رواية مارد المخابرات الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل التاسع
غرام قاعده بتشتغل على اللاب و مره واحده رنت رساله إبتسمت بلمعه كده قبل حتى ما تلمحها و لا تشوف من مين لمجرد إنها خمنت ! فتحتها لقتها من مراد إبتسمت اووى و مره واحده إبتسامتها إتبخرت و قرت بغيظ: مراد ببرود: عارفه لما بقول لحد انا تعبان اوي يقوم يرد: ما كلنا تعبانين ! دة بقي برج البغبغان بقطع علاقتى بيه على طول ! غرام بصّت للتليفون و برّقت و كزّت على سنانها بغيظ: انا بغبغان يا مستفز .. تصدق انا غلطانه .. اهدى عليا بس !
إتلفتت يمين و شمال بغيظ عالموبايل .. و عماله تشقلب ف الحاجه حواليها .. و مره واحده إتخايلت بيه ف إيديها و هى بتشاور بأيديها .. برّقت للموبايل ف إيديها و رفعت حاجبها: منك له يا شيخ .. هتودينى فين بس ؟! كأنها إتلككت بالرساله بس عشان تكلمه .. رنت عليه و هو كان زى اللى مستنى المكالمه دى .. او اقنع نفسه إنه متوقع بس تتصل .. حاول يمنع نفسه و ف الاخر نفخ بغيظ.
مراد ببرود: اه ده انتى فاضيه بقا ؟ غرام بعد ما كانت متغاظه و ناويه تنفجر فيه .. لمجرد إنها سمعت صوته إتنهدت براحه و بهزار: بصّ هو انا مش عارفه أنا فاضيه و ﻻ مشغوله يعنى مواريش حاجه، بس معنديش وقت ! مراد رفع حاجبه: مممم نعمم غرام بتريقه: و الله انا قولت كده بردوا .. تفتح كده زى الناس العاديه و تتكلم و لا خوفت عالموبايل يتسحب منك ؟ مراد بتريقه: ها ها ها، اتكلى غرام بغيظ حدفت الشوكه من إيديها ع الطبق اللى قدامها: ما تتكلم عِدل يا جدع انت
مراد لاحظ الخبطه و خمّن الصوت و إبتسم غصب عنه: بردوا ؟ انتى مبتشبعيش اكل غرام لاحظت إنه اخد باله من إنها بتاكل: انا من ساعه ما إبتدى الشتا و كلمة شبعانه مجتش على لسانى خالص .. ابدا يعنى ! مراد كتم ضحكته و هى لاحظت: لا متضحكش انا باكل مش عشان جعانه ﻻاا خاالص .. انا بس باكل عشان مش ﻻقيه حاجه اعملها ! مراد بتريقه: كماان ! لاء انتى احمدى ربنا إنه مبيبانش عليكى .. و إلا كنتى فرقعتى غرام بتريقه: هاهاها ما الحلو بيعرف يألش اهو امال عامل فيها مكتئب ليه؟ مراد بهزار: لاء ماهو انا عندي اكتئاب وسطي جميل كدة .. اللي هو انا مكتئب بس لو حد كلمني مش هنكد عليه و ههزر عادي .. غرام بتحاول تشد معاه ف الكلام: مممم و من ايه بقا الإكتئاب ده ؟
مراد لاحظ إسلوبها ف شدّه للحوار: يلا إتكلى تصبحى على خير غرام: حد بينام من دلوقت ؟ مراد سكت شويه: تصدقى انا نفسى انام نوم يخلينى عايز اصحى .. مش نوم يخلينى عايز اصحى عشان انام تانى .. ! غرام ضحكت اوى بصوت و هو ابتسم بس مبيّنش: متركزيش غرام إبتسمت: ايه لخبطة النوم دى ؟ مراد: لخبطة نوم ايه ؟ انا مبقتش عارف انا مطبّق و ﻻ لسه صاحي و ﻻ عايز انام ! غرام ضحكت: انا بئا لو إستسلمت للنوم اللى عايزه أنامه مش هتشوفونى تانى اساسا غير و احنا بنتحاسب بئاا
مراد إبتسم و هى ضحكت: اه وربنا ده الواحد لو عمل كتاب هيسمّيه العُمر عدّى ع المخده ! مراد غصب عنه ضحك اوى بصوته كله و هى ركزّت و تاهت معاه ف ضحكته و سرحت و هو لاحظ سكوتها ف سكت و ده نوعا ما ضايقُه لإنه مش حابب السكه دى لأنه عارف اخرتها هتوديه لفين .. حب يهرب و يقفل: يلا انا بس هى لحقته و إنتبهت و إتكلمت ف نفس الوقت معاه: الحياه مبتوقفش على حد على فكره مراد سكت كتير: ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ مبتوﻗﻔﺶ ﻋﻠﻲ ﺣﺪ ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻤﺤﻔﻮﻅ ﻭ المتعاد ﺩه .. ﺑﺲ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺎﺕ ﺑﺘﻮﻗﻒ جوه ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﺒﺘﻘﺪﺭﺵ ﺗﺸﺘﻐﻞ ﺗﺎﻧﻲ،، عطلت .. آه عطلت .. ! هى تجربه صعبه للواحد يمر بيها .. او احساس فقد واحد هيدوقه .. بعدها و الله الواحد هيقف قدام نفسك ف المرايا و يقول مين ده !
مراد حدف الكلمتين دول بعدها سكت بضيق .. لإنه حس إنه قال كلام جواه .. و ده معناه إنه فتح قلبه و دى حاجه بيسيطر عليها من زمان .. إنه يقفل اللى جواه عاللى فيه و ده معناه إنه هنا بيفقد السيطره دى و ده زاد ضيقه هى لاحظت إنه ندم ع الكام كلمه اللى قالهم دول ف بهدوء: الحزن اللى بجد إنك تشوف احلى مرحله ف عمرك بتضيع و انت قاعد تعيش روتين مكرر و ممل فيها ! بتاكُل عشان المفروض تاكُل .. بتسأل علي صحابك عشان بس مايزعلوش .. بتقول حاضر عشان تريّح دماغك وخلاص .. بتنزل شغلك عشان تريّح ضميرك .. بتنام عشان قرفان وتعبان نفسياً ..بتسكُت عشان تعرف تكمّل !
مراد اتضايق اووى لمجرد إنه حس إنه شفاف اوى كده قدامها ! حس كأنها شايفاه من جواه .. او يمكن دخلت هى جواه .. اول ما تفكيره وصل لكده اتضايق: بقولك ايه يلا اتكلى .. انتى هتعملى شغل الاعلام ده عليا .. شغل بيع الكلام .. يلا إتكلى ! قفل بسرعه كأنه بيهرب من قدامها او مش عايز يمشى على الطريق ده ..
غرام تفهّمت حالته إنه بيهرب منها و ده خلاها إبتسمت برقّه، كشّرت بتلقائيه اما خمنت حالته ازاى بعد ما قفل و حاولت تخف من حدة الموقف عشان ميتعودش يهرب منها !
فكرت لو كلّمته مش هيرد .. ف إترددت شويه تكتبله رساله و بعد ما كانت هتكتب حاجه إتراجعت و مسحتها و حبّت تخليها نوع من الهزار و كتبتله !
مراد كان ساند ضهره لورا و مغمض عينيه بهدوء بيحاول يكبت نفسه و يرجّع سيطرته تانى على نفسه ! يرد وقت ما عايز و يبتسم وقت ما حابب و يطلّع ضحكته وقت ما عايز و يكتمها وقت ما يشوف إنها مينفعش تطلع لا ف الوقت ده و لا قدام الحد ده ! بيراجع نفسه بضيق و فجأه جات رساله ع موبايله بصّ للموبايل بتحدى و ضيّق عينيه .. إتردد كتير بس خلاص خد قرار و حسمه و مش عايز يرجع فيه .. قفل تليفونه و رماه بضيق و حطّ راسه ينام بس منين هيجى النوم لمشغول البال !
إتقلّب يمين و شمال و الاخر مسك الموبايل بعدم رضا و بص فيه لقاها بتقله: " متعودتش اعتذر لحد خاصة لو مش غلطت .. بس عشان لاحظتك إتنكدت من كلامى زى ما يكون حطيت إيدى على حاجه مكنش ينفع المسها، و بما ان كلنا جُوانا الشخص النكدى اللى لما بيحصل حاجه تزعّلنا أوووى .. بيقلّب علينا كُل اللى فاات وكُل المواجع اللى شوفناها فى حياتنا ! وفى لحظه يقلب حياتنا ومشاعرنا لحفله نكد جماعى .. وكأنه مش مالى عينيه الحُزن اللى أحنا فيه ف انا قررت اقولك معلش بقا سماح .. و بطّل تفكر و يلا اتكل .. قصدى نام عشان لو افتكرت حاجه نكدت عليك هتلاقى سلسله النكد كلها جات تلقائيا، اتكل ! "
مراد قراها و إبتسم غصب عنه بقلة حيله.. حط التليفون جنبه و رجّع راسه لورا و غمض عينيه بهدوء زى عادته يغرق ف تفكيره و دوامة ذكرياته اللى بيتوه فيها .. بس إتفاجئ بنفسه بينام بعُمق و كأنه زى اللى مستنيها كالمهدئ !
مصطفى و مراد قعدوا قعده طويله مع ليليان و إتفقوا هيعملوا ايه الفتره الجايه و هتنزل مصر امتى و ازاى و ايه ممكن يتعمل ! و مع إصرار ليليان متفضلش الفتره الجايه ف روسيا عشان تتفادى اى مواجهات مع امها و نضال .. قررت تفضل ف انجلترا لحد ما ورقها يخلص و تنزل مصر ! مصطفى و مراد حجزولها لانجلترا بعد يومين و اصرت تقعدهم عندهم ف بيت ابوهم، و عشان واخدين جدا عليهم و عشان حالتها الغير مفهومه بالنسبه لروسيليا وافقت على مضض !
لحد ما جاه يوم ما هتسافر و كان نضال كمان خرج من المستشفى، رفضت تروح البيت و مع إصرار مصطفى و مراد عشان محدش يشك ف حاجه .. راحت على مضض تاخد حاجتها قبل ما تسافر ! روسيليا بدموع: طب بس افهم ليه السفر دلوقت ؟ ليليان بجمود: شغل روسيليا: فجأه كده ؟
ليليان: اه روسيليا: انتى لسه جايه .. صحيح جيتى فجأه على ملى وشك بس انتى اصلا كنتى مسافره اجتماع ف جامعتك و راجعه ! ليليان: و دلوقت طلبونى ف شغل روسيليا: طب هتأخرى ؟ ليليان: براحتى روسيليا إستغربت ردها و طريقتها .. ليليان عمرها ما كلمتها كده و لا كانت بالجمود ده ناحيتها روسيليا: براحتك ؟!
ليليان بصّتلها بقرف: اه براحتى .. طالما كل واحد بيعمل كل حاجه براحته و على كيفه يبقى انا كمان براحتى .. و من إنهارده محدش له دعوه .. و اه على فكره انا نازله مصر قريب .. ببلغك بس من باب العلم بالشئ و ده قرار مش مشوره ! و برغم تأكيد مصطفى و مراد ليها متجيبش سيره إلا إنها مقدرتش تمنع نفسها .. و حدفت كلمتها من قهرتها من روسيليا ! روسيليا إتنفضت من مجرد الفكره و بصّتلها قوى و تمتمت مع نفسها: معقول تكون عرفت حاجه ؟
ليليان بصّتلها بغموض و هى إرتبكت: م...مصر ! احنا مش إتكلمنا قاطعتها ليليان بحده: لاء متكلمناش.. انا متكلمتش .. انتوا اللى اتكلمتوا .. انما انا هعمل اللى انا عايزاه .. مش هضيّع مستقبلى عشان حد، انا عندى مؤتمر مهم هناك و ندوه ف الجامعه هناك هحضرها .. كفايه كل سنه بدرس و امتحن ف السفاره ! روسيليا بمجرد ما جات سيرة الشغل و دراستها إتنهدت بإرتياح .. لإنها خمنت إنها فعلا مسافره لكده و حالتها الفتره اللى فاتت دى مجرد إنها لوى دراع .. بتحطهم قدام الامر الواقع .. عشان متديش فرصه الاعتراض لحد، و ده نوعا ما طمنها من ناحية إنها كويسه .. و كمان طمنها إنها مش مسافره لحاجه و صبّرت نفسها يومين و هيعدوا، بس قلقها من ناحيه تانيه ناحيه عاصم !
ليليان بصّتلها بطرف عينيها بقرف و هزّت راسها بتريقه و هى إنتبهت ليها و بصّت للشنط بإستغراب: طب ليه كل الشنط دى ؟ ليليان ببرود: هقعد يومين و انا ماليش حد هناك مش هعرف اتصرف .. ف انجلترا كنت اعرف حاجات كتير هناك ف بتصرّف ! روسيليا هزّت راسها بقلق و هى كمّلت لم حاجتها و قفّلت الشنط و خرّجتها لمصطفى و مراد اللى كانوا مستنينها برا يوصلوها للمطار ! لبست و اخدت كل حاجه ممكن تفيدها و كل اوراقها،
روسيليا إرتبكت كتير تمنعها تسلم على نضال عشان متقولش نفس الكلام قدامه و هو يوصّله لعاصم، معرفتش تمنعها ازاى .. بس إتفاجئت ان ليليان اصلا مدخلتش عنده .. و لا حتى حاولت .. و مع محاولتها تمنعها إلا انها إستغربت إنها إتمنعت من نفسها ! سلّمت على روسيليا بجمود و اخدت حاجتها و مشيت و قبل ما تخرج إتنهدت بقوه كأنها خارجه من كابوس مش بيت !
رحاب عمامها اصرّوا على نزولها مصر معاهم و تبقى وسطهم و مع رفضها للحياه معاهم .. بس معرفتش تعمل حاجه قدام إصرارهم ! إترددت كتير من وقت ما جوم تكلم مراد بس كانت بتتراجع لمجرد إنه مش هيعرف يعمل حاجه و هتحرجه و بس ! لمّت كل حاجتها بحزن و مسكت موبايلها كلمت مراد اللى إتفاجئ بقرارها المفاجئ ده
مراد بضيق: فجأه كده ؟ رحاب بدموع محبوسه: لاء مش فجأه .. انا من وقت موت بابا و انا برتب لكده مراد إتنرفز: و لما انتى مقرره ده من بدرى مقولتليش ليه و لا قولتى لمصطفى ؟ من امتى و انتى بتتحركى بمزاجك ؟ ده انتى و ابوكى عايش كنتى بترجعيلى ! رحاب بدموع: كنت هقولك بس كنت مستنيه الوقت المناسب مراد بتريقه: امتى بقا ان شاء الله ؟ اما تسافرى و تقولى باى باى ؟ استنى احنا بنوصّل ليليان المطار و جايلك رحاب بدموع: خلاص معتش ينفع و لا فى وقت اصلا مراد بإستغراب: نعم ؟
رحاب كتمت دموعها بتنهيده: عمامى هنا و هنسافر كلنا سوا متشغلش بالك و هطمنك اول ما اوصل مراد نفخ بضيق: اه كده بانت .. افتكروكى دلوقت اما لفّوا و سألوا ع الورث و المعاش و ملقوش يعنى عايز اعرف مقولتليش ليه من وقت ما جوم ؟ رحاب: خلاص اللى حصل حصل .. المهم هسافر معاهم لإنى كده كده مش هينفع اقعد لوحدى تانى ! مراد سكت و هى إبتسمت بتتويه: المهم ليليان مسافره هى كمان و لا ايه ؟ مراد إتنهد: اه و خلاص دخلت المطار و مشيت رحاب: على مصر ؟
مراد: و الله نفسها .. بس قريب ان شاء الله .. ادعيلها بس رحاب إستغربت كلامه و هو كمّل باختصار: اما نبقى نتكلم يبقا احكيلك ! رحاب قفلت معاه و إتنهدت و خدت حاجتها و سافرت مع عمامها لمصير تانى مستنيها !
ليليان مصطفى و مراد وصّلوها المطار و هى سلمت عليهم و اتفقوا اما يخلصّولها ورق دخولها مصر هيكلموها
دخلت و هنا إتفاجئت برامى مستنيها إبتسمت براحه و إتنهدت: رامى ! رامى ضحك: لاء رومى ليليان إبتسمت: اشمعنى ؟ رامى بهزار: عشان قولتى انك بتحبيه ليليان ببرأه: هو ايه ده ؟
رامى بمكر: الرومى إبتسمت بهدوء: ايه اللى جابك ؟ انت مقولتليش إنك مسافر رامى: مانا مكنتش مسافر .. السفريه جاتلى فجأه .. عرفت ان فى ناس بقت تتصرف بمزاجها و واخده راحتها خالص ف قولت اما اخضّها ليليان إبتسمت: معلش يا رامى كل حاجه جات بسرعه رامى إبتسم بحب: ممم و لا يهمك هنبقا نتحاسب بعدين .. انا مسألتكيش عن سبب اللى انتى فيه و لا سيبتى البيت ليه و لا دلوقت مسافره فجأه ليه .. سايبك براحتك لإنى عارف انك وقت ما هتحبى هتيجى و ف كل الاحوال انا جنبك و ده المهم عندى ..
ليليان إبتسمت بهدوء: و المهم عندى انا كمان و دوّرت وشها الناحيه التانيه و هو إبتسم .. و شويه و خلّصوا و اخدوا طيارتهم اللى منها هتبتدى رحله جديده خالص بمصير جديد مستنيها !
عدّى اسبوع على مراد و غرام هى بتحاول تنكشه كعادتها .. هى واخداه ف سكه و ظروفه واخداه لسكه تانيه و هو لمجرد إنه تايه بين السكّتين قرر يعمل إستوب .. بقا يرد مع إنه بيحاول ميردش ... بقا يضحك ف الوقت اللى بيحاول يمنع نفسه من ده ... بقا بيتفرج على برنامجها ف الوقت اللى بيحاول يتجاهله .. بقا بيدخل صفحتها و يتابع كل جديد ف الوقت اللى بيحاول يتحكم ف نفسه ميعملش ده ! اول ما لقى نفسه إرادته بتتسلب منه قرر يعمل إستوب، لمجرد إنه معندوش إستعداد لحاجه مش قدها !
ف الوقت ده غرام موقّفتش محاولتها توصله رغم إنها كانت فاهمه حالته اللى كانت واضحه قدامها إنه رد فعل لكلامها معاه و إنه محبش حد يشوف ضعفه .. و إنه اكيد عنده كتير مخبيه و وجع مدفون و هى نكشته او لمست جروح مكنش ينفع تفتحها و لو بالكلام فقررت تفضل وراه و تعرف ليه كده ؟
لحد ما رن موبايلها من الرقم اللى كانت مكلفاه يعرّفها لما مراد ينزل مصر غرام ب لمعه غريبه ظهرت ف عينيها: انت متأكد ؟ يعنى هو نازل مصر فعلا بكره ؟ **: اه عرفت من كذا حد هنا قريبين من أخوه مصطفى إنه جاى بس كام يوم و راجع غرام بإبتسامه: مش مهم المهم «نه جاى
قفلت معاه و بصّت لنفسها ف المرايه ب إبتسامه و مره واحده فضلت تلفّ تلفّ ف الاوضه لحد ما وقت ع السرير بضحك !
مراد نزل مصر وصل راح على شقته اللى واخدها يقعد فيها كل ما بينزل حطّ حاجته و اخد حمام و نزل .. إبتدى يمشى ل ليليان ف إجراءات نزولها مصر و يخلّصلها الورق .. عمل كام مشوار و كل شويه يبصّ ف ساعته و كأنه مستنى حد ! غرام صحيت بنشاط دخلت اخدت حمام و خرجت وقفت قدام الدولاب ب إبتسامه محتاره .. و الاخر إختارت فستان رقيق احمر ساده ضيق من فوق و نازل بوسع مدرّج من الوسط لحد تحت و فيه حزام بفيونكه زيتونى من الوسط .. لفّت طرحه و كوتشى بناتى رقيق و شنطه و كلهم بنفس لون الحزام .. و حطت لمسات ميكاب خفيفه برقّه زادتها جمال على جمالها الرقيق .. اخدت عربيتها و مشيت .. وقفت قدام الإداره بتردد ..
اخدت نفس طويل و خرّجته بتوتر و قلبها بيدق بشكل جديد عليها، شكل له رونق خاص كده .. مستغربتش كتير لإنها بينها و بين نفسها حالتها إبتدت توضح قدام عينيها خاصة الاسبوعين اللى فاتوا ! دخلت بتوتر و سألت على المقدم / مراد عبد الله و إتوصفلها مكانه و راحت، خبطت على المكتب بهدوء و شويه و جالها الرد و دخلت ..
لقت مصطفى اللى إستغربها و كان معاه مراد اللى متفاجئش كتير من وجودها ! يمكن لإنه توقّع .. او يمكن لشغلها المتأخر .. او يمكن لإنه من باب العِند لإنه مردش الاسبوعين اللى فاتوا .. بس اللى اخد باله منه إنها متابعاه للدرجه دى، لدرجه إنها جات بعد ما وصل بكام ساعه بس ! و مش عارف ليه إتبسط من ده و ف نفس الوقت إتضايق و مش عارف يفسر ده !
مصطفى لاحظ الغموض اللى بينهم و حالة السكوت اللى سيطرت عليهم .. ف حمحم بهدوء و نكز مراد اللى كان واقف مدى ضهره للباب اللى دخلت منه و وشه ف قزاز الشباك و ملتفتش حتى بس حس وجودها .. مصطفى خرج و سابهم .. فضلوا على وضعهم ده شويه لحد ما غرام قررت تكسر حدّه الموقف بالهزار، و الحكايه تمشّيها بنفس اللى بدأتها بيه ..
غرام بهزار متوتر: على فكره اللى بيزعق ل أى بنت و يسيبها تنام زعلانه الملايكه بتلعنه لحد ما يرجعلها او يصالحها " متفق عليه ! مراد لفّلها مره واحده و برّق بصدمه: و ده مين ده اللى اتفق عليه إن شاء الله ؟! غرام ببراءه مصطنعه: اى واحده و معاها اتنين تلاته من صحابها ! مراد حاول يمنع ضحكته بس معرفش .. و هنا لمحها، فستانها الرقيق طرحتها اللى زايداها رقّه حتى كوتشيها الطفولى بفيونكه، ميكابها الخفيف .. تنّح اوى من كمية الهدوء اللى ف جمالها و اللى مدياه رونق و سِحر خاص مميزها .. و اللى عكس جنانها و الشقاوه اللى بتزيّن شخصيتها !
غرام لاحظت سكوته فجأه و إنتبهت انها قدرت تجذب و لو نظره ليها .. و ده ف حد ذاته خلّاها تبتسم إبتسامه عَذبه اوى هو لاحظها و فهمها، مشّى إيده بغيظ على وشه: مممم نعمم
غرام بغيظ: هموت و ابطّلك الخصله دى .. ايه ممم نعمم انا جايه اقول لله يا محسنين ؟ مراد ببرود: امال جايه تقولى ايه بقا ان شاء الله ؟ غرام باستفزاز: انت اللى هتقول و انا هسجّل، يلا قسّم و سمعّنى مراد: و اذا قولت لاء ؟ غرام كزّت على سنانها: و تقول لاء ليه بس ؟ هى قلة ادب و خلاص مراد برّق: انا قليل الادب ؟!
غرام ببرود مصطنع: انت مش قليل انت طلعت معندكش خالص مراد بصدمه: معنديش ادب ؟! غرام بإستفزاز: و لا عندك ذوق و لا عندك دم معرفش عندك ايه الصراحه مراد قرّب منها بغيظ و كزّ على سنانه: اقولك عندى ايه و لا تزعليش هو بيقرّب و هى بترجع لورا بضحكه مكتومه على منظره: لالا خلاص مش عايزه اعرف فضلت ترجع لحد ما خبطت ف قزاز البلكونه وراها: ااه
قرّب منها بخضه و هى ميّلت راسها ثوانى و رفعتها مره واحده و إتفاجئت بقُربه اوى كده منها لدرجه إنهم بيتنفسوا من نَفَس بعض ! إتلاقت عينيهم ف نظره طويله اووى، شاف ف عينيها حاجه شدّته، توّهته ف غمض عينيه بهدوء .. هى لمحت ف عينيه خوف مًبهَم .. نفس لمحه الوجع اللى قرتها ف كل الصور له ..
حاجه مش عارفه تفسرها و لا حتى تقراها .. بس اللى عارفاه إنه الحاجه دى هو مخبيها عن الدنيا بحالها .. كاتمها زى اللى بيكتم جرح عشان مينزفش ! فضلت واقفه بالقُرب ده و هو ساند عالحيطه بإيديه الاتنين زى اللى بيجاهد عشان يتنفس .. و مش عارف ده من برفانها اللى دخل جواه بتملُّك و لا من قُربها اللى بردوا حاوطه بتملُّك ! غمض عشان يعرف يرجّع هدوءه و يتحكم ف نفسه .. فتّح براحه و تصنّع البرود و همس: ده انتى واقعه بقا ؟! غرام بصّتله بصدمه لمجرد إنها لايمكن تكون قرت اللى جواه غلط: نعمم ! مراد بِعد عنها ببرود: جايه ليه ؟
غرام إتنهدت: عشانك، جايه عشانك مراد بحده: و عشانى بيقولك متجيش هنا تانى غرام بتتويه: البرنامج قاطعها بحده: التقرير ده يخصّك انتى .. شغلك انتى ماليش فيه غرام: انا بجهز حلقه عن ابطال سينا و شغلهم و اد ايه صعب عشان الناس تعرف مجهودات الداخليه مراد ببرود: يبقا تروحى تعمليه بعيد عنى غرام بهدوء: طب ليه بس ؟ ممكن تفهممى براحه انت معترض على ايه ؟
مراد إتنهد: حضرتك انا ظابط، يعنى شخصيتى غامضه و مًبهَمه و ده من مصلحتى .. حركات الاعلام و السوشيال ميديا ده يأذينى يعرّفنى اكتر .. لو إتكلفت بمهمه بعد كده مش هعرف اتخفّى .. هبقى مكشوف ! غرام بفهم قعدت على كرسى المكتب و حاولت تهزر: طب مش كنت تقول يا جدع
مراد قعد قصادها على حرف المكتب بغيظ: و الله انا بحاول افهمك من بدرى بس اعملك ايه ؟ طور الله ف برسيمه !
غرام برّقت و هو إبتسم باستفزاز و ده خلاها تتغاظ: انا .. انا .. على فكره اسمها طور لاهى ف برسيمه، مش طور الله ف برسيمه يا فصيح مراد ببرود: ممم بجد ؟ و الله ؟ عموما كل طور حُر ف برسيمه !
غرام كزّت على سنانها و قامت مره واحده .. عماله تبص بغيظ يمين و شمال و ده خلّاه رجع لورا بتلقائيه .. و عمال يبصّ هى بتتلفت بغيظ على ايه و فهم إنها بتدوّر على حاجه تحدفه بيها من غيظها مراد بضحكه مكتومه: بت انتى اعقلى ... و يلا اتكلى !
غرام ملقتش حاجه حواليها تنفع .. ف بغيظ مسكت السيجاره اللى كانت ف إيده و هو بتلقائيه إدهالها عشان يشوف هتعمل بيها ايه .. و مره واحده راحت فاتحه كف إيديه و طفيتها بعنف و غيظ فيه لحد ما إنطفت ف كفُّه و بصّتله بتحدى .. لاحظت لون عينيه بيقلب للازرق الداكن و بيبرّق .. بسرعه غمضت عينيها بضحكة انتصار و شدت شنطتها و هى لسه مغمضه بشكل مُضحِك و جريت من قدامه على برا و مشيت !
مراد فضل مبرّق للفراغ اللى سابته مكانها و بصّ للباب مكان ما خرجت و رجع بص لأيده .. كأنه بيتأكد فعلا انها اتجننت كده اتكى على شفايفه بغيظ: يا بنت المجانين !
غرام سابته و راحت بغيظ ع الاستديو شغلها ... الكل سكت مع العدّ و فجأه عدسات التصوير نورّت بهدوء عليها غرام ع الهوا قدام الكاميرا: و زى ما عودتكم اننا نكون صوت و صوره قدامكم للى بيحصل .. و تشوفوا الحدث كما لو كنتوا ف قلبه .. إنهارده هنفتح ملف فساد كبير .. ملف بيشمل كل فاسد ف البلد ايا كان مين حتى لو من اهلى .. رجل اعمال بقا .. رجل شرطه .. راجل جيش .. حتى لو راجل معدّى ف الشارع و فاسد هنكشفه
مش هنعمل زى القنوات و البرامج اللى بتحدف الخبر من بعيد و تجرى .. و تفضل تقول اصل مش عارف مين .. اصل مش عارف ايه .. اصل واحد من فين .. اصل عندنا تحفّظات على بعض المشاريع و تعمل نفسها قال ايه بتتكلم عن الفساد و هما اصل الفساد بسكوتهم و خوفهم ده
لاء احنا هنتكلم بكل وضوح و صراحه و بطريقه مباشره و بالأسامى كمان و هنعرض ملفات كامله عن كل حد هنجيب إسمه و اول حد هنبتدى بيه " شهاب مهدى " و نفتح اول ملف و هوريكم
ليليان قعدت اسبوع ف انجلترا بتجهّز نفسها لرحله بحث طويله و مُبهَمه عن مجهول ساكن جواها من سنين و إبتدت ملامح وجوده شويه شويه توضح قدامها ! مراد كلّمها و بلغها إنه خلصلها الورق و حجزلها و خلاص هتنزل مصر ليليان بفرحه: يعنى خلاص بكره ! انت متأكد صح ؟! مراد: عيب عليكى، المهم اجهزى طيارتك بكره الساعه 10 الصبح متتأخريش ليليان بحماس: اتأخر مين ده انا هروح ابات ف المطار حالاً بالاً مراد إبتسم على برائتها و هى إبتسمت برقّه: انا متشكره اوى يا مارد.
مراد: على ايه ياختى ؟ هو يعنى عشان عيشتينا ف نكد بقالك كام اسبوع .. و لا مرمطتينا شويه معاكى من مطار للتانى .. و لا هدّيتى امى ف التنطيط من مكان لمكان بخلصلك ورقك و انتى مش عارفه هنا الروتين الحكومى حاجه بنت كلب يعنى .. و لا عشان لسه هتسحلى اللى خلّفونى كمان اما تنزلى هتشكرينى يعنى ... لااااء خالص محصلش حاجه !
ليليان ضحكت اوى على طريقته اللى اتكلم بيها اكتر من الكلام نفسه و هو إبتسم: ده باينه هيبقا مرار طافح
قفل معاها و هى قامت مره واحده فضلت تتنطط ف الشقه و تغنى بصوت عالى .. و مره واحده مسكت السلسه ف رقبتها و بصّت ع الاسامى اللى مكتوبه عليها و اتحسست اسم مراد و همست: و اما نشوف حكايتك ايه بقا يا سى مراد ؟!
مراد العصامى كان نايم و مره واحده قام من نومه مخضوض و بيتلفت حواليه .. إتنهد اما افتكر إنه لوحده و ده مجرد حلم من دوامة احلام مبيخرجش منها ! قام إتوضى و صلى و سجد كتير اووى و دموعه نزلت غصب .. نزلت بحُرقه هو نفسه مستغربها لدرجة صوته عِلى ! خلص صلاه و قام لبس و خرج لشغله و قبل ما يروح اخد ورد كل يوم و عدّى على المقابر زى عادته !
وصل و دخل حطّه و قعد قدام القبر كتير و الاخر قام يمشى و قبل ما يخرج من الباب لف ناحيه القبر و همس: وحشتونى، ربنا ياخدنى ليكوا بقا !
ليليان قضّت الليل كله تحلم و هى صاحيه .. النوم جافاها .. فضلت كتير تتخيل و تتخيل و تحط الف سيناريو و سيناريو للقا مع ابوها، فضلت تخمّن مية تفسير و تفسير للى حصل و دماغها مش عارفه ترسم حاجه محدده ! بس كل اللى عارفاه ان حته من روحها مفارقاها من سنين و هتتلاقى همست بإبتسامه رقيقه: اللُقااآ متقدّر ومحسووب بالمللى يا بابا ...
طلعت دفتر كبير من شنطتها .. فتحته إتعودت كل مره تحلم بنفس الشخص تكتب تفاصيل الحلم جواه .. و ترسم صوره للشخص بعد ما لاحظت ان هو هو نفس الشخص اللى بيظهر معاها ف كل حلم ! كانت مستغرباه .. كانت مشوشه من وجوده المًبهَم ف كل احلامها .. بس مع اللى حصل إبتدت رؤيتها توضح شويه بشويه ..
رسمت صوره مًقرَّبه لملامحه اللى بقت حافظاها .. خلصتها زى مية صوره و صوره رسمتهم جوه الدفتر ده و تحتهم تفاصيل الحلم .. خلّصت الصوره و كتبت تحتها: اه يا فرحه اترسمت بعد غياب و قالتلى اتفضل لما ناديت !
غرام روّحت البيت بعد التصوير اللى كان بعد مقابلتها لمراد، دخلت مبتسمه و عماله تدندن: انا مش صعب عليا اذاه لو بصّ برا انا مش عايزاه و ف ثانيه واحده هكون سيباه مش هبقا على حاجه ! حالُه غريب داخلين ف يومين، على كل حاجه مش متفقين، ازعل و هو إسمالله عليه اعصابه تلاجه !
قعدت تدندن و تنط من اغنيه ل اغنيه و من كوبليه ل كوبليه لحد ما دخلت اوضتها .. عدّت من جنب أمها اللى حتى مخدتش بالها منها و إنها بتضحك على شكلها الطفولى و هى مزقططه ! دخلت و امها وراها وقفت و سندت على حرف الباب ب إيديها و تابعتها ب «بتسامه حُب لحد ما إنتبهت لوجودها و قطعت كلامها مره واحده و بصّتلها و رفعت حاجبها .. و مره واحده رجعت فجأه كملت بضحك: على طووول اجي كده يجي كده مرتاااح وانا متنكده.
سيباه وانا متاكده في «نه في الموضوع سرحان على طول مش هنا في ايه شكلها مشكله كام يوم وانا مستحمله لما افهم الموضوع و هنا امها ضحكت اوى و هى عينيها ضحكت بلمعه كده معروفه !
همسه راحت تزور روسيليا ف البيت بعد ما نضال خرج من المستشفى و إتفاجئت ان ليليان مسافره .. خاصه إنها مظهرتش ف المستشفى الايام الاخيره حتى قبل ما نضال يخرج همسه بإستغراب: سافرت ؟! روسيليا بتهتهه: اا .. اه، عندها شغل همسه بشك: شغل ايه ؟ دى لسه راجعه مبقالهاش فتره بسيطه .. و بعدين هى مختفيه ليه من كام يوم ده حتى روحت المستشفى كام مره مشوفتهاش؟
روسيليا إتنرفزت: ايه يا همسه هى عشان مشوفتهاش يبقا مش موجوده ؟ هى بس مش فاضيه همسه بشك: طب ليه سافرت دلوقت ؟ ده حتى أبوها لسه خارج من حادثه و لسه مبقاش كويس روسيليا إرتبكت: انتى عارفه ليليان بتحب شغلها ازاى .. مبتقلش لاء ل اى حاجه تخصّ شغلها ف لما طلبوها سافرت !
همسه سكتت كتير و بصّتلها بغموض: هى سافرت مصر ؟!
محمود دخل زى العاصفه عالمكتب: ايه ده يا غرام هانم ؟ هو ده اللى احنا إتفقنا عليه ؟ غرام ببرود: و ايه هو اللى اتفقنا عليه ؟ محمود المخرج: اسافر و اسيبلك المساعد ارجع الاقيكى موّلعه الدنيا و البيه يقولى انك انتى اللى صممتى و على مسؤليتك غرام ببرود: و زى ما قولتله على مسؤليتى محمود: اه بس احنا ماتفقناش على كده .. احنا اتفقنا هنتكلم ع الفساد اه بس مش بالشكل ده غرام: انا قولتلك انى هتكلم بجرأه.
محمود: اه بجرأه مش بجاحه .. انتى قايله اسم الراجل بالكامل .. حتى متكلمتيش و إديتى مساحه للمشاهد يخمّن .. انتى عارفه انتى عملتى ايه ؟ انتى مقدره حجم المصيبه اللى عملتيها ؟ انتى كده هتقلبى الدنيا علينا .. الراجل مش سهل و اكيد مش هيسكت غرام ببرود: يخبط دماغه ف الحيطه لمّت حاجتها و هى ماشيه بصّتله بإستفزاز: اما يبقا يقرّب منك ابقى إبعتهولى
غرام خارجه بتضحك و مره واحده إتزقّت بعنف لجوه و اترفع مسدس ف وشها غرام بغضب: انت مين يا حيوان انت ؟ و مين سمحلك تدخل كده و لا تدخل هنا اصلا ؟ زياد بعنف: انا زياد .. زياد شهاب مهدى .. ابن الراجل اللى انتى ودتيه ف داهيه غرام ببرود عكس الموقف اللى هى فيه: اااه و جاى ليه بقا يا ابن الراجل اللى انا وديته ف داهيه ؟ زياد بعنف: جاى اشوف الهانم اللى عامله نفسها بنت بارم ديله و بتقول على نفسها مبتخافش غرام بإستفزاز: و شوفتها ؟ يلا بقا اتكل
اللوا يحيي ع التليفون: ماارد .. انت فين ؟ مراد: انا ف مشوار و يحيي بسرعه: روح على الاستديو (..) ف مصيبه هناك و محدش عارف يتصررف .. اخلص اوصل و كلمنى مراد: اهدى و فهمنى فى ايه ؟ يحيي: فى مذيعه هناك كانت رافعه برنامج و مخبطه ف الكل .. هجم ع الاستوديو ابن واحد من اللى جابت سيرتهم و معاه حراسه و محاوط الاستوديو و الوضع زفت مراد بشك: و دى مين دى ؟
يحيي بنفاذ صبر: اخلص يا مراد اتحرك على هناك الحق الموقف الاول و بعدين افهمك .. دى تبقا بنت مهاب صاحبى و أبوها مش هنا مسافر و كلمنى مراد: حاضر قفل معاه و لفّ بعربيته ع الاستوديو اللى إداله عنوانه .. طول الطريق عقله بيودى و يجيب .. قلبه بيدق قوى .. بيدق بعنف .. معقول تكون هى ؟ لالا اكيد لاء هو مفيش مذيعه ف البلد غيرها مراد القلق إتملّلك منه .. خد طريقه بسرعه جنونيه و وصل .. قبل ما يدخل إدّى نظره للمكان من برا حواليه و تقريبا قدر يستوعب الموقف .. الحراسه محاوطه المكان بكثره و مانعين حد يدخل او يخرج .. و لو حاول بالعنف هو مش فاهم الوضع ايه جوه .. ممكن يبلّغوه جوه و الواد يخلّص عليها إتراجع بالعربيه لورا شويه و ركن .. اخد مسدسه من العربيه ع المسدس التانى اللى ف جيبه و نزل
نزل للمول اللى جنب الاستوديو .. دخل و قابل حد من المسؤلين و طلب منه اقرب منفذ ممكن يوصّله للاستوديو .. طلع على سطح المول و منه اتحرك بخفّه للاستوديو اللى كانوا قريبين جدا من بعض.. نزل و دخل من باب الطوارئ و إبتدى يتحرك بحذر جوه .. لحد ما نزل و إبتدى يلمح الوضع من على بُعد .. و هنا لمحها و إتنهّد و ف وسط الموقف باللى فيه غصب عنه ظهرت إبتسامه عَذبه على وشه
زياد: انتى هبله يا بت ؟ فاكره ان حته عيله زيك اللى هتقف قصد شهاب مهدى ؟ مبقاش راجل ان مخليتك تندمى على لسانك اللى طول المخرج إتدخّل بخوف: اهدى بس يا زياد بيه زياد بعنف بعد ما كان إتلجلج من برودها و ثقتها: اهدى ايه ؟ أبويا إتقبض عليه بسبب الهانم بتاعتك و هيروح ف داهيه و تقولى اهدى .. انت عارفه مين هو شهاب مهدى اصلا يا شاطره عشان تتكلمى ؟ غرام ببرود: ايوه يعنى المفروض اعمل ايه يعنى ؟ اخاف مثلا ؟ انت فاكر إنى هخاف من عيل زيك جاى يهوهو بكلمتين زياد قرّب منها بعنف: لاء عارف ان مش الكلام اللى بيخوّفك و عامل حسابى
شاور للحراسه اللى وراه و قرّبوا منه و هو قرّب و لسه هيشدها من طرحتها و يحدفها للحراسه .. إتفاجئ ب إيد من حديد ماسكه إيده بعنف زياد بصّ قدامه بغيظ و لمح مراد اللى بيبصّله بعنف بعين بتطق منها الشر و هو قابض على إيده .. غرام بينهم بتبص لزياد اللى إتجمّد قدامها فجأه و مش فاهمه .. لحد ما لفّت راسها وراها و هنا لمحت المارد و لأول مره يفهموا يعنى ايه حضن العيون .. إتلاقت عيونهم ف نظره طويله اووى .. نظره بتقول حاجات كتير برا الموقف اللى هما فيه خالص ..
زياد بصّلهم بإستغراب منهم و من نظرتهم لبعض و كزّ على سنانه بغلّ و إستغل فرصه اللحظه اللى مراد فيها و شدّ إيده بعنف منه مراد هنا إنتبه للموقف و لسه هياخد رد فعل كان زياد شاور للحراسه اللى كان عامل حسابه على كترتهم اوى الحراسه إتقدّموا بعنف و ضربوا نار و مراد طلّع مسدسه و شدّ غرام ورا ضهره و إبتدى يتفادى الرصاص و يبادلهم بس مكنش بيصيب بشكل حيوى .. لأول مره ميستحلّش دم حتى لو معاه كارت اخضر ب ده .. ميقتلش بدم بارد .. يمكن عشان الموقف مكنش يستاهل .. او يمكن عشان دخلت جواه اللى قدرت تلين حجر الصوّان !
قرّب منه بهجوم ضربه برجله وقّع المسدس من إيده و لفّ إيديه ورا ضهره: قولتلى بقا اطلع ايه انا ؟ زياد بيستفزّه: و هو انت لو راجل هتتحامى ف ... ف اللعبه اللى ف إيدك ؟ مراد كان عارف إنه بيستفزه بس هو متعودش يتعامل بعنف و واحده معاه .. او بمعنى اصح خاف عليها ..
مراد ببرود زقّه ع الارض و رفع المسدس عليه و غرام كانت لسه مكلبشه ف ضهره .. مكنتش خايفه بس حاجه جواها خلّتها تبتت فيه
مراد لفّ ليها و همس بتريقه: ما كنتى عامله فيها سبع رجاله ف بعض من شويه .. مالك قلبتى فرخه بيضا ليه كده؟ غرام بغيظ: لاء انا ف ضهرك بحميك مراد برّقلها بغيظ و هى عشان تكتم ضحكتها دفنت راسها ف ضهره مراد اخد نَفس طوويل و خرّجه بعنف و طلّع مسدسه لزياد المرمى قدامه و هزّ خدّه بطرف المسدس: اجرى يلا لمّ شويه العيال اللى مستخبى وسطهم و امشى من هنا زياد قام بعنف وجّهه قبضة إيده ناحية وشه و مراد إتفاداها بس المسدس وقع من إيده .. قابله ببوكس ف وشه و زياد قرّب بإيده و مراد ضربه برجله و إبتدى العنف بالأيد بينهم
مراد رغم إنشغاله بزياد و اللى قرّب معاه كذا واحد من الحراسه بتاعه و كلهم قصد مراد لوحده .. إلا إنه عينيه بتلقائيه كانت بتروح من وسط الموقف على غرام اللى بتتابع و ف عينيها ثقه غريبه فيه إنه هيقدر يحتوى الموقف
إنشغلت بمتابعته و مخدتش بالها من زياد اللى شاور بعينيه لحد من اللى وراه عليها و الحد ده قرّب بغدر منها شدّها و بيسرّع بيها ناحية الخروج و كذا واحد محاوطينه
مراد إنتبه للوضع ساب زياد اللى كان وشه كله بيجيب دم و بيقوم و يقع و قام بعنف ناحيتهم .. بس للإسف الكتره دايما بتغلب .. خرجوا بيها و زياد هنا إستغل فرصه ان مراد سابه و قام وراهم بسرعه .. مراد كل ما بيقرّب منهم بيتكاتروا عليه يشغلوه لحد ما حطّوها ف عربيه و زياد لحقهم و مشيوا .. مراد ركب عربيته و طار وراهم .. و إبتدوا يتضاربوا بالنار .. مراد كان رغم إنه لوحده و بيضرب بعنف بس كان بيدقق عشان هى وسطهم بيضرب و يتفادى لحد ما لاحظ إنه وقّع عدد كبير من اللى جوه العربيه تقريبا كلهم و معدش إلا هى و زياد اللى قام يسوق هو بعد ما كل الل معاه وقعوا
مراد هنا قرّب منه بعربيته اوى و إيد بتسوق و بالإيد التانيه فتح الباب و مره واحده بدون مقدمات وقف و نطّ على عربية زياد .. مسك ف العربيه من برا ناحية زياد و دخّل إيده و ضربه كذا مره بعنف ف وشه .. بس زياد متبّت ع الدريكسيون و يقدّم بالعربيه و يأخّر عشان يحدفه ..
مراد هنا شاور بعينيه لغرام اللى كانت قصاده .. بصّلها مره و بصّ ع الباب و هى بصّت ع الباب و فهمت إنه عايزها تنزل بسرعه .. بعد ما كانت هتعمل كده إتراجعت و حبّت تفضل معاه خاصة إنها لاحظت زياد مغلوب عليه و مراد هيلمّ الموقف عملت نفسها مش فاهمه .. مراد عاد نفس الحركه عشان تفهم بس هى تجاهلت حتى غيظه منها و بصّتله ببراءه مصطنعه
مراد هنا بعد ما كان ماسك حرف العربيه من برا ب إيد و زياد بالإيد التانيه .. ساب زياد و دخل بنصه لجوه العربيه و مدّ إيده اووى و فتح الباب بغيظ .. إتلفّت بسرعه ع الطريق و اما إتأكد إنه فاضى زقّها بغيظ إتحدفت اتشقلبت ع الارض ف نفس اللحظه اللى هو ساب إيده من ع العربيه و إتشقلب بعد ما إتأكد إنها نزلت .. و زياد طار بعربيته بعد ما إتأكد إنه مستحيل هيطلع بيها
مراد قام قعد و لا كأن حاجه حصلت و هى ع الاض قصاده بتنهج و تكح: اييه ده ؟ حد ينزّل حد كده ؟ مبتفهمش ف الذوق مراد غصب عنه ضحك بغيظ: معلش المره الجايه هلفّ و افتح لسيادتك الباب غرام لاحظت ضحكته من بين غيظه و اللى زادته جاذبيه .. ضحكت: اعملك ايه مانت غشيم مراد بغيظ: لاء عندى انا دى .. حقك على راس أبويا
غرام قامت بهجوم وقفت عنده: ابقا خد بالك المره الجايه و
قاطعها مراد قام وقف و كزّ على سنانه: بسسسس و لا جايه و لا رايحه .. مفهاش مره جايه .. إتّكلى و مشوفش وشك تانى سابها ببرود و راح مشى ل عربيته اللى كان وقّفها على بُعد بسيط منهم و هى عشان توازى مشيته كانت شبه بتجرى .. دخل و ركب و هى لحقته و قبل ما يتحرك كانت ناطّه جنبه مراد ببرود: هو انا مش كنت مبفهمش ف الذوق من شويه ؟ لازقه فيا ليه بقا ؟ يلا اتّكلى غرام ببرود: مش بقولك مبتفهمش ف الإتيكيت .. فى واحد ذوق يسيب بنوته زيى كده ع الطريق و يمشى ؟ مراد: نعمم ؟! غرام بإستفزاز: يلا ودينى مكان ما جيبتنى
مراد محبش يشدّ معاها ف الكلام اكتر من كده ..كزّ على اسنانه و مشى غرام بإستفزاز: احم سيبته يمشى ليه ؟ انا قولت بعد العلقه اللى هبدهالك اقلها هتكلبشه مراد برّق: هى البعيده حوله ؟ ده انا خوفت يروح ف إيدى غرام مسكت دقنه بطريقه مضحكه حرّكتها يمين و شمال و كتمت ضحكتها: اه تصدق مراد بغيظ: لعلمك انا سيبته بمزاجى غرام ضحكت: لاء بجد ليه ؟
مراد: عشان عارف هجيبه ازاى .. بعدين انا مبحبش إتعانف و حد معايا .. مراد كمّل طريقه و وصل لشغلها .. وقف و سكت و هى فضلت ساكته بس منزلتش و اما طوّلت مراد بصّلها و رفع حاجبه: نعممم ؟ غرام إبتسمت بمكر: ممممم لا بس طلعت بتفهم اهو .. امال ايه بقا ؟
مراد إنتبه لنبرة صوتها و الإبتسامه اللى على وشها ف بصّلها ببرود: ده شغل .. أبوكى كلّم حد من صحابه ف الجهاز يبعتلك حد و كنت انا المتاح قدامه .. ف كلمنى و جيتلك من غير ما اعرف اصلا إنك انتى غرام: مممم يعنى عايز تقول إنى انا او غيرى كنت هتعمل كده ؟ طب تمام .. بس و لا حتى خمّنت ؟ مراد ببرود: لاء هو مفيش غيرك مذيعه ف البلد ؟
غرام بصّتله بغيظ من بروده و كزّت على سنانها و نزلت .. قفلت الباب و مشيت خطوتين و وقفت و بعدها رجعتله بإبتسامه تغيظه: ياترى هشوفك تانى امتى .. امتى .. امتى؟ مراد بجمود: متفكريش كتير عشان انا قولتهالك .. مفهاش مره جايه غرام بتحدّى: هشوفك مراد رفع حاجبه: لاء غرام إبتسمت برقّه: خلينا نشوف
ليليان قامت إتوضت و صلّت و لبست و أخدت حاجتها و «ستعدت للسفر بحماس ..و رامى عدّى عليها يوصلها و أخدها بعربيته للمطار و هما ع الطريق رامى بضيق: يعنى انا مش فاهم ليه مُصرّه المرادى تسافرى لوحدك ؟ ليليان بغموض: معلش خلينى على راحتى .. انت صممت تيجى معايا هنا و انا مرضتش أزعلك رامى بصدمه: مرضتش أزعلك ؟ انتى وافقتى ابقا جنبك لمجرد إنك مش عايزه تزعلينى ؟! ليليان بتراجع: لاء مش اقصد انا بس قصدى إنى محتاجه ابقا لوحدى رامى بضيق: حاضر،
ليليان إبتسمت بهدوء و هو سكت شويه: بس زى ما اتفقنا هنبقا على إتصال دايما و هتبلغينى ب اى حاجه بتحصل معاكى مع إنى مش فاهم و لا انتى حكتيلى مالك ليليان بزهق: خلاص يا رامى قولتلك سيبنى براحتى و وقت ما هحس إنى حابه احكيلك انا اللى هجى و اقولك على كل حاجه رامى: حاضر و انا جنبك على طول وقت ما تحتاجينى هتلاقينى معاكى ليليان إبتسمت بعذوبه و كملوا طريقهم للمطار
وصلوا و هى سلّمت عليه و دخلت بحماس تخلص ورقها و مره واحده عند ختم الجوازات إتفاجئت بالظابط بيبلغها: حضرتك ممنوعه من السفر ! ليليان بصدمه: نعمم ! الظابط بهدوء: بقول ان حضرتك مش ممكن تسافرى دلوقت .. ممنوعه ليليان بغموض كأنها إبتدت تفهم: و ده مين بقا ده اللى مانعنى ؟ الظابط لسه هيتكلم جاه صوت من وراها، صوت هى عارفاه كويس و ردّ بدل الظابط ! ليليان إلتفتت بخضّه و إتسمّرت مكانها و هو __
رواية مارد المخابرات رومانسية إثارة تشويق بلا حدود
رواية مارد المخابرات الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل العاشر
رامى اخد ليليان للمطار وصلوا و هى سلّمت عليه و دخلت بحماس تخلّص ورقها و مره واحده عند ختم الجوازات إتفاجئت بالظابط بيبلغها: حضرتك ممنوعه من السفر ! ليليان بصدمه: نعمم ! الظابط بهدوء: بقول ان حضرتك مش ممكن تسافرى دلوقت ليليان بإستغراب: ليه بقا ان شاء الله ؟!
الظابط بعمليه: فى بلاغ متقدملنا عنك بيمنعك من السفر ليليان بعصبيه: و هو اى حد يطلب منكم تمنعونى من السفر تمنعونى كده من غير سبب ؟ الظابط: ماهو مش اى حد ؟ ليليان بغموض كأنها إبتدت تفهم: و ده مين بقا ده اللى مش اى حد ؟ الظابط لسه هيتكلم جاه صوت من وراها، صوت هى عارفاه كويس و ردّ بدل الظابط: نضال معتصم الشرقاوى !
همسه عند روسيليا .. روسيليا إرتبكت: انتى عارفه ليليان بتحب شغلها ازاى، مبتقولش لاء ل اى حاجه تخص شغلها ف لما طلبوها سافرت !
همسه سكتت كتير و بصّتلها بغموض: هى سافرت مصر ؟! روسيليا إتوترت اوى بتهتهه: م.. مصر ؟! لاء . هى بس
قاطعتها همسه و هى بتبصّلها بتفحًّص لحالتها اللى إرتبكت فجأه و ده زوّد شكّها ان فى حاجه همسه: لاء مسافره مصر .. بس مش الحكايه ف كده الحكايه فى ايه ؟ معترضه ليه انتى و أبوها على سفرها مصر ؟ اشمعنى مصر بالذات ؟ و ايه دَخل عاصم بحاجه زى دى ؟! روسيليا إتخضت فجأه: عاصم ؟! و ايه دخل عاصم ؟ همسه بشك: و الله انا اللى بسألك .. و لأخر مره هسألك .. روسيليا إتنهدت بضيق: قولتلك مفيش حاجه يا همسه .. اللى فيا مكفينى مش حِمل اسئلتك دى
همسه إتنهدت بقله حيله .. سنين وهى حاسه بالغموض ناحيتهم، روسيليا و عاصم علاقتهم غامضه .. بينهم غموض غريب مش قادره تفهمه .. عمرهم ما كانوا قريبين من بعض إلا إنهم فى بينهم سر مش قادره تستوعبه .. سر مخلى روسيليا بتنفذ كلام عاصم بخوف و عاصم بيعملها حساب بردوا بخوف ! شردت و إفتكرت المكالمه اللى جات لعاصم بالليل
Flash baak
همسه نايمه و عاصم برا موبايله رن .. قعد يتكلم كتير و مره واحده إتعصّب و صوته عِلى فجأه و ده خلّى همسه فتحت على صوته، إتنهدت من الغموض اللى ف شغله اللى سنين متعرفش حاجه عنه .. حاولت ترجع تنام معرفتش الفضول خدها تروح تشوفه .. إتسحّبت بهدوء لعنده و هنا سمعته بس مقدرتش تفهم اوى عاصم بغضب: يعنى ايه مش هتعرف تمنعها تسافر ؟ بقولك البنت نازله مصر !
___: ** عاصم بعصبيه: انت يا بنى ادم مبتفهمش ؟ بقولك نازله مصر و من وراك تقولى مش عارف ايه ! __: ** عاصم: اهى روسيليا دى بالذات منها لله .. هى السبب ف اللى احنا فيه ده .. لولا اللى عملته زمان مكنش حصل اللى حصل .. هى اللى عملت ده كله و مش بعيد كانت عارفه ! اسمع انت تتصرف و تمنعها بدل ما اطربقها على دماغك و دماغها انا مش هسمح لكل حاجه تبوظ بسببكوا فاااهم
قفل معاه و نفخ بغضب و همسه متابعاه من بعيد و اول ما قفل بعد ماكانت هتروحله إتراجعت لإنها إتعودت على غموضه و مش هيقولها حاجه كالعاده بل بالعكس بياخد إحتياطاته اكتر و يستحرص اكتر ! إتسحّبت بنفس الهدوء اللى جات بيه و رجعت على اوضتها و همست بشرود: ياترى وراك ايه يا عاصم انت و روسيليا ؟!
baak
همسه إنتبهت لروسيليا اللى بتبصّ لشرودها بقلق و بعد ما كانت هتحكيلها عن اللى سمعته إتراجعت .. و قررت تعاملها بنفس طريقتها الغموض .. بصّتلها بضيق لإنها مش قادره تخرج برا دوامة الحيره دى .. إستأذنت تمشى و فعلا سابتها و مشيت و روسيليا إتنهدت بحزن: ااه يا همسه و الله ما كان بأيدى .. و مش عارفه اندم لإنى لو رجع بيا الزمن مكنتش هعمل حاجه غير اللى عملته !
ف المطار عند ليليان... ليليان واقفه مستنيه تعرف فى ايه، الظابط لسه هيتكلم جاه صوت من وراها، صوت هى عارفاه كويس و ردّ بدل الظابط: نضال معتصم الشرقاوى ! ليليان إلتفتت عالصوت: نعمم !؟ احمد المحامى بتاع نضال: نضال بيه اللى مانع حضرتك من السفر ! ليليان بعصبيه: و نضال بتاعك ده يمنعنى من السفر ليه بقا ان شاء الله ؟ المحامى إستغرب طريقتها عن أبوها لإنه ميعرفش بالظبط فى ايه ..
هو نضال كلمُّه يمنعها و هو نفّذ: و الله يافندم انا معرفش هو كلفنى بده و انا عملته ليليان إتنرفزت: و انت فاكر نفسك هتقدر تمنعنى انت بتحلم، افهم انت تروح تبلغ نضال بتاعك إنى انا مسافره يعنى مسافره، فااهم ! قبل ما المحامى يرد الظابط إتكلم: للإسف يا انسه مينفعش، ولى امرك رافض سفرك و مقدم بلاغ و احنا اتصرفنا على اساسه ! ليليان بصّتله بصدمه و هو إدّاها الباسبور بتاعها بأسف و هز راسه بمعنى مش هينفع: حلّوا الخلاف اللى بينكوا الاول ! ليليان بهمس: ياريته يتحل بالسهوله دى !
ليليان أخدت شُنطها و حاجتها بغضب و إبتدت تخرج من المطار بقهره و هى مش عارفه تعمل ايه، مسكت موبايلها و بعد ما كانت هتكلم روسيليا اللى بترن عليها من الصبح و تفش غلّها فيها إتراجعت و كلمت مراد مراد: طب ممكن تهدى، براحه كده ليليان بعصبيه: اهدى ايه يا مارد ؟ بقولك زفت منعنى من السفر مراد: منعك ازاى يعنى ؟ ليليان: حبايبه هنا كتير و الف مين يخدمه.
مراد إتنهد: متشغليش بالك انتى و سيبى موضوع نزولك مصر ده عليا انا هتصرّف انا كده كده كنت متوقع ده بس كنت عايز اوصل لحاجه معينه ليليان: كنت عارف إنى هتمنع من السفر ؟ و حاجه ايه دى اللى كنت عايز توصلها ؟ فهمنى يا مراد ارجوك انا هموت من الغيظ .. زفت ده يمنعنى بتاع ايه هو صدق إنه أبويا و لا ايه مراد: اهو ده اللى كنت عايز اوصله .. اذا كان عارف و لا لاء .. و من رد فعله ده واضح إنه عارف بس عارف ايه بالظبط منعرفش ! ليليان: انا مش فاهمه حاجه.
مراد: يعنى كنت عايز اعرف نضال عارف إنك مش بنته و وافق تشيلى إسمه بمزاجه و هو فاهم الحقيقه و بكده يكون هو اللى منعك لإنك ليكى اب غيره و من الواضح إنه ف مصر ف بيمنعك عنه عشان يمنعه عن روسيليا ! و لا مش عارف و روسيليا سورى يعنى كانت على علاقه بحد قبله و اما حملت و خلّفت عاصم شيّله الليله من وراه و بكده يكون عاصم هو اللى منعك !
ليليان بقرف: انا كنت هكلم روسيليا اصلا و افش غلّى فيها و قاطعها مراد بسرعه: لالالا بلاش، روسيليا بلاش تعرف حاجه ع الاقل دلوقت .. لإن طالما نضال طلع عارف يبقا الغموض زاد .. و واضح ان فى تفاصيل كتير و لازم نعرفها .. عشان هى اللى هتوصّلنا لكل حاجه ليليان دموعها نزلت بصمت و هو سكت لإن مفيش حاجه تتقال ف موقف زى ده و من الواضح ان السكه طويله !
مراد بهدوء: حبيبتى اهدى كده .. انتى بتثقى فيا و لا لاء ؟ ليليان بدموع: انا معتش ليا غيركوا يا مراد انت و مصطفى اوعى تتخلوا عنى اوعى تسيبونى مراد إبتسم: اسيبك ايه ياهبله انتى زى اختى و بعدين حتى لو انا سيبتك انتى هتطلعى عين مين ياختى ؟ ليليان ضحكت من بين دموعها و هو كمان: اهدى كده و ارجعى و كام يوم و هقولك هنعمل ايه ليليان: بسرعه يا مراد ارجوك مراد: انا عندى مهمه و مسافر شويه و للإسف جات فجأه .. و بالتالى سفرى جاه بسرعه .. و للإسف مصطفى معايا .. هنرجع و نبتدى نتحرك بسرعه .. متخافيش هنوصل لكل حاجه بس الصبر ..لإن الموضوع واضح إنه معقد و محتاج شويه وقت.
ليليان بضيق: هتأخروا ؟ مراد: معرفش انتى عارفه شغلنا غامض و مبنعرفش هنسافر امتى غير قبلها بوقت بسيط و مبنعرفش هنقعد قد ايه، اول ما ارجع هرجع عليكى و نتصرف ليليان إتنرفزت و صوتها إتخنق بالدموع: خلاص براحتكوا مش عايزه حد معايا .. انا اصلا ماليش حد ماليش حد ! قفلت معاه و حدفت الموبايل و دخلت ف نوبة عياط ..
و فجأه إفتكرت رامى .. مسكت موبايلها و كلّمته يجيلها و مدتلهوش فرصه يستفسر و قفلت على طول ..
شويه و رامى رجعلها المطار بإستغراب .. و زاد إستغرابه اما شاف حالتها و عينيها الوارمه من العياط .. من غير و لا كلمه اخدها بهدوء، حط الشنط ف العربيه و ركبت بصمت و هو ركب و اخدها و مشيوا
مراد قفل معاها و إتنهد بضيق، كلّم مصطفى و قاله إنهم متجمعين ف كافيه هو واسر و عمار و محمد و هو قاله إنه هينزلهم
و فعلا شويه و كان مراد عندهم اخد مصطفى الاول على جنب حكاله اللى حصل مع ليليان و إتفقوا هيتصرفوا اما يرجعوا .. و إتفقوا هيتقابلوا بالليل يسهروا قبل ما يسافروا ! و بعدها قعدوا بيهزروا و يضحكوا مراد: هقوم اعمل قهوه بدل القرف دى و اجيبها اسر: مش هتبطل عادتك المنيله دى؟ عمار: و الله يابنى انت هديه للى هتتجوزها .. مبتشربش القهوه إلا اما تعملها ب إيدك .. لاء و هتعملها معاك مراد: هاهاها خفّه مراد قام دخل مطبخ الكافتريا و طلب منهم قهوه .. عملها و خرج بيها
غرام و ريهام داخلين نفس الكافيه غرام بضيق: يعنى ما كنا طلبنا اى اكل ع المكتب ريهام: ياستى ادينا بنغيّر .. هو احنا مش مكتوبلنا نخرج إلا ف شغل ؟ غرام: طب اخلصى خلينا ناخد اى حاجه عشان ورايا مشوار
دخلوا و غرام موبايلها رن .. ميّلت راسها ف الشنطه طلّعته و فتحته و لسه بتتلفت تتكلم خبطت ف حد و ده كان ف نفس اللحظه اللى مراد خارج بيها بالقهوه
رفعت راسها بغيظ: ما تفتح يا زفت انت .. انت قطعت كلمتها لما لمحت مراد اللى رفع حاجه بإستغراب و تاه معاها ثوانى ببلاهه بعدها إنتبه للقهوه اللى جابت اول تيشرته لأخره مراد كزّ على سنانه: انتى تانى ؟! غرام إبتسمت بتلقائيه إبتسامه عذبه: ماارد مراد بصّ لتيشرته بغيظ: قهوه تانى ؟!
غرام هنا إنتبهت للقهوه و ضحكت بصوتها كله: حظك معايا كده مراد بغضب: ما توطّى صوتك يا زفته انتى غرام إبتسمت برقّه: ازيك مراد بغيظ: مزييش حد طالما شوفت وشك غرام طلعت مناديل من شنطتها و بتقرّب منها بصّلها بغيظ: و الله؟ غرام بإستفزاز مسكت قزازة المايه اللى كانت ف إيده هو و فتحتها و هى كاتمه ضحكتها و لسه بتقرّب منه مارد رجع خطوات سريعه لورا و طلعت من ورا قلبه ضحكه عَذبه غصب عنه: تاانى ؟ تااانى ؟
غرام تاهت ف ضحكته: اعملك ايه حظك معايا كده مارد بغيظ: اسود بعيد عنك غرام عضت شفايفها و نطقت بتلقائيه: لاء ده ابيض .. ابيض قووى يا عِرسى مراد رفع حاجبه و هى إنتبهت و لسه هتتكلم سابها و رجع تانى لمطبخ الكافيه بغيظ و هى فضلت مكانها مبتسمه ببلاهه ريهام و هى متابعاها من بعيد: يا شهرزاااد .. مش هنمشى بقا ناكل حاجه و لا نمشى؟
غرام ببراءه مصطنعه: لاء نمشى ايه ده انا راشقه ف المكان ده ريهام بمكر: طب و المشوار ؟ غرام: لاء مشوار ايه ؟ اسكتى مش لغيته .. هو مكنش فيه مشوار اصلا ضحكوا و دخلوا و غرام لمحت مصطفى من بعيد و خمّنت ان مراد اكيد معاهم على نفس الترابيزه .. ف إختارت التربيزه اللى قصادهم بحيث تبقا ف وشه.
مراد طلع ع عربيته جاب تيشرت من العربيه بيسيبه إحتياطى بحكم شغله .. دخل غيّره و طلعلهم مصطفى رفع حاجبه: انت داخل تغيّر القهوه اللى إتعملتلك و لا تغيّر لبسك ؟ مراد بغيظ: اسكت ده و قبل ما يكمل لمحها قصاده بتبصّله بمكر و على وشها إبتسامة إنتصار مراد رفع حاجبه و بصّلها بتحدى و إتكلم بشفايفه من غير ما يطلّع صوت و هى فهمته: ماشى يا بتاعة القهوه
قعدوا و طول قعدته و هو ملاحظ عينيها اللى تقريبا بترصد كل همساته .. كل نَفس منه حتى و ده خلّاه يتغاظ مصطفى ميّل عليه بهمس: مش تقول كده؟ مراد بغيظ: اخرس ده انا عايز اقتلها بتاعة القهوه دى مصطفى ضحك اوى و هو معاه و غرام عشان عينيها عليه خدت بالها من همسهم و خمّنت إنهم بيتكلموا عليها بتلقائيه رفعت فنجان القهوه لفوق حبه و كأنه بتقوله اسكت و لا اكمّل.
ريهام إنتبهت لمكان ما بتبص: تصدقى إنه فعلا مستفز زى ما قولتى غرام بإندفاع: ده جينتل اوى ريهام بمكر: تصدقى إنه مُزّ غرام بغيظ: ماتقومى تاخدى رقمه احسن ريهام ضحكت: لا و على ايه لا تطّقى و انتى قاعده
ضحكوا و مراد كان كل كام لحظه بيخطف نظره سريعه و تتلاقى العيون بتحدى وراه حاجات مستخبيه لسه مش واضحه
مراد روّح بعد ما خلّصوا، دخل و إبتدى يفتكر مقابلته لغرام .. كلامها هزارها ضحكها عصبيتها نرفزتها غيظها منه .. دبّها ف الارض زى الاطفال اما تتغاظ .. ردود افعالها اللى بتاخدها بسرعه و المتهوره اما تتغاظ و بتلقائيه فتح كف إيده و بصّ فيه اوى .. إبتسم اما افتكر اما إتغاظت طفت فيه السجاره و هو ببساطه اللى إدهالها .. مكنش متوقع هتعمل كده للدرجادى لحق يثق فيها !
إتنهد بضيق و دخل ياخد حمام و مره واحده الباب رن، سمعُه من جوه .. إستنى يمكن اللى عالباب يمشى بس مفيش ده مُصّر .. لف فوطه و خرج بغيظ يفتح الباب مراد بصدمه: غرااااام !
رامى اخد ليليان وصّلها على شقتها و دخل معاها .. مرضيش يسيبها ف حالتها دى .. و هى إستغربت لإنهم برغم قُربهم بس مبتسمحش يبقا معاها ف بيتها خاصه .. اما بتبقى لوحدها و هو لاحظ ضيقها رامى: لاء ماهو انا مش هسيبك .. طلبتى منى اشوفك كده و اسكت و حتى مسألش و رغم ان ده صعب بس عملته عشانك .. رجعتى فجأه بعد ما كنتى هتتجننى عالسفر و ده معناه إنك رجعتى غصب عنك و مرضتش اسألك إلا اما تهدى .. لكن اسيبك و انتى ف الحاله دى انسى
ليليان دوّرت وشها تكتم دموعها بس معرفتش ف إبتدت تعيط بصمت رامى بقلق: لاء لحد كده و مش هينفع اسكت.. ممكن تفهمينى بقا و إلا هكلم روسيليا و قاطعته ليليان بغضب بسرعه: لاء روسيليا لاء رامى إستغرب طريقتها: ليه ؟ انتوا زعلانين مع بعض و لا ايه ؟
ليليان سكتت و هو بصّلها بشك على قلق و هى حسّت من قلقه إنه ممكن يكلم روسيليا يسألها .. و ممكن تيجى كمان و هى مش عايزه ده خاصة ان مراد و مصطفى نبّهوا عليها متقولهاش حاجه .. إنما رامى ممكن تقوله و تخليه ميقولهاش .. خاصه و إنها محتاجه تتكلم مع حد و بالذات مصطفى و مراد مش موجودين !
رامى ملاحظ ترددها و حبّ يطمنها: ممكن تهدى و تحكيلى كل حاجه و من الاول خالص .. من ساعه حادثه نضال ! ليليان بصّتله قوى و هو إتنهد: ليليان انا بحس بيكى من غير ما تتكلمى .. و حاسس ان فيكى حاجه من وقت ما أبوكى كان ف المستشفى و قاطعته ليليان بإندفاع: مش ابويا !
رامى بصّلها قوى و هى إتنهدت و اخدت نفس طويل و إبتدت تحكيله كل حاجه من الاول و إنها إكتشفت ان نضال مش أبوها و كانت مسافره مصر ليه و منعوها و كام مره منعوها من مصر خاصه !
رامى بذهول: انتى متأكده من كلامك ده ؟ لو ده بجد يبقا مصيبه ليليان بدموع: ايوه و إتأكدت بالتحاليل زى ما قولتلك رامى و كأنه إفتكر حاجه: انا فاكر إنى سمعت قبل كده ان مامتك كانت متجوزه قبل نضال فعلا ليليان إلتفتتله بإهتمام و هو بهدوء: بس معرفش تفاصيل .. كل اللى سمعته إتجوزوا كام سنه و إتطلقوا و كان خالك عاصم لسه بيشتغل ف مصر ليليان بتركيز: طب متعرفش مين ؟ محدش هنا يعرف ؟ مسمعتش من حد ؟ رامى بقلة حيله: ابدا ده كان موضوع غامض إبتدى و خلص بسرعه .. إتجوزت و فتره بسيطه و إتطلقت !
ليليان إتنهدت ب إحباط و هو بصّلها بعتاب: بس مجتيش قولتيلى ليه من الاول ؟ ليه مراد و مصطفى ؟ ليه مش انا؟ انتى عندك شك إنى هقف جمبك ؟! ليليان إتنهدت براحه كأنها كانت محتاجه للفضفضه دى: لاء عارفه إنك هتقف جنبى .. بس كنت خايفه تقول حاجه لروسيليا و انا زى ما فهّمتك مش عايزاها تعرف دلوقت رامى: اخس عليكى .. لو كنتى قولتيلى مكنتش هقولها و لا لغيرها بس متبقيش لوحدك كده ليليان: متقلقش مراد و مصطفى مسبونيش رامى: انا اقرب من مراد و مصطفى يا ليليان و لا مش حاسه بكده .. ليليان انا بحبك ..
إلتفتت له مره واحده و هو إبتسم: اوعى تقوليلى إنك مكنتيش حاسه بده منى و إنك إتفاجئتى، ده انا كنت مكشوف اوى قدامك .. و بصراحه فرحان بده و كنت متعمّد اسيب مشاعرى توضح قدامك .. مكنتش حابب اخبيها .. ليليان كانت بتسمعه بهدوء .. هى اه كانت حاسه بيه و كانت جواها حاجه ناحيته .. بس لسه مكنتش عارفه تحددها ايه بالظبط .. و كانت محتاجه شويه وقت تفهم اللى جواها، و اما جاه حكايه أبوها لغبطتها زادت ..
بصّتله و قبل ما تتكلم هو سبقها: عارف اللى انتى فيه و حاسس بالتوهان اللى ممكن تكونى فيه .. و عشان كده مش عايز رد منك دلوقت و مش عارف ليه قولتلك دلوقت .. بس انا كنت عايز اطمنك إنى جنبك و مش هسيبك .. كنت عايز اوصلّك إنك مش لوحدك زى مانتى فاكره، و عموما اياً كان ردك بردوا هفضل جنبك و إطمنى زى ما وعدتك .. موضوع أبوكى محدش هيعرف عنه حاجه إلا اما انتى تحبى تعرفّى الكل !
ليليان إتنهدت براحه إنه تفهّم موقفها و سكتت و هو إبتسم بهدوء و وعدها هيفضل جنبها !
مارد لفّ فوطه و خرج بغيظ يفتح الباب مراد بصدمه: غرااااام !؟ غرام برّقت اوى بصدمه من شكله اللى فتح بيه .. صدره عريان خالص و لافف بس فوطه على وسطه .. بصّتله و سرحت ف شكله .. وشه المبلول و منظر جسمه و عضلاته و حتى عينيه اللى لاحظت إنها لونها اخضر اوى .. لون الزرع و إستغربت اللون هى أخدت بالها إنها لون و لون و بتقلب بس اول مره تشوف اللون ده !
شردت اوى لدرجة مخدتش بالها من شكل وقفتهم ع الباب و لا من مراد اللى بيبصّلها بإستغراب ! مراد إتفاجئ بيها .. اه كان متوقع مرواحها له الشغل .. بس مجيها لحد هنا متوقعهوش خالص .. و ده أكّدله تفكيره إنها واخداه سكه هو قافلها خالص على اى حد .. و ده خلّاه يتضايق اكتر .. و هنا قرر بجد يوّقّف اللى بيحصل ده قبل ما يوصلوا لنقطه مفهاش رجوع! مراد تصنّع البرود: ياااه للدرجادى نِفسك ؟ غرام هنا إنتبهت من شرودها و إتوترت: هاا ؟
مراد دخل و سابها عالباب و سابه مفتوح و هى إترددت شويه بس دخلت: للدرجادى ايه ؟ انت قولت ايه ؟ مراد بعد ما كان هيدخل يلبس إتراجع و قرر يكمّل عشان يعرف يصدّها عايز يبعدها ب اى طريقه: ممم سمعتينى و عايزه تسمعيها تانى ؟ و لا مش مصدقه نفسك ؟ عرض مغرى صح ؟ غرام كانت مستغربه لهجته و هو شايف ده على وشها و مره واحده إلتفت ناحيتها و زقّها ع الحيطه اللى وراها و حاوطها بدراعه وقرّب اوى من وشها و بهمس: بقول للدرجادى نِفسك ؟
غرام بتوهان: نفسى ف ايه ؟ مراد تصنّع البرود عكس النار اللى قادت جواه اما قرّب: نِفسك ف ايه ؟ مممم ف اللى سرحتى فيه اول ما شوفتينى كده، و بصّ على نفسه و كمّل بهمس: عريان غرام بتهتهه: انا مش سرحت ف حاجه
مراد ضحك بصوته كله: بجد !؟ لا قولى قولى متتكسفيش
غرام بصّتله كتير .. بتحاول تقرا اللى جواه مش اللى بيتصنّعه .. و هو قرّب من وشها اوى: و لا انتى من انصار افعال لا اقوال غرام كانت شبه مش مركزه ف كلامه .. سامعاه و بتحاول تلم نفسها اللى إتبعترت من قُربه بالشكل ده بس مش عارفه .. جسمه اللى بينقط ميه .. نَفَسه اللى بيخرج من جواه سخن على وشها .. شفايفه اللى بيتعمد يحركها من على بُعد من وشها من غير ما يلمسها كل ده جننها عملها حاله توهان و هو لاحظ ده و مره واحده قرب بغلّ و خطف شفايفها زى اللى داخل حرب !
مراد كان قاصد يعمل كده عشان يهينها ف تبعد و عشان كده إستعمل العنف بس مره واحده إبتدى يدوب معاها و عنفه إتحوّل رقّه و إبتدى كأنه بيستطعم حاجه بنَهم ! يبعد شفايفه ثوانى و يقرب بعنف يتبخر سِنّه سِنّه و يتحوّل لهدوء مميت ! غرام كانت زى الدايبه بين إيديه .. حاولت تستنجد بعقلها بس فشلت ! مراد إنتبه لنفسه و لإيده اللى بعد ما كان قاصد يحرّكها بعنف على جسمها عشان يخوفها إبتدت تتحرك برقّه و عذوبه ..
بتلقائيه لقى نفسه بيحرّكها بحب .. بيضم كل حته ف جسمها برقّه بشغف .. و ده خلّاها تتخدر بين إيديه و هنا حس إنه بدل ما بيبعدها لاء ده بيقرّبها و بيقرّب هو اكتر .. و ده خلّاه فجأه إتجمّد مكانه و رفع شفايفه براحه و بص لوشها اللى تقريبا لامس وشه: للدرجادى واقعه ؟ غرام فضلت مغمضه عنيها لثوانى بتحاول تستوعب هو قال ايه و فتحت بهدوء عكس اللى جواها: هاا
مراد ضحك اوى وبِعد اخد سيجاره ولعها و إداها ضهره: لاء ده انتى بجد منهم بقا .. امال كنتى بتمثلى ليه اول مره و إتضايقتى لما بصيت للسرير ؟ و لا انتى ساعتها كنتى بتلّمحى و قولتى اما اشوف رده ؟ كنتى مستنيانى اجيلك انا صح ؟ و اما مجيتش جيتى انتى و اما معرفتيش جيتيلى هنا .. لاء عجبنى إصرارك الصراحه ! كنتى بتقوليلى " من غير كلام عشان نريّح بعض " انتى للدرجادى كنتى .. ( و بص على جسمها بطريقه قصد ترعبها ) يعنى لحد دلوقت لسه ... تؤتؤ اخس عليا و انا سايبك كل ده .. لاء بجد اخس عليا
غرام واقفه مصدومه من كلامه مش عارفه تستوعب .. معقوله هى سامعاه صح ؟ يعنى هو شايفها كده فعلا ؟
هو ملاحظ صدمتها و الدموع اللى لمعت ف عينيها و ده خلّاه فضل مديها ضهره عشان تصدق ! مراد ببرود مصطنع: طب مش كنتى تقولى .. امال ايه اللى جابك ؟ غرام إنتبهت: انا مراد بجمود: بتعملى ايه هنا ؟ غرام إتضايقت من نظرته ف إرتبكت: انا بس .. اصل .. مراد بحده: المفروض إنى راجل و عايش لوحدى .. تروحيلى مكتبى بحجة الشغل و قولنا ماشى .. تستهبلى عليا ف الكافيه و عدّيتها لكن تجيلى بيتى ؟ و لوحدك ؟ غرام إتصدمت من كلامه و نظرات الشك اللى حاصرتها من عينيه مراد إتصدم من مجيّها .. إتضايق من قُربها منه اللى بيجى بخطوات سريعه .. غرام بسرعه الدموع إتجمّعت ف عينيها و ده ضايقوه اكتر
مراد بحده: خدى بعضك و إتكلى و مشوفش وشك هنا تانى و لا ف اى حته انا فيها، يا كده يا متلومنيش !
غرام بصّت ف عينيه قوى و هو بصّلها ببرود: و لا انتى عايزه و دى طريقتك ؟ بصى انا عرفت بعدد شعر راسك و راسى و هعرف اتعامل مع حالتك دى بس جوه، ف السرير، هاا ؟ غرام بتغمض و تفتح بصدمه: انت مش طبيعى ! لايمكن تبقا طبيعى ! مراد قرّب منها و تصنّع عنف لاول مره و مع اول واحده يبقا عنف مزيف .. هو ف المواضيع دى بالذات عنيف جدا .. بس هنا كان عنف مُزيف مصطنع هنا غرام قامت بسرعه و خدت حاجتها و جريت بسرعه عالباب اللى كان لسه مفتوح مراد بحده: المظاهر فعلا بتخدع غرام بضيق: انت بتقول ايه ؟ انا مراد بشدّه: برااا غرام حاولت تتكلم بس لسانها خانها .. إتعقد .. الكلام مش راضى يطلع هنا غرام قبل ما تخرج بصّتله: حبيت فيك ايه مش عارفه ؟ امتى و ازاى بردوا مش عارفه ! بس اللى عارفاه هو إنى حسيت إنى كمان دخلت جواك و ده خلّانى لمست اللى انت بتحاول تدفنه جواك و مش قادر و لا عارف !
خرجت بسرعه من قدامه و سابته إتجمّد مكانه من الكام كلمه دول و بيبص للفراغ اللى سابته مكانها بجمود و شرد ف ذكرياته اللى مبتفارقهوش نايم او حتى صاحى ! إتخنق من مجّيها .. ساء ظنه فيها و إتمنى تطلع غير كده و معرفش ليه إتمنى ده ..
عاصم راح لنضال البيت فضل ف عربيته تحت البيت و رن عليه يخرجله
عاصم عالموبايل: اخرجلى بسرعه انا ف العربيه قدام الباب .. مش عايز اتكلم قدام الهانم مراتك .. اخلص و قفل بسرعه و إستناه لحد ما خرجله بذهول: ايه يا باشا مدخلتش ليه ؟ عاصم بغضب: انت عايز الهانم تسمعنا زى ما سمعتك قبل كده و هدّت كل حاجه بغابئها و غبائك ؟ نضال: ااه قصدك روسيليا .. طب ماهو كان على يدك .. كل حاجه حصلت كانت قدامك ..
و انت بنفسك اللى ركنتنى و إتعاملت معاها لما فكرت إنى مشترك معاها او بهاودها .. و ضغطت عليها بكل الطرق و هى بردوا مشّت اللى ف دماغها عاصم بغلّ: و اهو اللى ف دماغها ده هو اللى هيطربق الدنيا على دماغنا دلوقت لو ما إنتبهناش و لمّينا الموضوع بسرعه
نضال إنتبه: ايه اللى حصل ؟ اشمعنا دلوقت ؟ انت كلمتنى و قولتلى امنع ليليان من نزول مصر لإنها مسافره و انا منعتها من غير ما تفهمنى و قولتلى اما اشوفك !
عاصم نفخ بغضب و هو كمّل: ما تسيبها يا باشا مش هتعرف تعمل حاجه .. دى بت طريه و مش هتوصل لحاجه ده غير ان مرا قاطعه عاصم بغضب: عرفت إنك مش ابوها ! نضال بصدمه: نعمم ؟ عاصم: مانت نايم مش دريان بحاجه .. بقولك البت عرفت إنك مش أبوها نضال ببرود: و لنفترض .. بردوا مش هتعرف توصل لحاجه عاصم بغلّ: طول ماهى وراها جوز الكلاب السعرانه و عاملين فيها اخواتها يبقا مسيرها توصل نضال: قصدك مصطفى ؟
عاصم: و اللى أشرّ منه زفت مراد .. ده عيل نابه ازرق و شديد نضال إتنفض مره واحده اما سمع اسم مراد .. كأنه مخبى حاجه او يعرف حاجه عنه و إرتبك و عاصم لاحظ و بصّله بتدقيق و هو حاول يتوّه: انت عرفت ازاى إنها عرفت ؟ و هى عرفت ازاى اصلا ؟ عاصم شرد بغلّ
Flash baak
عاصم يوم ما ليليان وقعت ف المستشفى و من بعدها إتغيرت و إختفت خالص و مبقتش تروح المستشفى .. لا عشان نضال اللى المفروض أبوها و لا حتى لشغلها اللى بتعشقه .. شك ف الموضوع و إبتدى يدوّر وراها و كلّف حد يراقبها و يجيبله تحركاتها، و فعلا راقبها و اول ما راحت المعمل إفتكره شغلها .. بس لما إترددت كذا مره عليه شك ف الموضوع و بعت حد يسأل
عاصم بغضب: انت بتقول ايه يا حيوان انت ؟ متأكد ؟ **: طبعا يا باشا، زى ما قولتلك عرفت من البت اللى شغاله مع دكتور جوه إنها جايبه عينة دم تعمل عليها تحليل DNA بس لمين منعرفش ! عاصم كزّ على سنانه بغلّ: اه يابنت الكلب واخده مكر أبوكى عاصم بغضب: خليك وراها و هاتلى تحركاتها ثانيه بثانيه مش عايز عينك تغفل عنها، فاااهم !
و قفل و فضل متابعها لحد ما سافرت انجلترا و افتكر إنها هتكتفى ب إنها تبعد عنهم بس عرف إنها حجزت لمصر و مراد و مصطفى اللى ساعدوها !
baak
و بصّ لنضال اللى بيبصّله بذهول: و بس و بعدها كلمتك نمنعها عقبال ما نتصرف ! نضال: و دى هنتصرف معاها ازاى ؟ دى منعناها بالعافيه و مكنتش عارفه حاجه .. نقوم دلوقت هنعرف نمنعها و بحجة ايه اصلا ؟ عاصم كز على سنانه بغلّ: بنت كلب زى أبوها نضال بتردد: طب بقولك ايه ما تسيبها تنزل عاصم بصّله بغضب و هو كمّل بسرعه: اسمعنى بس .. مش هتعرف توصل لحاجه .. اسمع اللى بقولهولك .. مش هتوصل لحاجه .. هى فين و أبوها فين ؟! ايه اللى هيوصلهم ببعض ؟ و بعدين خلاص هى بالنسباله إندفنت من 19 سنه يعنى ف نظره بقت شويه تراب بيقعد قدامهم ينوّح عليهم !
عاصم بغضب: بقولك مراد و مصطفى وراها ف ضهرها و دول زى الكلاب السعرانه مش هيعجزوا عن حاجه، هيوصلوها لأبوها سواء دلوقت او بعدين .. بمجرد ما هتنزل هتبقى مسأله وقت مش اكتر و ساعتها الدنيا هتتقلب عليا و ابواب جهنم اللى إتقفّلت من 19 سنه هتتفتح تانى ! نضال بتفكير: حقَا دى تبقا مصيبه .. طب و هنعمل ايه ؟
عاصم نفخ دخان سيجارته بغلّ و سكت شويه: اللى معرفناش نعمله من 19 سنه ! نضال بترقُّب: طب و روسيليا ؟! عاصم بغضب: مالها ؟ اهى دلوقت روسيليا برا الملعب يعنى بخ .. مفيش .. و كفايه اللى عملته فينا زمان و أدينا بنصلّحه نضال بتردد: ايوه بس .. يعنى .. طب و لو قالت ل همسه ان
قاطعه عاصم بغضب: ماهو يا نصلّح اللى عملته يا ندفع تمنه ؟ و ان كان على همسه انا مش هسمح إنها حتى تقرّبلها حتى لو هقتلها ب إيدى و تعرّفها وقتها ده كويس !
نضال هزّ راسه بفهم و هو بصّلُه بشر: طب إبعتلها حد يخلّص .. بس بقولك ايه .. بهدوء من غير شوشره مش ناقصين جنان مراتك .. نضال بضحكة شر: لاء ابعتلها ايه ؟! انا بنفسى اللى هروح يا باشا .. هو انا ف ديكى الساعه اما اشوف دمها بعيني عاصم رفع حاجبه و هو ضحك اوى: قصدى اما اسيّح دمها ب .. ب إيدى عاصم بمكر: طول عمرك طفس نضال ضحك: يا باشا دى حته بشواتى كده .. يعنى طِعمه عاصم بتريقه: اه و انت مريّل و هتموت و تدوق نضال بغدر: ادوق بس ؟ ده انا هدوق و احلّى كمان
و شرد بغلّ و إفتكر نظراته ليها و تعمُّده لمسها او يقرّب: و أديكى وقعتى تحت ضرسى .. اصبرى عليا اما اجيلك يا بنت ال.. الباشا .. و بص لعاصم و ضحك بصوت عالى: يابنت الباشا !
مارد بعد ما غرام خرجت من عنده دخل بضيق .. غمض عنيه بعنف .. كأنه بيحاول يمنع نفسه يشوف حاجه قدامه و دى كانت ذكرياته اللى بيهرب من جنون محاوطتها له ! فضل قاعد شويه بضيق يسترجع اللى حصل ..
فضل شويه و الاخر لبس و اخد مفاتيحه و موبايله بسرعه و نزل .. كلّم مصطفى و إتقابلوا ف الكباريه .. بس مراد كان ف مود غير .. إبتدى يشرب و يشرب و كأنه السُكر معانده و كل ما يشرب يفوق اكتر، طلع ع الإستيدج فضل يرقص بهيستريا و يتنطط مع الكل بس بجسمه بس، عقله راح حته تانيه ! همس لنفسه بتحدى: ماشى !
سوسكا الرقاصه قرّبت عليه و هو إبتسملها ربع إبتسامه و مصطنعه و شاورلها و اخدها و خرج ! طلع بيها ف الكباريه من فوق .. ف غرفه خاصه و إبتدى وصلة كل ليله .. بس الليلادى هيهات بينها و بين كل مره ! كأنه عقله و قلبه و جسمه دخلوا معركه بس المرادى ضد بعض ! كل ليله المعركه بيتفقوا التلاته سوا على فريسته ف السرير .. لكن المرادى التلاته إختلفوا، عقله بيعرض قدامه لقطات سريعه من لحظات طفولته و ذكريات بشعه كأنه بيفوّقه و جسمه بيحاول يندمج و يعرض قدامه ساديته و عنفه.
و كل ما يحاول يندمج قلبه بيدق بعنف و يعرض قدامه لقطات سريعه و صوت بيرن قدامه اوى .. صوت هو حفظ نغماته قووى مراد حاول مره و اتنين و عشره يندمج بس مفييش .. كل حاجه إتفقت عليه فقام بهدوء من السرير عكس الغضب اللى من نفسه جواه .. كان فاكر ان التحدى سهل و هيقدر يوقّف التيار اللى بينجرف معاه .. بس الليله دى و اللى حصل ده خلّاه إعترف و لو بينه و بين نفسه إنه جواه حاجه إتولدت .. صحيح لسه مش عارف يفهمها كويس .. بس اللى عرفه إنهارده إنها حاجه قويه و إتغلغلت جواه !
ولّع سيجارته و نفخها بضيق من نفسه و بصّ لسوسكا اللى لاحظ إستغرابها و ضايقه اكتر كلامها: معلش .. بتحصل يا حبيبى .. انت اكيد تعبان ! قامت من عالسرير عريانه ب إغراء قرّبت منه و إبتدت تحرّك إيديها برغبه على جسمه بجراءه .. و هو سايبها يمكن تعرف تعمل اللى هو عجز عنه و تشدّه و هى ضحكت بمياعه: تعالى بس و انا عارفه ازاى بشوف مزاجك يا باشا انا بس قاطعها مراد بوقفته زى الجبل متحركش سنتى واحد: براااا سوسكا بذهول من طريقته: مراد بس مراد بغضب مميت: براااا
سوسكا بصّتله بضيق و لمّت هدومها و خرجت و قبل ما تقفل الباب: انا قرفان و مش طايق حد .. لو عوزتك هكلمك هزت راسها بضيق و خرجت و هو اتنهد بهمس: مع إنى معتقدش هعرف أعوزك تانى !
غرام روّحت على بيتها ف حاله صدمه من الموقف كله .. الذهول مسيطر عليها .. مش عارف تفسر اللى حصل !
همست بشرود لنفسها: مش ممكن يكون كده .. ده اكيد وراه حاجه هى اللى دفعته يتصرف كده .. انا حسيت بكده .. شوفت ده ف عينيه .. كأنه بيجاهد مع نفسه .. زى اللى بيجرى ف سباق .. زى المغصوب .. بيقرّب و بيبعد نفسه كأنه «تنين .. واحد متبّت فيا زى اللى شايفنى قشايه بيتعلق فيها من الغرق و التانى بيشدّه يغرّقه .. كأنه إتنين لسانه هو قال اللى قاله و لسان عينيه كان ف نفس الوقت بيقول كلام تانى خالص ! «تنهدت بشرود و مش عارفه ماله ..بس كل اللى عارفاه إنها مش زعلانه من اللى حصل منه و إستغربت نفسها إنها و لا حتى متضايقه ! عينيها هنا لمعت بحب و بصّت بإبتسامة تحدى: هتيجى يا مراد .. هتيجى !
قامت بحماس جابت موبايلها مسكته بتردد شويه و الاخر إتراجعت و حبّت تديله فرصه يومين تلاته يكون اللى جواه و لسه مش فاهماه هِدى ! ف نفس الوقت مراد خرّج سوسكا من عنده و إبتدى ينفخ بضيق: مكنش لازم اعمل كده ؟ لاء كان لازم هى كانت خطواتها سريعه ف القُرب ف كان لازم ابعد بنفس السرعه و مكنتش هتبعد إلا بكده .. لالا بس هى اكيد محترمه .. بس ممكن جريئه شويه .. احنا هنستعبط جريئه تجيلى البيت ؟
لالا بس هى غير اللى عرفتهم .. البراءه اللى على وشها بتقول حاجه تانيه .. ممكن كانت جايه بحسن نيه بس لو إستنيت معاها ف نفس السكه هروح لحته مش عايزها ! هى مالهاش ذنب .. ايوه مش ذنبها .. مشاكلى بتاعتى لوحدى امراضى و ساديتى و ذكرياتى خاصه بيا لوحدى مالهاش ذنب هى .. العين اللى بتشوف واحده لكن مش كل اللى بيتشاف واحد و لا كله زى بعضه يومين و لو إتكلمت ب اى حجه هعتذر و إتحجج ب اى حاجه و تتقفل صفحتها ! و هنا إنتبه لسفره اللى كمان كام ساعه و مش عارف راجع امتى و ساعتها الإعتذار مش هيبقا له لازمه لإنه إتأخر و يمكن هى كمان تكون كوّنت فكره .. إنى ..
هنا نفخ بضيق من نفسه و مسك تليفونه بتردد بعد ما كان هيتكلم رجع و قرر يبعتلها رساله .. و أقنع نفسه إنه مجرد إعتذار و خلاص هيقفل خاالص !
فتح و كتب كلام كتير جدا جدا و مره واحده إنتبه للكلام كأنه مش هو اللى كتبه .. مسحه بعنف و إكتفى بكلمه واحده: اسف !
غرام كانت ماسكه موبايلها بضيق بعد ما قررت تستنى يومين تلاته و مره واحده رنت رساله .. قلبها إتنفض مكانه كأنه سمّع ف جسمها اللى إتنفض معاه !
فتحت رسالته و شافتها و إبتسمت إبتسامة إنتصار إنها حتى لو مش فاهمه ف ع الاقل تصرفه أكّدلها إن تفكيرها صح .. و ده خلاها إتبسطت و كأن الكلمه محت كل كلامه اللى إتقال و كأنه متقالش ! حاولت تكلّمه بس تقريبا إبتدت تكوّن فكره عن حالته و إنه هيقابل اى كلمه منها بعنف او يمكن يتراجع و ده خلّاها ترجع عن مكالمته بس قررت هتسيبله رساله كنوع من المناغشه .. كتبتله الرساله و بعتتها و كأنها بتفتحله سكه .. و بصّت لرسالته و قعدت تقراها مره ورا مره و لا كأنها كلها على بعضها كلمه واحده و إبتسمت و إبتسامتها إبتدت تتحول لضحك جنونى !
مراد كان واقف بضيق من نفسه إنه بعتلها: حتى لو كانت كلمه واحده مكنش ينفع .. كده هتفهم غلط .. او يمكن بالأصح هتفهم صح اللى حصل .. و ده هيخليها ... ندم بس ف وقت خلاص مينفعش فيه الندم .. قطع كلامه مع نفسه مع صوت رنة الرساله اللى متفاجئش بيها اوى .. لأنه كان متوقع ردها .. او يمكن مستنيه و ده ضايقه اكتر رغم إنه لسه معرفش .. فتح موبايله و إتأكد إنها منها ! إتردد يفتحها: لالا خلاص انا عملت اللى عايزوه و إعتذرت اى كلام زياده مالهوش لازمه هيجرّ كلام ف كلام .. و كمان هى لسه فاتحه لو فتحتها هتعرف إنى قريتها و يمكن ترد تانى و اضطر ارد .. اما تقفل و ساعتها اعملها متشافتش !
حدف الموبايل و دخل الحمام ياخد دش .. وقف تحت الميه بردوا عقله معاندُه .. خرج مره واحده مسك موبايله بسرعه كأنه مش عايز يدى لنفسه فرصه ال«عتراض و فتح الرساله و إبتسم غصب عنه: عارف مرة حد قالي "أي حد يسيبك زعلانه اديلو 3 أيام " بعد كدا بيعي وإنتي متطمنه ومتأكده من جواكي إنه مينفعش تشتريه .. فسألته إشمعنا تلات أيام .. ! قالي: أول يوم ده بيبقي يوم الزعل اللي بينكم، تاني يوم ده نوع من أنواع الهدوء شويه .. تالت يوم ده بيبقي الحاجات الحلوة اللي بينكم حتى و لو كانت بسيطه ..
رابع يوم لو كمّله و سابك زعلانه إعرفي كويس أووي إنه ما يستحقش تبقي عليه وبيعي وإنتي مطمنه إنك بيعتي حد ما يستاهلش أساسآ ! اللي يسيبك زعانه 3 أيام وما يحسش بفرق رابع يوم .. لو غيبتي عنه 30 سنه مش هيحس بفرق .. حتي لو بعد مليون سنه خصوصا لو مزعّلك ! كنت متراهنه عليك مع نفسى و بشكرك إنك مخسّرتنيش قدام نفسى رهان زى ده ..و بشكرك اكتر لإنك حتى مرضتش تطاوع عِندك لإنك حتى تعدى اول يوم !
مراد قرا الرساله و مش عارف يزعل من نفسه و لا يفرح بكلامها، زعل من نفسه لإنه نوّرلها نور ف طريق مش هيمشيه معاها و إتضايق اكتر من فكره إنه شفاف قدامها للدرجادى ! لدرجه إنها قرت اللى جواه بسلاسه .. و إتضايق اكتر و اكتر اما «تأكدت جواه فكرة إنه إرادته مش بإيده قدامها .. لمجرد إنه معرفش يمنع نفسه لا يعتذر و لا حتى يقرا كلامها و ده جنّنه من نفسه اكتر ! نفخ بضيق و حدف التليفون و بصّ قدامه بشرود ف ذكريات بتخنق فيه !
عند ليليان ... رامى قعد مع ليليان كتير لحد هديت و بعدها طلبت منه بهدوء يمشى رامى إبتسم بحب: مش عايزك تفكرى ف اى حاجه ماشى .. سيبى كل حاجه و انا هساعدك ليليان بتأكيد: رامى احنا إتفقنا محدش هيعرف حاجه عن كل اللى قولتهولك مهما حصل ! رامى: حاضر و الله متقلقيش ليليان بتأكيد: اوعدنى بده مهما حصل حتى لو موتت !
رامى بخضه: ليه كده حرام عليكى بعد الشر ليليان بإصرار: متخلنيش اندم إنى وثقت فيك و دى حاجه عمرى ما هسامحك عليها .. لإنى هفقد ثقتى فيك نهائى و مش هعرف ابنى طوبه واحده معاك ف علاقتنا مهما عملت رامى إبتسم: حاضر اوعدك ليليان بزعل: مش عايزه حد يعرف و يبقا فى شوشره عليا و لا على .. و سكتت شويه: و لا على ماما و حد يقول إنها عملت و سوّت .. خصوصا إنى لسه مش متأكده حد يعرف و لا هى بس و دبّرت الليله لنضال رامى بتفّهُم: صح كده متقلقيش.
ليليان سكتت شويه بتردد و هو حس إنها لسه عايزه تقول حاجه بس محبش يضغط عليها و هى بصّتله بتردد: هو انا لو طلبت منك تسيبنى شويه على راحتى هتفهمنى صح؟ رامى بصّلها بضيق و هى إتنهدت: ارجوك يا رامى انا حاسه إنى تايهه و مش عايزه اكلم حد و لا ابقا مع حد، عايزه ابقى لوحدى ارجوك .. عايزه ارتب افكارى و اشوف هعمل ايه رامى: و تفكرى ف كلامى صح ؟ بس السؤال هنا عايزه تفكرى ف كلامى و لا تهربى منه ؟ ليليان إندفعت: لاء طبعا.
هو إبتسم على تلقائيتها و هى إتوترت: قصدى يعنى لو عايزه اهرب مش هضطر لكده .. هقولهالك مباشره انت عارفنى واضحه و بحب الوضوح ف كل حاجه رامى إبتسم: و ده اللى عاجبنى فيكى .. عموما انا مسافر كمان يومين مع إنى مش هاين عليا اسيبك لوحدك و انتى ف الحاله دى ليليان بتأكيد: يبقا تسافر و تخلينى على راحتى و متقلقش من بًعدى لإنى قولتهالك عايزه ابقا مع نفسى شويه رامى بقلة حيله: حاضر بس لو إحتاجتى حاجه
قاطعته بثقه: هتبقى اول حد الجأله .. و بعدين مراد و مصطفى مسافرين هروح لمين يعنى ماليش غيركوا رامى رفع حاجبه: مراد و مصطفى مسافرين .. ممممم، و هروح لمين يعنى ؟ دى زى اللى مقداميش غيرك ؟ ليليان ضحكت اوى و هو بغيظ: بقا كده ؟ ليليان بتتويه: يووووه لاء رامى بحب: طب ايه ؟ قولى اى حاجه ليليان بعِند طفولى: و لا حرف .. انا قولتلك اما اوصل لبابا و ساعتها هو يقولك و إبتسمت برقّه و هو ضحك اوى: يا دين النبى، فينك يا ابو ليليان !
عدّى يومين و رامى سافر من عندها لروسيا و مقالش حاجه لروسيليا زى ما اتفقوا .. اكتفى بس ب «نه يطمنها زى ما قالتله عشان متروحلهاش لإنها مش حابه مواجهات معاها دلوقت ..
مراد و مصطفى سافروا على المهمه بتاعتهم .. كلّموها عرّفوها بالسفر و إنهم اول ما هيرجعوا هيتقابلوا و يبتدوا يشوفوا ايه اللى هيتعمل و بعدها قفلوا موبايلاتهم عشان شغلهم ..
ليليان مبتكلمش روسيليا إلا ف اضيق الحدود .. كل كام يوم مره .. يمكن مكلمتهاش من وقت ما سافرت غير مره مختصره .. حتى مجابتلهاش سيره باللى حصل ف المطار و خمّنت ان نضال قالها .. مع إنه ف الحقيقه مقالهاش بس هى مقالتلهاش .. محبتش تدخل ف نقاش يمكن يجبرها تقول حاجه دلوقت و.مراد و مصطفى مأكدين عليها متقولش .. و لا حتى رامى بتكلمه بس هو متطمن لإنها معرّفاه إنها مش هترد على حد عايزه تبقا لوحدها ف مطمن .. و حتى بتقفل موبايلها ف مطمن إنها عايزه كده ..
كانت نايمه ف يوم و ف عز نومها بتنهج و تعرق و عماله ترفّس ف السرير و مره واحده قامت مفزوعه بتصرخ !
إتلفّتت حواليها و فهمت «نه كابوس و من غير سبب دخلت ف نوبة عياط هيستيرى معرفتش سببه .. و ملحقتش تحتار ف سببه لإنه ببساطه الكابوس «تحوّل لوحش كاسر قدام عينيها !
جرس الباب رن مسحت عنيها و قامت تفتح بهدوء .. و هنا إتفزعت من المنظر و إتنفضت مكانها برُعب من اللى شافته ! ليليان بهلع: ___
رواية مارد المخابرات رومانسية إثارة تشويق بلا حدود
رواية مارد المخابرات الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الحادي عشر
ليليان فجأه قامت من نومها مفزوعه بتصرخ إتلفتت حواليها و فهمت إنه كابوس و بسرعه الكابوس إتحوّل لوحش كاسر قدام عينيها ! جرس الباب رن قامت فتحت الباب ببراءه و هنا لقت راجل بيبصّلها بترقُّب: دكتوره ليليان صح؟ ليليان ببراءه: ايوه **: معلش ممكن بس تشوفى الروشته دى .. معايا ابنى بس تِعب منى فجأه و كنت كاشف عليه و الدكتور.
ليليان أخدت منه الروشته و بتبص فيها و قطع كلمته من منظرها اللى إبتدت تدوخ و مره واحده وقعت من طولها مُغمى عليها قدامه، او بمعنى اصح متخدره من المخدر المرشوش ع الروشته اللى مسكتها .. و بمجرد ما بصّت فيها شمّت المخدر و وقعت ! انتظر ثوانى يتأكد و بعدها ميّل عليها هزّها بحذر و حطّ إيده على وشها برقبتها و إتأكد انها إتخدرت تماما .. شاور على يمينه قرّب منه اتنين ميّلوا عليها شالوها و نزلوها ع العربيه تحت ..
و هو دخل الشقه اخد الموبايل بتاعها .. ساب مسدج واحده لمصطفى و مراد اللى كانوا ف مهمه و موبايلاتهم مقفوله " انا نزلت مصر خلاص و مش عايزه حد يكلمنى .. عايزه افضل شويه لوحدى و هبقى اطمنكوا عليا "
و بعت نفس الرساله لرامى و مدهوش فرصه يتصل و قفل بعدها الموبايل خالص و مسح اى اثر له و مشى ! نزل كانوا الرجاله اللى معاه حطّوا ليليان متخدره ف العربيه، ركب و ساقها بسرعه لمكان بعيد مستنيها مصير مجهول ..
عند مراد العصامى .. مراد كان نايم .. بينهج بفزع .. لامح صحرا من بعيد و كلاب سعرانه و ديابه بيحوموا و يصرخوا بسَعره لمحهم مره واحده بيجروا ناحيته و فاتحين بوقهم .. قرّبوا منه اووى و هو شايفهم و إنقبض للحظه .. بس هما تخطّوه و عدّوا منه .. إلتفت وراه لقاهم إتلموا على حاجه وراه بعيده عنه و عملوا عليها دايره و إبتدوا ينهشوا فيها ! لمح الحاجه دى بنت جميله بس معرفش يتحقق منها اوى بس سمع صريخها ..
صوتها كأنه حافظُه .. حتى عياطها عارفُه .. راح بجرى عليها يخلصّها من إيديهم بس مش عارف .. كل ما بيقرّب ناحيتهم حاجه خفيّه بتشدّه ترجّعه لورا .. البنت بين إيديهم بتغرق ف دمها و بتخلص .. و من وسطهم فردت دراعها ناحيته و هو مادد إيده بردوا ناحيتها بيحاول يوصلها بس مش عارف ! فضل يحاول و يحاول و يحاول و مش عارف .. البنت بتنهار و صوتها شويه شويه بيقلّ لحد ما بقا زى الخفوت و من بين خفوتها بتنهج: إلحقنى يا بابااا ! مراد إتفزع من منظرها و مقاومتها اللى إنعدمت و إستسلمت للموت و فضل يصرخ بعنف: لالالا قوووومى قومى يا بنتى .. قووومى .. ليلياااااان ! و قام فجأه بعنف من قلب كابوسه: ليليااااااان ! إتنفض من مكانه.. عرف إنه كابوس بس لاول مره يحس ان الكابوس مخلصش .. ده ابتدى
عند همسه ... همسه كانت لسه نايمه قامت مفزوعه و بتتنفض و فجأه فضلت تصوّت و تصرّخ ب عِزم ما فيها و جسمها عمّال يتشنج و تهربد ف السرير ب إيديها و رجليها ! عاصم قام مخضوض على صراخها و إستغرب حالتها .. قرّب منها يضمها عليه بس هى زى اللى قوة سبع رجاله ف بعض .. إيديها الاتنين بيهبشّوا فيه و رجليها كمان و صراخها مبيهداش ده بيعلى و يزيد ! قرّب و إبتدى يهدّى فيها و لما معرفش فضل يكتّف فيها و هى تزيد و هو مش عارف يعمل ايه و لا حالتها دى من ايه .. كلّم الدكتور بتاعها جالها و اما معرفش يعملها حاجه تهديها إداها مخدر ..
و هى عمّاله تقاوم و ترفس و إبتدت شويه شويه جسمها يرتخى و إيديها تنزل بقلة حيله و الدموع تنزل ب أنين من عينيها اللى بتغمض و تفتح لحد ما مقاومتها إنهارت و استسلمت تماما للمخدر و غابت عن الوعى ! عاصم بحذر للدكتور: هى مالها ؟! الدكتور بيبصّلها ب أسف: ده انهيار عصبى ناتج عن صدمه نفسيه ! عاصم بترقُّب: و ايه اللى وصلّها للحاله دى ؟ الدكتور بصّله قوى بإستغراب: هو انت بجد بتسألنى ؟ المفروض ان الحاله دى جاتلها و انت جنبها .. يعنى لو مش منك .. يبقا ع الاقل عارف من ايه و ايه حصلها وصلّها لكده ؟!
عاصم بصّله قوى و الدكتور فضل ساكت شويه: عموما انا هعلقلها محاليل و احطلها فيها منوم و مسكن عشان لو فى صداع او اى تعب المسكن يساعدها تتخطاه .. و المنوم هيخليها تنام اكبر قَدر من الوقت لحد ما تبقى كويسه .. عاصم بصّله بقلق و هو كمّل بروتينيه: و لو حصل اى حاجه تانى كلمنى هكون عندك على طول .. الدكتور إستأذن و مشى و عاصم قرّب منها عالسرير بقلق و قعد جنبها و هى زى الجثه و تغيب و تتنفض مره واحده زى اللى بتتخض .. عاصم بصّلها كتير و همس: ياترى سِمعت حاجه و عِرفت و لا حسّت بس ؟!
عاصم فضل كتير مراقبها بقلق و شويه و اخد موبايله و قام بهدوء من جنبها اما اتأكد انها نامت اخد التليفون و خرج برا خالص و اتصل بقلق: انت عملت ايه يا زفت انت ؟ نضال بضحكه شر: كل خير يا باشا عاصم: يعنى خلصت منها؟
نضال بمكر: لاء لسه مش بسرعه كده .. سيبها شويه اسوّيها براحتى عاصم بغضب: ما تخلص يا زفت مش وقت دناوه .. و انت ناقص مانت يمين شمال بترمرم نضال بخبث: لا بس دى مش اى رمرمه .. دى حته مُزّيزّه كده و تطرى عالقلب .. عاصم: اخلص و خلّصنا من الكابوس ده بقا .. مش هنفضل فيه اكتر من كده ..
نضال بترقُّب: خير يا باشا مالك قلقان ليه صوتك مش مريحنى بيقول ان فى حاجه عاصم بقلق: مش عارف .. همسه قامت فجأه تصرخ و تعيط و لسه جايبلها دكتور .. خايف تكون سمعتنى و انا بكلمك بالليل أكد عليك .. نضال: متقلقش و هى لو سمعتك كانت هتسكت لدلوقت ! هو بس تلاقيه قلب الا
قاطعه عاصم بغضب: اسمع انا سيبتك تهبب اللى عايزوه مقابل إنك تخلصنى منها .. ف انجز قبل ما نتنيل نتكشف و المرادى بفضيحه .. نضال بخبث: لاء متقلقش مين اللى هيكشفنا يا حسره ؟ ليها مين ؟ مصطفى اللى عامل فيها اخوها و لا مراد اللى عامل فيها سبع رجاله ف بعض .. و الاتنين انا متابعهم من فتره من وقت ما اتفقنا عليها و إستنيت اما يسافروا عشان اخد راحتى و مش راجعين دلوقت خالص ..
و الحبّيبّ رامى ده عرفت انيّمه ازاى .. حتى اختك البت مبتكلمهاش من فتره يعنى مش هتستغيبها .. عاصم إتنهد براحه: ممم بردوا اخلص و بطّل طفاسه مش ضامنين الظروف .. نضال بضحكه شر عاليه: ما يبقاش قلبك خفيف يا باشا ده ناقص تقلى ابوها هيجى يدور عليها ! عاصم ضحك بغلّ: لا من الناحيه دى انا متطمن الغبى مقضيها بين القبور !
نضال: انت لسه متابعُه يا باشا انطره من دماغك بقا .. و هو انت اللى عملته فيه لسه مبرّدش نارك ؟ عاصم كزّ على سنانه بغلّ: هو انا اللى خسرته على إيده شويه .. ده بيتى و مراتى و إبنى و شغلى و بلدى و فلوسى اللى طلعت هربان و معرفتش اخدها و حجز عليها ! نضال: مراتك و رجّعتها ليك و إبنك و خدت قصاده ولاده الاتنين عاصم بغلّ: كان نفسى ارجعهومله جثث .. بس لولا مراتك ربنا ياخدها بوظت كل حاجه .. حتى إبنه طلع شيطان زيه مات و معرفناش طريقه .. نضال إرتبك و اتكلم بتهتهه: اا.. اه مات المهم نه مات !
عاصم بغلّ: لاء كنت عايز ارجعهوله جثه نضال إتوتر بتتويه: مم .. ماهو انا وقتها إنشغلت بروسيليا و اللى عملته مع البنت و نسيت الولد ف المستشفى و عقبال ما رجعتله كان ف المستشفى اما عرفوا إنه مالهوش اهل استخدموه ف التشريح ! ده غير انت كنت كده كده اتصرفت و بعت جثث تانيه عشان أبوهم ميدوّرش اكتر من كده و يوصل لحاجه !
و كمّل بتتويه: يعنى مكنتش هتعمل بيه حاجه لو لقيته ! عاصم بإختصار: خلاص اهو غار ف داهيه عقبال أبوه .. المهم يلا انجز و خلى البت تحصّله .. نضال بخبث: كام يوم كده و هكلمك اطمنك .. و الله يا باشا كان نفسى اقولك تعالى دوق المانجا معايا عاصم: لاء المانجا دى خلهالك نضال بهزار: اه مانت اكتفيت بالشجره اللى طرحت المانجا عاصم بإختصار: بسرعه و ابقى بلغنى سلام
قفل نضال معاه و بصّ جنبه ل ليليان اللى راقده جنبه متخدره و قرّب منها برغبه و على وشه ابتسامه غدر و ابتدى يحسس على جسمها بقذاره، حطّ إيده على جسمها إتحسسه براحه و فجأه شقّ بلوزتها بعنف و غلّ و إنكشف جسمها بوضوح قدامه !
بعد وقت طووويل ليليان ممدده ع الارض ف منظر يحسّر و كل حته ف جسمها العريان بتنزف .. الدم من كترته مغرّق المكان حواليها .. الارض تحتها بِركه دم !
نضال خلّص عنف و حيوانيه و قام من عليها لبس هدومه ببرود و لا كأنه دبحها و قعد قدامها ع الكرسى بجبروت و ولع سيجارته .. إستناها تفوق بس كانت زى المُغيبه .. بتفوق و يغمى عليها تانى ف ثوانى و كأن عقلها رافض الواقع و بيتمرد ع الحياه بعد اللى حصل ! قام نضال بمنتهى الحيوانيه تانى و إنقضّ عليها من منظرها الغرقان ف دمها و اللى بيثير حيوانيته و عنفه ! و فضلت هى عالحال ده تفوق و تتغيب تانى لحد ما إبتدت تفوق .. قعدت ترمش كذا مره بعنف و تبصّ حواليها برفض و بتتحسس جسمها بإيد بتترعش من غير ما تبص لجسمها كأنها خايفه تصدق ! خايفه تلمسه تحس الكابوس حقيقه ..
مارد كان ف المهمه و متخفيين ف مكان منعزل شويه لحد ما يخلّصوا و فعلا خلصوا و رجعوا لنفس المكان و فجأه و بدون مقدمات سمعوا ضرب نار و رصاص حواليهم زى المطر من كل جهه .. إتنفضوا من مكانهم هو و مصطفى و اسر و عمار و محمد اللى كانوا سوا و كل واحد بمسدسه .. خرجوا كلهم بمسدساتهم و إبتدوا يتبادلوا ضرب النار بعنف مراد كان ف جهه مكشوفه جدا ليهم و ده كان كفيل يخليهم يخلّصوا عليه، ميّل على بطنه و إبتدى يزحف لناحيه تانيه .. وصل بحذر ميّل اخد نفس بعمق و فجأه طلع مره واحده بمسدسه يضرب ف كل حته، و فضل يضرب و يختفى لحد ما وقع كتير من اللى قدامه ..
مراد بص على منفذ هيمكّنه من إنه يخرج من البيت و المنطقه كلها بس فيه عدد كبير بأسلحه .. شاور للى معاه و ف حركه سريعه إتحرك بخفّه وسط ضرب النار ع المنفذ ده .. و اول ما وصل شاور لمصطفى بعينيه اللى كان ف ضهره و مصطفى طلع قنبله و إبتدى يظبطها و يفعّلها و إدهاله و مراد خدها بحذر حدفها عليهم و بكده قدر يتخلص من معظم اللى قدامه.
سحب رشاشه و إتحرك بحذر و إبتدى يضرب ف كل مكان بعنف لحد ما قضى على معظمهم خلص و إتحرك بحذر ناحيه المنفذ اللى هيخرجوا منه و هما وراه و هو بيأمنّهم، خرجوا واحد واحد و هو لسه هيخرج إنقضّ عليه واحد هجم عليه بعنف وقّع سلاحه .. و مراد كمان لكموه بخفه برجله وقع هو كمان سلاحه، مراد كان بيتفادى ضربه بمهاره و بخفه و بيقابلها بلكمات بعنف و مره واحده طلعت رصاصه من مسدس واحد على واقف بُعد منهم !
خرجت الرصاصه عارفه مكانها كويس .. إستقرت ف صدره .. مراد حاول يقاوم وقوعه و بيتخبّط ف نفسه و قبل ما يقاوم كانت جاتله الرصاصه التانيه ف كتفه و وراها رصاصه ف نفس الكتف، إستقبلهم بإستسلام و لسه هيقع للموت و غمض عينيه مصطفى و اللى معاه برا سمعوا الرصاص و إستغربوا تأخيره، هو خرّجهم معتش حد منهم جوا ليه مخرجش ؟! مش معقوله معرفش ! إلا اذا .. و هنا جريوا كلهم عالمكان دخلوه بعنف و رجع الاشتباك تانى بس المرادى من غير مراد اللى وقع ف الارض متصاب .. مصطفى و اللى معاه إتبادلوا ضرب النار لحد ما خلصوا عالباقى و اخدوا مراد و خرجوا بسرعه اللى كان فقد وعيه !
عند ليليان ... ليليان من ملامح كل حاجه حواليها إبتدت تجمّع اللى حصل و تشوف الكابوس قدامها زى الوحش ! بصّت علي نفسها ببطئ و رجعت بصّت حواليها و قدامها .. إتفزعت من المنظر و إتنفضت مكانها برُعب ! اكتر من عشر اشخاص اشكالهم و احجامهم مرعبه .. و عريانه خالص ف وسطهم و إيديها و رجليها متربطين !
كأنها اتلجّمت و كأن صوتها خانها و مرضيش حتى يطلع، بصّتلهم برعب و بتهز راسها بعنف و هلع و حاله ذُعر مسيطره عليها بقوه ! و هنا جاه صوت مًرعب من الباب .. صوت هى حافظاه كويس .. رفعت إيديها المتربطه على ودنها بتلقائيه كأنها بتمنع حتى الصوت يلمسها .. نضال بضحكه شر و نظرات مقززه: صباحيه مباركه يا بنت الباشا كل ده نوم ؟
روسيليا رايحه جايه بقلق و الموبايل ف إيديها .. و الاخر بعد ما صبرها خلص طلبت رامى: لاء انا هكلم رامى يمكن يكون عارف اى حاجه عنها و يطمنى .. و لو مطمنيش انا هسافرلها ماهو انا لازم افهم فى ايه ؟! رامى كان لسه صاحى مسك موبايله يقلّب فيه بفتور .. ليليان من وقت ما رجع من عندها مبتكلمهوش إلا ف اضيق الحدود و هو محترم رغبتها إنه حابه تبقا لوحدها .. قعد يقلّب ف الموبايل .. لمح مسدج منها ابتسم اوى بس إبتسامته راحت اول ما فتحها، لقاها بتبلغّه إنها نزلت مصر و مش حابه حد يكلمها و هى اما توصل لحاجه هتكلمه !
( و دى كانت الرساله اللى إتبعتت من موبايلها له و لمراد و مصطفى عشان محدش يدوّر عليها ) رامى نفخ بضيق: بردوا مشّيتى اللى ف دماغك يا ليليان و ياريتك معرّفه حد إلا من دماغك .. يمكن قايله لمصطفى و لا مراد، هكلمهم استفهم مسك موبايله كلّم مراد مردش و بعدها جرّب مصطفى بردوا موبايلاتهم مقفوله: ده معناه إنهم لسه ف شغل امال راحت فين دى بس ؟! بعدها روسيليا طلبته و هو مسك موبايله بصّ فيه بضيق اما لقاها هى و افتكر كلام ليليان و زعلها نفخ بزهق و مرضيش يرد، بس هى مبطلتش رن ابدا .. ف قرر يرد و يتحفّظ ف كلامه معاها زى ما ليليان عايزه عشان ميزعلهاش.
رامى بنفاذ صبر: ايوه روسيليا بغضب: ايه ايوه دى ؟ انت مبتردش ليه ؟ رامى بزهق: مكنتش فاضى .. عندى شغل .. خير روسيليا شكّها بيزيد ان فى حاجه .. بس ايه هى مش عارفه و اسلوب رامى بيأكد ده: ليليان فين ؟! رامى إرتبك شويه: مانتى عارفه روسيليا: لاء مش عارفه .. و بطّل اسلوبك ده يا رامى و اخلص قولى هى فين؟
بنتى مبتخبيش عنك حاجه لا انت و لا مصطفى و لا مراد .. انتوا خواتها و هى بتاخد رأيكوا ف كل كبيره و صغيره يعنى اكيد عارف مالها رامى ضايقته كلمه اخواتها و بعِند: و الله احنا خواتها بس انتى امها .. و اذا كانت مبتخبيش عننا حاجه ف انتى كمان زينا إلا اذا انتى عملتى حاجه زعلتها .. روسيليا بقلق: حبيبى انا معملتش حاجه .. هى متغيره الفتره دى و مش عارفه مالها و هى مش راضيه تتكلم .. ارجوك طمنى رامى صِعبت عليه و إتردد شويه بس مفيش ف إيده حاجه يعملها .. دى رغبه ليليان و هو قرر يحترمها رامى: اطمنى مفيش حاجه .. هى بس مضايقه من فكره نزولها مصر اللى انتوا رافضينها .. فيمكن ده مجرد ضغط عليكوا مش اكتر روسيليا إتفزعت: مصر ؟!
رامى بشك: هو فى ايه ؟ مالكوا ؟ بتعملوا فيها كده ليه ؟ ده مش هى اللى مخبيه عليكى حاجه و عايزانى اقولهالك .. ده من الواضح إنك انتى اللى مخببه فقولى عشان اساعدك و اساعدها روسيليا بتهتهه: انا .. انا مش مخبيه حاجه .. أبوها مش راضى و انا مفيش ف إيديا حاجه اعملها رامى بنفاذ صبر: خلاص يبقا براحتك و لو وصلت لحاجه معاها هبقا ابلغك روسيليا: ماشى يا حبيبى و طمّنى على طول عنها لاحسن قلبى مفزوع عليها معرفش ليه قفلت معاه و هو نفخ بضيق و جرّب يكلم ليليان تانى بس مفييش ..
عند ليليان ... نضال بضحكه شر و نظرات مقززه: صباحيه مباركه يا بنت الباشا كل ده نوم ؟ ليليان بفزع و صوت متقطع بعياط: اا .. اانت .. انت ! نضال بغلّ: اه انا امال انتى كنتى مستنيه ايه ؟ اربيكى و اكبرك و اعلمك و الاخر تطيرى لغيرى ! ليليان هزّت راسها بعنف و هو ضحك ضحكة شر بصوت عالى: ده انتى لو بنتى بجد بردوا مكنتش هسيبك تطيرى لغيرى إلا اما ادوق !
ليليان بوجع: اا... انت ملكش دعوه بيا .. اصلا ملكش كلمه عليا .. انت مش أبويا نضال ضحك بصوته كله: طب مانتى بتفهمى اهو .. بس للاسف متأخر ليليان بقرف: انا من يوم ما عرفت إنك مش أبويا و انا بحمد ربنا نضال: بتحمدى ربنا ممم ليليان بثقه: ايوه و أبويا هوصله و مش هيسيبك .. فااهم مش هيسيبك.
نضال ضحك بغلّ: توصليله ؟ لا عجبانى ثقتك مع إنى مش عارف جيباها منين بس عموما هبقا ابلغّه حاضر مع انك ف نظرُه ميته من 19 سنه .. و الغبى بقاله المده دى كلها بيبعتلك الفاتحه .. ف لما اخلّص و اخلص منك هبقى ابعتله يقرالك الفاتحه بجد .. و ضِحك و هو بيقرّب منها بغلّ و إبتدى ينقضّ عليها بعنف و غلّ و إبتدى يفرّغ فيها حيوانيته المكبوته فيه ناحيتها من تانى ..
مصطفى و اللى معاه اخدوا مراد و خرجوا بسرعه اللى كان فقد وعيه .. إبتدوا يعملوله اسعافات اوليه و مصطفى خرّجله التلات رصاصات و مصطفى كمان كان فيه كسر ف دراعه و اسر إتصاب برصاصه ف رجله .. قعدوا اسبوع لحد ما يستقروا .. بعدها إبتدوا يتحركوا بحذر من مكان لمكان لحد ما خرجوا برا البلد خالص و نزلوا على مصر .. اول ما نزلوا مصطفى اصّر ان ينقل مراد ع المستشفى و رغم إنه رفض إلا إنه قدام إصرار مصطفى وافق على مضض و دخل المستشفى و كان جسمه إبتدى يسخن جدا.
و جرحه نزف من تانى .. اسر كمان دخل المستشفى و مصطفى جبّس دراعه .. الكل عرف باللى حصل .. عبد الله و مراته راحولهم المستشفى و اسر يحيي أبوه راحله ع المستشفى و مارد كان لوحده، رغم إنه قريب من عبد الله و مراته و بيعتبرهم اهله .. بس دايما فى حاجز بينهم و رغم ان الحاجز ده هو اللى حطّه و هو اللى اختار وحدته إلا انه واجعه اوى .. الدكتور دخل عند مراد و اتعامل مع جروحه و وقّف النزيف و قفّل الجرح و خرج و مصطفى دخله مصطفى اتطمن عليه و واقف بقلق .. ماسك موبايله و عمّال يقلّب فيه بضيق و ينفخ مراد رفع حاجبه: مالك ياض؟
مصطفى: ليليان نزلت مصر مراد قام مره واحده قعد و ده خلاه اتوجع و مصطفى قرّب منه عدله: اهدى بس انا معرفش بجد و لا بتهزر مراد بضيق: تهزر ايه هو ده فيه هزار ؟ مصطفى: معرفش هى باعته رساله بتقول إنها نزلت مصر و مش عايزه حد يكلمها و اما تعوز حاجه هتكلمنا ..
مراد افتكر اما زعلت إنهم مسافرين و قالتله خلاص مش عايزه حاجه من حد، إتنهد بضيق: الغبيه انا قولتلها اما نرجع هنتصرف بعدها بصّ لمصطفى بشك: هى نزلت ازاى اصلا ؟ اذا كانت إتمنعت مره .. معقوله سابوها تنزل ؟ مصطفى بقلق: معرفش ده الرساله من اسبوعين .. من تانى يوم نزلنا ! مراد بصّله بقلق: لاء كده فى حاجه غلط مصطفى: متقلقش انت انا هحاول اوصلها .. بس الاول اتأكد إنها دخلت مصر بعدها هعرف اوصلها قعدوا يتكلموا و شويه و الدكتور دخل لمراد الدكتور بروتينيه: عملنا اللازم و هو كويس بس محتاج دم .. جرحه نزف كتير و فقد دم و لازم نقل دم مصطفى من غير تفكير: انا نفس فصيلته و إنقله عادى
قبل ما مراد يرد او الدكتور ام مصطفى إندفعت: لاااء كلهم بصولها و هى إتحرجت: انا قصدى ان هو كمان تعبان مش ناقص يتاخد منه دم مصطفى: تعبان ايه ؟ انا دراعى بس و مكسور مش متصاب حتى امه بقلق: بردوا يا حبيبى كده هتتعب اكتر .. انتوا لسه جايين من شغل و تعب و اكيد مرهق و كده هتتعب مصطفى بصّلها بضيق و لسه هيتكلم مراد قاطعه: هى عندها حق .. انت كمان تعبان و لازم ترتاح مصطفى بغضب: لاء انت قاطعه مراد بحده: مصطفى ! خلاص مش هنرغى كتير و بصّ لأمه و إبتسملها بحب و هى إتحرجت منه و حست إنها إندفعت: حبيبى انا مقصدش انا
قاطعها مراد بتفّهُم: حبيبتى انا فاهم هو دماغه بس جزمه شويه مصطفى بصّلهم بضيق و سابهم و خرج بغضب و أمه خرجت وراه .. مصطفى بغضب: ممكن اعرف ايه اللى قولتيه جوه ده ؟ من امتى و انتى بتفرّقى بينى و بين مراد ما طول عمرنا خوات ! أمه بزعل: انا عمرى ما فرّقت بينكم فعلا و مكنتش اقصد ازعّله .. بس انت ابنى بردوا و غصب عنى خوفت عليك مصطفى بضيق: مش من مراد .. لعلمك لولاه مكناش خرجنا اصلا امه: خلاص بقا انا مكنتش اقصد
مراد كان سامعهم من جوه غمّض عنيه بوجع على وحدته .. مش عارف زعل منها و لا من الدنيا اللى كل مدى بتضيق بيه و لا من الظروف اللى إختارتله الوحده و فرضتها عليه ..
يحيي أبو اسر جاله إتطمن عليهم بسرعه و إستأذنه و قاله هو عند اسر لو احتاج حاجه .. رغم إنه بيعتبره زى إبنه و ساعده كتير .. بس بردوا اسر إبنه و له الحق الاول و الاخير فيه غمّض عينه بقهره و اتوجع و اتمنى ..اتمنى لو حد جنبه .. حد مشاركهه لو جزء بسيط من وحدته .. يشغل و لو حته صغيره من الفراغ اللى جواه .. فراغ الاب و الام و الاهل و الصحاب و حتى البلد .. حد يبقا زى الوطن ف عز الغُربه .. فضل مغمض عينيه بقوه زى اللى بيهرب من وجع بيهاجمه زى الوحش و مش قادر عليه ! قطع عليه تفكيره شمّ ريحه هو حافظها كويس إبتسم من بين شروده و إتمناها لو حقيقه .. غرام بهزار: اايه ده انت بتحضّر و لا ايه ؟
مراد حس كأنه إتهيأله الصوت من تخيُّله لصاحبه البرفان .. فضل مغمض ثوانى و فتّح براحه و كأنه خايف يكون حلم و هى قررت تستخدم نفس إسلوبها و تهزر عشان تخف من حدة الموقف غرام بهزار: لما بيوحشني حد بكلّمه في خيالي علي الاقل علشان اخليه يرد بالاسلوب اللي يعجبني .. انت مين بقا اللى واحشك و مغمض عينك تشوفه و تكلّمه ؟ قرّ يلا إعترف .. مراد برّق و بصّلها بصدمه لثوانى و بعدها تصنّع البرود: مممم نعمم غرام بتريقه: عاارف فى ناس كده فى حياتي بحس إنهم عقاب علي عمايلي السوده مراد رفع حاجبه: ممم و انا ايه علاقتى بيهم بقا ؟ غرام بتريقه: لاء علاقتك ايه ؟ ده انت تصدّرتهم
مراد كان هيصدّها و يخليها تمشى بس حاجه جواه خلّته يسكت .. يمكن لإنه محتاجلها خاصة دلوقت .. بالذات بعد ما شاف اسر مع اهله و مصطفى مع اهله و هو لوحده .. او يمكن لإنه متضايق عشان ليليان اللى مش عارف ليه مربوط بيها كده .. او يمكن لإنه كان مزعلّها و هو متعودش يزعّل حد بالشكل ده ..او يمكن قُربه من الموت كده خلاه يخاف يموت لوحده ! مش عارف ايه بالظبط .. بس اللى عارفوه إنه محتاج لوجودها ع الاقل دلوقت ف تلقائيا إبتسم غصب عنه ..
غرام بعد ما كانت شدّت كرسى جنب سريره و قعدت قامت تانى فجأه: اسيبك ؟ مراد بتلقائيه مدّ إيده بلهفه خطف إيديها و بإندفاع: اوعى ! هى رمت كلمتها و هى مش عايزه تسيبه و لا حتى عايزه تسأل و لا كانت حتى بتسأل تسيبه دلوقت و هنا .. بس هى رمت كلمتها عموما .. هى بس اما لاحظت سرحانه حبّت تعرف سرح فيها و ف ايه بالظبط .. ف قطعت سرحانه فجأه عشان يرد من غير ما يفكر و ده هيطلّع اللى جواه بتلقائيه ! و اما مراد ردّ رده تقريبا كان فيه الاجابه المطلوبه و هى إبتسمت من جواها ..
عرفت ان سكتها معاه مش هتبقا سهله و لا سالكه .. بس إتأكدت ان ليها سكّه و ده بالنسبالها كفايه .. مراد خد باله من إندفاعه خاصه بعد ما لاحظ سرحانها ف دوّر وشه و مش عارف يفرح بمجيّها و لا يتضايق إنه مش عارف يبعد و لا يبعدها .. غرام بهزار: مسيبكش ؟ لاء تصدق باين على وشك فعلا إنك عايزنى اقعد ؟ مراد: انا لساني ممكن يجامل اى حد شوية ..بس وشي ونظرتي مستحيل .. حتي لو بقول كلام حلو لحد و انا كارهه هيبص في وشي هيعرف غرام قرّبت منه مسكت وشه بطريقه كوميديه دوّرته ناحيتها و بصّت فيه و رفعت حاجب و رجعت نزّلته و رفعت الحاجب التانى بشكل مُضحك: اهو انا بعد ما بصّيت ف وشك اللى مبيجاملش ده تصدق صدقتك ..
يا رااجل ده لسانك جامل و قال متسبنيش انما وشك عايز يقول غوورى ! مراد ضحك غصب عنه على طريقتها: طب و هتسمعى كلام مين بقا ؟ غرام من غير ما تفكر شاورت بصوباعها على قلبه: ده ! مراد زى اللى إتخض من ردها بس تصنّع البرود: في مكان موجود في ده ( و شاور على قلبه ) مقفول عليه باقفال كتيرة و مفاتيحه محروقة و سايحة .. الموجود جوه المكان ده حاجة ميعرفهاش غير صاحبها وبس ..ف ماتحاوليش تعرفيها لإنك مش هتعرفى إلا اذا انا سمحت .. غرام بتلقائيه سريعه: انت ليه بتبعدنى عنك ؟
سكتت شويه ب إحراج اما حست إنها إندفعت: قصدى يعنى ليه عايز تبقى لوحدك ؟ مراد سكت كتير: بُصى هي في حالة غريبة كده بتجيلنا، مانعرفش إسمها ايه .. بس بتتلخص في " أنا مش طايق حد وعاوز ابعد .. وعاوزكم معايا بس من بعيد " .. كمية توهان فِ مرحلة دي مش طبيعية .. فاهمانى ؟! غرام هزّت راسها و هى مبتسمه لان كل ما تلقائيته بتدفعه يتكلم بتتأكد من حاجه بتنوّر جواها غرام بهدوء: مفيش حد بيعرف يكمّل لوحده .. حتى لو هو اختار الوحده بيجى عليه وقت و يحتاج اللى يواصل معاه طريقه .. حتى و لو هيونسّه بس من غير ما يعمله حاجه .. كلنا محتاجين الحد اللي نبان قدامه علي حقيقتنا و ضعفنا و الشروخ اللي معلّمه فينا .. من غير ما يسئ إستخدام اوبشن البوح اللي إشتغل معاه .. معاه هو و بس الشخص اللي تسيبه يلمس كسورك و يلملمها و يشفيلك روحك،، و يكون مبسوط و هو بيعمل كده.
مراد: انا مبسوط ان انا بعيد عن الناس بالقدر الكافي اللي يخليهم يقتنعوا إني لما اقول إني كويس يبقى انا كويس ! غرام: يبقا مفيش فيهم اللى حبّك بجد .. اللى بيحبوك بجد بيبقوا مكشوفين اوى من الحته دى .. بتبقا فضحاهم حتة إنك مهما حاولت تبيّن قدامهم إنك مبسوط و أنت متضايق برضه بيعرفوا .. مهما كان عندك القُدرة على إنك تمثل الإنبساط بيعرفوا و ميصدقوش. مراد: و اخرتها هتبقى ايه ؟
غرام سكتت شويه: و الله لو فكرنا ف نهاية كل حاجه مش هنبتدي اصلا .. مراد: مش هتفرق، اصلا قايمه الحاجات اللى مبقتش تفرق معايا بتزيد بطريقه بنت كلب ! غرام: يمكن عشان فقدت حاجه غاليه مثلا .. ف بقا كل حاجه بعدها عادى .. فاكر إنك ممكن تتقبّل خسارتها زى اللى خسرته ! مراد بصّلها قوى كتير: انتى ازاى قاريانى من جوه بوضوح كده ؟! هو انا اللى مكشوف و لا انتى اللى لَبِقه ؟ غرام إبتسمت اوى: هقولك حاجه .. ف مره حد قالى لو لقيتى حد عرف يوصل للشخص اللى جواكى اللي انتى ساعات اصلا بتوهى منه متسيبوش .. عشان مش سهل حد يوصل للي جواك .. ف انا اقدر اسمّى ده إعتراف منك ؟
مراد بصّلها قوى و حس .. حس.. هو مش عارف حس ب ايه بالظبط .. بس اللى عارفوه إنه بيرتاح لوجودها لكلامها لإبتسامتها لوضوحها لتلقائيتها !
قعدوا يرغوا كتير و غرام كان كلامها بمثابة دعوه بس غير مباشره .. و هو قدر يقراها بوضوح و سكت لإنه اللى يعرفه بالظبط لحد دلوقت هو إنه مرتاحلها .. و الارتياح ف اى علاقه اياً كان نوعها بيبقا علاقه كده لوحده .. و هو مرتاح !
مصطفى كان برا و هيدخل اما لقاها إتراجع لإن مراد كان حكاله عنها الفضول خده سمع كلامهم من برا ف إبتسم بحب و انسحب براحه: ربنا يهديك يا مراد
غرام قعدت كتير .. كتير جدا و الاخر إستأذنت و مشيت و مراد حته جواه كده كانت رافضه تسيبها تمشى و متبته فيها و حته تانيه رافضه وجودها و بتبعدها و هو تايه بين الاتنين .. مش عارف .. بس اللى عارفوه كويس إنه حسّ بفراغ وحش بعد ما مشيت و إبتدى يفتقدها .. تايه لدرجه ان مصطفى دخل عليه من غير ما يحس بيه و فضل واقف قصاده متنح لحد ما مراد لاحظُه: نعممم
مصطفى بهزار: و الله البت عندها حق .. ما تبطل نعمم دى يا اخى ده انت خنيق مراد ببرود: ممم مصطفى بغيظ: و ممم دى كمان مراد: ده انت سمعتنا بقا مصطفى: اه و معاها ف كل حرف على فكره.. و بعدين انت فقرى اصلا .. حد يجيله حته بسكوته زى دى بين إيديه و يقولها لاء إلا اذا كان فقرى مراد إبتسم اوى لما قال عليها بسكوته و افتكر جنانها و هزارها و تريقتها و اد ايه شعنونه مصطفى ضحك اوى علي تتنيحه و هو رفع حاجبه: نعمم
مصطفى ضحك: بردوا ؟ ما ترحم نفسك من الحرب اللى جواك دى و تسيب قلبك ليه مقيّدُه كده ؟ ماتسيب مشاعرك ليه مربّطها ؟! مراد إتنهد: مشآعرك لو مقدرتش تكبح جماحها من الآول هتقودك ولو قادتك قول علي قلبك يا رحمن يا رحيم !
مصطفى: طب ما تقول على قلبك يا رحمن يا رحيم .. فيها ايه ؟ خايف تنجرح ؟ حتى لو حصل ايه المشكله ؟ هتتوجع ؟ طب ما تتوجع .. يعنى هو انت كده اللى مرتاح؟
مراد سكت شويه و مصطفى حسّ إنه متقبل الكلام غير كل مره بيفتحوا فيها مواضيع من النوع ده .. بس محتاج زقّه و قرر يزُقّه: افضل طريقه تضيع بيها سنين عمرك، إنك تفضل مستني الايام الحلوه تيجي لوحدها .. و انت مستنى يا مراد .. مستنى تفرح مع ان كل ما الفرح يحاول يهوّب ناحيتك بتزُقّه بعنف بعيد ! مراد بضيق: خايف يا مصطفى، خايف اتجوز و اخلف و إبنى يعيش نفس الحياه اللى انا عيشتها ! مصطفى: بطّل تخاف عشان الخوف عمره ما هيمنع الحاجه إنها تحصل .. هو بس ممكن يمنعك تعيش حاجات احلى و ميكنش هيحصل فيها حاجه .. مراد: و الماضى ؟!
مصطفى: انت بتقتل مستقبلك عشان تعيش ماضيك الماضى إندفن مع اللى إندفنوا يا مراد .. مراد بوجع: طب و اللى مندفنوش ؟ مصطفى: إدفنهم هما كمان .. مش سابوك يبقا إدفنهم هما كمان .. إدفنهم مع اللى إندفنوا .. إدفنهم مع اللى حصل .. إدفنهم جواك ..المهم ادفن كل حاجه و إردم عليها عشان تعرف تعيش .. كفايه بقا !
مراد سكت كتير و لسه فى صراع جواه متحسمش إتنهد بضيق: المهم مفيش اخبار عن ليليان ؟ مصطفى بقلق: و الله لسه، مش عارف اقولك ايه ؟ مراد بقلق: يعنى ايه ؟ مصطفى: كلمت رامى و قالى إنها بعتتله نفس الرساله من اسبوعين .. يعنى مش ف انجلترا و كمان مش عنده ف روسيا ! مراد بقلق: معقوله تبقى هنا ف مصر ؟ طب فين دى متعرفش حد هنا !
حتى أبوها اللى نازله عشانه متعرفش اذا كان فعلا هنا و لاء، دى متعرفهوش اصلا ! مصطفى بقلق: معرفش يا مراد ربنا يستر مراد قام مره واحده بقلق حقيقى: لاء الموضوع ده ميتسكتش عليه .. مكنش ينفع اصلا نسيبها ف وقت زى ده مصطفى: انا هروح اسأل ف الجوازات و اشوف حجوزات الاسبوعين اللى فاتوا .. اشوف نزلت فعلا و لا لاء مراد: و انا هسأل ف الجامعه اللى بتدرس فيها هنا و تمتحن ف السفاره .. اكيد لو نزلت مصر هتروحها و لو مره مصطفى: طب انت مينفعش تخرج .. انت جرحك
قاطعه مراد بعنف: و زفته اللى محدش يعرف عنها حاجه دى هنسيبها ؟ خاصة و هى ف الحاله دى ؟ مش كفايه سيبناها ف ظروفها دى و الله لولا الشغل ما كنت سيبتها ..
ليليان زى اللى ف مقبره، مقبره إندفنت فيها هى و شرفها و انوثتها و احلامها و طموحها و كل حاجه تملكها ! حتى حلم إنها توصل لأبوها شويه شويه بيتبخر .. الايام بتعدّى عليها شبه بعضها .. مفيش اكل تقريبا .. مفيش نوم .. نزيف مبينتهيش زى الكوابيس اللى بردوا مبتنتهيش !
نايمه عريانه و متربطه زى كل لحظه عدّت عليها هنا و عماله تنهج و تعرق و ترفس و جسمها يتشنج و تتمتم بكلام مش مفهوم " مرااااد .. خايفه .. امى .. متسبنيش .. كنت جيالك .. هموت .. حرمونى منك .. الحقنى .. الحقنى .. الحقنى يا مرااااااد " و مره واحده قامت بتنهج و تصرخ بفزع: مراااد ! دخل عليها حد من الحراسه: ايه يا بنت الكلب مالك ؟ و مين مراد ده اللى صدعتينا بيه من ساعه ما جيتى ؟ دخل وراه حد تانى: سيبها انا هشوف مالها الراجل شدّه و خرجواو قفل عليها تانى: يا عم يلا هى بتموت لوحدها
مراد صمم يخرج من المستشفى و رغم محاولات مصطفى معاه إنه يبقى و هو هيدوّر و يبلّغه إلا إنه رفض و خرج
روّح على شقته و دخل اخد حمام و خرج بفوطه بس على وسطه و لسه هيغيّر جرس الباب رن ! بعد ما كان هيستنى يلبس نفخ بزهق و راح يفتح و إتفاجئ بيها قدامه ! غرام بصّتله و رفعت حاجبها: انت يا مبتخرجش من الحمام يا بتمشى رايح جاى ف الشقه كده .. انت مين فيهم بقا ؟
مراد إتنهد ب إبتسامه و قبل ما يرد و لا ياخد اى رد فعل افتكر كلام مصطفى و كلامه معاها هى اخر مره .. سكت و دخل و سابلها الباب مفتوح هى فضلت واقفه شويه ع الباب متردده .. بس ف الاخر إختارت إنها تثق فيه رغم اللى حصل بينهم اخر مره ! دخلت و قفلت الباب وراها بهدوء و هو إتفاجئ ب رد فعلها و نوعا ما عجبه ثقتها فيه .. كان واقف و مديها ضهره و مستنى يشوفها هتختار ايه .. هتثق فيه برغم كل حاجه و لا ايه .. و اما دخلت ده خلّاه ا إبتسم ..
غرام بإبتسامه و هى بتلف الشقه بعينيها: انت عايش هنا لوحدك ؟ مراد إتنهد بوجع بيداريه: مممم غرام كعادتها بهزار: طب و مالك بتقولها كده ؟ حد يكره ؟ ده انا لو مقعدتش ساعتين تلاته ف اليوم لوحدى بحس ان اليوم ضاع ع الفاضى .. مراد ولع سيجارته و ابتسم: فى فرق بين الحاجه اللى تمدّى إيدك تاخديها بإرادتك و الحاجه اللى تتحدف فوشك تلزق فيه ! غرام: يعنى ايه ؟ هى سألت و هى عارفه معنى كلامه بس حابه تسمعه اكتر .. بتديله فرصه يتكلم اكتر عشان تفهمه اكتر و ده يقرّبه اكتر ..
مراد: يعنى انا مثلا بحب الضلمه لكن مش بحب النور يقطع .. انا اختار الضلمه لكن متتفرضش عليا و ده مقياس لكل حاجه ف حياتى .. دخل لبس هدومه بسرعه و خرجلها غرام: مممم، شكلك كنت نايم قبل ما اجى مراد ضحك: انا ؟ و دلوقت ؟ مستحيل ده انا بنام بالليل بالعافيه اصلا ده اذا نمت.
ضحكت و هو بصّلها بتريقه: مش عارف و الله الناس اللي اول ما تلمس المخده تروح ف النوم دي بينامو ازاي .. لا بجد ازاي ؟ و اللي بينامو فوق ال 12 ساعه مثلاً بيجيلكم النوم ده كله منين ؟ و اللي بينامو عادي كده و مش بيقلقوا كذه مره ايه هاااه ايه بجد ! غرام رفعت حاجبها و حطّت إيديها على قورتها بطريقه مضحكه: و انا اقول مالى اليومين دول .. شكلى مهبّطه نوم .. اتارينى اتحسدت و الله نفسى ارجع انام 8 او عشر ساعات متواصله كده لكن حوار كل ساعتين تلاته فاصل ده مقرف بجد
بصّتله و مطّت شفايفها بتريقه: هييييه فين ايام ما كان الواحد بيجيب بال 12 ساعه نوم ورا بعض و لو حد قاطعه ف النص بيرجع يعد و يجبهم من اﻻول تانى .. منك لله يالى كنت السبب مراد ضحك غصب عنه: تشربى قهوه ؟ غرام سكتت شويه بمكر و هو بصلها: و الله خايفه ارد تقولى ( و قلدت صوته ) للدرجادى نِفسك ده انتى واقعه ! مراد ضحك اوى: ياساتر يارب .. قلبك اسود مبتنسيش ابدا ؟
غرام ضحكت: لعلمك بقا احنا كبنات غيركوا .. يعنى انتوا مثلا مبتسامحوش بسهوله بس بتنسوا بسرعه .. لكن احنا بنسامح زى الهُبل بسرعه بس مبننساش مراد ابتسم: مممم طب ايه، نسك عالقهوه ؟ غرام: و الله حبهاش عالريق كده مراد: ممم و عايزه ايه بقا ؟
غرام: كلك ذوق يا كابتن .. يعنى صباح الفل حاف كده متنفعش .. صباح الفل و جنبها حاجه تتاكل بيبقا طعمها احلى بكتير مراد ابتسم و دخل المطبخ اللى كان قصاده و رغم إنه كان مكشوفلها إلا إنها دخلت وراه غرام: يابنى عشان تفهم جنس حوا صح لازم تعرف ان اقرب طريق لقلب البنت معدتها .. فاته كتير اللى محبش واحده هابله، و اللى متجوزش واحده مفجوعه مراد: ممم قولتيلى .. و انتى مين فيهم بقا الهبله و لا المفجوعه؟
غرام بسرعه قبل ما يخلّص كلامه: التنيين و الله .. الهابله المفجوعه حضرتك مراد ضحك اوى و هى ضحكت: بس كده هيطلعلك كرش و دى اسمع إنها عُقده عندكوا كبنات غرام بهزار: و الله يا افندم العقده ف تريقتكوا مراد إبتسم: طب مش هتخافى تتخنى تتجوزى واحد يقولك يا ام كرش غرام ضحكت اوى: متبقاش مصرى اصيل لو مقولتش لمراتك يامو كرش حتى لو كرشك مترين قدامك ..
بيعمل القهوه و هى بتلقائيه فتحت التلاجه و إبتدت تطلّع منها حاجات .. و عدلت صنيه و إبتدت تجهّز عليها، بصّلها و رفع حاجبه و هى عملت نفسها مش شايفه ! هى قررت تمشى طريق و عشان تمشيه لازم تاخد هى اول خطواته لحد ما تخلّيه يمدّ إيده و يدوب بين إيديها ..
إبتسم و لفّ للقهوه على صوتها بتفور و هى هنا ضحكت اوى و هو ضحك بغيظ: اضحكى اضحكى، و اما ضحكت اوى: طب و ربونا ما فى قهوه غرام: احسن بردوا .. لعلمك انا نسيت اقولك إنى رغم عشقى ليها إلا إنى لايمكن اشربها الصبح مراد: طب و وافقتى بيها ليه اما قولتلك ؟
غرام بلمعه ف عنيها هو شافها كويس اوى: لإنك طالما عرضتها يبقى حاجه من الاتنين يا معندكش غيرها يا بتحبها اوى مراد: انا فعلا بعشقها .. بس بردوا رضيتى بيها ليه ؟ انا مش معنديش غيرها انا بس بحبها غرام: مش يمكن عشان كده رضيت بيها .. عشان انت بتحبها ف قررت اشاركك ف حاجه بتحبها .. نتقابل ف نقطه يعنى ..
مراد لفّ ضهره مره واحده للمطبخ و عمل نفسه بيطلع حاجات بس هو كان بيهرب من كلامها اللى بقا محاوطه بوضوح: طب بتحبى ايه عالصبح سيادتك ؟ غرام: هتشاركنى انت يعنى ؟ مراد بعد ما كان هيرد بإجابه غيّرها و إتصنع البرود: لاء خلينا كل واحد ف حاجته .. ها عايزه ايه ؟ غرام: جرّب مش يمكن تحب؟ مراد: لاء محبش غرام: مممم عموما انا بعشق الشاى بلبن عالصبح.
مراد ضحك: مش قولتلك محبش غرام: حد ما يحبش الشاى بلبن .. ده عشق .. انا من كتر ما بشربه حاسه إنى لو إتعورت هخرّ شاى بلبن مراد ضحك اوى: لاء انا اتفطمت من زمان غرام: طب جرّبه معايا عشان خاطرى و شوف مراد بعِند: لاء عملها شاى بلبن و هى جهزت فطار و قرّبت منه عالبوتاجاز إبتدت تعمل قهوه مراد: على فكره انا كنت هعمل يعنى .. اكيد مش هشرب معاكى شاى بلبن غرام: عارفه إنك مش هتتنازل بس ليه لاء ؟
مراد: عشان يمكن متعودتش احب حاجه لمجرد ان حد بحبه بيحبها غرام إبتسمت اوى من إندفاعه و هو لاحظ بس كانت الكلمه خلاص خرجت غرام: ممم ماهو عشان كده عملتلك القهوه مراد: و بتعملى اتنين قهوه ليه بقا ؟ غرام ضحكت: عشان انت هتشرب معايا الشاى بلبن عالفطار و انا هشاركك القهوه بعد الفطار مراد رفع حاجبه: بردوا ؟
غرام ب إصرار: بردوا مراد بعد ما كان هيعترض نوعا ما عجبه المشاركه .. حس بإحساس اول مره يدوقه .. اول مره حد يشاركه ف تفاصيل و لو بسيطه من حياته .. معترضش و سابها تعمل اللى هى عايزاه .. خلّصت و فطروا سوا و مراد داق الشاى بلبن و نوعا ما تقبّله و هى شربت معاه قهوته بعد ما فطروا .. خلّصوا و لمّت الحاجه و فضلوا يرغوا كتير و الاخر خدها وصّلها .. مراد حس إنها بتتغلغل جواه بقوه و الاصعب من كده إنه مش عارف يقاوم او مش عايز او مالهوش حُكم على نفسه ! هو مش عارف هو ايه بالظبط بس إستسلم يبقوا صحاب و يستنى يشوف الايام شايلالهم ايه ..
ليليان إبتدوا يدوّروا عليها ف كل مكان ف مصر .. مفييش .. مالهاش اثر ! كلّموا رامى و مصطفى سافرله و قلبوا عليها روسيا بس بردوا كأنها فص ملح و داب مالهاش اثر بردوا ! الخبر إنتشر فعلا عن إختفاءها ده و الكل عرف بس مصطفى و مراد إتحفظّوا على نقطه إنها عرفت بحقيقه أبوها و أخفوها عن الكل حتى امها و رامى كمان مقالش ..
روسيليا عرفت و كانت هتتجنن من الهلع اللى جواها .. بقالها ايام مبتنامش و مقبوضه و مش عارفه من ايه ودلوقت عرفت .. كلّمت نضال اللى كان بيروح و يجى عشان محدش يشك فيه
نضال بغضب: انتى اتجننتى ؟ وانا ايش عرفنى ؟ ياكشى هلف و اسرح وراها اشوفها بتتسرمح فين؟ روسيليا بدموع: حرام عليك البت زى اليتيمه مالهاش حد هتروح فين يعنى ؟ قولى لو تعرف حاجه عنها نضال قام بنرفزه: انا ماشى مش ناقص قرف .. انتى جايه ترمى قرفك عليا روسيليا قلقها بيزيد و خوفها .. خاصه إنها عارفه ان ليليان قالتلها هتنزل مصر !
كلّمت عاصم روسيليا بهجوم اول ما فتح مدتلهوش فرصه يتكلم: قسماً بالله لو بنتى جرالها حاجه او حد قرّب منها لأهد الدنيا فوق دماغكوا عاصم ببرود: بنتك ؟ مممم بنتك مين بقا ؟ انتى خلّفتى و لا ايه ؟ روسيليا لسه هترد قاطعها هو بحده: انتى هتكدبى الكدبه و تصدقيها و لا ايه ؟ لاء فوقى كده روسيليا بقهره: بنتى فين ؟ عملتوا فيها ايه انطق.
عاصم ببرود: انتى جايه بتسألينى انا ؟ و الله روحى شوفى تربيتك ليها ودتها فين روسيليا بحده: انا بنتى مربياها احسن تربيه عاصم: ممم طب و احسن تربيه دى ودّتها فين و انتى مش عارفه ؟ ده اخرة دلعك فيها اشربى بقا .. بنتك انا معرفش عنها حاجه .. متجيش ترمى بلاكى عليا للى معملتهوش زمان اعمله فعلا دلوقت ..و مش من وراكى لاء قدام عينيكى روسيليا بقهره: بنتى قالت هتنزل مصر و انا معرفتش امنعها و من بعدها اختفت .. ده رابع اسبوع ده مسمعش صوتها ! عاصم ببرود: تنزل مصر ! مممم .. و انتى معرفتيش تمنعيها ؟ طب كويس إنك عرّفتينى
قفل معاها و سابها ف نار والعه ف قلبها و عقلها بيودى و يجيب و كلّم نضال نضال بقرف: سيبك منها اختك إتجننت على كَبر عاصم بغضب: ما تخلص يا بنى ادم انت .. نضال بضيق: انا مش فاهم هتفرق ايه تموت إنهارده و لا بكره .. ماهى كده كده بعيد و مش طايلنها هما و مش ف مصر زى ماحنا عاوزين عاصم بغضب: انت هتتجنن زى مراتك و لا ايه ؟ و لا تكونشى انت كمان هتقولى بنتى ؟
نضال ضحك: لاء بنتى ايه ؟ ده باللى انا عملته فيها لا بنتى و لا بنت غيرى و لا تنفع تبقا بنت اصلا ! هو بس كده تقدر تقول البت حته طريه اوى و نَزّه .. ماليه مزاجى يعنى عاصم بغضب: اخلص يا زفت إبتدوا يدوّروا عليها نضال: مش هيوصلولها متخافش عاصم: اه بس ممكن يوصلوا لحاجات تانيه .. بيدوّروا يعنى بينكشوا و ممكن ده يوصّلهم للى بدفنه من سنين .. ف اخلص عشان انا مش هسمح لاى حاجه تبوظ عشان خاطرك انت و مراتك.
نضال: حاضر الصبح هخلّص عليها عاصم: و ترجّعها شقتها تانى نضال بإستغراب: اشمعنا ؟ ما احدفها ف اى داهيه و خلاص عاصم بزهق: لو مشافوش جثتها هيفضلوا يدوّروا وبردوا ممكن يوصلوا لحاجه .. يعنى هى هى ف لازم يتأكدوا انها خلصت عشان يترزعوا و يهدوا نضال: الصبح هخلص و اطمنك
مارد قلب الدنيا علي ليليان ف مصر ملقهاش و إتأكد من الجوازات انها مدخلتش مصر .. و بما إنها متعرفش تدخل ب اسم مختلف زى ماهم بيعملوا يبقا مدخلتش خالص ! كلّم مصطفى و رامى و بردوا قالوله إنها مالهاش اثر ف روسيا نهائى .. و بردوا الجوازات بتقول إنها من وقت ما خرجت على انجلترا مدخلتش روسيا تانى ! مراد إتفق معاهم هيتقابلوا ف انجلترا و ده اخر مكان ممكن يلجأوله و تكون فيه روسيليا صممت تسافر معاهم و هما قدام إصرارها خدوها و سافروا و هى بردوا متعرفش حاجه .. إتقابلوا مع مراد ف المطار و قرروا الاول يطلعوا على شقتها يمكن يلاقوا اى حاجه توصّلهم ليها !
نضال قفل مع عاصم و راح لليليان اللى كانت خلاص بتموت .. قضّى الليل كله معاها بحيوانيه لحد ما طلع الصبح نضال قرّب منها بغلّ: معلش بقا يا عروسه كان بوّدى اكمّل العسل شهر اتنين تلاته بس الظروف حكمت ! إنقضّ عليها بغلّ و عنف .. إعتداء بضرب بشتيمه لحد ما اغمى عليها كالعاده ف إيده ..
خلّص و خلّى اتنين من رجالته شالوها زى ما هى حطّوها ف شنطه العربيه و اخدها و طلع على شقتها .. إداها لحد من رجالته يطلّعها الشقه و إداله امر يخلّص عليها ! فعلا إتخفّى بيها و طلّعها دخّلها و حدفها بعنف ع الارض ف مدخل الشقه و طلع سكينه .. شدّها من شعرها رجّع راسها لورا و حط السكينه على رقبتها !
موبايله رن ف ميّلها و رد و كان نضال بيستعجله عشان عرف ان روسيليا ف المطار و ف طريقها لعندها ! قفل معاه و رجع شدّها تانى بس المرادى بعنف و بسرعه ميّل راسها لورا و حط السكينه على رقبتها .. سمع صوت برا و رِجل حد برا بيقرّب من باب الشقه .. مَشّى السكينه بسرعه على رقبتها و حدفها بعنف ع الارض غرقانه ف دمها و جرى إتخفّى ف البلكونه !
روسيليا و مراد و مصطفى و رامى وصلوا الشقه .. و روسيليا كان معاها مفاتيحها طلعتها و فتحت و قبل ما يخطّوا خطوه واحده جوه الشقه إتفاجأوا بالمنظر اللى شلّهم كلهم من الصدمه ! روسيليا بجمود: دى مش بنتى ! دى __