logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 10 من 27 < 1 20 21 22 23 24 25 26 27 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية مارد المخابرات رومانسية إثارة تشويق بلا حدود
  05-11-2021 01:24 مساءً   [73]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية مارد المخابرات الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الخامس والأربعون

مراد راح المطار قعد كتير انتظر همسه و مارد .. لحد ما لمحهم من بعيد .. مارد وراها بيتكلم ف الموبايل و همسه قدامه
مراد قرّب منها و هى لمحته إتجمدت مكانها .. بصّتله قوى و حاولت تفتكر شافته فين.. بسرعه إفتكرت .. ايوه هو .. الشخص اللى مغابش عن بالها من اخر مره شافته ..
عقلها ورّالها لمحات من اللى حصل بينهم اخر مقابله .. كده فهمت موقفه اللى كان مُبهم بالنسبالها ..مبقتش عارفه تفكر و لا تاخد رد فعل
لمحته بيمد إيده ف جيبه خرّج مسدسه ..
لسه هتتلفت لورا مدّ إيده شدّها بعنف و رفع المسدس على راسها: انا هدفّعك تمن قهرة قلبى السنين دى كلها انا و ولادى

و قبل ما يتحرك كان صوت ضرب نار بيهزّ المكان و الرصاص بقا زى المطر حواليهم ف كل حته ..
مراد بتلقائيه قرّب منها ضمّها بدراعه عليه: متقلقيش يا حبيبتى متقلقيش .. إهدى إهدى
بضّتله قوى بذهول من رد فعله اللى إتحوّل للنقيض .. و هو شدّها وراه و إبتدى يتحرك بحذر وسط ضرب النار لحد ما ركن على جنب
مارد بمجرد ما سمع صوت الرصاص عينيه بتلقائيه راحت عليهم .. افتكر تهديدات عاصم ف كزّ على سنانه بغلّ و اما لمح همسه ف الارض و مراد نزل جنبها حدف موبايله بخضّه و جرى عليهم .. كان معاه مسدسه و إبتدى يتعامل مع الموقف.

كان مصطفى معاه و مكلّم اسر و عمار و محمد ينتظروه ف المطار لإنه كان متوقع ده
مراد ركن همسه وراه و مسك موبايله كلّم الحراسه برا يدخلوله .. مارد كمان كان متفق مع حراسه و فعلا إدّاهم إشاره راحوله
الكل إتلم حواليهم و ضرب النار مش مبطّل .. مراد اخدها وراه و مارد جنبه بيتحركوا بحذر وسط الحراسه لحد ما ركبوا العربيه ..
مارد دخّل همسه مع مراد عربيته و لفّ هو لعربيه تانيه
مراد أبوه مسك دراعه بعنف: انت رايح فين ؟ يلا معانا انت هتسيبنى تانى ؟ انت مش هتسيبنى لوحدى تانى .. فاااهم

مارد حاول يخفى إبتسامته من تعلّق أبوه بيه بس معرفش: لا مش هسيبك .. بس لازم اكتر من عربيه .. لإنى متوقع هنقابل ف الطريق اكتر من كده ف لازم حد يشغلهم و التانى يروّح بماما
مراد بخوف حقيقى عليه: طب تعالى انت معاها و ملكش دعوه انا هقفلهم
مارد: لاء
مراد: طب خلاص انا هسيب همسه مع الحراسه و اجى معاك
مارد: تااااانى ؟ عندك استعداد ل20 سنه كمان ؟

مراد مفهمش اوى و مارد مدهوش فرصه لكلمه تانيه و لفّ ركب عربيته و مراد لفّ مع همسه اللى كانت بتتنفض جوه ف العربيه
مراد شاور للحراسه تتحرك و تحاوط مارد و ركب جنبها .. من غير ما يتكلم شاورلها ع الحزام
مدّت إيديها تشد الحزام بس إيديها بتترعش بشكل هو لاحظه و ده ضايقه جداا... للدرجادى نافره وجوده ؟

نفخ و قرّب منها شد الحزام ربطهولها .. كان مقرّب وشه منها جامد
بصّ ف عينيها جامد .. لمح فيهم صدق حقيقى جواه خوف بقلق يمكن وصل حد الرعب
إستغرب كل المشاعر العكس بعضها دى و مقدرش يفسرها بس ده مامنعهوش إنه
يبصّلها بحده: يمكن اسامحك على كسرتى انا .. لكن ولادى و حياة اللى جمعنى بيهم من غير معاد لا تدفعى تمن اللى الكلب بتاعك عمله فيهم
هنا همسه تقريبا قدرت تجمّع تفسير حالته دى بالظبط و كلامه و منها إستوعبت سبب اللى عمله فيها ف الشقه و قبلها اما جابها القسم

لسه هتتكلم شاورلها بإيده بحده على بوقه بمعنى تسكت و ده نوعا ما نرفزها و لسه بتلفّ وشها ناحيته بعنف هتتكلم
سمعوا ضرب النار حواليهم .. مراد شدّها عليه نزّلها ف العربيه من تحت
و بصّ من الشباك لمح عربيات بتقرّب من مارد و بيضربوا نار و هو كمان بيضرب
مارد و مصطفى و اسر و معاه عمار و محمد كل واحد ف عربيته و بيحاولوا يسيطروا ع الوضع
و عشان المرادى كان مستعدلها كويس و مرتبلها قدروا يتخطّوا الموقف بعد ضرب و تخبيط بينهم كتير
مراد بصّلها بقلق حقيقى لمحته ف عينيه و إستغربته .. منين بيهددها و منين خايف عليها
مراد بعشق: انتى كويسه ؟

هزّت راسها و هو شاف إستغرابها
مراد بتريقه: انا مش هينضحك عليا مرتين .. يوم ما هتموتى يبقا على إيدى و زى ما قولتلك قبل كده حاجتى ترجعلى حتى لو هرميها بس محدش يستغفلنى
همسه قامت من مكانها رجعت ع الكرسى و هو لمح عربية مارد و صحابه بيتحركوا بسرعه فهم ان فى حاجه مش مظبوطه
كلّم مارد على موبايله
مارد: صدقنى متقلقش هو حد بس من العيال إتعوّر هروح معاه ع المستشفى
مراد بقلق: انت و لا حد تانى ؟

مارد بضيق: قولتلك حد من
مراد بصوت عالى: مراااد
مارد سكت شويه: تعويره بسيطه و هخلّص و امشى
مارد قفل معاه و شويه و ليليان كلّمته
نفخ بغيظ و فتح: ممم نعمم
ليليان برخامه: لاء مم نعمم دى تتقال للست غراميتو مش انا
مارد بغيظ: عبوكى لأبوها
ليليان: نعمم؟
مارد: انعم الله عليكى ياختى إتكلى عشان ع الطريق
ليليان بفرحه: راجعين خلاص؟

مارد سكت شويه: هعدّى ع المستشفى الاول
ليليان إتخضّت: فى ايه ؟ بابا جراله حاجه ؟
مارد عض شفايفه بغيظ ع الطفله اللى لسه متشعلقه روحها بأبوها مهما السنين بعدتهم: لاء ياختى دهةانا إيدى إتعورت
ليليان بتلقائيه: طب الحمد لله
مارد برّق ف التليفون و قفل ف وشها بغيظ و هى قامت لبست و راحتلهم ع المستشفى
مراد كان قفل بسرعه مع مارد و إتحرك وراه لحد ما وصلوا عند المستشفى
همسه بقلق: مراد ماله ؟ فيه ايه ؟

مراد نزل بسرعه و فتحلها الباب و من غير مقدمات شدّها بعنف و دخل بيها ع المستشفى
نزل وراه مهاب و مازن و لقى يحيي هناك و مارد و صحابه نزلوا .. هنا لمح مارد إيده متعوره و بتنزف و كتفه
مراد قرّب منه بلهفه: حبيبى انت كويس ؟
مارد بنبره جافه: اه
مراد لسه بيقرّب إيده مارد باعدها بهدوء و تخطّاه و دخل للمستشفى جوه
مراد أبوه لسه مش فاهم ليه معاملته معاه جافّه كده .. ليه جموده ده ؟

التفسير الوحيد اللى عنده هو الخلاف اللى حصل بينهم و إنه غلط فيه قدام الكل و شبه فضحه قدامهم و لازم يتصلّح
مراد راح وراه و دخل معاه غرفة الطوارئ .. بس مارد إنسحب بضيق و ده بان جدا على وشه
مراد كل ده بيشدّ قهرته من همسه و بيزيد غضبه عليها .. كزّ على سنانه و طلعلها برا
همسه اول ما شافت وشه و ملامحه الجامده بتلقائيه رجعت خطوات لورا
مراد قرّب منها بعنف شدها و رجّعها سندها ع الحيطه: ليييه ؟ كل ده ليه ؟ بعتينى انا و ولادى ليه ؟
همسه بمراره: و انت سيبتنا ليه هاا ؟ سيبت كلب زى ده يسرق شرفك و عرضك ليه ؟

مراد بغل مسكها من راسها بقبضة إيديه: و اما هو كلب إترميتى تحت رجله ليه ؟ عملتلك ايييه ؟ ده انا إديتك كل حاجه ..
قلبى اللى حبك من قبل ما تحبيه و حبك اكتر و انتى معاه و حبك بجنون بعد ما سيبتيه ..
إديتك حلم مكنتيش تحلمى بيه .. خلّيتك ام ف وقت إتحرمتى فيه من إبنك و كنتى هتتحرمى من إنك يبقا ليكى غيره و
همسه إندفعت بتهتهه بعد ما إتفاجأت بكلامه: و هو مين اللى كان حرمنى من إبنى هاا ؟ مش انت ؟
مراد بصدمه: اناا ؟ انا اللى حرمتك من إبنك يا همسه؟ و هو و خيانته ليكى و خيانته ليا ؟ و خطفه لإبنك و محاولة هروبه برا البلد بإبنك اللى لو كان عاش لحظه تانيه كنتى عمرك ما هتشوفيه ؟

همسه إتجمّدت مكانها للحظات و بتحاول تستوعب كلامه
مراد بقهره: منك لله ..
همسه بمراره: منك انت لله .. انت اللى ضيّعتنى .. و ضيّعت ولادى منى .. مكنتش هتحافظ عليا بتاخدنى من بيتى ليه ؟ بتنزعنى من حياتى ليه ؟
كان عندى استعداد اعيش معاه و لا إنى إتحرم من ولادى .. خدتنى منه ليه اما انت هتسيبنى؟ وسّخت معايا و معاه ليه .. دفّعت ولادك تمن قرفك ليه ؟
مراد كان زى المتلجّم من كلامها: انتى بتقولى ايه ؟

همسه بدموع: أبويا مات بقهرته بسببك .. و ولادى إتمرمطوا بردوا بسببك .. كل ده لييييه ؟
مراد حس ان فى حاجه غلط .. الكلام مش راكب على بعضه .. بمجرد ما قالت عن موت أيوها فهم إن فى حاجه مش مظبوطه
ساكت لمجرد إنه مش قادر يربط كل كلمه من اللى بتقوله باللى بعدها
همسه بإنهيار: و ياريتك يا اخى حبيتنى .. إلا رمتنى زى اوسخ سجاره ف إيدك بتخلّص و ترميها .. كان عندى استعداد اعيش خدامه معاه و لا إنى ابقى معاك و ترمينى .. حب ايه اللى انت بتتكلم عنه ؟ هااا حب ايه ؟

اللى يبص لحُرمة بيت صاحبه و يحط عينيه على مراته ..
و اللى يعتدى على واحده لمجرد وساخته اللى مقدرش يفرّق بيها بين اى كلبه من الشارع و بين واحده متجوزه و مخلّفه ..
و اللى يجبر واحده تعيش معاه لمجرد إنه مالهاش حد و يستغل ضعفها .. يبقا يعرف يحب ؟ هااا ؟
إبنى ذنبه ايه ؟ قتلته ليه ؟ يمكن لو مكنش قتلته مكنش هو عمل ف ولادى كده
بس هقولك ايه ماهو اللى يخون صاحبه يخون مراته و يخون بلده و يخون شغله و يخون ولاده كمان ..

مراد متسمّر مكانه مش عارف هى بتقول ايه و لا تقصد ايه .. بس اللى عارفوه ان فى حاجه مش مظبوطه و ده خلّاه يتراجع بتهتهه
همسه مكنتش مصدقه حرف من كلام عاصم من اول لحظه قاله فيها .. و كذّبته اكتر اما كذبه إبتدى ينكشف واحده واحده اما عرفت بولادها .. يعنى طالما كذب ف حاجه يبقا الباقى كله كذب
بس كانت ف لحظة انهيار .. رد فعل مراد صدمها .. هى اه مش فاكراه .. يعنى بالنسبالها متعرفهوش بس كانت حاطه فيه امل يطلع غير .. و متعرفش ليه كان عندها امل فيه ..

قلبها كان معشّمها .. بس لمجرد الكام موقف اللى حصلوا بينهم عشمها إنهار ف خلّاها تنهار معاه
عاصم قالها ده إعتدى عليكى و إديه من قبل حتى ما يسمع منها كان اول رد فعل ياخده هو إنه إعتدى عليها
و ده خلّاها تبصّله بخيبة امل
مراد لاحظ توهانها: انتى بتقولى ايه ؟
همسه بإنهيار: بحمد ربنا إنى نسيتك و إنه شالك بكل اللى يخصّك من حياتى .. انا تعبت .. و الله تعبت.

مراد قرّب منها بحذر و هى مجرد لمسته بتزيد إنهيارها و عياطها بيزيد
همسه بإنهيار: بكرهك .. انا بكررهك .. ابعد عنى .. ده انت حتى يوم ما فكرت ترجعلى رجعت عشان تعيد وساختك تانى .. يوم ما حاولت تدخل حياتى دخلتها بنفس الطريقه القذره بتاعتك اللى دخلت بيها اول مره
مراد ساكت تماما و مش مجمّع .. بس سايبها تتكلم يمكن يفهم
همسه فضلت تتكلم و تتكلم و تتكلم لحد ما اغمى عليها و قبل ما تقع لحقها بين إيديه
مراد بصوت مبحوح: مش هسيبك تقعى تانى
همسه و هى بتروح ف اللاوعى: اوعى تسيبنى.

مهاب كان تحت إتصل على سليم
سليم بلهفه: يعنى ايه يا مهاب ؟ يعنى بنتى نزلت مصر ؟
مهاب: اه دلوقت
سليم صوته إترعش: شوفتها يا مهاب صح ؟ هى همسه مش كده ؟ بنتى ؟
هدى أمها جات على صوته و فهمت ف خطفت منه الموبايل: بنتى فين يا مهاب ؟ خدنى عندها ياحبيبى
مهاب: احنا ف المستشفى و مش عارف هنروح على فين بعد كده
سليم وقف بترقّب و هدى بدموع: بنتى فيها ايه ؟

مهاب: لاء مارد بس إتصاب
هدى بتوهان: مارد مين؟
مهاب بضيق: اما نخلّص هبقا اشوفك و نتكلم
مهاب قفل معاهم و سليم كان خلّص لبس و أمها لبست و راحوا ع المستشفى

مراد شال همسه و دخّلها على غرفه و خرج ينادى على دكتور قابل مارد جاى ناحيته بقلق
مراد بفزع: همسه تعبت و
مارد بعنف: عملت فيها ايييه ؟ يا اخى كفايه بقا

مارد سابه و مشى من قدامه بسرعه زى اللى بيهرب من الصدق اللى شايفوه ف عينيه و مش عارف يكذّبه و لا حتى يفهمه و دخل جوه عند همسه
مراد فضل مكانه زى المتربّط .. فضل يبصّله كتير بتوهان .. بيحاول يربط بين جمود إبنه و الكلام اللى همسه قالته .. بس عقله خانه ...حتى قلبه إتمرّد و خانه و مقدرش يكمّل ف جموده ناحيتها اللى كان حتى بيمثّله
نزل نادى ع الدكتور اللى جاه و دخل عندها.

و مراد إستناه برا و مارد خرج من عندها وقف على جنب و الاتنين قصد بعض بيبصّوا لبعض بتحقيق ..
محدش فيهم فاهم التانى .. الكل طلع اما عرف و انتظر معاهم و محدش فاهم حاجه
مراد راح بهدوء جنب إبنه و مارد لفّ نفسه كله و إدّى وشه للحيطه
مراد بصوت مبحوح: ليه يا مراد ؟ انا عرفت إنك كنت برا تخطيطهم زى ما كنت برا حياتهم .. بس ليه ؟ ليه بالنسبالك انا المجرم ؟

مارد بجمود من غير ما يبصّله: انا مقولتش كده
مراد بمراره: بس عينيك قالت .. نظرتك ليا قالت .. هروبك منى قال .. قرفك من انك حتى تبص ف وشى قال كتير يا مراد .. كتير قووى
مارد دوّر وشه و مراد غصب عنه صوته إترعش: ايه العذر اللى قدمتهولك همسه ؟ عذرها ايه ؟ قالتلك ايه خلّتك عذرتها ؟
قولى عشان اعذرها انا كمان عشان مش عارف .. اى عذر اياً كان طالما انت قبلته انا هقبله ..
مارد بصّله كتير بنظره مراد مقدرش يفهمها .. بس اللى فهموه إنه مقدرش يستحملها حتى لو كانت من غير كلام ..

ده خلّاه غمض عينيه بوجع .. وجع اووى .. عشان ميشوفش نفسه بالصوره اللى هو شايفها جوه عيون إبنه حتى لو منطقش
مراد صوته بيطلع متقاطع منبوح: اقولك انا هسامحها من غير اعذار .. هخليك انت عذرها عند قلبى و مفيش اكبر و لا اغلى من كده عذر ..
مارد بجمود: هو سؤال واحد .. انا مش هقولك ليه ع الاقل لحد ما اسمعك
بس عايز اعرف .. مين فيكوا اللى إبتدى ؟ انت و هو كنتوا صحاب مين فيكوا ظلم التانى الاول ؟
انتوا الاتنين ظلمتوا بعض .. بس مين فيكوا اللى إبتدى ؟ مين اللى غدر بالتانى ؟ مين كان فعل و التانى كان رد فعل ؟

انت اللى ضربت الاول و هو كان بيصد ؟ يعنى هو كان رد فعل ؟ عملت فيه ايه و ردهولك فينا ؟ مين اللى خان العِشره اللى كانت بينكوا ؟
مراد بصّله قوى بصدمه .. من مجرد سؤاله إبتدى يجمّع الموقف بس ع الاقل من ناحية إبنه بس
مارد بعنف: انططططق
مراد جسمه إتهز بتلقائيه من صوت إبنه اللى كان زى اللى صعقوه بكهربا ..

هزّة قلبه هزّت جسمه كله خلّته غمض بكسره
قبل ما مراد يرد موبايله رن بص فيه بمنتهى التوهان و من غير وعى فتح
سليم بوجع: مراد اوعى تقرب من بنتى .. لو ليك حق عندها إعتبره عندى انا .. بس اوعى تجى جنبها .. اووعى .. بنتى لو كسرتك فكسرتنى بغيابها قبلك .. انت متعرفش يعنى ايه مرارة اب يتكسر من ضناه.

مراد بتلقائيه عينيه اللى راحت على مارد غمّضها بوجع و قفل الموبايل بتوهان
مارد بصّله قوى و قبل ما حد فيهم ينطق تانى خرج الدكتور من عند همسه و الكل بصّله
الدكتور: واضح إنها إتعرّضت لإنفعال عصبى نتيجة صدمه و لولا لحقناها كانت اثرّت ع المخ بشكل مباشر خاصة إنها لسه خارجه من فتره صعبه

و هنا كان طلع سليم أبوها اللى سمع اخر جمله
سليم بحزن: بنتى مالها ؟ و فترة ايه اللى صعبه ؟ انت تقصد ايه بالظبط ؟
الدكتور: قصدى يعنى ان من الواضح ف الاشعه بتاعتها إنها عامله جراحه ف المخ من قريب
الكل بصّوله بعدم فهم و مارد إتكلم بضيق: اه عامله إستئصال ورم خبيث من عالمخ
مراد أبوه لفّ وشه ناحيته بتوهان
الدكتور: و كان لازم تبعد عن اى انفعال عشان خطورة وضعها .. فهمنى ايه اللى حصل بالظبط
مارد بضيق: هى لسه نازله مصر من كام ساعه بس

ليليان كانت وصلت و دخلت عند همسه مع الدكتور و خرجتلهم ..
إتدخّلت ف الحوار و هى خارجه من غرفتها: معلش هو بس الموضوع محصلش فيه اى تهيئ نفسى ..
فقدان الذاكره عندها من سنين طويله و دائم .. يعنى بقالها كتير متعرفش حاجه عن نفسها ف بالتالى اما تعرف كل حاجه مره واحده و من غير إعداد نفسى سابق يبقا لازم تكون دى النتيجه
مراد أبوها الكام كلمه دول كانوا بكفايه عشان يفقدوه توازنه ..
بصّ ل ليليان بتوهان: فقدان ذاكره ايه ؟ و مين ؟ انتى بتتكلمى عن مين ؟

ليليان ببراءه: ماما
مراد بتلقائيه سند إيده ع الحيطه و ف اللحظه دى حس كإن الدنيا أعلنت عصيانها عليه
تقريبا قدر يفهم .. عشان كده معرفتهوش اما شافها ف تايلاندا .. مكنتش بتمثل
و يمكن عشان كده فضلت مع عاصم لا فاكراه عمل فيها ايه و لا فاكره هو التانى عمل عشانها ايه .. يعنى مخانتهوش ..
و يمكن عشان كده سابت ولادها اللى بكده تكون مفتكرتهومش .. كده الصوره اللى ظهرتله للموقف كله بعد السنين دى كلها وضحت إتلقطت ازاى ..
معقوله يكون كده ؟ ربنا عمل فيه كده ؟
مارد لاحظه و من حالته قدر يجمّع حالته إنه مكنش يعرف بفقدان الذاكره و فاكرها سابته بإرادتها

سليم بقهره: يعنى بنتى كانت فاقده الذاكره ؟ كانت عايشه السنين دى كلها فعلا بس مش فاكرانا ؟ عشان كده مجاتش ؟
مارد سكت شويه: ايوه ...ماما بعد الحادثه إتدمرت نهائى و إبن الكلب ده دمّر الباقى منها
مراد قعد ع الكرسى و كإن رجله رفضت تشيله تانى .. كإنها صلبته ف ازمات كتير بس خلاص مبقتش قادره
مهاب بغلّ: ااه يا ابن الكلب .. يا عاصم يا ابن الكلب و حياة اللى عمله ف أختى ما هسيبه
سليم بقهره: بنتى عاشت تحت إيده كل ده ؟

همسه خرجت من اوضتها بتتسنّد و قبل ما تنطق سمعت سليم إتجمّدت مكانها
يعنى أبوها عايش فعلا ؟ صحيح مارد قالها بس إنها تسمع حاجه و إنها تشوفه و تشوف قهرته دى حاجه تانيه خالص

سليم لمحها .. هى همسه ...روحه .. حته منه .. بنته الوحيده ..
همسه مكنتش فاكراه بس حاجه جواها حرّكتها ناحيته .. يمكن كلامه اللى عرفت منه إنه أبوها .. او مشاعره اللى إتّرجمت على هيئة دموع غرّقت وشه ..
قرّبت منه و هو بتلقائيه مدّ إيده اللى مسكتها و ميّلت عليها باستها قووى ..
باستها بكل الحرمان اللى جواها من ان يكون ليها سند يقوّيها ف اللى فات كله و اللى عاشته هشّه ..
أبوها ميّل باس راسها و لف إيده التانيه غلى ضهرها و رفعها لحضنه و ضمّها بحق كل الحب اللى جواه ناحية الحته الوحيده منه و اللى إتضاعف و زاد بغيابها ..

أمها كانت وراه .. مش عارفه تقدّم خطوه و لا تتحرك .. بتبصّلها بمنتهى اللهفه ..
همسه مكنتش عارفاها بس ملامحها عرّفت نفسها بنفسها .. دموعها إتّرجمت لوحدها ..
دموع ام قلبها مفطور على بنتها .. حسّتها لوحدها .. يمكن عشان حسّت قهرتها دى قبل كده اما عرفت ليليان
إتحرمت من انها تبقى ام و كمان يبقالها ام ؟!
مشيت براحه من بينهم ناحيتها و من غير كلمه إتحدفت ف الحضن اللى لو كان موجود كان هوّن كتير
مهاب من وراهم قرّب بحب و حضنها بدراعه من ضهرها .. لفّت ناحيته و إبتسمت من بين دموعها اما إفتكرته
مهاب إبتسم: حقك على قلب أخوكى يا روح قلب أخوكى

هنا هى عيطت اوى .. صوت عياطها عِلى .. كل حاجه كانت مصبّراها ع اللى كانت عايشاه بتقع اهى قدامها
كان اللى مهوّن عليها اللى فات إنها فاكره إنها فعلا لا اب و لا ام و لا خوات و لا ولاد و لا زوج
و إنهارده إتفتحلها مية حضن و حضن برغم السنين دى كلها لسه مكانها جواهم محفوظ
مهاب حضنها قووى و هى نزلت بحضنه ع الارض
الكل بيتكلم بس من وسط كل الموجودين عينيها راحت بتلقائيه على مرادها ..
بصّتله قوى .. تاهت ف عينيه .. العيون دى لا يمكن تخون ابدا .. لا يمكن تكذب .. لا يمكن تبقا بالبشاعه دى ..
مراد متكلمش بس الصدق اللى جوه عينيه إتكلم عنه

و هو بصّلها كتير .. كتير اووى .. عينيها لسه زى ماهى بريئه .. لايمكن يكونوا خاينين .. متكلمتش بس قهرة عينيها نطقت بكل حاجه
الاتنين متكلموش بس العيون المجروحه إتكلمت ..
كل واحد فيهم شايف ف عيون التانى جرح ميعرفش تفاصيله لسه .. بس اللى عارفوه إنه جرح لا يمكن هيتداوى ع الاقل بسهوله.

مارد بصّلهم كتير و قدر بسهوله يقرا الموقف بينهم من تلقائية مشاعرهم .. بصّ لأبوه بنظرة امل إنه يطلع حاجه تانيه غير اللى سمعه عنه
ليليان بينهم لاحظت مارد و نظرته لأبوه ف بصّتله نظرة عتاب على موقفه
من وسط دوشة الكل و كلامهم ..
الاربعه اللى القدر فرّقهم كل السنين دى هما بس اللى ساكتين .. بس عينيهم متعلّقه ببعض و كل واحد فيهم نظرته لها الف و الف تفسير .. و كل واحد فيهم خايف عينيه ترمش حتى يفتّحها ميلاقيش الباقى جنبه

مراد كان خلاص قدر يرسم صوره للموقف .. حتى لو صوره لسه مُبهَمه .. بس فهم إنه جرحها حتى لو مش قاصد
قضاء ربنا دايما فيه رحمه .. بس اللى مكنش عارفوه ايه ممكن تكون الرحمه ف كل ده ؟
يمكن موتها كان ربنا يعوّضه عن وجعه بإنه يجمعهم مع بعض عنده .. لكن دلوقت العُمر اللي خلص في الخوف و الوجع و الوحده و القلق و السهر و التوهه .. مين و لا ايه هيعوض عنه؟!
مراد تمتم بمراره: العوض من عندك .. و لا يتقبل غير من عندك انت يارب.

مراد يمكن مكنش دى اول مره يتكسر بالشكل ده .. يمكن إتعوّد عالكسره من يوم ما إتكسر قبل كده ف موتهم ..
بس ﺍﻷﻟﻢ ﻭ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﻜﺴﺮه ﻫﻴﻔﻀﻞ ﺷﻌﻮﺭ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﺘﻌﻮّﺩ .. ﺃﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺯﻱ أﺧﺮ ﻣﺮﺓ ﻭ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﺷﺪ وأصعب .. ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﻠﻲ ﺑﺘﺘﻐﻴﺮ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ التحمّل و هو خلاص فقد القدره دى
جروحه كترت .. كترت اوى لدرجة مبقاش عارف يعدّها .. و كل وجع يقول الاخير بس بيجى بعده وجع مميت

مره واحده نخّ على رُكبه من بين دوشتهم و قبل ما يقع جرى عليه مراد إبنه و ليليان سندوه .. و عشان رجله مكنتش شايلاه نزلوا ع الارض جنبه
مارد اخد راسه على صدره و باسها بتلقائيه و هنا مراد خلاص سمح لنفسه ينهار بين إيديهم .. كإنه كان بس طول السنين دى بعد كل الصدمات دى واقف بس على رجله لمجرد إنه عارف إنه لو وقع محدش هيسنده .. و إنهارده بس اما لقى سنده و ضهره إدّى لنفسه ابسط حقوقها إنه يقع ..
اخدوه على غرفه و همسه بتلقائيه راحت وراهم.

الدكتور دخل عنده و هو لسه على صدر إبنه .. كشف عليه و شاور لمارد يخرج بس مراد تبّت فيه اوى
ليليان بهدوء: هو كويس بس ده ضغط على اعصابه .. انا هعلقله محاليل و فيها إبره تظبط الضغط
الدكتور هزّ راسه و خرج و ليليان إبتدت تعلقله المحاليل و مارد جنبه
مراد شويه شويه عينيه إبتدت تتوه و غمضت ع الصوره اللى ياما حلم بيها ..
همسه جنبه و بتلقائيه مسكت إيده و مراد إبنه حاضنه و ليليان تحت رجله ف اخر السرير
إبتسم من بين توهانه لجمعتهم حواليه ..بعدها غمض عينيه خالص و جسمه إبتدى يرخى ف حضن إبنه
مارد بفزع: ليليان أبويا ماله ؟

ليليان إبتسمت: متقلقش هو بينام .. لازم يرتاح شويه
مارد بقلق: متأكده إنه نايم ؟
ليليان: انا اللى حطتله منوم متخافش
مارد إتنهد براحه بعدها حاول يسحب نفسه بهدوء من حضن أبوه اللى رغم من إنه نايم بمخدر إلا إنه حس ببعده ف تبّت فيه بعنف
مراد بعنف من بين توهانه: انت هتسيبنى ؟ مش هتسيبنى تانى ؟ انا مش هعرف استحمل اصحى تانى ملقكوش جنبى .. مش هعرف .. مش هستحمل .. هموووت .. و الله هموت
مارد برغم حالة اللافهم المسيطره ع الكل إلا إنه بتلقائيه شدد على حضنه: و انا عمرى ما هسيبك .. ارتاح دلوقت
مراد هنا سمح لنفسه يروح ف النوم جوه الحضن اللى دايما كان بيحلم بيه سند

وقت كبير عدّى محدش عارفوه قد ايه لحد ما مراد فاق تانى ...لمح مارد على وضعه و ليليان جنبه من الناحيه التانيه و همسه قصاده ف اخر السرير
و الكل نايم بنفس الراحه اللى كان نايم هو ببها .. كإن كل واحد فيهم لقى أمانُه و راحته
مراد فضل باصصلهم كتير .. كإن كل اوجاعه إتبخّرت ف اللحظه دى من نظره ليهم .. من حضن جمعهم كلهم

مراد إنسحب بهدوء من مكانه و إتحرك بحذر لحد برا و قفل باب الغرفه بشويش .. و وقف قدامها شويه كإنه بيجاهد نفسه ف قرار عايز ياخده
بعدها إتنهد و اخد لبسه و دخل غرفه تانيه قصاده يلبس و خرج من حمامها لقى ليليان مستنياه فيها و على وشها إبتسامه رقيقه

مراد إبتسم بعشق: صباح كل حاجه حلوه ف الدنيا
ليليان برقّه: ده انت الحلو كله يا حبيبى
مراد حضنها اوى و هى غمزتله: كنت هربان كده و رايح على فين ؟ و الاهم هربان من مين بقا فينا ؟
مراد إبتسم بس كسرة عينيه واضحه: ليليان انا
ليليان حسّت بيه: بابا انت هتسيبنا تانى ؟
مراد بوجع: انا عمرى ما سيبتكوا يا ليليان اولانى عشان اسيبكوا تانى .. و لا عملت حاجه وحشه تخلينى اتعاقب ببعدكوا عنى .. لا من ربنا و لا من كلب زى ده .. انا

ليليان مسكت إيده و قعّدته ع الكنبه: حبيبى انا عارفه .. بابا هو انت فاكر إنى ممكن اصدق فيك حرف وحش يتقال عليك من اى حد ؟
ده انت لو عملت حاجه وحشه قدامى هغمّض عينى عشان مشوفكش و تفضل صورتك جوايا حلوه .. انا هكدّب عينيا اصلا
مراد إبتسم من برائتها: ربنا ما يحرمنى منك و لا من أخوكى .. انا من غيركوا كنت بموت
ليليان غمزتله: طب و سوسو ؟ الحب كله .. ايييه بقا ؟

مراد إبتسم بس دموعه لمعت بسرعه: حاجات كتيره إتكسّرت بينا .. كتيره اوى يا ليليان
ليليان: صلّحها يا بابا .. طول مانتوا مع بعض هتقدروا تصلّحوا كل حاجه
مراد سكت شويه: مفيش حاجه بتتكسر و تتصلّح و ترجع زى الاول يا ليليان .. مبتتصلّحش اصلا
ليليان بزعل عليه: انت معملتش حاجه لكل ده يا بابا .. انت كنت ضحيه زينا و يمكن اكتر
مراد إتوجع اما افتكر اللى عمله ف همسه لحظة ما عرف من جوازها بعاصم و إنه حتى مدهاش فرصه تتكلم
ليليان فهمت من رد فعله اللى ظهر على وشه ان فى حاجه حصلت بينهم و ده اللى صُعب عليهم هما الاتنين

قرّبت منه بحب و مسكت وشه بإيديها: حبيبى اى رد فعل منك له عذره .. الواحد وقت الصدمه عقله بياخد اول رد فعل من غير تفكير ..
قهرته زائد مفاجأه الموقف زائد عجزه عن التفكير بيعملوا رد فعل سريع .. بس اما بيقعد و يهدى حتى من غير ما يسمع حاجه بيراجع نفسه
مراد افتكر اما فعلا ندم بعدها و إنه حتى لو بس كان إستنى يسمعها
بصّلها كتير: تفتكرى هتسامحنى ؟
ليليان بحب: على اى حاجه إلا إنك تهرب و ف وقت زى ده .. وقت هى فيه تايهه .. لا اهل و لا عيله و لا ولاد و لا بيت و مره واحده يظهر كل ده مع بعضه ف لازم تتوه بين كل ده .. مين بقا هيبقا أمانها وسط الزحمه دى
مراد إبتسم: انتى ازاى فاهمانى و قاريه اللى جوايا كده ؟

ليليان إبتسمت و شاورت على قلبه: عشان انا هنا .. جوا هنا ف لازم يبقا كل اللى جوه قدامى واضح و شايفاه
أبوها إبتسم بحب و حضنها اوى: اوعى تسيبينى .. اموت
ليليان بسرعه كشّرت: بعد الشر عنك .. شالله انا بدالك
مراد إتنرفز: اوعى تدعى على نفسك تانى .. فاهمه .. انا لو جرا لحد فيكوا حاجه مش هستنى اما اعيش اللى عيشته تانى
ليليان ضحكت ببراءه: خلاص شالله عاصم
أبوها ضحك بصوته كله على برائتها

برا مازن واقف بضيق و شارد
رؤيه راحت عليه: عرفت مراد صحى و لا ايه ؟
مازن بضيق: اه عرفت ان ليليان لسه من شويه اخدت جهاز الضغط عشان تشوفه يبقا صحى
رؤيه ضحكت: خلاص دقايق كده و نطلع نتطمن عليه الراجل بقا متجوز
مازن هزّ راسه بضيق و هى لاحظته: مالك يا كِشرى ؟

مازن سكت شويه بعدها إندفع بضيق: يعنى افهم واحده مخطوفه من اهلها و بتدوّر على أبوها تتجوز ليه ؟ و تخلّف كمان ؟
رؤيه إبتسمت لإنها فهمته: ليليان اللى كانت عايشاها دى حياتها .. ف مكنتش تعرف ان لها حياه تانيه و هتعيشها
مازن بغيظ: لاء وقت ما إتجوزت كانت عارفه ان لها اب و إبتدت تدوّر عليه .. كانت ف ايه و لا ايه ؟
رؤيه: و مكنتش عارفه هتوصله و لا لاء .. بعدين ده الله يرحمه بقا
مازن سكت بضيق و هى إبتسمت: امال بقا مراد يعمل ايه ؟ اللى لقى مراته كل السنين دى كانت متجوزه و ف حضن راجل تانى
مازن إتنهد: لاء ده بقا الله يكون ف عونه
مهاب من وراهم: متجوزه اه بس بختم إيده
مازن رفع حاجبه: نعم ؟

مهاب إبتسم بمكر و حكاله بإختصار اللى عملوه ف عاصم
مازن بغلّ: يستاهل
رؤيه ضحكت: يا حبيبى زى ما يكون كان حاسس
مهاب و هو رايح ناحية غرفتهم: محدش يتكلم مع مراد ف النقطه دى بالذات

مراد مع ليليان سمعوا صوت برا هيدخل الغرفه على همسه و مارد .. مراد فتح بسرعه و شاورلهم إنهم هنا
دخل مهاب و وراه رؤيه و مازن و إبتسموا
مازن إبتسم لليليان بلمعه غريبه ف عينيه: حمدالله على سلامتك يا باربى
ليليان إبتسمت: الله يسلمك
مازن: اوعى تكونى مش فاكرانى
مراد أبوها بحده: لاء مش فاكراك.

مازن رفع حاجبه و مراد بصّله بتحذير من إنه حتى يفكر يبصّلها و ليليان تايهه بين نظراتهم الغامضه مش فاهمه حاجه ..
مهاب قعد: انا وصّلت سليم امبارح و رجعتلك .. حتى مازن مرضيش يمشى معايا ..
انت نمت كتير اوى .. قلقت عليك يا شيخ ده لولا همسه و ليليان كانوا نايمين جنبك كنت هدخّلك دكتور ..كل شويه نطلع نبص عليك ده انت كنت زى القتيل.

مراد إبتسم: صحيح هو انا ليه حاسس إنى نمت كتير اوى مع إنى مكنتش عايز انام و لا قادر حتى
ليليان إبتسمت: حبيبى انا حسيت بيك إنك تايه بينا و بين كل حاجه .. حسيت إنك محتاج تفصل شويه عشان ترتاح و تجدد طاقتك بعدها تقوم على رجلك من تانى و اقوى من الاول كمان ..
انت محتاج كل طاقتك و قوتك الفتره الجايه و مينفعش توجع نفسك كده
أبوها إبتسم و هى إبتسمت قوى: لو كنت قولتلك نام مكنتش هترضى و لا هتعرف .. إديتك بقا منوم و أخدتك ف حضنى جنب مارد لحد ما روحت ف النوم
مهاب بهزار: يا سيدى ع الدلع.

مراد إبتسم: عارفه كان كفايه حضنك .. من غير منوم كنت هنام فيه ده مهدئ ربّانى يا روحى
ليليان قامت حطت اكل على صينيه و قعدت قصاده و إبتدت تأكّله بإيديها
مراد لسه هيمد إيده هى شالتها: حبيب قلبى مش يعمل حاجه .. انا هنا اعمله كل حاجه
مازن إتنهد بصوت عالى: إوعدنا ياارب
مراد بصّله بحده و هو إتصنّع الغباء: ايه يوعدنى ربنا بأكل .. جعاااان.

مهاب ضحك اوى و مراد بصّله بغيظ: برا انت و إبنك يا مهاب
ليليان بصّتلهم و ضحكت قوى و أبوها بصّلها بغيظ: الضحكه دى ليا انا و بس
ليليان غمزتله بحب و هو إبتسم و شاورلها على خده و هى حدفتله بوسه ف الهوا و إبتدت تأكله ..
مراد كانت قمة سعادته .. حاسس إنه ف حلم خايف يقوم منه .. كان واخد قرار من وقت مواجهتهم إنه يبعد شويه لحد ما الوضع يهدى .. حاسس ان جروحهم كتيره و كلها بسببه
بس قدام حضن إبنه و ضحكة بنته قراراته إتبخّرت ..

عرف إنه مبقاش فيه طاقه يستحمل ثانيه واحده من غيرهم ..
ليليان اكّلته و قامت شالت الاكل و إستغلت فرصه ان هما معاه و دخلت عند همسه و مارد .. قبل ما تدخل غرام رنت عليها ف إبتسمت
ليليان برقه: بنت خالى الغاليه
غرام برّقت: نعم يا قلب أخوكى ؟
ليليان ضحكت قوى و غرام عشان كان عارفه باللى حصل سابق و ان مارد وصل لأبوه و مسافر يجيب أمه قدرت تجمّع الموقف
غرام إتنططت بفرحه: قلبى ياارب.

ليليان ضحكت اكتر و حكتلها اللى حصل: ابقى عدّى علينا بس متأخريش احنا شويه و هنخرج
غرام بحماس: طبعا يا روح بنت خالك .. دى اول زياره بموافقه عسكريه
ليليان ضحكت و قفلت معاها و دخلت عند همسه
ليليان بإستغراب: ايه ده انتوا صحيتوا ؟ طب مخرجتوش عندنا ليه ؟ احنا خرجنا برا عشان تناموا براحتكوا
مارد سكت شويه: ماما عايزه ترتاح شويه.

ليليان فهمت اللى ورا كلامه: اه حبيبتى لازم ترتاحى .. خلاص اصلا بابا مصمم يخرج مش عايز يقعد تانى .. احنا هنروّح بس مستنينكوا
همسه بصّتلها كتير و بصّت لمارد و قعدت بس سكتت
ليليان قعدت جنبها بهدوء: ماما بابا حكالى كل حاجه
همسه إتخضت من كلامها و ده أكّد ل ليليان ان فعلا حصل بينهم سوء تفاهم
همسه إرتبكت: حكالك ايه بالظبط ؟

ليليان إبتسمت: مش مهم حكالى ايه .. هو كان تعبان و محتاج يفضفض
همسه إتخنقت بدموع: هو اللى تعبان ؟ بعد اللى عمله فيا ؟ ده
ليليان قاطعتها: ماما حبيبتى اهدى .. بابا معذور .. تعالى نفكر مع بعض كده بصوت عالى ..
واحد مراته المفروض ميته من 20 سنه و مره واحده يلقاها قدامه لاء و يعرف إنها كانت متجوزه اكبر اعداءه ..
عارفه ممكن يكون حس ب ايه وقتها ؟ متخيله إحساسه شكله ايه اصلا ؟

حبيبتى صدمه زى دى لولا بابا قوى و اللى شافه و إستحمله كان كتير و قوّاه مكنش عرف يتقبّلها خالص .. ده بعد الشر كان ممكن يروح فيها
رد فعله كان بحجم الصدمه .. زائد ان الصوره كانت مُبهمه و مشفّره قدامه .. عقله ترجم الاحداث بسرعه و عشان كان وقت مفهوش عقل اصلا .. ف الاحداث إتّرجمت غلط و بناءاً عليه إتاخد رد فعل غلط
بس اما هِدى

همسه بقهره: اما هِدى ايه ياليليان ؟ لحد ما جينا هنا و هو

ليليان بمقاطعه: مكنش لسه فهم و لا عرف حاجه.. كان لسه تحت تأثير الصدمه ..
ماما كلنا إنجرحنا بس هو كان جرحه غير .. هو جرحه اصعبنا .. جرحه كان جرح كرامه .. إتجرح ف رجولته ..
ف لحظه حس إنه مش قد إنه يشيل مسؤليه و لا عرف يشيلها
عرف ان مراته كانت ف حضن راجل تانى .. رجولته إتهانت
ف كان غصب عنه.

همسه سكتت لإنها عارفه ان كلامها صح
ليليان بصّت لمراد أخوها بعتاب: مكنتش مستنيه منك كده يا مراد و لا بابا كمان كان متوقع ده منك .. هو ده أيوك اللى قعدت طول عمرك تدوّر عليه ؟
أحسن مكان الواحد يحوّش فيه و يعمل رصيد هو الأب و الأم .. الرصيد اللى أولادك هيصرفوا منه عليك بعد كده .. انت بقا حسستوه إنه مالهوش رصيد عندك .. صفر .. ليه مدتهوش فرصه حتى يتكلم؟
مارد إندفع: كان هيتكلم يقول ايه ؟

عمل فينا ليه كده ؟ عاصم قال إنه خطفها و هى مراته و
ليليان بضيق: و ايه ؟ هاا ؟ انت تصدق حاجه زى دى ف بابا ؟ و كلب زى ده اصلا يتصدّق ؟
مارد بضيق: امال إترفعت عليه ليه قضيه بخطفها ؟ كانوا بيهزروا معاه مثلا ؟

هنا مراد أبوه اللى رد و اللى كان داخل من شويه بس وقف اما يسمع حوارهم عشان يفهم
مراد بص لإبنه بعتاب: و مجيتش و سألتنى ليه يا مراد ؟ اما انا وحش قوى كده ليه موقفتش قصادى و حاسبتنى ؟
مارد بضيق: انا ماليش الحق إنى احاسبك .. حضرتك اكبر من كده
أبوه بعتاب: لما تحاسبنى و تسمعنى احسن عندى من ان تحكم عليا من قبل ما اتكلم و تصدر حكمك بدبحى
مارد إتخض من الكلمه: بعد الشر
مراد: امال بتسمّى بُعدك عنى ايه ؟ و الإتهام اللى كنت طول الوقت شايفوه ف عينيك ده ايه ؟

مراد انت كنت بتقرف تبصّلى حتى
مارد قام بتلقائيه وقف قصاده: مكنتش اقصد .. انا بس كنت محتاج اخد خطوه لورا لحد ما افهم
مراد أبوه صوته إترعش: و انا يا مراد ؟ مجيتش ف بالك ؟ خلينى وحش و ابن كلب .. بس بعدكوا عنى علّمنى الادب و كسرنى .. مكنتش ساعتها هتسامحنى ؟ يعنى حتى لو غلطت كنت هتعاقبنى ببعدك ؟
مارد غصب عنه عينيه دمّعت و لسه هيتكلم أبوه مسك إيده.

أبوه: مش هتدينى فرصه حتى ؟
مارد سكت بس إتّكى على إيد أبوه اللى مسكاه كأنه بيوصّله رد فعله بالفعل
أبوه إبتسم: طب بلاش انا .. مش عايز تشوف بيتك طيب ؟
مارد غصب عنه اللهفه اللى على وشه نطقت بالنيابه عنه
مراد مسك إيديه قوى و ليليان كلبشت ف دراع أبوها التانى

مراد هنا إبتسم ل همسته و بصّلها ف نظره طويله قوى .. كإنه بيترجاها .. بيحايلها .. بيراضيها .. بيعاتبها .. بيدافع عن نفسه
نظرته كانت بألف معنى و معنى و عشان صادقه همسه إبتسمت لعينيه غصب عنها
مراد مدّلها إيده بتردد و سكت و هى إتكت على عينيها و هزّت راسها و قامت بهدوء معاهم
اقنعت نفسها إنها محتاجه تسمعه .. ع الاقل تفهم .. بس بينها و بين نفسها كانت حاجه جواها بتحرّكها ناحيته ..
يمكن تكون مش حاجه قديمه لإن القديم إتمحى مع الذاكره .. بس حاجه جديده .. إتولدت مع اول نظره و اول موقف و اول حضن .. حاجه كده إتولدت قبل اى كلمه و من غير كلام.

مراد اخدهم و خرج من الغرفه .. لقى مهاب و مازن و رؤيه برا .. إبتسملهم بهدوء و قبل ما يتحرك لمح غرام جايه عليهم
مراد بصّ لإبنه جنبه و غمز
مارد إبتسم غصب عنه: يخربييت أبوكى
مهاب رفع حاجبه: طب حاسب أبوها يسمعك
مراد أبوه بحده خفيفه: ما يتفلق
غرام قرّبت عليهم بإبتسامه رقيقه: أسوووسووو
همسه حضنتها: حبيبتى
ليليان بهزار: اسكتى عشان حبيبتك طلعت معرفه
همسه بصّتلها و بصّت لغرام و وزعت نظراتها ع الوافقين كلهم و من عيون مهاب فهمت: و الله انتى البونبونايه بتاعتهم .. عارفه احسن حاجه إنك طلعتى وسط العيله الفقر دى
غرام رفعت لياقة الفستان: انا اللى مسكّراهم صح ؟

همسه بصّت لمهاب بغيظ: انتى بس عيبك الوحيد إنك طلعتى بنت اللطخ ده .. مش ده بردوا اللى رفض إبنى ؟
مهاب إبتسم قوى: اناا ؟ طب دى حتى لو مسكره يبقا طالعه لأبوها
همسه: وحشتينى
مهاب: انتوا تعرفوا بعض من كتير شكلكوا
همسه إبتسمت: يمكن من اول الحكايه
مراد إبتسم و غمز لإبنه: اه يعنى وشها حلو
مارد همس: زى أبوها
مهاب غمز لبنته: هو ده مراد هاا ؟

غرام إبتسمت: ما قولتلك هو بس محتاج شوية وقت
مهاب: مممم عشان كده كنتى مصممه
غرام: لعلمك انا إتمسّكت بيه من قبل حتى ما يلقى حد منهم ..حتى لو مكنش وصل لحد كنت بردوا هفضل على موقفى اللى حتى لو غلط مكنتش هندم عليه
لإنى كنت اكيد اما اجرّب هتعلم اكتر ما ابعد لمجرد إنكوا عايزين ده
مراد أبوه إبتسم: لعلمك انا قولت لأبوكى كده قبل ما اعرف اللى فيها .. قولتله سيبها تجرّب .. ان بقا اختيارها صح هتكسبه هو و ان بقا غلط هتكسب خبره تساعدها بعد كده تختار صح ..

انتى صح كل بني آدم ليه شخصيته واراءه واحساسه .. ماهو مكنش ينفع تسألى حد على رد فعلك خاصة ف المشاعر ولا المفروض تختارى ايه و لا تعملى ايه ..
اعملى رد فعلك الأول وإغلطى .. حقك .. وبعدين خدى رأي اللي حواليكى في رد فعلك ..
انتي ليكى شخصيتك وقرارتك وبصمتك في الدنيا انتى مش روبت حد يمشّيكى على مزاجه .. كان لازم تاخدى فرصتك .. الارتباط علاقة بين طرفين بس مش بين طرف و انتي و أبوكى وأهلك.

غرام إبتسمت: عشان كده إختارت مراد .. بنفسى و لنفسى
مهاب بحب: ده حبيبى انا مش انتى على فكره
مراد أبوه: يا راااجل قول كلام غير ده
مهاب بغيظ: ما تخليك محضر خير يا جدع انت
مراد بعِند: لاء .. و يلا إتكل عشان ماشيين.

مراد مشى خطوتين بولاده و همسه و رجع مدّ لغرام إيده و اخدها معاهم و بصّ لمهاب بتحدى و مشى
مهاب ضحك قوى على صاحب عمره اللى اول مره يشوف عينيه بتلمع كده من سنين
مراد نزل بيهم و جاه يركب عربيته
و هنا غرام إستأذنت: انا همشى بقا و هبقا اجيلك يا سوسو مره تانيه
همسه بحب: هستناكى
مراد بص لمارد: ما تتحرك يا بأف توصّلها
مارد بغيظ: و أبوها اللى فوق راسنا ده ؟

مراد ضحك: و حياة أمك ؟ ده انت بوستها ف قلب المستشفى بحالها
مارد برّق و هو مبتسم: ااه ده انا إتفضحت بقا
مراد شاور لمهاب: هتوصّل بنتك و لا مراد يوصّلها ؟
مهاب إبتسم بحب: لاء ابن عمها يوصّلها

مارد إبتسم لغرام اللى تقريبا ف الوقت ده كانت قلبها بيطبّل مش بيدق
لسه هتتكلم أبوها غمزلها: اما يوصّلك ابقى كلمينى طمنينى
مارد اخدها ف عربيته و إتحركوا و مهاب مشى ..

مراد اخد همسه و ليليان و مشى .. فضل يلف كتير بالعربيه و كان قاصد ده لحد ما مارد يوصّل غرام .. مكنش حابب يدخلوا البيت لأول مره ناقصين حد منهم
فضلوا يلفّوا كتير لحد ما مارد رن عليه: انا خلّصت روّحتها و راجع
أبوه إبتسم: انا قولت الخروجه دى بتصريح عسكرى ف هتبات بقا
مارد إبتسم: لا و على ايه لا احسن أبوها يتجنن
مراد: يقدر ؟

مارد سكت شويه: انا عندى مشوار و
مراد أبوه بلهجه متقبلش نقاش: تعلالى على طريق( ...) واقفلك هناك
مارد قفل معاه و راح لعنده لحد ما شافه شاورله و هو إتحرك وراه لحد ما وصلوا البيت
مراد دخل و ركن و نزل و مارد ركن وراه و نزل
الاربعه إتحركوا بخطوات مترقّبه و بطيئه ناحية البيت اللى كان بالنسبالهم وطن إتفتحتلهم بيبانه ف عز الغربه.

أبوه فتح الباب و دخل البيت المقفول من سنين و مبيتفتحش غير له لوحده
البيت اللى من يوم ما هجروه حبايبه و هو بقا مهجور انهارده بس إتفتح من تانى
دخلوه سوا ضامّين بعض و كل واحد فيهم بياخد نَفس براحه كإنه بيتنفّسه .. كإنه كان مخنوق برّاه و ماصدق رجع عشان يتنفس من تانى
مراد بصّ للتابلوه اللى قصاده و تمتم بالكلام اللى عليه و هو على جمعهم اذ يشاء قدير .


look/images/icons/i1.gif رواية مارد المخابرات رومانسية إثارة تشويق بلا حدود
  05-11-2021 01:25 مساءً   [74]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية مارد المخابرات الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل السادس والأربعون

مراد وصل بيته ..إبتسم بمنتهى الحب و مدّ إيده لمارد اللى بتلقائيه و من غير تردد مسك إيده و ميّل عليها باسها قوى
دخلوا سوا ضامّين بعض و كل واحد فيهم بياخد نَفس براحه كإنه بيتنفسه .. كإنه كان مخنوق براه و ماصدق رجع عشان يتنفس من تانى
مراد لفّ ضهره للبيت وراه و إداهم وشه اللى عليه إبتسامه رضا لأول مره من سنين كتيره
مراد اخد نَفس بصوت عالى: برغم كل حاجه الحمد لله على جمعنا تانى .. و قبل اى حاجه انا كنت موصّى اما اموت اطلع من هنا .. من المكان اللى جمعنا عشان ربنا يجمعنا عنده.

بس طالما ربنا كان ارحم منى و منكوا و جمعنا .. يبقا لازم قبل اى حاجه اشكره .. انا اصلا مش عارف ايه ممكن يتعمل شكر لربنا على رحمته بيا دى
همسه بصّتله كتير .. حاسه ان قلبه هو اللى بيتكلم .. عينيه من صدقها هى اللى بتقول
مارد إبتسم و ليليان كمان .. دخلوا بيلفّوا ف البيت بعشوائيه و عيونهم بتلمع و مراد معاهم
شاورلهم على فوق ف طلعوا و هو وراهم
همسه فضلت لحظات ف مكانها.

مراد لفّ وشه ناحيتها و هو ع السلم: لا هينفع اجبرك تعيشى معايا و لا هقدر اعيش ثانيه واحده تانيه من غير ولادى و لا هعرف احرمك منهم
مش عاارف .. بس اللى عارفوه إنى عمرى ما هفرض نفسى عليكى بالغصب .. حتى لو روحى ف إيدك و انتى مش عايزانى هتلاقينى بسيبهالك .. ف متقلقيش انتى ف امان منى
همسه إبتسمت و حاجه جواها خلّتها نطقت باللى معرفتش بعدها هى قالته ازاى: و انا لو مش عايزاك مكنتش عيشت على ذكراك السنين دى كلها و انا مش عارفه حتى إسمك ..

و الطلاق الذكرى اللى المفروض إنها ع العشق ده تبقا اسوء ما بينا تتحوّل ف بُعدك الذكرى الوحيده اللى شايلهالك عشان تفضل محفور جوايا
مراد ابتسم على تلقائيتها و هى عضّت على شفايفها بعدها.. مدّلها إيده و هى إبتسمت و إتحركت بخفّه عدّته و طلعت لفوق
مراد إبتسم بلمعه كإنه بيقع ف حبها من اول و جديد
طلعوا و مراد سابهم يكتشفوا اوضهم بحاجتهم لوحدهم و وقف يتفرج ع الحلم اللى بيتحقق قدامه
دخلوا اوضهم و هو شاور لهمسه على اوضتهم و إبتسم: إعتبريها اوضتك لحد ما ربنا يحنن قلبك عليا يا واجعه قلبى

همسه إبتسمت و سابته و دخلت .. كل حاجه رغم ان نمطها من سنين يعنى مش موضه جديده إلا إنها راقيه جدا و متميزه .. كل حاجه جميله .. جديده مش منظر حاجات مركونه من سنين كتيره .. و نضيفه جدا و لا كإنه لمسها التراب
الاوضه بكل ما فيها كانت ابعد ما يكون عن إنها كانت مهجوره
فتحت الدولاب و إتفاجأت بهدوم شكلها و هيئتها بيقولوا إنهم بتوعها .. كل حاجتها موجوده .. برفانات .. ميكاب .. حتى توك الشعر..

حتى لو صلاحيتها منتهيه موجوده .. حتى الحاجات اللى مراد كسرها قبل كده قدر يحتفظ بيها و يرجّع كل حاجه زى ما كانت تانى بعد ما هِدى
دموعها إبتدت تنزل بصمت .. كل حاجه من اللى حواليها المفروض تسعدها .. إنها لقت حبيب كان عايش على ذكراها كل العُمر ده .. ده شئ المفروض يسعدها
بس العكس .. كل حاجه كانت بتقهرها اكتر .. بتبيّن حرمانها .. بتعرّفها مدى حجم الخساره اللى كانت خسرتها من غير ما تعرف
قدرت دلوقت بس تفهم ليه كان قلبها موجوع ف كل اللى فات .. عشان اللى خسرته مكنش شويه
مراد برا بس حاسس ب احساس كل واحد فيهم ف اللحظه دى ممكن يكون شكله ازاى

مارد دخل اوضته .. كان متوقعها عاديه .. بس إتفاجئ بكل حاجته موجوده .. كل لعبه كانت بتاعته ف يوم .. و إتفاجئ بلعبُه كلها مسدسات و رشاشات و حاجات شبيهه بكده
إبتسم من بين دموعه اللى لمعت بمجرد ما دخل ..
سمع صوت الكلب بتاعه برا .. بيلف ناحيته لقى مراد واقف وراه و ساند ع الباب و مبتسم
مراد إبتسم: حبيبك مش قادر يصبر .. طلعلك
مارد حاول يمسح دموعه بس إيد أبوه سبقته
خرج للكلب اللى نط عليه و فضل يلف بيه
ليليان خرجت على صوتهم و ضحكت معاهم: ايه ده الكلب ده بتاعك؟

أبوها إبتسم لإبنه: مُريان ده الذكرى اللى عشت معاها كل السنين دى عشان منك
مارد إبتسم بغيظ: قصدك مراد ..أبوكى سمّاه مراد
ضحكوا و مراد أبوه حط إيده على كتفه: اعمل ايه مش كان بيفكرنى بيك
قطع كلامهم رن جرس الباب مارد نزل فتح و سليم دخل على وشه لهفه مجنونه
سليم بتوهان: بنتى فيين ؟ فيين ؟ هى رجعت صح ؟ مكنتش بحلم ؟ لالا مكنتش بحلم .. بنتى فييين ؟

مارد فهم حالته ف حاول يحضنه: حبيبى هى كويسه بس روّحنا اما صحيت و بقت كويسه هى و بابا
سليم و كإنه مش سامعه: مكنتش بحلم .. انا شوفتها امبارح .. كلمتنى .. سمعت صوتها .. صبحت انهارده روحتلها ع المستشفى ملقتهاش .. ده مكنش حلم .. بنتى فييين؟
مراد بصّله من فوق: قتلتهالك
سليم طلع بلهفه لفوق: حبيبتى فين يا مراد ؟

مراد حاول يهزر بس حالة سليم منعته: ف اوضتها دخلت ترتاح شويه
سليم دخل اوضتها بيتلفّت بتوهان لحد ما لمحها
همسه كانت سامعاهم من جوه و بمجرد ما سمعت صوت أبوها صوت عياطها المكتوم إنفجر و شهقاتها عليت و إتسابقت
سليم قرّب منها و نزل ع الارض جنبها و بشئ من التوهان شدها عليه ضمّها ف حضن طويل .. يمكن اطول من السنين اللى فارقته فيها كلها
همسه بتلقائيه و هى بتحضنه صورتها مع مراد و ولادهم اللى كانت ماسكاها وقعت من إيديها إتكسرت ...همسه بصّتلها بحسره كإن قلبها اللى إتكسر .. كسرة الصوره و فرقة كل حته فيها لوحدها جسّدت قدام عينيها فرقتهم الاربعه عن بعض ف إنهارت.

سليم فهمها ف مسك الصوره جمّعها: هترجع احسن من الاول
همسه بمراره: مفيش حاجه بترجع يا بابا
سليم: لا هترجع .. مش انتى رجعتى ؟ يبقا كل حاجه هترجع
همسه بدموع: قلبى واجعنى قوى ...قوى .. من ساعة ما جيت هنا و انا قلبى بيتقطّع
سليم ضمها بحب: ده بيتك يا همسه .. متتخيليش انتى كنتى بتحبيه قد ايه .. انتى مكنتيش بترتاحى بعيد عنه
همسه بتلقائيه: عشان كده مرتاحتش و لا لحظه من يوم ما خرجت من هنا .. 19 سنه وجع و الم و قهره
سليم: مراد بيعشقك.

همسه بصوت بيطلع بالعافيه: سابنى ليه يا بابا ؟ سابنى للوجع ياكل فيا ليه ؟
سليم غمض بوجع: كل حاجه كانت غصب عن الكل يا همسه
همسه: غصب عنه يتخلّى عنى ؟ يوجعنى ؟
سليم: مراد عمره ما إتخلى عنك .. ابداا .. مهما حصل كان بيبقا جنبك .. و مهما كنتى بتعملى كان بيفضل معاكى .. انتوا عديتوا ظروف كتير سوا .. و هو عدّى الاكتر منها لوحده .. من غيرك.

سليم إبتدى يحكيلها شكل حياتهم و علاقتهم و ازاى كانت بتعامله ف بدايتهم رغم وقفته جنبها .. و ازاى استحمل عشانها و إتهان و بقى عليها
همسه كانت بتسمعه بمنتهى الذهول .. دلوقت بس إتفسرت صورة وجعها و حرقة قلبها طول السنين دى ..
وقفت بتوهان: يعنى ايه ؟ يعنى كان بيحبنى للدرجادى ؟ يعنى كان ف إيدى كنز زى ده و خسرته ؟ ده انا مصبرنيش على وحدتى ف اللى فات إلا ان كنت عارفه ان ماليش حد
سليم بحب: مراد كان اغلى من الكنز و لسه على فكره .. قلبه نضيف قوى .. معرفش ازاى شكيتى فيه يوم إنه خانك ؟

همسه فضلت تلفّ بتوهان حوالين نفسها و مع كل لفّه عينيها بتقع على صوره شكل لهم سوا و ذكرى شكل و حاجه شكل مراد محتفظ بيها منها
همسه صرخت بصوت هز جدران البيت من مرارته .. صرخه نفضت جسم المراد برا
همسه إنهارت: لا يا بابا .. لالالا .. لااا .. متقولش كده .. قول إنه خانى .. قول إنه وحش .. قول مش هزعل .. قول إنك بتضحك عليا .. بتصبرنى بس .. بتراضينى .. بتواسينى بس الحقيقه إنه خانى .. خانى يا بابا صح ؟ قول إنه وحش .. قول إنه خاين .. قول إنه كان يستاهل إنى اسيبه حتى لو هتوجع ف بُعده .. قول إنه يستاهل إنى اسيبه حتى لو سيبته للعذاب.

قول إنه مش كويس .. إنه وحش .. خاين .. إنه مره جرحنى .. اهانى .. قول و انا هسامحه
قول اى حاجه وحشه فيه .. قول إنى مكنتش بحبه .. إنه مكنش حبيبى .. إننا مكناش عايشين ف الجنه دى و إتحرمت منها
قربت مسكته بهيستريا: مراد وحش صح ؟ صح ؟
نزلت ع الارض بمنتهى الوجع و صوت بيروح: لالا قول اى حاجه غير إنى خسرت الخساره دى .. إنى خسرت روحى .. حياتى .. عمرى كله
سليم مقدرش يستحمل وجعها و لا يشوفها بالمنظر ده ف إنسحب من الموقف كله و خرج من الاوضه
عدّى على مراد واقف برا و سامع كل كلامهم و تانى دراعه ع الحيطه و كافى وشه ع الحيطه و مديهم ضهره و صوت دموعه اعلى و اكبر حتى من وجعهم و مراد و ليليان مش قادرين حتى يقرّبوا منه.

سليم مشى من غير و لا كلمه .. الموقف كله على بعضه مفهوش حاجه تتقال .. مفهوش غير صوت القلوب الموجوعه
ليليان: إستنى هشوفها
فتحت بهدوء و دخلت لقتها قاعده ف الارض و سانده ع السرير و حاطه راسها بين رجليها و بتعيط بقهره
مراد برا سامعها و حاول يدخل بس متردد.. مارد لاحظه ف قرب منه بهدوء و ضمّه اخده و دخل عندها
ليليان قوّمتها قعّدتها ع السرير و قعدت جنبها و مراد قعد بهدوء جنبهم و مارد جنبه
لحظات صمت عدّت ع الكل لحد ما قطعها مراد.

مراد بهدوء قام جاب مصحف و حط إيده عليه و لسه هينطق
همسه بصّتله بذهول و مارد حلّق عليه: انت هتعمل ايه؟ انت فاكر إنك محتاج تحلف او ان انا ممكن اسمحلك تحط إيدك على كلام ربنا عشان اصدّقك؟
مراد إبتسم للذكرى: و الله فى ناس قبلك طلبت منى ده .. ف حبيت اعملها قبل ما تطلبها تانى
همسه مفهمتش كلامه و هو عارف لإنها مش فاكره
مراد إبتسم: أمك اول يوم دخلت بيتى طلبت منى ده قبل ما تسمع منى
مارد بهدوء: و ليه؟ كانت عايزه تسمع ايه مهم ثوى كده لدرجة عايزاك تحلف عليه؟

مراد اخد نَفس طويل و خرّجه شويه شويه على هيئة كلام كتير ..كتير اوى
إبتدى يحكى من اول الحكايه .. من يوم ما سافر و عاصم معاه يجيبوا الميكروفيلم اللى إتسرق منهم ف المهمه اللى إتصاب فيها مهاب .. و إتحكم عليه بتصفيته وقتها .. و مساعدة سليم له يرجّعوه .. و رجّعوه و رجع على شقته شاف مها مراته ف حضن عاصم ف اوضته و اللى كان وقتها متجوز همسه
همسه كانت بتسمعه بذهول .. كل كلامه عكس عاصم النقيض للنقيض و مع ذلك مصدقاه .. مش عارفه حتى تشك فيه.. على عكس عاصم اللى مكنتش عارفه حتى ترتاح او تتقبّل كلامه ..

مراد كمّل اللى عملوه فيه عاصم و مراته و ازاى إتفقوا و حوّلوا الموضوع من زنا من عاصم لإغتصاب منه
و بعدها سرق اللاب بتاعه بالميكروفيلم اللى كان راجع بيه .. و إنه لبس قضية زنا زور .. بعدها بمساعدة سليم خرج منها و اثبت برائته بتقرير الطب الشرعى اللى اثبت إنها ف الرحم بتاعها مزيج من اتنين سائل منوى و ده معناه إنها عملت علاقه مع حد غيره قبله بساعات
و قبل ما يتحقق معاها هربت و بعدها عاصم هرب.

حكالهم ازاى همسه راحتله تتأكد من الكلام ده و ازاى راحت معاه .. و ازاى جات قضية الخطف اللى أمها بلّغت بيها ساعتها اما إختفت
و ازاى هو و همسه لقوا عاصم اللى كان ف الوقت ده جوزها مع مها اللى كانت بردوا لسه مراته ف الشاليه مع بعض تانى و هى شافته و اللى حصل وقتها كله ..
و ازاى عاصم هرب و إتخلى عنها و سابها .. و اما اخدها المستشفى و ولدت ازاى سرق إبنها و بعدها لقوه و هو بيهرب بيه من البلد و ازاى إبنه إتقتل بالظبط ..
بعدها حالة همسه بالظبط و الورم اللى جالها و كان لازم تخلّف قبل العمليه و إلا مكنش عمرها هتبقى ام
و ازاى وقف جنبها ف محنتها رغم كرهها له.

مراد تعمّد يتكلم بالتفصيل عن تفاصيل علاقتهم ف اولها و اد ايه كانت كارهاه و كانوا متفقين ينفصلوا و اد ايه استحمل منها لحد ما خلّاها تحبه .. يمكن عشان يوريها اد ايه واجهوا صعوبات كتير و عدّوها .. او يمكن كان عايز يقولها إنها حتى لو كارهاه و مش واثقه فيه ف قبل كده كانت كده و عرف يكسب حبها و ثقتها و يديها امل إنهم هيتخطوا المرحله دى من تانى
حكالها على معارضة اهله و أبوه و وقفته قصد الكل
و اد ايه حياتهم إستقرت و كانوا اسعد اتنين لحد ما قضية عاصم إتفتحت تانى.

حكى عن تهديدات عاصم له بيها و بولاده و صورها اللى كان بيبعتهاله و مهما شدد الحراسه كان بيوصلها لحد ما أبوها هو اللى اجبره يطلقها لحد ما القضيه تخلص
بعدها راح لأبوه يشوف خلافه مع أمه و همسه عرفت بالطلاق و راحتله هناك و مشيت قبل ما تسمع ..
مشيت و مرجعتش .. عملت الحادثه و هو كان سافر و عقبال ما رجع كان عاصم سبك الموضوع و اد ايه لفّ كل شبر ف البلد عليهم لحد ما لقى الجثث و المعمل بلّغه إنهم هما.

مراد خلّص و حكى حياته بعدهم كان شكلها ايه .. اد ايه عاش على ذكراهم العمر ده كله و كان عنده استعداد يفضل لأخر عمره ..
مراد بصوت مهزوز: و على فكره انا يوم ما رجعت قبل حتى ما اعرف بالحادثه و إنك بعيد بس ترتاحى روحت للمأذون مع أبوكى رجّعتك
مارد كان بيسمعه و ملامح وشه بتتبدّل من الغلّ للغضب للقهره للمراره و الوجع بس هو اللى ثابت
كان بيبصّ لأبوه بدموع على قهرته اللى عاش بيها عمره كله
كزّ على سنانه بغلّ اما افتكر الكلام اللى عاصم قالهوله .. عينيه دمّعت اوى اما افتكر إنه ف لحظه صدّقه و ازاى إتخدع بسهوله كده
همسه كانت زى التايهه و ليليان كانت بتعيط اوى ..

مراد خلّص و رجّع راسه ورا و غمض عينيه و سكت
مارد بدموع ميّل على رُكبه تحت رجله ..
مسك إيده باسها و من غير تردد ميّل على رجله و مهما مراد حاول يرفعه رفض
باس رجله و طوّل قوى .. شال كف رجله حطّه على راسه و فضل يبوس رجله التانيه
مارد بدموع: حقك عليا .. انا مش عارف ازاى صدقت فيك كلمه وحشه؟ ازاى سمعت اصلا؟
بس كان غصب عنى و الله .. انا كنت زى التايه .. كنت مقهور من كل حاجه .. لمجرد إنى عرفت ان أمى عايشه و انا اللى قعدت عمرى ده كله موهوم باليُتم .. و ليليان و اللى حصلها ..

كنت هموت من القهره ..و جاه بعدها غرام و رفض اهلها و معايرتهم ليا و كلام أبوها إنى ماليش اب
كنت زى اللى متلكك على تكه و هينفجر .. و التكه دى جات كلام عاصم اللى كان زى عود الكبريت اللى ولّع فيا و ف كل المراره اللى كانت جوايا من يوم الحادثه
بس و الله من جوايا عمرى ما صدقت فيك حرف .. كانت دايما جوايا حته مستنيه تسمعك .. و هتصدقك مهما تقول.

انا بس بعدت غصب عنى .. خوفت عليك و الله .. من ساعة ما قضية الكلب ده إتفتحت و انا كل اللى بيقرّب منى بتصيبه لعنته
رحاب لمجرد إتشك إنها على علاقه بيا إتأذت .. مكنتش هعرف اسامح نفسى لو قرّبت منك و جرالك حاجه .. مكنتش هعرف ابصّ ف وش أمى و اختى تانى
و الله ده كان كل جواليا .. خوف عليك و عليهم مش اكتر ..
خصوصا إنى اول ما وصلتلك فضلت متابعك و عرفت إنك انت و الكلب ده بعيد عن بعض تماما ..
فقولت لو قرّبت منك هيقرّب هو كمان منك.

طب انت عارف إنى اما دخلت المنظمه وسط الكلاب بتوعه اول ما شك فيا عشان يتأكد طلب منى اقتلك
انت متخيل؟ بس ده عشان هو عارف إنك اقرب ما ليا .. ف بالتالى يوم ما هيجى يأذينى هيأذينى فيك و دى حاجه عمرى ما كنت هعرف اسامح نفسى عليها .. ده مكنش شك فيك و حياة غلاوتك .. تقدر تقول هيسترية خوف من كتر ما مكنش عندى حد و لوحدى و فجأه لقيت اغلى حد ممكن يبقالى ..
مراد أبوه إبتسم بحب على صدق مشاعره .. و على خوفه عليه و خوفه على أمه و اخته
عرف وقتها بس هو ليه كان بيشد عليه عشان ينشّفه و كإنه قلبه كان حاسس.

مراد إبتسم: بيقولوا اللقا بعد اى غياب حتى و لو يوم واحد بيجى بعده احضان و بتاع .. بيبقا فيه حضن كبير كده .. هو انا إتضحك عليا و لا ايه؟
مارد إبتسم من بين دموعه و كإنه كان مستنى كلام أبوه ده إشاره عشان يترمى ف الحضن اللى ياما حلم بيه ..
حضنه زى عيل صغير ما صدق لقى حضن يضمّه .. حضنه و طوّل ف الحضن قوى و كل ما يفتكر كل حاجه عاشها و شافها كان بيتكى على ضمته اوى ..
مراد شاركه ضمّته قوى .. حتى دموعه شاركه فيها.

مراد: على فكره انا عندى الدليل لكل الكلام اللى قولتهولك .. كل الورق بتاع علاج همسه و عمليتها لسه موجود و تقدر تتأكد
قاطعه مارد و حط إيده على بوقه: و انا مش عايز اشوف حاجه و لا اسأل عن حاجه.. انت فاكر إنى ممكن اكذّبك ؟ ادوّر وراك ؟
مراد إبتسم و حضنه اوى ...

همسه كانت زى التايهه .. عينيها مفتّحه قوى و شارده ف الولا حاجه .. إبتدت تتكلم زى اللى بتهلوس
حكت من لحظة ما فاقت بعد الحادثه .. و ازاى كانت صدمتها .. و كل اللى حكهولها عاصم .. سواء عن علاقتها بيه او علاقتها بمراد
و الحقيقه اللى زيّفها و ازاى أجبرها ع الجواز و حطها سنين ف مصحه نفسيه .. و ازاى حياتهم كانت بارده
مراد كان قمة وجعه إنه يسمع تفاصيل حياتها مع راجل تانى حتى لو بالغصب.

همسه حكت كل حاجه لحد ما قدرت توصل لولادها ..حكت كل التفاصيل بس شالت منها ازاى عاصم كان بيلمسها بغلّ حتى لو علاقتهم موصلتش للسرير ..
بس فكرة إنه حتى يبصّلها اكيد كانت هتجرح مراد ف رجولته و هى محبتش ده
مراد كان عارف ان محصلش بينهم علاقه كامله بسبب اللى عمله فيه و اللى بيحمد ربنا إنه عمله .. عشان مش عارف لو مكنش عمل كده كان هيبقا احساسه دلوقت شكله ازاى و لا موقفه ايه ..

كانت بتحكى و هو صوت كزّة سنانه بيطرقع .. مطبّق إيده بغلّ .. مقهور من نفسه إنها وصلت لكل ده بسببه
همسه خلصت و سكتت .. حست كإنها نزّلت حمل تقيل كانت شايلاه طول السنين دى ..لأول مره تحس روحها خفيفه كإنها فراشه من خفّتها
مراد ساكت تماما و قرر يكبس وجعه ع الاقل عشانهم .. هما ف الوقت ده محتاجينه قوى عشان يستقوا بيه

ليليان قطعت سكوتهم بشهقه خرّجتها دموع .. و إبتدت تكمّل الحكايه من عندها
من لحظة ما فاقت بعد الحادثه و هروب روسيليا بيها و قعّدتها عند عبدالله جيرانهم .. بعدها سفرهم و ازاى اقنعتها بحكايه توهانها و هى صغيره و بعدها رجعوا روسيا .. و ازاى إكتشفت ان نضال مش أبوها و مساعدة مارد لها و محاولاتها تنزل مصر بعدها خطفها
حكت جوازها من رامى جاه ازاى و موته و تزوير جوازها من حاتم لحد ولادتها و حادثة الطياره و منها لحد اللحظه دى ...

مراد أبوها إبتسم من بين وجعه: قلبى من اول لحظه شافك قال إنك روحى .. روحى رفرفت عليكى من قبل ما تشوفك .. نزلت المايه ع الصوت اللى شدّنى من قلبى لحد عنده
ليليان قامت و إتكوّمت ف حجره و هو ضمّها قوى عليه
ليليان بدموع: و انا عمرى ما نسيتك .. انساك ازاى و انت منك حته جوايا؟
مراد إبتسم: انا بجرى ف دمك اصلا .. انتى عارفه ان البنات كلها امهاتها هى اللى بترضّعهم .. انتى بقا انا اللى رضّعتك

ليليان رفعت راسها من حضنه و بصّتله بتوهان و هو ميل على راسها باسها: انا رضّعتك من دمى .. اول ما إتولدتى كان عندك تيتانوس و لازم تغيّرى دمك كله .. انا رفضت حد يشاركنى فيكى .. إديتك دمك كله عشان اجرى جواكى ..
ليليان دمّعت: عشان كده مفارقتنيش لحظه يا حبيبى
مراد إتنهد: كأنى قلبى حاسس إنى هتحرم من روحى
ليليان باست إيده: و لا يحرمنى ربنا منك زى ما هو محرمش قلبى منك و فضلت فيه كل السنين دى.

مراد إبتسم و إنتبه لمارد اللى بيبصّلهم بضيق و على وشه غيره واضحه
أبوه بحب: وحشتنى يا مراد ...انا من يوم ما سيبتنى و انا زى العاجز .. عجّزت بدرى و ضهرى إتكسر منك انت بالذات
مارد بصّله قوى بعتاب: انا بردوا؟
أبوه: اه انت يا مراد .. إبنى و حبيبى و سندى و ضهرى .. يبقا يوم ما تغيب لازم ضهرى ينحنى ..
من غيرك كنت بموت و انا عايش و عايش و انا ميت
مارد إبتسم و سكت كتير: عرفت منين الكلام اللى قولتهولى ف الجهاز؟

ابوه سكت بزعل: حقك عليا .. انا عارف إنى إتغابيت معاك .. كلام طلع منى وقت صدمه .. بس انت متعرفش اللى كان فيا .. انا كنت زى المدبوح .. انت متتخيلش كنت حاسس ب ايه و انا مش عارف اوصلكوا
مراد انا اخدت صدمة فراقك مرتين ..
مراد حكاله اللى حصل من اول ما شاف همسه لحد ما مارد جاله و فهم
مارد بضيق: حقك عليا .. كنت غبى صح ؟ بس انا كنت خايف متخيلتش نفسى اخسرك تانى

مارد سكت كتير و إبتدى يحكى من عنده من اول ما فاق من الحادثه .. إستثنى اللى حصل ف السنه اللى بعد الحادثه على طول و الإعتداء عليه ..
و حكى ازاى دخل الملجأ و ليه و امتى خرج .. و ازاى بعدها قابل يحيي و ساعده يدخل شرطه و خلّص و إشتغل ..
و علاقته بليليان و همسه كانت ازاى قبل ما يعرفهم ..
و ازاى همسه لجأتله و ازاى ساعدها و اللى عرفه كله من روسيليا .. و بعدها دوّر ورا عاصم و خلافهم إبتدى ازاى و زرعته وسط المنظمه و إنسحابه و نزوله مصر و القضيه اللى فتحهاله و قتل رحاب و ازاى سفّر همسه و اللى حصل كله لحد اللحظه دى ..

مراد إبتسم بوجع: شيّلتك الهم بدرى يا مراد .. بدرى قووى
مارد إبتسم عشان يخفف عنه: بس كنت قده صح؟
أبوه بثقه: طبعاا
مارد إبتسم: مش انت اللى قولتلى من و انت صغير كنت بجهّزك راجل مش دلوعة أمك .. من يوم ما إتولدت بحلم بيك ظابط و مش عارف اشوفك غير كده و مفيش ظابط طرى ف كنت بنشّفك عشان تعرف تشيل المسؤلية مكانى ف اى لحظه
أبوه: و دلوقت بس عرفت انى فعلا قدرت اعمل ده و اسيبك راجل لأمك و اختك.

مارد: صحيح مكنتش معاهم قوى من اول الحكايه .. بس كنت شايل مسؤلية نفسى كويس برغم كل اللى جنبى .. و يوم ما عرفت أمى و ليليان خدتهم ورا ضهرى .. بس و لا عمرى خدت مكانك .. دايما مكانك محفوظ و مستنيك

همسه إبتسمت: انا مش عارفه لولا مارد كنا عملنا ايه؟ انا عمرى ما انسى يوم ما لجأتله لحظة ما عرفت ان ليليان بنتى و جالى جرى على طول .. مستناش حتى لتانى يوم
و وقفته معانا لحظه بلحظه
أبوه بغرور: إبنى يا همسه .. لازم يبقا فيه منى .. هو اصلا كله على بعضه منى شبهى
مارد إبتسم لهمسه: انا كنت بتحرك ناحيتك بتلقائيه .. حاجه جوايا هى اللى كانت بتتعامل معاكوا طول الوقت سواء انتى او ليليان ..

همسه: ده ساب شغله و حياته و قعد معايا مفارقنيش وقت العمليه .. ايام و اسابيع و شهور و انا ف حضنه
أبوه بصّله كتير: كان عندى حق .. قضاء ربنا دايما فيه رحمه .. و انت الرحمه من وسط قضائه .. انت اللى مسكت إيد ليليان لحد ما خرّجتها من وسطهم و فضلت جنب أمك .. عرفت ليه بقا بقولك انك انت بالذات منهم اللى غيابك كسر ضهرى ؟
عشان وجودك جنبى كان هيعمل كتير .. كتير قوى

فضلوا يتكلموا كتير .. كتير جدا .. لحد ما كل واحد فيهم حس إنه جسمه بيخفّ من الهموم اللى بيرميها من عليه
مراد إبتسم: يلا غيّروا هدومكوا عقبال ما اطلب اكل .. انا لأول مره من سنين احس إنى واقع من الجوع اصلا

بعد ما مشى خطوتين: الا صحيح الست روسيليا دى فين بقا؟
همسه: مرضيتش تنزل معانا ..قالت هتفضل هناك لحد ما القضيه تخلص بعدها يبقا تقرر هتعمل ايه
مارد: هى تقريبا حسّت ان مالهاش مكان بينا خاصة ف اللحظه دى فقررت تفضل بعيد
ليليان بزعل: بقت لوحدها رغم اللى عملته عشانى
مراد أبوها إتنهد و سكت.

ليليان بصّتله بعتاب: بابا هى مالهاش ذنب .. هى ضحيه زينا و كفايه اللى عملته عشانى
مراد أبوها بغيظ: بس خدتك ف حضنها ف الوقت اللى انا كنت بموت من غير حضنك
ليليان إبتسمت بحب: و حافظت عليا كل ده و حمتنى من الكل رغم إنها عرّضت نفسها للخطر
مارد: و إتنازلت عن ورثها بين عاصم و نضال مقابل حمايتك دى و انا إتأكدت من ده بنفسى
مراد أبوه إبتسم بغيظ: بردوا .. مش عارف ابلع حتة إنها بنتى معاها و انا إتحرمت منها
كلهم إبتسموا و مراد إنتبه لحاجه و خرج.

مارد راح اوضته و شويه و أبوه خبّط عليه و دخل
أبوه إبتسم: عارف إنك لسه مجيبتش حاجتك .. جيبتك هدوم من عندى
قبل ما مارد يرد أبوه اتحرك بسرعه و هو خارج: يلا غيّر و انزل ناكل مع بعض
خلّصوا و نزلوا إتلمّوا ع السفره .. مراد إبتسم بحب لإبنه اللى شايفوه نسخه منه بالذات ف هدومه ..
كان بيبصّلهم بلهفه .. بعشق .. كان ف حاله من اللاتصديق .. معقوله اللى هو فيه؟
مكنوش الاربعه بيتلمّوا إلا ف كابوس يجمعهم عند اى حد منهم .. او ف المقابر بس بشكل مزيّف اسامى بس
معقوله إنهارده الوشوش إتقابلت ؟

خلصوا اكل و قعدوا كتير .. كل واحد فيهم طلع على اوضته .. ناموا كإنهم لأول مره من سنين يناموا
مراد صحى على موبايله .. سليم بيبلّغه إنهم جايين و همسه مامتها عايزه تطمن عليها
قام بحيويه و كإنه رجع بالعمر لورا خالص .. اخد حمام و خرج ..
كان لسه هيروح لليليان إبتسم بحب و راح الاول على اوضة مارد ...خبط و فتح لقاه نايم بعُمق .. فاضل واقف كتير يبصّله بحب .. قرّب قعد جنبه على حرف السرير
قلبه بيرفرف .. لسه مش عارف يصدق .. حط إيده على راسه و فضل يتمتم بذكر ربنا.

قام بهدوء يخرج مارد مسك إيده باسها بصوت كله نوم: نمت و قمت و لا منمتش اصلا؟
مراد إبتسم: ده انا نمت و لا كإنى عمرى نمت قبل كده .. و لولا صحيت على صوت سليم مكنتش هقوم
مارد: هو هنا؟
مراد و هو خارج: ع الطريق جاى هو و ستك و مهاب و ولاده ..حبيبى لو لسه عايز تنام خليك
مارد إبتسم و مراد غمزله: غرامك جايه مع أبوها على فكره.

مارد ضحك بصوت عالى: غرامى؟ لاء كده اقوم اشوف حكايه غرامى دى
مراد غمزله: ننزل الاول بعدها انت اللى هتقولى على حكايه غرامك
مراد خرج راح على اوضه ليليان .. خبط براحه و دخل
إبتسم و قعد جنبها ..

ميّل على راسها باسها بمنتهى الحب .. لف دراعه حوالين راسها و اخدها ف حضنه
فضل يلعب ف شعرها بإيده التانيه لحد ما واربت عينيها و إبتسمت
ليليان بصوت مبحوح: احلى مسا ده و لا ايه؟
مراد إبتسم: لازم يبقا احلى مسا مش إصطبحت فيه على احلى حاجه ف الدنيا
ليليان إبتسمت: انت منمتش و لا ايه؟ انا كنت حاسه بيك كل شويه جنبى و تخرج
مراد: قلقتك؟

ليليان: لاء بس كنت حاسه بيك انت اللى قلقان
مراد إتنهد: كنت خايف يا ليليان .. خايف لاكون بحلم و انام و اصحى الاقى نفسى لوحدى من غيركوا
ليليان رفعت نفسها نص واحده ع السرير و خدته هى ف حضنها: بعد الشر عليك حبيبى من الخوف .. ربنا عمره ما هيفرّقنا تانى .. ربنا ارحم من كده
مراد: ياارب
يلا بقا جدو سليم و تيتا على وصول .. قومى إجهزى عقبال ما اشوف سمسميه صحيت هى كمان و لا ايه ؟

ليليان غمزتله: سمسميه هاا ؟ و انت بقا متعرفش صحيت و لا لاء؟
مراد إبتسم: لاء دخلتلكوا انتوا الاول
ليليان فهمت إنه مكنش معاها ف اوضه واحده ف سكتت بإحراج: مكنش قصدى
أبوها باس راسها و غمزلها و خرج و هى قامت تجهز

مراد خرج وقف شويه بتردد قدام اوضة همسه بعدها خبط براحه
فتح بهدوء و دخل .. لقاها نايمه .. شبه الملايكه ف هدوئها .. وقف كتير مكانه بس عينيه متعلقه عليها .. دخل و قعد جنبها
شال شعرها من على وشها بشويش و فضل يبصّلها بحب .. كل حاجه فيها واحشاه ..
طول السنين دى كان عارف إنها واحشاه و حتى اما شافها و إختفت وحشته اكتر .. بس اما رجعت دلوقت إكتشف إنها اكتر من وحشاه .. و كل ما يبصّلها توحشه اكتر
كل ما يفتكر جنونه قدام قبرها على لحظه واحده تجمعهم توحشه اكتر و اكتر.و كام مره إتمنى صوتها و لو ثانيه يتجنن ف لهفته عليها اكتر
قرّب بحب باس عينيها و هى مغمضه و باس وشها بكل ملّى فيه .. بعدها خطف شفايفها
كان ناوى بهدوء عشان يترقّب رد فعلها بس اول ما داقهم إتجنن .. هدوءه إتحوّل عاصفه
كان فاكر هيرتوى بس عطش اكتر ..

همسه صحيت بس مرضيتش تفتّح .. من اول ما لمس شفايفها كإنه دبّ الروح ف جسم كان عايش من غير روح .. رجّعلها روحها اللى مفارقاها من سنين
مراد حس بيها من قلبها اللى لامس صدره و بيدق بعنف.. لاء ده بيرقص على حركة شفايفه
إبتسمت بينها و بين قلبها .. هى روحها كانت فيه للدرجادى ؟ لدرجة إنها طول ما مفرقاه كانت عايشه جسم من غير روح و بمجرد ما لمسها إتنفست كإن روحها اللى فيه ردّتلها.

مراد سكت ثوانى بس ساب نفسه على وضعه و ساب شفايفه لامساها و إترقّب رد فعلها .. إستنى منها تصدّه او تبعده او حتى تقابله ببرود لمجرد إنه المفروض غريب عنها
بس هى لمجرد إنه لمسها حسّت إنها كانت زى العاميه و هنا النور رجع لعينيها مره تانيه عشان تشوف الدنيا من تانى

و لمجرد احساسها ده مدّت إيديها مسكت وشه و فتّحت بشويش مبتسمه: اول مره انام و احس إنى لازم اصحى .. لازم اقوم .. اول مره احس إنى لازم اعيش اصلا
مراد إبتسم على براءة قلبها: سليم جاى .. اطنّشه ؟
همسه قامت بسرعه بحماس: بابا ؟
مراد رفع نفسه: اه يا حبيبتى .. هدوهود عايزه تطمن عليكى.

همسه سكتت شويه: كلمنى عنهم يا مراد .. ازاى واجهوا موتى؟ و بابا عمل ايه بعدى و انا ماليش خوات يعنى مكنش له غيرى ؟
مراد إبتسم و مسك وشها بعشق: أبوكى بس اللى مكنش له غيرك ؟ همسه احنا كلنا مكنش لينا غيرك
همسه إرتبكت من قُربه .. بصّت ف عينيه و لمحت فيهم عشق خلّاها مش عارفه ازاى شكّت ف حبه يوم
مراد قدر يقرا بسهوله ملامحها ف إبتسم: اللى حصل حصل خلاص خلينا ف اللى جاى.

المهم إلبسى و اجهزى عشان خلاص تقريبا وصلوا
كل لبسك و حاجتك زى ماهى .. لحد بس ما اجيبلك اللى تحتاجيه
همسه هزّت راسها و هو غمزلها: لو عايزه مساعده يعنى
همسه غمضت عينيها بإحراج و هو ضحك اوى: انا بقول بس نساعد
زقّته لحد الباب و هو بيضحك: طب هقعد و مش هعمل حاجه
همسه: مضمانكش.

مراد ببراءه مصطنعه: انااا ؟ خالص
خرّجته و قفلت الباب .. إتنهدت براحه .. كمية الامان و الراحه اللى إتولدوا جواها كانوا كفايه يمحوا اى اثر لأى وجع سابق
إبتدت تتحرك ف الاوضه بلهفه و شغف .. إختارت فستان هادى و رقيق و قصير شويه و حطت ميكاب خفيف و عملت شعرها و نزلت ..
مراد خرج من عندها خبّط خبطات سريعه و خفيفه على اوض مراد و ليليان من غير ما يفتح و سبقهم على تحت
نزل قابل أبوها و أمها و مهاب و مراته و مازن و غرام
مراد بغيظ: انتوا ايه اللى جابكوا ؟

مهاب ضحك بصوت عالى: و ربنا قولتلهم
مراد رفع حاجبه: و اما انت قولتلهم جيت ليه يا عملى الاسود؟
مهاب غمزله: حاسس بيك و ربنا .. اكيد عايز تطير
سليم رفع حاجبه و إبتسم بإستفزاز: ايه جايين ليه جايين ليه دى؟ جاى اشوف بنتى عندك مانع؟
مراد بغيظ: مش كنت هنا الصبح ؟ جاى تشوف قتلتها و لا لسه؟

سليم ضحك بصوته كله: يا ساتر على قلبك الاسود يا جدع .. بعدين متقدرش
مراد بغيظ: قتلتها .. و المرادى قطّعتها حتت ف اكياس و هحطهم ف التلاجه عشان ميبقاش فيها شك
سليم ضحك: و تهون عليك؟
مراد بعتاب: طب ماهو انا هونت عليك.

سليم بحب: عمرك .. و الله لا هونت و لا هتهون يوم عليا يا أبو مراد .. ده كان شيطان و دخل بينا
مراد إبتسم من كلمة أبو مراد: مراد اللى بسببك شك فيا .. انت شيطانك كل مره يديك على دماغك و انا البس
سليم مفهمش و مهاب ضحك: اهو شيطانك اللى خلّاك ف الاول لبّسته قضية خطف و اغتصاب
سليم بفهم: انت لسه فاكر ؟
مهاب: ماهو إبنه شافها و لولا كده كان جاله اول ما وصله
سليم سكت و مراد بغيظ: مش بقولك انت تتجنن و انا البس.

همسه نزلت عليهم و سليم راح عليها بلهفه حضنها
سليم: وحشتينى يا حبيبة أبوكى
همسه مكنتش فاكره اى حد بس كانت بتتحرك بينهم بتلقائيه .. مشاعرها ناحيتهم بتتولد من اول و جديد
همسه إبتسمت:هبقى كويسه متقلقش
أبوها لف دراعه على كتفها و مشيوا ع الصالون و امها راحت معاهم حضنتها
سليم: انا مشيت و سيبتكوا بالعافيه .. متتخيليش انا طول الليل كنت عامل ازاى .. انا كنت خايف اصبح اروح هناك ملقكوش و الاقيه مكنش اكتر من حلم كان نفسى فيه
همسه عينيها دمّعت: ربنا ما يحرمنى منك.

مهاب من بعيد مع مراد: الحق حماك هياكلها منك
مراد بغيظ: و معشوقه الجماهير على رأى مارد مش فاكره حاجه و لا حد و جايه لحد عنده و مندمجه
مهاب بصّله قوى و فجأه إنفجر ف الضحك: انا قولت كده بردوا .. إنك هتشوف على إيديها ايام سوده
مراد عض شفايفه: تخيّل
مهاب ضحك اكتر: مش لو كنت سمعت كلامى و إتجوزت كان زمانك دلوقت جوز الاتنين يا قادر و ساعتها كانت هتبقا ماشيه معاك شاى بالنعناع
مراد سرح شويه و إبتسم: و اختك بقا كانت تلسع اكتر ماهى لاسعه.

مارد نزل من فوق عليهم و مهاب و مراد إبتسموا
نزل و مهاب حضنه اوى: وحشتنى يا ابن الكلب
أبوه بغيظ: ما تتلم بدل ما الكلب يطردك
مارد إبتسم: امال فين مازن؟
مهاب غمز: مازن هاا ؟ عموما انا كلمت مازن و خلّيته يجى معانا عشان يقول لعمته حمدالله ع السلامه .. بس جاى ورا
مارد ضحك اوى: طب و الله اقصد مازن انت اللى دماغك حدفت
مراد أبوه غمزله: و غرام بلاش؟

مارد همسله: مابلاش لا يتجنن
مهاب إبتسم: هو انت فاكر انى ممكن ارفضك يا مراد؟ بجد فاكر كده ؟
أبوه بحده: امال اللى عملته كان ايه؟
مهاب: انا رفضت الطريقه مش الشخص .. و حتى لو رفضت الشخص ف مش إبن اخويا و اختى ابدا
مارد بضيق: اه قصدك ان اللى حصل هو اللى نصفنى .. لولا أبويا يخصك يعنى .. يعنى لو أبويا اى حد او مثلا معرفتش اوصله مكنش هيبقالى قيمه.

مهاب بسرعه: لاء طبعا .. بس انا وصلتلى فكره غلط عن الشخص اللى لفّ على بنتى و جالها من ناحية تانيه غيرى .. و يوم ما روحت اشوفه ف المستشفى خلع
مارد بضيق: انا مخلعتش انت جيت و مكوّن فكرتك عنى قبل ما تسمعنى و بناءاً على كده واخد قرارك
يعنى اياً كان اللى هقوله مكنتش هتسمعه .. انت كل كلامك كان محوره فين أبويا و انا ف الوقت ده مكنش عندى اى فكره عنه ف مكنش له لازمه الكلام بقا
مهاب زعل من نفسه اما لقى مارد بيتكلم بضيق: طب و لو قولتلك حقك عليا هتقبل أسفى؟

مارد إبتسم و لسه هيتكلم مراد سبقه بحده: لاء
مهاب بغيظ: يا اخى خليك محضر خير
مراد بعِند: لاء
مهاب شد مارد و ضحكوا: لعلمك انا كنت اقرب حد ليك
مراد شدّه منه: كدااب
مهاب بعِند: طب و الله كنت أقربله منك
مراد بحده: انت فاكر ان ابن مراد العصامى يترفض؟ بيا من غيرى يترفض؟ ده عشان انت بس اهبل.

شويه و مازن دخل معاه أمه و غرام .. الكل سلّم و دخلوا قعدوا و شويه و ليليان نزلتلهم
سليم قام وقف عند مارد اللى كان داخل عليهم بصنيه عليها عصاير و ليليان وراه بصنيه
مارد حط الصنيه بهدوء و عمل نفسه مش واخد باله و قعد بشئ من البرود
سليم كان فاهموه ف بص لمراد أبوه بغيظ: لحقت تفتن عليا ؟
مراد ضحك و هز راسه بإستفزاز
مارد عمل نفسه مش واخد باله و دوّر وشه و سليم بصّله رفع حاجبه: طب ايه رأيك هسلم ع الباربى قبلك.

مارد إتصنّع الإنتباه: اه سورى
و قام بس ملامحه جامده مد إيده يسلم .. سليم إتجاهل إيده الممدوده و شده بعنف ف حضنه و قبل اى كلمه من مارد سليم دموعه نزلت على كتفه
مارد إتراجع و سكت بس شويه شويه قدام حضنه مقدرش يتصنع البرود اكتر من كده و ضمّه هو كمان
سليم بصوت مبحوح: و الله كان غصب عنى .. انت متتخيلش اللى احنا كنا فيه كان عامل ازاى من وقت ما عرفنا ان همسه كانت عايشه و مع الكلب ده و مش فاهمين اى حاجه و الاسوء مش عارفين نوصلها .. مكنتش اعرف إنك ف ضهرها .. افتكرتها لوحدها فخوفت الكلب ده يوصلها .. كنت عارف إنه مش هيسيبها ف كنت خايف عليها .. المره اللى فاتت طلقها و مسابهاش ف حالها ف توقعت إنه هيأذيها لو وصلها.

مارد بتفهّم: بس ده ابدا ميدكش الحق إنك تتهم الراجل اللى ياما شال بنتك ف اعز ازماتها و لا عمره إتخلى عنها .. و فضل يدى مره ورا مره حتى ف غيابها كان بردوا بيديها ...إداها عمره و شبابه و قلبه و حتى بيته اللى رفض حد يدخله بعدها و عاش عمره كله لوحده و لا حد ياخد مكانها .. مش متخيل انت ازاى شكيت فيه
سليم بزعل: كانت لحظة صدمه و مكنش فيا عقل اصلا .. بعدين انا كنت بحرّكه .. مكنش حد هيرجّع بنتى إلا هو و هو كان مجروح ف مكنش عنده استعداد يعمل حاجه يرجعها بيها ف غصب عنى ضغطت على اعصابها عشان يفوق ..

مارد بجمود: و اما اتهمته قبل كده بردوا كان عشان يرجع بنتك ؟
سليم بص بغيظ لمراد اللى عيونه بتلمع بفرحه على موقف إبنه: انت لحقت تقر بده كله امتى ؟ ده هى ليله انت كنت ف ايه و لا ايه ؟
مراد رفع حاجبه: احسن
مارد: عموما انا مش مستغرب .. ماهو اصل ما ضاع حق وراءه مُطالِب .. و ابويا كان دايما متنازل عن حقه .. معاك و مع بنتك و مع اى حد فيكم .. عشان كده للإسف مش عارف اشوفه صاحب حق .. مش شايفوه غير واحد عمال يتنازل مره ورا مره و يضحى مره ورا التانيه .. واحد عباره عن سلسلة تنازلات ورا بعض .. بيضحى و يدى الكل حتى المش موجود.

هدى وقفت قربت منه: حبيبى ابوك ده اعظم راجل ف الدنيا و اذا كان زى مانت شايفوه كده ف ده شئ يميزه
مارد بصلها كتير: و.اما ميتقدرش عطاءه ده يبقا ايه ؟
هدى لسه هتتكلم مارد قاطعها: مش متهيئلى بردوا إنك انتى اللى رفعتى عليه القضيه و اتهمتيه ؟
سليم كتم ضحكته: اتفضلى
هدى مسكت وشه بحب: ده كان وقت و له ظروفه و الحمد لله القلوب إتصافت و الاهم القلوب اللى فارقتنا و وجعتنا رجعت .. الف مليون حمدالله على سلامة رجوعكم.

بتلقائيه شدت مارد عليها و هو مقدرش يتجمّد تانى قصاد دموعها ف حضنها بلهفه و شويه شويه بيزيد من ضمتها
سليم عيونه دمعت: طب و انا ؟
مارد سحب نفسه من حضن هدى بس قبل ما يتحرك لف وشه لمراد اللى غمزله و هنا كان كارت اخضر له يترمى ف حضن جده
سليم حضنه بلهفه و صوت دموعه عِلى و مارد غصب عنه شاركه
هدى راحت على ليليان بلهفه: يا عمرى انتى
ليليان كانت اصلا متابعاهم بدموع ف قربت منها بتلقائيه و هدى حضنتها بلهفه
ليليان: حبيبى يا هدهود.

هدى ضحكت من بين دموعها و ليليان معاها: مش مغاد بيقولك كده يبقا انا زيه
هدى إبتسمت: لسه زى مانتى يا باربى بنت أبوكى ؟
ليليان بغيظ: ايه هتاخدينى لدكتور تانى و لا بنتك ناويه تقطعلى كمان صوباع و ابقا ام رجل مسلوخه بجد ؟
مراد إنفجر ف الضحك و الكل ضحك اكتر و سليم معاهم اللى راح على ليليان خدها ف حضنه قوى و مارد ف حضنه من الناحيه التانيه و قعد بيهم ..
لحد ما مراد قام عليه شدهم من جنبه بغيظ: دول بتوعى.

سليم زقه برخامه: ماهم بتوعى انا كمان
مراد رفع حاجبه: لاء انت بتاعتك ام ذاكره مضروبه دى .. خدها و خد معاها الضمان و يا تصلحها يا تستبدلهالى
سليم برق و همسه قامت علي مراد زقته بغيظ: انت شارى خلاط يا جدع انت
مراد عض على شفايفه: لا مفرمه
الكل ضحك و شويه و قاموا إتعشوا و الكل بيتكلم و يضحك و مراد كان بيبصّلهم مبتسم بشرود ع البيت اللى كان مهجور و إنهارده بس الضحك بيرن فيه و الروح دبّت فيه من تانى ..

ليليان قامت فجأه بحماس و أبوها تابعها بعينيه
طلعت جابت شنطه صغيره كده و قرّبت بحب قعدت على رجل أبوها
مراد بيبصلها بعشق و هى فتحت الشنطه و طلعت الدفتر بتاعها اللى معاها من يوم ما إبتدت تحلم بيه و كل حلمه ترسمله الصوره اللى شافته بيها و تكتب تحتها تفاصيل الحلم

مراد أبوها مسكه منها و قعد يقلب فيه .. عيونه دمّعت قوى و شاور لمهاب بص فيه و ابتسم قوى
مهاب بحب: يااه يا لولى ده انت راسمه تفاصيله بالملى
ليليان ببراءه: و الله قبل ما اشوفه
همسه إبتسمت: دى مصدعانا بيه .. بطل احلامها
مراد ضمها اووى .. دخّلها جوه حضنه .. مارد بصّله و كشر بطفوله .. مراد قلبه بيرقص على غيرتهم عليه
فتح حضنه من الناحيه التانيه و شاورله و هو بدون مقدمات قام رفع دراعه و إتكوم ف حضنه
مراد كانت روحه بترقص على صوت دقات قلبه اللى بتطبّل.

شويه و ليليان خرجت تتكلم ف الفون و مارد حصّلها و غرام قامت وراهم و مازن وراهم
مازن إبتسم ل ليليان: حمد الله على سلامتك يا باربى
ليليان إبتسمت: الله يسلمك ميرسى
مازن: لسه زى مانتى حلوة اووى على فكره
ليليان إبتسمت: ربنا يخليك
مازن: تعرفى ان ضحكتك حلوه
ليليان بطفوله: تسلم يااارب.

مازن غمزلها: تعرفى من يوم ما غيبتى و انا حلفت إنى ما اتجوز إلا واحده زيك كده
ليليان ابتسمت: ربنا يكرمك يااارب
مازن بغيظ: يا بنتى انتى هابله؟ انا بعاكسك و ربنا مش بديكى صدقه عشان تدعيلى
ليليان ببراءه: ميرسى جدا و الله .. ربنا يخليك
مازن حط إيده على راسه بغيظ: يا ختاااااى

مهاب جوه: ايه رأيكوا نسافر كده كلنا يومين ف اى حته؟ الواحد محتاج يغيّر جو
مراد بغيظ: كلنا ازاى يعنى؟
همسه ببراءه: ااه ياريت الواحد محتاج يفصل
مارد و هو داخل عليهم: خلاص سافروا انتوا و انا اخلّص و احصّلكوا
همسه: لاء هتسافر معانا، احنا اصلا محتاجين نطلع رحله طويله كده كلنا و
قاطعها مارد بخضّه: رحله طويله؟ اطول من كده؟ لا ابوس إيدك بلاش حكاية رحله طويله دى انا بقيت اتخض من الرحلات بتاعتك انتى بالذات
الكل ضحك و همسه بغيظ: بس يا جزمه.

مراد أبوه: انتى سفرك يودّى ف داهيه .. اقعديلنا انتى على جنب
همسه بغيظ: انت هتعمل زى إبنك .. ده الجزمه ده كنا مره مسافرين ف تايلاندا و هنمشى بالعربيه مسافه طويله قولت اريّحه شويه و اسوق انا،
وقّفنا فجأه و نزل و لف و نزّلنى و ساق هو و انا مش فاهمه حاجه و الاخر الحيوان يقولى: ابوس إيدك احنا مش قد 20 سنه كمان
الكل ضحك و أبوه بصّلها بغيظ: و الله بيفهم عن أبوه
مارد ضحك: ايوه و نقعد نلف على بعض تانى و لفّى بينا يا دنيا
همسه بغيظ: ما تخافش مش هنساك المرادى يا جزمه هو فى حد بيفقد الذاكره مرتين؟

مارد مط شفايفه: انا عارف ياختى ؟ بعدين ما تظلميش الذاكره انتى لاسعه لوحدك
همسه شالت مخده حدفته بيها
مارد ضحك: و عمّاله تدعى على أبويا و اقول معلش مصدومه فيه و الاخر يطلع الراجل عايش ف دور كاظم الساهر و انتى اللى ظالماه يا ظالمه

همسه قامت عليه بغيظ و مارد جرى لبرا ف الجنينه و هى بتجرى وراه .. أبوه ضحك بصوته كله ضحكه رنت فالبيت كله و هما بيجروا ورا بعض و مارد حاطط إيده على راسه و بيصوّت: يا ختاااى
أبوه ضحك عليهم اوى و مارد إنتبهله و هى إستغلت الفرصه و قرّبت زقته ف البسين و وقفت تضحك
ليليان إتسحّبت براحه من وراها و زقّتها وقعت ف الميه عليه و وقفت تضحك اكتر
همسه بغيظ: اه يا حيوانه
و قرّبت من مارد إبنها تغطّس راسه و هو مستسلم لها و عمال يضحك .. سابها و طلع و هى طلعت و فضلت تجرى وراه و بتدوّر على حاجه تحدفه بيها .. لمحت الترابيزه عليها طبق فاكهه فيه سكينه بصّتله بضحكة مكر و شدّتها.

مارد برّق: سوسو إعقلى .. اوعى تعملى كده
همسه قرّبت منه و هى مبرّقه و كزّت على سنانها بضحكه: ليييه يا حبيبى؟ لييه؟ ده هى عمليه بسيطه
مارد بصدمه و هو بيرجع ورا: عملية ايه يا لاسعه؟
همسه: اهى العمليه مخصوص عشان اللسعان ده .. مش انت بتقولى معذوره واخدين من مخك حته من الذاكره .. انا بقا كمان هاخد من مخك حته
و أبوك فالقنا بعملية ليليان و إنه إداها حته من الكبد .. و انت تدينى حته من المخ .. و اهو يبقا محدش احسن من حد.

مراد بينهج من الضحك: لاء طب هو مجنون
همسه وهى بتقرّب منه: ليه يا حبيبى ده حتى هتبقا انت و هو بتوع كبده و مخ
مراد أبوه إنفجر ف الضحك بصوته كله و هى لفّت ناحيته بصّتله بغيظ: بس انت يا بتاع الكبده
مراد إبنها إستغل إنشغالها بأبوه و ف حركه سريعه قرّب وقّع السكينه من إيدها و شالها على صدره و قرّب من البيسين و رفع إيده بلهفه كإنه هيحدفها و هى صوّتت و رجّعها تانى على صدره و رجع رفع إيده و خلاص هيحدف و رجّعها تانى على صدره ..
كذا مره لحد ما صوتت: اخلص يا ابن الكلب هتحدف و لا لاء؟

هنا أبوه كزّ على سنانه بضحكة غيظ: ابن الكلب؟ طب الكلب بيقولك احدفها يلا
مارد هنا بِعد عن البيسين كتير و رفع إيده ب اعلى ما فيه و حدفها نزلت ف الميه بصوات: ااه يا ولاد الجزمه
أبوه قرب منه بضحك و هو ضحك معاه و نزلوا ع الارض من منظرها ..
ضحكتهم لبعض كانت بالنسبالهم كلهم لأول مره من سنين تبقا ضحكة قلوب مش ضحة وش
تانى يوم...

همسه: يعنى هروح معاكوا ليه بس؟ هو انا عيله صغيره هتخافوا تسيبوها لوحدها ف البيت؟
مراد رفع حاجبه: اه
مارد إبتسم: يا حبيبتى بس عشان الورق بتاعك .. لازم يتعملك إعادة قيد و يتلغى كل الاوراق اللى طلعت بعد الحادثه و وثّقت موتك و يتجدد اوراقك الرسميه تانى
همسه بغيظ: مش هما اللى عملوا كده و موّتونى بالحيا خلاص يرجّعونى هما تانى
مراد كان بيلبس ف اوضته جنب اوضتها وفاتح الباب و سامعهم راحلهم و قرّب منها بمكر: عارفه لو مقومتيش و دلوقت و جهزتى انا اللى هموّتك بجد
همسه قامت من عالسرير نطت للحمام: خلاص و على ايه إعتبرنى جهزت.

مراد و مارد ضحكوا اوى
مارد غمزله: لاء عجبتنى .. مسيطر كده
مراد عدل هدومه بثقه: انت بتقول فيها .. مشوفتش السيطره انت
مارد رفع حاجبه: لاء شوفتها يا مسيطر .. الا انت صحيح نمت ع الكنبه برا ليه؟ اكيد بتغيّر جو صح؟
مراد رفع حاجبه بغيظ: برااا
مارد ضحك اوى و مراد زقّه بخفّه: اطلع برا رخم زى اللى خلّفك
ضحكوا اوى بعدها جهزوا و مراد اخدهم و نزل.

وصّل ليليان شغلها و اخد همسه و مارد على شغله و منه هيعملها ورقها
دخل بحيويه و هى جنبه و حاوط دراعه على كتفها بتملّك و قرّب راسها من صدره
مارد بصّلهم و إبتسم و غمزله
مراد رفع حاجبه: كُل عيش
مارد ضحك اوى و رفع ايده بإستسلام و طلعوا على مكتبه و شويه و دخله مهاب و بعده رؤيه و شويه و مازن و كل شويه حد يدخله يباركله
كلهم بيتكلموا و يهزروا ...

كريم: طب اعملّها ايه يعنى؟ انا ماليش يا جدعان ف جو المحن و الفلانتين و بتاع و هى عارفه انا راجل شرطه يعنى طبيعتى ناشفه و المفروض إنها زيى يعنى
منى بضيق: ياخى فاجئنى مره و ادخل عليا بحاجه .. اى حاجه إنشالله كيس رز بس مفاجأه
مارد بيتابع الكل بس ساكت .. لسه حاسس ان الجو ده مش بتاعه غريب عنه .. أبوه لاحظه و حب ينكشه.

كريم نفخ بهزار و لسه هيرد مراد غمزله و سبقه: خلّى بتاع غرامه هو اللى يقولك تعمل ايه
مارد إبتسم لمنى: بلاش لايلزقك مفاجأه انتى مش قدها
منى بعِند: بس يعملها و انا راضيه
مارد بصّ لكريم: روح إتجوز عليها
منى برّقت بصدمه و هو رفع إيده بإستسلام و ضحك: اظن مفيش احسن من كده مفاجأه اهو
بصّ لكريم اللى واقع من الضحك: اه وربنا زى ما بقولك كده
كريم ضحك: تفتكر هتسكت ؟

مارد بتريقه: عيب عليك ده متجرّب
الكل ضحك و مارد إبتسم اوى: غرام من يوم ما عرفنا بعض و هى بتعيد و تزيد ف ام الجمله "فاجأنى مره بحاجه فاجأنى مره بحاجه " و لما إستسلمتلها قولت هتعقل لقيتها اتجننت اكتر و خلّتها لبانه ف بوقها
كريم ضحك بتركيز: و عملت ايه ؟
مارد بهزار: دخلت شقتى لقت واحده و عرفت بعدها إنها مراتى
الكل إنفجر ف الضحك و أبوه كمان و هو ضحك بهزار: اه و ربنا .. هى مش كانت عايزه مفاجأه بذمتك فى احسن من كده ؟

كلهم ضحكوا اوى و كريم: و هى عملت ايه؟
منى بغيظ: انت مالك مركز كده ؟
كريم شاورلها تسكت و بصّ لمارد بهزار: و سكتت؟
مارد ضحك: سكته أبديه
مظنش هسمع الكلمه دى على لسانها تانى .. دى تقريبا كرهت المفاجأت بأنواعها
الكل ضحك و منى بصّت لمراد أبوه بغيظ: خلّى إبنك يسكت لا العلاقه اللى انت عمال تلصّم فيها من سنين تخرب بسببه
مارد رفع إيده: لا و على ايه .. اهو.

و حط إيده بطريقه مضحكه على بوقه و رجع بصّ لكريم بضحك: واد انت مالكش دعوه باللى قولته
رؤيه: انت جيبت ورا كده ليه؟ ده خاف من منى
مارد بهزار: لاء اصل شايف كريم مركز اووى و متنح .. لا يكون بيطبّخها ف دماغه و يجيبها فيا
مازن بهزار: ياعم دى ناس فقر .. ناس هتموت و تتجوز و ناس متجوزه هتموت و تتشاكل
مارد بهزار: ماهو الجواز كده عامل زى حمّامات الطريق .. لا اللى جوه مستحمل الريحه و لا اللى برا طايق يستنى
كريم بهزار بصّ منى و حط إيده على مناخيره: اه و ربنا

مارد بهزار: ماهو الشعب المصرى كده دايما سابق خطوه .. اللى بيحبوا بعض بيتعاملوا كإنهم مخطوبين و المخطوبين بيتعاملوا كأنهم متجوزين
رؤيه بصّت لمنى بضحك: طب و المتجوزين؟
مارد بتريقه: لاء دول بيتعاملوا كإنهم متطلقين
الكل ضحك و منى بصّت لكريم بغيظ: عجبك ؟
مارد بهزار: مش بقولك متطلقين ؟ شعب سابق نفسه بخطوه
مارد بص لكريم بهزار: انتوا متجوزين بقالكوا اد ايه على كده ؟

كريم: 9 سنين
مارد برّق: يخربيت أبوك ليه عندك كام سنه؟
كريم بهزار: اصل احنا كنا زمايل جامعه و إرتبطنا وقت دراستنا و اول ما إتخرجنا لبسنا ف بعض
مراد خبّط على إيده بهزار: اهو ده بئا عيب الجواز بدرى .. بتبقى عامل زى اللى ساب سهره صبّاحى و راح نام بدرى
كريم عوج بوقه: و الله معلم .. ده ابلغ تشبيه سمعته عن الجواز .. طب ايه رأيك الفّ و ارجع السهره؟

مارد بتريقه: لا ياحبيبى ما هو خلاص السهره خلصت و المولد إنفض و راحت عليك الليله
كريم بغيظ: يا عم ملكش دعوه .. انا صحيت من النوم
مارد بهزار: اهو انت كده تبقا زى اللى صحي قبل معاده بساعه .. لا بيعرف ينامها و لا بيقدر يقعدها
كريم بغيظ: اولّع ف نفسى يعنى؟ طب اجرّب الحل بتاعك
مارد ضحك: لاء حل ايه؟ انت فاكر نفسك هتتدلع ده انت هتلبس؟

و بصّ لمنى: دى تربيه مراد باشا هتعمل منك بانيه
كريم بهزار: ياعم سبنى اجرّب
مارد: عارف انت عامل زى ايه؟ زى اللى ركب عربيه مع سواق مجنون و العربيه إتقلبت بيه و بعد ما قام جاه يمشى غيّر العربيه و خد السواق على عربيه تانيه !

الكل إنفجر ف الضحك و منى برّقت بغيظ: انا عربيه ؟
مارد ضحك: و الجواز السواق .. و بدل ما يعرف ان العيب ف السواق من اصله بالعربيه .. غيّر العربيه و خلّى السواق
كريم: طب اركب ايه ؟
مارد بهزار: اقولك تركب ايه و لا تزعلش؟
أبوه ضحك و هو بصّله بضحك: اسكوتر .. و ده هتلاقيه ف شارع الهرم على يمينك و انت داخل كده هتلاقيهم مترميين روح اركب براحتك
منى بغيظ لمراد أبوه: ماهو يا تسكتّه يا اسكتهولك انا اسكته خالص.

الكل ضحك اوى و مراد معاهم اللى الكل ملاحظ دنيته اللى إبتدت تضحكله من تانى
الكل بيتكلم و همسه موبايلها رن بمسدج بصّت فيها بقلق و إتوترت و مراد لاحظها
همسه قامت بتوتر: اعتقد كده خلّصنا .. مش عايزينى تانى انا هروّح بقا
مراد بصّلها كتير: إستنى اروّحك
همسه إتلغبطت: لاء مفيش داعى كفايه الحراسه دى كلها .. همشى مع السواق
مارد وقف: طب خلاص اوصّلك انا ؟

همسه بضيق: لالا
مراد بصّلها و ضيّق عينيه و هى إتلغبطت: يعنى عشان متتعطلوش انتوا
مراد كان هيصمم بس شكلها و التوتر اللى ظهر عليها فجأه خلّاه يسيبها تمشى
نزلت و هو تابعها بعينيه و سكت بشرود .. شويه و موبايله رن بمكالمه مفهاش غير ضحكة شر و كلمه واحده
مراد إتسمّر مكاانه !
مراد بغلّ و قبل ما ينطق الخط فصل ف وشه و جاتله مسدج فتحها و.


look/images/icons/i1.gif رواية مارد المخابرات رومانسية إثارة تشويق بلا حدود
  05-11-2021 01:26 مساءً   [75]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية مارد المخابرات الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل السابع والأربعون

همسه نزلت متوتره و مراد تابعها بعينيه و سكت بشرود .. شويه و موبايله رن بمسدج فتحها و إتسمّر مكاانه !
مراد كزّ على سنانه بغلّ ..عاصم قرر يحرق دمه .. فك الكاميرات اللى كان حاططها لهمسه ف بيته ف غرفتها و حمامها و طلّع منها صور خاصه ليها ..
رغم إنها كانت لوحدها إلا ان مراد اما شافها حس بطعنه ف قلبه .. كزّ على سنانه بغلّ و دخل البلكونه و قفل و إتصل عليه
عاصم بضحكة شر: طب و الله وحشتنى يا .. يا صاحبى.

مراد كزّ على سنانه: و حياة أمك لادفّعك تمن اللى عملته و اللى بتحاول تعمله و انا و انت و الزمن طويل
عاصم ضحك بصوت عالى: اطول من عشرين سنه ؟ نشوف
مراد: اه يا وسخ يا ابن الكلب و الله ما هرحمك
مارد لاحظ أبوه من قزاز البلكونه بيتكلم ف الموبايل و هو بيخبط ع الحيطه بغلّ
مارد قام بهدوء من وسطهم و دخل عليه و قفل البلكونه بعد ما أبوه شاورله يدخل و تقريبا فهم ان اللى ع الموبايل عاصم
عاصم: انا مبحبش حد ياخد حاجه بتاعتى حتى لو متلزمنيش .. و انت خدتها ف كان لازم تدفع حساب اللى خدته .. مش اد تمن اللى خدته بتاخده ليه ؟

مراد لسه هيتكلم مارد اخد منه الموبايل و حط دراعه على كتفه و ضغط بخفّه يهدّيه
مارد بنبره صارمه: هسيبك تضحك على نفسك و تتوهم إنك راجل .. لكن تضحك علينا كمان و تعمل راجل تبقا غبى .. انت مَره و بتتشطّر على مَره .. بتستخدم مَره و بتتحامى فيها
لو عايز تثبت إنك راجل اقفلى راجل لراجل .. و مش هقولك اقف لأبويا لإنك اصغر و احقر من كده بكتير
عاصم بغلّ: نشوف.

مارد بنفس الغلّ: نشوف .. بس ابقا افتكر إنك انت اللى حضّرت المارد و اللى يحضّر المارد و ميعرفش يصرفه يعرف ان المارد هيقرفه
مارد رمى كلامه و قفل ف وشه و بصّ لأبوه اللى برغم غضبه إبتسم على إبنه اللى إعتبره اسد ف ضهره
مارد إبتسم: اوعى تسمحله يقهرك بالشكل ده .. مهما يعمل .. هيحاول يستفزك كتير عشان يكسرك .. اوووعى .. انت اكبر من ان كلب زى ده يعمل فيك كده
مراد إبتسم بحب له و سكت شويه و إتنهد و حكاله اللى حصل و بعتهوله
مارد سكت شويه بإحراج: على فكره انا عايز اقولك حاجه مش عارف هتصدقها و لا لاء.. انت عارف إنه ملمسهاش خالص كل السنين دى ؟ صحيح معرفش ليه و لا ازاى بس اهو اللى حصل
مراد أبوه ضحك اوى: طب مانا عارف .. هيلمسها ازاى و ازاى بعد ما دمّرته ؟

مارد سكت لحظات بعدها إستوعب ف ضحك قوى بهيستريا
مارد ضحك: طب مش كنت تقول .. عشان كده الراجل مبقوق منك و انت سلبته اعز ما يملك يا قادر
أبوه ضحك لحد ما سكتوا الاتنين مره واحده
أبوه: انا خايف عليك يا مراد منه
مارد بثقه: يبقا متعرفش إبنك .. لو خايف عليا بجد خليك جنبى متسبنيش لكن متغلينيش .. متطلّعنيش عيل قدامه
أبوه: و انا عمرى ما هسيبك اصلا .. و بعدين ايه عيل دى ده انت ابن مراد العصامى
مارد سكت شويه: عشان كده ماما خرجت متضايقه .. اكيد وسّخ معاها كمان
مراد أبوه بضيق: و مقالتليش ليه ؟

مارد مسك إيده باسها: حبيبى اكيد هى مش قصدها تخبى عليك .. بس اكيد خافت من رد فعلك
مراد إتنهد و مارد ضحك اوى: و انت الصراحه رد فعلك عنيف اوى
مراد ضحك غصب عنه معاه و فهم ان مارد عرف باللى عمله معاها ف تايلاندا
مراد رفع حاجبه: عرفت منين ؟ قالتلك ؟
مارد غمزه ف جنبه: لا يا قادر انا مسمعتش .. ده انا إتفرجت صوت و صوره
مراد بغيظ: و اما انت يا حمار عارف سيبتنى كام يوم معلّق كده ؟

مارد ضحك بصوته كله: احسن عشان تحرّم تتغاشم
مراد برّق و زقه ع الحيطه و مارد ضحك اكتر: مانا معرفتش وقتها بالظبط .. بعدها إتأكدت من الكاميرات و يومين و نزلت مصر اما مصطفى كلمنى إنك وصلت لليليان و بعدها جيتلك
قعدوا يرغوا كتير و اخر اليوم عدّوا على ليليان و اخدوها و رجعوا ع البيت
همسه نزلت عليهم متوتره و مراد غصب عنه عينيه غمضت بوجع .. مارد لاحظه ف إتكى على إيده بخفّه و سابهم و طلع اوضته
مراد طلع اوضته و هى طلعت وراه و قلقها بيزيد .. قعدت بهدوء .. كانت عايزه تقوله بس مش عارفه تجيبهاله ازاى.

مراد كل ما بيبص ف عينيها بيتهيأله الف منظر و منظر لشكل حياتهم هى و عاصم .. عقله عمّال يورّيله الف سيناريو و سيناريو
غمض عينيه لمجرد ان منظر الصور و ان عاصم شافها مش عارف يشيله من قدام عينيه
همسه لاحظت ضيقه: اذا مش حابب وجودى انا ممكن اسيبك
مراد بحده: تسيبينى و تروحى فين ؟ تروحيله هاا ؟
همسه متصدمتش كتير من كلامه لإنها متوقعه ان الامور بينهم مش هتمشى بسهوله .. مش هتمشى اصلا

برا عند ليليان ...
رضوى: يابنتى انتى بس لو شاورتى لأبوكى هيطير بيكى على هناك
ليليان: عارفه، بس عارفه كمان إنه مشغول الفتره دى جامد بقضية الزفت عاصم
رضوى: و ده ايه علاقته بس ؟ ده هما يومين مش اكتر، مش هيأثروا يعنى
ليليان: بابا مش حابب يسيب مارد لوحده الفتره دى خصوصا إنه هو اللى فاتح القضيه و ماسكها و بابا خايف عليه
رضوى بإصرار: يابنتى و ده هيخلّى أبوكى يرفض مثلا ؟ ده انتى بقيتى بنت مراد العصامى، مش عارفه قيمة نفسك و لا ايه؟

ليليان بتردد: مش كده بس مش هعرف نبقا غرقانين ف الفضيه و مشاكلها الفتره دى و الكل قاعد على اعصابه و اجى انا بكل برود اطلب منه نسافر فسحه .. ده احنا لسه نازلين
رضوى: جربى مش هتخسرى، بعدين عشان ندوة الاطباء اللى هتكون هناك نشوفها بالمره
ليليان بإقتناع و كإنها كانت ناسيه: ااه تصدقى صح، كنت ناسيه .. لا كده هقوله و كمان مارد عنده خميس و جمعه اجازه حتى لو ويك اند بس و يبقا نعوّضها بعد القضيه دى ما تغور
رضوى بهزار: اهو ده الكلام و لا بلاش يلا و ابقى طمنينى و نرتبها سوا
ليليان وهى خارجه بتقفل معاها بضحك: طب يلا بئا الحق بابا قبل ما ينام
ليليان قفلت مع رضوى صاحبتها و ف نفس الوقت خبّطت على باب اوضة باباها خبطه بأصابعها الخمسه زى البيانو مع تصفيره و فتحت الباب اما سمعت صوتهم صاحى.

دخلت طايره على حضن أبوها زى الفراشه و نطّت جمبه ع الكنبه
ليليان ضحكت بهزار: بص بئا انا قابضه عليك و سيادتك محوّل للمحاكمه العسكريه و تنفيذ الحكم فورى و
همسه كانت متضايقه من كلام مراد و متوتره من الموقف كله اللى هى فيه
بصّت لليليان بضيق: ايه يا ليليان حد يدخل على حد كده ؟انتى إتجننتى ؟ مفيش إستئذان ؟

ليليان بإحراج: سورى ماما
همسه دورت وشها و ليليان قلبتها هزار عشان تدارى إحراجها: بس انا قولت احم و دستور و خبّطت و صفّرت و بكل لغات العالم إستأذنت .. ده انا كان ناقص اهوهو كمان يا مامتى
همسه إتنرفزت: و انا مسمعتكيش يبقا كان المفروض تستنى اما حد يسمعك مش تدخلى كده
مراد بصّلها بإستغراب و غيظ من لهجتها: بس انا سمعتها .. و انا أذنتلها .. و انا اللى فتحتلها حضنى اول ما دخلت عشان تيجى جنبى
همسه بنرفزه: بجد ؟ و الله ؟

مراد زعق: فى ايه مالك ؟ داخله فيها شمال كده ليه ؟ بتكلميها كده ليه ؟ إتجننتى و لا ايه ؟
همسه بصدمه من زعيقه و صوته العالى و ده ضايقها بزياده: انا مش داخله فيها شمال انا بعلّمها الصح من الغلط .. بفهّمها اللى المفروض تكون فهماه
ليليان عينيها لمعت بالدموع و إتحرجت: و ايه هو الغلط ؟ و ايه هو اللى مش فهماه يا ماما ؟ انا خبطت ع الباب و صفّرت و خارجه من اوضتى و انا بتكلم ف الفون وبصوت عالى كمان و إفتكرتكوا سامعين صوتى برا و عارفين بوجودى، ده غير إنى سمعت صوت بابا بيتكلم فقولت اكيد صاحى.

همسه بإصرار: بردوا تستأذنى مش تدخلى بالشكل ده .. المفروض إنك كبيره و فاهمه .. امال لو مكنتيش متجوزه قبل كده فاهمه ان اوضة النوم شئ خاص جدا ؟ و لا نسيتى ؟
ليليان فجأه هجمت عليها ذكرياتها مع رامى و ازاى مات و سابها بسرعه ملحقتش تشبع منه ..
ليليان بصوت مبحوح و إحراج و عينيها لمعت بالدموع: اسفه ماما .. اسفه بابا .. مكنش قصدى .. اسفه
خرجت بسرعه قبل دموعها ما تخونها من غير و لا كلمه زياده و لا تدى فرصه لكلمه تانيه
خرجت قدام مراد اللى مصدوم و عاجز عن الرد و بيبص لهمسه بذهول من كلامها
مراد زعق: انتى اتجننتى ؟ ايه اللى انتى قولتيه ده ؟

همسه زى ما يكون إستعوبت فجأه اللى قالته: اا .. انا مكنش قصدى .. مكنتش اقصد .. انا
قاطعها مراد بصوت عالى: انتى ؟ انتى ايه ؟ انتى مش عارفه انتى قولتى ايه ؟ و الا كلامك جرحها ازاى ؟ و الا مش فاهمه كلامك ؟
همسه بأسف: انا
قاطعها مراد بزعيق و هو خارج: بس بقااا مش عايز اسمع صوتك .. فااهمه
خرج بسرعه جرى على اوضة ليليان اللى جنبه و اللى دخلت بسرعه و قفلت وراها بالمفتاح ع طول و اول ما دخلت إنفجرت ف العياط
مراد بزعل: لولى حبيبتى، إفتحى يابابا
خرج مارد على صوتهم و هو بيتكلم ف الموبايل و كان مازن عنده .. لقى أمه واقفه بتوتر و أبوه بيخبّط على ليليان و مُصرّ تفتح و باين على وشه الغضب
مارد قفل موبايله و هو بيبصلهم: فى ايه ؟ مالكم ؟

محدش رد بس نظره من أبوه لأمه فهّمته ان الجو متوتر
مارد قرّب من الباب: طب اوعى انت انا هدخل اشوف فيها ايه و روح انت
أبوه سكت بضيق و كمّل خبط على ليليان اللى غسلت وشها و خرجت بصّتلهم و بتحاول ترسم على وشها ربع إبتسامه.

ليليان بهزار مصطنع: ايه كل ده ؟ خير ؟ ايه التجمهر ده ؟
أبوها فجأه من غير مقدمات أخدها ف حضنه و ضمّها جامد و زى ما يكون عايز يدخّلها جواه او يدخل هو جواها يهدهد قلبها اللى اول ما ضمّها و هو حس بيه مضطرب و موجوع
مارد ضحك: و الله ما عارف ياختى .. زيي زيك خارج لقيتهم ع الوضع ده و لقيتك مطلوبه حياً او ميتاً
همسه بندم: لولو حبيبتى انا كنت بهزر معاكى .. كلمه و طلعت منى غصب و
قطعت كلامها بنظره من مراد اللى بصّلها بغيظ ف سكتت
ليليان حاولت تبان طبيعيه: همسه هانم بتعتذر ؟

و لمين ؟ لمراد باشا العصامى و بنته اللى بتعتبرهم جوزها و مراته ف البيت ؟ ياللهول ياللهول .. لالالا انتى سخنه يا سوسو
مراد أخوها ضحك عشان يلطّف الجو: هااراسوح انتوا مش هتبطّلوا نقار مع بعض ؟ و ربنا بدأت اصدق فعلا إنكوا ضراير.

ضحك و هو بيبصّ لأخته: و انتى خفّى شويه عن الست .. الست شقيانه و ما صدّقت وقعت ع الراجل ف قفشت فيه ب إيديها و سنانها .. خفّى هااا خفّى .. و الا انتى صح زى ما سمّوكى زمان " مرات أبوكى " و ضحك
ده كأنه بمثابة كارت اخضر لأخته عشان تنفجر بالكلام من وسط دموعها
ليليان فجأه جسمها إتنفض من حضن أبوها و إنفجرت ف العياط: فى ايه ؟ هاا ؟ عملت ايه ؟
إتولدت ف حضن أبويا و عيشت و إتربيت فيه لحد ما إتعلّقت بالحضن اللى مكنتش بعرف انام من غيره ..

انتى بنفسك من كلامهم ودتينى لدكتور نفسى عشان تعودينى انام ف اوضتى .. و فجأه لقيت نفسى باتاخد من حضن أبويا ..
لقيت نفسى بترمى ف مستشفى مش عارفه فيها حد و ماليش فيها حد .. اه روسيليا اخدتنى بس لا عمرها عوّضتنى عن حضن أبويا و لا قدرت و لا انا قدرت انسى ده ..
كنت عيله صغيره ؟ اه .. كنت لسه ببدأ حياتى و ممكن ببساطه اعوّد نفسى على اى وضع ؟ اه ..
كنت مش فاهمه ؟ اه ..

بس اللى كنت فاهمهاه كويس اوى إنى فقدت حاجه و حاجه كبيره اوى كمان .. حاجه مكنتش بعرف انام من غيرها .. حاجه خلّتنى وقتها اقعد اكتر من اربع شهور مبنامش خالص و لو عينيا غمضت كوابيس مبتنتهيش و مش عارفه انام
لدرجة روسيليا نفسها ودّتنى لدكتور عشان اعرف انام
تخيّلى عيّله مكملتش كام سنه بتنام بمنوم و مهدئ !

مراد أبوها بيسمع و هو مغمض عينيه بوجع و قلبه بينفطر
ليليان فقدت السيطره على حزنها و ذكرياتها: ااه كلنا إتوجعنا و كلنا إتبهدلنا .. بس انتى كان معاكى عاصم اللى كان بيحاول قد ما يقدر يلهيكى عشان تنسى و تكمّلى ..و فقدانك الذاكره زائد جوازك منه على سفركوا و بدايتك حياه جديده بشكل مختلف كان شئ قادر يحتويكى
مراد إتبهدل اه .. دخل الملجأ اه .. بس بعدها إستقر عند عم عبد الله و مصطفى و نوعا ما بدا يستقر
كمّلت بوجع: عمرى ما حسيت ب امان و لا راحه و لا لقيت اللى ياخدنى ف حضنه .. نضال كان اقذر ما يمكن و انتى عارفه .. كان بيبصلى ب.. ب.. و لمساته كانت .. مقرف.

حتى روسيليا اما كانت بتقرّبلى كان على طول واقفلها ..
لحد ما إكتشفت إنهم مش ابويا و امى ..مش اهلى .. ع الاقل انتى و مراد كنتوا عارفين إنكوا مش مع اهلكوا ف متصدمتوش
إنما انا إتصدمت من نضال .. لحد ما دمرنى
أبوها بصّلها قوى بصدمه من كلمة " لحد ما دمّرنى "
ليليان بدموع: و بردوا ساعتها ملقتش الحضن اللى يهدّى وجعى و اللى انتى مستكتراه عليا ده
مازن غمض عينيه بوجع على وجعها.

ليليان شهقت: و اما إتجوزت رامى و قولت ربنا عوّضنى بيه و هيبقى اهلى اللى معرفلهومش طريق .. ربنا حرمنى من حضنه قبل حتى ما الحق ادوقه .. و ساعتها بردوا ملقتش الحضن اللى يصبرنى
و اما عرفت إنى حامل .. قولت ربنا عوّضنى بولادى و هيبقوا عيلتى و اهلى
و قبل حتى ما إستوعب إنى بقيت ام ربنا حرمنى من حضنهم و بردوا ملقتش الحضن اللى يبرّد قلبى
ولادى ماتوا و إتحرمت من حضنهم .. و كانوا اخر حضن ممكن يعوّضنى عن الحضن اللى انتى شايفاه ده
انا شوفت ولادى بيموتوا قدام عينى .. شوفتهم بيفلتوا من حضنى و بيقعوا ف المايه و بعدها مشفتهومش تانى
عارفه احساسى ايه و هما بيفلتوا من حضنى و عارفه إنى مش هشوفهم تانى؟ما صدقت لقيت حضن أبويا
الحضن اللى مش هيسبنى .. الإيد اللى مش هتفلت من إيدى تانى مهما يحصل
انا طول عمرى معنديش حاجه غاليه ملكى تخصّنى و يوم ما بئا ليا تبّتت فيها غلطت ؟

بيقولوا البنت اللى أبوها ف ضهرها عمرها ما تقع .. و انا اخدت وقعت مية مره
و اما إتئذيت من الدنيا بحالها عشان ماليش حد ف ضهرى يحمينى و يوم ما بقى ليا جريت عليه غلطت؟
انتى و إبنك كنتوا عارفين ان أبويا موجود و عرفتوه و قررتوا بمزاجكوا تبعدوا اياً كان السبب .. محدش عاملى حساب .. رغم إنى كنت ف اشد الحاجه لحضنه
و عدّيتها و قولت معلش معذوره مع ان مش من حقك تختارى عنى .. بس قولت يمكن مصدقه زفت و اللى قاله ف بابا ..

همسه غمضت عينيها بوجع: ليليان انا مكنش فبالى إنك موجوعه اوى كده .. مكنش قصدى افتح جرحك
ليليان بقهره: بس كفايه ..انتى مش مكنش قصدك
انتى بس عاصم طول الوقت كان بيبعدك عنى .. كان عارف إنك أمى ف كان بيحاول يبعدك عشان متحنّيش متشكّيش ماتدوّريش
انا افتكر إنه كان بيمنعك تيجى لروسيليا او إننا نزوركوا عشانى .. عشان منتقابلش .. فاكره كان بيتنطط ازاى من قربى منك؟ كان بيزرع كرهك ناحيتى و يكبّره شويه شويه عشان نفضل بعيد
مراد أخوها واقف جنب أبوها اللى كل كلمه بتطلع منها بتفطر قلبه و تمزّقه و مش عارف يلجّم دموعه و لا يسيطر على وجعه ..

و لا إحساسه بالذنب إنه قصّر ف حمايتهم و لولا إنه معرفش يحافظ عليهم مكنش حصل ده كل و لا عاشت و لا شافت كل ده
أبوها خدها ف حضنها .. ضمّها قوى و هى بمجرد ما ذكرياتها عملت حصار عليها إبتدت تتشنّج و جسمها يترعش
مراد ميّل عليها شالها و دخل بيها اوضتها حطّها ف سريرها .. غطّاها كويس و نام جنبها و اخدها ف حضنها
فضل يقرالها قرأن و يلمّس على شعرها و هى ف حضنه لحد ما راحت ف النوم
مارد و مازن جنبه و همسه قعدت على حرف السرير جنبهم .. بتفرك إيديها من التوتر و خايفه من رد فعل مراد اللى لاحظ قلقها .. إتنهد بضيق إنها خايفه منه للدرجادى ..

حس إنه لازم يبقا اهدى من كده .. ردود افعاله العنيفه هتخسّره .. هتهد حاجات قبل ما يبنيها
بصّلها و إتكى على عينيه و إبتسم إبتسامه مكسوره و هى غصب عنها دخلت ف نوبة عياط
مارد جنبهم ملاحظ الوضع اللى بيتأزم .. لف دراعه بهدوء على كتفها و اخدها براحه لبرا و إبتسم لأبوه و خرج

اول ما خرجوا ليليان إبتدت تعيط قوى
مراد بوجع: قلب أبوكى انتى .. بلاش الدموع دى عشان بتحسسنى بعجزى .. اصلا كل اللى حصلك انتى و أخوكى بيحسسنى إنى عاجز .. عجزت عن حمايتكوا و إنى احافظ عليكوا
ليليان رفعت وشها من حضنه و مسحت دموعه: لا يا حبيبى متقولش كده .. بعد الشر عليك من العجز .. انا بس غصب عنى .. كنت مخنوقه و إتكلمت و انا مش فاهمه بقول ايه.. حقك عليا
مراد إبتسم لبرائتها: حقك انتى على قلبى
ليليان سكتت كتير و كل شويه تبصّله بتردد .. مراد حس إنها عايزه تقول حاجه .. لسه جواها اكتر.

إبتسملها و ضمّها على صدره كإنه بيديها الأمان
ليليان بتوتر: بابا هو انا ممكن اقولك حاجه بس تفضل بينى و بينك بس
مراد إبتسم متكلمش بس هز راسه بهدوء
ليليان سكتت شويه: محدش يعرفها و لا حتى مارد
مراد بصّلها قوى: هو مزعلك ؟
ليليان بسرعه: لاء .. بس لو عرف اللى هقولهولك هو اللى هيزعل .. خاصة إنه سألنى كتير و انا مقولتهولوش .. هيزعل عشان خبيت عليه
مراد: يبقا إتفقنا .. ده سر بينا بس .. مخبيه ايه بقا عن الكل و مش عايزه تقوليه غير لحبيبك و بس؟

ليليان سكتت بس عينيها إتكلمت .. دمّعت قووى .. حضنته بخوف و جسمها إبتدى يترعش
مراد إتخض من رد فعلها و تقريبا إبتدى يخمّن
مراد بشك: ليليان حبيبتى انا سامعك .. يلا قوليلى فيكى ايه
ليليان بقهره: هى حاجه بخصوص الحادثه بتاعتى
مراد كان عايز يسألها انهى حادثه بس حس إنه هيجرحها ف سكت
ليليان بمراره: بعد ما حاولت انزل مصر و منعونى .. بعدها إتخطفت من شقتى و حصل ...

سكتت و عيطت بمنتهى الوجع .. مراد غمض عينيه بعنف لإنه عنده خلفيه عن اللى حصل .. او بمعنى اصح عرف تفاصيل اللى حصل او اللى هى قالته .. بس سابها تتكلم
ليليان بوجع: بعدها اما مارد لحقنى و نقلنى ع المستشفى سألنى اذا كنت اعرف مين ورا اللى حصل .. او لمحت حد من اللى عملوا كده
مراد بصّلها قوى بترقّب و هى بلعت ريقها بتوتر
ليليان غمضت عينيها: هو خمّن ان عاصم اللى بعتلى حد عمل كده بس مجمّعش مين ممكن يكون ساعده
مراد رفع وشها و بصّلها بحذر: و انتى تعرفى صح ؟

ليليان هزّت راسها بدموع و دخلت حضنه تانى و كلبشت ف صدره و إبتدت تتنفض
مراد ضمّها اكتر: حبيبتى انا معاكى و جنبك و عمرى ما هسيبك و لا هسيب حد يلمحك حتى او يبصّلك بصه متعجبكيش
مراد بص ف عينيها بترقب: نضال؟
ليليان هزت راسها اه و مع هزتها كل الوجع اللى جوه قلبها خرج من عيونها على هيئة دموع
مراد رفعها مره واحده و بصّلها و هى رجعت دفنتها ف صدره..
مراد جسمه إتصلّب و كزّ على سنانه بغلّ: ااه يا ابن الكلب يا و**

ليليان مسكت فيه بعنف و هو إنتبه لها ف إتصنّع الهدوء: اهدى حبيبتى .. اهدى
رفع وشها و مسكه بإيديه الاتنين: و حياة أبوكى و لا تبقى بنت مراد العصامى ان ما جيبت حقك و خليته اقل من الكلب ..
ليليان إبتسمت من بين دموعها: انا مرضيتش اقول لحد .. كنت مستنياك انت عشان اقولك .. كنت عايزاك انت اللى تاخدلى حقى
مراد إبتسم: و انا هبقى اكبر من ثقتك كمان
ليليان حضنته و هو سكت شويه: بس ليه مقولتيش لأخوكى؟ لعلمك هو كمان يقدر يجيبلك حقك و اكبر من إنه يقف قدامهم كمان
ليليان مسحت دموعها بضهر إيديها: عاارفه يا بابا .. بس خوفت .. خوفت اوى
مراد: من ايه يا قلب أبوكى؟

ليليان: من إنى ارجع تانى لوحدى يا بابا .. خوفت اقوله و يقف قصاده و يأذيه .. انا ماليش غير مراد .. حتى من قبل ما يبقى أخويا .. هو اللى جنبى و ف ضهرى خوفت يجراله حاجه و ابقا لوحدى
مراد إبتسم: ربنا يخليكوا لبعض و يخليكوا ليا حبيبتى
ليليان: و مايحرمناش منك يا حبيبى
ليليان سكتت كتير: بعد الحادثه انا كنت كده كده خايفه و مرعوبه افتح بوقى بكلمه .. و بعدها ..
مراد بصّلها كتير: هددك؟
ليليان ببراءه: عرفت من فين؟

أبوها غمض عينيه خبّى دموعه: توقعت كده
ليليان بقهره: بعتلى صورى ف .. ف الحادثه .. و فيديوهات كمان و هددنى هيفضحنى بيها
مراد بغلّ: من بعدها كلمك تانى؟
ليليان سكتت كتير .. كتير اوى و هزت راسها
مراد بعنف: و مقولتليش ليه؟
ليليان إتخضت من لهجته و رجعت تعيط من تانى اوى
مراد إتراجع: حقك عليا .. انا بس مش هسمح لحد يكسرك تانى حتى لو بكلمه.

ليليان بدموع: من كام يوم بعتلى نفس المسدج بالصور .. و خوفت اقول لمراد اخويا يزعل إنى مقولتهولش من الاول
مراد أبوها: طب سيبى الموضوع ده عليا بقا و انا و حياة غلاوتك جوايا لأجيبلك حقك تحت رجلك
مراد شرد بغلّ و ليليان ضمّته اكتر لحد ما راح ف النوم ف حضنها
ليليان حست بيه نام فقامت بهدوء من حضنه خرجت لهمسه و مارد برا
مازن كان حس ان الموقف متأزّم ف إستأذن و مشى
همسه اول ما شافتها إبتدت تعيط بحرقه
ليليان ضمّتها اوى: حبيبتى انا عايز اقولك على حاجه عشان تبقى فاهمه الوضع بس .. احنا مش ما بين يوم و ليله حياتنا هتتظبّط .. لاء احنا هناخد شوية وقت لحد ما نستقر ..

مش معنى إننا إستقرينا اجتماعيا و بقا لينا عيله و اهل و عرفناهم يبقا إستقرينا نفسيا .. لاء الحكايه مش زراير هتضغطى عليها تظبط
همسه بدموع: بس انا السبب .. انا اللى عملت فيكوا كده
مارد بهدوء: مين قال كده ؟ لو احنا حسسناكى بكده يبقا مبنفهمش بقا .. ربنا هو اللى عمل كده لإنه عايز كده .. و اكيد له حكمه ف ده حتى لو منعرفهاش
همسه بقهره: بس انا اللى إتسببتلكوا ف كل ده .. يعنى لو كنت إستنيت شويه افهم من مراد مكنش
ليليان قاطعتها: مكنش ايه؟ مكنش حصل ده و مكناش إتفرّقنا ؟

لاء طبعا .. طالما ربنا عايز اللى يحصل ده إنه يحصل ف كان لازم هيحصل بيكى او من غيرك .. حتى لو كنتى إستنيتى وقتها زى ما بتقولى تفهمى من أبويا بردوا كنا هنبعد لأى سبب تانى .. اى سبب مهما يكون كان ربنا هيحطهولنا و نبعد ..
حبيبتى ربنا عايز ده يحصل و حصل خلاص .. نهدى بقا و نعيش اللى جاى و لا نقعد نعيد ف اللى فات؟
همسه بدموع: انا صحيح مش فاكره حاجه و مش فاكره ايه اللى حصل بينا وقتها و تفاصيله .. بس اكيد اللى حصل ده كان سببه الحب العظيم اللى الكل من ساعة ما جيت بيحكى عنه.. اكيد زى ماهو بيحبنى انا كمان كنت بحبه ف بالتالى صدمتى كانت كبيره بحجم رد فعلى ..

كل ما كان الحب كبير كل ما كان الجرح فيه اكبر و اكيد كان جرحى كبير حتى لو غصب عنه و ده اللى خلّانى مشيت على طول و اكيد كنت ف حاله وحشه .. على اد الحب بتبقا الصدمه و اكيد كنت بحبه اوى
ليليان حاولت تهزر و غمزتلها: كنتى ؟ كنتى بتحبيه ؟ ايه يا سوسو احنا هنهزر ؟ عايزه تقولى إنك دلوقت مبتحبهوش؟

همسه ضحكت غصب عنها من وسط دموعها و ليليان غمزتلها: بذمتك المز ده مبيتحبش ؟ هو صحيح عجّز بس لسه يجى منه
مراد كان قام من نومه مخضوض اما حس إن ليليان مش ف حضنه و لسه رايح عليهم سمعها ف إبتسم غصب عنه
ليليان جوه: ماما هسألك سؤال و لازم تبقى إجابته عن تفكير و إقتناع منك بجد .. لإن ده اللى هيتعبنا بجد مش اللى حصل .. اللى حصل زمان خلاص عدّى بس سؤالى ف اللى جاى
همسه هزت راسها و هى سكت شويه: انتى عايزه بابا و لا لاء ؟

مراد برا بعد ما كان هيدخل إتراجع .. وقف مكانه بقلق كإن حاجه ربطته .. حس إنه محتاج قوى يسمعها بس من بعيد عشان اللى جواها يطلع بتلقائيه من غير خوف و لا حساب لحاجه و لا لحد
صحيح مكنش عارف هيعمل ايه لو ردها صدموه بس لازم يسمعها
همسه إندفعت: لاء طبعا .. مين قال إنى مش عايزاه ؟

ليليان إبتسمت على ردها و مراد برا إتنهد براحه
همسه سكتت شويه: انا صحيح مش فاكره و لا عارفه حاجه زى ما قولتلك .. بس اللى عارفاه إنى كنت عامله زى اللى بدوّر على حاجه و زياده على إنى مش لقياها إنى كمان مش عارفاها و ده اللى كان مزود وجعى
و اللى عارفاه إنى من لحظه ما دخلت البيت ده لقيتها .. لاء انا كمان تقريبا عرفتها .. يمكن تكون روحى .. يمكن نفسى .. يمكن حياتى او سنين عمرى اللى كانت عماله تتسرق سنه ورا سنه .. مش عارفه .. بس اللى اعرفه إنى لقيت كل حاجه ضايعه منى هنا
لقيت امان غريب محستهوش لحظه واحده من يوم ما فوقت بعد الحادثه .. لقيت راحه بال.

طب عارفه إنى لأول مره انام من غير منوم او مسكن .. لمجرد ما حطيت راسى على فرشتى نمت .. نمت اووى كإنى منمتش السنين اللى فاتت دى كلها
انا حتى المهدئات اللى كنت عايشه عليها لقيت نفسى لوحدى مش محتاجاها .. روحى هديت لوحدها .. قلبى برد
ليليان سكتت شويه: طب و عاصم ؟
مراد برا إتجمّد مكانه .. وقف بتوتر مستنى كلامها اللى هيتحدف ع النار اللى جواه يا يشعللها يا يبرّدها و يهدّيها.

همسه جوه إندفعت من غير ما تفكر لحظه: ماله عاصم ؟ انتى فاكره إنى ممكن حبيته ؟ لاء بجد فاكرين كده ؟ بعد اللى عمله ؟
ليليان بهدوء: بس انتى عيشتى معاه سنين كتير قبل ما اى حاجه تنكشف .. خاصة إنه كان مطلّع نفسه ضحيه
همسه بضيق: و عمرى ما صدقته لحظه ف كنت هحبه ازاى و انا كنت بشك ف كل حرف و ف كل نَفس بيتنفسه ؟
عارفه حتى لو كلامه طلع بجد و العلاقه بينى و بين مراد كانت بالشكل اللى هو رسمهوله .. كونه إنه غصبنى على العيشه معاه ده شئ كان لا يمكن يخلينه احبه .. و وفاء مراد و إخلاصه لمجرد ذكريات منى ده شئ يخلينى لايمكن اسيبه.

ليليان إبتسمت: متزعليش منى بس كان لازم افهم ف كان لازم اسمعها صريحه منك
همسه: دى حاجه متتقالش دى بتتحس .. شوفتينى كتير و انا معاه عمرك شوفتينى مبسوطه ؟ مرتاحه ؟ متطمنه ؟ اللى بيحب وشه بينوّر .. بيبقا طول الوقت حيوى و روحه خفيفه .. انت بقا امتى شوفتينى كده ؟

انا بمجرد ما خرجت من بيته حسيت إنى لأول مره بتنفس .. زى اللى كنت محرومه من الهوا .. مخنوقه و الحبل اللى مكتّفنى إتفك
عارفه انا لو حبيته بجد كنت هحاول الاقى اى حل وسط او اتمسك بيه .. مكنتش هرميه بسهوله كده و ببلاش مع اول فرصه تجيلى
مراد برا إبتسم اوى .. قلبه دق بعنف .. إدته امل نوّر قدامه اللى جاى .. فتحتله سكه .. حتى لو قلبها نسى حبه ف ع الاقل كفايه إنه فاضى ..

و زى ما قدر زمان يزرع حبه ف قلبها ف وقت اصعب من كده و كانت بردوا لسه منفصله عن عاصم .. دى كانت حتى وقتها بتحبه
و ف ظروف اصعب من كده و كانت لسه فاقده إبنها من عاصم .. لكن دلوقت لسه لاقيه ولادها و منه هو
يعنى الامل موجود و كبير.

ليليان جوه عندها: طب ليه انتى و بابا بعيد عن بعض؟ مش هتحاولوا تعوّضوا بعض؟ على فكره انتى لسه مراته لإنه رجّعك من وقتها.. جوازك اصلا من زفت ده بكده يكون باطل .. ف ليه بقا البُعد ده ؟
همسه سكتت كتير: عشان خايفه
ليليان: خايفه ؟

همسه دمّعت: ايوه خايفه .. و خايفه اووى كمان
ليليان: ماما اللى حصل زمان كان غصب عن الكل .. بابا ماتنازلش عنك بسهوله و لاحد قصّر حتى .. كله كان غصب عن الكل
همسه: ماهو عشان كان غصب انا خايفه .. عارفه لو مراد كان غلط فيا بجد و ندم يمكن مكنتش هخاف كده .. لكن عشان كان غصب عنه و الغصب مالناش يد فيه .. حاجه بتبقا خارجه عن إراداتنا ف ده اللى مخلينى خايفه
تضمنى منين ان اللى حصل ميحصلش تانى ؟

ليليان إندفعت: لاء طبعاا
همسه: و ليه لاء ؟ اللى حصل كان غصب عنهم ليه ميحصلش حاجه تانيه و بردوا غصب عنهم ؟
ليليان: انتى فاكره ان أبويا مش هيعرف يحميكى ؟

همسه سكتت كتير و هنا مراد برا غمض عينيه بوجع على ثقتها اللى إندفنت مع اللى حصل
همسه بخوف: هيحيمينا اه بس لو حصلت حاجه خارجه عن إرادته زى اللى حصل زمان ساعتها لا انا و لا هو هنبقا حِمل جرح تانى
سكتوا كتير و هى كمان و بعدها ليليان قامت: هروح اشوف بابا لا يستغيبنى
مراد برا رجع اوضته و ليليان راحتله لقته ف السرير مغمض باست راسه و خرجت بعدها مراد فتّح عيونه بوجع .. حاول يرجع ينام معرفش ف خرج من اوضته
مارد عند همسه باس إيديها و راسها: هسيبك ترتاحى يا حبيبتى.

همسه هزّت راسها و دخلت ف السرير
قبل ما مارد يخرج ندهلتله بتردد و هو بصّلها
همسه سكتت شويه: هتصالحنا على بعض؟
مارد بمكر: طبعاا .. مش بتحبوا بعض يبقا هفضل وراكوا لحد ما تتصالحوا
همسه رفعت حاجبها: على فكره انا اقصد ليليان .. هتصالحنا انا و هى عشان شكلها لسه زعلانه.

مارد غمزلها بمكر: طب مانا بردوا اقصد ليليان .. إلا اذا انتى كنتى تقصدى حد تانى بقا
همسه إتلفتت على حاجه جنبها لحد ما مسكت المخده حدفته بيها وهو لقفها و رفعها كإنه هيحدفها و هى إستخبت و ضحكت اوى
مارد خرج من عندها .. قفل الباب و بيلتفت لمح أبوه واقف .. و رغم إنه حاول يبتسم بس الوجع اللى ف عينيه كان كفايه يطفى الإبتسامه دى
مارد حاول يهزر: مراد باشا .. يا مرحبا طب مدخلتش ليه ؟ و لا بنت سلطح ملطح عملالك حظر تجول بأوامر عسكرىه.

مراد إبتسم غصب عنه و مارد حاول يلاغيه بحب عشان يكسر توتر الموقف
مارد قرّب منه و مسكه بمناغشه: الكلام على ايه ؟ انا كده هصدق إنه عطل فنى بجد
مراد بغيظ: عطل ف ايه يا لطخ؟
مارد ببراءه مصطنعه: ف المسائل العسكريه
هنا مراد ضحك اوى: عطل يا حيوان ؟ تحب اوريك ؟
مارد رفع حاجبه: تورينى ايه لامؤاخذه ؟

مراد بإستفزاز: المسائل العسكريه
هنا مارد اللى إنفجر ف الضحك اوى و مراد ضحك بغيظ
مارد رفع إيده بإستسلام: لا و على ايه الطيب احسن

سابه و رايح على اوضته مراد إبتسم: متشكر يا مارد
مارد سكت شويه: انتوا محتاجين تتكلموا على فكره .. كان لازم انت اللى تتكلم
مراد إتنهد: و مكنتش هقدر اسمع .. مكنتش هقدر المح ف عينيها خوف حتى لو مش منى .. بس كونها تخاف من اى حاجه و هى معايا ده لوحده كفايه
اكتر حاجه توجع اى راجل و تشرخ علاقته باللى معاه إنه ميعرفش يبقا ف عينيها سند و ضهر و حمايه و متلاقيش الامان و هى معاه و تخاف
مارد إبتسم: سيبها على الله
مراد اتكى على عينيه و دخل ..

عدّى كذا يوم على نفس الوضع .. مراد و همسه بيتعاملوا مع بعض بحذر.. بحساسيه .. كل واحد فيهم شايف التانى قزاز قدامه خايف عليه حتى يلمسه يتشرخ
مارد حس إنه لازم يعمل حاجه .. فى مسافه بينهم .. بُعد مسافته واقفه على اول خطوه و مين فيهم اللى ياخدها
و كل واحد فيهم مستنى التانى يبدأها لمجرد الخوف ..
مارد حس ان الخطوه دى مش هتتاخد إلا بقوة دفع و هو اللى لازم يديهم القوه دى، إبتسم و شرد كتير
مراد ف مكتبه و معاه مهاب و يحيي و مدير المخابرات و كذا حد من صحابه.

مارد دخل ف إيده مج قهوه .. خبّط خبطه خفيفه و فتح و اما شافهم إتراجع
مراد بسرعه: تعالى يا حبيبى
مارد دخل إداله القهوه: عملتلك قهوه معايا
مراد إبتسم بمنتهى الحب .. عينيه لمعت بغرور على لحظات كان بيموت من جواه اما بيشوفها بين حد من صحابه مع إبنه

مدير المخابرات: ايه ياسيادة المقدم رشوه دى و لا ايه؟
مارد رفع إيده: و ربنا ابداا
يحيي رفع حاجبه: لاء رشوه .. هو بس عرف ان مراد هيمسك معانا قضية زفت .. يعنى هو اللى هيحرّكه مش يحيي الغلبان اللى كان بيسيبه يمشى بمزاجه
مهاب ضحك: فقال ارشيه بقا
محمد لمراد: اهو انا عرفت دلوقت ليه اخدت رؤيه بنتى تحت جناحك و قولتلى شغلها معاك احسن .. و مازن معاك كمان ...عشان عارف يا مكار شغل النحنحه ده
مهاب بهزار: و ده قلبه رهيف هينخ على طول من اول رشوه.

مارد قرّب عليهم و كان مراد قاعد نص واحده على حرف المكتب و الباقى واقف حواليه
لف دراعه على كتف أبوه .. سند راسه على كتفه و حضنه من ضهره
مارد ضمّه اوى: و تفتكر انا بقا محتاج لده ؟ محتاج اقدم رشوه يعنى لحبيبى؟
مراد غمض عينيه بحب اوى و إبتسم: كده مبقتش رشوه يا قلب أبوك .. دى كده قلبت تثبيت
مارد ضحك اوى و أبوه لف بوشه ناحيته: انت بتثبتنى؟

مارد هزّ راسه بضحك و أبوه ضحك اوى: ممم و خد بالك انا بتثّبت ناحيتك من و لا حاجه
مارد إتكى على ضمته و مراد مسك إيده اللى حواليه: طبعا مش حبيبك و لا ايه؟
الكل ضحك و فضلوا يتكلموا كتير و بعدها إبتدوا يخرجوا لحد ما بقاش غير مراد و إبنه
مارد إبتسم: فاضى اخر الاسبوع و لا وراك حاجه ؟

مراد: لاء ورايا ايه؟ انا ورايا انتوا و بس
مارد بحماس: يبقا إتفقنا
مراد: إتفقنا
مارد رفع حاحبه: مش لما تعرف
مراد إبتسم بحب: اى حاجه فيها انت إعتبرنى فيها.

مارد غمزله: لولى عندها مؤتمر طبى ف اليكس ع الخميس و عايزه تروح .. نسافر الاربع اخر اليوم بعد الشغل
و هزوّغ الخميس معنديش حاجه مهمه و لو فى هيكلمونى و الجمعه اجازه و السبت كمان
يعنى تلات ايام ممكن نغيّر جو فيهم و لولى تحضر المؤتمر بتاعها اللى فرقعت دماغى بيه
مراد إبتسم اوى: يبقا كويس و الله .. و لو عايزين تسافروا برا او ناخد اجازه اطول انا معنديش مانع
مارد: لاء دى خلّيها بعد القضيه احسن.

مراد بصّله شويه: على فكره انا اعرف اخد بالى منكوا .. مش معنى ان زمان ما
قاطعه مارد بسرعه: ايه يا حبيبى ؟ مانا عارف إنك تعرف تاخد بالك مننا و تحمينا كويس كمان .. انا اصلا عمرى ما حسيت بأمان إلا اما بقيت معاك
مراد بص ف عينيه قوى: امال اشمعنا بعد القضيه ؟ اما الكلب ده نخلص منه؟
مارد: لاء طبعا مش قصدى .. انا بس مش هعرف افرح بأى حاجه إلا بعد ما الكابوس ده يخلص .. و ده كان قصدى نستنى بعد القرف ده يخلص عشان الواحد يشم نَفسه بجد و يعرف يتبسط.

مراد إبتسم و غمزله و مارد إبتسم: حبيبى انا قولتلك ان اللى حصل زمان ده مالهوش علاقه برجولتك و لا بثقتنا فيك .. اولا انت إتاخدت على خوانه .. ثانيا انت انقى و اصفى من إنك تبقا بنفس قذارته دى ف تتوقعها
مراد: بجد يا مراد ؟ يعنى مبتلومش عليا ف اللى عيشته انت و
مارد بسرعه: لاء طبعا .. طب اقولك حاجه .. زمان يمكن حتى قبل ما اوصل لأمى او ليليان كنت اما افكر مع نفسى كنت اقول ايه ممكن يعوض الواحد عن اللى عاشه و شافه..

حتى لو لقيت اهلى عمرى ما هعرف ابقى منهم و لا اندمج معاهم .. و لا ده هيعوضنى عن حاجه من اللى شوفته

مراد أبوه غمض عينيه و مارد باس على راسه و طوّل قووى: بس من اول يوم شوفتك فيه عرفت ان فى حاجات كتيره ممكن تعوّض و تعوّض كتير كمان .. اول حضن منك مسح كل وجع جوايا .. مسح كل حاجه قبله و إبتديت من اول و جديد من عنده
مراد ابتسم و مارد باس إيده

برا المكتب ليليان معاها غرام وصلوا الجهاز بيتحركوا لجوه
ليليان بقلق: منك لله يا روما .. ايه اللى خلانى سمعت كلامك؟
غرام ضحكت: انتى مالك متوتره كده ليه احنا داخلين نسرق الجهاز ؟
ليليان: اصل انا اول مره اجى لبابا شغله ف مش متوقعه رد فعله .. ممكن يتضايق.

غرام إبتسمت: و لا هيتضايق و لا حاجه .. انتى مش واخده بالك بيحبك ازاى و لا ايه ؟ ده انا ساعات بحس إنه بيحبك اكتر من مارد
ليليان بغيظ: اااه مارد .. ما تقولى ان ده اللى جابك من اصله .. و شوية الحبشتكانات اللى عملتيهم دول كانوا عشان تشوفيه
غرام بغيظ: ماهو اعمل ايه للوح التلج أخوكى ؟ مش عارفه الاقيه اليومين دول
ليليان بغيظ: و انا بقا الكوبرى
غرام لمحت مازن شافهم و بيبصّلهم بلهفه ف بصّتلها بمكر: طب ماهو انا كمان ممكن ابقى كوبرى .. و راضيه و الله بس إتلحلحى ياختى
ليليان مفهمتش: اخدك كوبرى لأيه بقا ان شاء الله ؟

مازن مكنش سامعهم و كان بيتكلم بضحك مع حد من صحابه بعيد: انااا
غرام ضحكت اووى: شايفه الفال بتاعك
ليليان مفهمتش: يعنى ايه فال ؟
غرام بغيظ: يا ختاااى انتى عايزه تنجير سنه .. بت إتلحلحى

مازن راح عليهم و إبتسم: ازيك يا باربى
ليليان بطفوله: بابا بس اللى يقولى كده
مازن: طب انا ممكن اقولك حاجه تانيه و نفسى و الله بس انتى متزعليش
ليليان ببراءه: و ازعل ليه انت هتشتمنى يعنى؟
مازن إبتسم: لاء بس ممكن تتكسفى بقا و تقلبى فراوله و انتى مش ناقصه حَمار
ليليان مفهمتش: ليه يعنى؟

غرام حطت إيديها على راسها بنفاذ صبر: لاء انتى مش عايزه تنجير سنه .. انتى مفيش فايده فيكى اصلا
مازن ضحك اوى و غرام عوجتله بوقها: دى هتطلع عينك
مازن إبتسم بحب: بس بريئه اوى مش كده ؟
ليليان ببراءه: هتطلع عينيه ليه ما يقول اللى عايزوه هو الكلام هيعضّ؟.

مازن كز على سنانه بغيظ و زقها بهزار: يلا يا ليليان .. يلا يا قلب أبوكى على أبوكى يلا .. يلا حبيبتى انتى مفيش فيكى امل
ليليان ببراءه: اسمع بس
مازن بإصرار: لالا متحاوليش .. امشى يا ماما .. امشى انتى زى بنت اخويا اصلا
ضحكوا اوى و مازن اخدهم و راح مكتب مراد و مارد كان لسه عنده
دخلوا و إتفاجأوا بيهم و مراد بصّ لمارد و غمز
مارد رفع إيده: و ربنا ما كنت اعرف
غرام بغيظ: ماهو لو كنت تعرف كنت إتحججت بميه حجه .. عشان كده كبست عليك
مازن غمز لليليان: شايفه ؟

مراد أبوها بصّله بحده و راح عليها حضنها و خدها ف حضنه و قعد
ليليان بإحراج: بابا معلش اصل غرام عدّت عليا و قالت
غرام لحقتها بسرعه و بصّت لمارد بطرف عينيها بغيظ: بقالى يومين مشوفتش حضرتها.. فقولت اشوف مالها .. رجعت ريما لعادتها القديمه ليه؟
مراد إبتسم و بص لمارد و رجع غمزلها: هى مغلباكى و لا ايه ؟

غرام بغيظ: اووى .. اووى اووى يعنى
مراد ضحك بصوته كله و مارد ابتسم و هو لسه عينيه ف الورق قدامه بيقلّب فيه
مراد ضحك: معلش بقا لطخ
ليليان بصّتلهم ببراءه: بتتكلموا عن ايه ؟ اناا ؟
غرام بغيظ: اسكتى انتى و النبى لاحسن فرقعتيلى الحته اللى أخوكى سابهالى من مرارتى
مراد ضحك تانى بصوت اعلى: يا ساتر .. ده لطخ بجد بقا.

غرام بغيظ: اووى اووى .. مراد مش عاجبنى يا ابو مراد
مارد رفع وشه و لمحها متغاظه ف حدفها بملف قدامه
مراد شاور لمازن و رفع حاجبه: يلا إتكل شوف اللى قولتلك تعمله
مازن بغيظ: خلّصته
مراد بإصرار: عيده
مازن كز على سنانه: هو انت يا اخى ربنا جاعلك من موقّفين الحال
مراد بصّله بغيظ و هو فهم اما مارد راح ناحية البلكونه و غرام راحت وراه
مازن ضحك بمحايله: طب اخد ليليان معايا و النبى
مراد بحده: نعمم ؟

مازن: افرّجها على المبنى
مراد حدفه بالمج اللى ف إيده و هو لقفه: هو فرح أبوك هتفرجها عليه ؟ إتكل
مازن بغيظ: طب
مراد بحده اعلى: براااا
مازن خرج بغيظ و مراد قعد مع ليليان و ساب مارد مع غرام
مراد سكت كتير: محتاجلك قوى
قبل ما ليليان ترد ضغط على إيديها: محتاج للدكتوره ليليان
ليليان فهمته: و انا حبيبى جنبك و معاك
مراد أخد نَفس طويل و خرّجه واحده واحده كلام.

صرّح لكل وجع جواه يخرج حتى لو ف شكل كلام .. ليليان كانت بتسمعه بهدوء رغم وجعه لوجعه
مراد بكسره: الراجل مننا ممكن يقوم من اى وقعه إلا وقعته ف رجولته
ليليان لسه هتتكلم مراد سبقها: عارف إنه ملمسهاش بس فكرة إنها تبقا مراتى و ف بيته دى قاتلانى .. إنه يبقا طول الوقت شايفها .. حاسسها .. قدامها
ليليان: ماما قعدت ف الغيبوبه بعد الحادثه تقريبا يقارب تلات سنين و بعدها سنه علاج و عمليات و اما رفضت جوازها منها حطها ف مصحه سنين كتيره قوى .. يعنى مش كل السنين دى كانت.

مراد بوجع: حتى لو يوم واحد ف قاهرنى
ليليان: انتم بينكم مسافه كبيره بحكم السنين و اى بُعد هيزيد المسافه دى حتى لو اجبارى
مراد: مستنيها تاخدها هى الخطوه الاولى دى ناحيتى حتى لو هقرّب المسافه كلها بس هى تقدم ناحيتى اول خطوه تحسسنى برجولتى ..إنها عايزانى .. ع الاقل عشان يبقا عن اقتناع منها مش مفروض عليها.

ليليان: و هى مستنياك تاخد الخطوه دى عشان خايفه .. خايفه القدر يفاجئكم بحاجه تانيه غصب عنكم بردوا
مراد بتوهان: مبقاش عندى طاقه لحاجه يا ليليان .. مش ليها بس .. انا مبقتش عارف افكر اصلا
ليليان: طب ممكن اسئلك حاجه
مراد هز راسه و هى بصتله: هو انت ف شغلك عامل ايه ؟

مراد إستغرب سؤالها و هى فهمته: قصدى يعنى الفتره دى .. اخبارك برا دايرة همسه خالص
مراد: مبقتش مركز ف حاجه .. انا رفضت اطلع مع العيال المهمه دى مش عشان بقيت راجل متجوز و ليا بيت زى ما فهموا .. بس عشان عارف نفسى مش مجمّع و مش مركز شبه تايه
ليليان إترددت: ممكن سؤال خاص شويه؟

مراد لاحظ ترددها و هى بإحراج: هو حصل علاقه بينكم و لا لسه ؟ قصدى من وقت ما رجعت
مراد: لاء خالص
ليليان وشها إحمّر: طيب مبدئيا كفايه كده انهارده
مراد حاول يهزر: كده من غير ما تكتبيلى روشته و لا تقوليلى كلمتين تحللى بيهم القرشين حتى؟

ليليان ضحكت غصب عنها رغم الإحراج اللى بتحاول تداريه و هو شايفوه
ليليان: لاء انا هسيبك انت تخرّج اللى جواك و واحده واحده و هتكلم وقت ما احس إنك محتاجلى انا اللى إتكلم لكن حاليا انت اللى لازم تتكلم و انا ف كل مره هقولك على حاجات تعملها بس لازم تتعمل عشان نبقا ماشيين صح
مراد هز راسه و هى إبتسمت: و لو حاجه متعملتش لازم تقولى عشان ابقا فاهمه النتايج و وصلنا لفين
مراد بجد: لاء اللى هتطلبيه هعمله بجد .. انا محتاجلكم معايا و عشان تبقوا معايا لازم اتخطى المرحله دى
ليليان وشها إحمرّ: مبدائيا كده عايزه تحصل علاقه بينك و بين همسه .. علاقه كامله .. قصدى يعنى علاقه ف السرير.

مراد فهمها بس معلقش عشان ميزيدش إحراجها و هى كملت: دلوقت بعيد عن الحب انت راجل و عشت سنين من غير حضن مراتك و نقول من غير علاقه خالص .. ف طبيعى اما تظهرلك حبيبتك بعد الغيبه دى كلها لازم تحرك غريزتك اللى انت دافنها جواك .. غصب عنك مهما بتحبها لازم هتفكر بشكل جانبى ف الجزئيه دى بشكل جنسى بحت .. و ده مش عيب و لا حرام دى غريزه إتخلقنا بيها .. و يمكن ده من الاسباب اللى مشوشه تفكيرك و بسببها مش مركز .. التفكير فيها ضاغط على عقلك ف لازم نخف الضغوط من على عقلك شويه عشان تعرف بعدها تفكر فتاخد خطوات صح.

احنا بس كل اللى هنعمله هنصفى ذهنك من اى ضغط او تشويش .. هنشبع حرمانك بحيث تعرف تاخد ردود افعال صحيحه
مراد بيسمعها بتركيز بس متردد: ايوه بس هى مش مهيئه نفسيا لده
ليليان: انا مقولتش هتاخد خطوات سريعه او مفاجئه .. خد خطواتك ناحيتها براحه و بهدوء و راقب ردود افعالها و بناءا عليها زيد لحد ما توصل للنقطه اللى طلبتها منك
مراد: طيب لو رد فعلها صدّنى؟

ليليان: لازم يبقا قدامك ده و لو حتى احتمال عشان متتصدمش و الصدمه هنا ممكن ترجّعك خطوات كتيره ورا بدل ما نتحرك لقدام و ده ممكن يبقا مش عشان رفضاك بس مجرد الخوف ملجّمها
مراد سكت بإقتناع و ليليان مسكت إيده بحب باستها: انا معاك و جنبك و اى حاجه تجد قولى.

مراد إبتسم و هى كمان: حاجه اخيره .. بلاش تجى على نفسك .. قصدى و انتوا سوا ف العلاقه .. يعنى خليك بطبيعتك و سيب ردود افعالك تخرج بعفويه بللش تتصنع الهدوء و الخوف لمجرد قلقك .. لو إتعانفت مش مشكله المهم الطاقه اللى جواك تخرج و الاهم يبقا اللى معاها مراد مش صوره مصطنعه منه
مراد بهدوء: انتى مش هتسيبينى صح؟
ليليان بحب: معاك لحد ما تزهق منى و تشوف دكتوره غيرى
مراد إبتسم: هنتكلم تانى امتى؟
ليليان: اسبوعين تاخد الخطوات دى و نتكلم بعدها نشوف.

إتكلموا كتير بعدها مارد و غرام ثوانى و دخلولهم تانى .. مراد بصّلهم قوى و لاحظ غرام متضايقه
ف بص لمارد: لو عايز تمشى شويه
مارد بسرعه: لالا عندى ميتينج
غرام: اه و النبى لاحسن زهقانه
مارد: سلامتك يا حبيبتى
غرام ضحكت: ﻻاء سلامتك آيه ؟ الحقنى بفطار بسرعه و واحد شاى بلبن و ملكش دعوه بالزهق انا هتصرف معاه.

مراد ضحك اوى و مارد بصّله و ضحك بغيظ
مارد: يابنتى كده هتفرقعى
غرام بغيظ: مش عارفه مبخسش ليه رغم إنى مشتركه ف الجيم
مارد بتريقه: و هو انتى كنتى روحتى كام مره ؟
غرام ببراءه مصطنعه: ايه ده هو انا لازم اروح ؟

كلهم ضحكوا و مارد بص لأبوه بغيظ: مفيش فايده صح ؟
مراد إبتسم: انت هتعد عليها من دلوقت ؟
غرام بغيظ: قوله و النبى
مارد: طب يلا اسحبوا عشان ورانا شغل
مراد لسه هيتكلم لاحظ مارد زى اللى بيهرب ف محبش يضغط عليه
مراد: تعالى و انا افطّركوا.

غرام بضيق: لا و على ايه ؟ انا هاخد باربى و نروح نشهيص نفسنا ...انا عارفه اصلا اخرتها بس قولت اشوف يمكن يجى منه
مراد محبش يخرج معاهم .. حس ان مارد عايز يتكلم او هو عايز يسمعه فسكت
غرام: هعدى الاول على بابا و ارجعلك نمشى
ليليان هزت راسها و هى خرجت
مراد بص لمارد اللى بيقلّب ف الورق بعشوائيه و الضيق باين على وشه
مراد مسك إيده يطمنه بس لاحظ إنها بتترعش بتوتر
مراد إبتدى يقلق: هى البت دى مزعلاك و لا ايه ؟

مارد إتنهد: انا اللى مزعلها
مراد إبتسم: عايزاك تكلم أبوها ؟
مارد: هى قالتلك حاجه ؟
مراد: لاء عينيك هى اللى قالت
مارد بتهتهه: انا بس القضيه واخده كل وقتى الفتره دى و كمان
مراد بصّله قوى بمعنى ان فى كتير ورا سببه ده
مراد بهدوء شد الورق من إيده حطه و بصّله: ليه سيبتها تمشى متضايقه ؟

مارد سكت كتير ف ليليان حست إنه عايز يتكلم: طب هقوم و
مارد مسك إيديها مسكة إحتياج و هى رجعت قعدت: عادى هى كانت عايزه ترغى ف اى حاجه المهم نكون مع بعض و انا مصدع
ليليان بهزار:ما تخليها يا اخى تحكيلك مشاكلها اللى مالهاش اى تلاتين لازمه .. و حسسها إنها مشكله بتهدد الامن القومى للوطن .. هتخسر ايه و لا غلاسه و خلاص؟
مارد إبتسم غصب عنه: و الله لسه ما عارف بتحبنى على ايه ؟

ليليان: ببساطه شافتك بقلبها مش بعينيها
مارد: و ده قمة الغلط .. الصوره طالما متلقطتش بالعين بتبقا ناقصه و مشوّشه
ليليان بهدوء: ده لو انت اللى رسمت الصوره اللى شافتها ف الاول .. إتصنّعت يعنى .. لكن ده قلبها اللى شاف و هى و قلبها احرار .. يا تقنعه يا يقنعها .. و طالما بتعشقك كده يبقا قلبها اللى هيقنعها
مارد سكت كتير و مراد بصّله بهدوء: انت ليه ملجلج من ناحيتها كده ؟ انت بتحبها يا مراد و يمكن اكتر ماهى بتحبك بس ليه بتبعد ؟

و عشان البعد بيمحي حاجات مبيرجعهاش القرب من تاني، متبعدش كده..
مارد إتنهد: مش يمكن كده احسن؟ مش يمكن انا حسبتها من الاول غلط؟
ليليان: ما تستعملش البرود مع حد بيحبك بالشكل ده متخدهاش بذنب حاجه عدّت ف حياتك وجايز هى الحاجه الحلوه فعلا .. مافيش حاجه بتوجع اكتر من إنك تعامل حد بيعشق راحتك و روحك بالشكل ده من غير اي ذنب
ليه محسسنى إنها كانت سد خانه لفراغ جواك .. مكان اهلك مثلا و اما اخدوا مكانهم هى معتش ليها مكان .. لو كده يبقا انت محبتهاش و حرام عليك تعلقها اكتر من كده؟

مارد بسرعه: لاء طبعا انا بعشقها
مراد إبتسم: طب اييه بقا؟
مارد إتنهد و غمض عينيه بعنف و اخد نَفس طويل و مراد بصّله بقلق
خرّج نَفس بصوت و إبتدى يحكي السنه اللى بعد الحادثه قضاها ازاى و فين .. كل حاجه و الإغتصاب بتفاصيله و اللى ازاى بعد كده إتحوّل لعنف و ساديه
مراد كان بيسمعه بصدمه و وجع بصّله بدموعه اللى نزلت غصب عنه بقهره و مش قادر ينطق .. حس ان مفيش كلام يتقال
ليليان ضغطت على إيد أبوها كإنه فوّقته ..حسسته ان إبنه هنا محتاجوه .. محتاج وقفته .. يقوّمه تانى .. هو خايف و محتاجه اقوى عشان يقويه
مراد مسك إيده قوى: انت ليه خايف كده ؟ دى فتره و خلاص خلصت .. مش هتقتل اللى جاى عشان اللى فات.

مارد: و ايش عرفك إنها خلصت .. انا لأخر مره كنت مع غيرها كنت بنفس العنف و الوحشيه .. مش يمكن ابقى كده معاها و هى كمان ؟ و ساعتها هى
ليليان قاطعته: و ساعتها ايه ؟ هتتخلى عنك مثلا ؟ لاء طبعا .. مش غرام .. الحب اللى ف عينيها مبيقولش كده
مارد: هتستحمل غصب عنها و ساعتها حياتنا هتتحول جحيم
ليليان بهدوء: او هتقف جنبك و تساعدك و تعينك و ساعتها حبها ليك هيقويك و يساعدك تتخطى المرحله دى
حبها ليك اللى بجد هيظهر بعد الجواز .. هو اللى هيخليها تبقى معاك .. إسمها جنبك عشان بتحبك مش تستحملك غصب عنها
السؤال هنا بقا انت واثق ف حبها و لا لاء ؟

مارد إبتسم اوى: فوق ما تتخيلى
مراد غمزله: يبقى خلاص سيبها على ربنا و عليها و هى اللى هتعدلك
مارد إبتسم اوى و سرح و مراد لاحظه ف غمزله و شويه و غرام جات و اخدت ليليان و خرجوا
عدّى كذا يوم على نفس الوضع لحد اخر الاسبوع ..

مراد اخد همسه و مارد و ليليان و سافروا اسكندريه .. مهاب اخد مازن و أمه و غرام معاهم و سافر هو كمان مع مراد اللى كان متغاظ منه و سليم كمان و مراته
إتجمعوا هناك و ليليان راحت المؤتمر بتاعها .. مراد وصّلها مع مارد اللى سابه هناك عشان يبقى معاها و رجع لهمسه اللى سابوها نايمه
مراد رجع ع الشاليه دخل بهدوء و طلع لفوق لاحظ صوت و دربكه و تخبيط ف اوضتها قلبه إتنفض بخوف
إتحرك بحذر ناحية اوضتها و اول ما فتح إتسمّر مكانه من الصدمه !
مراد بصدمه:...

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 10 من 27 < 1 20 21 22 23 24 25 26 27 > الأخيرة





الكلمات الدلالية
رواية ، مارد ، المخابرات ، رومانسية ، إثارة ، تشويق ، حدود ،











الساعة الآن 01:54 AM