رواية مارد المخابرات الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الثاني والأربعون
مراد إندفع ف الكلام و تهتهه من غير ما يفكر: انت فاكر نفسك ايه ؟ انت حتة عيل سادى مريض مارد بصّله نظرة طويله مراد دقق جواها شاف فيها عتاب و لهفه و صُعبانيه.. نظره كده كلها خيبة امل .. كآنه كان مستنى منه حاجه تانيه .. كان مستنى مجرد احساس بيه .. و ده معرفش يفسّره.
قطع نظرتهم دى إيد مازن اللى ضربها ف وش مارد بوكس ورا التانى مازن بعنف: ما ترد كويس يا ابن الكلب انت .. انت فاكر نفسك مين يا روح أمك ؟ مارد زى التايه و عينيه متعلّقه بمراد و ده خلّاه متحركش حتى سانتى من ضربة مازن و مراد كان متسمّر مكانه من اللى شافه ف عينيه و مش لاقيله تفسير مهاب إتدخّل و زقّ مازن لورا و قرّب من مراد و حاوطه بدراعه و إتحرك بيه بعيد مهاب: ايه يا جدع انت ؟ احنا قولنا ايه ؟
مراد إتضايق من نفسه لسه بيلتفت يرجع ناحية مارد لمحه خارج برا المكتب .. لمح دمعه إتمرّدت من عينيه و بيمسحها مراد فضل باصصلها كتير .. حس من دمعته ان بعدها مفيش كلام يتقال ع الاقل دلوقت مارد خرج و مراد قعد بخنقه و مهاب معاه مازن: انا قولتلك من الاول ده ابن كلب مش هيجى إلا اما ياخد على دماغه .. انا مش عارف انت ساكتله ليه ؟ مراد بعنف: اخرس بئااا .. انت اللى إتزفّت جيبتلى ده عنه.
مارد خرج من عنده مش شايف قدامه .. كلمته بترن ف ودانه .. انت حتة عيل سادى .. اذا كنت معرفتش تحمى مراتك تريقته و هو بيقوله و انت بقا بتعرف تحمى نفسك عادت عليه ذكرياته و هو صغير اما معرفش فعلا يحمى نفسه
فضل يلف و يلف و يلف لحد ما راح ع الاقصر .. ع الطريق الصحراوى .. ركن عربيته و نزل .. من مكان ما إبتدت الحكايه .. و رجع بذاكرته شويه ورا.
Flash baak
مارد قاعد مع همسه بعد ما روسيليا حكتلهم كل حاجه مارد: طب يا ماما انتى اكيد مش فاكره اى حاجه عن أبويا .. بس ع الاقل عاصم مكنش بيكلمك عن حياتكوا سوا ؟ يعنى على اساس إنه كان متجوزك قبل أبويا .. محكلكيش اى تفصيله عن الفتره دى اللى كان متجوزك فيها قبل أبويا ؟
همسه بأسف: لاء يا مراد .. عاصم كان مُتحفّظ اوى ف الكلام عن اى حاجه فاتت ليليان بإستغراب: و هو انت هتستفاد ايه باللى ممكن تعرفه عن حياتها معاه ؟ مارد بتفكير: ماهو احنا لو وصلنا لأى حاجه عن الفتره اللى إتجوزها منها هنعرف نوصل لأبوكى .. يعنى مثلا اى ورقه رسميه اى حاجه تخصك او تخصه همسه إنتبهت فجأه: هو جابلى قسيمة الجواز بتاعتنا انا و هو اللى قبل جوازى من أبوك بس للإسف ملحقتش ادقق فيها او المح اى اسم .. انا بس شوفت صورنا عليها و عرفت إنها ليا و له مارد إنتبه: قسيمة جوازكوا ؟
همسه: بس اما جابهالى ده كان من اكتر من 15 سنه .. بعد الحادثه بفتره كبيره مراد سكت شويه: معتقدش إنه ممكن يكون خلص منها .. اكيد محتفظ بيها .. يعنى لو جدّت اى ظروف او حاجه همسه بقلق: طب و دى هتلاقيها فين ؟ و لا هتجيبها ازاى يا حبيبى ؟ مارد لسه هيتكلم لمح قلقها: حبيبتى متقلقيش انتى .. انا قولتلك سيبى كل حاجه عليا هتصرف.
بعدها بفتره ... مارد دخل وسط المنظّمه بتاعتهم و إنسحب وقت ما طلبوا منه تصفية مراد العصامى .. بعدها قرر يقتحم مكتب عاصم وصلوا مركز إدارة المنظمة .. مارد بص لمصطفى بنظرات مفهومه من غير كلمه واحده مصطفى هز راسه و شاور براسه على جهة برج المراقبه المخصص للمكان دخل مارد بجمود و مصطفى تابعه من بعيد .. وقف بالورق ف إيده و كإنه مشغول و بيقلّب فيه و من قلب الورق طلّع جهاز خفى قدر يشوّش بيه على كاميرات المراقبه.
بعدها إتحرك بخطوات ثابته لجوه و شاور لمصطفى اللى إتحرك معاه لحد ما دخلوا المؤسسه .. مارد وصل تحديدا للمكان اللى جاى مخصوص له قرّب من واحد من الحرس اللى ع المكتب و اللى متفاجأوش بيه لإنهم عارفينه قبل ما الحرس ينطق معاه كلمه كان مارد ف حركه سريعه إستعمل المخدر و ثوانى و كان مخدّره شاور لمصطفى بعينيه و مصطفى قرب بشكل موازى له و إبتدوا ف حركات خفيّه يخدروا باقى الحراسه خدر الحراسه اللى ع المكتب و إتخطاهم و قرّب من باب المكتب .. طلع من شنطته جوانتى شفاف و قلم حبر و إبتدى يلقط البصمات اللى ع القلم للجوانتى .. بعدها حط اصابعه ف الجوانتى و مررّه على شاشة الباب ف إتفتح.
مارد بص لمصطفى يأمنّله خروجه و مصطفى إبتدى يتحرك بترقّب ف المكان مارد دخل بحذر و إبتدى يقلّب ف المكتب و اللى كان بتاع عاصم .. فتح خزنته بمهاره و طلّع الاوراق اللى فيها كلها و إبتدى يقلّب ورقه ورقه لحد ما وصل لورقه و دى كانت قسيمة جواز لعاصم مارد لمح الصور اللى ع القسيمه و اللى بسهوله قدر يعرفهم ف إتجمّد مكانه: همسه سليم السويدى !
اخد القسيمه و قبل ما يدخّل الورق لمح ورقه تانيه .. قلبه إتنفض اما شافها .. ورقة طلاق و اما فتحها بردوا شاف فيها إسم همسه بس جذب إنتباهه الإسم اللى معاها مارد بجمود: مراد عامر العصامى ؟! فضل يقلّب ف الورق و كل حاجه كانت تخص أمه و ابوه كان بياخدها .. لحد ما اخذ باله من ملف القضيه اللى إتعملت بخطف همسه و بعدها تهمة الاعتداء عليها .. و معموله لنفس الشخص مراد عامر العصامى !
رجع مسك قسيمة الجواز و الطلاق اللى بين أمه و عاصم لقى القضيه فعلا معموله لمراد و همسه كانت لسه على ذمة عاصم مارد فضل باصصلها كتير .. بيحاول يجمّع حاجه من كل ده مش عارف .. يعنى اييه ؟ يعنى عاصم كان صح ؟ أبويا فعلا كده ؟ خطفها ؟ إعتدى عليها ؟ و هى على ذمة صاحبه ؟ مقدرش يشوف حاجه تانى و لمّ الورق اخده و رجّع كل حاجه مكانها ..
و لسه هيخرج فجأه ظهر قدامه واحد ملثّم ..مارد للحظات إفتكر الورق اللى لقاه و اللى شافه جواه .. كز على سنانه بغلّ و بص للواقف قدامه إنقضّ عليه و هجم بعنف وقّع من مارد سلاحه و مارد كمان لكموه بخفّه برجله وقع هو كمان سلاحه، مارد كان بيتفادى ضربه بمهاره و بخفه مع انه كان بيضرب بشكل حيوى .. مارد حدف الراجل بعنف ع الارض و نزل على ركبه قدامه ع الارض و ف حركه سريعه كان ضربه بوكس ورا التانى ف وشه .. مارد مسكه بغلّ و ضربه بإيده ف وشه بعنف كذا مره وقّع مسدسه تانى و بخفّه رفع نفسه لحرف الباب من فوق و لفّ رجليه حوالين رقبته كسرها و وقع الراجل ميت ف ثوانى !
مارد اخد نَفس طويل و خرج من المكتب .. لقى مصطفى مستنيه برا على بُعد منه و اللى قرب منه بخضه اما لمح دم على وشه .. مصطفى بص لوشه بذهول و قبل ما ينطق كان مارد زقّه بغيظ و ضحك غصب عنه: واقف تعطّلهوملى و لا تبعتهوملى ؟ مصطفى فهم إنه إشتبك مع حد جوه المكتب: بس محدش دخل .. انا متأكد مارد شرد بجمود .. أكّد على فهمه ان اللى قابله كان مستنيه مخصوص او سايبله الورق عن قصد.
هز راسه بشرود و إتحرك ناحية الممر بحذر و منه وصل لتحت بسهوله و ثوانى و قدر يخرج عشان كده اما طلبوا منه قتل مراد العصامى مارد كان عرفوه و عرف إنه أبوه بس اى رد فعل كان هياخده كان هيأذيه ف بالتالى إنسحب من المنظّمه بغموض .. و بعد ما رجع نزل مصر اول حاجه مارد عملها حط على أبوه حراسه بشكل خفى من غير ما يعرّفه بعدها إستعلم عن اسم مراد العصامى اللى لقاه على كل الاوراق دى و عرف ان القضايا دى إتعملتله فعلا و تم التنازل عنها .. مش إتحقق فيها و إتبرّأ .. تنازل يعنى نفس كلام عاصم اللى قاله ؟
ايه اللى يخلّى اب يتنازل عن حق بنته ؟ لاء و بعدها بشهرين تلاته بالظبط فى جواز بينهم ؟ واحده المفروض إنها متطلقه و إبنها مقتول .. ليه تتجوز بالسرعه دى ؟ متكملش تلات شهور و تبقا متجوزه تانى ؟ لاء و مش اى حد .. ده صاحبه ! يعنى عاصم فعلا كان بياخد حقه ؟! هو صح ؟ مارد كان دماغه بتلف .. لمجرد إنه كل ما يربط حاجه بالتانيه توصّله ان كلام عاصم صح و ده شئ هو مش عارف يقبله ..
قضية الخطف و الاعتداء اللى إتعملت لمراد كان ف توقيت جوازها من عاصم و وراهم على طول ف الوقت قسيمة طلاقها من عاصم .. و قسيمة جوازها من مراد بعد طلاقها من عاصم بس بتلات شهور .. مارد ساعتها قرر ياخد خطوه لورا بس لحد ما يفهم .. خاصة إنه دوّر ورا مراد و عرف إنه فعلا كان متجوز واحده إسمها همسه سليم السويدى و من صور القسيه إتآكد إنها أمه .. و ماتت ف حادثه و قبلها بيوم واحد إتطلقت !
قرر إنه يستنى و مش هياخد اى خطوه إلا اما يفهم اللى حصل بالظبط .. خاصة ان قيادة الجهاز قاله إنه كده هيبقا خطر علي همسه لو أبوك عرف او حتى هى نزلت مصر دلوقت و ان اللى حصل زمان هيتعاد ! مراد حكى ل همسه كل حاجه بالتفصيل همسه بدموع: يعنى أبويا و امى عايشين يا مراد ؟ مارد: اه يا ماما .. و من إنهارده اذا عايزه تنزلى انا قاطعته همسه بقلق: انا مش هنزل مصر يا مراد مارد بإستغراب: يعنى ايه يا ماما مش هتنزلى ؟ هناك اهلك و بيتك و احنا .. حتى لو أبويا الله يسامحه كده .. ع الاقل عشان أبوكى انتى همسه: و لو زفت ده اذاك ف حاجه ؟
مارد إبتسم: حبيبتى انتى مش عارفه إبنك .. ده هو اللى خايف همسه بإصرار: بردوا مش هنزل .. مش هخاطر بيك عشان نفسى .. ع الاقل دلوقت هو مشغول بالتدوير .. لسه عنده امل يوصلى عن طريقك ف بيهوّش عليك بس .. لكن لو نزلت و هو عرف هيبقا اول حاجه يعملها إنه يخلص منك عشان ابقا لوحدى همسه اصرّت تفضل بعيد لحد ما قضية عاصم تخلص و مراد كمان قرر يفضل بعيد بعد ما خد تعليمات من القياده إنه لازم أبوه ميعرفش حاجه لإنه ساعتها هيخلّص على عاصم و هما لسه محتاجين وجوده ف القضيه لحد ما يوقّعوا اللى وراه ..
baaak
مارد فضل كتير ف مكانه بيلفّ بتوهان ف المكان اللى إتقتلت فيه احلام كتير من قبل ما تتولد بعدها كلّم ليليان تروح مع مصطفى عند بيت أبوه لحد اما يرجع لإنه هيسافر يومين بعدها مارد إختفى تماما و قفل موبايله .. صدمته كانت مخلّياه عايز يبقى لوحده مراد أبوه فضل كتير ف مكتبه بضيق بعد ما مارد نزل .. حسّ إنه لازم يعتذر منه .. لازم يروحله او بمعنى اصح لازم يشوفه تانى .. لازم يتأكد من اللى لمحه ف عينيه ف لحظة صدمه فقد فيها السيطره على مشاعره ف ظهرت بتلقائيه كلّمه كتير على موبايله بس مارد كان قفله .. حاول يكلم مصطفى بس مردش كلّم يحيي ..
يحيي بإستغراب: و انت عايز عنوان مراد ليه ؟ مراد بضيق: اخلص يا يحيي إدينى عنوانه .. ماهو اكيد معاك .. مش معقوله قريبين من بعض كده و متعرفش بيته يحيي بعتاب: لاء اعرفه .. بس اللى معرفهوش انت عايزوه ف ايه مراد بحده: ملكش فيه يحيي بغضب: لاء ليا .. اما يخلّصلك قضيه الكل عجز فيها و تبقا جزاته إنك تفضحه بالمنظر المهين ده ف شغله و قدام زمايله و قدام أبو البنت اللى بيحبها .. يبقا ليا مراد اخد باله من كلمة أبو البنت اللى بيحبها بس معلّقش يحيي: اقفل يا مراد .. مارد زعله وحش .. اما بيزعل بيحب يبقا لوحده.. سيبه يوم و لا حاجه و ابقى كلّمه
مراد من غير و لا كلمه تانيه قفل معاه و نفخ بضيق .. ليليان ف مستشفى القوات الخاصه،كانت ف العمليات و خرجت لقيت حد مستنيها ليليان: قالولى حضرتك سألت عنى و منتظرنى من بدرى .. خير ؟ كريم: ايوه انا المقدم كريم و فعلا جاى لحضرتك ليليان قلقت اما قال إنه ظابط: طب إتفضل ع المكتب نتكلم كريم: احنا فعلا هنتكلم بس مش هنا .. حضرتك لازم تيجى عندنا .. محتاجين نتكلم معاكى شويه ليليان بقلق: اتفضل معاكوا فين ؟ و نتكلم ف ايه ؟ و انتوا مين اصلا ؟
كريم: إهدى يا دكتوره .. تتفضلى معانا ف مركز القوات الخاصه.. و نتكلم ف ايه دى هتعرفيها اما تروحى ليليان عينيها دمّعت بتلقائيه من القلق: طب ممكن اكلم حد ؟ كريم سكت شويه و هى إترجّته ف وافق ليليان حاولت توصل لمراد خاصة ان كريم قالها إنهم عايزينها ف القوات الخاصه مكان شغل مراد ف خافت لا يكون حاجه تبع شغله او قضيه عاصم بس مارد كان قافل موبايله .. حاولت تكلم مصطفى بس كان مسافر إبتدت تعيط بقلق بعدها راحت مع كريم ع الجهاز
ليليان قاعده بقلق و بتفرك إيديها بتوتر دماغها عمّاله تودى و تجيب و مش قادره تحدد بالظبط هما ممكن يكونوا عايزينها ف ايه كريم دخّلها المكتب و خرج برا إتصل على مازن مازن: انا لسه مشوفتش حاجه عنها .. باسم اللى جمّع عنها .. بس كويس خلّيها بقا عندك انهارده إتسلى عليها و انا راجع بكره مخصوص و هشوفها و اشوف قبلها وصل لايه عنها كريم: تمام .. بس هو مراد عارف ؟
مازن: ااه انا ما صدقت خدت موافقته وقت زعله بسرعه .. قبل ما يرجع ف كلامه .. متقولهوش حاجه دلوقت اما نوصل مع البت دى لحاجه يبقا نبلّغهاله و هو هيعرف كريم: تمام و انا عرفت هدخلها منين .. لإنى اكيد مش هجبهالها مباشره كده عشان متلفّش و تدور .. انا شوفت الملف بتاعها من باسم و شوفت فيه حاجات غريبه و من ضمنها إنها لها قضيه مرفوعه من واحد إسمه حاتم ماهر الشرقاوى بيمنعها من السفر على اساس إنها مراته و مع ذلك نزلت بس بإسم تانى مازن: اهلاا ..طب إشغلها بقا لحد ما اجيلك بكره و اشوف جمّعت ايه عنها.
كريم قفل معاه و دخل عند ليليان اللى خلاص القلق كان هيموّتها كريم قعد بهدوء على مكتبه و فضل يبصّلها كتير و يحقق هو شافها فين قبل كده بس مقدرش كريم: انتى عارفه انتى هنا ليه ؟ ليليان هزّت راسها ببراءه و مع هزة راسها دموعها نزلت كريم بهدوء: انتى مطلوبه من جوزك ليليان قامت فجأه: جوزى مين ؟ انا .. انا مش متجوزه.
كريم بحده: حاتم ماهر الشرقاوى .. مش ده بردوا جوزك ؟ ابن عمك يا دكتوره .. ابن عم نضال ليليان بمجرد ما إتذكر اسم نضال دموعها نزلت بعنف و مره واحده فضلت تصرّخ بهيستريا و هى محاوطه جسمها بدرعاتها كإنها بتحمى نفسها .. خافت فعلا يكون حاتم جاى يستلمها بحكم محكمه و هيدوهاله الدنيا قعدت تلف و تلف بيها لحد ما وقعت ف الارض مغمى عليها كريم قام بذهول من رد فعلها .. نادى على منى من برا منى بذهول: انت عملت فيها ايه يخربييتك ؟ مراد قال محدش يدخّل حد من اهله ف الموضوع كريم: الله يخربيته مازن .. هو اللى قالى هاتها و نتكلم معاها و انا بمجرد ما فتحت معاها اللى عرفته عنها وقعت كده
منى اخدتها ع الكنبه فكّتلها طرحتها و كريم بصّلها قوى و إبتدى يتأكد هو شافها فيين .. ف حادثة الطياره و منى إبتدت تفوّق فيها .. بس ليليان كل ما تفوق تصرخ و تصرخ لحد ما يغمى عليها تانى منى: لا مفيش فايده .. احنا مش عارفين حتى نمشّيها .. و لا نعرف حد تبعها يجى ياخدها .. انا هكلم مراد و هو يقولنا نعمل ايه منى إتصلت بمراد ..
منى بتردد: مراد احنا جيبنا البنت اخت مارد بس مراد إنتبه لسيرة مارد: انتوا عرفتوا هو فين ؟ منى: لاء .. بس البنت أخته تعبانه و مراد بحده: انتوا عملتوا فيها ايه ؟ مين سمحلكوا اصلا تجيبوها ؟ انا قولت محدش يقرّب من اهله منى: مازن قال ان قاطعها مراد اللى قفل ف وشها و راحلهم ع الجهاز وصل و كلّمها و عرف إنهم ف مكتب كريم و راحلهم و دخل عليهم بإندفاع مراد بعنف: انتوا بتتصرفوا من دماغكوا يا كلاب .. انا قولت كده ؟
كريم بضيق: زفت مازن هو اللى مراد بغضب: انت بتاخد تعليماتك منى و لا من زفت ؟ كريم: انا مقولتلهاش حاجه لسه .. هى فعلا ليها قضيه مرفوعه من جوزها مانعها من السفر و إتأكدنا إنها دخلت البلد بإسم تانى .. ف إبتديت بيها إنى افتح حوار بعدها فضلت تصرّخ و وقعت مراد بعنف: انت اصلا ازاى قطع كلمته و هو بيروح ناحية ليليان الراقده ع الكنبه بس مغمى عليها تماما مراد إتسمّر مكانه.. معقوله هى ؟ البنت بتاعة الطياره ؟
مراد همس بمنتهى التلقائيه: ليلياان ؟! كريم لاحظه بس مسمعش اوى هو قال ايه ف قرّب منه: انا بحاول اوصل لحد من اهلها ياخدها بس مش عارف .. ده غير ان مش عارف اكلم خواتها موبايل مارد مقفول و مصطفى عرفت إنه مسافر مراد فاق من شروده بالعافيه بتوهان و قرّب عليها شالها و نزل بسرعه رؤيه قابلته ف طريقه و نزلت وراه و منى و كريم حصّلوه.
راح بيها ع المستشفى و دخل و الدكتور اخدها منه و كل شويه حد يدخل عندها من الدكاتره مراد إبتدى يقلق بجد .. إتحرك بعشوائيه ف الطُرقه و بينده بعنف: ما حد يطمنا .. كل الدكاتره دى ليه ؟ الكل عمّال يدخل عندها ليه ؟ دكتور خرج من عندها: متقلقش .. هى هتبقا كويسه .. ده انهيار عصبى نتيجة شدة اعصاب مراد بص لكريم وراه بحده و رجع بص للدكتور: حد عملها حاجه ؟
الدكتور مفهمش: يعنى ايه ؟ هى مفيش اثر لعنف .. بس صدمه عصبيه مراد إتنرفز: امال كل الدكاتره دى عندها ليه ؟ الدكتور: معلش دكتوره ليليان شغاله هنا و فى كتير يعرفها هنا ف بمجرد ما جبتوها ف الحاله دى زمايلها بيدخلولها مراد إنتبه مره واحده: مين ؟ قولت ميين ؟ دكتوره ليليان مين ؟ الدكتور شاورله على غرفتها: اللى انتوا جايبينها مراد إتجمّد مكانه بتوهاان: ليلياااان ؟!
الدكتور بإستغراب: ايوه ليليان .. هو حضرتك متعرفهاش ؟ امال جايبينها ازاى و منين اصلا ؟
مراد كان خلاص فقد اخر قدرته ع التركيز.. رجع لورا بتوهان لحد ما سند عالحيطه كريم قرّب من الدكتور بضيق: هو انت بتحقق معانا يا بنى ادم انت ؟ ما تشوف شغلك الدكتور بضيق من إسلوبه: اه طبعا لازم احقق معاك .. و مش بعيد كمان اعمل إثبات حاله و ع الاقل ابلّغ اهلها هى جايه من عندكوا ازاى دكتوره ليليان واصله المستشفى ف حاله مشكوك فيها .. صدمه إدّت لإنهيار عصبى .. ياترى ده بقا جالها من ايه و انتوا اصلا شكلكوا متعرفوهاش ؟ كريم بنرفزه: ما تغور تشوف شغلك بدل مانت واقف ترغى.
الدكتور سابه بغضب و رجع عندها و كريم رجع لمراد اللى تعدّى مرحلة التوهان اصلا مراد بهمس مبحوح: ليليااان ؟! رؤيه قرّبت منه بهدوء و نخّت على ركبها ع الارض قصد الكرسى اللى قعد عليه رؤيه: لازم الاول تسمع اللى عرفوه عنها مراد على توهانه: يعنى نفس الشكل نفس الملامح نفس اللدغه و دلوقت نفس الإسم ؟ طب اييه ؟ رؤيه: كريم قبل ما يجيبها هنا جمّع عنها شوية حاجات لازم تشوفهم .. اما الاول كنا بندوّر ورا مارد انت رفضت اى حاجه تخص اهله و عشان كده مشوفتش حاجه بس لازم تشوف.
مراد و كإنه مش سامعها .. و زى اللى فقد اخر سيطره كان يملكها على عقله و إبتدى يهلوس ساعات عدّت قدام غرفة ليليان لحد ما الدكتور خرج بقلق من عندها .. مراد بصّله قوى و الدكتور سكت شويه: زى ما قولت دى حالة انهيار عصبى و واضحه .. و عشان هى عندها القلب إتصعّدت معاها مراد بحذر: و هى بقت عامله ايه دلوقت ؟ الدكتور: عملنالها الاسعافات اللازمه عشان نتفادى تأثيرها ع القلب لإن عضلة القلب عندها ضعيفه و اقل صدمه زى دى ممكن تأذيها مراد: هتفوق امتى ؟ الدكتور: و الله معرفش .. دى تتوقف على نفسيتها الدكتور سابهم و مراد قعد مكانه بقلق
يومين عدّوا عليها ف حالتها دى .. مراد جنبها مبيتحركش من المستتشفى .. خايف يسيبها يرجع مايلقهاش تانى .. كإنها روحه اللى خايف تفارقه و متشعبط فيها كإنها اخر امل عشان يعيش مراد سكت كتير: انا عايز اعرف كل حاجه عن ليليان .. كل حاجه كريم: على فكره فى فايل مجمّع فيه كتير عنها مراد بحده: انا مش عايز الكتير .. انا عايز كل حاجه كريم: انا قصدى جمّعت عنها الحاجات اللى لقيتها .. بس اللى ورا الحاجات دى غامض و مش مفهوم مراد إنتبه: يعنى ايه ؟
رؤيه سكتت شويه: اولا هى مش إسمها ليليان عبد الله مراد ضيّق عينيه: نعم ؟ هى ليليان .. فاهمين ؟ رؤيه: ايوه هى إسمها ليليان فعلا .. بس بقت ليليان عبدالله دى من سنه بس مراد بتركيز: و قبل السنه ؟ رؤيه بصّت لكريم و إترددت شويه مراد بعنف: ما تنطقوا كريم: كان إسمها ليليان نضال معتصم الشرقاوى مراد وقف بعنف: نعم ؟ ايه التخريف ده ؟ هى بنت الحيوان ده ؟ ابن الشرقاوى ؟
رؤيه: ايوه بس مراد بحده: و اما هى بنته إسمها اتغيّر من سنه ليه ؟ ليه بقت ليليان عبد الله بعد ليليان زفت ده ؟ هو فى بنت تتنازل عن أبوها و لا هو ازاى يرضى لو هى بنته ؟ رؤيه بتفكير: و الاهم من ده فى قضيه لقيناها مرفوعه عليها بقسيمة جواز بينها و بين حاتم ماهر الشرقاوى و بيمعنها من السفر مراد سكت بتفكير: يعنى ايه ؟ كريم: يعنى بيمنعها من السفر .. لاء و هى بتطعن ف القسيمه بالتزوير مراد بإنتباه: يبقا عايزين يمنعوها تنزل مصر .. ليه بقا ؟
رؤيه: فعلا .. ممكن تبقا مزوّره فعلا و إتعملت عشان تمنعها تنزل هنا .. ليه إسمها إتغيّر من نضال ل عبدالله ؟ و ليه إترفع عليها القضيه دى تمنعها تنزل هنا ؟ كريم سكت شويه: على فكره نضال ده متجوز واحده إسمها روسيليا و دى تبقى اخت عاصم مراد بصّله قووى .. جاه ف باله همسه على طول .. و اخت عاصم اللى كانت معاها معقول ليليان تكون بنته ؟ معقول تكون إتنازلت عنها بسهوله كده ؟ و لا عاصم اللى اخدها منها إداها لأخته ؟ و لو ده اللى حصل ليه هياخدها يديها لأخته ؟ ليه مقتلهاش مثلا ؟ و همسه ليه رضيت بده ؟ و ليليان معرفتهاش ؟ فى حلقه مفقوده.. دماغه مش عارفه تلقطها .. عقله هينفجر .. هو اصلا لسه مش متأكد بشكل مْثبت إنها هى.
عدّى اليوم كله ف المستشفى عليه و هو زى التايه .. تانى يوم مازن جاه لعنده و تقريبا خد فكره عن اللى حصل كله
مازن بذهول: يعنى ايه يا مراد ؟ يعنى دى ليليان ؟ بنتك ؟ مراد بإختناق: معرفش .. و مش عارف اعرف مازن بخنقه: قولتلك الزفت اللى إسمه مراد ده هو اللى عنده حل اللغز .. نقطة الوصل بينك و بينهم .. مش عارف ليه بتساسيه مراد بعنف: انت تخرس خالص .. مجرد إنك تخرس لإنك السبب ف كل ده .. انت اللى عرّفتنى ده عنه و قلقتنى من ناحيته .. و انت اللى مدّيت إيدك عليه خليته إنكسر قدام الكل .. مع إنه كان قادر يطحنك .. بس إستغليت فرصة صدمته و جيت كمّلتها ب ليليان مازن بإستغراب: انت زعلان عشان جيبتهالك ؟
مراد بغضب: يا غبى جيبت كل ده عنها كنت جيبتلى كل اللى عرفته الاول بعدها كنا نتصرف بهدوء .. عاجبك حالتها و اللى وصلتله ؟ رؤيه: باسم هو اللى جابلك كل ده عنها و انت اللى رفضت تشوف ملفها و قولت اهله لاء مازن: ممكن يكون مراد حب يساعدها ف الاول غيّرلها إسمها لإسم عبدالله مهد ده عشان ينزّلها مصر مراد سكت كتير اوى بشرود و من وسط شروده إبتسم بغموض كريم: احنا لسه بنتكلم بناءاً على احتمالات مراد بعنف و هو سايبهم: مش احتمالات .. مش بنتهم
الدكتور بتاع ليليان ف المستشفى مارد كان سايبله رقمه هو و مصطفى بعد ما جابلها الشغل ده .. و بلّغه ان لو حصل اى حاجه يكلّمه على طول الدكتور إتصل علي مارد بس موبايله مقفول .. كلّم مصطفى مصطفى بقلق: مالها ؟ تعبت من ايه ؟ الدكتور: معرفش و فى قلق .. فى ظابط جالها من شويه و مشيت معاها .. بعدها جات معاه هنا هو و كذا حد معاهم و عندها انهيار عصبى و من ساعتها مش عارفه تفوق و هما لسه هنا مصطفى قام بسرعه: طب خلاص اقفل انا لسه واصل مصر و هجيلك.
مصطفى ففل معاه و راح جرى ع المستشفى .. دخل و هناك لمح مراد العصامى و اللى معاه .. و لإن مارد كان حاكيله كل حاجه من الاول تقريبا قدر يفهم الوضع مصطفى عدّى عليهم و مراد لمحه ف وقف مراد حاول يدقق ف عينيه قوى: انت كنت فين ؟ مصطفى لسه هيتكلم مراد إندفع: سايب أختك ليه ؟ لوحدها هنا ليه ؟ مصطفى بهدوء لإنه عارف حالته ممكن تكون عامله ازاى: انا كنت ف شغل برا البلد و لسه واصل مراد بتركيز له: هى مالها ؟
مصطفى: و الله انا لسه داخل اشوفها .. بعد اذنك مصطفى سابه و دخل و مراد فضل واقف مكانه كتير الغموض بيزيد .. قلقه عليها قلق اخ بجد ..خوف حقيقى .. طب اييه ؟ مصطفى دخل عندها.. طول اليوم جنبها لحد ما إبتدت تفوق منع اى حد يدخل لعندها .. و خلّى الكل برا الغرفه اما مرضيوش يمشوا.
رؤيه بتفكير: مراد .. ليليان متابعه مع دكتوره نفسيه هنا .. تعالى نقعد معاها .. اكيد هتلاقى عندها حاجات تفيدك لإنها اكيد متكلّمه معاها مراد إنتبه بعدها قام بسرعه من غير كلام و رؤيه و مازن راحوا وراه .. سألوا ع الدكتوره بتاعتها بعدها إستأذنوا و دخلوا مراد بهدوء: انتى متابعه حالة ليليان ؟ الدكتوره: ايوه .. خير ...انا كنت عندها من شويه و هتبقى كويسه مازن: طيب كويس .. بس مش ده اللى عايز اعرفه منك .. انا عايز اسأل عن حاجات تانيه الدكتوره هزّت راسها مراد سكت شويه: مين اهلها ؟ فين ؟ ليه سايبنها لوحدها ؟
الدكتوره بان على وشها التردد: مصطفى و مراد خواتها هيجوا و مراد بحده: انا بقول اهلها .. يعنى أبوها و أمها الدكتوره: بص دى اسرار مريض انا مينفعش اتكلم فيها مع حد من وراها مازن سكت شويه: لها قضيه عندنا و بنحقق فيها و عايز اعرف كل حاجه عنها عشان ده يخرّجها منها الدكتوره: صدقنى انا معرفش حاجه .. يمكن هى نفسها متعرفش بردوا مراد إنتبه: يعنى ايه هى متعرفش ؟ فى حد ميعرفش اهله ؟
الدكتوره سكتت شويه: هى كانت عايشه مع حد بعد كده إكتشفت إنه مش أبوها و هى نازله هنا البلد عشان توصل لأبوها مراد إبتسم بتلقائيه .. طاقة امل بتتفتح قدامه رؤيه: طب و مامتها ؟ الدكتوره: معرفش .. اللى اعرفه إنها بتدوّر على أبوها .. انا حتى متابعتش اوى معاها .. هى مجرد تعبت مره و هى ف الشغل و فضلت يومين معانا و مصطفى اخوها لجألى و عرّفنى إنها كانت بتتعالج برا نفسيا و جابلى صوره من الملف بتاعها هناك و ده اللى عرفت منه رؤيه: طب ليه مسألتش مامتها مثلا ؟
الدكتوره: ده هى هتجاوبك عليه .. إنما انا لحد كده و معرفش تانى لإن الملف كان ده بس اللى موجود فيه .. و ياريت هى متعرفش بحاجه من ده مراد بدموع محبوسه خنقت صوته: تمام ...ممكن تحكيلى اكتر عنها .. اى حاجه .. اى تفصيله الدكتوره: اللى اعرفه ان هى إتعرضت لحادثه اغتصاب وحشه مراد إتنفض من الكلمه و وقف بس مقدرش حتى ينطق مازن إتجمّد مكانه و بتلقائيه مسك ف مسند الكرسى كإنه بيستقوى بصّوا للدكتوره اللى هزّت راسها بأسف: عرفت إنها إتخطفت ف فتره قبل كده .. و إختفت و محدش لقاها غير بعد كتير .. و لقيوها متعرضه لإعتداء جنسى و جسدى .. جسمها متمزّع .. و فى محاولة قتل مراد إتنفض: قتل ؟
الدكتوره: مدبوحه مراد شهق بس شهقته كانت شهقة قلب مش صوت و ميّل راسه بين إيديه الاتنين و ساب دموعه تاخد حريتها .. الحِمل خلاص بقا تقيل و مش قادر الدكتوره: و للإسف الحادثه مكنتش سهله مراد بصّلها كتير بتوهان و هى كمّلت: اما شوفت تقاريرها عرفت إنهم لقيوها مضروبه ضرب مُبرح و مدبوحه لولا لحقوها على اخر دقايق مازن بغلّ: و مين اللى عمل فيها كده ؟ الدكتوره: منعرفش .. هى متكلمتش و هما مقدروش يوصلوا لحاجه مراد بصوت مبحوح: هى كانت مخلّفه صح ؟
مازن كزّ على سنانه بضيق و دوّر وشه بخنقه الدكتوره بأسف: اه بعد جوزها ما مات إكتشفت ان مراد رفع وشه بصدمه: جوزها ايه ؟ الدكتوره: ايوه مراد هبد راسه تانى بعنف بين إيديه و ميّل ف الارض .. و برغم حزازية الموقف مازن بتلقائيه ظهرت على وشه إبتسامه هو نفسه معرفش سببها الدكتوره: تقدر تقول كده إتقتل .. حصلتلهم حادثه و هى نفدت منها بأعجوبه و هو مالهوش نصيب و إبتدت تحكيلهم تفاصيل حادثه الغاز ف الشقه.
مراد سكت كتير: احكيلى عنها .. واجهت كل ده ازاى ؟ عاشت بعد ده كله ازاى ؟ قدرت تعدّى كل ده ؟ الدكتوره: طبعا مش بسهوله .. بس حاجه واحده اللى ساعدتها تتخطى المرحله دى و هى أبوها مراد بصّلها اوى و هى: ليليان كان عندها امل إنها توصل لأبوها مهما كان التمن .. عشان كده كانت بتتصبّر على كل محنه ب ده .. ب إنه هتلاقيه .. هتقدر توصله لدرجة إنها إتعرّضت لأزمه نفسيه و دخلت ف دوّامة المرض النفسى .. حصلها إنفصام شخصيه رؤيه بزعل: لا حول و لا قوة الا بالله .. ما هى مش سهل تمر بكل ده و تطلع منه سليمه.
الدكتوره: خاصة إنها لوحدها و تقارير علاجها اللى شوفتها ف الفتره دى بتقول إنها مالهاش خوات مراد غلّه و غضبه على همسه بيزيد .. قهرته منها بتتضاعف .. قلبه حسم الامر ان دى ليليانته .. بنته .. روحه اللى فارقته حتى لو الادله ناقصه .. مش مهم المهم إنه عرف يقابل عقله و قلبه ف نقطه و هى ان مالهاش اب و بتدوّر عليه .. و هو مالهوش بنت و بيدوّر عليها و ده كان بالنسباله كفايه رؤيه: طب هى متعرفش اى حاجه عن أبوها ؟ ايه اللى معاها بتدوّر على اساسه ؟
الدكتوره إبتسمت: يعنى بلاش .. دى خصوصيات مريضه مراد بصّلها بلهفه .. حاسس ان لسه عندها اكتر .. عايز يسمع اكتر و اكتر مراد بلهفه: ارجوكى اى حاجه مهما كانت صغيره و مالهاش لازمه بالنسبالك قوليها.. تأكدى إنها ممكن تساعدنى الدكتوره: طيب ممكن تقولى انت الاول ليه كل الاسئله دى ؟ و بلاش تقولى حكاية القضيه دى لإنى مش مقتنعه .. دى اسئله شخصيه ابعد عن إنها تتحط ف قضيه و انت عايز تفاصيل .. يبقى اييه ؟
مازن لسه هيرد مراد قاطعه: بنتى .. يبقى بنتى و انا أبوها بس ارجوكى ده بشكل سرّى بينى و بينك لحد ما إتأكد الدكتوره: و انا افضّل إنه يبقا سرّى حتى عليها هى كمان لحد ما يبقا معاك دليل .. ليليان متعلقه بأبوها جدا و لو طلع شكك غلط ممكن تتنتكس و ده هيأذيها مراد بحده: انا أبوها الدكتوره: بردوا إتأكد الاول قبل اى كلمه معاها لمصلحتها ع الاقل لو بتحبها .. ليليان روحها ف أبوها و مش هتستحمل اى صدمه من النوع ده مراد إبتسم قوى من كلمتها: ايش عرّفك إنها روحها ف ابوها ؟ قالتلك ايه عنه ؟
الدكتوره إبتسمت: كتير جدا .. تقريبا الملف بتاعها ف الفتره اللى قولتلك عليها مفهوش كلام عن حد غيره رؤيه: هى فاكره حاجه عنه ؟ الدكتوره: لاء طبعا .. ده هى كانت عايشه اصلا قبل كده متعرفش ان لها اب غير نضال .. بس لها ذكريات بسيطه محتفظه بيها منه مراد إتخطف: ذكريات ايه ؟ الدكتوره: زى البرفان بتاعه مثلا مازن بذهول: و هى فاكره البرفان بتاع أبوها و ناسياه هو؟
الدكتوره: معرفش بس هى بتقول ان بعد الحادثه كان معاها برفانه و دى ريحته .. و كتير متعلقه بيها و كتير بترشها حواليها مراد إنتبه بإبتسامه امل على وشه .. عقله بتلقائيه ورّاله صورة بنته ف اخر مره لمحتها عينيه كانت ف بيت أبوه .. ايوه كانت حاضنه البرفان بتاعه .. تبقا هى مراد وقف بحماس: متشكر اوى .. و زى ما إتفقنا هى متعرفش حاجه لحد ما اوصل لأصل الموضوع الدكتوره: و زى ما فهّمتك ده هيكون افضل لها عشان تتفادى اى ازمات.
مراد خرج و مازن و رؤيه خرجوا وراه .. لمح مهاب مستنيه برا و اول ما شافه راح عليه و قبل ما يتكلم كان إتحدف ف حصنه و دموعه بتتسابق بحُرقه .. كان فاكر ان موتهم اكبر جرح ممكن يعيشه .. بس إنهارده بس و بعد اللى سمعه عرف ان فى جروح كتيره اكبر بكتير .. ع الاقل موتها كان مبرّد قلبه .. كان عارف إنها عند ربنا اللى احن من الكل .. لكن دلوقت عرف إنها كانت ف غابه كلها كلاب سعرانه مراد بصوت مبحوح بدموع: زعلت لما كانت بالنسبالى عند ربنا يا مهاب .. طب ربنا معندوش خطف معندوش اغتصاب معندوش دبح معندوش ضرب و موت معندوش وحده و لا حرمان.
مهاب بذهول: يعنى ايه يا مراد ؟ اللى سمعته ده بجد ؟ يعنى البت اللى لقيتها تبقا مراد هزّ راسه: ليليان يا مهاب .. هى ليليان بنتى مهاب على ذهوله: اللى وقعت من الطياره مراد إبتسم من بين دموعه: ربنا حدفهالى من الطياره عشان تقع ف حضنى .. حضنى اللى نزعوها منه زى الضفر ما بيتنزع من اللحم رؤيه إبتسمت بدموع: عشان نصيبك لو ف السما و انت ف الارض ربنا قادر يجمّعكوا مهاب: و بعدين يا مراد ؟
مراد بغلّ: لازم اتأكد الاول من كل حاجه .. الدكتوره بتقول ان هى عملت حادثه و هى صغيره مازن:اكيد دى الحادثه بتاعتهم يا مراد مراد بشرود: طب فين مراد ؟ إبنى حبيبى فين ؟ كريم: بص زفت عاصم ده اللى اعرفه اما بدأت اجمّعلك عنه بعد اما شوفنا مدام همسه .. عرفت ان له مستشفى هناك ف روسيا مازن بغلّ: يبقا اكيد وقت الحادثه أأمن مكان هيوديهم له هو هناك عشان يبقوا تحت سيطرته مراد إنتبه: يبقا انا لازم اسافر هناك ...لازم اجيب التفاصيل .. انا متأكد ان الحكايه إبتدت من هناك و لو روحت اكيد هتأكد من كل حاجه مازن: تحب اروح انا ؟
مراد بحده: لاء انا بصّ لمهاب: اعمل حسابك هتيجى معايا مازن: و انا هروح احجزلكوا مهاب و مراد قعدوا يتكلموا كتير و يرتبوا خطواتهم اللى ممكن ياخدوها بعد كده .. مراد قلبه موجّه دماغه الشارده ف إتجاه تانى مخفى و بيدعى ربنا احساسه يطلع صح مهاب و مراد قعدوا كتير و مازن حجزلهم على بكره يسافروا و راح عندهم و رؤيه طول اليوم جنبها لحد تانى يوم ما جاه معاد سفره .. خايف يمشى و يسيبها لا يرجع ميلاقيهاش تانى .. بس مش لازم يعيد نفس الغلطه .. لا غلطة دلوقت و لا غلطة زمان اما إتخدع ف موتهم.
مراد طلب حراسه و حطّهم عليها ف المستشفى .. على عينيه يسيبها بس لازم يسافر .. لازم يتأكد .. لازم يعرف الحقيقه من جدورها مراد سافر على روسيا و مهاب معاه و مازن و رؤيه .. راح ع المستشفى اللى إدوه عنوانها طلب حد من مسؤلين الإداره و الارشيف .. ملفات المرضى بتتصادر كل عشر سنين تروح تبع الوزاره مهاب كلّم حد معرفه ممكن يساعده ف الموضوع ده و راح قابله و إداله تاريخ الحادثه بالظبط و مواصفاتها إنها كانت فيها واحده و ولادها ابن و بنت إبتدى يقلّب ف الملفات لحد ما وصل لملف مشابه لمواصفاته واحده و معاها ولد و بنت و كان إسمها همسه.
( و ده كان ملف همسه فعلا .. و اللى بردوا مارد قدر يوصله من قبله و ربط بينهم و بينه .. و اللى فيه إنها عملت حادثه هى و بنت و ولد بس الولد مات .. عاصم كان حاطط تقارير وفاه مزوره لهمسه و ليليان إنما مارد تقرير الوفاه حقيقى لإن المستشفى عملتهوله اما إفتكروه مات ) مراد مسك الملف بيدوّر فيه بتوهان .. عينيه بتسابق الكلام كإنها بتدوّر عليهم بين السطور فضلت عينيه تلف لحد ما إتجمّدت عند تقرير الوفاه اللى إتعمل لمارد لحظة ما القلب وقف و افتكروه مات مراد بتلقائيه رجله إرتخت بعنف كإنها رفضت تصلبه تانى .. نزل بقهره ع الارض و الملف ف إيده.
كل مواصفات الحادثه بتقول إنهم هما .. يبقى اللى مات ده إبنه .. كإنه بياخد صدمة موته من تانى .. بيتوجع من اول و جديد وجعه بيزيد خلاص مبقاش قادر يستحمل تانى و دماغه هتنفجر مراد صرخ بعنف بصوته كله .. فضل يخبّط بالملف على وشه و راسه و هو ناخخ ف الارض ميّل راسه بكل القهره اللى جواه الفتره اللى فاتت من ساعة ما شاف همسه و فضل يخبط بكفوفه ع الارض مهاب ميّل جنبه و رفع راسه ضمّها على صدره و الكل بيهدهد فيه ..
بس مين ممكن يطفى نار بتتولّع من سنين لحد ما بقت جمر بيحرق ف روحه و قلبه .. لاء دى بتحرق ف عقله بردوا اللى بقا عاجز عن إنه يستوعب كمية الحاجات اللى عماله تقع فوق دماغه ورا بعضها دى مهاب و مازن و رؤيه اخدوه بالعافيه و خرجوا مراد كان بيصرخ بجنون .. زى اللى فيه ولعه ماسكه ف جسمه و مش مستحمل وجعها .. يمكن وقت موتهم قلبه متحرقش بالشكل ده راحوا ع الفندق اللى كانوا نازلين فيه و تانى يوم كانوا راجعين مصر بعد سفر اربع ايام
عند همسه .. مارد ف حضنها و دموعه متحجّره و هى ضمّاه على صدرها بوجع عليه همسه: حبيبى عشان خاطرى متزعّلش نفسك .. هو اه إندفع ف رد فعله بس اكيد مكنش يقصد مارد بوجع: كنت متخيّل هيحس بيا .. بوجودى .. قلبه هيدلّه .. بس بتكلم عن مين ؟ عن اللى رمانا السنين دى كلها بسبب قرفه ؟ و لا عن اللى صدّق موتنا و لا لحظه قلبه فطّنه همسه بشرود: واضح إنه مندفع و متهور .. ربنا يستر.
مراد لاحظها و هى إبتسمت بتوتر: متزعلش يا قلبى .. يومين و متأكده إنه هيعرف غلطه و يعتذرلك كمان مراد بكسره: بعد الفضيحه اللى عملهالى .. بعد إسمى اللى وسّخه بكلامه .. انتى عارفه انا تعبت اد ايه عقبال ما عملت نفسى بنفسى ف الوقت اللى المفروض كان هو عمل معايا ده او ع الاقل جنبى همسه: بكره هيراجع نفسه و ساعتها هيدوّر على حاجه يصلّح بيها اللى عمله مش هيلاقى ف هيضرب نفسه بالجزمه
مراد رجّع ضهره لورا و غمض عينيه بألم و سكت و هى طبطبت عليه: هقوم اعملك حاجه تاكلها يا حبيبى همسه قامت و مراد فضل قاعد كتير بخنقه و الاخر مسك موبايله فتحه بعد كذا يوم قافلوه من يوم ما سافر و جاه هنا يوم خناقته مارد فتح التليفون و لقى رسايل و مكالمات كتير من مراد و لمح وسطهم من المستشفى اللى شغاله فيها ليليان إتعدل بقلق و طلبهم و كلّم الدكتور اللى شرحله الوضع مراد بقلق: يعنى ايه ؟ ايه اللى وصّلها للحاله دى ؟
الدكتور: معرفش بس اسأل الظابط اللى كان معاها مراد بشك: ظابط مين ؟ الدكتور: فى ظابط جالها و بعدها اخدها و شويه و جات مغمى عليها و منهاره و كل ما تفوق تصرخ لحد ما ترجع يغمى عليها مراد بغل: متعرفش إسمه ؟ الدكتور: الظابط اللى جاه معرفش .. بس اللى جابها اللوا مراد العصامى لإنها دخلت هنا بإسمه مراد كزّ على سنانه و قفل معاه و إتصل على مصطفى.
مصطفى بقلق: أبوك تقريبا وصل لحاجه عنكوا يا مراد .. و كان واخد ليليان بالطريقه دى بس عشان يتآكد و وهمها إنهم عايزينها ف قضيه قسيمة الجواز المزوره مارد بغضب: و هو ملقاش طريقه غير دى ؟ غير إنه يموّتها من الخوف ؟ مصطفى: كده خلاص لازم تقعدوا و تتكلموا مع بعض مارد بغل: هيحصل انا جاي مارد قفل معاه و اتصل حجز و نزل على مصر #رواية_مارد_المخابرات الجزء التانى بقلم/ اسماء جمال
عند ليليان ف المستشفى ليليان بخوف: انتوا قولتولى ان الزفت ده حاتم مش هيقدر يقربلى و اديه رافع قضيه تانى طالبنى مصطفى لإنه تقريبا إبتدى يفهم: حبيبتى اهدى.. مفيش قضيه و لا حاجه ليليان:امال كانوا عايزينى ليه ؟ و قالولى كده ليه ؟ هيهزروا يعنى؟ مصطفى بإرتباك: هاا .. لا طبعا مش هزار بس تقدرى تقولى كده موضوع و خلص ليليان بشك: موضوع ايه ؟ هو فى ايه بالظبط ؟
مصطفى: مفيش بس انتى زى ما عارفه قضية عاصم مفتوحه و بيتحقق مع اى حد له صله بيه .. و انتى عيشتى ف وسطهم فتره .. ف تقدرى تقولى كده كانوا عايزين يسمعوا منك تفاصيل ليليان: اااه انا اللى إتخضيت بقا اما جابوا سيرتهم مصطفى: متقلقيش الموضوع خلص ليليان: طب انا عايزه اخرج مصطفى: بقيتى كويسه و لا نقعد تانى ؟ ليليان قامت: لاء انا كويسه نخرج لبست و مصطفى اخدها و خرجوا
تانى يوم ... مراد أبوها رجع على مصر و عرف من الحراسه إنها خرجت و عرف إنها راحت على بيت مصطفى مع أبوه و أمه و نوعا ما إتطمن لإنه كان راجع ف حاله مكنش ينفع يقابلها بعد الغيبه دى بيها .. مراد طول الوقت ملف الحادثه ف إيده .. الملف مكنش فيه اى تفاصيل عن حالة همسه لإنها سافرت على طول لعاصم وقتها .. كان فيه تقرير الوفاه اللى إتكتب عن حالة مراد إبنه مراد كان بيبص بقهره للتقرير .. قلبه بيتمزّع تحت سكينة التقرير ده زى رجولته اللى إتدمرت جوه الملف مراد راح شغله .. حاول يمنع نفسه يروح بس معرفش .. الدنيا كلها بتضيق عليه لحد ما بقت اضيق من خرم الإبره ..
راح ع الجهاز رغم حالته كلم الحراسه اللى حاططها على ليليان و عرف إنها ف المستشفى ف إبتسم و إصل على رؤيه تسبقه على عندها و إتقابلوا هناك رؤيه: كده صح .. مهما إتقال و إتحكى مفيش حاجه هتأكد قد التحاليل .. حتى عشان اما تيجى تتكلم معاها يبقا عن ثقه و الكلام مفهوش احتمالات مراد: عشان كده جيبتك .. ادخلى بأى طريقه عايز منها عينة دم .. بس براحه عليها و النبى رؤيه إبتسمت: بس كده .. عينيا هبطحهالك و اجيبلك حته من أطارها مراد بغيظ: آطارها ؟ هو انا رايح اعملها عمل ؟ يلا يا اختى الله يرضى عليكى رؤيه مشيت خطوتين و هو نده عليها رجعتله.
مراد إبتسم و شاورلها تستنى و راح ع العربيه بحماس جاب حاجه و رجعلها إدهالها رؤيه غمزتله: البرفان اللى جننها مراد إبتسم: ادعى يكون هو .. المهم إسألى ع المكتب بتاعها و إدخلى من غير ما حد ياخد باله و فضّي البرفان ده كله فيه
رؤيه رفعت حاجبها و هو إبتسم: مش عارف.. بس عايز اشوف رد فعلها .. عايز المح لهفتها اللى الدكتوره وصفتها .. هى بجد فاكرانى ؟ شايلانى ف قلبها كل السنين دى؟ يمكن قلبى المحروق ده يبرد و يعرف يهدى رؤيه إبتسمت و هو شاورلها تروح دخلت و سألت على مكتبها و فعلا ملقتهاش فيه .. دخلت بهدوء و رشت البرفان كله بشكل مُلفت اوى لدرجة ريحته طلعت برا كمان .. بعدها قفلت المكتب و خرجت ليليان كانت ف العمليات خلصت و خرجت و رؤيه حطتلها دبوس على حرف الحوض و وقفت جنبها كإنها بتعمل حاجه .. و هى بتفتح المايه إيديها إتشكّت، رؤيه إديتها منديل مسحت الدم و أخدته و بعدها ليليان خرجت و هى راحت إدته لحد كان مستنيهم.
و وقفت بعدها جنب مراد بعيد .. ليليان دخلت مكتبها و إتسمّرت .. الريحه اللى ياما شمّتها و ياما إشتاقتلها.. معقوله ؟! جريت بلهفه على برا و بتخبّط ف اى حد تقابله لحد ما وصلت للريسيبشن .. كان مراد على بْعد منها بس شايفها ليليان: مين دخل مكتبى ؟ الموظف: معرفش يافندم بس ليليان بحده مهزوزه: يعنى ايه متعرفش ؟ بقولك مين دخل مكتبى ؟ الموظف: فهّمينا بس فى حاجه إتسرقت ؟
ليليان بضيق: لاء بس فى ريحه جامده ف المكتب و عايزه اعرف بتاعة مين الموظف: يعنى ايه بتاعه مين ؟ ليليان بخنقه: قصدى يعنى مين حطّها الموظف: اكيد حد من بتوع النضافه كان بينضف ليليان مشيت بخنقه راحت سألت ف النضافه لقت محدش دخل .. سألت ف الاستعلامات يكون فى حاله إستنتها ف المكتب و الريحه دى تبعها بس مفييش وقفت بخنقه عمّاله تلف المكان بعينيها و هو بتتحرك حوالين نفسها لحد ما رؤيه راحت عليها رؤيه برقّه: ازيك يا لولى ليليان ببراءه: انتى تعرفينى ؟
رؤيه: ايوه كنت عايزه اسألك عن حاجه .. روحتلك مكتبك بس معلش غصب عنى الشنطه وقعت من إيدى و البرفان اللى فيها إتكسر غرّق الدنيا ليليان إنتبهت: هو البرفان ده بتاعك ؟ رؤيه: ايوه ليليان بدموع: يعنى مش بتاع حد تانى ؟ مش حد تانى اللى حطهولى ؟ رؤيه غمزت لمراد اللى كان واقف بعيد بس متابع الموقف و من حركه شفايفهم عارف بيقولوا ايه ليليان بإحباط: خلاص مفيش مشكله محصلش حاجه و من غير ما تديها فرصه لكلام تانى مشيت بضيق.
رؤيه راحت على مراد اللى قلبه بيدق بعنف و بيتمنى لو يخرج من جواه ياخدها بالحضن همس بمنتهى العشق: حاضر يا روح أبوكى و حياة حرمانى منك و قهرتى عليكى لا اعوضك عن كل اللى شوفتيه مشى و شاور لرؤيه حصّلته .. مراد بكسره: وصلينى ع البيت .. انا مخنوق دلوقت وصل البيت و شويه و مهاب إتصل عليه بس مردش و اما قلق كلم رؤيه و عرف إنهم ف البيت ف راحله و كان معاه مازن قعدوا بيتكلموا و هو قلبه بيرفرف
ف وسط كلامهم وصل الماارد زى العاصفه اللى هزّت المكان .. كان اول ما نزل مصر سأل عليه و عرف إنه ف البيت ف راحله ركن عربيته بعنف و دخل و وشه بينطق من الغيظ حد من الامن برا دخل لمراد: فى واحد عايز حضرتك برا اسمه المقدم مراد عبدالله مراد خرج بلهفه و بتلقائيه إبتسمله و لسه هيتكلم.
مارد إنفجر فيه بعنف: يا اخى حرام عليك .. حرام عليك بقاا ..انت اييه ؟ دمّرتنا و انت بعيد و انت معانا .. انت حالف لا تكسرنا .. مش كفايه قهرة السنين دى كلها مجيتش وقفت قدامى راجل لراجل ليه ؟ و لا زى ما عاصم قال عنك إنك بتحدف و تجرى تستخبى مراد إتصدم بكلامه و قلبه بيدق بعنف مش عارف يفسره و مراد بغضب: يا اخى ارحمنا بقااا ده حته القطه بتحس بولادها و لو حد قرب منهم بتاكله .. و انت ايييه مفيش احساس خالص !
و ف وسط كلام المارد الكلب بتاع مراد مُريان لمحوه من بعيد و بدون مقدمات جاه جرى بهيستريا و نط عليه .. رفع رجليه اللى قدام على كتفه و رجليه اللى ورا لفّهم على وسطه و بيتحرك بعنف كأنه بيلف بيه مراد بصّله قووى و إتنفس بصوت عالى و إتنهد براحه زى اللى كان شايل حِمل تقيل و دلوقت بس نزّله ظهرت على وشه إبتسامه متتناسبش مع الموقف خاالص إتقدم خطوات ناحيتهم و المارد وقف قصاده و الاتنين بصّوا لبعض مراد و هو بيبصّله قووى.
رواية مارد المخابرات رومانسية إثارة تشويق بلا حدود
رواية مارد المخابرات الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الثالث والأربعون
مارد إنفجر بعنف: يا اخى حرام عليك .. حرام عليك بقاا ..انت اييه ؟ دمّرتنا و انت بعيد و انت معانا .. انت حالف لا تكسرنا .. مش كفايه قهرة السنين دى كلها مجيتش وقفت قدامى راجل لراجل ليه ؟ و لا زى ما عاصم قال عنك إنك بتحدف و تجرى تستخبى مراد إتصدم بكلامه و قلبه بيدق بعنف مش عارف يفسره و مارد بغضب: يا اخى ارحمنا بقااا ده حته القطه بتحس بولادها و لو حد قرب منهم بتاكله .. و انت ايييه مفيش احساس خالص و ف وسط كلام المارد الكلب بتاع مراد مُريان لمحوه من بعيد و بدون مقدمات جاه جرى بهيستريا و نط عليه .. رفع رجليه اللى قدام على كتفه و رجليه اللى ورا لفّهم على وسطه و بيتحرك بعنف كأنه بيلف بيه..
مراد بصّله قووى و ظهرت على وشه إبتسامه متتناسبش مع الموقف خاالص إتقدّم خطوات ناحيته و المارد وقف قصاده و الاتنين بصّوا لبعض مراد أبوه و هو بيبصّ ف عينيه قووى: حسيت يا مراد .. حسيت بس متأخر قووى .. قووى .. بنتى نزلتلى من السما مخصوص عشان تعرّفنى إنكوا مش تحت الارض لاء فوقيها.
مارد إتنفس بصوت و بتلقائيه دقنه إترعشت من الدموع اللى لمعت ف عينيه و ده خلّى صوته إترعش: بنتك ؟ و هو انت كان عندك بنتك بس ؟ مكنش ليك غيرها ؟ و لا انت اللى مش عايز غيرها ؟
مراد أبوه بصّله اووى و لمح الدموع المكتوّمه ف عينيه و اد ايه بيجاهد إنه يحبسها و ده كان كفايه إنه يأكّد إحساسه: كان عندى .. كان عندى راجل كمان مارد بصّله بذهول و هو إتنهّد بوجع: ااه راجل .. هى الرجوله بالسن و لا ايه ؟ إتولد راجل و سابنى راجل .. كنت بعامله على إنه راجل من لحظة ما إتولد .. كنت بجهّزه راجل يُعتمَد عليه .. كنت بقسى و اشدّ عليه عشان عضمه ينشف و عوده يشتد ..
كنت بدلع أخته اه .. بس ده مش عشان بحبها اكتر و لا هو عادى .. لاء بالعكس و الله العظيم ما حسيت بقيمة حبه إلا اما إتحرمت منه .. بس كنت بعتبره راجل .. كنت عارف طبيعة شغلى اللى ممكن اخرج فيها و مرجعش و الواحد بيبقا روحه على كف إيده طول الوقت ف كنت بجَهزّه إنه يبقا الراجل لأمه و أخته .. امان و ضهر و حمايه و سند ليهم من بعدى .. عشان لو خرجت ف يوم و مارجعتش ابقا مطمّن إنى سايبلهم درع حمايه من بعدى .. كنت بحلم اربيه على إيدى واحده واحده و امشى معاه ف طريقه خطوه خطوه و ازرع فيه كل حاجه كانت نفسى ف يوم تبقا فيا .. كنت بحلم اعلّمه بنفسى وادرّبه تحت إيدى ..
اه ادرّبه مانا كنت بحلم بيه ظابط .. من يوم ما إتولد و لحظة ما شوفته و انا معرفتش اشوفه غير ظابط من ضهر ظابط .. كنت بحلم اعلّمه .. ادرّبه .. اشغّله .. اعمله كل اللى نفسى و بحلم بيه .. يمكن ليليان اه حلمت ارّبيها و اعلّمها و اجوّزها بس كنت عارف ان ف يوم هيجى اللى هيكمّل الحلم معاها من بعدى و ياخد إيدها من إيدى و يشدّها لطريقه .. لكن إبنى لاء .. كنت بحلم إيده متفلتش من إيدى و لا يحود عن طريقى و يكمّل معايا للأخر .. كان حلمى معاه لمالا نهايه ... كان الحلم اللى مالهوش اخر ..
عارف اما يحيى خلّف اسر و كان كل شويه يقول هطلّعه ظابط .. هدخّله شرطه و مهاب كمان عمل كده مع مازن .. كنت بتريق عليهم و أقولهم سيبكوا بقا من قاعدة إبن الدكتور دكتور و إبن الذبّال ذبّال .. سيبوهم يبقوا اللى هما عايزينه مش اللى انتوا عايزينه .. بس اما ربنا رزقنى ب إبنى لقيت نفسى بحلم معاه نفس الحلم و برسمله نفس الخطوات .. ساعتها فهمت إنها غريزه فينا ك أبهات .. بنفضل ماسكين ف إيد ولادنا و احنا ماشين ف طريقنا .. ف بنلاقيهم مشيوا نفس الطريق و خدوا نفس الخطوات .. و ده شئ بيبقا قمة سعاده اى اب لإنه بيبقا عارف إنه ف اى لحظه العمر هيقف بيه عند اى محطه ف طريقه إبنه هيكمّل الطريق اللى إبتداه معاه و يمشى على خطاه و يفضل ذكره معلّم للكل من خلال إبنه...
انا ببساطه بقا حلمت بده كله مع بنى و لإنه كان إبنى الوحيد ف حطيت ده كله فيه .. بس فجأه إيده فلتت من إيدى .. ف وقعت كل احلامى دى على دماغى و وقّعتنى معاها .. إتهدّت و هدّت كل حاجه معاها .. حلمت بيه يدفنى و ياخد عزايا و لقيت نفسى مره واحده البيت فضى عليا و لو موتت يمكن محدش كان هياخد باله إلا الله اعلم بعد قد ايه .. حلمت بيه يقف على قبرى و يبقا عملى الصالح اللى هيبقالى و لقيت نفسى انا اللى بقف على قبره .. و بقا هو حكاية وجعى اللى مبحبش احكيها و لا اجيب ف سيرتها رغم إنى بتكلم عن همسه و ليليان كتير ..
مارد ف اللحظه دى كلام أبوه كان زى الزلزال اللى زلزل جسمه بعنف .. ف خلّى كل حاجه جواه إتدربكت و إتلخبطت .. معقوله الراجل ده خطف و إغتصب و سرق و خان ؟ خان حُرمه بيت صاحبه ؟ خان شغله ؟ باع ده كله ؟ اللى لسه عايش على مجرد ذكريات و بيخلص ليها معقوله يكون خاين ؟
أبوه كان بيتكلم بمنتهى التلقائيه .. محاولش حتى يحبس دموعه اللى رعشت صوته .. خلّص و سكت .. شايف مارد اللى من توهانه نسى إنه يجمّد ملامحه عشان مشاعره متبانش و بسهوله كل الحنين المدفون جواه من يوم الحادثه لبيته و لهفته و حبه و كل مشاعره إترسمت بإحترافيه على وشه ..
مراد لمح على وش إبنه كل الحيره دى .. صحيح مش عارف عاصم قاله ايه عنه ف مش فاهم حيرته .. بس اللى عارفوه ان اللى جوه عينيه ده مالهوش غير تفسير واحد .. واحد بس ... إنه إتوهم بموت إبنه تانى .. إنضحك عليه تانى .. مراد أبوه قرّب منه و لسه هيتكلم .. مارد رجع لورا خطوات بخنقه .. بس عشان أبوه كان قريب من وشه اوى لمح دموعه.
أبوه مسكه بحنيه و مارد فك إيده: انا مخنوق و عايز ابقى لوحدى و قبل ما أبوه يرد كان خرج و سابه و ساب المكان كله ..
مراد إبتسم اوووى و عينيه لمعت كإنه قلبه بيبانه إتفتحت للفرحه اللى جايه تاخده بالحضن .. بصّ للكلب و همس من بين إبتسامته: حبيبك رجع ..
الكل حواليه محدش فاهم حاجه .. ليه مراد قال كده و ليه مارد إتلغبط كده و مشى بسرعه كإنه بيهرب ؟ و ليه الكلب إتحدف على مارد كده؟ محدش قدر يستوعب الموقف قوى إلا مهاب تقريبا اللى بصّ لمراد و إبتسم قووى و غمز .. مازن رفع حاجبه: لاء حد يتكلم .. حد يفك شفرة الموقف ده لا احسن دماغى ساحت مهاب ضربه بخفّه على قورته: عشان انت لطخ مراد قعد على كرسى وراه مبتسم بغموض و رجّع ضهره لورا اوووى و إتمطّع كإنه كان شايل حِمل تقيل على ضهره و دلوقت بس نزّله .. مازن: طب دلوقت ايه ؟
مراد بشرود: انا عايز حاجه تانيه .. و بمنتهى الدقه الكل بصّله و هو سكت شويه بغموض: عايز اعرف كل حاجه عن مارد كريم بإستغراب: ماحنا جيبنالك يا ميكس مراد: لاء انتوا جيبتوا حاجات سطحيه .. و معظمها عن شغله .. انا عايز تفاصيل .. تفاصيل التفاصيل .. و عن كل حاجه عنه .. اى تفصيله مهما كانت صغيره حياته .. إتولد فين ؟ و عاش مع مين ؟ و عاش ازاى ؟ عاش اد ايه ف روسيا و من امتى بالظبط ؟
رؤيه إبتسمت لإنها وصلت لتفكيره: معتقدش إتولد هناك لإنه بيتكلم مصرى كويس جدا ده و لا حتى مكسّر مازن: ماهو الناس اللى عاش معاهم مصريين اصلا ف اكيد لقط منهم و بالتالى طلع كده مراد إنتبه: يعنى ايه الناس اللى عاش معاهم ؟ اهله يعنى ؟ رؤيه: قصدك اللى إسمه عبدالله مهد ؟ لاء دول اللى ربّوه مراد بشرود: يعنى ايه اللى ربّوه ؟ اللى ربّوه يعنى اهله؟
مازن: لاء .. الملف بتاعه بيقول إنه شايل إسم الراجل ده بالتبّنى .. مراد بصّلهم اوى: انا ليه معنديش عِلم بالحاجات دى ؟ كريم: انا جمعتلك تفاصيل كتيره عنه بس انت اخدت نظره بشكل سريع .. موقفتش عند حاجه مراد: خلاص عيد من الاول بس المرادى بتفصيل التفصيل .. و كل حاجه تجبهالى بدليل و ورق يثتبها .. انا عايز كل حاجه عن مراد .. مش عن المقدم مراد.
مهاب: متقلقش انا بنفسى اللى هدوّرلك مراد رفع إيده بغيظ: لااء بلاش انت ابوس إيدك .. انت ناسى إنك انت اللى دوّرت قبل كده ؟ مهاب ضحك اوى: المهم هتروح عند يحيي ف المستشفى نشوف عمار و لا كنسلت مراد: لالا جاى معاك بعدها خرجوا و مراد اخد عربيته و اتحرك ..
مارد خرج من عند أبوه زى التايه .. مش عارف يجمّع حاجه .. قلبه مش مقتنع ب ولا كلمه من كلام عاصم .. خاصة بعد اللى سمعه من أبوه دلوقت .. امال القضيه اللى إتعملتله دى ايه ؟ و ف وقت كانت همسه مرات عاصم ؟ العقل بيقول كلام عاصم صح و قلبه بيقول كلام أبوه اللى لسه حتى مقالهوش هو اللى صح .. فى حلقه مفقوده تربط الاحداث ببعضها .. و الحلقه دى اكيد عند أبوه ..
ليه سابه و مشى ؟ ليه كان خايف من اللى هيسمعه ؟ كان خايف ميلقيش عنده مبرر ؟ عذر يسامحه عليه ! و لا كان خايف يكون إتحط ف نفس موقف أبوه و ان عاصم ضحك عليه هو كمان ! لازم يتكلموا .. ع الاقل مادام إبتدى يدوّر ورا ليليان يبقا وصل لحاجه .. يبقا خلّيها تيجى منه هو ع الاقل يفهم ..
مارد خرج من عنده اخد عربيته و مشى .. طول الطريق زى التايه .. و دماغه ماشيه ف مية إتجاه قطع شروده صوت ضرب نار موجّه على عربيته .. مارد التفت وراه لمح كذا عربيه بيقرّبوا منه بسرعه و بيحاوطوه .. العربيات كانت كتير و كل ما بيقدّم بعربيته بتظهر عربيات تانيه تحلّق عليه فجأه عربيه طلعت قدامه ضرب فرامل جامد.. العربيه حكّت ف الاسفلت جامد و فضلت تلفّ حوالين نفسها .. مارد إتحكم و وقّف العربيه عدّت عربيه من جنبه نزل منها رجاله بأحجام ترعب بجد بس اكيد مش ع المارد .. كان معاهم سلاح و وقفوا حاوطوا عربية مارد و فضلوا يضربوا عليه نار .. مارد قفل كل ازاز العربيه و بقى يبص حواليه كذا عربيه قدامه و جنبه من كل جهه .. مابقاش عارف يتحرك ازاي
بلع ريقه و إبتدى يفكر بشكل سريع هيخرج من الموقف ازاى .. دوّر العربيه بسرعه و رجع بيها ورا فضلوا يضربو عليه نار بقى يسوق بسرعه جدا و بيحاول يتصل على مصطفى او اسر ...اى حد يلم معاه الموقف مصطفى: مارد روحت لأبوك و قطع كلمته مع صوت العربيات اللى بتخبّط ف بعضها و صوت الرصاص اللى بقا زى المطر مارد بسرعه: انا كنت عند أبويا ف البيت و لسه خارج .. تعالالى ع الطريق مصطفى قفل معاه و هو نازل كلّم اسر يحصّلهم .. اخد مفاتيحه و نزل جرى على طريق بيته بيتلفّت على اى لبش ع الطريق .. لحد ما لمح معجنة عربيات و الكل بيضرب بمسدسات و خروج مارد من وسطهم محتاج معجزه
مارد كان قافل قزاز عربيته اللى كانت مفيّمه و ضد الرصاص و بيستخدم حاجات بتوّلع بيجهّزها و يفتح الشباك بحذر لثوانى يحدفها على عجل اى عربيه منهم و يضرب طلقه عليها ف العربيه تفرقع و يرجع يقفل القزاز تانى .. لحد ما فرقع اكتر من عربيه و بقا اللى بيمشى وراه عربيتين تلاته .. فجأه عجل عربيته فرقع و العربيه إبتدت تلفّ حوالين نفسها بجنون و بتتشقلب .. مارد إتحدف منها ع الارض و لسه العربيات بتقرّب منه هنا ظهر مصطفى بعربيته و لحظات و كان ظهر اسر وراه ..
و كان محصّله بعربيته و إبتدوا يدخلوا وسط العربيات يشاغلوهم لحد ما قام مارد .. طلّعوا مسدساتهم و مارد كمان قام بسرعه و إبتدى يتحرك بخفه وسط حركه العربيات و بيتفادى الضرب بمهاره لحد ما نط ف عربية من اللى كانوا ماشيين وراه .. و إبتدى يضرب و ينضرب بإيده لحد ما وقّع معظمهم .. كان ماسك واحد منهم ف إيده و كل ما يجى ينضرب عليه نار يلفّه ناحية الضرب ياخد الرصاصه و يقع و يرجع يمسك غيره .. و مصطفى و اسر وراه إبتدوا يتعاملوا مع الباقى ..
مهاب و مراد كانوا لسه خارجين لمحوا المنظر من على بُعد .. مراد بتلقائيه إتنفض و شاور لمازن يسرّع و يوازيهم و فعلا إتحركوا لحد ما لمحوا الموقف عن قُرب .. مراد غمّض عينيه بعنف لمجرد الذكرى اللى هاجمته من نفس الموقف معاه .. و مع عاصم بردوا ..
مارد مكنش معاه مسدس كان ماسك واحد من رقبته بإيد و بيتفادى بيه الضرب و بيتعامل بالإيد التانيه و بيضرب برجله كمان .. مراد أبوه فتح التابلوه مسك مسدسه حدفهوله و مارد لفّ براسه ورا يلقفه و هنا مخدش باله من الرصاصه اللى راحت لكتفه و وراها التانيه .. مراد أبوه جسمه إتنفض بحركه ملحوظه كإن الرصاثه جات ف جسمه هو حرّكته .. مارد إتحامل على نفسه و إبتدى يضرب بالمسدس اللى أخده .. و مراد و مهاب وراه بعربيتهم و الوضع بيتأزم ..
مارد شاور لمازن بعينيه ع المسدس و رجع شاورله على عجل العربيه .. مازن مفهمش او تقريبا فهم بس مقدرش يستوعب عايز يعمل كده ليه .. لو فرقع العربيه هو فيها هيتأذى كمان ..
مراد أبوه لاحظه ف بص لمازن: هو عايز ايه منك ؟ مازن: عايزنى افرقع العربيه .. العدد اللى معاه جوه كتير و طالما عايزنى اعمل كده يبقا شكله مش هيعرف يخلّص إلا بكده مراد ابوه بفزع: هو إتجنن ؟ لاء طبعا إستنى قرّب منهم و انا
قطع كلامه مع صوت العربيه اللى فيها مارد بتنفجر و بتتشقلب من ع الكوبرى .. مراد بصّ بفزع: اقف يا مازن .. اقف وقف بعربيته و نزل منها فوق الكوبرى و هنا لمح العربيه بتتشقلب و هى موّلعه .. مراد إتفزع و مهاب نزل جرى وراه بيتلفّت بجنون حواليه و هنا لمح مارد ع الارض إتشقلب من العربيه قبل ما تولع بثوانى .. مارد قبلها اما شاور لمازن و مفهمش شاور لمصطفى اللى رغم من إنه كان بعيد إلا إنه فهمه عايزوه يعمل ايه و إستنتج هو كمان هيعمل ايه .. مصطفى ولّع حاجات و حدفها على العربيه ف إختلّ توازنها و منها ضرب رصاص ع العجل فرقع .. العربيه لفّت حوالين نفسها بعدها إتشقلبت مولّعه .. هنا مارد إتشقلب منها ع الرصيف قبل ما تقع و كان ماسك واحد من اللى كانوا فيها شقلبوه معاه ..
أبوه لمحه راح بلهفه عليه و وراه مهاب .. سبقه مصطفى اللى وقف بعربيته و راحله و وراه اسر اللى كان معاه عمر أخوه ف العربيه و الكل إتلم حواليه .. مارد قام و الراجل اللى معاه ف إيده .. و شاور لأسر: جيبت اللى قولتلك عليه معاك ؟ اسر: بس مارد بغيظ: إخلص جيبت ؟
اسر: اه العربيه اللى طلبتها ورا اهى و فيها اللى طلبته .. انت صحيح اما كلمتنى مفهمتش بس كلمت حد حصّلنى بيهم مارد هزّ راسه وراح ناحية العربيه .. مسك الراجل اللى لحقه من اللى كانوا بيطاردوه و حدفه ف العربيه قدام الدريكسيون .. ميّل كلبش رجله ف العربيه بكلابشات و كلبش إيده بدريكسيون العربيه .. و ظبط العربيه اللى كانت بتتحرك إتوماتيك على مكان محدد تقف فيه فتحلها ال GSP تمشى عليه و قفل العربيه ع الراجل و إبتدت تتحرك مكان ما مارد موجّهها ..
مشيت العربيه و مارد إتلفّت على موبايله طلّعه من جيبه و بيصوّر الطريق اللى مليان جثث من اللى كانوا بيطاردوه و عربيات موّلعه .. أبوه جاى بلهفه من وراه لمحه مبتسم اوى و بيصور .. إستغرب رد فعله و لسه هيقرّب لقاه مسك موبايله و فضل يقلّب فيه بعدها كلّم حد.. فوقف يسمعه بإنتباه اوى..
مارد ضحك بصوت عالى: عاصم باشااا .. ضيف لقايمة فشلك الذريع واحده من اهم و اكبر اعمالك الفاشله .. و هى إنك مبتعرفش تختار رجالتك .. عشان اما تبعتلى رجاله لأكتر من مره و ارجّعهوملك جثث يبقا يا انت اللى غبى يا رجالتك .. يا ترى الغباء من مين ؟ مين ؟ عموما لو عايز تثبتلى ان الغباء مش منك تعالى اقف قصادى راجل لراجل و انا اوعدك إنى ادخّلك البلد بنفسى رغم إنك مطرود زى الكلب منها و بردوا هخرّجك منها بدون غدر .. عاصم بضحكة شر: نفس غباء أبوك مارد بعنف: انا أبويا اشرف من ان إسمه حتى يجى على لسان كلب زيك ف يتنجّس .. انا مش عارف ازاى صدّقتك ف يوم .. بس و حياة أبويا و كسرة قلبه لا اكسرك تحت رجلى.
عاصم ضحك بصوت عالى مارد بادله نفس الضحكه: عموما انا باعتلك هديه حلوه .. بس للإسف مش هتجيلك لعندك .. الكلاب بتوعك فى كلب منهم سيبتهولك و بعتّه مع عربيه مجهزّهالك مخصوص فيها قنبله هيدروجينيه .. و ظبطت العربيه تقف ف ... ف ... ف ... بص هسيبك انت تخمّن هتروح لأى مكان يخصّ مصالحك هنا يدمرهولك .. عاصم بغلّ: ااه يا ابن الكلب و حياة أبوك ما هسيبك مارد بحده: انا اولى إنى احلف بأبويا .. و حياة أبويا انا اللى ما هسيبك .. و قولتهالك قبل كده يوم ما هتشوفنى هخلّى شوفتك ليا اسوء من اسوء كابوس ممكن تشوفه ف حياتك ..
مارد قفل ف وشه و نفخ بعنف و بيلفّ لقى مراد أبوه واقف وراه و على وشه إبتسامه واسعه قووى بتقول إنه سمعه ..
مارد إتوتر شويه و مشى عدّى من جنبه راح ناحية اسر و عمر و مصطفى .. مراد محاولش يعترض طريقه لمجرد قلبه اللى بيرقص من إحساسه اللى شويه شويه بتظهر حاجه تأكّده .. مارد راح و اسر أخده على عربيته و مصطفى و عمر ركبوا معاه و قبل ما يطلعوا كان أبوه شاور لمهاب و مازن إنه هيطلع معاهم و هما مرضيوش يمشوا و ركبوا معاه...
مارد بغيظ: يخروبيت أبوك .. مفيش إسعافات ف ام المخروبه دى و لا ايه ؟ اسر بتريقه: لاع مش عاملى فيها سبع رجاله ف بعض ؟ خليك بئا كده لحد ما نوصل المشتشفى .. متقلقش احنا قرّبنا اهو قدامنا تلات ساعات مارد بصدمه: 3 ساعات ؟! عمر بتريقه: او اربعه على حسب الطريق بئا مارد بغيظ: هو انا ليه حاسس إنكوا فرحانين فيا يا ولاد المتضايقه ؟ اسر بغضب: ااه .. بصراحه اه .. عشان لما ترفض الحراسه معاك و تعملى فيها سبع الليل يبقا اشرب بئا مارد بغيظ: فى ظابط مخابرات يمشى بحراسه !؟ انت اهبل يا اسر كده و لا يحيي هو اللى كان نفسه ف عيل اهبل ؟
اسر بغضب: انت تس قاطعه مارد بزهق: اخلص يا هباب في اسعافات ف ام العربيه و لا لاء ؟ عمر ببرود: دى عربيتى انا على فكره و هو كان راكب معايا اما انت كلّمته .. انا بقا اشيل اسعافات ف عربيتى ليه ؟! لا انا ظابط اهبل و لا مطارد غشيم و لا ابن كلب ؟ مارد بغيظ: ظابط اهبل ؟ و مطارد غشيم ؟ اسر ضحك: و بالنسبه لإبن كلب ؟ عادى ؟ و لا موقعتش عليك ؟ مارد بغيظ: انا غلطان هتصرف طلّع بنسه من حزام البنطلون بتاعه و كان دايما بيشيلها للطوارئ اللى زى دى ..
و ابتدى يتعامل مع الرصاصه اللى ف دراعه من فوق و هما بيبصّوله بصدمه .. مراد أبوه هنا انتبه لإصابته و إنتفض بخضّه .. مراد أبوه بغضب: بتعمل ايه انت ؟ هاا ؟ فاكر نفسك دكتور ؟ اصبر ثوانى و خلاص هنوصل .. دى تعملك تلوث مارد بصّله ببرود: ليه يا باشا ؟ معلموتوناش ازاى نتعامل مع موقف زى ده ؟ بعدين انا مش عيل و اعرف اتصرف متشغلش بالك اسر بهزار: انت قلبك قاسى اووى اووى انت مش بتحس
مراد أبوه بغضب و هو بيشد من إيده الحاجه و بيتعامل هو مع الجرح: لاء عيل .. عيل و إبن عيل كمان مارد رفع حاجبه و بصّله ببرود بس ساكت ..
مراد أبوه: لما ترفض حراسه و انت عارف إنك مطارد و مهدد يبقا عيل .. و لما تورّط نفسك مع ناس بالحجم ده و تصمم تبقا لوحدك تبقا ايه غير عيل ؟ و لما تفتح قضيه بالحجم ده و انت مش مأمّن نفسك يبقا ايه غير عيل ؟ عيل و إبن عيل كمان مارد بغيظ: انت تع قاطعه مراد أبوه بغضب: انت تخرس خالص .. من هنا لحد ما نوصل تخرس .. و بعدها لينا كلام تانى الاتنين سكتوا و كمّلوا الطريق من غير و لا كلمه .. بس بيبصوا لبعض بغموض و كل واحد فيهم بنظرته بيحلل التانى و يحاول يخترق اللى جواه .. مراد أبوه لنفسه و هو بيبصّله و بيحلل جواه كل تحركاته و همساته و كلامه و حتى سكوته و شكله ..
هوو .. هو إبنى .. مستحيل يكون ده حد غير إبنى .. كلامه، غضبه، نرفزته، عصبيته، عنفه، ذكاءه، تعامله مع الموقف، هوو .. بس ليه بعيد ؟ ليه مجاليش ؟ مارد لنفسه و هو بيبصّله بشرود و تفكير لنفسه: يا ترى انت مين فيهم ؟ الظالم و لا المظلوم ؟ الفعل و لا رد الفعل ؟ انت اللى إبتديت و لا انت كنت بتصد الضربه ؟ مش عارف اصدق فيك كلمه .. و لا قادر اقتنع إنك برئ .. بس ده مش شكل واحد مفترى و ظالم .. ياترى انت ايه و وراك ايه ؟ دقايق و وصلوا المستشفى .. نزل مراد أبوه زى المجنون بسرعه قدام عيون مارد المذهول من مبالغة رد فعله ..
أبوه لف و فتحله باب العربيه و مدّله إيده اللى مارد فضل متردد شويه قدام إيده الممدوده له و محتار و مستغرب تصرفاته و الاخر سند بإيده ع العربيه و نزل و خرج لوحده !
بصّله مراد أبوه بغيظ على دماغه الناشفه شبهه .. بس ف نفس الوقت بقلق حقيقى .. قلق اب على إبنه بجد و مشاعر كتير جواه متلخبطه .. دخلوا المستشفى و مراد أبوه هبّ ف كل المستشفى و طلب اكبر دكاتره ف المستشفى و مارد بيبصّله بإستغراب منه و هو بيحاول يتجاهل نظراته .. صمم يدخل مع مارد اللى إستغرابه عمال يزيد كل شويه و الباقى إستنوا برا .. إتعاملوا مع الجرح اللى كان عباره عن رصاصتين ف دراعه .. خلّصوا و لفّوا إيده و طلبوا منه يفضل ف المستشفى بس مارد رفض نهائى و صمم يمشى و مهما مراد أبوه حاول معاه إنه يستنى بردوا رفض و ده خلاه اصر اكتر يمشى ..
ف طلبوا ينتظر ع الاقل لاخر اليوم عشان يتأكدوا ان مفيش مضاعافات .. خرج مارد ع غرفه عاديه و أبوه وراه و مصطفى كمان و الكل حواليهم .. و هما لسه عينيهم متعلقه ببعض .. كل واحد فيهم بيحاول يستخدم مهاراته كظابط عشان يقرا اللى جوه التانى .. بس كإنهم متشفّرين .. و كل واحد فيهم تايه و مش عارف يلجّم مشاعره و كإن كل واحد فيهم فقد السيطره على روحه اللى لقت وليفها ..
اسر بتريقه: ااه يا ابن الايه يا لذينه .. كل دول هجموا عليك و الاخر طالعلى بدراع إلا حته .. دول بيقولوا مش عارفين يعدّوا الجثث و لا العربيات اللى إتشحورت مارد بغيظ: اخرس.. اهو نبر اهلك ده اللى جايبنى ورا عمر ضحك: لاء دراع ايه اللى بس ؟ و تقريبا حاجب إلا حته بردوا
مارد بغيظ: اخرس انت كمان مش كفايه عربيتك من غير اسعافات .. قولتلك كام مره و نبّهتك ؟ عمر بهزار: مش كفايه عربيتك انت اللى معتش عارفها عربيه ظابط و لا عربية اسعاف ؟! مارد بصدمه و كإنه إفتكر و حط إيده على راسه بغيظ: العربيه .. اه العربيه يا ولاد الكلب عمر بضحك: الله يرحمها .. الحق هات غيرها انت بيحوّق و لا هتلحق .. عمر ضحك: الله يرحمها .. الحق هات غيرها انت بيحوّق و لا هتلحق .. لا هى اول و لا اخر واحده اسر ضحك: يا عم حد قاله هات BMW .. احسن.
مارد بغيظ: اهو نبر أبوك ده هو اللى شحوّرها .. ااه يا ولاد الكلب ده انا لسه مخلّصتش اقساطها اسر ضحك: معلش معلش مارد بغيظ: ماهو لك حق تقول معلش .. ماهو اللى إيده ف جيب أبوه مش زى اللى إيده ف ... عمر ضحك: بكره هتلاقيها ناطط ف غيرها مارد بغيظ: يا ابن الكلب منك له له له انت عندك أبوك مشخلعك و انت أبوك مدلعك انما انا عندى مين غير ربنا و المرتب.
اسر بضحك: ااه المرتب اللى بيزيد كل كام حبه لحد ما بقا 200 ف الميه مارد بغيظ: اهو المرتب ده كان هيقلب لمعاش من خمس دقايق بس .. الله يخروبيتكوا انتوا ايه اللى جابكوا ؟ اسر: هاتها المره الجايه بحمار عشان متغلبش فيها مارد حدفه بكوبايه ف إيده: و حمار ليه و انت موجود ؟ ده عيبه ف حقك
مراد أبوه واقف متابع حوارهم من بعيد .. قلبه مقتنع إنه إبنه .. و لو كان عنده مجرد شك ف خلاص شكه ف اللحظات دى إحتضر .. و إستسلم لقرار مشاعره ناحيته اللى حاول يهاجمها كتير لمجرد إنه مكنش قابل على كرامته و رجولته إنه يكون إتخدع بسهوله كده و من مين .. من كلب زى عاصم !
مصطفى موبايله رن بصّ فيه و إبتسم: ماارد دى ليليان مراد أبوه إنتبه بلهفه لمصطفى و مارد لاحظه .. مارد بعد ما كان هيقوله متقولهاش حاجه بصّله شويه و سكت و مصطفى فهم .. مصطفى فتح عليها و اخد الموبايل و خرج ليليان بعياط: مصطفى انت مع مراد ؟
مصطفى بتهرّب: مارد كان ليليان بدموع: ماله ؟ حصله ده من ايه ؟ مصطفى نفخ و هى بضيق: انا ف المستشفى على فكره .. و كنت ف العمليات و لسه خارجه عرفت من الناس هنا إنه لسه منقول لهنا متصاب و مصطفى: حبيبتى متقلقيش .. هو فعلا تعويره بسيطه و عدّت على خير و طالما هنا إطلعى إطمّنى بنفسك.
ليليان قفلت معاه و كلّمت غرام .. بعدها راحت تسأل عن مكانهم و مصطفى قفل و دخل تانى لمارد ..
مصطفى: ليليان هنا على فكره بس كانت ف العمليات و اما خرجت عرفت إنك هنا .. شويه و طالعه اسر: و يحيي كمان هنا كان عند عمار و جاى شويه و يحيي دخل بإندفاع: انت هتسيب القضيه دى و ده اخر كلام .. فااهم و لا لاء ؟ مارد نفخ بضيق و دوّر وشه ..
يحيي بغضب: عرضوا عليك ف الجهاز يزيّفوا موتك لحد ما ام الزفت القضيه دى تخلص و شغلك يبقا من تحت لتحت و انت اللى عاملى فيها سبع رجاله ف بعض مارد بعنف: اه زى النسوان يعنى .. استخبى ورا صحابى .. ابقى صاحب حق و اتدارى .. يا اخى ده اذا كان هو برغم وساخته ماشى طايح ف الكل يحيي: انت بتحمى نفسك مارد بغضب: ملعون أبو حمايتى لو هتيجى بالخوف .. و ابقى عملتله ايه بقا ؟ ابقا اثبتّله إنى عيل و خايف ؟ انا حلفتله لا أدفّعه تمن الخوف اللى قهرنى عمرى كله.
مراد أبوه كان وراهم رجع خطوه و بيحاول يستشف حاجه .. يحيي: خلاص يبقا تسيب القضيه يا مارد مارد صوته عِلى: و حياة أبويا ما يحصل إلا على موتى .. و حياة أبويا كمان مره لا اخلّيه يدفع تمن كل ده .. و يوم ما هيقع تحت إيدى هخلّي الموت اللى انت عايز تحمينى منه ده يبقا حلم بالنسباله يحلم بيه كل لحظه هتعدّى عليه و هو تحت إيدى .. هخلّيه يتمنى رصاصة الرحمه اللى تطلع من مسدسى عشان ترحمه من اللى هيشوفه منى و بردوا مش هدهاله .. كل اللى عمله كوم و قهرة أبويا و وجعه كوم تانى لوحده.
يحيي: مارد انا خايف عليك مارد: و انا قولتلك إنى اللى بينه و بينى تار شخصى .. يعنى مش هيخلص بالقضيه .. و انت عارف ده كويس .. و لو وصلت لإنى افرقع القضيه و اجيبه تحت رجلى هفرقعها ف سبيل إنه ميفلتش منى .. يحيي بضيق: مارد عاصم وسخ و هيلعبها معاك بوساخه انت متعرفهوش اسألنى انا .. مارد بعنف: اذا كان عاصم وسخ انا اوسخ من اللى خلّفوه ..انا مش زى أبويا .. ده حق أمى و أختى و مش هسيبه .. حق أمى اللى إندفنت بالحيا تحت رحمته و حتى يوم ما خلّصتها من تحت إيده زرع الخوف جواها و خلّاها عندها استعداد تبيع كل حاجه حتى حياتها و تفضل بعيد ..
مارد حدف كلامه و لسه بيتحرك لبرا لمح أبوه واقف على بُعد منهم بس بيبصّله قوى و نظرته بتقول إن الحكايه مبقاش فيها شك و لا بقا ينفع يفضل بعيد تانى ..
مارد نفخ بغيظ و خرج زى العاصفه راح على غرفة عمار اللى كان متصاب من قبل و ف المستشفى .. مراد كل مدى شكوكه ناحية مارد بتتأكد و إنهارده خلاص معتش فيها شكوك .. بعد اللى حصل و سمعه كل شك كان عنده إتبخر .. بس اللى مقدرش يفهمه ليه بعيد ؟ ليه مجاليش ؟ معقوله اختار يبعد بمزاجه ؟ و لا همسه قالتله ايه بالظبط خلّته يختارها و يخسره ؟
مراد فضل واقف كتير و مهاب جنبه و مازن معاهم لحد ما لمح غرام جايه من بعيد و اللى كانت ليليان بلّغتها باللى حصل .. مازن بإستغراب: غرام ؟! ايه اللى جابها هنا دى ؟ مهاب إنتبه لها و بصّلها قوى و قبل ما يتحرك ناحيتها لمحها بتسأل حد من الدكاتره .. غرام بقلق: فين المقدم مراد عبد الله ؟ الدكتور: إسألى على غرفته تحت ف الريسيبشن غرام بنرفزه: مانا عارفه يا بنى ادم انت و اكيد سألت .. بس مفيش حد ف غرفته .. هو فين ؟ الدكتور: معرفش انا كنت
قطع كلامه اما غرام سابته و مشيت إتحركت بعيد ف بصّلها بضيق و مشى .. غرام طلّعت موبايلها و كلّمت مارد .. مارد جوه اول ما لمح موبايله إبتسم من وسط غضبه على غرامه اللى دايما جنبه قبل اى حد و رغم اى حاجه .. بتلقائيه خمّن إنها برا و ده خلّاه مردش و خرج .. إتلفّت عليها لحد ما لمحها ف راح عندها .. مازن لسه رايح عندها مهاب لمح مارد بيقرّب ناحيتها و على وشه ابتسامه مالهاش غير معنى واحد بس .. إنه هو مراد اللى سمع عنه منها و من خالها ..
مهاب إبتدى بشكل سريع يربّط الكذا حاجه اللى عرفهم عنه ببعض ف إبتسم اوى و بصّ لمراد أبوه اللى تقريبا وصلتله نفس الفكره .. مراد أبوه بحده: هو ده مراد اللى انت نازل فيه شتيمه من بدرى ؟ و قدامى ؟ مهاب بغيظ: و انا ايش عرّفنى يا اخى ؟ و بعدين شكله رخم زى اللى خلّفه مراد رفع حاجبه بغيظ: منك لله انت و اختك يا شيخ
سكتوا و إبتدى يتابعهم من بعيد ..
مارد قرّب من غرام اللى كانت مدياله ضهرها و بتنفخ غرام بغيظ و هى باصّه ف الموبايل: يا اخى مش عاتق نفسك من البرود حتى و انت متنيل ؟ مارد من وراها: و مين بقا اللى قالك إنى متنيل ؟ غرام إلتفتت ناحيته و لسه هتتكلم لمحت دراعه المتصاب و كذا كدمه ف وشه .. غرام بقلق: ايه ده يعنى بجد ؟ فيك ايه مالك ؟
مارد إبتسم بحب على قلقها و حط إيده بكوميديا على صدره: ااه هموت يا غرامى هموووت .. شوفتى بموت من غيرك ازاى ؟ غرام إنتبهت لهزاره ف خبطته بخفّه على صدره: فيك حيل لسه تهزر ؟ مارد مسك إيديها اللى ضربته باسها: طبعا اهزر و اضحك كمان .. حبيبتى اللى اعلنت غضبها عليا من غير ما تدينى فرصه حتى اقنعها دلوقت جايه تتلزّق فيا .. اهزر بقا و لا لاء ؟ غرام بغيظ: اتلزّق فيك ؟ تصدق انا غلطانه ان جيتلك مارد شدها بسرعه: انتى هتسيبينى تانى ؟ انا قولتلك قبل كده اوعى تسيبينى .. فااهمه .. اوووعى
مهاب متابعهم و مبتسم ... مراد أبوه جنبه رفع حاجبه: و ده من امتى ده ان شاء الله ؟ مهاب إبتسم: كده انا تقريبا فهمت .. مارد هو اللى جنن الهانم و طيّر البرج اللى فاضل من دماغها .. و اما سافرت تايلاندا تقريبا كان ف نفس الوقت اللى عرفنا ان مارد كان هناك مع همسه .. يعنى هو مراد بغيظ: مممم طب ما تروح تطربقها على دماغهم يلا مهاب رفع حاجبه بهزار: لاء مرادغبغيظ: شوووف ازااى
عند غرام و مراد ... غرام إبتسمت اووى بحب على تمسّكه بيها و بصّت لإيده المتبته فيها و رفعت حاجبها: ممم و ده من امتى ده بقا ان شاء الله ؟ مارد إبتسم: طول عمرى .. غرام انا من يوم ما شوفتك و انا متمسك بيكى و انتى عارفه ده كويس .. يمكن مبعرفش اتكلم .. بس انتى عوّدتينى تفهمينى من غير كلام زى ما عوّدتينى تصدقينى و تثقى فيا بردوا من غير كلام معودتنيش ابدا اتكلم و متصدقنيش غرام حست بصدق كلامه بس بردوا مش فاهمه ..
بصّتله بعتاب: انت كذبت عليا يا مارد مارد بصدق: و حياة الحب اللى حبتهولك عمرى ما كذبت عليكى من اول لحظه شوفتك فيها لحد اللحظه اللى احنا فيها دى غرام إبتسمت للصدق اللى لمحته ف عينيه اللى رغرغت كإنها بتترجاها متتخلاش عنه .. غرام بتلقائيه: انا قولتلك انى عمرى ما هتخلّى عنك .. نختلف اه بس زى اى اتنين سايبين المشاكل تعمل فيهم زى ما تعمل بس بردوا إيديهم دايما مكلبشه ف بعض و لا عمرها هتفلف إلا اذا انت اللى سيبتها بإرادتك ..
ساعتها مش هتلاقينى جنبك .. انا مش محتاجه اكتر من إيدك تكون ماسكه فيا جامد .. و متفلتش ولا مره في الزحمه .. مارد بإندفاع: و انا عمرى ما هسيب إيدك غرام بعتاب: متأكد ؟ مارد بصدق: طبعا ..انا ممكن اخبّى عليكى حاجه و ساعتها تأكدى إنه هيبقى غصب عنى لكن اسيبك لاء .. لا بمزاجى و لا غصب عنى .. غرام انا خوفت عليكى من مشاكلى و كنت قررت ابعد و ساعتها كان هيبقا غصب عنى بس مقدرتش غرام: طب و موضوع رحاب ؟
مارد لسه هيتكلم لحقته بسرعه: و ارجوك متقوليش مينفعش .. انا احترمت صراحتك و قدّرتها بس غموضك ده اللى مش هقدر عليه .. انا كنت شاكه من الاول ان فى حاجه مش مظبوطه و لعلمك بقا الحاجه اللي البنت شاكه فيها بتطلع صح أكتر من الحاجه اللي الراجل متأكد منها
مارد إبتسم و سكت شويه غرام: انا اتحايلت عليك كتير وقتها اعرف و انت سكت .. و ادينى دلوقت عرفت و بردوا ساكت .. ف ده مالهوش غير معنى واحد و هو إنك قاطعها مارد بسرعه: إنى ايه يا غرام ؟ إنى خونتك؟ انتى بجد فكرتى كده ؟ مصدقه نفسك ؟ غرام: و الله لكل فعل رد فعل مساوي له .. يعني متخبطش الكوره في الحيطه بقوتك و تزعل لما تترد في وشك بنفس القوه .. كان المفروض تحطنى قدامك و انت بتتصرف .. يا متزعلش بقا لما رد الفعل يكون ع الاقل مساوي للى عملته انت ..
مالهاش معنى تانى غير اللى بتلوم عليا إنى فهمته .. الا اذا انت عندك حاجه تانيه تفسرلى بيها اللى حصل مارد إتنهد: انا عمرى ما خونتك لا بمزاجى و لا غصب عنى و انتى اكيد حاسه بده .. اللى حصل ان رحاب عمامها غصبوا عليها تنزل معاهم مصر و تقعد عندهم بعدها معرفتش عنها حاجه إلا اما كنت ف المستشفى و إبن عمها جاه يسأل عليها عندى وقتها عرفت إنها سابتلهم البيت .. دوّرت عليها لحد ما لقيتها و عرفت منها إنهم عايزين يسرقوا ورثها من أبوها و عمها غصب عليها بالجواز من إبنه .. ساعتها قعّدتها ف شقتى انا و مصطفى لحد ما نتصرف .. و قبل ما اعمل حاجه عمها كان سايب حد يراقبنى و اما عرف إنى لقتها جاه ياخدها و كانت بتاخد حمام .. غرام بضيق: و انت كنت معاها ف الشقه صح ؟
مارد لسه هيتكلم ف لمح ضيقها: هو انتى مفكره ايه ؟ إنه حصل حاجه يعنى ؟ غرام بسرعه بغيظ: ده انا كنت قتلتك مارد إبتسم قوى و هى كزت على سنانها: بس ده مش معناه إنك مغلطش .. خدتها بيتك ماشى .. ايه بقا اللى يوديك ؟ مارد: غرام انا قولتلك قبل كده علاقتى بأبوها عامله ازاى و هو عمل ايه عشانى .. انا بس روحت اشوفها لو محتاجه حاجه غير إنى كنت هقولها لو عايزه تسافر تانى ممكن اسفّرها .. بعدها عمامها جوم و شافوها خارجه من الحمام و عملوا فيلم اجبرونى بيه افبرك الورقه اللى انتى شوفتيها دى غرام إبتسمت: يعنى الورقه دى مفبركه هااا ؟
مارد ابتسم: و الله المفروض إنك تبقى عارفه ده لوحدك .. انا قولتلك قبل كده عن اكتر تلات حاجات فيا .. و اعتقد إنك فاكراهم غرام إبتسمت: قلبى رفض يصدق إنك خونتنى او إنك ممكن تخون اصلا .. مارد إبتسم: و اما انتى رفضتى تصدقى سيبتينى ليه قبل ما تفهمى ؟ غرام: إتصدمت .. مكنتش متوقعه منك ده لإنك زى ما قولتلى إنى عارفه عنك ملكش ف إنك تخون ف كنت مدياك الامان .. ف إتوجعت لمجرد إنى مكنتش متوقعه منك ده.
ف كان لازم افهم .. مراد انا شوفت ورقه الجواز العرفى إتجننت .. صُعب عليا نفسى إنك منين متجوز الهانم و عرفى و منين مأخّر جوازنا بحجه الظروف و أبويا ؟ مارد إبتسم: طب بمناسبة أبوكى إتكلى بقا عشان هو هنا غرام رفعت حاجبها: هتهرب تانى ؟ مارد ضحك: المرادى لازق و اوى كمان و هتعرفى ان لزقتى فيكى عمرها ما هتتفك .. انا اصلا فهمت ليه احنا مكلبشين اوى كده ف بعض ؟ ده كلبشه ربّانى يابنتى غرام مفهمتش: يعنى ايه ؟ انت كلمت بابا ؟
مارد إبتسم: و الله لو كلّمته دلوقت ممكن يولّع فيا .. لكن اوعدك اللى قدامى خلاص هان اوى و ساعتها هكلّمه و انا واثق إنه هيعملى خاطر غرام إبتسمت: ايه الثقه دى ؟ مارد: ده حبيبى غرام رفعت حاجبها و مارد إبتسم: المهم يلا بس روّحى انتى دلوقت و صدقينى هفهمك كل حاجه غرام بحب: ماشى بس ابقى طمنى عليك مارد: انا خارج اصلا متقلقيش.
غرام مشيت خطوتين بعدها وقفت و بصّتله: اوعى تخبى عليا حاجه تانى يا مارد .. حتى لو بخصوص شغلك انا عمرى ما هأذيك .. حتى لو انت غلطت تعالى و قولى ساعتها صراحتك هتشفعلك عند قلبى مارد إبتسم و غمزلها و هى إبتسمت ..
مارد لفّ و دخل و هى إتحركت شويه و هى مبتسمه بس بسرعه إبتسامتها اتبخّرت اما لمحت أبوها بيقرّب منها غرام إتنهدت بضيق: بابا ؟ مهاب رفع حاجبه و كتم إبتسامته: كنتى فين يا غرام ؟ جايه لمين هنا و بتعملى ايه ؟ غرام سكتت شويه: كنت جايه لمراد يا بابا .. عرفت من أخته إنه عمل حادثه و جاه هنا .. شوفته و ماشيه مهاب غصب عنه إبتسم لصدقها: ممم و يطلع ايه بقا مراد عشان تجيله ؟
غرام بضيق: خطيبى مهاب رفع حاجبه: نعمم ؟ و ده مين بقا اللى وافق عليه ؟ غرام بخنقه: و متوافقش عليه ليه بس ؟ مهاب: و الله هو مجاليش عشان اوافق و لا ارفض غرام بعتاب: و هو حضرتك كنت إديته فرصه يتكلم معاك و هو معملش ده ؟ بابا انت رفضته حتى قبل ما تشوفه .. حكمت عليه من غير ما تسمعه و ده ليه يعنى ؟ عشان إتحط ف ظروف غصب عنه ؟ هو فى حد بيسيب اهله بمزاجه ؟
مهاب سكت شويه اما لمح مراد أبوه جنبه بيبصّله بعتاب: عندك حق .. بس انا خوفت عليكى و خوفى عليكى هو اللى خلّانى إندفعت غرام بزهق: خوفت عليا من ايه يابابا ؟ من مارد ؟ مارد ميتخافش منه و يوم ما تخاف عليا يبقا خاف عليا من بُعده عنى مش وجوده معايا مهاب إبتسم: للدرجادى ؟ غرام بثقه: و اكتر من الدرجادى .. حتى لو مكنش له اهل انا مكتفيه بيه و جدا كمان .. مارد راجل و كلمته لوحدها كفايه مش محتاجه كبير يعنى حتى لو موصلش لأبوه انا بردوا مكتفيه بيه ..
مهاب بعتاب: لدرجة تسافريله يا غرام ؟ و تقعدوا يومين لوحدكم ؟ غرام بسرعه: و الله انا كنت مسافره لشغلى فعلا .. اه إستغلتها فرصه عشان اقابله بس حقيقى كان شغل .. ثم ان انا قعدت مع طنط همسه و اد ايه حبيتها و إرتاحتلها .. و هى مسابتناش اصلا لوحدنا و لا سابتنى خالص مهاب إنتبه: همسه مين ؟ غرام بإستغراب من تركيزه: أمه مهاب إبتسم و مراد أبوه إتنهد بصوت عالى جدا و بصّلها قوووى و إبتسم جداا و غرام لسه هتتكلم بصّت وراها للصوت اللى جاى عليهم و إبتسمت: ... مراد عيونه لمعت و..
رواية مارد المخابرات رومانسية إثارة تشويق بلا حدود
رواية مارد المخابرات الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الرابع والأربعون
غرام بضيق: مراد ميتخافش منه و يوم ما تخاف عليا يبقا خاف عليا من بُعده عنى مش وجوده معايا مهاب إبتسم: للدرجادى ؟ غرام بثقه: و اكتر من الدرجادى .. حتى لو مكنش له اهل انا مكتفيه بيه و جدا كمان .. مراد راجل و كلمته لوحدها كفايه مش محتاجه كبير يعنى حتى لو موصلش لأبوه انا بردوا مكتفيه بيه .. مهاب بعتاب: لدرجة تسافريله يا غرام ؟ و لوحدكم ؟
غرام: و الله فعلا انا كنت مسافره لشغلى .. ثم ان انا قعدت مع طنط همسه اصلل و اد ايه حبيتها و إرتاحتلها و هى اصلا مسابتناش لوحدنا مهاب إنتبه: همسه مين ؟ غرام بإستغراب من تركيزه: أمه مهاب إبتسم و مراد بصّلها قوووى و مره واحده إتنهد بصوت عالى جدا و إبتسم مهاب: شوفتيها فين ؟
غرام: ف تايلاندا .. ماهو عرّفنى عليهم هناك مامته و ا أخته .. و لو كنت إدتنى فرصه انا اللى كنت هقولك هو وصل لمامته و اخته و قرّب يوصل لباباه .. كل اللى محتاجوه شويه وقت يا بابا مهاب إبتسم اووى و مراد جنبه إتنهد براحه على احساسه اللى خلاص إتوثّق ..
مراد كان زى التايه لمجرد إنه مش فاهم الصوره المرسومه قدامه دى إترسمت ازاى و مين وصّل الوضع لكده ؟ معقوله تكون همسته باعته رخيص كده ؟ طب و ولاده ؟ باعتهم هما كمان و لا ياترى هما اللى باعونى ؟ عرفونى بس إختاروها ؟ مارد شكله عارفنى و اوى كمان يبقا ايه ؟
حس إنه محتاج ياخد خطوه لورا عشان الرؤيه توضح قدامه شويه .. شرد بتوهان و مهاب لفّ دراعه حواليه و حاول يتحرك بيه .. غرام إستأذنت و مشيت اما لقتهم هيمشوا .. مراد وقف كتير ف الطُرقه و قبل ما يخرج لمح ليليان جايه من بعيد ف إبتسم اووى و وقف على صوت ضحكتها و إستنى يشوفها ..
مصطفى طلع جابها و دخلوا عند مارد و هى اول ما دخلت رمت نفسها ف حضن مارد و كلبشت فيه و إبتدت تعيط .. مراد أبوهم متابع من بعيد و عقله عمال يربط الاحداث .. صحيح لسه عنده حلقه مفقوده ملقهاش و اللى هى فيها التفسير لكل حاجه وصلها حصلت ازاى .. بس المهم إنه وصل للى عقله إقتنع بيه .. ان دول ولاده و ده كفايه .. ليليان قعدت و مراد عينيه عليها بيبصّلها بلهفه و عمال يشبع من ملامحها .. يحيي قرّب منهم و ليليان قامت بلهفه سلّمت عليه ..
يحيي بحب: وحشتينى يا لولى .. بقا تبقى ف مصر من قد كده و مشوفكيش غير كام مره بس ؟ ليليان إبتسمت: معلش يا عمو يحيي بس انت و الله متعرفش .. انا مطحونه ف الشغل من وقت ما جيت مارد بهزار: شغل ايه ما تخلّى الطابق مستور .. ده بيدلعوكى عشان عارفين هنا إنك أخت المارد ليليان ببراءه: دلع ايه يا لطخ ؟ ده انا تقريبا مبخرجش من العمليات .. متاخده فحت ردم .. انت فاكرنى زيك ببلطج ؟
يحيي ضحك اوى و مارد بصّلها بغيظ و شاور على نفسه ليليان هزت راسها اه بضحك .. ليليان بهزار: بالمناسبه يا عمو يحيى عندى سؤال واحد و محشور ف زورى مش عارفه ابلعه ف لازم ينط يحيى ضحك: خلّيه ينط ليليان: حبة العواطليه دى بيعملوا ايه عندك ف الجهاز ؟
يحيي ضحك و هى مطّت شفايفها: لاء بجد العيال دى بتشتغل ايه يا عمو يحيى ؟ مارد طقّر على قورتها بخفّه: عواطليه ؟ ليليان: انت بالذات تخرس .. ده انت اول العواطليه عمار شبّ براسه لفوق من ع السرير: اخرسى لا احسن انتى بتنفخيه و هو بينفخنا ليليان بهزار: لاء إستنى بس .. اسر باشا بيقضّى نص الصيف ف اسكندريه و تلات اربع الشتا ف الاقصر .. و كل شويه يرفعله صور هناك .. بيشتغل امتى مش عارفه اسر برّق: يخربيتك.
ليليان: مَن كان أبوه سيد القبيله و انت أبوك القبيله بحالها اسر: اهو القبيله ده مبينفخش غيرى ليليان بضحك: و عمار باشا عماار بغُلب: نعممم ؟ ليليان ضحكت: لتالت مره ع التوالى بنزل المول الاقيه هناك .. بينزل مع مراته السوبر ماركت .. و ده بقا ليييه عشاان فاضى .. انا اول مره اشوف ظابط شحط بينزل يتسوّق عمار ضحك: مارد باشا انا بقول تاخد أختك و تروّح .. يلا شكر الله سعيكم .. يلا إفتحوا سكه.
ليليان ضحكت اكتر: نيجى بئا ع المارد مارد بصدمه: لاء انا مش هفتح سكه انا هفتح دماغها كده ليليان ضحكت: مارد باشا اللى بيصحى و ينزل شغله بعدى و يخلّص قبلى .. بيعملها ازاى دى سبحان الله يا رااجل ده بينام للضهر .. بيشتغل ايه عندكوا مش عارفه.
يحيي هزّلها إيده و عض شفايفه يعني ميعرفش و هى ضحكت: و ده ليه بئا ؟ هاا لييييه ؟ عشان انت مدلعهم يا يحيى .. مدلعهم اووى كمان مارد بغيظ: يخروبييت أبوكى ليليان ضحكت بنرفزه: لاء لاء لاء لاء لاء يا يحيى .. مش عاجبنى انت .. مش شاكمهم كده السؤال هنا بئا انتوا بتشتغلوا ف مخابرات أبوكوا ؟ هو امن البلد باظ من شويه .. ماهو من العته ده مراد أخوها برّق: عته ؟! ليليان ضحكت: اه و ربوناا .. يا راجل ده انت بتقعد ف الكباريه اكتر من بيتكوا اسر ضحك: ماهو انتى مجربتيش تمسكى مهمه.
ليليان بتريقه: ايون ايون عارفها انا المهمه دى ..المهمه اللى بيعلّموكوا فيها تشقطوا ازاى .. و يدخل الواحد فيكوا كباريه يخرج ب سلعوّه ف دراعه شاقطها مارد رفع حاجبه: شا أيه ياختى ؟! ليليان ضحكت: أقطها .. شاقطها .. ايه متعرفهاش ؟ دى تخصصك .. و قال ايه بيسحب منها معلومات و الاخر ترسى على إنها هى اللى بتسحبه زى البغل على بيتها مارد برّق: بغل ؟ ليليان بهزار: اه و ربونا .. اشمعنا انا متاخده رايح جاى ف المستشفى ؟ هااا ؟ اسر: ده قر علنى بئا مارد بغيظ: لاء قرّ ايه ؟ ده بعد ده كله الجهاز هيولع بينا و مش هنلقى بوق مايه يطفينا ليليان ضحكت: ياراجل ده انا وصلت لمرحله إنى بستأذن المريض قبل ما اكح و لا انزل اجيب كيس شيبسى .. عبوكوا كلكوا يا كلاااااب.
مارد بغيظ: عبوكى انتى ياشيخه اسر بتريقه: الا صحيح يا لولى شايفك بدأتى تتقبّلى موضوع اللدغه اهو و تاخديه ب إريحيه كده و لسانك بقا مَرِن .. معتيش بتستبدلى الكلمه اللى فيها حرف ال ر بأختها ليليان بغيظ: شيت اسر بإستفزاز: لاء قولى إخرس ليليان: يا حماغ ( حمار ) الكل ضحك ...اسر: ع اساس إنها هتفرق .. طب قولى امر امير الامراء بحفر بئر ف الصحراء ليليان بغيظ: اااه يا كلب البحغ ( البحر ).
مارد أخوها ضحك: مره كنا ف مهمه و محمد كان واخد رصاصه و خرّجناها بس للإسف فى باقايا منها فضلت ف دراعه و عملتله تلوث و عقبال ما جينا كان تعب اوى كل الدكاتره قالت عنده تلوث ف الدم و يمكن يموت جيبت الحلوه دى كشفت عليه و إكتشفت إنه تلوث جزئي بس ف الدراع بس مكان الرصاصه و ده إسمه طبياً غرغرينا كلنا على اعصابنا برا و هى المفروض تطلع تقول إنه طلع عنده غرغرينا قولى كده قولتيها ازاى اسر ضحك: اه قولى غرغرينا كده.
ليليان بغيظ: عرفت اقولها على فكره .. غغغاغغ .. غغغاغ .. يوووه قولها يا حمار مارد ضحك اوى و الكل معاه .. أبوها برا غصب عنه ضحك .. ضحك اوى من قلبه .. إفتكر من صغرها بتتغاظ اوى من اللدغه و هو اللى علّمها تتفاداها و تبدّل الكلمه .. مارد بإستفزاز لها: لالالالا و الانكت من كده إنها مبقاش تاخد صوباع رجلها على اعصابها ..
بص على رجلها و ضحك: و شايفها بقت تاخد الموضوع بقبول اهو و بدأت تلبس شباشب و صنادل ليليان و هى بتغطى كف رجلها بغيظ: لاء لابسه بوغلينه ( بورلينه ) مارد بيستفزها: مبقتيش ام رجل مسلوخه يعنى؟ ليليان بغضب طفولى: بس يا هباب البغك ( البرك )
مراد برا عينيه بتلقائيه راحت على رجليها و ضيّق عينيه بتركيز اووى .. عينيه دمّعت للذكرى .. قلبه كان قال كلمته و إنهارده عقله كمان حسم الامر ..
الكل جوه ضحك و يحيى بهزار: بس يا لطخ منك له له له و بص ل ليليان بإبتسامه: هو الحلو بيكمل ؟! الحلو مبيكملش
ليليان بكسوف طفولى مصطنع بضحك: يعنى انا حلو يا حلو يحيى ضحك بهزار: طبعاا ده انت الحلو كله .. ده انت رز بلبن على مهلبيه .. و عشان الحلو مبيكملش لازم تلاقيه كده لسانه مقطوش حته ليليان برّقت: مقطوش !؟ يحيى ضحك: او صوباعه مخروط حته ليليان برّقت بضحك: مخروط !؟ يحيى ضحك: او خدوده مسلوق حته ليليان بغيظ طفولى: ايه ده بس بس بس انت جعان يا يحيى ؟
يحيى ضحك: انا بس بقول ليليان ضحكت بغيظ: لاء انت متقولش انت كفايه اللى قولته .. اسكت يا يحيى انت خلّتها خل حالص .. بتقولى رز بلبن على مهلبيه .. ده انت خلّتها عتس على ملوخيه اسكت مارد ضحك: ده انت سيد الحلوين حاجه كده شبه القمر دين
مراد أبوها كان واقف برا و متابع الحوار من بعيد .. قلبه بيرفرف .. روحه سابقاه لعندها .. خايف يقرّب .. هو مش فاهم حاجه و مستنى يفهم او ع الاقل مستنى نتيجه التحليل لمجرد إنه خايف عليها من مفاجأة الموقف و مستنى يكلم مارد الاول ماهو لازم يفهم .. و قبل ما يتحرك لمحها خارجه لوحدها .. ليليان و هى خارجه: مارد هنزل اشوف اللى ورايا ف المستشفى و قبل ما تخرج تعدى عليا.
مراد أبوها بعد ما كان هيمشى رجع وقف و إبتسم بلهفه مهاب شاورله: إستنى اتكلم مع مارد الاول .. لازم تفهم و تسمع منه الاول مراد إبتسم: اه و قبله هسمع من يحيي .. لاحظت ان يحيي قريب من مراد اوى و من الواضح إنه يعرف ليليان كمان .. عايز اسمع منه يعرف ايه عنهم مهاب: طب هتمشى ؟ مارد اصلا مصمم يخرج.
مراد: عايز اشوف رد فعلها اما تشوفنى .. الدكتوره قالت إنها متعلقه بأبوها لدرجة بتحلم بيه و رسماله صور كتير ع الورق و ف خيالها .. لدرجة إنها اما إحتاجت حد جنبها ف اصعب الظروف اللى مرّت بيها لجأت لشبح أبوها اللى موجود جواها رغم بُعدهم عن بعض .. و بقت تشوفه و تكلمه .. عايز ابص ف عينيها و هى بتشوفنى .. المح اذا كنت شبه الصوره اللى رسمهالى جواها و لا لاء ..
ليليان مكنتش شافت مراد قبل كده .. لأول مره تشوفه كانت ف حادثة الطياره و كانت وقتها ف غيبوبه و متحققتش منه و اما فاقت إفتكرته تهيئات .. و تانى مره اما إستدعوها ف الجهاز مشى قبل ما تفوق .. مشافتهوش حقيقه و لا عن قُرب .. كل اللى شافته كان ف تخيّلاتها اما جالها إنفصام الشخصيه و بقت تشوف حد و تكلّمه و اللى هو كانت بتشوفه ف كوابيسها و الصور اللى رسمتهاله على ورق و اللى مجرد تخمين إنه هو أبوها ..
خرجت من عند مارد و ماشيه ف الطُرقه و مره واحده إتجمّدت مكانها .. لمحت المراد .. عشقها .. بطل كل احلامها و حتى كوابيسها .. الصوت اللى كان ونيسها ف اصعب الازمات .. ليليان وقفت بجمود مكانها .. مش عارفه تقرّب و لا تبعد .. خايفه تقرّب يبقا مجرد طيف مش اكتر ..خاصة إنه شايفاه وسط ناس .. ليليان عينيها اللى قلبت بتلقائيه دمّعت .. دمّعت اوى و الدموع كترت و بقت تنزل بإندفاع .. ذكريات كل حاجه مرّت بيها بدأت تعدّى قدام عينيها زى العرض .. قرّبت منه بخطوات براحه .. براحه قووى .. و كل ما تقرّب تبتسم و تدمّع لحد ما وصلت لعنده .. وقفت قصاده مراد كان واقف مع مهاب و مازن و رؤيه و كذا حد .. وقفت قدامه ..
ليليان مكنتش عارفه ان اللى بتشوفه دايما ف تهيئات مرضها ده أبوها بس خمّنت لمجرد إنه الوحيد الغايب ف حياتها ..
قرّبت من مراد لمجرد إنه نفس الطيف اللى ملازمها .. أبوها بقا و لا مش هو .. المهم إنه سر مدفون جواها بغموض و دلوقت لمحته برا خيالها او ده خيال فعلا .. مش عارفه بس عايزه تتأكد ..
همست بدموع لمهاب: هو .. هو انت شايفوه ؟ يعنى هو موجود بجد ؟ يعنى مش متهيألى ؟ مراد غمض عينيه بوجع على لهفتها و هى بتلقائيه مدّت إيديها برعشه خفيفه و مسكت بيها وشه بمنتهى العشق .. بتحسس على وشه بجنون و عينيها متعلّقه بيه .. ليليان بصوت مبحوح: انت بجد هنا ؟ معايا ؟ مراد هزّ راسه و دموعه فكّت حبستها و هربت ..
ليليان بنفس الهمس و بتلقائيه مسكت موبايلها من بين دموعها: الدكتور قالى مينفعش امشى ورا مجرد طيف بيطاردنى و إنى لو عايزه اتأكد إنه حقيقه مش من الانفصام اسجّل صوته .. اتكلم مراد بصوت مبحوح بيخرج بالعافيه: و .. ح .. ش ..ت .. ي .. ن .. ى
ليليان غمضت عينيها بهدوء ..و فضلت مغمضه كتير خايفه تفتح متلقهوش .. مراد إبتسم من بين وجعه: مش هتفتحى تسمعى الصوت؟ ليليان و هى مغمضه لسه: عملت كده كتير و كل مره مبلاقهوش .. بيسيبنى .. مبشوفهوش مراد هنا فقد اخر سيطره له على نفسه و شدّها ف حضنه .. حضنها بتملّك .. حضنها قووووى ضمّها بكل القهره اللى جواه من يوم ما فارقته .. بكل ليله نامها من غير حضنها و بكل حلم حلمه بيها ..
مراد مكنش مركز ف حاجه .. كان زى اللى بيخبيها .. و كل ما يفتكر حاجه إتحكتله عنها يضمّها اكتر و اكتر كأنه عاوز يدخّلها جواه .. مراد من وسط توهانه فاق على جسمها اللى بيترخى بين إيديه لحد ما نخّت ع الارض .. نخّ معاها و رفع راسها و لمحها مغمضه عينيها بتوهان .. مراد حط راسها على صدره و لاففها بدراعه و مكلبش فيها اوى و مهاب ميّل جنبهم ..
مهاب: مراد سيبها مراد بعنف: لاء مهاب: قصدى تعالى ندخّلها جوه مراد هزّ راسه بعنف و مهاب: ليليان عندها القلب و كده بتختنق .. لازم تفوق مازن سابهم و نزل نادى ع الدكتوره النفسيه بتاعتها اللى قعدت معاهم قبل كده حكالها اللى حصل و طلعت معاه .. اخدوها بهدوء على غرفه من غير ما حد ياخد باله و الدكتوره دخلتلها كشفت عليها و خرجتلهم .. مراد بلهفه: مالها ؟
الدكتوره بضيق: انا اخدت فكره من مازن عن اللى حصل ...ازاى يعنى تتصرف كده ؟ كان لازم تتهيئ نفسيا لموقف زى ده .. مكنش ينفع الموقف يجيلها كده بصدمه .. كان لازم انت تقعد مع والدتها الاول .. مع أخوها .. كان لازم تتكلموا مراد بوجع: انا متخيلتش يحصلها كده و بسببى الدكتوره: اصلا الصدمات اللى من النوع ده غلط عليها .. مالهاش تتعرض لموقف زى ده عشان عندها القلب مهاب: طب و دلوقت ؟ الدكتوره: ف البدايه عملتوا التحليل ؟
مراد هزّ راسه: و هيبان كمان يومين الدكتوره: يبقا كان لازم تستنى اما يبان .. او حتى تتكلم مع أخوها و هو يمهدلها الموقف .. ليليان كان عندها إنفصام .. يعنى كانت بتشوف حد مش موجود اصلا و تكلّمه كمان .. و من الواضح ف جلسات علاجها إنها بتكلمه على إنه انت .. و من الواضح دلوقت إنك نفس الصوره اللى كانت بتشوفها ف بالتالى مبقتش عارفه هى بجد شايفاك و لا متهيألها و ده اللى دخّلها ف النوبه النفسيه دى .. دلوقت اما تفوق هتقولها ايه ؟ فى احتمال ابقى أبوكى ؟
مراد سند راسه ع الحيطه وراه بوجع و هى سكتت شويه: عموما حد قريب منها يقعد معاها و يتكلم و يمهّدلها الموقف عشان نفسيا تتقبّله .. دى مريضه نفسيا قبل جسميا كمان .. لازم انت و أخوها تتكلموا ...تخرجوا برا دايرة الصمت دى .. و شوفوا هتعملوا ايه .. و مع والدتها ده الاهم .. لإن حل اللغز ده عندها .. مراد غمّض عينيه بمنتهى الوجع و هزّ راسه حاضر و ف هزّة راسه دمعه جريت كإنها كانت متكتّفه جوه من سنين .. الدكتوره سكتت شويه: انا ممكن اساعدكوا تتخطّوا المرحله دى .. كلكوا .. بس الاول لازم افهم مراد صوت قلبه همس: مش لما انا افهم الاول
الدكتوره سابتهم و مشيت و مراد فضل ساكت كتير مهاب: ان الاوان تقعدوا انت و مراد تتكلموا بقا
يحيي نزل لتحت شاف مراد واقف زى التايه راح عليهم يحيي: مالك يا مراد ؟ مراد بصّله كتير و هو ساكت و مهاب جنبه .. مراد بصوت مكسور: انت تعرف ايه يا يحيي عن مراد ؟ يحيي بضيق: مراد فهّمنى بس الخلاف اللى مراد صوته إترعش: تعرف ايه يا يحيي عن مراد ؟ مراد انت استاذه و مديره و صاحبه و اكيد تعرف عنه كل حاجه .. قولى كل حاجه عنه .. إبنى عاش فين و ازاى و مع مين ؟ سابنى بمزاجه و لا غصب عنه ؟
مهاب: اكيد مش بمزاجه يا مراد .. مفيش حد بيسيب اهله و أبوه بمزاحه .. غرام قالتلى إنه عاش ف ملجئ و دى كانت اصعب حاجه نزلت على قلب المراد .. إتنفض من الكلمه .. مراد بصوت مبحوح: ملجأ ؟ يحيي واقف بينهم مش فاهم حاجه: إبنك مين و ملجئ ايه ؟ انت بتتكلم عن مين ؟ مارد اه عاش ف ... إستنى إستنى .. انت تقصد ان مراد يبقا إبنك ؟ مراد هزّ راسه بقهره و يحيي بصّله بذهول و رجع بص لمهاب اللى اكد على كلامه ..
يحيي بإنتباه: ايوه ايوه كده فهمت .. يبقا انا شكّى كان صح من لحظة اجتماع السفاره مراد بتركيز: فهمت ايه ؟ احكيلى يا يحيي مراد قالك ايه بالظبط و انت تعرف عنه ايه ؟ يحيي: بص يا مراد هو مش زى مانت متخيل ان مراد حاكيلى كل حاجه .. انا و مراد اه قريبين من بعض بس مراد غامض و مبيحبش حد يعرف عنه حاجه هو مش عايزوه يعرفها .. عشان كده بسيبه يحكيلى اللى عايزوه بمزاجه ..
مراد: و ايه هو اللى حكهولك ؟ انت عرفته امتى اصلا و ازاى ؟ يحيي حكاله من اول يوم شاف مراد فيه عيل بيشتغل ف ورشه ع الطريق و ساعدوه ف عربيته و هو بعدها ساعدوه يدخل شرطه .. و اللى مراد حكهوله عن نفسه إنه عمل حادثه هو و أمه و أخته و أبوه سابه ف المستشفى .. و بعدها وقع تحت إيد ناس شغّلوه ف كل حاجه توزيع مخدرات و خدمه و نضافه بعدها تعب و إترمى ف الشارع (مراد مكانش قايل ليحيي عن الاغتصاب قاله خدمه بس و بيخلّوهم يوزعوا مخدرات ف بالتالى يحيي قاله كده بس ).
يحيي: جده مهد أخده و عاش معاهم سنتين بعدها حطّوه ف ملجأ .. مراد دمّع بمراره: ليه ملجأ ؟ ليه مخلّهوش وسطهم ؟ ده كان عيل يعنى مش هيعجّزهم ف حاجه يحيي: إضطروا ينزلوا مصر و معرفوش ينزّلوه معاهم عشان معهوش اى اوراق رسميه مراد بقهره: سابوه كتير ؟ يحيي: قعد اربع سنين و خرّجوه عاش معاهم لحد ما قابلته و دخل شرطه و إتخرج و إشتغل.
مراد كان بيسمعه و كل حرف من كلامه بيطلع زى الرصاصه لقلبه ...غمض عينيه بوجع على إبنه .. مش متخيل ان ولاده عاشوا كل ده .. إتقهروا بالشكل ده .. إفتكر اما خلّى مازن و رؤيه يجيبوله معلومات عنه و عرفوا إنه متابع مع دكتور نفسى و سألوا و عرفوا إنه بيتعالج من الساديه بس من غير تفاصيل .. مراد بصّله كتير و غمض عينيه و غصب عنه دموعه نزلت بمراره ..
مراد بصوت تقريبا مش مسموع: اطلع يا يحيي عند ليليان .. خلّى مراد ينزلها مهاب بزعل عليه: مراد كده لازم تبقى معاهم .. ماهو مش هينفع تسيبهم لوحدهم تانى مراد بقهره: مش دلوقت .. مخنوق يا مهاب و عايز ابقى لوحدى دلوقت
مراد كان منظر بنته قدامه كده من اصعب ما يمكن عليه .. و دلوقت اللى سمعُه عن إبنه و عاش ازاى و اللى شافه ده كان وجع تانى لوحده .. وجع فوق الاحتمال ..
جروحه زادت قووى و وجعها بقا فوق طاقته و كل مدى بيكتشف وجع اكبر من وجعه .. مشى و سابهم و مهاب مشى وراه و خرج من المستشفى كلها و اخد عربيته و قعد يلف بيها كتير و الاخر راح على مكتبه ..
يحيي طلع عند ليليان و رن على مارد .. يحيي: مارد ليليان شكلها تعبت شويه تحت و مارد مستناش يسمع الباقى و نزل جرى عليها و مصطفى وراه .. دخل عندها لقاها نايمه بس جسمها كله بيترعش و دموعها بتنزل و هى نايمه و عماله تهلوس .. مارد بحده للدكتوره: هى مالها ؟
الدكتوره إتوترت شويه: كانت واقفه مع مراد باشا و اغمى عليها و هو جابها لهنا و طلبنى مارد تقريبا فهم ف هز راسه و هى خرجت .. مصطفى: قولتلك لازم تقعدوا و تتكلموا يا مراد مارد بضيق: هيحصل يحيي من وراهم: على فكره مراد اتكلم معايا مصطفى: انت قولتله حاجه ؟
يحيي بصّ لمارد بعتاب: و هو انا اعرف حاجه عشان اقولهاله ؟ مارد نفخ: عموما انا كنت مأجل كل حاجه لبعد القضيه ما تخلص يحيي: و هو هيمسك معاك القضيه مراد قام بعنف من جمب ليليان: لاء طبعاا .. قضية ايه اللى يمسكها معايا ؟
يحيي: قضيته يا مراد .. و هو انت فاكر ان قضية عاصم دى قضيتك انت ؟ دى قضية أبوك .. التار من اساسه كان مع أبوك مارد بعنفه: و انا اللى دفعت تمنه .. يبقا انا اللى أخده و بعدها نتكلم و نشوف مين فيهم اللى وسّخ الاول مع التانى
يحيي بذهول: مين فيهم اللى وسّخ ؟ و الله عاصم وساخته واضحه من الاول ف اللى عمله معاكوا و شكله كمّل وساخته عليك لإن من الواضح إنه لعب ف دماغك و شوّش عقلك بس مكنتش متخيل إنه يلغيه خالص
مارد دوّر وشه بضيق لإنه مش عارف يصدق ده و لا قادر يقتنع بكلام التانى .. يحيي بعتاب: عموما مراد مصمم يمسك القضيه بنفسه .. مش عايز ده يبقا إقنعه انت بقا لا احسن دماغه زيك مارد نفخ و دوّر وشه: إقنعه انت يا يحيي .. لازم يبعد عن القضيه دى .. لاازم يحيي: طب ما تبعد انت مارد بحده: لاء يحيي: خلاص يبقا امسكوها انتوا الاتنين
ليليان صحيت على صوتهم و قبل ما تطلع سمعتهم .. يحيي بغضب: انت ابن مراد العصامى .. اللى إسمه لوحده كفايه .. مش كلب زى ده اللى هيهزّ ثقتك ف أبوك مارد بعنف: و اما يجراله حاجه ؟ نتلطّم من غيره تانى ؟ أمى و أختى يتبهدلوا تانى ؟
سكتى مع عاصم اخرها انا عارفوه كويس .. انا و هو هنخلّص على بعض .. يبقا ع الاقل سايبوه وسطهم ..متطمن ان فى إيد هتلحقهم لو حصل حاجه .. انت عارف كويس حصل ايه وقت القضيه زمان .. بس ده عشان هو كان سايبنا لوحدنا .. انا دلوقت مش عايز اسيبهم لوحدهم .. عايز اسيبهم و انا متطمن إنه معاهم .. عايزوه برا اللى بينى و بين عاصم عشان ميتأذيش .. يحيي: يبقا إتكلموا مع بعض .. ع الاقل فهّموه ده
قبل ما مارد يرد ليليان طلعتله: مين ده اللى عايزوه برا اللى بينك و بين عاصم و خايف نتبهدل من غيره ؟ مارد نفخ و حط إيده على وشه بعصبيه .. ليليان صوتها عِلى و إترعش بدموع: مين ده ؟ مين مراد العصامى ؟ انطق .. بابا مش كده ؟ و وعدتنى إنك اول ما توصل لحاجه هتوصّلنى له .. الله يسامحك .. بس انا خلاص هروحله لوحدى .. متشكره
قبل ما مارد يرد ليليان نزلت جرى و خرجت اخدت عربيتها و مشيت .. مصطفى لسه هيروح وراها مارد مسك إيده و رفع وشه لفوق و إتنهد بعدها مسك موبايله إتصل بهمسه ..
همسه بقلق: يعنى ايه يا مراد ؟ مراد سكت شويه: يعنى خلاص يا ماما معدش ينفع تبقى بعيد اكتر من كده .. لازم تنزلى مصر همسه بتردد: ايوه حبيبى بس مراد حس بقلقها: حبيبتى متقلقيش انا جنبك و هبقا طول الوقت معاكى .. خايفه من ايه ؟
همسه شردت ف الشخص اللى قابلها ف تايلاندا و اللى لحد دلوقت متعرفهوش و مجرد شك مش اكتر مراد: بابا وصل لكل حاجه .. ازاى معرفش .. لكن تقريبا من قضية زفت اللى إتفتحت تانى قدر يخمن وجودنا او يكون لنا علاقه بحاجه .. المهم إنه وصل همسه إتوترت: انت إتكلمت معاه ف حاجه ؟ مراد بضيق: لاء .. بس ليليان راحتله و اكيد إتكلموا.
همسه بخوف: طيب بس مراد بحب: مش هسمح لأى كائن على وش الارض يلمس شعره منك .. حتى لو أبويا .. فمفيش داعى للقلق همسه: ربنا يستر مراد: هيستر ان شاء الله .. المهم اجهزى و شويه و هكلمك همسه بتوتر: حاضر
مراد قفل معاه و اتصل على اكتر من حد ياخد إستعداداته ..
ليليان أخدت عربيتها و مشيت .. قعدت تلف كتير بتحاول تهدى بس دموعها رفضت .. من بين دموعها افتكرت فجأه قبل ما يغمى عليها و الشخص اللى شافته .. نفس اللى دايما بتلمحه .. مش قادره تقتنع إنه تهيئات زى كل مره لمجرد إنها لمسته .. حضنته.. و مش قادره تصدق إنها شافت الشخص ده حتى لو مش أبوها .. قلبها بيدق بهستيريا لمجرد إنها شافت الشخص ده و ان مارد شاف أبوه و طلع عارفوه ..
فضلت تلف لحد ما لقت نفسها وقفت قدام الجهاز شغلهم .. إترددت كتير خوفاً من رد فعل أبوها ايا كان هيطلع مين بس خلاص حسمت أمرها .. اخدت نَفس و دخلت .. فضلت تمشى بتوهان ف المكان جوه .. لحد ما لمحت يحيي جاى عليها من وراها .. يحيي: توقعت إنك جايه على هنا عشان كده حصّلتك
ليليان دوّرت وشها و عيّطت .. يحيي: حبيبتى أخوكى كان خايف عليكى و على أبوكى بردوا ليليان بصّتله بتوهان: خايف على أبويا يبعدنى عنه ؟
يحيي: خايف من رد فعل عاصم اول ما تقرّبوا من أبوكى .. عاصم طايح زى المجنون ف الكل و مراد خاف تروحوا لأبوكوا يتأذى .. هو فكر كده .. خاف عليكوا طب انتى عارفه ان لمجرد ان أخوكى إتقابل مع أبوكى مرتين اتنين بس عاصم بعتله انهارده بلطجيه قطعوا عليه الطريق و لولا أخوكى عرف يحتوى الموقف الله اعلم كانوا عملوا ايه فيه ليليان إترددت شويه: يعنى ايه ؟ حتى بعد ما نعرفه لازم نبقى بعيد ؟ وجودنا جنبه هيأذيه ؟
يحيي سكت شويه: مش قصدى انا بس بفهّمك هو ليه عمل كده ليليان بدموع: طب خلاص اشوفه بس .. انا ميهونش عليا اأذيه بس عايزه اشوفه يا عمو يحيي و النبى .. يحيي سكت شويه و هى بتلقائيه مسكت إيده برجاء: و الله ما هتكلم خالص ف حاجه .. بس اشوفه حتى من بعيد و امشى ورينى بقا مين هو مراد العصامى اللى جنّنى ده ..
قبل ما يحيي يرد لمح مراد جاى عليهم و من شكله سامعهم .. يحيي سكت شويه: انا هطلع شويه عندى اجتماع و انزلك
يحيي سابها و هى إتنهدت بصوت و بتلفّ لمحت مراد أبوها .. إبتسمت قووى .. إتأكدت ان مكنش متهيألها اما شافته من شويه .. مراد قرّبلها و إبتسم: قولتيلى بقا مين ده اللى مجننك و عايزاه ؟ ليليان إبتسمت: انا كنت عايزه عمو يحيي ف حاجه مراد رفع حاجبه مبتسم: ايوه عايزاه ف ايه بقا و انا اقولك ليليان ببراءه: مش ينفع مراد إبتسم بحب: ليه يا قلبى ؟
ليليان ببراءه: اصل انا كنت عايزاه يورّينى حد هو يعرفه .. من بعيد كده مراد إبتسم اوى: و ده مين بقا اللى عايزه تشوفيه من بعيد ؟ ليليان بتردد: ده واحد عمو يحيي يعرفه مراد إبتسم بمكر: انا اعرف كل اللى هنا .. اللى يحيي يعرفهم او ميعرفهومش ليليان بصّتله بحماس: كلهم كلهم ؟ مراد: مممم زى مين بقا ؟ زى مهاب مثلا و محمد و مراد ليليان بسرعه: إستنى إستنى .. مراد مين ؟
مراد إبتسم بمكر: فى مراد أخوكى و فى تانى مراد سعد و مراد العصامى و ليليان إبتسمت اوى: ايوون هو ده مراد بمكر: عايزه مراد العصامى ؟ تقربيله ايه بقا ؟ ليليان إرتبكت و فركت ف إيديها: هاا و لا حاجه .. انا بس كنت عايزه .. عايزه اشوفه بس .. هو هنا ؟ مراد حط كوعه الاتنين على كتفها: ممم.
ليليان قلبها بيدق بعنف لمجرد الإبتسامه اللى شايفاها على وشه و عيونه اللى قدامها بتلمع .. و جنون دق قلبه اللى بمجرد ما قرّب منها كإنها سمعاه .. ليليان دمّعت: طب ممكن تورّهولى بس .. شاورلى عليه يعنى مراد إبتسم كتير بحب و مسك صوباعها و شاور على صدره ..
ليليان بصّتله كتير و بصّت لصوباعها اللى شاور بيه على نفسه و رجعت بصّت ف عينيه قوى .. بلعت ريقها بصعوبه .. مش عارفه تتصرف و لا تقول ايه .. ايه ده ؟ يعنى هو اللى كانت بتشوفه دايما ؟ كان حاسس بيها للدرجادى ؟ قريب منها قووى كده ؟ مراد حس بتخبّطها و إبتسم و لف إيديه حوالين وسطها و قرّبها منه كإنه بيديها امان .. ليليان صوتها إترعش من العياط اللى بيهاجمها: انا .. انا يعنى .. اصل مارد ليليان مكنتش عارفه تقول ايه لمجرد إنها خايفه من رد فعله رؤيه إتدخلت عشان تنقذ الموقف: هو مارد أخوكى يا لولى ؟
ليليان مسحت عينيها بضهر إيديها بطفوله: اه مازن: أخوكى أخوكى و لا زى مصطفى ؟ ليليان: لاء أخويا مازن: قصدى يعنى هو بالنسبالك زى مصطفى ؟ ليليان: فاهمه .. قصدك ان مصطفى اخو مراد بالتبنى صح ؟
مازن: ايوه ليليان: لاء انا اخت مراد .. اللى بين مراد و مصطفى غير اللى بين مراد و بينى مازن ضيّق عنيه و هى إبتسمت برقّه: مراد مصطفى اخوه بالتبنى لكن انا أخته بجد .. مصطفى ف فتره من الفترات كان زى اخويا و بعد كده اما حوّلت ورق التبنى بإسم عمو عبدالله بقا هو أخويا فعلا بالإسم
مازن: طب و مراد ؟ ليليان برقّه: لاء مراد مش زيه مراد أخويا بجد .. خوات خوات يعنى مازن: بس مراد مالهوش خوات ليليان عينيها قلبت للازرق: لاء انا أخته مازن: بس هو عاش ف ملجأ فمكنش ليه اهل ليليان: و انا اول حد لقاه من اهله اصلا
مراد أبوها بصّلها قووى و إتنهد بصوت عالى و إبتسم اووى: طب يلا يا قلبى نكمّل كلامنا فوق ف مكتبى ليليان إرتبكت: انا .. انا معنديش كلام اقوله .. اصل .. يعنى
أبوها إبتسم و غمزلها و اخدهم ع المكتب عنده و مهاب راح وراه و الكل و قعدوا يتكلموا ف اى حاجه و هى ساكته و عينيها متعلّقه على مرادها و هو قلبه خلاص بقا خارج السيطره .. هو لها عشق الطفوله و هى كانت له بيتقال عنها مرات أبوها .. ليليان سكتت شويه بعدها إبتسمت بينها و بين نفسها و عينيها لمعت بمكر .. قامت بتجيب حاجه و فجأه وقعت من طولها .. مراد قام عليها بلهفه يشيلها كلبشت ف حضنه .. مازن بفزع: هطلب دكتور لا تتعب تانى.
رؤيه نزلت ع الارض جنبه هتفوّقها لمحتها بتبربش بعينيها و دافنه وشها ف حضنه .. إبتسمت لمراد و شاورتله بعينيها عليها و هو غمزلها .. مراد بمكر: لاء انا هوديها المستشفى ليليان إتّكت على حضنه و همست ف رقبته: انا كويسه خليهم يمشوا مراد إبتسم بمنتهى العشق على برائتها و طفولتها و هى متشعلقه ف رقبته و حس إنه رجع بالسنين ورا لأكتر من عشرين سنه لبنته اللى كانت متعلقه بحضنه و مبتعرفش تنام إلا فيه مهما غاب ..
ليليان بصوت مهزوز: قالولى نلف و نسأل و نروح و نيجى قولتلهم مهما تعملوا مش هعرف أبويا إلا من حضنه .. و لا مية تحليل يسووا حضنه ..هينفع افضل ف حضنك شويه اشوفه ؟ مراد إتنهد قوى و من غير كلام ضمّها اكتر و اكتر .. ليليان إتكسفت و لسه هتقوم كلبش هو فيها و بصّ ف عينيها و إبتسم بمناغشه: لاء انتى لسه دايخه لا احسن تقومى تقعى ليليان رجعت حضنته اوى بطفوله: اه صح
مراد غمز لمازن و مثّل الخوف: انا قلقان عليها اما بشوفها تعبانه قلبى بيوجعنى ليليان رفعت راسها ببراءه: سلامة قلبك .. بصّ انا مش هعمل نفسى دايخه تانى و انت مش قلبك يوجعك مراد هنا ضحك بصوته كله على براءتها .. ضحك و كإنه اول مره ف حياته يضحك .. ضحك ضحكه كان محوّشهالها من سنين .. ضحكه من القلب بجد .. و هى إبتسمتله .. و مازن و رؤيه و مهاب ضحكوا معاه و هى بصّتلهم بعدم فهم و اما ضحكهم زاد بصّت لمرادها يسكّتهم .. لقته عيونه دمّعت من الضحك معاهم .. عضّت شفايفها بغيظ و فضلت تكبّش ف صدره و هو صوت قلبه بيعلى مع صوته عشان الضحكه ترن اكتر ..
ثوانى و الباب إتفتح و دخل المارد .. مازن إبتسم بحب و قام راح عليه: ماارد مارد رفع حاجبه بغيظ اما افتكر البوكس اللى إدهوله: انت تعرفنى ياض ؟ مازن ضحك بصوت عالى: يا بنى ده انت بقيت اشهر من مصطفى تورته مارد رفع حاجبه: نعمم ؟
مازن قرّب منه بمناغشه: شكلك ضايع .. لا متاخدش ف بالك ده حوار هبقى اقولك عليه مارد عضّ شفايفه بغيظ و إداله بوكس بهزار .. مازن فهم إنه بيعاتبه بس بطريقته ف رجعله تانى و مارد زقّه بغيظ ..
مارد عيونه لفّت الاوضه بتلقائيه لحد ما لمحت مراد و ليليان سوا .. شافهم ف الوضع ده .. مراد قاعد ع الارض و ليليان ف حضنه و ضاممها اوى .. و بيلّمس على شعرها و عينيه بتلمع
مارد لمحة غيره ظهرت عليه اما شافهم كده و افتكر اما مراد اول مره شافه و خناقهم و الكلام اللى قالهوله .. بصّ لأبوه بعتاب و عينيه رغرغت ف دوّر وشه و اتكلم من غير ما يبصّله: انا اصلا كنت حجزت لهمسه من يومين و رايح اجيبها .. طيارتى دلوقت و هرجع بيها كمان كام ساعه
مراد زى اللى ماخدش باله من كلامه .. هو بس خد باله من زعل إبنه و الغيره اللى شافها عليه و دى حاجه رجّعته بتلقائيه لسنين كتيره ورا .. ل و هما عيال و خناقهم عليه و غيرتهم من بعض عليه و دى كانت حاجه بالنسباله تخطّت السعاده بمراحل .. قلبه بيرقص بجنون .. أبوه إنسحب من حضن ليليان بهدوء و قام وقف قصاده و إبتسم و قبل ما يتكلم مارد هرب بعينيه اللى كانت خلاص إتمرّدت و إبتدت تدمّع بعتاب ..
مارد خرج و سابهم ... مراد طلع وراه: إستنى انا جاى معاك مارد من غير ما يبصّله: مينفعش .. حاولت بس مفيش حجز تانى .. كلها كام ساعه و راجع بماما
مارد سابه و مشى و مراد فجأه شرد بغلّ من وسط فرحته لهمسه اللى لسه لحد دلوقت ميعرفش حكايتها .. إنتبه من شروده اما لمح ليليان جايه عليه .. بعد ما كان هيتكلم معاها عن همسه إتراجع .. محبش يكسر فرحتها بالغضب اللى ممكن يظهر عليه من الكلام عنها ..
مراد إبتسم بحب و فتح درعاته و هى ضمّته اوى .. ليليان: وحشنى حضنك مراد ضمّها اوى: ااه يا روح أبوكى ع الحضن اللى كان بيموت من غيرك ليليان دمّعت من كلمة أبوكى و مسكت وشه بعشق: يعنى انت كمان كنت عارف زى مراد ؟ و سايبنى ؟ و انا اللى بعتب عليه ؟ مراد هزّ راسه بدموع و باس راسها: حقك على قلب أبوكى يا نبض قلب أبوكى اللى بيخلّيه يدق.
ليليان إبتسمت ببراءه و مراد بحماس: تعالى معايا اخدها ع البيت .. و هى إبتسمت اوى و حضنته مراد بلهفه: انتى عشق المراد و لازم اول حد يدبّ الروح ف البيت من تانى ليليان عيونها دمّعت .. و مراد كلم حد يجى ينضّفه مراد: انا هروح اتفق مع شركه حراسه عشان أخوكى يا حبيبتى ليليان: هجى معاك.
مراد بحب: خليكى مع رؤيه هنا .. و انا هعمل كذا حاجه عشان أأمن أخوكى و راجع مراد سابها و نزل .. راح إتفق مع حراسه كتير و حطّهم ع البيت بتاعه .. الساعات بتعدى عليه ببطء .. قلبه هيخرج من مكانه .. قعد يلفّ بالعربيه لحد ما لقى نفسه عند المطار .. فضل مستنيهم كتير لحد ما مارد رن عليه ف عرف إنهم وصلوا .. إتحرك لجوه و هنا شاف همسته .. لمحها جايه من بعيد و مارد ورا بيتكلم ف الموبايل ..
مراد كزّ على سنانه و قرّب منها بكل القهره اللى جواه الفتره اللى فاتت .. و بكل المراره اللى حسّها مع كل حرف سمعه عن ولاده .. قرّب منها و هى لمحته و إبتسامتها اتبخّرت .. هو نفس الشخص اللى شافته ف تايلاندا ... يعنى شكّها كان صح .. إبتدت تفهم موقفه ساعتها .. افتكرت مقابلاتهم و اللى حصل بينهم اخر مره .. لمحته بيمدّ إيده ف جيبه خرّج مسدسه .. لسه هتتلفّت وراها مدّ إيده شدّها بعنف و رفع المسدس على راسها: انا هدفّعك تمن قهرة قلبى السنين دى كلها انا و ولادى .. ده انا لو سامحت ف حقى .. ف حق ولادى لاااء.
و ثوانى و كان طلع صوت رصاصه هزّ المكان كله و عليه وقعت همسه ع الارض مغمضه عينيها قدام توهان مراد .. مارد قرّب عليهم بغل و عينيه بتطق شرار و مراد نزل برجله ع الارض جنبها و...