رواية مارد المخابرات الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الخامس عشر
همسه بين عاصم قدامها و روسيليا وراها و التلاته بيبصّوا لبعض بغموض همسه: البنت اللى بتموت جوه دى أبوها فين ؟ عاصم إتخضّ مره واحده من سؤالها و هى بصّتله بغموض عاصم بصّلها بإرتباك و بصّ لروسيليا اللى دوّرت وشها: اا.. أبوها ؟ أبوها مين ؟! همسه بشك: نضال ! اللى لا كان معاها ف المستشفى ساعه ما إتخطفت و لا كان معاها و هى بتتجوز و لا معاها دلوقت .. هو مش أبوها ؟!
عاصم إتوتر و هى بصّتله قوى و بصّت لمكان ما بيبصّ بحده لقته باصص لروسيليا .. بصّتلهم بشك .. نظراتهم غامضه هى مش عارفه تفسرها مش عارفه تفهمها حتى .. عاصم مردش و هى هزّت راسها بقلة حيله على دايرة عدم الفهم اللى إتكتّفت جواها و مشيت من وسطهم .. و عاصم و روسيليا بصّوا لبعض نظره طويله قوى .. المفهوم منها إنها كلها تهديد !
ليليان قعدت اسبوع ف المستشفى و نوعا ما إستقرت شويه ف خرجت على شقتها .. روسيليا عرضت عليها يرجعوا على روسيا سوا و اما ليليان رفضت بشده روسيليا صممت تفضل معاها .. عاصم اخد همسه و سافر .. مكنتش عايزه تسيبها ف حالتها دى .. حاجه جواها رابطاها بيها و مش قادره تسيبها و لا عارفه تبقا جنبها .. مصطفى رجع على مصر و مراد نزل معاه.
مصطفى رفع حاجبه: و ده ليه بقا ؟ مانا بتحايل عليك تقضّى اجازتك عندى و انت كل مره بتصمم انا اللى اجيلك .. اشمعنا ؟ مراد بتتويه: عادى يعنى .. بعدين الواد عمار و اسر و عمر و محمد العيال دى وحشتنى .. مبنتقابلش إلا ف المصايب .. مصطفى: العيال وحشوك .. ممم لا صدقتك مراد: كمان يحيى وحشنى مصطفى: اه على فكره بيسلم عليك جدا .. بيحبك جدا يحيى ده ..
ساعات بحسّه بيعتبرك اقرب من اسر إبنه مراد إبتسم: يحيي العصامى ده حبيبى .. يحيى ده نقطه و من اول السطر .. لولاه و لولا وقفته جنبى و مساعدته ليا مكنتش هبقا حاجه .. لولاه مكنتش هدخل اكاديمية الشرطه .. قابلته عيل تايه ف مرمطه شغل الورش و القرف .. بوقفته جنبى خلانى المقدم مراد مصطفى: و انت كمان لو مكنش عندك إصرار إنك تبقا حاجه مكنتش عمرك هتوصل للى وصلتله .. حتى لو وقف جنبك وزير الداخليه نفسه.
مراد إبتسم و سكت شويه: اه صحيح مفيش اخبار عن رحاب عامر .. من وقت ما نزلت مصر لا كلمتنا و لا بتجيلى اخبار منها مصطفى: و لا انا اعرف حاجه عنها .. إختفت مره واحده مراد بزعل: انا قصّرت معاها اوى .. أبوها وصّانى عليها و انت عارف هو كان ايه بالنسبالى .. كان المفروض ابقا جنبها اكتر من كده مصطفى: خلاص ننزل و نشوف اخبارها
مراد نزل مصر مع مصطفى .. قابل اسر و عمر و باقى العيال .. إتجمعوا و قضوا وقت مع بعض اسر غمز: خير يا طير .. رجلك خدت على هنا يا مارد مراد: و انت مال اهلك هى كانت بلد أبوك اسر: اه بلد ابويا امال بلد ابوك انت ؟ مراد بشرود: تفتكر ؟
مصطفى إنتبه لمراد و حب يتوّه: مممم ياعم سيبه ف حاله .. سيبه ف اللى هو فيه مراد بصّله بغيظ و اسر إنتبه للغة الحوار بينهم: اوبااا اوعى تقولى إنه .. إنه ... لالالا و دى مين دى اللى حضّرت المارد عمر ابن يحيي: اكيد جنيّه محمد: اوبس لا كده الحفله هتبقا عليك مراد بغيظ: جرا ايه يا بأف منك له .. انا قولت كده ؟ بص لمصطفى بغيظ: زفت بيهيّس يتاخدله على كلام ؟
اسر: يا عم القلب له احكام .. حتى ان حَبّ حمار بلجام مراد قام بغيظ: حمار ؟! عمر كتم ضحكته: بلجام حضرتك مراد كزّ على سنانه: حمار ؟!
عمر: لاء انت يا ترد يا تقوم تمشى لاحسن شكلك بقا بودان قوى اسر بخوف مصطنع: يخروبيت أبوك انت بتسخّنه .. الواد بيتحوّل تقريبا مراد قام عليه و هو جرى و التانى قام وراه و مصطفى وراهم و فضلوا يجروا ورا بعض .. هما صحاب اوى و من زمان جدا .. صحيح مراد عاش كتير ف روسيا و هما ف مصر بس هما دفعة مصطفى و منه إتعرفوا على مراد و من وقتها و هما صحاب ..
قعدوا كتير بعدها مراد روّح هو و مصطفى على شقتهم بس باله مشغول .. مكلمتهوش من كام يوم .. من يوم ما كلمته ف المستشفى مسمعش صوتها تانى .. هو اه صحيح مش بيبتدى هو .. بس هى بتاخد اول خطوه .. بتسأل .. حاول يراجع شويه .. معرفش يجمّع حاجه .. بس افتكر إنه قفل ف وشها يوم ما كلمته و من بعدها متكلمتش .. معقول زعلت .. و لا فيها حاجه !؟
مراد نفخ بزهق و مسك موبايله و لأول مره ميترددش .. كلمها بس مردتش .. حاول تانى بس مفيش .. قلق اكتر ف سابلها مسدج مختصره " انتى كويسه ؟ " غرام اول ما موبايلها رن منه إبتسمت اوى .. إبتسامة انتصار لقلبها .. كانت متراهنه إنه هيستغيبها .. متعرفش بعدت عشان تشوف كده و لا عشان إتضايقت من اسم ليليان اللى بقا يتكرر قدامها و متعرفش حاجه بس صممت متردش .. كانت عايزه تجيب اخره .. تشوفه يوم ما هتغيب هيدوّر و لا هيستسلم .. مكنتش هتبعد بس عايزه تشوف هى وصلت جواه لفين
وصلتلها المسدج و بعد ما كانت هتفتحها إتراجعت بمكر و قراتها من برا و سابتها غير مقروءه عشان تشوف رد فعله غرام إبتسمت بمكر: ماشى يا مرادى .. اما نشوف انت و لا غرام ؟!
مراد نفخ بضيق .. مش عارف يوصلها .. ساب الموبايل و حاول ينام بس مفيش .. منين هيجى النوم ؟ الليل كله عدّى و هو بيتقلّب من جنب للتانى قام الصبح لبس و نزل .. هو خلاص جاب أخره .. اخد عربيته و مشى لحد ما وقف قدام الاستديو تبع شغلها اللى قالتله عليه .. أقنع نفسه إنه هيشوفها من بعيد و يمشى .. يتطمن بس إنها كويسه .. فضل كتير ف عربيته و الاخر لمحها .. اكتشف إنها كانت وحشاه جدا ..
شقاوتها هزارها ضحكها جنانها تريقتها .. كل حاجه .. حاول يمنع نفسه بس فشل نزل بتردد و قبل ما يتراجع لمحته ف رفعت حاجبها ب إبتسامه: ممممم تصدق طلعت بتفهم اهو مراد ببرود مصطنع: ممم نعمم غرام بغيظ: بردوا ؟ مراد ضحك اوى: اعمل ايه و الله إتعودت مش اكتر غرام بغيظ: لإنك طول الوقت مع الشاويش فلان و العسكرى علّان و مش عارف مين ..
إنما متعودتش تتعامل مع الجنس الرقيق .. مراد ضحك اوى و هى كمان بس افتكرت اسم ليليان ف كشّرت: و لا على ايه ؟ ما الحكايه فيها ليليان و بتاع المفروض إنك متعود مراد هنا فهم: مممم طب اركبى غرام بغيظ: لاء مراد: اكيد مش هنقف كده فُرجه للرايح و الجاى مش إستعراض هو غرام بعِند: بردوا لاء مراد ببرود مصطنع: مممم طيب براحتك
سابها و لفّ و راح على عربيته ركب و لسه هيقفل الباب .. لقاها قرّبت بغيظ و هى بتكزّ على سنانها .. مراد بضحكه همس: استر يارب غرام بغيظ: ايه براحتك دى ؟ ايه براحتك ؟ مراد: اعملك ايه طيب ؟ غرام بغيظ: تعملى ايه طيب ؟! تتحايل عليا .. تترجانى .. تقولى مالك اقولك مفيش .. ترجع تقولى تانى مالك ارد تانى ب مفيش .. لحد بتاع ميه و خمسين ميتين مره و من غير ما تزهق مراد رفع حاجبه: و بعدها ؟! غرام ببراءه مصطنعه: اكيد بعد الميتين مره انا اللى هزهق و اقولك
مراد حط إيده على راسه بضحك: طب لفّى و اركبى .. ماهو اكيد مش هسمّع الميه و خمسين مره ف الشارع .. ده انتى بشكلك ده هتعدّيهم ورايا غرام بعِند: لاء مراد رجّع ضهره ع الكرسى لورا و إبتسم لمناغشتها و مره واحده عمل نفسه هيدوّر العربيه و ف حركه سريعه كانت نطت جوه العربيه بس من ناحيته .. الباب اللى ناحيته كان مفتوح زقتّه و نطّت مكانه و شدّت الباب مراد إستسلم لشقاوتها بس رفع حاجبه و هى ببرود قفلت الباب و حطّت حاجتها و إبتدت تدوّر العربيه غرام بغيظ: ماهو الذوق بيقول تنزل تفتحلى الباب و تقف اما اركب كمان ..
و طالما انت معندكش خبره ف التعامل مع البنات الرقيقه هعلّمك بس بطريقتى مراد بتريقه: و هى دى طريقتك ؟ ممم طب اطلع ياسطى غرام طلعت و مراد جنبها بيبصّلها مبتسم و عيونه بتلمع مراد ابتسم: هنروح فين بقا ؟ غرام: انت متسألش .. طالما جيتلى لحد عندى يبقا اليوم ده بتاعى و بس .. انا اللى اقرر مراد: ممم و بعدين؟ غرام: هنروح الاول ناكل حاجه و بعدين
قطعت كلامها لما مراد ضحك اوى: أسألك سؤال وتقولي الصراحة ؟ غرام ب هزار: انا لما حد يقولي أسألك سؤال وتقولي الصراحة السؤال ده بيخليني أفكر ف الكدبة قبل ما أجاوب مراد ضحك اوى: لا بجد .. على كده بقا بتعرفى تطبخى ؟! غرام ببراءه مصطنعه: امااال .. بس الحاجات الخفيفه .. بيض مكرونات اندومى نواشف كده يعنى .. ده انا يتعملى تمثال يابنى
مراد رفع حاجبه: و ده اسمه طبخ ؟ و الله اللي مفكره الاندومي والبطاطس المحمره وقلي البيض طبخه دي بقي يتعملها تمثال خشب ويتكسر ع دماغها .. غرام بهزار: يوووه مراد بتريقه: مممم و على كده بقا مبتاكليش إلا دول بس و لا بتحبى ايه ؟ غرام بضحكه عذبه: عارف انت السؤال اللي ما بقدرش اجاوب عليه ايه اكلتك المفضلة ؟ الاخضر واليابس حضرتك .. بلاش إحراج بئا
مراد إنفجر ف الضحك و هى بتكشيره مصطنعه: خلاااص انا قررت هعمل ريجيم مراد إتريق: ممم كووويس، و هتبدأى امتى ؟ غرام مطّت شفايفها بضحكه مكتومه: ﻻاء انا لسه مقررتش هبدأ امتى .. بس قررت و خلاص مراد ضحك و هى ضحكت بتريقه: ماهو كان فى شيطان موسوس ف دماغ البنات و مفهمهم ان اما يجى رمضان هيخسوا لوحدهم .. بس تقريبا الشيطان ده هيسلم على إيدينا
مراد ضحك اوى و مره واحده ضحكته إنقطعت لما إلتفت ف المرايه و لمح عربيه وراهم غرام لاحظت سكوته فجأه و إنتباهه جنبه.. بصّتله و بصّت للمرايه و بتلقائيه بصّت وراها .. و هنا إبتدى ضرب النار يتوجّه عليهم بعنف مراد إلتفت وراه لمح كذا عربيه بيقرّبوا منه بسرعه و بيحاوطوه .. العربيات كانت كتير جدا و مش بتضرب بعشوائيه .. لاء دى بتضرب عليه نار بشكل حيوى .. يعنى حد عايزوه يموت ..
فجأه عربيه طلعت قدامه ضرب فرامل جامد.. العربيه فضلت تلفّ حوالين نفسها .. مراد إتحكّم و وقّف العربيه عدّت عربيه من جنبه .. مراد كان عامل حساب طوارئ زى دى و شايل مسدس ف العربيه .. خرّجه بسرعه و إبتدى يتعامل بس هنا لمح العربيه بتقرّب الناحيه التانيه من جنب غرام .. مراد حط إيده على كتفها بضهرها و نزّلها ف العربيه تحت و قعد مكانها و إبتدى يسوق هو ب إيد و المسدس ف الإيد التانيه أخد نَفس طويل و إدّى لنفسه ثقه إنه هيعرف يلمّ الموقف ..
كان معاهم سلاح و وقفوا حاوطوا عربيته و فضلوا يضربوا عليه نار .. مراد قفل كل إزاز العربيه و بقى يبص حواليه كذا عربيه قدامه و جنبه من كل جهه .. مابقاش عارف يتحرك ازاي .. بلع ريقه و إبتدى يفكر بشكل سريع هيخرج من الموقف إزاى .. مره واحده بص لغرام قدامه .. حس إنه ف اختبار ع الاقل لو مش قدامها ف قدام نفسه .. لازم يثبت لنفسه قبلها إنه حتى لو شغله خطر ف هيعرف يحميها .. ع الاقل عشان يكسر حاجز الخوف اللى متملّك منه دوّر العربيه بسرعه و رجع بيها خطوات سريعه لورا .. فضلوا يضربو عليه نار بقى يسوق بسرعه جدا
غرام ناخّه برجلها ف ارضية العربيه و حاطّه إيديها على بوقها كاتمه ضحكتها .. مراد كان مركز اوى مع اللى وراه و اللى كانوا اكتر من عربيه و مركز كمان ف السواقه بس مقدرش يمنع نفسه إنه يبصّلها
مراد ب غيظ من ضحكتها: مممم نعممم ؟ غرام برّقت: بردوا ؟ بردوا ؟ لالا طالما الكلمه كمّلت معاك لحد هنا يبقا افقد الامل انا مراد ضحك غصب عنه: بذمتك ده وقته؟ غرام: ماله وقته ؟ حلو وقته .. لذيذ وقته .. هو فى احلى من كده .. اكشن بقا و حركات مراد إنشغل بكلامها ثوانى و ده كان كفيل ينشغل و مياخدش باله من العربيه اللى قصاده و الرصاصه اللى طلعت و لسه هيوجّه مسدسه الرصاصه جات ف إيده
مراد كتم صرخته .. بصّ وراه لاحظ إنهم اكتر من عربيه و هو إتصاب و ف إيده و ده هيعجّزه و معاه غرام اللى إبتدى يخاف بجد عليها .. هنا فتح العربيه من تحت و طلّع حاجات و إبتدى يولّع فيها و يحدف ع العربيه اللى وراه و يصوّب المسدس ناحيه العَجل و ثوانى و كانت مولعه .. و طلع تانى و حدف ع التانيه و زيها ولّعت و كذا مره لحد ما خلص منهم و بعدها إتنفس بصوت عالى و إبتدى شويه شويه يسوق بهدوء مراد بصّلها بغيظ: ايه رأيك فى احلى من كده يا بتاعة الاكشن ؟
غرام بهزار من بين دموعها اللى إبتدت تنزل اما لمحت إيده إتعورت: لا اكشن ايه بقا .. انا اخرى ف الاكشن احدف البطاطس ف الزيت و اطلع اجرى مراد ضحك اوى و مسك إيده بوجع .. و هى قامت مره واحده و هنا خبطت ف سقف العربيه مراد من بين ضحكُه: احيييه على بتاعة الاكشن
و هنا لمح كدمات ف قورتها و وشها .. ميّل عليها بقلق: ايه ده ؟ من ايه ؟ غرام بهزار: لا دى ضريبه الاكشن متقلقش مراد إبتسم من بين قلقه: انتى فيكى حيل تهزرى ؟
اخد طريقه للمستشفى و هى طلعت براحه جنبه .. بتبصّ لجرحه ف إيده اللى بتنزف و مش عارفه تعمل ايه .. خرّجت مناديل ورق و بتمسح الدم من إيده براحه مراد إتنهد بغيظ بصوت عالى: هو ده اخرك ؟ يا ختاااااى غرام بدموع: بتتريق ؟ هو ده وقته ؟ مراد بيقلد صوتها بتريقه: ليه ما حلو وقته .. لذيذ وقته .. هو فى احلى من كده .. اكشن بقا و حركات غرام بضحكه دموع: لا مانا اعتزلت الاكشن خلاص مراد ضحك بصوته كله و هى بصّتله بغيظ و شويه شويه قدام ضحكته تاهت معاه ف الضحك و هو بتلقائيه ضمّها عليه بقلق عليها من اللى جاى معاه ..
وصلوا المستشفى و مراد اخدها و دخل .. دخله دكتور و إبتدى يتعامل معاه و يخرّج الرصاصه اللى كانت بعد كفّه بشويه خلّص و كان مرجّع ضهره لورا و حاطط إيده التانيه على راسه و مغمض .. غرام جنبه بتبصّله بدموع و قلق مراد و هو لسه مغمض: لاء مش محتاجه ده كله .. ماهو الرصاصه ف إيدى مش ف قلبى غرام بلهفه: يسلملى قلبك.
مراد فتّح عيونه مره واحده من رعشة صوتها و إتنهد لإنه من اللى شافه ف عينيها عرف إنه كان غلطان لما حاول يقنع نفسه إنهم هيبقوا صحاب و بس طالما مش عارف يبعدها مراد إتنهد: الدكتوره مشافتش وشك اللى إتشلفط ده ليه ؟ الدكتوره: مرضيتش إلا اما انت تخلص
الدكتوره قرّبت منها و إبتدت تطّهر الكدمات اللى ف وشها و كان فى جرح صغير اخد غرزتين و مسحت وشها و قامت و مراد اخدها و خرجوا غرام راحت ناحيه عربيته و هتقعد مكانه تسوق مراد رفع حاجبه: مممم نعمم ؟ غرام بغيظ: ياختااااى لاء انا مش هناهد معاك تانى مراد إتزنق فيها و قعد مكانه و هى إضطرت تبعد شويه و ساق هو و مشيوا مراد: هاا هتروحى على فين ؟ غرام: اسمها هنروح على فين .. و بعدين مش هتفرق
مراد إبتسم لإنها واثقه فيه كده و هى بوّظتها عليه: ايه حته المهم ناكل لاحسن انا واقعه مراد بغيظ: لاء ده انا اللى هزقّك اوقّعك تحت العربيه و اخلص ضحكت اوى و هو من بين غيظه إبتسم اوى و مشيوا ..
اخدها كافيه راقى جدا و هادى .. إتغدوا و شربوا حاجه و إبتدوا يتكلموا كتير .. كتير جدا .. ف حاجات كتير .. مراد كان متحفّظ جدا ف الاول بس إبتدى يستجيب لتلقائيتها .. و هى إتكلمت كتير عن كل حاجه تخصها .. شغلها دراستها حياتها بيتها اهلها الحاجات اللى بتحبها حتى صحابها .. كأنها كتاب و فتحته قدامه و سمحتله يقرا و مراد إندمج جدا .. مراد: انا ملاحظ إنك على طول بتجيبى سيرة خوالك .. مفيش عمامك .. حتى ابوكى.
غرام إتنهدت ب اسف و هو حسّ إنه أحرجها و حبّ يغير الموضوع بس هى لحقته: يمكن عشان ماليش اعمام .. بُص هو عم واحد .. مش عَم اوى مراد رفع حاجبه و هى إبتسمت بحب: عمو مراد .. هو مش اخو بابا بس زى الاخوات و صحاب جدا من زمان و كان جوز اخته اللى يرحمها.. ف قريبين من بعض جدا و بالتالى بعتبره عمى مراد: مممم و ابوكى ؟ ليه بعيده عنه كده ؟
غرام سكتت كتير و هو احترم سكوتها: بُص هى الحكايه مفهاش كتير .. هو شغال ف المجال بتاعك ده .. ف المخابرات بس هنا ف مصر .. مهاب السويدى اكيد سمعت عنه .. كان متجوز قبل ماما و مخلّف كمان .. معاه مازن اكبر منى .. اتطلقوا .. كان اخر طلاق ليهم و مكنش فى حل غير ان مراته تتجوز محلل عشان ينفع ترجعله و عاندوا قصد بعض و انفصلوا .. بعدها بابا اتعرف على ماما و اتجوزوا ..
او تقدر تقول ده كان جزء من العِند لإن مراته الاولى كانت إتجوزت .. بعدها إتطلقوا هو و ماما تقدر تقول لمجرد إنها حملت فيا .. مكنش عايز خلفه تانى .. او يمكن كان بيتلكك .. اصل ماما عرفت بعدها ان مراته الاولى إتطلقت بعد جوازها بسنه و خلاص بقا ينفع يرجعوا لبعض .. و فعلا رجعوا و ساب ماما !
مراد: مكنش ينفع يكمّل مع الاتنين حتى ؟ غرام إبتسمت بدموع لمعت ف عينيها: اذا كان مكملش معايا انا هيكمّل مع ماما ؟ خرّج نفسه برا دايرة حياتى .. بقيت بسمع عنه بالصدفه لحد اما ماما بطّلت تستناه ف بطّلت تتكلم عنه و انا بطّلت اسمع عنه و فهمت إنه مش جاى .. بقيت بعرف اخباره من برا لدرجة ان اما حد يعرف إنى بنت مهاب السويدى بيتفاجئ مراد: مش بتشوفوا بعض ؟ بتزوريه بيزورك كده يعنى غرام: بيزورنى دى لاء خالص .. بزوره .. يعنى كنت الاول بتحمّس اعمل ده بس بعدها بقت زيارتنا تخف شويه شويه لحد ما إختفت
مراد بشرود: و انتى متضايقه ليه كده ؟ احسن من مفيش غرام: و هو كده فيه عشان يبقا احسن من مفيش ؟ مراد بشرود: ااه .. كفايه ان في إسمه .. إنك شايله إسمه و عارفاه غرام بصّتله قوى و حست ان فى ورا كلامه كلام تانى بس محبتش تتكى عليه و تبوّظ اليوم
قضّوا كل اليوم مع بعض .. اليوم كان لذيذ .. و مراد حسّ هنا ان اخر مقاومته بتقع .. يمكن الموت اللى كان مقرّب منه و اللى لسه ميعرفش سببه هو اللى زقّه ناحيتها .. خلّاه يخاف .. كان عنده قابليه لإنه يعيش لوحده .. بس يموت لوحده دى الجرح اللى حطّت إيديها عليه خلّصوا و مراد اخدها لمكان شغلها مراد: مسألتنيش رايحين فين ؟
غرام: و اسأل ليه ؟ مش انا معاك .. خلاص مراد إبتسم: عموما رايحين مكان ما خدتك غرام بإستغراب: شغلى ؟ ليه ؟ مراد بغيظ: ياختااى .. عربيتك غرام ضحكت و وصلوا بس ملقوش العربيه
مراد رفع حاجبه و هى زمّت بوقها ب ضيق لإنها فهمت خاصه لما إنتبهت لموبايلها اللى فصل غرام لفّت و ركبت و هو ركب: ايه ؟ غرام: لا متقلقش .. ده حد من خوالى اكيد بعد ما كلمونى و لقوا موبايلى مقفول مراد: عملتلك مشكله ؟
غرام: لاء خالص .. سكتت شويه: انت فاكر يعنى إنه نوع من الاهتمام و كده و لا حد فيهم اصلا اللى جاه اخدها.. لاء خالص ده اكيد بعت حد يشوف مبردش ليه و اما ملقنيش و لقا العربيه اخدها ع البيت عشان يوصّلى إنه عرف إنى كنت طول اليوم برا مراد: طب ماهو ده بردوا اهتمام.
غرام بضيق: او سيطره .. برستيج بقا و كده .. سيبك انت اليوم كان من اجمل ما عيشت و مش عايزه اعكره مراد بصّلها قوى و إبتسم بقلق عليها و سكت.. وصّلها لقبل البيت شويه و وقف: اكمّل ؟! غرام إبتسمت: عندك إستعداد ؟ مراد سكت شويه: لاء .. دلوقت لاء
غرام حسّت إنه مش ده اجابه سؤالها .. ده اجابه السؤال اللى ورا سؤالها ف إبتسمت لفكرة إنه بقا عنده استعداد بس الفكره ف الوقت غرام: هشوفك تانى صح ؟ مراد: ان شاء الله غرام: لاء انا عايزه اشوفك .. مش هينفع تتساب على طول للظروف مراد رفع حاجبه: طب مانا قولت ان شاء الله غرام بهزار: لاء هنا ان شاء الله يعنى لاء.
مراد إبتسم: استغفر الله بوظتوا المفاهيم .. عموما سيبيها على ربنا .. زى ما بيرتبها كل مره اكيد هيرتبها .. مين عارف مش يمكن يرتبها اقرب من ترتيبنا احنا غرام إبتسمت: اقرب امتى ؟ هيكون إنهارده مثلا ؟! مراد رفع حاجبه: تانى ؟ اكتر من كده ؟ مزهقتيش ؟
غرام هزّت راسها بإبتسامه و هو إبتسم و نزلت .. فضل متابعها لحد ما وصلت و بعدها اخد نفسه و مشى !
مراد روّح ع شقته مبسوط من اليوم كله .. تفاصيل اليوم مُبهِجه .. حسسته بالحرمان اه .. حسسته بلخبطه جوه اه .. بس حسّ ان زى العطشان اوى و إستسلم للموت من العطش و مره واحده ظهر قدامه ميه خايف يمد إيده و يشرب و بعدها يعطش تانى و ميلقيش بعد ما داق و إرتوى و خايف يسيبها و يموت و ساعتها هيبقا مات من الحرمان مش من العطش .. لسه حته جواه متردده ملغبطه شويه و مصطفى وصل: يابنى انت فين ؟ من وقت ما كلمتنى و عرفت منك اللى حصل و انا مش عارف الاقيك
مراد: مش طمّنتك ؟ عايز ايه تانى ؟ بعدين انا كلّمتك لا يكون انت كمان حصل معاك حاجه ؟ مصطفى سكت شويه: معرفتش تبع مين ؟ مراد هز راسه بتفكير و مصطفى إتردد شويه: اما روحت المكان لقيت عربيه من اللى كانوا وراك و تقريبا فى شك فيها مراد ببرود: شك ازاى ؟ مصطفى: تبع مصانع الشرقاوى اللى هنا !
مراد هزّ راسه و مصطفى بإستغراب: متفاجئتش يعنى ! مراد بتفكير: بعد وقفتنا مع ليليان توقعت كده .. كل مره بتتأذى محدش بيلحقها غيرنا .. يعنى احنا زى الشوكه ف الزور اللى لازم تنكسر مصطفى بقلق: و احنا مش هنسيبها صح ؟ انا مش هتخلّى عنها مهما حصل .. دى اختى مراد بصّله بشرود: لاء مش هنسيبها .. بس لازم نفهم بقا عشان الموضوع كده بقا مريب مصطفى غمز: ممم طب ايه ؟ مش هتقولى بردوا كنت فين طول اليوم ؟
مراد رفع حاجبه بعِند: لاء .. و بطّل تسأل كتير .. انت مش قولت سيب نفسك .. اهو سيبت نفسى و ربنا يستر بقا مصطفى بهزار: طب يلا يا سايب .. العيال مستنينا هنسهر للصبح مراد: ما تجيبهم نسهر هنا مصطفى هز راسه بتريقه: هناا ؟! لاء انا قولت سيب نفسك مش اربط نفسك .. يلا يا عم هنا مين .. ده الكباريه ملغّم مراد افتكر غرامُه و إبتسم بس قدام إصرار مصطفى و صحابه اللى مبطلوش رن إضطر ينزل معاهم
لبسوا و راحوا ع الكباريه و إتجمعوا هناك .. مزيكا و رقص و تنطيط بس مراد باله ف حته تانيه
غرام بعد مراد روّحها دخلت البيت بهدوء .. طلعت على اوضتها و ثوانى و دخلت امها وراها أمها: ايه يا غرام كنتى فين من الصبح ؟ خالك ودانه بتطق نار غرام إبتسمت ببرود: عادى كنت برا أمها: ايوه يعنى برا فين ؟ و هو متضايق ليه كده؟ غرام: و مسألتهوش ليه ؟ أمها: مقاليش بس شكله ميطمنش .. عموما يلا غيّرى و إنزلى عقبال ما احط الاكل
غرام بعد ما كانت هترفض إتراجعت بضيق .. لبست و نزلت كانوا خوالها عدّى و اللوا شاكر و سيف إبنه قعدوا و هى قعدت بهدوء و إبتدوا ياكلوا بصمت .. خالها شاكر بيبصّلها بغموض و هى ملاحظه و فاهمه بس متجاهله شاكر: انا بعتت جيبت عربيتك لهنا ؟ عُدّى: صحيح يا غرام انا كلمتك اكتر من مره على اوقات مختلفه و موبايلك مقفول .. كنتى فين ؟ سيف بصّلها و هزّ راسه بتريقه و سكت غرام بهدوء: كنت مع مراد !
خالها شاكر حطّ المعلقه من إيده و بصّلها قوى و هى بصّتله ببرود سيف بغضب: اه انتى قولتى يعنى اكيد عرف ف مفيش داعى للف و الدوران غرام بحده: انا عمرى ما كان ليا ف اللف و الدوران .. مش اسلوبى سيف: و ايه هو بقا اسلوبك ؟ شاور على الجرح اللى ف راسها .. ده بقا اسلوبك ؟ البلطجه غرام بحده: معتقدش إنه يخصّك .. و احترم نفسك ف كلامك معايا يا سيف.. و قولتهالك قبل كده يا تتكلم بذوق يا تبطل كلام معايا شاكر بصّله: ملكش دعوه انت.
و رجع بصّلها: طيب صراحتك تمام على عينى و راسى بس ده مش معناه ابدا ان اللى عملتيه صح غرام: و ايه اللى عملته غلط ؟ واحد كان المفروض ف بينا شغل قاطعها سيف بحده: و هو فين الشغل ده ؟ غرام: اعتذر عنه و انا تقبّلت عُذره .. و عزمته ع الغدا و خرجنا إتغدينا سيف بغيظ: عزمتيه ؟ غرام: ايوه .. كلمنى و اعتذر و انا من باب الذوق عزمته و هو قِبل شاكر: و موبايلك ؟
غرام: فصل شحن سيف: ده انتى مجهزه ردودك كويس غرام بحده: لأخر مره هنبّهك إنى مش هقبل طريقتك دى
شاكر بصله بغضب و رجع بصّلها بغموض: و انا مصدقك .. عشان زى مانا عارفك ف عارفُه كويس اوى .. و عارف ان تفكيرك ارقى من إنه يحدفك ف سكته .. و هو مهما عمل ف مش هيعرف يجيبك لسكته الوسخه لإنك غيره و غير سكته و غير اى واحده من المذبله اللى هو عايش فيها .. ده لا نسب و لا اصل و لا حد يعرفله اهل .. عيل ابن حرام يعنى .. غرام بصّتله بحده و هو كمّل ببرود: اه ابن حرام .. و هو اللى يترمى ف ملجأ و لا اب و لا ام يبقا جاى منين غير الحرام .. و اهو طالع شبه أبوه ايا كان مين ..مغروز ف الحرام
غرام بصّتله بضيق و سكتت بس مقدرتش ف إندفعت بهجوم: ليه ؟ ايه المذبله ف حياته ؟ تعرف ايه عنه مخليك تهاجمه كده ؟ عرف كام واحده و ( بصّت لسيف بتريقه ) و الله حتى لو .. ف مش لوحده اللى بيعمل كده .. و كفايه إنه لا متجوز و لا خاطب شاكر بهدوء: و انتى عرفتى منين انه لا متجوز و لا خاطب ؟ غرام إرتبكت: عادى .. الكلام جاب بعضه سيف بتريقه: و من امتى بقا و انتى رأيك ان الواحد طالما مش متجوز و لا خاطب يبقا براحته ؟
فين الشعارات بتاعة الاحترام و الاخلاق و الدين و الاخلاص و يعمل كده لنفسه ... ايه بسرعه الاخلاق إتجزّئت؟ غرام: مش شايف نفسك برا الموضوع خالص شاكر بغموض: هو حر .. ميخصّناش .. ده واحد مالهوش حُرمه .. ده كان هيموت لولا ستر ربنا .. و مشى من قدام الموت ع الكباريه
غرام بصّتله اوى و هو سكت شويه و بصّلها بترقُّب: اما مردتيش بعت حد يشوفك و عرفت إنك ركبتى معاه عربيته غرام بمقاطعه: ممم و فضل ورايا طول اليوم و نقلك اخبارنا بدقّه شاكر: و قالى إنه ف الكباريه ف معجنه قرف هناك .. زى عادته يعنى .. مضيّعش وقت حتى سابها و قام و هما خلّصوا اكل و قاموا و هى طلعت اوضتها بخنقه .. رايحه جايه بضيق .. رنّت على مراد مره ورا مره بس مبيردش
قامت مره واحده لبست و نزلت اخدت عربيتها و خرجت .. خالها حسّ بيها خارجه بس مرضيش حتى يسألها لإنه عارف كويس هى رايحه فين .. ف سابها عشان الموضوع ده ينتهى من غير حتى ما يبتدى ! اخدت عربيتها و راحت الكباريه اللى خالها قالها عليه ..
وقفت كتير برا و إترددت تدخل .. لفّت و ركبت عربيتها ترجع بس مقدرتش تمنع نفسها .. ف نزلت تانى و دخلت
دخلت جوه و إبتدت تلف بعينيها بقرف للمكان و اللى فيه .. كل اللى فيه سكرانين و عريانين و رقص و خمره و رقاصين .. و من وسط ده كله عينيها لمحته بكاس ف إيده وسط لمّه صحابه و لمّه رقاصين حواليهم و حشيش و الكل ضايع
مراد بيتلفت مره واحده و هو بيضحك و الكاس ف إيده و هنا لمحها بتبصّله قوى بعيون مدمّعه بعتاب .. و إتلاقت عيونهم ف نظره طويله اووى .. و بعدها مشيت من قدامه بسرعه لبرا مراد إتنهد بضيق .. إتردد كتير يروح وراها .. عقله بيقوله سيبها و بكده هتعمل هى اللى انت معرفتش تعمله .. معرفتش تبعد انت هى هتبعد .. و قلبه إتمرد ..
فضل متجمد مكانه شويه قلبه كأن حد بيعصره و بتلقائيه شاف لقطات من حياته قبلها .. حياته بضلمتها و وحدتها قبل ما هى تنوّرها .. شاف الموت و هو بيحوم حواليه .. و الاصعب من ده كله شاف لقطات من ذكرياته المدفونه جواه .. و هنا مقدرش يستنى اكتر من كده و لا قدر يستحمل خيبة الامل اللى شافها ف عينيها
مراد قام فجأه و مصطفى لسه هيقوم وراه شاورله يقعد و طلع بسرعه وراها .. لمحها لسه ف عربيتها كأنها مستنياه بس بتعيط .. إتنهد بإرتياح على فكرة إنها مستنياه رغم ده كله .. إنه دايما بابها مفتوحله و دايما له فرصه تانيه عندها .. و هى بصّتله و دوّرت وشها .. راحلها و ركب معاها و هى اخدت العربيه بهدوء و مشيت .. فضلت تلفّ كتير بصمت و هو كمان ساكت لحد ما وصلت لمكان وقفت فيه بصّتله بهدوء: مش عايز تقولى حاجه ؟!
مراد سكت و هى إستنته شويه و فتحت و نزلت وقفت و هو نزل وقف وراها غرام سكتت كتير: اهلك فين يا مراد ؟ مين ؟ لوحدك ليه ؟ ليه غامض كده ؟ ليه دايما ساكت ؟ و ليه مش عايز حد حتى انا ؟ ليه مش عايز حاجه لدرجة بايع حياتك للموت بسهوله كده ؟ ليه سهر و شُرب و سُكر ؟ بتعمل كده ليه ؟ عايز ايه من ده كله ؟
مراد كان واقف وراها و هى بتتكلم .. لفّت ناحيته و هنا لمحته مغمض عينيه قوى بعنف كأنها بيحبس حاجه جواها بالعافيه .. ندمت حسّت إنها إتكّت على جرح جواه بس لازم تفهم .. قربت منه بتلقائيه و إتّكت على إيده براحه كأنها بتديله الامان يفتحلها قلبه .. بتديله الامان اللى يمحى الخوف اللى سيطر عليه من كلامها .. فتّح عينيه براحه و هنا لمحت فيها قهره و وجع لو خرجوا من عينيه هيغرقّوا الدنيا بحالها غرام إبتسمت بعشق: افتحلى قلبك يا مراد .. افتحلى قلبك و خرّج كل اللى انت دافنُه جواه .. هترتاح .. مش هتندم
مراد غمض عينيه و رجع بذاكرته ل ورا قوى .. ل ورا ال 19 سنه و اخد نَفس طويل .. طويل قوى و إبتدى يخرّجه واحده واحده على هيئه كلام:
رواية مارد المخابرات رومانسية إثارة تشويق بلا حدود
رواية مارد المخابرات الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل السادس عشر
غرام إبتسمت بعشق: إفتحلى قلبك يا مراد .. إفتحلى قلبك و خرّج كل اللى انت دافنُه جواه .. مراد بصّلها بوجع: في ﺯﻋﻞ بيخلّى الواحد ﻋﺎﻳﺰ يكلم ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ اللي يعرفهم ﻋﻦ ﺍﻟﻲ ﻣﻀﺎيقُه ﻋﺸﺎﻥ ﻳﺨﻔﻔﻮﺍ عنه .. ﻭﺯﻋﻞ الواحد بيشيله هو يتخنق ﺑﻴﻪ ﻟﻮﺣﺪه ﻋﺸﺎﻥ ﻣﺒﻴﺘﺨﻔﻔﺶ ولا يتحكي أصلآ ! غرام: طب جرّبنى .. هترتاح .. مش هتندم مراد رجع بذاكرته لورا و إتنهد و اخد نَفس طويل.. طويل قوى و إبتدى يخرّجه واحده واحده على هيئه كلام .. شرد و افتكر ذكريات مدفونه جواه بقهره من 19 سنه.
Flash baak
عيل عنده خمس سنين متمدد على سرير ف المستشفى و متوصّل ب اجهزه و فجأه رمش كذا مره و إبتدى يفوق و صرخ بصوته كله: اااااااه دخلت عليه ممرضه اللى إتفاجئت بيه بيفوق بعد ما قلبه وقف و اعلنوا موته و كان دقايق و هيترمى برا المستشفى و الله اعلم كان هيلاقى اللى يندفنه و لا هيعفّن ف الشارع !
الممرضه بسرعه ندهت دكتور جاه معاها و إتأكد من إنه لسه عايش و إبتدى ينعشه و يسعفه ب اكسجين عشان يرجع للحياه مره تانيه قعد اسبوع ف المستشفى ع الحال ده لحد ما قرروا يخرّجوه و هو مش عارف رايح فين و لا على مين
بيعيط بحًرقة طفل عنده اقل من 5 سنين لوحده من غير اهله اللى مش عارف يوصلهم و لا يعرف عنهم تفاصيل دقيقه ممكن توصّله ليهم مراد بتعب بيغمض و يفتح بالعافيه بإرهاق: انا هنا فين ؟ ايه اللى حصل ؟ الدكتور بتأفف: جيت ف حادثه مراد بتوهان: مين جابنى هنا ؟ مين اللى معايا ؟ الدكتور بزهق: معرفش مراد بتوسّل: ودينى لأهلى طيب الدكتور بضيق: معرفهومش و اللى كانوا معاك ف الحادثه حد اخدهم و خرجوا مراد بصدمه طفوليه: و سابونى ؟
الدكتور نفخ: قلبك وقف إفتكروك ميت ف حد جاه خدهم و مشى .. و غور بئا اما اشوف هعمل فيك ايه مش ناقصين مصايب تتحدف مراد بهمس لنفسه: بابا سابنى ؟! جاه خدهم و سابنى ؟ إفتكرنى مُت و سابنى مراد مسك دماغه بتعب و مناخيره ابتدت تنزف: مين كان معايا هنا ؟ بابا و ماما فيين ؟ الدكتور رفع موبايله كلّم حد بغضب و نبره شبه متأففه: الولد لازم يخرج .. لو قعد اكتر من كده هيعملى و يعملك مشاكل اللى ع الموبايل: قولتلك اصبر ..
الدكتور: مش حكاية اصبر .. بس ده انسب وقت تاخده فيه .. الولد تعبان و لسه الحادثه مأثره عليه و النزيف الداخلى اللى كان عنده خلاه فقد دم كتير و عامله ارهاق و توهان .. انجز قبل ماالولد يفوق و ينتبه و يبعبع بأى كلمه الراجل: خلاص هبلغ الباشا و اكلمك الدكتور قفل و اخد مراد على جنب
الدكتور بحده: إترزع هنا متتحركش اما نشوف اخرتها ايه ؟ مراد قعد بكسره و ميّل راسه و إبتدت دموعه تنزل بحرقه و شويه و قام للدكتور بمحايله: ماما .. ودّينى لماما و قبل ما الدكتور يرد جاه صوت ناشف من وراه: ماتت مراد إتنفض عالصوت و ع الرد: ماتت ؟ ماما ماتت ؟ الراجل شدّه بعنف و سحبه وراه: ماتوا .. اللى كانوا معاك ف الحادثه ماتوا .. تيجى معايا من غير زن و لا عايز تموت زيهم ؟ مراد إبتدى يصرخ: طب بابا .. ودّينى لبابا.
هنا الراجل فقد بروده و إبتدى يتعامل بعنف .. شده بقسوه حدفه ف العربيه و إتحرك بيه وسط صريخه لحد ما وصلوا لمكان و ركن و نزّله و دخّله جوه .. المكان كان عباره عن بدروم زى المخزن فيه عيال كتير زيّه اغلبهم من سنه و اكبر و اصغر كمان .. بيعملوا اى حاجه و يتعمل فيهم كل حاجه .. كل ما لا تتخيله من خدمه و شحاته و توزيع مخدرات و الاكتر من كده اغتصاب ! إغتصاب و علاقات مُحرّمه ولاد او بنات مهما كان سنهم .. و وقت ما ينطلب اعضاء يستخدموا منهم لتجارة الاعضاء !
مراد إتفزع من المنظر و إتكوّم ف ركن المكان بفزع و إنكمش على نفسه و هنا جاه صوت من وراه و هو بيشاور عليه: اهو و خد بالك منه لاحسن ده متوصّى عليه من فوق اووى مراد إتنفض بذًعر و واحد من رجالة المكان قرّب منه و شدّه بعنف رماه وسط العيال عشان يبتدى يعانى معاهم و تبتدى من معاناته حياه جديده خالص لحد الليل و قرّب منه واحد منهم بشكل ضخم و إبتدى ينزع هدومه برغبه و سًكر .. ليبقى قدامه عريان تماما و إبتدى يتحسس جسمه برغبه مقززه ..عشان يمارس معاه كل اللى بيتعمل مع اللى هنا زيه و يفرّغ حيوانيته فيه وسط صراخه بجنون و ترفيصه و ذُعره .. بعد ما إتربط و سابه بلامبالاه غرقان ف دمه و قام بقرف على غيره.
سنه كامله مرّت على مراد بالوضع ده .. يخرج الصبح لرحلة عذاب ينفّذ فيها كل اللى بينطلب منه ! شحاته .. تنضيف .. توزيع مخدرات .. اى حاجه ! و يرجع عشان ينضّفوا المكان و اخر الليل تبتدى رحله عذاب من نوع تانى ! عنف .. وحشيه .. ساديه .. ضرب .. و مع نفس جنسه ب اشكال ضخمه !
baak
مراد فاق من ذكرياته بتنهيده مكتومه بقهره إتنهد بمراره: سنه عدّت عليا ف المكان ده بعد ما خرجت من المستشفى بعد الحادثه .. من غير حتى علاج للعمليات اللى عملتها بعد الحادثه لحد ما حالتى اتدهورت و بقا يجيلى صداع وحش و يغمى عليا بالساعات و مفوقش الا بعد وقت كبير كأنى رافض افوق ع الواقع ده .. سنه كلها قهر و ذل و اهانه .. اكل مره واحده بس ف اليوم و ف اضيق الحدود كمان ..
و مرمطه شغل ف كل حته و كل حاجه و كل ممنوع و الابشع و اصعب الليل و المدبحه اللى بتحصل فيه لأطفال قدّى و اصغر كمان بتندبح تحت سكينة الشذوذ اللى تخطّت الحيوانيه كمان و ف ليله من سلسله التعذيب دى جاه الليل و إبتدت الوصله اللى بتحصل كل ليله ..
مراد هنا دموعه خلاص خرجت عن سيطرته و جسمه إبتدى يتصلّب و يتنفض بعنف .. كان واقف نص واحده راكن على مقدمة العربيه .. غرام قرّبت منه بتلقائيه و ضمّته اوى ب إيديها اللى دخّلتها من ورا دراعه و لفّتها على ضهره بتملُّك .. و هو إستسلم لها و كأنه عايز يستخبى جواها .. إستسلم بشرود
Flash baak
قرّب واحد من مراد برغبه و إبتدى يكتّف فيه و ربطّوه و إبتدى ينتهك جسمه بعنف و حيوانيه و ساديه متوحشه و صريخ مراد و فزعه و رعبه بيزيده مش بيبعده ! لحد ما لاحظ مراد مقاومته بتقل و صوته بيروح واحده واحده و عينيه بتغرّب و إيديه و رجليه اللى كانوا بيرفسوا إرتخوا و نَفَسُه بيروح و مع ذلك كمّل معاه اللى بدأه بمنتهى اللامبالاه و خلّص و هزّه بعنف و اما مردش حدفه بعنف بعيد نزل على دماغه اتفتحت و قام ببرود مشى
عدّت ساعه و اتنين و تلاته و مراد مكانه مبيتحركش و لا حتى بيتنفس ! واحد قرّب منه هزّه يمين و شمال و جرى الولد: الحق يا ريس الواد الجديد اللى إسمه مراد الراجل ببرود و هو بينفخ ف شيشته: ماله وش الشوم ده ؟ الولد بدموع: مات .. مبيتحركش من بدرى و لا بيرد الراجل حدف الشيشه بغضب و قام معاه ناحية مراد العريان تماما و متكوّم مكانه زقّه برجله بعنف كذا مره و بردوا مترحكش و لسه هيسيبه و يمشى لاحظ الدم اللى تحته !
قَلَبه الناحيه التانيه على ضهره و هنا إتفاجئ ب كميه الدم اللى تحته زى البِركه و بينزف من كل حته ف وشه و النزيف جاى من دماغه .. و بمجرد ما حدفه برجله على ضهره مراد النزيف زاد و بقا زى حنفيه الدم من كل حته ف جسمه واحد من رجالته بفزع من منظره: يا نهار اسود الواد مات الراجل ببرود: اسود ليه ما فداهيه .. احنا جايبينهم ندلّعوهم يعنى .. ده ده بالذات متوصّى عليه و اهو غار
خدوه يلا إحدفوه ف اى خرابه او مذبله ومتخلّوش حد ياخد باله و انا هبلّغ الباشا إنه غار ف داهيه اتنين من رجالته خدوه زى ما هو ف عربيه و بعد ما كانوا هيرموه ف خرابه صُعب عليهم .. إتحركوا بيه ناحية المستشفى و قبلها بشويه ف بدايه الشارع فتحوا باب العربيه و حدفوه زى ماهو و مشيوا !
baak
مراد إبتسم بوجع من بين قهرته: لولا جدى مَهد كان زمانى .. زمانى .. معرفش حتى كان زمانى ايه و فين دلوقت
( مَهد جدّ مصطفى عنده ولد و بنت بس ..ابنه عبدالله و مراته فاطمه و عندهم مصطفى بس، و بنته علا و متجوزه حسين و عندها تلات بنات، جوز بنته شغال ف الحسابات بتاعة المستشفى دى و كل فتره بيعملوله زياره و يسافرلهم زياره و يرجع )
مراد إتنهد: جدى مَهد كان رايح المستشفى دى مرات إبنه اللى هى ام مصطفى كانت من سنه والده هناك بس للأسف وقتها ده تعبت تانى و إتحجزت راح زارها و راجع لقانى مرمى ع الطريق عريان تماما و بنزف .. ميّل عليا بخضه لقانى بأنّ من الوجع بخفوت .. ف اللحظه دى بالظبط كنت بموووت .. كنت خلاص إستسلمت للموت شالنى هو و حسين جوز بنته و عبد الله إبنه و نقلونى المستشفى بعد ما غطانى بعبايته.
Flash baak
حسين بقلق: احنا كده ممكن نروح ف داهيه .. الولد شكله حد مبهدله و ممكن احنا نتدبس مَهد بحزن: اللى معاه ربنا مبيخافش .. الولد لو سبناه هيموت بجد عبد الله بصّ للولد بشفقه: طب احنا ننقله المستشفى الاول لا يموت و منلحقهوش .. بعدها يبقا نتصرف حسين بتراجع: صح ع الاقل حتى لو سبناه المهم يكون جوا المستشفى نضمن إنهم هيلحقوه
baak
مراد إتنهد بصوت عالى: و فعلا اخدونى المستشفى و دخّلونى و سلّمونى للإستقبال و شرحوا حالتى و إتحوّلت ع الطوارئ و إبتدوا يتعاملوا معايا و لحقونى
قعدت اسبوعين ف المستشفى بتعالج .. جدى مَهد كان قاعد معايا بشكل دائم رغم ان مرات إبنه خرجت من المستشفى بس هو ماسبنيش .. لحد ما إتعالجت و بقيت كويس و اقدر اخرج .. و طبعا الفتره دى مكنتش بتخلى من العياط و القهره .. خاصه و انا معتقد ان أبويا سابنى و خرّج الى كانوا معايا زى ما الدكتور قبل كده قالى ! كان تفكير عيال بقا .. رغم انى لحد دلوقت معرفش سابنى ليه ؟ مدوّرش عليا ليه ؟ و هما فين ؟
ماتوا بجد زى ما عرفت من المستشفى ؟ و لو ماتوا مين اخدهم دفنهم ؟ و اللى اخدهم ليه سابنى ؟ حتى لو كان قلبى وقف و قالوله إنى ميت ليه بردوا سابنى ؟ ليه مخدنيش ع الاقل عشان يدفنى معاهم زى ما جدى مَهد قال ؟
غرام بصّتله بوجع على وجعه: طب و روحت فين بعدها ؟ مكنتش عارف اى حاجه توصّلك لاهلك ؟
مراد غمض عينيه بقهره: ف ليله ف المستشفى و معايا جدى مَهد حكيتله حكايتى من الاول و اللى مكنتش فيها كتير هى بس إنى عملت حادثه انا و امى و اختى تقريبا.. و ابويا جاه اخد امى و اختى و سابنى لما قالوله إنى ميت او انا فكّرت كده بعقلية طفل
Flash baak
جده مَهد بحب: حبيبى لا يمكن أبوك يسيبك حتى لو قالوله إنك مُت .. ع الاقل هياخدك عشان بعد الشر يدفنك .. مفيش اب بيسيب ولاده مراد بكسره: و اهو سابنى جده مَهد: اكيد فى حاجه غلط .. طب عارف إسمه ؟ مراد ببراءه: بابا مراد ظابط !
جده إبتسم: طب انت فاكر عنوانك ؟ إسمه بالكامل ؟ شغله فين ؟ مراد عينيه دمّعت و ميّل راسه بكسره لإنه كان اصغر من إنه يعرف يرد على كل الاسئله دى خاصة إنهم كانوا اصلا خرّجوهم من البلد .. و جده مَهد فهم كده ف ضمُه بحب و طبطب عليه بحنيه و رفع راسه للسما بهدوء و تمتم: رسالتك وصلت ياارب !
مراد رفع راسه له بعدم فهم و هو باسه من جبينه: حبيبى متقلقش مش هسيبك .. ربنا بعتك هديه و تعويض و انا قِبلته
دخل عبدالله إبنه و حسين يشوفوه هيعمل ايه بعد ما عرفوا ان مراد خلاص بقا كويس و المفروض يخرج عبد الله: بردوا مقدرتش تفهم منه حاجه ؟ أبوه ب أسف: لاء .. و بصّ لمراد بحنيه و سحبهم برا الاوضه عشان ميزعلهوش و حكالهم كل اللى قالهوله مراد عن مجيّه هنا و السنه اللى قعدها بعد الحادثه و اللى كان بيحصله و يتعمل فيه ! الاتنين بصّوا لبعض بصدمه
حسين: طب و هنعمل ايه ؟ هنودّيه فين ؟ ده مسئوليه عبد الله بضيق: هى دى فيها سؤال ؟ اكيد مش هنتخلى عنه .. حتى لو مسئوليه احنا مش قدها يعنى ؟ حسين بتراجع: مش قصدى .. انا بس عرفت من هنا ان فى ناس جوم سألوا عن الولد اللى لقيوه مرمى عريان قدام المستشفى .. و شكلهم ناس شمال و واصله ف خوفت ندخل ف مشاكل و حبيت بس استفهم وضعه ايه مع الناس دى ؟
عبد الله بتأكيد: انا هاخده عندى مَهد أبوه: سبحان الله يمكن ربنا بعته ف الوقت ده هديه او تعويض .. انت مراتك لسه والده و الولد مات و ف العمليه جالها نزيف و شالوا الرحم يعنى مش هتخلّف تانى و معندكش غير مصطفى لا اخ و لا اخت .. و بصّ لجوز بنته: و انت معاك خمس بنات و من زمن و مراتك مش عارفه تجيبلهم اخ و لا حتى اخت
ربنا بعت هديته و انا قِبلتها هاخده و رزقى و رزقه على الله حسين بعد تردده إتراجع: خلاص انا هاخده عندى و اهو يبقا وسط بناتى اخ ليهم .. لو ظهرله حد من اهله سأل عنه كان بها .. مظهرش هعتبره إبنى عبد الله بإصرار: لاء .. مصطفى متضايق ان أخوه اتولد ميت و هو كان متجهّزله خاصه إننا هنا ف غربه و لوحده و بناتك مونّسين بعض لكن هو لوحده .. انا هاخده و يبقا اخ لمصطفى و ربنا هيعنى عليهم مش هسيبه.
مَهد إبتسم: خلاص يا حسين انت عندك بنات و الولد مسيره يكبر و عشان ميبقاش وجوده وسطهم غلط .. لكن عند عبدالله هيرتاح اكتر .. المهم خد ملف من المستشفى بتفاصيل حالته و إعملّه ورق تبنّى عشان تحمى نفسك قانوناً
baak
مراد إتنهد بوجع: إتفقوا إنى هقعد عند عبدالله و رتبوا هيعملوا ايه و انا كنت متابعهم من حرف الباب اللى واربته على صوتهم عشان اسمعهم و رغم القهره اللى كنت فيها و كسرتى و هما بيتعازموا عليا إلا انى إتطمنت ان كابوسى اللى عيشته طول السنه دى خلص عبد الله راح اخد ملف من المستشفى فيه تقرير بحالتى و إتفاجئ ان فعلا ليا ملف من سنه تقريبا ف نفس المستشفى و فعلا فى حادثه مع امى و اختى بس ماتوا و طالعلهم تقارير وفاه !
عبد الله ساعتها ضمّنى بحزن: يا حبيبى ربنا يعوضك عنهم و يقدّرنى اعوضك
مراد ابتسم من بين وجعه: و فعلا عملّى اوراق رسميه بالتبّنى ب أسمه .. مراد عبدالله مَهد نُصير .. و خدنى على بيته بمصطفى اللى كان طاير بيا و بقينا انا و هو اكتر من الاخوات .. مراد سكت كتير و غرام بصّتله بترقُّب و مستنياه يكمّل و كأنها عارفه ان للحكايه بقيه لسه .. ع الاقل امتى دخل ملجأ و ازاى و ليه .. و ازاى دخل شرطه !
مراد سكت كتير و إبتدى يكمّل سلسلة وجعه: حياتى إستقرت نوعاً ما .. او كنت فاكر كده .. كنت بستنى ابويا كل يوم يجيلى .. كل ما الباب يخبّط اقول هو و اطلع اجرى عليه و إتفاجئ إنه مش هو لحد ما يأست .. سكت شويه و إتنهد بدموع: تصدقى لحد إنهارده بستنى ! غرام خنقت دموعها حبستها و هو ضحك بوجع: غباء مش كده ؟!
غرام بزعل: طب مدوّرتش انت ؟ قصدى يعنى بعد ما كبرت و بقيت ما شاء الله كده ..معرفتش بردوا توصل لحاجه ؟ مراد بقهره: مش معايا و لا طرف خيط ممكن يوصلنى لحاجه .. كل اللى معايا ملف المستشفى اللى فيه تقارير الحادثه اللى جدى مَهد أخده وقتها .. اكيد مش همشى ألفّ ف بلاد الله و اقول اللى مراته و ولاده عملوا حادثه يجى هنا ! غرام بدموع: يااه و لسه فاكر و مستنى كمان .. إنسى يا مراد مراد بوجع: النسيان مش قرارك ده رحمة ربنا عليك .. تنسي شخص .. عيله .. اهل .. زعل .. موقف .. شعور .. إستقرار .. حرمان .. وجع ..حكايه .. حلم ! و انا تقدرى تقولى كده لسه ربنا مرحمنيش
غرام مسكت إيده اوى: خلاص دى مرحله و عدّت و انت خلاص تخطيتها .. عدّت زى ما كل حاجه بتعدى .. تخطّاها انت بقا مراد: كُل حاجة بتعدّى فعلا بَس و هى بتعدّى بتسيب شوية حَاجات مبيعدّوش .. عارفه .. من يومها بقي عندي سلبيه تجاه علاقتي بالناس .. يعني مش بقول لحد: متمشيش .. خليك جمبي .. متبعدش .. متقساش .. متزعلنيش .. افهمني .. بحس ان كل واحد ربنا باعته برساله معينه بوجة نظر بدور بتاعه هو و بس و هيمشي .. مبقتش اتعشّم بزياده .. مش عايز اتعب ..
غرام: يااه انا دلوقت حاسه انك عندك 70 سنه مراد ضحك بوجع: طبعاا .. سِن الواحد ف البطاقه غير سِنه ف المرايا غير سِنه مع حد بيحبه غير سِنه و هو فرحان غير سِنه و هو زعلان .. جوه عُمر كل واحد فينا عُمر تانى .. و انا الكام سنه اللى قعدتهم ف الملجأ كفايه يكبّرونى .. هما اربع سنين بس حطّوا على عمرى اربعين سنه كمان غرام بصّتله و هو بصّلها و إبتسم: ماهو حياتى كانت زى قنوات التليفزيون .. كل شويه بتقلب على موجه
اخد نَفس طويل و خرّجه مره واحده: عبد الله قدّملى ف مدارس و إبتديت ادرس و كنت فاكر ان حياتى هتستقر و خلاص .. كنت بدأت أتأقلم بس كأن الوجع مش راضى بيا .. مرات جدى مَهد تعبت اوى و كانت هتعمل عمليه كبيره و هو كبير و مش هيعرف يخدمها لوحده و خاصة ولاده الاتنين مسافرين .. بنته اخدت بناتها و نزلت مصر إستقرت معاها و سابت جوزها لوحده ..
و ام مصطفى نزلت بردوا مصر لإن مصطفى ف الوقت ده كان خلاص قدّم ف الشرطه و لازم تبقا معاه لإنه هيستقر ف مصر و طبعا مفيش غير عبد الله لوحده .. ف الوقت ده كنت صغير اصغر من إنى اخد بالى من نفسى لوحدى .. و هما كل واحد فيهم مراته و ولادهم نزلوا يعنى محدش هيعرف ياخد باله منى غرام: طب ليه مخُدكش معاهم ؟ مراد ضحك بتريقه: فين ؟ هنا ف مصر؟ بلد الروتين الحكومى؟ و اوراق و رسومات و موافقات .. للإسف منفعش و إترفضت قانونيا عشان اهلى اللى معرفش عنهم حاجه
سكت شويه: مكنش فى حل تانى غير المكان المعمول مخصوص للى زيى .. ملجأ .. لسه فاكر زعل جدى مَهد و هو بيقولى و قهرته و الحزن اللى كنت شايف عبد الله عليه من قبل ما يقولى حتى بفتره .. عارفه .. حاولت ابيّن إنه عادى ..و إنى مبسوط عشان ف وسط عيال كتير زيى .. بس كان جوايا قهره متتوصفش .. قهره من أبويا اللى معرفش عنه حاجه غير إنه سابنى .. قهره من الدنيا و الظروف و كل حاجه .. روحت الملجأ .. لسه فاكر شكله .. لسه فاكر تفاصيل حياتى هناك .. لسه فاكر اول يوم ليا كنت عامل ازاى .. و كل يوم بعده عدّى ازاى .. لسه فاكر كسرة نِفسى و اد ايه كانت صعبانه عليا نفسى ! غرام: قعدت كتير ؟
مراد: اربع سنين .. كان مصطفى خلّص دراسته و امى فاطمه جات تانى و ساعتها عبدالله اول حاجه عملها راح خرّجنى و اخدنى تانى عنده غرام إبتسمت بتلقائيه و هو إبتسم: مش بقولك حياتى كل شويه بتقلب غرام: اكيد فرحت مراد: يعنى .. كنت خلاص إتعودت .. و كمان عبد الله و حسين جوز اخته مكنوش بيسيبونى .. كانوا بيزورونى على طول و ساعات يخرّجونى معاهم يوم كده و ارجع .. ده غير دراستى إستمرت و كمّلت .. انا حتى كنت بعمل دوبلير و اخد السنتين ف سنه و إمتحنهم.. ماهو انا مكنش ورايا حاجه.. كنت بشغل نفسى عن التفكير اللى رغم إنى كنت عيل صغير بس كان هيموّتنى !
خرجت و كنت ثانويه عامه و إبتديت اتأقلم من تانى على حياتى معاهم غرام حاولت تهزر: اوعى تقول قلبت تانى مراد ضحك اوى: لا متقلقيش .. بعد كده بقت تقلب بس بإرادتى انا .. ع الاقل مش غصب عنى استقريت و كمّلت دراستى لحد ما خلصت ثانويه عامه .. و هنا إتعرفت على حد اسمه يحيي العصامى .. كان ف روسيا و شافنى ف ظروف كده .. ف الفتره دى كنت بشتغل جنب دراستى ..
عبد الله حاول كتير يمنعنى بس مكنش ينفع .. شال مسؤليتى كتير .. كان لازم اشيل معاه .. خاصة ان هو كمان روسيا بالنسباله غربه و الحياه صعبه مكنش شغل اوى كنت بحدف نفسى ف اى حاجه بتجيب فلوس .. وقتها كنت بشتغل ف ورشة عربيات .. كان على طريق مقطوع و مره واحده جاه راجل كده بهيبه و شكله تقيل و مركز بقا
Flash baak
يحيي ركن عربيته بس سابها شغّاله و نزل منها جرى بلهفه و دخل بقلق يتلفّت حواليه ف العيال الشغّاله ف الورشه مراد قرّب منه: خير يا باشا فى حاجه ؟ يحيي مردّش بس عمّال يتلفت حواليه .. مراد سابه و رايح ناحية عربيته اللى ركنها يحيى جرى عليه بلهفه و قلق: إستنى هنا .. رايح فين انت ؟ و بصّ حواليه بضيق: فين الميكانيكى اللى هنا ؟ مراد رفع حاجبه: نعم ؟
يحيي بغضب: فين الاسطى بتاعك ؟ اى زفت كبير هنا يكلمنى هنا خرج صاحب الورشه على صوته .. كان لسه هيزعق لمحُه راجل باين عليه صاحب مركز ف إتراجع بهدوء: خير يا باشا .. حضرتك عايز حاجه اؤمرنى يحيي إرتبك: العربيه دى فيها قنبله الراجل قاطعه بإندفاع: نعممم ؟! يحيي بقلق: اسمعنى بس .. فيها قنبله بس مظبوطه متنفجرش إلا اما اوقّف العربيه .. و للاسف جالى تليفون عرفت منه ده بس كنت خلاص إتحركت و قريب من هنا .. هى مش هتتفعّل إلا اما اقفلها يعنى الراجل بغضب: و انت جاى تقفلها هنا ؟
يحيي بغضب: يا سيدى انا وقفت هنا بس مقفلتهاش لسه .. بس مش معقوله هتفضل شغاله كده ال 24 ساعه عشان القنبله متنفجرش .. كده الماتور هو اللى هيسخن و ينفجر .. و العربيه وقتها هتقف .. و ساعتها القنبله هتنفحر معاه ! الراجل: ايوه يعنى انت عايز ايه دلوقت ؟! يحيي بنفاذ صبر: انت مبتفهمش يا بنى ادم انت ؟ عايز حد يعطّلى العربيه ..
انت مش ميكانيكى اتصرف .. انا كلمت حد مختص هيجى يوقّف القنبله و يبطل مفعولها بس لسه قدامه وقت الله اعلم هيكون جرا ايه .. الراجل بغضب: امشى يا باشا .. امشى الله لا يسيئك .. انت مش عايز حد يتصرفلك انت عايز حد يموت معاك .. يلا امشى من هنا يحيي: يا بنى ادم افهم .. هفهّمك تعمل ايه
الراجل بغضب و هو بيزقّه: يا باشا يلا من هنا ده محل اكل عيش .. يلا و انا هدعيلك ربنا يسترها معاك .. يلا ذنبى ايه تنفجر ف وش امى ؟ و لا العيال دى ذنبها ايه ؟ يحيي لسه هيتكلم الراجل زقّه بعنف: يلااا بقا من هنا .. الحق إركن بعيد هنا يحيي خرّج مسدسه بعنف: انت إتجننت ؟ انت مش عارف انا مين ؟ انا قاطعه الراجل بغضب: يا اخى تكون زى ما تكون .. هيفيد ب ايه و انت هتموت يحيي زقّه و اما الراجل معرفش يتصرف معاه و يمشيّه مشى هو ..
دخل جوه جاب حاجته بسرعه و جرى على برا و العيال اللى شغاله معاه طلعوا وراه و خرجوا من الورشه و من المكان كله ! سابوا يحيي لوحده .. يحيي نفخ بضيق و مسك موبايله عمل كام تليفون بس مفييش .. كان ممكن يسيبها و يمشى بس ساعتها ناس كتير هتتأذى يحيي راح ناحية العربيه و لسه هيركب عشان يمشى لمح عيل تحت العربيه و معاه مفك و ادوات و بيشتغل يحيي إندفع ناحيته: انت مين ؟! و بتعمل ايه ياد هنا ؟
مراد بصّله بضيق لإنه مستصغره و بيقلّ منه يحيي بغضب: اطلع يلا .. انت فاكرنا بنهرّج .. دى قنبله مراد ببرود: عارف .. انت مش عايز حد ينجدك ؟ اصبر و سيبنى اتصرف يحيي بتريقه: يعنى اللى علّمك جرى و انت بقا اللى هتعرف ؟
مراد حدف اللى ف إيده بعنف و إتزحزح لبرا شويه من تحت العربيه: هتسيبنى اتنيّل و لا تاخد عربيتك و تغور من هنا ؟ يحيي سكت شويه بقلق و مراد بعنف: اخلللص يحيي كان مشغول بموبايله بيحاول يستنجد بحد ف هزّله راسه بقلة حيله مراد بصّله بلامبالاه و رجع تانى تحت العربيه و بيشتغل .. شكله مركز اوى و منتبه .. يحيي خلّص و نخّ جنبه ع الارض و قرّب منه بحذر: انت بتعمل ايه ؟ على فكره القنبله مش هنا .. دى جوه العربيه مراد بتريقه: تصدق فاجئتنى بنباهتك يا باشا يحيي رفع حاجبه: نعمم ؟
مراد بصّله بنفاذ صبر و كمّل اللى بيعمله و يحيي مركز معاه هو بيعمل ايه بس مش فاهم لحد ما مراد خلّص مراد عطّل الماتور بتاع العربيه خالص و وقفّه و قعد يفك فيه لحد ما طلعه من العربيه خالص و فصله عنها
يحيي هنا إنتبه للقنبله جوه العربيه بتعمل صوت تكات كده .. ساب موبايله اللى كان بيتكلم فيه و بصّ لمراد بعنف: الله يخربيتك عملت ايه يا حمار انت ؟ .. انت قطع كلمته اما جرى بقلق ناحيه العربيه و هنا لمح القنبله بتقف و مفعولها بِطل مراد هنا ضحك بصوته كله و يحيي بصّ عليه بذهول: دى وقفت ؟! انت عملت ايه يلا ؟
مراد بتريقه: تخيّل ؟! يلا بقا إتكل و شوف مين اللى جايلك و اتصرف و إنقلوها مراد سابه و دخل ببرود للورشه من جوه و يحيي دخل وراه بإستغراب: خد يلا انت عملت ايه فهّمنى
مراد بتوضيح: القنبله مفعولها مرتبط بالعربيه .. طول ما العربيه شغاله القنبله مفعولها شغال و ف نفس الوقت لو العربيه وقفت القنبله هتنفجر .. ف بالتالى الحل ان العربيه تقف بس من غير ما القنبله تنفجر .. تعطل يعنى .. ف انا عطّلت الماتور خالص و فكيته عشان العربيه كلها تعطل من غير ما تضطر توقّفها انت .. و بالتالى العربيه وقفت عشان ماتورها إتفك مش فيها و ف نفس الوقت القنبله عطلت بعُطل العربيه ! يحيي بصّله قوى بإستغراب و هو كمّل ببرود: اخلص هات حد يفكلك القنبله بتاعتك دى و انا ارجع اركّبلك الماتور و ارجع اشغّله و اصلحهالك تانى يحيي إبتسم اووى لفطنته و نباهته اللى مش اد سِنُّه: و انت بقا عرفت الكلام ده من فين ؟
مراد ببرود: عادى قريته .. درست حاجه زى دى ف ثانوى ف علوم .. بعدها قريت عنها اكتر .. و حاليا ف علوم بدرسها بشكل ادقّ يحيي بإستغراب: انت ف علوم ؟ مش باين عليك مراد بتريقه: ايه امشى ف الشارع احضرلك ف قنابل و احدفها ع العيال عشان يبان عليا؟ يحيي: لا بس سِنك مراد: عادى و بعدين انا لسه مقدم اول سنه بصّله شويه و إتنهد بحزن: انا كنت جايب ثانويه عامه 99.5% يحيي رفع حاجبه بذهول: نعمم ؟ و دخلت علوم .. طب ليه ؟
مراد بضيق: غريبه مش كده ؟ محدش بياخد اللى عايزوه يحيي سكت شويه: و انت بقا كنت عايز ايه على كده ؟ مراد ب إبتسامه مكسوره: بلاش .. حلم بقا و إنكسر قبل ما احلمه حتى يحيي: بردوا كنت عايز ايه ؟ مراد إبتسم: شرطه يحيي رفع حاجبه: شرطه ؟! مراد: مش بقولك حلم و خلص قبل ما إبتديه يحيي: طب ليه ؟ ايه اللى منعك ؟
مراد سكت كتير و نفخ بدموع كتمها و إبتدى يحكى ليحيي حكايته كلها من الاول بس من غير تفاصيل .. مراد بوجع: عادى حادثه و اهلى راحوا فيها .. ماتوا و سابونى لوحدى ف المستشفى .. معرفتش اوصل لبقية اهلى و كنت وقتها اصغر من إنى اعرف اوصلهم لوحدى يحيي: كانت فين الحادثه دى ؟ مراد: هنا ف روسيا يحيي: طب محدش إتعرّف عليك.
مراد بدموع لمعت ف عينيه غصب عنه: لاء حكاله اللى حصل بعد الحادثه و ازاى جده مهد اخده و بعدها الملجأ و اللى حصل لحد دلوقت يحيي بصّله بزعل عليه: هسيبلك رقمى لو إحتاجت حاجه هتلاقينى جنبك مراد: لاء شكرا و قبل ما يحيي يتكلم تانى مراد قام ببرود دخل لإنه مبيحبش يصعب على حد و لا يبان ضعيف قدام حد
يحيي دخل وراه و مراد بيعمله شاى: انا بكلم حد يجى ينقل معايا العربيه و نتصرف ف القنبله دى قبل ما حد يفعّلها تانى مراد: لا متقلقش مش هتشتغل تانى يحيي: ايش عرّفك ؟ مراد: لان اللى حطهالك يا فصيح ربط مفعولها ب تشغيل العربيه و قفلها .. يعنى مش بريموت خارجى عشان يتحكم منه يوقفها و لا يشغلها تانى .. ثم ان نوعها بالضبط الذاتى مش بالتحكم الخارجى يعنى مالهاش ريموت كنترول هى بتتظبط و هى المكونات بتاعتها بتتركّب !
يحيي رفع حاجبه و مراد بصّله بتريقه: هو انا بشرحلك طريقه عمل انثى البطريق ف الفرن ؟ قولتلك دى دراسه يحيي: ممم طب العربيه؟ مراد: عايزه حاجات معينه عشان تشتغل تانى و الماتور يتصلح و للاسف مش هنا .. ممكن تقدم بيها فى مكان هنا هيفيدك يحيي: هستنى حد يجى ينقلهالى مراد ببرود: انا ممكن انقلهالك يحيي بإستغراب: انت ؟ مراد ببرود: اه يلا بس إتحرك
مراد إبتدى يزقّ العربيه بقوه و يحيي متابعه بذهول على قوة جسمه و سرعته و حركته الخفيفه من غير حتى ما ينهج او يتعب .. يحيي اما لقاه اتقدم بسرعه اخد حاجته و إتقدم معاه و إبتدى يزقّ معاه يحيي: احنا سيبنا الورشه مفتوحه لوحدها .. الراجل لو جاه هيعملك مشكله مراد بتريقه: لاء هو هيحمد ربنا اصلا اننا مشينا منها حتى لو إتسرقت يحيي ضحك: لاء ده يستاهل اصلا تتسرق مراد: هو مين اللى عمل فيك كده ؟
يحيي بصّله و مراد ضحك: يعنى انا اعرف اللى يتغاظ من حد يحدف عليه بلوه، قضيه، اخره حبه بلطجيه يثبتوه .. إنما قنبله دى جديده .. شكلك ف الداخليه او ليك علاقه يحيي بهزار: طب مانت نبيه اهو .. انا العميد يحيي العصامى بس مش هنا مراد: امال فين ؟ ايه اللى جابك هنا ؟ يحيي: ف مصر و كنت هنا بخلّص شغل كده و ماشى و حصل اللى حصل و حطها واحد من اللى كنت بطاردهم و قالى قبل ما اخلّص عليه مراد عينيه لمعت لمجرد الكلام عن شغله و بصّله بكسره كده يحيي لمح ده ف عينه: تعرف حد ف مصر ؟
مراد بشرود: مفتكرش .. اكتر من جدى مهد و عبد الله معرفش .. و معرفتش انزل معاهم عشان الاوراق و الروتين اللى اكيد عارفوه يحيي إبتسم: تحب تنزل ؟ لو عايز انزّلك مراد: لاء خلاص انا اتعودت .. و بعدين الحادثه دى كانت من اكتر من عشر سنين .. يعنى لو ليا اهل ف انا بالنسبالهم اكيد مش اكتر من شوية تراب مدفونين
مراد وصّله لمكان ما عايز و حد جاله اخد القنبله يتعامل معاها و مشى .. مراد جابله اللازم لتصليح عربيته و إبتدى يصّلحها لحد ما إشتغلت و سلمهاله يحيي اخدها و مشى و سابله رقمه و مراد اخده ببرود و يحيي وعده هيشوفه تانى قبل ما يسافر
يحيي فعلا مشى و عدّى عليه يومين لسه ف روسيا .. طول الوقت بيفكر ف مراد .. عجبه ذكائه و فطنته و نباهته و فراسته و حسن تصرفه، عجبه سرعة تصرّفه و إنه ياخد رد فعل سريع و بعقل ينقذ بيه الموقف ايا كان .. عجبه تحديّه للصعب و عدم خوفه من الموت و قلبه الميت .. عجبه قوه جسمه و شدته .. حسّ ان لو الظروف غير كان هيبقا ظابط ممتاز .. فيه كل الاساسات اللى ممكن يتبنى عليها ظابط محترف .. قرر إنه يساعده .. كلم حد يعرفه و رتّب معاه و ده كان اللوا عامر..
ف إتوسطله هنا و كلّم معارف له و ساعدوه و بعدها راح لمراد بلغّه مراد بلهفه: بجد ! انت بتتكلم جد يا باشا ؟! يعنى هينفع ادخل شرطه ؟! يا باشا انا حاولت و معرفتش اوعى تكون بتصيع عليا يحيي رفع حاجبه: طب مفيش و يلا إتكل مراد شدّه بهزار: تعالى بس يا باشا مالك خُلقك ضيق ليه ؟ احنا بنضحّك معاك
يحيي إبتسم لرغم سِنّه إلا انه فيه حتة براءه كده مراد ضحك: اوعى يا باشا تكون جاى تهزر .. و ربنا ساعتها انا اللى هحطلك القنبله ف حضنك يحيي ضحك و مراد كمان و اخده و راحوا للوا عامر اللى كان وقتها جايله فرصة شغل برا مصر ف روسيا و بيشتغل هناك و يحيي وصّى عليه و فعلا كام يوم و كان مراد ساحب اوراقه من علوم و قدّم و إتقبل ف شرطه بس اكاديميه .. اخد دراسته و تدريباته ب إيده و سنانه و كان الاول على دفعته طول دراسته .. خلّص و عشان تميّزه إنطلب ف المخابرات و منه ف القوات الخاصه و عشان مجهوده جاله ترقيات إستثنائيه و رُتب خاصه لحد ما بقا المقدم مراد عبد الله ف سن صغير جدا !
baak
مراد خرج من ذكرياته على إبتسامه غرام اللى متابعاه بحماس و حب و شاف ف عينيها فخر اوى بيه
مراد بهزار: انتى ليه محسسانى إنك متابعه كاس العالم غرام إبتسمت اوى: يااه يا مراد ده انت جواك كتير .. كتير اوى مراد إتنهد: من وقتها بقيت انا و يحيي صحاب جدا .. و كل ما نشوف بعض نفتكر اول مره إتقابلنا و نضحك غرام: و نزلت مصر امتى ؟
مراد: منزلتش اوى .. يعنى مش بشتغل هنا بس لو يحيي إحتاجنى ف حاجه مبعرفش اتأخر عنه مهما اللى كنت فيه بسيب الدنيا بحالها و اجيله .. هو و جدى مَهد و عامر الله يرحمه لولاهم كنت هضيع .. عارفه يحيي بعدها عرّفنى على ولاده اسر و عمر و بقينا صحاب جدا اكتر من الاخوات و هما كمان كانوا دفعه مصطفى هما و عمار جوز بنته .. اللى انتى شفتيهم معايا من شويه دول !
غرام رفعت حاجبها ب إبتسامه: ف الكباريه ؟ ممم و انت بترد للراجل اللى عمله ؟ بتعلم عياله الصياعه ؟ مراد رفع إيده ببراءه مصطنعه: انااا ؟! خاالص .. ده هما اللى بوّظوا اخلاقى غرام إبتسمت: ممم بوظوا اخلاقك .. و هما بردواا .. طب ايه بقا ؟ مراد إبتسم: ايه ؟ غرام: ايه ؟
مراد: داك اوه غرام كزّت على سنانها بغيظ: اهو لسانك ده اول حاجه لازم تتظبط قبل اخلاقك مراد ضحك اوى: و الله لو تعرفى ورينى غرام إبتسمت: سيبلى نفسك و انا اوريك
مراد إتنهد و سكت لإنه عارف ان الكلمه اللى هتطلع منه دلوقت هتبقا وعد .. بس ياترى هيبقا هو اد إنه يدى وعد زى ده ؟! غرام حسّت بحيرته ف مدّت إيديها بتلقائيه مسكت إيده جامد و هو لاول مره يتبت ف إيديها كأنه بيديها وعد ملموس إنه بين إيديها غرام إبتسمت اوى و هو إتنهد بحب .. حس إنه ارتاح اوى اما طلّع اللى مدفون جواه من سنين .. حس ان حِمل تقيل كان كاتم على قلبه و إتشال ..
إتنهد اوى كأنه بيتنفس لاول مره براحه و هى إبتسمت لردة فعله بعد ما اتكلم معاها .. و ارتاحت اوى لما عرفت عنه كل حاجه و بصراحه و منه هو بنفسه .. فرحت لكون إنها عرفت تكسب ثقته يبقا قلبه اتفتحلها و ده معناه انها هتعرف تدخله ده ان مكنتش خلاص دخلته.. غرام بإبتسامه: اعتبرنى اهلك .. زى ما بتعتبر يحيي و ولاده و مصطفى و عيلته اهلك و عيلتك .. إعتبرنى زيهم و بعدين هما عوّضوك و بقوا اهلك فعلا مراد إتنهد: مفيش حد بيسد مكان حد تانى جواك .. حتى لو كان الموجود بالدنيا بالنسبالك بتفضل محتاج للتانى .. ولا قربك من حد بيعوّض بُعدك عن حد تانى مهما كان الطرفين مهمين .. مينفعش طرف يشيل الميزان ويظبطه لوحده وإلا هيكون فى خلل .. لسه مكانهم جوايا فاضى و هفضل مخلّيه فاضى يمكن .. يمكن نتلاقى يوم .. مع إنى معتقدش ! غرام بزعل: بس انت كده هتتعب .. لوحدك هتتعب.
مراد: يعنى هيكون تعب اكتر من أن علاقتي ب اهلى تتحول لمجرد حلم بحاول افتكر تفاصيله يمكن اوصل لحاجه عنهم ! سكت شويه و بصّلها بترقُّب: و دلوقت بعد ما بقيت واضح قدامك .. ايه ؟ غرام ب إبتسامه: ايه ف ايه ؟ هسيبك مثلا او حتى هفكر ؟ مراد انا قولتهالك قبل حتى ما اعرفك نفسك مش ظروفك .. حبيتك و انا مش بس مش عارفاك .. لاء انا كمان مش عارفه هتحبنى و لا لاء .. و اذا كان على اللى انت شايفها عيوب فيك ف معتقدش ان الحلو ان حد يشوفك كامل،،
اللي يشوف عيوبك و يقبلها و يحبك بنفس الدرجه بعدها هو ده الحب و انا حبيتك و تقبّلتك كلك على بعضك .. و اعتقد ان الحب هو إنك تبقى عارف عيوب الشخص اللى قدامك كلها وكارهها أحيانا .. بس عايش بيها و متقبلها ومش فارقه معاك .. وماسك فيه بإيديك وسنانك كإنه آخر حاجه حلوه هتحصلك ف الدنيا .. كإنه آخر فرصه عشان تعيش مرتاح .. ماسك فيه لدرجة إنك ناسى انت ماسك فيه ليه .. و انا اذا كنت متمسكه بيك الاول قيراط دلوقت 24 مراد إبتسم: و ال 23 قيراط اللى زادوا صُعبت عليكى مثلا؟ غرام ضحكت: لاء دول تمن ثقتك فيا و صراحتك معايا مراد إبتسم: اتمنى تكونى قدهم يا غرام ..
غرام: متقلقش منى يا مراد .. متخافش من وجودى لإنه لو مش هيسعدك مش هيأذيك مراد إتنهد: عارفه .. أسوء مراحل الحُب، هي مرحلة الخوف من الفقد .. و انا معنديش إستعداد افقد حد تانى .. إقتصرت حياتى عليا و بس و حرّمت حد يدخلها عشان مفقدش حد .. عارفه .. أنا عايز اللي يمشي معايا يكون هو الراحة .. عايزوه يقبل يمشي معايا من غير يسأل فاضل قد ايه .. ويبقي عارف إني سكتي مبتخلصش .. لا عنده ولا عليه
غرام مسكت إيده بحب: سيب نفسك يا مراد .. بلاش تكتّف نفسك كده و تحرم نفسك من كل حاجه لمجرد إنك خايف تفقدها .. أيه جمال الدنيا لو بتعيشها وانت مابتعملش الحاجات البسيطة اللي بتحبها؟ الحاجات البسيطة اللي ممكن تكون السبب في إنك تتعايش وتتعامل وتبلع الحاجات اللي مش بسيطة اللي الدنيا بترميها علينا ... شوف اللي بيوزنك واعمله مهما كانت الظروف بقى وسيبك من الخوف .. مش هيمنع المكتوب انه يحصل
مراد: طيب إفرضي يا غرام ان أنا طلعت وحش ؟ يعنى عاشرتينى و طلعت ظروفى اثّرت على شخصيتى غرام بثقه: وأنا مالي يا عمنا ..؟ لاء أنا مالي بجد، أنا عيني مش شايفة غير الحلو اللي فيك متقلقش .. مراد: مش قلقان بس انتى مش هتقلقى منى ساعتها ؟ غرام إبتسمت بعشق: حتى لو طلعت وحش ربنا هيحلّيك في عيني لإنك حبيبي مراد ابتسم اوى: مسألتيش يعني .. ايه اللى هيجى بعد كده ؟ غرام: و اسأل ليه ؟ مش ف كل الاحوال أنا معاك ؟ خلاص
مراد سكت شويه و إتنهد: اوعى توعدينى بوعد انتى مش قدّه .. اوعى .. عارفه .. اللى بيتخلى عنك في أول الطريق بيسرق منك الفرح .. واللى بيتخلى عنك في نص الطريق بيسرق منك الأمان .. واللى بيتخلى عنك في أخر الطريق يسرق منك العمر ! و انا قابلتك ف نص طريقى و حطيتك اخر طريق الضلمه اللى كنت بخبّط فيها و هبتدى بيكى طريق جديد خالص .. ف اوعى تتخلى عنى لإنك ساعتها هتبقى سرقتى كل دول و مشيتى !
غرام إبتسمت اوى و هو لاحظ فرحتها و فضل باصصلها و ابتسم: مش هسألك عرفتى ازاى مكانى و لا ايه اللى حصل لانى تقريبا جمّعته بس لاول مره احس إنى مش عارف اعمل ايه غرام ب ابتسامه: ملكش دعوه بحاجه .. خليك معايا انا و بس .. سيبلى نفسك يا مراد و سيبلى اخلاقك المضروبه دى و انا بعون الله يا هعدلك اخلاقك يا انت هتبوّظلى اخلاقى مراد ضحك اوى و هى كمان: طب ايه مش هتروّحى ؟ لا المرادى نتاخد احنا فوق العربيه غرام إبتسمت: بعد قاعده الصراحه دى عندى استعداد افضل معاك هنا للصبح مراد: ده انتى إتبسطتى بقا.
غرام: طبعا .. انت فيبريشن و معنى إنك تتكلم ده ف حد ذاته كان تحدى بينى و بين نفسى مراد ابتسم: و فرحانه إنك كسبتى يعنى .. عارفه انتوا مشكلتكوا ايه ؟ ان القلب عندكوا مسيطر عالعقل غرام بهزار: لاء بقا انت مشوفتش المعده و هى مسيطره ع الاتنين مراد كزّ على سنانه بضحكه و هى ضحكت اوى: عشان كده انت عليك تعشّينى مراد رفع حاجبه بذهول و هى ضحكت جامد بضحكه خطفته اوى: لاء ماهو انت متنكدش عليا ع العشا و مكلش و تيجى دلوقت تبرّقلى على حتة عشا مراد بتريقه: و بالنسبه الريجيم اخباره ايه ؟
غرام بضحكه: لا مانا هأجل الريجيم يومين تلاته وهبدأ من اول الشهر .. مراد ضحك اوى: يا بنتي انتى كده هتعملي الريجيم ف دار المسنين و الله غرام: ملكش دعوه .. ثم إنك انت ازاى تقدر تآمن لواحده قدرت تعمل دايت و تستغنى عن اﻻكل اصلاآ .. و بعدين مانا جربت الدايت مره و اتخانقنا مع بعض و فركشنا مراد ضحك: و قعدتى عامله ريجيم قد ايه ؟
غرام ابتسمت: يجى كام شهر كده مراد: ممم و وزنك بقى قد ايه على كده ؟ غرام عوجت بوقها بطفوله: 65 مراد برّق: ليه ياختى انتى كنتى كام ؟ غرام بضحك:
0 مراد رفع حاجبه و هى ضحكت اوى: اه و الله زى ما بقولك كده .. الناس كلها بتخس ع الريجيم إلا انا بزيد عليه .. انا حاليا فعلا 65 .. ( قلدت صوت اعلان السند مش بالعدد ): احنا من ميتا بنخس، احنا بنعمل دايت بس مراد ضحك بصوته كله و هى إبتسمت بغيظ: ما اعمل ايه بطنى عندها زهايمر بتاكل و تنسى مراد: طب يلا ياحبيبتى .. يلا لاحسن بدأت اخاف منك اخدها و راحوا اتعشوا و اليوم اللى بدأوه مع بعض نهوه بردوا مع بعض
مراد روّحها و زى المره اللى فاتت وقفلها على بُعد و هى نزلت و كملت و هو استناها لحد ما روحت و مشى .. بس المرادى خالها محدش بلّغه ده كان متابع الموقف بنفسه من بعيد بعينين شارده بغموض !
عند همسه و عاصم .. همسه رجعت مع عاصم على روسيا بس لسه قلبها مش متطمن و كل مدى بتزيد شكوكها بس ما باليد حيله .. لسه عندها امل تحصل حاجه تشقلب موازين حياتها اللى بقت عباره عن سلسله من حلقات غموض و انتظار مسلّمه لبعضها .. عاصم دخل بإندفاع و مره واحده إتنهد بضيق: ايه يا همسه كل ده لسه ملبستيش ؟ همسه بزهق: عايز ايه يا عاصم ؟ قولتلك مبحبش الدوشه و لا اللمه دى عاصم بضيق: بقا انا عازم اللمه دى كلها عشانك و انتى تقوليلى مبحبش.
همسه بملل: يعنى اكيد مش متفاجئ إنى ماليش ف الجو ده و بعدين مش كل سنه هنحكى نفس الجملتين و ترد بنفس الكلمتين عاصم بمحايله: حبيبى الجو اللى ملكيش فيه ده بيتعمل كل سنه بس عشانك .. معقول عيد ميلاد حبيبتى يجى كده و يعدّى زيه زى اى يوم عادى؟ همسه بتريقه: عيد ميلادى اللى معرفش عنه حاجه و لا حتى اعرف اذا كان ميلادى حقيقى و لا مزيف زى ما كل حاجه حواليا مزيفه عاصم نفخ بزهق و هى بشك: قولى يا عاصم هو ده عيد ميلادى بجد و لا انت حطيته و خلاص ؟
عاصم بضيق: لاء عيد ميلادك يا همسه .. عيد ميلادك و ياما إحتفلنا بيه سوا .. و ياما إحتفلت بيه لوحدى .. يلا بقا ع الاقل عشان الناس اللى بتسأل عنك حتى سلّمى عليهم .. ياستى غيّرى جو همسه إتنهدت بنفاذ صبر و قامت غيّرت هدومها بفتور و لبست اى حاجه و نزلت لهم .. حاسه إنها تايهه وسطهم .. مالهاش حد .. مالهاش الصحاب اللى ينفع يتقال عنهم صحاب بجد و قريبين .. مالهاش نِفس لحاجه بتعمل كل حاجه ببرود .. اللى بيشرب و اللى بيسكَر .. جو مالهاش فيه .. شويه و حسّت إنها بتختنق سحبت نفسها بسرعه من وسطهم و طلعت اوضتها بخنقه .. وقفت ف البلكونه تتفرج على كل حاجه من بعيد كأنها برا الدنيا ..
مسكت موبايلها بتقلّب فيه بفتور و مره واحده شغّلت الراديو و إبتدت تدندن مع ام كلثوم: رقّ الحبيب و واعدني يوم . و كان له مده غايب عني حَرَمت عيني الليل من النوم . لاجل النهار ما يطمّني صُعُب عليا أنام . أحسن أشوف في المنام غير اللي يتمناه قلبي سِهِرت أستنّاه . و اسمَع كلامي معاه و اشوف خياله قاعد جنبي من كُتر شوقي سبقت عمري . و شُفت بكره و الوقت بدري و إيه يفيد الزمن مع اللي عاش في الخيال و اللى ف قلبه سكن .. انعم عليه بالوصال
عند مراد العصامى ... مراد اخد ورد كتير و شيكولاته و تورته و راح المقابر زى عادته نفس اليوم من كل سنه .. قعد كتير لحد ما حسّ بروحه بردت من كلام نسرين و اللى كان زى عود الكبريت اللى متلكك عشان يولّع ف اللى جواه .. ركب عربيته و روّح على بيته بهدوء عكس النار اللى بقلبه .. شغّل كاسيت العربيه و قعد يدندن مع ام كلثوم بهمس: رق الحبيب و واعدني يوم . و كان له مدة غايب عني حَرَمت عيني الليل من النوم . لاجل النهار ما يطمّني من كُتر شوقي سبقت عمري . و شُفت بكره و الوقت بدري و إيه يفيد الزمن مع اللي عاش في الخيال و اللي في قلبه سكن . أنعَم عليه بالوصال طلع عليّ النهار . سهران بنور الأمل و غنّت الأطيار لحن الهوى و الغزل
همسه بتدندن و دموعها نزلت بقهره من بين غناها كأن حته من روحها بتتوجّع ف مكان تانى: و فضلت أفكر في معادي . و احسب لقربه ألف حساب و كان كلامي مع صحابي .. عن المحبة و الأحباب من فرحتي بدي اتكلم . و أقول حبيبي مواعدني لكن أخاف ليكون بينهم مظلوم في حبه يحسدني هجرت كل خليل ليّ .. و فضلت عايش مع روحي أحسن يبان…
عاصم دخل عليها و سمع دندنتها بهمس و دموعها نفخ بضيق و سابها و خرج .. حسّ ان مفيش كلام يتقال .. هى دلوقت ف عالمها الخاص اللى قصرته عليها و بس و شبح ذكرياتها المدفونه جواها .. مفيش مكان له جوه العالم ده ف مشى بضيق !
ليليان عدّى عليها شهر بعد موت رامى .. شهر وجع صافى من غير حتى لمحه بسمه تنوّره .. إبتدى موضوع إنفصام الشخصيه يرجعلها بقوه من تانى .. صوت بيناديها بتسمعه و تكلمه و تعيش معاه ف عالم خاص لوحدهم ! قعدت اسبوعين منهم ف المستشفى و الاخر اصرّت تخرج .. و مع إصرار روسيليا قعدت معاها اسبوع كمان بعد ما خرجت و ليليان صممت تسيبها و ترجع روسيا روسيليا بدموع: يعنى بردوا صممتى اسيبك .. طب ليه يا قلبى ؟ ليه مش عايزانى جنبك ؟ ليليان بتوهان: عادى .. عايزه ابقى لوحدى شويه .. طول ما حد معايا مش هعرف اخرج من اللى انا فيه .. روسيليا بحزن: طب
قاطعتها ليليان بجمود: لازم ابقى لوحدى عشان اعرف اتخطى المحنه دى روسيليا معرفتش تقنعها و تبقى معاها و ليليان كانت مرتبه نفسها هتعمل ايه .. روسيليا سافرت و هى بعدها بكام يوم حجزت لمصر و جهزّت نفسها و حضّرت شنطتها و اخدت بعضها ع المطار ! دخلت المطار و إبتدت تخلص ف خِتم الورق و الاجراءات و هنا الظابط رفض يختم الباسبور
ليليان بصّتله بترقُّب و هزّت راسها و هو هزّ راسه ب أسف: للاسف مينفعش .. حضرتك ممنوعه من السفر ليليان بنفاذ صبر: انا جوزى مصرى .. و مخلّصه ورقى معاه الظابط: و هو بردوا اللى مانعك من السفر ليليان بصدمه: نعممم ! الظابط بروتينيه: يافندم الورق اللى قدامى بيقول ان جوزك مانعك من السفر ! ليليان شردت و مره واحده وقفت بجمود __
رواية مارد المخابرات رومانسية إثارة تشويق بلا حدود
رواية مارد المخابرات الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل السابع عشر
ليليان دخلت المطار و إبتدت تخلص ف خِتم الورق و الاجراءات و هنا الظابط رفض يختم الباسبور ليليان بصّتله بترقُّب و هو هزّ راسه ب أسف: للاسف مينفعش .. حضرتك ممنوعه من السفر ليليان بنفاذ صبر: انا جوزى مصرى .. و مخلّصه ورقى معاه الظابط: حاتم ماهر معتصم الشرقاوى ليليان بصدمه: نعممم ؟
الظابط بروتينيه: يافندم الورق اللى قدامى بيقول إنك مرات حاتم الشرقاوى و هو مانعك من السفر ليليان حدفت اللى ف إيدها بعنف و إبتدت تتعصّب و صوتها يعلى: حاتم مين و زفت مين ؟ انت إتجننت يا بنى ادم انت ؟ انا مش مرات حد صوتها إترعش بخنقه: انا كنت مرات رامى الشرقاوى و هو الله يرحمه .. إنما زفت ده انا متجوزتهوش الظابط ببرود: ده اللى قدامى.
ليليان إتنرفزت: قولتلك مش زفت .. مش جوزى .. ثم ان انا جوزى ميت من فتره بسيطه إتجوزته امتى هاا ؟ الظابط بصّ ف الورق قدامه: اللى عندى ان مفيش إثباتات على جوازك من حد إسمه رامى ليليان بضيق: لإنه .. و سكتت بدموع مكتومه: لإنه مات بعد جوازنا على طول و ملحقناش .. ثم ان ازاى مفيش؟ الظابط: معرفش .. ده مش مثبت عندى .. اللى عندى إنك متجوزه حاتم الشرقاوى و لازم موافقته عشان تسافرى ليليان بعنف: هات الزفت اللى ف إيدك ده ورينى
مسكت الورق و بصّت فيه لقت قسيمه جوازها منه بتاريخ بعد موت رامى بتلات ايام ! ليليان بهمس: انا كنت لسه ف المستشفى وقتها .. امتى حصل ده و ازاى ؟ حاتم من وراها بغرور: معقوله نسيتى يا روحى ؟ طب تنسى نفسك و تسافرى من غير إذنى ممكن اعدّيها لكن تنسى حبيبك و جوازنا .. لالا معديهاش ليليان بصّت وراها بذهول و لمحت ف عينيه مكر و هنا بصّتله بعنف و اخدت حاجتها بغضب و سابته و إتخطّته و مشيت بعد ما إتأكدت إنها لا يمكن هتسافر !
مارد بيطبّل ع الباب و بيدندن بمزيكا: يحيي يا يحيي يا يحيي يحيي فتح الباب بغيظ: انت مش هتعقل يا لطخ؟ مراد: و اعقل ليه ؟ بعدين انا عارفك قاعد لوحدك زى قرد قَطع يحيي بغيظ: داك قرد اما ينطحك مراد رفع حاجبه: هو القرد بينطح ؟
يحيي بغيظ: يعنى انا اللى قرد يا حيوان مراد دخل ع المطبخ على طول اللى كان ف دخلة الشقه .. فتح التلاجه شرب و قعد ينأنأ و بعدها إبتدى يعمل قهوه يحيي وراه: انت هنا من امتى ؟ مراد: اول امبارح يحيى بضيق: و ماشى امتى ؟ مراد: بعد بكره يحيي: انا مش عارف مش عايز تريّحنى و تريّح نفسك ليه ؟ ما تهمد هنا و قولتلك هساعدك تشتغل معانا هنا مراد: لاء يحيي: يعنى ليك مين هناك ؟
مراد مط شفايفه: و ليا مين هنا ؟ يحيي: انا .. اسر و عمر ولادى.. خواتك يا مراد .. مصطفى اخوك .. عيلته .. و بعدين مش يمكن هنا تلاقى قاطعه مراد و إتنهد بضيق: سيبها على الله .. انا إتربيت هناك و إتعلمت و إشتغلت و اذا كان ع الوحده خلاص إتأقلمت .. عيشت لوحدى و هكمّل لوحدى يحيي غمزله: يعنى مفيش حاجه كده و لا كده تقعّدك هنا؟ مراد بغيظ: لاء يحيي رفع حاجبه: يعنى عيشت لوحدك دى معروفه .. إنما تكمّل لوحدك دى مشكوك فيها مراد بغيظ: لحق إتفتنلك .. انهى وسخ فيهم اللى بعبعلك اسر من وراه: و النعمه مانا مراد بتريقه: يبقا اكيد اختك منى عمر من جوه: انا منى يا حلوف ؟
يحيي: ممم بردوا هتقولى .. ايه حكاية غرامك بقا ؟ مراد رفع حاجبه: غرامى ؟! يحيي: مممم اللى جاتلك الكباريه .. الا صحيح ايه اللى جابهالك الكباريه ؟ مين فتن عليك ؟ مراد: اخوها يحيي بضيق: هو لحق يشم خبر لا و يحطّك ف دماغه مراد: ممم لوا عندكوا .. اسمه شاكر الدخيلى يحيي: عارفُه و اسر و عمر بصّوا لبعض و ضحكوا اوى و يحيي معاهم مراد: بتضحكوا على ايه ؟
اسر: اصل البنى ادم ده عليه كميه سماجه تكفى بلدنا و بلدك و البلد اللى جنبنا قعدوا يرغوا و فطروا و قعدوا كتير مع بعض .. بعدها مراد نزل و اخد اسر معاه و مشيوا
عند ليليان ف المطار .. ليليان سابت المطار بغضب و راحت ناحيه العربيه عماله تهبد و ترزع ف كل حاجه بغيظ .. حاتم راح وراها ببرود واقف وراها متابعها و حاطط إيده ف جيبه و لسه هتركب راح ناحيتها و شدّها ببرود: رايحه فين ؟ مش شايفانى يعنى ؟ ليليان بغضب بصّتله و بصّت لإيده اللى ماسكه دراعها و شدتها منه بعنف: انت اتجننت ؟ و ايش تكون انت عشان تمسكنى كده و لا تلمسنى حتى ؟ حاتم بضحكه مستفزه: جوزك
ليليان بصوت عالى: انت صدقت نفسك يا حيوان انت ؟ جوزى ايه انت هتكدب الكدبه و تصدقها ؟ الورق ده مزوّر و انا هثبت ده و هوديك ف داهيه حاتم ببرود: طولة لسان تانيه هثبتلك الجواز بجد و مش هيبقا ع الورق بس
ليليان إتنفضت مره واحده من تلميحاته الجريئه و اخدت بعضها بغضب و ركبت عربيتها بسرعه و مشيت طول الطريق بتنفخ بغضب و ضيق و مش عارفه تعمل ايه .. كلّمت مراد بس موبايله مقفول و مصطفى مردش .. عايزه تفش غيظها مش عارفه .. كلّمت روسيليا روسيليا: حبيبتى و روحى وحشتينى يا عمرى ليليان بغضب: وحشتك ؟ ااه صح
روسيليا بزعل: اه وحشتينى يعنى مش عارفه ؟ و هموت كمان من غيرك ليليان: اه ف قولتى تموتينى انا كمان من القهره روسيليا إتخضت: بعد الشر عليكى يا قلبى .. فيكى ايه بس ؟ انا هموت من قلقى عليكى يابنتى ليليان بعصبيه: متقوليش بنتى دى تانى .. فاااهمه .. انا مش بنتك روسيليا إتفزعت من الكلمه و قلبها وجعها: ليه بس كده ؟
ليليان بغضب: لو كنت بنتك مكنتيش دخّلتينى الدوامه دى .. كنتى هتبقى جنبى حتى لو على حساب نفسك .. لكن انتى مبتفكريش إلا ف نفسك روسيليا عيطت: حبيبتى اهدى بس و فهمينى ليليان بقهره: افهّمك ؟ افهّمك ايه ؟ مش اما افهم انا الاول ابقا افهمك افهم ليه مانعنى من نزول مصر ؟ ليه خايفين كده ؟ فى ايه هناك راعبكوا كده ؟
و ارجوكى بلاش حوار خايفين عليكى و القلق و الخطف لإنى مش مصدقاه .. روسيليا إبتدت تعيط و هى إتنهدت بوجع: مانا كنت جنبك و إتخطفت و إندبحت و كنت هموت .. عملتولى ايه ؟ روسيليا صوتها مخلوط بعياط: طب حبيبتى ليليان بعصبيه: و لا حوار الجواز اللى طلعتوا بيه فجأه كده .. هى دى طريقتكوا عشان تمنعونى انزل مصر ؟ طب هنزل إنشالله مشى و ورينى هتمنع ازاى؟ روسيليا بذهول: جواز ؟! جواز ايه ؟ و من مين ؟
ليليان بتريقه: ليه متعرفيش ؟ شوفى مين جوّزنى من ورايا لحاتم باشا عشان هو يمنعنى من السفر .. انا هطعن ف القسيمه و هتّهمه بالتزوير و اللى يحصل يحصل .. هخسر ايه اكتر من اللى خسرته؟ روسيليا بقلق: حبيبتى اهدى و فهمينى براحه لإنى بجد مش فاهمه .. ايه حوار القسيمه ده ؟ ليليان حكتلها اللى حصل بالظبط ف المطار و مع حاتم و تهديده روسيليا شردت بقلق
ليليان بعصبيه: انا مبقاش عندى حاجه ابقى عليها .. و قسما بالله لو ما إترجع لارفع قضيه و اهدّ الدنيا على دماغ الكل و اللى عنده حاجه بقا يبقا يطلّعها ليليان مدتهاش فرصه ترد و قفلت بعنف و روسيليا قلقت من كلامها و قلقت اكتر من حوار القسيمه و الجواز اللى جاه فجأه ده و إبتدت تربّط الاحداث ببعضها .. حكاية منع ليليان ف المطار اول مره و بعدها خطفها و الاغتصاب .. و اخرهم موت رامى و اكيد كانت هى المقصوده .. و دلوقت الجواز المزور اللى طلع .. كل ده وراه عاصم لإنه اكيد هو اللى زقّ حاتم ابن ماهر الشرقاوى ..
و طالما كل حاجه طلعت مرتبطه ببعضها و هو المسؤل عن اخر حاجه دى يبقا هو المسؤل عن كل حاجه .. و كل حاجه بتخطيطه روسيليا اول ما تفكيرها وصل للنقطه دى و إفتكرت تهديد عاصم و اللى حصل زمان إتنفضت و قامت وقفت بعنف لبست و خرجت !
نضال بضيق: طب اعمل ايه بس ؟ بعتّله حد يخلّصنا من قرفه و لازقته جنب ست زفته بس نفد منها ابن الكلب عاصم بغضب: اخلص مش هنطبطب عليها .. البت دى بقت كابوس خلّصنا بقا منه بدل ما انت عارف انا ممكن اعمل ايه ؟ شوف حد يزيح زفت ده من سكتها و خلّص عليها خلينا نخلص .. نضال بشر: ابن الكلب نفد منها .. بعتله كذا حد و كذا عربيه و طلع من وسطهم بحتة خربوش ف إيده .. زى ما بنت الكلب كمان عدّت منها .. ولاد كلب طالعين زى أبوهم عاصم إنتبه: ابوهم ؟ ابو مين و مين ؟ تقصد ايه ؟ انا بكلمك عن ليليان و عارفينها إنما زفت ده ابن مين ؟
نضال إرتبك: قصدى يعنى .. إنه ابن كلب هو كمان .. عاصم بصّله بقلق و هو بتتويه: المهم كانت حركه حلوه منك بتاعه قسيمه الجواز دى عاصم: انا قولت حاجه تخليها تهمد عقبال ما تخلص و تخلّصنى من قرفها نضال: ممم متقلقش و الواد حاتم بردوا طلع مطيع ده غير إنه صايع عاصم بتريقه: و هو لولا إنه زوّرنا القسيمه و حطّناها ف قلب الورق بتاع اجراءات الدفنه بتاعه رامى و مضّناها عليها كانت وافقت اصلا نضال: خلاص سيبنى كام يوم و انا هظبّطلها حوار كده .. و اهو الست اختك هنا بعد ماهى كرشتها من عندها عاصم: اخلص و متكلمنيش إلا عشان تدينى إشاره إنك خلصت
مارد: ايه يا حوبا ؟ كده كل ده منسمعش صوتك ؟ اخس على كده رحاب ع الموبايل: و انت بتسأل اووى .. و انا ياعينى مطنشه مش كده ؟ مراد إبتسم: و الله يا رحاب عارفين إننا مقصرين معاكى .. معلش الظروف الفتره اللى فاتت كانت زفت .. ليليان و اللى حصلها مكناش عارفين نسيبها رحاب بخضه: ليليان ؟! مالها فيها ايه ؟
مراد إتنهد و ابتدى يحكيلها اللى حصل بإختصار و إستثنى منه حكايه الاغتصاب و قال خطف بس و ناس تبع شغل أبوها .. و موت رامى و حادثتهم ! رحاب بدموع: يا حبيبتى .. كل ده ؟ و انا اللى زعلانه منها إنها مش بتسأل .. اتارينى انا اللى مقصّره و المفروض اسأل مراد ابتسم لبرائتها: هى عارفه إنك متعرفيش و ياريت لو كلمتيها متكلمهاش ف تفاصيل .. يعنى ارغوا ف اى حاجه تخرّجها من اللى هى فيه و خلاص رحاب: حاضر .. انا اصلا كنت كده كده هكلمها .. انا محتاجلها اوى مراد إنتبه لصوتها اللى إتخنق: مالك يا رحاب ؟ فيكى حاجه ؟
رحاب: لاء مفيش انا كويسه مراد ب إصرار: لا بجد .. فيكى ايه ؟ انا قولتلك قبل كده انتى زى اختى و لو إحتاجتى اى حاجه انا جنبك رحاب وجعتها اوى كلمه اختى بس عدّتها و سكتت مراد إنتبه لسكوتها و إنها بتعيط: طب إدينى عنوانك .. انا هنا ف مصر على فكره رحاب بلهفه: بجد ؟
مراد إبتسم: ايوه .. قوليلى بس انتى فين و نتقابل عايز اتكلم معاكى كتير اصلا رحاب إبتسمت بدموع: لا مش هينفع مراد: ليه ؟ رحاب إرتبكت: اا .. اصل انا ف الصعيد .. انت عارف انا عايشه مع عمامى .. و بعدين مش هينفع تجيلى و انا مش هنزل القاهره دلوقت .. خليها وقت تانى مراد حس بإرتباكها: رحاب فهمينى بس عندك ايه ؟ حاسّك مخبيه حاجه رحاب بتهتهه: لالا مفيش .. بابا واحشنى اوى و انت عارف اول مره انزل من غيره مراد اتنهد: ربنا يرحمه .. عموما اى حاجه تحتاجيها كلمينى من غير ما تترددى ثانيه .. فاهمه
رحاب إبتسمت بحزن: حاضر قفلت معاه و دموعها إبتدت تنزل بصمت مش عارفه على بُعده و لا على ليليان و اللى عرفته حصلها و لا على حياتها هنا و معامله عمامها لها !
مراد قفل معاها و نفخ بضيق لإنه عارف سبب حزنها .. و اد ايه أبوها كان طول الوقت قلقان عليها من خواته و طمعهم فيه .. بس للإسف مفيش ب إيده حاجه يعملهالها .. بس ياترى القدر مخبى ايه ؟
غرام صحيت الصبح بدرى اخدت شاور و واقفه تدندن قدام الدولاب و هى بتختار لبس
من زمان بتمنى اقابلَك .. قلبى عمره ما حب قبلَك أصله مرتاحلَك و سابلَك .. روحٌه فيك واياك تسيبْ من زمان وانا قلبى نفسٌه .. يبقى نَفَسَكْ هو نَفَسُه لو فيك إيه علىَ طوٌل يحسُّه .. يتجرح لو يوم تغيب دخلت عليها نهله مرات خالها و إبتسمت لشكلها نهله بغمزه: خيير غرام برّقت: مممم نعمم نهله ضحكت اوى: هو عداكى ؟
غرام إبتسمت: تخيّلى ؟ مانا قولتله يا اعدلك يا تبوظنى نهله: ممم ربنا يستر بّصتلها و بصّت للدولاب: كنتى بتعملى ايه بقا ؟ غرام قفلت الدولاب ببراءه مصطنعه: انااا ؟ خاالص .. و لا حاجه .. هو انا منهم ؟ اللى يقفوا قدام الدولاب ساعه و ف الحمام ساعتين و قدام المرايه تلاته لحد ما ينسوا هما كانوا رايحين فين .. ابسولتلى
نهله هزّت راسها بضحك: ااه اه مانا عارفه .. انتى مكنتيش منهم اه عارفاها دى .. إنما هتفضلى مش منهم .. دى .. اشك غرام ببراءه: يا شيخه بلا قلة ادب .. هو فى احلى من الجينز على اى بلوزه و اى طرحه و الكوتشى ابو فيونكه و نبقا فُله شمعه منوره نهله ضحكت اوى و هى خارجه: الله يكون ف عونه خرجت و غرام رجعت فتحت الدولاب تانى بسرعه و بتدندن نهله فتحت الباب مره واحده و قبل ما غرام تتكلم شاورتلها على فستان موف رايق: ده احلى و الله و قبل ما غرام ترد مشيت بسرعه و قفلت الباب و هى بتضحك غرام ضحكت بغيظ و رجعت بصّت للدولاب: اه فعلا عندها حق .. انا ازاى مكنتش شايفاه؟
دخلت اخدت حمام و لبست الفستان اللى إختارته نهله .. موف رايق و فيه حزام سيلفر رقيق عند الوسط و عليه طرحه بنفس اللونين و كوتشى ابيض و شنطه بيضا .. بصّت لنفسها ف المرايه ب إبتسامه: منك لله يا مارد .. انا كان مالى و مال المرقعه دى ؟! ضحكت و اخدت حاجتها و نزلت .. خبطت ف امها: ايييه يا طمطوووم مش تركز امها ضربتها على قورتها بخفه: انا بردوا اللى محتاجه اركز ؟ ده انتى ده بقا عندك ضايع خالص غرام ضحكت اوى و شاورت على راسها مكان ما امها ضربتها: يا شيخه ...هو انا عندى ده من الاساس ؟
امها ضحكت اكتر غرام: همشى بقا لاحسن كده هتأخرينى امها شدتها: لو ابوكى إتضايق ابقى قوليله اى حجّه و انتى مش هتغلبى غرام بسرعه و هى ماشيه: اه ماشى حاضر هبقا اقوله رجعت تانى و رفعت حاجبها: حجّة ايه ؟ و اقول لمين ؟
امها فهمت إنها مش رايحه لأبوها: امال سيادتك رايحه فين و متسربعه كده ع الصبح ؟ غرام سكتت شويه: مشوار و سيبينى لحد ما انا اللى اجى احكيلك امها إتنهدت: اما اشوف اخرتها يا غرام غرام باستها من خدها: اخرتها خير ان شاء الله امها: ان شاء الله .. بس بردوا عدّى على أبوكى الاول
غرام سكتت بضيق: ربنا يسهل امها بإصرار: حبيبتى أبوكى ف المستشفى ...صحيح سيف بيقول إنه كويس و إصابه خفيفه من شغله بس بردوا لازم تروحيله .. حبيبتى ده أبوكى و مهما كنتوا بعيد عن بعض بس لحد هنا و دى مفهاش كلام غرام: حاضر يا ماما امها إبتسمت: و بعدين يا ستى إعتبرى نفسك بتشترى ودّه .. بتلاغيه يعنى .. عشان اما تحتاجيه بعدين تلاقيه جنبك غرام إبتسمت: ااه ده انتى بتثبّتينى بقا امها ضحكت: لاء انتى اللى هتثبتيه يا روحى غرام حدفتلها بوسه و جريت: حاضر بس ابقى ادعيلى
خرجت و امها إبتسمت: ربنا يهديكى و يراضيكى
غرام مشيت و قبل ما تروح مشوارها اللى مرتباله من بدرى نفخت بضيق و قررت تروح لأبوها المستشفى الاول راحت مستشفى القوات الخاصه .. غرام: هو فى حاله هنا بأسم مهاب السويدى موظف الاستقبال بعد ما قلّب ف الكمبيوتر قدامه: اه يا فندم كان هنا و لسه خارج من شويه غرام نفخت بغيظ: الله يسامحك يا ماما الموظف بصّلها قوى بيجمّع بتقول ايه و هى بصّتله بغيظ: ما تبص قدامك
سابته و مشيت بغيظ .. ماشيه بتاكل ف نفسها و فجأه خبطت ف حد و إتفاجأت بقهوه بتتدلق و إيد لحقتها شدتها بعيد غرام بغيظ: ما تفتح يا حمار انت ازاى اصلا تلمس و رفعت وشها و برّقت: ماارد ؟! مراد كان وشه بينطق من الغيظ و قبل ما يتكلم من غير مقدمات إنفجر ف الضحك غرام إبتسمت قوى: يعنى افهم بتضحك على ايه ؟ انت لولا شدتنى كنت حميتنى بالقهوه بتاعتك دى مراد إبتسم: مره من نفسى يا بتاعة القهوه .. انتى ناسيه إتقابلنا ازاى ؟
غرام رفعت حاجبها: اه انت بتردهالى بقا مراد ضحك: هو العمل اللى انتى عاملهولى رسماه على فنجان قهوه ؟ غرام بغيظ: عمل ؟ مراد هز راسه بإستفزاز: اللى جابنى على ملى وشى لحد عندك و اللى بيحدفنى ف سكتك كل ما اتحرك خطوه
غرام إفتكرت اول مره جاتله المكتب و هو قالها للدرجادى واقعه .. ابتسمت بمكر و حبّت تردهاله: طب انا كنت جايه لابويا انت ايه بقا ؟ للدرجادى واقع ؟ اووووه يا حرام مراد هنا افتكر هو كمان و ضحك اوووى: انتى قلبك اسود اووى غرام بهزار: لاء و انت الصادق ده سُكّرى غامق شويه .. لعلمك بقا البنت ممكن متكونش فاكره ايه ف شنطتها بس بتكون فاكره انت قولت اى من سنتين و 8 شهور الساعه 6:23:45 !
مراد إبتسم: طب ايه داخله و لا خارجه ؟ غرام: لاء كنت جايه لبابا كان هنا بس خرج مراد: فيه حاجه و لا ايه ؟ غرام ببرود: لاء عادى إصابه بسيطه مراد: ممم و رايحه على فين تانى ؟
غرام إبتسمت: كنت رايحه لواحد كده عايزه اخده مشوار بس الحظ سعفنى و جابهولى لحد عندى مراد ربّع إيديه و ابتسم: و الواحد ده كنتى ريحاله فين و ليه اصلا ؟ غرام افتكرت سوء ظنه ف ملامحها إتضايقت: و ياترى ده كان هيبقا رده ايه عند حضرتك ؟ مراد همس بإبتسامه: لاء المرادى غير غرام ربعّت إيديها زيه بمكر: غير ف ايه بقا؟
مراد رفع حاجبه: لاء ده انتى رايقه ع الصبح غرام إبتسمت: جدااا مراد: عموما ده كان موقف و عدّى و انا شرحتلك ظروفه إنى كنت مضغوط .. انا اصلا اكتر حاجه بكرهها ف حياتى سوء الظن غرام إبتسمت: و بتكره ايه تانى ؟ مراد بجديه: و الكدب غرام: و ايه تانى غير دول ؟
مراد إبتسم: لاء اللى غير دول هتعرفيهم واحده واحده و لوحدك .. بس دول اهم ما عندى و اللى من عندهم بتتبنى علاقاتى مع اى حد و اللى بردوا من عندهم ممكن تنتهى غرام بصّتله بإعجاب واضح اووى .. حسّت ان الحب اللى كانت بتحبهوله عشوائى و إنها دلوقت بتقع ف حبه بجد .. غرام بهزار: و انا تفهّمت الموقف و عدّى زى مانت قولت و عشان إثبتلك انا ممكن اكرره عادى مراد إبتسم: لاء انا قولت ثقى فيا اه بس مش للدرجادى يعنى .. انا بشر و ربنا غرام بضحكه عَذبه: لاء انت مارد .. الا صحيح مين سمّاك مارد ؟
مراد: يحيي .. و من بعده عامر الله يرحمه .. و بعدها إنتشرت غرام: ممم يحيي و عرفناه.. مين عامر بقا؟ مراد: ده اللى قفل المثلث .. ماهو لو نسبت الفضل ف اى حاجه ف حياتى لحد هيبقا لتلاته لجدى مَهد اللى اخدنى ف بيته و شيّلنى اسمه و لولاه و لا كان هيبقى ليا بيت و لا اسم ..
و يحيي اللى ساعدنى ادخل شرطه و يبقالى اسم و مكانه و لولاه كان زمانى لسه حته عيل متمرمط من ورشه لورشه و مكنش هيبقا ليا مستقبل .. و تالتهم عامر الله يرحمه .. و ده له الفضل ف حاجات كتير .. ده اول حد درّسلى ف شرطه و إتدرّبت على إيده و اول حد إشتغلت تحت ايده و لولاه مكنش هيبقا ليا مكانه مميزه و الحمد لله الكل بيشهدلها .. حتى حياتى مديونله بيها لإن لولاه كان زمانى ميّت .. اخر مهمه طلعناها سوا مات هو عشان انا اعيش .. هرّبنى و اصرّ لإنى امشى بعد ما هو إتصاب لإنى لو كنت إنتظرت معاه ثوانى كنت مُت .. العربيه كانت هتنفجر بينا و هو عارف نفسه كده كده متصاب مش هيعرف يخرج و يعطلنى ف اصرّ إنى اسيبه و قبل ما اغيب عن عينه كان مات غرام ب اسف: الله يرحمه.
مراد مخدش باله من دموعه اللى نزلت غصب عنه و هى قرّبت منه مسكت إيده بحب و إتكت عليها و هو إبتسم بكسره: عادى .. احنا حياتنا كده .. مفيش ظابط ف العالم إلا و حاطط اللحظه دى قدام عينيه .. بس الذكى بقا اللى يبقا عامل حسابها غرام بصّتله و سكتت و هو إتنهد: يعنى هو سايب بنته .. لوحدها .. من غير ام و لا حتى اخوات .. و تايهه من غيره .. ساعات بقول لنفسى اللى زينا مالهومش خلفه و لا حتى جواز ..ليه نفارق و نسيب قلوب مكسوره ورانا ؟
غرام: ده قدر ربنا و محدش بياخد غير اللى مكتوبله .. يعنى هى مكتوبلها ده .. حتى لو أبوها مكنش ظابط كان بردوا هيحصلها اللى حصل و تبقا لوحدها .. تفتكر لو أبوها مش ظابط مكنش هيموت مثلا ؟ و لا كنت هتفضل وحدها ؟ مراد سكت شويه: عارفه إنى مفتكرش عن أبويا غير إنه ظابط .. او كان ظابط الله اعلم هو دلوقت ايه ؟ غرام: ظابط ؟
مراد: ممم .. ساعات بيبقى نفسى الفّ على كل ظباط الدنيا و اشوف مين فيهم أبويا و مين فيهم كان عنده عيله و راحت ف حادثه .. و ارجع و اقول لنفسى خلاص حتى لو لقيته هعوز منه ايه ؟ مش هيعملى حاجه اكتر من اللى عملته لنفسى .. إتربيت و كبرت و إتعلمت و إشتغلت و اذا كان مدوّرش عليا ليه ادوّر انا عليه ؟! غرام إبتسمتله بحزن على وجعه بعدها عشان تغير مجرى كلامهم بصّت ع الشاشه كانت ف ريسيبشن المستشفى غرام ضحكت: الله ! مراد كانت الشاشه وراه إلتفت ناحيتها و إبتسم: بلبل حيران ! غرام: ممم .. الفيلم ده انا بعشقه و رغم إنه بيبان للكل كوميدى بس له مغزى حلو ورا الكوميديا اللى فيه مراد إبتسم: مغزى ممم .. اللى هو ؟
غرام إبتسمت: في الفيلم زينة كانت دايما بتكنسل على بلبل ومبتردش عليه ولما يسئلها مبترديش ليه ؟ تتحجج ف تقوله مبسمعش الموبايل، مبكونش فاضيه .. اى حجّه بقا، بلبل قالها في مشهد أن "كتر أتصالي بيكى في أوقات مختلفة وأنتى مترديش ولا حتى لما تفضي تتصلي ده أسمه تجاهل. والتجاهل مبيتغفرش. هى فعلًا كانت بتتجاهله .. لكن فى الاخر زعلت اوى إنه سابها وخطب غيرها .. برغم إنها لو كانت إهتمت شويه وبطّلت الحاجات اللى هي شيفاها تفاصيل صغيرة كانت كسبته، التفاصيل الصغيرة دي لما بتتراكم بتبقى مشكله كبيره المقصود منه يعنى ان التفاصيل إللي بنشوفها صغيرة جدا مش ظاهره وهي كل واحده لوحدها إنما لما نحطها جنب بعض بتعمل مشكله كبيره .. و ان ف الأخر الجبل هو شوية رمل و حصى صغير بس متراكمة فوق بعضها.
و ان اى حد مهما كان بنت أو راجل بيحب اللى يفرّحه، اللى يضحكّه، اللى يهتم باللي بيهتم بيه ويشاركه تفاصيله الصغيره.. الحب اهتمام قبل اى حاجه .. معظم العلاقات دلوقت بقت بتنتهى بالإهمال اكتر ما بتنتهى بمشاكل و خلافات .. البرود ف اى علاقه مُزعج جدا بيجبرك تنسحب من العلاقه حتى لو روحك فيها
مراد كان بيسمعها و منمدج معاها اوى .. و عشان الرساله اللى ورا كلامها كانت واضحه و صريحه قدر يقراها بسهوله و إبتسم مراد ضحك: طب بمناسبه الاهتمام تعالى افطّرك الاول و بعدها اشوفك عايزه تودّينا فين ؟ الا صحيح مشوار ايه اللى اول ما جيتى قولتى عايزه تاخدينى ليه ؟ غرام إتوترت شويه: نفطر بس الاول و اقولك مراد لاحظ توترها بس معلقش ..اخدها و خرج برا غرام: تيجى ناخد فطار سريع جنبنا هنا ؟ مراد إتلفت حواليه: جنبنا فين ؟ غرام ضحكت: لاء مش قصدى هنا .. فى مطعم اوبن ع الكورنيش قريب من هنا .. نروح ناخد حاجه ع السريع
مراد إبتسم: طب بما إنه قريب من هنا تيجى نتمشى غرام متكلمتش بس شبكت صوابع إيديها بين أصابعه و إتحركت و هو إبتسم غرام ضحكت: بس حلوه تفطرنى دى ؟ ممم طب مانت بتتعلم بسرعه اهو .. امال ايه بقا ؟ مراد: لاء ياختى ماليش فيه .. انا عامة مش بفطر و ممكن يومى كله يقوم على اكله واحده و خفيفه كمان .. انا عملت عشانك لاحسن تاكلينى غرام ضحكت اوى بصوتها كله و هو ضحك معاها: ده انتى بقا يتخاف منك .. طب مثّلى قدامى حتى .. حوّرى عليا ع الاقل لحد ما تدبسينى غرام بهزار: مسمعتش المثل اللى بيقول .. إتجوزى الراجل اللى متحاوليش تشفطى كرشك و انتى معاه.
مراد ضحك: يعنى الواحده منكم تآكل فراخ و شيبسى و إندومى و مكرونة وورق عنب و شيكولاتة و ترجع تقول: إيه دة ؟! أنا طلعلى كرش ! آمال عايزة يطلعلك ايه ؟ غمازات ؟ غرام بصّتله بغيظ: بتتريق ؟ طب ياريتك بكرش مراد برّق: نعمم ؟! غرام إبتسمت ببراءه مصطنعه: اماال .. يعنى الواحده تتجوز واحد طويل و بعضلات وأول ما يتعصب عليها يفرتكها .. ولا تتجوز واحد بكرش يكسل أصلا يزعقلها ؟ مراد ضحك اوى: و الله اللى زيك الواحد يخاف يروح يقول لأهلها انا طالب إيد بنتكوا لا يقولوله و الله يا بنى لو تعرف تشيل إيديها من الاكل خدها
غرام كشرّت بغيظ و هو ضحك اوى .. وصلوا مكان ما وصفتله قعدوا فطروا و هو طلبلها شاى بلبن غرام: مممم عجبتنى على فكره مراد بيغيظها: لا عادى انا بشترى دماغى غرام: على فكره انت ﻻزم تعوّد نفسك تاخد بالك من التفاصيل بجد مراد بضحكه يغيظها: حاضر حبيبتى .. ايه ده ؟ انا ملاحظ إن وزنك زاد شويتين تلاته ع الريجيم، و اللى قبّ ده آيه ؟ كرش ؟ آآآه، و بقا عندك لغد و ... غرام كزّت على سنانها بغيظ: خلآآآص، مش للدرجادى يا تحفه مراد ضحك اوى و هى حدفته بمعلقه قدامها .. فطروا و خلصوا و قعدوا شويه و قاموا
رجعوا مشى تانى لمكان عربيته ..مراد فتحلها و مدّلها إيده بصّت لإيده بعِند و ضحكت تغيظه و ركبت .. لفّ ركب و بصّلها بغيظ عشان مرضيتش تمسك إيده: لعلمك بقا ف الخطوبه الواحد مننا يبقى بيتلكك عشان يمسك إيديها و هى بتعدّى الشارع غرام رفعت حاجبها: و بعد الجواز ؟ مراد بضحكه يستفزها: لاء بعد الجواز يبقى بيتلكك إنه يسيب إيديها يمكن عربيه تلهفها و ﻻ حاجه غرام برّقت اوى و هو إبتسملها بغرور إنه عرف يغيظها و مشى .. شويه و فتح الكاسيت و قعد يقلّب فيه .. جاب وائل جسار " بحبك مش هقول تانى " و بيدندن معاه غرام بغيظ: بحبك مش هقول تانى ؟! مايديها بالقلم احسن مراد ضحك و هى زقّت إيده و فضلت تقلّب ..
جابت اليسا " مليون احبك" .. إبتسمت بغرور: شوفت بقا احنا نَفَسنا طويل ازاى .. بحبك لمليون مره مش زيكوا ( و قلدت صوته بتريقه ) بحبك مش هقول تانى مراد ضحك بتريقه: يابنتى انتوا من كتر رغيكوا .. تحس ان الواحده منكوا لو قفلت بوقها شفايفها اللي فوق تقول لشفايفها اللي تحت عاش مين شافك
غرام ضحكت و رجعت تقلّب و بعدها وقفت على ام كلثوم و سابتها و علّت اوى مراد رفع حاجبه: ام كلثوم ف عزّ الضهر ؟ و بصوت عالى زى الدى جى ؟ و عالطريق ؟ لا انا قولتها انتى يتخاف منك
غرام ضحكت اوى: أم كلثوم و هي بتقول "العيب فيكم يا في حبايبكم أما الحب يا روحي عليه" تحسها كده عايزة تقول انتوا زبالة يا بتعرفوا ناس زبالة مراد ضحك اوى: انتى مشكله ؟ حتى الست اللى مختلفش عليها اتنين مش عاتقاها غرام ضحكت اوى و هو سكت و بصّلها: هاا ؟ عايزه تروحى فين من الصبح و متردده ؟ هتودينا فين بقا ؟ غرام بإرتباك بتداريه: اناا ؟! لا خالص لو مش حابب خلاص مراد: انا قولت مش حابب ؟! انا قولت كده ؟!
انا بس شايفك متردده و كل ما اسألك تتوّهى كأنك لسه مش واخده قرار .. ايه بقا المكان اللى مش عارفه تقررى تروحيه و لا لاء ؟ غرام إبتسمت بتوتر: طب امشى كده مراد مشى على وصفها لحد ما وقف عند مكان معين و هى سكتت و بصّتله و هو بصّ من القزاز و بصّلها و تقريبا كان فهم غرام فركت إيديها بقلق من رد فعله: مراد .. انا عارفه ان اللى هقوله ممكن يزعّلك .. هيضايقك لو مفهمتنيش صح .. بس انا عايزه ابقا جنبك بجد.. ابقا جنبك بالفعل مش بالكلام ..
مراد بصّ على عيادة الدكتور النفسى و بصّلها بتردد شويه و سكت كتير .. فكر يرفض .. او حتى لو لزم الامر يتراجع عن الموضوع كله .. بس حسّ إنها عندها حق .. الخطوه دى كان لازم ياخدها من زمان .. كان رافض لإنه معندوش اللى يشجعه .. معندوش اللى يحاول يصلّح كتير عشانه .. بس دلوقت بقا عنده .. و فى إيد بتتمدله تشدّه من الغرق .. ياترى يغرق و لا يتشعبط فيها و يطلع من اللى هو فيه ؟! مراد بصّلها كتير بترقُّب: هو انا ممكن اسألك سؤال ؟
غرام هزّت راسها و هى عارفه عايز ايه و هو سكت شويه: هو انتى جيبانى هنا عشان مش متقبّله مراد اللى شفتيه بعد ما كشفته قدامك .. ف بتحاولى تغيّريه .. و لا دى مساعده ؟ غرام إبتسمت و لمح ف عينيها لمعه عشق نوعاً ما طمنته: مراد .. انت فتحتلى قلبك و حياتك و وافقت بوجودى جنبك حتى لو مقولتهاش صريحه و انا عشان ابقا جنبك لازم اساعدك و إلا وجودى مش هيبقا ليه لازمه .. و عشان اساعدك جيبتك هنا .. و عشان هنا اول خطوه ف انا حبيت اخدها معاك .. حبيت نبتديها سوا مراد بصّلها بإطمئنان و هى إبتسمت بحب: عارف يا مراد .. العلاقه الناجحه هى اللى بتعمل حسابك فيها على تقبُّل العيوب مش التعامل مع المميزات .. و انا تقبّلت كل العيوب اللى ورتهالى و اللى لسه هشوفها قبل ما اشوف اى حاجه حلوه.
مراد إبتسملها بهدوء و إتنهد و رجع بصّ للعياده و هزّ راسه و نزل و هى فتحت و نزلت دخلوا و قعدوا شويه إستنوا الدكتور .. بعدها طلعتلهم ممرضه و دخلتهم مراد كان لسه هيعترض على دخول غرام معاه .. بس إتراجع .. هو خلاص قرر يمشى معاها سكه واحده يبقا لازم يبقوا مكشوفين لبعض بشكل يخليها متتفاجئش بعد كده و لا تتصدم دخلوا و قعدوا و مراد بتلقائيه مسك إيديها بكل الخوف اللى جواه من الكلام اللى هيقوله و ذكرياته و جروحه اللى لازم تتفتح عشان المرادى تتنضّف صح و تتعقم عشان تلمّ كويس .. و هى بكل الحب اللى جواها إتكت على إيده تطمنه الدكتور إبتسم لشكل العلاقه بينهم: خير اتفضلوا.
مراد إبتسم ربع ابتسامه و سكت كتير و اخد نَفس طويل و خرّجه مره واحده و إبتدى يحكى كل حاجه من نقطه الصفر و اللى حكهالها من قبل .. اتحفّظ شويه ف الاول بعد كده اتكلم ب إرياحيه اكتر و الدكتور بيسمعه بإهتمام وصل لحد علاقاته المتعدده و العنف و الساديه و كل التفاصيل الدكتور بتفهُّم: طيب ف البدايه كده انتوا متجوزين و لا لسه ؟ مراد: لسه شويه.
غرام إبتسمت من ردّه لإنه عجبها .. لسه شويه ده معناه إنه خلاص قرر بس مشكلته ف الوقت و دى محلوله الدكتور: تمام .. و لعلمك من كلامك و تفاصيلك اقدر اقولك مشكلتك علاجها سهل ...هياخد وقت اه لكن مش صعب .. معرفه سبب المشكله بيساوى نص الحل .. و طالما الساديه اللى انت فيها لها سبب و سبب عنيف كمان زى الاغتصاب و الخطف و بُعدك عن اهله يعنى الحرمان .. يبقا كده حطينا إيدينا على الدافع اللى وصّلك لكده .. و بمجرد ما هنقضى على الدافع هتلاقى الموضوع بيختفى معاك حبه حبه لحد ما يتبخر بصّ ل غرام: و طبعا انتى كمان هيبقا ليكى دور .. العلاج هنا مشترك ..
ف الحالات اللى زى دى لازم على الزوجة إحتواء زوجها، ومساعدته إنه يتخطى المرحله دى و العنف منه ميتواجهش بالعنف معاه حتى لو ف الكلام.. و الهدوء و الحنيه و تعويض الحرمان و سدّ الفراغات الكتير الموجوده جواه غرام إبتسمت اوى: دى بقا عليا .. و من غير اى حاجه ده دورى اللى كنت هاخده كده كده
قعدوا يتكلموا كتير مع الدكتور و مراد نوعا ما إرتاح .. حسّ إنه خد خطوه إيجابيه كان لازم تتاخد مراد ابتسم بهدوء بعد ما اتطمن و اخد غرام و مشى
ركبوا العربيه و مراد رجّع ضهره لورا و ربّع إيده الاتنين ورا راسه و غمّض عينيه مبتسم غرام حسّت بالهدوء النفسى اللى ممكن يكون إبتدى يتشكّل جواه و محبتش تقطع عليه هدوءه مراد بصّلها بإبتسامه عَذبه: انتى مش متخيله انا حاسس ب ايه دلوقت ؟ حاجه كده زى النار اللى مره واحده إتحدف عليها ميه متلجه تبرّدها غرام: و ان شاء الله النار دى هتتحول رماد و تنطفى للابد مراد سكت شويه: النار اما بتنطفى بتدخّن و تعفّر و بتسيب الرماد اثر لوجودها ف يوم من الايام غرام: كل حاجه هتخلص .. بس واحده واحده و مع الوقت .. و طالما خدنا اول خطوه يبقا سيبها انت بس على ربنا و الباقى هيجى بعدين
مراد اخدها و مشى: هااا هتودينا على فين تانى يا بركه ؟ غرام ضحكت: عايزه اشترى شويه حاجات من المول .. نروح سوا .. حابه اتعرّف على ذوقك و اختياراتك بس بالفعل مراد: مممم ده انا تحت الاختبار بقا غرام: اينعم .. مش يمكن ذوقك مش يعجبنى مراد: طب مانتى شوفتى ذوقى قبل كده فيكى .. جربتينى ف نفسك يعنى .. هاا ايه رأيك ؟ غرام بثقه: تؤتؤ انت ذوقى انا اصلا مراد ابتسم و اخدها ع المول اللى وصفته ..
وصلوا و دخلوا قعدوا يلفّوا ف المول كله .. لفّوا كتير و اشتروا حاجات اكتر و اغلبيتها ليها و من ذوقه هو
مراد واقف و ساند ضهره لورا و حاطط إيده على راسه بغيظ و غرام جايه عليه: ايه رأيك ف دول يا مرادى ؟ مراد لسه هيتكلم لمح اللى ف إيديها بصّلها بغيظ و برّق: ايه دول يا روما .. لبس بيبيهات ؟! بصّلها بغيظ: اه عندك حق مانتى جيبتى حاجات تكفيكى عشر سنين قدام .. ندخل بقا ع البيبيهات غرام ببراءه: اعمل ايه شفتهم و عجبونى مراد إبتسم بغُلب و هى ضحكت: لاء ماهو عشان تبقا عارف انا بحب الاطفال جدا .. بعشقهم ..
عايزه يجى .. يجى.. لالا مش عارفه اعدّ .. انا عايزه حبّه عيال كتير .. و يبقوا شبهك .. عيون بتقلب و شعر لونه مموّج و مانجهات كده يعنى .. و كمان
قطع كلامها صوت موبايل مراد اللى رن و بصّ فيه و وشه إتغيّر و قام مره واحده من غير ما يقولها حاجه حتى مراد بلهفه و هو قايم: ليليااان .. ايه يا حبيبتى فينك كده ؟ امبارح و إنهارده مسمعش صوتك .. طمنينى غرام بصّتله قوى على طريقته و لهجته و كلامه و ردّه بسرعه و لهفه .. إتضايقت اوى خاصه إنه اخد الموبايل و قام
مراد بعد ما اتحرك بعيد: اهدى بس يا ليلو و فهمينى اللى حصل بالتفصيل ليليان حكتله كل حاجه بالتفصيل حصلت معاها ف المطار و حكايه الجواز من حاتم و القسيمه اللى شافتها مراد بضيق: يعنى انا عايز افهم .. مش إتفقنا متتصرفيش من دماغك .. بتسافرى ليه انتى ؟ بلغّتى مين ؟ خدتى رأى مين ؟ ليليان بضيق: انا افتكرت كده اتحلّت .. جوازى من رامى حلّها مراد: ماهو جوازك من رامى لسه متوثقش و رامى مات و القسيمه مكنتش طلعت لسه .. و طالما حد زوّر القسيمه يبقا اكيد إتلعب ف جوازك من رامى ليليان بدموع: و العمل ؟ مراد بتفكير: كده إبتدت توضح يا ليليان .. تزوير جوازك هدفه منعك من إنك تسافرى و طالما هما ورا التزوير ده يبقا هما ورا كل حاجه من الاول .. كل حاجه منعتك من السفر.
ليليان إتخضّت من الكلام لإنها عارفه ان نضال ورا الخطف بس مش قادره تتكلم ..خايفه منه بعد ما هددها بالفضيحه مراد إنتبه لسكوتها: حبيبتى اهدى .. انا جنبك .. مش هسيبك و مش هتخلى عنك .. مستحيل هسمح لحد يقرّب منك او يلمس شعره واحده منك يا حبيبتى اهدى
و ده كان الوقت اللى غرام قامت عشان تشوفه اخّر ليه .. و للإسف وصلت ف اللحظه الغلط و سمعت اخر جمله .. كزّت على سنانها بضيق و إتراجعت لورا بغضب
مراد: اهدى .. و كده جاه وقت الخطوه اللى انا كنت مأجلها من الاول .. هنزلك مصر متقلقيش .. بس ب اسم تانى و هنا هدبرلك مكان و هعدّلك كل حاجه بحيث تبقى ف امان لحد ما كل حاجه تتحل .. و ب إذن الله هسلمك لأبوكى ف إيديه ليليان إبتسمت من بين دموعها من مجرد سيره أبوها: يارب يا مراد ياارب مراد إبتسم: متقلقيش حبيبتى انا مش هسيبك .. المهم ركزّى ف اللى هقولهولك ده و نفذيه بالظبط زى ما هقوله عشان تبقى ف امان لحد ما اشوفك
مراد خلّص مع ليليان و راح ل غرام اللى كانت واقفه بتكزّ على سنانها و وشها بيقول إنها مش هتعديها مراد إبتسم من الغيره اللى بتتنطط على وشها و هى رفعت حاجبها بغيظ: ممم يعنى تتكلم و عملت فيها العاقله و قولت كل حاجه هتروح واحده واحده لحد ما يتعود .. لكن تسيبنى زى الاباجوره و تمشى ده اللى مقبلهوش مراد ب إبتسامه بيغيظها: اباجوره ؟! لا يا روحى متقوليش على نفسك كده انتى حد جميل غرام بغيظ: مراد بطّل برود .. بس عارف انا الغلطانه .. مان لازم بدل ما اقف اكل ف نفسى كده كنت اشدّ منك الموبايل و اشوف الاراجوز اللى كان بيضحّكك مراد ببرود بيستفزها: و معملتيش كده ليه ؟
غرام غيظها بيزيد خصوصا من الإبتسامه الواسعه اللى على وشه اللى مفكرّاها من المكالمه و متعرفش إنها هى اللى رسمت الإبتسامه دى بغيرتها .. و رسمتها جواه اكتر من براه مراد: و بعدين دى اراجوز دى ؟ دى ؟ حرام عليكى يا شيخه ده كفايه اسمها .. عارفه بيسموها غُريبه من نعومتها و رقتها
هنا غرام فقدت اخر سانتى من اعصابها و حدفت لبس الاطفال اللى كان لسه ف إيديها ف وشه: طب خد بقا لبس ولادك و هو ضحك اوى من منظرها و على كلمتها و هى بصّت حواليها بغيظ عايزه تحدفه بحاجه يمكن تفش غيظها و اما ملقتش .. تهتههت بغيظ متملّك منها: طب طلقنى بقا .. هاا مراد مش عارف يبطّل ضحك و كل ما بتنطق ضحكُه بيزيد و هى حدفت باقى اللبس ف وشه: و ادى لبس عيالك هااا
مشيت من قدامه بخطوات عنيفه و غيظ و هو بيضحك اوى و مره واحده ضحكته إختفت فجأه اما لاحظ كل اللى حواليه بيبصّوله واحده جنبه كبيره: ليه كده بس يابنى ؟ مزعّلها ف ايه ؟ حد يزعّل العسل دى ؟ دى شكلها بتحبك .. طب أديها عايزه تطلق هتعمل ايه بقا ؟ مراد لسه هيرد قاطعُه واحد من جهه تانيه قريب منه: يا عم دول بيتاخدوا على قد عقلهم .. ع الاقل عشان خاطر العيال اللى مصبّرينا عليهم .. اديها رمتلك حاجه عيالك و مشيت و مش بعيد تسيبهم و تقولك رايحه بيت أبويا ماهم فالحين ف كده.
مراد هنا تنّح اووى و برّق و همس بغيظ: اه يا بنت المجنونه .. يعنى اسمع ان الرجاله كلها بتدخل الاماكن اللى زى دى و تخرج مرتبطه .. مخطوبه .. متجوزه حتى .. شاقطه و انا ادخل و اخرج مطلّق .. و معايا عيال كمان .. الله يحرقك يا شيخه بصّ حواليه لمنظر الناس اللى بتبصّله و رفع حاجبه و عدل لياقة التيشرت و اتحرك من وسطهم بسرعه: نيله .. انتى يا يا حرام .. غرام
غرام سابته و مشيت و خرجت برا المول كله اخدت تاكسى و روّحت و سابته و هو خرج اخد عربيته بس ملحقهاش بس مشى وراها لحد ما روحت .. إبتسم بغيظ و مشى
غرام روّحت دخلت اوضتها بغيظ و عماله رايحه جايه تنفخ: ممم .. امال ايه .. ده صايع .. و انا كنت عارفه من الاول و زقيت ف سكته .. ميسوقش فيها ليه بقا .. لاء و لسه ..لسه .. مش عرفت و رضيت اشرب بقا .. لاء اشرب ايه ؟ ده انا اشرب و اكل كمان .. ده .. ده كان بيضحك ببرود و كأنه عايز يقولى اخبطى دماغك ف الحيط .. اااه يااانى
روسيليا بعد ما ليليان قفلت معاها .. قعدت تراجع كل اللى حصل ف الفتره الاخيره .. إبتدت تربّط الاحداث ببعضها و إبتدت تفهم اللى حصل لليليان ورا بعضه و مين ممكن يكون وراه .. إفتكرت تهديد عاصم و اللى حصل زمان و اول ما تفكيرها وصل للنقطه دى إتنفضت و قامت وقفت بعنف لبست و خرجت راحت على فيلا عاصم و دخلت بعنف .. الحرس كلموا عاصم بلّغوه و هو نزل بضيق لإنه عارف ايه اللى جابها .. اكيد ليليان بلغتها باللى حصل معاها ف المطار .. و من منظرها اتأكد عاصم ببرود: خيير .. بنتك عملت ايه تانى ؟
روسيليا بغضب: مانت عارف اهو عاصم: و الله بنتك كل يوم بمشكله شكل و مصيبه شكل .. قرفها مبيخلصش .. ف لازم تكونى جايه عشانها روسيليا إندفعت: عارف انا لو بنتى ف مصيبه .. لو عندى مشكله انت اخر واحد ممكن الجأله .. عارف ليه ؟ عشان انت مبتنجدش حد .. ف مابالك بيها هى ؟ لو هتموت انت اخر واحد افكر اجيله لإنى إكتشفت إنك ورا كل اللى حصلها و بيحصلها .. بس للإسف إكتشفت ده متأخر و متأخر اوى كمان عاصم ببرود: ممممم و لو إكتشفتيه بدرى كنتى هتعملى ايه يعنى ؟ ف إيدك ايه ؟
قولتلك لميّها و معرفتيش يبقا متلوميش إلا نفسك بقا طالما حتى متملكيش تلوميها روسيليا بهجوم: لا يا عاصم ف إيدى كتير و كتير اووى كمان .. و اذا كنت زمان هددتنى ب ليليان و سكتت عشانها .. دلوقت يوم ما هلاقيها بتتأذى مش هسكت .. مش هقف اتفرج عليك و انت بتأذيها و اسكت .. قبل كده سكتت عشان متتأذيش لكن يوم ما هلاقيها كده كده بتتأذى مش هسكت .. زى ما سكتت قبل كده عشانها دلوقت بردوا ممكن اتكلم عشانها عاصم مسكها بغضب: و انتى عارفه ساعتها انا ممكن اعمل ايه .. ثم إنك هتتكلمى تقولى ايه و لمين اصلا ؟ عندك ايه تقوليه ؟ روسيليا بعنف: لو انت معتمد على نقطة إنى معرفش حاجه تبقا غلطان ..
اسمع يا عاصم انا صحيح يوم اما اخدت ليليان مكنتش اعرف عنها حاجه و مازلت معرفش حاجه .. خلصّتها من تحت إيدك و هى حته عيّله وقعت ضَحيّه لخلاف بينك و بين أبوها اللى انا معرفهوش و لا اعرف اللى بينكوا بس كفايه اوى إنى اعرف امها .. و يوم ما هاروح اقول ل همسه مراتك ان ليليان تبقا بنتها و اعرّفها اللى انت عملته ف ولادها زمان .. ساعتها هى اللى هتعمل مش انا !
همسه كانت نايمه فوق و صحيت على صوتهم .. و اما صوتهم بقا عالى اما اتعانفوا على بعض نزلت تشوف فى ايه .. خرجت من اوضتها بس قبل ما تنزل عندهم و هى واقفه بعيد عن عينيهم خالص ع السلم من فوق كلمة روسيليا الاخيره رنّت بعنف ف ودنها يوم ما هقول لهمسه مراتك ان ليليان بنتها هى اللى هتعمل.
كلمة روسيليا نفضت جسمها زى اللى صعقتها بكهربا .. الكلمه بترن ف ودنها و بتتكرر زى الصدى همسه ع السلم من فوق و مره واحده حسّت الدنيا بتلّف بيها و بتضلّم و روحها بتنسحب و عينيها إبتدت تغمض و روحها إبتدت تنسحب لدنيا تانيه .. دنيا مفهاش وعى .. حاولت كتير تقاوم و فجأه _