logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 7 من 27 < 1 15 16 17 18 19 20 21 27 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية مارد المخابرات رومانسية إثارة تشويق بلا حدود
  05-11-2021 12:49 مساءً   [52]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية مارد المخابرات الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الرابع والعشرون

مراد إبتسم بهدوء و غمّض عنيه و إستسلم للموت و فجأه سمع صوت حك فرامل قريب منه و عربيه جايه على بُعد منه ف المكان اللى رؤيته تقريبا إنعدمت من الدخان و النار ..

غرام قبلها اما لمحت مراد خارج بالقنبله لفتّ ناحية عربيتها و دخلت بسرعه و إبتدت تتحرك وراه بنفس سرعته لحد ما سمعت صوت الانفجار اللى هزّ المكان و هزّ معاه قلبها ..
غرام وقفت بعربيتها فجأه ف مكانها .. نزلت تجرى بجنون لحد ما لمحت مراد مرمى ع الارض و غرقان ف دمه !
قرّبت منه بفزع و نخّت ع الارض جنبه و هو إبتسم لريحتها اللى بقا حافظها صَمّ ..

مراد فتّح بس عينيه بتغرّب بتوهان .. همس بصوت بيتقطع: هى دى حلاوة روح زى ما بيسمّوها و لا الموت بيجى ف صوره الحبايب !
غرام إبتسمت بدموع و هو مش قادر حتى ينطق ف شاورلها تتحرك .. فهمته و هزّت راسها بعنف
مراد بصوت بيتقطّع بنهجان: يلا إتحركى .. انتى مش هتبقى اجدع منى .. انا ف يوم سيبت اللوا عامر زيى كده و مشيت و هو مات .. و دلوقت سيبينى و امشى
غرام بتشدّه بعنف: مش هتموت .. فاااهم .. مش هسيبك و لا حتى للموت
مراد ضحك غصب عنه: كده هموت على إيدك يا حبيبتى
ضحكت من بين دموعها و إبتدت تقوّم فيه: يلا يا مراد .. يلا اتحرك .. هتقدر .. إستقوى بيا .. اسند عليا .. مش ده كلامك .. مش انت بتقول إنى سَندك و قوتك .. يلا اتحرك

مراد هنا لمح الانفجار بيزيد و النار بتقرّب منهم .. لازم يقوم .. هى مش هتمشى و تسيبه .. ف لازم يقوم عشانها .. لازم يتحرك
مراد قعد بنهجان و هى سندته و مره واحده اخد نَفس طويل و كتمه عشان يكتم معاه الألم و وقف فجأه ..
مراد بصّ للعربيه اللى بتنفجر على بُعد منه و رجع بصّ حواليه و فهم إنه مقدمهوش فرصه يمشى حتى خطوه ..

شدّها بعنف و إتحركوا خطوات اشبه بالجرى الناحيه اللى قصادهم و فجأه بدون مقدمات طلع على سور الكوبرى و ضمّها عليه قوى و نطّ من فوق الكوبرى لتحته و هى معاه ..
و قبل ما يوصل للارض إتشقلب بحيث ينزل هو ع الارض و هى فوقه .. نزل غرقان ف دمه بس طبعا ده اقل من إنه يبقا جوه الانفجار .. و هى فوقه .. و عشان هو كان متصاب قبل ما ينزل ف اول ما اصطدم بالارض فقد وعيه و إبتدى ينزف بشده !

مصطفى و اسر و عمار و محمد كانوا طلعوا وراه بس وصلوا بعد الانفجار و كان مراد إتحرك بغرام ..
و عشان الدخان و النار و الصوت مخدوش بالهم لإنهم نطّوا قبل ما يوصلوا ..
كلهم واقفين زى المتلجّمين و العربيه بتتفحم على بُعد منهم بس لامحينها و الدخان عبّق الجو !
جريوا ع العربيه و كانوا محضّرين الاسعاف تحسُباً لأى طوارئ .. وصلوا لعندها .. بس لاحظوا ان العربيه إتحدفت على الجانب الصحراوى من الطريق و خلاص إتفحّمت تقريبا .. وقفوا متجمّدين مكانهم ..

و مره واحده مصطفى قام بعنف: يعنى ايه ؟ مااات ؟ مش ممكن ؟ مراد اقوى من كده ؟ اقوى من الموت ؟ فاااهمين ؟
قام يدوّر حواليه بعنف و هما واقفين بتوهان ..
مصطفى بصّ من فوق الكوبرى على تحت و هنا لمح لمّه تحت ف خمّن إنهم هما .. اخد نَفس طويل و خرّجه مره واحده و جرى على تحت الكوبرى !

الكل اخد باله من مصطفى اللى بصّ من فوق الكوبرى بعدها نزل يجرى كأنه شاف حاجه ..
جريوا وراه من غير حتى ما يتأكدوا .. بس نزلوا على امل ان مراد اتصرّف و لحق نفسه
نزلوا و لاحظوا تجمّع كبير و الناس ملمومه على حد .. منهم اللى بيصوّر و منهم اللى بيصوّت و بيغطّوا حد بورق جرايد

مصطفى وسّع ف الناس و دخل لحد ما وصل لقلبهم .. و هنا لمح مراد ع الارض و غرقان ف دمه .. و غرام إتزحزحت بسيط و نزلت جنبه .. مصطفى حقق فيها اووى
مصطفى بهمس: غرام ؟! دى ايه اللى جابها هنا دى ؟
موقفش عند التفكير فيها كتير .. مش وقته .. لمح اسر بيقرّب منه .. شاورله ينزّل الاسعاف.. و فعلا ثوانى و كانت الاسعاف إتحركت ناحيتهم
مصطفى و عمار قرّبوا من مراد مع دكاتره الاسعاف و نقلوه للعربيه .. و رجعوا لغرام.

و هنا مصطفى مرضيش حد يقرّب منها ...شالها بسرعه و دخّلها العربيه مع مراد و قفل العربيه و إتحركوا للمستشفى .. و الكل إبتدى يحصّلهم ع المستشفى
وصلوا و كان مصطفى مكلّم المستشفى يجهزوا .. و فعلا كانوا على استعداد لحد ما وصلوا و إستقبلوهم ع الباب .. اخدوهم للطوارئ و إبتدوا يتعاملوا مع حالتهم

غرام كانت حالتها خفيفه .. جروح سطحيه و كدمات بسيطه نتيجه إنها متعرّضتش لأكتر من النط من ع الكوبرى و كمان منزلتش ع الارض مباشره و ده خلاها مفهاش خطر
بس مراد كانت حالته خطر .. عنده كسر ف كذا ضِلع .. و كذا كدمه و شرخ ف رجله .. بس الاصابه اللى بجد كانت ف دماغه ..
اما إتحدف من العربيه نزل بدماغه ع الاسفلت و إتفتحت و كان الجرح مش خطر اوى .. زادت خطوره الجرح اما نط من فوق الكوبرى و نزل على دماغه .. إبتدى ينزف بعنف و الجرح وِسع.

اللوا يحيي حصّلهم و الكل منتظر ف حاله قلق قدام الطوارئ .. شويه و مراد كلّمه
مراد: يحيي انت فين ؟ مازن راح و
يحيي بقلق: مش وقته يا مراد .. مش وقته
مراد إستغرب: مالك ؟ مش الموضوع إتلم ؟

يحيي بقهره: اه إتلم .. إتلم على حساب الحمار اللى شال الليله على دماغه و هو متزفّت ف المستشفى و الله اعلم هيحصله ايه
مراد بتلقائيه قلبه إتنفض لدرجة معرفش ينطق
يحيي قفل معاه بسرعه اما لمح الدكتور خارج: مراد سلام دلوقت
الدكتور خرج بقلق: حاله مراد متطمنش .. لازم يتحوّل ع العمليات فورا
مصطفى بقلق: ايه الحاله بالظبط؟
الدكتور شرحله حالته بالظبط: عملناله اشعه ع المخ .. و فى نزيف ...لازم ندخّله العمليات لوقف النزيف ده .. و بعدها نبقا نشوف اذا كان فى اى مشاكل تانيه بس حاليا الاهم وقف النزيف.
الدكتور مستناش ردّ حد فيهم و سابهم بسرعه و رجع للطوارئ .. ثوانى و كان خارج بمراد على سرير و بيتحركوا بيه للعمليات
مصطفى هزّ راسه بدموع و نخّ برجله قعد ف الارض بقهره على أخوه و صاحب عمره
غرام رفضت حتى تمسح الدم من على وشها .. كانت معاه جوه ف الطوارئ و خرجت جرى وراهم و هما بيتحركوا بمراد للعمليات .. و صممت تدخل معاه العمليات و قدام إصرارها محدش قدر يمنعها ف عقمّوها و دخلت

ساعات عدّت على مراد ف العمليات .. بيحاولوا يسيطروا ع النزيف .. و كل ما بيوقفوه بيرد بعنف .. إبتدى يفقد دم كتير ..
حاولوا كتير و كتير لحد ما قدروا يوقّفوه بالعافيه .. عالجوا كسر ضلوعه و الشرخ اللى ف رجله .. و خيّطوا كذا كدمه ف راسه .. خرّجوه من العمليات و دخلّوه غرفه الاشعه يعمل اتشيكاب على جسمه كله .. و بعدها الدكتور حوّله ع العنايه .. دخّله و حطّه تحت الاجهزه و علقله المحاليل و خرج
غرام كانت معاه طول الوقت ده .. بتتنقّل معاه من غرفه لغرفه لحد ما أستقر ف العنايه ..
مش فاهمه حالته وصلت ل ايه بس المهم تكون جنبه .. لحد ما الدكتور خلّص و خرج و هى هنا خرجت وراه تطمن منه

الدكتور خرج و مصطفى جرى بقلق عليه: كل ده ؟ اكتر من 14 ساعه ؟
الدكتور: اولا ده كان اكتر من عمليه و بنعالج اكتر من حاجه .. بعدين كان لازم نعمل اشعه مفصّله على كل حاجه نتطمن ان مفيش مشاكل ف حته تانيه .. و بعدين قول الحمد لله إننا عرفنا نعمل معاه حاجه
مصطفى بصّله بقلق: يعنى ايه ؟

الدكتور: سيطرنا ع النزيف بالعافيه .. تقريبا بعد ما كنا خلاص يأسنا إننا هنعرف نعمل معاه حاجه .. بس هو المشكله دلوقت إنه فقد دم كتير جدا و للإسف ده دخّله ف غيبوبه .. محتاج نقل دم و فصيلته مش متوفره هنا
اسر: انا فصيله دم مراد على فكره
مصطفى: و انا .. هو فصيلته AB و انا زيّه
غرام بلهفه: و انا كمان .. انا AB
اسر: مفيش داعى ليكى يا غرام .. أبويا كمان نفس فصيلته .. يعنى هنتصرف
غرام بإصرار: لاء
الدكتور: مش مشكله .. احنا محتاجين دم كتير له و وجود اكتر من حد نفس فصيلته هيساعده ننقله الكميه اللى محتاجها و كمان فريش يعنى هتتفاعل مع الجسم بشكل اسرع و ده هيساعده يتخطى الغيبوبه و يخرج منها..

هنعمل تحاليل الاول نتأكد من الفصايل بتاعتكوا و هبتدى اخد منكوا
مصطفى و هو رايح ناحيه العنايه: انا داخل اتطمن عليه .. لازم اشوفه الاول
الدكتور: مينفعش .. احنا حتى هنسحب الدم منكوا و يتنقلّوه لوحده عشان لازم
قاطعه مصطفى بغضب: اناا .. دااخل .. و مش انت اللى هتمنعنى عن اخويا.

سابه و دخل و الدكتور هزّ راسه بضيق و لسه هيتكلم .. غرام سحبت نفسها بلهفه و قلق و رايحه ناحيه غرفه مراد
الدكتور مسكها من دراعها بضيق: دى عنايه مركزه مش فندق .. مش هينفع كده ..
غرام متكلمتش بس بصّتله بعنف و بصّت لإيده اللى ماسكه دراعها و هو سحب إيده بضيق: ع الاقل عشان خاطر حالته .. عشان يرتاح
غرام مردّتش و سابته و دخلت لمراد و نفخ بضيق و سابهم و نزل

عند عاصم ...
عاصم بعنف: يعنى ايه معرفتش توصل لحاجه عن بنت الكلب دى ؟ حته عيله و مدوخانا ؟ امال ان مكنتش بنتك ؟
نضال بضيق: لا بنتى و لا زفت .. و انت عارف و هى كمان عرفت .. و اهى غارت ف داهيه .. مش اللى كان يهمّك إنها متنزلش مصر ؟
عاصم بغضب: اه ده كان قبل ما همسه تمشى .. معنى إنها إختفت هى كمان يبقا زى ما وصلت ل إنك مش أبوها يبقا اكيد عرفت ان همسه أمها .. و إلا مكنوش إختفوا ف نفس الوقت
نضال: احنا قلبنا الدنيا .. سواء هنا او ف اى مكان .. مالهومش اثر.

عاصم بغلّ: انا الكلام ده مينفعنيش .. فاااهم .. همسه مش بس سابتنى .. ده كده هتقلب الدنيا عليا و عليك و عالكل
نضال بقلق: يعنى ايه ؟ هى كده كده فاقده الذاكره مش فاكره حد عشان تروحله
عاصم: يعنى الكل عارف إنى ميت .. و من زمان .. زى ما الكل عارف إنها ميته .. ظهورها معناه إنى لسه عايش .. حتى من غير ما تتكلم .. كل حاجه هتتفهم .. ساعتها العين هتبتدى تدوّر عليا و كل حاجه هتتكشف ..
نضال: طب ما يدوّروا .. و عمرهم ما هيلاقوا حاجه .. انت ناسى احنا عملنا ايه .. ده احنا دفننا عاصم القديم .. و طلّعنا منه حد تانى خالص .. حد إسمه شاليك .. و مفيش ورقه تثبت غير كده .. احنا محينا اى اثر او إثبات رسمى ليك هناك ..

عاصم بغيظ: انت غبى يا بنى ادم ؟ ماهو عشان يدوّروا عليا هيفتشوا ف كل حاجه .. بما فيهم شغلنا ..حتى لو موصلوش لحاجه تثبتلهم إنى عاصم ..
كفايه ساعتها كل شغلنا هيتكشف .. و ساعتها الناس اللى بنشتغل معاهم هيتقلبوا علينا و دول مالهومش عزيز و لا غالى .. حتى لو كنت بالنسبالهم حاجه مهمه بمجرد ما هتبقى كارت محروق هيخلصوا منك .. فهمت يا غبى
نضال بقلق: طب و العمل ؟

عاصم بغضب: لازم تقلب الدنيا على الزفته اللى إسمها ليليان .. همسه مش هتلجأ لحد غيرها .. و وقت ما تلاقيها خلّص عليها بسرعه
نضال بترقّْب: طب و همسه ؟
عاصم: لا دى خليهالى .. حتى لو هى عرفت حاجه .. هيبقا قدامها الاختيار بينى و بين الموت .. و يوم ما مش هتختارنى انا اللى هخلّص عليها بإيدى
نضال: طيب .. إدينى يومين
عاصم: اقلب عليها الدنيا .. سافرلها انجلترا بنفسك .. دوّر ف الجامعه بتاعتها هناك و المستشفى كمان .. مش هتطلع برا دول .. طالعه فصيحه لأبوها .. مبتسيبش الشغل لو بتموت
نضال: حاضر ..

عاصم بغلّ: اموت و اعرف مين خرّجها برا البلد ؟ اذا كان باسبورها معايا .. يبقا خرجت ازاى ؟ و لو مخرجتش هتبقى فين ؟ ده انا مسيبتش خرم إبره هنا مدورتش عليها فيه !
نضال إرتبك شويه و بصّله بتوتر: هنبقا نشوف .. اما نلاقيها هنعرف
عاصم بصّله قوى و لاحظ توتره

عند مراد ف المستشفى ..
غرام دخلت لمراد ف العنايه و قرّبت منه و عينيها وارمه و منفوخه من العياط .. لقته نايم بشكل قهرها عليه .. عيّطت قوى من شكله .. متعودتش تشوفه كده
قعدت على كرسى جنبه و مسكت بإيده و ميّلت عليها باستها:
ارجوك يا مراد قوم علشان احنا محتاجين ليك اوى، انت سندى و أبويا و اخويا وحبيبى وكل حاجة فى دنيتى دى، هموت لو جرالك حاجة يا مراد ..

الدكتور دخل و اخد منها عينه دم يتأكد من فصيلتها .. بعد ما إتأكد من فصيلة اسر و مصطفى و يحيي إنهم نفس فصيلته .. اخد منهم دم و دخل عند مراد و علقله الدم يتنقلّه ..

عدّى اسبوع على مراد و هو على نفس حالته .. مش بيفوق .. نقلوله دم .. بس لسه ف غيبوبه
الدكتور دخل عنده و خرجلهم: مش عارف اقولكم ايه.. بس هو محتاج معجزه عشان يقوم ..
خلايا المخ بتدينا إنذار إنها هتقف .. و ده نتيجة شدّه الخبطه و الدم اللى نزل كان تحديدا من دماغه مش فقد دم من اى حته و اثّر على دماغه .. لاء ده الدم اللى فقده من دماغه ..
مصطفى بقهره: يعنى ايه ؟
الدكتور: إدعوله يقوم منها لإن تطويل الغيبوبه بالشكل ده مع حالته دى شئ مش مُبشِّر

مصطفى إتحدف ع الحيطه وراه و إبتدى يخبط دماغه بعنف ف الحيطه بصريخ ..
غرام راحت ناحيته بعنف و شدّته: انت بتعمل كده ليه ؟ قوووم .. مراد كويس و هيبقا كويس اكتر .. هو بس تِعب شويه .. ايه مش من حقه يتعب ؟! مش بشر ؟!
اسر بقهره: مراد قوى اه .. بس وقعته المرادى كبيره .. كبيره اوى .. مش عارف لو مقدرش يتغلّب عليها هعمل ايه من غيره ؟ ده صاحبى و أخويا و حبيبى ..
عمار بتوهان: ده احنا شُركا ف كل حاجه.. برجعله ف كل كبيره و صغيره .. ده حتى الشغل .. اما امسك قضيه جديده برجعله اخد رأيه اعمل ايه و اسوّى ايه و امشى ازاى و هو كمان بيجيلى دايما ..

مصطفى بتوهان و قهره: لو في حد يتكلم عن مراد يبقي انا..
مراد ده مش اخ ده عُمر بحاله .. عِشره و اخوّه و طريق مشيناه سوا ع الحلو و المرار .. روحي وشريك كل حاجه مش العُمر بس .. و كان في القلب صاحب مِلك .. اخويا اللى قسمنا سوا كل حاجه بالنص .. الحلم والفلوس و حتى اللقمه..

كان حبيبي وسرّي والمشاكل اللي كانت بينا كانت بتصفي علطول عشان الود دايما غالب على كل حاجه بتقف بينا .. ده مكنش فى مشاكل اصلا ..
هو مش اخويا الصغير ؟ بس دايما بحسّه اخويا الكبير اللى برجعله قبل حتى ما اتنفس
غرام بصتله بقهره و صوتها إترعش بدموع: انتوا بتعملوا كده ليه ؟ هيقوم و الله

عند همسه و ليليان ف تايلاندا ..
همسه قاعده مع ليليان و سرحانه .. مره واحده المجّ اللى ف إيديها وقع ع الارض إتكسّر .. همسه إتضايقت اوى و بصّتله بخنقه .. و فجأه إبتدت تعيط اوى
ليليان: ايه يا ماما ؟ كل ده عشان مجّ ؟ ف داهيه يا حبيبتى .. فداكى
همسه هزّت راسها بعنف و ليليان بصّتلها بقلق:
ايه يا حبيبتى ؟ بقالك كام يوم مش مظبوطه .. مالك ؟

همسه: مش عارفه .. بس مخنوقه و قلبى مفطور و زى اللى بيتنفض .. حاسّه إنى مقبوضه
ليليان بقلق: من ايه يا حبيبتى بس ؟
همسه: مش عارفه .. قلبى واجعنى اوى
ليليان: مممم قولى بقا إنك زهقتى منى و من القاعده معايا .. خصوصا إننا اول مره نقضّى الفتره دى كلها ف وش بعض ..
همسه إبتسمت بدموع: انتى بتقولى ايه يا هبله انتى ؟

ليليان: ااه .. ماهو عشان تبقى عارفه انا لازقه على قلبك و مش هسيبك .. و لا عايزه تسيبينى ؟
همسه بسرعه: لالالا انتى بتقولى ايه انتى ؟ اوعى تسيبينى .. فاااهمه .. اوعى .. ده انا اموت .. اوعى حتى تقوليها
ليليان إبتسمت و باست راسها بحُب: و مين قالك إنى ممكن اعمل كده ؟ و مراد و همسه دول مين هيربيّهم غيرك انت يا عسل ؟
همسه ضحكت اوى: انتى بردوا مصممه تسمّيهم مراد و همسه ؟

ليليان: طبعاا .. اهو عشان تبقى مرات مراد و ستّه
همسه إبتسمت بتلقائيه من كلمة مرات مراد
و ليليان إبتسمت: اييييه ؟ روحتى فين ؟ بقيتى بتتوهى كتير انتى
همسه ضحكت: ملكيش دعوه ..
ليليان رفعت إيديها: خلاص يا ستى إسرحى براحتك .. بس عشان تبقى عارفه .. أبويا ملكيه خاصه ليا و لولادى .. انسى
همسه ضحكت: انسى اكتر من كده ؟ حرام عليكى

ليليان ضحكت اوى و هى معاها و بعدها سكتت بقلق
ليليان بصّتلها و هى إتنهدت: مراد .. قلقانه عليه معرفش ليه ؟
ليليان: بقاله كام يوم مكلمناش
همسه: و لا بيرد
ليليان: طبيعة شغله ساعات بتجبره على كده .. ساعات بيسافر فجأه او بتجيله مهمه كده فجأه .. عشان كده قال لو تليفونى إتقفل متقلقوش
همسه بقلق: معرفش بقا بس قلبى واكلنى عليه .. هو لسه موصلش لحاجه عن اهله يا ليليان ؟ انا بخاف اسأله او اتكلم معاه ف الموضوع ده لأجرحه
ليليان شردت: لسه يا ماما ..

همسه بشرود: طب مقالكيش اى تفاصيل يعرفها عنهم ؟
ليليان: ابداا .. مبيحكيش خالص لحد عنهم.. ادعيله
همسه: ربنا يراضيه و يفك كربه يارب

عند مراد ف المستشفى ..
غرام دخلت عنده بقهره .. وقفت جنب السرير و حاوطت راسه ب إيديها و قرّبت وشها من وشه بدموع:
انا مش قادره اصدّق كلام الدكاتره يا مراد .. مش مصدّقه لأن مراد اللى حارب الموت والظلم و القهر زمان و هو كان لسه عيّل صغير يقدر يحاربه دلوقتى، انت مش ضعيف يا مراد .. تقدر تحارب وتقوم بالسلامة ..

مراد انت بتواجه الموت كل يوم و كل لحظه .. و هو اللى بيهرب منك .. بيخاف من شجاعتك .. اوعى يا مراد تسيبنى لوحدى ...
عِلى صوت عياطها ورفعت إيديها لربنا تدعيه ...
فجأة مراد إبتدى ينهج و كأنه بيختنق و بيفتّح و يغمض عينيه اللى إبتدت تغرّب .. صرخت غرام و جريت بفزع لبرا تصرخ و تنادى بهيستريا على اى حد يجيله ..
ثوانى و جاه دكتور و معاه مساعدين و دخلوله .. مصطفى قام يجرى على صوتها و راح ناحيه الاوضه .. و من نظره واحده لمراد قدر يفهم ..
نخّ على رُكبه ع الارض و ميّل راسه و حط إيده الاتنين عليها بقهره .. غرام جنب السرير بتاعه و الدكاتره معاه ..

مش مصدقة اللى بيحصل .. معقول مراد بينتهى ؟ الحلم إتقلب لكابوس ؟ ابدا هى مش مستعدة لفقدانه.. مش قابله خسارته ..
الدكتور بينعشه و بيحطله اكسجين .. غرام متابعاهم برعب .. بتبص بقهره مره على وش الدكتور و مره على مرادها

و بعد محاولات كتيره وصلت حَد اليأس إبتدى يستجيب و تشنجات جسمه تهدى
و هنا خرج الدكتور و شاور لغرام على برا و هى خرجت وراه .. قفل و بصّلها بتحذير:
حصله هبوط مفاجئ ف الاكسجين و ده وصّله للإختناق .. لازم يبقا لوحده ..
غرام بدموع: هتطمن عليه بس
الدكتور: شويه و تخرجى
هزت غرام راسها و جريت على اوضته بلهفه ..

همسه قبضتها بتزيد و قلبها زى المخنوق .. كأن حته من روحها محتاجالها
حاولت تشغل نفسها بس خنقتها بتزيد ..قامت إتوضّت و إبتدت تصلى و حطّت قلبها بين إيدين ربنا يبرّده

مهاب داخل عند مراد العصامى مكتبه لقاه بيصلى ..
مراد بيصلى بعيون مدمّعه من غير سبب .. و كأنهم إتحدّوا الفراق و روحهم إتقابلت ف ملكوت الله ..
مهاب راح قعد على كرسى المكتب و مدد رجله ع الترابيزه قدامه و رجّع راسه لورا و غمض عينيه
فتّح عينيه و بيبص حواليه بدون هدف و بيدندن:
مفيش سجاير هنا ؟ نسيت بتاعتى برا .. فتح الدرج يدوّر لمح صوره همسه و مراد و ليليان ..
إبتسم بحب و لهفه: ااه يا همسه .. ربنا يسامحك ياشيخه على وجعه

مراد خلّص صلاه و بصّله بغيظ: ربنا ياخدك انت يا شيخ
خطف الصوره و رجّعها الدرج و شدّه قوّمه و قعد هو و مهاب قعد على حرف المكتب قدامه
مراد: مممم نعممم
مهاب: يا اخى حسّن اسلوبك .. جايلك مخنوق .. إتلم
مراد بغيظ: مخنوق اااه .. و جايلى يا ابن الصرمه تنكد على امى .. ناقصك انا ؟
مهاب: الحق عليا ؟ قولت اجى افكّ معاك .. بدل ما اروح اى سهره كده ؟

مراد بتريقه: و مروحتش ليه ؟ ع الاقل هناك بتفُكّ اوى .. بتفُك خاالص .. كل حاجه فيك بتفُك
مهاب ضحك بصوته كله: ملكش دعوه .. المهم مالك بقا ؟ مازن بيقولى بقالك كام يوم مش مظبوط .. فيك ايه يا صاحبى ؟
مراد إتنهد: مفيش
مهاب بإصرار: هو انا مش عارفك ؟ ده انت عِشره يا جدع .. شكلك شايل همّ قد الجبل معجّزك كده ليه ؟
مراد بصّله و إتنهد و مهاب: الهم اللى انت شايله و ده من سنين .. ايه اللى جَدّ عليك دلوقت يا صاحبى ؟

مراد سكت كتير: معرفش يا مهاب .. بس بقالى كام يوم قلبى مقبوض اووى .. اووى اووى .. حاسس زى الحبل و مش خانق رقبتى بس ده خانق روحى و مكتّفنى يا مهاب .. حاسس بروحى زى المخنوقه و متكتّفه و بترفرف ..
مهاب بصّله بحزن حاول يداريه: فُك عن نفسك يا مراد
لسه مراد هيتكلم ..

مهاب لحقه: يا عم مش قصدى زفت جواز .. بس ع الاقل روّح على قلبه اللى خانقه بإيدك ده.. ده انت محرّم عليه الفَرح .. و كل ما يجى يتنفس تتكى عليه تخنق فيه .. اخرج .. سافر .. غيّر جو .. هو الشغل بس اللى بينسّى الواحد همّه ..
مراد غمض بوجع و مهاب ضحك بغمزه: لا فى حاجات تانيه .. بس انت سيبلى نفسك
مراد بتريقه: لاء سايبلك انا الحاجات التانيه .. رمرم لوحدك .. هو اللى يدوق همسه يستطعم حاجه بعدها ؟ يعرف اصلا يهوّب لحاجه غيرها ؟
مهاب: سيبتلى الحاجات التانيه ؟ و الله متغاظ منى اعمل زيى .. و لا انت راحت عليك فعلا و بتتلكك ؟
بصّله بضحك اوى و مراد رفع حاجبه: نعمممم؟

مهاب ضحك: واد يا مراد .. انت( و غمز بعينه و عمل صوت ببوقه ) من امتى ؟
مراد بصّله بغيظ و هو ضحك تانى: بجد و الله .. ما تجرب يا حزين .. ع الاقل تطمن .. لا يكون عندك عُطل فنى و لا حاجه
مراد بغيظ: براااا
مهاب: طب بلاش اخدك معايا .. اخدك لدكتور و هو يقول

مراد بصّ حواليه بغيظ .. بيدوّر على حاجه .. و مره واحده مسك الطفّايه و حدفه بيها و مهاب لقفها و طلع يجرى برا بضحك
خرج بسرعه و قفل الباب و رجع فتحه بسرعه: الركنه وحشه يا صاحبى .. صدقنى
و لسه مراد هيقوم ناحيته راح قافل بسرعه و ماشى
مراد رجع مكانه و بصّ لصوره همسه بغيظ: عاجبك كده ؟ بسببك بأف زى ده بيتريق عليا .. بسببك ايه .. ده انا بسببك بعمل حاجات معملتهاش من اعدادى ..
ده انتى كل ما توحشينى اتفرّج على لبسك و احسّ بروحك فيهم .. لسه ريحتك محاوطه كل حاجه حواليا يا همسه .. مش لبسك بس .. روحك حواليا ليه يا همسه ؟ نَفسك ملازمنى؟

عند مراد ف المستشفى ..
دخلت غرام مرة تانيه لغرفة مراد و قعدت قدامه و فضلت تبصّله لحد ما لاحظت اللى مقدرتش تصدّقه ...
حرّك مراد إيده بضعف قوى و بعدها فتّح عينيه بتعب قامت غرام و قرّبت منه بلهفه:
مرااااد انت بخير ؟! انت كوويس ؟! حمدالله على سلامتك يا حبيبي
إبتسم مراد بضعف وهمس: غرااامى ؟!
هزت غرام راسها بفرح و دموع:

ايوة غرامك حبيبتك يا قلب غرام .. يا عقلها اللى كان هيروح .. انت عقلى و من غيرك كنت عامله زى المجنونه ..
مراد بهمس: وحشتينى اوى
مسكت غرام إيده و باستها بحب:
انت وحشتنى اكتر يا مراد .. الحمدلله إنك بخير يا حبيبي
انا كنت هموت من غيرك ..
مراد إبتسم: بعد الشر عنك يا حبيبتى، الحمدلله إنى اول ما فتحت عينى فتّحتها على عينيكى اللى نوّرت قلبى و حياتى
غرام إبتسمت بحب و بتلقائيه ميّلت باست راسه:
الحمدلله إنك رجعتلى تانى، ربنا ما يفرقنا ابدا تانى كدا
مراد مسك إيديها اللى محاوطاه بيها من فوق راسه .. و ضغط عليها بخفّه:

عارفه .. انا كنت سامع صوتك و كلامك و دعواتك و عياطك .. و كل همسه منك .. حتى خناقك يا مجنونه مع الدكاتره
غرام ضحكت اوى و هو إبتسم: يمكن ده اللى قوّمنى من تانى .. اول مره اقع و احسّ إنى لازم اقوم .. كل مره برقد الرقده دى بتمنى إنى مقومش تانى .. ده انا يمكن ساعات كنت بستناها .. و اقول خلاص هانت .. الدايره اللى بلّف فيها هتقفل ..
غرام إبتسمت: و ايه بقا اللى فَرق دلوقت يا مرادى ؟

مراد بصّلها بحب: انتى يا غرامى.. يمكن عشان المرادى كان عندى اللى اقوم عشانه .. كان عندى قلبى التانى اللى شغّل جسمى اما قلبى وقف
غرام بعتاب: مكنش ينفع تخاطر بحياتك كده يا مراد .. الاول و كنت بتقول معندكش اللى تبقى على حياتك عشانه طب و دلوقت ؟
مراد: مش مثاليه بس لو معملتش كده كانت ناس كتيره هتموت .. و حاجات كتير هتبوظ اولهم سُمعه البلد .. ده مكان سياحى يعنى لو إنضرب و وقع حاجات كتير هتقع معاه .. ده غير ان كان فيه زياره للريس ..

ابسط حاجه هيقولوا مش عارفين يحموا الريس بتاعهم و هو بيزور مكان سياحى زى ده .. و اهو رئيس و معاه حرس يبقا هيحموا السياح ازاى و هما غُرب و مش ف بلدهم .. و ساعتها كانت هتبقى ضربه للسياحه اكتر ماهى مضروبه
غرام إبتسمت: هو انا حبيتك من فراغ ؟ امال انا حبيتك ليه
مراد إبتسم: ليه ؟
غرام:من غير سبب.. بس حسيت إنك مش حامى البلد، لاء انت حامى كل الحب اللى ف كل قلب ف البلد ..
مراد إبتسم و هى إبتسمت بحب: يلا ربنا ما يرقّدك كده تانى
مراد: طب بمناسبه الرقده .. عايز حد يساعدني اقعد .. حاسس إنى إتشلّيت من الرقده السوده دى .. هو انا هنا بقالى قد ايه ؟
غرام و هى بتسنده: اسبوعين يا قلبى
مراد بصدمه: اسبوعين ؟! احيييه و انتى مكانك هنا ؟ متنقلتيش ؟ طب قوّمينى ياختى

هزت غرام راسها بلاء:
تقوم ايه يا مراد ؟ انت لسة فايق من غيبوبة و كان عندك نزيف عالمخ ومكسورلك ضلوعك .. خطر عليك
مراد بغيظ: ساعدينى اقعد بس وسيبك من الرغى ده ..
وقفت غرام بإصرار: استنى هروح ابلّغ الدكتور احسن اساعدك تقعد وتتأذى

خرجت غرام بسرعه و بلّغت الدكتور اللى إتفاجئ و راح بسرعه لغرفته ..
كشف عليه و اتطمن عليه و طمنهم و طمّن مصطفى اللى كان دخل لمراد بعد ما عرف من غرام إنه فاق و رايحه تجيبله الدكتور ...
مصطفى بفرحه: مبروك يا وَحش .. الله يحرق سنينك السوده يا بعيد
مراد بصدمه غيظ: انت بتدعى عليا يا حلوف ؟

مصطفى: انت بعد اللى عملته فينا تخرس خالص .. بعد الكام يوم اللى عيشناهم بسببك همشى رايح جاى ادعى عليك
مراد عمل نفسه بيتوجّع: ااه ..
مصطفى قرّب بسرعه يضحك: اايه هو انا بَركه ؟ لحقت دعواتى صابتك ؟
قرّب منه و مراد مره واحده ضربُه بوكس خفيف ف وشه رجّعه لورا ..

و مصطفى عمل نفسه إتحدف ع الكرسى: يخربييت أبوك يا مراد .. ان كانشى طالع من تحت إيد عزرائيل .. اييه ده عزرائيل اللى طالع من تحت إيدك .. اييه ده مرزّبه ؟
مراد بغيظ: لاء دى عشان تبقا تدعى عليا و يبقا حقك
غرام ضحكت اوى عليهم و اسر دخل على صوتهم
اسر و هو ماسك موبايله قرّب من مراد باس على راسه: ايوه يا يحيي .. اللطخ اهو فاق .. ياعم اهو قدامى زى القرد .. يا عم اهو متلقّح
مراد بصدمه: متلقّح ؟!

اسر هزّ راسه اه و ضحك: سمعته ؟ هشوفك بقا طالما جاى .. سلاموز
مراد بغيظ: قرد ؟ و متلقّح ؟
اسر بغيظ: شيت يور ماوس .. اخرس و اقفل الماوس
مراد بغيظ: اطلع براا
اسر: نعمم ؟

مراد بحدّه و ضحكه: برااا .. عليك و على أبوك يا شيخ .. بتطمن أبوك قبل ما تشوفنى حتى .. لطخ يالا
اسر: انت ورّيتنا ايام اسوَد من الهباب .. يا اخى ملعون أبوك على أبو معرفتك
مراد: ايه الحكايه ؟ كل ما اكلم حد يقولى ورتنا ورتنا ؟
غرام إبتسمت: الدكاترة كانوا بيقولوا إنك محتاج تقوم بمعجزة وان مفيش فايدة .. بس الحمدلله إنك قومت يا حبيبي
عمّار و هو داخل بضحكه: مش مارد ؟ لازم يبقا خارق و يقوم
اسر: يا عم ده انا قولت هأجل ام الفرح الفقر ده و هنعلن الحداد بقا و هييييح
مراد بصدمه: و هيييح ؟ يخربييت أبوك لأبوه .. يلا يا ابن الكلب منك له برا .. ده قرّ علنى بقا
كلهم ضحكوا و مارد حط إيده على راسه بكوميديا: ااااه .. و انا اقول مالى كده مهبَّط.

غرام ضحكت قوى و هو حطّ إيده على قلبه: ااه الحقينى يا غرام .. طلّعى العيال دى .. هيجيبوا اجلى
مصطفى غمز: مممم دى حجّه .. ما تقولها كده .. بدل اللف و الدوران
مراد بغيظ: طب مانت طلعت بتفهم اهو .. غور بقا
اسر بعِند: لاء احنا قاعدين .. ده حتى الاوضه هنا طراوه و كلها مُحن و هيييح
عمّار ضحك: ملزّقه يعنى
مصطفى بصّ لمراد اللى ودانه بتطق شرار تقريبا و ضحك:
و النبى مانت قايل حاجه .. احنا كده كده هنخرج .. عشان غرام تقعد شويه قبل ما تمشى طالما إتطمنت عليك
و بصّ لغرام: و لا ايييه ؟

غرام ببرود: و لا ايييه ؟
مراد بصّلهم بعدم فهم و بصّ لمصطفى بغيظ: خد يا حمار .. فى ايه ؟ هو انت اللى هتحدد تقعد امتى و تمشى امتى ؟ و انت مال اهلك كانت قاعده ف بيت خالتك
مصطفى ميّل عليه بهمس: البت هنا بقالها اسبوعين .. متنقلتش تقريبا .. و تقريبا كده اهلها هيولّعوا منها و فيها ..
مراد سكت بضيق: طب إتكّل
اسر قرّب منهم بضحك: لاء انا مرتاح هنا .. جميل هنا
بصّ حواليه و رفع حاجبه بضحك: احنا فيين هنا ؟
مراد بغيظ: ف العنايه المركزه .. عقبال ما تعملّها ايجار جديد
اسر: من ورا قلبك .. عارفك بتموت فيا
مراد زقّه بغيظ و بصّ لغرام: انتى مروحتيش ليه بقا ؟

غرام: اروّح و اسيبك يا مراد ؟ بتهرّج صح ؟
مراد بجديه: لا يا غرام مش بهرّج .. و اهلك و أبوكى و أمك و خالك .. كل دول هتقوليلهم ايه و لا قولتيلهم ايه اصلا ؟
غرام بنفس جدّيته: ملكش دعوه .. دى حاجه تخصّنى انا ملكش فيه .. خليك ف نفسك و راحتك و بس .. و لا انت راحتك بقا ف إنى امشى و بتتحجج ؟
مراد بإندفاع: لاء طبعا .. انتى عارفه إنى عايزك ف كل دقيقه و ثانيه .. هنا او برا .. بس من غير ما اعملك مشاكل
غرام إبتسمت: عارف يا مراد .. النور و الضل حلاوتهم بيكملوا ببعض .. النور من غير ضل يعمي العين .. و الضل من غير نور يبقي ضلمه .. و أنا و أنت ضل و نور مبيكملوش و ملهومش و جود إلا ببعض ..

مصطفى و اسر و عمار ف صوت واحد و نفس الاشاره ب إيديهم: تيراراراااا
مراد بغيظ: انتوا لسه هنا يا بقر ؟ برااا
عمّار ضحك: بركااتك يا حجّه .. اية ده يا عم النور .. انا لو اعرف ان غرامك اللى هتخليك تقوم زى القرد كدا كنت جيبتهالك من زمان .. حتى لو هقبض عليها ..
اسر بغيظ: انا عايز اتجوز .. انا هحدد الفرح يخروبيتكوا قبل ما حد يتقلب تانى

مراد بغيظ: لاااا ابوس إيدك بلاااش، كل مرة بتحدد وقت الفرح بيحصل مصيبة .. و غالبا بتبقا عندى
ضحك يحيي اللى دخل على صوتهم و خبطه بإيده على كتفه بخفّه:
لا ان شاء الله خير، متقاطعش انت بس
مراد إبتسم: اهلا يا بَركه ..طبعا جاى تطمن على الجثه اللى كل ما بتقع تحت إيدك بتنفُخها ..
يحيي بصّلُه بغيظ و هو إبتسم بتريقه: يلاا يلاا .. يلا شوفلنا الدكتور ده علشان اخرج
مصطفى رفع حاجبه: نعم يا روح امك، تخرج اية ؟ هو انت طالع من الجيم .. ده انت لسه طالع من غيبوبه ياعم
مراد هز راسه: هتشوف الدكتور ولا اقوم امشى من نفسى؟
اسر بغيظ: تمشى ايه ؟ خلاص هناديه .. مجنون وتعملها والله

الدكتور جاه شاف مراد .. خلّص كشف و بصّلهم بضيق: يخرج ايه ؟ احنا هنهرّج ؟ ده كان عنده نزيف ف المخ و خارج من غيبوبه ..
مراد ببرود: و ادينى فوقت .. اقعد ليه تانى ؟ هى سياحه ؟
الدكتور: لاء بس لازم تقعد كام يوم معانا كمان .. ع الاقل لحد ما نعيد الاشعه و نتطمن ان كل حاجه رجعت لطبيعتها..
غرام بضيق: معلش اصله مشافش نفسه جاى ازاى ؟
مراد بزهق: ايا كان ازاى بس بقيت كويس
الدكتور: و مين قال إنك بقيت كويس بقا ؟ انا قولت كده ؟

مراد على بروده: اناا
الدكتور بجدّيه: اذا كنت انا معرفش لسه اذا كنت كويس و لا لاء
غرام بقلق: يعنى ايه ؟
الدكتور: يعنى المفروض اشعه و هى اللى تأكدلنا إنه بقا كويس .. بعدها يبقا نقول يخرج و لا يستنى
مراد بعِند: يبقا اخرج و اجى ع الاشعه و امشى
الدكتور نفخ: مش هيحصل .. يا بنى ادم انت كان عندك نزيف عالمخ .. و كنت ف غيبوبه .. يعنى مخك فاصل ..
رجع اشتغل اه .. الحمد لله .. بس ع الاقل نتطمن إنه رجع بطبيعته و الغيبوبه مأثرتش .. مش يمكن فوقت بس الغيبوبه مأثره على مخك ؟

مراد بصّله بغيظ و غرام همست بضحك: و الله انا بردوا بقول إنها مأثره
مراد حدفها بعلبة المناديل من على الكومدو اللى جنبه و غرام ضحكت: مش بقولك مأثره
الدكتور بإصرار: لازم كام يوم كمان و بعدها هقولك تخرج امتى
مصطفى بجدّيه: تمام .. و احنا قاعدين
و خبط مراد ف كتفه: هو بس كان بيهزر .. ده هيموت و يقعد .. و غمز لغرام بضحك و هى ضحكت
الدكتور خرج و مراد بصّلهم بغيظ: براا يا كلاب
مصطفى بجديه: انا هروح البيت قبل ما غرام تسيبك اجيبلك حاجات من هناك و ارجع اوصّلها
غرام بعِند: انا بايته إنهارده
مصطفى بصّلها بقلة حيله: ما جمّع إلا اما وفّق بينكوا الصراحه ..

مراد بغيظ: برااا
مصطفى مشى و قبل ما يطلع ضحك: انتوا لو إتجوزتوا هنروحولكوا تانى يوم نلاقيكوا حادفين بعض من البلكونه
مراد رفع حاجبه: و انت ايه اللى هيجيبك لنا تانى يوم ؟
مصطفى: يعنى هتبيعنى ؟ ده انا رفيق دربك
مراد بغيظ: داك ضربه ف دماغك

مصطفى ضحك و خرج و مراد بصّ لغرام بهزار: دَرب اسود بعيد عنك
غرام ضحكت اوى على طريقته و هو ضحك بغيظ .. و قربت منه ضمّته اوى و همست: حمد الله على سلامة قلبك يا قلبى

مصطفى روّح ع البيت .. دخل اخد حمام و غيّر و إبتدى يشوف ايه ممكن يكون مراد محتاجُه و يحطّه ف الشنطه .. موبايله رنّ كتير و مش مبطّل
مصطفى بضيق: ده عايز ايه ده كمان ؟

مسك موبايله و قبل ما يفتح سمع خبط بعنف ع الباب .. قام فتح الباب بغيظ
محسن دخل بغضب و عمّال يتلفّت حواليه و يلفّ ف الشقه
مصطفى شدّه بإستغراب: ما تاخد يا حمار انت .. انت واقف ف زريبه أبوك؟
محسن: هى فيين بنت الكلب دى ؟
مصطفى مفهمش: هى مين دى اللى فين ؟
محسن: انت هتستعبط ؟ انا عارف ان رحاب هنا
مصطفى: رحاب ؟!

محسن: مش بقولك بتستعبط .. هى متعرفش حد غيرك انت و ابن الكلب التانى
مصطفى مسكه بعنف و زقّه برا: مين ده اللى ابن كلب يا ابن الكلب يا غبى ؟
محسن: رحاب يوم ما هتعمل اللى عملته محدش هيساعدها غيرك انت و الوسخ التانى .. ودتوها فين ؟ مين فيكوا اللى خبّاها ؟ و لا يكونشى عاملين عليها حفله ؟ ماهى واحده سايبه لا اب و لا ام و مالهاش كاسر
هنا مصطفى فقد اعصابه و مسكه بعنف و ضربه كذا ضربه ف وشه: انت بتقول ايه يا حمار انت ؟

محسن: بقولك رحاب سابت البيت من كام اسبوع و محدش عارف طريقها .. و مش هتلجأ لحد غيركوا لإنها اصلا مالهاش حد
مصطفى سابه بذهول: سابت البيت ؟ و ياترى ده ليه بقا ان شاء الله ؟ انتوا عملتوا ايه وصّلتوها لإنها تطفش منكوا ؟
محسن بغضب: و انت مال اهلك ؟ لو حسّيت بس إنها جاتلك او كانت عندك الفتره دى كلها انا هطربق الدنيا على دماغك منه له .. فاااهم .. احنا صاعيده و منعرفش ان بنت تقعد مع شباب لوحدها إلا اذا كانت ..

بصّله بتريقه: و ده مش جديد عليكوا .. بس و رحمة أبوها لاكون مخلّيها تحصّله
مصطفى هجم عليه تانى: طب جرّب كده تقرّب منها و ورينى
ضربه و زقّه بعنف ع السلم و وقّعه و دخل و قفل الباب
محسن قام بغيظ: طب و حياة امك ماشى ..
نزل و شاور لحد كان واقف قدام العماره و جاله: خليك هنا .. متسيبش المكان هنا و لو لمحت حد فيهم و لا رحاب كلّمنى زى ما كلمتنى دلوقت اما جاه
الراجل هزّ راسه بتمام و هو اخد بعضه و مشى

الدكتوره بتغيّر لمراد المحاليل و قرّبت تقيس الضغط و بتشوف حالته ..
و غرام هتطق من الغيظ و بتنفخ: استغفر الله العظيم
مراد كاتم ضحكته بالعافيه و الدكتوره بتتمايص عليه و هو سايبها لإنه نوعاً ما عجبه رد فعل غرامه و بيطلّع جنانها اللى بقا بيعشقه
مراد بهمس لغرام و هى جنبه و مميّله عليه: ايه رأيك ف المُلعب دى ؟
غرام بصّتله بصدمه و هو بصّ للدكتوره وضحك عشان يغيظها: ايييه .. فينك يا لحمه ايام ما كنت جزّار
غرام لكمته ف جنبه: لحمه ؟ المعصعصه دى لحمه ؟ عجباك ؟ طبعا ماهى نازله تفعيص فيك من الصبح
مراد كتم ضحكته عليها: طب ما تفعّصى زيها .. و ربنا ما هقولك حاجه .. ده انا حتى هساعدك.

غرام بصّتله بغيظ و هو ضحك: خلاص خلاص .. مسيرك يا ملوخيه تقعى تحت المخرطه .. ساعتها مش هرحمك
غرام بتريقه: لحمه ؟ و ملوخيه ؟ انت جعان يا جدع انت ؟ ما تتلم بدل ما اخليهم ميعرفوش يلمّوا فيك حته على بعضها

مراد ضحك اوى و هى بصّت للدكتوره بغيظ و نفخت الدكتوره لفّت بدلع: لو متضايقه من الوقفه ممكن تخرجى .. يعنى تستنى برا لحد ما اخلّص
غرام بغيظ: ما تخلصى يا بت انتى .. فاكره نفسك دكتوره بجد ؟ ده انتى حياله حته عيّله لسه متخرّجه امبارح و فرحانه بشهادتها .. إخلصى و غورى بدل ما اخليكى متلحقيش تفرحى خالص
الدكتوره ببرود: و الله انا جايه هنا لسيادة المقدم و هو بس اللى يقولى افضل و لا امشى ..
مراد بيكتم ضحكته بالعافيه و هى بصّتله برقّه: و لا اييه ؟
مراد ضحك ف سرّه و غرام قرّبت منه و لكمته ف كتفه: و لا اييه ؟

مراد بخوف مصطنع و هو راقد ع السرير بينهم: و الله خايف اقولك خلّصى .. تخلّص هى عليكى و متخافيش هتخلّص عليا انا كمان
الدكتوره بدلع: و انا معنديش مانع .. اهو ع الاقل نبقا مع بعض
هنا مراد إنفجر ف الضحك .. و غرام بصّتله بحده على ضحكته اللى توّهت الدكتوره و وقفت متنحه
غرام لاحظت تتنيحتها و قرّبت منها بهجوم و زقّتها بغيظ: برااا
الدكتوره بضيق: انا لسه مخلصتش على فكره
غرام ببرود: و انا شايفه إنك خلّصتى .. تغورى بقا و لا اخلّص عليكى زى ما قالك؟

الدكتوره خرجت بغيظ منها و هى رزعت الباب وراها .. و بتقرّب من مراد و هى بتكزّ على سنانها
مراد قعد نص واحده و ضحك بتعب: بت انتى إعقلى .. هتعملى ايه ؟
غرام مثّلت البراءه: هفعّص فيك
مراد ضحك قوى بصوت عالى و غرام رفعت حاجبها: عجباك ؟ هاا؟
مراد ببراءه مصطنعه: انا قولت كده ؟
غرام بغيظ: و هو انت كمان عايز تقول ؟ من ساعه ما دخلت و انت فاتح بوقك من الودن للودن .. ايه حنّيت للعك ؟

مراد ضحك: لا انا بس افتكرت ذكرياتى مع اشكالها قبلك .. ايييه .. الواحد عنده ذكريات من النوع ده كل ما يفتكرها يفضل يتف ساعه
غرام كزّت على سنانها بغيظ: كنت بتعمل ايه ؟
مراد ضحك: بلاش .. اخاف على اعصابك .. ده انتى إنهارتى من ضحكه لها ..
غرام بغيظ: انا مش فاهمه .. هى سهوكة البنات زادت ولا أنا اللى إسترجلت
مراد ضحك اوى و بصّلها من فوق لتحت و مط شفايفه عشان يستفزها: لاء دى اعرفيها لوحدك
غرام ميّلت عليه و مسكته من لياقته بإيديها الاتنين و وشها ف وشه:
لمآ قذره تيجى تدلع عليك .. قولهآ ان فى واحده ماليه عينيك
مراد ضحك غصب عنه و هى بصّتله قوى: مراااد انت بتحبنى .. صح ؟!

مراد: ده المفروض جواب مش سؤال
غرام كشّرت: امال ليه لسه عينك زايغه و عمال تتغزّل فى دى و دى؟
مراد كان هيقول حاجه و إتراجع و حبّ يستفزّها: نتكلم بالمنطق و ﻻ هنتغابى ؟
غرام بغيظ: قول يا بتاع المنطق
مراد حاول يكتم ضحكته: هقولهالك بطريقتك و انتى هتفهميها .. لو انتى بتحبى الموز و فضلتى تاكلى موز طول الوقت مش هتزهقى ؟
غرام مفهمتش: أكيد
مراد ضحك: بتعملى ايه ساعتها ؟
غرام ببراءه: هاكل حاجه حادقه اغيّر بيها يعنى و بعدين ارجع للموز تانى
مراد كتم ضحكته ببراءه مصطنعه: بسسس .. هو ده اللى انا بعمله يا موز إنت يا مووز.

غرام حدفته بالمخده بغيظ: لاء اقنعتنى الصراحه
مراد ضحك: ايه رأيك ؟ مش مقنع انا ؟
غرام هنا مسكت المخده و حطيتها على وشه بعنف و إتكّت: طب خُد دى يا مُقنع عشان إقناعك

شاكر: ماهو لما أبوها يبقا عارف ان بنته دايره على حل شعرها و سايبها و امها واقفه قدامى تقولى مش عارفه اعملّها ايه .. يبقا من حقها تعمل كده و اكتر من كده كمان
أمها بضيق: انا كلمتها و هى قالتلى بتبات عند ريهام .. و بتروح و تيجى ع المستشفى
سيف بغضب: و هى تروح و تيجى بتاع ايه؟ كان من بقية اهلها ؟ ده اذا كان انا و لا خالها اما بنبقى مكانه مبتجيش مره ع التانيه
أمها بضيق: يووه انت عارف مالهاش ف جو المستشفيات
سيف بحده: و اشمعنا دلوقت بقا لها ؟
أمها بتردد: عشان .. عشان ده واحد هيبقا جوزها
سيف بعنف: نعمم ؟!

شاكر: ممم و مين اللى قرر ده ان شاء الله ؟ و هو جاه لمين اصلا ؟ اذا كان انا مكلم أبوها و ميعرفش حاجه و لا موافق اصلا
أمها بتوتر: هو قالها و هى عرضت الموضوع عليا و انا كنت هكلم أبوها اجيبه و اقولكوا بس حصلتله الظروف دى و دخل المستشفى .. ف اجّلنا الموضوع شويه
سيف: و محدش موافق .. محدش اصلا هيسمحلها
شاكر: و هى بقا قررت تعامله كجوزها حتى قبل ما نعرف إنه جاى ؟ كده ؟ بتحطنا قدام الامر الواقع يعنى ؟
أمها بضيق: انا قولت اللى حصل .. الواد جاى بس يخرج من المستشفى و يبقا كويس
سابتهم و دخلت و سيف بصّ لأبوه بغضب: انت هتسمح بده ؟

أبوه بضيق: مانت مقطّع السمكه و ديلها برا و جاى لحد عندها و بتستلطخ .. قولتلك براحه هتعرف تجيبها
سيف بحده: مش دى اللى تيجى براحه .. غرام عنيده .. و لو جيتلها براحه هتفتكر إنى بتذللها .. خاصة بعد ما الزفت ده إتلم عليها
أبوها: و هتعمل ايه بقا ان شاء الله يا ناصح ؟
سيف بغضب: لاء هعمل .. اصبر انت عليا

عند مراد ف المستشفى ..
مراد و هو مشبّك صوابعه و بيحركهم بعشوائيه بين اصابعها:
كنتى خايفه اموت ؟
غرام إتخصت من الكلمه و صوتها إترعش بالعياط: لاء .. لإنى ببساطه مكنتش هحس بوجع موتك .. كنت هنتهى معاك .. انا بس كان صعب عليا اشوف سكوتك بالشكل ده .. انا كنت بموت يا مراد من سكونك ده و رقدتك
مراد سكت شويه: لازم تتعودى .. دى طبيعة حياتنا .. مش كل ما تحصلى حاجه تزعلى كده
غرام ضغطت على إيده بخفّه: عمرى ما ازعل و انت جنبى .. انا بزعل بس من بُعدك
مراد إبتسم و بص عليهم ف رقدته و هى محاوطه دراعه فوق راسه و دراعها نازل على كتفه و مشبّكه صوابعها ف إيده: و ف وضعنا ده لسه زعلانه ؟

غرام برقّه: إزاى و حبيبى جنبى أزعل ده البصّه ف وش الحبيب مهدئ ربانى
مراد إبتسم: مانا قولتلك انتى إعلاميه .. يعنى كلامك شغلتك .. و انا مبعرفش اتكلم .. انا مش قدك
غرام: حبّنى هتبقى قدّى .. اللى بيحب مبيحتاجش لشغل الإعلام عشان يتكلم .. الكلام بيطلع من قلبه اللى من اول ما الحب بيدخله بيخلّيه زى الفراشات بيرفرف .. حبّنى اوى و انت هتعرف تقول اللى جواك
مراد: هحاول اعرف اقول
غرام إبتسمت: لاء هتحاول ايه ؟ حبنى اوى بقولك و يلا قول .. ع الاقل رأيك فيا
مراد إبتسم: مفيش احلى من كده.

غرام ضحكت بفرحه: ايوه كده .. المكنه طلّعت قماش اهى .. ايوه كده غازلنى يا مولانا
مراد إتنهد بإبتسامه: مبعرفش بس انا بحس ان كان جوايا حته ضلمه و منوّرتش غير بيكى
غرام بفرحه طفوليه: يا خرااشى
مراد إبتسم على فرحتها: عاارفه .. بحس إنك زى العُمر و العُمر مره واحده بيتعاش في العُمر
غرام إبتسامتها وسعت قوى: يا جمال امك
مراد ضحك بحب: ده انتى اللى جميله يا غرام المارد
غرام بفرحه: الله .. شوفت الحب بيحلّى ازاى؟

مراد بصّلها كتير: انتى ممكن توجعيني في يوم ؟!
غرام بسرعه: مجنونه انا علشان اوجع روحي ... مثلا يعني

مراد بصّلها و إبتسم بعشق و بتلقائيه راح بعينيه ناحية شفايفها و هى إستسلمت تماما ل مارد قلبها
او ما صدّقت اللحظه اللى كانت مستنياها من وقت ما كان هيموت ف حضنها ..
قرّب من شفايفها و خطفها لجنته .. جنة المارد و بس .. كان بيضمّ شفايفها بتملُّك مجنون و مش عارف هو بيستقوى بيهم و لا عليهم ..
بس اللى عارفُه إنه كان عايز يعمل كده من بدرى .. بدرى اوى .. من وقت ما إستسلم للموت قدامها و هو كان عايز دى تبقا اخر حاجه بينهم ..
و كأنه حاسس فعلا ان اللحظه دى هتبقا اخر حاجه بينهم !

مراد اخدها معاه ل جنته و هى تاهت معاه ف لحظات مجنونه ..
لحد ما وصل الضيف اللى مكنش متوقع مجيّه خالص و قبل ما ياخد اى رد فعل بصّ لمارد قووى و فجأه _


look/images/icons/i1.gif رواية مارد المخابرات رومانسية إثارة تشويق بلا حدود
  05-11-2021 12:50 مساءً   [53]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية مارد المخابرات الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الخامس والعشرون

مراد حضن غرام .. ضمّها بتملُّك .. قرّب من شفايفها و خطفها لجنته .. جنة المارد و بس .. كان بيضمّ شفايفها بتملُّك مجنون و مش عارف هو بيستقوى بيهم و لا عليهم .. بس اللى عارفُه إنه كان عايز يعمل كده من بدرى .. بدرى اوى .. من وقت ما إستسلم للموت قدامها و هو كان عايز دى تبقا اخر حاجه بينهم .. و كأنه حاسس فعلا ان اللحظه دى هتبقا اخر حاجه بينهم !

سيف كان بعد ما خلّص كلام مع أبوه اخد عربيته و مشى بعنف و جواه غضب لو طلع منه هيحرق الدنيا بحالها ..
مشى لحد ما ركن قدام المستشفى .. نزل و دخل سأل على غرفة مراد و عرف مكانه و طلع ..
قرّب بغضب و لسه هيدخل سمع صوتهم من برا ..
إتراجع خطوه لورا .. و لإنه ظابط قدر يسمع حتى هَمسهم

سيف اول ما لاحظ سكوتهم خمّن ده و لفّ ناحيه شباك الغرفه و لإنه كان قزاز قدر يلمحهم ..
بعد ما كان هيدخل بغضب .. إبتسم بمكر و رجع طلّع موبايله و صوّرهم ..
كان مراد ف اللحظه دى ع السرير و غرام قاعده جنبه نص واحده و اول ما ضمّ شفايفها إستسلمت لحضنه و بتلقائيه جسمها إترخى بين إيديه ..
سيف لإنه ظابط و المكر شغلته قدر يبيّنها كأنها معاه ف السرير !
سجّلها و اما حسّ ان حد هياخد باله إنسحب بسرعه و قرر يجيلها من ناحيه تانيه و مشى ..

هو مشى و مصطفى وصل لعندهم المستشفى و طلع و خبّط و دخل
مصطفى: ايه يا مولانا العاشق .. مش كفايه نحنحه؟
مراد بغيظ: انت ايه اللى جابك ؟ مش قولت هتروّح ؟
مصطفى رفع حاجبه: مانا روّحت و خلّصت و رجعت .. بس واضح إنك تايه .. معلش معلش عاذرك

غرام موبايلها رنّ بصّت فيه لقت رقم أمها .. كنسلت مره و التانيه بس صممت ترن لحد ما ترد
مراد بصّلها بقلق و هى إبتسمت: دى ماما
مراد: خلاص ردى
غرام اخدت الموبايل و خرجت و هو كزّ على سنانه لمصطفى: مالك مستعجل ليه ؟
مصطفى غمزله: الحق عليا اللى قولت الحقك قبل ما تتهور .. اوضه و سرير و انتوا الاتنين قولت الحق اجى انا قبل حد
مراد بغيظ: حد مين يا حمار ؟

مصطفى ضحك: الشيطان .. يعنى ابقا انا تالتكوا و لا الشيطان؟
مراد كزّ على سنانه و مصطفى رفع إيده بإستسلام: و النبى مانت تاعب نفسك .. يارب الشيطان يعُضّك

غرام برا عالتليفون بضيق: خلاص يا ماما حاضر .. يعنى احنا بنعمل ايه يعنى ؟
أمها بغضب: انا ايش عرّفنى يا غرام ؟
غرام بزعل: ده بجد ؟ يعنى انتى بجد متعرفنيش يا ماما ؟ هغلط لمجرد إنى انا و هو لوحدينا؟
أمها بضيق: انا مقولتش كده .. بس ليه تبقى انتى و هو لوحديكوا و تسمحى لحد يتكلم عليكى؟
غرام بغضب: حد مين ؟ قصدك خالى و لا زفت إبنه ؟

أمها: و يعنى لو حد شافك ف المستشفى ليل نهار معاه مش هيتكلم يا غرام ؟ هتقوليله ايه ؟ جوزى و لا خطيبى؟
غرام نفخت بضيق: خلاص يا ماما .. يوم و لا اتنين
قاطعتها امها: مفهاش يوم و لا اتنين .. انا قولتلهم إنك جايه ..
و على فكره انا قولتلهم إنك بتباتى عند ريهام .. اه عارفين إنك مبتسيبيش المستشفى طول اليوم و لا شغل و لا نيله .. بس اهو احسن من إنهم يبقوا عارفين ان النوم كمان عندك.

غرام بضيق: خلاص يا ماما هو كان مصمم امشى و انا اللى رفضت .. و يمكن عشان كده تقريبا صمم يخرج
أمها: طيب .. و لعلمك انا قولتلهم إنه جاى يتقدّم .. او بمعنى اصح خلاص إتقدّم .. بس الموضوع إتأجل اما دخل المستشفى
غرام بضيق: ليه بس كده ؟ انا قولتلك تعملى كده ؟
أمها بصدمه: نعم ؟! امال كنتى عايزانى اقولهم ايه و كل شويه حد يلقّح بالكلام و انتى زوّدتى الطين بلّه بقعدتك ف المستشفى ؟
غرام سكتت بضيق و أمها سكتت شويه بقلق: و لا هو مش جاى اصلا ؟ و لا مقالكيش و انتى بتنيّمينى ؟

غرام: ايه يا ماما الكلام ده ؟ لاء طبعا .. انا بس لسه مرتبناش خطواتنا .. محددناش و لا قولنا حاجه بالظبط
أمها: بُصى يا غرام .. انا وافقت من البدايه اساعدك لإنى شوفت حُبه ف عينيكى ..
مرضتش اكسر بخاطرك و انتى بنتى الوحيده .. لكن لو حسيت إنه هيلعب بيكى انا اللى هوقّفك حتى لو غصب عنك .. مش بس عشان امك .. كمان عشان مرضلكيش تعيشى حياه زى اللى انا عيشتها
غرام إتنهدت: خلاص يا ماما .. حاضر .. اللى عايزاه هعمله .. ممكن متزعّليش نفسك انتى بس .. و ادعيلى .. ادعيلى و ادعيله يا ماما .. ادعيلنا كتير اوى
أمها إبتسمت بحب: مبعملش حاجه غير إنى بدعيلكوا.

غرام قفلت معاها و إتنهدت بقلق و دخلت لمراد و مصطفى كان معاه
غرام قعدت بس كلام أمها قَلقها و ده كان واضح اوى عليها .. مسكت الموبايل و بتقلّب فيه .. حبّت تشغل نفسها عشان تكسر التوتر ده اللى مراد إبتدى ياخد باله منه و إنها بتلهّى نفسها
مراد بصّلها بضيق: يعنى افهم بس .. انتى قاعده معايا و لا مع الموبايل؟
غرام و هى مبتسمه للتليفون و ده غايظُه جدا و خصوصا إنها قاعده قصاده ف مش شايف هى بتتفرج على ايه: هاا؟ بتقول ايه ؟

مراد بغيظ: بقول إنك من ساعه ما قعدتى بتقلّبى ف الموبايل
غرام ضحكت: طب متكلمنيش و انا ماسكه الموبايل إن حاجه من اﻻتنين .. يا هكتب اللى بتقوله يا هقول اللى بكتبه
مراد ضحك بغيظ: و انتى بتكلمى مين بقا ان شاء الله ؟
غرام ضحكت بإستفزاز: طب ما هى الغيره وحشه اهى .. و بتخلّى الناس تاكل ف نفسها .. امال ايه بقا .. يلا هات اوبشن الثقه اللى كنت بتتكلم عنه من شويه
مراد حدفها بمخده بغيظ: اه ده انتى بتردهالى بقا
شدّها جنبه و هى ضحكت: لاء .. بس بفرّجك ع الغيره يا بتاع الثقه

مصطفى ضحك اوى: لاء غيره ايه ؟ انت بس اصبر كمان شويه و هتلاقى التقيل جاى ورا
مراد: اتقل من كده ؟ دى جابت الدكتوره من شعرها
مصطفى بصّلها بضحك: ااه يا قادره .. قبل الجواز و بتعملى كده امال سيبتى ايه لبعده ؟
غرام لسه هترد إتراجعت و سكتت عشان تشوف رد فعل مراد على سيره الجواز .. و هو فهم ده بسرعه من عينيها ..
لمح القلق إتضاعف جواها و هنا فهم سببه .. و عشان أمها لسه مكلماها فقدر يربّط الاحداث ..
حبّ يطمنها بس حاجه جواه خلّته سكت و ده ضايقها اكتر و هو لاحظ ..

مراد سكت شويه و بصّلها بترقُّب: مش خايفه ؟
غرام: من ايه يا مراد ؟ منك ؟ انا قولتلك إنى عمرى لا خوفت منك و لا معاك ..
مراد سكت شويه: ع الاقل من الظروف
غرام: الظروف مش كُل حاجة .. ده إذا مكانتش ولا حاجة .. فبلاش تعلّقها ع الظروف .. طول عمرى اقول عن كلمه الظروف إنه مجرد حجج فارغة وتبريرات عبيطة .. بتاعة الناس المذبذبه المتهتهة ..

مراد: خايف يا غرام ؟ بجانب خوفى إتحرم منك بعد ما اخدك ...خايف عليكى منى
غرام: منك ؟
مراد: اه منّى .. من شغلى .. من ظروفى .. من الخطر اللى حواليا .. من الموت اللى بواجهه كل يوم ..
غرام انا قولتلك قبل كده ان كل اللى فاكروه عن أبويا إنه كان ظابط .. معرفش و معنديش اى تفسير للى حصلى ..
لكن حته إنهم قالوله ف المستشفى إنى مُت ف سابنى دى كانت تفكير عيال .. كانت تفكيرى وقتها .. تفكير عيل عنده كام سنه ..

لكن اما كبرت و فكرت بجد إستبعدتها تماما .. اه معرفتش حتى اخمّن السبب الحقيقى إنه سابنى .. بس كونه ظابط و كونى زيّه ده مخلينى بحطلها الف احتمال .. و معظمهم او كلهم منصبّين على شغله
غرام بصّتله قوى و عينيها دمّعت و ده خنقُه اوى ..
حسّ إنه بيخذلها: انا بس بفضفض معاكى .. بفهّمك كل حاجه من الاول .. عشان تختارى صح و على فهم
غرام: و انا إخترتك يا مراد .. إخترتك برغم كل اللى قلته .. حتى لو جيبت ميّه عيل و ربنا حرمنى منهم بسبب شغلك بردوا هتفضل اختيارى
مراد إبتسم بقلق: شغلى خطر ف مش هتبقى ف امان قوى معايا ..

غرام: و ايه هو مفهومك عن الامان يا مراد ؟ اللى انت قولته ده مسمهوش قلّه امان .. دى إسمها ابتلاءات .. و دى حاجه من عند ربنا .. ممكن تيجى لأى حد ف اى وقت حتى لو قاعد ف بيتهم
مراد إبتسم: مش هتندمى ف يوم ؟ مش هترجعى تقوليلى ده بسببك و ده بسبب شغلك ؟
غرام بثقه: عمرى .. و عموما ساعتها ابقى سيبنى
انت عارف يا مراد يعني ايه أمان بالنسبالى ..
يعني لما اجي اقولك حاجه او اطلب منك طلب .. اطلبه و انا مش خايفة.. مش خايفه من ردك و لا رد فعلك .. مهما كانت هيافته
يعني لما اقولك علشان خاطري اكون عارفه إنى ورّطتك لأنك إستحاله ترفض طلبى ..

يعني لما اغلط احكيلك .. ولما اعمل حاجه جديده اخد رأيك فيها و انا واثقة إنك مش هتبخل عليا بيه ..
يعني مش هتتريق عليا لو تخنت شوية ولا هتشمت فيا لو فشلت ف حاجة ..
يعني تكون اول واحد بتعلّي ثقتى بنفسى ومبحسّش بوجودى غير معاك انت وبس مش العكس ..
يعني لما انام و انا قاعده من تعب اليوم اكون واثقة إنك هتغطينى .. إنك هتسكّت الكل عشان انا ارتاح لإن راحتى تهمك

يعني لما اتعب ابقى عارفه ان حضنك مفتوحلى .. و إنك وقت أزمتى هتقف جنبى حتى لو كنت زعلان منى و انا اللى مزعّلاك ..
يعني الاقيك لما احتاج اشوفك ..يعني لما حد يسألك مراتك عاملة ايه معاك هتقول الحمد لله مبسوطين حتى لو فيه مشاكل بينا وبين بعض ..
يعني تكون صاحبى قبل حبيبى و حبيبى قبل جوزى وجوزى قبل ما تكون أبو ولادى..
تكون سندى .. ظهرى اللي بتحامى فيه .. قلبى اللي بينبض باسمك طول الوقت

مراد إبتسم اوى و هى بصّتله: ده بس مفهوم الامان عندى .. و إنى ابقا ف امان معاك ..
لو انت بقا مش هتعرف تعملى ده يبقا فعلا هبقا ف قلق و خوف و ساعتها انا اللى هنسحب يا مراد.. لإنى مبعرفش اعيش ف خوف ..
صدقني ده الامان اللي بتدوّر عليه اي ست اللي لما تلاقيه مع حد بتبيع الدنيا كلها علشانه
لما تلاقيه مش هتنكد عليك، مش هتفقد كل حاجة حلوه جواها .. مش هتنام كل يوم ودموعها على خدّها .. مش هتكره كونها ست ..
انت بقا مش هتعرف تعملى ده ؟ من امتى و انت بتخاف يا مراد ؟ انا عشقت شجاعتك و جرأتك قبل اى حاجه

مراد سكت كتير: قاومتك على قد ما قدرت .. بس عارفه ايه اكتر حاجه مقدرتش اقاوم قدامها؟
غرام حاولت تهزر عشان تكسر توتر الموقف: اكيد عينيا .. عارفاها عارفاها
مراد ضحك: لاء بجد .. عارفه ايه اللى جابنى لعندك ؟ ايه اللى مقدرتش اكمّل و إستسلمت عشانه ؟
غرام إبتسمت: حبيتنى ؟
مراد: لا.. أكتر
غرام: هو فيه اكتر من الحب ؟!

مراد: طبعاا ... الخوف يا غرام !
غرام: الخوف؟!
مراد: أيوه الخوف.. أنا خوفت قوي يا غرام .. حسيت إني لوحدي.. خاصه بعد ما عامر مات قدام عينيا ..
معرفش ليه تخيّلت مشهد موتى و لأول مره اخاف ساعتها .. خوفت إنى اموت لوحدى ..
كان عندى تقبُّل لفكره إنى اكمّل حياتى لوحدى لأخرها .. بس إنى اموت و محدش جنبى دى اللى وجعها كان اكبر من الوحده ..
دوّرت ساعتها على كل الحبايب اللي المفروض يكونوا حواليا لقيتهم راحوا.. أبويا .. امى .. خواتى ..

الخوف وقتها ملى قلبى .. و مراحش إلا اما انتى دخلتيه .. الخوف اللى جابنى ف سكتك
غرام إبتسمت: ده بس من حظى
مراد إبتسم بعشق: أنا بتطمن معاكي اوى .. طب هو فيه حب أكتر من إن الواحد يبقي متطمن ؟!
غرام عيونها دمّعت بتلقائيه و هو إبتسم بهدوء: عشان كده اللى اكتر من إنى بحبك هو إنى انا مرتاح قوى ليكى .. و الراحه جوه اى علاقه علاقه تانيه لوحدها ..
غرام إبتسمت: بمناسبه الإطمئنان بقا .. انا طمّنت ماما عليا و عليك .. هى على فكره بتسأل عنك من وقت ما جيت هنا و كنت عايزه تجيلك بس انا اللى منعتها ..
مراد إتنهد و سكت .. حاسس بخوف مُبهَم جواه بيكبر
مصطفى حبّ ينقذ الموقف: مممم حماته يعنى ؟ طب كنتى خلتيها تيجى .. ع الاقل تعاين البضاعه
مراد رفع حاجبه: نعممم .. تعاين مين يا روح أمك ؟

مصطفى ضحك: يا بنى اسمع بس .. دول الحموات دول الخرسانه المضروبه اللى بتقوم عليها الجوازه .. و غالبا يوم ما بتقع بتقع منهم
مراد ضحك اوى: ايووه مانا عارف
تيجي بقى أم العروسه ف ايام الخطوبه تعزم العريس على الغدا مثلا ..
تديله مكرونه بالبتاع ايه و فراخ بالمش عارف ااايه و حمام بالكلاوي .. و تقوله ايه" ده انت واخد حته من شراييني ..
ده بنتي دي عليها شوية اكل .. مش عارفه من غيرها هنعمل ايه بس !
و تفضل تغريه و تقوله طبعا ان بنتها دي خليفة ابله نظيره ف الملاعب و مفيش منها جوز جزم و بتاع و الراجل طبعا هيريل و يلبس ..

غرام كزّت على سنانها و بصّتله بغيظ
مصطفى بصّلها و ضحك: متقلقيش مانتى التانيه هتلبسى .. ماهو علي نفس الخط بقا أم العريس ..
تقعد تقول ده إبني ده ملاك .. و منظّم جدا و بيساعد ف شغل البيت .. و الله مش عشان إبني بقول كده إنما ده مفيش منه جوز شرابات
ده هو اللي شايل البيت من ايام ما أبوه انضم لداعش
و تفضل تغري ف البنت يا كبد أخوها لحد ما تلبس لبسه شنيعه برضه ..

مراد ضحك بصوته كله: طبعا التطور الطبيعي بقى ان دول تاني يوم الفرح بيرشّوا بعض ب البيروسول و الواد بيطلع شمّام اصلا و مبيغيرش الشراب إلا كل 6 أيام ..
و هي بتطلع بوحمة كاكا ف قفاها و موتت أخوها مسموم من اكلها ..
غرام ضحكت من بين غيظها و هو ضحك اوى: اه و الله يابنتى زى ما بقولك .. الجواز ده اصلا زى الموت بالظبط
غرام بصدمه: موت ؟!
مراد مثّل البراءه: امااال .. هما مش بيقروا عليكى الفاتحه و يلبسوكى اﻻبيض و يدفنوكى ف بيت و يبتدى الحساب، ﻻاء و كمان بيجوا يزوروكى .. ايه رأيك ؟
غرام مطّت شفايفها: لاء تشبيهك قااتل بصراحه .. هى مالها قالبه معاك ظُرف ليه ع المسا ؟

مصطفى: و نسيت التحابيش .. النكد يا سيدى
غرام رفعت إيديها بضحك: اااه ده بتاعنا بقا .. انت كده جيت ف ملعبنا
مراد رفع حاجبه: انتى ناويه تنكدى عليا يا غرام؟
غرام بإستفزاز: اووف كورس .. ماهو الواحده مننا ليه تبسط جوزها ف نفسه تتفتح و يعملها مره تانيه و يتجوز عليها .. لما ممكن تنكد عليه و تسدّ نفسه ف يحرّم و يكتفى بمره و توبه
مراد بغيظ: لا نظريه بردوا ياختى .. فصيحه

غرام ضحكت اوى و هى قايمه: انا هقوم اجيب حاجه من تحت ناكلها
مراد بتريقه: قوليلى يا حبيبتى.. هو إنتى فى حاجه مضيقاكى اليومين دول ؟
غرام بجدّ: هو باين على وشى ؟
مراد بتريقه: ﻻاء باين على معدتك
غرام ضحكت اوى: مانت حفظت اهو
مراد قرصها اوى من خدّها: و الريجيم يا ام خدود
غرام بغيظ: اصعب حاجه ف ان الواحده تعمل رجيم إنها هتفقد خدودها .. و انا يا عم كله إلا خدودى
مصطفى ضحك اوى على مناقرتهم و هى بصّتله بغيظ:
يعنى اعمل ريجيم يحرق دهونى و هو يدوّر على دهون واحده تانيه ؟!

الاتنين ضحكوا اوى و هى كمان و سابتهم و نزلت
مراد بصّ لمصطفى قوى: هااا .. عايز تقول ايه ؟
مصطفى: انا ؟! خالص .. مفيش حاجه
مراد بضيق: اخلص يا مصطفى .. هو انا لسه عارفك امبارح يعنى ؟ عايز تقول حاجه من ساعه ما جيت و بتحاول تخبّى ..اخلص.

مصطفى: ما بطّل تعمل ظابط عليا
مراد بصّله بنفاذ صبر و هو نفخ بغيظ: انت محدش يعرف يتنيّل عليك ابداا .. طب هقولك لإنك فعلا لازم تعرف .. بس اوعدنى تاخد الامور بعقل .. و مش هتخرج إلا اما الدكتور يقول
مراد بضيق: هااا
مصطفى إتنهد بقلق: الواد ابن عم رحاب كان عندى من شويه .. جالى البيت
مراد بقلق: و ده جاى ليه؟
مصطفى سكت شويه.. و إبتدى يحكيله عن اللى حصل بينهم كله ..

مراد العصامى قاعد ف جنينة بيته .. بيلاعب الكلب .. بيغنى بهمس .. مهاب دخل عليه بينفخ و قعد
مراد رفع حاجبه: لاء ده انا مواريش غيرك بقا
مهاب بصّله بضيق و ولّع سيجاره و سكت
مراد بصّ للكلب و إبتسم: قووم مراد .. روح .. خلينا نشوف البأف ده ماله
الكلب مشى و مهاب لحق الكلب و هو معدّى قدامه مسكه و قعد يلاغيه و إبتسم
مهاب: انت بردوا لسه مسميه مراد ؟ فاكر الكلب ده يا مراد ؟

مراد حبس دموعه بالعافيه و إتنهد
و مهاب إبتسم: كان بتاع حبيبى
مراد بغيظ: حبيبك مين ؟ هو كان إبنى و لا إبنك ؟
مهاب إبتسم: لاء مراد كان إبنى انا .. و انت عارف كده كويس .. كان قُريب منى .. انت كنت قريب من ليليان اوى و هو اما كان يزعل يجيلى .. و مره ف مره بقي حبيبى و صاحبى.

مراد بعنف: انا مكنتش بحب ليليان لوحدها .. انا كنت بموت فيه و يمكن اكتر منها .. ده روحى .. سندى و صُلبى .. كنت بعمله راجل .. و انت كنت المفروض تفهّمه كده اما يجيلك زعلان منى .. لكن انت حمار كنت بتصطاد ف الميّه العِكره
مهاب إبتسم: ده بردوا ميمنعش إنه كان صاحبى و حبيبى
مراد بقهره: اهو صاحبك و حبيبك سابك و سابنى .. سابنا يا مهاب ...ساب قلبى يتعصر عليه
مهاب هنا معرفش يسيطر على دموعه و سابها تنزل: عاارف .. كان بيحلم يبقا زينا .. كان بيقولى درّبنى .. و علّمنى .. بابا مشغول بليليان و انت علّمنى و طلّعنى ظابط بس متقلهوش إنى قولتلك كده.

مراد بقهره: راضيته يا مهاب على قد ما راضيته .. بس لحظة ما جاه يمشى مشى و هو زعلان منى
عمرى ما انسى إنه ليلة الحادثه إتخانق مع ليليان بعد ما إتخانقنا انا و همسه عشان اخدتها للدكتور من ورايا ..
و هو زعّق لأخته اوى عشان أمه .. و انا عشان كنت متغاظ فشّيت غيظى فيه و ضربته بالقلم و زعقتله ..
بصّلى ساعتها بصّه عمرى ما انساها .. بصّه لسه قاهرانى لدلوقت .. و انا غبى مراضتهوش وقتها ..
قولت بكره يبقا اصالحه .. معرفش ان مفيش بكره يا مهاب .. مفييش
مهاب بصّله بوجع: انت عارف إنه وجعنى اكتر من ليليان و حتى همسه .. معرفش بس كنت بعتبره اقرب من مازن

مراد غمض عينيه بعنف كأن المشهد بيتعاد قدامه و مهاب بصّله و حاول يفك الجو ف ضحك: عشان كده مازن طالع قريب منك انت عنى
مراد ضحك بغُلب: لا مازن ده تبلّه و تشرب ميّته .. ده عليه غباوه .. متوصفتش .. تعرفش مين الحمار اللى اقترح عليه يبقا ظابط
مهاب ضحك: لاء و علّمه و شغلّه كمان معاه
مراد بغيظ: هو مين ده يا بأف ؟
مهاب: الحمار
مراد رفع حاجبه: نعمم ؟!

مهاب رفع إيده بضحك: انت انت .. قصدى الحمار .. بُص انت و الحمار اللى عملتوا فيه كده ..
و همس بضحك: مفيش فرق .. انت و لا الحمار .. ما واحد ؟
مراد حدفه بغيظ بالمعلقه اللى كان بيقلّب بيها القهوه و مهاب ضحك
مراد: هااا .. مش هتقولى مالك ؟ بتخانق دبّان وشك ليه ؟
مهاب بضيق: غراام
مراد إتنهد: تانى ؟
مهاب: هو انا كنت خلصت من اولانى ؟
مراد: إتكلمت معاها ؟ عملت زى ما قولتلك ؟ قعدت و إتكلمتوا سوا و سيبتها تحكيلك؟
مهاب بضيق: هو انا لحقت ؟

مراد بصّله بعدم فهم و هو نفخ: يوم ما خالها كلمنى و قولتلك .. قولت يومين و لا حاجه و اقعد معاها .. و من ساعتها مش عارف الاقيها ..
مراد بصدمه: انت مش عارف بنتك فين ؟ بتستهبل ؟
مهاب بضيق: و ياريتنى ما عرفت .. اما مردّتش ع الزفت كلّمت شاكر .. و اللى فهمته من رغيه إنها مش بتبات ف البيت من كام يوم
مراد حدف اللى ف إيده و بصّله بصدمه: نعممم ؟ مش بتبات ف البيت ؟ و من كام يوم كمان ؟ و انت قاعد بارد كده و انت متعرفش حاجه عن بنتك ؟
مهاب: ما تصبر يا زفت انت .. سألت و عرفت ان الزفت ده اللى شاكر قالى إنها تعرفه مرمى ف المستشفى و هى عملالى فيها شهرزاد و متزفّته معاه
مراد إتنهد براحه: طب كويس
مهاب بصدمه: نعم ؟ كويس ازاى يعنى ؟

مراد: ع الاقل عرفت مكانها .. و إنها ف امان
مهاب بضيق: و هى كده ف امان ؟ مع عيل لا اصل و لا فصل
مراد: بُص طالما بنتك وصلت للنقطه دى يبقا بتحبه بجد .. مفيش واحده بتواصل مع الواحد مننا لحد الظروف اللى زى دى إلا اذا كانت بتحبه و بتعشقه كمان
مهاب: انت بتستفزنى ياجدع انت ؟ حب ايه و زفت ايه ؟ بقولك الواد زفت و خريج ملاجئ .. لا له اهل و لا زفت كبير تقولى حب و زفت.

مراد: و انت ايه مشكلتك ؟ إنه مالهوش كبير ؟ يعنى لو جالك واحد صايع و زفت و له الف كبير هترضاه لبنتك ؟ مش يمكن هو كبير نفسه ؟ كبير بشكل كافى إنه يُعتمَد عليه حتى من غير اهله و لا كبير ؟ يا اخى إعتبرنى انا كبيرُه .. تعالى نقعد معاه و نشوفه
مهاب بغيظ: و هو انت تعرفه عشان تكبرله ؟
مراد: طالما بنتك اللى إختارته و من بين الف واحد و واحد عايزينها يبقا مختاراه بدقّه ..
بنتك متعلمه و مثقفه و ذكيه و مش هتسمح لنفسها تقع مع واحد اى كلام .. نصيحه منى سيبها تجرّب و طلّع نفسك انت منها
مهاب هنا وقف بغضب: اطلّع نفسى منها ؟ انت محسسنى إنك بتتكلم عن واحده من الشارع .. واحده متخصنيش .. ماليش كلمه عليها .. دى بنتى على فكره .. حتى لو بعيد عنها بردوا بنتى و الكلمه الاولى و الاخيره ليا ..

مراد إتضايق من اسلوبه: انا كان قصدى إنك تديها فرصه تجرّب تنفّذ قرارها .. حتى لو غلط .. مش عيب تغلط ..
سيبها تغلط و خليك متابعها و وراها و معاها خطوه بخطوه .. ع الاقل يوم ما تغلط و انت جنبها انت هتلحقها و تقوّمها.. بدل ما بردوا هتغلط بس و انت بعيد و ساعتها مش هتعرف إلا بعد فوات الاوان .. هتعرف ف الوقت اللى غالبا مش هتعرف تعمل فيه حاجه

مهاب هنا رمى فنجان القهوه من إيده بعنف و مراد بصّله قوى و هو إندفع من غير ما يفكر ف الكلام: انا بنتى متربيه على فكره .. و مالهاش ف الغلط .. و عمرها ما تغلط لا بمزاجها و لا غصب عنها .. و انا لا هسمحلها بده و لا هستنى اما تبقا لبانه ف بوق الكل .. عايزنى اسيبها تجرّب ايه ؟
تجرّب تغلط ؟ ماهى مش بنتك عشان تقول غير كده .. لو بنتك اللى مكانها كنت هتعمل كده ؟ هتقف تتفرج عليها و تقول تجرّب ؟
مراد إتصدم بكلامه اللى كان زى السكينه اللى إندبّت بعنف ف جرحه اللى لسه بعد السنين دى كلها مفتوح ..

حاول يتصنّع البرود قدامه بس مهاب قدر يقرا اللى ورا البرود ده لما لاحظ دَمعة القهره اللى بيحاول يكتّفها بالعافيه عشان متنزلش
مراد برغم القوه المزيفه اللى إتصنّعها بس صوته إترعش غصب عنه: انا لو اللى مكانها ليليان زى ما بتقول كنت عمرى ما هبقى بعيد عنها للدرجه اللى تخلينى اسمع عنها بدل ما اسمع منها ..
و اسمح لده و ده يجيبلى اخبارها .. و اعرف عنها من برا .. يا رااجل ده اذا كنت انت سامح لخالها يتكلم عليها قدامك شويه و إبنه يتكلم شويه ...
يبقا مش عايز الغريب يتكلم .. و تقولى مش هستنى لما تبقا لبانه ف بوقّ الكل ..

قوم يا مهاب قووم .. روح هدّ حياتها .. و ابقى اقف اتفرج عليها ع الاقل تبقا جنبها عشان غالبا اللى هتهدّه هينزل على دماغها
مهاب إتخنق من نفسه اما مراد خلّص كلامه و إداله ضهره .. كأنه بيجاهد يمسك نفسه
مهاب بضيق:مراد انا
مراد بجمود: امشى يا مهاب
مهاب لسه هيتكلم مراد قاطعه بجمود: امشى يا مهاب .. امشى يا صاحبى و سيبنى لوحدى دلوقت
مراد صوته إترعش و هنا مهاب نفخ بضيق و خرج بخنفه و ضيق
مراد هنا صُعبت عليه نَفسه قوى .. مش عارف صُعب عليه نفسه ان بنته مش معاه .. و لا صُعب عليه من صاحب عمره اللى عمره ما إتكّى على جرحه بالشكل ده .. قعد ع الارض بقهره و ساب دموعه حُرّه
مراد بقهره: اااااه يا ليليان ااااه

ليليان قاعده قدام التليفزيون بشرود و بتتحسس بطنها بإيديها و بتندندن:
أبويا و حبيبى و عمرى .. روح قلبى و مُنايا
فراقك على حبّة عيني .. يا فرحى و بُكايا
واحشنى يابا .. تعبونى يابا .. حرمونى يابا .. من كلمة يا بابا
فراقك تاعبنى .. و دمعى غالبنى .. ليه سايبنى .. يا روح قلبى يابا
همسه جنبها متابعاها و بتبتسم لبراءة قلبها بالشكل ده اللى مخليها رغم كل السنين دى إلا ان أبوها واصل جواها للدرجه دى.

ليليان بتدندن:
الف رحمه ع القلب المفارق .. ده الفراق حزن و مرار
بعيد عنى لكن .. جوايا ليل و نهاار
انا مؤمنه قوى بالله ... و عارفه ان ده كله اختبار و هيخلص ف يوووم
و اناا بصبّر روحى عشان .. اكيد هترجع و نتقابل ف يوووم

همسه إبتسمت بحب و ليليان بصّتلها و إبتسمت و مسحت دموعها اللى نزلت غصب

مهاب خرج من عند مراد مخنوق من نفسه و من الدنيا بحالها ..
مراد ده مش جوز اخته و بس على كده .. ده اخ و صاحب و زميل دراسه و شغل و جيره و عِشره و عُمر بحاله .. اللى بينهم كتير .. كتير اوى ..
شهد معاه ايام محنته و قهرته و كان اول شاهد على وجعه كله
فكر كتير يرجع يراضيه .. بس إتراجع .. هو عارف اما بيوصل للمرحله اللى هو وصّله ليها بيعتزل بنفسه .. مبيحبش يبقا مع حد ...لوحده و بس
كمّل طريقه للإداره .. دخل مكتبُه بضيق و فضل كتير فيه .. لحد ما الباب خبّط و دخل
مهاب بضيق: امشى يا سيف دلوقت.

سيف: انا عايز اتكلم معاك شويه ف حاجه مهمه
مهاب بخنقه: قولتلك امشى دلوقت مش فايقلك
سيف بمكر: لاء لازم تفوقلى ... لو مسمعتنيش مش هتعرف تلحق بنتك
مهاب بزهق: تتحرق انت و بنتى على الزفت التانى ده كمان .. بسببكوا كنت هخسر صاحبى .. غور من وشى مش عايز اشوف حد
سيف بضيق خرّج موبايله و فتحها ع الصور اللى عرف ياخدها ب إحترافيه و من زاويه تبيّن غرام مع مراد ف السرير .. هى كانت قاعده جنبه بس اما ضمّها إرتخت ف حضنه و هو هنا لقطها.

حطّ موبايله قدام مهاب بضيق: مش عايز تشوفنى براحتك .. إنما لازم تشوف ده .. لازم تشوف بنتك بتعمل ايه .. ع الاقل عشان يبقا عندك فكره هى فين و مع مين و بتعمل ايه ..
مهاب بصّ للصور بصدمه و سيف بمكر: عشان بس اما يحصل حاجه متقولش محدش قالى
مهاب شدّ منه الموبايل على صدمته و فضل يقلّب فيها بذهول ..
فتح الفيديو و شافها مراد بيبوسها .. معرفش يحقق ف ملامح مراد اوى بس فهم بيعملوا ايه
سيف بخبث: انا معرفتش اصوّر اكتر من كده .. انا كنت رايح ازوره ف المستشفى .. قولت اشوفه يمكن كويس زى ما قالت ..
قبل ما ادخل شوفت المنظر ده .. انا حتى لقيت المستشفى كلها بتتكلم عن الاتنين الحبّيبه اللى قالبين المستشفى شقه دعاره
سيف إنتهز فرصة الكلام اللى سمع غرام بتحكيه لأمها عن مراد و إنها اخدته لدكتور نفسى و حكى كل اللى سمعُه لمهاب بما فيهم إغتصابه و العنف و الساديه اللى بيتعالج منهم ..
خلّص كلامه و بصّ لمهاب بمكر: كان نفسى تلحقها .. بس ..

مهاب بصّله بحده و هو رفع إيده بمكر: انا مقولتش الناس كلها هناك بتتكلم ..
و لعلمك بقا انا معرفتش اصوّر اكتر من كده .. كان موقّف حد قدام الباب يحرس الطريق و مشّانى اما لاحظ إنى شايفهم .. ده حتى كان فى اكتر من حد بيتفرج
مهاب لسه هيتكلم سيف قاطعه و مشى ..

و قبل ما يخرج بصّله بمكر: بدوّر عليك من بدرى .. من اول ما إبتدوا .. قولت يمكن انت تعرف تلحقهم .. بس للأسف معتقدش .. بنتك ف حضنه من بدرى .. بدرى اوى
اخد موبايله و سابه و مشى بمكر و مهاب فضل واقف كتير بصدمه .. بعدها اخد موبايله و مفاتيحه بغضب و خرج زى العاصفه
طول الطريق بينفخ بغضب .. جواه غلّ عايز يفشّه ف اى حد .. مخنوق من نفسه عشان زعّل مراد .. مخنوق من مراد عشان كلامه كله صح ..
مخنوق من بنته اللى حطته ف موقف زى ده .. مخنوق من سيف اللى جاه ولّع غضبه باللى قاله .. مخنوق من مراد اللى لسه مشافهوش اصلا و لا يعرف حاجه عنه و رفضه مجرد تكبير دماغ

مهاب اخد طريقه للمستشفى اللى رجع كلّم سيف و عرف عنوانها .. وصل و ركن عربيته بغضب و دخل زى العاصفه .. عايز يطلع غضبه ب اى شكل

غرام بعد ما سابت مراد و نزلت تجيب حاجه من الكافتريا .. واقفه بتتكلم ف الموبايل مع أمها .. إتفاجأت بصوت زى العاصفه من وراها
مهاب بغضب: اهلا اهلا بالهانم المحترمه .. ايه يا ترى البيه بتاعك سابك تقومى من حضنه و لا خرجتى من وراه زى ما خرجتى من ورايا ؟
غرام إتفاجأت بأبوها قدامها .. وقفت دقايق تستوعب الصدمه و تستفهم من كلامه
أبوها قرّب منها بهجوم و شدّها بعنف و اخدها و مشى و هو بيجرجرها وراه لحد ما دخل طُرقه على جنب و مكنش فيها حد تقريبا
مهاب زقّها بعنف لبست ف الحيطه وراها و بكل الخنقه اللى جواه من كل حاجه ضربها بالقلم على وشها .. مستكفاش بقلم واحد .. نزل فيها ضرب بغلّ .. قلم ورا قلم بعنف و غضب

مراد مع مصطفى بيحكيله اللى حصل مع محسن ابن عم رحاب
مراد قام بسرعه و بيلبس: انت إتجننت ازاى ماتقوليش حاجه زى دى ؟
مصطفى بضيق: مقولكش ايه بس يا مراد ؟ بقولك لسه ماشى من عندى
مراد بضيق: اه بس قالك إنها سايبه البيت من شهر .. يعنى الله اعلم فين و حصلها ايه ؟

مصطفى بخنفه: انت فاكر نفسك رايح فين انت دلوقت ؟ انت مش هتخرج من هنا
مراد متكلمش بس قام كمّل لبس و مصطفى نفخ: طيب سيبنى انا اتصرف و لو معرفتش ابقى اخرج
مراد بضيق: يكون حصلها زى ليليان مش كده ؟ مصطفى رحاب دى بنت عامر .. عامر اللى مات عشان انا اعيش .. لحد دلوقت مش عارف اسامح نفسى على إنى معرفتش الحقه .. يبقا اسامح نفسى ازاى لو بنته جرالها حاجه
مصطفى نفخ: طب اكلم الدكتور
مراد بصّله ببرود إنه كده كده هيخرج و مصطفى إتنهد بقلة حيله و سابه و خرج يخلص إجراءات المستشفى

مراد خلّص لبس و افتكر غرام .. خرج يشوفها فين و يقولها هيمشوا ..
لفّ عليها و بيعدّى ناحية الريسيبشن سمع صوت عياطها ف طُرقه على جنب .. لسه هيقرّب منها لمح حد معاها ..
بتلقائيه رجع خطوه لورا .. اما يفهم مين ده و ليه ماسكها كده و ليه بتعيط ؟

مهاب بغضب: العيب مش عليكى .. العيب على اللى ربّتك.. لو كانت عرفت تربى مكنتش لفّيت المّك من كل حته شويه
غرام بغضب: و انت كنت فين و هى بتربينى التربيه اللى مش عجباك ؟ هااا ؟ مربتنيش انت ليه ؟
اقولك انا ؟ اقولك كنت ف انهى كباريه ؟ و مع انهى رقاصه ؟
مهاب ضربها تانى بالقلم على وشها و مسكها من شعرها: قسماً بالله يا غرام لو ما اتعدلتى بمزاجك لاعدلك غصب عنك .. فااهمه ؟
مش حتة عيل جاى من ملجأ و تربيه شوارع و خرابات اللى هيتحدّانى .. انا قولت لاء و مش هرجع ف كلامى .. مش هحط إيدى ف إيد عيل لا اهل و لا عيله و لا نسب .. حتة عيل معرفش حتى يحمى نفسه عشان يحميكى ..

مراد كان واقف من برا و سامعهم .. غمّض عينيه بوجع .. غصب عنه عينيه دمّعت بقهره ع الحلم اللى إتهدّ قبل ما يتبنى .. الحلم اللى مكنش له من الاول إنه يحلمه

مراد حِلمهُ قدّامه بيتحوّل لكابوس مُخيف زى الوَحش .. قرر يقف زيه وَحش عشان يقدر عليه ..
مراد أخد نَفس طويل و إتحرك خطوات محسوبه بتوتر بس فجأه


look/images/icons/i1.gif رواية مارد المخابرات رومانسية إثارة تشويق بلا حدود
  05-11-2021 12:51 مساءً   [54]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية مارد المخابرات الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل السادس والعشرون

مهاب و غرام بيتخانقوا ..و مراد كان واقف من برا و سامعهم..
مراد حِلمهُ قدّامه بيتحوّل لكابوس مُخيف زى الوَحش .. عايز يوقفله بس خايف
إتردد يدخل عليهم .. بس هيدخل يقول ايه .. ايه اللى ممكن يتقال او يتعمل هنا ؟ مفييش .. هو شايف نفسه حِلم حلم مش قده
مراد لنفسه: عالاقل احاول و لو محاوله واحده
إتراجع: مش هينفع و لو حتى ينفع يبقا مش دلوقت ..

قطع محاولاته مع نفسه صوت أبوها اللى رنّ زى الرصاص جواه
مهاب بعنف: ده وسخ .. عارف إنه هيترفض و لو دخل بيتى هرميه برا .. قام لفّ و دار عليكى .. ماهو كان لازم يعمل كده .. معاكى او مع غيرك .. ماهو مين اللى ممكن يشبك نفسه مع واحد زي ده؟
غرام بعنف: ماله واحد زى ده؟ محترم و ناجح جدا ف شغله و الكل يشهدله
مهاب بنفس العنف: شغله لنفسه .. اخلاقه هى اللى ليكى و لولادك
غرام: مالها أخلاقه؟

مهاب: و الله؟ اقولك مالها؟ ماشى معنديش مانع .. سادى .. زانى .. عاهر .. بتاع كباريهات ..
ماضى وسخ هيجيب ايه غير مستقبل اوسخ .. اوعى تفتكرى إنك تقدرى تفصلى اى بنى ادم عن ماضيه و تشكّليه من تانى .. مينفعش
لإن ببساطه مرحلة الطفوله و الشباب هى اللى بتشكّله .. و على ما اعتقد انتى عارفه مرحلته دى عاشها ازاى و فيين .. الماضى هو اللى بيعمل الحاضر و ينوّر المستقبل..

تقدرى بقا تقوليلى ماضى مُشرِّف زى ده شكل المستقبل منه هيبقا ايه ؟
غرام إتخنقت بالعياط لإن كل محاولاتها بتتقفّل ف وشها من قبل حتى ما تبتديها
لسه هتتكلم أبوها سبقها: ابسط حاجه فين أبوه ؟ عمامه ؟ خواله ؟ ليه لوحده ؟ اييه زرع شيطانى ؟ و لا جاى من واحده شمال جابته من كل راجل شويه ؟ هو فى اب بيرمى لحمه إلا اذا كان ...

هنا مراد غمّض عينيه بعنف .. اخد نَفس طويل كتمه جواه .. كأنه زى اللى مجروح بجرح بينزف و بيكتم نَفسه يكبس الوجع
لحد هنا و مقدرش يقف تانى .. معندوش استعداد يسمع حرف زياده ..
حتى محاولات قلبه الهشّه لعقله إنه يعمل و لو محاوله إتحطّمت مع الكام كلمه الاخرنيين دول
اخد بعضه و مشى لمجرد إنه مش قد مواجهه هيطلع منها خسران الباقى من كرامته .. معندوش استعداد لأسئله هو نفسه معندوش لها اجابات
مشى بقهره بس من جواه حته مقدّره موقف أبوها .. هو اب و عايز يتطمن على بنته .. بيمارس حقه .. حقه يعرف كل حاجه عن البنى ادم اللى هيدخّله بيته و يبقا جزء من عيلته ..
اذا كان هو نَفسه نِفسه يعرف اى حاجه عن نَفسه و نَسَبُه .. يبقا أبوها مش هيبقا من حقه يعرف؟

مشى و صدى اصوات كتيره بتتردد ف ودانه .. صوت صاحب المدرسه اللى ف يوم اتخانق معاه و عايره إنه مالهوش اب .. و صوت زميل الشغل اللى اختلف معاه و كان ف ضهره أبوه و بردوا عايروه إنه غيران إنه مالهوش اب .. و صوت و صوت و صوت و الف صوت و اخرهم صوت مهاب اللى كان زى طَلق النار بيتردد:
فين أبوه؟ ليه لوحده؟

مراد اخد بعضه و رجع اوضته بجمود ..اخد موبايله و مفاتيحه و خرج .. رنّ على مصطفى اللى كان تحت بيخلّص اجراءات خروجه
مصطفى: اصبر انا تحت و
مراد بجمود: انا اخدت عربيتك من قدام الباب .. ابقى روّح انت .. و متقولش حاجه لغرام .. خاااالص .. فااهم
مصطفى بذهول: نعمم ؟ يابنى
قطع كلمته اما لاحظ إنه قفل
نفخ بضيق: هو اتخانق معاها و لا ايه؟ يا ابن المجنونه .. هطلعلها احسن يكون عكّ الدنيا
مصطفى خلّص و طلع بس ملقهاش .. الاوضه فاضيه بس حاجتها موجوده .. خرج يدوّر و هنا سمع صوتهم

مهاب بعنف: ظروفه لنفسه مش لحد .. تخصّه هو متخصنيش .. مش على اخر الزمن هناسب اوساخ و تربيه شوارع
مصطفى دخل هنا بهجوم: و الله الاوساخ و تربيه الشوارع دول محترمين عنك .. كفايه إنهم لا بيتهجّموا زى البلطجيه و لا لسانهم زِفر
مهاب لفّ وشه ناحية الصوت و بصّ لمصطفى من فوق لتحت .. افتكره مراد .. بيحاول يحقق فيه وهنا غرام فهمته و لحقت الموقف
غرام و هى بتخرّج مصطفى لبرا: امشى يا مصطفى .. ارجوك امشى دلوقت .. و انا هفهّمك بعدين .. بس امشى و اوعى تقول لمراد حاجه
مهاب بتريقه: و ده مين بقا ده ان شاء الله ده كمان ؟ لمامة الشوارع اللى جاى منها و لا اتلموا على بعض ف الكباريهات
غرام: امشى يا مصطفى
مصطفى بغصب: اذا كان على الكباريهات كفايه إنه زى ما قولت عيل.. عيل و بيعيش سنه.. مش شايب و عايش ف دور المراهق و بيتنطط من رقاصه للتانيه و يلمّوه من كل كباريه شويه..
مهاب هجم عليه بعنف و ضربه ف وشه و لسه هيمسكه غرام وقفت بينهم و فصلتهم و زقّت مصطفى لبرا
غرام بدموع: ارجوك امشى دلوقت،الحق مراد قبل ما يجى
مصطفى بصّ لأبوها بقرف و رجع بصّلها: مراد مشى .. متقلقيش هو مشى .. و معتقدش هيرجع
سابها و مشى و هى إتنهدّت براحه اعتقادا منها إنه محضرش الموقف
مهاب بعنف: ف ستين داهيه .. و بلّغ صاحبك إنه لو قرّب من بنتى مش هرحمه

مصطفى مشى بخنقه و أبوها شدّها بعنف و اخدها و روّحوا

مراد خرج من المستشفى زى التايه .. مرّ ب ازمات كتير ف حياته بس اول ازمه تحسسه بالعجز .. حاسس إنه متكتف .. يمكن عشان مش عارف ياخد خطوه ..
او يمكن عشان اول مره ينسحب من غير مواجهه او حتى محاوله .. او يمكن عشان بنى احلام كتير على اساس هشّه .. اساس واحد بس و هو فين أبوه ؟! ليه سابه ؟ ايه السبب المنطقى للى حصله زمان .. حادثته ..

اول مره يحس بالوحده بجد اما دوّر على حد و ملقاش .. او معرفش مين ممكن يهوّن عليه ..
مره واحده إبتسم من بين قهرته و طلّع موبايله .. واحده بس اللى إتمناها جنبه ف وقت زى ده و مش عارف ليه
مراد بوجع: حبيبتى
همسه بلهفه: مراااد ؟! مراد حبيبى ازيك
مراد سكت كتير .. مش قادر يتكلم .. بس عايزها .. محتاجها
همسه حسّت ب سكوته: مالك يا حبيبى؟ ليه كل القهره دى؟
مراد إبتسم: حاسّه بيا يعنى؟

همسه: طبعاا .. انا قولتلك انت زى ليليان عندى .. يعنى لازم احسّ بيك .. يلا قولّى كنت فين اليومين اللى فاتوا ؟
مراد بتتويه: انتى عارفه طبيعة شغلى
همسه: ماهو ليليان قالتلى كده بردوا بس انا مقتنعتش .. قلبى مقبوض يا مراد من كام يوم و مش عارفه من ايه ؟
مراد إبتسم بعيون مدمّعه و هى حسّت إنه فيه حاجه
همسه إبتسمت: لو مش عايز تقول براحتك .. بس هعرف بردوا
مراد ضحك و إتنهد: بقالى تلات اسابيع ف المستشفى .. تقريبا كنت ميت و رجعت تانى
همسه بتلقائيه حطّت إيديها على قلبها: حبيبى .. من ايه؟ و ازاى متقولناش حاجه زى دى؟

مراد: كل حاجه جات بسرعه .. كنت ف شغل هنا و حصل قلق و إتصابت و بعدها دخلت المستشفى و بس .. لسه خارج اهو
همسه إبتدت تعيّط بصمت و هو حسّ بيها: على فكره انا قولت إنى كويس .. و بردوا قولت إنى خرجت .. اهو انا مبحبش اقول لحد عشان كده
همسه بدموع: بتقولى إنك كنت تعبان و كنت ف المستشفى و بتقولى كنت ميت و عايزنى اعمل ايه ؟
مراد كان عايز يقرا احساسها ناحيته: متقلقيش .. لو جرالى حاجه من الصبح .. انا موّصى مصطفى و معرّفه كل حاجه و هو
همسه قاطعته بعنف: بعد الشر يا غبى ايه اللى بتقوله ده؟ انت فاكر إنى زعلانه عشان مساعدتك و بعدك مش هلاقى حد جنبى .. انت بجد فاكر كده ؟
مراد إبتسم: امال؟

همسه بغيظ: مش هرد عليك
مراد سكت و هى بحنيه: بس بردوا مش ده اللى مزعّلك .. فيك ايه؟
مراد بضيق إبتدى يحكيلها اللى حصل مع غرام .. من قبل حتى ما يدخل المستشفى .. من يوم ما نزل و عيد ميلادها و حادثه المتحف و كانت معاه و قعدتهم ف المستشفى
همسه بهدوء: غلطان يا مراد .. انت كده خذلتها .. مش ده اللى هى كانت مستنياه منك
مراد بضيق: امال كانت مستنيه ايه؟ ان أبوها هياخدنى بالحضن و يقولى خد بنتى اهى اتفضل؟
همسه: اه بس ع الاقل كانت مستنيه منك و لو محاوله واحده
مراد: محاوله محكوم عليها بالفشل؟

همسه: بس كانت هتثبتلها إنك حبيتها بجد .. حتى لو هتسيبوا بعض .. كانت هتعرّفها إنك عندك استعداد تعمل و تستحمل اى حاجه عشانها
مراد سكت بضيق لإنه عارف ان كلامها اصح من إنه يترد عليه .. هو خذلها بس كان لازم يمشى
همسه: انت عارف ايه اكتر حاجه ممكن توجعنا؟ ممكن توجع اى حد عموما؟ إنه يحسّ إنه رخيص .. ارخص حتى من محاوله .. رخيص لدرجة إنه يهون بسرعه ع اللى قدامه .. هى بقا هانت عليك تسيبها ف موقف زى ده و تمشى؟

مراد بيسمعها و ساكت تماما لإنه عارف إنه اتصرف غلط و هى سكتت شويه عشان متجرحوهش اكتر
همسه بحُب: عارف يا مراد .. من الغباء إنك تتهاون ف خسارة الحاجه اللى متتعوّضش .. الحاجه اللى مش هتعرف تعيش مع خسارتها
السؤال هنا بقا .. هى ممكن تتعوّض؟ يعنى هتعرف تحطّ حد مكانها؟
مراد بوجع: هو انا كنت عرفت اعوّض غيرها عشان اعوّضها؟ شكلى مكتوب عليا ابقا مفارِق
همسه إبتسمت: براحه على نفسك .. انت بس دلوقت مخنوق من اللى سمعته .. كلام أبوها كان عامل زى ميّة النار اللى إتحدفت بعنف على جرح كان اصلا متقفلش .. اما تهدى انا واثقه إنك هتتراجع و تعمل عشانها اللى اكتر من كده .. المهم متاخدش قرارات دلوقت.

مراد إبتسم: اهو انا عرفت ليه قلبى خدنى لعندك دلوقت و كلمتك
همسه ضحكت: مممم يعنى عايز حد يديك على دماغك و يرجّعك
مراد إبتسم: المهم ادعيلى .. ادعيلى اوى
همسه بحُب: قلبى من ساعه ما إتقبض لقيته دعالك و الله لوحده .. زى ما يكون كنت حاسّه إنك محتاج ده و مش عارفه ليه .. و دلوقت عرفت ليه
مراد: عموما انا فتحت موبايلى .. لو إحتاجتى اى حاجه او لولى كلمينى على طول .. انا يومين هنا و راجع روسيا تانى
همسه: ياارب
مراد قفل معاها .. حسّ إنه إرتاح شويه بكلامها .. بس بردوا جواه مقبوض .. حاسس إنه داخل على عاصفه
كلّم مصطفى و إبتدوا يدوّروا على رحاب ..

غرام روّحت مع أبوها بعد ما اخدها بغضب من المستشفى و شبه مجرجرها وراه و هى ماشيه معاه زى التايهه و عماله تتلفّت وراها بقلق ..بتخمّن موقف مراد .. ياترى سمعهم و لاء ..

حته جواها بتتمنى لو كان سمعهم و إتدخّل حتى لو هيتخانقوا هو و أبوها .. و حته تانيه بتحمِد ربنا إنه محصلش صدام بينهم ع الاقل لحد ما أبوها يهدى و يكونوا رتبوا خطواتهم ..
مهاب اخدها على بيت خالها ..وصل و فتح و نزل و دخل و جرجرها وراه .. دخلوا و اول ما قفل زقّها بعنف وقعت
مهاب بغضب: انتى ايه اللى قعّدك ف المستشفى؟ اكتر من عشرين يوم و انتى متزفّته هناك ليه ؟
غرام وقفت بتحدّى: اولا انا كنت تعبانه .. و لا اللى نقلك الاخبار مقلكش إنى كمان إتعوّرت ؟ و لا قالك بس انت كالعاده مهتمتش؟
مهاب بغضب: انتى ليكى عين تبجّحى؟

غرام: انا معملتش حاجه غلط تكسر عينى
مهاب بعنف: و اما تبقى ف حضن راجل غريب .. و ف سريره .. و لوحدكوا و المستشفى كلها بتجيب ف سيرتكوا ده يبقا ايييه؟
امها نزلت من فوق على صوتهم: اييه اللى انت بتقوله ده ؟ انت اتجننت؟
مهاب بغضب: بقول اللى حصل من تربيتك الكويسه .. تربيه مَره بصحيح .. و لا هو ابن اخوكى مقالكيش؟
مواركيش صورها مع ال*** التانى و هى بتوسّخ إسمى ف حضنه
أمها: و لا حرف زياده .. انا بنتى متربيه احسن تربيه .. و اما انت مش عجباك تربيه المَره مربتهاش انت لييه ؟ فين دورك ك أب ؟

غرام قامت بغضب: ااه بقا قول كده .. ان الحكايه فيها زفت سيف .. اللى داير ورايا ف كل حته .. معرفش يجيبنى بالراحه و لقى غيره عمل اللى معرفش يعمله قام إتحدف عليك و زقّك انت تتكلم و استخبى وراك
مهاب قرّب بعنف و امها وقفت فصلت بينهم: ده انتى بجحه بجد بقا .. و ايه بقا اللى عمله الذباله بتاعك؟ إنه رخّصك؟
ماهو عنده حق .. لقاكى رخيصه ف خدك ببلاش
غرام بغضب: انا عمرى ما كنت رخيصه .. و يوم ما ارخص هتبقا انت اللى رخّصتنى مش غيرك .. امتى كنت معايا و لا جنبى؟ ده انا الناس بتحسبنى يتيمه .. انا اصلا بعتبر نفسى يتيمه.

مهاب بغضب قرّب منها و خطفها من ورا أمها بعنف و شدّها من شعرها: انتى عارفه انا لما بعرف واحده و ترخّص نفسها زيك كده و الاقيها سهله .. عارفه اول حاجه بعملها معاها ايه؟ بحطّها ف اول سله ذباله تقابلنى بعد ما اخلّص معاها .. و اركنها .. و يوم ما بفكّر اروحلها مبعوزهاش ف اكتر من ليله و ارجع ارميها ف الذباله.

غرام قلبها إتقبض قوى و صوتها إترعش: ده واحد زيك اللى يعمل كده .. مش مراد ابدا .. فاااهم
مهاب بتحدى: و يوم ما هيقرّب منك انا همحيه فااهمه

أبوها مشى و هى قعدت ع الارض بقهره .. مش عارفه مقهوره من مين و لا من ايه بالظبط ..
من أبوها و لا من كلامه اللى خايفه يطلع صح .. لالا مراد راجل .. مش هيتخلّى عنها .. هو وعدها و هى وثقت فيه .. صحيح مش هيقبلوه بسهوله بس هو مش هيتخلى مش هيبيعها
أمها قرّبت منها بقلق و بصّتلها قوى: هو ايه اللى حصل بينك و بينه يا غرام ؟

مصطفى كلّم مراد و إتقابلوا
مراد بقلق: يعنى ايه؟ الارض إنشقّت و بلعتها؟
مصطفى بضيق: مالهاش اثر .. تقريبا مسيبناش مكان ممكن تكون موجوده فيه إلا و دوّرنا عليها فيه و بردوا مالهاش اثر
مراد: حكايه ان ابن زفت عمها ده كان هيتجوزها دى تقلق
مصطفى: و ليه متكونش تطمن ؟ يمكن ده اللى خلاها تسيبهم و تمشى .. مش موافقه مثلا و معرفتش تقنعهم ف مشيت .. و ده معناه إنها كويسه محصلهاش حاجه بس بِعدت لمجرد إنها مش عايزه الجوازه
مراد: طب و العمل؟

مصطفى: سافر انت عشان شغلك .. و انا اما اوصل لحاجه عنها هكلّمك ... مع إنى مش عارف وقتها هنعمل ايه بالذات لو طلع الحوار كده ؟
مراد بضيق: نوصلها بس بعدها يحلّها ربنا
مصطفى سكت شويه: هو انت عملت ايه مع غرام؟
مراد سكت كتير .. من كلامه و سؤاله فهم إنه تقريبا سمع اللى دار بينها و بين أبوها .. و مصطفى كمان من حاله مراد فهم هو كمان إنه سمعهم
مراد إتنهّد: معرفش بس متكلمناش
مصطفى بضيق: طب ليه بس؟ ذنبها ايه؟
مراد: مش كل ما هتكلم مع حد يقولى ذنبها ايه .. و انا ذنبى ايه ؟ ذنبى ايه إنى ماليش اهل ؟ ماليش حد
مصطفى: بس هى شارياك .. انت مشوفتهاش كانت واقفه لأبوها ازاى عشانك
مراد بوجع: و بردوا راحت قالتله على كل اللى قولتهولها.

مصطفى سكت شويه: طب ليه مسمعتهاش؟ ليه مدتهاش فرصه تتكلم؟ تدافع عن نفسها
مراد سكت و دوّر وشه و مصطفى هزّ راسه بضيق و شويه و مشيوا

غرام أبوها مشى و هى أمها قرّبت منها بقلق و بصّتلها قوى: هو ايه اللى حصل بينك و بينه يا غرام ؟
غرام بصّتلها قوى: انت بجد بتسألى؟ مصدّقه اللى قاله؟
أمها بقلق: و الله مش مهم اللى قاله .. المهم اللى هتقوليه .. ايه اللى حصل خلّى أبوكى إتعفرت كده؟
غرام بغضب: و الله شوفى ابن اخوكى راح قاله ايه؟
أمها: ماهو سيف مش هيروح من الباب للطاق كده يقول كلام ف الهوا .. حصل ايه و لو بسيط و هو بنى عليه فيلم ف دماغه و نقله؟
غرام: انا ايش عرّفنى؟ و هو انا شوفته اصلا؟
أمها: يعنى مرحلكوش المستشفى؟ مش يمكن راح و مراد قابله ؟ مش يمكن هو اللى قاله مثلا إنكوا
غرام بغضب: قاله ايه؟ قاله إنى رخيصه و سلمته نفسى؟

أمها: جايز
غرام بحده: مستحيل .. مش ممكن مراد يقوله عنى كده .. مستحيل اصلا يجيب سيرتى بحرف واحد من الكلام ده
أمها إنتبهت مره واحده بحده: امال صور ايه اللى أبوكى بيقول عنها؟
غرام سرحت شويه: صور ايه انا معرفش هو كان بيتكلم عن ايه؟
أمها: انتى مسمعتهوش و هو بيقولى سيف موركيش صورهم؟
غرام إتوترت و للحظه افتكرت اما مراد باسها و هى كانت جنبه ع السرير و حضنها
معقول يكون سيف راحلهم مثلا و شافهم و يكون صوّرهم؟ و لا كان يقصد صور اليوم اللى قضوه سوا برا ؟
معقول اخد الصور مثلا من على موبايلها !

غرام عقلها عمال يودى و يجيب و هينفجر من التفكير .. و زاد توترها مراد اللى موقفه لسه بالنسبالها مُبهَم ..
أمها بقلق: لأخر مره هسألك حصل ايه بينكم؟ صارحينى عشان ابقى جنبك للأخر .. متخلنيش اعرف حاجه من برا
غرام بقهره: و الله ما حصل حاجه .. و انا فعلا معرفش ايه حكايه الصور دى اللى اخترعها زفت
أمها: حاضر يا غرام هصدقك و خلينى معاكى للأخر .. بس إثبتيلى
غرام بترقُّب: إثبتلك ايه؟
أمها: إنه شاريكى
غرام: و إثبتلك ازاى بس؟

أمها: يجى يدخل البيت من بابه .. اللى بيحب واحده و باقى عليها و شاريها بجد بيجى لحد عندها مش هى اللى بتروحله
غرام بضيق: بعد اللى حصل من بابا إنهارده ؟
أمها: شالله يكون حصل ايه كده .. لو شاريكى هيفضل شاريكى للأخر .. مهما يحصل .. مش هيبيعك من اول معركه .. ده حتى اول معركه مشتبكش فيها و سابك تواجهى لوحدك و مشى
غرام إتضايقت لإنه فعلا مشى من غير اى رد فعل بس هى لسه عندها امل إنه معرفش اللى حصل: هو مسابنيش .. هو مسمعش حاجه اصلا
أمها: يبقا كويس .. ده معناه إنه لسه ميعرفش ب رد أبوكى عليه .. يبقا المفروض إنه يجى زى ما وعدك و لا هيسيبك ف وش المدفع؟
غرام بصّتلها بقلق و عرفت إنها اختارت الرد الغلط و أمها سكتت و دعيتلها ف سرّها و هى قلقانه.

شاكر بضيق: انت اتجننت؟ و هو انت فاكر اما تروح تفضحها قدام أبوها هيقولك شاطر تعالى بقا اما اجوزهالك انت؟
سيف بخنقه: امال عايزنى اشوفها ف حضنه و اقف اتفرج؟
أبوه بتريقه: و هو انت كده متفرجتش؟
سيف بغضب: ماهو انا كنت هدخل اجيبها من شعرها ...بس كانت هتبجّح و تصغّرنى قدام الحيوان التانى
أبوه بتريقه: و هى كده مبجحتش؟
سيف بمكر: عيب عليك .. هى بتبعبع بس بينها و بين نفسها عارفه إنى كاسر عينها
أمها بعد ما طلعت من عند غرام دخلت بعنف عليهم: و انت كاسر عين بنتى ب ايه يا سيف؟ ايه اللى بنتى عملته و داير على كل حد شويه بالكلام؟
شاكر: و هو انا حد؟

أمها بغضب: اما إبنك يقول ف حق بنتى كلام زى ده بدون وجه حق و انت تساعده بإنك تسكت يبقا عايزنى اقولك ايه ؟
شاكر: طب مش تسمعى هو قال ايه الاول؟ و لا تشوفى اللى المحترمه بنتك عملته؟ و بعدها تتكلمى
سيف فتح موبايله ع الصور و إدهولها و هى قرّبت بحذر و مسكته و إبتدت تقلّب فيه و غصب عنها عنيها دمّعت
غرام كانت برا و سمعاهم و اما الكلام وقف على كده و خمّنت إنه بيورى أمها اللى عنده .. هنا مقدرتش تستنى اكتر من كده ..

غرام دخلت بهجوم: و هو انت بقا سيبت شغلك و إشتغلت مصوراتى و داير ورايا ف كل حته؟ و لا الكلاب بتوعك اللى ممشيهم ورايا هما اللى نقلولك الاخبار؟
أمها بصتلها قوى بعتاب و هى إتوترت للحظات من موقف أمها
شاكر: و هو انتى ليكى عين تتكلمى و لا انتى بقا بجحه على رأى أبوكى؟
سيف بتريقه: مش تشوفى الاول انتى بتدافعى عن ايه و لا انتى عارفه انتى عملتى ايه كويس و مش محتاجه تشوفى؟

مسك الموبايل من أمها و رفعه قدامها و هى بلمحه سريعه قدرت تفهم هو صوّر ايه بالظبط
شدّت الموبايل منه بعنف و حدفته على طول دراعها: و انت مال اهلك؟ مين سمحلك إنك تعمل كده؟ و ب اى صفه واقف قدامى و بتحاسبنى؟ انت فاكر نفسك واصى عليا؟
شاكر: و هو انتى عملتى احترام للواصى عليكى اصلا؟
غرام بثقه: و الله انا محترمه غصب عن اى حد .. و مش ده اللى هيهز ثقتى ف نفسى و لا ثقه حد فيا
سيف: و كنتى بتعملى ايه بقا يا واثقه من نفسك ف حضنه؟
غرام ببرود: شكلك بتحب تسمع كلمة انت مال اهلك كتير

سحبت أمها اللى تقريبا كانت واقفه زى التايهه بينهم بعد ما شافت الصور و عقلها عمال يرسم ميه سيناريو و سيناريو للى ممكن يكون حصل بينهم
غرام اخدت أمها و خرجت و بصّت لسيف بقرف و خرجت هى و أمها و سيف لسه هيندفع وراهم أبوه شدّه من دراعه رجّعه: شششش سيبها بقا عليا
سيف: هتعمل ايه؟ هتروح لأبوها؟
أبوه بمكر: ملكش دعوه بقا .. انت مش عايزاها؟ و حاولت معاها و معرفتش؟ خلاص يبقى سيبنى اتصرف .. و عموما مش أبوها اللى محتاج حد يروحله .. أبوها خلاص عرف اللى فيها و كويس إنه خد الموقف ده .. سيبنى بقا اظبطلك الموضوع
سيف بصّله و إبتسم و أبوه سكت بتفكير

غرام راحت اوضتها و أمها معاها و اول ما دخلوا أمها قفلت الباب بعنف و فجأه بدون مقدمات ضربتها بالقلم على وشها
غرام بصدمه: يا ماما اسمعى
أمها بغضب: اسمع ايه؟ عندك ايه تانى تقوليه؟ انتى فاكره عشان دافعت عنك قدامهم ابقا هبله و بريّل و هتلعبى بعقلى
غرام بمحايله: ماما ارجوكى افهمى .. محصلش حاجه اقسم بالله انا
أمها بعنف: انتى؟ انتى ايه؟ هاتقولى ايه تدافعى بيه عن نفسك المرادى؟ انتى ف اوضته .. ف سريره .. ف حضنه .. و بعد ده كله هتقولى محصلش حاجه؟ عايزه تقوليلى واحده راحت لراجل و زى ده بماضيه ده لحد سريره و الاخر قالها قومى روّحى.

غرام: و الله ما حصل .. ده .. ده
أمها بغضب: ده ايه؟ للدرجه دى يا غرام؟ وصلتى للدرجه دى؟ انتى عارفه انا حسيت ب ايه قدام اخويا؟ عارفه خليتى شكلى عامل ازاى؟ و اتاريه أبوكى جاى مولّع و شايط و هيولّع فينا و ف كل حاجه
غرام: انتى بتدافعى عنه؟ هو من امتى كان اب؟
أمها: بردوا أبوكى .. مهما عمل .. و اما يشوف بنته بالمنظر ده و ف وضع زى دى من حقه حتى يولع فيها
غرام عيطت: ماما سيف عامل كده و عن قصد و انتى عارفه ليه
أمها بجمود: و انتى اللى إديته الفرصه دى .. انتى اللى حطيتى نفسك و حطتينى معاكى ف موقف زى ده
غرام بقلق: و العمل يا ماما؟

أمها بجمود: هى دى فيها عمل؟ مالهاش غير حل واحد و اما اشوف ..
غرام بصتلها بترقُّب و أمها بعنف: لو عايز يثبت إنه بيحبك و باقى عليكى و مكنش بيلعب بيكى يبقا مقدمهوش غير إنه يجى حتى لو هياخد على دماغه .. يجى و يقعد مع أبوكى و خالك حتى لو هيترفض .. بس يجى و ساعتها يحسّن شكلك قدام الكل .. عشان يبقا اسمك جالك لحد عندك و احنا اللى رفضناه .. مش لعب عليكى و خلع زى ماهم فاكرين
غرام بضيق: يا ماما قولتلك مفيش حاجه حصلت
أمها بغضب: ماهو مهما عملتى محدش هيصدقك .. ده مجيّه بردوا مش هيخليهم يصدقوا بس ع الاقل هيعدل الصوره إنه حتى لو لعب عليكى ف هو شاريكى .. ده لو انتى صح و هو بيحبك
غرام بصتلها بقلق و سكتت و أمها خرجت و رزعت الباب وراها.

سكتت شويه و مسكت موبايلها و إترددت .. مش عارفه هتكلّمه تقوله ايه .. ماهى متعرفش موقفه .. بس لازم يتكلموا .. طلبته بقلق
مراد إتردد كتير يرد .. مخنوق من الدنيا بحالها .. و موقف رحاب جاه زاده .. حاسس إنه خذلها اما وعدها هيبقا جنبها .. حاسس إنه خذل أبوها اللى وصاه عليها .. و دلوقت بيخذل غرام لمجرد إنه مش عارف ياخد موقف .. بس هل هو فعلا هيخذلها ؟
مراد اخد نَفس طويل: ايه يا غرام؟

غرام بتحاول تهزر: اول مره تفتح من غير ما تقول مممم نعممم .. شكل الخبطه اثرت جامد
مراد حاول يبتسم و هى حسّت بده و ضحكت: ياريتك ياشيخ إتخبطت من زمان
مراد سكت و هى ملقتش حاجه تانيه تقولها ف سكتت .. كانت مكلماه و ناويه متفتحش حوار خالص .. او ع الاقل اما تتأكد إنه عرف حاجه .. بس من كلمتين اتنين بس منه فهمت اللى فيه .. من نَفسُه بس حسّت بيه
غرام بهدوء: هو انا ليا خاطر عندك يا مراد؟.

مراد إبتسم غصب عنه: بتسألى؟
غرام بحُب: يعنى لو قولتلك حقك عليا هتقبل ده لاجل خاطرى؟
مراد سكت كتير: حق ايه يا غرام؟ و حق مين؟
غرام: مراد انا
مراد: مش عايز اتكلم دلوقت ارجوكى
غرام بهدوء: طب خلاص .. انا بس كنت عايز اقولك إنى جنبك و معاك ف اى وقت و تحت اى ظروف و اى مكان
مراد إتنهّد: ربنا يسهّل .. سلام
غرام قفلت و بدل ما تطمن منه قلقت .. لاء دى قلقت بزياده

مهاب مشى مخنوق من نفسه و من كل حاجه .. كلام بنته بيرن ف دماغه .. هو فعلا قصّر ناحيتها بس ده ابدا مش مبرر للغلط ابداا .. هو ظابط و ممكن يموت ف اى لحظه هل ده معناه إنه لو ميت هتبيع نفسها كده ؟!
فكر يروح لصاحبه .. بس رجع و خلاها للصبح
فعلا إستنى لتانى يوم و اول ما راح على شغله الصبح دخله مكتبه
مهاب بهزار: هتعملّى مقموص هتعملّى مشنوق مخنوق محروق .. إنسى مش هسيبك
مراد إبتسم بهدوء: و هو انت من امتى سيبتنى؟ ده انت عملى الاسود يا جدع
مهاب دخل و مراد كان معاه الفريق بتاعه و شغالين على تربيزه الاجتماعات .. سابهم و قام قعد على حرف المكتب و مهاب قعد على الكرسى اللى جمبه
مهاب: مراد انت مش زعلان صح؟

مراد سكت كتير: لاء
مهاب: مراد انت عارف إنه مكنش قصدى .. كنت مخنوق و محتاجلك تسمعنى اكتر ما تنصحنى .. إتفشّيت فيك و خلاص .. كلمتين طلعوا وقت خنقه
مراد بهدوء و هو بيقلّب ف الورق ف إيده: خلاص يا مهاب محصلش حاجه
مهاب قام و شدّ الورق بهزار من إيده رماه على طول دراعه .. و كل ورقه راحت ف ناحيه: يا جدع انت قولتلك خلاص .. ده انت غتيت قوى
مراد برّق للورق اللى إتبعتر و بصّله و رفع حاجبه: طب و حياه أمك لتميّل تلمّه ورقه ورقه و تجيبه و تلم كل ورقه لوحدها.

مازن من ع التربيزه: احسن .. عشان تبقا تفكر تانى قبل ما تهزر .. ده ما يتهزرش معاه ده غير لما تظبطه ب الريموت
مراد بغيظ: طب و حياه أبوك كلمه زياده لأخليك تلمّه معاه
مهاب بعِند: طب مش لامم .. ورينى هتعمل ايه؟
مراد بعِند: كلمه تانيه و هخليك تلمّه بلسانك
مهاب قام بضحك و رفع إيده بإستسلام: خلاص خلاص

قام لمّ الورق بكوميديا و رجع إدهوله بخوف مصطنع
مراد إبتسم غصب عنه: ناس مبتجيش إلا بالعين الحمرا
مهاب: ماشى يا ابو عين بتقلب انت
مراد سكت كتير و إتنهّد بعتاب من غير ما يبصّله: مكنتش مستنيها منك .. انت بالذات .. و انت عارف اللى فيها و اللى بيا .. شايف جرحى اللى الهوا اما بيعدّى عليه بيفتحه .. انا نصحتك و انا شايف ليليان قدامى مش غرام .. كنت حاسسها حواليا
مهاب إبتسم: لسه فاكرها يا مراد؟ ليه مستحلى وجعك كده؟ ليه على طول بتفكّر نفسك؟

مراد: لإنى ببساطه عايش بيهم و معاهم .. النَفس اللى بتنفسّه و عايش عليه .. و لو راحوا من بالى ف ده معناه إنى مش هعرف إتنفس .. هختنق و اموت .. يبقا افضل فاكرهم و اعيش عليهم و لا اموت؟
مراد سكت و مهاب سكت لإنه عارف الكلام معدش بيجيب .. و لا عمره جاب معاه اصلا
مراد إبتسم: كل يوم و كل لحظه و كل موقف و كل ليله قبل ما انام بتخيلهم .. ليليان بالذات .. اما جيت و كلمتنى عن بنتك .. غصب عنى قلبى ودّانى عندها
تخيلتها بتحكيلى عن مشاكلها و بتحب ده و عايزه ده و بنتكلم زى اب و بنته .. قلبى ودّانى لإحساس كنت هموت عليه و غصب عنى حسيته
مهاب إتنهّد و بصّ وراه لمازن اللى غصب عنه عينيه دمّعت .. و مراد لفّ وشه لمازن و رجع بصّله و إبتسم: اهبل الواد ده مش كده؟ بيتشهون على ايه؟ على وجع القلب؟

مازن قام خرج برا بهدوء و مراد بصّ لمهاب: يلا روح ورا إبنك عقّله .. هااا عقّله يا مهاب
خليه يشوف حياته .. بلاش يفضل كتير ف الدوامه دى .. مُتعبه و اسألنى انا .. اعمل معاه اللى بتحاول تعمله معايا .. ع الاقل اختك انا إتجوزتها و خلّفت منها و عيشت معاها حتى لو فتره صغيره بس ربنا رضانى ..

رضانى قبل ما ياخدها منى .. لكن هو ايه بقا؟ عايش على ذكرى كام سنه مع بنتى و كانوا عيال .. و سابته و سابتنى يبقا خلاص بقا يفوق ..
مهاب حاول يضحك: مش هيجيبه من برا .. مخلص زى استاذه
مراد: ده مش اخلاص ده وجع قلب و الله .. فوّقه قبل ما تخسره زى بنتك .. و الخساره اللى من النوع ده مبتتعوضش .. ضفرهم ما بيتعوضش يا مهاب
مهاب قام يمشى
مراد وقّفه: انت عملت ايه مع عريس بنتك؟

مهاب و هو واقف: و النبى متفكرنيش .. و بعدين هو اصلا خلع لوحده .. الجبان روحت المستشفى اخدتها و رجعتله لقيته خلع ..
مراد هزّ راسه بمعنى مفيش فايده و مهاب بضيق حكاله كل اللى حصل بالتفصيل و اللى سيف عمله و صوّرهم
مراد بصّله بضيق: قوم يا مهاب امشى يلا .. الحق إبنك
مهاب بضيق: يا مراد
مراد بنفاذ صبر: انت خلاص عملت اللى عايزوه .. مشيّت اللى ف دماغك .. يارب بس تكون إرتاحت
مهاب خرج و مراد بضيق: ربنا يهديك يا شيخ
رؤيه إبتسمت: ايه موضوع مازن ده يا ميكس ماله ؟

مراد: عبيط
ضحكوا و هو ضحك غصب عنه معاهم: اه و الله قاعد بيبكى ع الاطلال .. حد بيجرى ورا وجع القلب برجليه؟
رؤيه: انت كنت بتتكلم بجد بقا ؟
مراد: تخيلى؟ هو كان اكبر من ليليان و مراد بست سنين .. ساعه ما اتولدوا كان هو عنده 6 سنين و اما .. اما سابونى كان تقريبا عنده 11 سنه .. كان محاوطها و بيعتبرها ملكيه خاصه .. الحمار كان بيغير عليها منى .. اديها سابته و سابتنى
كريم بإستغراب: عشان كده مالهوش يغوّط ف اللف و الصياعه .. اخره يتنطط شويه ف الكباريه و كاس ف التانى و يرجع
منى: ده عبيط بجد بقا .. حد يضيع عمره على مجرد ذكرى؟

مراد بصّلها قوى و إبتسم غصب عنه ..
كريم بصّلها بغيظ: هو انتى متعرفيش تفرملى ؟ الفرامل على طول بايظ عندك؟
منى بصّتله بعدم فهم و هو هزّ راسه بغيظ و كلهم ضحكوا
مراد ضحك معاهم و بصّلها: تصدقى عبيط فعلا .. عايش على ذكرى واحده سابته ..
منى فهمت و رفعت إيديها بضحك: و ربنا ما اقصدك
مراد ضحك بحُب: لا متقلقيش هو تقريبا كده كل عبيط و عارف نفسه
كلهم ضحكوا و هو ضحك بغُلب

مارد قضّى يوم طويل بيدوّر ف السجلات عن اى اوراق او إثبتات رسميه لعاصم و ممكن يوصل من خلالها ل اى حاجه عن همسه بس مفيش .. عاصم اخفى كل حاجه.. بعلاقاته وقتها قدر يمحى اى اثر لبنى ادم إسمه عاصم إنه كان موجود حتى و مارد مكنش معاه تفاصيل كفايه بيدور بيها..
مراد دخل شقته بضيق .. كل حاجه بتتعقّد .. خد وقت كبير عقبال ما نام بتعب و الصبح صحى على جرس الباب بيرن .. قام فتح
مراد بصّله كتير و شاكر بصّله بجمود: هما كلمتين .. معنديش مانع اقولهم ع الباب يعنى و لا مبيدخلش هنا غير غرام و اللى زيها ؟

مراد هنا تقريبا قدر يفهم .. مردّش بس فتح الباب و ركن على جنب و هو دخل بعجرفه
مراد قفل الباب بهدوء و بصّله: قهوه و لا شاى؟
شاكر بحده: لا شاى و لا زفت .. انا قولت كلمتين مش هتضايف
مراد قعد بهدوء و شاكر بحده: انا مش ههدد و لا جاى ازعق .. انا جاى اقولك حاجه تانيه
مهاب اللى راحلك يجعّر و هبهب بكلمتين ده و لا يعرف حاجه عن بنته .. هو طلّق مراته و هى حتى متعرفش إنها حامل فيها .. خرج من حياتهم و لا يعرف عنهم حاجه .. و لا عمره إتكلّف بحاجه تخصهم ..

انا اللى إتكفلت ب اختى و ببنتها .. سيف إبنى هو اللى مربّى غرام على إيده ..
هو اللى معاها ف كل حاجه من يوم ما اتولدت لحد ما انت جاى و عايز تاخدها عالجاهز .. لو محبهاش كنت سيبتهالك و بنفسى إدتهالك .. بس انا مش هكسر إبنى عشان عيل زيك
ده إبنى الوحيد .. اللى مواريش و لا قدامى غيره
مراد بهدوء: و هى رأيها ايه؟

شاكر ببرود: هى هتميل و هتتعدل و عشان مقدمهاش جنب إبنى اختيار تانى هتلين .. و لو مش بمزاجها هو عارف هيجيبها ازاى
مراد: ممم و ياترى هيجيبها ازاى بقا؟ إدينى فكره
شاكر بغضب: انا مش جاى اتحايل و لا حتى اهدد .. انا بفهّمك الوضع .. انا مش هسمح لحد يقف قدام إبنى مش يكسره .. حتى لو الحد ده هى مش انت
و انا ب إيدى كتير اوى اعمله معاها... و تبقى تورينى هتروح فين .. اللى خلّى أبوها رماها انا ايه اللى هيلزمنى بيها بعد ما تكسر إبنى؟

شاكر وقف بجمود: ده إبنى و مش هستنى و اقف اتفرج عليك انت و هى و انتوا بتقهروه
مراد بصّله بضيق و هو قام مشى ناحيه الباب و بصّله: ده إبنى و مش حته عيل زيك اللى هيتبدّى عليه .. ساعتها مبقاش أبوه لو مخليتها لا تنفع ليك و لا لغيرك .. انت متعرفش يعنى ايه اب يبقا شايف إبنه حتة عيله عايزه تلعب بيه .. و لا هتعرف منين ؟ انت لا عمرك ليك اب و لا كنت ابن لحد .. انت ابن ... و لا بلاش
مشى و قفل الباب وراه بعنف و مراد غمّض عينيه بوجع ..
مصطفى من وراه بضيق: سكتلُّه ليه ؟ طب أبوها و قولنا اتاخدت على خوانه و كنتوا ف مستشفى و بلاش فضايح .. لكن ده ايه بقا؟ ده جاى لحد عندك ف بيتك .. و يطلع مين ده كمان ؟ يبقا ايه عشان يكلمك كده؟

مراد ببرود: ده خالها
مصطفى: ايوه بردوا .. يعنى ايه دَخله ؟
مراد: مانت سمعت كل حاجه
مصطفى بترقّب: و انت ناوى على ايه؟
مراد: و لا حاجه
مصطفى بضيق: متزعلّش نفسك
مراد: وازعل ليه على حاجه مكنتش من نصيبي اصلا.

مصطفى: يعنى ايه؟ مراد انت دلوقت تعبان .. و لسه خارج من المستشفى .. و كنت عيّان و ف ازمه
مراد إبتسم بوجع: واضح ان الحلم كان كبير عليا .. و كان لازم يوم ما وقف قدامى كنت اعرف إنى يا اتفاداه يا يهاجمنى و يكسرنى ..
مصطفى: انت اكبر من ان حلم يقف قدامك مش يكسرك .. فاكر اما كان نفسك تدخل شرطه؟ فاكر كنت بتقول ايه ساعتها؟ انا نفسى مكنتش متخيل إنه حلم و هتتحداه و هتحققه .. كنت بهوّن عليك و من جوايا مش مقتنع .. بس وقفت ف وش حلمك نِدّ ل نِدّ لحد ما إتملّكت منه و حاصرته
مراد: مش كل الاحلام بتتحقق .. فى احلام إتعملت عشان تتحقق و احلام إتعملت بس عشان تفضل مجرد احلام
مصطفى: طب مش هتحاول؟

مراد سكت بضيق
مصطفى: إستنى عليهم شويه .. و بعدها جرّب تانى
مراد: و اعيش عمرى كله مذلول قدامهم ؟ مطاطى راسى ؟ ف نظرهم مكسور حته ؟

قاموا فطروا و قعدوا كتير يرغوا قبل ما ينزلوا و مره واحده مراد إنتبه ب تركيز و مصطفى بصّله بعدم فهم
مراد: انا عرفت رحاب ممكن نوصلها ازاى؟
مصطفى: ازاى؟
مراد قام جاب موبايله و إبتدى يقلّب فيه و مصطفى جنبه
مراد: الايميل اللى كنا عاملينه انا و انت و ليليان و رحاب و رامى و إتفقنا ده بتاعنا احنا الخمسه بس .. و لو حد عايز يوصل للتانى يوصله من خلاله لإن كلنا بنفتحه
مصطفى افتكر: ايوه صح
مراد: ثوانى انا بفتحه و هشوف اخر مره هى دخلته من امتى و نقدر منه نحدد مكانها.

مصطفى: ما يمكن ما فتحتهوش و
مراد قاطعه: اهو .. دى فتحته فعلا و من كذا يوم .. اسبوع تقريبا ..
مصطفى بص معاه ف الموبايل: ده معناه بعد ما سابت البيت .. ابن عمها بيقول إنها سايبه البيت من شهر تقريبا
مراد: تمام .. يبقا هى فتحته و هى برا و مش معقول غيّرت مكانها من اسبوع لدلوقت
مراد كلّم حد تبع شغله و فهّمه إنه هيديله ايميل و يعرفله اتفتح منين بالظبط و هو اخده منه و شويه و كلّمه
مراد: انت متأكد؟

عمار: ايوه .. ده اخر مكان إتعملت منه المحادثه اللى شوفتها
مراد بإختصار: خلاص سلام
مراد قفل معاه و اخد مصطفى و نزلوا ع العنوان اللى ادهولهم

عاصم بغضب: يعنى ايه متعرفش عنها حاجه؟ انت اتجننت يا نضال؟ مراتك و متعرفش هى فين؟
نضال بضيق: هو انا هحرسها يا عاصم؟ و بعدين ماهى اختك و بردوا متعرفلهاش سكه
عاصم: متقولش زفت .. كل اللى حصل و احنا فيه بسببها .. انا مش قايلك يا بنى ادم تخليها تحت عينك .. خرجت من المستشفى امتى و ازاى و من غير ما تعرف؟
نضال: معرفش اخر مره المستشفى كلمتنى و الدكتور بتاعها قالى إنها بقت كويسه يوم و هتخرج .. روحت تانى يوم ملقتهاش
عاصم بغضب: كلّم البهايم اللى كنت حاططهم لها حراسه.

نضال بضيق: قالوا ماشفوهاش
عاصم: انت غبى .. مشوفهاش بس ع الاقل شافوا مين دخلها .. مين زارها
نضال خرّج موبايله و كلّم حد و جاله
عاصم بصّ لنضال بغضب و رجع بصّ للراجل بحدّه: انت بتقول ايه يا حمار انت؟
الراجل: زى ما قولت لحضرتك .. هى تقريبا محدش زارها إلا الظابط ده اللى إسمه مراد
نضال بتهتهه: انا سألتها و هى قالت هو كان جاى يتطمن عليها و مشى على طول
عاصم: و هى لو جايلها عشان حاجه هتقولك يا غبى؟
نضال بصّله بقلق و سكت و عاصم بصّله كتير: انت تعرف ايه عن الزفت ده؟ ليه موتّرك اوى كده؟ كل ما تيجى سيرته تبقا مش على بعضك ليه؟

مراد اخد مصطفى و راح ع العنوان اللى أخدوه .. و اللى كان عباره عن شقه ف السكن الجامعى تبع جامعه القاهره .. و السكن ده ب اسم واحده اسمها مريم ..
و فعلا سأل لحد ما وصلها و رنّ الجرس
رحاب من جوه قامت تفتح و إتصدمت: مراااد ؟!
مراد اخد نَفس طويل و خرّجه مره واحده و إبتسم بغيظ: منك لله يا شيخه حرام عليكى دوّختينا عليكى
رحاب إبتسمت بأمل: انت كنت بتدوّر عليا؟

مراد إتضايق للحظه من اللمعه اللى لمحها ف عينيها و حبّ يطفيها بإرادته: طبعاا مش اختى يا حوّبا .. بعدين عايز تطفشى العريس قولي لأخوكى هو يقوم بالواجب .. شالله يطفشهولك من الدنيا بحالها .. لكن انتى اللى تطفشى يبقى عيب عليكى
رحاب إبتسمت بوجع: طب ادخل
مراد: لاء انتى اللى هتلبسى و تنزلى معايا .. انتى قاعده مع مين هنا اصلا؟
رحاب: دى صاحبتى .. هى قاعده هنا عشان دراستها
مراد بحدّه: يلاااا مستنيكى ف العربيه.

مراد نزل ركب عربيته جنب مصطفى اللى كان مستنيه تحت و استنوها
رحاب قفلت وراه .. حته جواها مبسوطه إنه إستغيبها و دوّر عليها و اهتم و حته تانيه موجوعه من رده فعله و كلمه أخته .. و برغم كل ده فضل جواها حتة امل
قامت لبست و لمّت حاجتها و نزلتلهم
إتفاجأت ب مصطفى معاه ف العربيه اللى وجوده قضى على حتة الامل الباقيه جواها .. و إنهم بيدوّروا كصحاب مش اكتر و ده وجعها .. و اما سمعتهم اتوجعت اكتر
رحاب إبتسمت ربع إبتسامه غصب و ركبت و مراد اتحرك بالعربيه و إبتدوا يرغوا
رحاب بإحباط: يعنى محسن هو اللى نبّهك إنى مش ف البيت؟

مصطفى لسه هيرد مراد إتكّى على إيده جنبه و مصطفى عشان فاهم الحوار سكت
مراد بهدوء: ايوه انتى عارفه إنى مضغوط و الشغل واخد كل وقتى .. انا مش فاضى اشوف نفسى اصلا عشان اشوف حد
رحاب بصّتله بضيق و دوّرت وشها للشباك و سكتت
مصطفى: صحيح يا رحاب ايه اللى حصل؟

رحاب كتمت دموعها اللى كانت إبتدت تلمع ف عينيها و حكت اللى حصل بينها و بين عمامها كله ..
مراد نفخ بضيق و مصطفى: ايه القرف ده؟ عينى عينك كده؟ لا ذوق و لا إختشا
مراد: اذا كان مفيش حُرمانيه لمال اليتيم يبقا هيبقى فيه ذوق؟
رحاب عينيها دمّعت من كلمه اليتيم و عيطت بصمت و مراد لمحها من مرايه العربيه و إتضايق من نفسه و من الكلمه اللى رماها: ايه يا حوبّا ما كلنا يتامى .. و لا انتى ناسيه انا ايه؟ ع الاقل انتى احسن منى.

رحاب إبتسمتله و مصطفى بصّلها: طب ناويه على ايه؟ ماهو اكيد يعنى مش هتقعدى على طول عند صاحبتك
قبل ما رحاب ترد مراد سبقها: دلوقت هاخدك على شقتنا انا ومصطفى .. و انا و هو متقلقيش هنروح بيت أبوه هنا هو كده كده مقفول لحد بس ما نشوف هنعمل ايه
مصطفى: مفيش مشكله
رحاب: بس
مراد بصّلها و هى سكتت تانى
مصطفى: طب و عمامها ؟ بكده هيوصلولها خاصة إنهم عارفين طريق الشقه و اكيد هيجوا
رحاب: عشان كده مجيتش .. عشان عارفه اول مكان هيتوقعوه او حتى يسألوكوا لإن مراد اللى خلصلى ورق بابا اللى يرحمه
مراد: متقلقيش سيبهوملى و احنا هنتصرف معاهم.

وصلوا الشقه و مراد طلّعها و هى دخلت و حطّت شُنطها جوه و خرجتلهم
مراد: احنا هننزل .. ورايا كام مشوار و هنعدّى عليكى نخرج ناكل برا
رحاب: بلاش .. انا تعبانه مش هخرج .. بعدين كده احسن عشان محدش ياخد باله ليكون حد منهم لسه هنا ف القاهره
مراد: قولتلك متقلقيش .. و عموما خلاص .. هنخلّص و اكلم مصطفى و اجيب عشا و نعدّى عليكى نتعشى سوا و ننزل احنا
رحاب إبتسمت و هما سابوها و نزلوا.

مراد نزل عمل كام مشوار و مصطفى راح على شغله .. خلّص على اخر الليل و كلّم مصطفى
مصطفى: قدامى نُصايه كده .. خلاص إسبقنى و انا هجيب عشا و انا جاى و احصّلك
مراد بضيق: متأخرش .. انا اصلا كنت مهدود و عايز انام لولا ان انا لازم اشوفها عشان افهّمها هتعمل ايه كنت روحت ..
مصطفى: خلاص يبقا نخلّص و نمشى على طول .. بس خلينا نحلّ الموضوع بتاعها بقا
مراد: تمام متأخرش بس و يلا.

مراد قفل معاه و كلّم رحاب قالها إنهم جايين و عايز يتكلم معاها شويه و يقولها هتعمل ايه
مراد قفل و رحاب إبتسمت بحُب و قامت عملت اكل بسرعه و مراد جاه .. رنّ و مرضيش يفتح إلا اما فتحت هى
مراد إبتسم: انا قولت طفشت تانى
رحاب غصب عنها ضحكت: لاء متقلقش هروح فين؟
مراد دخل و شمّ ريحه الاكل: ايه ده انتى عامله اكل؟ طب ليه؟ قولتلك هنجيب اكل
رحاب: عادى
مراد إبتسم و بتلقائيه دخل المطبخ و إبتدى يقلّب ف الاكل و غصب عنه إبتسم من ذكريات بدأت تروح و تيجى قدام عينيه .. ذكرياته مع غرامه ...إبتسم و إبتدى ينأنأ بسرحان.

رحاب لاحظت سرحانه و عشان متأكده إنه مش فيها إتضايقت و إنسحبت بضيق: انا هدخل اعمل حاجه عقبال ما مصطفى يجى
مراد حتى ما اخدش باله من كلامها و هى إتخنقت و مشيت على اوضتها
دخلت فضلت واقفه كتير و بعدها دخلت الحمام .. و قررت تاخد حمّام بارد يمكن يفوّقها
دخلت تحت الميّه .. سمعت خبط عالباب و خمّنت إنه مصطفى لإنه عارفه إنه جاى.. و عشان صوت الميّه مقدرتش تسمع تحديدا مين
و فجأه بتقفل الميّه بالصدفه سمعت اصوات كتيره و عنف و تكسير برا.

خلّصت حمّامها بسرعه و مسكت فوطه لفّتها على جسمها و لسه بتفتح باب الحمّام تخرج منه إتفاجأت ب باب الاوضه بيتزق بعنف لدرجة إتكسر .. لقت محسن ابن عمها قدامها و قبل ما تفتح بوقها بكلمه قرّب منها بهجوم و شدّها بعنف و جرجرها من شعرها بجسمها العريان و يدوب ملفوف بالفوطه و خرج بيها ع الصاله إتفاجأت بعمامها برا
محسن حدفها قدامهم بعنف نزلت ع الارض و من شدّه الوقعه الفوطه وقعت معاها و جسمها إتعرّى تماما
محسن بعنف: صدقتنى يابا .. اهى المحترمه بنت اخوك .. ف شقته .. ف اوضه نومه .. و بالمنظر ده عريااانه.

رحاب بصتلهم بصدمه و بصّت لعمها بدموع و هزّت راسها بقوه تنكر .. بس عمها كان جاى و واخد قراره من اللى سمعه .. طلّع مسدس من جيبه و وجهه ناحيتها و طلعت رصاصه مستعجله
مراد قرّب منها بسرعه و رحاب جريت عليه إستخبّت فيه و كانت عريانه تماما
و هنا الباب رنّ تانى و اللى دخل بص لمراد بصدمه و فجأه__

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 7 من 27 < 1 15 16 17 18 19 20 21 27 > الأخيرة





الكلمات الدلالية
رواية ، مارد ، المخابرات ، رومانسية ، إثارة ، تشويق ، حدود ،











الساعة الآن 05:03 AM