logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 8 من 27 < 1 16 17 18 19 20 21 22 27 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية مارد المخابرات رومانسية إثارة تشويق بلا حدود
  05-11-2021 12:52 مساءً   [55]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية مارد المخابرات الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل السابع والعشرون

رحاب تحت رجل عمامها شبه عريانه، بصتلهم بصدمه و بصّت لعمها بدموع و بتهزّ راسها بقوه تنكر .. بس عمها كان جاى و واخد قراره من اللى سمعه من إبنه .. طلّع مسدس من جيبه و وجّهه ناحيتها و طلعت رصاصه مستعجله
بس مراد قرّب منهم بسرعه و رحاب جريت عليه إستخبّت فيه و كانت عريانه تماما و الرصاصه جات ف الهوا
و ف وسط إنشغالهم الباب رنّ تانى و مصطفى دخل مندفع بسرعه من برا على صوت الرصاصه.

مصطفى إتفاجئ بالوضع .. بصّ لمراد اللى مش عارف يتحكم ف الوضع و لمح رحاب مستخبيه ف ضهره و بتحاول تغطى نفسها بأى حاجه .. مصطفى بنظره واحده ليهم و لعمامها قدر يفهم الموقف كله ..
مصطفى قرّب من مراد بسرعه: ايه اللى بيحصل ؟ايه اللى جاب الزفت ده هنا ؟
محسن هجم ناحيته: جاى عشان المحترمه .. بنت عمى اللى طفشت من البيت عشان توسّخ نفسها
مراد هنا إتفلفص من رحاب اللى مكلبشه ف ضهره و هجم عليه .. ضربه كام بوكس ف وشه و مصطفى فصلهم و زقّ محسن و الكل إبتدى يضرب ف بعضه
و هنا رحاب إستغلت فرصه إنشغال الكل و جريت ع الاوضه وسط خناقهم.

عمها لمحها و قبل ما تخطّى كان طلّع الرصاصه اللى وقّعتها مكانها غرقانه ف دمها
الكل إتسمّر مكانه من الصوت .. و من غير ما يتلفتوا الكل عينيه راحت بتلقائيه على رحاب اللى إتحدفت ع الارض
مراد بصّله بعنف و هو لسه هيقرّب مسدسه منه كان مراد ف حركه سريعه هاجم عليه و ضربه ف إيده وقّع منه المسدس .. و ضربه ف وشه
مصطفى قرّب من رحاب اللى بتغيب عن الوعى .. و بصّ لمراد يلحقه
مراد ساب عمها و دخل بسرعه شد الملايه من عالسرير و خرج.

قرّب من مصطفى غطاها بيها و شالها و نزل بيها بسرعه على تحت و مراد وراه و الكل نزل وراهم ..جريوا بيها ع المستشفى
واقفين قدام العمليات بقلق .. إلا عمامها باين على وشهم الجمود و الحدّه
محسن قرّب منهم بغضب: ممكن اعرف انتوا هنا ليه ؟ و لا وصله الوساخه و قلة الادب ملحقتوش تخلصوها جاى تكملها هنا؟
مراد كزّ على اسنانه: غور من وشى
محسن زقّه بعنف: لاء انت اللى هتغور من هنا و دلوقت بدل ما
مصطفى بغضب: بدل ما ايه ؟ ف إيدك ايه تعمله ؟

عمامها قرّبوا منهم و أبوه بصّلهم بغضب و بصّله بحده: مش وقته
محسن بغلّ: لاء ب إيدى كتير .. و انتوا كده جيبتوا اخرى
مشى و سابهم و أبوه نده عليه بغضب بس مردش و مشى على برا المستشفى خالص.

مصطفى بضيق: رايح فين الحيوان ده ؟
مراد: سيبك منه .. المهم اللى جوه دى ربنا يستر بس
مصطفى بترقُّب: مراد انا لحد دلوقت مسألتكش عن اللى حصل
مراد بصّله كتير: و هو انت فاكر ايه اللى حصل ؟
مصطفى: معرفش .. حاجات كتير حصلت ورا بعضها .. مجى عمام رحاب و اهلها ..خروجها قدامهم بالمنظر ده.. وجودكم اصلا لوحدكم و هى كده.. رد فعل اهلها
مجرد ان دماغى مش عارفه تربّط اى حاجه بالتانيه
مراد: انت ايه اول انطباع أخدته اما جيت ؟

مصطفى بصّله و سكت و مراد إتنهّد: اهو ده اللى اهلها كمان أخدوه .. شافوا اللى عايزين يشوفوه و بناءاً على كده حصل اللى حصل
مصطفى بقلق: مش مهم اللى حصل .. المهم اللى هيحصل
مراد بضيق: عاارف .. المهم الاول نتطمن عليها اما تخرج من العمليات .. بعدها يبقا نشوف هنتصرف ازاى معاهم
شويه و شافوا ابن عمها داخل بيبصلهم بتحدى و معاه كذا واحد
مراد و مصطفى بصّوا لبعض لإنهم تقريبا فهموا الوضع
واحد من اللى معاه قرّبوا من مراد و مصطفى: مين فيكم مراد عبد الله ؟

مراد بصّله: نعم
الظابط: فى بلاغ متقدم ضدك و بناءاً عليه مطلوب عندنا للتحقيق
مصطفى: نعم ؟!
الظابط: خطيب الأنسه رحاب كان مقدم بلاغ بخطفها و إنها عندك و بيتّهمك انت .. و احنا كنا حاطين مراقبه على بيتك و جاتلنا اخبار إنها كانت معاك
مصطفى بصّله بصدمه و بصّ لمحسن اللى بيبصّله بتحدى.

مراد بهدوء: تمام .. هى بس تخرج من العمليات و نتطمن عليها بعدها هعملك اللى عايزوه
الظابط: مينفعش
مصطفى بغضب: يعنى ايه مينفعش ؟ انت مش عارف بتكلم مين ؟
الظابط: ايا كان مين .. انا عندى بلاغ بخطف و لازم احقق فيه
مراد بنفس هدوءه: و انا بقولك ان اللى انا متهم بخطفها جوه ف العمليات .. اما تخرج ع الاقل تقدر تاخد اقوالها
مصطفى نفخ بغضب: إركنلى على جنب بقا اما نشوف اخرتها ايه
الظابط لسه هيتكلم مصطفى قاطعه بتحذير: هتركن على جنب و لا اركنك خالص ؟

الظابط إنسحب بهدوء ..
عمها خالد: انت ايه اللى هببته ده ؟ انت إتجننت ؟
محسن ببرود: ماهو مش هيمشوا إلا بكده
أبوه: انت غبى يا بنى ادم انت ؟ و اما يتحقق معاه و يحكى اللى حصل ف شقته ؟ يبقا ازّى الحال ساعتها ؟
محسن ببرود: مش هيقدر
عمه احمد: و ايه اللى هيخليه بقا مش هيقدر ان شاء الله ؟ انت؟
محسن: هيقول ايه ؟ لقيوها عندى ملط ف اوضه نومى؟ ف بيتى و لوحدنا و بدون صفه رسميه ؟
أبوه: و انت هتبقا إستفدت ايه بقا ان شاء الله من البلاغ ده ؟
محسن: لاء هستفاد كتير و هتشوف

نضال باستغراب: بردوا مش فاهمك .. يعنى لازمتها ايه تجيب حد يدوّر ف الكاميرات طالما عارف إنها مشيت بمزاجها ؟ ايه عايز تشوفها و هى بتعملك باى باى ؟

عاصم بصّله بحدّه و هو نفخ: قصدى إنك عارف اللى فيها .. و طالما الزفته بنتها هى كمان إختفت ف نفس الوقت يبقا الموضوع بان ...و اهى روسيليا كمان حصّلتهم يعنى مش بعيد تكون معاهم .. كده إتفهم اللى فيها .. ايه بقا اللى عايزوه من الكاميرات ؟

عاصم بغضب: ماهو عشان انت حمار مش هتفهم .. يا غبى عايز اعرف مين وراهم ؟ مين ساعدهم ؟ همسه مش هتخدّر الحراسه لوحدها .. و تخرج لوحدها .. و تسافر من غير باسبور او اى اوراق لوحدها .. ف اكيد حد ساعدها .. و اكيد مساعدته ليها إبتدت من هنا .. دى لمجرد تخرج من القصر هنا عايزه مساعده
ف عايز اعرف مين إتجرأ و دخل بيتى ف غيابى ؟ مين اللى همسه إستأمنته قوى كده و لجأتله ؟ مين اللى مخافش على حياته منى و إستبيع ؟ و ليه ؟

نضال بصّله بقلق لإنه عارف اللى فيها .. واحد بس المتوقّع منه ده
عاصم بصّله بغموض و سكت و المهندس اللى جايبُه بيفك ف الكاميرات و يفرّغها
نضال بترقُّب: انت مش قولت قبل كده اول ما اختفت ان الكاميرات متعطّله ؟
عاصم شرد و إفتكر اما حطّلها كاميرا ف الحمام و ف غرفه نومها لمجرد يتفرج عليها.. بعد ما بطّل يعمل كده قدامها عشان متستغربش موقفه لإنه مبيلمسهاش ف الاخر و ده بسبب اللى مراد عمله فيه.

نضال بصّله قوى و منتظر إجابته بقلق و هو بصّله بشك: و انت مالك ؟ و بعدين قلقان ليه ؟ يمكن نعرف نوصل لحاجه خلينا نخلص من القرف ده بقا
المهندس فكّ الكاميرات اللى عاصم شاورله عليها تحديدا و اللى كانت ف غرفتها و ف حمّامها و إبتدى يفرّغها ..
ف التوقيتات اللى عاصم إدهاله بالظبط و اللى هى من اول يوم سفره و اللى طلع هو نفسه يوم إختفاءها
المهندس فرّغها و إبتدى يشغّل محتوياتها ف التوقيت ده و هنا عاصم بصّ للجهاز قدامه بصدمه و شر و إتكى على سنانه بغلّ: مااارد ؟!

عند رحاب ف المستشفى...
خرجت من العمليات و الدكتور خرج طمنهم عليها و إنها هتفوق بعد شويه
عدّى عليهم وقت كبير لحد تانى يوم اما فاقت و بقت كويسه و تقدر تتكلم و هنا الظابط جاه تانى
الظابط: انا عندى بلاغ و لازم احقق فيه .. و قبل ما احقق مع اى حد لازم اخد اقوالها الاول
مصطفى نفخ بغضب و الدكتور سكت شويه: هى فعلا تقدر تتكلم بس ياريت بلاش تطوّل
الظابط بهدوء: كلمتين بس عشان نقدر نحدد ابعاد الموضوع

الدكتور شاورله و هو دخل عند رحاب و مصطفى و مراد دخلوا وراه و شويه و عمها و إبنه دخلوا
الظابط: انسه رحاب انتى كويسه ؟ تقدرى يعنى تتكلمى دلوقت ؟
رحاب بصّتله بإستغراب و هو بتوضيح: خطيبك مقدّم بلاغ بخطف
ملحقش يكمّل من قومة رحاب مره واحده بعنف: خطيب مين ؟ انا مش مخطوبه اصلا
الظابط بصّ وراه بإستغراب لمحسن اللى كانت ودانه بتطق شرار
الظابط: يعنى انتى مش مخطوبه للشخص ده ؟
رحاب هزّت راسها بعنف و عمها حلّق بالكلام: قصده يعنى بإعتبار ما سيكون ..اصلهم قرايه فتحتهم كانت قريب

رحاب لسه هتعترض عمها بصّلها قوى بحده و جمود كإنه بيهددها .. و مراد لمحه و هو بيبصلها كده بس معلّقش
رحاب سكتت بدموع و دوّرت وشها الناحيه التانيه و إبتدت تعيط بقهره
الظابط: طب عموما يعنى ايا كان صلته بيكى ايه .. هو مقدم بلاغ بيتهم المقدم مراد عبدالله بخطفك
رحاب بإندفاع: لاء طبعا محصلش.

الظابط: طب تقدرى تقوليلنا كنتى مختفيه فين ؟ و لو معاه و مش خاطفك ليه من ورا اهلك ؟ و ليه مطمنتهومش عليكى ؟ ماهو اكيد عارفه إنهم بيدوّروا عليكى
رحاب غمضت عينيها بقهره و بدموع حكتله اللى حصل .. كل حاجه من وقت ما أبوها مات لحد جوازه بالغصب و تهديد محسن لها لو مش بمزاجها هيعرف ازاى يجبرها
و إنها سابت البيت و قعدت مع واحده صاحبتها ف المدينه الجامعيه .. و محدش كان يعرف و لا حتى مراد
الظابط بهدوء: طب ليه مروحتيش عند حد تانى من اهلك ؟
هنا رحاب إنفجرت ف العياط: انا ماليش حد .. ماليش حد غيرهم بعد أبويا الله يرحمه ..

مراد كان بيسمعها بضيق منهم و من نفسه لإنه قصّر معاها و مع وعده لأبوها
الظابط: عموما احنا بردوا هنتأكد من كلامك .. يعنى هنستدعى صاحبتك اللى كنتى عندها و المكان و نشوف .. و لو ثبت كلامك هنقفل المحضر
بصّ لمراد بحذر: بس لازم حضرتك تيجى معايا شويه بس اسمع اقوالك هناك و نقفل المحضر
مصطفى لسه هيعترض مراد قاطعه: حاضر .. و انا وعدتك اما تبقا كويسه هجى معاك و انا جاهز يلا
الظابط قام و مراد راح وراه و مصطفى نفخ بضيق و راح معاهم.

مراد: خليك انت .. انا
قاطعه مصطفى بحده: لاء
مراد بصّله بغيظ و لإنه مفهوش حيل يناهد و كان مخنوق من كلام رحاب و قهرتها و مخنوق من الموقف كله سابه يعمل اللى عايزوه و مشيوا
راحوا ع القسم و الظابط بصّلهم بهدوء: انا من رأيى هبعت استدعى البنت صاحبتها دى و نشوف كلامها .. و لو زى ما قالت انسه رحاب يبقا مفيش داعى للمحضر
مصطفى: بس الحمار التانى إتسرّع و عمله .. يعنى كده كده إتعمل
الظابط: مفيش مشكله .. ف كل الاحوال كنا هنبعت نجيب إبن عمها اللى مقدّم المحضر عشان نقفّله .. يبقا ساعتها يتنازل و تتراضوا
مراد: شوف اللازم و إعمله و احنا معاك.

الظابط بتفهُّم: عموما هو كده كده كان مقدّم المحضر من شهر تقريبا .. بس مكنش فى اى حاجه ندوّر وراها
مراد: و مجتليش ليه وقتها ؟
الظابط: سألت و عرفت إنك كنت برا مصر .. و ده شككنى شويه ف كلامه خاصه ان دوّرنا و ملقيناش اى حاجه تثبت إنها خرجت برا البلد
و حتى بعد ما انت نزلت معرفناش نوصلك و بعدها عرفت إنك دخلت المستشفى بعد حادثه الانفجار اللى كانت هتحصل ف المتحف .. و اهو اول ما جاتلى اخبار إنك خرجت قمنا.

مصطفى قاطعه بغضب: قومتوا راقبتوه عشان تتأكدوا اذا كان خاطفها و لا لاء .. من غير تحقيق
الظابط: انا اسف بس دى تعتبر جريمه .. انت عارف حوادث الخطف و اكيد متابع وصلت لحد فين
مراد بصّله ببرود: تمام .. ابعت بقا هات البنت صاحبتها خلينا نخلص

الظابط فعلا إستدعى مريم صاحبتها اللى جات و أكدت على كلام رحاب و إنها عندها تقريبا من شهر .. و حكت نفس كلامها عن اهلها .. و ان اما مراد جالها نزلت معاه ب إرادتها و بدون غصب
الظابط اخد اقوالها و إستدعى إبن عمها اللى جاه و معاه أبوه و عمه و المحامى اللى الظابط إستغرب من وجوده
الظابط بإستغراب: انت جايب محامى ليه ؟ الموضوع مش مستاهل .. البنت قالت نفس كلام بنت عمك .. و دلوقت احسنلك تتنازل عن المحضر يا اما سياده المقدم ف إيده يتهّمك بالبلاغ الكاذب .. إتراضوا احسن
محسن ببرود: موافق بس قبلها الباشا يمضيلى ع الورقه دى !

مراد بإستغراب: نعم ؟
الظابط اخد منه الورقه اللى المحامى كان مجهزها و إدهاله: إقرار بعدم التعرّض ليها او التدخّل فيما يخصّها ؟
عمها بحده: اعتقد ده حقنا .. دى بت اخوى و احنا صعايده و مش كل يوم و التانى هتطفش و تسيب البيت و نقعد ندوّر عليها و نلاقيه ف بيت الباشا و سمعتنا تبقا على كل لسان
مراد بغضب: و انا مش همضى .. دى بنت عامر الله يرحمه اللى وصانى عليها و مش هتخلى عنها و الا انت خايف من وقفتى جنبها لا تمنعكوا من سرقة حقها ؟
عمها بغضب: انت قليل الادب و زوّدتها قوى .. مش كفايه طرمخت على شوفيتها و هى عريانه ف بيتك و اوضتك و قولت ان الله حليم ستار .. كمان هتبجّح؟
مراد هجم عليه بعنف ضربه و محسن قرب بهجوم ضربه و مصطفى قام عليهم و إتشبكوا تانى
الظابط: انا كده لازم افتح فعلا المحضر و اسجّل فيه كل اللى حصل.

محسن بغضب: و كلام بكلام بقا تسجّل ان الهانم نازله من بيته عريانه و فى شهود .. الجيران اللى شافوها و هى طالعه و شافوها نازله ازاى .. و هما هيقولولك إنها نازله ملفوفه بملايه
مصطفى بغيظ: اه ده بعد محاولتك لقتلها
الظابط سكّتهم و فتح محضر و اخد اقوال الكل .. سجّل فيه بلاغ محسن بخطفها من شهر و إختفائها طول المده دة كلها ..
و سجّل كلام عمامها إنهم لقوها ف بيته عريانه و ده عشان يبرروا ضرب النار عليها و يقع الإتهام من على عمها و يبقا دفاع عن الشرف
و سجل شهادة الجيران اللى الظابط إستدعاهم و للإسف البواب شهد إنهم أخدوها ع المستشفى شبه عريانه ملفوفه بملايه
الظابط: ها يا مراد اقوالك ايه بعد اللى جدّ ف البلاغ ؟

مراد ببرود: هو فى حد بيُتَهم إنه خطف مراته او حتى نام معاها ؟!
مصطفى بصّله قوى بس تقريبا فهمُه و نوعاً ما عجبه تفكيره إنه بيخرّج نفسه منها مع إنه لسه مش عارف هيثبت ده ازاى
الكل بصّله بصدمه و هنا عمها هجم عليه: انت بتقول ايه يا ابن الكلب انت ؟
محسن بغضب: محصلش .. ده انا اقتلك
الظابط بصّلهم بتحذير و بصّ لمراد اللى تقريبا هو كمان فهمه إنه بيخرّج نفسه: معاك اللى يثبت كلامك ده
مراد ببرود طلّع ورقه من جيبه و إدهاله: دى ورقة جواز مضناها كده يوم ما لقيتها لحد ما نروح لأهلها نكتب رسمى
الظابط بصّ ف الورقه و كان متوقع إنها مزوّره بس إتفاجئ بيها صحيحه و بصّله بهدوء: دى عرفى
مراد هز راسه و الظابط: تمام
عمها بغضب: هو ايه ده اللى تمام ؟ انت إتجننت ؟

الظابط: الورقه سليمه و عليها إمضاة بنت أخوك و رقم بطاقتها هو اه عرفى بس بتثبت إنه بإرادتها
مصطفى بصّ لمراد بعدم فهم و مراد بصّله و إتّكى على عينه بمعنى هيفهّمه بعدين ف سكت
محسن: مستحيل .. ده انا اقتله و اقتلها
مصطفى ببرود: لولا إنها عيبه ف حقنا كنت أخدتها عليك و ثبتها تهديد بشكل رسمى .. بس عيبه نبقا اتنين ظباط و نطلب حمايه
مراد وقف بحده: كده تمام و لا لسه فى حاجه تانيه ؟

الظابط سكت شويه: طيب دلوقت المحضر هيتقفّل و لا هتتنازلوا ؟
محسن لسه هيتكلم أبوه حلّق عليه بضيق: خلاص يا باشا هنتنازل ...هو مكنش يعرف إنه اتجوزها
و بصّ لمراد بغضب: و الباشا كمان معملش احترام لحد من أهلها كأنها من الشارع .. ف مكنش عندنا عِلم
الظابط بصّ لمراد اللى هزّله راسه بهدوء
الظابط: تمام .. يبقا تمضيلى ع التنازل

المحضر إنضاف له صوره من ورقة الجواز العرفى اللى مراد قدّمها على الاقوال و الشهاده اللى فيه و إتقفّل و عمامها مضوا ع التنازل و مشيوا
و مراد اخد مصطفى و مشى ع المستشفى

عاصم بغلّ: مارد ؟!
نضال بصّ للكاميرات و بصّ لعاصم بقلق و اتوتر
عاصم قام فضل يكسّر ف كل حاجه حواليه بغضب: اه يا ابن الكلب .. يا ابن الكلب
نضال قعد بسرحان لنفسه: معقول ؟ يكون عرف حاجه مثلا ؟ مش ممكن هيعرف منين ؟
ليه لاء ؟ وقفته جنب ليليان مش طبيعيه اصلا و مشكوك فيها من الاول .. و دلوقت وقفته جنب همسه .. هو اللى هرّبها .. مخافش حتى على نفسه من عاصم و اللى ممكن يعمله فيه .. ايه اللى يخليه يعمل كده إلا اذا .. اذا ..
عاصم بصّ لنضال بنفاذ صبر: انت يا زفت انت ... انا بكلّم نفسى ؟

نضال سكت بقلق و عاصم بشك: انت تعرف ايه عن الحيوان ده ؟
نضال بقلق: معرفش اوى ... انا قولتلك إنه
عاصم شرد شويه بغموض و فجأه قرّب منه بهدوء مخيف: اخلص .. قوول اللى تعرفه عشان الحق اتصرّف قبل ما حاجه تبوظ تانى
نضال سكت كتير و بصّله بقلق: هقولك .. كنت فاكروه هيتلّم و يسكت و يحمد ربنا ع الفرصه اللى إدتهاله بس الظاهر كنت غلطان ..غلطان إنه هيسكت و غلطان إنى سيبته اصلا
عاصم شكّه بيزيد: سيبته من ايه ؟ هو احنا وقعنا معاه قبل كده ؟ تبع شغلنا يعنى ؟
نضال: لاء .. بس
عاصم بنفاذ صبر: اخلص يا زفت .. انطق
نضال إتنفّس بنفخ و إبتدى يحكيله ...

مراد اخد مصطفى و خرجوا من القسم .. ركبوا العربيه و مشيوا
مصطفى بإستغراب: ادينا بقينا لوحدنا .. افهم بقا
مراد بهدوء: عايز تفهم ايه ؟
مصطفى: كل حاجه .. من اول ما دخلت عليكوا الشقه لحد ما خرجنا دلوقت .. بما فيهم حكايه ورقه العرفى اللى قدمتها للظابط
مراد ضحك و مصطفى رفع حاجبه: انا كنت فاكرها مزوّره .. بس إتفاجأت بالظابط بيقول إنها سليمه .. ماهو مش معقول يكون غِلط
مراد: هو انت مش فاهم بجد ؟ دى تبقا مصيبه.

مصطفى بغيظ: اخلص يا زفت انطق
مراد حكاله كل حاجه ... و ازاى أهلها جوم و ان إبن عمها اكيد كان سايب حد يراقبهم و بلّغهم اول ما رجعت .. و شرحله ازاى دخل شافهم كده .. و إنه محصلش حاجه و هما عارفين
مصطفى بإستغراب: استنى استنى .. اما انت عارف ان ابن عمها كان سايب حد يراقبك جيبتها ليه ؟ ع الاقل كنت اخدناها على مكان تانى
مراد: عشان كده كده رحاب مكنش ينفع تقعد معاهم تانى .. انت مسمعتهاش قالت ايه ؟ ف مكنش ينفع اسيبها تانى وسطهم و تطفش تانى .. المرادى لحقناها الله اعلم المره الجايه ممكن يحصلها ايه و لا يعملوا فيها ايه
مصطفى: طب انت بتقول إنهم عارفين إنه محصلش حاجه .. يبقا ليه فضحوها و شوشروا عليها؟
مراد: ماهو ده اللى خلّانى إتدخلت .. عشان يقدروا ياخدوا عليا تعهُّد رسمى زى ما الحمار ابن عمها كان عايز .. و بعد كده يكسروا عينها و يعملوا ما بدالهم
مصطفى بترقُّب: طب و ورقه العرفى ؟

مراد: اما عمامها هلفطوا بالكلام و إتهموها إنها كانت بتعمل حاجه غلط و فضحوها .. و بعدها الظابط فتح محضر و بعت يجيب البواب اللى إستعانوا بيه يشهد .. ساعتها عرفت إنهم ممكن يضيّعوها بجد و يلبسّوها ف حيطه
ساعتها إتصلت بالواد عمار عملى الورقه دى و بما إنى كان معايا توكيل من رحاب و صور من اوراقها الرسميه و انا بخلّصلها المعاش فبعتهاله و هو عرف يتصرف بسهوله
مصطفى اخد نَفس طويل و نفخه مره واحده بصوت و إبتسم براحه: ااه كده تبقا مفهومه .. انا كنت هقلق
مراد إبتسم: لاء متقلقش ده حتة ورقه لحمايتها منهم و هتتقطع اول ما نروحلها
مصطفى: طب و بعدين يا مراد ؟ ايه اللى هيحصل بعد كده ؟

مراد بقلق: بعدين دى عند رحاب .. اللى عايزاه هيتعمل .. اما نروحلها بس و اشرحلها الوضع و اشوف ناويه على ايه
مصطفى: فهّمها كويس انت عملت ايه بالظبط و ليه
مراد بصّله و مصطفى: انا قصدى بس عشان متتعشمش او تفهم غلط
مراد هزّ راسه: ادينا رايحين

مراد و مصطفى راحوا المستشفى و كانت رحاب فاقت و دخلولها و مصطفى إبتدى يحكيلها اللى حصل كله

غرام ماسكه موبايلها بضيق .. بترن على مراد مره ورا التانيه و مفيش رد .. مبيردش
غرام عقلها عمّال يودّى و يجيب: معقول ؟ يكون عشان جيبتله سيره الجواز ف فهم إنى بلحّ عليه ياخد خطوه ؟ بيتهرّب ؟
صحيح انا اللى بدأت معاه .. و صحيح قاوحت عِنده بس ف الاخر هو اللى إستسلم بمزاجه .. انا مأخدتش قلبه بالعافيه .. هو اللى فتحلى قلبه .. هو اللى طلب منى افضل معاه .. هو اللى إترجانى مسيبهوش .. بيعمل كده ليه لو عايز يسيبنى ؟
اكيد لاء .. لاء ...اكيد ظروف .. مراد ظروف شغله غير .. زائد ظروفه هو على ظروف شغله
طب يمكن مصطفى قاله حاجه ؟ لالا هو وعدنى إنه مش هيقوله .. طب يكون هو سمع بابا ؟
لالا اكيد مشغول .. انا معاه .. معاه للاخر

رحاب بتعيّط بقهره .. مش عارفه بتعيّط على ايه و لا ايه .. على أبوها اللى راح و سابها لوحدها .. و لا ع الفضيحه و قسوة اهلها .. و لا على ..
على مراد اللى يوم ما حسّ بيها حسّ كأخت .. و يوم ما إتجوزها كان بالزور و العافيه و ف القسم ..
مراد قاعد ساكت تماما لإنه فاهم اللى هى فيه
و مصطفى بصّلها بإستغراب: رحاب انتى زعلانه ؟ انا كنت فاكر إنك هتتبسطى إنك خلصتى من القرف ده .. يا شيخه هما دول اهل يتبكى عليهم ؟ هما دول اهل اصلا ؟ احمدى ربنا ان الموضوع عدّى .. و دلوقت انتى بقيتى حُرّه نفسك .. شوفى انتى عايزه ايه و انا معاكى.

رحاب بصّت لمراد ب إستنجاد بس مراد خلاص معتش مِلك نفسه .. قلبه مش ب إيده ف سكت
سكتت بخيبه امل
مصطفى فاهمها ف بصّلها بهدوء: قصدى ان مراد خلاص كام يوم و راجع روسيا و انا اللى هنا ف لو إحتاجتى حاجه انا جنبك
مراد: رحاب .. محدش هيغصبك على حاجه .. شوفى اللى يريحك ايه و اعمليه .. عايزه ترجعى لأهلك ماشى و انا هفهمهم الوضع الصح
رحاب بسرعه: لاء
مراد بهدوء: و انا عشان عارف ان ده رأيك و عشان قلقت من ناحيتهم وهمتهم بحكايه الجواز دى
عشانك مش عشانى .. انا كنت اقدر اخرّج نفسى بسهوله من الموضوع .. بس ساعتها كنتى هتفضلى تحت إيديهم و الله اعلم كان هيحصل ايه تانى
ده ضربك بالنار قدام الكل و ف بيتى .. تخيلى بقا اما تبقى ف بيته هو و لوحدكوا هيعمل ايه ؟

ده بالشكل ده لو طال يخلص منك عشان ترجعلهم كل حاجه أبوكى هيعملوها
رحاب هزّت راسه بفهم و هو إبتسم: و تأكدى حوار الجواز ده فيك و محدش عرف بيه غيرهم و انا و مصطفى و ادى الورقه اهى ..
مراد قطّع الورقه قدامها و رحاب غمضت عينيها بوجع كإنه بيقطّع قلبها بين ايديه مش حتة ورقه
اخدت نَفس و بجمود: خلاص طالما بقيت حره نفسى انا عايزه ابقى لوحدى
قبل ما حد يتكلم بصّتلهم: عايزه اسافر .. ارجع روسيا تانى .. هكمل ف شغلى و اقعد ف شقتنا هناك
مراد إبتسم: كويس و ابقا كسبت اخت جميله زيك هناك معايا
رحاب إبتسمت من بين دموعها: يبقا اتفقنا
مراد: خلاص .. انا كده هسافر لإنى مضطر .. انا خلّصت الشغل اللى كنت جاى عشانه هنا و لازم امشى
رحاب قامت مره واحده بسرعه: خلاص يبقا خدنى معاك.

مراد: للإسف دلوقت مش هينفع بس متقلقيش مصطفى معاكى هنا و مش هيسيبك لحد ما يسفّرك تانى
رحاب إبتسمت ب إحباط: حاضر .. خد بالك من نفسك .. لا اله الا الله
مراد بصّلها كتير قوى و هى كمان .. بصّوا لبعض ف نظره طويله و بعدها مراد إنسحب بهدوء و مشى ..

مراد خرج من عند رحاب عمل كام مشوار لحد ما جاه معاد طيارته و خلاص راجع روسيا
طول اليوم بيمنع نفسه عن غرامه .. بيجاهد نفسه ميشوفهاش .. مجرد يوم و مش عارف يعدّى من غيرها .. يبقا الجاى هيعيشه ازاى من غيرها ؟
اخد طريقه للمطار بس إتفاجئ بنفسه من وسط تفكيره قدام شغلها .. إبتسم بقلة حيله و فضل مستنى شويه .. يلمحها بس و هى خارجه حتى من و لو بعيد و يمشى
من وسط تفكيره شمّ ريحتها اللى بقا بيدمنها .. غرام كانت بتعشق ريحة الفُل و دايما بتعطّر بيها هدومها و حاجتها ف كانت ريحتها مميزه ..
مراد كان قاعد ف عربيته و مرجّع راسه لورا و مغمض .. فتّح عينيه على ريحتها .. اتمنى تكون قدامه فعلا و اتمنى لو متكونش هنا ..

يمكن عشان وحشاه عايزها و يمكن عشان متلغبط و واقف ف النص لا عارف يقرّب و لا قادر يهرب ف مش عايزها دلوقت لحد ما ياخد قرار .. متلغبط
فتّح عينيه ببطئ و دوّر وشه بترقُّب ناحيه الشباك .. و هنا لمحها بإبتسامتها الشقيه .. غصب عنه إبتسم .. إكتشف إنها كانت وحشاه جدا .. كل قرارته و وعوده لنفسه بالبُعد إتبخّرت
خبطت ع القزاز بضحكه: طب ايييه ؟
مراد فتح قزاز الشباك و إبتسم و هى رفعت حاجبها: و الله ؟ ايه ؟ اطير من الشباك لجوه ؟ ما ترشنى ببيرسول احسن
مراد ضحك اوى: انا مسافر .. و كنت جاى اقولك عشان متزعليش
غرام: ممم اسمها جاى اعرّفك عشان ده اللى لازم يحصل مش عشان متزعليش
مراد: مممم و بعدين ؟

غرام: ايه و بعدين دى ؟ هفضل واقفه كده؟ جاى تعشّينى صح ؟
مراد بإستفزاز: لاء
غرام بغيظ: و الله ؟ طب اطير انا بقا
مراد بغيظ: ماشاء الله كمان بتعرفى تطيرى ؟
غرام دخّلت إيديها من الشباك فتحت الباب و هو سابها و لسه هتزقّه راح محلّق عليها: و الله ما يحصل .. يلا لفّى
ضحكت اوى و لفّت ركبت من الناحيه التانيه: ناس مبتجيش غير بالعين الحمرا
مراد اخدها و مشى بس طول الطريق ساكت ..

مره واحده إفتكر كلام أبوها و معرفته بكل حاجه مع إنه منبّه عليها متقولش لحد .. إتجمّد مكانه بضيق و ده بان جدا على وشه و هى لاحظته بسهوله
غرام بهدوء: هاا .. يلا قوول
مراد حته جواه عايزه تسألها عن كلام أبوها و يسألها عرفوا منين .. و حته تانيه جواه عايزاه يسكت لإنه لو سأل هى هتبرر و هو اياً كان عذرها هيقبله و ده هو مش عايزوه ع الاقل لحد ما يشوف هيعمل ايه
مراد لمجرد إنه تايه بين الحتتين سكت و مش عارف يقول ايه ..
غرام: بردوا مش هتقولى مالك ؟

مراد إتصنّع البرود: مفيش
غرام ضحكت: لاء مفيش دى بتاعتنا احنا .. و احنا معندناش طولة بالكوا نسمعها للمره الخمناشر .. ف قرّ بسرعه و بطّل سكوتك ده
مراد إبتسم نص إبتسامه خفيفه: المفروض إنك فاهمه سكوتى اكتر من كلامى
غرام بهدوء: سكوت الوجع غير سكوت الصدمات .. غير سكوت اللي فاهم كل حاجه حواليه و بيتابع ف صمت .. غير سكوت الزهق .. غير سكوت جه بعد كلام مجبش نتيجه .. غير سكوت الصبر .. غير سكوت العجز .. غير سكوت الامبالاه .. انت بقا انهى فيهم بقا ؟

مراد إتنهّد: زهقان على مخنوق على قرفان على تايه على ملغبط على عايز ابقا لوحدى على محتاج حد جنبى .. مش فاهم ايه ده بس أهى دى الدربكه اللى جوايا
غرام: الحاجات اما بتكتر جوه بتكبر و تكلكع و تكتم على نَفسنا .. خرّج اول ب اول .. خفّ الحِمل عنك
مراد: عايز ابقى لوحدى الفتره دى .. خدينى على قد عقلى
غرام بتريقه: و الله معنديش مانع اخدك علي قد عقلك بس ألاقيه الاول
مراد إبتسم غصب عنه: وقت ما هتعوزينى هتلاقينى جنبك بس خلينى بعيد لحد ما الدوشه اللى جوايا تهدى.

غرام: و انا قولتهالك قبل كده يا مراد .. مش عايزه منك الحب اللى يخلينى انادى عليك وقت ما احتاجك ..
انا عايزه الحب اللى يخليك موجود طول الوقت من غير حتى ما ابقى محتجالك ف حاجه
مراد: فى حاجات يا غرام عندى بتبقا خط احمر .. مبقبلش مجرد التهويب ناحيتها
غرام بهدوء لإنها فهمت كده إنه سمعهم: حارب عشانى يا مراد .. ضحّى و إتعب و عافر عشانى .. إتخانق لحد ما توصلى .. ليه انا اضحّى لوحدى ؟
و يوم مانت تضحّى تضحّى بيا .. حارب عشانى حتى لو هتخسر بس هتحسسنى إنى غاليه عندك ..

مراد انا حاربت الظروف و الناس و أبويا و أهلى و صحابى عشانك .. انا حاربتك انت شخصيا و حاربت عِندك و بردوا كان عشانك ..
حاربتك انت و كان عشانك انت .. و عندى إستعداد احارب لأخر نَفس فيا .. مهما كنت هحارب مين .. مهما كنت هخسر مين فيهم .. حتى لو هخسرهم كلهم ..
و مش هقولك عشان اكسبك انت ف المقابل .. لاء هقولهالك من منطق الانانيه .. هكسب راحتى و امانى و سعادتى و دول بيتلخّصوا ف حاجه واحده اسمها انت ...

مراد بهدوء: على فكره الحب اللى قبل الجواز مالهوش علاقه بالسعاده اللى بعد الجواز ..
تفتكرى اما تعادى الدنيا بحالها عشانى و تخسرى كل اللى حواليكى مقابل حياتك معايا هتبقى مبسوطه ؟
انتى مجربتيش يعنى ايه حد يخسر الكل مره واحده خاصه لو أهله
غرام سكتت كتير و عينيها إبتدت تدمّع
مراد بصّلها و سكت و هى بصّت ف عينيه قوى: ف من الاخر كده و بهدوء قولى ليه الحيره دى كلها ؟ ايه اللى جواك ناحيتى بالظبط يا مراد ؟ و زى ما سألتهالك مباشره عايزه اجابه مباشره
مراد سكت كتير: انتى قولتى لحد على اللى حكيتهولك عنى ؟

غرام إرتبكت اوى: انا مقولتش لبابا
مراد بهدوء: بس انا مسألتش عن أبوكى تحديدا .. مش لازم أبوكى ..
غرام إبتدت تعيط بتوتر: ماما .. إضطريت احكيلها .. هى الوحيده اللى جنبى ف كل حاجه مش بس ف موضوعنا .. ف كان لازم اقولها .. لكن الباقى معرفش و امى مستحيل تكون قالت لحد ..
مراد سكت كتير و هى لمحت ف عينيه خيبة امل مقدرتش تستحملها
إبتدت تعيّط بصمت: مرااد .. انت قولتلى إنك بتحبنى .. عارف يعنى ايه بحبك .. دى مش كلمه دى عَقد
بحبك يعنى حتى لو غلطت انا محتاجه اشوف نفسى مقبوله رغم غلطى ..

المفروض إنك تفضل من غير ما أكون مضطره أقولك خليك .. تكون معايا من غير ما أبذل مجهود لده ..
محتاجه لو حطّوا الف سور و سور بينا تكسرهم معايا .. حتى لو مش هتساعدنى تدينى طاقه اكمّل .. طاقه بس و انا عندى إستعداد اعمل كل حاجه عشانك
محتاجه اشوف ان مفيش حاجه ممكن تخليك تبعد .. محتاجه امان مفتقداه معاك من ساعه ما سمعت الكلمتين دول من أبويا و شكيت إنى قولتلهم حاجه عنك
لو لمجرد الغلط هانبعد يبقا فين العلاقه اللى بيننا ؟
لو كل حاجه سهله كده يبقا فين المميز اللى إخترتنى عشانه ؟

لو مش ماسك فيا يبقا ازاى فيه حب ؟
نفسى تكون معايا من غير ماترجاك.. تكون معايا عشان انت عايز تكون.. مبقاش مهدده إنك ممكن تتخلى عنى ف اى وقت لمجرد كلمتين مالهومش لازمه ..
انا مش عايزه شخص يحارب وجودى و لا يحارب نفسه وقت ما يلاقى نفسه عايزنى .. انا عايزاك تحارب معايا..
انا عايزه واحد احس معاه بالأمان .. واحد مبقاش خايفه اصحى من النوم ملقهوش لمجرد إنه بيبعد بمزاجه و يقرّب بمزاجه .. و ياريت قلبه اللى بيبعده كنت عذرته إننا مالناش حُكم على قلوبنا .. لكن هو اللى بيحكم قلبه .. بيكتّفه
مراد .. انا عايزه اتجوز و اخلف .. عايزه اعيش مع الانسان الوحيد اللى لقيت معاه الامان .. حقى و ﻻ مش من حقى ؟!

مراد كان بيسمعها بهدوء .. كل كلمه كانت بتطلع منها بتجرى على قلبه بالحضن .. لامس كلامها اوى لدرجه حاسس إنه شفّاف و انها بتقرا من جواه .. بس خايف من اللى جاى لسه ..
مراد: قلبى عايزك .. بس بعد كلام أبوكى عقلى بقا متلغبط و مشوّش .. إدينى وقت ارتب الدربكه دى

غرام مسكت الباب فتحته و قبل ما تنزل بصّتله بثقه: هترجعلي .. متأكدة إنك هترجعلي .. انت قولت قلبك عايزنى يعنى الودّ موجود و اللي بيودّ حد مبيفارقهوش لأن الود غالب ..
سابته و نزلت بهدوء ركبت عربيتها و مشيت .. و هو مش عارف يفرح بكلامها و لا يزعل إنه متكتّف و مش عارف يعمل حاجه
اخد نَفس طويل و إتنهّد بقوه و خد طريقه للمطار و سافر ..

سافر على روسيا و بعدها نزل شغله .. كام يوم و إتفاجئ بمسدج من روسيليا " مراد انا محتاجالك بس مش هعرف اشوفك ازاى "
مراد إبتسم لإنه كان سايبها على راحتها اما تيجى لوحدها و عارف إنها هتيجى خاصة بعد ما عرف إنها إختفت .. كلّمها و عرّفته مكانها و بعدها راحلها

روسيليا كانت قاعده ف شاليه تبع حد من صحابها نضال ميعرفهوش .. إدّت عنوانه لمراد اللى إختارت إنها تثق فيه لإنه ثقه و هيساعدها ده غير ان معتش قدامها اختيار تانى .. لإنها عارفه ان عاصم او نضال دلوقت او بعدين هيوصلولها مسألة وقت مش اكتر ..

رايحه جايه بتوتر .. مش عارفه ايه اللى هيحصل ؟ و لا عارفه مراد ممكن يعمل ايه لما يسمعها ..
بس اللى عارفاه إنها اخدت الخطوه الصح حتى لو متأخره.. الحِمل بقا تقيل قوى لازم تنزّله خاصه بعد ما فهمت ان ليليان اكيد عرفت و همسه كمان ..
مقدرتش تستحمل تبقا ف نظر ليليان متهمه .. هى اه مش امها بس إديتها حب و حنان يكفّوا بلد بحالها
قطع تفكيرها صوت رنّ الجرس و اما عرفت إنه مراد فتحت بلهفه
مراد إبتسم: ايه يا روسى نايمه ؟

روسيليا دخّلته و إبتسمت بقلق: انت فاكر إنى بنام اصلا ؟
مراد محبّش يبتدى هو و سابها تطّلع اللى عندها براحتها: عارف إنى قصرت معاكى .. بس و الله ظروفى كانت ملخبطه .. ده انا تقريبا كنت ميت
روسيليا إتخضّت: يالهوى ... ايه اللى حصلك ؟
مراد حكالها بإختصار اللى حصل معاه و هى بصّتله بقلق: يا حبيبى .. ربنا يحميك انت و اللى زيك
مراد: و بس و ادينى لسه راجع من اسبوع تقريبا .. و سألت عنك اول ما رجعت اتطمن عليكى بس عرفت إنك مش ف البيت .. قولت يمكن مسافره .. لحد ما كلمتينى
روسيليا: الاول حمد الله على سلامتك .. قولى بقا قهوه صح ؟

مراد بصّ للسيبرتايه ع التربيزه قدامه و قام: طب إستنى ان هشرّبك قهوه .. هاتى بس الحاجه
روسيليا: لا انا هعملّك
مراد حاول يهزر: يا شيخه .. هو انتى بتسمّى الميه الصايته اللى بتعملوها دى قهوه ؟ قومى قومى بلا كلام فارغ
روسيليا ضحكت و قامت جابتله حاجتها و هو ابتدى يعمل قهوه و هى قعدت بتوتر .. إبتدت تعيّط بصمت و هو احترم ده و سكت
روسيليا من بين دموعها: ليليان عامله ايه ؟
مراد إبتسم: كويسه .. كان هيسكت بس مش عارف ليه صُعبت عليه ف حبّ يراضى قلبها ف إبتسم اوى: دى هتتجنن عليكى .. هتموت و تكلمك
روسيليا بلهفه: بجد يا مراد ؟

مراد: اه و الله .. بس انتى اكيد عارفه الظروف .. فاهمه و مقدّره
روسيليا بدموع: انا مش زعلانه منها على فكره .. هى بس وحشتنى اووى .. اووى اووى يا مراد
مراد بهدوء: على فكره انا مرضتش اقولها على دخولك المستشفى
روسيليا عيونها لمعت: يعنى هى مكنتش تعرف ؟ بجد يا مراد ؟
مراد هز راسه: مقولتلهاش لإنى عارف ان لحد هنا و مش هعرف اسيطر عليها و كانت هتبوّظ الدنيا
روسيليا بسرعه: لالا كويس إنها معرفيتش.

الكلمتين دول كانوا كفايه إنهم يطمنوها و يريحوا قلبها
أخدت نَفس بهدوء: و همسه عامله ايه ؟
مراد لسه هيتكلم هو مكنش هينكر او يعترض بس هى لحقته قبل اى كلمه منه: انا عارفه إنها مع ليليان .. و إنك عارف طريقها و صدقنى مش زعلانه و لا بغلّطك .. بالعكس انت ربنا بعتك ليهم نجده .. المهم تكمّل معاهم للأخر
مراد بصّلها قوى: انا عمرى ما إتخليت عن حد محتاجلى ف مابالك بيهم
روسيليا: انت جدع اوى يا مراد
مراد إبتسم و هى سكتت شويه و بصّتله بتردد: انا كمان لو طلبت منك تساعدنى هتقف جنبى ؟

مراد إبتسم بحب بجد: طبعاا .. انتى بجد بتسألى ؟
روسيليا إبتسمت و هو سكت شويه: انا سمعت همسه و بناءاً على كده ساعدتها .. و قبلها سمعت ليليان و بردوا بناءاً على كلامها ساعدتها
روسيليا فهمت إنه عايزها تتكلم: هى ليليان عرفت امتى إنى مش ... سكتت و دخلت ف نوبة عياط
مراد بتلقائيه طبطب عليها و هى من بين دموعها: الموضوع جاه ازاى ؟

مراد: بُصى هى عرفت ازاى دى طويله بس هقولهالك .. لكن الموضوع جاه ازاى دى عندك انتى .. ف قوليلى اللى عندك و هكمّلك باللى عندى ..
روسيليا عيّطت و هو حسّ بصدقها: و الله معرفش حاجه .. اكتر من اللى انت وصلتله معرفش
انت وصلت لإن ليليان مش بنتى انا و نضال و تبقا بنت همسه .. و ده اللى أعرفه
مراد بهدوء: مش بنتك انتى و نضال بس بنت همسه صح .. بنت همسه و مين ؟

روسيليا بدموع: و الله ما اعرف .. انا زى ما قولتلك معرفش اكتر من اللى عندك .. الباقى مالهوش لازمه .. مواقف و خناقات بينى انا و عاصم و نضال كمان .. حاجات معتقدش هتفيدك
مراد بهدوء: احكيلى كل حاجه و انا اختار من كلامك ايه هيفيدنى و ايه لاء
روسيليا إبتسمت و هو إبتسم بهدوء يطمنها
أخدت نَفس طويل و إبتدت تنزّل الحِمل من على كتافها .. فضلت تحكى و تحكى و تحكى .. و كل ما تفتكر حاجه تقولها .. حتى ادقّ التفاصيل و مواقف كتير ف توقيت الحادثه
مراد كان بيسمعها بتركيز قوى .. و بيسأل ف كل تفصيله مهما كانت
كان بيسمعها بقلبه قبل اى حاجه .. قلبه بيدق بعنف .. هى بتحكى حكايتهم و هو باله ف حكايته .. عقله عمّال يربّط الاحداث .. كل حاجه بتكمّل بعضها
خلّصت بهدوء و بصّت لمراد بترقّْب و مستنيه منه اى رد فعل.

مراد زى التايه و مش عارف يعمل ايه .. بس اللى عارفوه ان اول حاجه لازم يعملها هو إنه يأمنّها هى كمان ..
اللى قالته أخطر من إنهم يهددوها و بس .. دول هيخلصوا منها حتى من غير ما يعرفوا إنها قالت حاجه

مراد بهدوء: طيب ... انا هقوم و إنتظرى منى تليفون ف اى وقت .. و من هنا لحد ما اكلمك متكلميش حد و لا تفتحى لحد و اعملى حسابك اول ما هكلمك بعدها على طول هتكونى برا البلد
روسيليا إبتسمت لإنه وثق فيها ...مع إنها مش عارفه ايه اللى ممكن يحصل او هياخدها على فين بس هى إختارت إنها هى كمان تثق فيه
مش هيحصل اسوأ من اللى حصل يعنى ..
هزّت راسها بدموع و هو سابها و خرج زى التايه
عدّى ع المستشفى اللى وصفتهاله ان عاصم نقل همسه بولادها ليها بعد الحادثه مباشره ..

قابل حد مسؤل من الإداره و إتكلم معاه بشكل ودّى .. و إبتدوا يدوّروا ف الملفات الخاصه بالمستشفى اللى بتتخزّن كل عشر سنين ..
لحد ما وصل للملف الخاص بالحادثه .. أخده و مشى زى التايه بعد ما فتحه و فضل يقلّب فيه
دخل مكتبُه و قعد بهدوء و حطّ الملف قدامه و فتح الدرج و خرّج الملف بتاعه هو بتاع التبنّى اللى جده مَهد عملهوله و اللى فيه تقرير المستشفى اللى جده خرّجهوله عشان يثبت حالته و ساعتها اكتشف ان له ملف تانى ف المستشفى من سنه بجد ..
حطّ الملفين و بصّلهم بتوهان: معقوله ؟!

عاصم بصدمه: انت بتقول ايه يا بنى ادم انت ؟ انت اكيد بتهزر
نضال بتوتر: اكيد مش بهزر .. هى الحاجات دى فيها هزار بردوا ؟!
عاصم قرّب منه بهجوم و مسكه بعنف من هدومه: يعنى ايه ؟! عايز تقول ان مراتك زمان خربت الدنيا و انت قعدت على تلّها ؟
نضال: اسمع بس .. لسه في فرصه
عاصم بعنف: فرصه ؟! فرصه ايه ؟ جااى تقولى ان الكلب اللى إسمه مراد ده اللى قارفنا يبقا ابن همسه و تقولى فرصه ؟
نضال: ماهو لو خلّصت عليه يبقا
عاصم بغضب: يبقا ايه ؟ يبقا ايه و انت اصلا حتة عيله مش عارف تخلّص عليها .. و لا همسه لوحدها قدرت عليها ..

يبقا اما يبقى معاهم كلب سعران زى ده هنقدر عليهم ؟ اذا كنت مقدرتش عليه و هو عيّل هتقدر عليه دلوقت بعد ما بقا زى الغول زى أبوه ؟
نضال: متقلقش .. المرادى يا قاتل يا مقتول
عاصم: و لما هو كده مخلصتش منه ليه من وقتها .. من و هو عيل ...سيبته ل دلوقت ليه ؟
نضال نزّل إيده بالعافيه و إتنفس بصعوبه: مانا قولتلك .. الواد طالع بسبع ارواح زى اللى خلفوه .. بعد ما سفّرتلك همسه عندك .. و الواد قالولنا إنه مات و اختك خدت البنت و غارت انا كمان سيبت المستشفى .. هقعد اعمل ايه ؟
عاصم بغلّ: و مستنتش لما تدفنه ليه ؟

نضال: انت ناسى اختك عملت ايه ؟ و انت وقتها قولتلى سيب كل اللى ف إيدك و اقلب الدنيا عليها بالبنت لإنك مش هتعرف تنزل روسيا عشان محدش ياخد باله منك و قضيتك كانت لسه متقفّله .. انا سيبته هناك و مشيت
عاصم: و لما عرفت إنه مامتش سيبته ليه يا حيوان ؟
نضال: أخدته تبع الشغل بتاعنا .. حدفته وسط العيال اللى بنستخدمهم ف الشغل و تجاره الاعضاء و كده ..
بس ابن الكلب كان هيموت منهم او هما بيحسبوه مات فعلا و الراجل بتاعنا المسؤل هناك كلمنى و قالى بعته مع رجالته يحدفوه ف اى داهيه
عاصم بغضب: اى داهيه ؟ بتودوه تعالجوه و تقولى اى داهيه ؟ انت حمار ؟

نضال بضيق: مش احنا اللى عالجناه .. البهايم رجالته حدفوه ع الطريق و مشيوا و بعدها اما عرفت و بعت حد يسأل عرفت ان واحد إسمه مَهد و إبنه خدوه عالمستشفى و عالجوه
عاصم بغضب: و مخدتهوش منهم ليه ؟
نضال: و هقولهم ايه ؟ هاتوا الواد اللى انا خاطفوه ؟ و يمكن ساعتها كان الواد إتكلم و كل حاجته إتكشفت من عنده .. خاصه و إنهم مصريين
عاصم بغلّ: اه فقولت اسيبه .. سيبته عشان يجى يقرفنى انا دلوقت
نضال بضيق: انا سيبته اما لقيتهم خدوه و ماسكين فيه و لقيتهم مالهومش ف المشاكل يعنى بيخافوا بدليل إنهم مبلّغوش اما لقوه .. فقولت هيربّوه و خلاص
عاصم بغلّ: و اهم ربّوه و كبر و بقا زى الغول .. تقدر تقولى هنعمل ايه دلوقت؟

نضال: معرفش
عاصم بغضب: لاء لازم تعرف و تتصرف و بسرعه .. كده إتفهمت .. الواد عرف ان ليليان اخته ماهو مكنش بيساعدها لله و للوطن .. و اياً كانت الطريقه اللى قدر يوصل بيها ل همسه بس ف النهايه اكيد عرفها
و طالما وصل لإن همسه أمه يبقا هيوصل لأبوه و بسهوله .. ده زياده على إنه ظابط ده ابن كلب و غول و زى الكلب السعران زى أبوه
نضال: هتصرف
عاصم بغلّ: حياتك ف كفّه قصاد حياته المرادى .. لو معرفتش تخلصّنى منه انا اللى هخلص منك .. فاااهم
نضال هزّ راسه بقلق و هو بصّ قدامه بغلّ: الاول إعرفلى كل كبيره و صغيره عنه .. كل حاجه .. كل شئ يخصّه مهما كان و متتصرفش إلا اما اقولك
نضال هزّ راسه بطاعه و مشى و هو نفخ سيجارته بشر و غلّ: ماشى يا ابن العصامى .. كلب سعران زى اللى خلّفك !

عدّى يومين كان مراد عمل ل روسيليا ورق لسفرها و كلّمها بلّغها تستعد للسفر .. و فعلا مراد عدّى عليها و اخدها و سافروا
همسه ف المطبخ بتعمل ساندوتشات ل ليليان اللى قاعده قصادها قدام التليفزيون .. و جرس الباب رنّ
همسه خرجت من المطبخ اللى جنب الباب مباشرة تفتح ف نفس الوقت اللى ليليان قامت بردوا تفتح
فتحوا و إتسمّروا الاتنين مكانها و بصّوا لبعض بذهول: روسيليااا ؟!
روسيليا بصّتلهم و إبتسمت بقلق و مستنيه ردّ فعلهم ..
بصّولها بشئ من القلق اللى إتبخّر لما لمحوا مراد جاى من وراها بيبتسم .. ف إبتسموا لمجرد إنهم شافوه معاها و هى كمان إبتسمت بدموع
و الاربعه بصّوا لبعض بدموع و إتلاقت عيونهم ف نظره طويله .. طويله قووى .. اطول حتى من ال 19 سنه دول !

نظره مش مفهومه بس المفهوم منها إنها كلها حُب صافى بجد .. قطعها مراد بهدوء:
روسيليا حكتلى كل حاجه .. بس انا اصّريت مش بس تيجى تقولكوا بنفسها .. لاء كمان تبقى معاكوا لإنها تقريبا ف نفس الخطر !
مراد سكت شويه و بصّلهم بترقُّب و إبتسم: و انا كمان مش هسيبكم لإنى إكتشفت إنى كمان معاكم .. نفس المصير !
ليليان بصّتله قوى و همسه صوتها إترعش من قلبها اللى بيدق بعنف: نفس المصير ؟!
مراد غمّض عيونه بوجع و أخد نَفس طوويل و...


look/images/icons/i1.gif رواية مارد المخابرات رومانسية إثارة تشويق بلا حدود
  05-11-2021 12:53 مساءً   [56]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية مارد المخابرات الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الثامن والعشرون

مراد اخد روسيليا و سافر على تايلاندا عند ليليان و همسه ..
إتصدموا من وجودها و كلهم بصّوا لبعض نظره مش مفهومه بس المفهوم منها إنها كلها حُب صافى بجد ..
قطعها مراد بهدوء: روسيليا حكتلى كل حاجه .. بس انا اصّريت مش بس تيجى تقولكوا بنفسها .. لاء كمان تبقى معاكوا لإنها تقريبا ف نفس الخطر !
مراد سكت شويه و بصّلهم بترقُّب و إبتسم: و انا كمان مش هسيبكم لإنى إكتشفت إنى معاكم .. نفس المصير !
ليليان بصّتله قوى و همسه قلبها بيدق بعنف: نفس المصير ؟!

مراد هزّ راسه و الدموع اللى إتجمّعت ف عينيه خنقت الكلام على لسانه ف إتنهّد بإبتسامه و سكت
همسه قلبها هيخرج من مكانه .. بيدق بعنف .. لدرجة إنها مش عارفه تتنفّس
ليليان عينيها متعلّقه بدموع على روسيليا .. كانت فاكره نفسها زعلانه منها .. بس اما شافتها إكتشفت إنها وحشاها كتير .. لاء دى إكتشفت إنها كانت محتاجاها اكتر ..
هى اه مش امها بس هى حاجه غير ..حاجات كتير اوى فوق بعضها اكبر من الامومه .. دى هى الامومه نفسها ..حنيه و طيبه و دعوه حلوه .. هى عوض من ربنا .. هى نجاه .. هى الونيس الوحيد ف كل ليلة تعب طويله لحد ما بقت كويسه .. هى الصاحبه اللى شاركت ف اول كل فرحه .. اول يوم دراسه .. اول تكريم .. اول تخرّج .. اول شغل .. اول حُب كمان .. حتى اول جواز.

شريكه كل حاجه و كل حاجه كانت بتتقسم بينهم بالنص حتى الضحكه ..
ليليان ساكته تماما بس كمية البراءه و الحب الصافى اللى ف عيونها قالوا كل حاجه .. دول حتى اعتذروا عن سوء الظن قبل ما تنطق و تدافع عن نفسها ..

روسيليا متجمّده مكانها .. هتموت و تحضنها بس خايفه .. خايفه من ردّ فعلها يجرحها .. متجمّده رغم ان اللى جواها يصهر الجليد ..
هى اه متبقاش بنتها .. بس تبقى حاجات كتير اوى حلوه.. حُب صافى و ونس و رفيقة حياه بحالها ... إعتبرتها تعويض ربنا عن الامومه اللى إتحرمت منها .. عشان كده العشَم جواها كبير ف ساكته لمجرد خوفها ان العشَم ده يتهدّ ..

روسيليا بصّت ل همسه جنبها و عينيها بتلقائيه راحت على إيديهم المتشبكه ف بعض .. حسّت إنها مالهاش مكان ف وسطهم .. غمضت عينيها بوجع لمجرد إنها صُعبت عليها نفسها و سكتت
ليليان لمحت ده ف عينيها و مدّتش فرصه للوجع اكتر من كده يستفرض بيها ... قرّبت منها بمنتهى اللهفه و ضمّتها قوى .. قووى قووى .. ضمّتها بكل مشاعرها المتلغبطه جواها بين أمها اللى ربّتها و أمها اللى إتحرمت منها .. ضمّتها و دفنت نفسها ف حضنها بحب ..
روسيليا حطّت إيديها بتلقائيه على قلب ليليان و هى ضمّاها لإنها عارفاها عندها القلب و مالهاش الزعل .. فضلت تمشّى إيديها بحنيه على قلبها و ضمّاها ب الإيد التانيه ..
فضلوا متعلقين ببعض كتير .. كتير اووى ..

روسيليا إنسحبت بهدوء من حضنها و إتنقلت بعينيها ناحية همسه اللى واقفه جنبهم بتتابع الموقف بهدوء ..
همسه حته جواها مبسوطه من علاقتهم و ان بنتها لقت اللى يعوّضها و يبقا جنبها .. و حته تانيه جواها غيرانه منها لكون إنها كانت جنبها ف الوقت اللى هى كانت المفروض تبقا فيه ..
مشاعرها ملغبطه ف ساكته ...
الموقف كله على بعضه ملغبط و مفهوش حاجه تتقال .. ف محدش فيهم عارف ينطق
روسيليا فضلت باصّه كتير لهمسه.. قرّبت منها حضنتها بحب بجد و مدتهاش فرصه تعترض ..

همسه ضمّتها بعتاب و مراد إتّكى على عينيه بإبتسامه لهمسه من جنبهم و هى إبتسمت بهدوء و ضمّتها ..
بس حته جواها لسه زعلانه منها .. من يوم ما عاصم اخدها و هى مالهاش حد إلا روسيليا .. بتعتبرها اخت بجد .. عمرها ماكانت اخت لجوزها .. هى اخت ليها هى ..
مكنتش ابدا متوّقعه إنها تخونها ... تبقا عارفه حاجه حتى لو مشتركتش .. كونها خبّت عنها ده بالنسبالها خيانه ..

مراد إبتسم: هاا ؟ هنقضّيها احضان كده ؟ و ع الباب ؟ جوه لأحسن شكلنا بقا بتنجان خالص
ضحكوا و مراد اخدهم و دخل ..
ليليان إبتسمت برقّه: هقوم اعمل قهوه
مراد: لالا خليكى انا هقوم اعمل
مراد قام يعملهم قهوه و روسيليا قعدت جنب ليليان
بصّت على بطنها و إبتسمت بدموع و ليليان لاحظت و إبتسمت بإحراج: ماما .. انا كنت هقولك .. بس .. بس
روسيليا بحب: و لا يهمك .. المهم إنك كويسه و ربنا عوّضك.

ليليان ضحكت: الحمد لله .. إتحرمت من مراد و همسه الاصليين .. ربنا إدّانى نسخ صغننه منهم
روسيليا بصّتلها بعدم فهم: طب همسه و عرفتيها ف عرفتى إسمها .. طب باباكى؟ مراد قالى ان لسه موصلتوش لحاجه عنه .. عرفتى إسمه منين؟
بصّت لهمسه: هى همسه افتكرت حاجه؟
همسه رفعت حاجبها: لا يا شيخه؟
ليليان إبتسمت و بتلقائيه حطّت إيديها ع السلسله ف رقبتها و روسيليا لمحتها ف إبتسمت اوى
روسيليا: قولتيلى بقا .. عشان كده متمسكه بيها اوى ؟ ده تقريبا علّمت ف رقبتك من كتر ما مبتقلعهاش
ليليان بحب: طبعا .. من ريحة أبويا
همسه بغيظ: و ايش عرّفك ؟ مش يمكن انا اللى كنت جيبهالك ؟

ليليان بعِند طفولى: لاء اكيد مرادى
روسيليا بتأكيد على كلامها: لاء أبوها
همسه رفعت حاجبها بغيظ: نعم ؟
روسيليا: ليليان وقت ما أخدتها ورتهالى و قالتلى ان أبوها اللى جايبهالها و قالها متقلعهاش خالص
همسه بجمود: اه و انتى قولتلها إنه مش أبوها
روسيليا سكتت بإحراج و مراد خرج بالقهوه: نصلى ع النبى كده و نشرب القهوه لاحسن القعده هتطّول للصبح.

شربوا القهوه بصمت و كل حد فيهم مستنى التانى يفتح الكلام .. لحد ما ليليان بصّت لروسيليا بدموع:
مش فاكره حاجه عن بابا ؟
روسيليا بصدق: و الله ما اعرف .. و الله ما اعرفه و لا اعرف حاجه عنه و لا عنكوا و إلا مكنش كل ده حصل
همسه بهدوء: و هو ايه اللى حصل يا روسيليا ؟ ايه اللى ودّى بنتى عندك ؟
حتى لو الخلاف بينى و بين عاصم بنتى وقعت ف حجرك ازاى ؟ و لا انتى إصطادتى ف الميه العِكره و حبيتى تطلعى بحاجه انتى كمان و تستفادى

روسيليا عينيها دمّعت بقهره .. كلمتها وجعتها اوى .. بصّت لمراد و هو إتّكى على إيديها بحب كأنها بيطمنها ..
اخدت نَفس طويل و رجعت بذكرياتها لأكتر من 19 سنه فاتوا ..

Flash baak
روسيليا بضيق: يعنى افهم بس .. احنا رايحين فين يا نضال ؟
نضال: روسيا .. قولتلك يا حبيبتى مسافرين روسيا
روسيليا: ايوه بردوا ليه يعنى ؟ احنا مش سيبناها من وقت قضية عاصم من اكتر من ست سنين .. و قولتلى ساعتها عشان عاصم إتقبض عليه ف مصر .. و اه هرّبتوه بس عشان لو حد دوّر وراه ميوصلناش؟
نضال: اهى قضية أخوكى إتفتحت تانى .. و بيتحقق فيها و ربنا يستر بس
روسيليا: بردوا ده ايه علاقته برجوعنا تانى لروسيا ؟
نضال: قولتلك أخوكى عايزك هناااك .. و ماتسألنيش ليه .. اما تروحيله هتعرفى
روسيليا مفهمتش: و المفروض ان قضيته إتفتحت و بيدوّروا عليه يبقا يروح هناك و لا يبعد ؟ انا مش فاهمه حاجه ..
نضال: اما نسافر هتفهمى .. و بطّلى اسئله بقا عشان معنديش تعليمات اقولك اكتر من كده

روسيليا سكتت و هى مش فاهمه حاجه .. بس راحت على امل إنها تفهم ..
هيكون عايزها ف ايه عاصم ؟ هما عمرهم ما كانوا قريبين من بعض لدرجه إنه يحتاجها لدرجة إنه يجيبها مخصوص .. هو قريب من نضال اللى طلعوا بيشتغلوا سوا من قبل ما عاصم يتكشف ..
اه بس هو ف ورطه و يمكن يتقبض عليه .. هتروحله ع الاقل تفهم ...

روسيليا سافرت على روسيا .. وصلوا و نضال اخدها على المستشفى بتاعتهم اللى ف روسيا ..
روسيليا إستغربت و خمّنت ان مثلا عاصم جراله حاجه عشان كده نضال جابها من غير ما يفهّمها
روسيليا بترقُّب: انت جايبنا هنا ليه يا نضال ؟ هو عاصم هنا ؟ جراله حاجه ؟ انطق
نضال اخدها و دخلوا و جوه إتفاجأت ب همسه و ولادها كانوا لسه منقولين للمستشفى ..
روسيليا بصّتلهم بإستغراب و هى مش فاهمه حاجه: مين دى ؟

نضال: دى همسه .. مرات عاصم أخوكى
روسيليا: هو عاصم متجوز ؟ اللى اعرفه إنه كان متجوز ف مصر و من يوم ما طلقها و جاه على هنا مسمعتش إنه إتجوز
نضال: ماهى دى بقا اللى كان متجوزها ف مصر
روسيليا: و ايه اللى جابها هنا ؟ و بعدين مش طلقها رجعوا لبعض امتى ؟ و مين اللى معاها دول ؟
نضال: دول ولادها
روسيليا بذهول: نعمم ؟! انت هتستعبط .. هو عاصم كان خلّف منها ؟
انا سمعت تقريبا إنه إبنه مات وقت القضيه بتاعته و إتطلقوا .. لحق خلّف ؟ و بعدين ده العيال كبار ؟ خلّفهم امتى تانى ؟ و لا مخلّفش ؟ و لا ولاد مين دول ؟

نضال بزهق: ايه يا روسى كل دى اسئله ؟ انتى بتحققى معايا ؟
روسيليا: ماهو انا لازم اعرف .. افهم فى ايه بالظبط
نضال: بردوا معنديش تعليمات اقولك .. كل اللى عندى إنى اجيبك هنا يومين اسبوع بالكتير تقعدى معاهم .. لحد ما نشوف هنعمل ايه و بعدها هتمشى
روسيليا: تعملوا ايه ف ايه ؟ فين عاصم و هو يفهّمنى ؟
نضال: شويه و هيكلمك
روسيليا: نعممم ؟ انت جايبنى له و هو مش هنا اصلا ؟
نضال بنفاذ صبر: يا حبيبتى مانا قولتلك .. هو قالى ع اللى عايزوه منك و انا قولتهولك .. هو عايزك تقعدى ف المستشفى كام يوم و هتمشى
روسيليا بعِند: بردوا اكلّم عاصم .. ماهو انا لازم افهم ايه الحكايه

نضال نفخ بزهق: حاضر
مسك موبايله و كلّم عاصم ...
عاصم بضيق: يعنى هتستفاد ايه اما تحشر نفسها مش فاهم ؟ قولها حاجه تبع الشغل و خلاص
نضال: خْدها انت قولها
عاصم: يابنى انت
قطع كلمته اما روسيليا شدّت الموبايل من ايد نضال: ايه يا عاصم
عاصم: ايه يا روسيليا ؟
روسيليا: مين دى يا عاصم ؟ مراتك و لا طليقتك ؟
عاصم: ملكيش دعوه .. اسبوع بالكتير و هتمشى .. و لو عايزه تمشى من دلوقت امشى .. مش عايز منك حاجه
روسيليا بضيق: لاء مش قصدى .. بس لازم اعرف
عاصم بحزم: لاء مش لازم
روسيليا: ع الاقل افهم مين اللى معاها دول .. و ارجوك متقوليش ولادكوا .. انا مش هبله
عاصم كز على سنانه بغضب: لاء ولادها هى
روسيليا: نعمم ؟ يعنى ايه ؟ ده معناه إنها إتجوزت وخلّفت .. عايز انت ايه منها ؟ و جايبها هنا ليه و ازاى ؟

عاصم بضيق: إتطلقت .. إرتاحتى كده
روسيليا: و الولاد ؟
عاصم همس بغلّ: لاء دول تصفية حساب
روسيليا إتنفضت: ايه ؟
عاصم بتتويه: قصدى دول ولادها .. محبتش احرمها منهم ..اما تفوق بقا يبقا اشوف

روسيليا قفلت معاه و هى مش مقتنعه بولا كلمه .. قررت تمشى ع الاقل عشان ماتورطش نفسها .. و فعلا لسه هتمشى لمحت ليليان بتتقلّب ف سريرها و بتهمس: ماماا

روسيليا الكلمه خطفتها .. سنين و هى بتحلم تسمع الكلمه دى و لمجرد إنها سمعتها حتى لو مش بنتها ف هى خلّت جسمها كله قشعر
روسيليا عينيها دمّعت قوى بوجع .. وقفت كتير مكانها بتردد .. بس لازم تمشى عشان متورطش نفسها ..
خرجت و يدوب بتقفل الباب و قبل ما تقدّم خطوه سمعت صوت عياط دبّ على قلبها ..
و هنا مقدرتش تقاوم تانى
فتحت الباب تانى بهدوء و دخلت .. و هنا لمحت ليليان بتعيط ..
بنوته جميله.. بيضا اوى بشكل يجذب و خدودها حمرا طبيعى بطريقه عجيبه و عنيها ملوّنه و بتقلب و شعرها طويل جدا و ناعم برتقانى بلون عجيب تقريبا مشافتهوش على حد ..

روسيليا إتسمّرت مكانها من جمالها المُلفت اوى و تمتمت بإبتسامه: ماشاء الله تبارك الخلّاق
قرّبت منها بحب و ضمّتها: اسمك ايه يا جميله ؟
ليليان ببراءه: باغبى ( باربى )
روسيليا مفهمتش و بصّتلها قوى: ايه ؟ طب إسم باباكى ايه ؟
ليليان: مغاد ( مراد )
روسيليا فهمت إنها لدغه بس معرفتش تجمّع كلامها اوى خاصة إنها مش عارفه باقى اسمها
روسيليا ضمّتها بحب: طب اهدى يا روحى .. بتعيطى ليه ؟ عايزه ايه و انا اعملهولك ؟
ليليان: بابى .. عايزه بابى
روسيليا هزّت راسها و هى صعبانه عليها: هتروحى يا حبيبتى ان شاء الله .. بس ربنا يستر بس.

نضال دخل عندهم و كانت روسيليا قالتله إنها هتمشى مش هتقعد ..
دخل و اما لمحها إندمجت مع البنت مرضيش يقولها حاجه و سابها و هى مرضيتش تمشى اما ليليان صُعبت عليها .. و خرج كلّم عاصم اللى كان مستنى منه تليفون و طمّنه إنها هتقعد معاهم بس يتصرّف بسرعه

روسيليا خرجت وراه: هى مامتها عامله ايه ؟
نضال: مش عارف .. بس ربنا يستر الدكاتره بيقولوا حالتها صعبه و الامل حتى ف مجرد إنها تفوق ضعيف ..
مابالك بقا ف إنها تبقا كويسه .. ده حتى الولد اللى معاهم متدمّر بردوا و الدكاتره بيقولوا ف غيبوبه و حالته صعبه
روسيليا بزعل: لا اله الا الله .. هما شكلهم حادثه صح ؟
نضال: اه
روسيليا بصّتله بشك: و لا حاجه غير كده ؟

نضال: يا ستى و الله حادثه .. بس أخوكى إدّى اوامر نجيبوها على هنا .. و ولادها من حظهم بقا إنهم كانوا معاها
روسيليا: و عاصم ناوى على ايه معاها و معاهم ؟
نضال: معرفش .. بس ربنا يستر ف اللى جاى
روسيليا: اكيد جوزها مش هيسكت و هيقلب الدنيا عليهم و ساعتها يبقا قضيتين مش قضيه ..
انا مش عارفه واحد هربان و مطارد يورّط نفسه ليه ؟ هو هربان و محتاج يختفى يقوم يجيب واحد تكشفه ؟ هو إتجنن ؟ ده بيغرّق نفسه .. وجودها هيغرّقه اكتر
نضال بشرود: مش يمكن وجودها هو اللى ينجّيه و يخلّصه
روسيليا مفهمتش: يعنى ايه ؟

نضال إنتبه: هاا ؟ و لا حاجه .. ادينى مستنى تعليمات من أخوكى اما اشوف هيعمل ايه تانى
المهم انتى قاعده و لا ماشيه ؟
روسيليا لسه هترد عينيها راحت بتلقائيه على ليليان اللى كانت راحت ف النوم ببراءه
روسيليا إتنهّدت: قاعده .. قاعده يا نضال اما اشوف اخرتها

روسيليا قعدت معاهم اسبوعين تقريبا .. منهم اسبوع ده كان تقريبا الاسبوع اللى ورا الحادثه مباشره و اللى كان مراد و سليم و مهاب مسافرين لعاصم و اللى كانت جاتلهم اخبار انه بشحنة سلاح ف بنكوك و هيسلّمها لناس يدخّلوها البلد ..
بعد الاسبوع عاصم إتقبض عليه ف وقتها و رحّلوه على مصر و هنا قعد الاسبوع التانى ف المستشفى و بعدها نضال و ماهر ابن عمه و المنظمه اللى شغّال تبعها بعتوله رجاله خلّصوه ..
ولّعوا ف المستشفى و هرّبوه و اخفوا هروبه وسط حالات الوفاه اللى كانت وقتها كتيره جدا جدا لإن المستشفى بحالها إتدمّرت ف الحريق.

روسيليا بإستغراب: هرّبتوه ؟ هرّبتوه ازاى ؟ و على فين ؟
نضال: على فرنسا
روسيليا بضيق: و هتاخدلوا همسه بولادها على عنده ازاى يعنى ؟
نضال بصّلها بقلق لإنه شافها إبتدت تتعلق بليليان اوى و هى إتنهّدت بزعل: انا قصدى ان همسه ف غيبوبه ..
بدعيلها و الله انها تقوم بالسلامه لولادها مع إنى معرفهاش و لا عمرنا إتقابلنا .. بس محدش عارف هتفوق منها امتى .. و ولادها محتاجين رعايه .. و اكيد عاصم مش هيعمل ده .. هياخد باله منها و لا منهم؟

نضال بصّلها بتريقه: ياخد باله منهم ؟ هأه .. اه ماهو هياخد باله منهم كويس اوى
روسيليا بصّتله بشك: يعنى ايه ؟ هو عاصم ناوى على ايه بالظبط ؟
نضال: معرفش .. هو قالى اسفّرله همسه .. و اسيب ولادها لحد ما يقولى اعمل ايه
روسيليا بفرحه: يعنى ليليان مش هتسافر معاكوا ؟
نضال بحده: لاء .. بس اخرها يومين تلاته كمان ف إعملى حسابك على كده
روسيليا: يعنى ايه اخرها يومين تلاته ؟

نضال بزعيق: يوووه هو تحقيق .. اسئله اسئله انتى مبتزهقيش؟
روسيليا سكتت بس من جواها فرحت ان ليليان هتفضل معاها شويه كمان ..
كانت إتعلّقت بيها جدا و حبّتها و حرمانها من الخلفه حببّها فيها اكتر .. كانت بتحسب عاصم هيسيبها معاها لحد ما همسه تفوق و تبقا كويسه
نضال سفّر همسه من روسيا على عاصم ف فرنسا .. و عاصم هناك اخدها منه و دخّلها مستشفى و إبتدى يعالجها بطريقته ( و اللى حصل بعده مع همسه و عاصم همسه حكته لمارد )
بعد سفر همسه من روسيا بيومين بالظبط ..
و روسيليا قاعده مع ليليان ف المستشفى بعد ما نيّمتها .. و قاعده بتلعبلها ف شعرها بحُب .. ليليان فجأه قامت تصرخ و تعيّط اوى و تتفحم بحُرقه ..
ليليان اصلا طول الفتره دى مش بتسكت .. بتعيّط و تسكت و تزن ..

بس يومها كانت بتتفحم و تتخضّ من كتر العياط ..
روسيليا حاولت تسكّتها بس بتزيد .. خرجت برا تجيبلها دكتور يشوفها لاحظت ربكه ف المستشفى و كذا دكتور بيتحرّكوا ناحية العنايه المركزه ..
روسيليا بهمس: ربنا يستر
وقّفت دكتور: هو فى ايه بيحصل هنا ؟
الدكتور: الولد اللى كان جاى تبع الحادثه اللى تخصّ عاصم بيه
روسيليا بترقّب: ماله ؟
الدكتور بسرعه و هو ماشى: مات
روسيليا بحزن: لا حول و لا قوه الا بالله .. ده يا حبيبى أمه لسه مفاقتش ..

مره واحده إنتبهت ل ليليان اللى قامت من نومها مفزوعه:يا قلبى انتى .. قلبك حاسس
روسيليا رجعت عند ليليان و ضمّتها اوى ف حضنها و فضلت تعيّط
بعدها مسكت موبايلها كلّمت نضال اللى جاه بسرعه
نضال: ايه اللى حصل ؟
روسيليا بدموع: مراد ابن همسه مات
نضال إتنهّد: طب و زعلانه ليه ؟ ما ف داهيه
روسيليا بصّتله قوى و هو تهتهه: قصدى يعنى هو انتى تعرفيه عشان تزعلى عليه و تعيطى كده؟
روسيليا دخلت ف نوبة عياط و هو نفخ: انا هدخل اتأكد كده و بعدين اكلم عاصم ابلّغه .. اشوف هيعمل ايه .. لازم يتصرف بقا و يخلّصنا من البلوه دى.

روسيليا بصّتله بقلق .. و كلمته وجعت قلبها .. و هو خرج على برا .. قابل الدكتور اللى أكدله ان الولد فعلا قلبه وقف .. يعنى مات
نضال نفخ و اتصل على عاصم
عاصم بغلّ: ما ف داهيه
نضال: يا جدع بقولك الواد مات .. مات يعنى كده هنروح ف داهيه
عاصم: انت غبى يا حمار انت .. ما يموت و لا يغور ف داهيه
نضال بعدم فهم: طب و هتعمل ايه مع أبوه ؟ ده لو عرف هيولّع ف الدنيا
عاصم بنفاذ صبر: يا حمار و هو احنا عايزين عياله ف ايه اصلا ؟ ما يغوروا.

نضال سكت شويه بعدم فهم: امال كنا أخدناهم ليه من الاول يا عاصم ؟ انا سيبتك اتصرفت و جيبتهم على اساس نساوم ابوهم عليهم بس
عاصم: بس ايه ؟ بس انا خلاص فلتت من تحت إيديهم .. و القضيه بالنسبالى خلصت و اللعبه إتحسمت لصالحى ..
هساومه على ايه بقا ؟ ماليش حاجه عنده اساومه عليها مقابل ارجّعومله .. يبقا يغوروا ف داهيه
نضال بفهم: عشان كده طلبت اسفّرلك همسه و خاصه بعد ما عرفت إنها فقدت الذاكره و نسيت كل حاجه ..
عاصم: يعنى لا فاكراه لا هو و لا ولاده .. و لا انا بصراحه ناوى ارجّعهاله .. برغم كل اللى عملته مستخسرها ف الموت خصوصا إنى مش هاخد حاجه مقابل موتها
نضال: طب و العيال ؟ الواد مات .. بقا جثه اهو
عاصم بغلّ: و البت التانيه خليها زيّه
نضال: اقتلها ؟!

عاصم: اكيد .. ماحنا كده او كده كنت واخدهم عشان كده .. هو انا كنت مطلّعهم إعاره
نضال ببرود: طب و بعد كده ؟
عاصم: اخلص منها و ابعتهم جثث لأبوهم .. عشان يتربّى
نضال هزّ راسه بتفهُّم و قفل معاه و إتنهّد بصوت و لسه بيلفّ شاف روسيليا وراه بتبصّله قوى و بتعيط قوى
نضال: مالك ؟ فيكى ايه تانى ؟
روسيليا بدموع: بنت مين اللى هتقتلها يا نضال ؟

نضال إرتبك شويه و تهتهه بس من شكلها فهم إنها سمعتهم و سمعت كل كلامهم
نضال: ده تار مع أخوكى .. مالكيش دعوه انتى بيه و خرّجى نفسك منها
روسيليا قرّبت منه بهجوم: نعمم ؟ و لما جيبتنى هنا من الاول مكنش ده رأيك ساعتها ليه ؟ إنى ماليش دعوه و متدخّلش
نضال نفخ و هى بصّتله بحده: البت دى بنت مين ؟
نضال ببرود: معرفش و متسألنيش تانى عشان مش هقولك
روسيليا: حرام عليك .. هى ذنبها ايه بس ؟

نضال: ذنبها ف أبوها
روسيليا: ايا كان أبوها عملكوا ايه .. بردوا ده ميديكوش الحق ف إنكوا تأذوها
قرّبت منه بحنيه: نضال احنا محرومين من الخلفه .. شوف بقالنا كام سنه نفسنا ف عيل و ربنا مش رايد ..
يبقا يجيلك قلب ازاى تقتل طفله زى دى ؟ و عشان مين ؟ عشان عاصم ؟ يعنى حاجه متخصّكش
نضال: انا بنفّذ اوامر تبع شغل .. يعنى مش بإيدى
روسيليا: و البنت ذنبها ايه ؟

نضال: بُصى .. البنت دى أبوها و عاصم واقعين مع بعض و من زمان جدا .. تقدرى تقولى كده ان أبوها السبب ف كل اللى حصل مع أخوكى ..
يعنى عاصم مش هيسيبه .. ده مصدّق اصلا وقعوا تحت إيده .. و لولا همسه فقدت الذاكره و نسيت كل حاجه كان قتلها هى كمان
روسيليا بذهول: للدرجادى ؟
نضال: ايوه .. لإنها لو بذاكرتها مش هتقبل تبقى مع اخوكى ثانيه
روسيليا: طب ماهى ممكن ترجعلها الذاكره .. او حتى مترجعش بس ترفض بردوا تبقى معاه
نضال: و الله دى بقا بتاعته هو .. و بعدين مقدمهاش اختيارات قصاد قعادها معاه غير الموت .. يعنى يا هو يا الموت
روسيليا عيّطت اوى: طب و ليليان ؟
نضال بصّلها و سكت و هى فهمت و ده خلّاها تبصّله بعنف:
و انا مش هسمحلك تعمل ده
نضال: و الله قولى لأخوكى

روسيليا سكتت كتير بعدها إبتسمت فجأه: طب بقولك ايه ؟ انا عندى فكره
نضال: متحاوليش
روسيليا: اسمعنى بس .. ايه رأيك لو ناخدها احنا و نربيها
نضال: و هو انتى فاكره إنى حتى لو رضيت أخوكى هيرضى ب ده ؟
روسيليا بحماس: ملكش دعوه ب أخويا سيبه عليا .. المهم وافق انت و سيب عاصم عليا
نضال: لاء .. انتى كده هتدخّلينى ف مشاكل مع أخوكى .. ده انتى ممكن تودينا ف داهيه .. أخوكى هيبعت جثثهم لأبوهم .. تقدرى تقوليلى اما انتى تاخدى البنت هبعتله ايه.

روسيليا: يعنى انت هتغلب ؟ اتصرّف
نضال: لاء
روسيليا: انت عارف إنى ورث أمى كله مع عاصم .. حاطّه ف شغله .. و انا سيباه بمزاجى .. بس لو جرالى حاجه من الصبح مش هتطول منه و لا مليم ..
نضال بصّلها و إبتدى يفكر و هى إستغلت فرصه سكوته:
لكن لو بقا لينا عيل هيورث فيا لو جرالى حاجه .. هيبقا ليك الحق تطالبه بحقى .. غير كده مش هتعرف تاخد منه حاجه بعدى .. و حتى لو فكرت تتجوز و تخلّف مش هيبقا إبنى ف مش هتاخد منه حاجه
نضال بتفكير: و ايش عرّفك إنه كده هناخد منه حاجه ؟
روسيليا بحماس: ملكش دعوه .. دى انا هتصرّفلك فيها
نضال لسه هيتكلم قاطعته هى: وافق انت بس .. و سيبنى منى لعاصم .. و لو كلّمك قولّه منك لاختك.

نضال: براحتك بس انا برا الموضوع .. و لو كلمتيه و رفض و إدانى اوامر اقتل البنت هخلّص عليها و ابعتها مع جثة أخوها لأبوهم زى ما قال أخوكى
روسيليا قلبها إتقبض اوى من الكلمه و سكتت: طب خلاص إستنى لبكره و انا هكلّمه .. و لو كلّمك تانى إنهارده قوله اى حجّه
نضال بنفاذ صبر: ماشى
مشى من المستشفى و سابها و هى فضلت رايحه جايه بقلق .. مش عارفه تعمل ايه .. بس لازم تتصرّف
دخلت عند ليليان لقتها نامت ..
قعدت جنبها و إبتسمتلها بحُب: متقلقيش يا قلبى محدش هيقرّب منك
و فجأه لمعت ف دماغها فكره .. قامت لبست و اخدتها و اخدت كل حاجتها و خرجت من المستشفى من غير ما حد ياخد باله.

فاطمه ام مصطفى بذهول: هو انتى مخلّفه يا روسيليا ؟
روسيليا بتمثيل: ايوه .. و زى ما قولتلك يوم ما خلّفتها و قبل ما اخرج من المستشفى بيها إختفت من المستشفى و معرفتش اوصلها ..
ام مصطفى بإستغراب: طب و وصلتيلها ازاى دلوقت ؟ و بعد الوقت ده كله ؟ انتى بتقولى إختفت من يوم ما اتولدت و البنت مش اقل من اربع خمس سنين
روسيليا إرتبكت: هااا .. اه ماهو عاصم و نضال طول الفتره دى كانوا مش ساكتين .. بيدوّروا ف كل حته و مع كل حد ليهم مشاكل معاه خاصه ف شغلهم ..
ام مصطفى: و لقتوها فين ؟

روسيليا بتوتر: هاا .. لقينا حد تبع شغل نضال و عاصم كان عايز يأذيهم فيها خاصه إنه عاصم معندوش ولاد ف أذونا فيها ..
اخدوها بس ربنا بعتلها حد خلّصها من تحت إيديهم و لقاها بس معرفش يوصلنا .. فضلت معاه طول الفتره اللى فاتت دى و ربّاها ... بس الحمد لله وصلنالها .. هما الناس اللى كانت عندهم دول طيبين جدا و كانوا بيحبوها .. عشان كده هى حبيتهم .. و عشان صغيره بتحسبهم اهلها

فاطمه بصّتلها بقله حيله و سكتت و هى إتنهّدت برجاء: انا بس عايزاها تفضل هنا معاكى كام يوم بس .. انا خايفه عليها لا تتاخد تانى .. كام يوم عشان لو حصل مشاكل تانى مع الناس اللى كانوا على خلاف بنضال
فاطمه اخدت البنت و عشان روسيليا كانت سابكه عليها الحوار ان البنت متعلقه بالناس اللى خلّصوها و لقوها .. فاطمه تقبّلت موضوع عياطها عادى ..
روسيليا كلّمت داده مخصوص ليها و اجّرت الشقه الفاضيه اللى قصد شقة جيرانها .. و قعّدت ليليان مع الداده فيها و منعتها تخرج بيها نهائى و لا تخرّجها و لا تعرّف حد بوجودهم

نضال راح تانى يوم الصبح ع المستشفى و ملقاش روسيليا و لا البنت .. و تقريبا فهم اللى عملته .. نفخ بغيظ و كلّم عاصم يبلّغه
عاصم بجنون: انت بتقول ايه يا حيوان انت ؟ انت إتجننت ؟ ده انا اقتلها هى و البنت و لو انت اللى هرّبتها هقتلك فوقيهم
نضال بضيق: معرفش .. قولتلك معرفش .. اختك امبارح كانت معترضه على أذية البنت و كانت هتموت من القهره و العياط عشانها .. تقولش بنتها
عاصم بغضب: و انت ايه اللى خلّاك تنسحب من لسانك يا حيوان ؟

نضال: مقولتلهاش .. هى اللى سمعتنا و احنا بنتكلم امبارح
عاصم: و مقولتليش ليه من وقتها ؟
نضال تهتهه شويه لإن كان تقريبا شبه إقتنع بكلام روسيليا اما دخلتله من ناحيه ان تربيتهم للبنت هتخليه يورث فيها
عاصم بغضب: تقلب الدنيا فوقها لتحتها و تطلع بالبنت .. دوّر عليها ف كل مكان لحد ما تلقاها .. البنت لازم تظهر فاااهم
نضال: طب اسمعنى
عاصم بحزم: مش هسمعك إلا اما تطلع بالبنت و تحدفهم جثث لأبوهم .. بعدها روسيليا انا هعرف شغلى معاها .. و اعرف ازاى احاسبها على عمله زى دى
نضال: الزفت ده بيدور على مراته و ولاده .. و مش هيسكت إلا اما يلاقيهم .. إبعتله الجثه اللى ناوى تحدفهاله بدل همسه يتلهى فيها لحد ما نتصرف و نلاقى البنت
عاصم بغلّ: كويس و اهو يتشحتف و يموت براحه.

نضال قفل معاه و ساب المستشفى و إبتدى يدوّر على روسيليا بالبنت بس مفيش اثر
لحد ما روّح البيت بعد كام يوم لقى روسيليا
نضال بغضب: عجبك كده ؟ اهو أخوكى قلب الدنيا و هيولّع ف الكل .. البنت فين ؟
روسيليا ببرود: و انا مالى ؟
نضال: نعمم ؟ انت هتستهبلى ؟ البنت كانت معاكى و انتى مش عايزاها تتأذى بعدها إختفيتى بيها .. يبقا راحت فين ؟ إلا اذا انتى اللى هرّبتيها
روسيليا ببرود: اثبت
نضال: يعنى ايه ؟

روسيليا: يعنى هتساعدنى زى ما إتفقنا اننا نخلّصها من شر عاصم .. يا كده يا هتشيل انت الليله و هقوله معرفش و انا سيبت المستشفى عشان خوفت لاروح ف داهيه اما عرفت ان الواد مات
نضال: أخوكى مش هيصدقك
روسيليا: ما قولتلك اثبت
نضال نفخ بغضب و هى قامت جنبه بهدوء: ملكش دعوه و انا هتصرّف مع أخويا
نضال مسك موبايله و كلّمه و شدّها بغيظ: يبقا تفهميه انتى كده بنفسك
روسيليا كلّمت عاصم ببرود: ايه يا عاصم ؟

عاصم بعنف: فين البنت ؟ قسماً بالله لو ما ظهرت لاقتلك و اقتلها .. انا معنديش عزيز و لا غالى .. و انتى عارفه ده كويس ..
روسيليا ببرود: هتسمعنى و لا لاء ؟
عاصم بغضب: البنت تطلع الاول
روسيليا: خلاص يبقا لاقيها بقا
قفلت معاه و عاصم هيتجنن و اما حس ان خلافه مع روسيليا ع البنت هيطوّل كلّم نضال تانى
عاصم: إبعت الجثه اللى إتفقنا عليها و اظبط الليله
نضال نفخ: حاضر .. انا شوفت الظابط اللى ف دورية المرور اللى قولتلى عليه .. و إتفقت معاه زى ما إتفقنا .. و هيتصل بيه يقوله على المخالفه اللى إتاخدت للتاكسى ف الإشاره اللى قبلها .. و يدلّه على المستشفى اللى هنحط فيها الجثه اللى بدل همسه و يقوله إنها بعد الحادثه إتنقلت هنا .. ده غير الدكتور بتاع المعمل ظبطّناه عشان يلعب ف التحاليل و يسبكها
عاصم بغلّ: طب يلا انجز .. اتصرّف و كلّمنى

baaak

مراد كان بيسمع روسيليا بتركيز اوى و بيدقق ف كل تفصيله معاها
مراد: طب نضال عمل ايه بعد كده ؟ ازاى اقنع اهل همسه ف مصر إنها الجثه بتاعتها

روسيليا: معرفش اوى .. بس اللى عرفته من نضال وقتها ايام ما كان بيحكيلى كل حاجه ..
إنه كلّم الظابط اللى ف المرور و كان عاملهم مخالفه ب رقم التاكسى ف إشاره من الاشارات اللى كانت على طريقهم و إتفق معاه ميبلغش اهلها إلا اما يقوله ..
بعدها حط جثه مُزيفه ف المستشفى اللى إتنقل ليها كل اللى ف الحادثه
و بعدها خلّى الظابط يكلّم جوز همسه و يبلّغه إنهم لقوا التاكسى مولّع ع الطريق ف حادثه .. بس معرفوش مين معاه .. و يقنعه إنه اما بلّغ كل الكماين عن إختفاء همسه .. ف هو راجع الكمين بتاعه و شاف الحادثه اللى حصلت يومها و من المخالفه كان واخد إسم اللى كانوا ف التاكسى مع السواق و معاه كارنيه واحده إسمها همسه ...

و للإسف عشان إتسبكت جدا على جوزها و اهلها ف هما صدّقوا ..
بعدها نضال تابعهم لحد ما نقلوا الجثث ع المشرحه .. و هناك إتفق مع الدكتور اللى لعب ف التحاليل و طلّعها إنها جثه همسه .. و الموضوع خلص

مراد بشرود: طب و بعدها .. عاصم ازاى إقتنع إنه يسيبلك ليليان ؟
روسيليا: مقتنعش .. قصدك إستسلم .. او سلّم بالامر الواقع .. انا اخفيت ليليان خالص .. و هو عجز عن إنه يلقيها نهائى .. و انا عشان اقفّل عليه الطريق إنه يلقيها و اخليه يفقد الامل سافرت مع نضال وقتها و سيبت روسيا خالص عشان يبطّل يدوّر ورايا
مراد: و بعدين .. سابهالك اما فقد الامل يلاقيها ؟

روسيليا: لاء .. انا اللى فقدت الامل إنى اقنعه .. و ساعتها قررت ابدّل خطواتى ..
انا كنت مقرره إنى هقنعه إنى هاخد البنت و اربيها معايا و كنت بعد ما الامور تهدى انزل بيها مصر و اشوف ممكن اوصل لأهلها ازاى ..
مراد بصّلها و سكت و هى دمّعت: و الله دى كانت نيتى .. كنت ناويه اعمل كده ..
بس اما عاصم قفّلها عليا .. قولت لنفسى ليه مبدّلش الخطوات .. يعنى بدل ما اخدها الاول منه و اخلّصها منه و بعدين ادوّر على أبوها .. طب ما احاول اوصل لأبوها او اى حاجه عنه و ابلّغه حتى لو هحدفها ب اى طريقه ف سكته و هو يبقا يخلّصها منه بمعرفته بقا

همسه بحدّه: و معرفتيش توصلى لحاجه عنه ؟ و لا وصلتى و معرفتيش توصليله و عاصم منعك ؟
روسيليا عيّطت اوى: و الله ما وصلت لحاجه .. و الله ما وصلت و لا عرفت حاجه
كل اللى وصلتله ان الحادثه كانت على طريق الصعيد .. الاقصر تحديدا .. اكتر من كده معرفش
همسه: و لما انتى موصلتيش لأبوها عرفتى مكان الحادثه منين ؟ ماهو مش معقوله عاصم قالك ؟
روسيليا: مدير الامن بتاعه هو اللى قالى .. فضلت ادوّر على اى حد من رجاله عاصم ممكن يساعدنى ..
لحد ما قدرت اوصل لمدير الامن بتاع الحراسه بتاعة عاصم و ده اللى كلّمه بعد الحادثه بلّغه ينقلكم من مكان الحادثه للمخازن تبعه و منها هرّبكوا على برا البلد

مراد: و مقالكيش حاجه غير كده بس .. المكان بس ؟
روسيليا بصدق: المكان بس و الله .. مقالش اكتر من كده .. هو اصلا قالى إنه ميعرفش حاجه اكتر من كده ..
و ان كل اللى يعرفه ان عاصم كان مخلّى حد يراقب واحده مرات ظابط و ولادها ... و يجيبوله اخبارها .. و اما عملت الحادثه عاصم كلمنى اروح المكان اللى الحراسه إدهوله و انقلهم .. و انا فعلا روحت عملت كده و نقلتهم لحد ما نضال جاه إستلمهم منى و هو اللى سفّرهم .. لكن اللى قبل الحادثه مكنش شغلتى ف معرفهوش و لا اللى بعدها اعرفه .. انا إتكلّفت بحاجه عملتها و مشيت

مراد: طب و بعد ما عرفتى مكان الحادثه ؟ محاولتيش تنزلى مصر ؟
روسيليا ضحكت بوجع: محاولتش ؟ ده اول حاجه انا فكّرت اعملها ..
همسه بجمود: و مسافرتيش ليه ؟ كان ممكن تنزلى و ف مصر اكيد كنتى وقتها هتقدرى توصلى لحاجه حتى لو هتبلّغى .. و لا خوفتى على أخوكى
روسيليا بدموع: و الله ابدا .. انا فعلا حاولت .. بس تفتكرى ان عاصم اللى حبسك ف المستشفى اكتر من تلات سنين كان هيسيبنى انزل ؟
ليليان: مامى انا فاكره و انا صغيره ان خالو عاصم كان هيموّتنى مره.

روسيليا إبتسمت من بين دموعها: طب كويس إنك لسه فاكره
كلهم بصّولها قوى و روسيليا إتنهّدت: انا جهّزت نفسى للسفر و جهّزت ليليان و حجزت .. و خلاص يوم ما هنسافر نضال منه لله عرف و بلّغ عاصم لإنى إكتشفت إنه متورط معاه .. و عاصم كلّم حد ف المطار منعنى من السفر و خلّى نضال ياخدنى بالعافيه من المطار
و كان فعلا هيموّتها .. لولا إنى هددته إنه لو عمل كده هوديه ف داهيه و ابلّغ ب اى شكل عنه ..

Flash baak

عاصم بغضب: انتى اتجننتى ؟ بنت ايه اللى انتى عايزه تربيها ؟ انتى عارفه بنت مين دى ؟ عارفه أبوها مين ؟ عارفه عمل فيا ايه ؟
روسيليا ببرود: ايا كان أبوها مين و عمل فيك ايه ؟ انا مليش علاقه و اللى عندى قولته و مش عايز اعرف لا عملك ايه و لا علاقته بيه ايه
عاصم بغضب: لاء لازم تعرفى .. أبوها ده واحد وسخ .. بسببه خسرت بيتى و مراتى و إبنى و شغلى و بلدى و فلوسى الل كانت جوه البلد اللى إتحفّظوا عليها و بلدى اللى إتمنعت من دخولها بسببه .. عايزانى بعد ده كله اربيله بنته ؟

روسيليا: و هو انا بقولك ربيها و إبعتهاله ؟ انا بقولك انا اللى هربيها و هتبقى بنتى
عاصم بغلّ: بردوا لاء .. و بعدين اضمن منين إنك مش هتغدرى بيا و تحاولى توصليله تانى زى دلوقت ؟ انتى ملكيش امان
روسيليا: و هو انت دلوقت عملت ايه ؟ مانت رجّعتنا .. ابقى ساعتها اعمل كده و رجّعنا
عاصم بغضب: بردوا لاء
روسيليا: صدقنى يوم ما هتقرّب من البنت انا اللى هقفلك و اقلب الترابيزه على دماغك و دماغ الكل .. ف اهدى كده و اعقل و وافق بالإتفاق
عاصم سكت بغيظ من إصرارها اللى مش عارف يكسره حتى بالتهديد و إنه كان هيموّت البنت قدامها .. و هى مخافتش و صممت تهدده إنها هتفضحه
baaak

مراد إننهّد: و طبعا هنا وافق
روسيليا: عاصم كان خايف لإنى كنت عرفت ان همسه مش مراته و عرفت إنها معاه و عرفت مكانهم اللى سافروا عليه ..
ف خاف إنه فعلا يقتل البنت ف انا إتجنن و انفّذ تهديدى و ادوّر و يمكن اوصل لأبوها و ساعتها حتى لو كان قتل ولاده كنت هقوله على همسه و مكانها ..

همسه بقهره: و طبعا سابلك بنتى و إتقاسمتوا علينا .. انا له و بنتى ليكى
روسيليا بعياط: بعد عذاب .. لدرجة إنى عرضت عليه اتنازله عن نص ميراثى اللى عنده مقابل يسيبهالى ..
و طبعا الميراث كله اصلا كان بتاعى لإنه بتاع أبويا ف الاساس بس هو اخده وضع يد رغم إنه مالهوش فيه ماحنا خوات ف الام بس .. و انا كنت سيباه بمزاجى .. بس هنا قولتله هتنازل رسمى بيع و شرا عن نصّه مقابل يسيبلى البنت و ميحاولش يأذيها و تبقا ف امان
ليليان سكتت شويه: و بعدين احنا سافرنا يا مامى صح ؟ عشان كده روحنا دُبى و عيشنا هناك
روسيليا: ايوه .. و هناك نفّذتله كل شروطه.

همسه بجمود: شروط ؟ طبعا الشروط دى كان من ضمنها إنى معرفش حاجه .. و ابقا بعيد تماما عن بنتى حتى لو معرفهاش
روسيليا: كل حاجه .. منهم ان ليليان يتعملّها ورق رسمى ب إسمى انا و نضال .. إنها بنتنا رسمى مش تبنّى .. ده حتى إتنطط اما جيت اعمل ورقها كتبتها ب إسمها .. ليليان .. و كان عايزنى اغيّره
همسه بشك: صحيح انتى عرفتى اسامى ولادى ازاى ؟
روسيليا إبتسمت و بصّت على رقبة ليليان و هما إنتبهوا: ليليان كان معاها سلسله ف رقبتها عليها اسامى ..طبعا همسه دى انتى و مراد هو وقع ف وسط الكلام ف اكتر من موقف إنه صاحبه ده إسمه مراد .. ف خمّنت مش اكتر ان الاسمين التانيين ليليان و مراد دول ولادك.

همسه بقهره: و طبعا إبنى مات .. عايزه تقولى ان كان ليا إبن كمان مع ليليان و مات ؟

مراد كان بيسمعهم بهدوء عكس النار اللى جواه .. بس ساكت لإنه قبل ما يجيبلهم روسيليا كانت حكياله كل حاجه و سمع منها و راح المستشفى جاب الملف بتاع الحادثه بتاع همسه بولادها و إتحقق منه ..
و شاف التقرير بتاعه اللى ف ورق التبنّى و إتحقق من شبه الاحداث اللى بينهم

الكل سكت و محدش قادر ينطق قطع سكوتهم صوت همسه اللى بتعيّط بمراره .. مش عارفه على ايه و لا ايه
مراد بصّلهم بترقّب: هما قالولكوا ف المستشفى ان الولد مات .. و انتى خرجتى بليليان بعدها على طول و نضال خرج اما اكتشف إنك هربتى بيها .. إتأكدتى ازاى ان الولد اللى كان معاهم ف الحادثه مات فعلا ؟
روسيليا بذهول: معرفش .. و الصراحه مهتمّتش قوى إنى اعرف .. انا كان كل اللى يهمنى وقتها هو ليليان و ازاى الحقها ..
همسه بقهره: و سيبتوا إبنى لوحده ميت ف المستشفى ؟

روسيليا بذهول: قالولنا إنه مات .. ف كان لازم امشى .. و إلا كانت ليليان كمان هتموت ..
انا لو كنت إستنيت ساعه واحده كمان كان نضال قتلها .. ده كلب عاصم ولى نعمته .. ف مكنتش هضيّع العايشه عشان ابقى مع الميت
مراد بهدوء: ايوه بردوا إتأكدتى ازاى إنه مات ؟

همسه بصّتله قوى و كإنها إنتبهت للدموع المتكتّفه ف عينيه بالعافيه .. و قلبها بيدق بجنون
روسيليا: معرفش .. انا متأكدتش .. انا إنشغلت ب ليليان اللى بعد ما إتفقت مع عاصم اخدتها و سافرت على طول عشان اكفيها شرّه ..
و منزلتش روسيا غير بعد سنين كتير بعدها .. و محاولتش افتح السيره دى تانى مع عاصم او نضال اللى كانوا متلككين ..
خوفت اسأل عن اى حاجه يعرفوا إنى بنكش وراهم عشان اوصل لاهل ليليان و ساعتها يأذوها ..

انا اه كنت بمثّل القوه قدام عاصم و بهدده بس من جوايا كنت مرعوبه عليها منهم.. لدرجة إنى بعد ما إتفقت مع عاصم مدتهوش الامان اوى و اخفيتها تانى لحد ما إطمنتله إنه بعت جثث مكانهم هما كمان و قفل الموضوع و بعدها سافرت بيها

الكل سكت و همسه عينيها متعلّقه على مراد اللى عينيه بتقول حاجات كتير .. قلبها بيصرخ ناحيته بهيستريا و جنون .. بصّاله و عينيها مش عارفه حتى تغمّضها من الدموع اللى مش ملاحقه تقف او حتى تاخد هُدنه

مراد بهدوء مسك الملف بتاعهم اللى جابه من المستشفى بتاع عاصم اللى ف روسيا و شاور بيه ل ليليان و هى قرّبت منه ببطئ و أخدته ..
فضلت باصّه فيه كتير و دموعها مش بتقف .. و بصّت لأمها و هزّت راسها
مراد سكت شويه و بعدها أخد الملف بتاعه و إداه ل ليليان و هى مسكته بإستغراب: و ده بتاع مين ؟
شاورلها براسه من غير ما يتكلم .. او تقريبا مقدرش يتكلم
و هى فتحته و إبتدت تقلّب فيه و قلبها بيدبّ جامد ..

مسكت التقرير بتاع الحادثه بتاعته ..
نفس التوقيت بتاع حادثتهم المتسجل ف الملف بتاعهم .. نفس الظروف .. ان التقرير بتاعه فيه ان هو كان معاه أمه و أخته و ماتوا .. و طبعا ده لإن عاصم طلعلهم بعدها تقارير وفاه مزوّره زيادة إطمئنان ان محدش هيعرف يوصل لحاجه ..
و هما الملف بتاعهم فيه إنه كان معاهم ولد و اما قلبه وقف و بلّغوهم إنه مات المستشفى طلّعتله تقرير وفاه و إتحطّ ف الملف بتاعهم ..
ليليان بإبتسامه عذبه من بين دموع زى الفيضان: نفس التوقيت نفس الظروف نفس الاسم نفس السن تقريبا !
مراد .. انت ... انت ...
مراد: _____________

همسه وقفت بصعوبه من مكانه و بتنقّل نظراتها بين ليليان اللى الملف وقع من إيديها من خضّة الموقف و مراد اللى عيونه لمعت و الدموع لأول مره تتمرد عليه
بتبصّلهم بشئ من التوهان و هما عينيهم اللى قلبت ف نفس اللحظه لنفس اللون متعلّقه ببعض
و التلاته اللى القدر فرّقهم إتلاقت من تانى عيونهم ف نظره كبيره .. اكبر حتى من اى وجع شافوه ...


look/images/icons/i1.gif رواية مارد المخابرات رومانسية إثارة تشويق بلا حدود
  05-11-2021 12:53 مساءً   [57]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية مارد المخابرات الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل التاسع والعشرون

ليليان أخدت الملف بتاع الحادثه بتاعتهم و بصّت فيه و بعدها مراد إداها الملف بتاعه هو بتاع الملجأ و اللى فيه تقرير عن الحادثه بتاعته ..
ليليان بإبتسامه عذبه من بين دموع زى الفيضان: نفس التوقيت نفس الظروف نفس الاسم نفس السن تقريبا !
مراد .. انت.. انت...
مراد هزّ راسه و إبتسم بحنيه و هى باصّه ف الورق بتضحك و تعيط ف نفس اللحظه و قلبها بيتهبد بعنف مش بيدق ..

روسيليا كانت قاعده مش فاهمه حاجه لإنها فعلا مكنتش تعرف ايه اللى حصل بعد كده مع الولد اللى قالولهم مات و سابوه ف المستشفى .. ف بتبصّلهم ب عدم فهم

اما همسه ف كانت بتبصّ لليليان بترقّب و قلبها هيقف .. و عنيها بتتنقّل بين ليليان اللى خلاص هتتنطط بفرحه و دموع و بين مراد اللى حتى الدموع مش عارفه تخفى فرحته اللى كانت مسيطره عليه ..
ليليان قرّبت بلهفه على أمها و فتحت الملف قدامها و هى فضلت تبصّ فيه قوى ..
إيديها اللى ماسكه الملف إبتدت تترعش و جسمها كله بيتنفض كأن دقّة قلبها من قوتها بتهز جسمها كله ..
روسيليا هنا تقريبا إبتدت تجمّع الموقف .. إبتسمت اوى بفرحه و بصّت لمراد اللى عينيه كانت بتلمع بفرحه و كإنه اول مره يفرح .. هو تقريبا اول مره يفرح .. و حتى لو كان فرح قبل كده ف اى فرحه جنب فرحته ف اللحظه دى تعتبر و لا حاجه ..
مراد بصّلها و إبتسم و إتّكى بعينيه بخفّه و هى ضحكت بدموع اوى ..
مراد بصّ ل همسه بترقّب و إستنى منها اى رد فعل .. كإنه متربّط و مستنيها هى اللى تفكّه ..

ليليان مدتهاش فرصه و فجأه بدون مقدمات و رغم حملها اللى كان دخل ف السادس إلا إنها نطّت بخفّه على مراد اللى لقفها و ضمّها بجنون .. حضنها بلهفه مش أخ لأخته .. لاء بلهفة تؤم لتؤمه .. لهفة جسم لروحه .. مراد ضمّها بعنف كإنه عايز يدخلّها جواه ..
مش مصدّق ان صاحبته و جارته و اقرب واحده ليه تبقاله كل حاجه إلا إنها أخته و هى أخته .. و لا مصدّق ان اللى إتبهدلت كل البهدله دى تبقا أخته .. برغم فرحته إلا ان حسّ بمرارة الكسره إنه أخوها و معرفش يحميها ..
ليليان كانت بتعيّط ف حضنه قوى .. عياط بحُرقه .. عياط على إنها عاشت طول عمرها وحيده و هو أخوها .. و إنه عاش طول عمره لوحده و هى أخته .. إفتكرت اللى حصلها اما إتخطفت و اما رامى مات و و و
و كل اما تفتكر كل قهره إتقهرتها تزيد ف عياطها ..

مراد قام بيها وقفوا و رفع وشها و بصّلها بحب بجد .. حب اخوى صافى مقدرتش السنين دى كلها حتى تنقصه: ششش إهدى يا روح قلب أخوكى .. و حياة ربنا اللى جمعنا من غير ميعاد ما هخلّى حد بعد كده حتى يبصّلك بصّه متعجبكيش .. و فوق ده كله هجبلك حقك و حق رامى
ليليان هنا إتفتحت ف العياط و هو ضمّها بحنيه و فضل يطبطب عليها ..

همسه كل ده متسمّره مكانها .. دماغها هتنفجر .. و مش عارفه تاخد اى رد فعل .. بس اللى عارفاه إنها صعبان عليها نفسها قووى و حاسّه بقهره على سنين عمرها اللى ضاعت كده .. يمكن اللى كان مهوّن عليها و هى كانت لسه مع عاصم إنه كان قايلها إنها مالهاش حد لا ولاد و لا اهل ..
ف إستسلمت لمجرد ان دى وِحده و دى وِحده .. بس ف اللحظه دى اما عرفت إنها عندها إبن زى مراد و بنوته زى ليليان إتقهرت على الوحده اللى نهشت ف عمرها ..

مراد بصّلها و إبتسم من بين دموعه و هو ليليان لسه ف حضنه و مدّلها إيده .. و هى هنا مقدرتش تتجمّد تانى قدام نظرته اللى تدوّب التلج ..
قامت وقفت بتوهان .. بتحاول تقف بس رجليها مش شايلاها .. رجليها خانتها مره واحده و لسه هتقعد ف الارض مراد مدّلها إيده بسرعه و هنا لحقها قبل ما تقع و مسكها ..

و إتلاقت عيونهم ف نظره غريبه يمكن عشان الموقف كله على بعضه غريب ع الاتنين .. بصّوا لبعض نظره كلها مزحومه بمشاعر يمكن اول مره تمر ع الاتنين ..
همسه مدّت إيديها الاتنين و لمّست على وشه بحنيه و هو إستسلم لكل مشاعرها و غمّض عينيه و هنا دموعه رفضت تطاوعه تانى و تتحبس اكتر من كده .. هو اصلا لأول مره ميكونش عايز يحبسها ..

دموعه نزلت بقهره على كل لحظه عاشها لوحده .. على كل ليله نامها مقهور على يُتمه اللى طلع مُزيف .. على كل شدّه مرّ بيها ..
و بكل كسره النِفس اللى جواه إترمى ف حضنها و إبتدى يعيّط ...يعيّط قووى .. يعيّط بحُرقه .. كإنه اول مره يعيّط ..
هو فعلا كان اول مره يعيّط .. من يوم ما دخل الملجأ و ساعتها عوّد نفسه ع الصدمات بعد ما حياته إتشقلبت كذا مره .. و خد عهد على نفسه إنه عمره ما هيضعف تانى قدام اى حاجه او اى حد مهما حصل ..

بس اللى حصل معاه و جواه ف اللحظه دى كان كفيل يفتفت جبل .. المشاعر اللى كان فيها كانت اكبر من إنها تتقاوم ..
همسه كانت ضمّاه بكل الامومه اللى جوّاها .. بكل حرمان السنين دى كلها من إنها تبقا ام ..
و هى موهومه إنها عمرها ما خلّفت زى ما عاصم قالها و لا هتخلّف زى بعد ما إكتشفت ف تعبها مره إنها شايله الرحم ..
نزلت ع الارض بقهره و هى لسه متبّته فيه.. مراد مكلبش ف حضنها كأن الزمن ف اللحظه دى رجع بيه ل 19 سنه ورا و رجع عيل ليوم ما فارقها ..
همسه كانت ضمّاه بجنون .. يمكن ليليان ما إتقهرتش قوى كده اما عرفت إنها بنتها .. يمكن عشان متحرمتش منها طول الوقت .. او يمكن عشان مراد حياته ف بُعدهم كانت اصعب و ملقاش اللى يعوّضه زيهم ..

إكتشفت ان الحضن ده كان واحشها و كل ما تفتكر سنين وحدتها تضمّه اكتر .. و كانت كل ما تضمّه مراد يزيد من ضمّته ليها .. جنون اللهفه بس اللى كان مسيطر ع الاتنين ف اللحظه دى و بيقود الموقف ..
مراد عيط بحرقه بكل الوجع اللى جواه .. إفتكر كل مره إتعاير فيها بإنه مالهوش اهل و اخرهم كلام مهاب و خال غرام ..
عياطه زاد بحرقه و صوت شهقاته بتعلى شويه شويه تشق الصمت اللى غطى ع الموقف ..
همسه رفعت وشها لفوق و اخدت نَفس طوويل و مسحت دموعها و رفعت راسه من على صدرها و مسكت وشه و إتكلمت بشئ من القوه: انت بتعيط ليه ؟ انت رااجل .. سيبتنى راجل و رجعتلى راجل .. انت مش ضعيف .. اللى يعيش اللى انت عيشته و يشوف اللى شوفته ميضعفش بالشكل ده .. طول عمرك قوى و مش وجودى معاك اللى هيضعفك كده ..

مراد كان بيعيط ببراءه .. مكنش عياط راجل ابداا .. ده كان عياط عيل عنده كام سنه إتنزع بقوه و قهر من حضن أمه زى الضفر ما بيتنزع من اللحم ..
كل جروحه اللى بيحاول يدفنها من سنين إتفتحت ف اللحظه دى .. كل ذكريات وحدته بتمر قدام عينيه زى العرض .. بيحاول يغمض بعنف كإنه شايفها بجد قدامه ..
همسه شدّت إيده وقّفته بقوه و وقفت قصاده و برغم قوتها المزيفه اللى حاولت ترسمها عشان متضعفهوش إلا ان صوتها إترعش بمراره و إتنبح: انت مش ضعيف .. فاااهم .. مش ضعيف .. و مش هتضعف بينا .. و لا هنبقا نقطة ضعف ليك .. انت الراجل دلوقت لينا ..

مراد ضمّها بجنون .. مبيتكلمش بس دموعه و دقات قلبه اللى بتنفض جسمه بيقولوا كتير ...كتير قووى ..
همسه ضمّته من تانى بتوهان .. فضلوا كتير ع الوضع ده .. محدش فيهم عنده الجرأه حتى يغمّض عينه يرمش لايفتّح ميلقيش التانى ..
ليليان قرّبت منهم و حضنت ضمّتهم لبعض .. فضلوا مكلبشين التلاته ف بعض كتير اووى .. و القلوب اللى القدر فرّقهم زمان ف اللحظه دى بس إتلموا ف حضن واحد ..

مراد إبتسم: حمد الله ع السلامه يا واجعين قلبى بالقووى
ليليان رفعت وشها و مسحت دموعها ببراءه و إبتسمت: و انا اللى موجوعه عليك و عمّاله اترحّم على اهلك
همسه بتوهان: الرحمه للحى و الميت .. و اهو ربنا رحمنا الحمد لله
ليليان بحب: القاعده دى ناقصها مين ؟

مراد سكت بشرود و ليليان بصّتله و إبتسمت: بقا انت كل الفتره دى كنت زعلان من أبوك إنه سابك ؟ اللى طلع أبويا انا كمان ؟ و عمال تقرّ علينا و تقول خدهم و سابنى ... اهو طلع الحال من بعضه .. اظن طلع برئ .. ملكش حجّه
همسه بصّتلها و رفعت حاجبها: اه بس لسه الصوره مش واضحه .. لسه دى الحكايه من طرف واحد
ليليان بإصرار: أبويا مش وحش .. و عمره ما هيطلع وحش .. و حتى لو طلع وحش عينيا هتشوفه احسن واحد ف الدنيا .. و اعتقد إنه لو وحش ربنا مكنش فتحله باب رجوعنا بعد السنين دى كلها.

همسه: متتكلميش عن الرجوع دلوقت .. اصبرى عشان واضح من كل اللى حصل ان المشوار مش بسيط و لا سهل
ليليان ب ثقه: المهم هنوصل ف الاخر ان شاء الله .. ربنا مبيفتحش باب و يقفله تانى .. ربنا قال بعد كل عُسر يسران مش بس يُسر واحد .. يعنى هتُفرج هتُفرج
مراد إبتسم من براءة قلبها: ان شاء الله .. بس لازم نرتب خطواتنا الجايه .. روسيليا مختفيه عنهم من فتره يعنى اكيد هما متوقعين إنها وصلتلى او وصلتلكوا .. و بالتالى قالت اللى عندها و فتشت كل حاجه .. عشان كده هما اكيد متوقعين اللى احنا فيه ده
همسه بتفكير: هنا كانوا عارفين من الاول إنى و ليليان تبع بعض لإننا مغيبناش عنهم .. بس تفتكر عارفين إنك تبعنا ؟
مراد بشرود: مش عارف .. بس لازم ناخد بالنا

مراد سرح و إفتكر السنه اللى قضّاها بعد الحادثه على طول و إتعرّض للإعتداء و بعدها أخده جده مَهد .. و تقريبا إبتدى يربط الاحداث ببعضها و إستنتج ان المكان اللى كان فيه تبعهم ..
مراد ملامح وشه إتبدّلت للجمود و كزّ على سنانه من مجرد الذكرى و أمه لاحظت و بصّتله بإستفهام ..
مراد إبتسم عشان ميقلقهاش: انتوا لازم تفضلوا هنا .. لحد ما اتصرّف و اشوف هعمل ايه ؟
همسه بقلق عليه: و انت يا قلب أمك ؟
مراد باس إيديها: حبيبتى متقلقيش عليا .. انا كويس طول مانتوا هتبقوا كويسين .. انا معنديش استعداد اخسركوا تانى
ليليان بدموع: طب و بابا ؟ هنوصلوه ازاى يا مراد ؟
مراد بشرود: لاء دى عايزه يترتبلها اوى.. و انا هظبّطلها متقلقيش .. المهم تفضلوا مختفيين عشان مينضغطش عليا بيكوا .. انتوا و

قطع كلمته و هو بيبصّ وراه على مكان روسيليا اللى لقاها قامت بهدوء من جنبهم
روسيليا حسّت إنها مالهاش مكان بينهم .. بغض النظر عن اى حاجه حصلت هى صُعبت عليها نفسها قووى اما شافت همسه ام بتضمّ ولادها .. صُعب عليها حرمانها من الخلفه ..

مراد خمّن إحساسها و قام بهدوء دخلها جوه .. لقاها بتعيّط قووى و كاتمه صوتها .. قرّب منها بهدوء و قعد قصادها و مسك إيديها و بتلقائيه باسها ..
روسيليا إتفاجأت برد فعله بس معلقتش .. هو نفسه إتفاجئ انه عمل كده .. بس يمكن عشان صُعبت عليه إنها حسّت بحرمانها .. او يمكن عشان ظلموها ف الاول و طلع مالهاش ذنب .. او يمكن عشان كل اللى عملته مع أخته و كانت طول الوقت جنب أمه و هوّنت عليها كتير ..
مش عارف .. بس اللى عافوه إنها بريئه من سوء ظنّه و لها واجب الاعتذار ..

مراد بهدوء: انا اسف .. بس بجد الامور كلها كانت متلغبطه و محدش فاهم حاجه .. ف كنا بنخبّط ف بعض
روسيليا إبتسمت بدموع: بتعتذر على ايه يا مراد ؟ انت حبيبى اللى بتعتذرلى ؟ مين يعتذر لمين ؟ بس و الله ما كان قصدى اسيبك و لا اتخلّى عنك .. انا
مراد قاطعها: و انا مش زعلان منك .. كفايه كل اللى عملتيه .. و إنك متخليتيش عن ليليان .. ع الاقل انا طلعت راجل اقدر احافظ على نفسى مهما اكون لوحدى
روسيليا: ربنا يحميك يا حبيبى و يعوّضك
مراد إبتسم: انتى من إنهارده معاهم ... زيك زيّهم .. ف حمايتى .. هما اهلى و انتى بقيتى من اهلى كمان
روسيليا بتلقائيه حضنته قووى و فضلت تعيّط و هو غصب عنه عينيه دمّعت ..

ليليان دخلت عليهم: الله الله .. احضان من غيرى ؟
روسيليا خرجت من حضنه بهدوء و إبتسمتلها: يا عمرى انتى .. انا ليا اغلى منك
ليليان حضنتها بحب بجد: انا عمرى ما اعتبرتك و لا هعتبرك غير امى و بس .. و اللى إتغيّر و بس إنى كان عندى ام واحده و دلوقت عندى اتنين
روسيليا إبتسمت بحب .. و همسه دخلت عليهم فضلت واقفه كتير على حرف الباب بتردد ..
بس من غير ما تنطق قرّبت من روسيليا حضنتها: مش عارفه اقولك ايه .. انا مكنتش شاكه ف كلامك .. هى بس فكره إنك تبقى عارفه بكل حاجه و مخبيّه عنى و احنا اقرب من الاخوات لبعض دى اللى وجعتنى ..

روسيليا دمّعت: صدقينى كان غصب عنى .. كنت هقولك و هتتوجعى و هتوجع بس مش هنعرف نعمل اكتر من الوجع اللى هيتملّكنا من قلة الحيله .. غير إنى مكنتش ضامنه ممكن يعملوا ايه ف بنتى ..
سكتت شويه بمراره: قصدى بنتك
همسه إبتسمت بحُب: بنتنا .. بنتى و بنتك .. و كفايه اوى اللى عملتيه ليها و عشانها

عاصم بغلّ: ممم يعنى هو ماشى مع البت دى ؟
نضال: اه .. الناس اللى كلّفتهم يعرفولى كل حاجه عنه عرفوا إنه على علاقه بيها
عاصم بشر: و دى فين دلوقت ؟ هنا ف روسيا ؟
نضال: لالا ف مصر .. عامل حسابه تبقا بعيد عشان تبقا ف امان
عاصم بضحكة شر: اه اماان .. مممم .. يعنى هو لمّ مراتى على مراتك اللى يخصّونا و سايب اللى تخصّه هو ؟!

نضال ببرود: لا مراتك انت و انت عاوزها .. إنما انا مراتى معتش لها عوزه عندى .. متلزمنيش يشبع بيها
عاصم بصّله بتهديد: اذا كنت فاكر إنك ممكن تسيبنى قصاده لوحدى و تهرب زى النسوان لمجرد إنك مش عايز مراتك اللى عنده ف تبقا غلطان .. لإنه بمجرد ما حد إبن حرام يبعتله باللى انت عملته ف أخته ساعتها هو اللى هيخلّص عليك قبلى ..
نضال إتنفض اما فهم ان ده تهديد و ده خلّاه إتراجع: انا قولت حاجه ؟ شوف انت عايز ايه و نخلّص .. هو و لا البت الاول ؟
عاصم بتفكير: لاء هو لسه عليه شويه ...لسه ليا عنده اللى يلزمنى
نضال بذهول: انت لسه باقى على همسه بعد ده كله ؟
عاصم بغلّ: حتى لو متلزمنيش متتاخدش غصب عنى .. و اديك شوفت أبوه يوم ما اخدها غصب عملت فيه ايه .. و هو لو مترجعش هأدّبه زيّه
نضال: اخلّص ؟
عاصم: هاتلى تليفونه و إستنى منى تليفون

مارد مع امه و ليليان و روسيليا .. إتغدوا و قعدوا يرغوا .. و هو ف حضن همسه اللى سألته ميه الف سؤال و سؤال .. و هو حكالها كل حاجه عاشها من يوم الحادثه .. بس إستثنى بعض الحاجات الخاصه اوى عن الاعتداء .. عشان ميوجعهاش عليه كفايه وجع عليها لحد كده ..

مراد إبتسم بقلة حيله: ماما انا عارف إنى مش هعرف اوصل لحاجه منك بس اهو بجرّب .. يعنى مترهقيش نفسك
بس هو انتى مش فاكره اى حاجه ؟ اى حاجه خالص !
همسه إتنهدت: لاء
مراد بشرود: طب احنا عرفنا بعض بالصدفه هنعرف الباقى ازاى ؟ يعنى انا ابن مين ؟
همسه بثقه: إبنى
مراد رفع حاجبه و هى بصّتله قوى بضحكة صدمه بهزار: ايه ده اوعى تقولها .. اوعى تقول ان انت .. انت ..
مراد بغيظ: يادى النيله هو نهار اسود انا عارف .. مانا عارف إنى إبنك، طب انتى مين ؟

همسه بثقه: أمك
مراد بغيظ: لاء ده مش اسود بس ده اسود مقلّم ب اسمر،
همسه كتمت ضحكتها و هو ضحك بغيظ: طب احنا الاتنين ولاد مين ؟
همسه ضحكت ببراءه: ولاد حلال
مراد رفع حاجبه: نعمم ؟!
همسه: اه و الله .. ماهو احنا اما نلاقى بعض بعد السنين دى كلها نبقا ولاد حلال
مراد حط إيده على راسه و ضحك غصب عنه: ايوه ولاد الحلال دول يبقوا ولاد مين ؟ انا و ليليان نبقا ولاد مين ؟
همسه بغيظ: تبقوا ولاد كلب .. عشان سيبتونى لوحدى و كنتوا انتوا الاتنين مع بعض

كلهم ضحكوا و مراد ضحك بغيظ:
طب نقولها من ناحيه تانيه، انتى قبل عاصم خلّفتى من مين ؟
همسه ببراءه حقيقيه: من جوزى اللى قبله .. ماهو عاصم قالى إنى كنت متجوزه قبله
مراد ضحك بنفاذ صبر: ايوه اللى هو مين بقا ؟
همسه ببراءه: أبوك
مراد لنفسه بغيظ: انا عارف من الاول إنه هيبقا مرار طافح، بصّلها بإبتسامة غُلب: طب مش فاكره اى حاجه عنه ؟
همسه بغيظ: خانى
مراد رفع حاجبه: نعم ياختى ؟ انتى ناسيه نفسك و فاكره خيانته ؟

همسه: اه خانى .. عاصم قالى إنه خانى
مراد بغيظ: و انا هلفّ مصر بقا حته حته و اشوف كل راجل خان مراته ؟! ده انا لو عملت كده هقفش تلات اربع رجاله البلد !
همسه رفعت حاجبها: و هو الربع اللى هيبقا مخلص ؟
مراد ضحك: لاء هيبقى لسه بيخون
همسه و ليليان ضحكوا اوى و هو حط إيده على وشه بغُلب و إبتسم: عارفه يا سمسمايه .. انتى مش امى ؟ بس انا لو جوزك و حتى لو مخونتكيش هخونك !
همسه برّقت بغيظ و هو بتأكيد: اه و ربونا زى ما بقولك كده انا مش بجاملك .. انتى لو مراتى هخونك ! يلا ياشيخه بلا قلة ادب
ضحكوا كلهم و مراد حط إيده على وشه و ضحك بغيظ: ده باينه هيبقا مرار طافح.

مره واحده من بين ده كله افتكر غرامه .. و مش عارف ايه اللى جابها على باله ف الوقت ده .. بس يمكن لإنه مبسوط اوى و عايزها تشاركه فرحته ..
أمه لاحظت سرحانه مبتسم .. غمزتله و هو قام مبتسم و مسك موبايله و دخل البلكونه رن عليها ..
غرام كانت مواعده نفسها مش هترد عليه لو إتكلّم .. لحد ما مشاعره تثبت ناحيتها و يعرف بالظبط جواه ايه ليها
بس اول ما رنّ عليها كل كلامها لنفسها اتبخّر و إبتسمت بعشق لمجرد إنها مكنتش متوقّعه يكلمها ..

غرام بإبتسامه مقدرتش تخبيّها: ممممم نعمممممم
مراد ضحك بصوته كله: اه ده انتى بتردّهالى بقا
غرام: مره من نِفس قلبى يا واجع قلبى .. مره من قلبى يقسى عليك زى ما بتعمل فيه
مراد بحب: انا قاسى يا رومتى ؟ طب ده انا مفيش ف حنيتى
غرام بتريقه: انت .. ده انت قلبك قاسى اووى اووى انت مش بتحس
مراد ضحك تانى اوى و هى رفعت حاجبها: سبحان مغيّر الاحوال .. اللى يشوفك و انت ماشى ميشوفكش دلوقت .. مين بقا اللى عدلت مزاجك كده ؟

مراد إبتسم و عينيه راحت بتلقائيه على أمه و أخته و.هما بيضحكوا لبعض: انتى بتقولى فيها .. هى فعلا واحده
غرام برّقت و لسه هتتكلم قاطعها: او بمعنى اصح اتنين .. و متسألنيش عنهم ع الاقل دلوقت .. بس هعرّفك ف الوقت المناسب .. لإنك اول واحده لازم تعرف
غرام كزّت على سنانها بغيظ: اتنين ؟ اه اتاريك رايق و مزاجك عالى
مراد حبّ يستفزّها: و مش اى اتنين .. دول حب عمرى يا بنتى .. مينفعش ابقا ف حضنهم و مش مبسوط
هنا غرام معرفتش تكتم غيظها .. قعدت تبرطم بغيظ و هو إنفجر ف الضحك بصوته كله .. و هى قفلت ف وشه بغيظ و حدفت الموبايل ..

مراد ضحك كتير اووى .. زى اللى ما صدّق حاجه تضحّكه عشان يرسم الفرحه اللى جواه كلها على هيئة ضحكه لأول مره من القلب ..

لسه بيبصّ ف موبايله و هيطلبها تانى لقا موبايله بيرن
بصّ فيه كتير بجمود: كنت متوقّع .. و قولت مش هتتأخر عن كده
عاصم بإستفزاز: لا اتأخر ايه تانى .. انا قولت حرام اسيبك مستنى اكتر من 19 سنه يا حرام
مراد بحده: و انا و حياة أبويا لا ادفّعك تمن السنين دى كلها من عمرك ..

عاصم ضحك بصوت عالى قوى بشر: بس حاسب لا تعمل زى أبوك .. يجى يموّتنى أموّته انا
مراد إنتبه لسيرة أبوه و إنه موّته ف بصّله بشراسه و عاصم بصّله بغلّ: بس انا بقا إستخسرت فيه الموت .. موّته بالبطئ .. واحده واحده
مراد بجمود: و انا مش هقتلك .. انا اليوم اللى هتقع فيه تحت إيدى هيبقا اسوء يوم ف عمرك ..
هخلّى شوفتك ليا اسوء من اسوء كابوس ممكن تشوفه ف حياتك ..
عاصم ضحك: سمعت الجمله دى فين ؟ فييين ؟ تصدق إنى حاسس إنى بتكلم مع مراد مش إبنه
مراد مع كل كلمه تطلع من عاصم تخصّ أبوه كان قلبه بيدق قوى
عاصم بشر: لسه قدامك فرصه ..رجّع اللى أخدته و إلا
مراد بتحدّى: و إلا ايه ؟ بإيدك ايه تعمله ؟ أخرك ايه ؟

عاصم بغلّ: لا بإيدى كتير .. بس مأجله يمكن تطلع أذكى من أبوك ..
أبوك زمان انا عرضت عليه يرجّع حاجتى اللى أخدها منى غصب و انا هسيبه و هو اللى مسمعش يبقا يستاهل اللى عملته فيه
مراد ضحك: و هو انت فاكر ان حشره زيك قدر و لا يقدر يقرّب من أبويا ؟
عاصم ضحك بغلّ: و مين قالك إنى عشان اأذيه لازم اقرّب منه ؟ انا خدت حقى من غير حتى ما اهوّب ناحيته .. اعتقد إنى لو مكنتش عملت كده مكنتش انت إترميت ف ملجأ و قبلها لقيت اللى ينهشوا جسمك .. و لا اختك ... و صوت ضحكة عاصم نفض جسم المارد.

مراد كزّ على سنانه بغلّ: و حياه أبويا ما هسيبك
عاصم ضحك بغلّ: صحيح يالا انت راجل و لا بعد اللى رجالتى عملوه فيك بقيت ...
مارد بصوت مخيف و عيونه إتحوّلت لغمقان مرعب: هخليك تتمنى الموت و لا تطولهوش .. هوريك جهنم الحمرا على وش الارض .. و حياة ابويا لأخليك من العذاب اللى هتشوفه على إيدى تتمنى رصاصة الرحمه اللى تطلع من مسدسى عشان ترحمك زى كلاب السكك و بردوا مش هدهالك
عاصم بحده: لأخر مره هقولهالك .. رجّع مراتى و انا اسيبك
مراد ضحك بصوت عالى: بجد ؟ انت مصدق نفسك إنك تقدر تقرّب منى ؟ طب أبويا و اكيد كان غلبان و طيب عشان يصاحب نجس زيك .. لكن انا اوسخ منك .. و لا هتعرف تلمس شعره منى.

عاصم بغلّ: و مين قالك إنى عشان أاذيك انت كمان لازم ألمسك .. انت عشان بقيت زى الكلب السعران زى أبوك .. ف انا هعاقبك على وقفتك قصادى زى ما عاقبته زمان على إنه اخد حاجه بتاعتى.. و بنفس الطريقه .. و خليك فاكر إنى جيتلك الاول و بكره تشوف
مراد ببرود عكس القلق اللى مره واحده إتملّك منه: بكره الساعه كام ؟ عموما انا مستنيك .. و اه بعتلك هديه حلوه بمناسبة ان اللعب بقا مع المارد و إنى انا اللى نزلت قصادك على ارض الملعب
عاصم حاول يدارى قلقه ف بصّله بمكر: تصدق القلوب عند بعضها .. انا كمان مجهزلك هديه احلى

الاتنين وقفوا قصد بعض بتحدى و عيونهم بتطق شرار من الغل و التار بقا مع المارد ..
مراد قفل ف وشه و إبتدى للحظات يقلق .. يقصد ايه بإنه هيعاقبه بنفس الطريقه اللى عاقب بيها أبوه ؟ هو مخافش منه بس إستغرب .. طب أبوه كان متجوز و مخلّف ف عاقبه ف مراته و ولاده .. إنما هو ايه ؟
مراد للإسف دماغه مقدرتش توصّله لحاجه معينه .. بس قلق مُبهم سيطر عليه
فجأه افتكر غرام .. لا يكون عاصم وصل لحاجه عن علاقتهم .. و ممكن يقصدها .. مراد اول ما تخميناته وصلت لعند غرام إتنفض .. كلّمها بس مبتردش .. فضل يطلبها كتير و هى بكل عِند صممت متردش ..
كتبلها مسدج " طمنينى عليكى يا زفته .. عموما انا نازلك مصر بكره ضرورى و مخصوص .. لازم نقعد و نتكلم ضرورى .. اول ما هوصل هرّنلك "

غرام وصلتلها المسدج و بعد ما كانت هتكلّمه إتراجعت بفرحه .. خافت تكلّمه يرجع ف كلامه و ميجيش ..

مراد اتصل يحجز لمصر .. عاصم مبيتفاهمش و لما يعمل كده ف أبوه و أمه و فيه هو و أخته يبقا اما يهدده بيها لازم حتى لو مخافش يبقا ع الاقل يعمل حسابه ..

مسك موبايله بتوتر و إبتدى يدوّر على اقرب حجز
همسه راحت عليه بقلق: حبيبى فى حاجه و لا ايه ؟
مراد هزّ راسه بقلق و هى قلقها زاد: مين كان بيكلمك ؟ غرام و لا ايه ؟ مالها ؟
مراد إتكلم بتلقائيه: ربنا يستر
همسه إتاخدت من ملامحه اللى إتبدلت بعد التليفون اللى عمله و هو أخد باله ف حب يطمنها: حبيبتى متقلقيش ..
انا بس نازل شغل طلبونى فيه ضرورى و بعدين فى كذا حاجه هبتدى امشى وراهم بخصوص أبويا .. بس من دلوقت لحد ما اوصل لأى حاجه توصّلنا لأبويا لازم تبقوا انتوا بعيد عشان تبقوا ف امان .. انا مش هقبل اى خساره تانيه فيكم ..

همسه طبطبت عليه بحنيه و هو ضمّها بقلق .. فضل يدوّر على حجز لحد ما لقى و فعلا حجز ..
لحد الصبح منامش لحد ما جاه معاد طيارته ..

مراد قبل ما يتحرّك يسافر موبايله رن .. مسكه و إتجمد للحظات .. مسدج من عاصم فتحها
و كانت " ف هديه حلوه هسيبهالك ف شقتك و مش هغلط مرتين و اسيب فيها روح "
إتنفض بذُعر و بعدها كلّمه: و حياة ويا لو قرّبت منها لا أقتلك ب اسوء موته ممكن تخطر على بالك
عاصم ضحك بإستفزاز و قفل و مارد قفل بعنف و القلق إتملّك منه و إرتباكه نسى موبايله و نزل ..

عاصم قفل مع مارد و كلّم حد كان مستنى امر منه: البت وصلت ؟
الراجل: اه لسه جايه
عاصم بغلّ: دى بالذات متسيبهاش إلا و راسها ف مكان و جسمها ف مكان تانى
قفل معاه و كزّ على سنانه بغلّ: ماشى يا ابن العصامى .. اهى دى بقا هتبقى الضربه القاضيه اللى تجيبك الارض ..

غرام كانت من وقت ما مراد قفل معاها رايحه جايه بغيظ و غيره .. لحد ما طلع الصبح و باقى اليوم مستنيه مراد اللى قالها جاى .. و جواها غيظ من كلامه ..
لحد اخر اليوم بالعافيه إستنت بعدها مقدرتش تستنى تانى .. خاصة إنها حاولت تكلّمه و للإسف مراد من لبخته نسى موبايله و مشى بتوهان خاصة بعد الرساله اللى جاتله..

غرام حاولت تكلمه تانى و رنّت كتير ..
ليليان قامت من نومها على صوت الموبايل: ايه ده مراد نسى موبايله
و اما رنّت كتير فتحت عليها بصوت رقيق كله نوم: صباح النور
غرام إتصدمت: انتى مين يا حيوانه انتى ؟
ليليان بإستغراب: نعمم ؟
غرام: إدينى البيه اللى كان من الواضح إنه طول الليل جنبك
ليليان: انتى بتتكلمى كده ليه ؟ اهدى و فهّمينى انتى مين ؟

غرام بتريقه: و انتى بقا يا حرام سايباه لوحده و قايمه من جنبه تردى ؟!
ليليان بنرفزه: لاء انتى زوّدتيها اوى
غرام بغلّ: انتى يا حيوانه انتى فاكره
قطعت كلامها اما لاحظت الخط قفل ف وشها
غرام غيظها عمّال يزيذ .. مقدرتش تستنى اكتر من كده .. قامت بسرعه لبست و خرجت راحت تشوفه نزل بجد و لا لاء .. لبست و راحت على شقته ..

مراد سافر على نار .. كان بيسبق الريح .. وصل المطار بجنون و اخد عربيته و طار على شقته ..
اول ما قرّب من باب الشقه و لمحه مفتوح قلبه وقع ف رجله .. إتسمّر مكانه لما شاف المنظر اللى لجّمه تماما بصدمه و همس بجنون و توهان: غراااااااااااام ؟!

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 8 من 27 < 1 16 17 18 19 20 21 22 27 > الأخيرة





الكلمات الدلالية
رواية ، مارد ، المخابرات ، رومانسية ، إثارة ، تشويق ، حدود ،











الساعة الآن 05:03 AM