إدت قلبها هًدنه و بطلت تخنقه و تربطه .. مراد روّحهم و روّح هو كمان .. و إتمنى لو حياتهم طبيعيه و بعد اليوم ده يروّحوا سوا على بيتهم !
همسه روّحت بيتها مبسوطه جدا باليوم ده .. طول الليل بتتفرج على الحاجات اللى جابوها و عمّاله تتخيل و تتخيل شكل ولادها فيهم و شكلهم هما اصلا ايه ..
و ف وسط الحاجات لقت كيسه بيضا ملفوفه .. إستغربت وجودها لإنها مش فاكره انها أخدت حاجه كده .. فتحتها بترقّب و إتصدمت من اللى جواها .. طلعت منها فستان أبيض كبير منفوش بيلمع لمعه رقيقه .. و فيه حزام من الوسط موف غامق و معاه كوتشى أبيض مطرز و باضى أبيض مخطط ف موف و طرحه بيضا .. و معاهم فستان نفس التصميم بس بيبيهات و إستنتجت ده لبنتها ..
و طلّعت بقيه حاجتها هى كمان .. و قاستها و عجبها ذوق مراد جدا .. و إعترفت بينها و بين نفسها إنه ذوقه راقى و شيك .. و إتمنت بينها و بين نفسها لو ليه الحق إنها تلبسهومله ! بس أول ما تفكيرها وصل عند النقطه دى إتخضّت و اقنعت نفسها إنها فرحتها بولادها و بحاجتها و إنها معندهاش إستعداد لتجربه تانيه تطلع منها خسرانه اكتر عالاقل حتى دلوقت ! نفضت الافكار دى من دماغها و اتنهّدت و رجعت تتفرج بفرحه تانى على الحاجه !
عدّى شهر كمان مفهوش جديد يُذكر .. مراد راح مره كمان و إتنين لأبوه و اول مره طرده من البيت و تانى مره رفض يقابله كإنه إستخسر فيه حتى مقابلته ! مراد قعد مع أخته فاطمه شرحلها الوضع تفصيلا و طلب منها تقعد مع أبوه يمكن الصراحه تبقا الحل .. فاطمه قعدت مع أمه شرحتلها كلام مراد و الإتنين قعدوا مع أبوه اللى رفض حتى يسمع !
مراد بيقرّب كل يوم أكتر من اللى قبله من همسه و هى اوقات بتقرّب .. و اوقات تحسّ بخوف مُبهم ماليها ف بتصدّه و تبعد .. و اوقات تانيه مبتاخدش أى رد فعل و بتستسلم .. بس بينها و بين نفسها إبتدت تتشد لشكل الحياه الجديده بينهم
و ف يوم بالليل أبوها و أمها نايمين ف أوضتهم و مره واحده أبوها قام اتفزع من نومه على حركه غريبه ف أوضة همسه و صرخات بتتكتم .. همسه صوتها مش مفسّر و بيروح و صوت دربكه و خبط و حاجات بتتكسر .. سليم قام إتنفض و خرج بحذر من أوضته و قبل ما يوصل أوضتها.
رواية مارد المخابرات رومانسية إثارة تشويق بلا حدود
رواية مارد المخابرات ج1 للكاتبة أسماء جمال الفصل التاسع عشر
و ف يوم بالليل همسه ف أوضتها و أبوها و أمها نايمين ف أوضتهم و مره واحده أبوها قام اتفزع من نومه على حركه غريبه ف أوضة همسه و صرخات بتتكتم .. همسه صوتها مش مفسّر و بيروح و صوت دربكه و خبط و حاجات بتتكسر .. سليم قام إتنفض و خرج بحذر من أوضته و قبل ما يوصل أوضتها سمعها مره واحده بتصرخ بصويت هزّ البيت بعنف .. همسه بتعب: ااااااااااه هموووت !
همسه كانت قامت من نومها على ألم جامد كان بيروح و يجى و كانت فاكره إنها هتتحمّله بس اما زاد قامت تاخد حمام زاد عليها .. خرجت بالعافيه و مره واحده وقعت ع الارض بعد ما فقدت قدرتها ع التحمّل . ابوها و امها دخلوا مفزوعين على صوتها اللى بيصرخ بوجع .. بسرعه جريوا عليها و فهموا من شكلها إنها بتولد مع إنها لسه ف اول التاسع سليم نوعاً ما ارتاح .. اخد نَفس طويل و خرّجه بإرتياح مع إن شكلها يقلق .. سليم بقلق: انا هروح اغيّر هدومى و انتى جهّزيها امها هزّت راسها و سندتها غيّرت هدومها بالعافيه اووى .. عقبال ما أبوها لبس و اتصل بمراد اللى كان نايم و قام بخضه على تليفونه.
مراد بقلق: فى ايه ؟ خير همسه مالها ؟ سليم بصوت يقلق: همسه تعبانه قووى و من شكلها كده هتولد مراد إستغرب: بس الدكتوره قالت لسه ع الاقل اما توصل لنص التاسع سليم بغيظ: خلاص تعالى قول لولادك يستنوا جوه كمان شويه مراد سكت شويه: خلاص دقايق و هكون عندك سليم بإستعجال: لاء عندى ايه ؟ انت هتيجى مش هتلاقينا هنا مراد بتوهان: امال فين ؟
سليم اتعصّب: انت يا جدع انت مالك كده ؟ شارب ايه ع المسا ؟ ما تتظبط احنا خلاص هنتحرك ع المستشفى انجز و حصلنا مدلهوش فرصه يرد وقفل بإستعجال و راح عند همسه اوضتها اللى تعبها بيزيد حبه حبه و وشها بقا لونه شاحب و بتنهج و صويتها مبحوح من التعب .. شاور لأمها تروح تجهز بسرعه بعد ما ساعدتها تجهز .. و هو فضل جنبها شويه رايح جاى بقلق .. مش عارف يعمل ايه لحد ما افتكر الدكتوره و كلمها بسرعه سليم بقلق: همسه تعبانه و شكلها هتولد الدكتوره: خلاص هتستناكم ف المستشفى و اجهّز العمليات عقبال ما تيجوا بيها ! سليم: بس هى لسه المفروض على كلامك قدامها شويه الدكتوره: مفيش مشكله لو قدّمت شويه طالما دخلت ف التاسع .. و بعدين متنسوش إنها لها عمليه و مأجلينها شويه لحد الولاده سليم قلق اكتر: يعنى فى خطوره ؟ الدكتوره: ان شاء الله لاء حاولوا بس توصلولى بيها بسرعه
سليم قفل مع الدكتوره و ابتدى يقلق من كلامها و اكتر من شكل همسه اللى ابتدت و كأنها بتتوه .. امها جهزت ف ثوانى و جهّزت شنطه البيبيهات و اخدتها و اخدت كل حاجه ممكن يحتاجوها .. سنّدت همسه مع ابوها و نزلوا ركبوا العربيه وسط صرخات همسه اللى بتبطئ شويه شويه لحد ما خفتت خالص و اغمى عليها .. أبوها شالها دخلها العربيه و ركبوا و راحوا بيها ع المستشفى !
مراد بعد ما قفل مع سليم فضل شويه ساكت زى التايه و كأنه اتفاجئ و ان الخطوه دى مكنش هيجيلها يوم و تيجى .. زى ما يكون كان عامل حسابه إنه ف حلم و هيفوق منه بس إتفاجئ إنه واقع و بيعيشه .. قعد كتير ف حاله ذهول و مره واحده رنت ف دماغه كلمه أبوها " احنا خلاص خارجين أهو و هنتحرك ع المستشفى " و بصّ للموبايل بتوهان و كأنه بيتأكد من الكلام !
قام بسرعه لبس و أخد حاجته و نزل جرى ع المستشفى اللى متابعه فيها همسه .. وصل و دخل سأل على حاله ب أسم همسه بس مفيش .. إستغرب شويه و لسه هيطلّع موبايله يكلمهم لمح عربيه أبوها بتركن ف راح بسرعه ناحيتهم .. و قبل ما يتكلم لقى الدكتوره اللى بلغوها بحالتها خارجالهم و معاها إتنين ممرضات و مساعد و سرير جرّار .. سليم نزل بسرعه و لفّ و فتحلهم الباب و هما قرّبوا عليها شالوها حطّوها ع السرير و إتحركوا بيها لجوه مراد بصّله بصدمه: مغمى عليها ؟! فى واحده بتولد و هى مغمى عليها !؟ سليم بقلق: معرفش و بعدين دى إبتدت تنزف و إحنا ف العربيه !
مراد بصّله بذهول و كأنه زى التايه و اللى حصل قبل كده معاها و نقله ليها للمستشفى إبتدى يمر قدام عينيه زى الشريط و قلبه بيدق بعنف بقلق سليم بعد ما اتقدّم خطوات لجوه التفتت لقى مراد جامد مكانه و تقريبا فهم الحاله اللى هو فيها ف رجعله تانى سليم: مش وقته يا مراد .. اللى انت فيه ده مش وقته ! خلينا نلحقهم لجوه عشان نعرف نتطمن عليها
مراد مبيردش بس عقله هينفجر و سليم شدّه و لحقوا امها اللى سبقتهم و شويه و حصّلهم مهاب اللى كلّم سليم و عرف منه و راحلهم و إتجمّعوا كلهم قدام غرفه العمليات !
دخلوا بيها ع الطوارئ و منها حوّلوها ع العمليات بشئ من الربكه و مفيش حاجه تطمّن القلوب المتشحتفه دى .. مرّ الوقت عليهم ببطئ و مفيش اى اخبار لحد ما مراد نخّ بركبه ع الارض قدام الغرفه و شويه شويه دموعه إبتدت تنزل بصمت .. عيّط كتيير قوى كأنه فقد قدرته ع التحمّل آو يمكن قدرته ع الكتمان .. سليم إبتدى يفقد اعصابه: مفيش حد بيخرج يطمّنا ف ام المخروبه دى ليه ؟ انتوا يا و قطع كلمته مع صرخة البيبى اللى هزّت قلوبهم مع المكان كله مراد بدون وعى قام وقف على حيله و زقّ باب غرفه العمليات و دخل زى الإعصار
المساعده والممرضين لسه هيعترضوا الدكتوره شاورتلهم يسيبوه و هو إتقدّم خطواته بحذر لحد ما قرّب من همسته اللى كانت غايبه عن وعيها تماما و ده قلقه جدا .. بس الدكتوره طمنته إنها واخده بنج كلى لإنهم إضطروا للقيصرى مراد مسك إيديها باسها و ميّل على وشها باسها بهدوء من راسها و فضل يبوس كل حته ف وشها بدموع محبوسه
مراد بصوت مهزوز: بحبك .. بحبك يا احلى و اول هديه من عند ربنا و ربنا يباركلنا ف تانى هديه و اللى هى حته منك ..
رفع وشه و فضل متابعهم .. خرّجوا البيبى الأول و اللى كان ولد و مراد إبتسم بدموع محبوسه ف عينيه و فرحه .. عدّى وقت و لسه مخرّجوش البنت.. و مراد إبتدى يقلق و يبصّ للدكتوره بخوف اللى متابعه نظراته و بتطمنه بعينيها
عدّت دقايق و مفيش لحد ما مراد اتحرك من مكانه جنب همسه بقلق و عصبيه: ما حد يفهمنى فى ايه ؟ بنتى مالها ؟ و لا همسه اللى مالها ؟ فيهم ايه ؟ الدكتوره بصّت على همسه اللى قدامها و بصّت عالبنت و بصّتله بأسف و هو جمد مكانه !
ف الصعيد عند اهل مراد ... أم مراد رايحه جايه بقلق و كل شويه تمسح دموعها بسرعه كل ما تخونها و تنزل .. أبوه متابعها و بيبصّلها من تحت لتحت و مش بيتكلم لإنه تقريبا فاهم اللى هى فيه لحد ما جاب اخره أبو مراد بغضب: فى ايه مالك ؟ رايحه جايه كده ليه زى اللى غرق زرعها ؟ أم مراد بصّتله بدموع و ساكته و هو بصّلها بغضب: مش على بعضك من الصبح ليه؟ ماتنطقى أم مراد بحزن: مفيش قلبى مقبوض شويه أبوه بغضب: و قلبك اتقبض لوحده كده ؟ و لا من وقت ما عرفتى إن مرت ولدك ولدت ؟ أمه بلهفه: هى يعنى ولدت ؟!
أبوه بغضب: و انتى معارفاش إياك أمه بضيق: يعنى انت كنت عارف ؟ متابع أخباره أهو و عارف .. و مقولتليش ! أبوه بغضب حدف الكوبايه من إيده: و اقولك ليه ؟ فاكره نفسك هتجرى عليه إياك ؟ الله ف سماه لو ده حصل لتكونى برا بيتى و ما تباتى ف بيتى ساعه واحده و إبقى خلّى إبنك ينفعك ! أمه بإستعطاف: حرام عليك ! اللى حصل حصل و خلاص و إحنا ف دلوقت .. ع الاقل ولاده .. يهونوا عليك احفادك !؟ أبوه بغضب: اللى يجى بلوى دراعى ميلزمنيش .. و هو إختار سكته و ميلزمنيش .. انا إعتبرته ميت و خساره فيه الفاتحه أمه بخضه و قبضه ف قلبها: ليه كده حرام عليك قاطعها أبوه بغضب: إقفلى على السيره دى و قسماً عظماً لو عرفت إنك كلمتى حتى حد تعرفى حاجه عنه لتكونى برا بيتى و تبقى انتى اللى خربتى على نفسك ! سابها و قام بغضب و هى حطت راسها بضيق بين ايديها و عيطت !
عند همسه ف العمليات ... الدكتوره بتبص على همسه اللى قدامها و البنت و بتبصّ لمراد بأسف و هو جِمد مكانه ! مراد صوته اتنبح بدموع: بالله عليكى ما تقولى ان حد فيهم جراله حاجه .. الدكتوره مش قادره تنطق و مراد بصّلها بغضب و صوت عالى: اعملى اى حاجه و خرّجيهم من هنا عايشين .. لازم يعيشوا .. انا مش هستحمل يضيعوا منى بعد ما لقتهم !
هو بيتكلم و الدكتوره بتحاول تخرّج البنت .. لحد ما خرّجتها بصعوبه و بيقلّبوا فيها .. مفيش اى صوت ولا نَفس و مراد قلبه هيخرج من مكانه من منظرهم و متابع بلهفه .. و هنا معرفش يحبس دموعه اكتر من كده .. و إنفجر ف نوبة عياط و قرّب اخد البنت من إيديهم .. ضمّها على صدره بلهفة اب و ضاممها بدرعاته الاتنين و راسها على صدره و إيد على راسها و إيد بيمشيّها على ضهرها براحه و المساعده قصاده بتحاول مع البنت .. لحد ما الدكتوره بأسف: واضح إن البنت و مكملتش كلامها من صرخة البنت اللى طلعت فجأه و هى ف حضن مراد ! هنا الدكتوره إتراجعت بإبتسامة فرحه: واضح ان البنت مكنتش محتاجه اكسجين .. دى كانت محتاجه حضن أبوها عشان تتنفّس .. كانت عايزه تعرَّف ابوها اول واحد إنها عايشه .. و تبتدى اول لحظات حياتها ف حضنه !
و هنا مراد إبتسم بدموع و ميّل على وشها فضل يبوس فيه و يبوس كل حته فيها بلهفه كأنه مستنيها من سنين و محروم من الخلفه مش الظروف ابداا اللى فاجئته بيهم !
مراد همس ف ودنها بعشق: نورتى دنيا أبوكى يا نين عين أبوكى اللى هيشوف بيه الدنيا !
الممرضه حاولت تاخدها من حضنه عشان تحمّيها و تلبّسها إلا إنها معرفتش تسلّكها منه .. إبتدت تشتغل ف البنت و هو شايلها ف حضنه .. نضّفتها و لبسّتها و كل ده و هو معاها .. و شويه و جات دكتورة الاطفال و حاول تاخدها منه ع الحضانه و بردوا معرفتش .. الممرضه بصّتلها بإبتسامه أسف: حاولت قبلك و معرفتش .. متشعلقه ف حضنه و هو متبّت فيها قووى ! الدكتوره: بس لازم تنزل ع الحضانه .. الدكتوره بلّغتنا ان واضح ان فى مشكله عندها ف القلب و لازم نتعامل بسرعه معاها قبل ما تتأذى ..
هنا مراد إنتبه لكلامها و قلبه وقع و بصّلهم بصدمه: مشكله ايه ؟ و قلب مين ؟ انا بنتى كويسه مفهاش حاجه ! الاتنين سكتوا و مراد بص لبنته بلهفه: صح يا نور عين ابوكى ؟ الدكتوره بتفهّم: الولد نزل ع الحضانه من اول ما اتولد و هيتعملوه بردوا فحوصات نتأكد من سلامته .. بس البنت هى اللى واضح إنها فيها مشكله و لازم نحدد بسرعه عشان نعرف هنتعامل معاها إزاى .. البنت كده هتختنق لازم حضانه و إلا هتتأذى مراد و البنت لسه ف حضنه أخدها و خرج قدامهم و هما بصّوا لبعض و لحقوه نزل بيها ع الحضانه .. و بالعافيه أخدوها من حضنه .. حطّوها ف سريرها و إبتدوا يشتغلوا عليها و هو واقف متابع ف صمت و ترقّب .. و دوّر وشه جنبه لسرير إبنه و ميّل عليه فضل يبوس فيه كتير قووى قوووى و همس ف ودنه بحب: حضرة الظابط المحترم مراد باشا مراد العصامى نوّرت الدنيا يا قلب أبوك ! شويه و سابهم و خرج طلع على فوق يطمن على همسته ..
إنتظر برا معاهم قدام العمليات بعد ما طمنهم على ولاده و إنتظروا خروج همسه اللى طوّلت جوه ! شويه و الدكتوره خرجت بس شكلها مش مطمئن ..و برغم إنها بلغتهم إنها هتخرج و شويه و هتفوق بس قلقوا من شكلها ! مراد بقلق: فى ايه ؟ شكلك ميطمنش .. همسه مالها ؟ فيها ايه ؟ الدكتوره بصّتله شويه و سكتت و بعدها إتنهدت بقلق: بصراحه مخبيش عليك حالتها مش مطمئنه .. لسه مش مستقره .. نزفت كتير و من الواضح كده اننا هنضطر نعجّل بالعمليه على طول مراد إستغرب: و ايه الجديد ماحنا عارفين و مرتبين نفسنا ع العمليه .. ايه اللى جدّ يعنى ؟
الدكتوره بقلق واضح: احنا اه كنا مرتبين نفسنا على عمليه استئصال الورم بس مش بالسرعه دى .. مش ورا الولاده على طول و هى مُجهده بالشكل ده .. ده شربت تعب الولادتين الطبيعى و القيصرى ! مراد بصّلها بذهول و هى كمّلت: ايوه هى جالها طلق الطبيعى بس جات عند الولاده العيل اتديّر و معرفش يخرج ف اضطرينا نلجأ للقيصرى .. زائد إنها نزفت كتير وفقدت دم كتير و هى اصلا ضعيفه .. و كل دى حاجات اثرّت بالطبع عليها و خلّتها مرهقه سليم اتدخّل ف الحوار بقلق: خلاص نأجّل العمليه .. نستنى شويه ع الاقل اما ترتاح الدكتوره بأسف: للأسف مينفعش .. حالتها متسمحش نستنى اكتر من كده .. لو اجّلنا العمليه اكتر من كده هنعرّضها للخطر و انا مش مسؤله عن اى شئ ممكن يحصل
هنا مراد و سليم بصّوا لبعض بصدمه و سليم رجع خطوات لورا و قعد على اقرب كرسى و حطّ راسه بين ايديه و سكت
و مراد فضل باصصلها كتير: هو ايه اللى ممكن يحصل يعنى ؟ مراد باصصلها بترقّب .. سأل سؤاله و هو خايف من إجابتها .. معندوش إستعداد ابداا يخسرها .. ابدااا .. حتى لو مش هتبقا ف دنيته .. بس كفايه إنها ف الدنيا عموما .. لكن فكرة خسارتها لااا مش مقبوله ..
الدكتوره ملاحظاه و بتحاول تطمنّه بس مفيش ف إيديها حاجه .. الوضع نفسه مش مطمئن مراد واقف خايف من اللى ممكن تقوله .. من اللى ممكن يحصل .. وجود همسه ف حياته كان الأساس اللى بنى عليه احلام كتير .. ف لو وقع الأساس ده كل حاجه هتقع معاه .. هتتهد ف وقت هو لسه فيه بيبنى ..
الدكتوره سكتت شويه: طب خلّونا منسبقش الاحداث .. هى هتخرج دلوقت على غرفه الإفاقه .. و اما تفوق هنشوف الحاله اللى هتكون عليها مع الاشعه و التحاليل اللى هتعملها و نقرر و ان شاء الله خير ! سابتهم ف حالة قلق مسيطره عليهم و شويه و همسه خرجت على سريرها قدامهم .. و من الصدمه محدش فيهم قدر يقوم من مكانه .. لحظات و قاموا وراها دخلوا عندها كانوا حطّوها ف سريرها و علقولها محاليل و خرجوا ! مراد قعد جنبها بهدوء و مسك إيديها و دموعه نزلت بضعف و امها قعدت قصاده جنبها من الناحيه التانيه و شويه و سليم دخل و مهاب و الكل منتظرينها تفوق !
عدّى وقت كبير جدا و المفروض تفوق بقا بس مفيش .. طول الوقت اللى عدّى و هى بتهلوس من البنج و إسم مراد مفارقش لسانها و انها قد ايه بتحبه .. مراد بصّلها بحب و مش عارف هى تقصده و لا إبنه و إتمنى لو كانت كلمة الحب دى ليه هو ! لحد ما إتفاجئ بكلامها همسه بتهتهه و صوت متقاطع: مرااد .. لاء انا مش عايزه اعيش تانى التجربه دى .. خاين .. باعنى .. إتخلى عنى .. إبنى فين .. سافر و هرب و سابنى.. ابنى مات .. خده منى .. مش عايزه احبك .. مش عايزه .. مش هقرب منك .. انت زيه .. هتعمل فيا زيه .. هتسيبنى .. هتخونى .. لاء انا محتجالك .. عايزاك .. ربنا عوضنى بيك .. بولادى منك .. طمنى .. امشى .. عايزااك .. لالا مش عايزه حد مش عاايزه ..
مراد بيسمعها بهدوء و مقرّب من وشها اووى و مره واحده ضمّها بحب و لهفه و حطّ راسها على صدره .. لافّها من عند راسها بكتفها بدراع و دراعه التانى على صدرها ماسك بيه إيديها و همس ف وشها: و حياة اللى جمعنى بيكى من غير معاد و رزقنى ب أحلى هديه منك يا أحلى هديه من ربنا لا هسيبك و لا هتخلى عنك و لا هسمح لأى حاجه ف الدنيا تاخدك من حضنى و لا ولادى .. و انا كفيل أعوضك و امسح اى وجع قبلى .. ف اطمنى انتى معايا ف امان ! هنا هى فتّحت او اتهيأله إنها فتّحت و فضل يبصّلها قووى عشان يتأكد فعلا إنها بتفوق لحد ماهمست بصوت ضعيف جدا: اوعى تمشى ! الكلمه رنّت جواه قووى و هو اتطمن منها و عليها و فضل جنبها كتير .. و هى كل شويه تفوق و تغيب و تهلوس و ترجع تفتّح لحد ما الدكتوره دخلت اتطمنت و طمنتهم عليها و بلغتهم انها الصبح هتعمل اشعه و كافه التحاليل المطلوبه و ادتها مسكن و قالتلهم كده فاقت بس هتنام و يسيبوها ترتاح !
مراد رفض يتنقل من جنبها و فضل الليل كله جنبها .. شويه ينزل الحضانه يتطمن على ولاده .. اللى بلّغوه ان الولد تقريبا مفهوش اى مشاكل .. لكن البنت اللى شاكين ف مشكله ف القلب وعملوا فحوصات و هتبان الصبح ! و شويه يرجع ل همسته يطمن عليها و قضّى الليل كله كده لحد ما طلع النهار و هو جنبها .. همسه فتّحت براحه .. رمشت كذا مره ورا بعض و فتّحت شويه بشويه .. و إتفاجئت بمراد اللى تقريبا وشه على بُعد بسيط من وشها و نَفسها ف وشها ! فضلت بصاله كتير قووى و زى التايهه .. اول مره تكون قريبه اووى كده منه .. اول مره تلاحظ ملامحه من على قُرب .. إعترفت بينها و بين نفسها إنه وسيم جدا و جذّاب .. سرحت كتير ف ملامحه لدرجة إنها مخدتش بالها من الوقت
مراد ابتسم بحب و هو بينكشها: يعنى مكنتش اعرف إنى حليوه كده هنا همسه إنتبهت للوضع و إتنفضت و لسه هتتحرك مراد ضحك: خلاص خلاص براحه كل الربكه دى من كلمه ؟ همسه اتوترت: إبعد شويه انت مقرّب كده ليه ؟ مراد ضحك يغيظها: و الله إنتى اللى متشعلقه ف رقبتى
و هنا همسه أخدت بالها من إيديها اللى هو حرّكها اما لاحظ إنها إبتدت تفوق و حطّها على كتفه برقبته زى اللى سانده عليه و الإيد التانيه لافّها على وسطه بضهره كأنها هى اللى واخده ف حضنها .. همسه إتنفضت و زقّته و هو عمل نفسه هيقع .. لولا سند على الكومدو وراه و هنا إنفجر ف الضحك على شكلها المصدوم حب يزيد غيظها ... مراد بيستفزها: يعنى انا مقولتش حاجه لكل ده .. ده انا يدوب قولت حليوه و إتكسفتى .. امال اللى انتى بقا قولتيه ده كله اعمل ايه انا بقا !؟ همسه برّقت: اللى انا قولته ؟! هو .. هو انا قولت حاجه و انا ف البنج ؟ مراد كتم ضحكته: ياختاااااااى .. ده انا اقولك بس يا همسه تقوليلى حبيبى يا مراد .. اقولك عيب يا هموّسه تقوليلى بحبك اعمل ايه يعنى .. اقولك انا اللى اعمل ايه ف منظرنا ده يا سمسميه تقوليلى بوسنى من بوقى ! همسه برّقت بصدمه لدرجه فتحت بوقها و تنحت: بوسنى !؟ مراد حاول يكتم ضحكته بالعافيه: من بوقى حضرتك ! همسه على نفس حالتها: بوسنى ! قولتلك بوسنى ؟
مراد ميّل عليها بسرعه قبل ما تستوعب و خطف بوسه بسرعه من بوقها المفتوح من الصدمه مرتين تلاته ورا بعض .. و هى من غير وعى راحت خبطاه قلم براحه بغيظ و صدمه و هو هنا إنفجر ف الضحك: الله ! و انا مالى يا لمبى مش انت اللى قلت ! همسه على صدمتها: انا قولتلك كده ؟! مراد مستمتع جدا بمناغشتها خاصة انها مصدقاه: و اصرّيتى كمان هى بتكز على إسنانها بغيظ و هو بيزيد إستفزازها بضحك: اقولك مش قدام الناس يا حبيبتى تقوليلى اللى غيران مننا يعمل زينا همسه رفعت حاجبها بإستغراب و وشها تقريبا هينفجر من الكسوف .. و هو بيدوس عشان ينكشها اكتر: خلاص كفايه عليكى كده .. مش هقولك عالباقى لا ترمى نفسك من فوق السرير تنتحرى همسه بغيظ: هو لسه فى باقى كمان ؟ مراد ضحك: يا ختاااى .. ده كله كوم و الحضن كوم تانى خالص .. ده انتى من بوسه وشك جاب ميه لون امال اما احكيلك عالحضن و كنتى هت
قاطعته همسه قرّبت من وشه قوى و ده عجبه جدا و حطّت إيدها على بوقه و الإيد التانيه ماسكه بيها راسه و بتهزّها بعنف: ششسش شسس مراد ضحك بصوته كله: اششش ايه حضرتك ماسكه فرخه ؟ همسه بغيظ: دى فرخه لكاكّه كمان مراد بيجمّد نفسه: لا ده ديك و ديك برابر كمان تعالى اوريكى .. مانتى كنتى من شويه بتقولى إنك عايزه
هنا همسه حطّت ايديها بسرعه على بوقه و الإيد التانيه على راسه بتهبّش ف شعره .. و هو مستمتع جدا بغيظها و الحرب معاها و كان قاعد ع السرير نص واحده وضهره لفوق ..ف بحركه سريعه فلت نفسه و نزل بضهره ع السرير .. و هى كانت جنبه راقده بنص جنب و وشها ناحيته و إيديها على بوقه و ايد ف شعره بتسكّته بعنف ! هو مبسوط جدا ب غيظها و هى بتبصّله و لسه هتتعدل لقت الباب مفتوح مره واحده و دخل أبوها .. و كان هيدخل وراه مهاب و اما إتفاجئ بالوضع إنسحب لورا و هى إتحرجت و قبل ما تتحرّك لقته رجع فتح الباب و ميّل راسه بضحك لمراد: طب إستر نفسك طيب و لا حط لمبه حمرا همسه برّقت بصدمه و مراد خلاص معدش قادر يمسك نفسه تانى و ضحك بصوته كله و هى بتبصّله و هى بتكز على سنانها: عجبك كده ؟ مراد إبتسم اووى بحب: اه و ربنا .. ياريت افضل عمرى كله كده .. عن نفسى معنديش مانع همسه رفعت حاجبها: عمرك كله كده !؟ ع السرير !؟ مراد بغمزه: ماله السرير ؟ وحش السرير ؟ ده حلو السرير .. عسل السرير .. هو فى أحلى من السرير .. ده
قاطعته همسه بغيظ: بس بس انت ايه ؟ مراد بصّلها بإبتسامه عشق و هى لاحظت ف إتوترت حبه و هو ميّل على راسها باسها: انا ايه ؟ انا بحبك
همسه لسه هترد و هو قاطعها بلهفة عاشق ماصدق لقى ثغره يدخل منها لدنيا معشوقه: اه بحبك و من زمان جدا .. خطفتينى من اول مره شوفتك فيها قدام بيت أبوكى اللى انا كنت خارج منه .. مكنش الجواز ف احلامى و ربنا حطّك ف طريقى عشان تخلّيه أهم حلم و تشدينى لدنيتك .. و عشان ربنا بيحبنى ساعدنى باللى حصل معانا و إلا لا عمرك كنتى هترضى بيا و لا عمرى كنت هتجوز غيرك .. عارفه إنى حتى لو كنت إتجوزت اى حد تحت اى ظروف كنت ناوى اطرد موضوع الخلفه من حياتى .. و مش كُره ف الولاد .. بس طبيعة شغلنا بتخلّى حياتنا مُهددَه .. ف مكنتش حابب اجيب عيل عشان ايتِّمه و لا يعيش حياه مهدده .. و مع ذلك جيتى انتى عشان تخلّى الحاجه اللى برا حساباتى تتحط على قايمة احلامى و تبقا أهم و اول حاجه ابتدى بيها حياتى من عندها معاكى ..
همسه بتسمعه و قلبها بيدق بعنف و حاسه قووى بكل كلمه بتطلع منه و بصدقها و مشاعرها متضاربه و متلخبطه .. بس قلبها مقبوض و مش عارفه ليه .. بس اللى عارفاه إنه مش منه .. لإنها ببساطه حست معاه بحاجه لأول مره تدوقها .. الأمان .. الصدق .. الإهتمام .. و هو الحب ايه غير اهتمام و هى ببساطه لقت ده كله فيه .. بس لسه حته جواها خايفه و مقبوضه و كل ما بتقرّب بتتقبض اكتر .. بس ياترى اللى جاى ايه ؟ هو ملاحظ حيرتها بس سكوتها مطمّنه و فتح قدامه سكه معاها و قرر يمشيها و زى ما تيجى تيجى ..
ضمّها عليه بحب و بيشدّ على ضمّته ليها شويه شويه .. لحد ما كأنه بيعصرها على صدرها ..و كأنه عايز يدخّلها بين ضلوعه .. و هى بعد ما كانت هتقاوم او ع الأقل تبعد .. حاجه جواها خلتها إستسلمت و إرتخت بهدوء جوه حضنه .. يمكن تعبها من الولاده .. يمكن قلقها من العمليه .. او يمكن احساس الإمومه اللى إتحرمت منه قبل كده من قبل حتى ما تلحق تدوقه !
ف نفس التوقيت ده ف مكان ما نلاقيه بيدخّن سيجارته بغلّ و عينيه بتطق شر و غدر عاصم بصدمه و عيون كلها كُره و غلّ: خَلّف ؟! نضال بقلق: ايوه بعتلك حد تابعه زى ما طلبت انت .. مراته ف المستشفى و عرفت إنها هناك بتولد عاصم بذهول: مراته ؟! مراد اتجوز ؟ و لحق خلّف كمان ! طب إمتى حصل كل ده ؟ اذا كنت سايبهم من سنه إن مكنش اقل و مكنش كل ده حصل .. ده كان لسه حتى مطلقش مها !
نضال: انا بلّغتك قبل كده إنه بيتردد على مستشفى كتير عاصم بذهول: خلّف ؟ نضال سكت بغيظ من إنه اتحط قدام الامر الواقع و عاصم طلب حد يتابعله مراد ف إضطر يعمل ده بنفسه عشان ميقولهوش إنه خبّى عاصم كزّ على سنانه بغلّ: بس عارف كويس إنه جاله زى اللى أخده منى عشان اعرف أخد حقى بضمير .. نضال: عموما مدام همسه لسه مخرجتش من المستشفى و